العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء قد سمع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:20 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة الحشر [ من الآية (18) إلى الآية (21) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:22 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، قال: حدثني معن وعون، أو أحدهما، أن رجلًا أتى عبد الله ابن مسعودٍ، فقال: اعهد إلي؟ فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك، فإنها خيرٌ يأمر به، أو شرٌّ ينهى عنه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 18]

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله ما قدمت لغد قال يوم القيامة). [تفسير عبد الرزاق: 2/285]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: ما تقرؤون في القرآن: {يا أيّها الّذين آمنوا} فإنّ موضعه في التّوراة: يا أيّها المساكين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 318]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه}. يقول تعالى ذكره: يا أيّها الّذين صدّقوا اللّه ووحّدوه، اتّقوا اللّه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه.
وقوله: {ولتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ}. يقول: ولينظر أحدكم ما قدّم ليوم القيامة من الأعمال، أمن الصّالحات الّتي تنجيه أم من السّيّئات الّتي توبقه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {اتّقوا اللّه ولتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ}. ما زال ربّكم يقرّب السّاعة حتّى جعلها كغدٍ، وغدٌ يوم القيامة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {ما قدّمت لغدٍ} يعني: يوم القيامة.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ما قدّمت لغدٍ}. يعني: يوم القيامة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، وقرأ قول اللّه عزّ وجلّ {ولتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ} يعني: يوم القيامة الخير والشّرّ؛ قال: والأمس في الدّنيا، وغدٌ في الآخرة، وقرأ: {كأن لم تغن بالأمس}. قال: كأن لم تكن في الدّنيا.
وقوله: {واتّقوا اللّه} يقول: وخافوا اللّه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه. {إنّ اللّه خبيرٌ بما تعملون} يقول: إنّ اللّه ذو خبرةٍ وعلمٍ بأعمالكم خيرها وشرّها، لا يخفى عليه منها شيءٌ، وهو مجازيكم على جميعها). [جامع البيان: 22/546-547]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله} الآية.
أخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي، وابن ماجة، وابن مردويه عن جرير قال: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه قوم مجتابي النمار متقلدي السيوف عليهم أزر ولا شيء غيرها عامتهم من مضر فلما رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم الذي بهم من الجهد والعري والجوع تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام فدخل بيته ثم راح إلى المسجد فصلى الظهر ثم صعد منبره فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد ذلكم فإن الله أنزل في كتابه {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون} تصدقوا قبل أن لا تصدقوا تصدقوا قبل أن يحال بينكم وبين الصدقة تصدق امرؤ من ديناره تصدق امرؤ من درهمه تصدق امرؤ من بره من شعيره من تمره لا يحقرن شيء من الصدقة ولو بشق التمرة فقام رجل من الأنصار بصرة في كفه فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على منبره فعرف السرور في وجهه فقال: من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا ومن سن سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها ومثل وزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيئا فقام الناس فتفرقوا فمن ذي دينار ومن ذي درهم ومن ذي طعام ومن ذي ومن ذي فاجتمع فقسمه بينهم). [الدر المنثور: 14/393-394]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ما قدمت لغد} قال: يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/394]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولا تكونوا كالّذين نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}.
يقول تعالى ذكره: ولا تكونوا كالّذين تركوا أداء حقّ اللّه الّذي أوجبه عليهم فأنساهم أنفسهم يقول: فأنساهم اللّه حظوظ أنفسهم من الخيرات.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم} قال: نسوا حقّ اللّه، {فأنساهم أنفسهم} قال: حظّ أنفسهم.
وقوله: {أولئك هم الفاسقون}. يقول جلّ ثناؤه: هؤلاء الّذين نسوا اللّه هم الفاسقون، يعني الخارجون من طاعة اللّه إلى معصيته). [جامع البيان: 22/547-548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن نعيم بن محمد الرحبي قال: كان من خطبة أبي بكر الصديق: واعلموا أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه فإن استطعتم أن ينقضي الأجل وأنتم على حذر فافعلوا ولن تستطيعوا ذلك إلا بإذن الله وإن قوما جعلوا أجلهم لغيرهم فنهاكم الله أن تكونوا أمثالهم فقال: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون} أين من كنتم تعرفون من إخوانكم قد انتهت عنهم أعمالهم ووردوا على ما قدموا، أين الجبارون الأولون الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحوائط قد صاروا تحت الصخر والآكام هذا كتاب الله لا تفنى عجائبه ولا يطفأ نوره استضيئوا منه اليوم ليوم الظلمة واستنصحوا كتابه وتبيانه فإن الله قد أفنا على قوم فقال: (كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) (سورة الأنبياء الآية 90) لا خير في قول لا يبتغي به وجه الله ولا خر في مال لا ينفق في سبيل الله ولا خير فيمن يغلب غضبه حلمه ولا خير في رجل يخاف في الله لومة لائم). [الدر المنثور: 14/394-395]

تفسير قوله تعالى: (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لا يستوي أصحاب النّار وأصحاب الجنّة أصحاب الجنّة هم الفائزون}.
يقول تعالى ذكره: لا يعتدل أهل النّار وأهل الجنّة، أهل الجنّة هم الفائزون، يعني أنّهم المدركون ما طلبوا وأرادوا، النّاجون ممّا حذروا). [جامع البيان: 22/548]

تفسير قوله تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعًا مّتصدّعًا من خشية اللّه وتلك الأمثال نضربها للنّاس لعلّهم يتفكّرون}.
وقوله: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعًا متصدّعًا من خشية اللّه}.
يقول جلّ ثناؤه: لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ - وهو حجرٌ - لرأيته يا محمّد {خاشعًا}. يقول: متذلّلاً، {متصدّعًا من خشية اللّه} على قساوته، حذرًا من أن لا يؤدّي حقّ اللّه المفترض عليه في تعظيم القرآن، وقد أنزل على ابن آدم وهو بحقّه مستخفٌّ، وعنه وعمّا فيه من العبر والذّكر معرضٌ، كأن لم يسمعها، كأنّ في أذنيه وقرًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعًا متصدّعًا من خشية اللّه}. إلى قوله: {لعلّهم يتفكّرون} قال: يقول: لو أنّي أنزلت هذا القرآن على جبلٍ حمّلته إيّاه تصدّع وخشع من ثقله ومن خشية اللّه، فأمر اللّه عزّ وجلّ النّاس إذا أنزل عليهم القرآن، أن يأخذوه بالخشية الشّديدة والتّخشّع، قال: كذلك يضرب اللّه الأمثال للنّاس، لعلّهم يتفكّرون.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعًا متصدّعًا من خشية اللّه}. الآية، يعذر اللّه الجبل الأصمّ، ولم يعذر شقيّ ابن آدم، هل رأيتم أحدًا قطّ تصدّعت جوانحه من خشية اللّه.
وقوله: {وتلك الأمثال نضربها للنّاس}. يقول تعالى ذكره: وهذه الأشياء نشبّهها للنّاس، وذلك تعريفه جلّ ثناؤه إيّاهم أنّ الجبال أشدّ تعظيمًا لحقّه منهم مع قساوتها وصلابتها.
وقوله: {لعلّهم يتفكّرون} يقول: يضرب اللّه لهم هذه الأمثال ليتفكّروا فيها فينيبوا، وينقادوا للحقّ). [جامع البيان: 22/548-550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 21 – 24
أخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل} الآية قال: لو أنزلت هذا القرآن على جبل فأمرته بالذي أمرتكم وخوفته بالذي خوفتكم به إذا يصدع ويخشع من خشية الله فأنتم أحق أن تخشوا وتذلوا وتلين قلوبكم لذكر الله). [الدر المنثور: 14/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مالك بن دينار قال: أقسم لكم لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلا صدع قلبه). [الدر المنثور: 14/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {لو أنزلنا هذا القرآن} الآية قال: يقول: لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه تصدع وخشع من ثقله ومن خشية الله فأمر الله الناس إذا نزل عليهم القرآن أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع قال: ? {كذلك يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتفكرون}?). [الدر المنثور: 14/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي عن ابن مسعود وعلي مرفوعا في قوله: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل} إلى آخر السورة قال: هي رقية الصداع). [الدر المنثور: 14/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه قال: أنبأنا أبو نعيم الحافظ أبنأنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن يوسف بن جعفر المقري البغدادي يعرف بغلام ابن شنبوذ أبنأنا إدريس بن عبد الكريم الحداد قال: قرأت على خلف فلما بلغت هذه الآية {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل} قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على سليم فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على الأعمش فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على يحيى بن وثاب فلما بلغت هذه الآية قال: ضد يدك على رأسك فإني قرأت على علقمة والأسود فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك فإنا قرأنا على عبد الله فلما بلغنا هذه الآية قال: ضعا أيديكما على رؤوسكما فإني قرأت على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلما بلغت هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإن جبريل لما نزل بها إلي قال لي: ضع يدك على رأسك فإنها شفاء من كل داء إلا السأم والسأم الموت). [الدر المنثور: 14/396]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:24 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه ولتنظر نفس ما قدّمت لغد واتّقوا اللّه إنّ اللّه خبير بما تعملون} أي ليوم القيامة، وقرّب على الناس فجعل كأنه يأتي غدا. وأصل غد غدو إلا أنه لم يأت في القرآن إلا بحذف الواو، وقد تكلّم به بحذف الواو، وجاء في الشعر بإثبات الواو وحذفها.قال الشاعر في إثباتها:
وما الناس إلاّ كالدّيار وأهلها = بها يوم حلّوها وغدوا بلاقع
وقال آخر:
لا تغلواها وادلواها دلوا = إنّ مع اليوم أخاه غدو). [معاني القرآن: 5/149]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجل: {ولا تكونوا كالّذين نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}
{نسوا الله}: تركوا ذكره وما أمرهم به فترك اللّه ذكرهم بالرحمة والتوفيق). [معاني القرآن: 5/149]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا يستوي أصحاب النّار وأصحاب الجنّة...}. وفي قراءة عبد الله: ولا أصحاب النار، ولا صلةٌ إذا كان في أول الكلام جحد، ووصل بلا من آخره. وأنشد في بعض بني كلاب:
إرادة ألاّ يجمع الله بيننا = ولا بينها أخرى الليالي الغوابر
معناه: إرادة ألا يجمع الله بيننا وبينها، فوصل بلا). [معاني القرآن: 3/147]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية اللّه وتلك الأمثال نضربها للنّاس لعلّهم يتفكّرون}
أعلم اللّه عزّ وجلّ أن من شأن القرآن وعظمته وبيانه أنه لو جعل في الجبل تمييز كما جعل فيكم وأنزل عليه القرآن لخشع وتصدّع من خشية اللّه ومعنى خشع تطأطأ وخضع، ومعنى تصدّع تشقق.وجائز أن يكون هذا على المثل لقوله: (وتلك الأمثال نضربها للنّاس)كما قال - سبحانه -: {لقد جئتم شيئا إدّا (89) تكاد السّماوات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدّا (90)}). [معاني القرآن: 5/149-150]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خاشعا}: خاضعاً). [العمدة في غريب القرآن: 303]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:27 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) }

تفسير قوله تعالى: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (12) }

تفسير قوله تعالى: {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (13) }

تفسير قوله تعالى: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14) }
قال أبو فَيدٍ مُؤَرِّجُ بنُ عمروٍ السَّدُوسِيُّ (ت: 195هـ) : (وقولُه: مِن شَتَّى, أيْ: مِن كُلِّ وجْهٍ). [شرح لامية العرب: --] (م)

تفسير قوله تعالى: {كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (15) }

تفسير قوله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) }

تفسير قوله تعالى: {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب من أبواب أن مكررةً
وذلك قولك: قد علمت أن زيداً إذا أتاك أنه سيكرمك، وذلك أنك قد أردت: قد علمت أن زيداً إذا أتاك سيكرمك، فكررت الثانية توكيداً، ولست تريد بها إلا ما أردت بالأولى. فمن ذلك قوله عز وجل: {أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجون} فهذا أحسن الأقاويل عندي في هذه الآية، وقد قيل فيها غير هذا. ونحن ذاكروه في آخر الباب إن شاء الله.
ونظير تكرير أن هاهنا قوله تبارك وتعالى: {وهم بالآخرة هم كافرون} وقوله عز وجل: {فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها}. وكذلك قوله عز وجل: {وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها}.
ومن هذا الباب عندنا وهو قول أبي عمر الجرمي {ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم}. فالتقدير: والله أعلم فله نار جهنم، وردت أن توكيداً. وإن كسرها كاسر جعلها مبتدأة بعد الفاء؛ لأن ما بعد فاء المجازاة ابتداء، كقوله عز وجل: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم} فـ إن في هذا الموضع يجوز أن تكون الأولى التي وقعت بعد الحكاية كررت، ويجوز أن تكون وقعت مبتدأة بعد الفاء، كقولك: من يأتني فإني سأكرمه.
وأما أبو الحسن الأخفش فقال في قوله تبارك وتعالى: {ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم} قال: المعنى: فوجوب النار له، ثم وضع أن في موضع المصدر.
فهذا قول ليس بالقوي، لأنه يفتحها مبتدأة، ويضمر الخبر.
وكذلك قال في قوله: {كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءاً بجهالةٍ ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفورٌ رحيمٌ}، أي فوجوب الرحمة له.
والقول فيه عندنا التكرير على ما ذكرت لك.
فأما ما قيل في الآية التي ذكرنا قبل سوى القول الذي اخترناه وهي {أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجون} فأن يكون {أنكم مخرجون} مرتفعاً بالظرف. كأنه في التقدير: أيعدكم أنكم إذا متم إخراجكم. فهذا قول حسن جميل.
وأما سيبويه فكان يقول: المعنى: أن يعد وقعت على أن الثانية وذكر أن الأولى ليعلم بعد أي شيءٍ يكون الإخراج?.
وهذا قول ليس بالقوي). [المقتضب: 2/354-357] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قيل: الحال على ضربين: فأحدهما: التنقل، والآخر: الحال اللازمة. وإنما هي مفعول فاللزوم يقع لما في اسمها، لا لما عمل فيها. فمن اللازم قوله عز وجل: {فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها} فالخلود معناه: البقاء. وكذلك: {وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها} فهذا الاسم لا لما عمل فيه). [المقتضب: 3/260]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: إن زيداً في الدار قائماً على الحال، وعلى القول الآخر: إن زيداً في الدار قائم. وكذلك ظننت زيداً في الدار قائماً. وإن كررت الظرف فكذلك تقول: إن زيداً في الدار قائم فيها، وكان زيد في الدار قائماً فيها.
وإن شئت قلت: إن زيداً في الدار قائماً فيها. يجري مجراه قبل التثنية. قال الله جل وعز: {فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها} وقال {وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها} فكان ذلك بمنزلة هذا في الابتداء). [المقتضب: 4/317]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 08:18 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 08:18 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 08:18 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 08:18 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه ولتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ واتّقوا اللّه إنّ اللّه خبيرٌ بما تعملون (18) ولا تكونوا كالّذين نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون (19) لا يستوي أصحاب النّار وأصحاب الجنّة أصحاب الجنّة هم الفائزون (20) لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدّعاً من خشية اللّه وتلك الأمثال نضربها للنّاس لعلّهم يتفكّرون (21)
هذه آية وعظ وتذكير وتقريب للآخرة، وتحذير ممن لا تخفى عليه خافية.
وقرأ جمهور الناس: «ولتنظر» بسكون اللام وجزم الراء على الأمر، وقرأ يحيى بن الحارث وأبو حيوة وفرقة كذلك بالأمر إلا أنها كسرت اللام على أصل لام الأمر، وقرأ الحسن بن أبي الحسن فيما روي عنه: «ولتنظر» بنصب الراء على لام كي كأنه قال وأمرنا بالتقوى لتنظروا، كأنه قال: اتّقوا اللّه ولتكن تقواكم «لتنظر»، وقوله تعالى: لغدٍ يريد يوم القيامة، قال قتادة: قرب الله القيامة حتى جعلها غدا، وذلك أنها آتية لا محالة وكل آت قريب، ويحتمل أن يريد بقوله لغدٍ: ليوم الموت، لأنه لكل إنسان كغده ومعنى الآية: ما قدمت من الأعمال، فإذا نظرها الإنسان تزيد من الصالحات، وكف عن السيئات، وقال مجاهد وابن زيد: الأمس: الدنيا، وغد: الآخرة). [المحرر الوجيز: 8/ 273]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: «ولا تكونوا» بالتاء من فوق على مخاطبة جميع الذين آمنوا، وقرأ أبو حيوة «يكونوا» بالياء من تحت كناية عن النفس التي هي اسم الجنس، والذين نسوا اللّه هم الكفار، والمعنى: تركوا الله وغفلوا عنه، حتى كانوا كالناسين، وعبر عما حفهم به من الضلالة ب فأنساهم أنفسهم سمى عقوبتهم باسم ذنبهم بوجه ما، وهذا أيضا هو الجزاء على الذنب بالذنب تكسبوهم نسيان جهة الله فعاقبهم الله تعالى بأن جعلهم ينسون أنفسهم، قال سفيان: المعنى حظ أنفسهم، ويعطي لفظ هذه الآية، أن من عرف نفسه ولم ينسها عرف ربه تعالى، وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: اعرف نفسك تعرف ربك، وروي عنه أنه قال أيضا: من لم يعرف نفسه لم يعرف ربه). [المحرر الوجيز: 8/ 273]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ ابن مسعود: «ولا أصحاب الجنة» بزيادة لا). [المحرر الوجيز: 8/ 273]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: لو أنزلنا هذا القرآن الآية، موعظة للإنسان أو ذم لأخلاقه في غفلته وإعراضه عن داعي الله تعالى، وذلك أن القرآن نزل عليهم وفهموه وأعرضوا عنه، وهو لو نزل على جبل وفهم الجبل منه ما فهم الإنسان لخشع واستكان وتصدع خشية الله تعالى، وإذا كان الجبل على عظمه وقوته يفعل هذا فما عسى أن يحتاج ابن آدم يفعل؟ لكنه يعرض ويصد على حقارته وضعفه، وضرب الله تعالى هذا المثل ليتفكر فيه العاقل ويخشع ويلين قلبه، وقرأ طلحة بن مصرف «مصدعا» على إدغام التاء في الصاد). [المحرر الوجيز: 8/ 274]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 08:18 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 08:19 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه ولتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ واتّقوا اللّه إنّ اللّه خبيرٌ بما تعملون (18) ولا تكونوا كالّذين نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون (19) لا يستوي أصحاب النّار وأصحاب الجنّة أصحاب الجنّة هم الفائزون (20)}
قال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن عون بن أبي جحيفة، عن المنذر ابن جريرٍ، عن أبيه قال: كنّا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في صدر النّهار، قال: فجاءه قومٌ حفاة عراة مجتابي النّمار -أو: العباء- متقلّدي السّيوف عامّتهم من مضر، بل كلّهم من مضر، فتغيّر وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لما رأى بهم من الفاقة، قال: فدخل ثمّ خرج، فأمر بلالًا فأذّن وأقام الصّلاة، فصلّى ثمّ خطب، فقال: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ} إلى آخر الآية: {إنّ اللّه كان عليكم رقيبًا} [النّساء: 1]. وقرأ الآية الّتي في الحشر: {ولتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ} تصدّق رجلٌ من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع برّه، من صاع تمره -حتّى قال-: ولو بشقّ تمرةٍ". قال: فجاء رجلٌ من الأنصار بصرة كادت كفّه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثمّ تتابع النّاس حتّى رأيت كومين من طعامٍ وثيابٍ، حتّى رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يتهلّل وجهه كأنّه مذهبة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من سنّ في الإسلام سنّةً حسنةً، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيءٌ، ومن سنّ في الإسلام سنّةً سيّئةً، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها، من غير أن ينقص من أوزارهم شيءٌ".
انفرد بإخراجه مسلمٌ من حديث شعبة، بإسنادٍ مثله.
فقوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه} أمرٌ بتقواه، وهي تشمل فعل ما به أمر، وترك ما عنه زجر.
وقوله: {ولتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ} أي: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادّخرتم لأنفسكم من الأعمال الصّالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربّكم، {واتّقوا اللّه} تأكيدٌ ثانٍ، {إنّ اللّه خبيرٌ بما تعملون} أي: اعلموا أنّه عالمٌ بجميع أعمالكم وأحوالكم لا تخفى عليه منكم خافيةٌ، ولا يغيب عنه من أموركم جليلٌ ولا حقيرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 76-77]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال: {ولا تكونوا كالّذين نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم} أي: لا تنسوا ذكر اللّه فينسيكم العمل لمصالح أنفسكم الّتي تنفعكم في معادكم، فإنّ الجزاء من جنس العمل؛ ولهذا قال: {أولئك هم الفاسقون} أي: الخارجون عن طاعة اللّه، الهالكون يوم القيامة، الخاسرون يوم معادهم، كما قال: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر اللّه ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون} [المنافقون: 9].
وقال الحافظ أبو القاسم الطّبرانيّ: حدّثنا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة الحوطيّ، حدّثنا [أبو] المغيرة، حدّثنا حريز بن عثمان، عن نعيم بن نمحة قال: كان في خطبة أبي بكرٍ الصّدّيق، رضي اللّه عنه: أما تعلمون أنّكم تغدون وتروحون لأجلٍ معلومٍ؟ فمن استطاع أن يقضي الأجل وهو في عمل اللّه، عزّ وجلّ، فليفعل، ولن تنالوا ذلك إلّا باللّه، عزّ وجلّ. إنّ قومًا جعلوا آجالهم لغيرهم، فنهاكم اللّه تكونوا أمثالهم: {ولا تكونوا كالّذين نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم} أين من تعرفون من إخوانكم؟ قدموا على ما قدموا في أيّام سلفهم، وخلوا بالشّقوة والسّعادة، أين الجبّارون الأوّلون الّذين بنوا المدائن وحصّنوها بالحوائط؟ قد صاروا تحت الصّخر والآبار، هذا كتاب اللّه لا تفنى عجائبه فاستضيئوا منه ليوم ظلمةٍ، [وائتضحوا بسنائه وبيانه] إنّ اللّه أثنى على زكريّا وأهل بيته فقال: {إنّهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين} [الأنبياء: 90]، لا خير في قولٍ لا يراد به وجه اللّه، ولا خير في مالٍ لا ينفق في سبيل اللّه، ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه، ولا خير فيمن يخاف في اللّه لومة لائمٍ.
هذا إسنادٌ جيّدٌ، ورجاله كلّهم ثقاتٌ، وشيخ حريز بن عثمان، وهو نعيم بن نمحة، لا أعرفه بنفيٍ ولا إثباتٍ، غير أنّ أبا داود السّجستانيّ قد حكم بأنّ شيوخ حريز كلّهم ثقاتٌ. وقد روي لهذه الخطبة شواهد من وجوهٍ أخر، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 77-78]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {لا يستوي أصحاب النّار وأصحاب الجنّة أصحاب الجنّة} أي لا يستوي هؤلاء وهؤلاء في حكم اللّه يوم القيامة، كما قال: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون} [الجاثية: 21]، وقال {وما يستوي الأعمى والبصير والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات ولا المسيء} الآية [غافر: 58]. قال: {أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار} [ص: 28]؟ في آياتٍ أخر دالّاتٍ على أنّ اللّه، سبحانه، يكرم الأبرار، ويهين الفجّار؛ ولهذا قال هاهنا: {أصحاب الجنّة هم الفائزون} أي: النّاجون المسلّمون من عذاب اللّه، عزّ وجلّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 78]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعًا متصدّعًا من خشية اللّه وتلك الأمثال نضربها للنّاس لعلّهم يتفكّرون (21) هو اللّه الّذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشّهادة هو الرّحمن الرّحيم (22) هو اللّه الّذي لا إله إلّا هو الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان اللّه عمّا يشركون (23) هو اللّه الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى يسبّح له ما في السّماوات والأرض وهو العزيز الحكيم (24)}
يقول تعالى معظّمًا لأمر القرآن، ومبينا علو قدره، وأنه ينبغي وأن تخشع له القلوب، وتتصدّع عند سماعه لما فيه من الوعد والوعيد الأكيد: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعًا متصدّعًا من خشية اللّه} أي: فإن كان الجبل في غلظته وقساوته، لو فهم هذا القرآن فتدبّر ما فيه، لخشع وتصدّع من خوف اللّه، عزّ وجلّ، فكيف يليق بكم أيّها البشر ألّا تلين قلوبكم وتخشع، وتتصدّع من خشية اللّه، وقد فهمتم عن اللّه أمره وتدبّرتم كتابه؟ ولهذا قال تعالى: {وتلك الأمثال نضربها للنّاس لعلّهم يتفكّرون}.
قال العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ في قوله: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ [لرأيته خاشعًا]} إلى آخرها، يقول: لو أنّي أنزلت هذا القرآن على جبلٍ حمّلته إيّاه، لتصدّع وخشع من ثقله، ومن خشية اللّه. فأمر اللّه النّاس إذا نزّل عليهم القرآن أن يأخذوه بالخشية الشّديدة والتخشع. ثم قال: كذلك يضرب اللّه الأمثال للنّاس لعلّهم يتفكّرون. وكذا قال قتادة، وابن جريرٍ.
وقد ثبت في الحديث المتواتر: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا عمل له المنبر، وقد كان يوم الخطبة يقف إلى جانب جذعٍ من جذوع المسجد، فلمّا وضع المنبر أوّل ما وضع، وجاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ليخطب فجاوز الجذع إلى نحو المنبر، فعند ذلك حنّ الجذع وجعل يئنّ كما يئنّ الصّبيّ الّذي يسكّن، لما كان يسمع من الذّكر والوحي عنده. ففي بعض روايات هذا الحديث قال الحسن البصريّ بعد إيراده: "فأنتم أحقّ أن تشتاقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجذع". وهكذا هذه الآية الكريمة، إذا كانت الجبال الصّمّ لو سمعت كلام اللّه وفهمته، لخشعت وتصدّعت من خشيته فكيف بكم وقد سمعتم وفهمتم؟ وقد قال تعالى: {ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أو كلّم به الموتى} الآية [الرّعد: 31]. وقد تقدّم أنّ معنى ذلك: أي لكان هذا القرآن. وقال تعالى: {وإنّ من الحجارة لما يتفجّر منه الأنهار وإنّ منها لما يشّقّق فيخرج منه الماء وإنّ منها لما يهبط من خشية اللّه} [البقرة: 74]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 78-79]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة