العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 07:44 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة المرسلات [ من الآية (28) إلى الآية (40) ]

{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28) انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34) هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 07:45 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}. يقول: ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين بهذه النّعم الّتي أنعمتها عليكم من خلقي الكافرين بها). [جامع البيان: 23/600]

تفسير قوله تعالى: (انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {انطلقوا إلى ما كنتم به تكذّبون (29) انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ (30) لا ظليلٍ ولا يغني من اللّهب (31) إنّها ترمي بشررٍ كالقصر (32) كأنّه جمالتٌ صفرٌ (33) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}.
يقول تعالى ذكره: يقال لهؤلاء المكذّبين بهذه النّعم والحجج الّتي احتجّ بها عليهم يوم القيامة: {انطلقوا إلى ما كنتم به} في الدّنيا {تكذّبون} من عذاب اللّه لأهل الكفر به). [جامع البيان: 23/600]

تفسير قوله تعالى: (انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى إلى ظل ذي ثلث شعب قال هو كقوله نارا أحاط بهم سرادقها والسرادق الدخان دخان النار قد أحاط بهم سرادقها ثم تفرق فكان ثلاث شعب فقال انطلقوا إلى ظل ذي ثلث شعب شعبة هاهنا وشعبة هاهنا وشعبة هاهنا لا ظليل ولا يغنى من اللهب). [تفسير عبد الرزاق: 2/340]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ} يعني تعالى ذكره: إلى ظلّ دخانٍ ذي ثلاث شعبٍ {لا ظليلٍ}، وذلك أنّه يرتفع من وقودها الدّخان فيما ذكر، فإذا تصاعد تفرّق شعبًا ثلاثًا، فذلك قوله: {ذي ثلاث شعبٍ}.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ}. قال: دخان جهنّم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ}. قال: هو كقوله: {نارًا أحاط بهم سرادقها}. قال: والسّرادق: دخان النّار، فأحاط بهم سرادقها، ثمّ تفرّق، فكان ثلاث شعبٍ، فقال: انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ: شعبةٌ ههنا، وشعبةٌ ههنا، وشعبةٌ ههنا {لا ظليلٍ ولا يغني من اللّهب}). [جامع البيان: 23/600]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إلى ظل ذي ثلاث شعب يعني عن دخان جهنم). [تفسير مجاهد: 2/716]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد {ظل ذي ثلاث شعب} دخان جهنم). [الدر المنثور: 15/180]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق عن الكلبي في قوله: {ظل ذي ثلاث شعب} قال: هو كقوله: (نار أحاط بهم سرادقها) (سورة الكهف الآية 29) والسرادق الدخان دخان النار فأحاط بهم سرادقها ثم تفرق فكان ثلاث شعب شعبة ههنا وشعبة ههنا وشعبة ههنا.
وأخرج ابن جرير عن قتادة مثله). [الدر المنثور: 15/180]

تفسير قوله تعالى: (لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لا ظليلٍ} يقول: لا هو يظلّهم من حرّها {ولا يغني من اللّهب} ولا يكنّهم من لهبها). [جامع البيان: 23/601]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني يزيد بن يونس بن يزيد، عن أبي صخر في قول الله: {إنها ترمي بشررٍ كالقصر (32) كأنه جمالاتٌ صفرٌ}، قال: كان القرظي يقول: إن على جهنم سورا فما خرج من وراء السور مما يرجع فيها في عظم القصور ولون القار). [الجامع في علوم القرآن: 1/52]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى بشرر كالقصر قال كأصل الشجرة). [تفسير عبد الرزاق: 2/340]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري قال نا عبد الرحمن قال سمعت ابن عباس يسأل عن قول الله تبارك وتعالى ترمى بشرر كالقصر قال كنا نقصر في الجاهلية ذراعين أو ثلاثة وفوق ذلك ودون ذلك فنرفعه إلى الشتاء فنسميه القصر قال وسمعت ابن عباس سئل عن قوله تعالى جملت صفر قال حبال السفين يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرجال). [تفسير عبد الرزاق: 2/341]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} [المرسلات: 32]
- حدّثنا محمّد بن كثيرٍ، أخبرنا سفيان، حدّثنا عبد الرّحمن بن عابسٍ، قال: سمعت ابن عبّاسٍ، {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} [المرسلات: 32] قال: «كنّا نرفع الخشب بقصرٍ ثلاثة أذرع أو أقلّ، فنرفعه للشّتاء فنسمّيه القصر»). [صحيح البخاري: 6/165]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله إنّها ترمي بشررٍ كالقصر)
أي قدر القصر
- قوله كنّا نرفع الخشب بقصرٍ بكسر الموحّدة والقاف وفتح الصّاد المهملة وتنوين الرّاء وبالإضافة أيضًا وهو بمعنى الغاية والقدر تقول قصرك وقصاراك من كذا ما اقتصرت عليه قوله ثلاثة أذرعٍ أو أقلّ في الرّواية الّتي بعد هذه أو فوق ذلك وهي رواية المستمليّ وحده قوله فنرفعه للشّتاء فنسمّيه القصر بسكون الصّاد وبفتحها وهو على الثّاني جمع قصرةٍ أي كأعناق الإبل ويؤيّده قراءة بن عبّاسٍ كالقصر بفتحتين وقيل هو أصول الشّجر وقيل أعناق النّخل وقال بن قتيبة القصر البيت ومن فتح أراد أصول النّخل المقطوعة شبّهها بقصر النّاس أي أعناقهم فكأن بن عبّاسٍ فسّر قراءته بالفتح بما ذكر وأخرج أبو عبيدٍ من طريق هارون الأعرج عن حسينٍ المعلّم عن أبي بشرٍ عن سعيد بن جبيرٍ عن بن عبّاسٍ بشررٍ كالقصر بفتحتين قال هارون وأنبأنا أبو عمرو أن سعيدا وبن عبّاس قرءا كذلك وأسنده أبو عبيد عن بن مسعود أيضا بفتحتين وأخرج بن مردويه من طريق قيس بن الرّبيع عن عبد الرّحمن بن عابس سمعت بن عبّاسٍ كانت العرب تقول في الجاهليّة اقصروا لنا الحطب فيقطع على قدر الذّراع والذّراعين وقد أخرج الطّبرانيّ في الأوسط من حديث بن مسعودٍ في قوله تعالى إنّها ترمي بشررٍ كالقصر قال ليست كالشّجر والجبال ولكنّها مثل المدائن والحصون). [فتح الباري: 8/687]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} (المرسلات: 23)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {إنّها} أي: جهنّم (ترمى بشرر) وهي ما يتطاير من النّار إذا التهبت، واحدها شررة. قوله: (كالقصر) ، عن ابن مسعود، كالحصون والمدائن، وهو واحد القصور، وعن مجاهد هي حزم الشّجر، وعن سعيد بن جبير والضّحّاك: هي أصول النّخل والشّجر العظام واحدها قصرة مثل ثمرة وثمر وحمرة، وحمر، وقراءة الجمهور بإسكان الصّاد، وقرأ ابن عبّاس وأبو رزين وأبو الجوزاء ومجاهد بفتح القاف والصّاد، وقرأ سعد بن أبي وقاص وعائشة وعكرمة بفتح القاف وكسر الصّاد، وقرأ ابن مسعود وأبو هريرة وإبراهيم بضم القاف والصّاد، وقرأ أبو الدّرداء بكسر القاف وفتح الصّاد، وقال ابن مقسم: وكلها لغات بمعنى واحد.

- حدّثنا محمّد بن كثيرٍ أخبرنا سفيان حدّثنا عبد الرّحمان بن عابسٍ قال سمعت ابن عبّاسٍ يقول إنّها ترمي بشررٍ كالقصر قال كنّا نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرعٍ أو أقلّ فنرفعه للشّتاء فنسمّيه القصر..
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وسفيان هو ابن عيينة وعبد الرّحمن بن عابس، بالعين المهملة وكسر الباء الموحدة وبالسين المهملة: النّخعيّ الكوفي والحديث من أفراده.
قوله: (بقصر) ، بالباء الّتي هي من حروف الجرّ وبكسر القاف وفتح الصّاد المهملة وبالإضافة إلى ثلاثة أذرع أي بقدر ثلاثة أذرع. قوله: (أو أقل) ، أي: أو أقل من ثلاثة أذرع، وفي الرّواية الّتي بعدها أو فوق ذلك، وهي في رواية المستملي وحده. قوله: (للشتاء) ، أي: لأجل الشتاء والاستسحان به، وقال ابن التّين وروي بسكون الصّاد وبفتحها وقال الخطابيّ: هو القصر من قصور جفاة الأعراب. قوله: (فنسميه القصر) ، بفتحتين). [عمدة القاري: 19/274]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر}
(باب قوله: {إنها}) ولأبي ذر باب بالتنوين أي في قوله إنها أي النار ({ترمي بشرر}) وهو ما تطاير منها متفرقًا ({كالقصر}) [المرسلات: 32] من البناء في عظمه وسقط لفظ باب لغير أبي ذر.
- حدّثنا محمّد بن كثيرٍ، أخبرنا سفيان، حدّثنا عبد الرّحمن بن عابسٍ قال: سمعت ابن عبّاسٍ يقول: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر}، قال: كنّا نرفع الخشب بقصرٍ ثلاثة أذرعٍ أو أقلّ. فنرفعه للشّتاء، فنسمّيه القصر. [الحديث 4932 - طرفه في: 4933].
وبه قال: (حدّثنا محمد بن كثير) العبدي قال: (أخبرنا) ولأبي ذر حدّثنا (سفيان) بن عيينة قال: (حدّثنا عبد الرحمن بن عابس) بعين مهملة وبعد الألف موحدة مكسورة فمهملة النخعي الكوفي (قال: سمعت ابن عباس) -رضي الله عنهما- (يقول) في قوله تعالى ({إنها ترمي بشرر كالقصر}) بفتح القاف والصاد في الفرع مصلحة مصححًا عليها كاليونينية وهي قراءة ابن عباس والحسن جمع قصرة بالفتح أعناق الإبل والنخل وأصول الشجر (قال: كنا نرفع الخشب بقصر) بباء الجرّ وفتح القاف والصاد المهملة والتنوين مصححًا عليها في الفرع وضبطها في الفتح بكسر الموحدة والقاف وفتح الصاد كالكرماني (ثلاث أذرع) بنصب ثلاثة ويجوز إضافة بقصر إلى ثلاثة أي بقدر ثلاثة أذرع (أو أقل فنرفعه للشتاء) أي لأجل الشتاء والاستسخان به (فنسميه القصر) بفتحتين وكان ابن عباس فسر قراءته بما ذكر وسقط لغير أبي ذر كالقصر). [إرشاد الساري: 7/409]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: (كأنّه جمالاتٌ صفرٌ)
- حدّثنا عمرو بن عليٍّ، حدّثنا يحيى، أخبرنا سفيان، حدّثني عبد الرّحمن بن عابسٍ، سمعت ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {ترمي بشررٍ كالقصر} [المرسلات: 32] ، قال: «كنّا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرعٍ، أو فوق ذلك فنرفعه للشّتاء، فنسمّيه القصر، (كأنّه جمالاتٌ صفرٌ) حبال السّفن تجمع حتّى تكون كأوساط الرّجال»). [صحيح البخاري: 6/165]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله كأنّه جمالاتٌ صفرٌ)
ذكر فيه الحديث الّذي قبله من طريق يحيى وهو القطّان أخبرنا سفيان وهو الثّوريّ قوله ثلاثة أذرع زاد المستملي في روايته أو فوق ذلك). [فتح الباري: 8/687]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (حدّثنا عمرو بن عليٍّ، حدّثنا يحيى أخبرنا سفيان، حدّثني عبد الرّحمن بن عابسٍ قال: سمعت ابن عبّاسٍ -رضي الله عنهما- {ترمي بشررٍ كالقصر} [المرسلات: 32] قال: كنّا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرعٍ وفوق ذلك فنرفعه للشّتاء، فنسمّيه القصر. {كأنّه جمالاتٌ صفرٌ}: حبال السّفن، تجمع حتّى تكون كأوساط الرّجال.
وبه قال: (حدّثنا) ولأبي ذر حدّثني الإفراد (عمرو بن علي) بفتح العين وسكون الميم الفلاس البصري قال: (حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان قال: (أخبرنا سفيان) الثوري قال: (حدّثني) بالإفراد (عبد الرحمن بن عابس) النخعي (قال: سمعت ابن عباس -رضي الله عنهما-) يقول في قوله تعالى: ({ترمي بشرر كالقصر}) بفتحتين (قال: كنا نعمد) بكسر الميم (إلى الخشبة) ولأبي ذر إلى الخشب (ثلاثة أذرع وفوق ذلك) ولأبي ذر عن المستملي أو فوق ذلك (فنرفعه للشتاء) أي لأجل الشتاء والاستسخان به (فنسميه القصر) بفتحتين. وقال أبو حاتم القصر أصول الشجر الواحدة قصرة وفي الكشاف هي أعناق الإبل وأعناق النخيل نحو شجرة وشجر: ({كأنه جمالاتٌ صفر}) بكسر الجيم وفي الفرع كأصله بضمها هي (حبال السفن تجمع) بعضها إلى بعض لتقوى (حتى تكون كأوساط الرجال) وهذا من تتمة الحديث كما قاله في الفتح). [إرشاد الساري: 7/409] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر}. يقول تعالى ذكره: إنّ جهنّم ترمي بشررٍ كالقصر، فقرأ ذلك قرّاء الأمصار: {كالقصر} بجزم الصّاد.
واختلف الّذين قرءوا ذلك كذلك في معناه، فقال بعضهم: هو واحد القصور.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر}. يقول: كالقصر العظيم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ، {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر}. قال: ذكر القصر.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني يزيد بن يونس، عن أبي صخرٍ، في قول اللّه: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر}. قال: كان القرظيّ يقول: إنّ على جهنّم سورًا فما خرج من وراء السّور ممّا يرجع فيها في عظم القصر، ولون القار.
وقال آخرون: بل هو الغليظ من الخشب، كأصول النّخل وما أشبه ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن عبد الرّحمن بن عابسٍ، قال: سألت ابن عبّاسٍ عن قوله: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر}. قال: القصر: خشبٌ كنّا ندّخره للشّتاء ثلاث أذرعٍ، وفوق ذلك، ودون ذلك كنّا نسمّيه القصر.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، قال: سمعت عبد الرّحمن بن عابسٍ، قال: سمعت ابن عبّاسٍ يقول في قوله: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر}. قال: القصر: خشبٌ كان يقطع في الجاهليّة ذراعًا وأقلّ أو أكثر، يعمد به.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن عبد الرّحمن بن عابسٍ، قال: سمعت ابن عبّاسٍ يقول في قوله: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر}. قال: كنّا في الجاهليّة نقصر ذراعين أو ثلاث أذرعٍ، وفوق ذلك ودون ذلك نسمّيه القصر.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر}. فالقصر: الشّجر المقطّع، ويقال: القصر: النّخل المقطوع.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى: وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {كالقصر}. قال: حزم الشّجر، يعني الحزمة.
- حدّثنا ابن بشاءٍ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، وابن أبي عديٍّ، عن شعبة، عن أبي بشرٌ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في هذه الآية {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر}. قال: مثل قصر النّخلة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر}. أصول الشّجر، وأصول النّخل.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {بشررٍ كالقصر}. قال: كأصل الشّجر.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {بشررٍ كالقصر} القصر: أصول الشّجر العظام، كأنّها أجواز الإبل الصّفر وسط كلّ شيءٍ جوزةٌ، وهي الأجواز.
- حدّثنا أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن هارون، قال: قرأها الحسن: {كالقصر}. وقال: هو الجزل من الخشب قال: واحدته: قصرةٌ وقصرٌ، مثله: جمرةٌ وجمرٌ، وتمرةٌ وتمرٌ.
وذكر عن ابن عبّاسٍ أنّه قرأ ذلك: كالقصر بتحريك الصّاد.
- حدّثني أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن هارون، قال: أخبرني حسينٌ المعلّم، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قرأها كالقصر بفتح القاف والصّاد.
- قال: وقال هارون: أخبرني أبو عمرٍو، أنّ ابن عبّاسٍ، قرأها: كالقصر وقال: قصر النّخل، يعني الأعناق.
وأولى القراءتين بالصّواب في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار، وهو سكون الصّاد، وأولى التّأويلات به أنّه القصر من القصور، وذلك لدلالة قوله: {كأنّه جمالاتٌ صفرٌ} على صحّته، والعرب تشبّه الإبل بالقصور المبنيّة، كما قال الأخطل في صفة ناقةٍ:
كأنّها برج روميٍّ يشيّده لزّ بجصٍّ وآجرٍّ وأحجار وقيل: {بشررٍ كالقصر} ولم يقل كالقصور، والشّرر: جماعٌ، كما قيل: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} ولم يقل الأدبار، لأنّ الدّبر بمعنى الأدبار، وفعل ذلك توفيقًا بين رءوس الآيات ومقاطع الكلام، لأنّ العرب تفعل ذلك كذلك، وبلسانها نزل القرآن. وقيل: كالقصر، ومعنى الكلام: كعظم القصر، كما قيل: {تدور أعينهم كالّذي يغشى عليه من الموت} ولم يقل: كعيون الّذي يغشى عليه، لأنّ المراد في التّشبيه الفعل لا العين.
- كما حدّثني محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن عطاء بن السّائب، أنّه سأل الأسود عن هذه الآية: {ترمي بشررٍ كالقصر}. فقال: مثل القصر). [جامع البيان: 23/601-605]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إنها ترمي بشرر كالقصر يقول كأنها جذم الشجر). [تفسير مجاهد: 2/717]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو بكرٍ الشّافعيّ، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن عبد الرّحمن بن عابسٍ، سمعت ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، وسئل عن هذه الآية: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} [المرسلات: 32] قال: «كنّا في الجاهليّة نقصر الخشب ذراعين أو ثلاثةً فنرفعه في الشّتاء ونسمّيه القصر» ، قال: وسمعت ابن عبّاسٍ، وسئل عن {جمالتٌ صفرٌ} [المرسلات: 33] قال: «حبال السّفن يجمع بعضها إلى بعضٍ حتّى يكون كأوساط الرّحال» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/556]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: {إنها ترمي بشررٍ كالقصر } [المرسلات: 32] كنّا نرفع الخشبة للشتاء ثلاثة أذرعٍ أو أقلّ، ونسمّيه: القصر {كأنه جمالاتٌ صفرٌ} [المرسلات: 32] حبال السّفن تجمع، حتّى تكون كأوساط الرجال. أخرجه البخاري). [جامع الأصول: 2/422]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابن مسعودٍ في قول اللّه - تبارك وتعالى - {ترمي بشررٍ كالقصر} [المرسلات: 32] قال: إنّها ليست كالشّجر والجبال، ولكنّها مثل المدائن والحصون.
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه حديج بن معاوية وهو ضعيفٌ، وقال أبو حاتمٍ: محلّه الصّدق يكتب حديثه، وبقيّة رجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس {رواسي} جبالا شامخات مشرفات {فراتا} عذبا {بشرر كالقصر} قال: كالقصر العظيم {جمالة صفر} قال: قطع النحاس). [الدر المنثور: 15/180] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي والبخاري وعبد بن حميد وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه والحاكم من طريق عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس يسأل عن قوله: {إنها ترمي بشرر كالقصر} قال: كنا نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرع أو أقل فنرفعه للشتاء فنسميه القصر، قال: وسمعته يسأل عن قوله تعالى: {جمالة صفر} قال: حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرجال). [الدر المنثور: 15/180-181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قرأها {كالقصر} بفتح القاف والصاد، قال: قصر النخل يعني الأعناق وكان يقرأ (جمالات) بضم الجيم). [الدر المنثور: 15/181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس {كالقصر} قال: كجذور الشجر). [الدر المنثور: 15/181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: كانت العرب تقول في الجاهلية: اقصروا لنا الحطب فيقطع على قدر الذراع والذراعين). [الدر المنثور: 15/181-182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط عن ابن مسعود في قوله: {ترمي بشرر كالقصر} قال: إنها ليست كالشجر والجبال ولكنها مثل المدائن والحصون). [الدر المنثور: 15/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {كالقصر} قال: هو القصر {كأنه جمالة صفر} قال: الإبل). [الدر المنثور: 15/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله: {كالقصر} قال: مثل قصر النخلة). [الدر المنثور: 15/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية قال: القصر أصول الشجر العظام كأنها أجواز الإبل الصفر، قال ابن جرير: وسط كل شيء جوزة). [الدر المنثور: 15/183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن هارون قال: قرأها الحسن {كالقصر} بجزم الصاد وقال: هو الجزل من الخشب). [الدر المنثور: 15/183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله: {كالقصر} قال: حزم الشجر وقطع النخل {كأنه جمالة صفر} قال: جبال الجسور). [الدر المنثور: 15/183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {كالقصر} قال: أصول الشجر وأصول النخل {كأنه جمالة صفر} قال: كأنه نوق سود). [الدر المنثور: 15/183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد حميد عن عكرمة أنه كان يقرأ {كالقصر} قال: كقطعة النخلة الجادرة {كأنه جمالة صفر} قال: القلوص). [الدر المنثور: 15/184]

تفسير قوله تعالى: (كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني يزيد بن يونس بن يزيد، عن أبي صخر في قول الله: {إنها ترمي بشررٍ كالقصر (32) كأنه جمالاتٌ صفرٌ}، قال: كان القرظي يقول: إن على جهنم سورا فما خرج من وراء السور مما يرجع فيها في عظم القصور ولون القار). [الجامع في علوم القرآن: 1/52] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى جمالة صفر قال كأنه نوق سود). [تفسير عبد الرزاق: 2/340-341]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار أن ابن عباس قال كأنها حبال السفن قال وقال عمرو بن أوس كأنها قران الخيل الصفر). [تفسير عبد الرزاق: 2/341]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري قال نا عبد الرحمن قال سمعت ابن عباس يسأل عن قول الله تبارك وتعالى ترمى بشرر كالقصر قال كنا نقصر في الجاهلية ذراعين أو ثلاثة وفوق ذلك ودون ذلك فنرفعه إلى الشتاء فنسميه القصر قال وسمعت ابن عباس سئل عن قوله تعالى جملت صفر قال حبال السفين يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرجال). [تفسير عبد الرزاق: 2/341] (م)
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: (جمالاتٌ) : «حبالٌ»). [صحيح البخاري: 6/164]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله جمالاتٌ حبالٌ في رواية أبي ذرٍّ وقال مجاهدٌ جمالاتٌ حبالٌ ووقع عند النّسفيّ والجرجانيّ في أوّل الباب وقال مجاهدٌ كفاتًا أحياءً يكونون فيها وأمواتًا يدفنون فيها فراتًا عذبًا جمالاتٌ حبال الجسور وهذا الأخير وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ بهذا ووقع عند بن التّين قول مجاهدٍ جمالاتٌ جمالٌ يريد بكسر الجيم وقيل بضمّها إبلٌ سودٌ واحدها جمالةٌ وجمالةٌ جمع جملٍ مثل حجارةٍ وحجرٍ ومن قرأ جمالاتٌ ذهب به إلى الحبال الغلاظ وقد قال مجاهدٌ في قوله حتّى يلج الجمل في سم الخياط هو حبل السّفينة وعن الفرّاء الجمالات ما جمع من الحبال قال بن التّين فعلى هذا يقرأ في الأصل بضمّ الجيم قلت هي قراءة نقلت عن بن عبّاسٍ والحسن وسعيد بن جبيرٍ وقتادة وعن بن عبّاسٍ أيضًا جمالةٌ بالإفراد مضموم الأوّل أيضًا وسيأتي تفسيرها عن بن عبّاسٍ بنحو ما قال مجاهدٌ في آخر السّورة وأمّا تفسير كفاتًا فتقدّم في الجنائز وقوله فراتا عذبا وصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ وكذا قال أبو عبيدة). [فتح الباري: 8/686]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد جمالات حبال اركعوا صلوا لا يركعون لا يصلون وسئل ابن عبّاس لا ينطقون والله ربنا ما كنّا مشركين واليوم نختم على أفواههم فقال إنّه ذو ألوان مرّة ينطقون ومرّة يختم عليهم
أما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 33 المرسلات {جمالة صفر} قال حبال الجسور). [تغليق التعليق: 4/356]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (جمالاتٌ حبالٌ
أشار به إلى قوله تعالى؛ {إنّها ترمى بشرر كالقصر كأنّه جمالات صفر} (المرسلات: 32، 33) وفسّر الجمالات بالحبال، وهي الحبال الّتي تشد بها السفن، هذا إذا قرئ بضم الجيم، وأما إذا قرئ بالكسر فهو، جمع جمالة، وجمالة جمل زوج النّاقة. وقال ابن التّين: ينبغي أن يقرأ في الأصل بالضّمّ لأنّه فسرها بالحبال وقد قال مجاهد في قوله تعالى: {حتّى يلج الجمل في سم الخياط} (الأعراف: 4) هو: حبل السّفينة وعن ابن عبّاس وسعيد بن جبير: جمالات صفر، هي حبال السفن، يجمع بعضها إلى بعض حتّى تكون كأوساط الرّجال وفي رواية أبي ذر، وقال مجاهد: جمالات: حبال). [عمدة القاري: 19/272]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) في قوله تعالى: ({جمالات}) [المرسلات: 33] أي (حبال) بالحاء المهملة أي حبال السفن وهذا إنما يكون على قراءة رويس جمالات بضم الجيم وأما على قراءة الكسر فجمع جمال أو جمالة جمع جمل للحيوان المعروف وسقط لغير أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/408]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: (كأنّه جمالاتٌ صفرٌ)
- حدّثنا عمرو بن عليٍّ، حدّثنا يحيى، أخبرنا سفيان، حدّثني عبد الرّحمن بن عابسٍ، سمعت ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، {ترمي بشررٍ كالقصر} [المرسلات: 32] ، قال: «كنّا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرعٍ، أو فوق ذلك فنرفعه للشّتاء، فنسمّيه القصر، (كأنّه جمالاتٌ صفرٌ) حبال السّفن تجمع حتّى تكون كأوساط الرّجال»). [صحيح البخاري: 6/165] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله كأنّه جمالاتٌ صفرٌ حبال السّفن تجمع أي يضمّ بعضها إلى بعضٍ ليقوى حتّى تكون كأوساط الرّجال قلت هو من تتمّة الحديث وقد أخرجه عبد الرّزّاق عن الثّوريّ بإسناده وقال في آخره وسمعت بن عبّاسٍ يسأل عن قوله تعالى كأنّه جمالاتٌ صفرٌ قال حبال السّفن يجمع بعضها إلى بعضٍ حتّى تكون كأوساط الرّجال وفي رواية قيس بن الرّبيع عن عبد الرّحمن بن عبّاسٍ هي القلوص الّتي تكون في الجسور والأول هو المحفوظ). [فتح الباري: 8/687]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ قوله: {كأنّه جمالاتٌ صفرٌ} (المرسلات: 33)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {كأنّه جمالات صفر} أي: كان الشرر، قال الثّعلبيّ: رد الكتاب إلى اللّفظ ومر الكلام في الجمالات عن قريب.

- حدّثنا عمرو بن عليٍّ حدّثنا يحيى أخبرنا سفيان حدّثني عبد الرّحمان بن عابسٍ قال سمعت ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما ترمى بشررٍ كالقصر قال كنّا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرعٍ أو فوق ذالك فترفعه للشّتاء فنسمّيه القصر كأنّه جمالاتٌ صفرٌ حبال السّفن تجمع حتّى تكون كأوساط الرّجال..
مطابقته للتّرجمة من حديث أنّها وصف للقصر، ويحيى هو ابن سعيد القطّان، وسفيان هو الثّوريّ. قوله: (أو فوق ذلك) من زيادة المستملي). [عمدة القاري: 19/274]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (قال:
باب قوله: {كأنّه جمالاتٌ صفرٌ}
(باب قوله: {كأنه}) ولأبي ذر باب بالتنوين أي في قوله تعالى كأنه ({جمالات صفرٌ}) [المرسلات: 33] في هيئتها ولونها وسقط لفظ باب لغير أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/409]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (حدّثنا عمرو بن عليٍّ، حدّثنا يحيى أخبرنا سفيان، حدّثني عبد الرّحمن بن عابسٍ قال: سمعت ابن عبّاسٍ -رضي الله عنهما- {ترمي بشررٍ كالقصر} [المرسلات: 32] قال: كنّا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرعٍ وفوق ذلك فنرفعه للشّتاء، فنسمّيه القصر. {كأنّه جمالاتٌ صفرٌ}: حبال السّفن، تجمع حتّى تكون كأوساط الرّجال.
وبه قال: (حدّثنا) ولأبي ذر حدّثني الإفراد (عمرو بن علي) بفتح العين وسكون الميم الفلاس البصري قال: (حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان قال: (أخبرنا سفيان) الثوري قال: (حدّثني) بالإفراد (عبد الرحمن بن عابس) النخعي (قال: سمعت ابن عباس -رضي الله عنهما-) يقول في قوله تعالى: ({ترمي بشرر كالقصر}) بفتحتين (قال: كنا نعمد) بكسر الميم (إلى الخشبة) ولأبي ذر إلى الخشب (ثلاثة أذرع وفوق ذلك) ولأبي ذر عن المستملي أو فوق ذلك (فنرفعه للشتاء) أي لأجل الشتاء والاستسخان به (فنسميه القصر) بفتحتين. وقال أبو حاتم القصر أصول الشجر الواحدة قصرة وفي الكشاف هي أعناق الإبل وأعناق النخيل نحو شجرة وشجر: ({كأنه جمالاتٌ صفر}) بكسر الجيم وفي الفرع كأصله بضمها هي (حبال السفن تجمع) بعضها إلى بعض لتقوى (حتى تكون كأوساط الرجال) وهذا من تتمة الحديث كما قاله في الفتح). [إرشاد الساري: 7/409]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {جمالاتٌ صفرٌ} اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: كأنّ الشّرر الّذي ترمي به جهنّم كالقصر جمالاتٌ سودٌ: أي أينقٌ سودٌ؛ وقالوا: الصّفر في هذا الموضع، بمعنى السّود. قالوا: وإنّما قيل لها صفرٌ وهي سودٌ، لأنّ ألوان الإبل سودٌ تضرب إلى الصّفرة، ولذلك قيل لها صفرٌ، كما سمّيت الظّباء أدمًا، لما يعلوها في بياضها من الظّلمة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أحمد بن عمرٍو البصريّ، قال: حدّثنا بدل بن المحبّر، قال: حدّثنا عبّاد بن راشدٍ، عن داود بن أبي هندٍ، عن الحسن، {كأنّه جمالةٌ صفرٌ}. قال: الأينق السّود.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {كأنّه جمالاتٌ صفرٌ} كالنّوق السّود الّذي رأيتم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {جمالاتٌ صفرٌ}. قال: نوقٌ سودٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران،؛ وحدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، جميعًا عن سفيان، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ، {كأنّه جمالاتٌ صفرٌ}. قال: هي الإبل.
- قال: حدّثنا مهران، عن سعيدٍ، عن قتادة {كأنّه جمالاتٌ صفرٌ}. قال: كالنّوق السّود الّذي رأيتم.
وقال آخرون: بل عني بذلك: قلوس السّفن، شبّه بها الشّرر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعيدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {كأنّه جمالاتٌ صفرٌ} فالجمالات الصّفر: قلوس السّفن الّتي تجمع فتوثق بها السّفن.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سعيدٍ، عن عبد الرّحمن بن عابسٍ، قال: سألت ابن عبّاسٍ عن قوله: {كأنّه جمالاتٌ صفرٌ}. قال: قلوس سفن البحر، يجمل بعضها على بعضٍ، حتّى تكون كأوساط الرّجال.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن عبد الرّحمن بن عابسٍ، قال: سمعت ابن عبّاسٍ سئل عن {جمالاتٌ صفرٌ}. فقال: حبال السّفن يجمع بعضها إلى بعضٍ حتّى تكون كأوساط الرّجال.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، قال: سمعت عبد الرّحمن بن عابسٍ، قال: حدّثنا عبد الملك بن عبد اللّه، قال: حدّثنا هلال بن خبّابٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {جمالاتٌ صفرٌ}. قال: قلوس الجسر.
- حدّثني حوثرة بن محمّدٍ المنقريّ، قال: حدّثنا عبد الملك بن عبد اللّه القطّان، قال: حدّثنا هلال بن خبّابٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، مثله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ وابن أبي عديٍّ، عن شعبة، عن أبي بشرٌ، عن سعيد بن جبير {كأنّه جمالاتٌ صفرٌ}. قال: الحبال.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن سليمان بن عبد اللّه، عن ابن عبّاسٍ {كأنّه جمالاتٌ صفرٌ}. قال: قلوس سفن البحر.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى،؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {كأنّه جمالاتٌ صفرٌ}. قال: حبال الجسور.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: كأنّه قطع النّحاس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {كأنّه جمالاتٌ صفرٌ}. يقول: قطع النّحّاس.
وأولى الأقوال عندي بالصّواب قول من قال: عني بالجمالات الصّفر: الإبل السّود، لأنّ ذلك هو المعروف من كلام العرب، وأنّ الجمالات جمع جمالٍ، نظير رجالٍ ورجالاتٍ، وبيوتٍ وبيوتاتٍ.
وقد اختلف القرأة في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين: (جمالاتٌ) بكسر الجيم والتّاء على أنّها جمع جمالٍ وقد يجوز أن يكون أريد بها جمع جمالةٍ، والجمالة جمع جملٍ كما الحجارة جمع حجرٍ، والذّكارة جمع ذكرٍ، وقرأ ذلك عامّة قرأة الكوفيّين: (كأنّه جمالةٌ) بكسر الجيم على أنّها جمع جملٍ جمع على جمالةٍ، كما ذكرت من جمع حجرٍ حجارةً.
وروي عن ابن عبّاسٍ أنّه كان يقرأ: جمالاتٌ بالتّاء وضمّ الجيم كأنّه جمع جمالةٍ من الشّيء المجمل.
- حدّثنا أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن هارون، عن الحسين المعلّم، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ.
والصّواب من القول في ذلك، أنّ لقارئ ذلك اختيار أيّ القراءتين شاء من كسر الجيم وقراءتها بالتّاء وكسر الجيم، وقراءتها بالهاء الّتي تصير في الوصل تاءً لأنّهما القراءتان المعروفتان في قرّاء الأمصار؛ فأمّا ضمّ الجيم فلا أستجيزه لإجماع الحجّة من القرّاء على خلافه). [جامع البيان: 23/605-609]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الجمالات الصفر حبال الجسور). [تفسير مجاهد: 2/716-717]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو بكرٍ الشّافعيّ، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن عبد الرّحمن بن عابسٍ، سمعت ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، وسئل عن هذه الآية: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} [المرسلات: 32] قال: «كنّا في الجاهليّة نقصر الخشب ذراعين أو ثلاثةً فنرفعه في الشّتاء ونسمّيه القصر» ، قال: وسمعت ابن عبّاسٍ، وسئل عن {جمالتٌ صفرٌ} [المرسلات: 33] قال: «حبال السّفن يجمع بعضها إلى بعضٍ حتّى يكون كأوساط الرّحال» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/556] (م)
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: {إنها ترمي بشررٍ كالقصر } [المرسلات: 32] كنّا نرفع الخشبة للشتاء ثلاثة أذرعٍ أو أقلّ، ونسمّيه: القصر {كأنه جمالاتٌ صفرٌ} [المرسلات: 32] حبال السّفن تجمع، حتّى تكون كأوساط الرجال. أخرجه البخاري). [جامع الأصول: 2/422] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس {رواسي} جبالا شامخات مشرفات {فراتا} عذبا {بشرر كالقصر} قال: كالقصر العظيم {جمالة صفر} قال: قطع النحاس). [الدر المنثور: 15/180] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي والبخاري وعبد بن حميد وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه والحاكم من طريق عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس يسأل عن قوله: {إنها ترمي بشرر كالقصر} قال: كنا نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرع أو أقل فنرفعه للشتاء فنسميه القصر، قال: وسمعته يسأل عن قوله تعالى: {جمالة صفر} قال: حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرجال). [الدر المنثور: 15/180-181] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قرأها {كالقصر} بفتح القاف والصاد، قال: قصر النخل يعني الأعناق وكان يقرأ (جمالات) بضم الجيم). [الدر المنثور: 15/181] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {كالقصر} قال: هو القصر {كأنه جمالة صفر} قال: الإبل). [الدر المنثور: 15/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في كتاب الأضداد عن الحسن في قوله: {كأنه جمالة صفر} قال: الصفر السود وفي قوله: {جمالة صفر} قال: هو الجسر وفي لفظ قال: الجبال). [الدر المنثور: 15/182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الحسن {كأنه جمالة صفر} قال: كالنوق السود). [الدر المنثور: 15/183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير من طريق علي عن ابن عباس {كأنه جمالة صفر} يقول: قطع النحاس). [الدر المنثور: 15/183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله: {كالقصر} قال: حزم الشجر وقطع النخل {كأنه جمالة صفر} قال: جبال الجسور). [الدر المنثور: 15/183] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {كالقصر} قال: أصول الشجر وأصول النخل {كأنه جمالة صفر} قال: كأنه نوق سود). [الدر المنثور: 15/183] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد حميد عن عكرمة أنه كان يقرأ {كالقصر} قال: كقطعة النخلة الجادرة {كأنه جمالة صفر} قال: القلوص). [الدر المنثور: 15/184] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}. يقول تعالى ذكره: ويلٌ يوم القيامة للمكذّبين هذا الوعيد الّذي توعّد اللّه به المكذّيين من عباده). [جامع البيان: 23/609]

تفسير قوله تعالى: (هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا الحكم بن أبي عمر بن أبي ليلى أحد بني عامر، قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: بلغني أو ذكر لي: أن أهل النار استغاثوا بالخزنة، فقال الله: {وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يومًا من العذاب} [سورة غافر:49 - 50] فسألوا يومًا واحدًا يخفف عنهم فيه العذاب، فرد عليهم: {أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى} فردت عليهم الخزنة: {قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال} قال: فلما يئسوا مما عند الخزنة نادوا مالكًا وهو عليهم وله مجلس في وسطها، وجسور تمر عليها ملائكة العذاب فهو يرى أقصاها كما يرى أدناها، فقالوا: {يا مالك ليقض علينا ربك}[سورة الزخرف:77] قال: سألوا الموت، فسكت عنهم لا يجيبهم ثمانين سنة، قال: والسنة ستون وثلاثمائة يوم، والشهر ثلاثون يومًا، واليوم كألف سنة مما تعدون، ثم لحظ إليهم بعد الثمانين فقال: {إنكم ماكثون}، فلما سمعوا منه ما سمعوا وأيسوا مما قاله، قال بعضهم لبعض: يا هؤلاء، قد نزل بكم من البلاء والعذاب ما قد ترون، فهلم فلنصبر، فلعل الصبر ينفعنا كما صبر أهل الدنيا على طاعة الله فنفعهم الصبر إذ صبروا، فأجمعوا رأيهم على الصبر، قال: فصبروا فطال صبرهم، ثم جزعوا فنادوا: {سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص} [سورة إبراهيم: 21- 22]، أي من منجى، قال: فقام إبليس عند ذلك فقال: {إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم} إلى قوله: {ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي} يقول: بمغن عنكم شيئًا {وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل} قال: فلما سمعوا مقالتهم مقتوا أنفسهم، قال: فنودوا: {لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم} [سورة غافر: 10-12] إلى قوله: {فهل إلى خروج من سبيل} قال: فرد عليهم: {ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير} قال فهذه واحدة، قال: فنودوا الثانية: {ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحًا إنا موقنون}[سورة السجدة: 12] قال: فرد عليهم {ولو شئنا لآتينا كل نفسٍ هداها} يقول: لو شئت لهديت الناس جميعًا فلم يختلف منهم أحدٌ {ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا}، يقول: بما تركتم أن تعملوا لي ليومكم هذا، {إنا نسيناكم} إنا تركناكم، {وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون} هذه اثنتان، قال: فنادوا الثالثة {ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل} [سورة إبراهيم: 45- 46] فرد عليهم: {أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال}، قال: هذه الثالثة، قال: ثم نادوا الرابعة: {ربنا أخرجنا نعمل صالحًا غير الذي كنا نعمل} [سورة فاطر: 37] قال: {أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير} ثم مكث عنهم ما شاء الله، ثم ناداهم: { ألم تكن ءاياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون} [سورة المؤمنون: 105-108]، قال: فلما سمعوا صوته قالوا: الآن يرحمنا، فقالوا عند ذلك: {غلبت علينا شقوتنا} أي الكتاب الذي كتب علينا، {وكنا قومًا ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون}فقال عند ذلك: {اخسئوا فيها ولا تكلمون} فانقطع عند ذلك الدعاء والرجاء منهم، وأقبل بعضهم على بعض ينبح بعضهم في وجه بعض، فأطبقت عليهم.
قال: فحدثني الأزهر بن أبي الأزهر أنه ذكر له أن ذلك قوله: {هذا يوم لا ينطقون * ولا يؤذن لهم فيعتذرون} [سورة المرسلات: 35- 36] ). [الزهد لابن المبارك: 2/ 590-592]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وسئل ابن عبّاسٍ: {لا ينطقون} [النمل: 85] {واللّه ربّنا ما كنّا مشركين} [الأنعام: 23]، {اليوم نختم على أفواههم} [يس: 65] فقال: «إنّه ذو ألوانٍ، مرّةً ينطقون، ومرّةً يختم عليهم»). [صحيح البخاري: 6/164]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وسئل ابن عبّاسٍ لا ينطقون واللّه ربّنا ما كنّا مشركين اليوم نختم على أفواههم فقال إنّه ذو ألوانٍ مرّةً ينطقون ومرّةً يختم عليهم سقط لفظ على أفواههم لغير أبي ذرٍّ وهذا تقدّم شيءٌ من معناه في تفسير فصّلت وأخرج عبد بن حميدٍ من طريق عليّ بن زيدٍ عن أبي الضّحى أنّ نافع بن الأزرق وعطيّة أتيا بن عبّاس فقالا يا بن عبّاسٍ أخبرنا عن قول اللّه تعالى هذا يوم لا ينطقون وقوله ثمّ إنّكم يوم القيامة عند ربّكم تختصمون وقوله والله ربنا ما كنّا مشركين وقوله ولا يكتمون الله حديثا قال ويحك يا بن الأزرق إنّه يومٌ طويلٌ وفيه مواقف تأتي عليهم ساعةٌ لا ينطقون ثمّ يؤذن لهم فيختصمون ثمّ يكون ما شاء اللّه يحلفون ويجحدون فإذا فعلوا ذلك ختم اللّه على أفواههم وتؤمر جوارحهم فتشهد على أعمالهم بما صنعوا ثمّ تنطق ألسنتهم فيشهدون على أنفسهم بما صنعوا وذلك قوله ولا يكتمون اللّه حديثا وروى بن مردويه من حديث عبد اللّه بن الصّامت قال قلت لعبد اللّه بن عمرو بن العاص أرأيت قول اللّه هذا يوم لا ينطقون فقال إنّ يوم القيامة له حالاتٌ وتاراتٌ في حالٍ لا ينطقون وفي حالٍ ينطقون ولابن أبي حاتمٍ من طريق معمرٍ عن قتادة قال إنّه يومٌ ذو ألوانٍ). [فتح الباري: 8/686-687]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وحديث ابن عبّاس تقدم في تفسير حم فصلت بغير هذا اللّفظ
وأما هذا اللّفظ فقال عبد بن حميد حدثني سليمان بن حرب ثنا حمّاد بن سلمة عن علّي بن زيد عن أبي الضّحى أن نافع بن الأزرق وعطية أتيا ابن عبّاس فقالا يا أبا عبّاس أخبرنا عن قول الله 34 المرسلات {هذا يوم لا ينطقون} وقوله 31 الزمر {ثمّ إنّكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} وقوله 23 الأنعام {والله ربنا ما كنّا مشركين} وقوله 42 النّساء {ولا يكتمون الله حديثا} قال ويحك ثنا ابن الأزرق أنه يوم طويل وفيه مواقف تأتي عليهم ساعة لا ينطقون ثمّ يؤذن لهم فيختصمون ثمّ يمكثون ما شاء الله يحلفون ويجحدون فإذا فعلوا ذلك ختم الله على أفواههم ويأمر جوارحهم فتشهد على أعمالهم ما صنعوا ثمّ تنطق ألسنتهم فيشهدون على أنفسهم بما صنعوا قال وذلك قوله 42 النّساء {ولا يكتمون الله حديثا}). [تغليق التعليق: 4/357]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وسئل ابن عبّاسٍ عن قوله: {هذا يوم لا ينطقون} (المرسلات: 48) والله ربّنا ما كنّا مشركين {اليوم نختم على أفواههم} (يس: 56) .
فقال: إنّه ذو ألوانٍ مرّةً ينطقون ومرّةً يختم عليهم.
حاصل السّؤال عن كيفيّة التلفيق بين قوله: (لا ينطقون) وقوله: {اليوم نختم على أفواههم} بين قوله: (والله ربنا ما كنّا مشركين) لأن هذه الآية تدل على أنهم ينطقون. وحاصل الجواب: أن يوم القيامة ذو ألوان يعني: يوم طويل ذو مواطن مختلفة فينطلقون في وقت ومكان لا ينطقون في آخر، وقوله: لا يركعون لم يثبت إلاّ في رواية أبي ذر). [عمدة القاري: 19/272]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وسئل ابن عباس) عن قوله تعالى ({لا ينطقون}) [المرسلات: 35] وعن قوله جل وعلا ({والله ربنا ما كنا مشركين}) [الأنعام: 23] وعن قوله عز وجل ({اليوم نختم على أفواههم}) [يس: 65] ما الجمع بين ذلك (فقال) مجيبًا عنه (أنه) أي يوم القيامة (ذو ألوان مرة ينطقون) فيشهدون على أنفسهم بما صنعوا ولا يكتمون الله حديثًا (ومرة يختم عليهم) أي على أفواههم ومرة يختصمون ثم يكون ما شاء الله يحلفون ويجحدون فيختم على أفواههم وسقط لغير أبي ذر على أفواههم ولا يركعون). [إرشاد الساري: 7/408]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (فقال: إنه) أي: يوم القيامة. وقوله: ذو ألوان، أي: أزمنة مختلفة. اهـ شيخ الإسلام). [حاشية السندي على البخاري: 3/78]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {هذا يوم لا ينطقون} [المرسلات: 35] ). [صحيح البخاري: 6/165]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ قوله: {هذا يوم لا ينطقون} (المرسلات: 53)
أي: هذا باب في قوله عز وجل: {هذا يوم لا ينطقون} أي: في بعض مواقف القيامة وفي بعضها يختصمون، وفي بعضها: يختم على أفواههم ولا يتكلّمون). [عمدة القاري: 19/274]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {هذا يوم لا ينطقون}
هذا (باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({هذا يوم لا ينطقون}) [المرسلات: 35] ). [إرشاد الساري: 7/409]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هذا يوم لا ينطقون (35) ولا يؤذن لهم فيعتذرون (36) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (37) هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين (38) فإن كان لكم كيدٌ فكيدون (39) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}.
يقول تعالى ذكره لهؤلاء المكذّبين بثواب اللّه وعقابه: {هذا يوم لا ينطقون} أهل التّكذيب بثواب اللّه وعقابه.
{ولا يؤذن لهم فيعتذرون} ممّا اجترموا في الدّنيا من الذّنوب، فإن قال قائلٌ: وكيف قيل: {هذا يوم لا ينطقون} وقد علمت بخبر اللّه عنهم أنّهم يقولون: {ربّنا أخرجنا منها} وأنّهم يقولون: {ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} في نظائر ذلك ممّا أخبر اللّه ورسوله عنهم أنّهم يقولونه؟ قيل: إنّ ذلك في بعض الأحوال دون بعضٍ.
وقوله: {هذا يوم لا ينطقون}. يخبر عنهم أنّهم لا ينطقون في بعض أحوال ذلك اليوم، لا أنّهم لا ينطقون ذلك اليوم كلّه.
فإن قال: فهل من برهانٍ يعلم به حقيقة ذلك؟ قيل: نعم، وذلك إضافة يومٍ إلى قوله: {لا ينطقون}. والعرب لا تضيف اليوم إلى فعل ويفعل، إلاّ إذا أرادت السّاعة من اليوم والوقت منه، وذلك كقولهم: آتيك يوم يقدم فلانٌ، وأتيتك يوم زارك أخوك، فمعلومٌ أنّ معنى ذلك: أتيتك ساعة زارك، أو آتيك ساعة يقدم، وأنّه لم يكن إتيانه إيّاه اليوم كلّه، لأنّ ذلك لو كان أخذ اليوم كلّه لم يضف اليوم إلى فعل ويفعل، ولكن فعل ذلك إذ كان اليوم بمعنى إذ وإذًا اللّتين يطلبان الأفعال دون الأسماء). [جامع البيان: 23/609-610]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي الضحى قال جاء ابن الأزرق وعطية إلى ابن عباس فقالا له أرأيت قول الله عز وجل هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون وقال ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون وقال في مكان آخر ولا يكتمون الله حديثا وقال والله ربنا ما كنا مشركين فقال له ابن عباس ويحك يا ابن الأزرق إنه يوم طويل فيه مواقف كثيرة فيأتي عليهم ما شاء الله وهم لا ينطقون ثم يؤذن لهم فيختصمون ثم يأتي عليهم حال فيجحدون شركه ويظنون أن ذلك ينفعهم فيختم الله على ألسنتهم وتنطق جوارحهم فتشهد عليهم بأعمالهم ثم تنطق ألسنتهم فتقر بما عملوا فلا يكتمون الله حديثا فيقولون قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء). [تفسير مجاهد: 2/717-718]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الصامت قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص أرأيت قول الله: {هذا يوم لا ينطقون (35) ولا يؤذن لهم فيعتذرون} قال: إن يوم القيامة يوم له حالات وتارات في حال لا ينطقون وفي حال ينطقون وفي حال يعتذرون لا أحدثكم إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان يوم القيامة ينزل الجبار في ظلل من الغمام وكل أمة جاثية في ثلاثة حجب مسيرة كل حجاب خمسون ألف سنة حجاب من نور وحجاب بن ظلمة وحجاب من ماء لا يرى لذلك فيأمر بذلك الماء فيعود في تلك الظلمة ولا تسمع نفس ذلك القول إلا ذهبت فعند ذلك لا ينطقون). [الدر المنثور: 15/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه من طريق عكرمة قال: سأل نافع بن الأزرق ابن عباس عن قوله تعالى: {هذا يوم لا ينطقون} و(فلا تسمع إلا همسا) (سورة طه الآية 108) و(أقبل بعضهم على بعض يتساءلون) (سورة الصافات الآية 27) و(هاؤم اقرؤوا كتابيه) (سورة الحاقة الآية 19) فما هذا قال: ويحك هل سألت عن هذا أحدا قبلي قال: لا، قال: إنك لو كنت سألت هلكت أليس قال الله تعالى: (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) (سورة الحج الآية 47) قال: بلى، قال: وإن لكل مقدار يوم من الأيام لونا من الألوان). [الدر المنثور: 15/184-185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أنه سئل عن قوله: {يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} قال: ألا أخبركم بأشد مما تسألون عنه قال ابن عباس وذكر (لا يسأل عن ذنبه أنس ولا جان) (سورة الرحمن الآية 39) (فوربك لنسألنهم أجمعين) (سورة الحجر الآية 92) و{هذا يوم لا ينطقون} قال ابن عباس: إنها أيام كثيرة في يوم واحد فيصنع الله فيها ما يشاء فمنها يوم لا ينطقون ومنها يوم عبوسا قمطريرا). [الدر المنثور: 15/185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي الضحى أن نافع بن الأزرق وعطية أتيا ابن عباس فقالا: يا ابن عباس أخبرنا عن قول الله: {هذا يوم لا ينطقون} وقوله: (ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) (سورة الزمر الآية 31) وقوله: (والله ربنا ما كنا مشركين) (سورة الأنعام الآية 6) وقوله: (ولا يكتمون الله حديثا) (سورة النساء الآية 42) قال: ويحك يا ابن الأزرق إنه يوم طويل وفيه مواقف تأتي عليهم: ساعة لا ينطقون ثم يؤذن لهم فيختصمون ثم يمكثون ما شاء الله يحلفون ويجهدون فإذا فعلوا ذلك ختم الله على أفواههم ويأمر جوارحهم فتشهد على أعمالهم بما صنعوا ثم تنطق ألسنتهم فيشهدون على أنفسهم بما صنعوا، قال: ذلك قوله: {ولا يكتمون الله حديثا}). [الدر المنثور: 15/185-186]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن المنذر عن أبي عبد الله الجدلي قال: أتيت بيت المقدس فإذا عبادة بن الصامت وعبد الله بن عمرو وكعب الأحبار يتحدثون في بيت المقدس فقال عباد: إذا كان يوم القيامة جمع الناس في صعيد واحد فينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ويقول الله {هذا يوم لا ينطقون} {هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين (38) فإن كان لكم كيد فكيدون} اليوم لا ينجو مني جبار ولا شيطان مريد فقال عبد الله بن عمرو: إنا نجد في الكتاب أنه يخرج يومئذ عنق من النار فينطلق معنقا حتى إذا كان بين ظهراني الناس قال: يا أيها الناس إني بعثت إلى ثلاثة أنا أعرف بهم من الوالد بولده ومن الأخ بأخيه لا يغنيهم مني وزر ولا تخفيهم مني خافية: الذي يجعل مع الله إلها آخر وكل جبار عنيد وكل شيطان مريد، قال: فينطوي عليهم فيقذفهم في النار قبل الحساب بأربعين، إما قال يوما وإما عاما، قال: ويهرع قوم إلى الجنة فتقول لهم الملائكة: قفوا للحساب.
فيقولون: والله ما كانت لنا أموال وما كنا بعمال، فيقول الله: صدق عبادي أنا أحق من أوفى بعهده ادخلوا الجنة، فيدخلون قبل الحساب بأربعين، إما قال يوما وإما عاما). [الدر المنثور: 15/186-187]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فيعتذرون} رفعًا عطفًا على قوله: {ولا يؤذن لهم} وإنّما اختير ذلك على النّصب وقبله جحدٌ، لأنّه رأس آيةٍ قرن بينه وبين سائر رءوس الآيات الّتي قبلها، ولو كان جاء نصبًا كان جائزًا، كما قال: {لا يقضى عليهم فيموتوا} وكلّ ذلك جائزٌ فيه، أعني الرّفع والنّصب، كما قيل: {من ذا الّذي يقرض اللّه قرضًا حسنًا فيضاعفه له} رفعًا ونصبًا). [جامع البيان: 23/610]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي الضحى قال جاء ابن الأزرق وعطية إلى ابن عباس فقالا له أرأيت قول الله عز وجل هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون وقال ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون وقال في مكان آخر ولا يكتمون الله حديثا وقال والله ربنا ما كنا مشركين فقال له ابن عباس ويحك يا ابن الأزرق إنه يوم طويل فيه مواقف كثيرة فيأتي عليهم ما شاء الله وهم لا ينطقون ثم يؤذن لهم فيختصمون ثم يأتي عليهم حال فيجحدون شركه ويظنون أن ذلك ينفعهم فيختم الله على ألسنتهم وتنطق جوارحهم فتشهد عليهم بأعمالهم ثم تنطق ألسنتهم فتقر بما عملوا فلا يكتمون الله حديثا فيقولون قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء). [تفسير مجاهد: 2/717-718]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الصامت قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص أرأيت قول الله: {هذا يوم لا ينطقون (35) ولا يؤذن لهم فيعتذرون} قال: إن يوم القيامة يوم له حالات وتارات في حال لا ينطقون وفي حال ينطقون وفي حال يعتذرون لا أحدثكم إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان يوم القيامة ينزل الجبار في ظلل من الغمام وكل أمة جاثية في ثلاثة حجب مسيرة كل حجاب خمسون ألف سنة حجاب من نور وحجاب بن ظلمة وحجاب من ماء لا يرى لذلك فيأمر بذلك الماء فيعود في تلك الظلمة ولا تسمع نفس ذلك القول إلا ذهبت فعند ذلك لا ينطقون). [الدر المنثور: 15/184] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي الضحى أن نافع بن الأزرق وعطية أتيا ابن عباس فقالا: يا ابن عباس أخبرنا عن قول الله: {هذا يوم لا ينطقون} وقوله: (ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) (سورة الزمر الآية 31) وقوله: (والله ربنا ما كنا مشركين) (سورة الأنعام الآية 6) وقوله: (ولا يكتمون الله حديثا) (سورة النساء الآية 42) قال: ويحك يا ابن الأزرق إنه يوم طويل وفيه مواقف تأتي عليهم: ساعة لا ينطقون ثم يؤذن لهم فيختصمون ثم يمكثون ما شاء الله يحلفون ويجهدون فإذا فعلوا ذلك ختم الله على أفواههم ويأمر جوارحهم فتشهد على أعمالهم بما صنعوا ثم تنطق ألسنتهم فيشهدون على أنفسهم بما صنعوا، قال: ذلك قوله: {ولا يكتمون الله حديثا}). [الدر المنثور: 15/185-186] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}. يقول تعالى ذكره: ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين بخبر اللّه عن هؤلاء القوم، وما هو فاعلٌ بهم يوم القيامة). [جامع البيان: 23/610]

تفسير قوله تعالى: (هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين}. يقول تعالى ذكره لهؤلاء المكذّبين بالبعث يوم يبعثون: هذا يوم الفصل الّذي يفصل اللّه فيه بالحقّ بين عباده {جمعناكم والأوّلين}. يقول: جمعناكم فيه لموعدكم الّذي كنّا نعدكم في الدّنيا الجمع فيه بينكم وبين سائر من كان قبلكم من الأمم الهالكة، فقد وفينا لكم بذلك). [جامع البيان: 23/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن المنذر عن أبي عبد الله الجدلي قال: أتيت بيت المقدس فإذا عبادة بن الصامت وعبد الله بن عمرو وكعب الأحبار يتحدثون في بيت المقدس فقال عباد: إذا كان يوم القيامة جمع الناس في صعيد واحد فينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ويقول الله {هذا يوم لا ينطقون} {هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين (38) فإن كان لكم كيد فكيدون} اليوم لا ينجو مني جبار ولا شيطان مريد فقال عبد الله بن عمرو: إنا نجد في الكتاب أنه يخرج يومئذ عنق من النار فينطلق معنقا حتى إذا كان بين ظهراني الناس قال: يا أيها الناس إني بعثت إلى ثلاثة أنا أعرف بهم من الوالد بولده ومن الأخ بأخيه لا يغنيهم مني وزر ولا تخفيهم مني خافية: الذي يجعل مع الله إلها آخر وكل جبار عنيد وكل شيطان مريد، قال: فينطوي عليهم فيقذفهم في النار قبل الحساب بأربعين، إما قال يوما وإما عاما، قال: ويهرع قوم إلى الجنة فتقول لهم الملائكة: قفوا للحساب.
فيقولون: والله ما كانت لنا أموال وما كنا بعمال، فيقول الله: صدق عبادي أنا أحق من أوفى بعهده ادخلوا الجنة، فيدخلون قبل الحساب بأربعين، إما قال يوما وإما عاما). [الدر المنثور: 15/186-187] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فإن كان لكم كيدٌ فكيدون} يقول: واللّه منجزٌ لكم ما وعدكم في الدّنيا من العقاب على تكذيبكم إيّاه بأنّكم مبعوثون لهذا اليوم إن كانت لكم حيلةٌ تحتالونها في التّخلّص من عقابه اليوم فاحتالوا). [جامع البيان: 23/611]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن المنذر عن أبي عبد الله الجدلي قال: أتيت بيت المقدس فإذا عبادة بن الصامت وعبد الله بن عمرو وكعب الأحبار يتحدثون في بيت المقدس فقال عباد: إذا كان يوم القيامة جمع الناس في صعيد واحد فينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ويقول الله {هذا يوم لا ينطقون} {هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين (38) فإن كان لكم كيد فكيدون} اليوم لا ينجو مني جبار ولا شيطان مريد فقال عبد الله بن عمرو: إنا نجد في الكتاب أنه يخرج يومئذ عنق من النار فينطلق معنقا حتى إذا كان بين ظهراني الناس قال: يا أيها الناس إني بعثت إلى ثلاثة أنا أعرف بهم من الوالد بولده ومن الأخ بأخيه لا يغنيهم مني وزر ولا تخفيهم مني خافية: الذي يجعل مع الله إلها آخر وكل جبار عنيد وكل شيطان مريد، قال: فينطوي عليهم فيقذفهم في النار قبل الحساب بأربعين، إما قال يوما وإما عاما، قال: ويهرع قوم إلى الجنة فتقول لهم الملائكة: قفوا للحساب.
فيقولون: والله ما كانت لنا أموال وما كنا بعمال، فيقول الله: صدق عبادي أنا أحق من أوفى بعهده ادخلوا الجنة، فيدخلون قبل الحساب بأربعين، إما قال يوما وإما عاما). [الدر المنثور: 15/186-187] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}. يقول: ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين بهذا الخبر). [جامع البيان: 23/611]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 07:47 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} [المرسلات: 29- 33] هذا يقال في يوم القيامة للمكذبين، وذلك أن الشمس تدنو من رؤوس الخلائق، وليس عليهم يومئذ لباس، ولا لهم كنان، فتلفحهم الشمس وتسفعهم وتأخذ بأنفاسهم، ومدّ ذلك اليوم عليهم وكربه، ثم ينجّي الله برحمته من يشاء إلى ظلّ من ظلّه، فهناك يقولون: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27] ويقال للمكذبين {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} [المرسلات: 29] من عذاب الله سبحانه وعقابه، انطلقوا من ذلك إلى ظل من دخان نار جهنم قد سطع ثم افترق ثلاث فرق، وكذلك شأن الدخان العظيم إذا ارتفع أن يتشعب. فيكونون فيه إلى أن يفرغ من الحساب، كما يكون أولياء الله في ظل عرشه أو حيث شاء من الظل إلى أن يفرغ من الحساب، ثم يؤمر بكل فريق إلى مستقرّه من الجنة أو النار). [تأويل مشكل القرآن: 319]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(قوله: {انطلقوا إلى ما كنتم به تكذّبون (29)}
يعنى النار لأنهم كذبوا بالبعث والنشور والنار). [معاني القرآن: 5/267]


تفسير قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ...} يقال: إنه يخرج لسانٌ من النار، فيحيط بهم كالسرادق، ثم يتشعب منه ثلاث شعب من دخان فيظللهم، حتى يفرغ من حسابهم إلى النار). [معاني القرآن: 3/224]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ * لاّ ظليلٍ ولا يغني من اللّهب * إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} وقال: {إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ} {لاّ ظليلٍ ولا يغني من اللّهب} ثم استأنف فقال: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} أي: كالقصور وقال بعضهم {كالقصر} أي: كأعناق الإبل). [معاني القرآن: 4/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ} مفسر في «تأويل مشكل القرآن»). [تفسير غريب القرآن: 507]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({انطلقوا إلى ظلّ ذي ثلاث شعب (30)} يعنى بالظل ههنا دخان جهنّم). [معاني القرآن: 5/267-268]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({ذي ثلاث شعب} أي: يمنع الكفار من الخروج من جهنم). [ياقوتة الصراط: 550]


تفسير قوله تعالى: {لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) }
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ * لاّ ظليلٍ ولا يغني من اللّهب * إنّها ترمي بشررٍ كالقصر}وقال: {إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ} {لاّ ظليلٍ ولا يغني من اللّهب} ثم استأنف فقال: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} أي: كالقصور وقال بعضهم {كالقصر} أي: كأعناق الإبل). [معاني القرآن: 4/43](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم وصف الظل فقال: {لَا ظَلِيلٍ} أي: لا يظلّكم من حرّ هذا اليوم بل يدنيكم من لهب النار إلى ما هو أشد عليكم من حر الشمس، ولا يغني عنكم من اللهب.وهذا مثل قوله سبحانه: {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ} [الواقعة: 43، 44] واليحموم: الدّخان وهو سرادق أهل النار فيما ذكر المفسرون). [تأويل مشكل القرآن: 319-320]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(ثم أعلم عزّ وجلّ أنه ليس بظليل ولا يدفع من لهب النار شيئا فقال: {
لا ظليل ولا يغني من اللّهب (31) إنّها ترمي بشرر كالقصر (32)}). [معاني القرآن: 5/268]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كالقصر...} يريد: القصر من قصور مياه العرب، وتوحيده وجمعه عربيان، قال الله تبارك وتعالى: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر}، معناه: الأدبار، وكأن القرآن نزل على ما يستحب العرب من موافقة المقاطع، ألا ترى أنه قال: {إلى شيء نّكرٍ}، فثقل في (اقتربت)؛ لأن آياتها مثقلة، قال: {فحاسبناها حساباً شديداً وعذّبناها عذاباً نّكراً}. فاجتمع القراء على تثقيل الأول، وتخفيف هذا، ومثله: {الشّمس والقمر بحسبانٍ}، وقال: {جزاءً مّن ربّك عطاءً حساباً} فأجريت رءوس الآيات على هذه المجاري، وهو أكثر من أن يضبطه الكتاب، ولكنك تكتفي بهذا منه إن شاء الله.
ويقال: كالقصر كأصول النخل، ولست أشتهي ذلك؛ لأنها مع آيات مخففة، ومع أن الجمل إنما شبه بالقصر، ألا ترى قوله جل وعز: {كأنّه جمالاتٌ صفر}، والصّفر: سود الإبل، لا ترى أسود من الإبل إلاّ وهو مشربٌ بصفرة، فلذلك سمت العرب سود الإبل: صفرا، كما سمّوا الظبّاء: أدماً لما يعلوها من الظلمة في بياضها، وقد اختلف القراء في "جمالات":
- فقرأ عبد الله بن مسعود وأصحابه: (جمالةٌ) ...
- وحدثني محمد بن الفضل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن يرفعه إلى عمر بن الخطاب (رحمه الله) أنه قرأ: "جمالاتٌ" وهو أحب الوجهين إليّ؛ لأن الجمال أكثر من الجمالة في كلام العرب.
وهي تجوز، كما يقال: حجر وحجارة، وذكر وذكاره إلاّ أن الأول أكثر، فإذا قلت: جمالات، فواحدها: جمال، مثل ما قالوا: رجالٌ ورجالات، وبيوت وبيوتات، فقد يجوز أن تجعل واحد الجمالات جمالة، [وقد حكى عن بعض القراء: جمالات]، فقد تكون من الشيء المجمل، وقد تكون جمالاتٌ جمعا من جمع الجمال. كما قالوا: الرّخل والرُّخال، والرِّخال). [معاني القرآن: 3/224-225]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({جمالاتٌ صفرٌ} سود، جمل أصفر ؛ أسود). [مجاز القرآن: 2/281]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ * لاّ ظليلٍ ولا يغني من اللّهب * إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} وقال: {إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ} {لاّ ظليلٍ ولا يغني من اللّهب} ثم استأنف فقال: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} أي: كالقصور وقال بعضهم {كالقصر} أي: كأعناق الإبل). [معاني القرآن: 4/43](م)
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({كأنّه جمالتٌ صفرٌ} وقال: {كأنّه جمالةٌ صفرٌ}، بعض العرب يجمع "الجمال" [على] "الجمالات" كما تقول "الجزرات" وقال بعضهم {جمالاتٌ} وليس يعرف هذا الوجه). [معاني القرآن: 4/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({جمالات صفر}: سود وقالوا إبل وقالوا قلوس سفن البحر يضم بعضها إلى بعض). [غريب القرآن وتفسيره: 407]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({بشررٍ كالقصر} من البناء.
ومن قرأه: (كالقَصَر)، أراد: أصول النخل المقطوعة المقلوعة. ويقال: أعناق النخل [أو الإبل]، شبّهها بقصر الناس، أي أعناقهم). [تفسير غريب القرآن: 507]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({جمالات}: جمالات. صفرٌ أي إبل سود. واحدها: «جمالة». والبعير الأصفر هو الأسود: لأن سواده تعلوه صفرة.
قال ابن عباس: «الجمالات الصّفر: حبال السّفن يجمع بعضها إلى بعض، حتى تكون كأوساط الرجال»). [تفسير غريب القرآن: 507]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم وصف النار فقال: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} فمن قرأه بتسكين الصاد، أراد القصر من قصور مياه الأعراب.
ومن قرأه (القَصَر) شبّهه بأعناق النخل، ويقال: بأصوله إذا قطع. ووقع تشبيه الشّرر بالقصر في مقاديره، ثم شبّهه في لونه بالجمالات الصّفر وهي السود، والعرب تسمى السّود من الإبل صفرا، قال الشاعر:
تلك خيلي منها وتلك ركابي = هنّ صفر أولادها كالزّبيب
أي: هنّ سود.
وإنما سمّيت السّود من الإبل: صفرا، لأنه يشوب سودها شيء من صفرة، كما قيل لبيض الظباء: أدم، لأن بياضها تعلوه كدرة.
والشّرر إذا تطاير فسقط وفيه بقية من لون النار، أشبه شيء بالإبل السّود، لما يشوبها من الصفرة). [تأويل مشكل القرآن: 320-321]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({إنّها ترمي بشرر كالقصر (32)}
جاء في التفسير أنه القصر من هذه القصور، وقيل القصر جمع قصرة؛ وهو الغليظ من الشجر، وقرئت كالقصر -بفتح الصاد- جمع قصرة أي كأنّها أعناق الإبل). [معاني القرآن: 5/268]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {(كأنّه جمالت صفر (33)} يقرأ (جِمَالات) وجُمالات، - بضم الجيم وكسرها - يعنى أن الشرر كالجمال السّود، يقال للإبل التي هي سود تضرب إلى الصّفرة: إبل صفر.
- فمن قرأ (جمالات) بالكسر فهو جمع جمال، كما تقول بيوت وبيوتات وهو جمع الجمع.
- ومن قرأ (جمالات) بالضم فهو جمع جمالة. وهو القلس من قلوس سفن البحر، ويقال كالقَلْسِ من قلوس الجسر.
ويجوز أن يكون جمع جمل وجمال وجمالات، كما قيل رجال جمع رجل، وقرئت (جِمَالَةٌ صُفْرٌ) على جمع جمل وجمالة كما قيل حَجَر وحِجارة، وذَكَر وذِكارة، وقرئت (جماله صُفْرٌ) على ما فسّرنا في جمالات). [معاني القرآن: 5/268]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كَالْقَصْرِ} يريد من البناء في أحد القصور. ومن قرأ بفتح الصاد أراد: أصول النخل المقطوعة. قيل: أعناق النخل [شبّهها] بقَصَر النّاس أي بأعناقهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 290]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({جِمَالَاتٌ صُفْرٌ} أي إبل سود، واحدها جَمالة. وقيل: {جمالات صفر}: هي حبال السفن، يجمع بعضها إلى بعض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 290]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({جِمَالَاتٌ صُفْرٌ}: إبل سود). [العمدة في غريب القرآن: 330]

تفسير قوله تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34) )تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {هذا يوم لا ينطقون...} اجتمعت القراء على رفع اليوم، ولو نصب لكان جائزا على جهتين:
إحداهما: أن العرب إذا أضافت اليوم والليلة إلى فعل أو يفعل، أو كلمة مجملةٍ لا خفض فيها نصبوا اليوم في موضع الخفض والرفع، فهذا وجه.
والآخر: أن تجعل هذا في معنى: فعلٍ مجملٍ من "لا ينطقون" -وعيد الله وثوابه- فكأنك قلت: هذا الشأن في يوم لا ينطقون.
والوجه الأول أجود، والرفع أكثر في كلام العرب.
ومعنى قوله: هذا يوم لا ينطقون ولا يعتذرون في بعض الساعات في ذلك اليوم. وذلك في هذا النوع بيّن. تقول في الكلام: آتيك يوم يقدم أبوك، ويوم تقدم، والمعنى ساعة يقدم وليس باليوم كله ولو كان يوماً كلّه في المعنى لما جاز في الكلام إضافته إلى فعل، ولا إلى يفعل، ولا إلى كلام مجمل، مثل قولك: آتيتك حين الحجاج أميرٌ.
وإنما استجازت العرب: أتيتك يوم مات فلان، وآتيتك يوم يقدم فلان؛ لأنهم يريدون: أتيتك إذ قدم، وإذا يقدم؛ فإذ وإذا لا تطلبان الأسماء، وإنما تطلبان الفعل. فلما كان اليوم والليلة وجميع المواقيت في معناهما أضيفا إلى فعل ويفعل وإلى الاسم المخبر عنه، كقول الشاعر:
أزمان من يرد الصنيعة يصطنع = مننًا، ومن يرد الزهادة يزهد).
[معاني القرآن: 3/225-226]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({هذا يوم لا ينطقون}[معاني القرآن: 4/43]
وقال: {هذا يوم لا ينطقون} فرفع، ونصب بعضهم على قوله "هذا الخبر يوم لا ينطقون" وكذاك {[هذا] يوم الفصل} وترك التنوين للإضافة، كأنه قال: "هذا يوم لا نطق" وإن شئت نونت اليوم إذا أضمرت فيه كأنك قلت "هذا يومٌ لا ينطقون فيه"). [معاني القرآن: 4/44]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {هذا يوم لا ينطقون (35) ولا يؤذن لهم فيعتذرون (36)} يوم القيامة له مواطن ومواقيت، فهذا من المواقيت التي لا يتكلمون فيها). [معاني القرآن: 5/268]


تفسير قوله تعالى: {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ولا يؤذن لهم فيعتذرون...} نويت بالفاء أن يكون نسقا على ما قبلها، واختير ذلك لأن الآيات بالنون، فلو قيل: فيعتذروا لم يوافق الآيات. وقد قال الله جل وعز: {لا يقضى عليهم فيموتوا} بالنصب، وكلٌّ صواب. مثله: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه} و(فيضاعفه)، قال، قال أبو عبد الله: كذا كان يقرأ الكسائي، والفراء، وحمزة، (فيضاعفه) ). [معاني القرآن: 3/226]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ولا يؤذن لهم فيعتذرون} مرفوعة). [مجاز القرآن: 2/281]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {هذا يوم لا ينطقون (35) ولا يؤذن لهم فيعتذرون (36)} يوم القيامة له مواطن ومواقيت، فهذا من المواقيت التي لا يتكلمون فيها). [معاني القرآن: 5/268](م)


تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين (38)} أي هذا يوم يفصل فيه بين أهل الجنة والنار وأهل الحق والباطل). [معاني القرآن: 5/268]


تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله جل وعز: {فإن كان لكم كيدٌ فكيدون...} إن كان عندكم حيلة، فاحتالوا لأنفسكم). [معاني القرآن: 3/227]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فإن كان لكم كيدٌ} أي حيلة: {فكيدون} أي فاحتالوا). [تفسير غريب القرآن: 507]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 07:49 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28)}

تفسير قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29)}

تفسير قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30)}

تفسير قوله تعالى: {لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31)}

قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (ويقال: يوم لَهَبَان، إذا كان شديد الحر. واللهب: الحَرَّ). [الأيام والليالي: 75]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32)}
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ): (والقَصْر مصدر قصرت له من قيده أقصر قصرا والقصر من القصور والقَصَر جمع قَصَرَة وهي أصل العنق والقصر أيضا أصول النخل والشجر وقرأ بعض القراء (إنها ترمي بشرر كالقَصَر) ). [إصلاح المنطق: 41-42]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33)}
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (ومما يشبه الأضداد الأصفر؛ يقع على الأصفر، وربما أوقعته العرب على الأسود، قال الله عز وجل: {صفراء فاقع لونها}، فقال بعض المفسرين: هي صفراء، حتى ظلفها وقرنها أصفران. وقال آخرون: الصفراء السوداء. وقال جل اسمه: {كأنه جمالة صفر}، فقال عدة من المفسرين: الصفر: السود. وقال الفراء: إنما قالت العرب للجمل الأسود: أصفر؛ لأن سواده تعلوه صفرة، فسموه أصفر، كما قالوا للظبي الأبيض: آدم، لأن بياضه تعلوه ظلمة.
وأخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا يوسف القطان، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، قال: حدثنا إسماعيل بن مسلم، عن الحسن في قوله: {كأنه جمالة صفر} قال: الصفر: السود. وأنشد أبو عبيد للأعشى:
تلك خيلي منة وتل ركابي = هن صفر ألوانها كالزبيب
أراد: هن سود، والذين فسروا قوله جل وعز: {صفراء فاقع لونها}، فقالوا: هي صفراء فاقع لونها، احتجوا بقوله: جل وعز: {فاقع}، فقالوا: الفقوع خلوص الصفرة، فكيف توصف بهذا وهي سوداء! واحتج عليهم أصحاب القول الآخر بأن الفقوع قد توصف به الصفرة والبياض والسواد، فيقال: أصفر فاقع، وأسود فاقع، وأبيض فاقع، وأخضر فاقع. قال محمد بن الحكم، عن أبي الحسن اللحياني: يقال في الألوان كلها فاقع وناصع، خالص.
وقال غيره: يقال: أسود فاحم، وحلبوب، ودجوجي، وخداري، وغربيب، وحالك، وحانك. ومثل حلك الغراب، وحنكه؛ فحلكه: سواده، وحنكه: منقاره. ويقال: أسود حلكوك ومحلولك، وسحكوك ومسحنكك، قال الراجز:
تضحك مني شيخة ضحوك = واستنوكت وللشباب نوك).
[كتاب الأضداد:160- 161] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (
لا شيء فيها غير أظيرة = سفع الخدود رواكدٍ خرسٍ
ويروى: صفر الخدود أي سود ومنه (كأنه جمالات صفر) أي سود). [شرح المفضليات: 263]

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34)}

تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أن ما ينتصب في باب الفاء قد ينتصب على غير معنىً واحدٍ وكل ذلك على إضمار أن إلا أن المعاني مختلفةٌ كما أن يعلم الله يرتفع كما يرتفع يذهب زيدٌ وعلم الله ينتصب كما ينتصب ذهب زيدٌ وفيهما معنى اليمين.
فالنصب ههنا في التمثيل كأنك قلت لم يكن إتيانٌ فإن تحدث والمعنى على غير ذلك كما أن معنى علم الله لأفعلن غير معنى رزق الله فأن تحدث في اللفظ مرفوعةٌ بيكن لأن المعنى لم يكن إتيانٌ فيكون حديثٌ.
وتقول ما تأتيني فتحدثني فالنصب على وجهين من المعاني:
أحدهما: ما تأتيني فكيف تحدثني أي لو أتيتني لحدثتني.
وأما الآخر: فما تأتيني أبداً إلا لم تحدثني أي منك إتيانٌ كثيرٌ ولا حديثٌ منك.
وإن شئت أشركت بين الأول والآخر فدخل الآخر فيما دخل فيه الأول فتقول ما تأتيني فتحدثني كأنك قلت ما تأتيني وما تحدثني.
فمثل النصب قوله عز وجل: {لا يقضى عليهم فيموتوا} ومثل الرفع قوله عز وجل: {هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون} ). [الكتاب: 3/30]
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب ما يضاف إلى الأفعال من الأسماء
يضاف إليها أسماء الدهر وذلك قولك هذا يوم يقوم زيدٌ وآتيك يوم يقول ذاك وقال الله عز وجل: {هذا يوم لا ينطقون} و: {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم} وجاز هذا في الأزمة واطرد فيها كما جاز للفعل أن يكون صفةً وتوسعوا بذلك في الدهر لكثرته في كلامهم فلم يخرجوا الفعل من هذا كما لم يخرجوا الأسماء من ألف الوصل نحو ابنٍ وإنما أصله للفعل وتصريفه). [الكتاب: 3/117]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول في المستقبل: أتيتك يوم يقوم زيد، ولا يجوز: يوم زيدٌ أميرٌ لما ذكرت لك. قال الله عز وجل: {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم}. وقال: {هذا يوم لا ينطقون}.
فأما إذا التي تقع للمفاجأة فهي التي تسد مسد الخبر، والاسم بعدها مبتدأ وذلك قولك: جئتك فإذا زيد، وكلمتك فإذا أخوك. وتأويل هذا: جئت، ففاجأني زيد، وكلمتك، ففاجأني أخوك، وهذه تغني عن الفاء، وتكون جواباً للجزاء؛ نحو: إن تأتني إذا أنا أفرح على حد قولك: فأنا أفرح. قال الله عز وجل: {وإن تصبهم سيئةٌ بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون} فقوله: {إذا هم يقنطون} في موضع: يقنطوا. وقوله: إن تأتني فلك درهم في موضع إن تأتني أعطك درهما؛ كما أن قوله عز وجل: {سواءٌ عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون} في موضع: أم صممتم). [المقتضب: 3/177-178] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقول الله عز وجل: {إذا السماء انفطرت} و{إذا السماء انشقت} معناه: إذا انشقت السماء، ولولا هذا الفعل لم يصلح أن يقع بعد إذا لما فيها من معنى الجزاء. فعلى هذا تقول: آتيك يوم يقوم زيد، ولا يجوز: آتيك يوم زيد منطلق، لما ذكرت لك. قال الله عز وجل: {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم} وقال {هذا يوم لا ينطقون} ). [المقتضب: 4/348] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37)}

تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38)}

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39)}

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:50 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:50 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:50 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:50 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28) انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: انطلقوا إلى ما كنتم به تكذّبون (29) انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ (30) لا ظليلٍ ولا يغني من اللّهب (31) إنّها ترمي بشررٍ كالقصر (32) كأنّه جمالتٌ صفرٌ (33) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (34) هذا يوم لا ينطقون (35) ولا يؤذن لهم فيعتذرون (36) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (37) هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين (38) فإن كان لكم كيدٌ فكيدون (39) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (40)
الضمير في قوله انطلقوا، هو للمكذّبين الذين لهم الويل يقال لهم انطلقوا إلى ما كنتم به تكذّبون من عذاب الآخرة، ولا خلاف في كسر اللام من قوله انطلقوا في هذا الأمر الأول). [المحرر الوجيز: 8/ 507]

تفسير قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ يعقوب في رواية رويس «انطلقوا إلى ظل» بفتح اللام على معنى الخبر، وقرأ جمهور الناس «انطلقوا» بكسر اللام على معنى تكرار، الأمر الأول وبيان المنطلق إليه، وقال عطاء الظل الذي له ثلاث شعبٍ هو دخان جهنم، وروي أنه يعلو من ثلاثة مواضع يراه الكفار فيظنون أنه مغن فيهرعون إليه فيجدونه على أسوأ وصف. وقال ابن عباس: المخاطبة إنما تقال يومئذ لعبدة الصليب إذا اتبع كل واحد ما كان يعبد فيكون المؤمنون في ظل الله ولا ظل إلا ظله، ويقال لعبدة الصليب انطلقوا إلى ظلٍّ معبودكموهو الصليب وله ثلاث شعبٍ، والتشعب تفرق الجسم الواحد فرقا ثم نفى عنه تعالى محاسن الظل). [المحرر الوجيز: 8/ 507]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والضمير في إنّها لجهنم، وقرأ عيسى بن عمر «بشرار» بألف جمع شرارة وهي لغة تميم، و «القصر» في قول ابن عباس وجماعة من المفسرين اسم نوع القصور وهو إلا دورا لكبار مشيدة، وقد شبهت العرب بها النوق ومن المعنى قول الأخطل: [البسيط]
كأنها برج رومي يشيده = لز بجص وآجر وجيار
وقال ابن عباس أيضا: «القصر»: خشب كان في الجاهلية يقطع من جزل الحطب من النخل وغيره على قدر الذراع وفوقه ودونه يستعد به للشتاء يسمى «القصر» واحده قصرة وهو المراد في الآية، وإنما سمي القصّار لأنه يخبط بالقصرة، وقال مجاهد: «القصر» حزم الحطب. وهذه قراءة الجمهور، وقرأ ابن عباس وابن جبير «القصر» جمع قصرة وهي أعناق النخل والإبل وكذلك أيضا هي في الناس، وقال ابن عباس جذور النخل، وقرأ ابن جبير أيضا والحسن: «كالقصر» بكسر القاف وفتح الصاد، وهي جمع قصرة كحلقة وحلق من الحديد). [المحرر الوجيز: 8/ 507-508]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (واختلف الناس في «الجمالات»، فقال جمهور من المفسرين: هو جمع جمال على تصحيح البناء كرجال ورجالات، وقال آخرون أراد ب «الصفر» السود، وأنشد على ذلك بيت الأعشى:
[الخفيف]
تلك خيلي منه، وتلك ركابي = هن صفر أولادها كالزبيب
وقال جمهور الناس: بل «الصفر» الفاقعة لأنها أشبه بلون الشرر بالجمالات، وقرأ الحسن «صفر» بضم الصاد والفاء، وقال ابن عباس وابن جبير: «الجمالات» قلوس من السفن وهي حبالها العظام إذا جمعت مستديرة بعضها إلى بعض جاء منها أجرام عظام، وقال ابن عباس: «الجمالات» قطع النحاس الكبار وكان اشتقاق هذه من اسم الجملة، وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم «جمالة» بكسر الجيم لحقت التاء جمالا لتأنيث الجمع فهي كحجر وحجارة، وقرأ ابن عباس وأبو عبد الرحمن والأعمش:«جمالة» بضم الجيم، وقرأ باقي السبعة والجمهور وعمر بن الخطاب «جمالات» على ما تفسر بكسر الجيم، وقرأ ابن عباس أيضا وقتادة وابن جبير والحسن وأبو رجاء بخلاف عنهم «جمالات» بضم الجيم، واختلف عن نافع وأبي جعفر وشيبة وكان ضم الجيم فيهما من الجملة لا من الجمل وكسرها من الجمل لا من الجملة). [المحرر الوجيز: 8/ 508-509]

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34)}

تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ولما ذكر تعالى المكذبين قال مخاطبا لمحمد صلى الله عليه وسلم هذا يوم لا ينطقون أي يوم القيامة أسكتتهم الهيبة وذل الكفر، وهذا في موطن قاض بأنهم لا ينطقون فيه إذ قد نطق القرآن بنطقهم ربنا أخرجنا، ربنا أمتنا. فهي مواطن. ويوم مضاف إلى قوله لا ينطقون. وقرأ الأعرج والأعمش وأبو حيوة «هذا يوم» بالنصب لما أضيف إلى غير متمكن بناه فهي فتحة بناء وهو في موضع رفع، ويحتمل أن يكون ظرفا وتكون الإشارة ب هذا إلى رميها بشررٍ كالقصر). [المحرر الوجيز: 8/ 509]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله فيعتذرون معطوف على يؤذن ولم ينصب في جواب النفي لتشابه رؤوس الآي، والوجهان جائزان). [المحرر الوجيز: 8/ 509]

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37)}

تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: هذا يوم الفصل جمعناكم مخاطبة للكفار يومئذ. و «الأولون» المشار إليهم قوم نوح وغيرهم ممن جاء في صدر الدنيا وعلى وجه الدهر). [المحرر الوجيز: 8/ 509-510]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم وقف تعالى عبيده الكفار المستوجبين عقابه بقوله: فإن كان لكم كيدٌ فكيدون أي إن كان لكم حيلة أو مكيدة تنجيكم فافعلوها). [المحرر الوجيز: 8/ 510]

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40)}


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:50 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:50 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): ({ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين} أي: ويلٌ لمن تأمّل هذه المخلوقات الدّالّة على عظمة خالقها، ثمّ بعد هذا يستمرّ على تكذيبه وكفره). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 299]

تفسير قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({انطلقوا إلى ما كنتم به تكذّبون (29) انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ (30) لا ظليلٍ ولا يغني من اللّهب (31) إنّها ترمي بشررٍ كالقصر (32) كأنّه جمالةٌ صفرٌ (33) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (34) هذا يوم لا ينطقون (35) ولا يؤذن لهم فيعتذرون (36) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (37) هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين (38) فإن كان لكم كيدٌ فكيدون (39) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (40)}
يقول تعالى مخاطبًا للكفّار المكذّبين بالمعاد والجزاء والجنّة والنّار، أنّهم يقال لهم يوم القيامة: {انطلقوا إلى ما كنتم به تكذّبون}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 299]

تفسير قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ} يعني: لهب النّار إذا ارتفع وصعد معه دخانٌ، فمن شدّته وقوّته أنّ له ثلاث شعبٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 299]

تفسير قوله تعالى: {لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لا ظليلٍ ولا يغني من اللّهب} أي: ظلّ الدّخان المقابل للّهب لا ظليلٌ هو في نفسه، ولا يغني من اللّهب، يعني: ولا يقيهم حرّ اللّهب). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 299]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} أي: يتطاير الشّرر من لهبها كالقصر. قال ابن مسعودٍ: كالحصون. وقال ابن عبّاسٍ وقتادة، ومجاهدٌ، ومالكٌ عن زيد بن أسلم، وغيرهم: يعني أصول الشّجر.
{كأنّه جمالةٌ صفرٌ} أي: كالإبل السّود. قاله مجاهدٌ، والحسن، وقتادة، والضّحّاك. واختاره ابن جريرٍ.
وعن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ: {جمالةٌ صفرٌ} يعني: حبال السفن. وعنه -أعني ابن عبّاسٍ-: {جمالةٌ صفرٌ} قطع نحاسٍ.
وقال البخاريّ: حدّثنا عمرو بن عليٍّ، حدّثنا يحيى، أخبرنا سفيان، عن عبد الرّحمن بن عابسٍ قال: سمعت ابن عبّاسٍ: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} قال: كنّا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرعٍ وفوق ذلك، فنرفعه للشّتاء، فنسمّيه القصر، {كأنّه جمالةٌ صفرٌ} حبال السّفن، تجمع حتّى تكون كأوساط الرّجال، {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 299-300]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {هذا يوم لا ينطقون} أي: لا يتكلّمون). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 300]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولا يؤذن لهم فيعتذرون} أي: لا يقدرون على الكلام، ولا يؤذن لهم فيه ليعتذروا، بل قد قامت عليهم الحجّة، ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون. وعرصات القيامة حالاتٌ، والرّبّ تعالى يخبر عن هذه الحالة تارةً، وعن هذه الحالة تارةً؛ ليدلّ على شدّة الأهوال والزّلازل يومئذٍ. ولهذا يقول بعد كلّ فصلٍ من هذا الكلام: {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 300]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين * فإن كان لكم كيدٌ فكيدون} وهذه مخاطبةٌ من الخالق لعباده يقول لهم: {هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين} يعني: أنّه جمعهم بقدرته في صعيدٍ واحدٍ، يسمعهم الدّاعي وينفذهم البصر.
وقوله: {فإن كان لكم كيدٌ فكيدون} تهديدٌ شديدٌ ووعيدٌ أكيدٌ، أي: إن قدرتم على أن تتخلّصوا من قبضتي، وتنجوا من حكمي فافعلوا، فإنّكم لا تقدرون على ذلك، كما قال تعالى {يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطانٍ} [الرّحمن: 33]، وقال تعالى: {ولا تضرّونه شيئًا} [هود: 57] وفي الحديث: "يا عبادي، إنّكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضرّي فتضرّوني".
وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن المنذر الطّريقيّ الأوديّ، حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، حدّثنا حصين بن عبد الرّحمن، عن حسّان بن أبي المخارق، عن أبي عبد اللّه الجدلي قال: أتيت بيت المقدس، فإذا عبادة بن الصّامت، وعبد اللّه بن عمرٍو، وكعب الأحبار يتحدّثون في بيت المقدس، فقال عبادة: إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الأوّلين والآخرين بصعيدٍ واحدٍ، ينفذهم البصر ويسمعهم الدّاعي، ويقول اللّه: {هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين * فإن كان لكم كيدٌ فكيدون} اليوم لا ينجو منّي جبّارٌ عنيدٌ، ولا شيطانٌ مريدٌ. فقال عبد اللّه بن عمرٍو: فإنّا نحدّث يومئذٍ أنّه يخرج عنق من النّار فتنطلق حتّى إذا كانت بين ظهراني النّاس نادت: أيّها النّاس، إنّي بعثت إلى ثلاثة أنا أعرف بهم من الأب بولده ومن الأخ بأخيه، لا يغيّبهم عنّي وزر، ولا تخفيهم عنّي خافيةٌ: الّذي جعل مع اللّه إلهًا آخر، وكلّ جبّارٍ عنيدٍ، وكلّ شيطانٍ مريدٍ. فتنطوي عليهم فتقذف بهم في النار قبل الحساب بأربعين سنة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 300]

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40)}


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة