العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 شعبان 1431هـ/18-07-2010م, 03:10 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة الحجر

التفسير اللغوي لسورة الحجر

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 محرم 1432هـ/15-12-2010م, 05:28 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 18]

{الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13) وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)}

تفسير قوله تعالى: {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1)}

تفسير قوله تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عزّ وجلّ: {رّبما يودّ الّذين كفروا لو كانوا مسلمين...}
يقال: كيف دخلت (رب) على فعل لم يكن؛ لأن مودّة الذين كفروا إنما تكون في الآخرة؟ فيقال: إن القرآن نزل وعده ووعيده وما كان فيه، حقّا فإنه عيان، فجرى الكلام فيما لم يكن منه كمجراه في الكائن. ألا ترى قوله عز وجل: {ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربّهم} وقوله: {ولو ترى إذ فزعوا} كأنه ماض وهو منتظر لصدقه في المعنى، وأن القائل يقول إذا نهى أو أمر فعصاه المأمور: أما والله لربّ ندامة لك تذكر قولي فيها، لعلمه أنه سيندم ويقول: فقول الله عز وجل أصدق من قول المخلوقين). [معاني القرآن: 2/82]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {رّبما يودّ الّذين كفروا لو كانوا مسلمين}
قال: {رّبما يودّ الّذين كفروا} وأدخل مع "ربّ" (ما) ليتكلم بالفعل بعدها. وإن شئت جعلت (ما) بمنزلة "شيءٍ" فكأنك قلت: "وربّ شيءٍ يودّ" أي: "ربّ ودٍّ يودّه الذين كفروا"). [معاني القرآن: 2/61]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {ربما يودّ الّذين كفروا لو كانوا مسلمين}
قرئت (ربّما) يود بتشديد الباء وتخفيفها، والعرب تقول: ربّ رجل جاءني، ويخففون فيقولون رب رجل،
قال الحادرة:

فسميّ ما يدريك أن رب فتية= باكرت لذّتهم بأدكن مترع
يريد سميّة، فرخّم.
ويسكنون في التخفيف فيقولون: رب رجل قد جاءني.
وأنشدوا بيت الهذلي:
أزهير إن يشب القذال فإنّني= رب هيضل لجب لففت بهيضل
ويقولون ربتّا رجل، وربّت رجل، ويقولون ربّ رجل، فيفتحون الراء وربما رجل جاءني - بفتح الراء، وربّتما رجل فيفتحون.
حكى ذلك قطرب.
فأما تفسير الآية ففيه غير قول، قيل إنه إذا كان يوم القيامة وعاين الكافر القيامة ودّ لو كان مسلما، وقيل إنه إذا عاين الموت ودّ لو أنه مسلم.
وقيل إذا كان يوم القيامة أخرج المسلمون من النار فودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين.
وقيل يعيّر أهل النار الكفرة المسلمين قائلين: ما نفعكم إيمانكم، فيغضب اللّه عزّ وجلّ لذلك، فيخرجهم من النّار فيود الذين كفروا لو كانوا مسلمين.
والذي أراه - واللّه أعلم - أن الكافر كلما رأى حالا من أحوال العذاب ورأى حالا عليها أحوال المسلم ودّ لو كان مسلما.
فهذه الأحوال كلها تحتملها الآية.
فإن قال قائل: فلم كانت، (ربّ) ههنا، وربّ للتقليل؟
فالجواب في هذا أن العرب خوطبت بما تعقله في التهدّد، والرجل يتهدّد الرجل فيقول له: لعلك ستندم على فعلك، وهو لا يشك في أنه يندم، وتقول له: ربما ندم الإنسان من مثل ما صنعت، وهو يعلم أن الإنسان يندم كثيرا، ولكن مجازه أن هذا أو كان مما يودّ في حال واحدة من أحوال العذاب، أو كان الإنسان يخاف أن يندم على الشيء لوجب عليه اجتنابه.
والدليل على أنه على معنى التهدّد). [معاني القرآن: 3/173-171]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( من ذلك قوله جل وعز: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}
روى سفيان عن خصيف عن مجاهد عن حماد عن إبراهيم قال يدخل قوم من الموحدين النار فيقول لهم المشركون ما أغنى عنكم إسلامكم وإيمانكم وأنتم معنا في النار فيخرجهم الله جل وعز منها فعند ذلك يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال ذلك يوم القيامة
وروى عن ابن عباس قال يقول المشركون لمن أدخل النار من الموحدين ما نفعكم ما كنتم فيه وأنتم في النار فيغضب الله
جل وعز لهم فيخرجون إلى نهر يقال له نهر الحياة فينبتون فيه ثم تبقى على وجوههم علامة يعرفون بها يقال هؤلاء الجهنميون فيسألون الله جل وعز أن يزيل ذلك عنهم فيزيله عنهم ويدخلهم الجنة فيتمنى المشركون أن لو كانوا مسلمين
وقيل إذا عاين المشركون تمنوا الإسلام
فأما معنى رب ههنا فإنما هي في كلام العرب للتقليل وأن فيها معنى التهديد وهذا تستعمله العرب كثيرا لمن تتوعده وتتخدده يقول الرجل للآخر ربما ندمت على ما تفعل ويشكون في تندمه ولا يقصدون تقليله بل حقيقة المعنى أنه
يقول لو كان هذا مما يقل أو يكون مرة واحدة لكان ينبغي أن لا تفعله
وأما قول من قال أن رب تقع للتكثير فلا يعرف في كلام العرب
وقيل إن هذا إنما يكون يوم القيامة إذا أفاقوا من الأهوال التي هم فيها فإنما يكون في بعض المواطن
والقول الأول أصحها
والدليل على أنه وعيد وتهدد قوله بعد: {ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون} ). [معاني القرآن: 4/9-7]

تفسير قوله تعالى: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {ذرهم يأكلوا ويتمتّعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون}
وجائز أن يكون - واللّه أعلم - أن أهوال يوم القيامة تسكرهم وتشغلهم عن التمني، فإذا أفاقوا من سكرة من سكرات العذاب ودوا لو كانوا مسلمين.
فأمّا من قال إن ربّ يعني بها الكثير فهذا ضدّ ما يعرفه أهل اللغة، لأن الحروف التي جاءت لمعنى تكون على ما وضعت العرب. فربّ موضوعة للتقليل، وكم موضوعة للتكثير، وإنما خوطبوا بما يعقلون ويستفيدون.
وإنما زيدت ما مع ربّ ليليها الفعل، تقول ربّ رجل جاءني وربما جاءني رجل). [معاني القرآن: 3/173]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما أهلكنا من قريةٍ إلاّ ولها كتابٌ مّعلومٌ...}
لو لم يكن فيه الواو كان صوابا كما قال في موضع آخر: {وما أهلكنا من قريةٍ إلاّ لها منذرون} وهو كما تقول في الكلام: ما رأيت أحداً إلاّ وعليه ثياب وإن شئت: إلاّ عليه ثياب. وكذلك كل اسم نكرة جاء خبره بعد إلاّ، والكلام في النكرة تامّ فافعل ذلك بصلتها بعد إلاّ. فإن كان الذي وقع على النكرة ناقصاً فلا يكون إلاّ بطرح الواو. ومن ذلك، ما أظن درهماً إلاّ كافيك ولا يجوز إلا وهو كافيك، لأن الظنّ يحتاج إلى شيئين، فلا تعترض بالواو فيصير الظنّ كالمكتفى من الأفعال باسم واحدٍ. وكذلك أخوات ظننت وكان وأشباهها وإنّ وأخواتها (وإنّ) إذا جاء الفعل بعد (إلاّ) لم يكن فيه الواو. فخطأ أن تقول: إن رجلاً وهو قائم، أو أظنّ رجلا وهو قائم، أو ما كان رجل إلاّ وهو قائم.
ويجوز في ليس خاصة أن تقول: ليس أحد إلاّ وهو هكذا، لأن الكلام قد يتوهّم تمامه بليس وبحرفٍ نكرة ألا ترى أنك تقول: ليس أحد، وما من أحدٍ فجاز ذلك فيها ولم يجز في أظنّ، ألا ترى أنك لا تقول ما أظنّ أحداً.
وقال الشاعر:
إذا ما ستور البيت أرخين لم يكن =سراج لنا إلاّ ووجهك أنور
فلو قيل: إلاّ وجهك أنور كان صواباً.
وقال آخر:
وما مسّ كفّى من يد طاب ريحها = من الناس إلاّ ريح كفّيك أطيب
فجاء بالواو وبغير الواو. ومثله قوله: {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنّهم ليأكلون الطّعام} فهذا الموضع لو كان فيه الواو صلح ذلك.
وإذا أدخلت في (كان) جحداً صلح ما بعد (إلاّ) فيها بالواو وبغير الواو. وإذا أدخلت الاستفهام وأنت تنوي به الجحد صلح فيها بعد (إلاّ) الواو وطرح الواو.
كقولك: وهل كان أحد إلاّ وله حرص على الدنيا، وإلاّ له حرص على الدنيا.
فأمّا أصبح وأمسى ورأيت فإنّ الواو فيهنّ أسهل، لأنهن توامّ (يعني تامّات) في حال، وكان وليس وأظن بنين على النقص. ويجوز أن تقول: ليس أحد
إلاّ وله معاش: وإن ألقيت الواو فصواب، لأنك تقول: ليس أحد فتقف فيكون كلاماً. وكذلك لا في التبرئة وغيرها. تقول: لا رجل ولا من رجل يجوز فيما يعود بذكره بعد إلاّ الواو وغير الواو في التمام ولا يجوز ذلك في أظنّ من قبل أن الظنّ خلقته الإلغاء: ألا ترى أنك تقول: زيد قائم أظنّ، فدخول (أظن) للشك فكأنه مستغنىً عنه، وليس بنفي ولا يكون عن النفي مستغنياً لأنك إنما تخبر بالخبر على أنه كائن أو غير كائن، فلا يقال للجحد: إنه فضل من الكلام كما يقال للظنّ). [معاني القرآن: 2/84-83]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلاّ ولها كتابٌ معلومٌ} أي أجل ومدّة، معلوم: موقّت معروف). [مجاز القرآن: 1/346]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إلّا ولها كتابٌ معلومٌ} أي أجل مؤقت). [تفسير غريب القرآن: 235]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وما أهلكنا من قرية إلّا ولها كتاب معلوم}
أي إلا ولها أجل لا تتقدمه ولا تتأخر عنه). [معاني القرآن: 3/173]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم} أي لا يتقدمه ولا يتأخره وقوله جل وعز: {لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين}
معنى لو ما ولولا وهلا واحد وأنشد أهل اللغة:
تعدون عقر النيب أفضل مجدكم = بنى ضوطرى لولا الكمي المقنعا
أي هلا تعدون الكمي المقنعا
وروى حجاج عن ابن جريج قال في هذا تقديم وتأخير يذهب إلى أن جوابه قوله تعالى: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون} يذهب إلى أن هذا متصل
بقوله تعالى: {لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين} ). [معاني القرآن: 4/10-9]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {كتاب معلوم} أي موقت إلى أجل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 125]


تفسير قوله تعالى: {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مّا تسبق من أمّةٍ أجلها وما يستأخرون...}
ولم يقل (تستأخر) لأن الأمّة لفظها لفظٌ مؤنّثٌ، فأخرج أوّل الكلام على تأنيثها، وآخره على معنى الرجال.
ومثلها {كلّما جاء أمةً رسولها كذّبوه} ولو قيل: كذّبته كان صوابا وهو كثير). [معاني القرآن: 2/84]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6)}

تفسير قوله تعالى: {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لّو ما تأتينا...}
ولولا ولوما لغتان في الخبر والاستفهام فأمّا الخبر فقوله: {لولا أنتم لكنّا مؤمنين}.
وقال الشاعر:
* لوما هوى عرس كميت لم أبل *
وهما ترفعان ما بعدهما.
وأما الاستفهام فقوله: {لّو ما تأتينا بالملائكة} وقوله: {لولا أخّرتني إلى أجلٍ قريبٍ} والمعنى - والله أعلم -: هلاّ أخّرتني.
وقد استعملت العرب (لولا) في الخبر وكثر بها الكلام حتى استجازوا أن يقولوا: لولاك ولولاي، والمعنى فيهما كالمعنى في قولك: لولا أنا ولولا أنت فقد توضع الكاف على أنها خفض والرفع فيها الصّواب. وذلك أنا لم نجد فيها حرفاً ظاهراً خفض، فلو كان ممّا يخفض لأوشكت أن ترى ذلك في الشعر؛ فإنه الذي يأتي بالمستجاز: وإنما دعاهم إلى أن يقولوا: لولاك في موضع الرفع لأنهم يجدون المكنّى يستوي لفظه في الخفض والنصب، فيقال: ضربتك ومررت بك ويجدونه يستوي أيضاً في الرفع والنصب والخفض، فيقال ضر بنا ومرّ بنا، فيكون الخفض والنصب بالنون ثم يقال قمنا ففعلنا فيكون الرفع بالنون. فلّما كان ذلك استجازوا أن يكون الكاف في موضع (أنت) رفعاً إذ كان إعراب المكنّى بالدلالات لا بالحركات.
قال الشاعر:
أيطمع فينا من أراق دماءنا =ولولاك لم يعرض لأحسابنا حسم
وقال آخر:
ومنزلةٍ لولاي طحت كما هوى =بأجرامه من قلّة النّيق منهوي).
[معاني القرآن: 2/85-84]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لوما تأتينا} مجازه: لوما فعلت كذا، وهلا ولولا وألا، معناهن واحد، هلا تأتينا، وقال الأشهب بن عبلة،
وقال في غير هذا الموضع: ابن رميلة:
تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم= بني ضوطرى لولا الكمي المقنّعا
أي هلاّ تعدون قتل الكماة لوما: مجازها ومجاز لولا واحد،
قال ابن مقبل:
لوما الحياء ولوما الدّين عبتكما= ببعض ما فيكما إذ عبتما عورى).
[مجاز القرآن: 1/346]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لو ما تأتينا}: أي هلا). [غريب القرآن وتفسيره: 199]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لو ما تأتينا بالملائكة} أي هلا تأتينا بالملائكة. «ولولا» مثلها أيضا: إذا لم يكن يحتاج [إلى جواب. وقد ذكرناها في المشكل] ). [تفسير غريب القرآن: 235]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ - {لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصّادقين} معناه هلّا تأتينا بالملائكة، روى ذلك.
قالوا للنبي عليه السلام: {لولا أنزل عليه ملك}.
فقال: {ما ننزّل الملائكة إلّا بالحقّ وما كانوا إذا منظرين}. [معاني القرآن: 3/173]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لوما تأتينا} أي هلا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 125]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَوْماَ}: هلا بمعنى الأمر). [العمدة في غريب القرآن: 172]

تفسير قوله تعالى: {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ما ننزّل الملائكة إلّا بالحقّ وما كانوا إذا منظرين} أي إنما تنزل بآجال أو بوحي من اللّه.
{وما كانوا إذا منظرين} أي لو نزلت الملائكة لم ينظروا، وانقطعت التوبات، كما قال:
{ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثمّ لا ينظرون} وتقرأ {ما تنزل الملائكة إلا بالحقّ}، وما تنزّل الملائكة، وما تنزّل الملائكة، وما تنزل الملائكة). [معاني القرآن: 3/174-173]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {ما ننزل الملائكة إلا بالحق} قال مجاهد أي بالإرسال والعذاب). [معاني القرآن: 4/11]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {وما كانوا إذا منظرين} أي لو نزلت الملائكة ما أمهلوا ولا قبلت توبتهم
كما قال تعالى: {ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر} ). [معاني القرآن: 4/11]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون...}
يقال: إن الهاء التي في (له) يراد بها القرآن (حافظون) أي راعون: ويقال: إن الهاء لمحمد صلى الله عليه وسلم: وإنا لمحّمد لحافظون). [معاني القرآن: 2/85]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون}
أي نحفظه من أن يقع فيه زيادة أو نقصان، كما قال: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} ). [معاني القرآن: 3/174]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
قال ثابت وقتادة حفظه الله من أن تزيد الشياطين فيه باطلا أو تبطل منه حقا وقال مجاهد هو عندنا). [معاني القرآن: 4/11]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {في شيع الأوّلين} في أمم الأولين واحدتها شيعة والأولياء أيضاً شيع). [مجاز القرآن: 1/347]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {في شيع الأوّلين} أي أصحابهم). [تفسير غريب القرآن: 235]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأوّلين } أي في فرق الأولين). [معاني القرآن: 3/174]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين} أي فرق الأولين). [معاني القرآن: 4/12]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {شيع الأولين} أي أصحابهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 125]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما يأتيهم من رسول إلّا كانوا به يستهزءون}
فأعلم اللّه عزّ وجلّ أن سفهاء كل أمّة يستهزئون برسلها). [معاني القرآن: 3/174]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين...}
الهاء في {نسلكه} للتكذيب أي كذلك نسلك التكذيب. يقول: {نجعله في قلوبهم ألاّ يؤمنوا} ). [معاني القرآن: 2/85]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {كذلك نسلكه} يقال: سلكه، وأسلكه لغتان). [مجاز القرآن: 1/347]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين}
وتقرأ نسلكه، أي كذلك نسلك الضلال في قلوب المجرمين، أي كما فعل بالمجرمين الذين استهزأوا بمن تقدّم من الرّسل كذلك نسلك الإضلال في قلوب المجرمين.
ثم بين ذلك فقال: {لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأوّلين} ). [معاني القرآن: 3/174]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} لا يؤمنون به
روى سفيان عن حميد عن الحسين قال كذلك نسلك الشرك
وقال أبو عبيد حدثنا حجاج عن أبن جريج عن مجاهد قال نسلك التكذيب
قال أبو جعفر وهذا القول هو الذي عليه أهل التفسير وأهل اللغة إلا من شذ منهم فإن بعضهم قال المعنى كذلك نسلك القرآن واحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لما تلا القرآن عليهم وأسمعهم إياه ووصل إلى قلوبهم وكان ذلك بأمر الله وقوته، كان الله عز وجل هو الذي يسلكه في قلوبهم على هذا المعنى
وقيل لما خلقهم خلقة يفهمون بها ما يأتيهم من الوحي فإذا خلقهم خلقه يفهمون بها ما يسلك ذلك في قلوبهم فكأنه سلكه). [معاني القرآن: 4/13-12]

تفسير قوله تعالى: {لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأوّلين} أي تقدمت سيرة الأولين في تكذيب الأنبياء). [تفسير غريب القرآن: 235]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأوّلين} أي وقد مضت سنة الأولين بمثل ما فعله هؤلاء، فهم يقتفون آثارهم في الكفر، ثم أعلمهم تعالى أنهم إذا وردت عليهم الآية المعجزة
قالوا سحر وقالوا: {سكّرت أبصارنا} كما قالوا حين انشق القمر: {هذا سحر مستمر}،
فقال عزّ وجلّ: {ولو فتحنا عليهم بابا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون} ). [معاني القرآن: 3/174]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وقد خلت سنة الأولين}
أي قد تقدمت سنتهم في التكذيب بالآيات والبراهين وكفرهم فهؤلاء يقتفون آثارهم). [معاني القرآن: 4/13]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وقد خلت سنة الأولين} أي في تكذيبهم الأنبياء. وقيل: سنتنا في إهلاك الأولين بكفرهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 125]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولو فتحنا عليهم باباً مّن السّماء فظلّوا...}
يعني الملائكة فظلّت تصعد من ذلك الباب وتنزل {لقالوا إنما سكّرت أبصارنا} ويقال {سكرت} ومعناهما متقارب. فأما سكّرت فحبست، العرب: تقول: قد سكرت الريح إذا سكنت وركدت.
ويقال: أغشيت، فالغشاء والحيس قريب من السّواء). [معاني القرآن: 2/86]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فيه يعرجون} أي يصعدون والمعارج الدّرج). [مجاز القرآن: 1/347]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فيه يعرجون}: يصعدون، والمعارج الدرج). [غريب القرآن وتفسيره: 199]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فيه يعرجون} أي يصعدون. يقال: عرج إلى السماء، أي صعد. ومنه تقول العامة: عرج بروح فلان. والمعارج: الدّرج). [تفسير غريب القرآن: 235]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولو فتحنا عليهم بابا من السّماء فظلّوا فيه يعرجون }
ويقرأ يعرجون، أي يصعدون ويذهبون - ويجيئون ويصلح أن يكون {يعرجون} للملائكة والناس، وقد جاء بهما التفسير). [معاني القرآن: 3/175-174]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون}
قال عبد الله بن عباس أي فظلوا الملائكة فيه يعرجون أي يذهبون ويجيئون
قال أهل اللغة عرج يعرج إذا صعد وارتفع ومنه قول العامة عرج بروح فلان). [معاني القرآن: 4/13]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يعرجون} يصعدون. {والمعارج} الدرج). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 125]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَعْرُجُونَ}: يصعدون). [العمدة في غريب القرآن: 172]

تفسير قوله تعالى: {لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا} أي غشيت سمادير، فذهبت وخبا نظرها،
قال:

جاء الشتاء واجثألّ القنبر= واستخفت الأفعى وكانت تظهر
وطلعت شمسٌ عليها مغفر= وجعلت عين الحرور تسكر
أي يذهب حرها ويخبو). [مجاز القرآن: 1/348-347]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {سكرت أبصارنا}: غشيت). [غريب القرآن وتفسيره: 199]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سكّرت أبصارنا}: غشيت. ومنه يقال: سكر النهر، إذا سدّ. والسّكر: اسم ما سكرت [به].
وسكر الشّراب منه، إنما هو الغطاء على العقل والعين.
وقرأ الحسن: سكرت - بالتخفيف - وقال: سحرت. والعامة تقول في مثل هذا: فلان يأخذ بالعين). [تفسير غريب القرآن: 236-235]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لقالوا إنّما سكّرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون}
وسكرت، ويجوز سكرت بفتح السين، ولا تقرأنّ بها إلا أن ثبتت بها رواية صحيحة.
وفسروا سكرت أغشيت، وسكرت تحيّرت وسكنت عن أن تنظر.
والعرب تقول: سكرت الريح تسكر إذا سكنت وكذلك سكر الحر يسكر،
قال الشاعر:
جاء الشّتاء واجثألّ القبّر= وجعلت عين الحرور تسكر).
[معاني القرآن: 3/175]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {لقالوا إنما سكرت أبصارنا} قال ابن عباس أخذت
قال أبو جعفر والمعروف من قراءة مجاهد والحسن سكرت بالتخفيف قال الحسن أي سحرت وحكى أبو عبيد عن أبي عبيدة أنه يقال سكرت أبصارهم إذا غشيها سمادير حتى لا يبصروا وقال الفراء من قرأ سكرت أخذه من سكون الريح قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربه والأصل فيها ما قال أبو عمرو بن العلاء يرحمه الله قال هو من السكر في الشراب وهذا قول حسن أي غشيهم ما غطى أبصارهم كما غشي السكران ما غطى عقله
وسكور الريح سكونها وفتورها وهو يرجع إلى معنى التخيير). [معاني القرآن: 4/15-14]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {سكرت أبصارنا} ملئت، و{سكرت}: ملئت). [ياقوتة الصراط: 289]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سكرت} غشيت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 125]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سُكِّرَتْ}: غشيت). [العمدة في غريب القرآن: 172]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولقد جعلنا في السّماء بروجاً} أي منازل للشمس والقمر). [مجاز القرآن: 1/348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {في السماء بروجًا}: منازل للشمس والقمر). [غريب القرآن وتفسيره: 199]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {جعلنا في السّماء بروجاً} يقال: هي اثنا عشر برجا. وأصل البرج: القصر والحصن). [تفسير غريب القرآن: 236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد جعلنا في السّماء بروجا وزيّنّاها للنّاظرين }
جاء في التفسير نجوما وكواكب، وقيل منازل الشمس والقمر.
وهذه البروج التي يسمّيها الحسّاب: الجمل، والثور، وما أشبهها، هي كواكب أيضا، صورها على صور أسماء أصحابها.
فالبروج نجوم كما جاء في التفسير). [معاني القرآن: 3/175]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين} قال مجاهد يعني الكواكب قال أبو جعفر ومن قال أنها اثنا عشر برجا فقوله يرجع إلى هذا لأنها كواكب عظام ومعروف في اللغة أن يقال برج يبرج إذا ظهر وارتفع فقيل لهذا الكواكب بروج لظهروها وثباتها وارتفاعها والبرج كبر العين). [معاني القرآن: 4/15]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بروجا} وهي الاثنا عشر برجا، وأصل البرج: القصر والحصن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بُرُوجاً}: منازل). [العمدة في غريب القرآن: 172]

تفسير قوله تعالى: {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {من كلّ شيطانٍ رجيمٍ} أي مرجوم بالنجوم، خرج مخرج قتيل في موضع مقتول). [مجاز القرآن: 1/348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {رجيم}: مرجوم بالنجوم). [غريب القرآن وتفسيره: 200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ إلّا من استرق السّمع} يقول: حفظناها من أن يصل إليها شيطان، أو يعلم من أمرها شيئا إلّا استراقا، ثم يتبعه {شهابٌ مبينٌ}
أي كوكب مضيء). [تفسير غريب القرآن: 236] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وحفظناها من كلّ شيطان}
معنى رجيم قيل ملعون، وجائز أن يكون رجم مرجوما بالكواكب، كما قال عزّ وجلّ: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشّياطين} ). [معاني القرآن: 3/176-175]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وحفظناها من كل شيطان رجيم} أي لا يصل إليها ولا يسمع شيئا من الوحي إلا مسارقة وكان هذا من علامة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولا نعلم أحدا من الشعراء شبه شيئا بسرعة الكواكب إلا في الإسلام ولو كان هذا قبله لشبهوا به قال ابن جريج الرجيم الملعون قال الكسائي كل رجيم في القرآن فهو بمعنى الشتيم قيل رجيم بمعنى مرجوم أي يرجم بالكواكب). [معاني القرآن: 4/16]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رَجيمٍ}: مرجوم). [العمدة في غريب القرآن: 172]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأتبعه شهابٌ مّبينٌ...}
يقول: لا يخطفه، إمّا قتله وإمّا خبّله). [معاني القرآن: 2/86]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {إلاّ من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مّبينٌ}
وقال: {إلاّ من استرق السّمع} استثناء خارج كما قال "ما أشتكي إلاّ خيراً" يريد "أذكر خيراً"). [معاني القرآن: 2/62]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ إلّا من استرق السّمع} يقول: حفظناها من أن يصل إليها شيطان، أو يعلم من أمرها شيئا إلّا استراقا، ثم يتبعه {شهابٌ مبينٌ}
أي كوكب مضيء). [تفسير غريب القرآن: 236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إلّا من استرق السّمع فأتبعه شهاب مبين}
موضع " من " نصب، بمعنى لكن من استرق السمع، وجائز أن يكون في موضع خفض، على معنى {إلّا من استرق السّمع فأتبعه شهاب مبين}.
والشهب الكواكب المنقضة من آيات اللّه للنبي عليه السلام، والدليل على أنها كانت انقضّت بعد مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن شعراء العرب الذين كانوا يمثلون في السرعة بالبرق وبالسيل وبالأشياء المسرعة لم يوجد في أشعارها بيت واحد فيه ذكر الكواكب المنقضّة، فلما حدثت بعد مولد النبي عليه السلام استعملت الشعراء ذكرها
قال ذو الرمة.
كأنّه كوكب في إثر عفرية= مسوّم في سواد الليل منقضب).
[معاني القرآن: 3/176]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 9 محرم 1432هـ/15-12-2010م, 05:31 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 19 إلى 48]

{وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48)}

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والأرض مددناها...}
أي دحوناها وهو البسط {وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها} أي في الجبال
{من كلّ شيءٍ مّوزونٍ} يقول: من الذهب والفضّة والرّصاص والنحاس والحديد فذلك الموزون). [معاني القرآن: 2/86]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وألقينا فيها رواسي} أي جعلنا وأرسينا، ورست هي أي ثبتت.
{من كلّ شيءٍ موزونٍ} بقدر). [مجاز القرآن: 1/348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {موزون}: مقدر). [غريب القرآن وتفسيره: 200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {موزونٍ}: مقدّر. كأنه وزن). [تفسير غريب القرآن: 236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كلّ شيء موزون}
كانت الأرض طينة فمدت، وقيل مدّت من تحت البيت الحرام، والرواسي الجبال الثوابت.
ومعنى {من كلّ شيء موزون} أي من كل شيء مقدور جرى على وزن من قدر اللّه عزّ وجلّ لا يجاوز ما قدره الله عليه، لا يستطيع خلق زيادة فيه ولا نقصانا.
وقيل (من كلّ شيء موزون)، أي من كل شيء يوزن نحو الحديد والرصاص والنحاس والزرنيخ). [معاني القرآن: 3/176]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأنبتنا فيها من كل شيء موزون} روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وأنبتنا فيها من كل شيء موزون قال أي معلوم
وكذلك روى علي بن الحكم عن الضحاك وقال أبو صالح وعكرمة أي مقدور وقال مجاهد أي مقدر بقدر ومعناه مقدر لا يزيد على قدر الله ولا ينقص فكأنه موزون وقيل أراد بموزون ما يوزن من الذهب والفضة والحديد والرصاص وشبهه والمعنى على هذا وأنبتنا في الجبال من كل شيء موزون). [معاني القرآن: 4/18-17]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَوْزونٍ}: مقدَّر). [العمدة في غريب القرآن: 172]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وجعلنا لكم فيها معايش...}
أراد الأرض {ومن لّستم له برازقين} فمن في موضع نصب يقول: جعلنا لكم فيها المعايش والعبيد والإماء.
قد جاء أنهم الوحوش والبهائم و(من) لا يفرد بها البهائم ولا ما سوى الناس. فإن يكن ذلك على ما روى فنرى أنهم أدخل فيهم المماليك، على أنا ملّكناكم العبيد والإبل والغنم
وما أشبه ذلك. فجاز ذلك.
وقد يقال: إن (من) في موضع خفض يراد: جعلنا لكم فيها معايش ولمن. وما أقلّ ما ترد العرب مخفوضاً على مخفوض قد كني عنه.
وقد قال الشاعر:

تعلّق في مثل السواري سيوفنا =وما بينها والكعب غوط نفانف
فردّ الكعب على (بينها) وقال آخر:
هلاّ سألت بذي الجماجم عنهم= وأبي نعيم ذي اللّواء المحرق
فردّ (أبي نعيم) على الهاء في (عنهم) ). [معاني القرآن: 2/87-86]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين} مثل الوحش والطير والسباع. وأشباه ذلك: مما لا يرزقه ابن آدم).
[تفسير غريب القرآن: 236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين}
موضع " من " نصب من جهتين إحداهما العطف على معايش، المعنى وجعلناكم من لستم له برازقين، وجائز أن يكون عطفا على تأويل لكم.
المعنى {في جعلنا لكم فيها معايش} أعشناكم ومن لستم له برازقين.
وفي التفسير أن من لستم له برازقين الدوابّ والأنعام. وقيل في بعض التفسير الوحوش.
والنحويون يذهبون إلى أن " من " لا يكاد أن يكون لغير ما يعقل، وقد قال عزّ وجلّ: (فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع)،
فجاءت " من " لغير الناس إذ وصف غير الناس بصفاتهم، كما جاءت الواو لغير الناس في قوله: {وكلّ في فلك يسبحون}.
والأجود واللّه أعلم أن يكون " من " ههنا أعني {ومن لستم له برازقين}
يراد بها العبيد والأنعام والدواب فيكون المعنى جعلناكم فيها معايش وجعلنا لكم العبيد والدواب والأنعام وكفيتم مؤونة أرزاقها). [معاني القرآن: 3/177]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {وجعلنا لكم فيها معايش} أي في الأرض). [معاني القرآن: 4/18]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {ومن لستم له برازقين} قال مجاهد يعني الدواب والأنعام وقال غيره يعني المماليك والدواب
قال أبو جعفر وهذا أولى؛ لأن من لا تكون لما لا يعقل إلا أن يختلط معه من يعقل، والمعنى وجعلنا لكم المماليك والدواب والأنعام
ويجوز أن يكون المعنى أعشناكم وأعشنا من لستم له برازقين).[معاني القرآن: 4/18]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه} أخبر أن خزائن الأشياء بيده، أي أنه جل وعز حافظها والمتولي تدبيرها). [معاني القرآن: 4/19]

تفسير قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأرسلنا الرّياح لواقح...}
وتقرأ (الريح) قرأها حمزة. فمن قال الرّيح لواقح فجمع اللواقح والريح واحدة لأن الريح في معنى جمع؛ ألا ترى أنك تقول: جاءت الريح من كلّ مكان، فقيل: لواقح لذلك.
كما قيل: تركته في أرضٍ أغفال وسباسب (... أغفال: لا علم فيها) ومهارق وثوب أخلاق.
ومنه قول الشاعر:
جاء الشتاء وقميصي أخلاق = شراذمٌ يضحك منه التّواق
وأمّا من قال (الرياح لواقح) فهو بيّن. ولكن يقال: إنما الريح ملقحة تلقح الشجر.
فكيف قيل: لواقح؟ ففي ذلك معنيان أحدهما أن تجعل الريح هي التي تلقح بمرورها على التراب والماء فيكون فيها اللّقاح، فيقال: ريح لاقح. كما يقال: ناقه لاقح.
ويشهد على ذلك أنّه وصف ريح العذاب فقال: {عليهم الريح العقيم} فجعلها عقيماً إذ لم تلقح. والوجه الآخر أن يكون وصفها باللّقح وإن كانت تلقح كما قيل: ليل نائم والنوم فيه، وسرّ كاتم وكما قيل:
* الناطق المبروز والمختوم *
فجعله مبروزا على غير فعل، أي إن ذلك من صفاته فجاز مفعول لمفعل، كما جاز فاعل لمفعول إذ لم يردّ البناء على الفعل). [معاني القرآن: 2/88-87]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وأرسلنا الرّياح لواقح} مجازها مجاز ملاقحن لأن الريح ملقحة للسحاب، والعرب قد تفعل هذا فتلقي الميم لأنها تعيده إلى أصل الكلام،
كقول نهشل بن حرىّ يرثى أخاه:
ليبك يزيد بائسٌ لضراعةٍ= وأشعث ممن طوّحته الطّوائح
فحذف الميم لأنها المطاوح،
وقال رؤبة:
يخرجن من أجوازٍ ليل غاض
أي مغضى،
وقال العجّاج:
تكشف عن جماته دلو الدّال
{ماء فأسقيناكموه} وكل ماء كان من السماء، ففيه لغتان: أسقاه الله وسقاه الله قال الصّقر بن حكيم الرّبعيّ

يا بن رقيعٍ هل لها من غبقٍ= ما شربت بعد طوىّ العرق
من قطرةٍ غير النّجاء الدّفق= هل أنت ساقيها سقاك المسقى
فجعله باللغتين جميعاً.
وقال لبيد:
سقى قومي بني مجد وأسقى= نميراً والقبائل من هلال
فجاء باللغتين، ويقال: سقيت الرجل ماء وشراباً من لبن وغير ذلك وليس فيه إلا لغة واحدة بغير ألف إذا كان في الشفة. وإذا جعلت له شرباً فهو أسقيته وأسقيت أرضه وإبله، لا يكون غير هذا، وكذلك استسقيت له كقول ذي الرمة:

وقفت على رسمٍ لميّة ناقتي= فما زلت أبكي عنده وأخاطبه
وأسقيه حتى كاد مما أبتّه= تكلّمني أحجاره وملاعبه
وإذا وهبت له إهاباً ليجعله سقاء فقد أسقيته إيّاه). [مجاز القرآن: 1/350-348]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وأرسلنا الرّياح لواقح فأنزلنا من السّماء ماءً فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين}
[وقال] {وأرسلنا الرّياح لواقح} فجعلها على "لاقح" كأن الرياح لقحت لأن فيها خيرا فقد لقحت بخير. وقال بعضهم "الرّياح تلقح السّحاب" فقد يدل على ذلك المعنى لأنها إذا أنشأته وفيها خير وصل ذلك إليه). [معاني القرآن: 2/62]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الرياح لواقح}: أي ملقحة: التي تلقح السحاب). [غريب القرآن وتفسيره: 200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأرسلنا الرّياح لواقح} قال أبو عبيدة: «لواقح» إنما هي ملاقح، جمع ملقحة. يريد أنها تلقح الشجر وتلقح السحاب. كأنها تنتجه. ولست أدري ما اضطره إلى هذا التفسير بهذا الاستكراه. وهو يجد العرب تسمي الرياح لواقح، والريح لاقحا. قال الطّرمّاح وذكر بردا مدّه على أصحابه في الشمس يستظلون به:
قلق لأفنان الرياح للاقح منها وحائل
فاللاقح: الجنوب. والحائل: الشمال. ويسمون الشمال أيضا:
عقيما. والعقيم التي لا تحمل. كما سموا الجنوب لاقحا. قال كثير:
ومرّ بسفساف التراب عقيمها يعني الشمال. وإنما جعلوا الريح لاقحا - أي حاملا - لأنها تحمل السحاب وتقلبه وتصرّفه، ثم تحمله فينزل. [فهي] على هذا الحامل.
وقال أبو وجزة يذكر حميرا وردت [ماء]:
حتى رعين الشّوى منهن في مسك من نسل جوّبة الآفاق مهداج
ويروى: «سلكن الشوى»، أي أدخلن قوائمهن في الماء حتى صار الماء لها كالمسك. وهي الأسورة. ثم ذكر أن الماء من نسل ريح تجوب البلاد. فجعل الماء للريح كالولد: لأنها حملته وهو سحاب وحلّته. ومما يوضح هذا قوله تعالى: {وهو الّذي يرسل الرّياح بشراً بين يدي رحمته حتّى إذا أقلّت سحاباً ثقالًا} أي حملت). [تفسير غريب القرآن: 237-236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وأرسلنا الرّياح لواقح فأنزلنا من السّماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين}
{لواقح} تأتي بالسحاب، ولواقح تلقح السحاب وتلقح الشجر، وجاز أن يقال للريح لقحت إذا أتت بالخير، كما قيل لها عقيم إذا لم تأت بخير، وأتت بعذاب، كما -
قال عزّ وجلّ: {وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الرّيح العقيم}
ويجوز أن يقال لها لواقح وإن لقحت غيرها لأن معناها النسب). [معاني القرآن: 3/177]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وأرسلنا الرياح لواقح} قال عبد الله بن مسعود تحمل الرياح الماء فتلقح السحاب وتمريه فيدر كما تدر اللقحة ثم يمطر
وقال ابن عباس تلقح الرياح الشجر والسحاب وتمرية
وقال أبو رجاء قلت للحسن وأرسلنا الرياح لواقح فقال تلقح الشجر قلت والسحاب قال والسحاب
وقال أبو عبيدة لواقح أي ملاقح يذهب إلى أنه جمع ملقحة وملقح ثم حذفت منه الزوائد
قال أبو جعفر وهذا بعيد وإنما يجوز حذف الزوائد من مثل هذا في الشعر ولكنه جمع لاقحة ولاقح على الحقيقة بلا حذف هو على أحد معنيين يجوز أن يقال لها لاقح على النسب أي ذات اللقاح كأنها تلقح السحاب والشجر كما جاء في التفسير وهو قول أبي عمرو
ويجوز أن يقال لها لاقح أي حامل والعرب تقول للجنوب لاقح وحامل وللشمال حائل وعقيم وقال الله عز وجل: {حتى إذا أقلت سحابا ثقالا} فأقلت وحملت واحد).[معاني القرآن: 4/20-19]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لواقح} أي تلقح الشجر والسحاب، وقيل: {لواقح} أي حوامل، أي تحمل السحاب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَوَاقِحَ}: تلقح السحاب). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين...}
وذلك أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: إن الله وملائكته يصلّون على الصفوف الأول في الصّلاة، فابتدرها الناس وأراد بعض المسلمين أن يبيع داره النائية ليدنو من المسجد فيدرك الصف الأوّل؛ فأنزل الله - عزّ وجلّ -
{ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} فإنّا نجزيهم على نيّاتهم فقرّ الناس). [معاني القرآن: 2/88]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين }
قيل فيها غير قول، قيل المستقدمين ممن خلق والمستأخرين ممن يحدث من الخلق إلى يوم القيامة). [معاني القرآن: 3/178-177]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال (المستقدمون) القرون الأولى و(المستأخرون) أمة محمد صلى الله عليه وسلم وروى سفيان عن أبيه عن عكرمة قال المستقدمون كل من خرج والمستأخرون كل من كان أصلاب الرجال
وروى علي بن الحكم عن الضحاك قال المستقدمون من مات والمستأخرون الأحياء وروى سفيان عن أبان بن أبي عياش عن أبي الجوزاء عن ابن عباس ولقد علمنا المستقدمين منكم الصف الأول ولقد علمنا المستأخرين الصف الأخر
حدثنا محمد بن إدريس قال نا إبراهيم بن مرزوق قال نا مسلم بن إبراهيم قال نا نوح بن قيس قال نا عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس في قول الله تبارك وتعالى:
{ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} قال كانت امرأة جميله تصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان رجال يتقدمون حتى لا يروها وكان رجال يتأخرون فإذا ركع النبي صلى الله عليه وسلم وضع أحدهم يده على ركبته ونظر اليها من تحت ضبعه فأنزل الله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} ). [معاني القرآن: 4/22-20]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم قال: {وإنّ ربّك هو يحشرهم إنّه حكيم عليم }
أي الذي أنشأهم وعلّمهم هو يحشرهم مبعوثين كما بدأهم أول خلق: {إنّه حكيم عليم}.
أي تدبيره يجري بحكمة وعلم، وقيل: ولقد علمنا المستقدمين منكم في طاعة الله والمستأخرين فيها، وقيل إنه كانت امرأة حسناء تصلي خلف رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فيمن يصلّي من النساء، وكان بعض من يصلي يتأخر في آخر الصفوف، فإذا سجد اطلع إليها من تحت إبطه، والذين لا يقصدون هذا المقصد إنّما يطلبون التقدم في الصفوف لما فيه من الفضل). [معاني القرآن: 3/178]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {من صلصالٍ...}ويقال: إن الصلصال طين حرّ خلط برمل فصار يصلصل كالفخّار،
والمسنون: المتغيّر والله أعلم أخذ من سننت الحجر على الحجر، والذي يخرج مما بينهما يقال له: السّنين). [معاني القرآن: 2/88]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {من صلصالٍ من حماءٍ مسنونٍ} الصلصال: الطين اليابس الذي لم تصبه نار فإذا نقرته صل فسمعت له صلصلة فإذا طبح بالنار فهو فخار وكل شئ له صلصلة، صوت فهو صلصال سوى الطين،
قال الأعشى:
[مجاز القرآن: 1/350]
عنتر يسٌ تعدو وإذا حرّك السّو= ط كعدو المصلصل الجوّال
{من حماءٍ} أي من طين متغير وهو جميع حمأة، مسنونٍ أي مصبوب). [مجاز القرآن: 1/351]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الصلصال}: الطين اليابس الذي لم تصبه نار، فإذا نقرته سمعت له صلصلة أي صوتا، فإذا مسته النار فهو فخار.
{الحمأ}: جمع حمأة وهو المتغير من الطين.
{المسنون}: قالوا فيه المتغير وقالوا المستطيل ومنه فلان مسنون الوجه إذا كان مستطيل الوجه). [غريب القرآن وتفسيره: 201-200]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون}
الصّلصال الطين اليابس الذي يصل ليبسه، ومعنى يصل يصوّت قال الشاعر:
رجعت إلى صدر كجرّة حنتم = إذا قرعت صفرا من الماء صلّت
و{مسنون} قيل فيه متغير. وإنما أخذ من أنه. على سنّة الطريق لأنه إنما تغير إذا قام بغير ماء جار). [معاني القرآن: 3/179-178]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى عز وجل: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال} فيه قولان:
أحدهما رواه معاوية بن صالح عن على بن أبي طلحة
عن ابن عباس قال الصلصال الطين اليابس وروى معمر عن قتادة هو الطين ييبس فتصير له صلصلة وقال الضحاك هو الطين الصلب
والقول الآخر رواه ابن نجيح وابن جريج عن مجاهد قال الصلصال المنتن
وقال أبو جعفر والقولان يحتملان وإن كان الأول أبين القول الله جل وعز: {خلق الإنسان من صلصال كالفخار}
وحكى أبو عبيدة أنه يقال للطين اليابس صلصال ما لم تأخذه النار فإذا أخذته النار فهو فخار
وأنشد أهل اللغة:
كعدو المصلصل الجوال
والصلصلة الصوت
وقال الفراء هو طين حر يخلط برمل فيسمع له صلصلة وأما القول الثاني فالأصل فيه صلال ثم أبدل من إحدى اللامين صاد
وحكى الكسائي أنه يقال صل اللحم وأصل إذا أنتن). [معاني القرآن: 4/24-22]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {من حمإ مسنون} فالحمأ والحمأة الطين الأسود المتغير وفي المسنون أربعة أقوال:
-روى سفيان عن الأعمش عن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال المسنون المنتن وكذلك روى قيس بن الربيع عن الأعمش عن مسلم عن سعيد ابن جبير قال خلق الإنسان من صلصال من طين لازب وهو الجيد ومن حمإ مسنون وهو المنتن وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال هو المنتن، وذهب إلى هذا القول من أهل اللغة الكسائي وأبو عمرو الشيباني وزعم أبو عمرو الشيباني أن قول الله لم يتسنه من هذا وأن الأصل فيه لم يتسنن فأبدل من إحدى النونين هاء فهذا قول
- والقول الأخر وهو مذهب أبي عبيدة أن المسنون المصبوب
وروى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال المسنون الرطب فهذا بمعنى المصبوب لأنه لا يكون مصبوبا إلا وهو رطب وهذا قول حسن لأنه يقال سننت الشيء أي صببته وفي الحديث أن الحسن كان يسن الماء على وجهه سنا ولو كان هذا من أسن الماء لكان مؤسنا
-والقول الثالث قول الفراء وهو المحكوك ولا يكون إلا متغيرا من سننت الحديد
-والقول الرابع أنه المصبوب على مثال وصورة من سنة الوجه). [معاني القرآن: 4/26-24]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {والصلصال} الطين اليابس الذي لم تصبه نار، فإذا نقرته صوت، وإذا مسته النار فهو فخار.
{الحمأ} جمع حمأة، مثل حلقة وحلق.
{والمسنون} المتغير الرائحة، وقيل: المصبوب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الصَّلْصَالُ}: الطين اليابس.
{الحَمَأْ}: جمع حمأة.
{مَسْنُونٍ}: متغير مضت عليه السنون). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله:{من نّار السّموم...}
يقال: إنها نار دونها الحجاب. ... حدثني حبّان عن رجل عن الحسن قال: خلق الله عزّ وجلّ - الجانّ أبا الجنّ من نار السّموم وهي نار دونها الحجاب {وهذا الصوت الذي تسمعونه عند الصواعق من انعطاط الحجاب}).
[معاني القرآن: 2/88]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {والجانّ خلقناه من قبل من نار السّموم}
{الجانّ} منصوب بفعل مضمر، المعنى وخلقنا الجانّ خلقناه، وخلق اللّه الملائكة من نور العزّة، وخلق آدم من تراب وخلق الجانّ من نار السّموم). [معاني القرآن: 3/179]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28)}

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فقعوا له ساجدين...}
سجود تحيّة وطاعة لا لربوبيّة وهو مثل قوله في يوسف {وخرّوا له سجّدا} ). [معاني القرآن: 2/88]

تفسير قوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فسجد الملائكة كلّهم أجمعون}
قال سيبويه والخليل: {أجمعون} توكيد بعد توكيد، وقال محمد بن يزيد: {أجمعون} يدل على اجتماعهم في السجود، المعنى فسجدوا كلهم في حال واحدة.
وقول سيبويه والخليل أجود، لأن أجمعين معرفة، فلا يكون حالا). [معاني القرآن: 3/179]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إلّا إبليس أبى أن يكون مع السّاجدين }
{إبليس} مستثنى وليس من الملائكة إنما هو من الجن
كما قال عزّ وجلّ: {إلّا إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه}.وهو منصوب استثناء ليس من الأول،
كما قال: {فإنّهم عدوّ لي إلّا ربّ العالمين} المعنى لكن إبليس أبى أن يكون). [معاني القرآن: 3/179]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجل: {قال يا إبليس ما لك ألّا تكون مع السّاجدين}
موضع أن نصب بإسقاط في، وإفضاء الناصب إلى أن المعنى أيّ شيء يقع لك في أن لا تكون مع السّاجدين). [معاني القرآن: 3/179]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الصّلصال}: الطين اليابس لم تصبه نار. فإذا نقرته صوّت، فإذا مسته النار فهو فخّار. ومنه قيل للحمار: مصلصل.
قال الأعشى:
كعدو المصلصل الجوّال ويقال: سمعت صلصلة اللجام، إذا سمعت صوت حلقه.
من حمإٍ جمع حمأة. وتقديرها: حلقة وحلق. وبكرة الدّلو وبكر. وهذا جمع قليل.
و{المسنون}: المتغير الرائحة.
وقوله: {لم يتسنّه} في قول بعض أصحاب اللغة منه. وقد ذكرناه في سورة البقرة.
و{المسنون} [أيضا]: المصبوب. يقال: سننت الشيء، إذا صببته صبا سهلا. وسنّ الماء على وجهك). [تفسير غريب القرآن: 238-237]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال فاخرج منها فإنّك رجيم } معناه مرجوم ملعون). [معاني القرآن: 3/279-180]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم}
قال سفيان بلغني أن الوقت المعلوم النفخة الأولى).[معاني القرآن: 4/26]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قال ربّ بما أغويتني} مجازه مجاز القسم: بالذي أغويتني). [مجاز القرآن: 1/351]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال ربّ بما أغويتني لأزيّننّ لهم في الأرض ولأغوينّهم أجمعين}
وقال: {ربّ بما أغويتني} يقول: "بإغوائك إيّاي" {لأزيّننّ لهم} على القسم كما تقول: "بالله لأفعلنّ"). [معاني القرآن: 2/62]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ عبادك منهم المخلصين...}
ويقرأ {المخلصين}فمن كسر اللام جعل الفعل لهم كقوله تبارك وتعالى: {وأخلصوا دينهم}ومن فتح فالله أخلصهم كقوله: {إنّا أخلصناهم بخالصةٍ ذكرى الدّار}).[معاني القرآن: 2/89]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هذا صراطٌ عليّ مستقيمٌ...}
يقول: مرجعهم إليّ فأجازيهم. وهو كقوله تبارك وتعالى: {إنّ ربّك لبالمرصاد} في الفجر. فيجوز في مثله من الكلام أن تقول لمن أوعدته: طريقك عليّ وأنا على طريقك: ألا ترى أنه قال {إنّ ربّك لبالمرصاد} فهذا كقولك: أنا على طريقك. {وصراطٌ عليّ} أي هذا طريق عليّ وطريقك عليّ. وقرأ بعضهم {هذا صراطٌ علي} رفع يجعله نعتا للصراط؛
كقولك: صراط مرتفع مستقيم). [معاني القرآن: 2/89]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال هذا صراطٌ عليّ مستقيمٌ}
وقال: {هذا صراطٌ عليّ مستقيمٌ} يقول: عليّ دلالته. نحو قول العرب "عليّ الطريق الليلة" أي: عليّ دلالته). [معاني القرآن: 2/62]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال هذا صراط عليّ مستقيم }
فمن قرأ {صراط عليّ مستقيم}، فالمعنى هذا صراط مستقيم على أي على إرادتي وأمري، ومن قرأ " عليّ " أراد: طريق رفيع في الدّين والحق). [معاني القرآن: 3/178]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال هذا صراط علي مستقيم} أحدهما وهو مذهب مجاهد قال الحق طريقة علي وهو يرجع إلى كما يقال في التوعد طريقك على فاعمل ما شئت
وكما قال تعالى: {إن ربك لبالمرصاد}
والقول الآخر إن هذا صراط على أمري وتحت إرادتي وقرأ قيس بن عبادة قال هذا صراط على مستقيم وقال أي رفيع ومعناه رفيع في الدين والحق). [معاني القرآن: 4/27-26]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إلا من اتبعك من الغاوين} أي الضالين). [معاني القرآن: 4/27]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم} أي لكل منزل منهم من العذاب على قدر منزلته في الذنب
وروى مالك بن مغول عن حميد عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل سيفه على أمتي أو قال على أمة محمد). [معاني القرآن: 4/27]

تفسير قوله تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لها سبعة أبوابٍ لكلّ بابٍ مّنهم...} يعني: من الكفّار {جزءٌ مّقسومٌ} يقول: نصيب معروف.
والسّبعة الأبواب أطباقٌ بعضها فوق بعضٍ. فأسفلها الهاوية، وأعلاها جهنّم). [معاني القرآن: 2/89]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {لها سبعة أبوابٍ لكلّ بابٍ مّنهم جزءٌ مّقسومٌ}
وقال: {لكلّ بابٍ مّنهم جزءٌ مّقسومٌ} لأنه من "جزّأته" و(منهم) يعني: من الناس). [معاني القرآن: 2/62]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {لها سبعة أبواب لكلّ باب منهم جزء مقسوم}
لجهنم سبعة منازل لكل منزلة صنف ممن يعذب على قدر منزلته في الذنب). [معاني القرآن: 3/180]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم}
أي لكل منزل منهم من العذاب على قدر منزلته في الذنب
وروى مالك بن مغول عن حميد عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل سيفه على أمتي أو قال على أمة محمد). [معاني القرآن: 4/27] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45)}

تفسير قوله تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (46)}

تفسير قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ما في صدورهم من غلٍّ} أي من عداوة وشحناءً.
{سررٌ متقابلين}مضمومة السين والراء الأولى وهذا الأصل، وبعضهم يضم السين ويفتح الراء الأولى. وكل مجرى فعيل من باب المضاعف فإن في جميعه لغة نحو سرير والجميع سرر وسرر وجرير والجميع جرر وجرر). [مجاز القرآن: 1/351]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الغل}: العدواة). [غريب القرآن وتفسيره: 201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الغلّ}: العداوة والشحناء). [تفسير غريب القرآن: 238]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخوانا على سرر متقابلين}
الغل الحقد، ويروى أنّه يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنّار، فيقتص لبعضهم من بعض، ثم يؤمر بهم إلى الجنة وقد نقوا وهذبوا فخلصت نياتهم من الأحقاد.
{إخوانا} منصوب على الحال.
{على سرر متقابلين} في التفسير لا ينظر بعضهم في قفا بعض). [معاني القرآن: 3/180]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ونزعنا ما في صدورهم من غل} الغل عند أهل اللغة الشحناء والسخيمة والعداوة يقال منه غل يغل
ويقال من الغلول وهو السرقة من المغنم غل يغل ويغال من الخيانة أغل يغل كما قال الشاعر:
جزى الله عنا جمرة ابنة نوفل = جزاء مغل بالأمانة كاذب).
[معاني القرآن: 4/28]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إخوانا على سرر متقابلين}
روى سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {متقابلين} قال لا ينظر أحدهم إلى قفا صاحبه). [معاني القرآن: 4/28]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الغِلُّ}: الخوف). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لا يمسّهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين أي لا ينالهم تعب} ). [معاني القرآن: 3/180]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {لا يمسهم فيها نصب} أي تعب). [معاني القرآن: 4/29]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 محرم 1432هـ/15-12-2010م, 05:37 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 50 إلى 79]

{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60) فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (69) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70) قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (71) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77) وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79)}

تفسير قوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم * وأنّ عذابي هو العذاب الأليم }
يروى في التفسير أن العبد لو علم قدر عفو اللّه - لما أمسك عن ذنب.
ولو علم مقدار عقوبة لبخع نفسه في العبادة، ولما قدم على ذنب). [معاني القرآن: 3/180]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم} أي أخبر
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يضحكون فقال أتضحكون وبين أيديكم الجنة والنار فشق ذلك عليهم
فأنزل الله: {نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم} ). [معاني القرآن: 4/29]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {نبّئ عبادي أنّي أنا الغفور الرّحيم * وأنّ عذابي هو العذاب الأليم }
يروى في التفسير أن العبد لو علم قدر عفو اللّه - لما أمسك عن ذنب.
ولو علم مقدار عقوبة لبخع نفسه في العبادة، ولما قدم على ذنب). [معاني القرآن: 3/180] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51)}

تفسير قوله تعالى: {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وجلون} أي خائفون). [مجاز القرآن: 1/351]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وجلون}: خائفون). [غريب القرآن وتفسيره: 201]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنّا منكم وجلون}
{فقالوا سلاما} قال سلام.
{سلاما} منصوب على المصدر كأنهم قالوا سلّمنا سلاما.
وقوله: {قال إنّا منكم وجلون} أي خائفون، فإنما وجل لما قدّم إليهم العجل فرآهم لا يأكلون منه وجل). [معاني القرآن: 3/180]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَجِلونَ}: خائفون). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قالوا لا توجل} ويقال: لا تيجل، ولا تأجل بغير همز، ولا تأجل يهمز يجتلبون فيها همزة وكذلك كل ما كان من قبيل وجل يوجل ووحل يوحل، ووسخ يوسخ). [مجاز القرآن: 1/351]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا لا توجل إنّا نبشّرك بغلامٍ عليمٍ}
وقال: {قالوا لا توجل} لأنه من "وجل" "يوجل". وما كان على "فعل" فـ"هو يفعل" تظهر فيه الواو ولا تذهب كما تذهب من "يزن" لأنّ "وزن" "فعل" وأمّا بنو تميم فيقولون (تيجل) لأنهم يقولون في "فعل" "تفعل" فيكسرون التاء في "تفعل" والألف من "أفعل" والنون من "تفعل" ولا يكسرون الياء لأنّ الكسر من الياء فاستثقلوا اجتماع ذلك. وقد كسروا الياء في باب "وجل" لأن الواو قد تحولت إلى الياء مع التاء والنون والألف. فلو فتحوها استنكروا الواو ولو فتحوا الياء لجاءت الواو، فكسروا الياء فقالوا "ييجل" ليكون الذي بعدها ياء [إذ] كانت الياء أخف مع الياء من الواو مع الياء لأنه يفر إلى الياء من الواو ولا يفر إلى الواو من الياء. قال بعضهم (ييجل) فقلبها ياء وترك التي قبلها مفتوحة كراهة اجتماع السكرة والياءين). [معاني القرآن: 2/63-62]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا لا توجل إنّا نبشّرك بغلام عليم}
يقال وجل يوجل، وياجل ييجل ويجل، إذا خاف). [معاني القرآن: 3/181]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا لا توجل} معناه لا تفزع والقانطون اليائسون). [معاني القرآن: 4/29]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أبشّرتموني على أن مّسّني الكبر...}
لو لم يكن فيها (على) لكان صواباً أيضاً. ومثله {حقيقٌ على أن لا أقول}. وفي قراءة عبد الله (حقيقٌ بأن لا أقول) ومثله في الكلام أتيتك أنك تعطى فلم أجدك تعطى،
تريد: أتيتك على أنك تعطى فلا أراك كذلك.
وقوله: {فبم تبشّرون} النون منصوبة؛ لأنه فعل لهم لم يذكر مفعول. وهو جائز في الكلام.
وقد كسر أهل المدينة يريدون أن يجعلوا النون مفعولا بها. وكأنهم شدّدوا النون فقالوا {فبم تبشّرونّ قالوا} ثم خفّفوها والنّيّة على تثقيلها كقول عمرو بن معدي كرب:


رأته كالثّغام يعلّ مسكاً = يسوء الفاليات إذا فليني
فأقسم لو جعلت عليّ نذراً = بطعنة فارس لقضيت ديني
وقد خففت العرب النون من أنّ الناصبة ثم أنفذوا لها نصبها، وهي أشدّ من ذا.
قال الشاعر:

فلو أنك في يوم الرخاء سألتني = فراقك لم أبخل وأنت صديق
فما ردّ تزويج عليه شهادة = وما ردّ من بعد الحرار عتيق
وقال آخر:

لقد علم الضّيف والمرملون = إذا اغبرّ أفقٌ وهبّت شمالا
بأنك الربيع وغيث مريع = وقدماً هناك تكون الثّمالا).
[معاني القرآن: 2/90-89]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فبم تبشّرون} قال: قوم يكسرون النون، وكان أبو عمرو ويفتحها
ويقول: إنها إن أضيفت لم تكن إلاّ بنونين لأنها في موضع رفع، فاحتج من أضافها بغير أن يلحق فيها نوناً أخرى بالحذف حذف أحد الحرفين إذا كانا من لفظ واحد،
قال أبو حيّة النّميريّ.
أبالموت الذي لا بدّ أني= ملاقٍ لا أباك تخّوفيني
ولم يقل تخوفينني؛ لا أباك: أي لا أبا لك، فجاء بقول أهل المدينة.
وقال عمرو بن معد يكرب:
تراه كالثّغام يعلّ مسكاً= يسوء الفاليات إذا فليني
أراد فلينني فخذف إحدى النونين). [مجاز القرآن: 1/353-352]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال أبشّرتموني على أن مسّني الكبر فبم تبشّرون}
{فبم تبشّرون} بفتح النون وهو أجود في القراءة، وقرئت: فبم تبشّرون - بكسر النون - قرأ بها نافع، والأصل (فبم تبشرونن) فاستثقل النونان، فحذفت إحداهما
وقيل الحذف من الإدغام، كأنّها فبم تبشرن، بتشديد النون، فحذفت إحدى النونين لثقل التضعيف، كما قالوا ربما، وربّما.
قال الشاعر في حذف النون:
رأته كالنعام يعلّ مسكا= يسوء الغاليات إذا فليني
يريد فلينني). [معاني القرآن: 3/181]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فلا تكن من القانطين} أي اليائسين). [تفسير غريب القرآن: 238]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {من القانطين} أي من اليائسين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قال ومن يقنط من رحمة ربّه} أي ييأس، يقال: قنط يقنط وقنط يقنط قنوطاً). [مجاز القرآن: 1/353]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال ومن يقنط من رّحمة ربّه إلاّ الضّآلّون}
وقال: {ومن يقنط من رّحمة ربّه} لأنها من "قنط" "يقنط" وقال بعضهم (يقنط) مثل "يقتل" و"يقنط" مثل "علم" يعلم"). [معاني القرآن: 2/63]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يقنط}: ييأس). [غريب القرآن وتفسيره: 201]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قال ومن يقنط من رحمة ربّه إلّا الضّالّون}
يقال قنط يقنط، وقنط يقنط، وهما جميعا جائزتان، والقنوط بمعنى اليأس). [معاني القرآن: 3/181]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَقْنَطُ}: ييئس). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال فما خطبكم أيّها}أي فما أمركم). [معاني القرآن: 3/181]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا إنّا أرسلنا إلى قومٍ مّجرمين * إلاّ آل لوطٍ إنّا لمنجّوهم أجمعين}
وقال: {إلى قومٍ مّجرمين * إلاّ آل لوطٍ} استثناء من المجرمين أي: لا يدخلون في الإجرام). [معاني القرآن: 2/63]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إلّا آل لوط إنّا لمنجّوهم أجمعين }
استثناء ليس من الأول، المعنى: {قالوا إنّا أرسلنا إلى قوم مجرمين * إلّا آل لوط إنّا لمنجّوهم أجمعين}
المعنى إنا أرسلنا بالعذاب إلى قوم لوط). [معاني القرآن: 3/181]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إلّا امرأته قدّرنا إنّها لمن الغابرين}
المعنى علمنا أنّها لمن الغابرين، وقيل دبرنا إنها لمن الغابرين، وقدرنا ههنا لا يحتاج إلى تفسير، المعنى إلا امرأته قدرنا أنها لمن الباقين في العذاب، والغابر الباقي،
قال الشاعر:
فما ونى محمد مذ أن غفر= له الإله ما مضى وما غبر
المعنى وما بقي). [معاني القرآن: 3/182-181]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قوله جل وعز: {إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين} قيل قدرنا بمعنى علمنا وقدرنا على بابه أي هو في تقديرنا وفيما أخبرناه به هكذا والغابر الباقي وقد يستعمل للذاهب والمعنى إنها لمن الباقين في الهلاك
وأنشد أهل اللغة:
لا تكسع الشول بأغبارها = إنك لا تدري من الناتج
الأغبار بقايا اللبن). [معاني القرآن: 4/30]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال إنكم قوم منكرون} قال مجاهد أنكرهم لوط صلى الله عليه وسلم
وقيل أنكرهم إبراهيم صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يأكلوا من طعامه وكانوا ينكرون أمر الضيف إذا لم يأكل). [معاني القرآن: 4/31-30]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون }
أي جئناك بالعذاب الذي كانوا يشكون في نزوله). [معاني القرآن: 3/182]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون}
قال مجاهد بالعذاب قال أبو جعفر المعنى بل جئناك بما كانوا يشكون من نزول العذاب بهم). [معاني القرآن: 4/31]

تفسير قوله تعالى: {وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأسر بأهلك بقطع من اللّيل واتّبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون}
وتقول: فأسر بأهلك - بقطع الألف ووصلها. وسير الليل يقال فيه أسرى وسرى ومعنى بقطع من اللّيل، أي بعدما يمضي شيء صالح من الليل
{ولا يلتفت منكم أحد} أمر - صلى الله عليه وسلم - بترك الالتفات لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم من العذاب - واللّه أعلم -). [معاني القرآن: 3/182]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى: {فأسر بأهلك بقطع من الليل} السرى لا يكون إلا بالليل إلا أن قوله تعالى: {بقطع}
يدل على ذهاب كثير من الليل). [معاني القرآن: 4/31]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {ولا يلتفت منكم أحد}
قيل نهى عن الالتفات إلى ما في المنازل لئلا يقع الشغل به عن المضي). [معاني القرآن: 4/32-31]

تفسير قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ...}
أنّ مفتوحة على أن تردّ على الأمر فتكون في موضع نصب بوقع القضاء عليها. وتكون نصباً آخر بسقوط الخافض منها أي قضينا ذلك الأمر بهذا.
وهي في قراءة عبد الله (وقلنا إنّ دابر) فعلى هذا لو قرئ بالكسر لكان وجهاً. وأما {مّصبحين} إذا أصبحوا، ومشرقين إذا أشرقوا. وذلك إذا شرقت الشمس.
والدابر: الأصل. شرقت: طلعت، وأشرقت: أضاءت). [معاني القرآن: 2/90]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ} أي آخرهم مجتذّ مقطوع مستأصل). [مجاز القرآن: 1/353]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء مقطوعٌ مّصبحين}
وقال: {وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء} لأن قوله: {أنّ دابر} بدل من (الأمر) ). [معاني القرآن: 2/63]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أن دابر هؤلاء}: آخرهم). [غريب القرآن وتفسيره: 201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وقضينا إليه}: أخبرناه). [تفسير غريب القرآن: 238]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقضينا إليه ذلك الأمر أنّ دابر هؤلاء مقطوع مصبحين}
موضع (أن) نصب. وهو بدل من قوله: {وقضينا إليه ذلك الأمر}
ثم فسر ما الأمر، فالمعنى وقضينا إليه {أنّ دابر هؤلاء مقطوع مصبحين}.
{مصبحين} منصوب على الحال). [معاني القرآن: 3/182]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقضينا إليه ذلك الأمر} أي أخبرناه به ثم بينه فقال تعالى: {أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين}
أي أن آخرهم مستأصل وقال الفراء الدابر الأصل). [معاني القرآن: 4/32]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وقضينا إليه} أي أعلمناه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دَابِرَ}: استؤصل بالهلاك). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إنّ هؤلاء ضيفي} اللفظ لفظ الواحد والمعنى على الجميع كما قال لبيد:
وخصمٍ كنادي الجنّ أسقطت شأوهم= بمستحصدٍ ذي مرّةٍ وصدوع
شأوهم: ما تقدموا وفاقوا به من كل شئ. المستحصد المحكم الشديد، وأمر محكم، وصدوع ألوان، يقال ذو صدعين: ذو أمرين). [مجاز القرآن: 1/353]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ضيفي}: الضيف يكون واحدا ويكون جمعا). [غريب القرآن وتفسيره: 201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه واحد يراد به جميع:
كقوله: {هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ}، وقوله: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. وقوله: {نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا}.
وقوله: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} والتفريق لا يكون إلا بين اثنين فصاعدا.
وقوله: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}.
والعرب تقول: فلان كثير الدرهم والدينار، يريدون الدراهم والدنانير.
وقال الشاعر:
هم المولى وإن جنفوا علينا = وإنّا من لقائهم لزور
وقال الله عز وجل: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ}، أي الأعداء، {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} أي رفقاء.
وقال الشاعر:
فقلنا: أسلموا إنّا أخوكم = وقد برئت من الإحن الصّدور).
[تأويل مشكل القرآن: 285-284]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّ هؤلاء ضيفي فلا تفضحون}
الضيف يوحّد وإن وصفت به الجماعة، تقول: هذا ضيف، وهذان ضيف وهؤلاء ضيف. كما تقول: هؤلاء عدل، وإن شئت قلت أضياف وضيفان. فمن وحّد فلأنه مصدر وصف به الاسم، فلذلك وحّد، وإنما وحّد المصدر في قولك: ضربت القوم ضربا، لأن الضرب صنف واحد. وإذا كان أصنافا وجمعت، فقلت ضربتهم ضربن، وضربتهم ضروبا، أي أجناسا من الضرب، والضيف مصدر ضفت الرجل أضيفه ضيفا. فأنا ضائف، والرجل مضيف إذا كان مفعولا، وأضفته إذا أنزلته). [معاني القرآن: 3/183-182]

تفسير قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (69)}

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قالوا أولم ننهك عن العالمين} أي [أو] لم ننهك [عن] أن تضيف أحدا؟!. وكانوا نهوه عن ذلك). [تفسير غريب القرآن: 238]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا أولم ننهك عن العالمين} معناه: ألم ننهك عن ضيافة العالمين). [معاني القرآن: 3/183]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {قالوا أولم ننهك عن العالمين} يروى أنهم كانوا نهوه أن يضيف أحد). [معاني القرآن: 4/32]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (71)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين}
فالجواب محمول على المعنى، لأنّهم أرادوا الضيفان للفساد، فقال لهم لوط: هؤلاء بناتي لأن نساء أمة كل نبيّ بمنزلة بناته وأزواجه بمنزلة أمّهاتهم، المعنى النساء على جهة التزويج أطهر لكم.
ومعنى {إن كنتم فاعلين} أي إن كنتم مريدين لهذا الشأن فعليكم بالتزويج ببناتي). [معاني القرآن: 3/183]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين}
هذا الجواب محمول على المعنى والمعنى أنهم أرادوهم للفساد فقال لهم لوط صلى الله عليه وسلم هؤلاء بناتي فتزوجوا وأحسن ما قيل في هذا أن أزواج كل نبي بمنزلة أمهات أمته وأولاد أمته بمنزلة أولاده). [معاني القرآن: 4/33-32]

تفسير قوله تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يعمهون} أي يجورون ويضلّون،
قال رؤبة.
ومهمهٍ أطرافه في مهمه= أعمى الهدى بالجاهلين العمّه).
[مجاز القرآن: 1/353]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {لعمرك إنّهم لفي سكرتهم يعمهون}
وقال: {لعمرك إنّهم لفي} و(لعمرك) - والله أعلم - و"وعيشك" إنما يريد به العمر. و"العمر" و"العمر" لغتان). [معاني القرآن: 2/63]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {لعمرك}، ولعمر الله: هو العمر. ويقال: أطال الله عمرك، وعمرك، وهو قسم بالبقاء). [تأويل مشكل القرآن: 562]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لعمرك إنّهم لفي سكرتهم يعمهون}
هذه الآية آية عظيمة في تفضيل النبي عليه السلام أعني قوله سبحانه {لعمرك}، جاء في التفسير أنه قسم بحياة محمد - صلى الله عليه وسلم - كذلك أكثر التفسير،
وقد جاء في بعض التفسير: {لعمرك} كلمة من كلام العرب، ولست أحبّ هذا التفسير، لأن قوله: كلمة من كلام العرب لا فائدة فيه، لأن القرآن كله عربي مبين،
وكلمه من كلام العرب، فلا بد من أن يقال ما معناها.
وقال سيبويه والخليل وجميع أهل اللغة: العمر والعمر بمعنى واحد.
فإذا استعمل في القسم فتح أوله لا غير، لا تقول العرب إلا لعمرك، وإنما آثروا الفتح في القسم لأن الفتح أخف عليهم وهم يكثرون القسم بلعمري.
ولعمرك، فلما كثر استعمالهم إياه لزموا الأخفّ عليهم.
وقال النحويون ارتفع لعمرك بالابتداء والخبر محذوف، المعنى لعمرك قسمي، ولعمرك ما أقسم به. وحذف الخبر لأنّ في الكلام دليلا عليه.
المعنى أقسم إنهم لفي سكرتهم يعمهون، ومعنى يعمهون يتحيّرون.
وباب القسم قد يحذف معه الفعل، تقول: واللّه لأفعلنّ وتاللّه لأفعلنّ، والمعنى أحلف باللّه، وأحلف واللّه، فيحذف أحلف لعلم المخاطب بأنك حالف،
وكذلك يحذف خبر الابتداء كما ذكرنا). [معاني القرآن: 3/184-183]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل عز: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون}
روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال لعمرك لعيشك
وروى أبو الجوزاء عن ابن عباس قال لحياتك وروى أن إبراهيم النخعي كره أن يقول الرجل لعمري قال لأن معناه وحياتي وكذلك هو عند أهل اللغة
قال سيبويه العمر والعمر واحد ولا يستعملون في القسم إلا الفتح لخفته وحكى لعمري وكله بمعنى العمر وهذه فضيلة للنبي صلى الله عليه وسلم أقسم الله جل وعز بحياته
قال أبو الجوزاء ما سمعت الله جل وعز حلف بحياة أحد غيره صلى الله عليه وسلم.
قال سفيان سألت الأعمش عن قوله تعالى: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون} فقال أقسم بالنبي صلى الله عليه وسلم إنهم لفي غفلتهم يترددون). [معاني القرآن: 4/33-34]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لعمرك إنهم} أي: وعيشك إنهم، فأقسم بعيش محمد - صلى الله عليه وسلم - إكراما منه له). [ياقوتة الصراط: 289]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يعمهون} يتحيرون، يقال منه: فعل يفعل فعلا). [ياقوتة الصراط: 290]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأخذتهم الصّيحة مشرقين}
أي أخذت قوم لوط الصيحة بالعذاب مشرقين، يقال أشرقنا فنحن مشرقون، إذا صادفوا شروق الشمس، وهو طلوعها، كما تقول أصبحنا إذا صادفوا الصبح.
يقال شرقت الشمس إذا طلعت وأشرقت بمعنى واحد، إلا أن معنى " مشرقين " في معنى مصادفين لطلوع الشمس). [معاني القرآن: 3/184]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فأخذتهم الصيحة مشرقين} أي فأخذتهم الصيحة بالعذاب وقت إشراق الشمس). [معاني القرآن: 4/35-34]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {مشرقين} أي: مصبحين، يقال: رجل مشرق، إذا أصبح، وشارق مع طلوع الشمس). [ياقوتة الصراط: 290]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجّيل}
معنى {من سجّيل} من طين عليه كتاب. واشتقاق ذلك من السجل.
ودليل هذا التفسير قوله: {حجارة من طين * مسوّمة عند ربّك}.
فأعلم أنها من طين وأنها مسومة أي معلّمة لعلامات الكتاب). [معاني القرآن: 3/184]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ في ذلك لآياتٍ للمتوسّمين...}
يقال: للمتفكرين. ويقال للناظرين المتفرسين). [معاني القرآن: 2/91]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {للمتوسّمين} أي المتبصرين المتثبّتين). [مجاز القرآن: 1/354]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {للمتوسمين}: للمفترسين). [غريب القرآن وتفسيره: 201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {للمتوسّمين} المتفرّسين. يقال: توسمت في فلان الخير، أي تبينته). [تفسير غريب القرآن: 239]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّ في ذلك لآيات للمتوسّمين} قيل المتوسّمون المتفرسون، وقيل المتفكرون.
وحقيقته في اللغة المتوسمون النظّار المتثبّتون في نظرهم حتى يعرفوا حقيقة سمة الشيء تقول توسّمت في فلان كذا وكذا، أي عرفت وسم ذلك فيه). [معاني القرآن: 3/184]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} قال مجاهد أي للمتفرسين قال الضحاك أي للناظرين
قال أبو جعفر وحقيقته توسمت الشيء نظرت نظر متثبت حتى تثتب حقيقة سمة الشيء). [معاني القرآن: 4/35]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {للمتوسمين} أي: المتفرسين المميزين العقلاء). [ياقوتة الصراط: 290]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {للمتوسمين} المتفرسين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {المُتَوَسِّمينَ}: المتفرّسين). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإنّها لبسبيلٍ مقيمٍ} أي بطريق). [مجاز القرآن: 1/354]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لسبيل مقيم}: أي طريق). [غريب القرآن وتفسيره: 202]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإنّها لبسبيل مقيم} أي لبطريق واضح بيّن). [معاني القرآن: 3/185]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله عز وجل: {وإنها لبسبيل مقيم} يجوز أن يكون المعنى وإن الآيات ويجوز أن يكون المعنى وإن مدينة قوم لوط
قال مجاهد لبسبيل مقيم لبطريق معلم أي واضح). [معاني القرآن: 4/36-35]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (السَّبيلُ): الطريق). [العمدة في غريب القرآن: 174]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقولهم: وأين قوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ} من قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}.
ولم يرد الله في هذا الموضع معنى الصبر والشكر خاصة، وإنما أراد: إن في ذلك لآيات لكل مؤمن. والصبر والشكر أفضل ما في المؤمن من خلال الخير،
فذكره الله عز وجل في هذا الموضع بأفضل صفاته.
وقال في موضع آخر: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ}.
وفي موضع آخر: {لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} و{لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} و{إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} يعني المؤمنين.
ومثله قوله تعالى في قصة سبإ: {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}. وهذا كما تقول: أن في ذلك لآية لكل موحّد مصلّ، ولكلّ فاصل تقيّ.
وإنما تريد المسلمين). [تأويل مشكل القرآن: 75] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّ في ذلك لآية للمؤمنين} أي لعلامة بيّنة للمصدقين). [معاني القرآن: 3/185]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {الأيكة...}
قرأها الأعمش وعصم والحسن البصريّ: {الأيكة} بالهمز في كل القرآن. وقرأها أهل المدينة كذلك إلا في الشعراء وفي ص فإنهم جعلوها بغير ألف ولام ولم يجروها.
ونرى - والله أعلم - أنها كتبت في هذين الموضعين على ترك الهمز فسقطت الألف لتحرك اللام. فينبغي أن تكون القراءة فيها بالألف واللام لأنها موضع واحد في قول الفريقين، والأيكة: الغيضة). [معاني القرآن: 2/91]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين}
أي أصحاب الشجر، والأيك الشجر وهؤلاء أهل موضع كان ذا شجر.
فانتقم اللّه منهم بكفرهم، قيل إنه أخذهم الحر أياما ثم اضطرم عليهم المكان نارا فهلكوا عن آخرهم. ومعنى " إن واللام " التوكيد). [معاني القرآن: 3/185]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين} قال الضحاك الأيكة الغيضة ذات الشجر
قال أبو جعفر وكذلك هو في اللغة يقال للشجرة أيكة وجمعها أيك ويروى أن شجرهم كان دوما
وأما رواية من روى أن ليكة أسم القرية التي كانوا فيها والأيكة البلاد كلها فلا يعرف في اللغة ولا يصح). [معاني القرآن: 4/36]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين} قال ثعلب: معناه: وما
كان أصحاب الأيكة إلا ظالمين). [ياقوتة الصراط: 290-291]

تفسير قوله تعالى: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّهما لبإمامٍ مّبينٍ...}
يقول: بطريق لهم يمرون عليها في أسفارهم. فجعل الطريق إماما لأنه يؤمّ ويتّبع). [معاني القرآن: 2/91]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإنّهما لبإمامٍ مبينٍ} الإمام كلما ائتممت واهتديت به). [مجاز القرآن: 1/354]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإنّهما لبإمامٍ مبينٍ} أي لبطريق واضح بين.
وقيل للطريق: إمام، لأن المسافر يأتم به، حتى يصير إلى الموضع الذي يريده). [تفسير غريب القرآن: 239]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقد يجعل الطريق إماما، لأنّ المسافر يأتم به ويستدل.
قال الله تعالى: {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} أي: بطريق واضح). [تأويل مشكل القرآن: 459]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فانتقمنا منهم وإنّهما لبإمام مبين}أي لبطريق يؤتمّ أي يقصد فيبيّن، وأصحاب الحجر أصحاب واد يقال له الحجر). [معاني القرآن: 3/185]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين} [معاني القرآن: 4/36]
قال الضحاك أي لبطريق مستبين أي يمرون عليها في أسفارهم قال أبو جعفر ومعروف في اللغة أن يقال للطريق إمام لأنه يؤتم به ويتبع). [معاني القرآن: 4/37]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وإنهما لبإمام مبين} أي: بطريق بين). [ياقوتة الصراط: 291]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وإنهما لبإمام مبين} أي بطريق واضح بين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 محرم 1432هـ/15-12-2010م, 05:39 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 80 إلى آخر السورة]

{وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) وَآَتَيْنَاهُمْ آَيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ (82) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (84) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86) وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ (87) لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين} وروى معمر عن قتادة قال الحجر الوادي يذهب إلى انه اسم له). [معاني القرآن: 4/37]

تفسير قوله تعالى: {وَآَتَيْنَاهُمْ آَيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81)}

تفسير قوله تعالى: {وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ (82)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ينحتون من الجبال بيوتاً آمنين...} أن تخرّ عليهم. ويقال: آمنين للموت). [معاني القرآن: 2/91]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً آمنين} يريد: أمنوا أن تقع عليهم). [تفسير غريب القرآن: 239]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله عز وجل: {وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين} أي آمنين أن تسقط). [معاني القرآن: 4/37]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بيوتا آمنين} أي آمنوا أن تقع عليهم، لأنها بقيت في الجبل نقبا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فأخذتهم الصّيحة مصبحين} أي الهلكة، ويقال صيح بهم، أي أهلكوا). [مجاز القرآن: 1/354]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الصيحة}: الهلكة. يقال صيح بهم أي هلكوا). [غريب القرآن وتفسيره: 202]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الصَّيْحةُ}: العذاب). [العمدة في غريب القرآن: 174]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (84)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فاصفح الصفح الجميل} قال مجاهد هذا قبل أن يؤمر بالقتال). [معاني القرآن: 4/37]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ (87)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولقد آتيناك سبعاً مّن المثاني...}
يعني فاتحة الكتاب وهي سبع آيات في قول أهل المدينة وأهل العرق. أهل المدينة يعدون {أنعمت عليهم} آية. ... وحدثني حبّان عن الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عباس
قال: بسم الله الرّحمن الرّحيم آية من الحمد. وكان حمزة يعدّها آية وآتيناك (القرآن العظيم) ). [معاني القرآن: 2/91]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} مجازها: سبع آيات من المثاني، والمثاني هي الآيات فكأن مجازها: ولقد آتيناك سبع آيات من آيات القرآن، والمعنى وقع على أم الكتاب وهي سبع آيات، وإنما سميت آيات القرآن مثاني لأنها تتلو بعضها بعضاً فثنيت الأخيرة على الأولى، ولها مقاطع تفصل الآية بعد الآية حتى تنقضى السورة وهي كذا وكذا آية، وفي آية أخرى من الزمر تصديق ذلك:
{الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعرّ منه جلود الّذين يخشون ربّهم ثمّ}
مجازه مجاز آيات من القرآن يشبه بعضها بعضاً قال:


نشدتكم بمنزل الفرقان= أمّ الكتاب السّبعٍ من مثاني
ثنين من آيٍ من القرآن= والسبع سبع الطول الدّواني
وهي البقرة (2) وآل عمران (3) والنساء (4) والمائدة (5) والأنعام (6) والأعراف (7) والأنفال (8). ومجاز قول من نصب {والقرآن العظيم} على إعمال وآتيناك القرآن العظيم،
ومعناه ولقد آتيناك أم الكتاب وآتيناك سائر القرآن أيضاً مع أم الكتاب ومجاز قول من جر القرآن العظيم مجاز قولك، من المثاني ومن القرآن العظيم أيضاً وسبع آيات من المثاني ومن القرآن). [مجاز القرآن: 1/355-354]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {المثاني}: قالوا السبع الطوال وقالوا فاتحة الكتاب لأنها تثنى في الصلاة مع كل سورة). [غريب القرآن وتفسيره: 202]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم}
قيل: السبع من المثاني هي فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات، وإنما قيل لها المثاني لأنها يثنّى بها في كل ركعة من ركعات الصلاة، ويثنى بها مع ما يقرأ من القرآن.
ويجوز - واللّه - أعلم - أن يكون من المثاني أي مما أثني به على اللّه، لأن فيها حمد اللّه، وتوحيده وذكر ملائكته وملكه يوم الدّين.
وروي في التفسير أنه ما أعطيت أمّة كما أعطيت أمّة محمد - صلى الله عليه وسلم - من سورة الحمد.
فأما دخول " من " فهي ههنا تكون على ضربين، تكون للتبعيض من القرآن، أي ولقد آتيناك سبع آيات من جملة الآيات التي يثنى بها على اللّه - عزّ وجلّ - وآتيناك القرآن العظيم، ويجوز أن يكون السبع هي المثاني، وتكون " من " الصفة كما قال عزّ وجلّ: {فاجتنبوا الرّجس من الأوثان}.
المعنى اجتنبوا الأوثان، لا أنّ بعضها رجس.
ويجوز أن يكون المعنى سبعا مثاني على هذا القياس، ويدل على القول الأول قوله عزّ وجلّ: {اللّه نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني}..
وقيل سبعا من المثاني: السبع الطوال، من البقرة إلى الأعراف ستّ، واختلفوا في السابعة، فقال بعضهم: سورة يونس، وقيل الأنفال وبراءة، وإنّما سميت مثاني لذكر الأقاصيص فيها مثناة.
ويجوز (والقرآن العظيم) بالخفض، ولكن لا تقرأنّ به إلا أن تثبت به رواية صحيحة). [معاني القرآن: 3/186-185]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} روى عبد خير عن علي بن أبي طالب أنه قال في قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} يعني فاتحة الكتاب وكذلك قال أبو هريرة هي فاتحة الكتاب وليس فيها بسم الله الرحمن الرحيم وكذلك روى أبو يحيى عن مجاهد وكذلك روى معمر عن قتادة وروى سفيان بن منصور عن مجاهد عن ابن عباس قال آتيناك سبعا من المثاني قال السبع الطول وكذلك روى شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال السبع الطول البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس كذلك في الحديث وكذلك قال الضحاك هي السبع الطول وكذلك روى ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه قال السبع المثاني والقرآن العظيم أم القرآن قال الضحاك القرآن العظيم سائره وقد صح عن علي بن أبي طالب أنه قال السبع المثاني الحمد وقال به قتادة وفسر معناه قال لأن فاتحة الكتاب تثنى في كل ركعة فريضة أو نافلة والمعنى على هذا القول ولقد آتيناك سبع آيات مما يثنى في الصلاة ومن ههنا لبيان الجنس على هذا القول كما قال تعالى: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان} ويجوز أن يكون المعنى مما يثنى به على الله لأن في الحمد ثناء على الله وذكر توحيده وملكه يوم الدين وتكون من على هذا القول لبيان الجنس أيضا ويجوز أن تكون للتبعيض ويكون المعنى ولقد آتيناك سبع آيات من المثاني أي من القرآن الذي يثنى فيه الآيات والقصص ويثنى فيه على الله وهذا أحسن وهو مذهب أبي مالك لأنه قال المثاني القرآن وأما من قال هي السبع الطول فقد فسر سعيد بن جبير مذهبه فقال لأنه تثنى فيها الحدود والفرائض فتكون من على هذا لبيان الجنس
ويجوز أن تكون للتبعيض على ما تقدم وروى أبو عبيد أن سفيان بن عيينة كان يتلو هذه الآية يتأولها على حديث النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يتغن بالقرآن
قال أي يستغني به قال فأمر الله جل وعز النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغني بالقرآن عن المال فقال تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} ). [معاني القرآن: 4/41-38]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {المَثانِي}: المثاني). [العمدة في غريب القرآن: 174]

تفسير قوله تعالى: {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم} أي أصنافا منهم). [تفسير غريب القرآن: 239]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( (لا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين}
{أزواجا منهم} أي أمثالا في النّعم.
{واخفض جناحك للمؤمنين} أي ألن جانبك للمؤمنين، أي لمن آمن بك وبما أتيت به). [معاني القرآن: 3/186]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم} وروى عن عبد الله بن عمر أنه قال من حفظ القرآن
فرأى أن أحدا أعطى أفضل مما أعطى فلقد صغر عظيما وعظم صغيرا
قال مجاهد في قوله تعالى: {لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم} قال الأغنياء الأشباه أي أمثال في النعم والأزواج في اللغة الأصناف). [معاني القرآن: 4/42-41]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أزواجا منهم} أي أصنافا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّي أنا النّذير المبين...}
{كما أنزلنا على المقتسمين...}
يقول: أنذرتكم ما أنزل بالمقتسمين. والمقتسمون رجال من أهل مكّة بعثهم أهل مكّة على عقابها أيّام الحجّ فقالوا: إذا سألكم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم فقولوا: كاهن.
وقالوا لبعضهم قولوا: ساحر، ولبعضهم: يفرق بين الاثنين ولبعضهم قولوا: مجنون، فأنزل الله تبارك وتعالى بهم خزياً فماتوا أو خمسةٌ منهم شرّ ميتة فسمّوا المقتسمين لأنهم اقتسموا طرق مكّة). [معاني القرآن: 2/92-91]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {كما أنزلنا على المقتسمين} أي على الذين اقتسموا). [مجاز القرآن: 1/355]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {المقتسمين}: قوم تحالفوا على عضه النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وأن يذيعوا ذلك بكل طريق، ويخبروا به النّزّاع إليهم). [تفسير غريب القرآن: 239]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {كما أنزلنا على المقتسمين * الّذين جعلوا القرآن عضين}
يروى أنّ المشركين قالوا أساطير الأولين، وقالوا سحر، وقالوا شاعر.وقالوا كاهن.
فقسّموه هذه الأقسام، وعضوه أعضاء.
ويروى أن أهل الكتاب هم المقتسمون، آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه.
وقالوا نحوا مما روي عن المشركين). [معاني القرآن: 3/186]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقل إني أنا النذير المبين كما أنزلنا على المقتسمين} في الكلام حذف والمعنى وقل إني أنا النذير المبين عقابا كما أنزلنا على المقتسمين وفي المقتسمين أقوال:
أحدها إنهم قوم تحالفوا على عضه النبي صلى الله عليه وسلم والقول الآخر أنه روى الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس في قوله تعالى: {كما أنزلنا على المقتسمين}
فقال اليهود والنصارى الذين جعلوا القرآن عضين قال آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه وقال الضحاك المقتسمين أهل الكتاب مزقوا الكتب وفرحوا بما عندهم منها
وقال مجاهد المقتسمين أهل الملل قال ابن جريج وقال عطاء هم المشركون من قريش مزقوا القول في القرآن فقال بعضهم هو شعر وقال بعضهم هو سحر
وقال بعضهم هو أساطير الأولين فذلك العضون وقال عكرمة عضين سحر وكان أبو عبيدة يذهب إلى ان عضين مأخوذ من الأعضاء.
قال أبو جعفر وهو قول حسن أي فرقوا القول وأنشد:
وليس دين الله بالمعضى
أي المفرق
وكان الفراء يذهب إلى أنه مأخوذ من العضاة وهي شجر وكان الكسائي يذهب إلى أنه يجوز أن يكون مأخوذا منهما). [معاني القرآن: 4/44-42]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {المقتسمين} قوما تحالفوا على عضه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي على الأخذ منه والأذى له). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 127]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ (91)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {الّذين جعلوا القرآن عضين...}
يقول: فرّقوه إذ جعلوه سحراً وكذباً وأساطير الأولين. والعضون في كلام العرب: السحر بعينه. ويقال: عضّوه أي فرّقوه كما تعضّى الشاة والجزور. وواحدة العضين عضة رفعها عضون ونصبها وخفضها عضين. ومن العرب من يجعلها بالياء على كل حال ويعرب نونها فيقول: عضينك، ومررت بعضينك وسنينك وهي كثيرة في أسد وتميم وعامر.
أنشدني بعض بني عامر:

ذراني من نجدٍ فإن سنينه = لعبن بنا شيبا وشيّبننا مردا
متى ننج حبواً من سنينٍ ملحّةٍ = نشمّر لأخرى تنزل الأعصم الفردا
وأنشد في بعض بني أسد:
* مثل المقالي ضربت قلينها *
من القلة وهي لعبة للصبيان، وبعضهم:
* إلى برين الصفر الملويات *
وواحد البرين برة. ومثل ذلك الثّبين وعزينٌ يجوز فيه ما جاز في العضين والسنين.
وإنما جاز ذلك في هذا المنقوص الذي كان على ثلاثة أحرف فنقصت لامه، فلمّا جمعوه بالنون توهّموا انه فعول إذا جاءت الواو وهي واو جماعٍ، فوقعت في موضع الناقص، فتوهّموا أنها الواو الأصلية وأن الحرف على فعول؛ ألا ترى أنهم لا يقولون ذلك في الصالحين والمسلمين وما أشبهه. وكذلك قولهم الثبات واللغات، وربما عرّبوا التاء منها بالنصب والخفض وهي تاء جماع ينبغي أن تكون خفضا في النصب والخفض، فيتوهّمون أنها هاء، وأن الألف قبلها من الفعل.
وأنشدني بعضهم:
إذا ما جلاها بالأيام تحيرت = ثباتاً عليها ذلّها واكتئابها
وقال أبو الجراح في كلامه: ما من قوم إلا وقد سمعنا لغاتهم – ... رجع أبو الجراح في كلامه عن قول لغاتهم - ولا يجوز ذلك في الصالحات والأخوات لأنها تامّة لم ينقص من واحدها شيء، وما كان من حرف نقص من أوّله مثل زنة ولدة ودية فإنه لا يقاس على هذا لأن نقصه من أوّله لا من لامه فما كان منه مؤنّثا أو مذكّرا فأجره على التامّ مثل الصالحين والصالحات تقول رأيت لداتك ولديك ولا تقل لدينك ولا لداتك إلا أن يغلط بها الشاعر فإنه ربما شبّه الشيء بالشيء إذا خرج عن لفظه، كما لم يجر بعضهم أبو سمّان والنون من أصله من السمن لشبهه بلفظ ريّان وشبهه). [معاني القرآن: 2/93-92]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {جعلوا القرآن عضين} أي عضوه أعضاء، أي فرّقوه فرقاً،
قال رؤبة:
وليس دين الله بالمعضّى). [مجاز القرآن: 1/355]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {الّذين جعلوا القرآن عضين}
وقال: {عضين} وهو من "الأعضاء" وواحده "العضة" مثل "العزين" واحده "العزة"). [معاني القرآن: 2/64]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {عضين}: فرقوه. عضوه أعضاء فآمنوا ببعض ولم يؤمنواببعض. والعضة الكذب وجمعه عضون وهو من العضيهة.
وقال بعض المفسرين جعلوه سحرا والعرب تقول للسحر العضة. وقال الشاعر: للماء من عضاتهن زمزمة). [غريب القرآن وتفسيره: 203-202]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الّذين جعلوا القرآن عضين} أي فرّقوه وعضّوه.
قال رؤبة: وليس دين اللّه بالمعضى
ويقال: فرّقوا القول فيه. فقالوا: شعر. وقالوا: سحر. وقالوا: كهانة. وقالوا: أساطير الأولين.
وقال عكرمة: العضه: السحر، بلسان قريش. يقولون للساحرة: عاضهة.
وفي [الحديث]: «لعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم العاضهة والمستعضهة» ). [تفسير غريب القرآن: 240-239]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {كما أنزلنا على المقتسمين * الّذين جعلوا القرآن عضين }
يروى أنّ المشركين قالوا أساطير الأولين، وقالوا سحر، وقالوا شاعر.
وقالوا كاهن. فقسّموه هذه الأقسام، وعضوه أعضاء.
ويروى أن أهل الكتاب هم المقتسمون، آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه.
وقالوا نحوا مما روي عن المشركين). [معاني القرآن: 3/186] (م)
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {الذين جعلوا القرآن عضين} قال: عضوا فيه القول، أي: فرقوا فيه القول ؛ فقالت طائفة: هو سحر،
وقالت طائفة: هو شعر، وقالت طائفة: هو كهانة). [ياقوتة الصراط: 291]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عضين} أي فرقوا القول فيه، فقالوا: سحر، وقالوا: شعر، وقالوا: كهانة.
وقيل: معناه عضوه عضا، فآمنوا ببعض وكفروا ببعض. (العضة) السحر بلغة قريش).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 127]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عِضِين}: فرّقوه وجعلوه أعضاء). [العمدة في غريب القرآن: 174]

تفسير قوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92)}

تفسير قوله تعالى: {عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)}

تفسير قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فاصدع بما تؤمر...}
ولم يقل: بما تؤمر به - والله أعلم - أراد: فاصدع بالأمر. ولو كان مكان (ما) من أو ما مما يراد به البهائم لأدخلت بعدها الباء كما نقول: اذهب إلى من تؤمر به واركب ما تؤمر به، ولكنه في المعنى بمنزلة المصدر؛ ألا ترى أنك تقول: ما أحسن ما تنطلق لأنك تريد: مما أحسن انطلاقك، وما أحسن ما تأمر إذا أمرت لأنك تريد ما أحسن أمرك.
ومثله قوله: {يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله} كأنه قيل له: افعل الأمر الذي تؤمر.ولو أريد به إنسان أو غيره لجاز وإن لم يظهر الباء لأن العرب قد تقول: إني لآمرك وآمر بك وأكفرك وأكفر بك في معنى واحد.
ومثله كثير، منه قولهم:
إذا قالت حذام فأنصتوها = فإنّ القول ما قالت حذام
يريد: فانصتوا لها، وقال الله تبارك وتعالى {ألا إنّ ثمود كفروا ربّهم} وهي في موضع {يكفرون بالله} و{كفروا بربهم} واصدع: أظهر دينك). [معاني القرآن: 2/94-93]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فاصدع بما تؤمر} أي افرق وامضه، قال أبو ذؤيب:
وكأنهن ربابةٌ وكأنه يسرٌ= يفيض على القداح ويصدع
أي يفرّق على القداح أي بالقداح). [مجاز القرآن: 1/355]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فاصدع بما تؤمر}: أي امض لما تؤمر به). [غريب القرآن وتفسيره: 203]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فاصدع بما تؤمر} أي أظهر ذلك. وأصله الفرق والفتح.
يريد: أصدع الباطل بحقّك). [تفسير غريب القرآن: 240]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين }
قيل في التفسير اجهر بالقرآن، ويكون - واللّه أعلم - فاصدع بما تؤمر.
أي أبن ما تؤمر به، وأظهره، وأخذ ذلك من الصّديع وهو الصبح.
قال الشاعر:
كأنّ بياض غرّته الصديع
وتأويل الصّدع في الزّجاج، أو في الحائط، أن يبين بعض الشيء عن بعض). [معاني القرآن: 3/187-186]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين} قال مجاهد أي اجهر بالقرآن في الصلاة
قال ومنه تصدع القوم إذا افترقوا قال ومنه الصداع لأنه انفراق قبائل الرأس
قال أبو جعفر ومعروف عند أهل اللغة أنه يقال صدع بالحق إذا أبانه وأظهره وكأنه أبن وأظهر وأنشد أبو عبيدة لأبي ذؤيب يصف عيرا وأتنا وأنه يحكم فيها:
وكأنهن ربابه وكأنه = يسر يفيض على القداح ويصدع
ومن هذا قيل للصبح صديع كما قال
كأن بياض لبته صديع
وأبو العباس يذهب إلى أن المعنى فاصدع الباطل بما تؤمر به أي افرق). [معاني القرآن: 4/45-44]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فاصدع بما تؤمر}: فاقصد). [ياقوتة الصراط: 292]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فاصدع بما تؤمر} أي أظهره. وقيل: افرق به بين الحق والباطل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 127]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَاصْدَعْ}: امض لما أمرت). [العمدة في غريب القرآن: 174]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّا كفيناك المستهزئين }
قيل هؤلاء جماعة من المشركين، خمسة نفر كانوا يستهزئون برسول اللّه صلى الله عليه وسلم فنزلت بهم آفات مات أكثرهم منها، وعمي واحد منهم.
والخمسة سمّوا في التفسير منهم الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، وعدي بن قيس، والأسود بن المطلب، والأسود بن عبد يغوث.
أعلم اللّه أنهم من المشركين بقوله:{الّذين يجعلون مع اللّه إلها آخر} ). [معاني القرآن: 3/187]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إنا كفيناك المستهزئين}
حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن نافع قال نا سلمة بن شعيب بن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وعثمان الجزري عن مقسم عن ابن عباس في قوله تعالى: {إنا كفيناك المستهزئين} قالا المستهزئون الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وعدي بن قيس والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب مروا رجلا رجلا على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل عليه السلام فإذا رجل منهم قال له جبريل كيف تجد هذا فيقول بئس عبد الله فيقول جبريل كفيناكه
فأما الوليد ابن المغيرة فتردى فتعلق سهم بردائه فذهب يجلس فقطع أكحله فنزف فمات
وأما الأسود بن عبد يغوث فأتى بغصن فيه شوك فضرب به وجهه فسالت حدقتاه على وجهه وكان يقول دعوت على محمد دعوة ودعى علي دعوة فاستجيب لي واستجيب له دعا علي أن أعمى فعميت ودعوت عليه أن يكون وحيدا طريدا في أهل يثرب فكان كذلك
وأما العاص بن وائل فوطئ على شوكة فتساقط لحمه عن عظامه حتى هلك
وأما الأسود بن المطلب وعدي بن قيس فإن أحدهما قام في الليل وهو مطمئن ليشرب من جرة فلم يزل يشرب حتى انفتق بطنه فمات وأما الآخر فلدغته حية فمات).[معاني القرآن: 4/48-46]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97)}

تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين} أي كن من المصلين). [معاني القرآن: 4/48]

تفسير قوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {حتّى يأتيك اليقين} أي الموت). [تفسير غريب القرآن: 240]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين}
أي: حتّى يأتيك الموت، كما قال عيسى ابن مريم:{وأوصاني بالصّلاة والزّكاة ما دمت حيّا}.
فإن قال قائل كيف تكون عبادة لغير الحي، أي كيف يعبد الإنسان وهو ميّت؟
فإنّ مجاز هذا الكلام مجاز " أبدا "، المعنى اعبد ربك أبدا، واعبده إلى الممات، لأنه لو قيل: اعبد ربك - بغير التوقيت - لجاز إذا عبد الإنسان مرة أن يكون مطيعا،
فإذا قال حتى يأتيك اليقين، أي أبدا وما دمت حيّا، فقد أمرت بالإقامة على العبادة). [معاني القرآن: 3/187]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}
قال سالم بن عبد الله ومجاهد أي الموت
قال أبو جعفر ونظير هذا وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا
والفائدة في هذا أنه لو قال واعبد ربك مطلقا ثم عبده مرة واحدة كان مطيعا وإذ ا قال ما دمت حيا أو أبدا أو حتى يأتيك اليقين كان معناه لا تفارق هذا). [معاني القرآن: 4/48-7]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {اليقين} هاهنا: الموت). [ياقوتة الصراط: 292]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اليقين} الموت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 127]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اليَقِينُ}: الموت). [العمدة في غريب القرآن: 175]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة