العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الآخرة 1434هـ/26-04-2013م, 07:38 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة الضحى [ من الآية (6) إلى الآية (11) ]

{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:24 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني يعقوب بن عبد الرحمن قال: سألت زيد بن أسلم عن قول الله: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد (19) ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد (20) وجاءت كل نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ}، فقلت له: من يراد بهذا، فقال: رسول الله، فقلت له: رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فقال: وما تنكر، قد قال الله: {ألم يجدك يتيما فآوى (6) ووجدك ضالا فهدى}.
قال: ثم سألت صالح بن كيسان عنها، فقال لي: هل سألت أحدا قبلي، فقلت: نعم، قد سألت زيد بن أسلم، فقال: وما قال لك، فقلت له: بل، تخبرني ما تقول فيه؛ فقال: لأخبرنك برأيي الذي عليه رأي، فأخبرني ما قال لك زيد، قال: قلت: يراد بهذا رسول الله، فقال: وما علم زيدٍ، والله، ما من سن عالية ولا لسان فصيح ولا معرفة بكلام العرب، إنما يراد بهذا الكافر، ثم قال: أقرأ ما بعدها يدلك على ذلك.
قال: ثم سألت الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، فقال لي مثل ما قال صالح: هل سألت أحدا، فأخبرته أني قد سألت زيد بن أسلم وصالح بن كيسان، فقال: ما قالا لك، فقلت: بل، تخبرني بقولك، قال: لأخبرنك بقولي فأخبرته بالذي قالا لي، قال: فإني أخالفهما جميعا، يراد بهذا البر والفاجر، قال الله: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد}، {فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديدٌ}، قال: فانكشف الغطاء عن البر والفاجر فرأى كل ما يصير إليه). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 126-127] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى}؛ يَقُولُ تعالى ذِكْرُهُ مُعَدِّداً عَلَى نَبِيِّهِ محمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِعَمَهُ عِنْدَهُ، وَمُذَكِّرَهُ آلاءَهُ قِبَلَهُ: ألمْ يَجِدْكَ يَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ يَتِيماً فَآوَى، يَقُولُ: فَجَعَلَ لَكَ مَأْوًى تَأْوِي إِليهِ، وَمَنْزِلاً تَنْزِلُهُ). [جامع البيان: 24 / 489]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو الفضل محمّد بن إبراهيم المزكّي إملاءً، ثنا أحمد بن سلمة، ثنا عبد اللّه بن الجرّاح، ثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنّ النّبيّ [صلّى الله عليه وسلّم] قال:
«سألت اللّه مسألةً وددت أنّي لم أكن سألته ذكرت رسل ربّي فقلت: يا ربّ، سخّرت لسليمان الرّيح، وكلّمت موسى فقال تبارك وتعالى: ألم أجدك يتيمًا فآويتك وضالًّا فهديتك وعائلًا فأغنيتك؟ قال: فقلت: نعم. فوددت أن لم أسأله» «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/ 573]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}؛ قالَ: ذلك يومَ القيامةِ فِي الجنةُ.
وَفِي قَوْلِهِ: {أَلَمْ يَجدكَ يَتِيمًا فَآوَى} إِلَى قَوْلِهِ: {فَأَغْنَى} قَالَ: كَانَتْ هَذِهِ مَنَازِلَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَبْلَ أَنْ يَبْعَثَهُ اللَّهُ). [الدر المنثور: 15/ 487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ والبَيْهَقِيُّ في الدلائلِ وابنُ عَسَاكِرَ مِن طريقِ موسى بنِ عليِّ بنِ رَبَاحٍ، عن أبيه، قالَ: كنتُ عندَ مَسْلَمَةَ بنِ مُخَلَّدٍ وعندَه عبدُ اللَّهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ، فتَمَثَّلَ مَسْلَمَةُ بِبَيْتٍ مِن شعرِ أبي طالبٍ، فقالَ: لو أن أبا طالبٍ رأَى ما نحن فيه اليومَ مِن نعمةِ اللَّهِ وكرامَتِه لعَلِمَ أن ابنَ أخيه سَيِّدٌ قد جاءَ بخيرٍ كثيرٍ، فقالَ عبدُ اللَّهِ: ويومَئِذٍ قدْ كانَ سيداً كريماً قد جاءَ بخيرٍ كثيرٍ، فقالَ مَسْلَمَةُ: ألم يَقُلِ اللَّهُ: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}، فقالَ عبدُ اللَّهِ: أمَّا اليتيمُ فقد كانَ يتيماً من أبويه، وأما العِيلَةُ فكلُّ ما كانَ بأيدي العربِ إلى القِلَّةِ). [الدر المنثور: 15 / 487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في الدلائلِ، عن ابنِ شِهَابٍ، قالَ: بَعَثَ عبدُ المُطَّلِبِ ابْنَه عبدَ اللَّهِ يَمْتَارُ له تَمْراً مِن يَثْرِبَ، فتُوفِّيَ عبدُ اللَّهِ ووَلَدَتْ آمِنَةُ رسولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكانَ في حِجْرِ جَدِّه عبدِ المطلبِ). [الدر المنثور: 15/ 487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ والطبرانيُّ، والحاكمُ وصَحَّحَه، وابنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ، وأبو نُعَيْمٍ كلاهُما في الدلائلِ، وابنُ عساكِرَ، عنِ ابنِ عَبَّاسٍ، أنَّ النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قالَ:
«سَأَلْتُ رَبِّي مَسْأَلَةً وَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ، َقُلْتُ: قَدْ كَانَتْ قَبْلِي أَنْبِيَاءُ مِنْهُمْ مَنْ سُخِّرَتْ لَهُ الرِّيحُ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى.
فَقَالَ تَعَالَى: يَا مُحَمَّدُ، أَلَمْ أَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَيْتُكَ؟ أَلَمْ أَجِدْكَ ضَالاًّ فَهَدَيْتُكَ؟ أَلَمْ أَجِدْكَ عَائِلاً فَأَغْنَيْتُكَ؟ أَلَمْ أَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ؟ أَلَمْ أَضَعْ عَنْكَ وِزْرَكَ؟ أَلَمْ أَرْفَعْ لَكَ ذِكْرَكَ؟
قُلْتُ: بَلَى يَا رَبِّ
» ). [الدر المنثور: 15 / 488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
«سَأَلْتُ رَبِّي شَيْئاً وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ، قُلْتُ: يَا رَبِّ، كُلُّ الأَنْبِيَاءِ..»
فذَكَرَ سليمانَ بالرِّيحِ وذَكَرَ موسى. فأَنْزَلَ اللَّهُ: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى} ). [الدر المنثور: 15 / 488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ والدَّيْلَمِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَالضُّحَى} على رسولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -, قالَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
«يَمُنُّ عَلَيَّ رَبِّي وَأَهْلٌ أَنْ يَمُنَّ رَبِّي» ). [الدر المنثور: 15 / 488]

تفسير قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني يعقوب بن عبد الرحمن قال: سألت زيد بن أسلم عن قول الله: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد (19) ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد (20) وجاءت كل نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ}، فقلت له: من يراد بهذا؟، فقال: رسول الله. فقلت له: رسول الله [صلى الله عليه وسلم]؟، فقال: وما تنكر، قد قال الله: {ألم يجدك يتيما فآوى (6) ووجدك ضالا فهدى}.
قال: ثم سألت صالح بن كيسان عنها، فقال لي: هل سألت أحدا قبلي؟، فقلت: نعم، قد سألت زيد بن أسلم، فقال: وما قال لك، فقلت له: بل، تخبرني ما تقول فيه؛ فقال: لأخبرنك برأيي الذي عليه رأي، فأخبرني ما قال لك زيد، قال: قلت: يراد بهذا رسول الله، فقال: وما علم زيدٍ، والله، ما من سن عالية ولا لسان فصيح ولا معرفة بكلام العرب، إنما يراد بهذا الكافر، ثم قال: أقرأ ما بعدها يدلك على ذلك.
قال: ثم سألت الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس فقال لي مثل ما قال صالح: هل سألت أحدا، فأخبرته أني قد سألت زيد بن أسلم وصالح بن كيسان، فقال: ما قالا لك، فقلت: بل، تخبرني بقولك، قال: لأخبرنك بقولي فأخبرته بالذي قالا لي، قال: فإني أخالفهما جميعا، يراد بهذا البر والفاجر، قال الله: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد}، {فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديدٌ}، قال: فانكشف الغطاء عن البر والفاجر فرأى كل ما يصير إليه). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 126-127] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}: وَوَجَدَكَ على غيرِ الذي أَنْتَ عَلَيْهِ اليومَ.
وقالَ السُّدِّيُّ في ذلكَ ما حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مَهْرَانُ عَنِ السُّدِّيِّ {وَوَجَدَكَ ضَالاًّ}؛ قَالَ: كانَ على أَمْرِ قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ عَاماً. وَقيلَ: عُنِيَ بِذَلِكَ: وَوَجَدَكَ في قومٍ ضُلَّالٍ فَهَدَاكَ). [جامع البيان: 24/ 489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}؛
قالَ: وَجَدَكَ بينَ ضَالِّينَ فَاسْتَنْقَذَكَ مِن ضلالَتِهِم). [الدر المنثور: 15/ 488-489]

تفسير قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({عائلًا}: «ذو عيالٍ»). [صحيح البخاري: 6/ 172]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {عائِلاً}: ذو عيالٍ) هُو قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ. وقَالَ الفَرَّاءُ: معناهُ فقيرًا، وقد وَجَدْتُها في مُصحَفِ عبدِ اللهِ: عديمًا، والمرادُ أنه أَغْنَاهُ بما أَرْضاهُ لا بكثرَةِ المالِ). [فتح الباري: 8/ 709]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({عَائِلاً}: ذُو عِيَالٍ.
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ -عَزَّ وَجَلَّ–: {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى} وَفَسَّرَ الْعَائِلَ بِقَوْلِهِ: ذُو عِيَالٍ، قَالَ الثَّعْلَبِيُّ فَأَغْنَاكَ بِمَالِ خَدِيجَةَ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا- ثُمَّ بِالْغَنَائِمِ، وَقَالَ مُقَاتِلٌ: رَضَّاكَ بِمَا أَعْطَاكَ مِنَ الرِّزْقِ، وَعَنِ ابْنِ عَطَاءٍ: وَجَدَكَ فَقِيرَ النَّفْسِ فَأَغْنَى قَلْبَكَ). [عمدة القاري: 19/ 299]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {عَائِلاً} قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَيْ ذُو عِيَالٍ يُقَالُ: أَعَالَ الرَّجُلُ أَيْ: كَثُرَ عِيَالُهُ، وَعَالَ أيِ: افْتَقَرَ). [إرشاد الساري: 7/ 423]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}؛ يَقُولُ: وَوَجَدَكَ فَقِيراً فَأَغْنَاكَ، يُقَالُ منهُ: عَالَ فُلانٌ يَعِيلُ عَيْلَةً، وَذَلِكَ إِذا افْتَقَرَ؛ وَمنهُ قولُ الشاعرِ:
فَمَا يَدْرِي الفَقِيرُ مَتَى غِنَاهُ ....... وَما يَدْرِي الْغَنِيُّ مَتَى يَعِيلُ
يَعْنِي: مَتَى يَفْتَقِرُ.
وَبِنَحْوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قَالَ أهلُ التَأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مَهْرَانُ، عَنْ سفيانَ {وَوَجَدَكَ عَائِلاً}: فَقِيراً. وَذُكِرَ أنَّها في مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ: (وَوَجَدَكَ عَدِيماً فَآوَى).
- حَدَّثَنَا بشرٌ، قَالَ: ثنا يزيدُ، قَالَ: ثنا سعيدٌ، عَنْ قتادةَ {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}؛ قَالَ: كانتْ هذهِ منازلَ رَسُولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قَبْلَ أنْ يَبْعَثَهُ اللَّهُ سبحانَهُ وَتَعَالَى). [جامع البيان: 24/ 489-490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ والبَيْهَقِيُّ في الدلائلِ وابنُ عَسَاكِرَ مِن طريقِ موسى بنِ عليِّ بنِ رَبَاحٍ، عن أبيه، قالَ: كنتُ عندَ مَسْلَمَةَ بنِ مُخَلَّدٍ وعندَه عبدُ اللَّهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ، فتَمَثَّلَ مَسْلَمَةُ بِبَيْتٍ مِن شعرِ أبي طالبٍ، فقالَ: لو أن أبا طالبٍ رأَى ما نحن فيه اليومَ مِن نعمةِ اللَّهِ وكرامَتِه لعَلِمَ أن ابنَ أخيه سَيِّدٌ قد جاءَ بخيرٍ كثيرٍ، فقالَ عبدُ اللَّهِ: ويومَئِذٍ قدْ كانَ سيداً كريماً قد جاءَ بخيرٍ كثيرٍ، فقالَ مَسْلَمَةُ: ألم يَقُلِ اللَّهُ: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}؛ فقالَ عبدُ اللَّهِ: أمَّا اليتيمُ فقد كانَ يتيماً من أبويه، وأما العِيلَةُ فكلُّ ما كانَ بأيدي العربِ إلى القِلَّةِ). [الدر المنثور: 15 / 487] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عن سُفيانَ: {وَوَجَدَكَ عَائِلاً}؛ قالَ: فقيراً. وذَكَرَ أنَّها في مُصْحَفِ ابنِ مسعودٍ: (وَوَجَدَكَ عَدِيماً فَآوَى) ). [الدر المنثور: 15 / 489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ في "المَصَاحِفِ" عن الأعمشِ، قالَ: قراءةُ ابنِ مسعودٍ: (وَوَجَدَكَ عَدِيماً فَأَغْنَى) ). [الدر المنثور: 15 / 489]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يَقُولُ تعالى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ} يَا مُحَمَّدُ {فَلا تَقْهَرْ}؛ يَقُولُ: فلا تَظْلِمْهُ، فَتَذْهَبْ بِحَقِّهِ اسْتِضْعَافاً مِنْكَ لهُ.
- كما حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قتادةَ {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ}؛ أيْ: لا تَظْلِمْ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مَهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ منصورٍ، عَنْ مجاهدٍ {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ}؛ قَالَ: تُغْمِصْهُ وَتَحْقِرْهُ. وَذُكِرَ أنَّ ذلكَ في مصحفِ عَبْدِ اللَّهِ: (فَلا تَكْهَرْ) ). [جامع البيان: 24/ 490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ}؛ قالَ: لا تُحَقِّرْه. وذَكَرَ أنَّ في مصحفِ عبدِ اللَّهِ: (فَلاَ تَكْهَرْ) ). [الدر المنثور: 15/ 489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {فَلاَ تَقْهَرْ}؛ قالَ: فلا تَظْلِمْ). [الدر المنثور: 15/ 489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ}؛ يقولُ: لا تَظْلِمْه). [الدر المنثور: 15 / 489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ}؛
قالَ: كُنْ لليَتِيمِ كَأَبٍ رَحيمٍ، {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ}؛ قالَ: رُدَّ المِسكِينَ برحمةٍ ولِينٍ). [الدر المنثور: 15 / 489-490]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر: في بعض الحروف، {وأما السائل}؛ فلا تكهر يقول تنهر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 379]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ}؛ يَقُولُ: وَأمَّا مَنْ سَأَلَكَ مِنْ ذِي حَاجَةٍ فلا تَنْهَرْهُ، وَلكنْ أَطْعِمْهُ وَاقْضِ لهُ حاجتَهُ). [جامع البيان: 24/ 490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ}؛
قالَ: كُنْ لليَتِيمِ كَأَبٍ رَحيمٍ، {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ}؛ قالَ: رُدَّ المِسكِينَ برحمةٍ ولِينٍ). [الدر المنثور: 15/ 489-490] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن سُفيانَ: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ}؛ قالَ: مَن جاءَ يَسْأَلُكَ عن أمْرِ دِينِه فلا تَنْهَرْه). [الدر المنثور: 15/ 490]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}؛ يَقُولُ: فَاذْكُرْهُ.
وبِنَحْوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قَالَ أهلُ التَأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بنُ إِبراهيمَ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أبي بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}؛ قَالَ: بالنُّبُوَّةِ.
- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أبي نَضْرَةَ، قَالَ: كانَ المسلمونَ يَرَوْنَ أنَّ مِنْ شُكْرِ النِّعَمِ أَنْ يُحَدَّثَ بِهَا). [جامع البيان: 24/ 491]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا حبان، عن سعيد بن طريف، عن مقسم أبي عبد الرحمن، قال: أتيت حسن بن علي فصافحني، ثم قال: هذا تقبيل المؤمن المؤمن فقلت أرأيت قوله: {وأما بنعمة ربك فحدث}؛ قال: هو العمل الصالح يعمله الرجل فيحدث به إخوانه من أهل ثقاته ليستن به ويعمل مثله). [تفسير مجاهد: 2/ 766]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرناه أبو عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران الأصبهانيّ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن يزيد بن زيدٍ، قال: لمّا نزلت تبّت يدا أبي لهبٍ فذكر الحديث مثله حرفًا بحرفٍ، وقول اللّه عزّ وجلّ {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} لم أجد فيه حرفًا مسندًا ولا قولًا للصّحابة فذكرت فيه حرفين للتّابعين). [المستدرك: 2/ 574]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو سعيدٍ أحمد بن يعقوب الثّقفيّ، ثنا الحسن بن أحمد بن اللّيث، ثنا عليّ بن هاشمٍ الرّازيّ، ثنا حميد بن عبد الرّحمن الرّؤاسيّ، عن أبي الأحوص، قال: قال أبو إسحاق: " يا معشر الشّباب، اغتنموا قلّما تمرّ بي ليلةٌ إلّا وأقرأ فيها ألف آيةٍ وإنّي لأقرأ البقرة في ركعةٍ، وإنّي لأصوم أشهر الحرم وثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ والاثنين والخميس، ثمّ تلا {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث}"). [المستدرك: 2 / 574]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو سعيدٍ أحمد بن يعقوب الثّقفيّ، ثنا الحسن بن أحمد بن اللّيث، ثنا زياد بن أيّوب، ثنا هشيمٌ، أنبأ أبو بلجٍ، عن عمرو بن ميمونٍ، قال: " كان يلقى الرّجل من إخوانه فيقول: لقد رزقني اللّه البارحة من الصّلاة كذا ورزق من الخير كذا " فرحم اللّه عمرو بن عبيد اللّه السّبيعيّ، وعمرو بن ميمونٍ الأوديّ فلقد نبّها لما يرغّب الشّباب في العبادة). [المستدرك: 2 / 574]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، عن مُجَاهِدٍ: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}.
قالَ: بالنبُوَّةِ التي أعطاكَ رَبُّكَ). [الدر المنثور: 15/ 490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، وأبو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ في "الإبانةِ" عن مُجَاهِدٍ: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}؛ قالَ: بالقرآنِ). [الدر المنثور: 15/ 490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن مِقْسَمٍ، قالَ: لَقِيتُ الحسنَ بنَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ، فصَافَحْتُه، فقالَ:
«التقابلُ مُصَافَحَةُ المؤمنِ».
قُلْتُ: أخْبِرْنِي عن قولِ اللهِ: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}.
قالَ:
«الرجلُ المؤمنُ يَعْمَلُ عملاً صالحاً فيُخْبِرُ به أهلَ بيتِه».
قلتُ: أيَّ الأجليْنِ قَضَى موسى: الأوَّلَ أو الآخِرَ؟
قالَ:
«الآخِرَ»). [الدر المنثور: 15/ 490-491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ مِن وجهٍ آخَرَ، عن الحَسَنِ بنِ عليٍّ في قَوْلِهِ: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}؛ قال: ما عَمِلْتَ مِنَ الخَيْرِ). [الدر المنثور: 15 / 491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الحسنِ بنِ عليٍّ في قَوْلِهِ: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}؛ قالَ: إذا أَصَبْتَ خيراً فحَدِّثْ إخوانَكَ). [الدر المنثور: 15 / 491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن أبي نَضْرَةَ، قالَ: كانَ المسلمون يَرَوْنَ أن مِن شُكْرِ النعمةِ أنْ يُحَدَّثَ بِها). [الدر المنثور: 15 / 491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ في "زوائِدِ المُسْنَدِ"، والبَيْهَقِيُّ في "شُعَبِ الإيمانِ" بسَنَدٍ ضعيفٍ، عن النُّعْمَانِ بنِ بَشِيرٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على المِنْبَرِ:
«مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْقَلِيلَ لَمْ يَشْكُرِ الْكَثِيرَ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ، وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ، وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ» ). [الدر المنثور: 15 / 491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو داودَ، والضِّيَاءُ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ، عن النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالَ:
«مَنْ أَبْلَى بَلاَءً فَذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ، وَإِنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ» ). [الدر المنثور: 15/ 491-492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِي "الأَدَبِ" وَأَبُو دَاودَ، وَالترمذِيُّ وَحَسَّنَهُ وأبو يَعْلَى، وَابْنُ حِبَّانَ وَالْبَيْهَقِيُّ، وَالضِّيَاءُ، عَنْ جَابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ، عن النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالَ:
«مَنْ أَعْطَى عَطَاءً فَوَجَدَ، فَلْيَجْزِ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَليُثنِ بِهِ، فَمَنْ أَثْنى بِهِ فَقَدْ شَكَرَهُ، وَمنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ، وَمَنْ تَحَلَّى بِمَا لَمْ يُعْطَ فَإِنَّهُ كَلابَسِ ثَوْبَيْ زُورٍ» ). [الدر المنثور: 15 / 492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ والطبرانيُّ في "الأوسطِ" والبَيْهَقِيُّ، عن عائشةَ، قالَت: قالَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
«مَنْ أَوْلَى مَعْرُوفاً فَلْيُكَافِئْ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَذْكُرْهُ؛ فَإِنَّ مَنْ ذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ»). [الدر المنثور: 15 / 492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عن أبي هريرةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
«مَنْ أَوْلَى مَعْرُوفاً فَلْيُكَافِئْ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَذْكُرْهُ؛ فَإِنَّ مَنْ ذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ»). [الدر المنثور: 15 / 492-493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ، عن عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ، قالَ: إن ذِكْرَ النعمةِ شُكْرٌ). [الدر المنثور: 15 / 493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن الحَسَنِ، قالَ: أَكْثِرُوا ذِكْرََ هذه النِّعْمَةَِ؛ فَإِنَّ ذِكْرَها شُكْرٌ). [الدر المنثور: 15 / 493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن الجَرِيرِيِّ، قالَ: كانَ يُقالُ: إنَّ تَعْدَادَ النِّعَمِ مِن الشُّكْرِ). [الدر المنثور: 15 / 493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن يَحْيَى بنِ سعيدٍ، قالَ: كانَ يُقالُ: تَعْدِيدُ النعَمِ مِن الشكرِ). [الدر المنثور: 15 / 493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ والبَيْهَقِيُّ، عن قتادةَ، قالَ: مِن شكرِ النعمةِ إفشاؤُها). [الدر المنثور: 15 / 493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن فُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، قالَ: كانَ يُقالُ: مِن شكرِ النعمةِ أن يُحَدَّثَ بِهَا). [الدر المنثور: 15 / 493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن ابنِ أبي الحَوَارِيِّ، قالَ: جَلَسَ فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ وسُفيانُ بنُ عُيَيْنَةَ ليلةً إلى الصباحِ يَتَذَاكَرَانِ النِّعَمَ، أَنْعَمَ اللَّهُ علينا في كذا، أَنْعَمَ اللَّهُ علينا في كذا). [الدر المنثور: 15 / 493-494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطبرانِيُّ عن أبي الأسودِ الدُّؤَلِيِّ وزَاذَانَ الكِنْدِيِّ، قالاَ: قُلْنَا لِعَلِيٍّ: حَدِّثنا عن أصحابِكَ. فذَكَرَ مَناقِبَهم. قُلْنَا: فَحَدِّثْنا عن نَفْسِك.
قالَ:
«مَهْلاً، نَهَى اللَّهُ عن التزْكِيَةِ».
فقالَ له رجلٌ: فإنَّ اللَّهَ يقولُ: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}.
قالَ:
«فإني أُحَدِّثُ بنعمةِ ربي، كُنْتُ واللَّهِ إذا سَأَلْتُ أُعْطِيتُ، وإذا سَكَتُّ ابْتُدِئْتُ»). [الدر المنثور: 15 / 494]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 جمادى الآخرة 1434هـ/4-05-2013م, 03:05 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ألم يجدك يتيماً فآوى...} يقول: كنت في حجر أبي طالب، فجعل لك مأوى، وأغناك عنه، ولم يك غني عن كثرة مال، ولكنّ الله رضّاه بما آتاه). [معاني القرآن: 3/ 274]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ألم يجدك يتيما فآوى (6)}؛ وكان النبي -عليه السلام- يكفله عمّه أبو طالب). [معاني القرآن: 5/ 339]

تفسير قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ووجدك ضالاًّ فهدى...} يريد: في قوم ضلاّل فهداك). [معاني القرآن: 3/ 274]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الضّلال: الحيرة والعدول عن الحق والطريق، يقال: ضلّ عن الحق، كما يقال: ضل عن الطريق. ومنه قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى}). [تأويل مشكل القرآن: 457]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ووجدك ضالّا فهدى (7)} معناه -واللّه أعلم- أنه لم يكن يدري القرآن ولا الشرائع فهداه اللّه إلى القرآن وشرائع الإسلام، ودليل ذلك قوله: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان)وقال قوم: كان على أمر قومه أربعين سنة). [معاني القرآن: 5/ 339-340]

تفسير قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({ووجدك عائلاً}: فقيرا، ورأيتها في مصاحف عبد الله "عديما"، والمعنى واحد). [معاني القرآن: 3/ 274]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فأغنى...} و{فآوى} يراد به (فأغناك) و(فآواك) فجرى على طرح الكاف لمشاكلة رءوس الآيات. ولأنّ المعنى معروف). [معاني القرآن: 3/ 274]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({عائلاً} ذا فقرٍ، قال:

وما يدري الفقير متى غناه ....... وما يدري الغنىّ متى يعيـل
أي يفتقر). [مجاز القرآن: 2/ 302]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عائلا}: ذو عيال). [غريب القرآن وتفسيره: 432]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({عائلًا}: فقيرا. و«العائل»: الفقير كان له عيال، أو لم يكن. يقال: عال الرجل، إذا افتقر. وأعال: إذا كثر عياله).
[تفسير غريب القرآن: 531]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَائِلاً} فقيراً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 304]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَائِلًا}: فقيراً). [العمدة في غريب القرآن: 349]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فأمّا اليتيم فلا تقهر...} فتذهب بحقه لضعفه، وهي في مصحف عبد الله "فلا تكهر"، وسمعتها من أعرابي من بني أسد قرأها عليّ). [معاني القرآن: 3/ 274]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فأمّا اليتيم فلا تقهر (9)} أي لا تقهره على ماله). [معاني القرآن: 5/ 340]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وأمّا السّائل فلا تنهر...} السائل على الباب، يقول: إمّا أعطيته، وإمّا رددته ردًّا لينا). [معاني القرآن: 3/ 275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وأمّا السّائل فلا تنهر (10)} أي لا تنهره، إما أعطيته، وإما رددته ردّا ليّنا). [معاني القرآن: 5/ 340]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث...} فكان القرآن أعظم نعمة الله عليه، فكان يقرؤه ويحدث به، ويغيره من نعمه). [معاني القرآن: 3/ 275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وأمّا بنعمة ربّك فحدّث (11)} أي بلّغ ما أرسلت به وحدّث بالنبوة التي آتاك الله وهي أجلّ النّعم). [معاني القرآن: 5/ 340]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 رجب 1434هـ/7-06-2013م, 10:47 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6)}

تفسير قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)}

قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): ( {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} قال: بعضهم يقول: كنت بين ضالين فأخرجك منهم. وقال أهل السُّنة: زوَّج ابنتيه في الجاهلية). [مجالس ثعلب: 399]

تفسير قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)}

قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (
وعالا وعاما حين باعا بأعنز ....... وكلبين لعبانية كالجلامد
علا: افتقرا، يقال: عال الرجل يعيل إذا افتقر، قال الشاعر:
لما يدري الفقير متى غناه ....... وما يدري الغني متى يعيل
أي متى يفتقر، {ووجدك عائلاً فأغنى}: يقال عال يعيل إذا افتقر وعال يعيل تبختر في مشيته، وأعال كثر عياله، وعال عياله يعولهم أي قام بأمورهم وأنفق عليهم، وعال يعول جار ومال، ومنه قول الله عز وجل: {أدنى ألا تعولوا}، أي لا تجوروا ولا تميلوا، والعيلة الفقر، ومنه قوله عز وجل: {وإن خفتم عيلة} ). [شرح المفضليات: 130]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9)}

قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت: 215هـ): (وقال زيد الخيل:
ولست بذي كهرورة غير أنني ....... إذا طلعت أولى المغيرة أعبس
قوله كهرورة «الكهرورة»: الضحك واللعب واللهو.
ويقال كهر في وجهه إذا عبس). [النوادر في اللغة: 301]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (في حديث النبي [صلى الله عليه وسلم] حين تكلم الرجل خلفه في الصلاة، قال الرجل: فبأبي هو وأمي ما كهرني ولا شتمني.
قال أبو عمرو في قوله: ولا كهرني، الكهر: الانتهار.
يقال منه: كهرت الرجل فأنا أكهره كهرا.
وقال الكسائي وفي قراءة عبد الله بن مسعود:
(فأما اليتيم فلا تكهر) والكهر في غير هذا ارتفاع النهار. ومنه قول عدي بن زيد:

فإذا العانة في كهر الضحى ....... معها أحقب ذو لحم زيم).
[غريب الحديث: 3/ 114-115]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (تقول: أعجبني الضارب زيداً، لأن الألف واللام للأسماء، فلا يليان ضرب؛ لامتناع ما يكون للأسماء من الأفعال.
فمن ذلك قول زهير:
وإن أتاه خلـيلٌ يوم مـسـألة ....... يقول: لا غائبٌ ما لي ولا حرم
فقوله: يقول على إرادة الفاء على ما ذكرت لك.
ومن ذلك قول الله عز وجل: {وأما إن كان من أصحاب اليمين * فسلامٌ لك من أصحاب اليمين} الفاء لا بدٌ منها في جواب أما، فقد صارت هاهنا جواباً لها، والفاء وما بعدها يسدان مسد جواب إن.
ولو كان هذا في الكلام: أما إن كان زيد عندك فله درهم، لكان تقديره: مهما يكن من شيءٍ فلزيد درهم إن كان عندك؛ لأن أما فيها معنى الجزاء واقع ولا بد من الفاء. وتقديرها ما ذكرت لك.
ألا ترى أنك تقول: أما زيد فمنطلق، {فأما اليتيم فلا تقهر} فالمعنى: مهما يكن من شيءٍ فلا تقهر اليتيم). [المقتضب: 2/ 68-69] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: أما يوم الجمعة فإنك مرتحل؛ لأن معنى أما: مهما يكن من شيءٍ فإنك مرتحل يوم الجمعة. فما بعد الفاء يقع مبتدأ، ألا ترى أنك تقول: أما زيداً فضربت، فإنما هو على التقديم والتأخير. لا يكون إلا ذلك، لأن المعنى: مهما يكن من شيء فزيداً ضربت، أو فضربت زيداً.
ولو قال قائل: أما يوم الجمعة فإنك مرتحل لجاز، فيكون التقدير: مهما يكن من شيء ففي يوم الجمعة رحلتك. فهذا تقدير ما يقع في أما.
والدليل على أنها في معنى الجزاء لزوم الفاء لجوابها، نحو: أما زيد فمنطلق، {فأما اليتيم فلا تقهر}، {وأما ثمود فهديناهم} و{أما من استغنى * فأنت له تصدى} فالمعنى: مهما يكن من شيء فهذا الأمر فيه. فإنما تقديرها في الكلام كله التقديم والتأخير، لا يكون إلا على ذلك). [المقتضب: 2/ 352-353]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب أمّا وإمّا؛
أما المفتوحة فإن فيها معنى المجازاة. وذلك قولك: أما زيدٌ فله درهم، وأما زيد فأعطه درهماً. فالتقدير: مهما يكن من شيءٍ فأعط زيدا درهماً، فلزمت الفاء الجواب؛ لما فيه من معنى الجزاء. وهو كلام معناه التقديم والتأخير. ألا ترى أنك تقول: أما زيدا فاضرب؛ فإن قدمت الفعل لم يجز؛ لأن أما في معنى: مهما يكن من شيء؛ فهذا لا يتصل به فعلٌ، وإنما حد الفعل أن يكون بعد الفاء. ولكنك تقدم الاسم؛ ليسد مسد المحذوف الذي هذا معناه، ويعمل فيه ما بعده. وجملة هذا الباب: أن الكلام بعد أما على حالته قبل أن تدخل إلا أنه لا بد من الفاء؛ لأنها جواب الجزاء؛ ألا تراه قال - عز وجل - {وأما ثمود فهديناهم} كقولك: ثمود هديناهم. ومن رأى أن يقول: زيدا ضربته نصب بهذا فقال: أما زيدا فاضربه. وقال: {فأما اليتيم فلا تقهر} فعلى هذا فقس هذا الباب. وأما إما المكسورة فإنها تكون في موضع أو، وذلك قولك: ضربت إما زيدا، وإما عمرا؛ لأن المعنى: ضربت زيدا أو عمرا، وقال الله عز وجل: {إما العذاب وإما الساعة} وقال: {إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً}. فإذا ذكرت إما فلا بد من تكريرها، وإذا ذكرت المفتوحة فأنت مخير: إن شئت وقفت عليها إذا تم خبرها. تقول: أما زيد فقائم، وأما قوله: {أما من استغنى. فأنت له تصدى. وما عليك ألا يزكى. وأما من جاءك يسعى. وهو يخشى. فأنت عنه تلهى} فإن الكلام مستغنٍ من قبل التكرير، ولو قلت: ضربت إما زيداً، وسكت، لم يجز؛ لأن المعنى: هذا أو هذا؛ ألا ترى أن ما بعد إما لا يكون كلاماً مستغنياً). [المقتضب: 3/27-28] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقال أعرابي أنشدنيه أبو العالية:
ألا تسأل ذا العلم ما الذي ....... يحل من التقبيل في رمضان؟
فقال لي المكي:
أما لزوجةٍ فسبع ....... وأما خلةٍ فثماني
"وقوله: "أما لزوجة" فهذه مفتوحة، وهي التي تحتاج إلى خبر، ومعناها: إذا قلت: أما زيدٌ فمنطلقٌ مهما يكن من شيء فزيدٌ منطلقٌ. وكذلك: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} إنما هي: مهما يكن من شيء فلا تقهر اليتيم، وتكسر إذا كانت في معنى "أو" ويلزمها التكرير، تقول: ضربت إما زيدًا وإما عمرًا، فمعناه ضربت زيدًا أو عمرًا، وكذلك: {إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}، وكذلك: {إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ}، و{إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا}، وإنما كررتها لأنك إذا قلت: ضربت زيدًا أو عمرًا، أو قلت: اضرب زيدًا أو عمرًا فقد ابتدأت بذكر الأول، وليس عند السامع أنك تريد غير الأول، ثم جئت بالشك، أو التخيير، وإذا قلت: ضربت إما زيدًا وإما عمرًا، فقد وضعت كلامك بالابتداء على التخيير أو على الشك، وإذا قلت: ضربت إما زيدًا وإما عمرًا، فالأولى وقعت لبنية الكلام عليها، والثانية للعطف، لأنك تعدل بين الثاني والأول، فإنما تكسر في هذا الموضع.
وزعم سيبويه أنها إن ضمت إليها "ما" فإن اضطر شاعر فحذف "ما" جاز له ذلك لأنه الأصل، وأنشد في مصداق ذلك:
لقد كذبتك نفسك فاكذبنها ....... فإن جزعًا وإن إجمال صبر
ويجوز في غير هذا الموضع أن تقع "إما" مكسورة، ولكن "ما" لا تكون لازمة، ولكن تكون زائدة في "إن" التي هي للجزاء. كما تزداد في سائر الكلام نحو: أين تكن أكن، وأينما تكن أكن، وكذلك متى تأتني آتك، ومتى ما تأتني آتك، فتقول: إن تأتني آتك، وإما تأتني آتك، تدغم النون في الميم لاجتماعهما في الغنة، وسنذكر الإدغام في موضع نفرده به إن شاء الله، كما قال امرؤ القيس:
فإما تريني لا أغمض ساعةٌ ....... من الليل إلا أن أكب فأنعسا
فيا رب مكروب كررت وراءه
....... وطاعنت عنه الخيل حتى تنفسا
وفي القرآن: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا} وقال: {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا} فأنت في زيادة "ما" بالخيار في جميع حروف الجزاء، إلا في حرفين، فإن "ما" لابد منها لعلة نذكرها إذا أفردنا باباٌ للجزاء إن شاء الله، والحرفان: حيثما تكن أكن، كما قال الشاعر:
حيثما تستقم يقدر لك الله ....... نجاحاٌ في غابر الأزمان).
[الكامل: 1/ 377-379]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ): (قال أبو علي: الكاهر والقاهر واحد، وقد قرأ بعضهم: (فأما اليتيم فلا تكهر) ). [الأمالي: 1/ 116]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ): (ويقال: كشطت عنه جلده وقشطت، قال: وقريش تقول: كشطت، وقيس وتميم وأسد تقول: قشطت: وفي مصحف ابن مسعود: قشطت، قال ويقال: قحط القطار وكحط، ويقال: قهرت الرجل أقهره وكهرته أكهره، قال: وسمعت بعض غنم بن دودان تقول: فلا تكهر). [الأمالي: 2/ 139] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10)}

قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (
إن يغد في شيعة لم يثنه نهر ....... وإن غدا واحدا لا يتقي الظلما
والنَّهر: الزجر والانتهار، وإنما يقال: نَهَره نَهْرًا بالتخفيف فثقل. ويقال: نَهَر، أراد النهر من الماء. وقال آخر: من النَّهار، وذلك إذا أبان الضوء، ويقال: ليلة نَهِرة أي مضيئة). [شرح ديوان كعب بن زهير: 225] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:24 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:24 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:24 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:24 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم وقفه تعالى على المراتب التي درجه فيها بإنعامه عليه، فقال: {ألم يجدك يتيمًا فآوى}؟ والمعنى: ألم يجدك تحفّي اللّه وإنعامه، ويتمه كان فقد أبيه وكونه في كنف عمّه أبي طالبٍ. وقيل لجعفر بن محمّدٍ الصادق: لم يتّم النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من أبويه؟ قال: «لئلاّ يكون عليه حقٌّ لمخلوقٍ».
وقرأ الأشهب العقيليّ: (فأوى) بالقصر، بمعنى: رحم، يقال: أويت لفلانٍ. أي: رحمته). [المحرر الوجيز: 8/ 640]

تفسير قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ووجدك ضالًّا} أي: وجدك إنعامه بالنبوّة والرسالة على غير الطريق التي أنت عليها في نبوّتك فهدى. هذا قول الحسن والضّحّاك وفرقةٍ.
و(الضّلال) مختلفٌ؛ فمنه البعيد ومنه القريب، فالبعيد ضلال الكفار الذين يعبدون الأصنام، ويحتجّون لذلك ويغتبطون به، وكان هذا الضلال الذي ذكره اللّه تعالى لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أقرب ضلالٍ، وهو الكون واقفًا لا يميّز المهيع، لا لأنه تمسّك بطريقٍ آخر، بل كان يرتاد وينظر.
وقال السّدّيّ:« أقام على أمر قومه أربعين سنةً». وقيل: معنى {ووجدك ضالًا}: تنسب إلى الضلال. وقال الكلبيّ: «وجدك في قوم ضلالٍ، فكأنّك واحدٌ منهم».
قال القاضي أبو محمّدٍ رحمه اللّه: «ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم يعبد صنمًا قطّ، ولكنّه أكل ذبائحهم؛ حسب حديث زيد بن عمرٍو في أسفل بلدح، وجرى على يسيرٍ من أمرهم، وهو مع ذلك ينظر خطأ ما هم عليه، ودفع من عرفاتٍ، وخالفهم في أشياء».
وقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: «هو ضلاله وهو صغيرٌ في شعاب مكة، ثمّ ردّه اللّه تعالى إلى جدّه عبد المطّلب». وقيل: هو ضلاله من حليمة مرضعته.
وقال التّرمذيّ وعبد العزيز بن يحيى: {ضالًّا}: «خامل الذّكر، لا يعرفك الناس، فهداهم إليك ربّك».
والصواب أنه ضلال من توقّف لا يدري، كما قال عزّ وجلّ: {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان}؟!
وقال ثعلبٌ: «هو تزويجه عليه السلام بنته في الجاهلية، ونحو ذلك»). [المحرر الوجيز: 8/ 640-641]

تفسير قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(العائل): الفقير. وقرأ اليمانيّ: (عيّلًا) ـ بشدّ الياء المكسورة ـ ومنه قول الشاعر:
وما يدري الفقير متى غناه وما يدري الغنيّ متى يعيل
وأعال: كثر عياله، وعال: افتقر، ومنه قول اللّه عزّ وجلّ: {وإن خفتم عيلةً}.
وقوله تعالى: {فأغنى} قال مقاتلٌ: معناه: رضاك بما أعطاك من الرّزق. وقيل: فقيرًا إليه فأغناك به. والجمهور على أنه فقر المال وغناه. والمعني في النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنه أغنى الأغنياء بالصبر والقناعة، وقد حبّبا إليه.
وقيل: أغني بالكفاف؛ لتصرّفه في مال خديجة رضي اللّه عنها، ولم يكن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قطّ كثير المال، رفّعه اللّه عن ذلك، وقال: «ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكنّ الغنى غنى النّفس» ). [المحرر الوجيز: 8/ 641]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ولمّا عدّد اللّه تعالى عليه هذه النّعم الثلاث وصّاه بثلاث وصايا في كلّ نعمةٍ وصيةٌ مناسبةٌ لها؛ فبإزاء قوله تعالى: {ألم يجدك يتيمًا فآوى} قوله تعالى: {فأمّا اليتيم فلا تقهر}، وبإزاء قوله تعالى: {ووجدك ضالًا فهدى} قوله تعالى: {وأمّا السّائل فلا تنهر}. هذا على قول من قال: إن السائل هنا هو السائل عن العلم والدين، وليس بسائل المال. وهو قول الحسن وأبي الدرداء وغيرهما. وبإزاء قوله تعالى: {ووجدك عائلًا فأغنى} قوله تعالى: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث}.
وأمّا من قال: إنّ السائل سائل المال المحتاج. وهو قول الفرّاء وجماعةٍ، فقد جعلها بإزاء قوله تعالى: {ووجدك عائلًا فأغنى}، وجعل قوله تعالى: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} بإزاء قوله تعالى: {ووجدك ضالًا فهدى}.
وقال إبراهيم بن أدهم: نعم القوم السّؤّال؛ يحملون زادنا إلى الآخرة.
وقوله تعالى: {فلا تنهر} معناه: ردّ ردًّا جميلًا؛ إما بعطاءٍ، أو بقولٍ حسنٍ.
وفي مصحف ابن مسعودٍ: (ووجدك عديمًا فأغنى).
وقرأ ابن مسعودٍ، والشّعبيّ، وإبراهيم التّيميّ: (فأمّا اليتيم فلا تكهر) ـ بالكاف ـ قال الأخفش: «وهي بمعنى القهر»، ومنه قول الأعرابيّ: (وقاكم اللّه سطوة القادر، وملكة الكاهر).
وقال أبو حاتمٍ: «لا أظنّها بمعنى القهر؛ لأنّه قد قال الأعرابيّ الذي بال في المسجد: (فما كهرني النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم) فإنما هي بمعنى الانتهار».
وأمره اللّه تعالى بالتحدّث بنعمته فقال مجاهدٌ والكلبيّ: معناه: بثّ القرآن وبلّغ ما أرسلت به.
وقال آخرون: بل هو عمومٌ في جميع النّعم. وكان بعض الصالحين يقول: لقد أعطاني اللّه كذا وكذا، ولقد صلّيت البارحة كذا وكذا، وذكرت اللّه تعالى كذا. فقيل له: إنّ مثلك لا يقول هذا. فقال: إنّ اللّه تعالى يقول: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} وأنتم تقولون: لا تحدّث!!
وقال النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «التّحدّث بالنّعم شكرٌ»، ومنه قول النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «من أسديت إليه يدٌ فذكرها فقد شكرها، ومن سترها فقد كفرها».
ونصب {اليتيم} بـ {تقهر}، والتقدير: مهما يكن من شيءٍ فلا تقهر اليتيم). [المحرر الوجيز: 8/ 641-642]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:24 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:25 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى يعدّد نعمه على عبده ورسوله محمدٍ صلوات الله وسلامه عليه: {ألم يجدك يتيماً فآوى} وذلك أن أباه توفّيّ وهو حملٌ في بطن أمّه. وقيل: بعد أن ولد عليه السلام ثمّ توفّيت أمّه آمنة بنت وهبٍ وله من العمر ستّ سنين.
ثمّ كان في كفالة جدّه عبد المطّلب إلى أن توفّي وله من العمر ثمان سنين، فكفله عمّه أبو طالبٍ، ثمّ لم يزل يحوطه وينصره ويرفع من قدره ويوقّره، ويكفّ عنه أذى قومه بعد أن ابتعثه الله على رأس أربعين سنةً من عمره، هذا وأبو طالبٍ على دين قومه من عبادة الأوثان، وكلّ ذلك بقدر الله وحسن تدبيره، إلى أن توفّي أبو طالبٍ قبل الهجرة بقليلٍ، فأقدم عليه سفهاء قريشٍ وجهّالهم.
فاختار الله له الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار من الأوس والخزرج، كما أجرى الله سنّته على الوجه الأتمّ الأكمل، فلمّا وصل إليهم آووه ونصروه وحاطوه وقاتلوا بين يديه، رضي الله عنهم أجمعين، وكلّ هذا من حفظ الله له وكلاءته وعنايته به). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 426]

تفسير قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ووجدك ضالاًّ فهدى} كقوله: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} الآية.
ومنهم من قال: إنّ المراد بهذا أنّه عليه الصلاة والسلام ضلّ في شعاب مكّة، وهو صغيرٌ، ثمّ رجع.
وقيل: إنه ضلّ وهو مع عمّه في طريق الشام، وكان راكباً ناقةً في الليل، فجاء إبليس فعدل بها عن الطريق، فجاء جبريل، فنفخ إبليس نفخةً ذهب منها إلى الحبشة، ثمّ عدل بالراحلة إلى الطريق. حكاهما البغويّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 426]

تفسير قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ووجدك عائلاً فأغنى} أي: كنت فقيراً ذا عيالٍ، فأغناك الله عمّن سواه، فجمع له بين مقامي الفقير الصابر والغنيّ الشاكر، صلوات الله وسلامه عليه.
وقال قتادة في قوله: {ألم يجدك يتيماً فآوى * ووجدك ضالاًّ فهدى * ووجدك عائلاً فأغنى} قال: كانت هذه منازل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يبعثه الله عزّ وجلّ. رواه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ.
وفي الصحيحين من طريق عبد الرزّاق، عن معمرٍ، عن همّام بن منبّهٍ، قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكنّ الغنى غنى النّفس».
وفي صحيح مسلمٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنّعه الله بما آتاه» ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 427]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {فأمّا اليتيم فلا تقهر} أي: كما كنت يتيماً فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، أي: لا تذلّه وتنهره وتهنه، ولكن أحسن إليه، وتلطّف به.
قال قتادة: «كن لليتيم كالأب الرّحيم»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 427]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: وكما كنت ضالاًّ فهداك الله، فلا تنهر السائل في العلم المسترشد.
قال ابن إسحاق: {وأمّا السّائل فلا تنهر} «أي: فلا تكن جبّاراً، ولا متكبّراً، ولا فحّاشاً، ولا فظًّا على الضعفاء من عباد الله».
وقال قتادة:« يعني: ردّ المسكين برحمةٍ ولينٍ»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 427]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} أي: وكما كنت عائلاً فقيراً فأغناك الله، فحدّث بنعمة الله عليك، كما جاء في الدعاء المأثور النبويّ: «واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك، قابليها، وأتمّها علينا».
وقال ابن جريرٍ: حدّثني يعقوب، حدّثنا ابن عليّة، حدّثنا سعيد بن إياسٍ الجريريّ، عن أبي نضرة، قال: «كان المسلمون يرون أنّ من شكر النّعم أن يحدّث بها».
وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: حدّثنا منصور بن أبي مزاحمٍ، حدّثنا الجرّاح بن مليحٍ، عن أبي عبد الرحمن، عن الشّعبيّ، عن النّعمان بن بشيرٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على المنبر: «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر النّاس لم يشكر الله، والتّحدّث بنعمة الله شكرٌ، وتركها كفرٌ، والجماعة رحمةٌ، والفرقة عذابٌ». إسناده ضعيفٌ.
وفي الصحيح عن أنسٍ، أن المهاجرين قالوا: يا رسول الله، ذهب الأنصار بالأجر كلّه. قال: «لا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم».
وقال أبو داود: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا الرّبيع بن مسلمٍ، عن محمد بن زيادٍ، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «لا يشكر الله من لا يشكر النّاس».
ورواه التّرمذيّ، عن أحمد بن محمدٍ، عن ابن المبارك، عن الرّبيع بن مسلمٍ، وقال: صحيحٌ.
وقال أبو داود: حدّثنا عبد الله بن الجرّاح، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابرٍ، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من أبلى بلاءً فذكره فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره». تفرّد به أبو داود.
قال أبو داود: حدّثنا مسدّدٌ، حدّثنا بشرٌ، حدّثنا عمارة بن غزيّة، حدّثني رجلٌ من قومي، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من أعطي عطاءً فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن به، فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره». قال أبو داود: ورواه يحيى بن أيّوب، عن عمارة بن غزيّة، عن شرحبيلٍ، عن جابرٍ: كرهوه فلم يسمّوه. تفرّد به أبو داود.
وقال مجاهدٌ: يعني: النّبوّة التي أعطاك ربّك. وفي روايةٍ عنه: القرآن.
وقال ليثٌ، عن رجلٍ، عن الحسن بن عليٍّ: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} قال: ما عملت من خيرٍ فحدّث إخوانك.
وقال محمد بن إسحاق: «ما جاءك من الله من نعمةٍ وكرامةٍ من النبوّة فحدّث فيها، واذكرها، وادع إليها». قال: فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذكر ما أنعم الله به عليه من النبوّة سرًّا إلى من يطمئنّ إليه من أهله، وافترضت عليه الصلاة فصلّى). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 427-428]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة