العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الزخرف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 04:29 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الزخرف [من الآية(26)إلى الآية(30)]

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ (30) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 04:30 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) )

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن قتادة في قوله تعالى إنني براء مما تعبدون قال يقول أي براء مما تعبدون إلا الذي خلقني). [تفسير عبد الرزاق: 2/195]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقال غيره: {إنّني براءٌ ممّا تعبدون} [الزخرف: 26] : " العرب تقول: نحن منك البراء والخلاء، والواحد والاثنان والجميع، من المذكّر والمؤنّث، يقال فيه: براءٌ، لأنّه مصدرٌ، ولو قال: بريءٌ لقيل في الاثنين: بريئان، وفي الجميع: بريئون " وقرأ عبد اللّه: «إنّني بريءٌ» بالياء). [صحيح البخاري: 6/130]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره إنّني براءٌ ممّا تعبدون العرب تقول نحن منك البراء والخلاء الواحد والاثنان والجميع من المذكّر والمؤنّث سواءٌ يقال فيه براءٌ لأنّه مصدرٌ ولو قيل بريءٌ لقيل في الاثنين بريئان وفي الجميع بريئون قال أبو عبيدة قوله إنّني براءٌ مجازها لغةٌ عاليةٌ يجعلون الواحد والاثنين والثّلاثة من المذكّر والمؤنّث على لفظٍ واحدٍ وأهل نجدٍ يقولون أنا بريءٌ وهي بريئةٌ ونحن براءٌ قوله وقرأ عبد اللّه إنّني بريءٌ بالياء وصله الفضل بن شاذان في كتاب القراءات بإسناده عن طلحة بن مصرّفٍ عن يحيى بن وثّابٍ عن علقمة عن عبد اللّه بن مسعودٍ). [فتح الباري: 8/568]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره: {إنّني براءٌ ممّا تعبدون} (الزخرف: 26) العرب تقول نحن منك البراء والخلاء والواحد والاثنان والجمع من المذكّر والمؤنث يقال فيه براءٌ لأنّه مصدرٌ ولو قال بريءٌ لقيل في الاثنين بريآن وفي الجمع بريؤن: وقرأ عبد الله إنّني بريءٌ بالياء.
أي: وقال غير مجاهد لأن ما قبله قوله مجاهد، وليس في بعض النّسخ لفظ، وقال غيره: قوله: (إنّني براء) ، وأوله: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنّني براء} (الزخرف: 26) يعني: واذكر يا محمّد إذ قال إبراهيم إلى آخره، وهذا كله ظاهر. قوله: (يقال فيه براء) ، لأنّه مصدر وضع موضع النّعت. يقال: برئت منك ومن الدّيون والعيوب براءة، وبرئت من المرض براء بالضّمّ، وأهل الحجاز يقولون: ابرأت من المرض براء بالفتح. قوله: (وفي الجمع: بريئون) ، ويقال أيضا: برآء مثل فقيه وفقهاء، وبراء أيضا بكسر الباء مثل: كريم وكرام، وأبراء مثل شريف وأشراف، وأبرياء مثل نصيب وأنصباء، وفي المؤنّث، يقال: امرأة بريئة وهما بريئتان وهن بريئات وبرايا، وهذه لغة أهل نجد، والأولى لغة أهل الحجاز. قوله: (وقرأ عبد الله) ، أي: ابن مسعود، ذكره الفضل بن شاذان في كتاب (القراءات) بإسناده عن طلحة بن مصرف عن يحيى بن وثاب عن علقمة عن عبد الله). [عمدة القاري: 19/159-160]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({إنني}) ولأبي ذر والأصيلي وقال غيره أي غير مجاهد: إنني ({براء مما تعبدون}) [الزخرف: 26] (العرب تقول نحن منك البراء) منك (والخلاء) منك (والواحد والاثنان والجميع من المذكر والمؤنث يقال فيه براء) بلفظ واحد (لأنه مصدر) في الأصل وقع موقع الصفة وهي بريء (ولو قال) ولأبي ذر ولو قيل ({بريء} لقيل في الاثنين بريئان وفي الجميع بريئون}) وأهل نجد يقولون أنا بريء وهي بريئة ونحن برآء (وقرأ عبد الله) يعني ابن مسعود (إنني بريء بالياء) وصله الفضل بن شاذان في كتاب القراءة عنه). [إرشاد الساري: 7/333]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنّني براءٌ ممّا تعبدون (26) إلاّ الّذي فطرني فإنّه سيهدين (27) وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه لعلّهم يرجعون}.
يقول تعالى ذكره: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه} الّذين كانوا يعبدون ما يعبده مشركو قومك يا محمّد {إنّني براءٌ ممّا تعبدون} من دون اللّه، فكذّبوه، فانتقمنا منهم كما انتقمنا ممّن قبلهم من الأمم المكذّبة رسلها.
وقيل: {إنّني براءٌ ممّا تعبدون} فوضع البراء وهو مصدرٌ موضع النّعت، والعرب لا تثنّي البراء ولا تجمع ولا تؤنّث، فتقول: نحن البراء والخلاء: لما ذكرت أنّه مصدرٌ، وإذا قالوا: هو بريءٌ منك ثنّوا وجمعوا وأنّثوا، فقالوا: هما بريئان منك، وهم بريئون منك وذكر أنّها في قراءة عبد اللّه: (إنّني بريءٌ) بالياء، وقد يجمع بريءٌ: براءٌ وأبراء). [جامع البيان: 20/575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 26 - 28.
أخرج الفضل بن شاذان في كتاب القراءات بسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ: إنني بريء مما تعبدون بالياء). [الدر المنثور: 13/197]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه: إنني بريء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين: قال: إنهم يقولون إن الله ربنا (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) فلم يبرأ من ربه). [الدر المنثور: 13/198]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إلاّ الّذي فطرني} يقول: إنّي بريءٌ ممّا تعبدون من شيءٍ إلاّ من الّذي فطرني، يعني الّذي خلقني {فإنّه سيهدين} يقول: فإنّه سيقوّمني للدّين الحقّ، ويوفّقني لاتّباع سبيل الرّشد.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه} الآية قال: كايدهم، كانوا يقولون: إنّ اللّه ربّنا {ولئن سألتهم من خلق السّموات والأرض ليقولنّ اللّه} فلم يبرأ من ربّه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قوله: {إنّني براءٌ ممّا تعبدون} يقول: إنّني بريءٌ ممّا تعبدون إلاّ الّذي خلقني.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {إلاّ الّذي فطرني} قال: خلقني). [جامع البيان: 20/575-576]

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني ابن لهيعة عن أبي صخر عن القرظي: {وجعلها كلمة باقية في عقبه}، قال: الإسلام، {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون}). [الجامع في علوم القرآن: 2/146]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وجعلها كلمة باقية في عقبه قال التوحيد والإخلاص لا يزال في ذريته من يوحد الله ويعبده). [تفسير عبد الرزاق: 2/196]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ليثٍ عن مجاهدٍ {وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه} قال: لا إله إلّا اللّه [الآية: 28]). [تفسير الثوري: 270]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ليثٍ عن عكرمة {وجعلها كلمة باقية} قال: لا إله إلّا اللّه). [تفسير الثوري: 270]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو أسامة، عن زائدة، عن منصورٍ، عن إبراهيم {لعلّهم يرجعون} قال: يتوبون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 420-421]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {في عقبه} [الزخرف: 28] : «ولده» ). [صحيح البخاري: 6/130]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله في عقبه ولده وصله عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ بلفظه والمراد بالولد الجنس حتّى يدخل فيه ولد الولد وإن سفل وقال عبد الرّزّاق في عقبه لا يزال في ذرّيّته من يوحّد اللّه عزّ وجلّ). [فتح الباري: 8/567]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال عبد بن حميد أخبرني شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {في عقبه} 28 الزخرف قال في ولده). [تغليق التعليق: 4/307]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 5 الزخرف {أفنضرب عنكم الذّكر صفحا} قال تكذبون بالقرآن فلا تعاقبون فيه
وفي قوله 8 الزخرف {ومضى مثل الأوّلين} قال سننهم
وفي قوله 13 الزخرف {وما كنّا له مقرنين} الإبل والخيل والبغال والحمير
وفي قوله 18 الزخرف {أو من ينشأ في الحلية} قال الجواري جعلتموهن للرحمن ولدا فكيف تحكمون
وفي قوله 20 الزخرف {لو شاء الرّحمن ما عبدناهم} قال الأوثان قال الله 20 الزخرف {ما لهم بذلك من علم إن هم إلّا يخرصون} ما يعلمون قدرة الله على ذلك
وبه في قوله 28 الزخرف {وجعلها كلمة باقية في عقبه} قال لا إله إلّا الله). [تغليق التعليق: 4/306] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (في عقبه: ولده
أشار به إلى قوله تعالى: {وجعلها كلمة باقية في عقبة لعلّهم يرجعون} (الزخرف: 28) وفسّر العقب بالولد والمراد به الجنس حتّى يدخل ولد الولد، وقال ابن فارس: بل الورثة كلهم عقب، والكلمة الباقية. قوله: (لا إله إلّا الله) ). [عمدة القاري: 19/159]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({في عقبه}) أي (ولده) فيكون منهم أبدًا من يوحّد الله ويدعو إلى توحيده). [إرشاد الساري: 7/333]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه} يقول تعالى ذكره: وجعل قوله: {إنّني براءٌ ممّا تعبدون إلاّ الّذي فطرني} وهو قول: لا إله إلاّ اللّه، كلمةً باقيةً في عقبه، وهم ذرّيّته، فلم يزل في ذرّيّته من يقول ذلك من بعده.
وقد اختلف أهل التّأويل في معنى الكلمة الّتي جعلها خليل الرّحمن باقيةً في عقبه، فقال بعضهم بنحو الّذي قلنا في ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، {وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه} قال: لا إله إلاّ اللّه.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وجعلها كلمةً باقيةً} قال: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، والتّوحيد لم يزل في ذرّيّته من يقولها من بعده.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه} قال: التّوحيد والإخلاص، ولا يزال في ذرّيّته من يوحّد اللّه ويعبده.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه} قال: لا إله إلاّ اللّه.
وقال آخرون: الكلمة الّتي جعلها باقيةً في عقبه اسم الإسلام.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه} قال: الإسلام، وقرأ: {أسلمت لربّ العالمين} قال: جعل هذه باقيةً في عقبه قال: الإسلام، وقرأ {هو سمّاكم المسلمين من قبل} فقرأ {واجعلنا مسلمين لك}.
وبنحو ما قلنا في معنى العقب قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {في عقبه} قال: ولده.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه} قال: يعني من خلفه.
- حدّثني محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {في عقبه} قال: في عقب إبراهيم آل محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم قال: حدّثنا ابن أبي فديكٍ قال: حدّثنا ابن أبي ذئبٍ، عن ابن شهابٍ، أنّه كان يقول: العقب: الولد، وولد الولد.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ {في عقبه} قال: عقبه: ذرّيّته.
وقوله: {لعلّهم يرجعون} يقول: ليرجعوا إلى طاعة ربّهم، وينيبوا إلى عبادته، ويتوبوا من كفرهم وذنوبهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {لعلّهم يرجعون} أي يتوبون، أو يذكرون). [جامع البيان: 20/576-579]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله في عقبه يعني ولده). [تفسير مجاهد: 581]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة {وجعلها كلمة باقية في عقبه} قال: في الإسلام أوصى بها ولده). [الدر المنثور: 13/198]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد {وجعلها كلمة باقية في عقبه} قال: لا إله إلا الله (في عقبه) قال:ولده). [الدر المنثور: 13/198]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة (وجعلها كلمة باقية في عقبه) قال: الإخلاص والتوحيد لا يزال في ذريته من يوحد الله ويعبده). [الدر المنثور: 13/198]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات " عن قتادة: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) قال: شهادة أن لا إله إلا الله والتوحيد، لايزال في ذريته من يقولها من بعده {لعلهم يرجعون} قال: يتوبون أو يذكرون). [الدر المنثور: 13/198-199]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس {وجعلها كلمة باقية في عقبه} قال: لا إله إلا الله في عقبه قال: عقب إبراهيم ولده). [الدر المنثور: 13/199]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الزهري قال: عقب الرجل ولده الذكور والإناث وأولاد الذكور). [الدر المنثور: 13/199]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عبيدة قال: قلت لإبراهيم: ما العقب قال: ولده الذكر). [الدر المنثور: 13/199]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عطاء في رجل أسكنه رجل له ولعقبه من بعده أتكون امرأته من عقبه قال: لا ولكن ولده عقبه). [الدر المنثور: 13/199]

تفسير قوله تعالى: (بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {بل متّعت هؤلاء وآباءهم حتّى جاءهم الحقّ ورسولٌ مبينٌ (29) ولمّا جاءهم الحقّ قالوا هذا سحرٌ وإنّا به كافرون}.
يقول تعالى ذكره: {بل متّعت} يا محمّد {هؤلاء} المشركين من قومك {وآباءهم} من قبلهم بالحياة، فلم أعاجلهم بالعقوبة على كفرهم {حتّى جاءهم الحقّ} يعني جلّ ثناؤه بالحقّ: هذا القرآن: يقول: لم أهلكهم بالعذاب حتّى أنزلت عليهم الكتاب، وبعثت فيهم رسولاً مبينًا.
يعني بقوله: {ورسولٌ مبينٌ} محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، والمبين: أنّه يبيّن لهم بالحجج الّتي يحتجّ بها عليهم أنّه للّه رسولٌ محقٌّ فيما يقول). [جامع البيان: 20/579]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 29 – 30
أخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {بل متعت هؤلاء} برفع التاء). [الدر المنثور: 13/199]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين} قال: هذا قول أهل الكتاب لهذه الأمة وكان قتادة رضي الله عنه يقرؤها {بل متعت هؤلاء} بنصب التاء). [الدر المنثور: 13/199-200]

تفسير قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {ولمّا جاءهم الحقّ} يقول جلّ ثناؤه: ولمّا جاء هؤلاء المشركين القرآن من عند اللّه، ورسولٌ من اللّه أرسله إليهم بالدّعاء إليه {قالوا هذا سحرٌ} يقول: قالوا: هذا الّذي جاءنا به هذا الرّسول سحرٌ يسحرنا به، ليس بوحي من اللّه {وإنّا به كافرون} يقول: قالوا: وإنّا به جاحدون، ننكر أن يكون هذا عند من اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، في قوله: {ولمّا جاءهم الحقّ قالوا هذا سحرٌ وإنّا به كافرون} قال: هؤلاء قريشٌ قالوا القرآن الّذي جاء به محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم: هذا سحرٌ). [جامع البيان: 20/579-580]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي: {ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر} قال: هؤلاء قريش قالوا للقرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم: هذا سحر). [الدر المنثور: 13/200]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 04:33 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّني براء مّمّا تعبدون...}.
العرب تقول: نحن منك البراء والخلا، والواحد والاثنان , والجميع من المؤنث والمذكر يقال فيه: براء؛ لأنه مصدر، ولو قال: (بريء) : لقيل في الاثنين: بريئان، وفي القوم: بريئون وبرءاء، وهي في قراءة عبد الله: {إنّني برئٌ مّمّا تعبدون}, ولو قرأها قارئ كان صوابا موافقا لقراءتنا؛ لأن العرب تكتب: يستهزئ , يستهزأ , فيجعلون الهمزة مكتوبة بالألف في كل حالاتها.
يكتبون شيء شيئا , ومثله كثير في مصاحف عبد الله، وفي مصحفنا: ويهيئ لكم، ويهيأ بالألف). [معاني القرآن: 3/30]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وإذ قال إبراهيم} معناها: وقال إبراهيم.
{إنّني براءٌ}: مجازها بلغة علوية يجعلون الواحد, والاثنين, والثلاثة من الذكر والأنثى على لفظ واحد , وأهل نجد يقولون: أنا بريء , وهي بريئة , ونحن براء للجميع). [مجاز القرآن: 2/203]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنّني براء مّمّا تعبدون}
وقال: {إنّني براء مّمّا تعبدون}: تقول العرب "أنا براءٌ منك"). [معاني القرآن: 4/13]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({إنني براء}: البراء والخلاء لا يجمعان ولا يؤنثان لأنهما مصدران بلغة العلوية يجعلون الواحد والاثنين والثلاثة من الذكر والأنثى على لفظ واحد، وأهل نجد يقولون أنا بريء وهي بريئة ونحن براء من الجميع).[غريب القرآن وتفسيره: 333]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنّني براء ممّا تعبدون * إلّا الّذي فطرني فإنّه سيهدين}
{براء}: بمعنى بريء ممّا تعبدون، والعرب تقول للواحد منها: أنا البراء منك، وكذلك الاثنان والجماعة , والذكر والأنثى يقولون: نحن البراء منك والخلاء منك، ولا يقولون: نحن البراءان منك ولا البراءون.
وإنما المعنى: إنا ذوو البراء منك, ونحن ذوو البراء منك كما تقول: رجل عدل, وامرأة عدل, وقوم عدل، والمعنى: ذوو عدل, وذوات عدل). [معاني القرآن: 4/408-409]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون}
وفي قراءة: (إنني بريء) .
وحكى الفراء: أن قوما يكتبون الهمزة في كل موضع ألفا, فعلى هذا يقرأ بريء, وإن كان في السواد بالألف, ومن قرأ براء قال: في الاثنين, والجميع براء أيضا, بمعنى ذوي براء). [معاني القرآن: 6/348]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَرَاء}: المباراة). [العمدة في غريب القرآن: 268]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إلّا الّذي فطرني فإنّه سيهدين}
المعنى إنا نتبرأ مما تعبدون إلا من الله عزّ وجلّ، ويجوز أن يكون "إلا" بمعنى لكن فيكون المعنى: لكن الذي فطرني, فإنه سيهدين). [معاني القرآن: 4/409]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {إلا الذي فطرني فإنه سيهدين}
قال قتادة: أي خلقني.
قال أبو جعفر: يجوز أن يكون استثناء من الأول, ويجوز أن يكون {إلا} بمعنى لكن). [معاني القرآن: 6/349]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه...}.
اسم الإسلام، يقول لازمة لمن اتبعه، وكان من ولده، لعل أهل مكة يتبعون هذا الدين؛ إذا كانوا من ولد إبراهيم صلى الله عليه وسلم , فذلك قوله: {لعلّهم يرجعون} إلى دينك, ودين إبراهيم صلى الله عليهما وسلم). [معاني القرآن: 3/31]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه} يعني: «لا إله إلا اللّه»). [تفسير غريب القرآن: 397]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلّهم يرجعون}
يعني بها كلمة التوحيد: وهي لا إله إلا اللّه , باقية في عقب إبراهيم، لا يزال من ولده من يوحد اللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 4/409]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وجعلها كلمة باقية في عقبة لعلهم يرجعون}
قال مجاهد: كلمة باقية: {لا إله إلا الله}
وقال قتادة: التوحيد , والإخلاص في عقبه.
وقال مجاهد: في ولده.
قال قتادة: لا يزال من ولد إبراهيم من يعبد الله جل وعز إلى يوم القيامة.
وقوله جل وعز: {لعلهم يرجعون} إلى دينك, ودين إبراهيم صلى الله عليهما إذ كانوا من ولده). [معاني القرآن: 6/349-350]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ}: يعني لا إله إلا الله). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 222]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 04:35 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (والبرى على وجهين: البرى التراب مقصور يكتب بالياء، والبراء من قول الله عز وجل: {إنني براء مما تعبدون} والاثنان والثلاثة والمؤنث في البراء موحد، تقول نحن البراء منك، والنساء أيضا يقلن نحن البراء منك ممدود). [المقصور والممدود: 26]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) }

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الأصمعي: ..... والعَقِبُ الولد يبقى بعد الإنسان. وعَقِب القدم مؤخرها). [الغريب المصنف: 3/927]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ (30) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 05:46 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 05:46 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 05:50 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون * إلا الذي فطرني فإنه سيهدين * وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون * بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين * ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون}
المعنى: واذكر إذ قال إبراهيم، ولما ضرب تعالى المثل لمحمد صلى الله عليه وسلم بالنذر وجعلهم أسوة له، خص إبراهيم عليه السلام بالذكر لعظم منزلته، وذكر محمدا عليه الصلاة والسلام بمنابذة إبراهيم عليه السلام لقومه، أي: فافعل أنت فعله، وتجلد جلده، و"براء": صفة تجري على الواحد والاثنين والجمع، كعدل وزور، وقرأ جمهور الناس: "براء" بفتح الباء، وقرأت فرقة: "براء" بضم الباء، وفي مصحف عبد الله وقراءة الأعمش: "إني" بنون واحدة "بريء"، قال الفراء: "ومن الناس من يكتب شكل الهمزة المخففة ألفا في كل موضع، ولا يراعي حركة ما قبلها"، قال: "فربما كان خط مصحف عبد الله بألف كما في مصحف الجماعة، لكن كان يلفظ بها بكسر الراء".
وقوله تعالى: {إلا الذي فطرني} قالت فرقة: الاستثناء متصل، وكانوا يعرفون الله ويعظمونه، إلا أنهم كانوا يشركون معه أصنامهم، فكأن إبراهيم عليه السلام قال لهم: أنا لا أوافقكم إلا على عبادة الله الفاطر، وقالت فرقة: الاستثناء منقطع، والمعنى: لكن الذي فطرني معبودي، وعلى هذا فلم يكونوا يعبدون الله تعالى لا قليلا ولا كثيرا، وعلل إبراهيم عليه السلام لقومه عبادته لله تعالى، بأنه الهادي المنجي من العذاب، وفي هذا استدعاء لهم وترغيب لهم في الله تعالى وتطميع برحمته). [المحرر الوجيز: 7/ 542]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في قوله تعالى: "وجعلها" قالت فرقة: ذلك عائد على كلمته بالتوحيد في قوله: "إنني براء"، وقال مجاهد، وقتادة، والسدي: ذلك مراد به: "لا إله إلا الله"، وعاد الضمير عليها وإن كانت لم يجر لها ذكر لأن اللفظ يتضمنها، وقال ابن زيد: المراد بذلك: الإسلام ولفظته، وذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ومن ذريتنا أمة مسلمة لك، وقوله: {إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين}، وقوله تعالى: {هو سماكم المسلمين من قبل}، والعقب: الذرية وولد الولد ما امتد فرعهم.
قوله تعالى: {بل متعت} الآية، كلام متصل بما قبله، لأنه لما قال تعالى: في عقبه وكانت قريش من عقبه اقتضى الكلام أن يقدر فيه: لكن هؤلاء ليسوا ممن بقيت الكلمة فيهم بل متعتهم، والمعنى في الآية: بل أمهلت هؤلاء ومتعتهم بالنعمة مع كفرهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين، وذلك هو شرع الإسلام، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم، و"متعت" بضم التاء هي قراءة الجمهور، وقرأ قتادة: "متعت" بفتح التاء الأخيرة على معنى: قل يا رب بل متعت، ورواها يعقوب عن نافع، وقرأ الأعمش: "بل متعنا"، وهي تعضد قراءة الجمهور، و"مبين" في هذه الآية يحتمل التعدي وترك التعدي). [المحرر الوجيز: 7/ 542-543]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ (30) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عنهم على جهة التقريع بأنهم قالوا للقرآن: هذا سحر، وأنهم كفروا به، وإنما جعلوه بزعمهم سحرا من حيث كان عندهم يفرق بين المرء وولده وزوجه، فجعلوه لذلك كالسحر، ولم ينظروا إلى الفرق في أن المفارق بالقرآن يفارق عن بصيرة في الدين، والمفارق بالسحر يفارق عن خلل في دينه). [المحرر الوجيز: 7/ 543]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:25 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنّني براءٌ ممّا تعبدون (26) إلا الّذي فطرني فإنّه سيهدين (27) وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه لعلّهم يرجعون (28) بل متّعت هؤلاء وآباءهم حتّى جاءهم الحقّ ورسولٌ مبينٌ (29) ولـمّا جاءهم الحقّ قالوا هذا سحرٌ وإنّا به كافرون (30) وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجلٍ من القريتين عظيمٍ (31) أهم يقسمون رحمة ربّك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدّنيا ورفعنا بعضهم فوق بعضٍ درجاتٍ ليتّخذ بعضهم بعضًا سخريًّا ورحمة ربّك خيرٌ ممّا يجمعون (32) ولولا أن يكون النّاس أمّةً واحدةً لجعلنا لمن يكفر بالرّحمن لبيوتهم سقفًا من فضّةٍ ومعارج عليها يظهرون (33) ولبيوتهم أبوابًا وسررًا عليها يتّكئون (34) وزخرفًا وإن كلّ ذلك لمّا متاع الحياة الدّنيا والآخرة عند ربّك للمتّقين (35)}
يقول تعالى مخبرًا عن عبده ورسوله وخليله إمام الحنفاء، ووالد من بعث بعده من الأنبياء، الّذي تنتسب إليه قريشٌ في نسبها ومذهبها: أنّه تبرّأ من أبيه وقومه في عبادتهم الأوثان، فقال: {إنّني براءٌ ممّا تعبدون. إلا الّذي فطرني فإنّه سيهدين. وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه} أي: هذه الكلمة، وهي عبادة اللّه تعالى وحده لا شريك له، وخلع ما سواه من الأوثان، وهي "لا إله إلّا اللّه" أي: جعلها دائمةً في ذرّيّته يقتدي به فيها من هداه اللّه من ذرّيّة إبراهيم، عليه السّلام، {لعلّهم يرجعون} أي: إليها.
وقال عكرمة، ومجاهدٌ، والضّحّاك، وقتادة، والسّدّيّ، وغيرهم في قوله تعالى: {وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه} يعني: لا إله إلّا اللّه، لا يزال في ذرّيّته من يقولها. وروي نحوه عن ابن عبّاسٍ.
وقال ابن زيدٍ: كلمة الإسلام. وهو يرجع إلى ما قاله الجماعة). [تفسير ابن كثير: 7/ 225]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {بل متّعت هؤلاء} يعني: المشركين، {وآباءهم} أي: فتطاول عليهم العمر في ضلالهم، {حتّى جاءهم الحقّ ورسولٌ مبينٌ} أي: بيّن الرّسالة والنّذارة). [تفسير ابن كثير: 7/ 225]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ (30) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({ولـمّا جاءهم الحقّ قالوا هذا سحرٌ وإنّا به كافرون} أي: كابروه وعاندوه ودفعوا بالصّدور والرّاح كفرًا وحسدًا وبغيًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 225]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة