العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > الناسخ والمنسوخ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 13 ذو الحجة 1433هـ/28-10-2012م, 02:19 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي مقدمات

عدد الآيات المنسوخة في سورة الحج

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (سورة الحج: مكية وهي من أعاجيب القرآن ؛ لأن فيها مكيا ومدنيا وفيها حضريا وسفريا وفيها حربيا وفيها سلميا وفيها ليليا وفيها نهاريا.
...
وفيها ناسخ ومنسوخ فمن ذلك المنسوخ آيتان
أولهما قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته..} الآية [52 / الحج / 22] نسخت بقوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى...} الآية [6 / الأعلى / 87].
الآية الثانية: قوله تعالى: {يحكم بينهم..} الآية [56 / الحج / 21] نسخها آية السيف.
).[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 46]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (قال أبو جعفرٍ: وجدنا في هذه السّورة أربعة مواضع تصلح في هذا الكتاب
منهنّ قول اللّه تعالى: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير} [الحج: 28]، وقال تعالى: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ}...
باب ذكر الآية الثّانية قال جلّ وعزّ: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا} ...
باب ذكر الآية الثّالثة قال جلّ وعزّ: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ إلّا إذا تمنّى ألقى الشّيطان في أمنيّته فينسخ اللّه ما يلقي الشّيطان}...
باب ذكر الآية الرّابعة قال جلّ وعزّ: {وجاهدوا في اللّه حقّ جهاده}). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/509-534]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (سورة الحج
نزلت في مواطن مختلفة وهي من أعاجيب سور القرآن لأنّها نزلت ليلًا ونهارًا وفيها مكي ومدني وسفري وحضري وحربي وسلمي وناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه ، وعددها مختلف.
...
وتحتوي على ثلاث آيات منسوخات
الآية الأولى قوله تعالى {قل يا أيّها الناس إنّما أنا لكم نذيرٌ مبين}...
الآية الثّانية قوله تعالى {وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون}...
الآية الثّالثة قوله تعالى {وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم}) . [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 126-128]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (سورة الحج مكية عند ابن عباس
...

قوله تعالى: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير}.
وقال تعالى: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ}...
فهذا عند محمد بن الحسن وغيره ناسخٌ لذبح العقيقة...
قوله تعالى: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا}...
قوله تعالى: {وجاهدوا في الله حقّ جهاده}.). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 353-356]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (باب: ذكر الآيات التي ادّعي عليهنّ النّسخ في سورة الحجّ
ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: {وإن جادلوك فقل اللّه أعلم بما تعملون}...

ذكر الآية الثّانية: قوله تعالى: {وجاهدوا في اللّه حقّ جهاده}.). [نواسخ القرآن: 400-401]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (سورة [الحج]
الأولى: {وإن جادلوك فقل اللّه أعلم بما تعملون} قيل عن المشركين ثم نسخ بآية السيف...

الثانية: {وجاهدوا في اللّه حقّ جهاده}). [المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 44]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة الحج :ليس فيها منسوخ
وقالوا في قوله تعالى: {وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون} الآية [الحج: 68] نسخها آية السيف...
وقالوا في قوله عز وجل: {وجاهدوا في الله حق جهاده}...
وأما ما ذكروه في قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي}). [جمال القراء:1/337]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 ذو الحجة 1433هـ/28-10-2012م, 03:37 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قول اللّه تعالى: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير(28)}

قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (منهنّ قول اللّه تعالى: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير} [الحج: 28]
وقال تعالى: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ} [الحج: 36]

فمن العلماء من قال ذبح الضّحايا ناسخٌ لكلّ ذبحٍ كان قبله حتّى قال محمّد بن الحسن في "إملائه" :كانت العقيقة تفعل في الجاهليّة ثمّ فعلت في أوّل الإسلام ثمّ نسخت بذبح الضّحيّة فمن شاء فعلها ومن شاء تركها واحتجّ بعض الكوفيّين بقول محمّد بن عليّ بن الحسين
نسخ ذبح الضّحيّة كلّ ما قبله وقد خولف محمّد بن الحسن في هذا واحتجّ عليه بفعل رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وقوله في العقيقة وسنذكر ذلك إن شاء اللّه

وقال بعض العلماء {فكلوا منها} [الحج: 28] ناسخٌ لفعلهم لأنّهم كانوا يحرّمون لحوم الضّحيّة على أنفسهم ولا يأكلون منها شيئًا فنسخ ذلك بقوله تعالى {فكلوا منها}[الحج: 28] ويقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:«من ضحّى فليأكل من أضحيّته» إلّا أنّ العلماء على أنّ هذا الأمر ندبٌ لا إيجابٌ وإن كانوا يستحبّون الأكل منها كما قال مالكٌ، واللّيث.
ويستحبّ أن يأكل من لحم أضحيّته لقول اللّه تعالى: {فكلوا منها} [الحج: 28] وقال الزّهريّ:
«من السّنّة أن يأكل أوّل من الكبد»
وأكثر العلماء منهم ابن مسعودٍ، وابن عمر، وعطاءٌ، والثّوريّ يستحبّون أن يتصدّق بالثّلث ويطعم الثّلث ويأكل هو وأهله الثّلث

واختلف العلماء في الادّخار منها على ثلاثة أقوالٍ:

فمنهم من قال: لا يدّخر منها بعد ثلاثٍ
ومنهم من قال يدّخر إلى أيّ وقتٍ أحبّ
ومنهم من قال: إن كانت بالنّاس حاجةٌ إليها فلا يدّخر فممّن قال لا يدّخر بعد ثلاثٍ عليّ بن أبي طالبٍ وابن عمر

كما قرئ على أحمد بن محمّد بن الحجّاج عن يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، قال: حدّثني اللّيث، قال حدّثني عقيلٌ، عن ابن شهابٍ، عن أبي عبيدٍ، مولى

ابن أزهر قال: شهدت عليّ بن أبي طالبٍ صلّى بنا العيد وعثمان رضي اللّه عنه محصورٌ ثمّ خطبنا فقال: «لا تدّخروا شيئًا من لحم أضاحيّكم بعد ثلاثٍ فإنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أمر بذلك»

حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن شريكٍ، قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، قال: حدّثنا ليث، عن نافعٍ، عن ابن عمر، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال:((لا يأكل أحدكم من لحم أضحيّته فوق ثلاثة أيّامٍ))

قال أبو جعفرٍ: وهذان الحديثان صحيحان من قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلّا أنّه قد تؤوّل حديث ابن عمر أنّه منسوخٌ

كما حدّثنا بكر بن سهلٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن يوسف، قال: أخبرنا مالكٌ، عن أبي الزّبير المكّيّ، أنّ جابر بن عبد اللّه، أخبره أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((نهى أن تؤكل لحوم الضّحايا بعد ثلاثٍ ثمّ قال بعد كلوا وتزوّدوا وادّخروا))

قال أبو جعفرٍ: وهذا نسخٌ بيّنٌ

وبه قال أبو سعيدٍ الخدريّ، وبريدة الأسلميّ قالا قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم:

((إنّي كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحيّ بعد ثلاثٍ ألا فكلوا وتزوّدوا)) والقول الثّالث: إنّ نهي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن أكل لحوم الضّحايا إنّما كان لعلّةٍ بيّنتها عائشة قالت: دفّت دافّةٌ من البادية بحضرة الأضحى فقال رسول اللّه صلّى الله عليهوسلّم: ((كلوا وتصدّقوا ولا تدّخروا بعد ثلاثٍ ثمّ قال إنّما نهيتكم من أجل الدّافّة فكلوا وادّخروا)) قال أبو جعفرٍ: وهذا من أحسن ما قيل في هذا حتّى تتّفق الأحاديث ولا تتضادّ ويكون قول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ وعثمان رضي اللّه عنه محصورٌ؛ لأنّ النّاس كانوا في شدّةٍ محتاجين ففعل كما فعل رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم حين قدمت الدّافّة والدّليل على هذا
ما حدّثناه إبراهيم بن شريكٍ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا ليثٌ، قال حدّثني الحارث بن يعقوب، عن يزيد بن أبي يزيد، عن امرأته، أنّها سألت عائشة عن لحوم الأضاحيّ فقالت قدم علينا عليّ بن أبي طالبٍ من سفرٍ فقدمنا إليه منه فأبى أن يأكله حتّى يسأل رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم فسأله فقال: «كل من ذي الحجّة إلى ذي الحجّة»

قال أبو جعفرٍ: الدّافّة الجماعة بالدّال غير معجمةٍ ، ويقال: ذففت على الجريج بالذّال معجمةً إذا أجهزت عليه، مشتقٌّ ممّا حكاه أبو زيدٍ قال عن العرب : ذفّ الأمر واستذفّ إذا تهيّأ ومنه يقال: خفيفٌ ذفيفٌ

وقول محمّد بن الحسن: إنّ الضّحيّة نسخت العقيقة قولٌ لا دليل معه فيه والّذي روي عن محمّد بن عليٍّ نسخت الضّحيّة كلّ ذبحٍ معناه كلّ ذبحٍ مكروهٍ

فأمّا العقيقة فذبحٌ مندوبٌ إليه كالضّحيّة

كما قرئ على أحمد بن شعيبٍ، عن الحسين بن حريثٍ، قال: حدّثنا الفضل وهو ابن موسى، عن الحسين بن واقدٍ، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه: «أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عقّ عن الحسن، والحسين»

وفي حديث ابن عبّاسٍ «بكبشين كبشين»

وقرئ على محمّد بن عمرو بن خالدٍ، عن أبيه، قال: حدّثنا ابن عيينة، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن حبيبة ابنة ميسرة، عن أمّ كرزٍ، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: ((عن الغلام، شاتان مكافئتان وعن الجارية شاةٌ))
قال أبو جعفرٍ: فهذا فعل رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وقوله ثمّ الصّحابة والتّابعين فمن الصّحابة ابن عبّاسٍ، وابن عمر، وعبد اللّه بن
عمرٍو وسمرة وفاطمة وعائشة ومن التّابعين القاسم، وعروة، ويحيى الأنصاريّ، وعطاءٌ وقال مالكٌ رحمه اللّه هو الأمر الّذي لا اختلاف فيه عندنا

وهو قول الشّافعيّ، وأحمد، وإسحاق، وأبي ثورٍ إلّا أنّ مالكًا يقول شاةٌ عن الغلام وشاةٌ عن الجارية والشّافعيّ وأصحاب الحديث على حديث أمّ كرزٍ والحجّة لمالكٍ الحديث:
«أنّ فاطمة رضي اللّه عنها عقّت عن الحسن، والحسين بكبشين»
وأمّا الحسن البصريّ فإنّه قال «العقيقة واجبةٌ على الرّجل إن لم يعقّ عنه عقّ عن نفسه»

وهي عند غيره بمنزلة الضّحيّة مندوبٌ إليها إلّا أنّ أبا حنيفة قال الضّحيّة واجبةٌ على كلّ من وجد إليها سبيلًا وعلى الرّجل أن يضحّي عن ولده، وخالفه أكثر أهل العلم واحتجّوا بأنّ اللّه تعالى لم يوجبها في كتابه ولا
أوجبها رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ؛ لأنّ حديث أبي بردة بن نيارٍ يتأوّل فيه أنّه أوجبها على نفسه.
وقد احتجّ الشّافعيّ بقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
((من رأى هلال ذي الحجّة فأراد أن يضحّي فلا يحلق له شعرًا ولا يقلّم له ظفرًا)) فقوله صلّى الله عليه وسلّم فأراد يدلّ على أنّه مخيّرٌ إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل
وفي الحديث أنّ أبا بكرٍ، وعمر رضي اللّه عنهما لم يكونا يضحّيان مخافة أن يتوهّم النّاس أنّ ذلك واجبٌ وكذا قول أبي مسعودٍ، وبلالٍ، وابن عمر خمسةٌ من الصّحابة لم يوجبوا الضّحيّة

قال زيد بن أسلم «متكافئتان مشتبهتان تذبحان جميعًا»، وقال أحمد: «مكافئتان متساويتان»

وقال الأصمعيّ: «أصل العقيقة الشّعر الّذي يولد المولود وهو على رأسه وكذلك هو في البهائم فقيل : عقيقةٌ؛ لأنّها إذا ذبحت حلق ذلك الشّعر» وأنكر أحمد هذا القول وقال: «الذّبيحة العقيقة»

قال أبو جعفرٍ: والّذي قال أحمد «لا يمتنع في اللّغة لأنّه يقال عقّ إذا قطع ومنه عقّ فلانٌ والديه»
). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/509-534]

قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير}.
وقال تعالى: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعترّ} [الحج: 36].
حضّ الله جلّ ذكره المسلمين في هذه الآية على ذبح الهدايا
والأكل منها، وإطعام الفقراء منها.
فهذا عند محمد بن الحسن وغيره ناسخٌ لذبح العقيقة، قال: كانت العقيقة تفعل في الجاهلية وفي أوّل الإسلام، ثم نسخت بذبح الضحايا.
وقيل: إنّ قوله: {فكلوا منها} ناسخٌ لفعلهم في الجاهلية لأنهم كانوا لا يأكلون من لحوم ضحاياهم، ولا يدّخرون منها.
قال أبو محمد: "وكان يجب ألاّ يدخل هذا في الناسخ والمنسوخ"؛ لأنه لم ينسخ قرآنًا إنما نسخ ما كانوا عليه، وأكثر القرآن على ذلك). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 353-356]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 ذو الحجة 1433هـ/28-10-2012م, 03:44 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي


قال جلّ وعزّ: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا(39)}

قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (باب ذكر الآية الثّانية

قال جلّ وعزّ: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا} [الحج: 39]
حدّثنا أحمد بن محمّد بن نافعٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا سفيان الثّوريّ، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ، أنّه قرأ: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا} [الحج: 39] قال: «وهي أوّل آيةٍ نزلت في القتال»
قال أبو جعفرٍ: فكانت هذه ناسخةٍ للمنع من القتال
وقال ابن زيدٍ: نسخ قوله تعالى: {وذروا الّذين يلحدون في أسمائه} [الأعراف: 180] الأمر بالقتال
وخالفه غيره فقال: لا معنى هاهنا للنّاسخ والمنسوخ لأنّ قوله تعالى: {وذروا الّذين يلحدون في أسمائه} [الأعراف: 180] تهديدٌ لهم وهذا لا ينسخ ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/509-534]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا}:
أعلمنا الله تعالى أنه أذن للمؤمنين في قتال الظّالمين لهم من المشركين فنسخ بذلك المنع من القتال المذكور في البقرة وغيرها، وهذا يدلّ على أن الآية أو السورة مدنيةٌ، إذ لا يجوز أن ينسخ مكيٌّ مدنيًا.
قال ابن عبّاس: هي أول آيةٍ نزلت في إباحة القتال المذكور.
وقال ابن زيد: الآية منسوخةٌ، نسخها: {وذروا الّذين يلحدون في أسمائه} [الأعراف: 180].
فهذا يدلّ على أنّ السورة مكيةً نسخها مكيٌّ، ولا يحسن أن تكون مدنية - على قول ابن زيد - لأن الناسخ للآية عنده مكيٌّ.
وقد قيل: إن الآية محكمةٌ، وهي تهدّدٌ ووعيدٌ بمنزلة قوله: {ذرهم يأكلوا ويتمتّعوا} [الحجر: 3]، وقوله: {فذرهم يخوضوا ويلعبوا} [الزخرف: 83]، فلا نسخ في هذا على هذا التأويل.
قال أبو محمد: وفي حمل قوله تعالى: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا}، على التهديد بعد، إلا أن تحمله على أن يكون بمعنى المستقبل بمعنى على {يؤذن لهم بذلك} فتحتمل التهديد والوعيد). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 353-356]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ذو الحجة 1433هـ/28-10-2012م, 04:01 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي


قوله تعالى:
{وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته(52)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ):
(
أولهما قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته...} الآية [52 / الحج / 22] نسخت بقوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى...} الآية [6 / الأعلى / 87]
).[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 46]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (باب ذكر الآية الثّالثة قال جلّ وعزّ: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ إلّا إذا تمنّى ألقى الشّيطان في أمنيّته فينسخ اللّه ما يلقي الشّيطان} [الحج: 52]
قال أبو جعفرٍ حدّثنا بكر بن سهلٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، {فينسخ اللّه ما يلقي الشّيطان} [الحج: 52] قال: " يبطل ما ألقاه الشّيطان {ثمّ يحكم اللّه آياته} [الحج: 52]
قال أبو جعفرٍ: هذا من قول العرب نسخت الشّمس الظّلّ إذا أزالته
وروي في هذا الّذي نسخه اللّه تعالى ممّا ألقاه الشّيطان أحاديث فمنها
ما رواه الزّهريّ عن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشامٍ، قال: قرأ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: {والنّجم} [النجم: 1] فلمّا بلغ {أفرأيتم اللّات والعزّى} [النجم: 19] قال: " فإنّ شفاعتهم ترتجى فسها فلقيه المشركون فسلّموا عليه وفرحوا فأنزل اللّه تعالى:{وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ إلّا إذا تمنّى ألقى الشّيطان في أمنيّته} [الحج: 52]، الآية "
قال أبو جعفرٍ: وهذا حديثٌ منقطعٌ وفيه هذا الأمر العظيم وكذا حديث قتادة وزاد فيه «وإنّهنّ لهنّ الغرانيق العلا»
ولو صحّ هذا لكان له تأويلٌ قد ذكرناه في أوّل هذا الكتاب
وأفظع من هذا ما ذكره الواقديّ عن كثير بن زيدٍ عن المطّلب بن عبد اللّه قال " فسجد المشركون كلّهم إلّا الوليد بن المغيرة فإنّه أخذ ترابًا من الأرض فرفعه إلى وجهه، ويقال إنّه أبو أحيحة سعيد بن العاص، حتّى نزل جبريل عليه السّلام فقرأ عليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هذا فقال: ما جئتك به وأنزل اللّه تعالى: {لقد كدت تركن إليهم شيئًا قليلًا إذاً لّأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثمّ لا تجد لك علينا نصيرًا} [الإسراء: 75]
قال أبو جعفرٍ: وهذا حديثٌ منكرٌ منقطعٌ ولا سيّما وهو من حديث الواقديّ والدّين والعقل يمنعان من هذا ؛ لأنّه إن كان قال هذا متعمّدًا ومعاذ اللّه أن يكون ذلك لأنّ فيه مساعدةً لهم على دينهم لأنّ هذا قولهم، وإن كان ناسيًا فكيف صبر ولم يبيّن ذلك حتّى أتاه الوحي من اللّه تعالى،
ثمّ رجعنا إلى الآية فوجدنا فيها قولين لمن يرجع إلى قوله وعلمه
كما حدّثنا بكر بن سهلٍ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ إلّا إذا تمنّى ألقى الشّيطان في أمنيّته} [الحج: 52] قال: «إذا حدّث ألقى الشّيطان في حديثه»
قال أبو جعفرٍ: فالتّأويل على: ألقى الشّيطان في سرّه وخاطره ما يوهمه به أنّه الصّواب ثمّ ينبّهه اللّه تعالى على ذلك
وقد صحّ عنه عليه السّلام أنّه قال: ((إنّه ليغان على قلبي فأستغفر اللّه تعالى في اليوم واللّيلة مائة مرّةً)) وفي السّير أنّ كبراء قريشٍ جاءوه فقالوا: يا محمّد قد استغويت ضعفاءنا وسفهاءنا وذلك حين أظهر دعوته وتبيّنت براهينه فأمسك عنّا حتّى ننظر في أمرك فإن تبيّن لنا اتّبعناك وإن لم يتبيّن لنا كنت على أمرك ونحن على أمرنا فوقع له صلّى الله عليه وسلّم أنّ هذا إنصافٌ ثمّ نبّهه اللّه بالخاطر والتّذكّر لما أمره اللّه تعالى به من إظهار الدّعوة وأن يصدع بما أمر به ثمّ نزل عليه الوحي {لقد كدت تركن إليهم شيئًا قليلًا} [الإسراء: 74] وما بعده فيكون على هذا ألقى الشّيطان في أمنيّته أي في سرّه
والقول الآخر عليه أكثر أهل التّأويل ، قال سعيد بن جبيرٍ «في أمنيّته في قراءته»
وقال مجاهدٌ في قوله وقال الضّحّاك: «الأمنيّة التّلاوة»
قال أبو جعفرٍ: وهذا معروفٌ في اللّغة منه {لا يعلمون الكتاب إلّا أمانيّ} [البقرة: 78] فيكون التّقدير على هذا ألقى الشّيطان في تلاوة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إمّا شيطانًا من الإنس وإمّا شيطانًا من الجنّ ومتعارفٌ في الآثار أنّ الشّيطان كان يظهر كثيرًا في وقت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال تعالى {وإذ زيّن لهم الشّيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من النّاس وإنّي جارٌ لكم فلمّا تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إنّي بريءٌ منكم إنّي أرى ما لا ترون إنّي أخاف اللّه واللّه شديد العقاب} [الأنفال: 48] فألقى الشّيطان هذا في تلاوة النّبيّ عليه السّلام من غير أن ينطق به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والدّليل على هذا أنّ ظاهر القرآن كذا وأنّ الثّقات من أصحاب السّير كذا يروون .
كما روى موسى بن عقبة، عن الزّهريّ، «ألقى الشّيطان في تلاوة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فإنّ شفاعتهم ترتجى فوقرت في مسامع المشركين، فاتّبعوه جميعًا وسجدوا وأنكر ذلك المسلمون ولم يسمعوه واتّصل الخبر بالمهاجرين في أرض الحبشة وأنّ الجماعة قد تبعت النّبيّ عليه السّلام فقدموا وقد نسخ اللّه ما ألقاه الشّيطان فلحقهم الأذى والعنت» قال أبو جعفرٍ: " فقد تبيّن معنى الآية بهذا وبغيره
وقال ابن جريجٍ {ليجعل ما يلقي الشّيطان فتنةً للّذين في قلوبهم مرضٌ والقاسية قلوبهم} [الحج: 53] قال: القاسية قلوبهم المشركون
قال أبو جعفرٍ: وهذا قولٌ بيّنٌ لأنّهم لم تلن قلوبهم لاتّباع الحقّ {والّذين في قلوبهم مرضٌ} المنافقون ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/509-534]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الأولى قوله تعالى {قل يا أيّها الناس إنّما أنا لكم نذيرٌ مبين} نسخ معنى الإنذار بآية السّيف.
وأما قوله تعالى {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ إلّا إذا تمنّى ألقى الشّيطان في أمنيته فينسخ الله} الآية وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلى بأصحابه بمكّة فقرأ بهم سورة النّجم حتّى انتهت قراءته إلى {أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثّالثة الأخرى ألكم الذّكر وله الأنثى} وأراد أن يقول / تلك إذن قسمة ضيزى فقال عليه السّلام تلك الغرانيق العلى وشفاعتهم ترتجى / نسخها الله بقوله {سنقرئك فلا تنسى} وقد بينا شرحها في سورة طه) . [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 126-128]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (وقد تقدم ذكر قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ} [الحج: 52] الآية وليس فيها ناسخٌ ولا منسوخ، إنما هي دالّة على جواز النّسخ لما ليس من القرآن مما يلقيه الشيطان على لسان النبي صلى الله عليه وسلم). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 353-356]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وأما ما ذكروه في قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي} الآية [الحج: 52] من أنه منسوخ بقوله: {سنقرئك فلا تنسى} الآية [الأعلى: 6] فهذيان لا يسمع ولا يلوى عليه). [جمال القراء:1/337]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو الحجة 1433هـ/1-11-2012م, 04:21 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قوله تعالى: {يحكم بينهم...(56)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ):
(
الآية الثانية: قوله تعالى: {يحكم بينهم...} الآية [56 / الحج / 21] نسخها آية السيف).
[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 46]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو الحجة 1433هـ/1-11-2012م, 04:38 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قوله تعالى {وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون(68)}

قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الثّانية قوله تعالى {وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون} نسختها آية السّيف) . [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 126-128]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (باب: ذكر الآيات التي ادّعي عليهنّ النّسخ في سورة الحجّ ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: {وإن جادلوك فقل اللّه أعلم بما تعملون}.
اختلفوا في هذه الآية على قولين:
أحدهما: أنّها نزلت قبل الأمر بالقتال ثمّ نسخت بآية السّيف.
والثّاني: أنّها نزلت في حقّ المنافقين كانت تظهر منهم فلتاتٌ ثمّ يجادلون عليها فأمر أن يكل أمورهم إلى اللّه تعالى، فالآية على هذا محكمةٌ) [نواسخ القرآن: 400]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (سورة [الحج]
الأولى: {وإن جادلوك فقل اللّه أعلم بما تعملون}
قيل : عن المشركين ثم نسخ بآية السيف
وقيل : المنافقين كان تظهر منهم فلتات ثم يجادلون عنها فأمر أن يكل أمرهم إلى الله فعلى هذا الآية محكمة)
[المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 44]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقالوا في قوله تعالى: {وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون} الآية [الحج: 68] نسخها آية السيف، وقد قلنا إن آية السيف لا يصح أن تكون ناسخة لشيء من هذا؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن قادرا على القتال، منهيا عنه، وإنما تنسخ آية السيف آية يكون فيها نهيه عن القتال، ولا نجد ذلك في القرآن؛ لأن العاجز عن القتال لا ينهى عنه، أفترى أنه بعد آية السيف لا يجوز أن يقول لهم: {الله أعلم بما تعملون}الآية [الحج: 68].
وما يروى عن السلف رحمه الله مثل ابن عباس وغيره من إطلاق النسخ في هذا إنما يريدون به الانتقال من حال إلى أخرى، فأطلقوا على ذلك: النسخ، ونحن نريد بالنسخ رفع الحكم الثابت نصا بنص آخر لولاه لكان الأول ثابتا، وابن عباس وغيره لا يريدون بالنسخ هذا). [جمال القراء:1/337]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو الحجة 1433هـ/1-11-2012م, 04:38 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قال جلّ وعزّ: {وجاهدوا في اللّه حقّ جهاده ... (78)}

قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (باب ذكر الآية الرّابعة
قال جلّ وعزّ: {وجاهدوا في اللّه حقّ جهاده} [الحج: 78] من جعلها منسوخةً قال: هي مثل قوله تعالى {اتّقوا اللّه حقّ تقاته} [آل عمران: 102] فنسخها عنده {فاتّقوا اللّه ما استطعتم} [التغابن: 16] قال أبو جعفرٍ: وهذا لا نسخ فيه وقد بيّنّاه في سورة آل عمران ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/509-534]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الثّالثة قوله تعالى {وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم} نسخها الله تعالى بقوله {فاتّقوا الله ما استطعتم}) . [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 126-128]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {وجاهدوا في الله حقّ جهاده}:
قال بعض العلماء:
هذا منسوخٌ مخفّفٌ بقوله: {فاتّقوا الله ما استطعتم} [التغابن: 16] بمنزلة قوله: {اتّقوا الله حقّ تقاته} [آل عمران: 102]، والقول في هذا أنه محكمٌ، ومعناه، جاهدوا في الله بقدر الطاقة؛ إذ لا يكلّف الله نفسًا إلاّ وسعها، فهو مثل قوله: {اتّقوا الله حقّ تقاته} وقد مضى القول في ذلك). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 353-356]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الثّانية: قوله تعالى: {وجاهدوا في اللّه حقّ جهاده} فيها قولان:
أحدهما: أنّها منسوخةٌ، لأنّ فعل ما فيه وفاءٌ لحقّ اللّه لا يتصوّر من أحدٍ، واختلف هؤلاء في ناسخها على قولين:
أحدهما: أنّه قوله: {لا يكلّف اللّه نفساً إلاّ وسعها}.
والثّاني: {فاتّقوا اللّه ما استطعتم}.
والقول الثّاني: أنّها محكمةٌ؛ لأنّ حقّ الجهاد الجدّ في المجاهدة، وبذل الإمكان مع صحّة القصد. فعلى هذا هي محكمةٌ ويوضّحه أنّ الله تعالى لم يؤمر بما لا يتصوّر، فبان أنّ قوله: {ما استطعتم} تفسيرٌ لحقّ الجهاد فلا يصحّ نسخٌ، كما بيّنّا في قوله تعالى في آل عمران: {اتّقوا اللّه حقّ تقاته}.).
[نواسخ القرآن: 401]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (الثانية: {وجاهدوا في اللّه حقّ جهاده}
قيل : منسوخةٌ؛ لأنّ فعل ما فيه وفاءٌ لحقّ الله لا يتصور من أحد وفي ناسخها قولان :
أحدهما {لا يكلّف اللّه نفساً إلّا وسعها}
وقيل : {فاتّقوا اللّه ما استطعتم}
وقيل : هي محكمة والمراد منها0 بذل الإمكان على ما بينا في قوله تعالى {اتّقوا اللّه حقّ تقاته}).
[المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 44]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقالوا في قوله عز وجل: {وجاهدوا في الله حق جهاده} الآية [الحج: 78] هو منسوخ بقوله عز وجل: {فاتقوا الله ما استطعتم} الآية [التغابن: 16] وقد تقدم الكلام في هذا). [جمال القراء:1/337]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة