العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة المؤمنون

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 01:57 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة المؤمنون [من الآية (93) إلى الآية (100) ]

{ قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93) رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94) وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95) ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96) وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الناسخ والمنسوخ الآية رقم (96)
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 01:59 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل ربّ إمّا ترينّي ما يوعدون (93) ربّ فلا تجعلني في القوم الظّالمين (94) وإنّا على أن نريك ما نعدهم لقادرون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد: ربّ إن ترينّي في هؤلاء المشركين ما تعدهم من عذابك فلا تهلكنّي بما تهلكهم به. ونجّني من عذابك وسخطك، فلا تجعلني في القوم المشركين؛ ولكن اجعلني ممّن رضيت عنه من أوليائك). [جامع البيان: 17/103]

تفسير قوله تعالى: (رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلا تجعلني} جوابٌ لقوله: {إمّا ترينّي} اعترض بينهما بالنّداء، ولو لم يكن قبله جزاءٌ لم يجز ذلك في الكلام، لا يقال: يا زيد فقم، ولا: يا ربّ فاغفر، لأنّ النّداء مستأنفٌ، وكذلك الأمر بعده مستأنفٌ، لا تدخله الفاء والواو، إلاّ أن يكون جوابًا لكلامٍ قبله). [جامع البيان: 17/104]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {وإنّا على أن نريك ما نعدهم لقادرون} يقول تعالى ذكره: وإنّا يا محمّد على أن نريك في هؤلاء المشركين ما نعدهم من تعجيل العذاب لهم، لقادرون، فلا يحزننّك تكذيبهم إيّاك بما نعدهم به، وإنّما نؤخّر ذلك ليبلغ الكتاب أجله). [جامع البيان: 17/104]

تفسير قوله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد في قوله تعالى ادفع بالتي هي أحسن قال هو السلام تسلم عليه إذا لقيته). [تفسير عبد الرزاق: 2/48]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد في قوله ادفع بالتي هي أحسن قال السلام سلم عليه إذ لقيته). [تفسير عبد الرزاق: 2/187]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن طلحة بن عمرٍو عن عطاءٍ في قوله: {ادفع بالّتي هي أحسن السيئة} قال: السلام [الآية: 96]). [تفسير الثوري: 218]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون (96) وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين (97) وأعوذ بك ربّ أن يحضرون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه: ادفع يا محمّد بالخلّة الّتي هي أحسن، وذلك الإغضاء والصّفح عن جهلة المشركين، والصّبر على أذاهم، وذلك أمره إيّاه قبل أمره بحربهم.
وعنى بـ (السّيّئة): أذى المشركين إيّاه، وتكذيبهم له فيما أتاهم به من عند اللّه، يقول له تعالى ذكره: اصبر على ما تلقى منهم في ذات اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ قوله: {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة} قال: أعرض عن أذاهم إيّاك.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن عبد الكريم الجزريّ، عن مجاهدٍ: {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة} قال: هو السّلام، تسلّم عليه إذا لقيته.
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن عبد الكريم، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا هوذة، قال: حدّثنا عوفٌ، عن الحسن، في قوله: {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة} قال: واللّه لا يصيبها صاحبها حتّى يكظم غيظًا، ويصفح عمّا يكره.
وقوله: {نحن أعلم بما يصفون} يقول تعالى ذكره: نحن أعلم بما يصفون اللّه به، وينحلونه من الأكاذيب، والفرية عليه، وبما يقولون فيك من السّوء، ونحن مجازوهم على جميع ذلك، فلا يحزنك ما تسمع منهم من قبيح القول). [جامع البيان: 17/104-105]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون.
أخرج عبد بن الحميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد {ادفع بالتي هي أحسن السيئة} يقول: اعرض عن أذاهم إياك). [الدر المنثور: 10/597]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عطاء {ادفع بالتي هي أحسن السيئة} قال: بالسلام). [الدر المنثور: 10/598]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن الحميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: نعمت والله الجرعة تتجرعها وأنت مظلوم فمن استطاع أن يغلب الشر بالخير فليفعل ولا قوة إلا بالله). [الدر المنثور: 10/598]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن أنس في قوله {ادفع بالتي هي أحسن السيئة} قال: قول الرجل لأخيه ما ليس فيه يقول إن كنت كاذبا فأنا أسأل الله أن يغفر لك وان كنت صادقا فانا أسأل الله أن يغفر لي). [الدر المنثور: 10/598]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في الأدب عن أبي هريرة قال: أتى رجل النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أن لي قرابة أصلهم ويقطعون وأحسن إليهم ويسيئون إلي ويجهلون علي واحلم عنهم، قال: لئن كان كما تقول كأنما تسفهم الملل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك). [الدر المنثور: 10/598]

تفسير قوله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وقل يا محمّد: ربّ أستجير بك من خنق الشّياطين وهمزاتها، والهمز: هو الغمز، ومن ذلك قيل للهمز في الكلام: همزةٌ، والهمزات جمع همزةٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرني ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين} قال: همزات الشّياطين: خنقهم النّاس، فذلك همزاتهم). [جامع البيان: 17/105-106]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك رب أن يحضرون.
أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع، بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون). [الدر المنثور: 10/599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن خالد بن الوليد أنه قال يا رسول الله إني أجد وحشة قال: إذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنه لا يضرك وبالحري أن لا يضرك). [الدر المنثور: 10/599]

تفسير قوله تعالى: (وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} يقول: وقل أستجير بك ربّ أن يحضرون في أموري.
- كالّذي حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} في شيءٍ من أمري). [جامع البيان: 17/106]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك رب أن يحضرون.
أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع، بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون). [الدر المنثور: 10/599] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {وأعوذ بك رب أن يحضرون} قال: يحضرون في شيء من أمري). [الدر المنثور: 10/599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن خالد بن الوليد أنه قال يا رسول الله إني أجد وحشة قال: إذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنه لا يضرك وبالحري أن لا يضرك). [الدر المنثور: 10/599] (م)

تفسير قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {حتّى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون (99) لعلّي أعمل صالحًا فيما تركت كلاّ إنّها كلمةٌ هو قائلها ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون}.
يقول تعالى ذكره: حتّى إذا جاء أحد هؤلاء المشركين الموت، وعاين نزول أمر اللّه به قال لعظيم ما يعاين ممّا يقدم عليه من عذاب اللّه تندّمًا على ما فات، وتلهّفًا على ما فرّط فيه قبل ذلك من طاعة اللّه، ومسألته للإقالة: {ربّ ارجعون} إلى الدّنيا فردّوني إليها، {لعلّي أعمل صالحًا} يقول: كي أعمل صالحًا فيما تركت قبل اليوم من العمل فضيّعته وفرّطت فيه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي معشرٍ، قال: كان محمّد بن كعبٍ القرظيّ يقرأ علينا: {حتّى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون} قال محمّدٌ: إلى أيّ شيءٍ يريد؟ إلى أيّ شيءٍ يرغب؟ أجمع المال، أو غرس الغراس، أو بني بنيانٍ، أو شقّ أنهارٍ؟ ثمّ يقول: {لعلّي أعمل صالحًا فيما تركت} يقول الجبّار: {كلاّ}.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {ربّ ارجعون} قال: هذه في الحياة الدّنيا، ألا تراه يقول: {حتّى إذا جاء أحدهم الموت} قال: حين تنقطع الدّنيا ويعاين الآخرة، قبل أن يذوق الموت.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لعائشة: إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا: نرجعك إلى الدّنيا؟ فيقول: إلى دار الهموم والأحزان؟ فيقول: بل قدّماني إلى اللّه. وأمّا الكافر فيقال: نرجعك؟ فيقول: {لعلّي أعمل صالحًا فيما تركت} الآية.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {حتّى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون} يعني أهل الشّرك.
وقيل: {ربّ ارجعون}، فابتدأ الكلام بخطاب اللّه تعالى، ثمّ قيل: {ارجعون}، فصار إلى خطاب الجماعة، واللّه تعالى ذكره واحدٌ. وإنّما فعل ذلك كذلك، لأنّ مسألة القوم الرّدّ إلى الدّنيا إنّما كانت منهم للملائكة الّذين يقبضون روحهم، كما ذكر ابن جريجٍ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قاله. وإنّما ابتدئ الكلام بخطاب اللّه جلّ ثناؤه، لأنّهم استغاثوا به، ثمّ رجعوا إلى مسألة الملائكة الرّجوع والرّد إلى الدّنيا.
وكان بعض نحويّي الكوفة يقول: قيل ذلك كذلك، لأنّه ممّا جرى على وصف اللّه نفسه من قوله: {وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئًا} في غير مكانٍ من القرآن، فجرى هذا على ذاك). [جامع البيان: 17/106-108]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون.
أخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت، وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: إذا وضع الكافر في قبره مقعده من النار قال: {رب ارجعون} حتى أتوب أعمل صالحا فيقال: قد عمرت ما كنت معمرا، فيضيق عليه قبره فهو كالمنهوش ينام ويفزع تهوى إليه هوام الأرض، حياتها وعقاربها). [الدر المنثور: 10/599-600]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {قال رب ارجعون} قال: هذا حين يعاين قبل أن يذوق الموت). [الدر المنثور: 10/600]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج قال: زعموا أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لعائشة إن المؤمن إذا عاين الملائكة قالوا: نرجعك إلى الدنيا فيقول: إلى دار الهموم والأحزان بل قدما إلى الله.
وأمّا الكافر فيقولون له: نرجعك فيقول: {رب ارجعون (99) لعلي أعمل صالحا فيما تركت} ). [الدر المنثور: 10/600-601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ حضر الإنسان الوفاة يجمع له كل شيء يمنعه عن الحق فيحول بين عينيه فعند ذلك يقول {رب ارجعون (99) لعلي أعمل صالحا فيما تركت} ). [الدر المنثور: 10/601]

تفسير قوله تعالى: (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال مجاهد في قوله: {ومن وراءهم برزخٌ إلى يوم يبعثون}، قال: الحاجز ما بين الدنيا والآخرة). [الجامع في علوم القرآن: 1/19]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون قال البرزخ بقية الدنيا). [تفسير عبد الرزاق: 2/48]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): ([ثنا يزيد بن موهبٍ قال: ثنا يحيى بن يمانٍ قال:] ثنا أشعث عن جعفرٍ عن سعيدٍ في قوله عز وجل: {ومن ورائهم برزخٌ} قال: بعد الموت). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 35]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كلاّ} يقول تعالى ذكره: ليس الأمر على ما قال هذا المشرك؛ لن يرجع إلى الدّنيا ولن يعاد إليها {إنّها كلمةٌ هو قائلها} يقول: هذه الكلمة، وهو قوله: {ربّ ارجعون} كلمةٌ هو قائلها؛ يقول: هذا المشرك هو قائلها.
- كما حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {كلاّ إنّها كلمةٌ هو قائلها} لا بدّ له أن يقولها.
{ومن ورائهم برزخٌ} يقول: ومن أمامهم حاجزٌ يحجز بينهم وبين الرّجوع، يعني إلى يوم يبعثون من قبورهم، وذلك يوم القيامة؛
والبرزخ والحاجز والمهلة متقارباتٌ في المعنى.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون} يقول: أجلٌ إلى حينٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ في قوله: {ومن ورائهم برزخٌ} قال: ما بعد الموت.
- حدّثني أبو حميدٍ الحمصيّ أحمد بن المغيرة قال: حدّثنا أبو حيوة شريح بن يزيد قال: حدّثنا أرطأة، عن أبي الحجاج يوسف، قال: خرجت مع أبي أمامة في جنازةٍ، فلمّا وضعت في لحدها قال أبو أمامة: هذا برزخٌ إلى يوم يبعثون.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا مطرٌ، عن مجاهدٍ، قوله: {ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون} قال: ما بين الموت إلى البعث.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {برزخٌ إلى يوم يبعثون} قال: حجابٌ بين الميّت والرّجوع إلى الدّنيا.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهد مثله.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون} قال: برزخٌ: بقيّة الدّنيا.
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، مثله.
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون} قال: البرزخ ما بين الموت إلى البعث.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك يقول: البرزخ: ما بين الدّنيا والآخرة). [جامع البيان: 17/108-111]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون قال البرزخ الحاجز بين الموت والرجوع إلى الدنيا). [تفسير مجاهد: 434]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال البرزخ هي هذه القبور التي بينكم وبين الآخرة). [تفسير مجاهد: 434]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت: ويل لأهل المعاصي من أهل القبور يدخل عليهم في قبورهم حيات سود حية عند رأسه وحية عند رجليه يضربانه حتى يلتقيان في وسطه، فذلك العذاب في البرزخ الذي قال الله {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} ). [الدر المنثور: 10/600]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج قال: زعموا أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لعائشة إن المؤمن إذا عاين الملائكة قالوا: نرجعك إلى الدنيا فيقول: إلى دار الهموم والأحزان بل قدما إلى الله.
وأمّا الكافر فيقولون له: نرجعك فيقول: {رب ارجعون (99) لعلي أعمل صالحا فيما تركت} ). [الدر المنثور: 10/600-601] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ حضر الإنسان الوفاة يجمع له كل شيء يمنعه عن الحق فيحول بين عينيه فعند ذلك يقول {رب ارجعون (99) لعلي أعمل صالحا فيما تركت} ). [الدر المنثور: 10/601] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن الحميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {لعلي أعمل صالحا فيما تركت} قال: لعلي أقول لا إله إلا الله). [الدر المنثور: 10/601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله {لعلي أعمل صالحا} قال: أقول لا إله إلا الله). [الدر المنثور: 10/601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن حسين في قوله ومن ورائهم برزخ قال: أمامهم). [الدر المنثور: 10/601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن الحميد، وابن جرير، وابن المنذر وأبو نعيم في الحلية عن مجاهد في قوله {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} قال: هو ما بين الموت إلى البعث). [الدر المنثور: 10/601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: البرزخ الحاجز ما بين الدنيا والآخرة). [الدر المنثور: 10/601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن الحميد، وابن جرير عن مجاهد {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} قال: حاجز بين الميت والرجوع إلى الدنيا). [الدر المنثور: 10/602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال: البرزخ ما بين الدنيا والآخرة، ليس مع أهل الدنيا يأكلون ويشربون ولا مع أهل الآخرة يجازون بأعمالهم). [الدر المنثور: 10/602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن الحميد عن الحسن في الآية قال: البرزخ بين الدنيا والآخرة). [الدر المنثور: 10/602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وعبد بن الحميد، وابن جرير عن قتادة قال: البرزخ بقية الدنيا). [الدر المنثور: 10/602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن الحميد عن قتادة {ومن ورائهم برزخ} قال: أهل القبور في برزخ ما بين الدنيا والآخرة هم فيه إلى يوم يبعثون). [الدر المنثور: 10/602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن الحميد عن الربيع قال: البرزخ القبور). [الدر المنثور: 10/602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر قال: البرزخ المقابر، لا هم في الدنيا ولا هم في الآخرة فهم مقيمون إلى يوم يبعثون). [الدر المنثور: 10/602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وسمويه في فوائده عن أبي أمامة انه شهد جنازة فلما دفن الميت قال: هذا برزخ إلى يوم يبعثون). [الدر المنثور: 10/602-603]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد عن أبي محلم قال: قيل للشعبي مات فلان قال: ليس هو في الدنيا ولا في الآخرة، هو في البرزخ). [الدر المنثور: 10/603]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله {ومن ورائهم برزخ} قال: ما بعد الموت). [الدر المنثور: 10/603]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 02:00 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل} [المؤمنون: 93] يا محمّد.
{ربّ إمّا ترينّي ما يوعدون} [المؤمنون: 93] من العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 1/414]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
( وقوله جل وعز: {قل ربي إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين}

النداء معترض والمعنى إما تريني ما يوعدون فلا تجعلني في القوم الظالمين). [معاني القرآن: 4/483]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ربّ فلا تجعلني في القوم الظّالمين} [المؤمنون: 94] لا تهلكني معهم إن أريتني ما يوعدون). [تفسير القرآن العظيم: 1/414]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ربّ فلا تجعلني...}

هذه الفاء جوابٌ للجزاء لقوله: {إمّا ترينّي} اعترض النداء بينهما كما: تقول إن تأتني يا زيد فعجّل. ولو لم يكن قبله جزاء لم يجزأن تقول: يا زيد فقم، ولا أن تقول يا ربّ فاغفر لي؛ لأنّ النداء مستأنف، وكذلك الأمر بعده مستأنف لا تدخله الفاء ولا الواو. لا تقول: يا قوم فقوموا، إلا أن يكون جواباً لكلام قبله، كقول قائل: قد أقيمت الصّلاة،
فتقول: ياهؤلاء فقوموا. فهذا جوازه). [معاني القرآن: 2/241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل ربّ إمّا ترينّي ما يوعدون * ربّ فلا تجعلني في القوم الظّالمين}[معاني القرآن: 4/20]
الفاء جواب الشرط شرط الجزاء، وهو اعتراض بين الشرط والجزاء، المعنى إمّا تريني ما يوعدون فلا تجعلني يا ربّ في القوم الظالمين، أي إن نزلت بهم النقمة يا ربّ فاجعلني خارجا عنهم.
ويجوز " فلا تجعلنّي " ولم يقرأ بها). [معاني القرآن: 4/21]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل ربي إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين}
النداء معترض والمعنى إما تريني ما يوعدون فلا تجعلني في القوم الظالمين). [معاني القرآن: 4/483] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وإنّا على أن نريك ما نعدهم} [المؤمنون: 95] من العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 1/414]

تفسير قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({لقادرون {95} ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة} [المؤمنون: 95-96] يقول: ادفع بالعفو والصّفح القول القبيح والأذى.
تفسير السّدّيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/414]
قال يحيى: وذلك قبل أن يؤمر بقتالهم.
{نحن أعلم بما يصفون} [المؤمنون: 96] بما يكذبون). [تفسير القرآن العظيم: 1/415]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {ادفع بالّتي هي أحسن} [أي] الحسنى من القول. قال قتادة: سلّم عليه إذا لقيته).
[تفسير غريب القرآن: 299]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ادفع بالتي هي أحسن السيئة}
قال مجاهد وعطاء وقتادة يعني السلام إذا لقيته فسلم عليه). [معاني القرآن: 4/483]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين} [المؤمنون: 97] وهو الجنون). [تفسير القرآن العظيم: 1/415]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {من همزات الشّياطين} وهمز الشيطان غمزه الإنسان وقمعه فيه).
[مجاز القرآن: 2/61]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {همزات الشياطين}:واحدها همزة. والهمز واللمز والغمز والطعن على الرجل.
وقال المفسرون الهمز: الموتة التي تأخذ الإنسان). [غريب القرآن وتفسيره: 267]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{همزات الشّياطين} نخسها وطعنها. ومنه قيل [للغائب: همزة] كأنه يطعن وينخس إذا عاب). [تفسير غريب القرآن: 300]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين}
واحد الهمزات همزة، وهو مسّ الشيطان، ويجوز أن يكون نزغات الشيطان، ونزغ الشيطان وسوسته حتى يشغل عن أمر اللّه تعالى). [معاني القرآن: 4/21]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين}
أصل الهمز النخس والدفع وقيل فلان همزة كأنه ينخس من عابه فهمز الشيطان مسه ووسوسته). [معاني القرآن: 4/484]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (همزات الشياطين) أي: غمزات الشياطين ووساوسها). [ياقوتة الصراط: 374]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {هَمَزَاتِ}: وسوسة). [العمدة في غريب القرآن: 217]

تفسير قوله تعالى: (وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} [المؤمنون: 98] فأطيع الشّيطان، فأهلك، أمره اللّه أن يدعو بهذا). [تفسير القرآن العظيم: 1/415]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وأعوذ بك ربّ أن يحضرون}

ويجوز " وأعوذ بك ربّ أن يحضرون " ولم يقرأ بها فلا تقرأنّ بها.
ويجوز وأعوذ بك ربّي أن يحضرون، ويجوز ربّي.
فهذه أربعة أوجه.
ولا ينبغي أن يقرأ إلا بواحد، وهو الذي عليه الناس.. ربّ بكسر الباء وحذف الياء، والياء حذفت للبداء والمعنى وأعوذ بك يا ربّ.
من قال ربّ بالضم فعلى معنى يا أيها الربّ ومن قال ربّي فعلى الأصل. كما قال يا عبادي فاتّقون). [معاني القرآن: 4/21]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {حتّى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون} [المؤمنون: 99] قال الحسن: ليس أحدٌ من خلق اللّه ليس للّه بوليٍّ إلا وهو يسأل اللّه الرّجعة إلى الدّنيا عند الموت بكلامٍ يتكلّم به، وإن كان أخرس لم يتكلّم في الدّنيا بحرفٍ قطّ، وذلك إذا استبان له أنّه من أهل النّار سأل اللّه الرّجعة ولا يسمعه من يليه). [تفسير القرآن العظيم: 1/415]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال يحيى: وأخبرني رجلٌ من أهل الكوفة عن السّدّيّ قال: إنّ الكافر إذا نزل به الموت وعاين حسناته قليلةً وسيّئاته كثيرةً، نظر إلى ملك الموت من قبل أن يخرج من الدّنيا، فتمنّى الرّجعة وصدّق بما كذّب به، فعند ذلك يقول: {ربّ ارجعون} [المؤمنون: 99] يعني إلى الدّنيا {لعلّي أعمل صالحًا فيما تركت} [المؤمنون: 100] يقول اللّه: {كلّا} [المؤمنون: 100] يعني لا يرجع إلى الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 1/416] (م)

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قال ربّ ارجعون...}

فجعل الفعل كأنه لجميع وإنما دعا ربه. فهذا ممّا جرى على ما وصف الله به نفسه من قوله: {وقد خلقناك من قبل} في غير مكان من القرآن. فجرى هذا على ذلك).
[معاني القرآن: 2/241-242]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الواحد بلفظ الجميع:
كقوله سبحانه: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ}، وأكثر من يخاطب بهذا الملوك، لأنّ من مذاهبهم أن يقولوا: نحن فعلنا. بقوله الواحد منهم يعني نفسه، فخوطبوا بمثل ألفاظهم.
يقول الله عز وجل: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: 3]، و{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].
ومن هذا قوله عز وجل: {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ} [يونس: 83]، وقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} [هود: 14]، وقوله: {فَأْتُوا بِآَبَائِنَا} [الدخان: 36]).
[تأويل مشكل القرآن: 294-293]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (حتّى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون}
يعني به الذين ذكروا قبل هذا الموضع. ودفعوا البعث فأعلم أنه إذا حضر أحدهم الموت {قال ربّ ارجعون * لعلّي أعمل صالحا فيما تركت}.
وقوله: (ارجعون) وهو يريد اللّه - عزّ وجلّ - وحده، فجاء الخطاب في المسألة على لفظ الإخبار لأن الله عزّ وجلّ قال: {إنّا نحن نحيي ونميت}.[معاني القرآن: 4/21]
وهو وحده يحيي ويميت. وهذا لفظ تعرفه العرب للجليل الشأن يخبر عن نفسه بما يخبر به الجماعة، فكذلك جاء الخطاب في (ارجعون).
وقوله: (كلّا) ردع وتنبيه). [معاني القرآن: 4/22]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون}
يعني المذكورين الذين لا يؤمنون بالبعث
قال رب ارجعون ولم يقل ارجعن فخاطب على ما يخبر الله جل وعز به عن نفسه كما قال: {إنا نحن نحي الموتى} وفيه معنى التوكيد والتكرير). [معاني القرآن: 4/484]

تفسير قوله تعالى: {لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({لعلّي أعمل صالحًا فيما تركت} [المؤمنون: 100] فيما صنعت.
قال اللّه: كلا لست براجعٍ إلى الدّنيا، وهي مثل قوله: {وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصّدّق وأكن من الصّالحين} [المنافقون: 10] ثمّ قال: {كلّا إنّها كلمةٌ هو قائلها} [المؤمنون: 100] هذه الكلمة: {قال ربّ ارجعون {99} لعلّي أعمل صالحًا فيما تركت} [المؤمنون: 99-100]
- خالدٌ وإبراهيم بن محمّدٍ، عن صفوان بن سليمٍ، عن سليمان بن عطاءٍ، عن رجلٍ من بني حارثة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا حضر الإنسان الموت جمع كلّ شيءٍ له كان يمنعه من الحقّ، فجعل بين عينيه».
في حديث خالدٍ، وفي حديث إبراهيم: كلّ شيءٍ كان يمنعه من حقّه فجعل بين يديه، فعند ذلك يقول: {قال ربّ ارجعون {99} لعلّي أعمل صالحًا فيما تركت} [المؤمنون: 99-100]). [تفسير القرآن العظيم: 1/415]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال يحيى: وأخبرني رجلٌ من أهل الكوفة عن السّدّيّ قال: إنّ الكافر إذا نزل به الموت وعاين حسناته قليلةً وسيّئاته كثيرةً، نظر إلى ملك الموت من قبل أن يخرج من الدّنيا، فتمنّى الرّجعة وصدّق بما كذّب به، فعند ذلك يقول: {ربّ ارجعون} [المؤمنون: 99] يعني إلى الدّنيا {لعلّي أعمل صالحًا فيما تركت} [المؤمنون: 100] يقول اللّه: {كلّا} [المؤمنون: 100] يعني لا يرجع إلى الدّنيا.
ثمّ استأنف فقال: {كلّا إنّها كلمةٌ هو قائلها} [المؤمنون: 100] ولا يسمع بها بنو آدم.
ونحو ذلك مثل قول فرعون في سورة يونس.
[تفسير القرآن العظيم: 1/415]
قوله: {ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون} [المؤمنون: 100] فطر بن خليفة قال: سألت مجاهدًا عن هذه الآية فقال: ما بين الموت إلى البعث.
سعيدٌ عن قتادة: قال: أهل القبور في البرزخ، وهو الحاجز بين الدّنيا والآخرة.
وقال السّدّيّ: البرزخ ما بين النّفختين). [تفسير القرآن العظيم: 1/416]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ومن ورائهم برزخٌ...}

البرزخ من يوم يموت إلى يوم يبعث. وقوله: {وجعل بينهما برزخاً} يقول حاجزاً. والحاجز والمهلة متقاربان في المعنى، وذلك أنك تقول: بينهما حاجز، أن يتزاورا، فتنوي بالحاجز المسافة البعيدة، وتنوي الأمر المانع، مثل اليمين والعداوة. فصار المانع في المسافة كالمانع في الحوادث، فوقع عليهما البرزخ). [معاني القرآن: 2/242]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ومن ورائهم برزخٌ} أي أمامهم وقدامهم، قال الشاعر:
أترجو بنو مروان سمي وطاعتي=وقومى تميم والغلاة ورائيا


وما بين كل شيئين برزخ وما بين الدنيا والاخرة برزخ، قال:
ومقدار ما بيني وبينك برزخ). [مجاز القرآن: 2/62]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (البرزخ): الحاجز ما بين الشيئين. البرزخ ما بين الدنيا والآخرة {فجعل بينهما برزخا}: يعني بين العذب والملح حاجز
حجز بينهما. ومنه {بينهما برزخ لا يبغيان}: أي حاجز لا يبغي هذا على هذا). [غريب القرآن وتفسيره: 268]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و(البرزخ) ما بين الدنيا والآخرة [وكل شيء بين شيئين] فهو برزخ.
ومنه قوله في البحرين: {وجعل بينهما برزخاً} [ الفرقان: 53] أي حاجزا). [تفسير غريب القرآن: 300]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}
{يوم} مضاف إلى {يبعثون} لأن أسماء الزمان تضاف إلى الأفعال والبرزخ في اللغة الحاجز، وهو ههنا ما بين موت الميت وبعثه). [معاني القرآن: 4/22]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {كلا إنها كلمة هو قائلها}كلا ردع وزجر وتنبيه
ثم قال جل وعز: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}
قال أبو عبيدة أي من أمامهم
قال مجاهد البرزخ حجاب بين الموت والرجوع إلى الدنيا
قال الضحاك هو ما بين الدنيا والآخرة
قال أبو جعفر والعرب تسمي كل حاجز بين شيئين برزخا كما قاله سبحانه: {بينهما برزخ لا يبغيان}
وقوله جل وعز: {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم ولا يتساءلون}
قال أبو عبيدة هو جمع صورة
قال أبو جعفر يذهب إلى أن المعنى فإذا نفخ في صور الناس الأرواح وهذا غلط عند أهل التفسير واللغة
روى أبو الزعراء عن عبد الله بن مسعود فإذا نفخ في الصور قال في القرن
روى عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(( كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر متى يؤمر، قال المسلمون: يا رسول الله فما نقول قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل عليه توكلنا))
لا يعرف أهل اللغة في جمع صورة إلا صورا ولو كان جمع صورة لكان ثم نفخ فيها إلا على بعد من الكلام
قال أبو جعفر وهذه الآية مشكلة لأنه قال جل وعز: {فلا أنساب بينهم ولا يتساءلون} وقال في موضع آخر: {واقبل بعضهم على بعض يتساءلون}
والجواب عن هذا وهو معنى قول عبد الله بن عباس وان خالف بعض لفظه والمعنى واحد أنه إذا نفخ في الصور أول نفخة تقطعت الأرحام وصعق من في السموات ومن في الأرض وشغل بعض الناس عن بعض بأنفسهم فعند ذلك لا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون
قال أبو جعفر ومعنى يومئذ
في قوله: {فلا أنساب بينهم يومئذ} كما تقول أنا اليوم كذا أي في هذا الوقت لا تريد وقتا بعينه). [معاني القرآن: 4/487-484]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (والبرزخ): ما بين الدنيا والآخرة وكل شيء بين الشيئين فهو برزخ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 165]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (البَرْزَخُ): الحـاجز). [العمدة في غريب القرآن: 217]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 02:02 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93) }

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95) }

تفسير قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96) }

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) }

تفسير قوله تعالى: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) }

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) }

تفسير قوله تعالى: {لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث علي رضي الله عنه أنه صلى بقوم فأسوى برزخا وفي بعض الحديث أنه قرأ برزخا فأسوى حرفا من القرآن.
...
قال: والبرزخ ما بين كل شيئين، ومنه قيل للميت: هو في البرزخ، لأنه بين الدنيا والآخرة.
ومنه قول أبي أمامة الباهلي حين دفن ميتا فقرأ: {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}.
فأراد أبو عبد الرحمن بالبرزخ ما بين الموضع الذي أسقط علي منه ذلك الحرف إلى الموضع الآخر الذي كان انتهى إليه.
ومنه قول عبد الله أنه سئل عن الرجل يجد الوسوسة فقال: تلك برازخ الإيمان.
حدثنيه حجاج عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن عن عبد الله.
وقال بعضهم: ما بين أول الإيمان وآخره.
وفي هذا تقوية للحديث الآخر: ((الإيمان ثلاث وسبعون شعبة أولها: الإيمان بالله وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق)).
وقال بعضهم: هو ما بين اليقين والشك، فذاك برازخ الإيمان). [غريب الحديث: 4/338-340]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (البرزخ: الحاجز بين كل شيئين). [مجالس ثعلب: 395]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 ذو القعدة 1439هـ/3-08-2018م, 10:30 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 ذو القعدة 1439هـ/3-08-2018م, 10:34 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 ذو القعدة 1439هـ/3-08-2018م, 10:36 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون}
أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعو لنفسه بالنجاة من عذاب الظلمة إن كان قضي أن يرى ذلك، و"إن" شرط و"ما" زائدة، و"تريني" جزم بالشرط لزمت النون الثقيلة، وهي لا تفارق "إما" عند المبرد، ويجوز عن سيبويه أن تفارق فيقال: "إما تريني"، لكن استعمال القرآن لزومها فمن هنالك التزمه المبرد.
وهذا الدعاء فيه استصحاب الخشية والتحذير من الأمر المعذب من أجله، ثم نظيره لسائر الأمة دعاء في جودة الخاتمة. وفي هذه الآية بجملتها إعلام بقرب العذاب منهم كما كان في يوم بدر). [المحرر الوجيز: 6/318]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله ثانيا: "رب" اعتراض بين الشرط وجوابه). [المحرر الوجيز: 6/318]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95)}

تفسير قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وفي قوله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن السيئة} الآية أمر بالصفح ومكارم الأخلاق، وما كان منها لهذا فهو حكم باق في الأمة أبدا، وما فيها من معنى موادعة الكفار وترك التعرض لهم والصفح عن أمورهم فمنسوخ بالقتال، وقوله تعالى: {نحن أعلم بما يصفون} يقتضي أنها آية موادعة. وقال مجاهد: الدفع بالتي هي
[المحرر الوجيز: 6/318]
أحسن هو السلام، يسلم عليه إذا لقيه، وقال الحسن: والله لا يصيبها أحد حتى يكظم غيظه ويصفح عما يكره.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
هذان الطرفان، وفي هذه الآية عدة للنبي صلى الله عليه وسلم، أي: اشتغل أنت بهذا وكل تعذيبهم والنقمة منهم إلينا). [المحرر الوجيز: 6/319]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وأمره بالتعوذ من الشيطان في همزاته، وهي سورات الغضب التي لا يملك الإنسان فيها نفسه، وكأنها هي التي كانت تصيب المؤمنين مع الكفار فتقع المحادة، فلذلك اتصلت بهذه الآية، وقال ابن زيد: همز الشيطان: الجنون.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وفي مصنف أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان همزه ونفخه ونفثه، قال أبو داود: وهمزة الموتة وهي الجنون، ونفخه الكبر، ونفثه السحر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والنزعات وسورات الغضب من الشيطان، وهي المتعوذ منها في الآية، والتعوذ من الجنون أيضا وكيد، وفي قراءة أبي بن كعب: "رب عائذا بك من همزات الشياطين، وعائذا بك رب أن يحضرون"). [المحرر الوجيز: 6/319]

تفسير قوله تعالى: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {أن يحضرون} معناه: أن يكونوا معي في أموري، فإنهم إذا حضروا الإنسان كانوا معدين للهمز، فإذا لم يكن حضور فلا همز.
[المحرر الوجيز: 6/319]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وأصل الهمز الدفع والوخز بيد وغيرها، ومنه همز الخيل وهمز الناس باللسان، وقيل لبعض العرب: أتهمز الفأرة؟ سئل بذلك عن اللفظة فظن أن المراد شخص الفأرة فقال: الهر يهمزها). [المحرر الوجيز: 6/320]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون}
"حتى" في هذا الموضع حرف ابتداء، ويحتمل أن تكون غاية مجردة بتقدير كلام محذوف، والأول أبين لأن ما بعدها هو المعني به المقصود ذكره. والضمير في "أحدهم" للكفار، وقوله: "ارجعون" معناه: إلى الحياة الدنيا. وجمع الضمير يتخرج على معنيين: إما أن يخاطبه مخاطبة الجمع تعظيما، على نحو إخباره تعالى عن نفسه بنون الجماعة في غير موضع، وإما أن تكون استغاثة بربه أولا ثم خاطب ملائكة العذاب بقوله: "ارجعون". وقال الضحاك: هي في المشرك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: إذا عاين المؤمن قالت له الملائكة: نرجعك؟ فيقول: إلى دار الهموم والأحزان؟ بل قدما إلى الله تعالى، وأما الكافر فيقول: {ارجعون * لعلي أعمل صالحا} ). [المحرر الوجيز: 6/320]

تفسير قوله تعالى: {لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الحسن والجمهور: "لعلي" بسكون الياء، وقرأ طلحة بن مصرف: "لعلي" بفتح الياء، و"كلا" كلمة زجر وهي من كلام الله تعالى.
وقوله: {إنها كلمة هو قائلها} يحتمل ثلاثة معان: أحدها: الإخبار المؤكد بأن هذا الشيء يقع ويقول هذه الكلمة، والآخر: أن يكون المعنى: إنها كلمة لا تغني أكثر من أن يقولها، ولا نفع له فيها ولا غوث، والثالث: أن تكون إشارة إلى أنه لو رد لعاد، فتكون آية ذم لهم. والضمير في "ورائهم" للكفار، أي يأتي بعد موتهم حاجز من المدة، و"البرزخ" في كلام العرب: الحاجز بين المسافتين، ثم يستعار لما عدا ذلك، فهو هنا للمدة التي بين موت الإنسان وبين بعثه، هذا إجماع من المفسرين. و"يوم" مضاف إلى "يبعثون"). [المحرر الوجيز: 6/321]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 محرم 1440هـ/24-09-2018م, 03:59 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 محرم 1440هـ/24-09-2018م, 04:03 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93) رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل ربّ إمّا ترينّي ما يوعدون (93) ربّ فلا تجعلني في القوم الظّالمين (94) وإنّا على أن نريك ما نعدهم لقادرون (95) ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون (96) وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين (97) وأعوذ بك ربّ أن يحضرون (98)}.
يقول تعالى آمرًا [نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم] أنّ يدعو هذا الدّعاء عند حلول النّقم: {ربّ إمّا ترينّي ما يوعدون} أي: إن عاقبتهم -وإنّي شاهد ذلك- فلا تجعلني فيهم، كما جاء في الحديث الّذي رواه الإمام أحمد والتّرمذيّ -وصحّحه-: "وإذا أردت بقومٍ فتنةً فتوفّني إليك غير مفتونٍ"). [تفسير ابن كثير: 5/ 492]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإنّا على أن نريك ما نعدهم لقادرون} أي: لو شئنا لأريناك ما نحلّ بهم من النّقم والبلاء والمحن). [تفسير ابن كثير: 5/ 492]

تفسير قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال مرشدًا له إلى التّرياق النّافع في مخالطة النّاس، وهو الإحسان إلى من يسيء، ليستجلب خاطره، فتعود عداوته صداقةً وبغضه محبّةً، فقال: {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة}، وهذا كما قال في الآية الأخرى: {ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ. وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ} [فصّلت: 34، 35]: أي ما يلهم هذه الوصيّة أو الخصلة أو الصّفة {إلا الّذين صبروا} أي: على أذى النّاس، فعاملوهم بالجميل مع إسدائهم إليهم القبيح، {وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ} أي: في الدّنيا والآخرة). [تفسير ابن كثير: 5/ 492]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين}: أمره أن يستعيذ من الشّياطين، لأنّهم لا تنفع معهم الحيل، ولا ينقادون بالمعروف.
وقد قدّمنا عند الاستعاذة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: "أعوذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه"). [تفسير ابن كثير: 5/ 492]

تفسير قوله تعالى: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} أي: في شيءٍ من أمري؛ ولهذا أمر بذكر اللّه في ابتداء الأمور -وذلك مطردةٌ للشّياطين- عند الأكل والجماع والذّبح، وغير ذلك من الأمور؛ ولهذا روى أبو داود أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: "اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الهرم، وأعوذ بك من الهدم ومن الغرق، وأعوذ بك أن يتخبّطني الشّيطان عند الموت".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد، أخبرنا محمّد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يعلّمنا كلماتٍ يقولهنّ عند النّوم، من الفزع: "بسم اللّه، أعوذ بكلمات اللّه التّامّة من غضبه وعقابه، ومن شرّ عباده، ومن همزات الشّياطين وأن يحضرون" قال: فكان عبد اللّه بن عمرٍو يعلّمها من بلغ من ولده أن يقولها عند نومه، ومن كان منهم صغيرًا لا يعقل أن يحفظها، كتبها له، فعلّقها في عنقه.
ورواه أبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، من حديث محمّد بن إسحاق، وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ). [تفسير ابن كثير: 5/ 492-493]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({حتّى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون (99) لعلّي أعمل صالحًا فيما تركت كلا إنّها كلمةٌ هو قائلها ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون (100)}.
يخبر تعالى عن حال المحتضر عند الموت، من الكافرين أو المفرطين في أمر اللّه تعالى، وقيلهم عند ذلك، وسؤالهم الرّجعة إلى الدّنيا، ليصلح ما كان أفسده في مدّة حيّاته؛ ولهذا قال: {ربّ ارجعون * لعلّي أعمل صالحًا فيما تركت كلا} كما قال تعالى: {وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لولا أخّرتني إلى أجلٍ قريبٍ فأصّدّق وأكن من الصّالحين. ولن يؤخّر اللّه نفسًا إذا جاء أجلها واللّه خبيرٌ بما تعملون} [المنافقون: 10، 11]، وقال تعالى: {وأنذر النّاس يوم يأتيهم العذاب فيقول الّذين ظلموا ربّنا أخّرنا إلى أجلٍ قريبٍ نجب دعوتك ونتّبع الرّسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوالٍ} [إبراهيم:44]، وقال تعالى: {يوم يأتي تأويله يقول الّذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربّنا بالحقّ فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نردّ فنعمل غير الّذي كنّا نعمل} [الأعراف: 53]، وقال تعالى: {ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربّهم ربّنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحًا إنّا موقنون} [السجدة: 12]، وقال تعالى: {ولو ترى إذ وقفوا على النّار فقالوا يا ليتنا نردّ ولا نكذّب بآيات ربّنا ونكون من المؤمنين. بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنّهم لكاذبون} [الأنعام: 27، 28]، وقال تعالى: {وترى الظّالمين لمّا رأوا العذاب يقولون هل إلى مردٍّ من سبيلٍ} [الشّورى:44]، وقال تعالى: {قالوا ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروجٍ من سبيلٍ ذلكم بأنّه إذا دعي اللّه وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم للّه العليّ الكبير} [غافرٍ:11، 12]، وقال تعالى: {وهم يصطرخون فيها ربّنا أخرجنا نعمل صالحًا غير الّذي كنّا نعمل أولم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر وجاءكم النّذير فذوقوا فما للظّالمين من نصيرٍ} [فاطرٍ: 37]، فذكر تعالى أنّهم يسألون الرّجعة، فلا يجابون، عند الاحتضار، ويوم النّشور ووقت العرض على الجبّار، وحين يعرضون على النّار، وهم في غمرات عذاب الجحيم.
وقوله: هاهنا: {كلا إنّها كلمةٌ هو قائلها}: كلّا حرف ردعٍ وزجرٍ، أي: لا نجيبه إلى ما طلب ولا نقبل منه.
وقوله: {كلا إنّها كلمةٌ هو قائلها}: قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: أي لا بدّ أن يقولها لا محالة كلّ محتضرٍ ظالمٍ.
ويحتمل أن يكون ذلك علّةً لقوله: "كلّا"، أي: لأنّها كلمةٌ، أي: سؤاله الرّجوع ليعمل صالحًا هو كلامٌ منه، وقولٌ لا عمل معه، ولو ردّ لما عمل صالحًا، ولكان يكذب في مقالته هذه، كما قال تعالى: {ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنّهم لكاذبون}
وقال محمّد بن كعبٍ القرظيّ: {حتّى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون لعلّي أعمل صالحًا فيما تركت} قال: فيقول الجبّار: {كلا إنّها كلمةٌ هو قائلها}.
وقال عمر بن عبد اللّه مولى غفرة: إذا سمعت اللّه يقول: {كلا} فإنّما يقول: كذب.
وقال قتادة في قوله تعالى: {حتّى إذا جاء أحدهم الموت}: قال: كان العلاء بن زيادٍ يقول: لينزل أحدكم نفسه أنّه قد حضره الموت، فاستقال ربّه فأقاله، فليعمل بطاعة اللّه عزّ وجلّ.
وقال قتادة: واللّه ما تمنّى أن يرجع إلى أهلٍ ولا إلى عشيرةٍ، ولكن تمنّى أن يرجع فيعمل بطاعة اللّه، فانظروا أمنيّة الكافر المفرّط فاعملوا بها، ولا قوّة إلّا باللّه. وعن محمّد بن كعبٍ القرظيّ نحوه.
وقال محمّد بن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن يوسف، حدّثنا فضيل -يعني: ابن عياضٍ-عن ليث، عن طلحة بن مصرّف، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة قال: إذا وضع -يعني: الكافر-في قبره، فيرى مقعده من النّار. قال: فيقول: ربّ، ارجعون أتوب وأعمل صالحًا. قال: فيقال: قد عمّرت ما كنت معمّرا. قال: فيضيّق عليه قبره، قال: فهو كالمنهوش، ينام ويفزع، تهوي إليه هوامّ الأرض وحيّاتها وعقاربها.
وقال أيضًا: حدّثنا أبي، حدّثنا عمرو بن عليٍّ، حدّثني سلمة بن تمّامٍ، حدّثنا عليّ بن زيدٍ. عن سعيد بن المسيّب، عن عائشة، أنّها قالت: ويلٌ لأهل المعاصي من أهل القبور!! تدخل عليهم في قبورهم حيّاتٌ سودٌ -أو: دهم-حيّةٌ عند رأسه، وحيّةٌ عند رجليه، يقرصانه حتّى يلتقيا في وسطه، فذلك العذاب في البرزخ الّذي قال اللّه تعالى: {ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون}
وقال أبو صالحٍ وغيره في قوله تعالى: {ومن ورائهم} يعني: أمامهم.
وقال مجاهدٌ: البرزخ: الحاجز ما بين الدّنيا والآخرة.
وقال محمّد بن كعبٍ: البرزخ: ما بين الدّنيا والآخرة. ليسوا مع أهل الدّنيا يأكلون ويشربون، ولا مع أهل الآخرة يجازون بأعمالهم.
وقال أبو صخرٍ: البرزخ: المقابر، لا هم في الدّنيا، ولا هم في الآخرة، فهم مقيمون إلى يوم يبعثون.
وفي قوله: {ومن ورائهم برزخٌ}: تهديدٌ لهؤلاء المحتضرين من الظّلمة بعذاب البرزخ، كما قال: {من ورائهم جهنّم} [الجاثية: 10] وقال {ومن ورائه عذابٌ غليظٌ} [إبراهيم: 17].
وقوله: {إلى يوم يبعثون} أي: يستمرّ به العذاب إلى يوم البعث، كما جاء في الحديث: "فلا يزال معذّبًا فيها"، أي: في الأرض). [تفسير ابن كثير: 5/ 493-495]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة