العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء الذاريات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 جمادى الآخرة 1434هـ/15-04-2013م, 09:45 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة الواقعة [ من الآية (75) إلى الآية (80) ]

{فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- أسباب النزول
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 06:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال منازل النجوم
قال معمر وقال الكلبي هو القرآن كان ينزل نجوما). [تفسير عبد الرزاق: 2/273]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] : " بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ "). [صحيح البخاري: 6/146]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله بمواقع النّجوم بمحكم القرآن قال الفرّاء حدّثنا فضيل بن عياضٍ عن منصورٍ عن المنهال بن عمرٍو قال قرأ عبد اللّه فلا أقسم بمواقع النّجوم قال بمحكم القرآن وكان ينزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا وعند عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله بمواقع النّجوم قال بمنازل النّجوم قال وقال الكلبيّ هو القرآن أنزل نجومًا انتهى ويؤيّده ما أخرج النّسائيّ والحاكم من طريق حصينٍ عن سعيد بن جبير عن بن عبّاسٍ قال نزل القرآن جميعًا ليلة القدر إلى السّماء ثمّ فصّل فنزل في السّنين وذلك قوله فلا أقسم بمواقع النّجوم قوله ويقال بمسقط النّجوم إذا سقطن ومواقع وموقعٌ واحدٌ هو كلام الفرّاء أيضًا بلفظه ومراده أنّ مفادهما واحدٌ وإن كان أحدهما جمعًا والآخر مفردًا لكن المفرد المضاف كالجمع في إفادة التّعدّد وقرأها بلفظ الواحد حمزة والكسائيّ وخلفٌ وقال أبو عبيدة مواقع النّجوم مساقطها حيث تغيب). [فتح الباري: 8/626-627]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (بمواقع النّجوم: بمحكم القرآن، ويقال: بمسقط النّجوم إذا سقطن، ومواقع وموقعٌ واحدٌ.
أشار به إلى قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} (الواقعة: 75) وفسره بشيئين أحدهما قوله: (بمحكم القرآن) وقال الفراء: حدثنا فضيل ابن عبّاس عن منصور عن المنهال بن عمرو. وقال: قرأ عبد الله (فلا أقسم بمواقع النّجوم) قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النّبي صلى الله عليه وسلم نجوما وبقراءته قرأ حمزة والكسائيّ، وخلف، والآخر بقوله: (ومسقط النّجوم إذا سقطن) ومساقط النّجوم مغربها، وعن الحسن: انكدارها وانتشارها يوم القيامة، وعن عطاء بن أبي رباح: منازلها. قوله: (فلا أقسم) ، قال أكثر المفسّرين معناه: أقسم، ولا نسلة وقال بعض أهل العربيّة، معناه فليس الأمر كما تقولون: ثمّ استأنف القسم. فقال: أقسم قوله: (ومواقع وموقع واحد) ليس قوله: (واحد) بالنّظر إلى اللّفظ ولا بالنّظر إلى المعنى، ولكن باعتبار أن ما يستفاد منهما واحد، لأن الجمع المضاف والمفرد المضاف كلاهما عامان بلا تفاوت على الصّحيح، قال الكرماني: إضافته إلى الجمع تستلزم تعدده. كما يقال: قلب القوم والمراد قلوبهم). [عمدة القاري: 19/220]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({بمواقع النجوم}) أي (بمحكم القرآن) ويؤيده وإنه لقسم وإنه لقرآن كريم. (ويقال بمسقط النجوم إذا سقطن) بكسر قاف بمسقط أي بمغارب النجوم السمائية إذا غربن. قال في الأنوار: وتخصيص المغارب لما في غروبها من زوال أثرها والدلالة على وجود مؤثر لا يزول تأثيره (ومواقع وموقع) الجمع والمفرد (واحد) فيما يستفاد منها لأن الجمع المضاف والمفرد المضاف كلاهما عامّان بلا تفاوت على الصحيح وبالإفراد قرأ حمزة والكسائي). [إرشاد الساري: 7/373]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (بمواقع النجوم بمحكم القرآن) مبني على تشبيه معاني القرآن بالنجوم الساطعة، والأنوار اللامعة، ومحل تلك المعاني هي محكم القرآن، فصار مواقع النجوم). [حاشية السندي على البخاري: 3/72]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}
- أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبي عوانة، عن حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " نزل القرآن جميعًا في ليلة القدر إلى السّماء الدّنيا، ثمّ فصّل فنزل في السّنين، فذلك قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/287]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} فقال بعضهم: عني بقوله: {فلا أقسم}. أقسم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن جريجٍ، عن الحسن بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {فلا أقسم}. قال: أقسم.
وقال بعض أهل العربيّة: معنى قوله: {فلا} فليس الأمر كما تقولون ثمّ استأنف القسم بعد فقيل أقسم.
وقوله: {بمواقع النّجوم}. اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: فلا أقسم بمنازل القرآن، وقالوا: أنزل القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نجومًا متفرّقةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا حصينٌ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرّق في السّنين بعد قال: وتلا ابن عبّاسٍ هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: نزل متفرّقًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: أنزل اللّه القرآن نجومًا ثلاث آياتٍ وأربع آياتٍ وخمس آياتٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن عكرمة: إنّ القرآن نزل جميعًا، فوضع بمواقع النّجوم، فجعل جبريل يأتي بالسّورة، وإنّما نزل جميعًا في ليلة القدر.
- حدّثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. قال: هو محكم القرآن.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ}. قال: مستقرّ الكتاب أوّله وآخره.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {بمواقع النّجوم}. قال في السّماء ويقال مطالعها ومساقطها.
- حدّثني بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}. أي مساقطها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بمنازل النّجوم
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: بمنازل النّجوم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بانتثار النّجوم عند قيام السّاعة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: قال الحسن: انكدارها وانتثارها يوم القيامة.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النّجوم ومغايبها في السّماء، وذلك أنّ المواقع جمع موقعٍ، والموقع المفعل من وقع يقع موقعًا، فالأغلب من معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك، ولذلك قلنا: هو أولى معانيه به.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة الكوفة (بموقع) على التّوحيد، وقرأته عامّة قرأة المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين {بمواقع}: على الجماعة.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان بمعنًى واحدٍ، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 22/358-362]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا شريك عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بمواقع النجوم نجوم القرآن وذلك أنه نزل القرآن إلى السماء الدنيا جميعه جملة واحدة ثم نجم على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما فرقا قطعا الآية والآيتان وأكثر). [تفسير مجاهد: 2/651]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعني بمواقع النجوم في السماء ويقال أيضا مطلعها ومساقطها). [تفسير مجاهد: 2/652]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو بكرٍ محمّد بن المؤمّل، ثنا الفضل بن محمّدٍ الشّعرانيّ، ثنا عمرو بن عونٍ الواسطيّ، ثنا هشيمٌ، أنبأ حصين بن عبد الرّحمن، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " أنزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرق في السّنين قال: وتلا هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: «نزل متفرّقًا» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/519]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (م) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: أصبح من الناس شاكرٌ، ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فنزلت: هذه الآية: {فلا أقسم بمواقع النّجوم (75) وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ (76) إنّه لقرآنٌ كريمٌ (77) في كتابٍ مكنونٍ (78) لا يمسّه إلّا المطهّرون (79) تنزيلٌ من ربّ العالمين (80) أفبهذا الحديث أنتم مدهنون (81) وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون} [الواقعة: 75 -82] أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
(بمواقع): مواقع النجوم: مساقطها ومغاربها، وقيل: منازلها ومسايرها). [جامع الأصول: 2/374-375]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75].
- عن ابن عبّاسٍ قال: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} [الواقعة: 75] قال: نزل القرآن جملةً [واحدةً] إلى السّماء الدّنيا، ثمّ نزل نجومًا بعد إلى النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم -.
رواه الطّبرانيّ، وفيه حكيم بن جبيرٍ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/120]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 75 - 85
أخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {فلا أقسم} ممدودة مرفوعة الألف {بمواقع النجوم} على الجماعة). [الدر المنثور: 14/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} على الجماعة). [الدر المنثور: 14/217]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: نجوم السماء). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمساقطها قال: وقال الحسن رضي الله عنه: مواقع النجوم انكدارها وانتثارها يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمغايبها). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمنازل النجوم). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير ومحمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: القرآن {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} قال: القرآن). [الدر المنثور: 14/218]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي، وابن جرير ومحمد بن نصر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم فرق في السنين وفي لفظ: ثم نزل من السماء الدنيا إلى الأرض نجوما ثم قرأ {فلا أقسم بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/218-219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} بألف قال: نجوم القرآن حين ينزل). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر الأنباري في كتاب المصاحف، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل إلى الأرض نجوما ثلاثا آيات وخمس آيات وأقل وأكثر فقال: {فلا أقسم بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي بسند صحيح عن المنهال بن عمرو رضي الله عنه قال: قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن فكان ينزل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم نجوما). [الدر المنثور: 14/219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن نصر، وابن الضريس عن مجاهد رضي الله عنه {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: بمحكم القرآن). [الدر المنثور: 14/219-220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: مستقر الكتاب أوله وآخره). [الدر المنثور: 14/220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون ثم قال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم {في سدر مخضود} والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه {وطلح منضود (29) وظل ممدود} يقول: ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا {وماء مسكوب} يقول: مصبوب {وفاكهة كثيرة (32) لا مقطوعة ولا ممنوعة} قال: لا تنقطع حينا وتجيء حينا مثل فاكهة الدنيا ولا ممنوعة كما تمنع في الدنيا إلا بثمن {وفرش مرفوعة} يقول: بعضها فوق بعض ثم قال: {إنا أنشأناهن إنشاء} قال: هؤلاء نساء أهل الجنة وهؤلاء العجز الرمص يقول: خلقهم خلقا {فجعلناهن أبكارا} يقول: عذارى {عربا أترابا} والعرب المتحببات إلى أزواجهن والأتراب المصطحبات اللاتي لا تغرن { لأصحاب اليمين (38) ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين } يقول: طائفة من الأولين وطائفة من الآخرين {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} ما لهم وما أعد لهم {في سموم} قال: فيح نار جهنم {وحميم} الماء: الجار الذي قد انتهى حره فليس فوقه حر {وظل من يحموم} قال: من دخان جهنم {لا بارد ولا كريم} إنهم كانوا قبل ذلك مترفين قال: مشركين جبارين {وكانوا يصرون} يقيمون {على الحنث العظيم} قال: على الإثم العظيم قال: هو الشرك {وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما} إلى قوله: {أو آباؤنا الأولون} قال: قل يا محمد إن الأولين والآخرين لمجموعون {إلى ميقات يوم معلوم} قال: يوم القيامة {ثم إنكم أيها الضالون} قال: المشركون المكذبون {لآكلون من شجر من زقوم} قال: والزقوم إذا أكلوا منه خصبوا والزقوم شجرة {فمالئون منها البطون} قال: يملؤون من الزقوم بطونهم {فشاربون عليه من الحميم} يقول: على الزقوم الحميم {فشاربون شرب الهيم} هي الرمال لو مطرت عليها السماء أبدا لم ير فيها مستنقع {هذا نزلهم يوم الدين} كرامة يوم الحساب {نحن خلقناكم فلولا تصدقون} يقول: أفلا تصدقون {أفرأيتم ما تمنون} يقول: هذا ماء الرجل {أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون} {نحن قدرنا بينكم الموت} في المتعجل والمتأخر {وما نحن بمسبوقين (60) على أن نبدل أمثالكم} فيقول: نذهب بكم ونجيء بغيركم {وننشئكم في ما لا تعلمون} يقول: نخلقكم فيها لا تعلمون إن نشأ خلقناكم قردة وإن نشأ خلقناكم خنازير {ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون} يقول: فهلا تذكرون ثم قال: {أفرأيتم ما تحرثون} يقول: ما تزرعون {أم نحن الزارعون} يقول: أليس نحن الذي ننبته أم أنتم المنبتون {لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون} يقول: تندمون {إنا لمغرمون} يقول: إنا للمواريه {بل نحن محرومون (67) أفرأيتم الماء الذي تشربون (68) أأنتم أنزلتموه من المزن} يقول: من السحاب {أم نحن المنزلون (69) لو نشاء جعلناه أجاجا} يقول: مرا {فلولا تشكرون} يقول: فهلا تشكرون {أفرأيتم النار التي تورون} يقول: تقدحون {أأنتم أنشأتم} يقول: خلقتم {شجرتها أم نحن المنشئون} قال: وهي من كل شجرة إلا في العناب وتكون في الحجارة {نحن جعلناها تذكرة} يقول: يتذكر بها نار الآخرة العليا {ومتاعا للمقوين} قال: والمقوي هو الذي لا يجد نارا فيخرج زنده فيستنور ناره فهي متاع له {فسبح باسم ربك العظيم} يقول: فصل لربك العظيم {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: أتى ابن عباس علبة بن الأسود أو نافع بن الحكم فقال له: يا ابن عباس إني أقرأ آيات من كتاب الله أخشى أن يكون قد دخلني منها شيء، قال ابن عباس: ولم ذلك قال: لأني أسمع الله يقول: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (سورة القدر الآية 2) ويقول: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) (سورة الدخان الآية 3) ويقول في آية أخرى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) (سورة البقرة الآية 185) وقد نزل في الشهور كلها شوال وغيره، قال ابن عباس: ويلك إن جملة القرآن أنزل من السماء في ليلة القدر إلى موقع النجوم يقول: إلى سماء الدنيا فنزل به جبريل في ليلة منه وهي ليلة القدر المباركة وفي رمضان ثم نزل به على محمد صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة الآية والآيتين والأكثر، فذلك قوله: {لا أقسم} يقول: أقسم {بمواقع النجوم}). [الدر المنثور: 14/247-252] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ}. يقول تعالى ذكره: وإنّ هذا القسم الّذي أقسمت لقسمٌ لو تعلمون ما هو، وما قدره، قسمٌ عظيمٌ من المؤخّر الّذي معناه التّقديم، وإنّما هو: وإنّه لقسمٌ عظيمٌ لو تعلمون عظمه). [جامع البيان: 22/362] قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا شريك عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وإنه لقسم لو تعلمون عظيم يقول هذا القرآن قسم عظيم). [تفسير مجاهد: 2/652]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون ثم قال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم {في سدر مخضود} والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه {وطلح منضود (29) وظل ممدود} يقول: ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا {وماء مسكوب} يقول: مصبوب {وفاكهة كثيرة (32) لا مقطوعة ولا ممنوعة} قال: لا تنقطع حينا وتجيء حينا مثل فاكهة الدنيا ولا ممنوعة كما تمنع في الدنيا إلا بثمن {وفرش مرفوعة} يقول: بعضها فوق بعض ثم قال: {إنا أنشأناهن إنشاء} قال: هؤلاء نساء أهل الجنة وهؤلاء العجز الرمص يقول: خلقهم خلقا {فجعلناهن أبكارا} يقول: عذارى {عربا أترابا} والعرب المتحببات إلى أزواجهن والأتراب المصطحبات اللاتي لا تغرن { لأصحاب اليمين (38) ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين } يقول: طائفة من الأولين وطائفة من الآخرين {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} ما لهم وما أعد لهم {في سموم} قال: فيح نار جهنم {وحميم} الماء: الجار الذي قد انتهى حره فليس فوقه حر {وظل من يحموم} قال: من دخان جهنم {لا بارد ولا كريم} إنهم كانوا قبل ذلك مترفين قال: مشركين جبارين {وكانوا يصرون} يقيمون {على الحنث العظيم} قال: على الإثم العظيم قال: هو الشرك {وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما} إلى قوله: {أو آباؤنا الأولون} قال: قل يا محمد إن الأولين والآخرين لمجموعون {إلى ميقات يوم معلوم} قال: يوم القيامة {ثم إنكم أيها الضالون} قال: المشركون المكذبون {لآكلون من شجر من زقوم} قال: والزقوم إذا أكلوا منه خصبوا والزقوم شجرة {فمالئون منها البطون} قال: يملؤون من الزقوم بطونهم {فشاربون عليه من الحميم} يقول: على الزقوم الحميم {فشاربون شرب الهيم} هي الرمال لو مطرت عليها السماء أبدا لم ير فيها مستنقع {هذا نزلهم يوم الدين} كرامة يوم الحساب {نحن خلقناكم فلولا تصدقون} يقول: أفلا تصدقون {أفرأيتم ما تمنون} يقول: هذا ماء الرجل {أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون} {نحن قدرنا بينكم الموت} في المتعجل والمتأخر {وما نحن بمسبوقين (60) على أن نبدل أمثالكم} فيقول: نذهب بكم ونجيء بغيركم {وننشئكم في ما لا تعلمون} يقول: نخلقكم فيها لا تعلمون إن نشأ خلقناكم قردة وإن نشأ خلقناكم خنازير {ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون} يقول: فهلا تذكرون ثم قال: {أفرأيتم ما تحرثون} يقول: ما تزرعون {أم نحن الزارعون} يقول: أليس نحن الذي ننبته أم أنتم المنبتون {لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون} يقول: تندمون {إنا لمغرمون} يقول: إنا للمواريه {بل نحن محرومون (67) أفرأيتم الماء الذي تشربون (68) أأنتم أنزلتموه من المزن} يقول: من السحاب {أم نحن المنزلون (69) لو نشاء جعلناه أجاجا} يقول: مرا {فلولا تشكرون} يقول: فهلا تشكرون {أفرأيتم النار التي تورون} يقول: تقدحون {أأنتم أنشأتم} يقول: خلقتم {شجرتها أم نحن المنشئون} قال: وهي من كل شجرة إلا في العناب وتكون في الحجارة {نحن جعلناها تذكرة} يقول: يتذكر بها نار الآخرة العليا {ومتاعا للمقوين} قال: والمقوي هو الذي لا يجد نارا فيخرج زنده فيستنور ناره فهي متاع له {فسبح باسم ربك العظيم} يقول: فصل لربك العظيم {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: أتى ابن عباس علبة بن الأسود أو نافع بن الحكم فقال له: يا ابن عباس إني أقرأ آيات من كتاب الله أخشى أن يكون قد دخلني منها شيء، قال ابن عباس: ولم ذلك قال: لأني أسمع الله يقول: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (سورة القدر الآية 2) ويقول: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) (سورة الدخان الآية 3) ويقول في آية أخرى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) (سورة البقرة الآية 185) وقد نزل في الشهور كلها شوال وغيره، قال ابن عباس: ويلك إن جملة القرآن أنزل من السماء في ليلة القدر إلى موقع النجوم يقول: إلى سماء الدنيا فنزل به جبريل في ليلة منه وهي ليلة القدر المباركة وفي رمضان ثم نزل به على محمد صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة الآية والآيتين والأكثر، فذلك قوله: {لا أقسم} يقول: أقسم {بمواقع النجوم} {وإنه لقسم} والقسم قسم). [الدر المنثور: 14/247-252] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّه لقرآنٌ كريمٌ}. يقول تعالى ذكره: فلا أقسم بمواقع النّجوم أنّ هذا القرآن لقرآنٌ كريمٌ، والهاء في قوله: {إنّه} من ذكر القرآن). [جامع البيان: 22/362]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لقرآن كريم قال يقول القرآن من كتابي). [تفسير مجاهد: 2/652]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله: {إنه لقرآن كريم (77) في كتاب مكنون} قال: القرآن الكريم والكتاب المكنون هو اللوح المحفوظ {لا يمسه إلا المطهرون} قال: الملائكة عليهم السلام هم المطهرون من الذنوب). [الدر المنثور: 14/220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج آدم ابن أبي إياس، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في المعرفة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إنه لقرآن كريم (77) في كتاب مكنون} قال: القرآن في كتابه والمكنون الذي لا يمسه شيء من تراب ولا غبار {لا يمسه إلا المطهرون} قال: الملائكة عليهم السلام). [الدر المنثور: 14/220]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه بسند رواه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم {إنه لقرآن كريم (77) في كتاب مكنون} قال: عند الله في صحف مطهرة {لا يمسه إلا المطهرون} قال: المقربون). [الدر المنثور: 14/222]

تفسير قوله تعالى: (فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {في كتابٍ مكنونٍ}. يقول تعالى ذكره: هو في كتابٍ مصونٍ عند اللّه لا يمسّه شيءٌ من أذًى من غبارٍ ولا غيره.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني إسماعيل بن موسى قال: أخبرنا شريكٌ، عن حكيمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {لا يمسّه إلاّ المطهّرون}. الكتاب الّذي في السّماء.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {في كتابٍ مكنونٍ}. قال: القرآن في كتابه المكنون الّذي لا يمسّه شيءٌ من ترابٍ ولا غبارٍ.

- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله:: {في كتابٍ مكنونٍ}. قال: هو عند ربّ العالمين.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال ابن زيدٍ في قول الله: {في كتابٍ مكنونٍ}. قال: هو كتابٌ لا يمسّه إلاّ المطهّرون، زعموا أنّ الشّياطين تنزّلت به على محمّدٍ، فأخبرهم اللّه أنّها لا تقدر على ذلك، ولا تستطيعه، وما ينبغي لهم أن ينزلوا بهذا، وهو محجوبٌ عنهم، وقرأ قول اللّه: {وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنّهم عن السّمع لمعزولون}.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا عبيد اللّه، يعني العتكيّ، عن جابر بن زيدٍ، وأبي نهيكٍ، في قوله: {في كتابٍ مكنونٍ}. قال: هو كتابٌ في السّماء). [جامع البيان: 22/362-363]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله: {إنه لقرآن كريم (77) في كتاب مكنون} قال: القرآن الكريم والكتاب المكنون هو اللوح المحفوظ {لا يمسه إلا المطهرون} قال: الملائكة عليهم السلام هم المطهرون من الذنوب). [الدر المنثور: 14/220] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج آدم ابن أبي إياس، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في المعرفة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إنه لقرآن كريم (77) في كتاب مكنون} قال: القرآن في كتابه والمكنون الذي لا يمسه شيء من تراب ولا غبار {لا يمسه إلا المطهرون} قال: الملائكة عليهم السلام). [الدر المنثور: 14/220] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد حميد، وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه {في كتاب مكنون} قال: التوراة الإنجيل {لا يمسه إلا المطهرون} قال: حملة التوراة والإنجيل). [الدر المنثور: 14/220-221]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه بسند رواه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم {إنه لقرآن كريم (77) في كتاب مكنون} قال: عند الله في صحف مطهرة {لا يمسه إلا المطهرون} قال: المقربون). [الدر المنثور: 14/222] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي داود في المصاحف، وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {في كتاب مكنون} قال: في السماء {لا يمسه إلا المطهرون} قال: الملائكة عليهم السلام). [الدر المنثور: 14/222]

تفسير قوله تعالى: (لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى {لا يمسه إلا المطهرون} قال لا يمسه في الآخرة إلا المطهرون فأما في الدنيا فقد مسه الكافر النجس والمنافق الرجس). [تفسير عبد الرزاق: 1/272] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى لا يمسه إلا المطهرون قال لا يمسه عند الله إلا المتطهرين فأما في الدنيا فإنه يمسه المجوسي النجس والمنافق الرجس). [تفسير عبد الرزاق: 2/273]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن عبد الله ومحمد ابني أبي بكر بن حزم عن أبيهما أن النبي كتب كتابا فيه ولا يمس القرآن إلا طاهر). [تفسير عبد الرزاق: 2/273]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا مروان بن معاوية، عن عاصمٍ، عن أبي العالية {لا يمسّه إلاّ المطهّرون} قال: ليس أنتم، أنتم أصحاب الذّنوب). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 416]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله: {لا يمسّه إلاّ المطهّرون}. يقول تعالى ذكره: لا يمسّ ذلك الكتاب المكنون إلاّ الّذين قد طهّرهم اللّه من الذّنوب.
واختلف أهل التّأويل في الّذين عنوا بقوله: {إلاّ المطهّرون} فقال بعضهم: هم الملائكة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قال: إذا أراد اللّه أن ينزل كتابًا نسخته السّفرة، فلا يمسّه إلاّ المطهّرون قال: يعني الملائكة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن الرّبيع بن أبي راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {لا يمسّه إلاّ المطهّرون}. قال: الملائكة الّذين في السّماء.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الرّبيع بن أبي راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ {لا يمسّه إلاّ المطهّرون}. قال: الملائكة.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن الرّبيع بن أبي راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ {لا يمسّه إلاّ المطهّرون}. قال: الملائكة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا عبيد اللّه، يعني العتكيّ، عن جابر بن زيدٍ، وأبي نهيكٍ في قوله: {لا يمسّه إلاّ المطهّرون}. يقول: الملائكة.
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، {لا يمسّه إلاّ المطهّرون}. قال: الملائكة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {لا يمسّه إلاّ المطهّرون}. قال: الملائكة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن عاصمٍ، عن أبي العالية، {لا يمسّه إلاّ المطهّرون}. قال: الملائكة.
وقال آخرون: هم حملة التّوراة والإنجيل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، {لا يمسّه إلاّ المطهّرون}. قال: حملة التّوراة والإنجيل.
وقال آخرون في ذلك: هم الّذين قد طهّروا من الذّنوب كالملائكة والرّسل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا مروان قال: أخبرنا عاصمٌ الأحول، عن أبي العالية الرّياحيّ، في قوله: {لا يمسّه إلاّ المطهّرون}. قال: ليس أنتم، أنتم أصحاب الذّنوب.
- حدّثني يونس قال أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {لا يمسّه إلاّ المطهّرون}. قال: الملائكة والأنبياء والرّسل الّتي تنزل به من عند اللّه مطهّرةً، والأنبياء مطهّرةٌ، فجبريل ينزل به مطهّرٌ، والرّسل الّذين تجيئهم به مطهّرون، فذلك قوله: {لا يمسّه إلاّ المطهّرون}. والملائكة والأنبياء والرّسل من الملائكة، والرّسل من بني آدم، فهؤلاء ينزلون به مطهّرون، وهؤلاء يتلونه على النّاس مطهّرون، وقرأ قول اللّه {بأيدي سفرةٍ كرامٍ بررةٍ}. قال: بأيدي الملائكة الّذين يحصون على النّاس أعمالهم.
وقال آخرون: عنى بذلك: أنّه لا يمسّه عند اللّه إلاّ المطهّرون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لا يمسّه إلاّ المطهّرون}. ذاكم عند ربّ العالمين، فأمّا عندكم فيمسّه المشرك النّجس، والمنافق الرّجس.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قوله: {لا يمسّه إلاّ المطهّرون}. قال: لا يمسّه عند اللّه إلاّ المطهّرون، فأمّا في الدّنيا فإنّه يمسّه المجوسيّ النّجس، والمنافق الرّجس، وقال في حرف ابن مسعودٍ (ما يمسّه إلاّ المطهّرون).
والصّواب من القول من ذلك عندنا، أنّ اللّه جلّ ثناؤه، أخبر أن لا يمسّ الكتاب المكنون إلاّ المطهّرون فعمّ بخبره المطهّرين، ولم يخصّص بعضًا دون بعضٍ؛ فالملائكة من المطهّرين، والرّسل والأنبياء من المطهّرين وكلّ من كان مطهّرًا من الذّنوب، فهو ممّن استثني، وعني بقوله: {إلاّ المطهّرون}). [جامع البيان: 22/363-367]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا شريك عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس لا يمسه إلا المطهرون يعني الكتاب الذي في السماء يقول لا يمسه إلا الملائكة). [تفسير مجاهد: 2/652]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد المطهرون هم الملائكة). [تفسير مجاهد: 2/652-653]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ جريرٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرّحمن بن يزيد، قال: كنّا مع سلمان رضي اللّه عنه، فانطلق إلى حاجةٍ فتوارى عنّا، ثمّ خرج إلينا وليس بيننا وبينه ماءٌ قال: فقلنا له: يا أبا عبد اللّه، لو توضّأت فسألناك عن أشياء من القرآن. قال: فقال: «سلوا، فإنّي لست أمسّه». فقال: " إنّما يمسّه المطهّرون، ثمّ تلا {إنّه لقرآنٌ كريمٌ (77) في كتابٍ مكنونٍ (78) لا يمسّه إلّا المطهّرون} [الواقعة: 78] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/519]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ط) عبد الله بن أبي بكر بن [محمد بن] عمرو بن حزمٍ -رحمه الله -: قال: إنّ في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعمرو بن حزمٍ: «أن لا يمسّ القرآن إلا طاهرٌ». أخرجه الموطأ). [جامع الأصول: 2/374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله: {إنه لقرآن كريم (77) في كتاب مكنون} قال: القرآن الكريم والكتاب المكنون هو اللوح المحفوظ {لا يمسه إلا المطهرون} قال: الملائكة عليهم السلام هم المطهرون من الذنوب). [الدر المنثور: 14/220] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج آدم ابن أبي إياس، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في المعرفة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إنه لقرآن كريم (77) في كتاب مكنون} قال: القرآن في كتابه والمكنون الذي لا يمسه شيء من تراب ولا غبار {لا يمسه إلا المطهرون} قال: الملائكة عليهم السلام). [الدر المنثور: 14/220] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد حميد، وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه {في كتاب مكنون} قال: التوراة الإنجيل {لا يمسه إلا المطهرون} قال: حملة التوراة والإنجيل). [الدر المنثور: 14/220-221] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه: ما يمسه إلا المطهرون). [الدر المنثور: 14/221]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج آدم، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في المعرفة من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما {لا يمسه إلا المطهرون} قال: الكتاب المنزل في السماء لا يمسه إلا الملائكة). [الدر المنثور: 14/221]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن أنس رضي الله عنه {لا يمسه إلا المطهرون} قال: الملائكة عليهم السلام). [الدر المنثور: 14/221]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {لا يمسه إلا المطهرون} قال: ذاكم عند رب العالمين {لا يمسه إلا المطهرون} من الملائكة فإما عندكم فيمسه المشرك والنجس والمنافق والرجس). [الدر المنثور: 14/221]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه بسند رواه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم {إنه لقرآن كريم (77) في كتاب مكنون} قال: عند الله في صحف مطهرة {لا يمسه إلا المطهرون} قال: المقربون). [الدر المنثور: 14/222] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن علقمة رضي الله عنه قال: أتينا سلمان الفارسي رضي الله عنه فخرج علينا من كن له فقلنا له: لو توضأت يا أبا عبد الله ثم قرأت علينا سورة كذا وكذا قال: إنما قال الله: {في كتاب مكنون (78) لا يمسه إلا المطهرون} وهو الذي في السماء لا يمسه إلا الملائكة عليهم السلام ثم قرأ علينا من القرآن ما شئنا). [الدر المنثور: 14/222]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي داود في المصاحف، وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {في كتاب مكنون} قال: في السماء {لا يمسه إلا المطهرون} قال: الملائكة عليهم السلام). [الدر المنثور: 14/222] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله: {لا يمسه إلا المطهرون} قال: الملائكة عليهم السلام ليس أنتم يا أصحاب الذنوب). [الدر المنثور: 14/222]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن النعيمي رضي الله عنه قال: قال مالك رضي الله عنه: أحسن ما سمعت في هذه الآية {لا يمسه إلا المطهرون} أنها بمنزلة الآية التي في عبس (في صحف كرمة) (سورة عبس الآية 13) إلى قوله: (كرام بررة) (سورة عبس الآية 16) ). [الدر المنثور: 14/223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان لا يمس المصحف إلا متوضئا). [الدر المنثور: 14/223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي داود، وابن المنذر عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه قال: في كتاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: لا تمس القرآن إلا على طهور). [الدر المنثور: 14/223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة في المصنف، وابن المنذر والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن زيد قال: كنا مع سلمان فانطلق إلى حاجة فتوارى عنا فخرج إلينا فقلنا: لو توضأت فسألناك عن أشياء من القرآن فقال: سلوني فإني لست أمسه إنما يمسه المطهرون ثم تلا {لا يمسه إلا المطهرون}). [الدر المنثور: 14/223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يمس القرآن إلا طاهر). [الدر المنثور: 14/223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن كتب له في عهده أن لا يمس القرآن إلا طاهر). [الدر المنثور: 14/224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن حزم الأنصاري عن أبيه عن جده أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كتب إليه: لا يمس القرآن إلا طاهر). [الدر المنثور: 14/224]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إذا وقعت الواقعة} قال: الساعة.
{ليس لوقعتها كاذبة} يقول: من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت {خافضة رافعة} قال: القيامة خافضة يقول: خفضت فأسمعت الأذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال: وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين {إذا رجت الأرض رجا} قال: هي الزلزلة {وبست الجبال بسا} {فكانت هباء منبثا} قال: الحكم والسدي قال: على هذا الهرج هرج الدواب الذي يحرك الغبار {وكنتم أزواجا ثلاثة} قال: العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} هم: الجمهور جماعة أهل الجنة {وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة} هم أصحاب الشمال يقول: ما لهم وما أعد لهم {والسابقون السابقون} هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالأعمال من الأولين والآخرين {أولئك المقربون} قال: هم أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم {ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14) على سرر موضونة} قال: الموضونة الموصولة بالذهب المكللة بالجوهر والياقوت {متكئين عليها متقابلين} قال ابن عباس: ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول: حلقا حلقا {يطوف عليهم ولدان مخلدون} قال: خلقهم الله في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون لا يشيبون ولا يهرمون {بأكواب وأباريق} والأكواب التي ليس لها آذان مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم الأعناق {وكأس من معين} قال: الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو إناء والمعين يقول: من خمر جار {لا يصدعون عنها} عن الخمر {ولا ينزفون} لا تذهب بعقولهم {وفاكهة مما يتخيرون} يقول: مما يشتهون يقول: يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان {وحور عين} قال: الحور البيض والعين العظام الأعين حسان {كأمثال اللؤلؤ} قال: كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر {المكنون} الذي في الأصداف، ثم قال {جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا} قال: اللغو الحلف لا والله وبلى والله {ولا تأثيما} قال: قال لا يموتون {إلا قيلا سلاما سلاما} يقول: التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال: هؤلاء المقربون ثم قال: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} وما أعد لهم {في سدر مخضود} والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه {وطلح منضود (29) وظل ممدود} يقول: ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا {وماء مسكوب} يقول: مصبوب {وفاكهة كثيرة (32) لا مقطوعة ولا ممنوعة} قال: لا تنقطع حينا وتجيء حينا مثل فاكهة الدنيا ولا ممنوعة كما تمنع في الدنيا إلا بثمن {وفرش مرفوعة} يقول: بعضها فوق بعض ثم قال: {إنا أنشأناهن إنشاء} قال: هؤلاء نساء أهل الجنة وهؤلاء العجز الرمص يقول: خلقهم خلقا {فجعلناهن أبكارا} يقول: عذارى {عربا أترابا} والعرب المتحببات إلى أزواجهن والأتراب المصطحبات اللاتي لا تغرن { لأصحاب اليمين (38) ثلة من الأولين (39) وثلة من الآخرين } يقول: طائفة من الأولين وطائفة من الآخرين {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} ما لهم وما أعد لهم {في سموم} قال: فيح نار جهنم {وحميم} الماء: الجار الذي قد انتهى حره فليس فوقه حر {وظل من يحموم} قال: من دخان جهنم {لا بارد ولا كريم} إنهم كانوا قبل ذلك مترفين قال: مشركين جبارين {وكانوا يصرون} يقيمون {على الحنث العظيم} قال: على الإثم العظيم قال: هو الشرك {وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما} إلى قوله: {أو آباؤنا الأولون} قال: قل يا محمد إن الأولين والآخرين لمجموعون {إلى ميقات يوم معلوم} قال: يوم القيامة {ثم إنكم أيها الضالون} قال: المشركون المكذبون {لآكلون من شجر من زقوم} قال: والزقوم إذا أكلوا منه خصبوا والزقوم شجرة {فمالئون منها البطون} قال: يملؤون من الزقوم بطونهم {فشاربون عليه من الحميم} يقول: على الزقوم الحميم {فشاربون شرب الهيم} هي الرمال لو مطرت عليها السماء أبدا لم ير فيها مستنقع {هذا نزلهم يوم الدين} كرامة يوم الحساب {نحن خلقناكم فلولا تصدقون} يقول: أفلا تصدقون {أفرأيتم ما تمنون} يقول: هذا ماء الرجل {أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون} {نحن قدرنا بينكم الموت} في المتعجل والمتأخر {وما نحن بمسبوقين (60) على أن نبدل أمثالكم} فيقول: نذهب بكم ونجيء بغيركم {وننشئكم في ما لا تعلمون} يقول: نخلقكم فيها لا تعلمون إن نشأ خلقناكم قردة وإن نشأ خلقناكم خنازير {ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون} يقول: فهلا تذكرون ثم قال: {أفرأيتم ما تحرثون} يقول: ما تزرعون {أم نحن الزارعون} يقول: أليس نحن الذي ننبته أم أنتم المنبتون {لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون} يقول: تندمون {إنا لمغرمون} يقول: إنا للمواريه {بل نحن محرومون (67) أفرأيتم الماء الذي تشربون (68) أأنتم أنزلتموه من المزن} يقول: من السحاب {أم نحن المنزلون (69) لو نشاء جعلناه أجاجا} يقول: مرا {فلولا تشكرون} يقول: فهلا تشكرون {أفرأيتم النار التي تورون} يقول: تقدحون {أأنتم أنشأتم} يقول: خلقتم {شجرتها أم نحن المنشئون} قال: وهي من كل شجرة إلا في العناب وتكون في الحجارة {نحن جعلناها تذكرة} يقول: يتذكر بها نار الآخرة العليا {ومتاعا للمقوين} قال: والمقوي هو الذي لا يجد نارا فيخرج زنده فيستنور ناره فهي متاع له {فسبح باسم ربك العظيم} يقول: فصل لربك العظيم {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: أتى ابن عباس علبة بن الأسود أو نافع بن الحكم فقال له: يا ابن عباس إني أقرأ آيات من كتاب الله أخشى أن يكون قد دخلني منها شيء، قال ابن عباس: ولم ذلك قال: لأني أسمع الله يقول: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (سورة القدر الآية 2) ويقول: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) (سورة الدخان الآية 3) ويقول في آية أخرى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) (سورة البقرة الآية 185) وقد نزل في الشهور كلها شوال وغيره، قال ابن عباس: ويلك إن جملة القرآن أنزل من السماء في ليلة القدر إلى موقع النجوم يقول: إلى سماء الدنيا فنزل به جبريل في ليلة منه وهي ليلة القدر المباركة وفي رمضان ثم نزل به على محمد صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة الآية والآيتين والأكثر، فذلك قوله: {لا أقسم} يقول: أقسم {بمواقع النجوم} {وإنه لقسم} والقسم قسم وقوله: {لا يمسه إلا المطهرون} وهم السفرة والسفرة هم الكتبة). [الدر المنثور: 14/247-252] (م)

تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {تنزيلٌ من ربّ العالمين}. يقول: هذا القرآن تنزيلٌ من ربّ العالمين، نزّله من الكتاب المكنون.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا عبيد اللّه العتكيّ، عن جابر بن زيدٍ، وأبي نهيكٍ، في قوله: {تنزيلٌ من ربّ العالمين}. قال: القرآن من ذلك الكتاب). [جامع البيان: 22/367]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 06:03 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم...}.
وحدثني أبو ليلى السجستاني , عن أبي جرير قاضي سجستان قال: قرأ عبد الله بن مسعود: {فلا أقسم بموقع النّجوم}, والقراء جميعاً على: مواقع.
- حدثني الفضيل بن عياض, عن منصور, عن المنهال بن عمرو رفعه إلى عبد الله فيما أعلم شك الفراء قال: { فلا أقسم بموقع النجوم}, قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النبي صلى الله عليه نجوما). [معاني القرآن: 3/129]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فلا أقسم بمواقع النّجوم }: فأقسم بمواقع النجوم , ومواقعها مساقطها , ومغايبها). [مجاز القرآن: 2/252]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {فلا أقسم}: المعنى فأقسم.
{بمواقع النجوم}: مساقطها حيث تغيب). [غريب القرآن وتفسيره: 368-369]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: أراد: نجوم القرآن إذا نزل.
وقال أبو عبيدة: «أراد مساقط النجوم في المغرب»). [تفسير غريب القرآن: 451]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فلا أقسم بمواقع النّجوم}: معناه أقسم، ودخلت (لا) توكيدا كما قال عزّ وجل:
{لئلّا يعلم أهل الكتاب}: معناه لأن يعلم أهل الكتاب.
ومواقع النجوم مساقطها، كما قال عزّ وجلّ : {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب}
وقيل إن مواقع النجوم يعنى به نجوم القرآن، لأنه كان ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - نجوما شيئا بعد شيء , ودليل هذا القول : {وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم * إنّه لقرآن كريم}). [معاني القرآن: 5/115]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِمَوَاقِعِ}: حيث تغيب). [العمدة في غريب القرآن: 299]

تفسير قوله تعالى:{وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّه لقسمٌ لّو تعلمون عظيمٌ...}: يدل على أنه القرآن.
ويقال: فلا أقسم بموقع النجوم، بمسقط النجوم إذا سقطن). [معاني القرآن: 3/129]

تفسير قوله تعالى: {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {في كتاب مكنون}: أي: مصون في السماء في اللوح المحفوظ). [معاني القرآن: 5/115]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لاّ يمسّه إلاّ المطهّرون...}.
- حدثني حبّان, عن الكلبي, عن أبي صالح , عن ابن عباس قال: لا يمسّ ذلك اللوح المحفوظ إلا المطهرون يقول: الملائكة الذين طهروا من الشرك.
ويقال: لا يمسه: لا يجد طعمه ونفعه إلا المطهرون من آمن به). [معاني القرآن: 3/129-130]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لا يمسّه إلّا المطهّرون}
يعنى به الملائكة: لا يمسه في اللوح المحفوظ إلا الملائكة.
ويقرأ{المطهّرون}: وهي قليلة، ولها وجهان:
أحدهما: الذين طهّروا أنفسهم من الذنوب, والثاني: أن يكون الّذين يطهّرون غيرهم.). [معاني القرآن: 5/116]

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {تنزيل من ربّ العالمين}
صفة لقوله {كريم}، وإن شئت كان مرفوعا على قوله هو تنزيل من ربّ العالمين). [معاني القرآن: 5/116]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 06:07 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 7 ربيع الأول 1440هـ/15-11-2018م, 11:49 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 7 ربيع الأول 1440هـ/15-11-2018م, 11:55 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 ربيع الأول 1440هـ/15-11-2018م, 12:01 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فلا أقسم بمواقع النجوم * وإنه لقسم لو تعلمون عظيم * إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسه إلا المطهرون * تنزيل من رب العالمين * أفبهذا الحديث أنتم مدهنون * وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون * فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون * فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها إن كنتم صادقين}
اختلف الناس في "لا" من قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم} - فقال بعض النحويين: هي زائدة، والمعنى: فأقسم، وزيادتها في بعض المواضع معروف، كقوله تعالى: {لئلا يعلم أهل الكتاب}، وغير ذلك، وقال سعيد بن جبير وبعض النحويين: هي نافية، كأنه تعالى يقول: فلا صحة لما يقوله الكفار، ثم ابتدأ تبارك وتعالى فقال: "أقسم"، وقال بعض المتأولين: هي مؤكدة تعطي في القسم مبالغة، وهي كاستفتاح كلام يشبه في القسم ألا في شائع الكلام، ومنه قول الشاعر:
فلا وأبي ... ... ..... لا أخونها
المعنى: "فوأبي"، أعدائها، ولهذا نظائر، وقرأ الحسن والثقفي: "فلأ قسم" بغير ألف، قال أبو الفتح: التقدير: فلأنا أقسم.
وقرأ الجمهور من القراء: "بمواقع" على الجمع، وقرأ عمر بن الخطاب، وابن مسعود، وابن عباس -رضي الله عنهم- وأهل الكوفة: حمزة، والكسائي "بموقع" على الإفراد، وهو مراد به الجمع، ونظير هذا كثير، ومنه قوله تعالى: {إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}، جمع من حيث لكل حمار صوت مختص، وأفرد من حيث الأصوات كلها نوع.
واختلف الناس في "النجوم" هنا- فقال ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، وغيرهم: هي نجوم القرآن التي نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه روي أن القرآن نزل من عند الله عز وجل في ليلة القدر إلى السماء الدنيا- وقيل: إلى البيت المعمور - جملة واحدة، ثم نزل بعد ذلك على محمد صلى الله عليه وسلم نجوما مقطعة في مدة من عشرين سنة، ويؤيد هذا القول عود الضمير على القرآن في قوله سبحانه: {إنه لقرآن كريم}، وذلك أن ذكره لم يتقدم إلا على هذا التأويل، ومن لا يتأول هذا التأويل يقول: إن الضمير يعود على القرآن وإن لم يتقدم ذكر لشهرة الأمر ووضوح المعنى، كقوله تعالى: {حتى توارت بالحجاب}، وكل من عليها فان، وغير ذلك. وقال جمهور كثير من المفسرين: النجوم هنا الكواكب المعروفة، واختلف في موقعها، فقال مجاهد وأبو عبيدة: هي مواقعها عند غروبها وطلوعها، وقال قتادة: مواقعها هي مواضعها من السماء، وقيل: مواقعها عند الانقضاض إثر العفاريت، وقال الحسن: مواقعها عند انكدار النجوم.
وقوله تعالى: "وإنه لقسم" تأكيد للأمر وتنبيه من المقسم به، وليس هذا باعتراض بين الكلامين، بل هذا معنى قصد التهمم به، وإنما الاعتراض قوله تعالى: {لو تعلمون}، وقد قال قوم: إن قوله تعالى: "وإنه لقسم" اعتراض، وإن "لو تعلمون" اعتراض في اعتراض، والتحرير هو الذي ذكرناه، وقوله تعالى: "إنه لقرآن" هو الذي وقع القسم عليه، ووصفه بالكرم على معنى إثبات صفات المدح له ودفع صفات الحطيطة عنه). [المحرر الوجيز: 8/ 208-210]

تفسير قوله تعالى: {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واختلف المتأولون في قوله تعالى: {في كتاب مكنون} بعد اتفاقهم على أن "المكنون": المصون، فقال ابن عباس، ومجاهد: أراد الكتاب الذي في السماء، وقال عكرمة: أراد التوراة والإنجيل، كأنه تعالى قال: إنه لكتاب كريم ذكر كرمه وشرفه في كتاب مكنون، فمعنى الآية -على هذا- الاستشهاد بالكتب المنزلة، وهذا كقوله عز وجل: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله}، وقال بعض المتأولين: أراد مصاحف المسلمين، وكانت يوم نزلت الآية لم تكن، فهي -على هذا- إخبار بغيب، وكذلك هو في كتاب مصون إلى يوم القيامة، ويؤيد هذا لفظة "المس" فإنها تشير إلى المصاحف، وهي مستعارة من مس الملائكة.
واختلف الناس في معنى قوله تعالى: {لا يمسه إلا المطهرون} وفي حكمه- فقال بعض من قال إن الكتاب المكنون هو الذي في السماء، قال: المطهرون هنا: الملائكة، قال قتادة: فأما عندكم فيمسه المشرك المنجس والمنافق، قال الطبري: المطهرون: الملائكة والأنبياء عليهم السلام ومن لا ذنب له، وليس في الآية -على هذا القول- حكم مس المصحف لسائر بني آدم، ومن قال بأنها مصاحف المسلمين قال: إن قوله تعالى: "لا يمسه" إخبار مضمنه النهي، وضمة السين -على هذا- ضمة إعراب وقال بعض هذه الفرقة: الكلام نهي، وضمة السين ضمة بناء، قال جميعهم: فلا يمس المصحف من بني آدم إلا الطاهر من الكفر والجنابة والحدث الأصغر، قال مالك: لا يحمله غير طاهر بعلاقته ولا على وسادة، وفي كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: "ولا يمس القرآن إلا الطاهر"، وقد رخص أبو حنيفة وقوم بأن يمسه الجنب والحائض على حائل، غلاف ونحوه، ورخص بعض العلماء في مسه في الحدث الأصغر وفي قراءته عن ظهر قلب، منهم ابن عباس وعامر الشعبي، ولا سيما للمعلم والصبيان، وقد رخص بعضهم للجنب في قراءته، وهذا الترخيص كله إنما هو على القول الذي ذكرناه من أن "المطهرين" هم الملائكة، أو على مراعاة لفظ المس، فقد قال سلمان رضي الله عنه لا أمس المصحف ولكن أقرأ القرآن. وقرأ جمهور الناس: "المطهرون" بفتح الطاء والهاء المشددة. وقرأ نافع، وأبو عمرو -بخلاف عنهما-: "المطهرون" بسكون الطاء وفتح الهاء خفيفة، وهي قراءة عيسى الثقفي. وقرأ سلمان الفارسي: "المطهرون" بفتح الطاء خفيفة وكسر الهاء وشدها، على معنى الذين يطهرون أنفسهم، ورويت عنه بشد الطاء والهاء، وقرأ الحسن، وعبد الله بن عون، وسلمان الفارسي -بخلاف عنه-: "المطهرون" بمعنى: المتطهرين، والقول بأن "لا يمسه" نهي، قول فيه ضعف، وذلك أنه إذا كان خبرا فهو في موضع الصفة، وقوله تعالى بعد ذلك: "تنزيل" صفة أيضا، فإذ جعلناه نهيا جاء معنى أجنبيا معترضا بين الصفات، وذلك لا يحسن في رصف الكلام فتدبره، وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه: "ما يمسه" وهذا يقوي ما رجحته من الخبر الذي معناه: حقه وقدره ألا يمسه إلا طاهر). [المحرر الوجيز: 8/ 210-211]

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) }

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 7 ربيع الأول 1440هـ/15-11-2018م, 01:00 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 7 ربيع الأول 1440هـ/15-11-2018م, 01:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلا أقسم بمواقع النّجوم (75) وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ (76) إنّه لقرآنٌ كريمٌ (77) في كتابٍ مكنونٍ (78) لا يمسّه إلا المطهّرون (79) تنزيلٌ من ربّ العالمين (80) أفبهذا الحديث أنتم مدهنون (81) وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون (82)}.
قال جويبر، عن الضّحّاك: إنّ اللّه لا يقسم بشيءٍ من خلقه، ولكنّه استفتاحٌ يستفتح به كلامه.
وهذا القول ضعيفٌ. والّذي عليه الجمهور أنّه قسمٌ من اللّه عزّ وجلّ، يقسم بما شاء من خلقه، وهو دليلٌ على عظمته. ثمّ قال بعض المفسّرين: "لا" هاهنا زائدةٌ، وتقديره: أقسم بمواقع النّجوم. ورواه ابن جريرٍ، عن سعيد بن جبير. ويكون جوابه: {إنّه لقرآنٌ كريمٌ}.
وقال آخرون: ليست "لا" زائدةً لا معنًى لها، بل يؤتى بها في أوّل القسم إذا كان مقسمًا به على منفيٍّ، كقول عائشة رضي اللّه عنها: "لا واللّه ما مسّت يد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يد امرأةٍ قطّ" وهكذا هاهنا تقدير الكلام: "لا أقسم بمواقع النّجوم ليس الأمر كما زعمتم في القرآن أنّه سحرٌ أو كهانةٌ، بل هو قرآنٌ كريمٌ".
وقال ابن جريرٍ: وقال بعض أهل العربيّة: معنى قوله: {فلا أقسم} فليس الأمر كما تقولون، ثمّ استأنف القسم بعد فقيل: أقسم.
واختلفوا في معنى قوله: {بمواقع النّجوم}، فقال حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ يعني: نجوم القرآن؛ فإنّه نزل جملةً ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا، ثمّ نزل مفرّقًا في السّنين بعد. ثمّ قرأ ابن عبّاسٍ هذه الآية.
وقال الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ: نزل القرآن جملةً من عند اللّه من اللّوح المحفوظ إلى السّفرة الكرام الكاتبين في السّماء الدّنيا، فنجّمته السّفرة على جبريل عشرين ليلةً، ونجّمه جبريل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم عشرين سنةً، فهو قوله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} نجوم القرآن.
وكذا قال عكرمة، ومجاهدٌ، والسّدّيّ، وأبو حزرة.
وقال مجاهدٌ أيضًا: {بمواقع النّجوم} في السّماء، ويقال: مطالعها ومشارقها. وكذا قال الحسن، وقتادة، وهو اختيار ابن جريرٍ. وعن قتادة: مواقعها: منازلها. وعن الحسن أيضًا: أنّ المراد بذلك انتثارها يوم القيامة. وقال الضّحّاك: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} يعني بذلك: الأنواء الّتي كان أهل الجاهليّة إذا مطروا، قالوا: مطرنا بنوء كذا وكذا.
وقوله: {وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ} أي: وإنّ هذا القسم الّذي أقسمت به لقسمٌ عظيمٌ، لو تعلمون عظمته لعظّمتم المقسم به عليه.
{إنّه لقرآنٌ كريمٌ} أي: إنّ هذا القرآن الّذي نزل على محمّدٍ لكتابٌ عظيمٌ.
{في كتابٍ مكنونٍ} أي: معظّمٌ في كتابٍ معظّمٍ محفوظٍ موقّرٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 543-544]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(قال ابن جريرٍ: حدّثني إسماعيل بن موسى، أخبرنا شريكٌ، عن حكيمٍ -هو ابن جبيرٍ- عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ: {لا يمسّه إلا المطهّرون} قال: الكتاب الّذي في السّماء.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {[لا يمسّه] إلا المطهّرون} يعني: الملائكة. وكذا قال أنسٌ، ومجاهدٌ، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والضّحّاك، وأبو الشّعثاء جابر بن زيدٍ، وأبو نهيك، والسّدّيّ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، وغيرهم.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن عبد الأعلى، حدّثنا ابن ثورٍ، حدّثنا معمرٌ، عن قتادة: {لا يمسّه إلا المطهّرون} قال: لا يمسّه عند اللّه إلّا المطهّرون، فأمّا في الدّنيا فإنّه يمسّه المجوسيّ النّجس، والمنافق الرّجس. وقال: وهي في قراءة ابن مسعودٍ: {ما يمسّه إلا المطهّرون}.
وقال أبو العالية: {لا يمسّه إلا المطهّرون} ليس أنتم أصحاب الذّنوب.
وقال ابن زيدٍ: زعمت كفّار قريشٍ أنّ هذا القرآن تنزّلت به الشّياطين، فأخبر اللّه تعالى أنّه لا يمسّه إلّا المطهّرون كما قال: {وما تنزلت به الشّياطين. وما ينبغي لهم وما يستطيعون. إنّهم عن السّمع لمعزولون} [الشعراء: 210-212].
وهذا القول قولٌ جيّدٌ، وهو لا يخرج عن الأقوال الّتي قبله.
وقال الفرّاء: لا يجد طعمه ونفعه إلّا من آمن به.
وقال آخرون: {لا يمسّه إلا المطهّرون} أي: من الجنابة والحدث. قالوا: ولفظ الآية خبرٌ ومعناها الطّلب، قالوا: والمراد بالقرآن هاهنا المصحف، كما روى مسلمٌ، عن ابن عمر: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدوّ، مخافة أن يناله العدوّ. واحتجّوا في ذلك بما رواه الإمام مالكٌ في موطّئه، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم: أنّ في الكتاب الّذي كتبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لعمرو بن حزمٍ: ألّا يمسّ القرآن إلّا طاهرٌ. وروى أبو داود في المراسيل، من حديث الزّهريّ قال: قرأت في صحيفةٍ عند أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزمٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ولا يمسّ القرآن إلّا طاهرٌ".
وهذه وجادةٌ جيّدةٌ. قد قرأها الزّهريّ وغيره، ومثل هذا ينبغي الأخذ به. وقد أسنده الدّارقطنيّ عن عمرو بن حزمٍ، وعبد اللّه بن عمر، وعثمان بن أبي العاص، وفي إسناد كلٍّ منها نظرٌ، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 7/ 544-545]

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {تنزيلٌ من ربّ العالمين} أي: هذا القرآن منزّلٌ من [اللّه] ربّ العالمين، وليس هو كما يقولون: إنّه سحرٌ، أو كهانةٌ، أو شعر، بل هو الحقّ الّذي لا مرية فيه، وليس وراءه حقٌّ نافعٌ). [تفسير ابن كثير: 7/ 545]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة