العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النحل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الأولى 1434هـ/1-04-2013م, 09:44 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة النحل [ من الآية (24) إلى الآية (29) ]

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الأولى 1434هـ/1-04-2013م, 09:46 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربّكم قالوا أساطير الأوّلين}.
يقول تعالى ذكره: وإذا قيل لهؤلاء الّذين لا يؤمنون بالآخرة من المشركين: {ماذا أنزل ربّكم} أيّ شيءٍ أنزل ربّكم؟ قالوا: الّذي أنزل ما سطّره الأوّلون من قبلنا من الأباطيل.
وكان ذلك كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ماذا أنزل ربّكم، قالوا أساطير الأوّلين} يقول: " أحاديث الأوّلين وباطلهم، قال ذلك قومٌ من مشركي العرب، كانوا يقعدون بطريق من أتى نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فإذا مرّ بهم أحدٌ من المؤمنين يريد نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قالوا لهم: أساطير الأوّلين، يريد: أحاديث الأوّلين وباطلهم "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {أساطير الأوّلين} يقول: أحاديث الأوّلين "). [جامع البيان: 14/198-199]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 24.
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: اجتمعت قريش فقالوا: إن محمدا رجل حلو اللسان إذا كلمه الرجل ذهب بعقله فانظروا أناسا من أشرافكم المعدودين المعروفة أنسابهم فابعثوهم في كل طريق من طرق مكة على رأس كل ليلة أو ليلتين فمن جاء يريده فردوه عنه، فخرج ناس منهم في كل طريق فكان إذا أقبل الرجل وافدا لقومه ينظر ما يقول محمد فينزل بهم، قالوا له: أنا فلان ابن فلان، فيعرفه بنسبه ويقول: أنا أخبرك عن محمد فلا يريد أن يعني إليه وهو رجل كذاب لم يتبعه على أمره إلا السفهاء والعبيد ومن لا خير فيه.
وأمّا شيوخ قومه وخيارهم فمفارقون له فيرجع أحدهم، فذلك قوله: {وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين} فإذا كان الوافد ممن عزم الله له على الرشاد فقالوا له مثل ذلك في محمد قال: بئس الوافد أنا لقومي إن كنت جئت حتى إذا بلغت إلا مسيرة يوم رجعت قبل أن ألقى هذا الرجل.
وأنظر ما يقول: وآتي قومي ببيان أمره فيدخل مكة فيلقى المؤمنين فيسألهم: ماذا يقول محمد فيقولون: (خيرا، للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة) (سورة النحل 30)، يقول: مال (ولدار الآخرة خير) (سورة النحل 30) وهي الجنة). [الدر المنثور: 9/40-41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية أن أناسا من مشركي العرب يقعدون بطريق من أتى نبي الله فإذا مروا سألوهم فأخبروهم بما سمعوا من النّبيّ فقالوا إنما هو أساطير الأولين). [الدر المنثور: 9/41]

تفسير قوله تعالى: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا رجل، عن زيد بن أسلم، قال: بلغني أن المؤمن يمثل له عمله يوم القيامة في أحسن صورة، أحسن ما خلق الله وجهًا وثيابًا، وأطيبه ريحًا، فيجلس إلى جنبه، كلما أفزعه شيء أمنه، وكلما تخوف شيئًا هون عليه، فيقول: جزاك الله من صاحب خيرًا، من أنت؟ فيقول: أما تعرفني؟ وقد صحبتك في قبرك، وفي دنياك، أنا عملك، كان والله حسنًا، فلذلك تراني حسنًا، وكان طيبًا، فلذلك تراني طيبًا، تعال فاركبني، فطالما ركبتك في الدنيا، وهو قول الله عز وجل: {وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم} [سورة الزمر: 61]، حتى يأتي إلى ربه، فيقول: يا رب، كل صاحب عمل في الدنيا قد أصاب في عمله، وكل صاحب تجارة وصانع قد أصاب في تجارته، غير صاحبي قد شغل في نفسه، فيقول له الرب: فما تسأل له، فيقول: المغفرة والرحمة، أو نحو هذا، فيقول: إني قد غفرت له، ثم يكسى حلة الكرامة، ويجعل عليه تاج الوقار، فيه لؤلؤ تضيء من مسيرة يومين، ثم يقول: يا رب، إن أبويه قد كان شغل عنهما كل صاحب عمل وتجارة، كان يدخل على أبويه من عمله فيعطيان مثل ما أعطى، ويتمثل الكافر عمله في صورة أقبح ما خلق الله وجهًا، وأنتنه ريحًا، فيجلس إلى جنبه، كلما أفزعه شيء زاده فزعًا، وكلما تخوف شيئًا زاده خوفًا، فيقول: بئس الصاحب أنت، ومن أنت؟ فيقول: وما تعرفني، فيقول: لا، فيقول: أنا عملك، كان قبيحًا، فلذلك تراني قبيحًا، وكان منتنًا، فلذلك تراني منتنًا، فطأطئ رأسك أركبك، فطالما ركبتني في الدنيا، فيركبه، وهو قوله: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة} [سورة النحل: 25] ). [الزهد لابن المبارك: 2/ 739-740]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة ومن أوزار الّذين يضلّونهم بغير علمٍ، ألا ساء ما يزرون}.

يقول تعالى ذكره: يقول هؤلاء المشركون لمن سألهم ماذا أنزل ربّكم: الّذي أنزل ربّنا فيما يزعم محمّدٌ عليه أساطير الأوّلين، لتكون لهم ذنوبهم الّتي هم عليها مقيمون من تكذيبهم باللّه، وكفرهم بما أنزل على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، ومن ذنوب الّذين يصدّونهم عن الإيمان باللّه يضلّون يفتنون منهم بغير علمٍ.
وقوله: {ألا ساء ما يزرون} يقول: ألا ساء الإثم الّذي يأثمون، والثّقل الّذي يتحمّلون.
وبنحو الّذي قلنا في تّأويل ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: " {ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة} ومن أوزار من أضلّوا احتمالهم ذنوب أنفسهم وذنوب من أطاعهم، ولا يخفّف ذلك عمّن أطاعهم من العذاب شيئًا ".
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ نحوه، إلاّ أنّه، قال: ومن أوزار الّذين يضلّونهم حملهم ذنوب أنفسهم، وسائر الحديث مثله
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، وحدّثني المثنّى قال: أخبرنا إسحاق قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ليحملوا أوزارهم} كاملةً يوم القيامة ومن أوزار الّذين يضلّونهم قال: " حملهم ذنوب أنفسهم وذنوب من أطاعهم، ولا يخفّف ذلك عمّن أطاعهم من العذاب شيئًا ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، نحوه
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: " {ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة} أي ذنوبهم وذنوب الّذين يضلّونهم بغير علمٍ، {ألا ساء ما يزرون} "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة ومن أوزار الّذين يضلّونهم بغير علمٍ} يقول: " يحملون ذنوبهم، وذلك مثل قوله: {وأثقالاً مع أثقالهم} يقول: يحملون مع ذنوبهم ذنوب الّذين يضلّونهم بغير علمٍ "
- حدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع: {ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة، ومن أوزار الّذين يضلّونهم بغير علمٍ، ألا ساء ما يزرون} قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " أيّما داعٍ دعا إلى ضلالةٍ فاتّبع، فإنّ عليه مثل أوزار من اتّبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيءٌ، وأيّما داعٍ دعا إلى هدًى فاتّبع، فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيءٌ "
- حدّثني المثنّى، قال: أخبرنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن رجلٍ، قال: قال زيد بن أسلم: إنّه بلغه أنّه يتمثّل للكافر عمله في صورةٍ أقبح ما خلق اللّه وجهًا وأنتنه ريحًا، فيجلس إلى جنبه، كلّما أفزعه شيءٌ زاده، وكلّما تخوّف شيئًا زاده خوفًا، فيقول: بئس الصّاحب أنت ومن أنت؟ فيقول: وما تعرفني؟ فيقول: لا، فيقول: أنا عملك كان قبيحًا فلذلك تراني قبيحًا، وكان منتنًا فلذلك تراني منتنًا، طأطئ إليّ أركبك فطالما ركبتني في الدّنيا فيركبه، وهو قوله: {ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة} "). [جامع البيان: 14/199-202]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم يعني يحملون ذنوبهم وذنوب من أطاعهم ولا يخفف ذلك عن من أطاعهم). [تفسير مجاهد: 346]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 25
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم} يقول: يحملون من ذنوبهم ذنوب الذين يضلونهم بغير علم وذلك مثل قوله: (وأثقالا مع أثقالهم) ). [الدر المنثور: 9/41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة} الآية، قال: حملهم ذنوب أنفسهم وذنوب من أطاعهم ولا يخفف ذلك عمن أطاعهم من العذاب شيئا). [الدر المنثور: 9/41]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله: {ليحملوا أوزارهم كاملة} الآية، قال: قال النّبيّ: أيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع كان عليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيء، وأيما داع إلى هدى فاتبع فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء). [الدر المنثور: 9/41-42]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم أنه بلغه أنه يتمثل للكافر عمله في صورة أقبح ما خلق الله وجها وأنتنه ريحا فيجلس إلى جنبه، كلما أفزعه شيء زاده وكلما تخوف شيئا زاده خوفا فيقول: بئس الصاحب أنت ومن أنت فيقول: وما تعرفني فيقول: لا، فيقول: أنا عملك، كان قبيحا فلذلك تراني قبيحا وكان منتنا فلذلك تراني منتنا، طأطئ إلي أركبك فطالما ركبتني في الدنيا، فيركبه، وهو قوله: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة} والله أعلم). [الدر المنثور: 9/42]

تفسير قوله تعالى: (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فخر عليهم السقف قال أتى الله بنيانهم من أصوله فخر عليهم السقف). [تفسير عبد الرزاق: 1/355]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قد مكر الّذين من قبلهم فأتى اللّه بنيانهم من القواعد فخرّ عليهم السّقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون}.
يقول تعالى ذكره: قد مكر الّذين من قبل هؤلاء المشركين الّذين يصدّون عن سبيل اللّه من أراد اتّباع دين اللّه، فراموا مغالبة اللّه ببناءٍ بنوه، يريدون بزعمهم الارتفاع إلى السّماء لحرب من فيها وكان الّذي رام ذلك فيما ذكر لنا جبّارٌ من جبابرة النّبط، فقال بعضهم: هو نمروذ بن كنعان، وقال بعضهم: هو بختنصر، وقد ذكرت بعض أخبارهما في سورة إبراهيم وقيل: إنّ الّذي ذكر في هذا الموضع هو الّذي ذكره اللّه في سورة إبراهيم
ذكر من قال ذلك
- حدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، قال: " أمر الّذي حاجّ إبراهيم في ربّه بإبراهيم فأخرج، يعني من مدينته، قال: فأخرج فلقي لوطًا على باب المدينة وهو ابن أخيه، فدعاه فآمن به، وقال: إنّي مهاجرٌ إلى ربّي، وحلف نمرود أن يطلب إله إبراهيم، فأخذ أربعة أفراخٍ من فراخ النّسور، فربّاهنّ باللّحم والخبز حتّى كبرن وغلظن واستعلجن، فربطهنّ في تابوتٍ، وقعد في ذلك التّابوت ثمّ رفع لهنّ رجلاً من لحمٍ، فطرن، حتّى إذا ذهبن في السّماء أشرف ينظر إلى الأرض، فرأى الجبال تدبّ كدبيب النّمل ثمّ رفع لهنّ اللّحم، ثمّ نظر فرأى الأرض يحيطً بها بحرٌ كأنّها فلكةٌ في ماءٍ، ثمّ رفع طويلاً فوقع في ظلمةٍ، فلم ير ما فوقه ولم ير ما تحته، ففزع، فألقى اللّحم، فاتّبعته منقضّاتٍ، فلمّا نظرت الجبال إليهنّ، وقد أقبلن منقضّاتٍ وسمعن حفيفهنّ، فزعت الجبال، وكادت أن تزول من أمكنتها ولم يفعلن، وذلك قول اللّه تعالى: {وقد مكروا مكرهم وعند اللّه مكرهم، وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال}، وهي في قراءة ابن مسعودٍ: ( وإن كاد مكرهم ) فكان طيرورتهنّ به من بيت المقدس ووقوعهنّ به في جبل الدّخان، فلمّا رأى أنّه لا يطيق شيئًا أخذ في بنيان الصّرح، فبنى حتّى إذا أسنده إلى السّماء ارتقى فوقه ينظر، يزعم إلى إله إبراهيم، فأحدث، ولم يكن يحدث، وأخذ اللّه بنيانه من القواعد {فخرّ عليهم السّقف من فوقهم، وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون} يقول: من مأمنهم، وأخذهم من أساس الصّرح، فتنقّض بهم يسقط فتبلبلت ألسن النّاس يومئذٍ من الفزع، فتكلّموا بثلاثةٍ وسبعين لسانًا، فلذلك سمّيت بابل، وإنّما كان لسان النّاس من قبل ذلك بالسّريانيّة "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {قد مكر الّذين من قبلهم فأتى اللّه بنيانهم من القواعد} قال: " هو نمرود حين بنى الصّرح "
- حدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن زيد بن أسلم: " إنّ أوّل جبّارٍ كان في الأرض نمرود، فبعث اللّه عليه بعوضةً فدخلت في منخره، فمكث أربعمائة سنةٍ يضرب رأسه بالمطارق، أرحم النّاس به من جمع يديه فضرب بهما رأسه، وكان جبّارًا أربع مائة سنةٍ، فعذّبه اللّه أربع مائة سنةٍ كملكه، ثمّ أماته اللّه، وهو الّذي كان بنى صرحًا إلى السّماء، وهو الّذي قال اللّه: {فأتى اللّه بنيانهم من القواعد، فخرّ عليهم السّقف من فوقهم} ".
وأمّا قوله: {فأتى اللّه بنيانهم من القواعد} فإنّ معناه: هدم اللّه بنيانهم من أصله والقواعد: جمع قاعدةٍ، وهي الأساس فكان بعضهم يقول: هذا مثلٌ للاستئصال، وإنّما معناه: إنّ اللّه استأصلهم، وقال: العرب تقول ذلك إذا استؤصل الشّيء
وقوله: {فخرّ عليهم السّقف من فوقهم} اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: فخرّ عليهم السّقف من فوقهم، أعالي بيوتهم من فوقهم
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: " {قد مكر الّذين من قبلهم فأتى اللّه بنيانهم من القواعد} إي واللّه، لأتاها أمر اللّه من أصلها {فخرّ عليهم السّقف من فوقهم} والسّقف: أعالي البيوت، فائتفكت بهم بيوتهم فأهلكهم اللّه ودمّرهم، {وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون} "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {فخرّ عليهم السّقف من فوقهم} قال: " أتى اللّه بنيانهم من أصوله، فخرّ عليهم السّقف "
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فأتى اللّه بنيانهم من القواعد} قال: " مكر نمرود بن كنعان الّذي حاجّ إبراهيم في ربّه ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله ".
وقال آخرون: عنى بقوله: {فخرّ عليهم السّقف من فوقهم} أنّ العذاب أتاهم من السّماء
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فخرّ عليهم السّقف من فوقهم} يقول: " عذابٌ من السّماء، لما رأوه استسلموا وذلّوا ".
وأولى القولين بتأويل الآية، قول من قال: معنى ذلك: تساقطت عليهم سقوف بيوتهم، إذ أتى أصولها وقواعدها أمر اللّه، فائتفكت بهم منازلهم، لأنّ ذلك هو الكلام المعروف من قواعد البنيان وخرّ السّقف، وتوجيه معاني كلام اللّه إلى الأشهر الأعرف منهما أولى من توجيهها إلى غير ذلك ما وجد إليه سبيلٌ.
{وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون}. يقول تعالى ذكره: وأتى هؤلاء الّذين مكروا من قبل مشركي قريشٍ، عذاب اللّه من حيث لا يدرون أنّه أتاهم منه). [جامع البيان: 14/202-207]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قد مكر الذين من قبلهم يعني مكر نمروذ بن كنعان وهو الذي حاج إبراهيم في ربه). [تفسير مجاهد: 346]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 26 - 29
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {قد مكر الذين من قبلهم} قال: هو نمرود بن كنعان حين بنى الصرح). [الدر المنثور: 9/42]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن زيد بن أسلم قال: أول جبار كان في الأرض نمرود فبعث الله عليه بعوضة فدخلت في منخره فمكث أربعمائة سنة يضرب رأسه بالمطارق، وأرحم الناس به من جمع يديه فضرب بهما رأسه وكان جبارا أربعمائة سنة فعذبه الله أربعمائة سنة كملكه ثم أماته الله، وهو الذي بنى صرحا إلى السماء الذي قال الله: {فأتى الله بنيانهم من القواعد} ). [الدر المنثور: 9/42-43]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {قد مكر الذين من قبلهم} قال: مكر نمرود بن كنعان الذي حاج إبراهيم في ربه). [الدر المنثور: 9/43]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد} قال: أتاها أمر الله من أصلها {فخر عليهم السقف من فوقهم} و{السقف} عالي البيوت فائتكفت بهم بيوتهم فأهلكهم الله ودرمرهم {وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون} ). [الدر المنثور: 9/43]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الّذين كنتم تشاقّون فيهم قال الّذين أوتوا العلم إنّ الخزي اليوم والسّوء على الكافرين}.
يقول تعالى ذكره: فعل اللّه بهؤلاء الّذين مكروا الّذين وصف اللّه جلّ ثناؤه أمرهم ما فعل بهم في الدّنيا من تعجيل العذاب لهم والانتقام بكفرهم وجحودهم وحدانيّته، ثمّ هو مع ذلك يوم القيامة مخزيهم فمذلّهم بعذابٍ أليمٍ، وقائلٌ لهم عند ورودهم عليه: {أين شركائي الّذين كنتم تشاقّون فيهم} أصله: من شاققت فلانًا فهو يشاقّني، وذلك إذا فعل كلّ واحدٍ منهما بصاحبه ما يشقّ عليه يقول تعالى ذكره يوم القيامة تقريعًا للمشركين بعبادتهم الأصنام: أين شركائي؟ يقول: أين الّذين كنتم تزعمون في الدّنيا أنّهم شركاء في اليوم؟ ما لهم لا يحضرونكم فيدفعوا عنكم ما أنا محلّ بكم من العذاب، فقد كنتم تعبدونهم في الدّنيا وتتولّونهم، والوليّ ينصر وليّه؟ وكانت مشاقّتهم اللّه في أوثانهم مخالفتهم إيّاه في عبادتهم، كما؛
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {أين شركائي الّذين كنتم تشاقّون فيهم} يقول: تخالفوني ".
وقوله: {قال الّذين أوتوا العلم إنّ الخزي اليوم والسّوء على الكافرين} يعني: الذّلّة والهوان، {والسّوء} يعني: عذاب اللّه على الكافرين). [جامع البيان: 14/207-208]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله: {تشاقون فيهم} يقول: تخالفوني). [الدر المنثور: 9/43]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين تتوفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السّلم ما كنّا نعمل من سوءٍ، بلى إنّ اللّه عليمٌ بما كنتم تعملون}.
يقول تعالى ذكره: قال الّذين أوتوا العلم: إنّ الخزي اليوم والسّوء على من كفر باللّه فجحد وحدانيّته، {الّذين تتوفّاهم الملائكة} يقول: الّذين تقبض أرواحهم الملائكة، {ظالمي أنفسهم} يعني: وهم على كفرهم وشركهم باللّه.
وقيل: إنّه عنى بذلك من قتل من قريشٍ ببدرٍ وقد أخرج إليها كرهًا
- حدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا يعقوب بن محمّدٍ الزّهريّ، قال: حدّثني سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن عكرمة، قال: " كان ناسٌ بمكّة أقرّوا بالإسلام ولم يهاجروا، فأخرج بهم كرهًا إلى بدرٍ، فقتل بعضهم، فأنزل اللّه فيهم: {الّذين تتوفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} " وقوله: {فألقوا السّلم} يقول: فاستسلموا لأمره، وانقادوا له حين عاينوا الموت قد نزل بهم {ما كنّا نعمل من سوءٍ} وفي الكلام محذوفٌ استغني بفهم سامعيه ما دلّ عليه الكلام عن ذكره، وهو: قالوا ما كنّا نعمل من سوءٍ يخبر عنهم بذلك أنّهم كذّبوا وقالوا: ما كنّا نعصي اللّه اعتصامًا منهم بالباطل رجاء أن ينجوا بذلك، فكذّبهم اللّه فقال: بل قد كنتم تعملون السّوء وتصدّون عن سبيل اللّه. {إنّ اللّه عليمٌ بما كنتم تعملون} يقول: إنّ اللّه ذو علمٍ بما كنتم تعملون في الدّنيا من معاصيه، وتأتون فيها ما يسخطه). [جامع البيان: 14/208-209]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقول أحياء وأمواتا قدر الله ذلك لهم). [تفسير مجاهد: 346-347]

تفسير قوله تعالى: (فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فادخلوا أبواب جهنّم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبّرين}.
يقول تعالى ذكره، يقال لهؤلاء الظّلمة أنفسهم حين يقولون لربّهم: ما كنّا نعمل من سوءٍ: ادخلوا أبواب جهنّم، يعني: طبقات جهنّم، {خالدين فيها} يعني: ماكثين فيها، {فلبئس مثوى المتكبّرين} يقول: فلبئس منزل من تكبّر على اللّه، ولم يقرّ بربوبيّته، ويصدّق بوحدانيّته {جهنّم} ). [جامع البيان: 14/209]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 جمادى الأولى 1434هـ/1-04-2013م, 09:56 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربّكم} ، إذا قال المؤمنون للمشركين في الدّنيا: {ماذا أنزل ربّكم}.
{قالوا أساطير الأوّلين} وإنّما ارتفعت لأنّهم قالوا لهم أساطير الأوّلين.
وهذه حكايةٌ.
قال قتادة: أي: كذب الأوّلين وباطلهم، وليس يقرّون أنّ اللّه أنزل كتابًا، ويقولون إنّ النّبيّ افتراه من عنده.
سعيدٌ عن قتادة، قال: قال ذلك ناسٌ من مشركي العرب كانوا يتصدّون بالطّريق من أتى نبيّ اللّه، فإذا مرّ بهم من المؤمنين من يريد نبيّ اللّه قالوا: إنّما هو أساطير الأوّلين، أي: كذب الأوّلين وباطلهم.
وفي تفسير الكلبيّ: إنّ المقتسمين الّذين تفرّقوا على أعقاب مكّة أربعة نفرٍ على كلّ طريقٍ، أمرهم بذلك الوليد بن المغيرة فقال: من سألكم عن محمّدٍ من النّاس وقد كان حضر الموسم.
فقال لهم: إنّ النّاس سائلوكم عنه غدًا بعد الموسم، فمن سألكم عنه من النّاس فليقل بعضكم: ساحرٌ، وليقل الآخران: كاهنٌ، وليقل الآخرون: شاعرٌ، وليقل الآخرون: مجنونٌ يهذي من أمّ رأسه.
فإن رجعوا بذا ورضوا بقولكم فذاك، وإلا لقوني عند البيت، فإذا سألوني صدّقتكم كلّكم.
فسمع بذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فشقّ عليه، وبعث مع كلّ أربعةٍ أربعةً من أصحابه.
فقال: إذا سألوكم عنّي فكذبوا عليّ، فحدّثوا النّاس بما أقول.
فكان إذا سئل المشركون ما صاحبكم؟ فقالوا: ساحرٌ، فقال الأربعة الّذين من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه: انطلقوا، بل هو رسول اللّه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويأمر بصلة ذي القرابة وبأن يقرى الضّيف، وأن يعبد اللّه، في كلامٍ حسنٍ جميلٍ، فيقول النّاس للمسلمين: واللّه ما تقولون أنتم أحسن ممّا يقول هؤلاء، واللّه لا نرجع حتّى نلقاه، فهو قوله: {وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربّكم} ، يعني: المشركين {قالوا أساطير الأوّلين} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/58]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربّكم قالوا أساطير الأوّلين}
" ما " مبتدأ، و " ذا " في موضع الذي. المعنى ما الذي أنزل ربكم.
وأساطير مرفوعة على الجواب، كأنهم قالوا: الّذي أنزل أساطير الأولين.
أي أكاذيب الأولين، واحدها أسطورة). [معاني القرآن: 3/194]

تفسير قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ليحملوا أوزارهم} آثامهم، في تفسير الحسن والسّدّيّ.
وقال قتادة: ذنوبهم.
وهو واحدٌ.
{كاملةً يوم القيامة} ، يعني: الّذين قالوا: أساطير الأوّلين.
{ومن أوزار} قال قتادة: ومن ذنوب.
{الّذين يضلّونهم} وقال السّدّيّ: ومن آثام الّذين يضلّونهم.
وهو واحدٌ.
{بغير علمٍ ألا ساء ما يزرون} ، أي: بئس ما يحملون، يحملون آثام أنفسهم ومثل آثام الّذين دعوهم إلى الضّلال واتّبعوهم عليه.
وهو كقوله: {وليحملنّ أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم} يحملون آثام أنفسهم ومثل آثام الّذين دعوهم إلى الضّلالة فاتّبعوهم عليها إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص من أوزار الّذين اتّبعوهم شيءٌ.
- أبو الأشهب، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((أيّما داعٍ دعا إلى هدًى فاتّبع فله مثل أجر من اتّبعه ولا ينقص ذلك من أجورهم، وأيّما داعٍ دعا إلى ضلالةٍ فاتّبع فعليه مثل وزر من اتّبعه لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئًا)) ). [تفسير القرآن العظيم: 1/59]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أوزارهم}: الأوزار هي الآثام، واحدها وزرٌ). [مجاز القرآن: 1/358]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الّذين يضلّونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون}
هؤلاء كانوا يصدون من أراد اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا سئلوا عما أتى به - قالوا الذي جاء أساطير الأولين، فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أنهم يحملون بذلك آثام الذين كفروا بقولهم.. ولا ينقص ذلك من إثم التابع.
وقوله: {ألا ساء ما يزرون}.
" ما " في موضع رفع، كما ترفع بنعم وبئس، المعنى ساء الشيء وزرهم، هذا كما تقول: بئس الشيء). [معاني القرآن: 3/195-194]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة} الوزر في اللغة الحمل الثقيل وقيل للإثم وزر على التمثيل).[معاني القرآن: 4/62]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم}
قال مجاهد يحملون إثم من أضلوه ولا ينقص من إثم المضل شيء). [معاني القرآن: 4/63-62]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قد مكر الّذين من قبلهم فأتى اللّه بنيانهم من القواعد}، يعني: الّذين أهلك بالرّجفة من الأمم السّالفة، رجفت بهم الأرض.
{فخرّ عليهم السّقف من فوقهم} تناقضت سقوف منازلهم عليهم.
{وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون} سعيدٌ عن قتادة، قال: أتاها أمر اللّه من أصلها، {فخرّ عليهم السّقف من فوقهم} والسّقف: أعالي البيوت، فانكفأت بهم بيوتهم.
عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: يعني مكر نمرود.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: مكر نمرود بن كنعان الّذي حاجّ إبراهيم في ربّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/59]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فأتى الله بنيانهم من القواعد} مجازه مجاز المثل والتشبيه والقواعد الأساس. إذا استأصلوا شيئاً قالوا هذا الكلام،
وهو مثل؛ القواعد واحدتها قاعدة، والقاعد من النساء التي لا تحيض). [مجاز القرآن: 1/359]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة مجاهد "فخر عليهم السقف" بالإشباع والضم.
وسائر القراء {السقف}؛ بالفتح.
يجوز أن يكون السقف جمع سقف، مثل قولهم: رهن ورهن، ولحد ولحد، وسهم خشن، وأسهم خشن، وفرس ورد، وخيل ورد، وجون وجون؛ وقالوا: أسد وأسد ونمر ونمر.
ويجوز أن يكون: جمع سقيفة وسقف كقولهم: صحيفة وصحف، ومدينة ومدن.
ويجوز أن يكون أراد الواحد فضمه، فتكون لغة كالكره والكره). [معاني القرآن لقطرب: 806]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {القواعد}: الأساس). [غريب القرآن وتفسيره: 206]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأتى اللّه بنيانهم من القواعد} أي من الأساس. وهذا مثل.
أي أهلكهم كما أهلك من هدم مسكنه من أسفله فخرّ عليه). [تفسير غريب القرآن: 242]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قد مكر الّذين من قبلهم فأتى اللّه بنيانهم من القواعد فخرّ عليهم السّقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون}
أي من أساطين البناء التي تعمده.
{فخرّ عليهم السّقف من فوقهم}.
يروى أن ذلك في قصة نمرود بن كنعان، بنى صرحا يمكر به فخر سقفه عليه وعلى أصحابه، وقال بعضهم: هذا مثل، جعلت أعمالهم التي عملوها بمنزلة الباني بناء يسقط عليه فمضرة عملهم عليهم كمضرّة الباني إذا سقط عليه بناؤه). [معاني القرآن: 3/195]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف} من فوقهم،
وقرأ الأعرج السقف قال مجاهد يعني بهذا نمرود بن كنعان الذي حاج إبراهيم في ربه ويروي أنه بنى بنيانا عظيما فخر وقد قيل هذا تمثيل أي أهلكهم الله فكانوا بمنزلة من سقط عليه بنيانه وهلك وقيل أحبط الله أعمالهم فكانوا بمنزلة من سقط عليه بنيانه والفائدة في قوله تعالى: {من فوقهم} أنه قد يقال سقط على منزل كذا إذا كان يملكه وإن لم يكن وقع عليه).[معاني القرآن: 4/64-63]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فخر عليهم السقف من فوقهم} قال: وَكَّدَ-ليس بسماع - ليعلمك أنهم كانوا حالين تحته،
والعرب تقول: خر علينا سقف، ووقع علينا حائط، فجاء بقوله: من فوقهم، ليخرج هذا الشك، الذي في كلام العرب، فقال فخر عليهم السقف من فوقهم، أي عليهم وقع، وكانوا تحته فهلكوا، وما افلتوا). [ياقوتة الصراط: 294-293]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {من القواعد} أي من الأساس. وقيل: هذا مثل في إهلاكهم كما أهلك من تهدم مسكنه من أسفل، فخر عليه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 130]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {القَوَاعِدَ}: الأساس). [العمدة في غريب القرآن: 177]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ يوم القيامة يخزيهم} في النّار بعد عذاب الدّنيا.
{ويقول أين شركائي} ، أي: الّذين زعمتم أنّهم شركائي.
{الّذين كنتم تشاقّون فيهم} تفارقون فيهم، يعني: المحاربة والعداوة.
عادوا اللّه في الأوثان فعبدوها من دونه.
وقال السّدّيّ: {تشاقّون فيهم} ، يعني: تحاجّون فيهم.
{قال الّذين أوتوا العلم} وهم المؤمنون.
{إنّ الخزي اليوم} ، يعني: إنّ الهوان اليوم.
{والسّوء} ، يعني: العذاب.
وهو تفسير السّدّيّ.
{على الكافرين} وهذا الكلام يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 1/60]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أين شركائي الّذين كنتم تشاقّون فيهم} أي تحاربون فيهم). [مجاز القرآن: 1/359]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة نافع {أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم} بكسر النون، وقد سرنا ما فيه). [معاني القرآن لقطرب: 806]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تشاقون فيهم}: تحاربون). [غريب القرآن وتفسيره: 206]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثمّ يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الّذين كنتم تشاقّون فيهم قال الّذين أوتوا العلم إنّ الخزي اليوم والسّوء على الكافرين}
و {تشاقّون فيهم} بكسر النون، وقد فسرنا مثل هذا، وإنّما... شركائي
حكاية لقولهم، واللّه - جل ثناؤه - لا شريك له.
المعنى أين الذين في دعواكم أنهم شركائي). [معاني القرآن: 3/195]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم} المعنى أين الذين كنتم تدعون أنهم شركائي أي أين شركائي على قولكم
والله جل وعز لا شريك له). [معاني القرآن: 4/64]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تُشَاقُّونَ}: تحاربون). [العمدة في غريب القرآن: 177]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {الّذين تتوفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} قال بعضهم: توفّاهم عند الموت.
وقال الحسن: هي وفاةٌ إلى النّار، حشرٌ إلى النّار.
{فألقوا السّلم} تفسير قتادة: استسلموا.
وتفسير الحسن: فأعطوا الإسلام، أسلموا فلم يقبل ذلك منهم.
وقال: إنّ في القيامة مواطن، فمنها موطنٌ يقرّون فيه بأعمالهم الخبيثة وهو قوله: {وشهدوا على أنفسهم أنّهم كانوا كافرين}،
ومنها موطنٌ يجحدون فيه فقالوا: {ما كنّا نعمل من سوءٍ}.
فقيل لهم: {بلى إنّ اللّه عليمٌ بما كنتم تعملون} في الدّنيا أنّكم مشركون.
وقالوا: {واللّه ربّنا ما كنّا مشركين}.
قال: {انظر كيف كذبوا على أنفسهم} فادّعوا أنّهم لم يكونوا مشركين، {وضلّ عنهم ما كانوا يفترون} من عبادتهم الأوثان، فلم تغن عنهم شيئًا.
وإنّ آخرها موطنًا أن يختم على أفواههم وتكلّم أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون، يعملون.
وقال السّدّيّ في قوله: {ما كنّا نعمل من سوءٍ}، يعني: من شركٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/61-60]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فألقوا السّلم} أي صالحوا وسالموا والسلم والسلم والسلام واحد). [مجاز القرآن: 1/359]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فألقوا السلم}: الاستسلام). [غريب القرآن وتفسيره: 206]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فألقوا السّلم} أي انقادوا واستسلموا والسلّم: الاستسلام). [تفسير غريب القرآن: 243]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {الّذين تتوفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السّلم ما كنّا نعمل من سوء بلى إنّ اللّه عليم بما كنتم تعملون}
{فألقوا السّلم ما كنّا نعمل من سوء} أي ألقوا الاستسلام، وذكر السّلم، والسّلم الصّلح، - لذكره المشاقة.
وبإزاء المشاقة والمعاداة الصلح.
{ما كنّا نعمل من سوء} أي قالوا: ما كنا نعمل من سوء). [معاني القرآن: 3/196-195]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فألقوا السلم} أي الاستسلام أي أذعنوا واستسلموا). [معاني القرآن: 4/64]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {السَّلَمَ}: الاستسلام). [العمدة في غريب القرآن: 177]

تفسير قوله تعالى: {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فادخلوا أبواب جهنّم} .
قد فسّرناها قبل هذا الموضع.
{خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبّرين} عن عبادة اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/61]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 جمادى الأولى 1434هـ/1-04-2013م, 10:02 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب إجرائهم ذا وحده بمنزلة الذي
وليس يكون كالذي إلا مع ما ومن في الاستفهام فيكون ذا بمنزلة الذي ويكون ما حرف الاستفهام وإجرائهم إياه مع ما بمنزلة اسم واحد
أما إجراؤهم ذا بمنزلة الذي فهو قولك ماذا رأيت فيقول متاع حسن وقال الشاعر لبيد بن ربيعة:
ألا تسألان المرء ماذا يحاول = أنحبٌ فيقضى أم ضلالٌ وباطل
وأما إجراؤهم إياه مع ما بمنزلة اسم واحد فهو قولك ماذا رأيت فتقول خيرا كأنك قلت ما رأيت؟
ومثل ذلك قولهم ماذا ترى فتقول خيرا. وقال جل ثناؤه: {ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا}. فلو كان ذا لغوا لما قالت العرب عماذا تسأل
ولقالوا عم ذا تسأل [كأنهم قالوا عم تسأل] ولكنهم جعلوا ما وذا اسما واحدا كما جعلوا ما وإن حرفا واحدا حين قالوا إنما. ومثل ذلك كأنما وحينما في الجزاء. ولو كان ذا بمنزلة الذي في ذا الموضع ألبتة لكان الوجه في ماذا رأيت إذا أجاب أن يقول خير. وقال الشاعر وسمعنا بعض العرب يقوله:
دعى ماذا علمت سأتّقيه = ولكن بالمغيّب نبّئيني
فالذي لا يجوز في هذا الموضع وما لا يحسن أن تلغيها.
وقد يجوز أن يقول الرجل ماذا رأيت فيقول خير إذا جعل ما وذا اسما واحدا كأنه قال ما رأيت خير ولم يجبه على ما رأيت.
ومثل ذلك قولهم في جواب كيف أصبحت فيقول صالح وفي من رأيت فيقول زيد كأنه قال أنا صالح ومن رأيت زيد. والنصب في هذا الوجه لأنه الجواب على كلام المخاطب وهو أقرب إلى أن
تأخذ به. وقال عز وجل: {ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين}. وقد يجوز أن تقول إذا قلت من الذي رأيت زيدا لأن هاهنا معنى فعل فيجوز النصب هاهنا كما جاز الرفع في الأول). [الكتاب: 2/416-419] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} قال: هذا استئنافٌ، وكأنهم قالوا لم ينزل شيئًا، هذه أساطير الأولين. ويجوز في مثل هذا الاستئناف والنصب جميعًا، مثل قوله: {قَالُوا خَيْرًا} ). [مجالس ثعلب: 592]

تفسير قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) }

تفسير قوله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26) }

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27) }

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) }

تفسير قوله تعالى: {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 10:25 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 10:26 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 10:32 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم} الآية. الضمير في "لهم" لكفار مكة، ويقال: إن سبب الآية كان أن النضر بن الحارث سافر عن مكة إلى الحيرة وغيرها، فجاء إلى مكة وكان قد اتخذ كتب التاريخ "كليلة ودمنة"، وأخبار إسفنديار ورستم"، فكان يقول: إنما يحدث محمد بأساطير الأولين، وحديثي أجمل من حديثه. وقوله: "ماذا" يجوز أن تكون (ما) استفهاما و"ذا" بمعنى: الذي، وفي "أنزل" ضمير عائد، ويجوز أن يكون "ما" و"ذا" اسما واحدا مركبا، كأنه قال: أي شيء؟ وقولهم: "أساطير
[المحرر الوجيز: 5/343]
الأولين" ليس بجواب على السؤال الأول، لأنهم لم يريدوا أنه نزل شيء، ولا أن تم منزلا، ولكنهم ابتدءوا الخبر بأن هذه أساطير الأولين، وإنما الجواب عن السؤال قول المؤمنين في الآية المستقبلة: خيرا، وقولهم: "أساطير الأولين" إنما هو جواب بالمعنى. فأما على السؤال وبحسبه فلا). [المحرر الوجيز: 5/344]

تفسير قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واللام في قوله: "ليحملوا" يحتمل أن تكون لام العاقبة، لأنهم لم يقصدوا بقولهم: "أساطير الأولين" أن يحملوا الأوزار، ويحتمل أن تكون صريح لام كي على معنى: قدر هذا، ويحتمل أن تكون لام الأمر على معنى الحتم عليهم بذلك والصغار الموجب لهم. و"الأوزار: الأثقال، وقوله: "ومن" للتبعيض، وذلك أن هذا الرأس المضل يحمل وزر نفسه كاملا، ويحمل وزرا من أوزار كل مضل بسببه، ولا تنقص أوزار أولئك. وقوله: {بغير علم} يجوز أن يريد بها المضل، أي: أضل بغير برهان قام عنده، ويجوز أن يريد: بغير علم من المقلدين الذين يضلونهم. ثم استفتح الله تعالى الإخبار عن سوء ما يتحملونه للآخرة، وأسند الطبري وغيره في معنى هذه الآية حديثا نصه: "أيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع فإن عليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيء، وأيما داع دعا إلى الهدى فاتبع فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء"، و"ساء" فعل مسند إلى "ما"، ولا يحتاج في ذلك هنا إلى صلة). [المحرر الوجيز: 5/344]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين}
قال ابن عباس رضي الله عنهما- وغيره من المفسرين: الإشارة بـ الذين من
[المحرر الوجيز: 5/344]
قبلهم إلى نمروذ الذي بنى الصرح ليصعد فيه إلى السماء على زعمه، فلما أفرط في غلوه وطوله في السماء فرسخين على ما حكى النقاش بعث الله عليه ريحا فهدمه، وخر سقفه عليه وعلى أتباعه، وقيل: إن جبريل عليه السلام هدمه بجناحه، وألقى أعلاه في البحر، وانجعف من أسلفه. وقالت فرقة أخرى: المراد بـ " الذين من قبلهم " جميع من كفر من الأمم المتقدمة ومكر، ونزلت به عقوبة من الله تعالى، وقوله -على هذا-: {فأتى الله بنيانهم من القواعد} إلى آخر الآية تمثيل وتشبيه، أي: حالهم كحال من فعل به هذا. وقالت فرقة: المراد بقوله: {فخر عليهم السقف من فوقهم} أي: جاءهم العذاب من قبل السماء.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا ينحو إلى اللغز.
ومعنى قوله: {من فوقهم} رفع الاحتمال في قوله: {فخر عليهم السقف}، فإنك تقول: "انهدم على فلان بناؤه" وهو ليس تحته، كما تقول: "انفسد عليه متاعه". وقوله: "من فوقهم" ألزم أنهم كانوا تحته.
وقوله: "فأتى" أي: فأتى أمر الله وسلطانه، وقرأ الجمهور: "بنيانهم"، وقرأت فرقة "بنيتهم"، وقرأ جعفر بن محمد: "بنيتهم"، وقرأ الضحاك: "بيوتهم". وقرأ الجمهور: "السقف" بسكون القاف، وقرأت فرقة بضمها، وهي لغة فيه، وقرأ الأعرج بضم السين والقاف، وقرأ مجاهد بضم السين وسكون القاف). [المحرر الوجيز: 5/345]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {ثم يوم القيامة} الآية، ذكر الله تعالى في هذه الآية المتقدمة حال هؤلاء الماكرين في الدنيا، ذكر في هذه حالهم في الآخرة، وقوله: "يخزيهم" لفظ يعم جميع المكاره التي تنزل بهم، وذلك راجع إلى إدخالهم النار، وهذا نظير قوله تعالى: {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته}. وقوله: {أين شركائي} توبيخ لهم، وأضافهم إلى نفسه في مخاطبة الكفار، أي: على زعمكم ودعواكم، قال أبو علي: وهذا كما قال
[المحرر الوجيز: 5/345]
تعالى حكاية: {ذق إنك أنت العزيز الكريم}، وكما قال تعالى: {يا أيه الساحر ادع لنا ربك}.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والإضافات تترتب معقولة وملفوظا بها بأرق سبب، وهذا كثير في كلامهم، ومنه قول الشاعر:
إذا قلت قدني قال بالله حلفة ... لتغني عني ذا إنائك أجمعا
فأضاف الإناء إلى حاسيه. وقرأ البزي عن ابن كثير: "شركاي" بقصر الشركاء وفتح الياء، وقرأ الجمهور بالمد وفتح الياء بعد الهمزة، وقرأت فرقة بالمد وياء ساكنة.
وقوله: "تشاقون" معناه: تحاربون وتحاجون، أي: تكون في شق والحق في شق، وقرأ الجمهور: "تشاقون" بفتح النون، وقرأ نافع وحده بكسرها، ورويت عن الحسن بخلاف، وضعف هذه القراءة أبو حاتم، وقد تقدم القول في مثله في "الحجر" في "تبشرون"، وقرأت فرقة: "تشاقوني" بشد النون وكسرها وياء بعدها. والذين أوتوا العلم هم الملائكة فيما قال بعض المفسرين، وقال يحيى بن سلام: "هم المؤمنون، وهذا الخطاب منهم يوم القيامة".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والصواب أن يعم جميع من آتاه الله علم ذلك من جميع من حضر الموقف من ملك وإنسي وغير ذلك، وباقي الآية بين). [المحرر الوجيز: 5/346]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين}
"الذين" نعت لـ "الكافرين" في قول أكثر المتأولين، ويحتمل أن يكون "الذين" مرتفعا بالابتداء منقطعا مما قبله، وخبره في قوله: {فألقوا السلم} فزيدت الفاء في الخبر، وقد يجيء مثل هذا. و"الملائكة" يريد القابضين لأرواحهم، وقوله: {ظالمي أنفسهم} حال–. و"السلم" هنا: الاستسلام، أي: رموا بأيديهم وقالوا: "ما كنا نعمل من سوء" فحذف "قالوا" لدلالة الظاهر عليه، قال الحسن: هي مواطن، فمرة يقرون على أنفسهم، كما قال: وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين، ومرة يجحدون كهذه الآية، ويحتمل قولهم: {ما كنا نعمل من سوء} وجهين: أحدهما أنهم كذبوا وقصدوا الكذب اعتصاما منهم به، على نحو قولهم: {والله ربنا ما كنا مشركين}، والآخر أنهم أخبروا عن أنفسهم أنهم لم يكونوا يعملون سوءا، فأخبروا عن ظنهم بأنفسهم، وهو كذب في نفسه، وحسن الرد عليهم في الوجهين جميعا بـ "بلى"، أي يقال لهم: بلى، وقوله: {إن الله عليم بما كنتم تعملون} وعيد وتهديد، وظاهر الآية أنها عامة في جميع الكفار. وإلقاؤهم السلم ضد مشاقتهم قبل، وقال عكرمة: نزلت في قوم من أهل مكة آمنوا بقلوبهم ولم يهاجروا، فأخرجهم كفار مكة مكرهين إلى بدر فقتلوا هنالك، فنزلت فيهم هذه الآية.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وإنما اشتبهت عليه بالآية الأخرى التي نزلت في أولئك باتفاق من العلماء، وعلى هذا القول يحسن قطع "الذين" ورفعه بالابتداء، فتأمله. والقانون أن "بلى" تجيء بعد النفي، و"نعم" تجيء بعد الإيجاب، وقد تجيء بعد التقرير، كقولك: أليس كذا؟
[المحرر الوجيز: 5/347]
ونحوه، ولا تجيء بعد نفي سوى التقرير: وقرأ الجمهور "تتوفاهم" بالتاء من فوق، وقرأ حمزة بالياء، وهي قراءة الأعمش، قال أبو زيد: أدغم أبو عمرو: "السلم ما"). [المحرر الوجيز: 5/348]

تفسير قوله تعالى: {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "فادخلوا" من كلام الذي يقول: "بلى"، و"أبواب جهنم" مفضية إلى طباقها التي هي بعض على بعض، والأبواب كذلك باب على باب، و"خالدين" حال، واللام في قوله: "فلبئس" لام التأكيد.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وذكر سيبويه، وهو إجماع من النحويين فيما علمت أن لام التأكيد لا تدخل على الفعل الماضي وإنما تدخل عليه لام القسم، ولكن دخلت على "بئس" لما لم تتصرف أشبهت الأسماء وبعدت عن حال الفعل في هذا، وهي بعيدة أيضا عن حال الفعل من جهة أنها لا تدخل على زمان. و"المثوى": موضع الإقامة، ونعم وبئس إنما يدخلان على معرف بالألف واللام، أو مضاف إلى معرف بذلك، و"المثوى" هنا محذوف تقديره: ولبئس المثوى مثوى المتكبرين، والمتكبر هنا هو الذي أفضى به كبره إلى الكفر). [المحرر الوجيز: 5/348]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 07:34 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 07:37 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربّكم قالوا أساطير الأوّلين (24) ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة ومن أوزار الّذين يضلّونهم بغير علمٍ ألا ساء ما يزرون (25)}
يقول تعالى: وإذا قيل لهؤلاء المكذّبين: {ماذا أنزل ربّكم قالوا} معرضين عن الجواب: {أساطير الأوّلين} أي: لم ينزل شيئًا، إنّما هذا الّذي يتلى علينا أساطير الأوّلين، أي: مأخوذٌ من كتب المتقدّمين، كما قال تعالى: {وقالوا أساطير الأوّلين اكتتبها فهي تملى عليه بكرةً وأصيلا} [الفرقان: 5] أي: يفترون على الرّسول، ويقولون [فيه] أقوالًا مختلفةً متضادّةً، كلّها باطلةٌ كما قال تعالى: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا فلا يستطيعون سبيلا} [الفرقان: 9]، وذلك أنّ كلّ من خرج عن الحقّ فمهما قال أخطأ، وكانوا يقولون: ساحرٌ، وشاعرٌ، وكاهنٌ، ومجنونٌ. ثمّ استقرّ أمرهم إلى ما اختلقه لهم شيخهم الوحيد المسمّى بالوليد بن المغيرة المخزوميّ، لـمّا {فكّر وقدّر فقتل كيف قدّر ثمّ قتل كيف قدّر ثمّ نظر ثمّ عبس وبسر ثمّ أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحرٌ يؤثر} [المدّثّر: 18 -24] أي: ينقل ويحكى، فتفرّقوا عن قوله ورأيه، قبّحهم اللّه.
قال اللّه تعالى: {ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة ومن أوزار الّذين يضلّونهم بغير علمٍ} أي: إنّما قدّرنا عليهم أن يقولوا ذلك فيتحمّلوا أوزارهم ومن أوزار الّذين يتبعونهم ويوافقونهم، أي: يصير عليهم خطيئة ضلالهم في أنفسهم، وخطيئة إغوائهم لغيرهم واقتداء أولئك بهم، كما جاء في الحديث: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتّبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالةٍ كان عليه من الإثم مثل آثام من اتّبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا".
وقال [اللّه] تعالى: {وليحملنّ أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألنّ يوم القيامة عمّا كانوا يفترون} [العنكبوت: 13].
وهكذا روى العوفيّ عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة ومن أوزار الّذين يضلّونهم بغير علمٍ} إنّها كقوله: {وليحملنّ أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم} [العنكبوت: 13].
وقال مجاهدٌ: يحملون أثقالهم: ذنوبهم وذنوب من أطاعهم، ولا يخفّف عمّن أطاعهم من العذاب شيئًا). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 565-566]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قد مكر الّذين من قبلهم فأتى اللّه بنيانهم من القواعد فخرّ عليهم السّقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون (26) ثمّ يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الّذين كنتم تشاقّون فيهم قال الّذين أوتوا العلم إنّ الخزي اليوم والسّوء على الكافرين (27)}
قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {قد مكر الّذين من قبلهم} قال: هو نمرود الّذي بنى الصّرح.
قال ابن أبي حاتمٍ: وروي عن مجاهدٍ نحوه.
وقال عبد الرّزّاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم: أول جبّارٍ كان في الأرض نمرود، فبعث اللّه عليه بعوضة، فدخلت في منخره، فمكث أربعمائة سنةٍ يضرب رأسه بالمطارق، وأرحم النّاس به من جمع يديه فضرب بهما رأسه، وكان جبّارًا أربعمائة سنةٍ، فعذّبه اللّه أربعمائة سنةٍ كملكه، ثمّ أماته اللّه. وهو الّذي كان بنى صرحًا إلى السّماء، وهو الّذي قال اللّه: {فأتى اللّه بنيانهم من القواعد}
وقال آخرون: بل هو بختنصّر. وذكروا من المكر الّذي حكى اللّه هاهنا، كما قال في سورة إبراهيم: {وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال} [إبراهيم: 46].
وقال آخرون: هذا من باب المثل، لإبطال ما صنعه هؤلاء الّذين كفروا باللّه وأشركوا في عبادته غيره، كما قال نوحٌ، عليه السّلام: {ومكروا مكرًا كبّارًا} [نوحٍ: 22] أي: احتالوا في إضلال النّاس بكلّ حيلةٍ وأمالوهم إلى شركهم بكلّ وسيلةٍ، كما يقول لهم أتباعهم يوم القيامة: {بل مكر اللّيل والنّهار إذ تأمروننا أن نكفر باللّه ونجعل له أندادًا} [الآية] [سبأٍ: 33].
وقوله: {فأتى اللّه بنيانهم من القواعد} أي: اجتثّه من أصله، وأبطل عملهم، وأصلها كما قال تعالى: {كلّما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها اللّه} [المائدة: 64].
وقوله: {فأتاهم اللّه من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرّعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار} [الحشر: 2].
وقال هاهنا: {فأتى اللّه بنيانهم من القواعد فخرّ عليهم السّقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ثمّ يوم القيامة يخزيهم}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 566]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ يوم القيامة يخزيهم} أي: يظهر فضائحهم، وما كانت تجنّه ضمائرهم، فيجعله علانيةً، كما قال تعالى: {يوم تبلى السّرائر} [الطّارق: 9] أي: تظهر وتشتهر، كما في الصّحيحين عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ينصب لكلّ غادرٍ لواءٌ يوم القيامة عند استه بقدر غدرته، فيقال: هذه غدرة فلان بن فلانٍ".
وهكذا هؤلاء، يظهر للنّاس ما كانوا يسرّونه من المكر، ويخزيهم اللّه على رءوس الخلائق، ويقول لهم الرّبّ تبارك وتعالى مقرّعًا لهم وموبّخًا: {أين شركائي الّذين كنتم تشاقّون فيهم} تحاربون وتعادون في سبيلهم، [أي]: أين هم عن نصركم وخلاصكم هاهنا؟ {هل ينصرونكم أو ينتصرون} [الشّعراء: 93]، {فما له من قوّةٍ ولا ناصرٍ} [الطّارق: 10]. فإذا توجّهت عليهم الحجّة، وقامت عليهم الدّلالة، وحقّت عليهم الكلمة، وأسكتوا عن الاعتذار حين لا فرار {قال الّذين أوتوا العلم} -وهم السّادة في الدّنيا والآخرة، والمخبرون عن الحقّ في الدّنيا والآخرة، فيقولون حينئذٍ: {إنّ الخزي اليوم والسّوء على الكافرين} أي: الفضيحة والعذاب اليوم [محيطٌ] بمن كفر باللّه، وأشرك به ما لا يضرّه ولا ينفعه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 566-567]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({الّذين تتوفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السّلم ما كنّا نعمل من سوءٍ بلى إنّ اللّه عليمٌ بما كنتم تعملون (28) فادخلوا أبواب جهنّم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبّرين (29)}
يخبر تعالى عن حال المشركين الظّالمي أنفسهم عند احتضارهم ومجيء الملائكة إليهم لقبض أرواحهم: {فألقوا السّلم} أي: أظهروا السّمع والطّاعة والانقياد قائلين: {ما كنّا نعمل من سوءٍ} كما يقولون يوم المعاد: {واللّه ربّنا ما كنّا مشركين} [الأنعام: 23] {يوم يبعثهم اللّه جميعًا فيحلفون له كما يحلفون لكم} [المجادلة: 18].
قال اللّه مكذّبًا لهم في قيلهم ذلك: {بلى إنّ اللّه عليمٌ بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنّم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبّرين}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 567]


تفسير قوله تعالى: {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فادخلوا أبواب جهنّم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبّرين} أي: بئس المقيل والمقام والمكان من دار هوانٍ، لمن كان متكبّرًا عن آيات اللّه واتّباع رسله.
وهم يدخلون جهنّم من يوم مماتهم بأرواحهم، ويأتي أجسادهم في قبورها من حرّها وسمومها، فإذا كان يوم القيامة سلكت أرواحهم في أجسادهم، وخلدت في نار جهنّم، {لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفّف عنهم من عذابها} [فاطرٍ: 36]، كما قال اللّه تعالى: {النّار يعرضون عليها غدوًّا وعشيًّا ويوم تقوم السّاعة أدخلوا آل فرعون أشدّ العذاب} [غافرٍ: 46]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 567]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة