العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء الذاريات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 04:50 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة الرحمن [ من الآية (1) إلى الآية (13) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:22 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ (1) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الرّحمن (1) علّم القرآن (2) خلق الإنسان (3) علّمه البيان (4) الشّمس والقمر بحسبانٍ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: الرّحمن أيّها النّاس برحمته إيّاكم علّمكم القرآن، فأنعم بذلك عليكم، إذ بصّركم به ما فيه رضا ربّكم، وعرّفكم ما فيه سخطه، لتطيعوه باتّباعكم ما يرضيه عنكم، وعملكم بما أمركم به، وبتجنّبكم ما يسخطه عليكم، فتستوجبوا بذلك جزيل ثوابه، وتنجوا من أليم عقابه.
- وروي عن قتادة في ذلك ما: حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان العقيليّ قال: حدّثنا أبو العوّام العجليّ، عن قتادة، أنّه قال في تفسير {الرّحمن (1) علّم القرآن} قال: نعمةٌ واللّه عظيمةٌ). [جامع البيان: 22/168]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ وكيعٌ، ويحيى بن آدم، قالا: ثنا إسرائيل، عن سماك بن حربٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {هل تعلم له سميًّا} [مريم: 65] قال: «لا يسمّى أحدٌ الرّحمن غيره» صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/515]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (والأكثر عدّوا الرّحمن آيةً وقالوا هو خبر مبتدأٍ محذوفٍ أو مبتدأٌ محذوف الخبر وقيل تمام الآية علم القرآن وهو الخبر). [فتح الباري: 8/621]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والرحمان آية عند الأكثرين وارتفاعه على أنه مبتدأ محذوف الخبر أو بالعكس، وقيل: الخبر {علم القرآن} وهو تمام الآية). [عمدة القاري: 19/211]

تفسير قوله تعالى: (عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الرّحمن (1) علّم القرآن (2) خلق الإنسان (3) علّمه البيان (4) الشّمس والقمر بحسبانٍ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: الرّحمن أيّها النّاس برحمته إيّاكم علّمكم القرآن، فأنعم بذلك عليكم، إذ بصّركم به ما فيه رضا ربّكم، وعرّفكم ما فيه سخطه، لتطيعوه باتّباعكم ما يرضيه عنكم، وعملكم بما أمركم به، وبتجنّبكم ما يسخطه عليكم، فتستوجبوا بذلك جزيل ثوابه، وتنجوا من أليم عقابه.
- وروي عن قتادة في ذلك ما: حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان العقيليّ قال: حدّثنا أبو العوّام العجليّ، عن قتادة، أنّه قال في تفسير {الرّحمن (1) علّم القرآن} قال: نعمةٌ واللّه عظيمةٌ). [جامع البيان: 22/168] (م)

تفسير قوله تعالى: (خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {خلق الإنسان} يقول تعالى ذكره: خلق آدم وهو الإنسان في قول بعضهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {خلق الإنسان} قال: والإنسان: آدم.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {خلق الإنسان} قال: الإنسان: آدم.
وقال آخرون: بل عنى بذلك النّاس جميعًا، وإنّما وحّد في اللّفظ لأدائه عن جنسه، كما قيل: {إنّ الإنسان لفي خسرٍ} والقولان كلاهما غير بعيدين من الصّواب لاحتمال ظاهر الكلام إيّاهما). [جامع البيان: 22/168-169]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {الرحمن (1) علم القرآن} قال: نعمة الله عظيمة {خلق الإنسان} قال: آدم {علمه البيان} قال: علمه الله بيان الدنيا والآخرة بين حلاله وحرامه ليحتج بذلك عليه ولله الحجة على عباده وفي قوله: {الشمس والقمر بحسبان} إلى أجل بحساب). [الدر المنثور: 14/103-104]

تفسير قوله تعالى: (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {علّمه البيان} يقول تعالى ذكره: علّم الإنسان البيان.
ثمّ اختلف أهل التّأويل في المعنيّ بالبيان في هذا الموضع، فقال بعضهم: عنى به بيان الحلال والحرام.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {علّمه البيان} علّمه اللّه بيان الدّنيا والآخرة بيّن حلاله وحرامه، ليحتجّ بذلك على خلقه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سعيدٍ، عن قتادة {علّمه البيان} الدّنيا والآخرة ليحتجّ بذلك عليه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبو العوّام، عن قتادة، في قوله: {علّمه البيان} قال: تبيّن له الخير والشّرّ، وما يأتي، وما يدع.
وقال آخرون: عنى به الكلام: أي أنّ اللّه عزّ وجلّ علّم الإنسان الكلام.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {علّمه البيان} قال: البيان: الكلام.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: معنى ذلك أنّ اللّه علّم الإنسان بيان ما به الحاجة إليه من أمر دينه ودنياه من الحلال والحرام، والمعايش والمنطق، وغير ذلك ممّا به الحاجة إليه، لأنّ اللّه جلّ ثناؤه لم يخصّص بخبره ذلك، أنّه علّمه من البيان بعضًا دون بعضٍ، بل عمّ فقال: علّمه البيان، فهو كما عمّ جلّ ثناؤه). [جامع البيان: 22/169-170]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {الرحمن علم القرآن} الآيات
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {خلق الإنسان (3) علمه البيان} قال: آدم {علمه البيان} قال: بين له سبيل الهدى وسبيل الضلالة). [الدر المنثور: 14/103]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {الرحمن (1) علم القرآن} قال: نعمة الله عظيمة {خلق الإنسان} قال: آدم {علمه البيان} قال: علمه الله بيان الدنيا والآخرة بين حلاله وحرامه ليحتج بذلك عليه ولله الحجة على عباده وفي قوله: {الشمس والقمر بحسبان} إلى أجل بحساب). [الدر المنثور: 14/103-104] (م)

تفسير قوله تعالى: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة الشمس والقمر بحسبان قال يجريان في حساب). [تفسير عبد الرزاق: 2/262]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {بحسبانٍ} [الرحمن: 5] : «كحسبان الرّحى»). [صحيح البخاري: 6/144]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ بحسبانٍ كحسبان الرّحى ثبت هذا لأبي ذرٍّ وحده وقد تقدّم في بدء الخلق بأبسط منه). [فتح الباري: 8/621]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد بحسبان كحسبان الرّحى تقدم في بدء الخلق). [تغليق التعليق: 4/328]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ: بحسبانٍ: كحسبان الرّحى
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {والشّمس والقمر يحسبان كحسبان الرّحى} (الرّحمن: 5) معناه: يدوران في مثل قطب الرّحى، والحسبان قد يكون مصدر حسبت حسابا وحسبانا مثل الغفران والكفران والرجحان والنّقصان والبرهان، وقد يكون جمع حساب كالشهبان والركبان والقضبان والرهبان، والتّقدير: الشّمس والقمر يجريان يحسبان، وتعليق مجاهد رواه عبد بن حميد عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه، ولفظ أبي يحيى عنه. قال: يدوران في مثل قطب الرّحى، كما ذكرناه وعن الضّحّاك بعدد يجريان، وقيل: بحساب ومنازل لا يعدونها. وكذا روي عن ابن عبّاس وقتادة وعن ابن زيد وابن كيسان: بهما تحسب الأوقات والأعمار والآجال، وعن السّديّ يأجل كآجال النّاس، فإذا جاء أجلهما هلكا، وعن يمان، يجريان بأجل الدّنيا وقضائها وفنائها). [عمدة القاري: 19/211]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) فيما وصله عبد بن حميد في قوله تعالى: ({بحسبان}) [الرحمن: 5] أي (كحسبان الرحى) أي يدوران في مثل قطب الرحى والحسبان قد يكون مصدر حسبته أحسبه بالضم حسبًا وحسابًا وحسبانًا مثل الغفران والكفران والرجحان أو جمع حساب كشهاب وشهبان أي يجريان في منازلهما بحساب لا يغادران ذلك). [إرشاد الساري: 7/367-368]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {الشّمس والقمر بحسبانٍ} اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: الشّمس والقمر بحسابٍ، ومنازل لها يجريان ولا يعدوانها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن خلفٍ العسقلانيّ قال: حدّثنا الفريابيّ قال: حدّثنا إسرائيل قال: حدّثنا سماك بن حربٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {الشّمس والقمر بحسبانٍ} قال: بحسابٍ ومنازل يرسلان.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {الشّمس والقمر بحسبانٍ} قال: يجريان بعددٍ وحسابٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي مالكٍ، {الشّمس والقمر بحسبانٍ} قال: بحسابٍ ومنازل.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {الشّمس والقمر بحسبانٍ} أي بحسابٍ وأجلٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {الشّمس والقمر بحسبانٍ} قال: يجريان في حسابٍ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {الشّمس والقمر بحسبانٍ} قال: يحسب بهما الدّهر والزّمان، لولا اللّيل والنّهار والشّمس والقمر لم يدر أحدٌ كيف يحسب شيئًا لو كان الدّهر ليلاً كلّه، كيف يحسب، أو نهارًا كلّه كيف يحسب؟.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبو العوّام، عن قتادة {الشّمس والقمر بحسبانٍ} قال: بحسابٍ وأجلٍ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنّهما يجريان بقدرٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن داود، عن أبي الصّهباء، عن الضّحّاك، في قوله: {الشّمس والقمر بحسبانٍ} قال: بقدرٍ يجريان.
وقال آخرون: بل معنى ذلك أنّهما يدوران في مثل قطب الرّحا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن خلفٍ العسقلانيّ قال: قال: حدّثنا محمّد بن يوسف قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {بحسبانٍ} قال: كحسبان الرّحا.
ثنا محمّد بن يوسف قال: أخبرنا إسرائيل قال: أخبرنا أبو يحيى، عن مجاهدٍ، في قوله: {الشّمس والقمر بحسبانٍ}. قال: يدوران في مثل قطب الرّحا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قول اللّه: {بحسبانٍ} قال: كحسبان الرّحا.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: معناه: الشّمس والقمر يجريان بحسابٍ ومنازل، لأنّ الحسبان مصدرٌ من قول القائل: حسبته حسابًا وحسبانًا، مثل قولهم: كفرته كفرانًا، وغفرته غفرانًا وقد قيل: إنّه جمع حسابٍ، كما الشّهبان: جمع شهابٍ.
واختلف أهل العربيّة فيما رفع به الشّمس والقمر، فقال بعضهم: رفعا بحسبانٍ: أي بحسابٍ، وأضمر الخبر، وقال: وأظنّ واللّه أعلم أنّه أراد: يجريان بحسابٍ.
وقال بعض من أنكر هذا القول منهم: هذا غلطٌ، بحسبانٍ يرافع الشّمس والقمر: أي هما بحسابٍ قال: والبيان يأتي على هذا: علّمه البيان أنّ الشّمس والقمر بحسبانٍ؛ قال: فلا يحذف الفعل ويضمر إلاّ شاذًّا في الكلام). [جامع البيان: 22/170-173]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد الشمس والقمر بحسبان قال يعني بحسبان كحسبان الرحى). [تفسير مجاهد: 2/639]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن دينارٍ العدل، ثنا الحسين بن الفضل، ثنا أبو نعيمٍ، وأبو غسّان قالا: ثنا إسرائيل، عن سماك بن حربٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {الشّمس والقمر بحسبانٍ} [الرحمن: 5] قال: «بحسابٍ ومنازل» صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {الرحمن (1) علم القرآن} قال: نعمة الله عظيمة {خلق الإنسان} قال: آدم {علمه البيان} قال: علمه الله بيان الدنيا والآخرة بين حلاله وحرامه ليحتج بذلك عليه ولله الحجة على عباده وفي قوله: {الشمس والقمر بحسبان} إلى أجل بحساب). [الدر المنثور: 14/103-104] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله {الشمس والقمر بحسبان} قال: بحساب ومنازل يرسلان). [الدر المنثور: 14/104]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي مالك رضي الله عنه {الشمس والقمر بحسبان} قال: عليهما حساب وأجل كأجل الناس فإذا جاء أجلهما هلكا). [الدر المنثور: 14/104]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس رضي الله عنه {الشمس والقمر بحسبان} قال: يجريان بحساب). [الدر المنثور: 14/104]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه {الشمس والقمر بحسبان} قال: بقدر يجريان). [الدر المنثور: 14/104]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {الشمس والقمر بحسبان} قال: يدوران في مثل قطب الرحى). [الدر المنثور: 14/104]

تفسير قوله تعالى: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى والنجم والشجر يسجدان قال النجم كل شيء ليس له ساق من الشجر قال والشجر كل شيء له ساق من الشجر.
قال معمر قال قتادة إنما يريد النجم). [تفسير عبد الرزاق: 2/262]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والنّجم والشّجر يسجدان (6) والسّماء رفعها ووضع الميزان (7) ألاّ تطغوا في الميزان (8) وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: اختلف أهل التّأويل في معنى النّجم في هذا الموضع مع إجماعهم على أنّ الشّجر ما قام على ساقٍ، فقال بعضهم: عنى بالنّجم في هذا الموضع من النّبات: ما نجم من الأرض، ممّا ينبسط عليها، ولم يكن على ساقٍ مثل البقل ونحوه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {والنّجم} قال: ما يبسط على الأرض.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، في قوله: {والنّجم} قال: النّجم كلّ شيءٍ ذهب مع الأرض فرشًا قال: والعرب تسمّي الثّيل نجمةً.
- حدّثني محمّد بن خلفٍ العسقلانيّ قال: حدّثنا روّاد بن الجرّاح، عن شريكٍ، عن السّدّيّ، {والنّجم والشّجر يسجدان} قال: النّجم: نبات الأرض.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، قال: النّجم: الّذي ليس له ساقٌ.
وقال آخرون: عنى بالنّجم في هذا الموضع: نجم السّماء.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {والنّجم} قال: نجوم السّماء
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {والنّجم} يعني: نجم السّماء.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {والنّجم والشّجر يسجدان} قال: إنّما يريد النّجم.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن، بنحوه.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب قول من قال: عنى بالنّجم: ما نجم من الأرض من نبتٍ لعطف الشّجر عليه، فكان بأن يكون معناه لذلك: ما قام على ساقٍ وما لا يقوم على ساقٍ يسجدان للّه، بمعنى: أنّه تسجد له الأشياء كلّها المختلفة الهيئات من خلقه أشبه وأولى بمعنى الكلام من غيره.
وأمّا قوله: {والشّجر} فإنّ الشّجر ما قد وصفت صفته قبل.
وبالّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والشّجر يسجدان} يقول: ما ينبت على ساقٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، في قوله: {والشّجر} قال: الشّجر: كلّ شيءٍ قام على ساقٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {والشّجر} قال: الشّجر: شجر الأرض.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {والشّجر يسجدان} قال: الشّجر الّذي له سوقٌ.
وأمّا قوله {يسجدان} فإنّه عني به سجود ظلّهما، كما قال جلّ ثناؤه {وللّه يسجد من في السّموات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدوّ والآصال}.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا تميم بن عبد المؤمن، عن زبرقان، عن أبي رزينٍ، وسعيدٍ، {والنّجم والشّجر يسجدان} قالا: ظلّهما سجودهما.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبو العوّام، عن قتادة، {والنّجم والشّجر يسجدان} ما نزّل من السّماء شيئًا من خلقه إلاّ عبّده له طوعًا وكرهًا.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله {والنّجم والشّجر يسجدان} قال: لم يدع الله شيئًا إلاّ عبّده له.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن، وهو قول قتادة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {والنّجم والشّجر يسجدان} قال: يسجد بكرةً وعشيًّا.
وقيل {والنّجم والشّجر يسجدان} فثنّى وهو خبرٌ عن جمعين، وقد زعم الفرّاء أنّ العرب إذا جمعت الجمعين من غير النّاس مثل السّدر والنّخل، جعلوا فعلهما واحدًا، فيقولون الشّاء والنّعم قد أقبل، والنّخل والسّدر قد ارتوى قال: وهذا أكثر كلامهم، وتثنيته جائزةٌ). [جامع البيان: 22/173-177]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أما النجم فيعني نجوم السماء والشجر الشجر يسجدان بكرة وعشيا). [تفسير مجاهد: 2/639]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ يحيى بن اليمان، ثنا المنهال بن خليفة، عن حجّاجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {والنّجم والشّجر} [الرحمن: 6] قال: «النّجم ما أنجمت الأرض والشّجر ما كان على ساقٍ» صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن أبي رزين والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله {والنجم والشجر يسجدان} قال: النجم ما انبسط على الأرض والشجر ما كان على ساق.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه مثله). [الدر المنثور: 14/104-105]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن أبي رزين في قوله {والنجم والشجر يسجدان} قال: النجم ما ذهب فرشا على الأرض ليس له ساق والشجر ما كان له ساق {يسجدان} قال: ظلهما سجودهما). [الدر المنثور: 14/105]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في الوقف والإبتداء عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله {والنجم والشجر يسجدان} ما النجم قال: ما أنجمت الأرض مما لا يقوم على ساق فإذا قام على ساق فهي شجرة، قال صفوان بن أسد التميمي:
لقد أنجم القاع الكبير عضاته * وتم به حيا تميم ووائل
وقال زهير بن أبي سلمى:
مكلل بأصول النجم تنسجه * ريح الجنوب كضاحي ما به حبك). [الدر المنثور: 14/105-106]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {والنجم والشجر يسجدان} قال: النجم نجم السماء والشجر الشجرة يسجد بكرة وعشية). [الدر المنثور: 14/106]

تفسير قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والسّماء رفعها} يقول تعالى ذكره: والسّماء رفعها فوق الأرض.
وقوله: {ووضع الميزان} يقول: ووضع العدل بين خلقه في الأرض.
وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه (وخفض الميزان) والخفض والوضع متقاربا المعنى في كلام العرب.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ووضع الميزان} قال: العدل). [جامع البيان: 22/177]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد والسماء رفعها ووضع الميزان قال يقول وضع العدل). [تفسير مجاهد: 2/639-640]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ووضع الميزان} قال: العدل). [الدر المنثور: 14/106]

تفسير قوله تعالى: (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ألاّ تطغوا في الميزان} يقول تعالى ذكره: ألاّ تظلموا وتبخسوا في الوزن.
- كما: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ألاّ تطغوا في الميزان} اعدل يا ابن آدم كما تحبّ أن يعدل عليك، وأوف كما تحبّ أن يوفّى لك، فإنّ بالعدل صلاح النّاس، وكان ابن عبّاسٍ يقول: يا معشر الموالي، إنّكم قد ولّيتم أمرين، بهما هلك من كان قبلكم، هذا المكيال والميزان.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن مغيرة بن مسلمٍ، عن أبي المغيرة قال: سمعت ابن عبّاسٍ، يقول في سوق المدينة: يا معشر الموالي إنّكم قد بليتم بأمرين أهلك فيهما أمّتان من الأمم: الكيل، والميزان.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد الآمليّ قال: حدّثنا مروان، عن مغيرة قال: رأى ابن عبّاسٍ رجلاً يزن قد أرجح، فقال: أقم اللّسان، أقم اللّسان، أليس قد قال اللّه: {وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان}؟). [جامع البيان: 22/178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ألا تطغوا في الميزان} قال: اعدل يا ابن آدم كما تحب أن يعدل عليك وأوف كما تحب أن يوفى لك فإن العدل يصلح الناس). [الدر المنثور: 14/106]

تفسير قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال غيره: {وأقيموا الوزن} [الرحمن: 9] : " يريد لسان الميزان). [صحيح البخاري: 6/144]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره وأقيموا الوزن يريد لسان الميزان سقط وقال غيره لغير أبي ذرٍّ وهذا كلام الفراء بلفظه وقد أخرج بن أبي حاتمٍ من طريق أبي المغيرة قال رأى بن عبّاسٍ رجلًا يزن قد أرجح فقال أقم اللّسان كما قال اللّه تعالى وأقيموا الوزن بالقسط وأخرج بن المنذر من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ قال وأقيموا الوزن بالقسط قال اللّسان). [فتح الباري: 8/621]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره: {وأقيموا الوزن} يريد لسان الميزان
أي: وقال غير مجاهد في تفسير قوله عز وجل: {وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان} (الرّحمن: 9) (يريد لسان الميزان) روي هكذا عن أبي الدّرداء فإنّه قال: أقيموا لسان الميزان بالقسط. أي: بالعدل، وعن ابن عيينة: الإقامة باليد والقسط بالقلب (ولا تخسروا الميزان) أي: لا تطفقوا في المكيل والموزن). [عمدة القاري: 19/211]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره) أي غير مجاهد وسقط من قوله وقال مجاهد إلى آخر قوله وقال غيره لغير أبي ذر ({وأقيموا الوزن} يريد لسان الميزان) قاله أبو الدرداء وعند ابن أبي حاتم رأى ابن عباس رجلًا يزن قد أرجح فقال أقم اللسان كما قال الله تعالى: {وأقيموا الوزن بالقسط} [الرحمن: 9] ). [إرشاد الساري: 7/368]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأقيموا الوزن بالقسط} يقول: وأقيموا لسان الميزان بالعدل.
وقوله: {ولا تخسروا الميزان} يقول تعالى ذكره: ولا تنقصوا الوزن إذا وزنتم للنّاس وتظلموهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبو العوّام، عن قتادة، {والسّماء رفعها ووضع الميزان ألاّ تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان} قال قتادة: قال ابن عبّاسٍ: يا معشر الموالي إنّكم ولّيتم أمرين بهما هلك من كان قبلكم، اتّقى اللّه رجلٌ عند ميزانه، اتّقى اللّه رجلٌ عند مكياله، فإنّما يعدله شيءٌ يسيرٌ، ولا ينقصه ذلك، بل يزيده اللّه إن شاء اللّه.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان} قال: نقصه، إذا نقصه فقد خسّره، تخسّره: نقصه). [جامع البيان: 22/179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه رأى رجلا يزن قد أرجح فقال: أقم اللسان كما قال الله {وأقيموا الوزن بالقسط}). [الدر المنثور: 14/106]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {وأقيموا الوزن بالقسط} قال: اللسان). [الدر المنثور: 14/107]

تفسير قوله تعالى: (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى للأنام قال الخلق). [تفسير عبد الرزاق: 2/262]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (الأنام: الخلق "). [صحيح البخاري: 6/145]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال بن عبّاسٍ برزخٌ حاجزٌ الأنام الخلق نضّاختان فيّاضتان تقدّم كلّه في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/623] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وتفسير الأنام تقدم في بدء الخلق وذو الجلال يأتي في التّوحيد). [تغليق التعليق: 4/333]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الأنام الخلق
أشار به إلى قوله تعالى: {والأرض وضعها للأنام} (الرّحمن: 10) وعن ابن عبّاس والشعبيّ: الأنام. كل ذي روح، وقيل: الإنس والجنّ). [عمدة القاري: 19/215]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({الأنام}) هم (الخلق) ونقله النووي في التهذيب عن الزبيدي، وقيل الحيوان، وقيل بنو آدم خاصة وقيل الثقلان). [إرشاد الساري: 7/370]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والأرض وضعها للأنام (10) فيها فاكهةٌ والنّخل ذات الأكمام (11) والحبّ ذو العصف والرّيحان}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: {والأرض وضعها للأنام} والأرض وطّأها وهم الأنام.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {للأنام}. يقول: للخلق.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والأرض وضعها للأنام}. قال: كلّ شيءٍ فيه الرّوح.
- حدّثني يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة قال: أخبرنا أبو رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {والأرض وضعها للأنام}. قال: للخلق الجنّ والإنس.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {للأنام}. قال: للخلق.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {للأنام}. قال: للخلق.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وضعها للأنام}. قال: الأنام: الخلق.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبو العوّام، عن قتادة {والأرض وضعها للأنام} قال: للخلق.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، مثله). [جامع البيان: 22/179-181]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد والأرض وضعها للأنام يعني للخلق). [تفسير مجاهد: 2/640]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والأرض وضعها للأنام} قال: للناس). [الدر المنثور: 14/107]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {والأرض وضعها للأنام} قال: للخلق). [الدر المنثور: 14/107]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله {وضعها للأنام} قال: الأنام الخلق وهم ألف أمة ستمائة في البحر وأربعمائة في البر، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت لبيدا وهو يقول:
فإن تسألينا ممن نحن فإننا * عصافير من هذا الأنام المسخر). [الدر المنثور: 14/107]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وضعها للأنام} قال: كل شيء فيه روح). [الدر المنثور: 14/107]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه {والأرض وضعها للأنام} قال: كل شيء يدب على الأرض). [الدر المنثور: 14/107-108]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله {والأرض وضعها للأنام} قال: للخلق الجن والإنس). [الدر المنثور: 14/108]

تفسير قوله تعالى: (فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة والحسن في قوله ذات الأكمام قالا أكمامها ليفها). [تفسير عبد الرزاق: 2/262]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فيها فاكهةٌ والنّخل ذات الأكمام} يقول تعالى ذكره: في الأرض فاكهةٌ.
والهاء والألف فيها من ذكر الأرض.
{والنّخل ذات الأكمام} والأكمام: جمع كمٍّ، وهو ما تكمّمت فيه.
واختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: عنى بذلك تكمّم النّخل في اللّيف.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ قال: سألت الحسن، عن قوله: {والنّخل ذات الأكمام}. فقال: سبيبةٌ من ليفٍ عصبت بها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، والحسن، {ذات الأكمام}. أكمامها: ليفها.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {والنّخل ذات الأكمام}. اللّيف الّذي يكون عليها.
وقال آخرون: يعني بالأكمام: الرّفات.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبو العوّام، عن قتادة، {والنّخل ذات الأكمام}. قال: أكمامها رفاتها.
وقال آخرون: بل معنى الكلام: والنّخل ذات الطّلع المتكمّم في أكمامه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {والنّخل ذات الأكمام} وقيل له: هو الطّلع؟ قال: نعم، وهو في كمٍّ منه حتّى ينفتق عنه؛ قال: والحبّ أيضًا في أكمامٍ وقرأ {وما تخرج من ثمراتٍ من أكمامها}.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال: إنّ اللّه وصف النّخل بأنّها ذات أكمامٍ، وهي متكمّمةٌ في ليفها، وطلعها متكمّمٌ في جفّه، ولم يخصّص اللّه الخبر عنها بتكمّمها في ليفها ولا تكمّم طلعها في جفّه، بل عمّ الخبر عنها بأنّها ذات أكمامٍ.
والصّواب أن يقال: عنى بذلك ذات ليفٍ، وهي فيه متكمّمةٌ وذات طلعٍ هو في جفّه متكمّمٌ فيعمّم، كما عمّ جلّ ثناؤه). [جامع البيان: 22/181-183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {والنخل ذات الأكمام} قال: أوعية الطلع). [الدر المنثور: 14/108]

تفسير قوله تعالى: (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ذو العصف قال هو التبن). [تفسير عبد الرزاق: 2/262]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (والعصف: بقل الزّرع إذا قطع منه شيءٌ قبل أن يدرك فذلك العصف "، {والرّيحان} [الرحمن: 12] : «رزقه» ، {والحبّ} [الرحمن: 12] : " الّذي يؤكل منه، والرّيحان في كلام العرب الرّزق، وقال بعضهم: والعصف يريد: المأكول من الحبّ، والرّيحان: النّضيج الّذي لم يؤكل " وقال غيره: «العصف ورق الحنطة» وقال الضّحّاك: " العصف: التّبن " وقال أبو مالكٍ: " العصف أوّل ما ينبت، تسمّيه النّبط: هبورًا " وقال مجاهدٌ: " العصف ورق الحنطة، والرّيحان: الرّزق). [صحيح البخاري: 6/144]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله والعصف بقل الزّرع إذا قطع منه شيءٌ قبل أن يدرك فذلك العصف والرّيحان رزقه والحبّ الّذي يؤكل منه والرّيحان في كلام العرب الرّزق هو كلام الفرّاء أيضًا لكن ملخّصًا ولفظه العصف فيما ذكروا بقل الزّرع لأنّ العرب تقول خرجنا نعصف الزّرع إذا قطعوا منه شيئًا قبل أن يدرك والباقي مثله لكن قال والرّيحان رزقه وهو الحبّ إلخ وزاد في آخره قال ويقولون خرجنا نطلب ريحان اللّه وأخرج الطّبريّ من طريق العوفيّ عن بن عبّاسٍ قال العصف ورق الزّرع الأخضر الّذي قطعوا رءوسه فهو يسمّى العصف إذا يبس ولابن أبي حاتمٍ من وجهٍ آخر عن بن عبّاسٍ العصف أوّل ما يخرج الزّرع بقلًا قوله وقال بعضهم العصف يريد المأكول من الحبّ والرّيحان النّضيج الّذي لم يؤكل هو بقيّة كلام الفرّاء بلفظه ولابن أبي حاتمٍ من طريق الضّحّاك قال العصف البرّ والشّعير ومن طريق سعيد بن جبير عن بن عبّاسٍ قال الرّيحان حين يستوي الزّرع على سوقه ولم يسنبل قوله وقال غيره العصف ورق الحنطة كذا لأبي ذرٍّ وفي رواية غيره وقال مجاهدٌ العصف ورق الحنطة والرّيحان الرزق وقد وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عنه مفرّقًا قال العصف ورق الحنطة والرّيحان الرّزق قوله وقال الضّحّاك العصف التّبن وصله بن المنذر من طريق الضّحّاك بن مزاحمٍ أخرجه بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ مثله وأخرج عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة مثله قوله وقال أبو مالكٍ العصف أوّل ما ينبت تسمّيه النّبط هبورًا وصله عبد بن حميدٍ من طريق إسماعيل بن أبي خالدٍ عن أبي مالكٍ بهذا وأبو مالكٍ هو الغفاريّ كوفيٌّ تابعيٌّ ثقةٌ قال أبو زرعة لا يعرف اسمه وقال غيره اسمه غزوان بمعجمتين وليس له في البخاريّ إلّا هذا الموضع والنّبط بفتح النّون والموحّدة ثمّ طاءٍ مهملةٍ هم أهل الفلاحة من الأعاجم وكانت أماكنهم بسواد العراق والبطائح وأكثر ما يطلق على أهل الفلاحة ولهم فيها معارف اختصّوا بها وقد جمع أحمد بن وحشيّة في كتاب الفلاحة من ذلك أشياء عجيبةً وقوله هبورًا بفتح الهاء وضمّ الموحّدة الخفيفة وسكون الواو بعدها راءٌ هو دقاق الزّرع بالنبطية وقد قال بن عبّاس في قوله تعالى كعصف مأكول قال هو الهبور تنبيهٌ قرأ الجمهور والرّيحان بالضّمّ عطفًا على الحبّ وقرأ حمزة والكسائيّ بالخفض عطفًا على العصف وذكر الفرّاء أنّ هذه الآية في مصاحف أهل الشّام والحبّ ذا العصف بعد الذّال المعجمة ألفٌ قال ولم أسمع أحدًا قرأ بها وأثبت غيره أنّها قراءة بن عامر بل المنقول عن بن عامرٍ نصب الثّلاثة الحبّ وذا العصف والرّيحان فقيل عطفٌ على الأرض لأنّ معنى وضعها جعلها فالتّقدير وجعل الحبّ إلخ أو نصبه بخلق مضمرةً قال الفرّاء ونظير ما وقع في هذا الموضع ما وقع في مصاحف أهل الكوفة والجار ذا القربى والجار الجنب قال ولم يقرأ بها أيضًا أحدٌ انتهى وكأنّه نفى المشهور وإلّا فقد قرئ بها أيضًا في الشّواذّ). [فتح الباري: 8/621-622]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال الضّحّاك العصف التّين وقال أبو مالك العصف أول ما ينبت تسميه النبط هبورا وقال مجاهد العصف ورق الحنطة والريحان الرزق والمارج اللهب الأصفر والأخضر الّذي يعلو النّار إذا أوقدت
أما قول الضّحّاك فقال الفريابيّ قال سفيان هو الثّوريّ بلغني عن الضّحّاك في قوله 12 الرّحمن {والحب ذو العصف} وقال الحبّ الحنطة والشعير والعصف التّبن
وأما قول أبي مالك فقال عبد بن حميد ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا ابن المبارك عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي مالك في قوله 12 الرّحمن {العصف} قال أول ما ينبت تسميه النبط هبورا
وأخرجه الطّبريّ من وجه آخر عن إسماعيل دون قوله تسميه النبط هبورا
وأما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 12 الرّحمن {والحب ذو العصف} قال ورق الحنطة والريحان الرزق). [تغليق التعليق: 4/328-329]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والعصف بقل الزرع إذا قطع منه شيءٌ قبل أن يدرك فذالك العصف والرّيحان وركله والحبّ الّذي يؤكل منه والرّيحان في كلام العرب الرّزق وقال بعضهم والعصف يريد المأكول من الحبّ والرّيحان النّضيج الّذي لم يؤكل: وقال غيره العصف ورق الحنطة: وقال الضحّاك العصف التّبن: وقال أبو مالكٍ العصف أوّل ما ينبت تسمّيه النّبط هبورا: وقال مجاهدٌ العصف ورق الحنطة والرّيحان الرّزق
أشار بهذا إلى قوله تعالى: {والحب والعصف والريحان} (الرحمان: 12) وقال: العصف بقل الزّرع إذا قطع منه شيء قبل أن يدرك، أي: الزّرع فذلك هو العصف، كذا نقل عن الفراء، وعن ابن كيسان: العصف ورق كل شيء خرج منه الحبّ يبدو أولا ورقا ثمّ يكون سوقا، ثمّ يحدث الله تعالى فيه أكماما، ثمّ يحدث في الأكمام الحبّ. وعن ابن عبّاس: ورق الزّرع الأخضر إذا قطعت رؤوسه ويبس هو العصف. قوله: (والريحان ورقه) ، أي: ورق الحبّ، وفي بعض النّسخ رزقه بالراء ثمّ الزّاي، ونقل الثّعلبيّ عن مجاهد: الريحان الرزق، وعن مقاتل بن حيّان: الريحان الرزق بلغة حمير، وعن ابن عبّاس: الريحان الرّبع، وعن الضّحّاك: هو الطّعام، فالعصف هو التّين والريحان ثمرته، وعن الحسن وابن زيد: هو ريحانكم هذا الّذي تشمونه، وعن ابن عبّاس. هو خضرة الزّرع. قوله: (والحب الّذي يؤكل منه) ، أي: من الزّرع. قوله: (والريحان في كلام العرب الرزق) ، الرّاء والزّاي، تقول العرب: خرجنا نطلب ريحان الله أي: رزقه. قوله: (وقال بعضهم والعصف يريد المأكول من الحبّ) ، أراد بالبعض الفراء فإنّه قال: العصف المأكول من الحبّ والريحان النضيج الّذي لم يؤكل، النضيج فعيل بمعنى المنضوج، يقال: نضج الثّمر واللّحم نضجا ونضجا، أي: أدرك فهو نضيج وناضج وأنضجته أنا. قوله: (وقال غيره) ، كذا في رواية أبي ذر، وفي رواية غيره. وقال مجاهد: العصف ورق الحنطة. كذا رواه ابن أبي نجيح عنه. قوله: (وقال الضّحّاك: العصف التّين) ، كذا ذكره في تفسيره من رواية جويبر عنه. قوله: (وقال أبو مالك) : لا يعرف اسمه. قاله أبو زرعة. وقال غيره: اسمه غزوان وليس له في البخاريّ غيره، وهو كوفي تابعيّ ثقة. قوله: (النبط) بفتح النّون والباء الموحدة وبالطاء المهملة، وهم أهل الفلاحة من الأعاجم ينزلون بالبطائح بين العراقين. قوله: (هبورا) بفتح الهاء وضم الباء الموحدة المخففة وسكون الواو بعدها راء، وهو دقاق الزّرع بالنبطية، وقد قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {كعصف مأكول} هو الهبور، وقول أبي مالك رواه يحيى بن عبد الحميد عن ابن المبارك عن إسماعيل بن أبي خالد عنه. قوله: (وقال مجاهد) إلى آخره، رواه عبد بن حميد عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد). [عمدة القاري: 19/211-212]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({والعصف}) في قوله تعالى: {والحب ذو العصف} هو (بقل الزرع إذا قطع منه شيء قبل أن يدرك) الزرع (فذلك العصف) والعرب تقول خرجنا نعصف الزرع إذا قطعوا منه قبل أن يدرك ({والريحان}) [الرحمن: 12] (في كلام العرب الرزق) وهو مصدر في الأصل أطلق على الرزق وقال قتادة الذي يشم أول بقلة طيبة الريح سميت ريحانًا لأن الإنسان يراح لها رائحة طيبة أي بشم ({والريحان} رزقه: {والحب} الذي يؤكل منه) أي من الزرع (وقال بعضهم {والعصف} يريد المأكول من الحب) وسقطت واو العصف لأبي ذر ({والريحان} النضيج}) فعيل بمعنى المنضوج (الذي لم يؤكل) قاله الفراء وأبو عبيدة (وقال غيره {والعصف} ورق الحنطة وقال الضحاك) مما وصله ابن المنذر ({والعصف} التبن}) رزقًا للدواب.
(وقال مالك) الغفاري قال أبو زرعة لا يعرف اسمه وقال غيره اسمه غزوان بمعجمتين وهو كوفي تابعي ({العصف} أول ما ينبت تسميه النبط) بفتح النون والموحدة وبالطاء المهملة الفلاحون (هبورًا) بفتح الهاء وضم الموحدة مخففة وبعد الواو الساكنة راء دقاق الزرع.
(وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي ({العصف} ورق الحنطة: {والريحان} الرزق) والريحان بوزن فعلان من ذوات الواو أصله روحان من الرائحة فأبدلت الواو ياء للفرق بينه وبين الروحان وهو كل شيء له روح). [إرشاد الساري: 7/368]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (النبط) هم الفلاحون من الأعاجم ينزلون بالبطائح بين العراقين). [حاشية السندي على البخاري: 3/72]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {العصف والريحان} قال: التبن). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 112]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والحبّ ذو العصف والرّيحان}. يقول تعالى ذكره: وفيها الحبّ، وهو حبّ البرّ والشّعير ذو الورق، والتّبن: هو العصف، وإيّاه عنى علقمة بن عبدة:
تسقي مذانب قد مالت عصيفتها حدورها من أتيّ الماء مطموم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والحبّ ذو العصف والرّيحان}. يقول: التّبن.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والحبّ ذو العصف والرّيحان}. قال: العصف: ورق الزّرع الأخضر الّذي قطع رءوسه فهو يسمّى العصف إذا يبس.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، {والحبّ ذو العصف} البقل من الزّرع.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {والحبّ ذو العصف} وعصفه: تبنه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة قال: العصف: التّبن.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الضّحّاك، {والحبّ ذو العصف} قال: الحبّ البرّ والشّعير، والعصف: التّبن.
- حدّثنا سعيد بن يحيىالأموي قال: حدّثنا عبد اللّه بن المبارك الخراسانيّ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي مالكٍ، قوله: {والحبّ ذو العصف والرّيحان}. قال: الحبّ أوّل ما ينبت.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {والحبّ ذو العصف والرّيحان}. قال: ورق الحنطة.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {والحبّ ذو العصف}. قال: العصف: الورق من كلّ شيءٍ قال: يقال للزّرع إذا قطع: عصافةٌ، قال: وكلّ ورقٍ فهو عصافةٌ.
- حدّثنا الحسن بن عرفة قال: ثني يونس بن محمّدٍ قال: حدّثنا عبد الواحد قال: حدّثنا أبو روقٍ عطيّة بن الحارث قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {والحبّ ذو العصف} قال: العصف: التّبن.
- حدّثنا سليمان بن عبد الجبّار قال: حدّثنا محمّد بن الصّلت قال: حدّثنا أبو كدينة، عن عطاءٍ، عن سعيدٍ، عن ابن عبّاسٍ، {ذو العصف} قال: العصف: الزّرع.
وقال بعضهم: العصف: هو الحبّ من البرّ والشّعير بعينه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {والحبّ ذو العصف والرّيحان}. أما العصف: فهو البرّ والشّعير.
وأمّا قوله: {والرّيحان}. فإنّ أهل التّأويل اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم: هو الرّزق.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني زيد بن أخزم الطّائيّ قال: حدّثنا عامر بن مدركٍ قال: حدّثنا عتبة بن يقظان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: كلّ ريحانٍ في القرآن فهو الرّزق.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {والرّيحان}. قال: الرّزق.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الضّحّاك، {والرّيحان}: الرّزق، ومنهم من يقول: ريحاننا.
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار قال: حدّثنا محمّد بن الصّلت قال: حدّثنا أبو كدينة، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، {والرّيحان}. قال: الرّيح.
- حدّثنا الحسن بن عرفة قال: ثني يونس بن محمّدٍ قال: حدّثنا عبد الواحد قال: حدّثنا أبو روقٍ عطيّة بن الحارث قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {والرّيحان}. قال: الرّزق والطّعام.
وقال آخرون: هو الرّيحان الّذي يشمّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قال: {والرّيحان}: ما أنبتت الأرض من الرّيحان.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {والرّيحان}. أمّا الرّيحان: فما أنبتت الأرض من ريحانٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن، {والرّيحان} قال: ريحانكم هذا.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والرّيحان}: الرّياحين الّتي توجد ريحها.
وقال آخرون: هو خضرة الزّرع.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والرّيحان} يقول: خضرة الزّرع.
وقال آخرون: هو ما قام على ساقٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ قال: {والرّيحان} ما قام على ساقٍ.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: عني به الرّزق، وهو الحبّ الّذي يؤكل منه.
وإنّما قلنا ذلك أولى الأقوال في ذلك بالصّواب، لأنّ اللّه جلّ ثناؤه أخبر عن الحبّ أنّه ذو العصف، وذلك ما وصفنا من الورق الحادث منه، والتّبن إذا يبس، فالّذي هو أولى بالرّيحان، أن يكون حبّه الحادث منه، إذ كان من جنس الشّيء الّذي منه العصف، ومسموعٌ من العرب تقول: خرجنا نطلب ريحان اللّه ورزقه، ويقال: سبحانك وريحانك: أي ورزقك، ومنه قول النّمر بن تولبٍ:
سلام الإله وريحانه وجنّته وسماءٌ درر.
وذكر عن بعضهم أنّه كان يقول: العصف: المأكول من الحبّ، والرّيحان: الصّحيح الّذي لم يؤكل.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {والرّيحان} فقرأ ذلك عامّة قرأة المدينة والبصرة وبعض المكّيّين وبعض الكوفيّين بالرّفع، عطفًا به على الحبّ، بمعنى: وفيها الحبّ ذو العصف، وفيها الرّيحان أيضًا وقرأ ذلك عامّة قرأة الكوفيّين (والرّيحان) بالخفض عطفًا به على العصف، بمعنى: والحبّ ذو العصف وذو الرّيحان.
وأولى القراءتين في ذلك بالصّواب قراءة من قرأه بالخفض للعلّة الّتي بيّنت في تأويله، وأنّه بمعنى الرّزق وأمّا الّذين قرأوه رفعًا، فإنّهم وجّهوا تأويله فيما أرى إلى أنّه الرّيحان الّذي يشمّ، فلذلك اختاروا الرّفع فيه وكونه خفضًا بمعنى: وفيها الحبّ ذو الورق والتّبن، وذو الرّزق المطعوم أولى وأحسن لما قد بيّنّاه قبل). [جامع البيان: 22/183-189]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال العصف ورق الحنطة والريحان الرزق). [تفسير مجاهد: 2/640]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {والحب ذو العصف} قال: ورق الحنطة). [الدر المنثور: 14/108]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك في الآية قال: الحب الحنطة والشعير والعصف القشر الذي يكون على الحب). [الدر المنثور: 14/108]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {والحب ذو العصف} قال: التبن {والريحان} قال: خضرة الزرع). [الدر المنثور: 14/108]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال: العصف ورق الزرع إذا يبس والريحان ما أنبتت الأرض من الريحان الذي يشم). [الدر المنثور: 14/108]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال: العصف الزرع أول ما يخرج بقلا والريحان حين يستوي على سوقه ولم يسنبل). [الدر المنثور: 14/109]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: كل ريحان في القرآن فهو الرزق). [الدر المنثور: 14/109]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي صالح في قوله {والحب ذو العصف} قال: العصف أول ما ينبت). [الدر المنثور: 14/109]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد {والريحان} قال: الرزق). [الدر المنثور: 14/109]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله {والريحان} قال: الرزق والطعام). [الدر المنثور: 14/109]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله {والريحان} قال: الرياحين التي يوجد ريحها). [الدر المنثور: 14/109]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الحسن {والريحان} قال: ريحانكم هذا). [الدر المنثور: 14/109]

تفسير قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني شبيب بن سعيدٍ، عن أبان، عن الحسن أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ سورة الرّحمن حتّى إذا أتى على آخرها، قال: يا معشر الإنس، ما لي أرى الجنّ أسرع إجابةً منكم ما قرأت عليكم: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}، إلا قالوا: لا بأيّ شيءٍ، يا ربّ، من نعمتك نكذّب). [الجامع في علوم القرآن: 1/75]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال الحسن: {فبأيّ آلاء} [الرحمن: 13] : «نعمه» وقال قتادة: {ربّكما تكذّبان} [الرحمن: 13] : «يعني الجنّ والإنس»). [صحيح البخاري: 6/145]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال الحسن فبأيّ آلاء نعمه وصله الطّبريّ من طريق سهلٍ السّرّاج عن الحسن قوله وقال قتادة ربّكما تكذّبان يعني الجنّ والإنس وصله بن أبي حاتمٍ من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة). [فتح الباري: 8/623]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال الحسن فبأي آلاء قال نعمة وقال قتادة ربكما يعني الجنّ والإنس وقال أبو الدّرداء كل يوم هو في شأن يغفر ذنبا ويكشف كربا ويرفع قوما ويضع آخرين وقال ابن عبّاس برزخ حاجز الأنام الخلق نضاختان فياضتان ذو الجلال ذو العظمة
أما قول الحسن فقال ابن جرير ثنا ابن بشار ثنا عبد الرّحمن ثنا سهل السراج عن الحسن {فبأي آلاء ربكما تكذّبان} الرّحمن قال فبأي نعمة ربكما تكذّبان
وأما قول قتادة فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا هشام بن خالد ثنا شعيب ابن إسحاق ثنا سعيد عن قتادة في قوله الرّحمن {فبأي آلاء ربكما تكذّبان} يقول للجن والإنس بأيّ نعم الله تكذّبان). [تغليق التعليق: 4/331]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال الحسن فبأيّ آلاء نعمه. وقال قتادر ربّكما تكذّبان يعني الجنّ والإنس
أي: قال الحسن البصريّ وقتادة في قوله تعالى: {فبأي آلاء لابكم تكذّبان} فالحسن فسر: آلاء، بالنعم وقتادة فسر: ربكما بالجن والإنس، والآلاء جمع: إلى، بالفتح والقصر وقد تكسر الهمزة وربكما خطاب للجن والإنس وإن لم يتقدّم ذكرهم وإنّما قال: تكذّبان بالتثنية على عادة العرب والحكمة في تكرارها أن الله تعالى عدد في هذه السّورة نعماءه ثمّ اتبع ذكر كل كلمة وصفها ونعمة ذكرها بهذه الآية وجعلها فاصلة بين كل نعمتين لينبههم على النعم ويقررهم بها). [عمدة القاري: 19/214]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال الحسن) البصري فيما وصله الطبري ({فبأي آلاء}) أي (نعمه) جمع الألى وهي النعمة.
(وقال قتادة): فيما وصله ابن أبي حاتم ({ربكما تكذبان} يعني الجن والإنس) كما دلّ عليه قوله تعالى: {للأنام} وقوله: {أيها الثقلان} وذكرت آية {فبأي آلاء} إحدى وثلاثين مرة والاستفهام فيها للتقرير لما روى الحاكم عن جابر قال: قرأ علينا رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- سورة الرحمن حتى ختمها، ثم قال: ما لي أراكم سكوتًا للجن كانوا أحسن منكم ردًّا ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة من {فبأي آلاء ربكما تكذبان} [الرحمن: 16] إلاّ قالوا: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد، وقيل المراد بالآلاء القدرة، وقال محمد بن علي الترمذي: هذه السورة من بين السور علم القرآن لأنها سورة صفة الملك والقدرة لافتتاحها باسمه الرحمن ليعلم أن جميع ما يصفه بعد من أفعاله وملكه وقدرته خرج إليهم من الرحمة ثم ذكر الإنسان وما منّ عليه به ثم حسبان الشمس والقمر وسجود الأشياء مما نجم وشجر ورفع السماء ووضع الميزان والأرض للأنام وخاطب الثقلين فقال سائلًا لهما: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} أي بأي قدرة ربكما تكذبان وإنما كان تكذيبهم أنهم جعلوا له في هذه الأشياء التي خرجت من قدرته وملكه شريكًا يملك معه ويقدر معه تعالى الله. وقال القتيبي: إن الله تعالى عدّد في هذه السورة نعماءه وذكر خلقه وآلاءه ثم أتبع كل خلة وضعها وكل نعمة بهذه الآية وجعلها فاصلة بين كل نعمتين لينبّههم على النّعم ويقررهم بها، وقال الحسين بن الفضل: التكرير طرد للغفلة وتأكيد للحجة وسقط قوله تكذبان لغير أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/370]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا عبد الرّحمن بن واقدٍ أبو مسلمٍ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن زهير بن محمّدٍ، عن محمّد بن المنكدر، عن جابرٍ قال: خرج رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم على أصحابه، فقرأ عليهم سورة الرّحمن من أوّلها إلى آخرها فسكتوا، فقال: لقد قرأتها على الجنّ ليلة الجنّ فكانوا أحسن مردودًا منكم، كنت كلّما أتيت على قوله {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} قالوا: لا بشيءٍ من نعمك ربّنا نكذّب فلك الحمد.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلاّ من حديث الوليد بن مسلمٍ عن زهير بن محمّدٍ.
قال ابن حنبلٍ: كأنّ زهير بن محمّدٍ الّذي وقع بالشّام ليس هو الّذي يروى عنه بالعراق، كأنّه رجلٌ آخر قلبوا اسمه، يعني: لما يروون عنه من المناكير.
وسمعت محمّد بن إسماعيل البخاريّ، يقول: أهل الشّام يروون عن زهير بن محمّدٍ مناكير، وأهل العراق يروون عنه أحاديث مقاربةً). [سنن الترمذي: 5/252]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان (13) خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار (14) وخلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ (15) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يعني تعالى ذكره بقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}: فبأيّ نعم ربّكما معشر الجنّ والإنس من هذه النّعم تكذّبان؟.
- كما: حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سهلٌ السّرّاج، عن الحسن، {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} فبأيّ نعمة ربّكما تكذّبان؟.
- قال عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} قال: لا بأيّتها يا ربّ.
- حدّثنا محمّد بن عبّاد بن موسى، وعمرو بن مالكٍ البصريّ، قالا: حدّثنا يحيى بن سليمٍ الطّائفيّ، عن إسماعيل بن أميّة، عن نافعٍ، عن ابن عمر: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ سورة الرّحمن، أو قرئت عنده، فقال: ما لي أسمع الجنّ أحسن جوابًا لربّها منكم؟ قالوا: ماذا يا رسول اللّه؟ قال: ما أتيت على قول اللّه: فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان؟ إلاّ قالت الجنّ: لا بشيءٍ من نعمة ربّنا نكذّب.
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} يقول: فبأيّ نعمة اللّه تكذّبان؟.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} يقول للجنّ والإنس: بأيّ نعم اللّه تكذّبان؟.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش أو غيره، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّه كان إذا قرأ {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} قال: لا بأيّتها ربّنا.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} قال: الآلاء: القدرة، فبأيّ آلائه تكذّب، خلقكم كذا وكذا، فبأيّ قدرة اللّه تكذّبان أيّها الثّقلان، الجنّ والإنس؟.
فإن قال لنا قائلٌ: وكيف قيل: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} فخاطب اثنين، وإنّما ذكر في أوّل الكلام واحدٌ، وهو الإنسان؟ قيل: عاد بالخطاب في قوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} إلى الإنسان والجانّ، ويدلّ على أنّ ذلك كذلك ما بعد هذا من الكلام، وهو قوله: {خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار وخلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ} وقد قيل: إنّما جعل الكلام خطابًا لاثنين، وقد ابتدئ الخبر عن واحدٍ، لما قد جرى من فعل العرب، بمثل ذلك وهو أن يخاطبوا الواحد بفعل الاثنين، فيقولون: ارحلاها يا غلام، وما أشبه ذلك ممّا قد بيّنّاه من كتابنا هذا في غير موضعٍ). [جامع البيان: 22/189-191]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن مهران، ثنا أبي، ثنا هشام بن عمّارٍ، وأبو مسلمٍ عبد الرّحمن بن واقد الحرّانيّ قالا: ثنا الوليد بن مسلمٍ، ثنا زهير بن محمّدٍ، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما، قال: لمّا قرأ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم سورة الرّحمن على أصحابه حتّى فرغ قال: " ما لي أراكم سكوتًا للجنّ كانوا أحسن منكم ردًّا، ما قرأت عليهم من مرّةٍ، {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} [الرحمن: 13] إلّا قالوا: ولا بشيءٍ من نعمتك ربّنا نكذّب فلك الحمد «صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/515]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه، فقرأ عليهم سورة الرحمن، من أولها إلى آخرها، فسكتوا، فقال: «لقد قرأتها على الجنّ ليلة الجنّ، فكانوا أحسن مردوداً منكم، كنت كلّما أتيت على قوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} قالوا: لا بشيء من نعمك ربّنا نكذّب، فلك الحمد». أخرجه الترمذي). [جامع الأصول: 2/373]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} [الرحمن: 13].
«عن أسماء - يعني بنت أبي بكرٍ - قالت: سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - وهو يصلّي نحو الرّكن قبل أن يصدع بما يؤمر، والمشركون يسمعون {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} [الرحمن: 13]».
رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعفٌ وحديثه حسنٌ، وبقيّة رجاله رجال الصّحيح.
- وعن ابن عمر «أنّ النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - قرأ سورة الرّحمن على أصحابه فسكتوا، فقال: " لقد كان الجنّ أحسن ردًّا منكم، كلّما قرأت عليهم {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} [الرحمن: 13] قالوا: لا بشيءٍ من آلائك ربّنا نكذّب فلك الحمد» ".
رواه البزّار عن شيخه عمرو بن مالكٍ الرّاسبيّ، وثّقه ابن حبّان وضعّفه غيره، وبقيّة رجاله رجال الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7/117]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا عمرو بن مالكٍ، ثنا يحيى بن سليمٍ، ثنا إسماعيل بن أميّة، عن نافعٍ، عن ابن عمر، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ سورة الرّحمن على أصحابه فسكتوا، فقال: " لقد كان الجنّ أحسن ردًّا منكم، كلّما قرأت عليهم: فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان قالوا: لا بشيءٍ من آلائك ربّنا نكذّب، فلك الحمد ".
قال البزّار: لا نعلمه يروى عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلا بهذا الإسناد). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/74]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن مردويه بسند حسن عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر والمشركون يسمعون {فبأي آلاء ربكما تكذبان}). [الدر المنثور: 14/100]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي، وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال: ما لي أراكم سكوتا لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم كنت كلما أتيت على قوله {فبأي آلاء ربكما تكذبان} قالوا: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد). [الدر المنثور: 14/100-101]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار، وابن جرير، وابن المنذر والدارقطني في الأفراد، وابن مردويه والخطيب في تاريخه بسند صحيح عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن على أصحابه فسكتوا فقال: ما لي أسمع الجن أحسن جوابا لربها منكم ما أتيت على قوله الله {فبأي آلاء ربكما تكذبان} إلا قالوا: لا شيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد). [الدر المنثور: 14/101]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} قال: بأي نعمة الله). [الدر المنثور: 14/109-110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فبأي آلاء ربكما تكذبان} يعني الجن والإنس والله أعلم). [الدر المنثور: 14/110]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:25 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي


التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {الرَّحْمَن (1)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {الرّحمن * علّم القرآن} .
{الرّحمن}: اسم من أسماء الله تعالى , لا يقال لغيره، وهو في الكتب المتقدمة، ومعناه الكثير الرحمة). [معاني القرآن: 5/95]

تفسير قوله تعالى: {عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : وقوله: {علّم القرآن} :معناه يسّره لأن يُذكر). [معاني القرآن: 5/95]

تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {خلق الإنسان * علّمه البيان}: قيل : إنه يعني بالإنسان ههنا النبي صلى الله عليه وسلم علّمه البيان. علمه القرآن الذي فيه بيان كل شيء.
وقيل: الإنسان ههنا آدم صلى الله عليه وسلم .
ويجوز في اللغة أن يكون الإنسان اسما لجنس الناس جميعا، ويكون على هذا المعنى :{علّمه البيان}, جعله مميِّزا حتى انفصل الإنسان من جميع الحيوان). [معاني القرآن: 5/95]

تفسير قوله تعالى: {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)}

تفسير قوله تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({بحسبان}: أي بقدر وحساب يجريان). [غريب القرآن وتفسيره: 360]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والنّجم والشّجر يسجدان...}
النجم: ما نجم مثل: العشب، والبقل وشبهه.
والشجر: ما قام على ساق.
ثم قال: يسجدان، وسجودهما: أنهما يستقبلان الشمس إذا طلعت، ثم يميلان معها حتى ينكسر الفيء، , والعرب إذا جمعت الجمعين من غير الناس مثل: السدر، والنخل جعلوا فعلهما واحداً، فيقولون: الشاء والنعم قد أقبل، والنخل والسدر قد ارتوى، فهذا أكثر كلامهم، وتثنيته جائزة.
قال الكسائي: سمعت العرب تقول: مرت بنا غنمان سودان وسود...
- وسود أجود من سودان؛ لأنه نعت تأتي على الاثنين، فإذا كان أحد الاثنين مؤنثاً مثل: الشاء والإبل قالوا: الشاء والإبل مقبلة؛ لأن الشاء ذكر، والإبل أنثى، ولو قلت: مقبلان لجاز، ولو قلت: مقبلتان تذهب إلى تأنيث الشاء مع تأنيث الإبل كان صواباً، إلا أن التوحيد أكثر وأجود.
فإذا قلت: هؤلاء قومك وإبلهم قد أقبلوا ذهب بالفعل إلى الناس خاصة؛ لأن الفعل لهم، وهم الذين يقبلون بالإبل، ولو أردت إقبال هؤلاء وهؤلاء لجاز ـ قد أقبلوا؛ لأن الناس إذا خالطهم شيء من البهائم، صار فعلهم كفعل الناس كما قال:{ونبّئهم أنّ الماء قسمةٌ بينهم} , فصارت الناقة بمنزلة الناس.
ومنه قول الله عز وجل: {فمنهم من يمشي على بطنه} , و"من" إنما تكون للناس، فلما فسّرهم وقد كانوا اجتمعوا في قوله: {والله خالق كلّ دابّةٍ من ماءٍ} فسرهم بتفسير الناس). [معاني القرآن: 3/112-113]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({والنّجم والشّجر يسجدان}: الشجر ما كان على ساق, والنجم ما نجم من الأرض , ولم يكن على ساق , ومجازها على الأشجار , وثنى فعلهما على لفظهما. ). [مجاز القرآن: 2/242]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والنجم والشجر يسجدان}: ما كان على ساق فهو الشجر والنجم ما لم يكن على ساق من النبات وقالوا هو ما نجم من الأرض من الشجر أي طلع). [غريب القرآن وتفسيره: 360]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({والنّجم} : العشب والبقل، {والشّجر}: ما قام على ساق.
{يسجدان}: قال الفراء: سجودهما: أنهما يستقبلان الشمس إذا أشرقت، ثم يميلان معها حتى نكسر الفيء, وقد بينت السجود في كتاب «تأويل المشكل»، وأنه الاستسلام من جميع الموات، والانقياد لما سخر له). [تفسير غريب القرآن: 436]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} أي يستسلمان لله بالتّسخير). [تأويل مشكل القرآن: 418](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله تعالى: {والنّجم والشّجر يسجدان} [معاني القرآن: 5/95]
قال أهل اللغة وأكثر أهل التفسير: النجم كل ما نبت على وجه الأرض مما ليس له ساق.
والشجر كل ما له ساق، ومعنى سجودهما دوران الظل معهما كما قال: {أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيء يتفيّأ ظلاله عن اليمين والشّمائل سجّدا للّه}.
وقد قيل: إنّ النجم أيضا يراد به النجوم.
وهذا جائز أن يكون، لأن اللّه - عزّ وجلّ - قد أعلمنا أن النجم يسجد، فقال: {ألم تر أنّ اللّه يسجد له من في السّماوات ومن في الأرض والشّمس والقمر والنّجوم}.
ويجوز أن يكون النجم ههنا يعني به ما نبت على وجه الأرض, وما طلع من نجوم السماء، يقال لكل ما طلع: قد نجم). [معاني القرآن: 5/96]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالنَّجْمُ} العُشْب والبَقْل , {وَالشَّجَرُ}، ما قام على ساق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 253]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({والنَّجْمُ}: ما لم ينبت على ساق , {والشَّجَرُ}: ما ينبت على ساق). [العمدة في غريب القرآن: 291]

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):وقوله: {والسّماء رفعها...} فوق الأرض , {ووضع الميزان...} , في الأرض , وهو العدل.
وفي قراءة عبد الله: وخفض الميزان، والخفض والوضع متقاربان في المعنى). [معاني القرآن: 3/113]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ووضع الميزان} , أي : العدل في الأرض .). [تفسير غريب القرآن: 436]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {والسّماء رفعها ووضع الميزان}: المعنى : رفعها فوق الأرض وأمسكها أن تقع على الأرض، ووضع الميزان لينتصف بعض الناس من بعض.
وقيل: الميزان ههنا العدل، لأن المعادلة موازنة الأشياء). [معاني القرآن: 5/96]

تفسير قوله تعالى:{أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ألاّ تطغوا...}, وفي قراءة عبد الله: لا تطغوا بغير أن في الوزن , وأقيموا اللسان.
وقوله: {ألاّ تطغوا} , إن شئت جعلتها مجزومة بنية النهي، وإن شئت جعلتها منصوبة بأن، كما قال الله: {إنّي أمرت أن أكون أوّل من أسلم ولا تكوننّ} , وأن تكون {تطغوا}في موضع جزم أحبّ إليّ؛ لأن بعدها أمرا). [معاني القرآن: 3/113]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ألاّ تطغوا في الميزان}: أن لا تظلموا وتنقصوا). [مجاز القرآن: 2/242]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ألّا تطغوا في الميزان}: أي ألا تجوروا). [تفسير غريب القرآن: 436]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ألّا تطغوا في الميزان (8)}: ألا يجاوزوا القدر والعدل.
ويجوز }ألّا تطغوا} بمعنى اللام، " لأن لا تطغوا "
وتكون {ألّا تطغوا} , على النهي , ومعنى " أن " التفسير.
فيكون المعنى - واللّه أعلم - ووضع الميزان أي لا تطغوا في الميزان.
ويدل عليه المعطوف عليه وهو قوله: {وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان} ). [معاني القرآن: 5/96]

تفسير قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأقيموا الوزن بالقسط...} ). [معاني القرآن: 3/113]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ولا تخسروا }: أي لا تظلموا , وتنقصوا، بالقسط والعدل). [مجاز القرآن: 2/242]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأقيموا الوزن بالقسط}, أي : بالعدل، {ولا تخسروا الميزان}، أي لا تنقصوا الوزن)[تفسير غريب القرآن: 436]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان}: القراءة بضم التاء، وروى أهل اللغة: أخسرت الميزان وخسرت، فعلى خسرت : { ولا تخسروا }, ولا تقرأنّ بها إلا أن تثبت رواية صحيحة عن إمام في القراءة, وقد روي أن إنسانا قرأ بها من المتقدمين , ولكنه ليس ممن أخذت عنه القراءة ولا له حرف يقرأ به.). [معاني القرآن: 5/96-97]

تفسير قوله تعالى: ({وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({والأرض وضعها للأنام...}. لجميع الخلق). [معاني القرآن: 3/113]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وضعها للأنام}: للخلق.). [مجاز القرآن: 2/242]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (الأنام): الخلق). [غريب القرآن وتفسيره: 360]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: (و{للأنام}: الخلق). [تفسير غريب القرآن: 436]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله : {والأرض وضعها للأنام}: الأنام: الإنس والجنّ). [معاني القرآن: 5/97]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْأَنَام}: للخلق). [العمدة في غريب القرآن: 291]

تفسير قوله تعالى: {فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({والنّخل ذات الأكمام }, واحدها كم). [مجاز القرآن: 2/242]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فيها فاكهةٌ والنّخل ذات الأكمام},
وقال: {ذات الأكمام} : وواحدها "الكمّ"). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (و{ذات الأكمام} , أي : ذات الكفرّى قبل أن ينفتق. وغلاف كل شيء: كمّه.
و الكفرّى: هو الجفّ، وهو الكم، وهو الكافور، وهو الذي ينشق عن الطّلع. ). [تفسير غريب القرآن: 436-437]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فيها فاكهة والنّخل ذات الأكمام}: معنى {الأكمام}: ما غطّى , وكل شجرة تخرج ما هو مكمّم , فهي ذات أكمام .
وأكمام النخلة : ما غطى جمّارها من السّعف , والليف , والجذع , وكلّ ما أخرجته النخلة , فهو ذو أكمام فالطّلعة كمّها قشرها , ومن هذا قيل للقلنسوة كمّة ؛ لأنها تغطّي الرأس.
ومن هذا كمّا القميص ؛ لأنهما يغطيان اليدين). [معاني القرآن: 5/97]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ذَاتُ الْأَكْمَامِ} : ذات الغُلف، وغلاف كلّ شيء كمُّه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 253]

تفسير قوله تعالى: {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):وقوله:{والحبّ ذو العصف والرّيحان...} خفضها الأعمش، ورفعها الناس.
فمن خفض أراد: ذو العصف وذو الريحان، ومن رفع الريحان جعله تابعاً لذو، والعصف، فيما ذكروا: بقل الزرع؛ لأن العرب تقول: خرجنا نعصف الزرع إذا قطعوا منه شيئا قبل أن يدرك فذلك العصف.
والريحان هو رزقه، والحب هو الذي يؤكل منه. والريحان في كلام العرب الرزق، ويقولون: خرجنا نطلب ريحان الله. الرزق عندهم، وقال بعضهم: ذو العصف المأكول من الحب، والريحان: الصحيح الذي لم يؤكل.
ولو قرأ قارئ: {والحبّ ذا العصف والريحان} , لكان جائزاً، أي: خلق ذا وذا، وهي في مصاحف أهل الشام: والحبّ ذا العصف، ولم نسمع بها قارئا، كما أن في بعض مصاحف أهل الكوفة: {والجار ذا القربى} , ولم يقرأ به أحد، وربما كتب الحرف على جهة واحدة، وهو في ذلك يقرأ بالوجوه.
وبلغني: أن كتاب علي بن أبي طالب رحمه الله كان مكتوبا: هذا كتاب من علي بن أبو طالب كتابها: أبو.في كل الجهات، وهي تعرّب في الكلام إذا قرئت.) [معاني القرآن: 3/113-114]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ والحب ذو العصف والرّيحان }, تخرج له عصيفة وهي أذنته أعلاه وهو الهبوذ وأذنه الثمام زيادته وكثرته وورقه الذي يعتصف فيؤكل قال علقمة ابن عبدة:
تسقى مذانب قد مالت عصيفتها حدورها من أنىّ الماء مطموم
طمها ملأها لم يبق فيها شيء وطم إناءه ملأه. والريحان الحب منه الذي يؤكل، يقال: سبحانك وريحانك أي رزقك قال النمر بن تولب:
سماء الإله وريحانه وجنّته وسماءٌ درر )
[مجاز القرآن: 2/242-243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ذو العصف}: الذي لا شيء فيه.
{والريحان}: الرزق الذي يوكل والعرب تقول ذهبنا نطلب ريحان الله أي رزق الله). [غريب القرآن وتفسيره: 360-361]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({العصف}: ورق الزرع، ثم يصير، إذا جفّ ودرس - تبنا.
و{الرّيحان}: الرزق، يقال:خرجت اطلب ريحان اللّه.
قال النّمر ابن تولب:
سلام الإله وريحانه ورحمته وسماء درر
[معاني القرآن: 3/114], [تفسير غريب القرآن: 437]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجل: {والحبّ ذو العصف والرّيحان} , ويقرأ :{ والريحان}, وأكثر القراءة :{والريحان} .
والعصف: ورق الزرع , ويقال التّبن هو العصف، ويقال العصفة
قال الشاعر:
تسقي مذانب قد مالت عصيفتها جدورها من أتيّ الماء مطموم
ويروى بأتي الماء.
ومعنى { ذو العصف والرّيحان} : ذو الورق , { والرّزق} ، العرب تقول: سبحان اللّه وريحانه.
قال أهل اللغة: معناه واسترزاقه، قال النمر بن تولب:
سلام الإله وريحانه ورحمته وسماء درر
قال: معنى ريحانه : رزقه , لمن قرأ،{والريحان}: عطف على العصف، ومن قرأ: {والريحان}: عطف على {الحب}, ويكون المعنى فيهما فاكهة فيهما الحب ذو العصف وفيهما الريحان، فيكون الريحان ههنا : الريحان الذي يشم، ويكون أيضا ههنا الرزق.
فذكر اللّه - عزّ وجلّ - في هذه السورة ما يدل على وحدانيته من خلق الإنسان وتعليم البيان ومن خلق الشمس والقمر والسماء والأرض). [معاني القرآن: 5/97-98]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({والْعَصْفِ} : ورق الزرع الذي يصير –إذا جَفّ– تبنا.
و{الرَّيْحَان}: الرزق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 253]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْعَصْف} : التبن , {الرَّيْحَانُ}: الرزق). [العمدة في غريب القرآن: 291]

تفسير قوله تعالى: : { فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان...}: وإنما ذكر في أول الكلام: الإنسان ففي ذلك وجهان:
أحدهما: أن العرب تخاطب بفعل الاثنين، فيقال: ارحلاها، ازجراها يا غلام.
والوجه الآخر: أن الذّكر أريد في الإنسان والجان، فجرى لهما من أول السورة إلى آخرها). [معاني القرآن: 3/114]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان } أي : فبأي نعمة، واحدها ألىً تقديرها قفىً , وقال بعضهم: تقديرها معىً .
{ وتكذّبان }: مجازها مخاطبة الجن والإنس وهما الثقلان). [مجاز القرآن: 2/243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): و{الآلاء}: النعم. واحدها : تألي, إلى : مثل قفا، وإلي: مثل معي). [تفسير غريب القرآن: 437]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاختصار أن تضمر لغير مذكور...
وقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} ، يعني: القرآن. فكنى في أوّل السّورة.
قال حميد بن ثور في أوّل قصيدة:
وصهباء منها كالسّفينة نضّجت = به الحمل حتّى زاد شهرا عديدها
أراد: وصهباء من الإبل.
وقال حاتم:
أماويَّ ما يغني الثَّراء عن الفتى = إذا حشرجت يوما وضاق بها الصَّدر
يعني النفس.
وقال لبيد:
حتى إذا ألقت يداً في كافِرٍ = وأجنَّ عوراتِ الثُّغورِ ظلامُها
يعني الشمس بدأت في المغيب.
وقال طرفة:
ألا ليتني أفديك منها وأفتدي
يعني: من الفلاة.
وأنشد الفرّاء:
إذا نُهي السَّفيهُ جَرى إليه = وَخالفَ، والسَّفِيهُ إلى خِلاف
أراد: جرى إلى السّفه.
وقال الله عز وجل في أول سورة الرحمن: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} ، ولم يذكر قبل ذلك إلا الإنسان، ثم خاطب الجانّ معه لأنّه ذكرهم بعد، وقال: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ}.
قال الفراء: ومثله قول المثقّب العبدي:
فما أدري إذا يمّمت أرضا = أريد الخير: أيّهما يليني؟
أألخير الّذي أنا أبتغيه؟ = أم الشرّ الّذي هو يبتغيني؟
فكنى عن الشر وقرنه في الكتابة بالخير قبل أن يذكره، ثم أتى به بعد ذلك). [تأويل مشكل القرآن: 226-228] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما تكرار الكلام من جنس واحد وبعضه يجزئ عن بعض، كتكراره في: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وفي سورة الرحمن بقوله: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} فقد أعلمتك أنّ القرآن نزل بلسان القوم، وعلى مذاهبهم. ومن مذاهبهم التكرار: إرادة التوكيد والإفهام، كما أن من مذاهبهم الاختصار: إرادة التخفيف والإيجاز، لأن افتنان المتكلم والخطيب في الفنون، وخروجه عن شيء إلى شيء- أحسن من اقتصاره في المقام على فنّ واحد). [تأويل مشكل القرآن: 235] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما تكرار {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} فإنه عدّد في هذه السورة نعماءه، وأذكر عباده آلاءه، ونبههم على قدرته ولطفه بخلفه، ثم أتبع ذكر كل خلّة وصفها بهذه الآية، وجعلها فاصلة بين كل نعمتين، ليفهّمهم النّعم ويقرّرهم بها.
وهذا كقولك للرجل أجل أحسنت إليه دهرك وتابعت عنده الأيادي، وهو في ذلك ينكرك ويكفرك: ألم أبوّئك منزلا وأنت طريد؟ أفتنكر هذا؟ وألم أحملك وأنت راجل؟ ألم أحج بك وأنت صرورة؟ أفتنكر هذا؟.
ومثل ذلك تكرار {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} في سورة (اقتربت الساعة) أي: هل من معتبر ومتّعظ؟). [تأويل مشكل القرآن: 239-240]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (ثم خاطب الإنس والجن فقال:{فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}
أي: فبأيّ نعم ربّكما تكذّبان من هذه الأشياء المذكورة، لأنها كلها منعم بها عليكم في دلالتها إياكم على وحدانيته وفي رزقه إياكم ما به قوامكم والوصلة إلى حياتكم، والآلاء واحدها ألى وإلي.
وكل ما في السورة من قوله : {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} , فمعناه على ما فسّرناه، فبأيّ نعم ربّكما تكذّبان. ). [معاني القرآن: 5/98]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:56 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (ويقال أحسبه إذا أكثر له قال الشاعر
(ونقفي وليد الحي إن كان جائعا = ونحسبه إن كان ليس بجائع)

<iframe src"http://static.ak.facebook.com/connect/xd_arbiter.php?version=24#channel=f20835dd17035b&origin=http%3A%2F%2Fwww.jamharah.net&channel_path=%2Fshowthread.php%3Ft%3D17713%26fb_xd_fragment%23xd_sig%3Df14b2e81e18915e%26" style="border: medium none;" tab-index="-1" title="Facebook Cross Domain Communication Frame" aria-hidden="true" id="fb_xdm_frame_http" allowtransparency="true" name="fb_xdm_frame_http" frameborder="0" scrolling="no"></iframe><iframe src="https://s-static.ak.facebook.com/connect/xd_arbiter.php?version=24#channel=f20835dd17035b&origin=http%3A%2F%2Fwww.jamharah.net&channel_path=%2Fshowthread.php%3Ft%3D17713%26fb_xd_fragment%23xd_sig%3Df14b2e81e18915e%26" style="border: medium none;" tab-index="-1" title="Facebook Cross Domain Communication Frame" aria-hidden="true" id="fb_xdm_frame_https" allowtransparency="true" name="fb_xdm_frame_https" frameborder="0" scrolling="no"></iframe>

أي نكثر له ونعطيه حتى يقول حسب ومنه قوله (عطاء حسابا) أي كثيرا وقد حسبت الشيء أحسبه حسابا وحسبانا وحسبة قال الله عز وجل: {الشمس والقمر بحسبان} أي بحساب وقال الأسدي أنشدنيه ابن الأعرابي:
(يا جمل أسقاك بلا حسابه = سقيا مليك حسن الربابه)
وقال النابغة:
(وأسرعت حسبة في ذلك العدد) ). [إصلاح المنطق: 236]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
عدد النجم والحصى والترابِ
فيه قولان: أحدهما أنه أراد بالنجم النجوم، ووضع الواحد في موضع الجمع، لأنه للجنس؛ كما تقول: أهلك الناس الدرهم والدينارُ، وقد كثرتِ الشاةَ والبعيرُ، وكما قال الله جل وعزَّ: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}.
وقال الشاعر:
فبات يعدُّ النجمَ في مستجيرةٍ = سريعٍ بأيدي الآكلين جمودها
يريد النجمَ، ويعني بالمستحيرة إهالة. والوجهُ الآخرُ أن يكون النجمُ ما نجمَ من النبتِ، وهو ما لم يقم على ساقٍ، والشجرُ ما يقوم على ساقٍ.
واليقطين: ما انتشر على وجه الأرض. قال الله عز وجل: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ}، وقال الحارث بن ظالمٍ، للأسودِ بن المنذر بن ماء السماء:
أخصيي حمارٍ بات يكدم نجمةً = أيؤكل جيراني وجارُكَ سالمُ!).
[الكامل: 2/795-796]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( والساجد: المنحني عند بعض العرب، وهو في لغة طيء المنتصب، قال الشاعر:

إنك لن تلقى لهن ذائدا = أنجح من وهم يثل الفائدا
لولا الزمام اقتحم الأجالد = بالغرب أو دق النعام الساجدا

ورواه أبو عبيدة:
لولا الحزام جاوز الأجالدا
وقال: الأجالد جمع الجلد، وهو آخر منقطع المنحاة، والمنحاة مختلف السانية. والنعام الساجد: خشبات منصوبة على البئر في قول أبي عمرو. وقال غيره: أراد بالساجد خشبات محنية لشدة ما تجذب، والإسجاد في عير هذا الموضع
فتور النظر وغض الطرف؛ يقال: قد أسجدت المرأة إذا غضت طرفها، ويقال: قد سجدت عينها إذا فتر نظرها، قال كثير:
أغرك منا أن دلك عندنا = وإسجاد عينيك الصيودين رابح
والسجود في غير هذا: الخشوع والخضوع والتذلل؛ كقوله جل اسمه: {ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر}، فسجود الشمس والقمر على جهة الخشوع والتذلل.
ومن هذا قوله: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده}، معناه أن أثر صنعة الله عز وجل موجودة في الأشياء كلها حيوانها ومواتها؛ فما لم تكن له آلة النطق والتسبيح وصف بذلك على جهة التشبيه بمن ينطق ويسبح لدلالته على خالقه وبارئه، قال الشاعر:
ساجد المنخر ما يرفعه = خاشع الطرف أصم المستمع
وقال الآخر:
بجمع تضل البلق في حجراته = ترى الأكم منها سجدا للحوافر
وقال الآخر:
قد كان ذو القرنين جدي مسلما = ملكا تدين له الملوك وتسجد
وقال جرير:
لما أتى خير الزبير تضعضعت = سور المدينة والجبال الخشع
فوصفها بالخشوع على ما وصفنا. وقال الطرماح:
وأخو الهموم إذا الهموم تحضرت = جنح الظلام وساده لا يرقد
وقال الطرماح أيضا:
وخرق به البوم يرثي الصدا = كما رثت الفاجع النائحه
فخبر عن الصدى بالمرثية على جهة التشبيه. وقال الطرماح أيضا:
ولكني أنص العيس يدمى = أظلاها وتركع في الحزون
وقال عمرو بن أحمر:

خلد الحبيب وباد حاضره = إلا منازل كلها قفر
ولهت عليها كل معصرة = هوجاء ليس للبها زبر
خرقاء تلتهم الجبال وأجـ = ـواز الفلاة وبطنها صفر

وقال بعده:

وعرفت من شرفات مسجدها = حجرين طال عليهما الدهر
بكيا الخلاء فقلت إذ بكيا = ما بعد مثل بكاكما صبر

فوصف بهذه الأفاعيل من لا يفعلها فعل حقيقة؛ إنما
جوازها على المجاز والاتساع، وقد قال الله عز وجل: {والنجم والشجر يسجدان}، فخبر عن النجم والشجر بالسجود على معنى الميل، أي يستقبلان الشمس ثم يميلان معها حتى ينكسر الفيء، والسجود في الصلاة سمي سجودا لعلتين: إحدهما أنه خضوع وتذلل لله جل وعز؛ إذ كانت العرب تجعل الخاضع ساجدا. والعلة الأخرى أنه سمي سجودا لأنه بالميل يقع، والانحناء والتطاطؤ على ما تقدم في التفسير، كما سمي الركوع في الصلاة ركوعا، لأنه انحناء). [كتاب الأضداد: 294-297] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( أخصي حمار بات يكدم نجمة = أتأكل جيراني وجارك سالم
ويروى أتؤكل جاراتي قال الضبي: النجمة ما كانت نبتته على وجه الأرض على غير ساق: والشجر ما كان على ساق طال أو قصر: والحمير تعبث بالنجم وواحد النجم نجمة وقوله أخصي أراد يا خصي حمار: يدنيه بذلك قال يعقوب: أراد يا خصي حمار يصغره بذلك والنجمة هذا النبت الذي يرتفع فيبسط عليه القصارون الثياب ويقال له نجمة: قال يعقوب: ولا أعرف للواحد منه اسما غير هذا ولكن هذا اسم هذا النبت وقال غيره: إنما شبهه بخصي حمار: أي إنك مشنج الوجه متغضنه كخصي الحمار إذا كدم هذه النجمة: وذلك لصلابتها ومنه قول الله عز وجل: {والنجم والشجر يسجدان}: فالنجم: ما لم يكن على ساق وكان منبسطا على وجه الأرض والشجر: ما كان على ساق). [شرح المفضليات: 617]

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) }

تفسير قوله تعالى: {أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) }

تفسير قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) }

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) }

تفسير قوله تعالى: {فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والبراعيم، واحدها برعومة، وهي أكمة الروض قبل أن تتفتق، يقال لواحدها: كم، وكمام، فمن قال: كمام، فمن قال: كمام، فجمعه أكمة، مثل صمام وأصمة، وزمام وأزمة، ومن قال: كم، فالجماع أكمام، قال الله عز وجل {وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ} ). [الكامل: 2/929]

تفسير قوله تعالى: {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (ويقال: انشقّ الصّبح عن ريحانه، أي عن تباشيره. والرّيحان أيضاً الرّزق. ويقال: سبحانه وريحانه، كأنّه قال: واسترزاقاً له. وقال الله عزّ وجلّ: {والحبّ ذو العصف والرّيحان}. وقال النّمر بن تولب:
عطاء الإله وريحانه = ورحمته وسماءٌ درر).
[الأزمنة: 53]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (قال الرستمي: قوله تسقي يعني هذه السانية التي وصف. والمذانب الدبار ههنا وأصل المذانب مجاري الماء إلى الرياض الواحد مذنب والمذانب أيضًا المغارف وهي المقادح. قال: وزالت عصيفتها تفرقت وتفتحت من ريها، ويقال زل ذا من ذا ومز ذا من ذا يقال زلته فلم يزل ومزته فلم يمز. قال: ويروى: قد طالت عصيفتها ويروى: قد مالت. فيقول من ريه وكثرة مائه وطوله قد تمايل. وقال أبو عبيدة: العصيفة والعصافة ورق الزرع ومنه قول الله عز وجل: {والحب ذو العصف والريحان} ). [شرح المفضليات: 796]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 02:56 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 02:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 03:06 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان * علمه البيان * الشمس والقمر بحسبان * والنجم والشجر يسجدان * والسماء رفعها ووضع الميزان * ألا تطغوا في الميزان * وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان * والأرض وضعها للأنام * فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام * والحب ذو العصف والريحان * فبأي آلاء ربكما تكذبان}
"الرحمن" بناء مبالغة من الرحمة، وهو اسم اختص الله تعالى بالاتصاف به، وحكى ابن فورك عن قوم أنهم يجعلون "الرحمن" آية تامة، كأن التقدير: الرحمن ربنا، وقاله الرماني وأن التقدير: الله الرحمن، وقال الجمهور: إنما الآية "الرحمن علم القرآن"، فهو جزء آية.
وقوله تعالى: {علم القرآن} تعديد نعمة، أي: هو منَّ به، وعلمه الناس، وخص حفاظه وفهمته بالفضل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، ومن الدليل على أن القرآن غير مخلوق أن الله تعالى ذكر القرآن في كتابه في أربعة وخمسين موضعا ما فيها موضع صرح فيه بلفظ الخلق ولا أشار إليه، وذكر الإنسان على الثلث من ذلك في ثمانية عشر موضعا كلها نصت على خلقه، وقد اقترن ذكرهما في هذه السورة على هذا النحو.
و "الإنسان" هنا اسم الجنس، حكاه الزهراوي وغيره، و"البيان": النطق والفهم والإبانة عن ذلك بقول، قاله ابن زيد والجمهور، وذلك هو الذي فضل الإنسان من سائر الحيوان، وقال قتادة: هو بيان الحلال والحرام والشرائع، وهذا جزء من البيان العام، وقال قتادة: "الإنسان" آدم عليه السلام، وقال ابن كيسان: "الإنسان" محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا التخصيص لا دليل عليه، وكل المعلومات داخلة في البيان الذي علمه الإنسان، فكأن الله تعالى قال: من ذلك البيان وفيه معتبر كون الشمس والقمر بحسبان، فحذف هذا كله، ورفع "الشمس" بالابتداء، وهذا ابتداء تعديد نعم.
واختلف الناس في قوله تعالى: "بحسبان" فقال مكي، والزهراوي، عن قتادة: هو مصدر كالحساب في المعنى، كالغفران والطغيان في الوزن، وقال أبو عبيدة معمر لها في طلوعها وغروبها وقطعهما البروج وغير ذلك حسابات، وهذا مذهب ابن عباس وأبي مالك، وقتادة. وقال ابن زيد: لولا الليل والنهار لم يدر أحد كيف يحسب شيئا من مقادير الزمان، وقال مجاهد: الحسبان: الفلك المستدير، شبه بحسبان الرحى وهو العود المستدير الذي باستدارته تدور المطحنة). [المحرر الوجيز: 8/ 158-159]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {والنجم والشجر يسجدان}، قال ابن عباس، والسدي، وسفيان: "النجم": النبات الذي لا ساق له، وسمي نجما لأنه نجم، أي: ظهر وطلع، وهو مناسب للشجر يشبه به، وقال مجاهد، وقتادة، والحسن: النجم: اسم الجنس من نجوم السماء، والنسبة التي لها من السماء هي التي للشجر من الأرض لأنهما في ظاهرهما، وسمي الشجر من اشتجار غصونه وهو تداخلها، واختلف الناس في هذا السجود، فقال مجاهد والحسن: ذلك في النجم بالغروب ونحوه، وفي الشجر بالظل واستدارته، وكذلك في النجم على القول الآخر، وقال مجاهد أيضا ما معناه: أن السجود في هذا كله تجوز، وهو عبارة عن الخضوع والتذلل ونحوه، ومنه قول الشاعر:
... ... ... ... ..... ترى الأكم فيها سجدا للحوافر
وقال تعالى: "يسجدان" وهما جمعان، لأنه راعى اللفظة، لأنه اسم مفرد اسم للنوع، وهذا كقول الشاعر:
ألم يحزنك أن حبال قومي ... وقومك قد تباينتا انقطاعا
وقرأ الجمهور: "والسماء رفعها" بالنصب عطفا على الجملة الصغيرة وهي "يسجدان"; لأن هذه جملة من فعل وفاعل وهذه كذلك، وقرأ أبو السمال: "والسماء رفعها" بالرفع عطفا على الجملة الكبيرة وهي قوله تعالى: {والنجم والشجر يسجدان}؛ لأن هذه الجملة من مبتدأ وخبر، والأخرى كذلك، وفي مصحف ابن مسعود رضي الله عنه: "وخفض الميزان"، ومعنى "وضع": أقر وأثبت، و"الميزان": العدل فيما قال الطبري، ومجاهد، وأكثر الناس. وقال ابن عباس، والحسن، وقتادة: إنه الميزان المعروف، وهو جزء من الميزان الذي يعبر به عن العدل، ويظهر عندي أن قوله تعالى: {ووضع الميزان} يريد به العدل، وأن قوله تعالى: {ألا تطغوا في الميزان}، وقوله: {وأقيموا الوزن بالقسط}، وقوله: {ولا تخسروا الميزان} يريد به الميزان المعروف، وكل ما قيل محتمل سائغ.
وقوله تعالى: "ألا تطغوا" نهي عن التعمد الذي هو طغيان بالميزان، وأما ما لا يقدر البشر عليه من التحرير بالميزان فذلك موضوع عن الناس، و"ألا" هو بتقدير: "لئلا" أو مفعول من أجله، و"تطغوا" نصب، ويحتمل أن تكون "أن" مفسرة فيكون "تطغوا" جزم بالنهي، وفي مصحف ابن مسعود رضي الله عنه: "لا تطغوا" بغير "أن". وقرأ جمهور الناس: "ولا تخسروا" من أخسر، أي: نقص وأفسد، وقال بلال بن أبي بردة: "وتخسروا" بفتح التاء وكسر السين من خسر، ويقال: خسر بمعنى نقص وأفسد كجبر وأجبر، وقرأ بلال أيضا -فيما حكى عنه ابن جني -: "تخسروا" بفتح التاء والسين من خسر بكسر السين). [المحرر الوجيز: 8/ 159-161]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واختلف الناس في "الأنام"، فقال ابن عباس رضي الله عنهما في بعض ما روي عنه: هم بنو آدم فقط، وقال الحسن بن أبي الحسن: هم الثقلان الجن والإنس، وقال ابن عباس أيضا وقتادة، وابن زيد، والشعبي: هم الحيوان كله). [المحرر الوجيز: 8/ 161]

تفسير قوله تعالى: {فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الأكمام" في النخل موجودة في الموضعين: فجملة فروع النخلة في أكمام من ليفها، وطلع النخل في كم من جهة، وقال قتادة: أكمام النخيل رقابها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والكم من النبات كل ما التف على شيء وستره، ومنه كمائم الزهر، وبه شبه كم الثوب.
والحب ذو العصف والريحان، الحب ذو العصف هو القمح والشعير وما جرى مجراه من الحب الذي له سنبل وأوراق متشعبة على ساقه، وهي العصيفة إذا يبست، ومنه قول علقمة بن عبدة:
تسقى مذانب قد مالت عصيفتها ... حدورها من أتي الماء مطموم
قال ابن عباس رضي الله عنهما: العصف: التبن، وتقول العرب: خرجنا نتعصف، أي: يستعجلون عصيفة الزرع، وقرأ ابن عامر، وأبو البرهسم: "والحب" -بالنصب عطفا على "الأرض"- "ذا العصف والريحان"، إلا أن أبا البرهسم خفض النون. واختلفوا في الريحان، فقال ابن عباس، ومجاهد، والضحاك: معناه: الرزق، ومنه قول الشاعر وهو النمر بن تولب:
سلام الإله وريحانه ... وجنته وسماء درر
وقال الحسن: هو ريحانكم هذا، وقال ابن جبير: هو كل ما قام على ساق، وقال ابن زيد، وقتادة: الريحان هو كل مشموم طيب الريح من النبات، وفي هذا النوع نعمة عظيمة، فمنه الأزهار والمندل والعقاقير وغير ذلك وقال الفراء: العصف فيما يؤكل، والريحان كل ما لا يؤكل. وقرأ جمهور الناس: "والحب ذو العصف والريحان" وهذه القراءة في المعنى كالأولى، في الإعراب حسنة الاتساق عطفا على "فاكهة"، وقرأ حمزة، والكسائي وابن محيصن: "والحب" بالرفع "ذو العصف والريحان" بخفض "الريحان" عطفا على "العصف"، كأن "الحب" هما له على أن "العصف" منه الورق وكل ما يعصف باليد والريح فهو رزق البهائم، و"الريحان" منه الحب وهو رزق الإنس، والريحان -على هذه القراءة- لا يدخل فيه المشموم بتكلف. و"ريحان" هو من ذوات الواو، قال أبو علي: إما أن يكون ريحان اسما وضع موضع المصدر، وإما أن يكون مصدرا على وزن فعلان، كالليان وما جرى مجراه أصله روحان، أبدلت الواو ياء كما أبدلوا الياء واوا في "أشاوي"، وإما أن يكون مصدرا مما شذ في المعتل كما شذ كينونة وبينونة، فأصله ريوحان، قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء فجاء "ريحان" فخفف، كما قالوا: ميت وميت وهين وهين). [المحرر الوجيز: 8/ 161-163]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الآلاء": النعم، واحدها إلى مثل معى وألى مثل نقى، حكى هذين أبو عبيدة، وألي مثل أمن، وإلي مثل حصن، حكى هذين الزهراوي، والضمير في قوله تعالى: "ربكما" للجن والإنس، وساغ ذلك ولم يصرح لها بذكر على أحد وجهين: إما أنهما قد ذكرا في قوله تعالى: "للأنام" على ما تقدم من أن المراد به الثقلان، وإما على أن أمرهما مفسر في قوله تعالى: "خلق الإنسان" و"خلق الجان" فساغ تقديمهما في الضمير اتساعا. وقال الطبري: يحتمل أن يقال هذا من باب "ألقيا في جهنم"، "ويا غلام اضربا عنقه"، وقال منذر بن سعيد: خوطب من يعقل لأن المخاطبة بالقرآن كله للإنس والجان، ويروى أن هذه الآية لما قرأها النبي صلى الله عليه وسلم سكت أصحابه رضي الله عنهم، فقال عليه الصلاة والسلام: "إن جواب الجن خير من سكوتكم، إني لما قرأتها على الجن قالوا: لا نكذب بآلاء ربنا"). [المحرر الوجيز: 8/ 163-164]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 04:03 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 04:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({الرّحمن (1) علّم القرآن (2) خلق الإنسان (3) علّمه البيان (4) الشّمس والقمر بحسبانٍ (5) والنّجم والشّجر يسجدان (6) والسّماء رفعها ووضع الميزان (7) ألّا تطغوا في الميزان (8) وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان (9) والأرض وضعها للأنام (10) فيها فاكهةٌ والنّخل ذات الأكمام (11) والحبّ ذو العصف والرّيحان (12) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان (13) }
يخبر تعالى عن فضله ورحمته بخلقه: أنّه أنزل على عباده القرآن ويسّر حفظه وفهمه على من رحمه، فقال: {الرّحمن. علّم القرآن. خلق الإنسان. علّمه البيان} قال الحسن: يعني: النّطق. وقال الضّحّاك، وقتادة، وغيرهما: يعني الخير والشّرّ. وقول الحسن هاهنا أحسن وأقوى؛ لأنّ السّياق في تعليمه تعالى القرآن، وهو أداء تلاوته، وإنّما يكون ذلك بتيسير النّطق على الخلق وتسهيل خروج الحروف من مواضعها من الحلق واللّسان والشّفتين، على اختلاف مخارجها وأنواعها). [تفسير ابن كثير: 7/ 489]

تفسير قوله تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {الشّمس والقمر بحسبانٍ} أي: يجريان متعاقبين بحسابٍ مقنّن لا يختلف ولا يضطرب، {لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا اللّيل سابق النّهار وكلٌّ في فلكٍ يسبحون} [يس: 40]، وقال تعالى: {فالق الإصباح وجعل اللّيل سكنًا والشّمس والقمر حسبانًا ذلك تقدير العزيز العليم} [الأنعام: 96].
وعن عكرمة أنّه قال: لو جعل اللّه نور جميع أبصار الإنس والجنّ والدّوابّ والطّير في عيني عبدٍ، ثمّ كشف حجابًا واحدًا من سبعين حجابًا دون الشّمس، لما استطاع أن ينظر إليها. ونور الشّمس جزءٌ من سبعين جزءًا من نور الكرسيّ، ونور الكرسيّ جزءٌ من سبعين جزءًا من نور العرش، ونور العرش جزءٌ من سبعين جزءًا من نور السّتر. فانظر ماذا أعطى اللّه عبده من النّور في عينيه وقت النّظر إلى وجه ربّه الكريم عيانًا. رواه ابن أبي حاتمٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 489]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {والنّجم والشّجر يسجدان} قال ابن جريرٍ: اختلف المفسّرون في معنى قوله: {والنّجم} بعد إجماعهم على أنّ الشّجر ما قام على ساقٍ، فروى عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قال: النّجم ما انبسط على وجه الأرض -يعني من النّبات. وكذا قال سعيد بن جبيرٍ، والسّدّيّ، وسفيان الثّوريّ. وقد اختاره ابن جريرٍ رحمه اللّه.
وقال مجاهدٌ: النّجم الّذي في السّماء. وكذا قال الحسن وقتادة. وهذا القول هو الأظهر واللّه أعلم؛ لقوله تعالى: {ألم تر أنّ اللّه يسجد له من في السّموات ومن في الأرض والشّمس والقمر والنّجوم والجبال والشّجر والدّوابّ وكثيرٌ من النّاس} الآية [الحجّ: 18]).[تفسير ابن كثير: 7/ 489]

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {والسّماء رفعها ووضع الميزان} يعني: العدل، كما قال: {لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم النّاس بالقسط} [الحديد: 25]، وهكذا قال هاهنا: {ألا تطغوا في الميزان} أي: خلق السموات والأرض بالحقّ والعدل، لتكون الأشياء كلّها بالحقّ والعدل؛ ولهذا قال: {وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان} أي: لا تبخسوا الوزن، بل زنوا بالحقّ والقسط، كما قال [تعالى] {وزنوا بالقسطاس المستقيم} [الشّعراء: 182]). [تفسير ابن كثير: 7/ 490]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {والأرض وضعها للأنام} أي: كما رفع السّماء وضع الأرض ومهّدها، وأرساها بالجبال الرّاسيات الشّامخات، لتستقرّ لما على وجهها من الأنام، وهم: الخلائق المختلفة أنواعهم وأشكالهم وألوانهم وألسنتهم، في سائر أقطارها وأرجائها. قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وقتادة وابن زيدٍ: الأنام: الخلق). [تفسير ابن كثير: 7/ 490]

تفسير قوله تعالى: {فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({فيها فاكهةٌ} أي: مختلفة الألوان والطّعوم والرّوائح، {والنّخل ذات الأكمام} أفرده بالذّكر لشرفه ونفعه، رطبًا ويابسًا. والأكمام -قال ابن جريج عن ابن عبّاسٍ: هي أوعية الطّلع. وهكذا قال غير واحدٍ من المفسّرين، وهو الّذي يطلع فيه القنو ثمّ ينشقّ عن العنقود، فيكون بسرًا ثمّ رطبًا، ثمّ ينضج ويتناهى ينعه واستواؤه.
قال ابن أبي حاتمٍ ذكر عن عمرو بن عليٍّ الصّيرفيّ: حدّثنا أبو قتيبة، حدّثنا يونس بن الحارث الطّائفيّ، عن الشّعبيّ قال: كتب قيصر إلى عمر بن الخطّاب: أخبرك أنّ رسلي أتتني من قبلك، فزعمت أنّ قبلكم شجرةً ليست بخليقةٍ لشيءٍ من الخير، تخرج مثل آذان الحمير، ثمّ تشقّق مثل اللّؤلؤ، ثمّ تخضرّ فتكون مثل الزّمرّد الأخضر، ثمّ تحمرّ فتكون كالياقوت الأحمر، ثمّ تينع وتنضج فتكون كأطيب فالوذج أكل، ثمّ تيبس فتكون عصمةً للمقيم وزادًا للمسافر، فإن تكن رسلي صدقتني فلا أرى هذه الشّجرة إلّا من شجر الجنّة. فكتب إليه عمر بن الخطّاب من عمر أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الرّوم، إنّ رسلك قد صدقوك، هذه الشّجرة عندنا، وهي الشّجرة الّتي أنبتها اللّه على مريم حين نفست بعيسى ابنها، فاتّق اللّه ولا تتّخذ عيسى إلهًا من دون اللّه، فإنّ {مثل عيسى عند اللّه كمثل آدم خلقه من ترابٍ ثمّ قال له كن فيكون. الحقّ من ربّك فلا تكن من الممترين} [آل عمران: 59، 60].
وقيل: الأكمام رفاتها، وهو: اللّيف الّذي على عنق النّخلة. وهو قول الحسن وقتادة). [تفسير ابن كثير: 7/ 490]

تفسير قوله تعالى: {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({والحبّ ذو العصف والرّيحان} قال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: {والحبّ ذو العصف} يعني: التبن.
وقال العوفي، عن ابن عبّاسٍ: {العصف} ورق الزرع الأخضر الذي قطع رؤوسه، فهو يسمّى العصف إذا يبس. وكذا قال قتادة، والضّحّاك، وأبو مالكٍ: عصفه: تبنه.
وقال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وغير واحدٍ: {والرّيحان} يعني: الورق.
وقال الحسن: هو ريحانكم هذا.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {والرّيحان} خضر الزّرع.
ومعنى هذا -واللّه أعلم- أنّ الحبّ كالقمح والشّعير ونحوهما له في حال نباته عصفٌ، وهو: ما على السّنبلة، وريحانٌ، وهو: الورق الملتفّ على ساقها.
وقيل: العصف: الورق أوّل ما ينبت الزّرع بقلًا. والرّيحان: الورق، يعني: إذا أدجن وانعقد فيه الحبّ. كما قال زيد بن عمرو بن نفيلٍ في قصيدته المشهورة.
وقولا له: من ينبت الحبّ في الثّرى = فيصبح منه البقل يهتزّ رابيا?
ويخرج منه حبّه في رؤوسه? = ففي ذاك آياتٌ لمن كان واعيا
). [تفسير ابن كثير: 7/ 490-491]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} أي: فبأيّ الآلاء -يا معشر الثّقلين، من الإنس والجنّ- تكذّبان؟ قاله مجاهدٌ، وغير واحدٍ. ويدلّ عليه السّياق بعده، أي: النّعم ظاهرةٌ عليكم وأنتم مغمورون بها، لا تستطيعون إنكارها ولا جحودها، فنحن نقول كما قالت الجنّ المؤمنون: "اللّهمّ، ولا بشيءٍ من آلائك ربّنا نكذّب، فلك الحمد". وكان ابن عبّاسٍ يقول: "لا بأيّها يا ربّ". أي: لا نكذّب بشيءٍ منها.
قال الإمام أحمد: حدّثنا يحيى بن إسحاق، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن أسماء بنت أبي بكرٍ قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وهو يقرأ، وهو يصلّي نحو الرّكن قبل أن يصدع بما يؤمر، والمشركون يستمعون {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}).[تفسير ابن كثير: 7/ 491]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة