العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الآخرة 1434هـ/23-04-2013م, 08:48 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة الانفطار [ من الآية (9) إلى الآية (19) ]

{كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:09 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف


تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة {كلا بل تكذبون بالدين}؛ قال: يوم يدين الله العباد بأعمالهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 354]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله تعالى: {تكذبون بالدين} قال: الدّين: القضاء). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 99]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ليسَ الأَمْرُ أيُّها الكافِرُونَ كما تَقُولُونَ، مِنْ أَنَّكُم على الحقِّ في عِبادَتِكم غيرَ اللَّهِ، ولكِنَّكُم تُكَذِّبُونَ بالثوابِ والعِقابِ والجَزَاءِ والحِسابِ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في معنَى قوْلِهِ: {بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ} قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ}، قالَ: بالحِسابِ.
- حَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: {بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ}، قالَ: بيوْمِ الحِسَابِ.
- حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ: قولُهُ: {بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ}، قالَ: يومُ شِدَّةٍ، يومَ يَدِينُ اللَّهُ العِبَادَ بأعمالِهِم). [جامع البيان: 24/ 180-181]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {بل تكذبون بالدين}؛ بالحساب). [تفسير مجاهد: 2/ 736]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قولُه تعالى: {كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بالدِّينِ}
- أخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, وابنُ المُنْذِرِ عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بالدِّينِ}؛ قَالَ: بالحِسابِ). [الدر المنثور: 15/ 285]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني ابن لهيعة عن أبي صخر عن القرظي في قول الله: {لولا أن رأى برهان ربه}، رأى، {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشةً ومقتاً وساء سبيلا}، فقال: ما إليك من سبيلٍ (؟) .. .. ، {عليكم لحافظين (10) كراما كاتبين} ........ ، فقال: ما إليك من سبيلٍ، ثم رأى .... {اليوم تجزى كل نفسٍ بما كسبت}، فقال: ما إليك [من سبيلٍ .. ] وآية أخرى: {وما تكون في شأنٍ وما تتلو منه من قرآنٍ ولا تعملون من عملٍ إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه}). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 145-146] (م)

قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا يعلى بن عبيدٍ، قال: دخلنا على محمّد بن سوقة، فقال: أحدّثكم بحديثٍ لعلّه ينفعكم فإنّه قد نفعني، قال: قال لنا عطاء بن أبي رباحٍ: يا ابن أخي، إنّ من كان قبلكم كان يكره فضول الكلام ما عدا كتاب الله تعالى أن تقرأه، أو أمرًا بمعروفٍ، أو نهيًا عن منكرٍ، وأن تنطق بحاجتك في معيشتك الّتي لا بدّ لك منها، أتنكرون أنّ عليكم حافظين، كرامًا كاتبين، وأنّ {عن اليمين وعن الشّمال قعيدٌ * ما يلفظ من قولٍ إلاّ لديه رقيبٌ عتيدٌ} أما يستحيي أحدكم لو نشر صحيفته الّتي أملى صدر نهاره وأكثر ما فيها ليس من أمر دينه، ولا دنياه). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 438]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ}، يقولُ: وإنَّ عَلَيكم رُقَبَاءَ حَافِظِينَ يَحْفَظُونَ أعمالَكُم، ويُحْصُونَها علَيْكُم. {كِرَاماً كَاتِبِينَ}، يقولُ: كِراماً على اللَّهِ كَاتِبِينَ، يَكْتُبُونَ أَعْمَالَكُمْ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي يَعقوبُ قالَ: ثَنَا ابنُ عُلَيَّةَ قالَ: قالَ بعضُ أصحابِنا، عنْ أَيُّوبَ في قَوْلِهِ: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ}، قالَ: يَكْتُبُونَ مَا تَقُولُونَ ومَا تَعْنُونَ). [جامع البيان: 24/ 181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قَوْلُهُ تَعالَى: {وإنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ}.
- أخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جعَلَ اللَّهُ على ابنِ آدَمَ حَافِظَيْنِ في الليلِ وحافِظَيْنِ في النهارِ, يحفظانِ عملَه ويَكْتُبانِ أثَرَه). [الدر المنثور: 15/ 285-286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البَزَّارُ, عن أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ]:
«مَا مِنْ حَافِظَيْنِ يَرْفَعَانِ إِلَى اللَّهِ مَا حَفِظَا في يَوْمٍ فيَرَى في أَوَّلِ الصَّحِيفَةِ وآخِرِهَا اسْتِغْفَاراً إِلاَّ قَالَ اللَّهُ: قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ما بَيْنَ طَرَفَيِ الصَّحِيفَةِ»). [الدر المنثور: 15 / 286]


تفسير قوله تعالى: {كِرَامًا كَاتِبِينَ (11)}
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا أبو بكر بن أبي النّضر، أخبرني أبو النّضر هاشم بن القاسم، حدّثنا عبيد الله الأشجعيّ، عن سفيان الثّوريّ، عن عبيد المكتب، عن فضيلٍ، عن الشّعبيّ، عن أنسٍ، قال: كنّا عند رسول الله [صلّى الله عليه وسلّم]، فضحك، فقال: «هل تدرون ممّا ضحكت؟»، قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: «من مخاطبة العبد ربّه، يقول: يا ربّ، ألم تجرني من الظّلم؟» قال: يقول: بلى، قال: فيقول: «إنّي لا أجيز على نفسي إلّا شاهدًا منّي، فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدًا، وبالكرام الكاتبين شهودًا، فيختم على فيه، ويقال لأركانه: انطقي فتنطق بأعماله، ثمّ يخلّى بينه وبين الكلام، فيقول: بعدًا لكنّ وسحقًا، فعنكنّ كنت أناضل»، قال أبو عبد الرّحمن: ما أعلم أحدًا روى هذا الحديث عن سفيان غير الأشجعيّ، وهو حديثٌ غريبٌ، والله أعلم). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 326]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ}، يقولُ: وإنَّ عَلَيكم رُقَبَاءَ حَافِظِينَ يَحْفَظُونَ أعمالَكُم، ويُحْصُونَها علَيْكُم. {كِرَاماً كَاتِبِينَ}، يقولُ: كِراماً على اللَّهِ كَاتِبِينَ، يَكْتُبُونَ أَعْمَالَكُمْ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي يَعقوبُ قالَ: ثَنَا ابنُ عُلَيَّةَ قالَ: قالَ بعضُ أصحابِنا، عنْ أَيُّوبَ في قَوْلِهِ: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ}، قالَ: يَكْتُبُونَ مَا تَقُولُونَ ومَا تَعْنُونَ). [جامع البيان: 24/ 181](م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قَوْلُهُ تَعالَى: {وإنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ}.
- أخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جعَلَ اللَّهُ على ابنِ آدَمَ حَافِظَيْنِ في الليلِ وحافِظَيْنِ في النهارِ, يحفظانِ عملَه ويَكْتُبانِ أثَرَه). [الدر المنثور: 15/ 285-286] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البزَّارُ, عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ]:
«إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ عَنِ التَّعَرِّي, فاسْتَحْيُوا مِنْ مَلائِكَةِ اللَّهِ الَّذِينَ مَعَكُمُ الكِرَامِ الكَاتِبِينَ الَّذِينَ لا يُفَارِقُونَكُمْ إِلاَّ عِنْدَ إِحْدَى ثَلاثِ حَاجَاتٍ: الغَائِطِ والجَنَابَةِ والغُسْلِ» ). [الدر المنثور: 15/ 286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خرَج رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] عندَ الظَّهيرةِ فرأَى رجُلاً يَغْتَسِلُ بفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، فحَمِدَ اللَّهَ وأثْنَى عليهِ ثُمَّ قَالَ:
«أَمَّا بَعْدُ، فاتَّقُوا اللَّهَ وأَكْرِمُوا الكِرَامَ الكَاتِبِينَ الَّذِينَ مَعَكُمْ, لَيْسَ يُفَارِقُونَكُمْ إِلاَّ عِنْدَ إِحْدَى مَنْزِلَتَيْنِ: حَيْثُ يَكُونُ الرَّجُلُ علَى خَلائِهِ، أو يَكُونُ مَعَ أَهْلِه؛ لأَنَّهُمْ كِرَامٌ كما سَمَّاهُمُ اللَّهُ، فيَسْتَتِرُ أَحَدُكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ بجِذْمِ حَائِطٍ أو ببَعِيرِه؛ فإِنَّهُمْ لا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ»). [الدر المنثور: 15/ 286]

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}، يقولُ: يَعْلَمُ هؤلاءِ الحافِظُونَ ما تَفْعَلُونَ مِنْ خيرٍ أوْ شرٍّ، يُحْصُونَ ذلكَ علَيْكُم). [جامع البيان: 24/ 182]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ}، يقولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: إِنَّ الَّذينَ بَرُّوا بأَدَاءِ فرائِضِ اللَّهِ، واجْتنابِ مَعَاصِيهِ لَفِي نَعِيمِ الجِنانِ يَنْعَمُونَ فِيهَا). [جامع البيان: 24/ 182]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَإِنَّ الْفُجَّارَ} الذينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِم {لَفِي جَحِيمٍ} ). [جامع البيان: 24/ 182]

تفسير قوله تعالى: {يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ}، يقولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: يَصْلَى هؤلاءِ الفُجَّارُ الجَحِيمَ يومَ القيامَةِ، يومَ يُدانُ العِبادُ بالأعمالِ، فيُجَازَونَ بِهَا.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي علِيٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعاويَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ: قولُهُ: {يَوْمَ الدِّينِ} مِنْ أسماءِ يومِ القيامَةِ، عَظَّمَهُ اللَّهُ وحَذَّرَهُ عِبَادَهُ). [جامع البيان: 24/ 182]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا هؤلاءِ الفُجَّارُ عَن الجحيمِ بِخَارِجِينَ أبداً فغائِبِينَ عنها، ولكنَّهم فيها مُخَلَّدُونَ ماكِثُونَ، وكذلكَ الأبرارُ في النعيمِ، وذلكَ نَحْوُ قولِهِ: {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} ). [جامع البيان: 24/ 181-183]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]: وما أَدْرَاكَ يَا مُحَمَّدُ؛ أيْ: وما أشْعَرَكَ ما يومُ الدِّينِ؟ يقولُ: أيُّ شيءٍ يومُ الحِسَابِ والمُجَازَاةِ؛ مُعَظِّماً شَأْنَهُ جلَّ ذِكْرُهُ بِقِيلِهِ ذلكَ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قولُهُ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ}؛ تَعْظيماً ليومِ القيامَةِ، يومَ يُدانُ فيهِ الناسُ بأعمالِهِم). [جامع البيان: 24/ 183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قولُه تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} الآيةَ.
- أخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ}؛ قَالَ: تَعْظِيمٌ ليَوْمِ القِيَامَةِ يَوْمَ يَدَّانُ النَّاسُ فيهِ بأعمالِهم). [الدر المنثور: 15/ 386-287] (م)

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ}، يقولُ: ثُمَّ أيُّ شيءٍ أشْعَرَكَ أيُّ شَيْءٍ يومُ المُجَازاةِ والحسابِ يا مُحَمَّدُ؛ تَعْظيماً لأمرِهِ). [جامع البيان: 24/ 183]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {والأمر يومئذ لله}؛ قال: ليس ثم أحد يقضي شيئا ولا يصنع شيئا إلا الله رب العالمين). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 354]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثُمَّ فسَّرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بعضَ شَأْنِهِ فقالَ: {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ذلكَ اليومُ {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نفسٌ}، يقولُ: يومَ لا تُغْنِي نفسٌ عنْ نفسٍ شيئاً، فتَدْفَعُ عنها بَلِيَّةً نَزَلَتْ بِها، ولا تَنْفَعُها بنافِعَةٍ، وقد كانَتْ في الدنيا تَحْمِيها وتَدْفَعُ عنها مَنْ بَغَاهَا سُوءاً، فَبَطَلَ ذلكَ يَوْمَئِذٍ؛ لأنَّ الأمْرَ صارَ للَّهِ لا يَغْلِبُهُ غالِبٌ، ولا يَقْهَرُهُ قَاهِرٌ، واضْمَحَلَّتْ هُنَالِكَ المَمَالِكُ، وذَهَبَت الرِّياسَاتُ، وَحَصَلَ المُلْكُ للمَلِكِ الجبَّارِ، وذلكَ قولُهُ: {وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}، يقولُ: والأَمْرُ كلُّهُ يَوْمَئِذٍ، يعنِي: الدِّينُ للَّهِ دُونَ سائِرِ خلْقِهِ، ليسَ لأحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ معَهُ يَوْمَئِذٍ أَمْرٌ وَلا نَهْيٌ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ: {وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}، قالَ: ليسَ ثَمَّ أحَدٌ يومَئذٍ يَقْضِي شيئاً، ولا يَصْنَعُ شيئاً إلاَّ ربُّ العالَمِينَ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قولَهُ: {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}، والأمرُ واللَّهِ اليومَ لِلَّهِ، ولكِنَّهُ يَوْمَئِذٍ لا يُنَازِعُهُ أَحَدٌ.
واخْتَلَفَت القَرَأَةُ في قِراءَةِ قَوْلِهِ: {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ}؛ فَقَرَأَتْهُ عامَّةُ قَرَأَةِ الحِجَازِ والكوفَةِ بنَصْبِ {يَوْمَ}؛ إذْ كانَتْ إضافَتُهُ غيرَ مَحْضَةٍ. وقَرَأَهُ بعضُ قَرَأَةِ البَصْرَةِ بِضَمِّ (يَوْمُ) ورَفْعِهِ؛ رَدًّا على اليومِ الأوَّلِ. والرفعُ فيهِ أفْصَحُ في كلامِ العربِ؛ وذلكَ أنَّ اليوْمَ مضافٌ إلى يَفْعلُ، والعربُ إذا أَضَافَت اليَوْمَ إلى تَفْعلُ أوْ يَفْعلُ أوْ أَفْعلُ رَفَعُوهُ فقالُوا: هذا يومُ أَفْعلُ كذا، وإِذَا أضافَتْهُ إلى فِعْلٍ ماضٍ نَصَبُوهُ، ومِنهُ قوْلُ الشاعِرِ:
على حِينَ عَاتَبْتُ الْمَشِيبَ عَلَى الصِّبَا ....... وَقُلْتُ أَلَمَّا تَصْحُ والشَّيْبُ وَازِعُ؟!).
[جامع البيان: 24/ 183-184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قولُه تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} الآيةَ.
- أخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ}؛ قَالَ: تَعْظِيمٌ ليَوْمِ القِيَامَةِ يَوْمَ يَدَّانُ النَّاسُ فيهِ بأعمالِهم. وفي قَوْلِهِ: {والأَمْرُ يَوْمَئِذٍ للَّهِ}؛ قَالَ: لَيسَ ثَمَّ أحَدٌ يَقْضِي شَيْئاً ولا يَصْنَعُ شَيْئاً غَيْرُ رَبِّ العَالَمِينَ). [الدر المنثور: 15/ 386-287]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 جمادى الآخرة 1434هـ/3-05-2013م, 10:07 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله جل وعز: {كلاّ بل تكذّبون بالدّين...} بالتاء، وقرأ بعض أهل المدينة بالياء، وبعضهم بالتاء، والأعمش وعاصمٌ بالتاء، والتاء أحسن الوجهين لقوله: {وإنّ عليكم} ولم يقل: عليهم). [معاني القرآن: 3/ 244]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): (وقال: {خلقك} و{ركّبك} {كلاّ}، وإن شئت قلت {خلقك} و{ركّبك} {كلاّ}؛ فأدغمت لأنهما حرفان مثلان. والمثلان يدغم أحدهما في صاحبه.
وإن شئت إذا تحركا جميعا أن تسكن الأول وتحرّك الآخر.
وإذا سكن الأول لم يكن الإدغام وإن تحرك الأول وسكن الآخر لم يكن الإدغام). [معاني القرآن: 4/ 47]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({تكذّبون بالدّين}؛ أي بالجزاء والحساب). [تفسير غريب القرآن: 518]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كلا}: ردع وزجر...، {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ} ، أي ليس كما غررت به). [تأويل مشكل القرآن: 558]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كلّا بل تكذّبون بالدّين (9)}؛ أي بل تكذبون بأنكم تبعثون وتدانون، أي تجازون بأعمالكم). [معاني القرآن: 5/ 296]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِالدِّينِ}؛ بالجزاء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 295]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10)}

تفسير قوله تعالى: {كِرَامًا كَاتِبِينَ (11)}

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلمهم عزّ وجلّ أن أعمالهم محفوظة فقال: {يعلمون ما تفعلون (12)} فيكتبونه عليهم). [معاني القرآن: 5/ 296]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14)}


تفسير قوله تعالى: {يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يصلونها يوم الدّين (15)}؛ يوم الجزاء وهو يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/ 296]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله جل وعز: {وما هم عنها بغائبين...}؛ يقول: إذا دخلوها فليسوا بمخرجين منها). [معاني القرآن: 3/ 244]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17)}

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ثمّ ما أدراك ما يوم الدّين}؛ توعد). [مجاز القرآن: 2/ 288]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ثم ما أدراك ما يوم الدين}: توعد). [غريب القرآن وتفسيره: 418]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(وقال: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5، 6]. وقال: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} [القيامة: 34، 35]. وقال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} [الانفطار: 17، 18] كلّ هذا يراد به التأكيد للمعنى الذي كرّر به اللفظ.وقد يقول القائل للرجل: اعجَل اعجل، وللرامي: ارمِ ارم.
وقال الشاعر:
كَمْ نِعْمَةٍ كانت لَكُم كَمْ كَمْ وَكَمْ
وقال الآخر:
هلاَّ سألت جموع كنــدةَ ....... يـوم ولَّـوا أيــنَ أيـنـا

وقال عوف بن الخرع:
وكادت فزارةُ تصلَى بنا ....... فأولى فـزارةُ أولـى فـزارَا
وربما جاءت الصفة فأرادوا توكيدها، واستوحشوا من إعادتها ثانية لأنها كلمة واحد، فغيّروا منها حرفا، ثم أتبعوها الأولى.كقولهم: (عطشان نطشان) كرهوا أن يقولوا: عطشان عطشان، فأبدلوا من العين نونا. وكذلك قولهم: (حَسَن بَسَن) كرهوا أن يقولوا: حسن حسن، فأبدلوا من الحاء باء. و(شيطان لَيْطان) في أشباه له كثيرة). [تأويل مشكل القرآن: 236-237](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله {وما هم عنها بغائبين (16) وما أدراك ما يوم الدّين (17)} فكرر ذكر اليوم تعظيما لشأنه). [معاني القرآن: 5/ 296]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (اجتمع القراء على نصب {يوم لا تملك}؛ والرفع جائز لو قرئ به. زعم الكسائي: أن العرب تؤثر الرفع إذا أضافوا اليوم إلى يفعل، وتفعل، وأفعل، ونفعل فيقولون: هذا يوم نفعل ذاك، وأفعل ذاك، ونفعل ذاك. فإذا قالوا: هذا يوم فعلت، فأضافوا يوم إلى فعلت أو إلى إذ آثروا النصب، وأنشدونا:
على حين عاتبت المشيب على الصّبا ....... وقــلــت ألــمّــا تــصـــح والـشّــيــب وازع؟

وتجوز في الياء والتاء ما يجوز في فعلت، والأكثر ما فسّر الكسائي). [معاني القرآن: 3/ 244-245]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً والأمر يومئذٍ للّه} وقال: {يوم لا تملك نفسٌ} فجعل اليوم حيناً كأنه حين قال: {وما أدراك ما يومُ الدّين} [الانفطار: 17] قال "في حين لا تملك نفسٌ". وقال بعضهم {يوم لا تملك نفسٌ} فجعله تفسيرا لليوم الأول كأنه قال: "هو يوم لا تملك"). [معاني القرآن: 4/ 47]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ للّه (19)} وقرئت (يوم) لا يملك نفس.
فمن قرأ بالرفع فعلى أن اليوم صفة لقوله {يومُ الدّين} ويجوز أن يكون رفعا بإضمار هو، فيكون المعنى هو لا تملك لنفس شيئا، ويجوز أن يكون في موضع رفع وهو مبني على الفتح لإضافته إلى قوله {لا تملك} لأن "ما" أضيف إلى غير المتمكن قد يبنى على الفتح وإن كان في موضع رفع أو جر كما قال الشاعر:
لم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت ....... حـمـامــة فــــي غــصــون ذات أوقـــــال

فأضاف "غير" إلى "أن نطقت" فبناه على الفتح.
وجائز أن يكون نصبه على معنى هذه الأشياء المذكورة، يكون (يوم لا تملك نفس لنفس شيئا)). [معاني القرآن: 5/ 296]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 10:21 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) }

تفسير قوله تعالى: {كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) }

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) }

تفسير قوله تعالى: {يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) }

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) }

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) }

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما قولهم: كأنني أخوك، وكنت زيداً فمحال إن أردت به، الأنتقال وأنت تعني أخاه في النسب. ولكن لو قلت: كنت أخاك، أي: صديقك، وأنا اليوم عدوك، وكنت زيداً، وأنا الساعة عمرو، أي: غيرت اسمي كان جائزاً.
وجائز أن تقول: كنت أخاك وإن كان أخاه الساعة، تريد أن تعلمه ما كان، ولا تخبر عن وقته الذي هو فيه لعلم المخاطب ذاك، ولأن للقائل إذا كانت الأخبار حقاً أن يخبر عنها بما أراد، ويترك غيره. فمن ذلك قول الله {وكان الله غفوراً رحيماً}، {وكان الله سميعاً عليماً}. فقول النحويين والمفسرين في هذا واحد، إن معناه والله أعلم: أنه خبرنا بمثل ما يعرف من فضله، وطوله، ورحمته، وغفرانه، وأنه علام الغيوب قبل أن تكون. فعلمنا ذلك، ودلنا عليه بهذا وغيره.
ومثل ذلك قوله: {والأمر يومئذ لله} ونحن نعلم أن الأمر أبداً لله). [المقتضب: 4/ 119] (م)


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:11 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:11 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:11 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:12 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم ردّ تعالى على سائر أقوالهم وردع عنها بقوله سبحانه: {كلاّ}، ثمّ أثبت تعالى لهم تكذيبهم بالدّين، وهذا الخطاب عامٌّ، ومعناه الخصوص في الكفّار.
وقرأ جمهور الناس: {تكذّبون} بالتاء من فوق، وقرأ الحسن وأبو جعفرٍ: (يكذّبون) بالياء.
و(الدّين) هنا يحتمل أن يريد به الشّرع، ويحتمل أن يريد الجزاء والحساب). [المحرر الوجيز: 8/ 554]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(الحافظون) هم الملائكة الذين يكتبون أعمال ابن آدم، ووصفهم تعالى بالكرم الذي هو نفي المذامّ). [المحرر الوجيز: 8/ 554]

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(يعلمون ما يفعلون) لمشاهدتهم حال بني آدم، وقد روي حديثٌ ذكره سفيان يقتضي أنّ العبد إذا عمل سيّئةً ممّا لا يرى ولا يسمع، مثل الخواطر المستصحبة ونحوها: أنّ الملك يجد ريح تلك الخطيئة بإدراكٍ قد خلقه اللّه [تعالى] لهم). [المحرر الوجيز: 8/ 554-555]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ:{إنّ الأبرار لفي نعيمٍ * وإنّ الفجّار لفي جحيمٍ * يصلونها يوم الدّين * وما هم عنها بغائبين * وما أدراك ما يوم الدّين * ثمّ ما أدراك ما يوم الدّين * يوم لا تملك نفسٌ لّنفسٍ شيئًا والأمر يومئذٍ للّه}.
{الأبرار}: جمع برٍّ، وهو الذي قد اطّرد برّه عموماً، فبرّ ربّه في طاعته إيّاه، وبرّ أبويه وبرّ الناس في رفع ضرّه عنهم، وجلب ما استطاع من الخير لهم، وبرّ الحيوان وغير ذلك في أن لم يفسد منها شيئاً عبثاً، وبغير منفعةٍ مباحةٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 555]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{الفجّار}؛ الكفّار). [المحرر الوجيز: 8/ 555]

تفسير قوله تعالى: {يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : ( و{يصلونها}؛ معناه: يباشرون حرّها بأبدانهم.و{يوم الدّين}؛ هو يوم الجزاء). [المحرر الوجيز: 8/ 555]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {وما هم عنها بغائبين}؛ قال بعض المتأوّلين: هذا تأكيدٌ في الإخبار عن أنهم يصلونها، وأنهم لا يمكنهم المغيب عنها يومئذٍ.
وقال آخرون: المعنى: {وما هم عنها بغائبين}؛ في البرزخ، كأنه تعالى لمّا أخبر عن صليّهم إيّاها يوم الدين أخبر بعد ذلك عن المدّة التي قبل يوم الدّين؛ وذلك أنهم يرون مقاعدهم من النار غدوةً وعشيّةً، فهم مشاهدون لها). [المحرر الوجيز: 8/ 555]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ عظّم تعالى قدر هول يوم الدين بقوله سبحانه: {وما أدراك}، {ثمّ ما أدراك}.
وقرأ ابن كثيرٍ، وأبو عمرٍو، وابن أبي إسحاق، وعيسى، وابن جندبٍ: {يوم} برفع الميم، على معنى: هو يوم.
وقرأ الباقون، والحسن، وأبو جعفرٍ، وشيبة، والأعرج: (يوم) بالنصب على الظرف، والمعنى: الجزاء يوم. فهو ظرفٌ في معنى خبر الابتداء). [المحرر الوجيز: 8/ 555]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى بضعف الناس يومئذٍ، وأنه لا يغني بعضهم عن بعضٍ، وأن الأمر له تبارك وتعالى.
قال قتادة: كذلك هو اليوم، واللّه تعالى هنالك لا ينازعه أحدٌ، ولا يمكّن أحداً من شيءٍ كما مكّنه في الدنيا). [المحرر الوجيز: 8/ 555]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:12 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:12 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9)}

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كلاّ بل تكذّبون بالدّين}؛ أي: بل إنّما يحملكم على مواجهة الكريم ومقابلته بالمعاصي تكذيبٌ في قلوبكم بالمعاد والجزاء والحساب). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 344]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {وإنّ عليكم لحافظين * كراماً كاتبين * يعلمون ما تفعلون}. يعني: وإنّ عليكم لملائكةً حفظةً كراماً فلا تقابلوهم بالقبائح فإنّهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عليّ بن محمّدٍ الطّنافسيّ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان ومسعرٌ، عن علقمة بن مرثدٍ، عن مجاهدٍ قال: قال رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«أكرموا الكرام الكاتبين الّذين لا يفارقونكم إلاّ عند إحدى حالتين: الجنابة والغائط، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر بجرم حائطٍ أو ببعيره، أو ليستره أخوه».
وقد رواه الحافظ أبو بكرٍ البزّار فوصله بلفظٍ آخر، فقال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن كرامة، حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، عن حفص بن سليمان، عن علقمة بن مرثدٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«إنّ اللّه ينهاكم عن التّعرّي، فاستحييوا من ملائكة اللّه الّذين معكم الكرام الكاتبين الّذين لا يفارقونكم إلاّ عند إحدى ثلاث حالاتٍ: الغائط، والجنابة، والغسل، فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه أو بجرم حائطٍ أو ببعيره». ثمّ قال: حفص بن سليمان ليّن الحديث، وقد روي عنه واحتمل حديثه.
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا زياد بن أيّوب، حدّثنا مبشّر بن إسماعيل الحلبيّ، حدّثنا تمّام بن نجيحٍ، عن الحسن، يعني البصريّ، عن أنسٍ قال: قال رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«ما من حافظين يرفعان إلى اللّه عزّ وجلّ ما حفظا في يومٍ فيرى في أوّل الصّحيفة وفي آخرها استغفاراً إلاّ قال اللّه تعالى: قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصّحيفة». ثمّ قال: تفرّد به تمّام بن نجيحٍ، وهو صالح الحديث.
قلت: وثّقه ابن معينٍ، وضعّفه البخاريّ وأبو زرعة وابن أبي حاتمٍ والنّسائيّ وابن عديٍّ، ورماه ابن حبّان بالوضع، وقال الإمام أحمد: لا أعرف حقيقة أمره.
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا إسحاق بن سليمان البغداديّ المعروف بالقلوسيّ، حدّثنا بيان بن حمران، حدّثنا سلاّمٌ، عن منصور بن زاذان، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«إنّ ملائكة اللّه يعرفون بني آدم -وأحسبه قال: ويعرفون أعمالهم- فإذا نظروا إلى عبدٍ يعمل بطاعة اللّه ذكروه بينهم وسمّوه وقالوا: أفلح اللّيلة فلانٌ، نجا اللّيلة فلانٌ، وإذا نظروا إلى عبدٍ يعمل بمعصية اللّه ذكروه بينهم وسمّوه وقالوا: هلك اللّيلة فلانٌ».
ثمّ قال البزّار: سلاّم هذا أحسبه سلاّماً المدائنيّ، وهو ليّن الحديث). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 344-345]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الأبرار لفي نعيمٍ * وإنّ الفجّار لفي جحيمٍ * يصلونها يوم الدّين * وما هم عنها بغائبين * وما أدراك ما يوم الدّين * ثمّ ما أدراك ما يوم الدّين * يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئًا والأمر يومئذٍ للّه}
يخبر تعالى عمّا يصير الأبرار إليه من النّعيم وهم الّذين أطاعوا اللّه عزّ وجلّ ولم يقابلوه بالمعاصي.
وقد روى ابن عساكر في ترجمة موسى بن محمّدٍ، عن هشام بن عمّارٍ، عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق، عن عبيد اللّه، عن محاربٍ، عن ابن عمر، عن النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] قال:
«إنّما سمّاهم اللّه الأبرار؛ لأنّهم برّوا الآباء والأبناء».
وذكر ما يصير إليه الفجّار من الجحيم والعذاب المقيم، ولهذا قال: {يصلونها يوم الدّين}؛ أي: يوم الحساب والجزاء والقيامة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 345]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وما هم عنها بغائبين}؛ أي: لا يغيبون عن العذاب ساعةً واحدةً ولا يخفّف عنهم من عذابها، ولا يجابون إلى ما يسألون من الموت أو الرّاحة، ولو يوماً واحداً). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 345]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وما أدراك ما يوم الدّين}: تعظيمٌ لشأن يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 345]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أكّده بقوله: {ثمّ ما أدراك ما يوم الدّين}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 345]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ فسّره بقوله: {يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً}؛ أي: لا يقدر واحدٌ على نفع أحدٍ ولا خلاصه ممّا هو فيه إلاّ أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى، ويذكر ههنا حديث:
«يا بني هاشمٍ أنقذوا أنفسكم من النّار لا أملك لكم من اللّه شيئاً». وقد تقدّم في آخر تفسير سورة (الشّعراء).
ولهذا قال: {والأمر يومئذٍ للّه}، كقوله: {لمن الملك اليوم للّه الواحد القّهّار}، وكقوله: {الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن} وكقوله: {مالك يوم الدّين}.
قال قتادة: {يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً والأمر يومئذٍ للّه}؛ والأمر واللّه اليوم للّه، ولكنّه يومئذٍ لا ينازعه أحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 345]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة