العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الكهف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الآخرة 1434هـ/26-04-2013م, 01:06 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي تفسير سورة الكهف [ من الآية (54) إلى الآية (56) ]

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (54) إلى الآية (56) ]

{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 جمادى الآخرة 1434هـ/26-04-2013م, 10:58 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين قال دخل النبي على علي وفاطمة وهما نائمان فقال ألا تصلون فقال علي يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثها بعثها قال فانصرف عنهم وهو يقول وكان الإنسان أكثر شيء جدلا). [تفسير عبد الرزاق: 1/404-405]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلًا} [الكهف: 54]
- حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ، حدّثنا أبي، عن صالحٍ، عن ابن شهابٍ، قال: أخبرني عليّ بن حسينٍ، أنّ حسين بن عليٍّ، أخبره عن عليٍّ رضي اللّه عنه: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم طرقه وفاطمة قال: «ألا تصلّيان»). [صحيح البخاري: 6/88]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلًا)
ذكر فيه حديث عليٍّ مختصرًا ولم يذكر مقصود الباب على عادته في التّعمية وقد تقدّم شرحه مستوفًى في صلاة اللّيل وفيه ذكر الآية المذكورة وقوله في آخره ألا تصلّيان زاد في نسخة الصّغانيّ وذكر الحديث والآية إلى قوله أكثر بشيء جدلًا). [فتح الباري: 8/408]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله عزّ وجلّ: {وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً} (الكهف: 54)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً} أي: خصومة في الباطل، نزلت في النّضر بن الحارث وكان جداله في القرآن، قاله ابن عبّاس، وقيل: في أبي بن خلف وكان جداله في البعث.
- حدّثنا عليّ بن عبد الله حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ حدّثنا أبي عن صالحٍ عن ابن شهابٍ قال أخبرني عليّ بن حسينٍ أنّ حسين بن عليّ أخبره عن عليّ رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة قال ألا تصلّيان.
هذا الحديث ذكره هنا مختصرا. وقد مضى بأتم منه في الصّلاة في: باب تحريض النّبي صلى الله عليه وسلم على قيام اللّيل، وفي آخره: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً} وهذا هو وجه المطابقة بين الحديث والترجمة وإن لم يذكر صريحًا.
وعلي بن عبد الله هو المدينيّ، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف. وصالح هو ابن كيسان، وابن شهاب هو محمّد بن مسلم الزّهريّ، وعلي بن حسين هو عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، سمع أباه ومضى الكلام في الحديث هناك، قوله: (طرقه) أي: أتاه ليلًا). [عمدة القاري: 19/38]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلًا}
(باب قوله) ولأبي ذر باب بالتنوين أي في قوله تعالى: ({وكان الإنسان}) يريد الجنس أو النضر بن الحارث أو أبي بن خلف ({أكثر شيء}) يتأتى منه الجدل ({جدلًا}) [الكهف: 54] خصومة ومماراة بالباطل وانتصابه على التمييز يعني أن جدل الإنسان أكثر من جدل كل شيء ونحوه {فإذا هو خصيم مبين} [يس: 77] وفي حديث مرفوع "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل".
حدّثنا عليّ بن عبد اللّه، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ، حدّثنا أبي، عن صالحٍ، عن ابن شهابٍ قال: أخبرني عليّ بن حسينٍ، أنّ حسين بن عليٍّ، أخبره عن عليٍّ -رضي الله عنه- أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- طرقه وفاطمة قال: «ألا تصلّيان؟» رجمًا بالغيب لم يستبن فرطًا: ندمًا. سرادقها مثل السّرادق والحجرة الّتي تطيف بالفساطيط. يحاوره من المحاورة، لكنّا هو اللّه ربّي أي لكن أنا هو اللّه ربّي ثمّ حذف الألف وأدغم إحدى النّونين في الأخرى، وفجّرنا خلالهما نهرًا يقول: زلقًا: لا يثبت فيه قدمٌ، هنالك الولاية: مصدر الوليّ عقبًا: عاقبةٌ وعقبى وعقبةٌ واحدٌ وهي الآخرة، قبلًا وقبلًا وقبلًا استئنافًا. ليدحضوا ليزيلوا الدّحض الزّلق.
وبه قال: (حدّثنا علي بن عبد الله) المديني قال: (حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد) بسكون العين ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: (حدّثنا أبي) إبراهيم (عن صالح) هو ابن كيسان (عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري أنه (قال: أخبرني) بالإفراد (علي بن حسين) بضم الحاء هو زين العابدين (أن) أباه (حسين بن علي أخبره عن) أبيه (علي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- طرقه وفاطمة) أي أتاهما ليلًا (قال) ولأبي ذر وقال أي لهما حثًّا وتحريضًا (ألا تصليان) كذا ساقه مختصرًا ولم يذكر المقصود منه هنا جريًا على عادته في التعمية وتشحيذ الأذهان فأشار بطرفه إلى بقيته وهو قول علي فقلت: يا رسول الله أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف حين قلنا ذلك ولم يرجع إليّ شيئًا ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه وهو يقول {وكان الإنسان أكثر شيء جدلًا} وهذا يدل على أن المراد بالإنسان الجنس ففيه ردّ على من قال المراد بالإنسان هنا الكافر لكن في الآية مع قوله: ويجادل الذين كفروا بالباطل إشعار بالتخصيص لأن ذلك صفة ذم ولا يستحقه إلا من هو له أهل وهم الكفار.
وهذا الحديث قد مر في التهجد من أواخر كتاب الصلاة). [إرشاد الساري: 7/215]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلًا}
- أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا اللّيث، عن عقيلٍ، عن الزّهريّ، عن عليّ بن حسينٍ: أنّ حسين بن عليٍّ، حدّثه، عن عليّ بن أبي طالبٍ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم طرقه وفاطمة، فقال: «ألا تصلّون؟» قلت: يا رسول الله، إنّما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثها بعثها، فانصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو مدبرٌ يضرب فخذه ويقول: {وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلًا} [الكهف: 54]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/158]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد صرّفنا في هذا القرآن للنّاس من كلّ مثلٍ وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً}.
يقول عزّ ذكره: ولقد مثّلنا في هذا القرآن للنّاس من كلّ مثلٍ، ووعظناهم فيه من كلّ عظةٍ، واحتججنا عليهم فيه بكلّ حجّةٍ ليتذكّروا فينيبوا، ويعتبروا فيتّعظوا، وينزجروا عمّا هم عليه مقيمون من الشّرك باللّه وعبادة الأوثان {وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً} يقول: وكان الإنسان أكثر شيءٍ مراءً وخصومةً، لا ينيب لحقٍّ، ولا ينزجر لموعظةٍ، كما؛
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً} قال: الجدل: الخصومة، خصومة القوم لأنبيائهم، وردّهم عليهم ما جاءوا به. وقرأ: {ما هذا إلاّ بشرٌ مثلكم يأكل ممّا تأكلون منه ويشرب ممّا تشربون} وقرأ: {يريد أن يتفضّل عليكم} وقرأ: {حتّى توفّى}.. الآية: {ولو نزّلنا عليك كتابًا في قرطاسٍ}.. الآية، وقرأ: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون} قال: هم ليس أنت {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا بل نحن قومٌ مسحورون} ). [جامع البيان: 15/299-300]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة ليلا فقال: ألا تصليان فقلت: يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا، وانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئا ثم سمعته بضرب فخذه ويقول: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا}). [الدر المنثور: 9/574]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا} قال: الجدل الخصومة خصومة القوم لآنبيائهم وردهم عليهم ما جاؤوا به وكل شيء في القرآن من ذكر الجدل فهو من ذلك الوجه فيما يخاصمونهم من دينهم يردون عليهم ما جاؤوا به والله أعلم). [الدر المنثور: 9/574]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({قبلًا} [الكهف: 55] : «وقبلًا وقبلًا استئنافًا»). [صحيح البخاري: 6/88]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قبلًا وقبلًا وقبلًا استئنافًا قال أبو عبيدة في قوله أو يأتيهم العذاب قبلًا أي أوّلًا فإن فتحوا أوّلها فالمعنى استئنافًا وغفل بن التّين فقال لا أعرف للاستئناف هنا معنًى وإنّما هو استقبالًا وهو يعود على قبلًا بفتح القاف انتهى والمؤتنف قريبٌ من المقبل فلا معنى لادّعاء تفسيره). [فتح الباري: 8/408]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قبلاً وقبلاً وقبلاً استئنافاً
أشار به إلى قوله تعالى: {أو يأتيهم العذاب قبلاً} (الكهف: 55) وقبلاً وقبلاً. الأول: بكسر القاف وفتح الباء، الثّاني: بضمّتين، والثّالث: بفتحتين، وفسّر ذلك كله بقوله: استئنافاً يعني استقبالًا، وفي التّفسير: أي عيانًا، قاله ابن عبّاس، وقال الثّعلبيّ: قال الكلبيّ: هو السّيف يوم بدر، وقال مقاتل: فجأة، ومن قرأ بضمّتين أراد أصناف العذاب). [عمدة القاري: 19/39]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قبلًا) بكسر القاف وفتح الموحدة ({وقبلًا}) بضمهما وبه قرأ الكوفيون وبالأول الباقون (وقبلًا) بفتحهما (استئنافًا) قال أبو عبيدة قوله أو يأتيهم العذاب قبلًا أي أوّلًا فإن فتحوا أوّلها فالمعنى استئنافًا، فقول السفاقسي لا أعرف هذا التفسير إنما هو استقبالًا وهو عود على قبلًا بفتح القاف يقال عليه قد عرفه أبو عبيدة ومن عرف حجة على من لم يعرف وفسر الجمهور الأول بمعنى عيان والضم بأنه جمع قبيل بمعنى أنواع وانتصابه على الحال من الضمير أو العذاب). [إرشاد الساري: 7/216]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما منع النّاس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربّهم إلاّ أن تأتيهم سنّة الأوّلين أو يأتيهم العذاب قبلاً}.
يقول عزّ ذكره: وما منع هؤلاء المشركين يا محمّد الإيمان باللّه إذ جاءهم الهدى بيان اللّه، وعلموا صحّة ما تدعوهم إليه وحقيقته، والاستغفار ممّا هم عليه مقيمون من شركهم، إلاّ مجيئهم سنّتنا في أمثالهم من الأمم المكذّبة رسلها قبلهم، أو إتيانهم العذاب قبلاً.
واختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: أو يأتيهم العذاب فجأةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {أو يأتيهم العذاب قبلاً} قال فجأةً.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وقال آخرون: معناه: أو يأتيهم العذاب عيانًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {أو يأتيهم العذاب قبلاً} قال: قبلاً معاينة ذلك القبل.
وقد اختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته جماعةٌ ذات عددٍ {أو يأتيهم العذاب قبلاً} بضمّ القاف والباء، بمعنى أنّه يأتيهم من العذاب ألوانٌ وضروبٌ، ووجّهوا القبل إلى جمع قبيلٍ، كما يجمع القتيل القتل، والجديد الجدد. وقرأ جماعةٌ أخرى: ( أو يأتيهم العذاب قبلاً ) بكسر القاف وفتح الباء، بمعنى أو يأتيهم العذاب عيانًا من قولهم: كلّمته قبلاً. وقد بيّنت القول في ذلك في سورة الأنعام بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع). [جامع البيان: 15/300-301]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أو يأتيهم العذاب قبلا قال فجأة). [تفسير مجاهد: 377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 55 - 59.
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {إلا أن تأتيهم سنة الأولين} قال: عقوبة الأولين). [الدر المنثور: 9/574]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد أنه قرأ {أو يأتيهم العذاب قبلا} قال: قبائل). [الدر المنثور: 9/574]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {أو يأتيهم العذاب قبلا} قال: فجأة). [الدر المنثور: 9/574]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة أنه قرأ {أو يأتيهم العذاب قبلا} أي عيانا). [الدر المنثور: 9/574-575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش في قوله: {قبلا} قال: جهارا). [الدر المنثور: 9/575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {أو يأتيهم العذاب قبلا} قال: مقابلهم فينظرون إليه). [الدر المنثور: 9/575]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ليدحضوا} [الكهف: 56] : " ليزيلوا الدّحض: الزّلق "). [صحيح البخاري: 6/88]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ليدحضوا ليزيلوا الدّحض الزّلق قال أبو عبيدة في قوله ليدحضوا به الحق أي ليزيلوا يقال مكانٌ دحضٌ أي مزلٌّ مزلقٌ لا يثبت فيه خفٌّ ولا حافرٌ). [فتح الباري: 8/408-409]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ليدحضوا ليزيلوا الدّحض الزّلق
أشار به إلى قوله تعالى: {ويجادل الّذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق} (الكهف: 56) وفسّر: ليدحضوا بقوله: (ليزيلوا) من الدخض وهو الزلق، يقال: دحضت رجله إذا زلقت، وعن السّديّ: معناه ليفسدوا، وقيل: ليبطلوا به الحق). [عمدة القاري: 19/39]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ليدحضوا}) أي (ليزيلوا) بالجدال الحق عن موضعه ويبطلوه (الدحض) بفتح الحاء هو (الزلق) الذي لا يثبت فيه خف ولا حافر وسقط لأبي ذر الدحض الزلق). [إرشاد الساري: 7/216]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما نرسل المرسلين إلاّ مبشّرين ومنذرين ويجادل الّذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحقّ واتّخذوا آياتي وما أنذروا هزوًا}.
يقول عزّ ذكره: وما نرسل إلاّ ليبشّروا أهل الإيمان والتّصديق باللّه بجزيل ثوابه في الآخرة، ولينذروا أهل الكفر به والتّكذيب عظيم عقابه، وأليم عذابه، فينتهوا عن الشّرك باللّه، وينزجروا عن الكفر به ومعاصيه {ويجادل الّذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحقّ} يقول: ويخاصم الّذين كذّبوا باللّه ورسوله بالباطل، ذلك كقولهم للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أخبرنا عن حديث فتيةٍ ذهبوا في أوّل الدّهر لم يدر ما شأنهم، وعن الرّجل الّذي بلغ مشارق الأرض ومغاربها، وعن الرّوح، وما أشبه ذلك ممّا كانوا يخاصمونه به، يبتغون إسقاطه، تعنيتًا له صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال اللّه لهم: إنّا لسنا نبعث إليكم رسلنا للجدال والخصومات، وإنّما نبعثهم مبشّرين أهل الإيمان بالجنّة، ومنذرين أهل الكفر بالنّار، وأنتم تجادلونهم بالباطل طلبًا منكم بذلك أن تبطلوا الحقّ الّذي جاءكم به رسولي. وعنى بقوله: {ليدحضوا به الحقّ} ليبطلوا به الحقّ ويزيلوه ويذهبوا به. يقال منه: دحض الشّيء: إذا زال وذهب، ويقال: هذا مكانٌ دحضٌ: أي مزلٌّ مزلقٌ لا يثبت فيه خفٌّ ولا حافرٌ ولا قدمٌ، ومنه قول الشّاعر:
رديت ونجّى اليشكريّ حذاره = وحاد كما حاد البعير عن الدّحض
ويروى: ونحّى، وأدحضته أنا: إذا أذهبته وأبطلته.
وقوله: {واتّخذوا آياتي وما أنذروا هزوًا} يقول: واتّخذوا الكافرين باللّه حججه الّتي احتجّ بها عليهم، وكتابه الّذي أنزله إليهم، والنّذر الّتي أنذرهم بها سخريًّا يسخرون بها، يقولون: {إن هذا إلاّ أساطير الأوّلين اكتتبها فهي تملى عليه بكرةً وأصيلاً} و{لو شئنا لقلنا مثل هذا} ). [جامع البيان: 15/302-303]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 رجب 1434هـ/19-05-2013م, 09:14 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد صرّفنا في هذا القرءان للنّاس من كلّ مثلٍ}، كقوله: {ولقد صرّفنا للنّاس في هذا القرءان من كلّ مثلٍ} [الإسراء: 89].
{وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلا} يعني: الكافر يجادل في اللّه.
- الحسن، عن الحسن، قال: أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على بعض أهله وهو نائمٌ، فقال: «قم صلّه».
قال: فقال: كذا وكذا وتمطّى، وقال: (إنّما نصلّي ما قدّر لنا)، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (({وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلا})).
- أبو الأشهب، عن الحسن، قال: أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على رجلٍ نائمٍ في المسجد فضربه برجله وقال: «قم صلّه».
فرفع رأسه وقال: إنّما نصلّي هكذا على ما قدّر لي.
فمضى نبيّ اللّه وهو يقول: (({وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلا})) ). [تفسير القرآن العظيم: 1/193]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {ولقد صرّفنا في هذا القرآن للنّاس من كلّ مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا}

أي من كل مثل يحتاجون إليه، أي بيّناه لهم.
وقوله: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا} معناه كان الكافر،
ويدل عليه قوله: {ويجادل الّذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحقّ}.
فإن قال قائل: وهل يجادل غير الإنسان؟
فالجواب في ذلك أن إبليس قد جادل، وأن كل ما يعقل من الملائكة والجنّ يجادل، ولكن الإنسان أكثر هذه الأشياء جدلا). [معاني القرآن: 3/296]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا}
- قيل: يراد بالإنسان ههنا الكفار، وهو في معنى جماعة كما قال تعالى: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}.
-
وقيل: هو عام، وفي الحديث ما يدل على أنه عام؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما لام على بن أبي طالب رضي الله عنه وفاطمة معه في ترك الصلاة بالليل قال علي:(أنفسنا بيد الله إذا شاء أطلقها)، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول
: (({وكان الإنسان أكثر شيء جدلا})) ). [معاني القرآن: 4/259]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345 هـ): ({جدلا} أي: جدالا ومجادلة). [ياقوتة الصراط: 327]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما منع النّاس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربّهم} أي: من شركهم.
{إلا أن تأتيهم سنّة الأوّلين} ما عذّب اللّه به الأمم السّالفة.
{أو يأتيهم العذاب قبلا}: عيانًا. تفسير مجاهدٍ.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: فجأةً.). [تفسير القرآن العظيم: 1/193]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وما منع النّاس أن يؤمنوا...}

يقال: الناس ها هنا في معنى رجل واحد.
وقوله: {إلاّ أن تأتيهم سنّة الأوّلين} أن في موضع رفع، وقوله: {سنّة الأوّلين} يقول: سنتنا في إهلاك الأمم المكذّبة.

وقوله: {أو يأتيهم العذاب قبلاً}: عياناً.
وقد تكون (قبلاً) لهذا المعنى. وتكون (قبلاً) كأنه جمع قبيل وقبل أي عذاب متفرق يتلو بعضه بعضاً).
[معاني القرآن: 2/147]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أو يأتيهم العذاب قبلاً} أي أولاً يقال: من ذي قبلٍ، فإن فتحوا أولها فالمعنى: استئنافاً،
قال: لن يغلب اليوم جباكم قبلى؛ أي استئنافي، وإن ضمّوا أوّلها فالمعنى: مقابلة، يقال: أقبل قبل فلانٍ: انكسر، وله موضع آخر: أن يكون جميع قبيل فمعناه: أو يأتيهم العذاب قبلاً، أي قبيلاً قبيلاً، أي ضرباً ضرباً ولوناً لوناً). [مجاز القرآن: 1/407]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وما منع النّاس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربّهم إلاّ أن تأتيهم سنّة الأوّلين أو يأتيهم العذاب قبلاً}
وقال: {إلاّ أن تأتيهم سنّة الأوّلين} لأنّ "أن" في موضع اسم "إلاّ" إتيان سنّة الأوّلين). [معاني القرآن: 2/78]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو وشيبة ونافع {قبلا} بكسر القاف.
[معاني القرآن لقطرب: 854]
الحسن والأعرج وعاصم والأعمش {قبلا} بالضم.
وأما {قبلا} فالمعنى فيها مقابلة.
وأما {قبلا} فيكون على شيئين:
على قوله {من قبل} و{من دبر}؛ ويكون على جمع القبيل قبيل وقبل.
وأما قول الجعدي:
ثم استمر على الأخرى تمر به = إذ لم يجد للذي جاؤوا به قبلا
فكأنه معنى {لا قبل لهم بها}؛ أي لا قوة لهم بها؛ وهي عربية). [معاني القرآن لقطرب: 855]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أو يأتيهم العذاب قبلا}: جمع قبيل والمعنى تأتيهم طوائف وضروب من العذاب.
قبلا قصدا وقبلا معاينة يأتيهم من قبلهم وقد يكون قبلا). [غريب القرآن وتفسيره: 231]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إلّا أن تأتيهم سنّة الأوّلين} أي سنتنا في إهلاكهم.
{أو يأتيهم العذاب قبلًا} وقبلا أي: مقابلة وعيانا. ومن قرأ بفتح القاف والباء أراد استئنافا). [تفسير غريب القرآن: 269]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وما منع النّاس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربّهم إلّا أن تأتيهم سنّة الأوّلين أو يأتيهم العذاب قبلا}
موضع (أن) نصب.
المعنى: وما منع الناس من الإيمان {إلّا أن تأتيهم سنّة الأوّلين}.
المعنى إلا طلب أن تأتيهم سنّة الأوّلين -.
وسنّة الأوّلين أنهم عاينوا العذاب، فطلب المشركون أن قالوا: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم}.
{أو يأتيهم العذاب قبلا}
ويقرأ قبلا - بكسر القاف وفتح الباء -، ويجوز قبلا - بتسكين الباء – ولم يقرا بها أحد.
وموضع (أن) في قوله (إلّا أن تأتيهم) رفع، وتأويل قِبَلا معاينة، وتأويل قُبُلاً جمع قبيل، المعنى أو يأتيهم العذاب أنواعا.
ويجوز أن يكون تأويل قبلا بمعنى من قبل أي مما يقابلهم). [معاني القرآن: 3/297-296]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين}
في الكلام حذف، والمعنى إلا طلب أن تأتيهم سنة الأولين، وسنة الأولين معاينة العذاب؛ لأنهم قالوا: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فطلبوا العذاب).
[معاني القرآن: 4/260]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {أو يأتيهم العذاب قبلا}
روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: فجأة.

قال الكسائي: أي عيانا. والمعنيان متقاربان.
ويقرأ (قبلا) فأكثر أهل اللغة على أنه جمع "قبيل" أي: أنواعا وضروبا.
وقال بعضهم معنا يقابلهم كما يقال جاءه من قبل ومعنى "قبلا" أي استئنافا، كما يقال "لا أكلمك إلى عشر من ذي قبل".). [معاني القرآن: 4/261-260]

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سنة الأولين} أي سنتنا في إهلاكهم.
{قبلا} من كسر ومن ضم فمعناه: مقابلة وعيانا، ومن فتح أراد: استئنافا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 144]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قُبُلاً}: قصدا.
{قِبَلاً}: مقابلة). [العمدة في غريب القرآن: 191]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما نرسل المرسلين إلا مبشّرين} بالجنّة.
{ومنذرين} من النّار.
ويبشّرونهم أيضًا بالرّزق في الدّنيا قبل الجنّة إن آمنوا. وقد فسّرناه قبل هذا الموضع.
وينذرونهم العذاب في الدّنيا قبل عذاب الآخرة إن لم يؤمنوا.
قوله: {ويجادل الّذين كفروا بالباطل ليدحضوا}: ليذهبوا.
{به الحقّ} فيما يظنّون ولا يقدرون على ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/193]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ):
({ليدحضوا به الحقّ} مجازه: ليزيلوا به الحق ويذهبوا به، ودحض هو، ويقال: "مكان دحضٌ"، أي مزلٌ مزلق، لا يثبت فيه خفّ ولا قدم ولا حافر، قال طرفة:

وردت ونحّى اليشكريّ حذاره.......وحاد كما حاد البعير عن الدّحّض).
[مجاز القرآن: 1/408]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {ليدحضوا به الحق} قالوا: دحضت حجته دحضًا ودحوضًا؛ وأدحضتها أنا). [معاني القرآن لقطرب: 874]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ليدحضوا به الحق}: ليزيلوا، يقال "مكان دحض"؛ أي زلق لا يثبت شيئا). [غريب القرآن وتفسيره: 231]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({ليدحضوا} أي: ليسقطوا، ومنه قوله - عز وجل: {حجتهم داحضة} أي: ساقطة). [ياقوتة الصراط: 327]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ليُدْحِضوا}: ليزيلوا). [العمدة في غريب القرآن: 191]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 رجب 1434هـ/19-05-2013م, 09:17 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)}
.....

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55)}

......

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56)}
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (
شديد العير لم يدحض عليه الـ.......ـغرار فقدحه زعل دروج
...
(يدحض) يزلق). [شرح أشعار الهذليين: 2/615]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 10:15 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 10:15 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 10:19 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولقد صرفنا} الآية. المعنى: ولقد خوفنا ورجينا وبالغنا في البيان، وهذا كله بتمثيل وتقريب للأذهان. وقوله: {من كل مثل}، أي: من كل مثل له نفع في الغرض المقصود بهم وهو الهداية. وقوله تعالى: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا} خبر مقتضب في ضمنه: فلم ينفع فيهم تصريف الأمثال، بل هم قوم منحرفون يجادلون بالباطل. وقوله تعالى: "الإنسان" يريد به الجنس، وروي أن سبب هذه الآية هو النضر بن الحارث، وقيل: ابن الزبعري، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد نام عن صلاة الليل فأيقظه وعاتبه، فقال له علي: إنما نفسي بيد الله، ونحو هذا، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضرب خده بيده ويقول: وكان الإنسان أكثر شيء جدلا. فقد استعمل الآية على العموم في جميع الناس، و"الجدل":
[المحرر الوجيز: 5/623]
الخصام والمدافعة بالقول، فالإنسان أكثر جدلا من كل ما يجادل من ملائكة وجن وغير ذلك إن فرض. وفي قوله تعالى: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا} تعليم تفجع ما على الناس، ويتبين فيما بعد). [المحرر الوجيز: 5/624]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا}
هذه آية تأسف عليهم، وتنبيه على فساد حالهم; لأن هذا المنع لم يكن بقصد منهم أن يمتنعوا ليجيئهم العذاب، وإنما امتنعوا هم مع اعتقادهم أنهم مصيبون، لكن الأمر في نفسه يسوقهم إلى هذا، فكأن حالهم يقتضي التأسف عليهم، و"الناس" يراد به كفار عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين تولوا دفع الشريعة وتكذيبها و"الهدى" هو شرع الله تعالى، والبيان الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، و"الاستغفار" هنا طلب المغفرة على فارط الذنب كفرا وغيره. وسنة الأولين هي عذاب الأمم المذكورة من الغرق والصيحة والظلة والريح وغير ذلك.
قوله تعالى: {أو يأتيهم العذاب قبلا}، أي: مقابلة عيانا، والمعنى عذابا غير المعهود، فتظهر فائدة التقسيم، وكذلك صدق هذا الوعيد في بدر. وقال مجاهد:
"قبلا" معناه: فجأة. وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، ومجاهد، وعيسى بن عمر: "قبلا" بكسر القاف وفتح الباء، وقرأ عاصم، والكسائي، وحمزة،
[المحرر الوجيز: 5/624]
والحسن، والأعرج: "قبلا" بضم القاف والباء، ويحتمل معنيين: أحدهما أن يكون بمعنى: "قبل"; لأن أبا عيسى حكاهما بمعنى واحد في المقابلة، والآخر أن يكون جمع "قبيل"، أي: يجيئهم العذاب أنواعا وألوانا. وقرأ أبو رجاء، والحسن أيضا: "قبلا" بضم القاف وسكون الباء). [المحرر الوجيز: 5/625]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما نرسل المرسلين} الآية. كأنه لما تفجع عليهم وعلى ضلالهم ومصيرهم بآرائهم إلى الخسار، قال: وليس الأمر كما ظنوا، والرسل لم نبعثهم ليجادلوا، ولا لتتمنى عليهم الاقتراحات، وإنما بعثناهم مبشرين من آمن بالجنة، ومنذرين من كفر بالنار. و"يدحضوا" معناه: يزهقوا، والدحض: الطين الذي يزلق فيه، ومنه قول الشاعر:
رديت ونجى اليشكري جذاره ... وحاد كما حاد البعير عن الدحض
وفي قوله تعالى: {واتخذوا إلى آخر} الآية توعد. و"الآيات" تجمع آيات القرآن والعلامات التي تظهر على لسان محمد صلى الله عليه وسلم. وقوله: {وما أنذروا هزوا} يريد: من عذاب الآخرة، والتقدير: وما أنذروه، فحذف الضمير. و"الهزء": السخر والاستخفاف، كقولهم: "أساطير الأولين"، وقولهم: "لو نشاء لقلنا مثل هذا"). [المحرر الوجيز: 5/625]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 محرم 1440هـ/12-09-2018م, 06:48 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2 محرم 1440هـ/12-09-2018م, 06:50 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد صرّفنا في هذا القرآن للنّاس من كلّ مثلٍ وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلا (54)}.
يقول تعالى: ولقد بيّنّا للنّاس في هذا القرآن، ووضّحنا لهم الأمور، وفصّلناها، كيلا يضلّوا عن الحقّ، ويخرجوا عن طريق الهدى. ومع هذا البيان وهذا الفرقان، الإنسان كثير المجادلة والمخاصمة والمعارضة للحقّ بالباطل، إلّا من هدى اللّه وبصّره لطريق النّجاة.
قال الإمام أحمد: حدّثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيبٌ، عن الزّهريّ، أخبرني عليّ بن الحسين، أنّ حسين بن عليٍّ أخبره، أنّ عليّ بن أبي طالبٍ أخبره، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم طرقه وفاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليلةً، فقال: "ألا تصلّيان؟ " فقلت: يا رسول اللّه، إنّما أنفسنا بيد اللّه، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا. فانصرف حين قلت ذلك، ولم يرجع إليّ شيئًا، ثمّ سمعته وهو مولٍّ يضرب فخذه [ويقول] {وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلا} أخرجاه في الصحيحين). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 171]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما منع النّاس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربّهم إلا أن تأتيهم سنّة الأوّلين أو يأتيهم العذاب قبلا (55) وما نرسل المرسلين إلا مبشّرين ومنذرين ويجادل الّذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحقّ واتّخذوا آياتي وما أنذروا هزوًا (56)}.
يخبر تعالى عن تمرّد الكفرة في قديم الزّمان وحديثه، وتكذيبهم بالحقّ البيّن الظّاهر مع ما يشاهدون من الآيات [والآثار] والدّلالات الواضحات، وأنّه ما منعهم من اتّباع ذلك إلّا طلبهم أن يشاهدوا العذاب الّذي وعدوا به عيانًا، كما قال أولئك لنبيّهم: {فأسقط علينا كسفًا من السّماء إن كنت من الصّادقين} [الشّعراء:187]، وآخرون قالوا: {ائتنا بعذاب اللّه إن كنت من الصّادقين} [العنكبوت:29]، وقالت قريشٌ: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ} [الأنفال:32]، {وقالوا يا أيّها الّذي نزل عليه الذّكر إنّك لمجنونٌ * لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصّادقين} [الحجر:7، 6] إلى غير ذلك [من الآيات الدّالّة على ذلك].
ثمّ قال: {إلا أن تأتيهم سنّة الأوّلين} من غشيانهم بالعذاب وأخذهم عن آخرهم، {أو يأتيهم العذاب قبلا} أي: يرونه عيانًا مواجهةً [ومقابلةً]،
ثمّ قال: {وما نرسل المرسلين إلا مبشّرين ومنذرين ويجادل الّذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحقّ واتّخذوا آياتي وما أنذروا هزوًا} أي: قبل العذاب مبشّرين من صدّقهم وآمن بهم، ومنذرين من كذّبهم وخالفهم.
ثمّ أخبر عن الكفّار بأنّهم يجادلون بالباطل {ليدحضوا به} أي: ليضعفوا به {الحقّ} الّذي جاءتهم به الرّسل، وليس ذلك بحاصلٍ لهم. {واتّخذوا آياتي وما أنذروا هزوًا} أي: اتّخذوا الحجج والبراهين وخوارق العادات الّتي بعث بها الرّسل وما أنذروهم وخوّفوهم به من العذاب {هزوًا} أي: سخروا منهم في ذلك، وهو أشدّ التّكذيب). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 172]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة