العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > الإيمان بالقرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 ذو الحجة 1431هـ/26-11-2010م, 03:05 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي القرآن منزل غير مخلوق حروفه ومعانيه من الله تعالى

القرآن منزل غير مخلوق حروفه ومعانيه من الله تعالى

عناصر الموضوع:

• الأدلة على تكلّم الله تعالى بالقرآن حقيقة
ذكر ما يدلّ على أنّ المتلوّ والمكتوب والمسموع من القرآن كلام الله عز وجل
القرآن حروفه ومعانيه من الله تعالى
الأدلة على نزول القرآن من عند الله تعالى على قلب محمد صلى الله عليه وسلم
مدارسة جبريل عليه السلام النبيَّ صلى الله عليه وسلم القرآن
ما روي في نزول القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا
المحفوظ في الصدور هو القرآن
المكتوب بين الدَّفتين هو القرآن
القرآن كلام البارئ، والصوت صوت القارئ
الآثار المروية عن السلف في أن القرآن منزل من رب العالمين، منه بدأ ، وإليه يعود
... - حماد بن زيد رحمه الله
... - وكيع بن الجراح الرؤاسي رحمه الله
... - سفيان بن عيينة الهلالي رحمه الله
... - أقوال جماعة من العلماء
لا يجوز إطلاق القول بأن القرآن حكاية عن كلام الله ولا عبارة عن كلام الله


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 ذو الحجة 1431هـ/26-11-2010م, 03:05 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي بيان وجوب الإيمان بالقرآن الكريم

الأدلة على تكلّم الله تعالى بالقرآن حقيقة

قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (سياق ما دلّ من الآيات من كتاب اللّه تعالى وما روي عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم والصّحابة والتّابعين على أنّ القرآن تكلّم اللّه به على الحقيقة، وأنّه أنزله على محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وأمره أن يتحدّى به، وأن يدعو النّاس إليه، وأنّه القرآن على الحقيقة. متلوٌّ في المحاريب، مكتوبٌ في المصاحف، محفوظٌ في صدور الرّجال، ليس بحكايةٍ ولا عبارةٍ عن قرآنٍ، وهو قرآنٌ واحدٌ غير مخلوقٍ وغير مجعولٍ ومربوبٍ، بل هو صفةٌ من صفات ذاته، لم يزل به متكلّمًا، ومن قال غير هذا فهو كافرٌ ضالٌّ مضلٌّ مبتدعٌ مخالفٌ لمذاهب السّنّة والجماعة.
قال اللّه تبارك وتعالى: {وكلّم اللّه موسى تكليمًا} [النساء: 164] قيل في تفسيره عن ابن عبّاسٍ: شفاهًا، وقيل: مرارًا.
وقال تعالى: {إنّي اصطفيتك على النّاس برسالاتي وبكلامي} [الأعراف: 144] وقال تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6] قال قتادة والسّدّيّ: القرآن. وقال تعالى: {يريدون أن يبدّلوا كلام اللّه} [الفتح: 15]. وقال تعالى: {بل هو قرآنٌ مجيدٌ في لوحٍ محفوظٍ} [البروج: 22]. وقال تعالى: {والطّور وكتابٍ مسطورٍ} [الطور: 1]. وقال تعالى: {إنّ هذا القرآن يهدي للّتي هي أقوم} [الإسراء: 9]. وقال تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ} [الحشر: 21]. وقال تبارك وتعالى: {وننزّل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ} [الإسراء: 82]. وقال تعالى: {قرآنًا عربيًّا غير ذي عوجٍ} [الزمر: 28]. وقال تعالى: {وإنّك لتلقّى القرآن من لدن حكيمٍ عليمٍ} [النمل: 6]. وقال تعالى: {بل هو آياتٌ بيّناتٌ في صدور الّذين أوتوا العلم} [العنكبوت: 49].
وقال تعالى: {وهذا ذكرٌ مباركٌ أنزلناه} [الأنبياء: 50]. وقال تعالى: {كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب}. وقال تعالى: {وهذا كتابٌ مصدّقٌ لسانًا عربيًّا} [الأحقاف: 12]. وقال تعالى: {ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ} [النحل: 89]. وقال تعالى: {وأنزلنا إليك الذّكر لتبيّن للنّاس ما نزّل إليهم} [النحل: 44]. وقال تعالى: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين، نزل به الرّوح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ} [الشعراء: 192]. فأخبر اللّه تعالى في جميع هذه الآيات أنّه منزلٌ، وأشار إلى جملتها تارةً وإلى آياتها تارةً، فمن قال: إنّ القرآن هو الّذي في السّماء فقد خالف اللّه ورسوله، وردّ معجزات نبيّه، وخالف السّلف من الصّحابة والتّابعين والخالفين لهم من علماء الأمّة.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/-364-367] (م)
قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): (( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيْلاً )، ( وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيْسى بنَ مَرْيَمَ )، (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، وقولُهُ: ( وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً ).
( مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ )، ( وَلَمَّا جَاءَ مُوْسَى لِمِيْقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ).
( وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيّاً )، وقَوْلُهُ: ( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوْسَى أَنِ ائْتِ القَوْمَ الظَّالِمِينَ)، (وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُما الشَّجَرَةِ )، وقَوْلُهُ: ( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقولُ مَاذا أَجَبْتُمُ المُرْسَلينَ ).). [العقيدة الواسطية:؟؟]
- قال زيد بن عبد العزيز الفياض (ت: 1416هـ) : ( فِي هَذِهِ الآْيَاتِ إثباتُ صِفَةِ الكلامِ لله حَقِيقَةً عَلَى ما يَلِيقُ بِجَلالِهِ تَعَالَى وهُوَ سُبْحَانَهُ قد تَكَلَّمَ بالْقُرْآنِ والكُتُبِ المُنزَّلةِ عَلَى الأَنْبِيَاءِ . وغيرِ ذَلِكَ ويَتَكَلَّمُ إذا شَاءَ مَتَى شَاءَ والْقُرْآنُ كَلامُه تَعَالَى مُنَزَّلٌ غَيرُ مَخلوقٍ وهُوَ كلامُ اللهِ حُروفُه ومَعَانِيهِ وهُوَ سورٌ وآياتٌ وحُروفٌ وكَلِماتٌ قد تَكَلَّمَ بها .). [الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية: ؟؟] (م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 محرم 1432هـ/23-12-2010م, 08:29 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ذكر ما يدلّ على أنّ المتلوّ والمكتوب والمسموع من القرآن كلام الله عز وجل

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (
ذكر ما يدلّ على أنّ المتلوّ والمكتوب والمسموع من القرآن كلام الله عز وجل الّذي نزل به جبريل عليه السّلام من عند الله عز وجل على قلب محمّدٍ صلى الله عليه وسلم؛

قال اللّه عز وجل: {الحمد للّه الّذي أنزل على عبده الكتاب} الآية.
وقال عز وجل: {نزّل عليك الكتاب بالحقّ مصدّقًا لما بين يديه} الآية.
وقال: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ} الآية.
وقال: {وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ} الآية.
وقال لنبيّه صلى الله عليه وسلم: {إنّ وليّي الله الّذي نزّل الكتاب} الآية.
وقال: {إنّا أنزلناه قرءانًا عربيًّا}.
وقال: {والّذي أنزل إليك من ربّك الحقّ}.
وقال: {كتابٌ أنزلناه إليك}.
وقال: {وقد نزّل عليكم في الكتاب}.
وقال: {والّذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك} الآية.
وقال: {آمنوا بالله ورسوله والكتاب الّذي نزّل على رسوله} الآية.
وقال: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، والظّالمون، والفاسقون.
وقال: {ووالزّبر وأنزلنا إليك الذّكر لتبيّن للنّاس ما نزّل إليهم} الآية.
وقال عز وجل: {وبالحقّ أنزلناه وبالحقّ نزل}.
وقال: {قل نزّله روح القدس من ربّك بالحقّ}.
وقال: {تبارك الّذي نزّل الفرقان على عبده} الآية.
وقال: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين نزل به الرّوح} الآية.
وقال لنبيّه صلى الله عليه وسلم: {بلّغ ما أنزل إليك من ربّك} الآية.
وقال: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام الله} الآية.). [التوحيد: 3/ 168-169] (م)
قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): ( بيانٌ آخر يدلّ على أنّ جبريل عليه السّلام كان ينزل من السّماء بأمر الله عز وجل وكلامه
- أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى، وعبد الله بن إبراهيم، قالا: حدثنا أبو مسعودٍ، أخبرنا أبو نعيمٍ الفضل بن دكينٍ. ح وأخبرنا محمّد بن الحسين، حدثنا أحمد بن الأزهر بن منيعٍ، حدثنا روح بن عبادة جميعًا، عن عمر بن ذرٍّ، عن أبيه، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل: ما لك لا تزورنا أكثر ممّا تزورنا، فأنزل الله عزّ وجلّ: {وما نتنزّل إلا بأمر ربّك} الآية.
- أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد وجعفر بن محمد الحلوي، قالا: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدثنا داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا ثم أنزله جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم بعد فكان فيه ما قال المشركون وأدوا عليه.
- أخبرنا أحمد بن محمد زياد، حدثنا محمد بن عبد الملك بن مروان، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر ونزل بعد في عشرين سنة ونزلت: {ولا يأتونك بمثلٍ إلاجئناك بالحقّ} الآية، {وقرآنًا فرقناه لتقرأه} الآية.
رواه وهيب عن داود فقال: كان ينزل الأول فالأول، وقال خالد بن عبد الله عن داود فقال فيه: أحدثه بالوحي حتى جمع، يعني بقوله: {من ذكرٍ من ربّهم محدثٍ}.
- أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله الجواد بمكة، حدثنا علي بن عبد العزيز البغوي، حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أنزل القرآن جملة من السماء العلياء إلى السماء الدنيا في رمضان وكان الله عز وجل إذا أراد أن يحدث شيئا أحدثه، يعني بالوحي.
رواه عباد بن العوام ومسلم بن عبد الله.). [التوحيد: 3/ 171-172] (م) ***[نقول في موضوع بدء نزول القرآن]**


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 محرم 1432هـ/23-12-2010م, 08:29 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

القرآن حروفه ومعانيه من الله تعالى

قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ) :
(ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.

ولا يجوزُ إِطلاقُ القَوْلِ بأَنَّهُ حِكايةٌ عَنْ كلامِ اللهِ، أَو عِبارَةٌ، بلْ إِذا قَرَأَهُ النَّاسُ أَوْ كَتَبُوهُ في المصاحِفِ؛ لمْ يخْرُجْ بذلك عنْ أَنْ يَكونَ كَلامَ اللهِ تعالى حَقيقةً، فإِنَّ الكلامَ إِنَّما يُضَافُ حقيقةً إِلى مَنْ قالَهُ مُبْتَدِئاً، لا إِلى مَن قالَهُ مُبَلِّغاً مُؤدِّياً.
وهُوَ كَلامُ اللهِ؛ حُروفُهُ، ومَعانيهِ، ليسَ كَلامُ اللهِ الحُروفَ دُونَ المَعاني، ولا المَعانِيَ دُونَ الحُروفِ). [العقيدة الواسطية:؟؟]
- قال عبد العزيز بن ناصر الرشيد (ت: 1408): ( قولُه:(وهُوَ كلامُ اللَّهِ حُروفُه ومعانِيه)
ش: ليس شَيْءٌ مِنه كلاماً لغيرِه، لا لجبريلَ، ولا لمُحَمَّدٍ، ولا لغيرِهما، بل قد كفَّرَ اللَّهُ مَن جعَلَه قولَ البَشرِ، ولم يَقُلْ أحدٌ مِن السَّلَفِ إنَّ جبريلَ أَحْدَثَ ألفاظَه، ولا مُحَمَّدٌ، ولا أنَّ اللَّهَ خلَقَها في الهواءِ أو غيرِه مِن المخلوقاتِ، ولا أنَّ جبريلَ أخَذَها مِن اللَّوحِ المحفوظِ إلى غيرِ ذَلِكَ مِن الأقوالِ المبتدَعةِ، بل أهلُ السُّنَّةِ يقولون: إنَّ القرآنَ عينُ كلامِ اللَّهِ، حُروفُه ومعانِيهِ، ليس كلامُ اللَّهِ الحروفَ دُونَ المعاني، ولا المعاني دُونَ الحروفِ، عَكْسُ ما عليه أهلُ البِدَعِ مِن المعتزِلةِ والأشاعرةِ والكلابِيَّةِ وغيرِهم؛ لأنَّ كلامَ المتكلِّم هُوَ عبارةٌ عن ألفاظِه ومعانيه، وعامَّةُ ما يُوجَدُ في الكِتابِ والسُّنَّةِ وكلامِ السَّلَفِ فإنَّه عندَ إطلاقِه يَتناوَلُ اللَّفظَ والمعنى جميعًا لِشُمولِه لهما، فلفظُ القولِ والكلامِ وما تَصرَّفَ منهما مِن فِعلٍ ماضٍ ومضارعٍ وأمْرٍ ونحوِ ذَلِكَ إنَّما يُعرَفُ في القرآنِ وسائرِ كلامِ العربِ إذا كان لَفظًا ومعنًى.
قالَ الشَّيخُ تقيُّ الدِّينِ بنُ تيميةَ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: والصَّوابُ الذي عليه السَّلَفُ والأئمَّةُ: أنَّ الكلامَ حقيقةٌ في اللَّفظِ والمعنى، كما أنَّ الإنسانَ حقيقةٌ في البَدنِ والرُّوحِ، فالنِّزاعُ في النَّاطِقِ كالنِّزاعِ في مَنطِقِه. انتهى.
والدَّليلُ على أنَّه حروفٌ حديثُ ابنِ مسعودٍ أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: ((مَنْ قَرَأَ الْقُرَآنَ فَأَعْرَبَهُ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ)) وقال النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((اقْرَؤوا القرآنَ قَبلَ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ يُقِيمُونَ حُرُوفَهُ إِقَامَةَ السَّهْمِ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَتَعَجَّلُونَ آخِرَهُ وَلاَ يَتَأَجَّلُونَهُ)) رواهُ بنحوِه أحمدُ، وأبو داودَ، والبيهقيُّ في "سُننِه" والضياءُ المقدسيُّ في "المختارةِ عن جابرٍ" وقال أبو بكرٍ وعمرُ -رضي اللَّهُ عنهما-: إعرابُ القرآنِ أحبُّ إلينا مِن حِفظِ بعضِ حُروفِه.
وقال عليٌّ -رضي اللَّهُ عنه-: مَن كفَرَ بحرفٍ منه فقد كفَرَ بِهِ كُلِّهِ، واتَّفقَ المسلمونُ على عددِ سُورِ القُرآنِ وآياتِه وكلماتِه وحروفِه، ولا خلافَ بين المسلِمِينَ في أنَّ مَن جحَدَ مِن القرآنِ سورةً أو آيةً أو كلمةً أو حرفاً، مُتَّفَقٌ عليه أنَّه كافرٌ، وفي هَذَا حُجَّةٌ قاطعةٌ على أنَّه حروفٌ. انتهى.
قولُه:(ليس كلامُ اللَّهِ الحروفُ) إلخ.
ش: فالقرآنُ كلامُ اللَّهِ، حروفُه ومعانِيه، ليس كلامُ اللَّهِ الحُروفَ دُون المعاني كما يقولُه بعضُ المعتزِلَةِ، ولا المعاني فقط دُونَ الحروفِ، كما هُوَ قولُ الأشاعرةِ ومَن شابَهَهُم، وكِلا القولَيْنِ باطلٌ مخالفٌ للكتابِ والسُّنَّةِ وما عليه سَلَفُ الأُمَّةِ، فإنَّ الأدلَّةَ دَلَّتْ على أنَّ القرآنَ العزيزَ الذي هُوَ سُوَرٌ وآياتٌ وحروفٌ وكلماتٌ عَينُ كلامِه -سُبْحَانَهُ- لا تَألِيفَ مَلَكٍ ولا بَشَرٍ، وأنَّ القرآنَ جميعَه حروفَه ومَعانِيَهُ نَفْسُ كلامِه، والذي تكلَّمَ به، وليس بمخلوقٍ ولا بعضِه قديمٌ وهُوَ المعنى وبعضُه مخلوقٌ وهُوَ الكلماتُ والحروفُ، بل القرآنُ جميعُه حروفُه ومعانِيه تكلَّمَ اللَّهُ بِهِ حقيقةً.
والقرآنُ اسمٌ لهَذَا النَّظْمِ العربيِّ الذي بلَّغَه الرَّسولُ عن جبريلَ عن رَبِّ العالَمِين، قال تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) وإنَّما يَقرأُ القرآنَ العربيَّ لا يَقرأُ معانيَه المحدَّدَةَ، وقال تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) الآيةَ، فأَبْطلَ -سُبْحَانَهُ- قولَ الكفَّارِ بأنَّ لسانَ الذي يُلْحِدونَ إليه أعجميٌّ والقرآنُ لسانٌ عربيٌّ مُبِينٌ، فلو كان الكفارُ قالوا يعلِّمُه معانِيه فقط لم يكُنْ هَذَا رداًّ لقولِهم، فإنَّ الإنسانَ قد يتعلمُ من الأعجميِّ شيئاً بِلُغةِ ذلك العجميِّ ويُعبِّرُ عنه بِعباراتِهِ، وإذا كان الكفَّارُ جعلوا الذي يُعلِّمُه بَشرٌ؛ فأبطلَ اللَّهُ ذَلِكَ بأنَّ لسانَ ذَلِكَ أعجميٌّ، وهَذَا لسانٌ عربيٌّ مُبِينٌ على أنَّ رُوحَ القُدُسِ نَزَلَ باللِّسانِ العربيِّ المُبِينِ وأنَّ محمَّداً لم يؤَلِّفْ نَظْمَ القرآنِ، بل سَمِعَه مِن رُوحِ القُدُسِ، وإذا كان رُوحُ القُدُسِ نَزَلَ مِن اللَّهِ عُلِمَ أنَّه سَمِعَه ولم يؤَلِّفْه هو. انتهى. ). [التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية: ؟؟] (م)
- قال زيد بن عبد العزيز الفياض (ت: 1416هـ) : ( وَقَدْ تَنَازَعَ النَّاسُ فِي مُسَمَّى الكَلامِ فِي الأَصْلِ فَقِيلَ: هُوَ اسْمُ اللَّفْظِ الدَّالِّ عَلَى المَعْنَى، وَقِيلَ: المَعْنَى المَدْلُولُ عَلَيْهِ بِاللَّفْظِ وَقِيلَ لكُلٍّ مِنْهُمَا بِطَرِيقِ الاشْتِرَاكِ اللَّفْظِيِّ، وَقِيلَ: بَلْ هُوَ اسْمٌ عَامٌّ لهُمَا جميعاً يَتَنَاوَلُهُمَا عِنْدَ الإِطْلاقِ، وَإِنْ كَانَ مَعَ التَّقْيِيدِ يُرَادُ بِهِ هَذَا تَارَةً، وَهَذَا تَارَةً.
هَذَا قَوْلُ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ الفُقَهَاءِ، وَإِنْ كَانَ هَذَا القَوْلُ لا يُعْرَفُ فِي كَثِيرٍ مِن الكُتُبِ، فَتَنَازُعُهُمْ فِي مُسَمَّى النُّطْقِ كَتَنَازُعِهِمْ فِي مُسَمَّى النَّاطِق،ِ فَمَنْ سَمَّى شخصاً مُحمَّداً وَإِبْرَاهِيمَ وَقَالَ: جَاءَ مُحَمَّدٌ وَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ لمْ يَكُنْ هَذَا مُحمَّداً وَإِبْرَاهِيمَ المَذْكُورَيْنِ فِي القُرْآنِ، وَلَوْ قَالَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَإِبْرَاهِيمُ خَليلُ اللَّهِ يَعْنِي بِهِ خَاتَمَ الرُّسُلِ وَخَليلَ الرَّحْمَنِ لكَانَ قَدْ تَكَلَّمَ بِمُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ اللَّذينِ فِي القُرْآنِ، لكِنْ قَدْ تَكَلَّمَ بِالاسْمِ وَأَلَّفَهُ كلاماً فَهُوَ كَلامُهُ لمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ فِي القُرْآنِ العَرَبِيِّ الذي تَكَلَّمَ اللَّهُ بِهِ، فَالحُرُوفُ الَّتِي تَكَلَّمَ اللَّهُ بِهَا غَيْرُ مَخْلُوقَةٍ، وَإِذَا كُتِبَتْ فِي المُصْحَفِ قِيلَ: كَلامُ اللَّهِ المَكْتُوبُ فِي المُصْحَفِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَأَمَّا نَفْسُ أَصْوَاتِ العِبَادَ فَمَخْلُوقَةٌ، وَالمِدَادُ مَخْلُوقٌ، وَشَكْلُ المِدَادِ مَخْلُوقٌ.
وَلهَذَا كَانَ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ مِن أَئِمَّةِ السُّنَّةِ يَقُولُونَ: مَن قَالَ اللَّفْظُ بِالقُرْآنِ أَوْ لفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فَهُوَ جَهْمِيٌّ، وَمَنْ قَالَ: إِنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ.
وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ عَنْهُ مَن قَالَ: لفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوقٌ - يَعْنِي بِهِ القُرْآنَ - فَهُوَ جَهْمِيٌّ؛ لأَنَّ اللَّفْظَ يُرَادُ بِهِ مَصْدَرُ لفِظَ يَلْفِظُ لفْظاً. وَمُسَمَّى هَذَا فِعْلُ العَبْدِ، وَفِعْلُ العَبْدِ مَخْلُوقٌ، وَيُرَادُ بِاللَّفْظِ القَوْلُ الذي يَلْفِظُ بِهِ اللافِظُ وَذَلكَ كَلامُ اللَّهِ لا كَلامُ القَارِئِ، فَمَنْ قَالَ: إِنَّهُ مَخْلُوقٌ فَقَدْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لمْ يَتَكَلَّمْ بِهَذَا القُرْآنِ وَأَنَّ هَذَا الذي يَقْرَؤُهُ المُسْلمُونَ ليْسَ هُوَ كَلامَ اللَّهِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا مُخَالِفٌ لِمَا عُلِمَ بِالاضْطِرَارِ مِن دِينِ الرَّسُولِ، وَأَمَّا صَوْتُ العَبْدِ فَهُوَ مَخْلُوقٌ.
وَقَدْ صَرَّحَ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ بِأَنَّ الصَّوْتَ المَسْمُوعَ صَوْتُ العَبْدِ وَلَمْ يَقُلْ أَحْمَدُ قَطُّ: مَن قَالَ: إِنَّ صَوْتِيَ بِالقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فَهُوَ جَهْمِيٌّ وَإِنَّمَا قَالَ: مَن قَالَ: لفْظِي بِالقُرْآنِ.
وَالفَرْقُ بَيْنَ لفْظِ الكَلامِ وَصَوْتِ المُبَلِّغِ لهُ فَرْقٌ وَاضِحٌ، فَكُلُّ مَن بَلَّغَ كَلامَ غَيْرِهِ بِلَفْظِ ذَلكَ الرَّجُلِ فَإِنَّمَا بَلَّغَ لفْظَ ذَلكَ الغَيْرِ لا لفْظَ نَفْسِهِ، وَهُوَ إِنَّمَا بَلَّغَهُ بِصَوْتِ نَفْسِهِ لا بِصَوْتِ ذَلكَ الغَيْرِ وَنَفْسِ اللَّفْظِ والتِّلاوةِ وَالقِرَاءةِ وَالكِتَابَةِ وَنَحْوِ ذَلكَ لَمَّا كَانَ يُرَادُ بِهِ المَصْدَرُ الذي هُوَ حَرَكَاتُ العِبَادِ وَمَا يَحْدُثُ عَنْهَا مِن أَصْوَاتِهِمْ وَشَكْلِ المِدَادِ، وَيُرَادُ بِهِ نَفْسُ الكَلامِ الذي يَقْرَؤُهُ التَّالي وَيَتْلُوهُ وَيَلْفِظُ بِهِ وَيَكْتُبُهُ، مَنَعَ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ مِن إِطْلاقِ النَّفْيِ وَالإِثْبَاتِ الذي يَقْتَضِي جَعْلَ صِفَاتِ اللَّهِ مَخْلُوقَةً أَوْ جَعْلَ صِفَاتِ العِبَادِ ومِدادَهُمْ غَيْرَ مَخْلُوقٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: نَقُولُ: القُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ حَيْثُ تَصَرَّفَ - أَيْ حَيْثُ تُلِيَ وَكُتِبَ وَقُرِئَ مِمَّا هُوَ فِي نَفْسِ الأَمْرِ كَلامُ اللَّهِ فَهُوَ كَلامُهُ، وَكَلامُهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَمَا كَانَ مِن صِفَاتِ العِبَادِ وَأَفْعَالهِمُ الَّتِي يَقْرَءُونَ وَيَكْتُبُونَ بِهَا كَلامَهُ كَأَصْوَاتِهِمْ ومِدادِهم فَهُوَ مَخْلُوقٌ. وَلهَذَا مَن لمْ يَهْتَدِ إِلَى هَذَا الفَرْقِ يَحَارُ فَإِنَّهُ مَعْلُومٌ أَنَّ القُرْآنَ وَاحِدٌ وَيَقْرَؤُهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ. وَالقُرْآنُ لا يَكْثُرُ فِي نَفْسِهِ بِكَثْرَةِ قِرَاءَةِ القُرَّاءِ وَإِنَّمَا يَكْثُرُ مَا يَقْرَءُونَ بِهِ القُرْآنَ، فَمَا يَكْثُرُ وَيَحْدُثُ فِي العِبَادِ فَهُوَ مَخْلُوقٌ، وَالقُرْآنُ نَفْسُهُ لفْظُهُ وَمَعْنَاهُ الذي تَكَلَّمَ اللَّهُ بِهِ وَسَمِعَهُ جِبْرِيلُ مِن اللَّهِ وَسَمِعَهُ مُحَمَّـدٌ مِن جِبْرِيلَ وَبَلَّغَهُ مُحَمَّدٌ إِلَى النَّاسِ وَأَنْذَرَ بِهِ الأُمَمَ لقَوْلهِ تَعَالَى:{ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } ـ قُرْآنٌ وَاحِدٌ وَهُوَ كَلامٌ اللَّهِ ليْسَ بِمَخْلُوقٍ.
...
وَقَالَ الشَّيْخُ فِي المُنَاظَرَةِ: وَلَمَّا جَاءَتْ مَسْأَلَةُ القُرْآنِ، وَمِن الإِيمَانِ بِهِ الإِيمَانُ بِأَنَّ القُرْآنَ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ، نَازَعَ بَعْضُهُمْ فِي كَوْنِهِ مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ، وَطَلَبُوا تَفْسِيرَ ذَلكَ، فَقُلْتُ: أَمَّا هَذَا القَوْلُ فَهُوَ المَأْثُورُ الثَّابِتُ عَن السَّلَفِ مِثْلَ مَا نقلَهَ عُمَرُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً يَقُولُونَ: اللَّهُ الخَالقُ وَمَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ إِلا القُـرْآنَ فَإِنَّهُ كَلامُ اللَّهِ غَـيْرُ مَخْلُـوقٍ مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُـودُ. وَقَدْ جَمَـعَ غَـيْرُ وَاحِـدٍ مَا فِي ذَلكَ مِن الآثَارِ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعَيْنِ كَالحَافِظِ أَبِي الفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ، وَالحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ المَقْدِسِيِّ.
وَأَمَّا مَعْنَاهُ فَإِنَّ قَوْلَهُمْ مِنْهُ بَدَأَ أَيْ هُوَ المُتَكَلِّمُ بِهِ وَهُوَ الذي أَنْزَلَهُ مِن لدُنْه ليْسَ كَمَا تَقُولُهُ الجَهْميَّةُ: إِنَّهُ خَلَقَهُ فِي الهَوَاءِ أَوْ غَيْرِهِ وَبَدَأَ مِن عِنْدِ غَيْرِهِ. وَأَمَّا إِلَيْهِ يَعُودُ فَإِنَّهُ يُسْرَى بِهِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِن المَصَاحِفِ وَالصُّدُورِ فَلا يَبْقَى فِي الصُّدُورِ مِنْهُ كَلمَةٌ وَلا فِي المَصَاحِفِ مِنْهُ حَرْفٌ، وَوَافَقَ عَلَى ذَلكَ بَعْضُ الحَاضِرِينَ وَسَكَتَ المُنَازِعُونَ، وَخَاطَبْتُ بَعْضَهُمْ فِي غَيْرِ هَذَا المَجْلسِ بِأَنْ أَرَيْتُهُ العَقِيدَةَ الَّتِي جَمَعَهَا الإِمَامُ القَادِرِيُّ وَفِيهَا أَنَّهُ كَلامُ اللَّهِ خَرَجَ مِنْهُ فَتَوَقَّفَ فِي هَذَا اللَّفْظِ فَقُلْتُ: هَكَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَقَرَّبَ العِبَادُ إِلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَا خَرَجَ مِنْهُ " - يَعْنِي القُرْآنَ. وَقَالَ خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ: يَا هَذَا تَقَرَّبْ إِلَى اللَّهِ بِمَا اسْتَطَعْتَ فَلَنْ يُتَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا خَرَجَ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ لمَّا قَرَأَ قُرْآنَ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابِ: إِنَّ هَذَا الكَلامَ لمْ يَخْرُجْ مِن (( إِل )) يَعْنِي مِن رَبٍّ.
وتَمَعَّضَ بَعْضُهُمْ مِن إِثْبَاتِ كَـوْنِ كَلامِ اللَّهِ حَقِيقَةً بَعْدَ تَسْليمِهِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى تَكَلَّمَ بِهِ حَقِيقَةً، ثُمَّ أَنَّهُ سَلَّمَ ذَلكَ لمَّا بُيِّنَ لهُ أَنَّ المَجَازَ يَصِحُّ نَفْيُهُ وَهَذَا لا يَصِحُّ نَفْيُهُ وَلَمَّا بُيِّنَ لهُ مِن أَنَّ أَقْوَالَ المُتَقَدِّمِينَ المَأْثُورَةَ عَنْهُمْ، وَشِعْرَ الشُّعَرَاءِ المُضَافَ إِلَيْهِمْ هُوَ كَلامُهُمْ حَقِيقَةً فَلا يَكُونُ شَبَهُ القُرْآنِ بأقلَّ مِن ذَلكَ فَوَافَقَ الجَمَاعَةُ كُلُّهُمْ عَلَى مَا ذُكِرَ فِي مَسْأَلَةِ القُرْآنِ وَأَنَّ اللَّهَ مُتَكَلِّمٌ حَقِيقَةً وَأَنَّ القُرْآنَ كَلامُ اللَّهِ حَقِيقَةً.
وَقَالَ فِي المُنَاظَرَةِ أيضاً فِي مَسْأَلَةِ الحَرْفِ وَالصَّوْتِ: هَذَا الذي يَحْكِيه كَثِيرٌ مِن النَّاسِ عَن الإِمَامِ أَحْمَدَ وَأَصْحَابِهِ أَنَّ صَوْتَ القَارِئِينَ وَمِدَادَ المَصَاحِفِ قَدِيمٌ أَزَليٌّ كَمَا نَقَلَهُ مَجْدُ الدِّينِ ابْنُ الخَطِيبِ وَغَيْرُهُ كَذِبٌ مُفْتَرًى، لمْ يُقَلْ ذَلكَ أَحْمَدُ وَلا أَحَدٌ مِن عُلَمَاءِ المُسْلمِينَ لا مِن أَصْحَابِ أَحْمَدَ وَلا غَيْرِهِمْ، وَأَخْرَجْتُ كُرَّاساً قَدْ أَحْضَرْتُهُ مَعَ العَقِيدَةِ فِيهِ أَلْفَاظُ أَحْمَدَ مِمَّا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الْخَلاَّلُ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ عَن الإِمَامِ أَحْمَدَ وَمَا جَمَعَهُ صَاحِبُهُ أَبُو بَكْرٍ المَرُّوذِيُّ مِن كَلامِ الإِمَامِ أَحْمَدَ وَكَلامِ أَئِمَّةِ زَمَانِهِ وَسَائِرِ أَصْحَابِهِ فِي أَنَّ مَن قَالَ: لفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فَهُوَ جَهْمِيٌّ، وَمَنْ قَالَ: غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ.
قُلْتُ وَهَذَا الذي نَقَلَهُ الأَشْعَرِيُّ فِي كِتَابِ المَقَالاتِ عَن أَهْلِ السُّنَّةِ وَأَصْحَابِ الحَدِيثِ وَقَالَ: إِنَّهُ يَقُولُ بِه،ِ
قُلْتُ فَكَيْفَ بِمَنْ يَقُولُ: لفْظِي قَدِيمٌ ؟ فَكَيْفَ بِمَنْ يَقُولُ: صَوْتِي قَدِيمٌ، وَنُصُوصُ الإِمَامِ أَحْمَدَ فِي الفَرْقِ بَيْنَ تَكَلُّمِ اللَّهِ فِي صَوْتٍ وَبَيْنَ صَوْتِ العَبْدِ كَمَا نَقَلَهُ البُخَارِيُّ صَاحِبُ الصَّحِيحِ فِي كِتَابِ خَلْقِ أَفْعَالِ العِبَادِ وَغَيْرُهُ مِن أَئِمَّةِ السُّنَّةِ، وَأَحْضَرْتُ جَوَابَ مَسْأَلَةٍ كُنْتُ سُئِلْتُ عَنْهَا قديماً فِيمَنْ حَلَفَ بِالطَّلاقِ فِي مَسْأَلَةِ الحَرْفِ وَالصَّوْتِ وَمَسْأَلَةِ الظَّاهِرِ فِي العَرْشِ فَذَكَرْتُ مِن الجَوَابِ القَدِيمِ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ وَتَفْصِيلَ القَوْلِ فِيهَا، وَأَنَّ إِطْلاقَ القَوْلِ ذأَنَّ القُرْآنَ هُوَ الحَرْفُ وَالصَّوْتُ أَوْ ليْسَ بِحَرْفٍ وَلا صَوْتٍ كِلاهُمَا بِدْعَةٌ حَدَثَتْ بَعْدَ المِائَةِ الثَّالثَةِ. وَقُلْتُ هَذَا جَوَابِي وَكَانَتْ هَذِهِ المَسْأَلَةُ قَدِ أَرْسَلَ بِهَا طَائِفَةٌ مِن المُعَانِدِينَ المُتَجَهِّمَةِ مِمَّنْ كَانَ بَعْضُهُمْ حاضراً فِي المَجْلسِ فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِمُ الجَوَابُ أَسْكَتَهُمْ وَكَانُوا قَدْ ظَنُّوا أَنَّهُ إِنْ أَجَبْتُ بِمَا فِي ظَنِّهِمْ أَنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ تَقُولُهُ حَصَلَ مَقْصُودُهُمْ مِن الشَّنَاعَةِ، وَإِنْ أَجَبْتُ بِمَا يَقُولُونَهُ هُمْ حَصَلَ مَقْصُودُهُمْ مِن المُوَافَقَةِ، فَلَمَّا أُجِيبُوا بِالفُرْقَانِ الذي عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ وَلَيْسَ هُوَ كَمَا يَقُولُونَهُ هُمْ وَلا مَا يَنْقُلُونَهُ عَن أَهْلِ السُّنَّةِ، أَوْ قَدْ يَقُولُهُ بَعْضُ الجُهَّالِ بُهِتُوا لذَلكَ وَفِيهِ أَنَّ القُرْآنَ كُلَّهُ كَلامُ اللَّهِ حُرُوفُهُ وَمَعَانِيهِ، ليْسَ القُرْآنُ اسماً لمُجَرَّدِ الحُرُوفِ، وَلا لمُجَرَّدِ المَعَانِي ا.هـ.
). [الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية: ؟؟] (م)

قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): (( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيْلاً )، ( وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيْسى بنَ مَرْيَمَ )، (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، وقولُهُ: ( وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً ).
( مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ )، ( وَلَمَّا جَاءَ مُوْسَى لِمِيْقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ).
( وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيّاً )، وقَوْلُهُ: ( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوْسَى أَنِ ائْتِ القَوْمَ الظَّالِمِينَ)، (وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُما الشَّجَرَةِ )، وقَوْلُهُ: ( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقولُ مَاذا أَجَبْتُمُ المُرْسَلينَ ).). [العقيدة الواسطية:؟؟]
- قال زيد بن عبد العزيز الفياض (ت: 1416هـ) : ( فِي هَذِهِ الآْيَاتِ إثباتُ صِفَةِ الكلامِ لله حَقِيقَةً عَلَى ما يَلِيقُ بِجَلالِهِ تَعَالَى وهُوَ سُبْحَانَهُ قد تَكَلَّمَ بالْقُرْآنِ والكُتُبِ المُنزَّلةِ عَلَى الأَنْبِيَاءِ . وغيرِ ذَلِكَ ويَتَكَلَّمُ إذا شَاءَ مَتَى شَاءَ والْقُرْآنُ كَلامُه تَعَالَى مُنَزَّلٌ غَيرُ مَخلوقٍ وهُوَ كلامُ اللهِ حُروفُه ومَعَانِيهِ وهُوَ سورٌ وآياتٌ وحُروفٌ وكَلِماتٌ قد تَكَلَّمَ بها .
...
((وأنَّ الْقُرْآنَ جَمِيعَه حُروفَهُ ومَعَانِيَهُ نَفْسُ كَلاَمِهِ الَّذِي تَكَلَّمَ به ولَيْسَ بِمخْلوقٍ ولا بَعْضُهُ قديماً وهُوَ المَعْنى ، وَبعْضُه مَخلوقٌ وهُوَ الكَلِماتُ والحروفُ ولا بَعْضُه كَلامُهُ وَبَعْضُه كلامُ غَيرِهِ . ولا ألفاظُ الْقُرْآنِ وحروفُهُ تَرْجمةٌ تَرْجمَ بها جَبْرائِيلُ أو مُحَمَّدٌ عليهما السَّلامُ عمَّا قَامَ به الرَّبُّ مِن المعْنَى مِن غيرِ أَنْ يَتكلّمَ اللهُ بها؛ بل الْقُرْآنُ جَميعُه كلامُ اللهِ حُروفُه وَمَعانِيه تَكَلَّمَ اللهُ به حَقِيقةً، والْقُرْآنُ اسمٌ لهذا النَّظمِ الْعَربيِّ الَّذِي بَلَّغَهُ الرَّسولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن جَبْرائِيلَ عَن رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَللرَّسُولَينِ مِنه مُجَرَّدُ التَّبْليغِ وَالأدَاءِ لاَ الْوَضْعُ والإِنْشاءُ كَمَا يَقُولُ أهلُ الزَّيْغِ وَالاعْتِداءِ )) .). [الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية: ؟؟] (م)
قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): ( (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأمَنهُ)، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: ( وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمُعونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمونَ، يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ )، (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ )، وقَوْلُهُ تَعَالَى: ( إِنَّ هَذا القُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَني إِسْرَائيلَ أَكْثَرَ الَّذي هُمْ فيهِ مخْتَلِفونَ )، ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ )، ( لَوْ أَنْزَلْنَا هذا القُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ )، (وَإِذا بَدَّلْنَا آيَةً مَكانَ آيَةٍ واللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمونَ ).). [العقيدة الواسطية:؟؟]
- قال عبد العزيز بن ناصر الرشيد (ت: 1408) : ( وقَولُهُ: (حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ)
ش: ... وفي هذه الآيةِ دليلٌ على أنَّ القرآنَ الَّذي هو سُوَرٌ وآياتٌ وحروفٌ وكلماتٌ هو عَيْنُ كلامهِ -سُبْحَانَهُ- حقًّا لا تَأْلِيفُ مَلَكٍ ولا بشرٍ، وأنَّ حروفَه ومعانيَه عَيْنُ كلامِه -سُبْحَانَهُ- الَّذي تَكلَّمَ به -سُبْحَانَهُ- حقًّا، وبَلَّغه جبريلُ إلى محمَّدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، وَبَلَّغَهُ محمَّدٌ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فللرَّسولين منه مجرَّدُ التَّبليغِ والأداءِ لا الوضعِ والإنشاءِ، فإضافتُه إلى الرَّسولِ بقَولِهِ: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ) إضافةُ تبليغٍ وأداءٍ لا إضافةُ وضعٍ وإنشاءٍ، لا كما يقَولُهُ أهلُ الزَّيغِ والافتراءِ.). [التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية: ؟؟] (م)


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 صفر 1435هـ/15-12-2013م, 08:18 AM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

الأدلة على نزول القرآن من عند الله تعالى على قلب محمد صلى الله عليه وسلم

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (
ذكر الآي المتلوّة والأخبار المأثورة الّتي تدلّ على أنّ القرآن نزل من عند ذي العرش العظيم على قلب محمّدٍ

قال الله عز وجل: {طه ما أنزلنا عليك القرءان لتشقى} إلى قوله {الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى}.
وقال: {وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ مصدّق الّذي بين يديه}.
وقال: {المر تلك آيات الكتاب والّذي أنزل إليك من ربّك} الآية.
وقال: {قل من أنزل الكتاب الّذي جاء به موسى}.
وقال: {الّذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك} الآية.
وقال: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ} إلى قوله: {وما يعلم تأويله إلا الله}.
وقال: {وإن كنتم في ريبٍ ممّا نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله}.
وقال: {والّذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنّه منزّلٌ من ربّك بالحقّ} الآية.
وقال: {إنّ وليّي الله الّذي نزّل الكتاب}.
وقال: {وإذا أنزلت سورةٌ} وقال: {وإذا ما أنزلت سورةٌ نظر بعضهم إلى بعضٍ} الآية، وقال: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين نزل به الرّوح الأمين} الآية، وقال: {وما نتنزّل إلا بأمر ربّك} الآية).
[التوحيد: 3/ 282]
قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): ( (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأمَنهُ)، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: ( وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمُعونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمونَ، يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ )، (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ )، وقَوْلُهُ تَعَالَى: ( إِنَّ هَذا القُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَني إِسْرَائيلَ أَكْثَرَ الَّذي هُمْ فيهِ مخْتَلِفونَ )، ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ )، ( لَوْ أَنْزَلْنَا هذا القُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ )، (وَإِذا بَدَّلْنَا آيَةً مَكانَ آيَةٍ واللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمونَ ).). [العقيدة الواسطية:؟؟]
- قال عبد العزيز بن ناصر الرشيد (ت: 1408) : ( قَولُهُ: (قُلْ نَزَّلَهُ)
ش: أي القرآنَ، والتَّنزيلُ والإنزالُ هو مجيءُ الشَّيءِ من أعلى إلى أسفلَ.
(رُوحُ القُدُسِ)
ش: أي جبريلُ عليه السَّلامُ، فجبريلُ سمعَهُ من اللهِ والنَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- سمعه من جبريلَ، وهو الَّذي نَزَل بالقرآنِ على محمَّدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- كما نصَّ على ذلك أحمدُ وغيرُه من الأئمَّةِ، وجبريلُ هو الرُّوحُ الأمينُ المذكورُ في قَولِهِ سُبْحَانَهُ: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ ) الآيةَ.
ولم يقلْ أحدٌ من السَّلفِ: إنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- سمعَهُ من اللهِ، وإنَّما قال ذلك بعضُ المتأخِّرين، والآيةُ تَرُدُّ عليه. قال ابنُ حجرٍ رحمه اللهُ في شرحِ (البخاريِّ): والمنقولُ عن السَّلفِ اتَّفاقُهم أنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ غيرُ مخلوقٍ، تلقَّاهُ جبريلُ عن اللهِ، وبلَّغَه جبريلُ إلى محمَّدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، وبلَّغه محمَّدٌ إلى أمَّتِه. انتهى.
ففي هذه الآياتِ دليلٌ على أنَّ القرآنَ منَزَّلٌ من عندِ اللهِ، وأنَّه كلامُه، بدأَ منه وظهرَ لا من غيرِه، وأنَّه الَّذي تكلَّم به لا غيرَه، وأمَّا إضافتُه إلى الرَّسولِ في قَولِهِ: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) فإضافةُ تبليغٍ لا إضافةُ إنشاءٍ، والرِّسالةُ تبليغُ كلامِ المُرْسِلِ، ولو لم يكنْ للمُرسلِ كلام يبلِّغُه الرَّسولُ لم يكنْ رسولاً، ولهذا قال غيرُ واحدٍ مِن السَّلفِ: مَن أَنْكرَ أن يكونَ اللهُ مُتكلِّمًا فقد أنكرَ رسالةَ رسلِهِ، فإنَّ حقيقةَ رسالتِهم: تبليغُ كلامِ المرسِلِ، وفيها دليلٌ على علوِّ اللهِ على خلقِه، والتَّنـزيلُ والإنزالُ المذكورُ في القرآنِ ينقسمُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ:
إنزالٍ مُطلقٍ كقَولِهِ: (وَأَنزْلْنَا الْحَدِيدَ).
الثَّاني: إنزالٍ مِن السَّماءِ كقَولِهِ: (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّماءِ مَاءً طَهُورًا).
الثَّالثِ: إنزالٍ منه -سُبْحَانَهُ- كقَولِهِ: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ).
فأخبرَ أَنَّ القرآنَ منَزَّلٌ منه، والمطرَ مُنَزَّلٌ من السَّماءِ، والحديدَ منَزَّلٌ نزولاً مطلقًا، ففرَّقَ -سُبْحَانَهُ- بين النُّزولِ منه والنُّزولِ من السَّماءِ، وحُكمُ المجرورِ بِمِنْ في هذا البابِ حكمُ المضافِ، والمضافُ ينقسمُ إلى قِسمين:
إضافةِ أَعْيَانٍ
وإضافةِ معانٍ،
فإضافةُ الأعيانِ إليه -سُبْحَانَهُ- من بابِ إضافةِ المخلوقِ إلى خالقِه، كبيتِ اللهِ وناقةِ اللهِ ونحوِ ذلك،
أمَّا إضافةُ المعاني إلى اللهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- فهي من بابِ إضافةِ الصِّفةِ إلى الموصوفِ، كسمعِ اللهِ وبصرِه وعلمِه وقُدرتِه، فهذا يمتنعُ أنْ يكونَ المضافُ مخلوقًا، بل هو صفةٌ قائمةٌ به وهكذا حُكمُ المجرورِ بمن، فإضافةُ القرآنِ إليه -سُبْحَانَهُ- من بابِ إضافةِ الصِّفةِ إلى الموصوفِ، لا من بابِ إضافةِ المخلوقِ إلى خالقِه خلافًا للمبتدعةِ من المعتزلةِ والجهميَّةِ وأشباههِم،//
وفي هذه الآيةِ الرَّدُّ على مَن زعمَ أنَّ القرآنَ مخلوقٌ، أو أنَّه كلامُ بشرٍ وغيرِه، فمَن زعمَ ذلك فهو كافرٌ باللهِ العظيمِ، كما رُوِيَ ذلك عن السَّلفِ،
وفيها دليلٌ على أنَّ جبريلَ نَزَل به من عندِ الله، فإنَّه (رُوحُ الْقُدُسِ) وهو أيضا الرُّوحُ الأمينُ، وفي قَولِهِ: (الأَمِينُ) دليلٌ على أنَّه مُؤْتمنٌ على ما أُرْسلَ به، فلا يَزيدُ عليه ولا يُنقِصُ،
وفيها دليلٌ على أنَّ الرَّسولَ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- سَمِعَهُ من جبريلَ وهو الَّذي نَزَل به عليه من عندِ اللهِ، وجبريلُ سمعَه من اللهِ، والصَّحابةُ سمعُوه من النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-،
وفيها الرَّدُّ على مَن قالَ إنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- سمعَ القرآنَ من اللهِ،
وفيها الدَّلالةُ على بُطلانِ قولِ مَن قالَ إنَّه مخلوقٌ خلقَهُ اللهُ في جسمٍ من الأجسامِ المخلوقةِ، كما هو قولُ الجهميَّةِ القائِلين بخلقِ القرآنِ،
وفيها الدَّلالةُ على بُطلانِ قولِ مَن قال إنَّه فَاضَ على النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- من العقلِ الفَعَّالِ أو غيرِه، كما يقَولُهُ طَوَائِفُ من الفلاسفةِ والصَّابئةِ، وهذا القولُ أشدُّ كفرًا من الَّذي قبلَه،
وفيها الدَّليلُ على بُطلانِ قولِ مَن يقولُ: إنَّ القرآنَ العربيَّ ليس مُنزَّلاً مِن اللهِ بل مَخلوق، إمَّا في جبريلَ أو محمَّدٍ أو جُرْمٍ آخرَ كالهواءِ، كما يقولُ ذلك الكُلاَّبيَّةُ والأَشعريَّةُ القائلونَ بأنَّ القرآنَ العربيَّ ليسَ هو كلامَ اللهِ، وإنَّما كلامُه المعنى القائمُ بذاتِه، والقرآنُ العربيُّ خُلقَ ليدلَّ على ذلك المَعنى، وهذا يُوافقُ قولَ المعتزلةِ ونحوِهم في إثباتِ خلقِ القرآنِ، وفيها أنَّ السَّفيرَ بينَ اللهِ ورسولِه محمَّدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- هو جبريلُ عليه السَّلامُ،
وفيها الرَّدُّ على مَن زعم أنَّ كلامَ اللهِ هو المعنى النَّفْسيُّ، فإنَّ جبريلَ سَمِعه مِن اللهِ والمعنى المُجَرَّدُ لا يُسْمعُ، وفيها دليلٌ أنَّ القرآنَ نزلَ باللغةِ العربيَّةِ وتكلَّم اللهُ -سُبْحَانَهُ- بالقرآنِ بها، وفيها الرَّدُّ على مَن زعمَ أنَّه يجوزُ ترجمةُ القرآنِ باللغاتِ الأعجميَّةِ؛ لأنَّ القرآنَ مُعجزٌ بلفظِه ومعناه.).[التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية: ؟؟] (م)
- قال زيد بن عبد العزيز الفياض (ت: 1416هـ) : (وقَالَ تَعَالَى :{ وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ }

ش: ففيه إخبارٌ بأَنَّه أَنْزلَ الْقُرْآنَ .
ولفظُ الإِنْزالِ فِي الْقُرْآنِ قد يَرِدُ مُقيَّداً بالإِنْزالِ منه كَنُزولِ الْقُرْآنِ ، وقد يَرِدُ مُقَيَّداً بالإِنْزالِ مِن السَّماءِ ويُرادُ به العُلُوُّ فيتَناولُ نزولَ المطرِ مِن السَّحابِ ، ونزولَ الملائكةِ مِن عندِ اللهِ ، وغيرَ ذَلِكَ . وقد يَرِدُ مُطلقاً فلا يخْتَصُّ بنوعٍ مِن الإِنْزالِ . بل ربما يَتناولُ الإِنْزالَ مِن رؤوسِ الجبالِ كقَوْله :{ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ } والإِنْزالَ مِن ظهورِ الحَيوانِ كإِنْزالِ الفحْلِ الماءَ وغيرَ ذَلِكَ . فقَوْلُه :{ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ }
ش: بَيانٌ لِنُزولِ جِبريلَ به مِن اللهِ عز وجل، فإِنَّ رُوحَ القُدسِ هنا هُوَ جبريلُ بدليلِ قَوْلِه تَعَالَى :{ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ } وهُوَ الرُّوحُ الأمينُ كما فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :{ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِن الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } وفِي قَوْلِهِ (الأَمِينُ): دلالةٌ عَلَى أَنَّه مُؤْتمَنٌ عَلَى ما أُرْسِلَ به لا يَزيدُ فيه ولا يَنقُصُ، فإِنَّ الرَّسُول َ الخائنَ قد يُغيِّرُ الرِّسالةَ .
وفِي قَوْلِهِ :{ مُنَزَّلٌ مِن رَّبِّكَ }
ش: دلالةٌ عَلَى بُطْلانِ قَوْلِ مَن يَقُولُ : إِنَّه كَلاَمٌ مخلوقٌ خَلَقَه فِي جِسمٍ مِن الأجسامِ المخلوقةِ كما هُوَ قَوْلُ الْجَهْمِيَّةِ الذين يَقُولُونَ بخَلْقِ الْقُرْآنِ مِن الْمُعْتَزِلَةِ والنَّجَّاريَّةِ والضَّراريَّةِ وغَيْرِهم، فإِنَّ السَّلَفَ كَانُوا يُسمُّونَ كُلَّ مَنْ نَفَى الصِّفاتِ وقَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ مخلوقٌ وإِنَّ اللهَ لا يُرى فِي الآخِرةِ جَهْمِياًّ، كما تُبطِلُ قَوْلَ مَن يَجعلُه فَاضَ عَلَى نفسِ النَّبِيِّ مِن العقلِ الفَعَّالِ أو غيرِه، وقَوْلُ مَن قَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ العربيَّ لَيْسَ مُنَزَّلاً مِن اللهِ بل مخلوقٌ إِمَّا فِي جبريلَ أو مُحَمَّدٍ أو جسمٍ غيرِهما كما يَقُولُ ذَلِكَ الكُلاَّبيَّةُ والأشْعَرِيَّةُ، الذين يَقُولُونَ: إِنَّ الْقُرْآنَ العربيَّ لَيْسَ هُوَ كَلاَمَ اللهِ وإِنَّما كلامُه المَعنىّ القائمُ بذاتِه، والْقُرْآنُ الْعَرَبِيُّ خُلِقَ لِيَدُلَّ عَلَى ذَلِكَ المَعْنى، ثُمَّ إِمَّا أَنْ يَكُونَ خَلَقَ بَعْضَ الأجسامِ الهواءَ أو غيرَه، أو ألْهَمَهُ جبريلَ فعَبَّرَ عنه بالْقُرْآنِ الْعَرَبِيِّ، أو أَنْ يَكُونَ جبريلُ أخذَهُ مِن اللَّوحِ المحفوظِ أو غيرِه.
والْقُرْآنُ اسمٌ للقُرْآنِ الْعَرَبِيِّ لَفْظِه وَمعْنَاه؛ بدليلِ قَوْلِه تَعَالَى :{ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ } وإِنَّما يُقرأُ الْقُرْآنُ الْعَرَبِيُّ لا يُقرأُ مَعانِيهِ المُحَدَّدةُ وكذَلِكَ قَوْلُه :{ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً } والْكِتَابُ اسمٌ للكَلاَمِ الْعَرَبِيِّ بالضَّرورةِ والاتِّفاقِ، فإِنَّ الكلاَّبيَّةَ أو بَعضَهم يُفرِّقُ بينَ كَلاَمِ اللهِ وكتابِ اللهِ؛ فيَقُولُ: كَلاَمُ اللهِ هُوَ المَعْنى القائمُ بالذَّاتِ وهُوَ غيرُ مخلوقٍ، وكتابُه هُوَ المَنظومُ المُؤلَّفُ الْعَرَبِيُّ وهُوَ المخلوقُ .
والْقُرْآنُ يُرادُ به تَارةً هَذَا وتارةً هَذَا، واللهُ تَعَالَى قد سَمَّى نَفْسَ مجموعِ اللَّفظِ والمَعْنى قُرآناً وكِتاباً وكَلاَماً فقَالَ :{ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآن مُّبِينٍ } وقَالَ :{ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِن الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ } الآْيَةَ فَبيَّنَ أَنَّ الذي سَمِعوه هُوَ الْقُرْآنُ وهُوَ الْكِتَابُ .
لكن لفظُ الْكِتَابِ قد يُرادُ به المكتوبُ فيَكُونُ هُوَ الْكَلاَمَ، وقد يُرادُ به ما يُكتبُ فيه كقَوْله :{ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } الآْيَةِ، وقَالَ:{ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتَاباً } الآْيَةَ فقَوْلُه :{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً } يتناولُ نزولَ الْقُرْآنِ الْعَرَبِيِّ عَلَى كُلِّ قَوْلٍ. فُعلِمَ أَنَّ الْقُرْآنَ الْعَرَبِيَّ يُنزَّلُ مِن اللهِ لا مِن الهواءِ ولا مِن اللَّوحِ ولا مِن جِسمٍ آخَرَ ولا مِن جبريلَ ولا مُحَمَّدٍ ولا غيرِهما .
وكَوْنُ الْقُرْآنِ مكتوباً فِي اللَّوحِ المَحفوظِ وفِي صُحُفٍ مُطَهَّرةٍ بأيدي الملائكةِ لا ينُافِي أَنْ يَكُونَ جبريلُ نَزلَ به مِن اللهِ سواءً كَتبَه اللهُ قبلَ أَنْ يُرْسِلَ به جبريلَ أو غيرَ ذَلِكَ . وإذا كَانَ قد أَنْزلَه مكتوباً إلى بيتِ العِزَّةَ جُملةً واحدةً فِي ليلةِ القَدْرِ فقد كَتَبه كُلَّهُ قَبلَ أَنْ يُنزلَه، واللهُ تَعَالَى يعلمُ ما كَانَ وما لا يَكُونُ أَنْ لو كَانَ كَيْفَ يَكُونُ، وهُوَ سُبْحَانَهُ قَدَّرَ مَقاديرَ الخلائقِ وكَتَبَ أعمالَ الْعِبَادِ قبل أَنْ يَعملُوها، كما ثَبَتَ ذَلِكَ بالْكِتَابِ والسُّنَّةِ وآثارِ السَّلَفِ، ثُمَّ إِنَّه يأمرُ الملائكةَ بكتابَتِها بعدَ ما يَعملُونها فَيقابِلُ مِن الكتابةِ المُتقدِّمةِ عَلَى الوجودِ والْكتابةِ المُتأخِّرةِ عنها فلا يَكُونُ بينهما تَفاوتٌ . هكذا قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ وغيرُه مِن السَّلَفِ وهُوَ حقٌّ فإذا كَانَ ما يَخلقُه بائنِاً منه قد كُتِبَ قبْلَ أَنْ يَخلُقَه فكَيْفَ يُستبعدُ أَنْ يَكتبَ كلامَه الَّذِي يُرسلُ به مَلائكتَه، قَبْلَ أَنْ يُرسلَهم به .). [الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية: ؟؟] (م)


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 صفر 1435هـ/15-12-2013م, 08:18 AM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

مدارسة جبريل عليه السلام النبيَّ صلى الله عليه وسلم القرآن

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (
بيان آخر يدل على أنّ جبريل عليه السّلام كان يدارس النّبيّ صلى الله عليه وسلم كلّ عامٍ مرّةً فلمّا كان عام قبض فيه دارسه مرّتين

- أخبرنا أحمد بن محمّدٍ زيادٌ، حدثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، ومحمّد بن عبد الله بن مهلٍ، والحسن بن عبد الأعلى، قالوا: حدثنا عبد الرّزّاق بن همّامٍ، أخبرنا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم أجود النّاس، فما هو إلاّ أن يدخل رمضان فيدارسه جبريل عليه السّلام القرآن، فلهو أجود من الرّيح المرسلة.
رواه ابن المبارك، عن معمرٍ.
- أخبرنا محمّد بن أحمد بن معقلٍ النّيسابوريّ، حدثنا محمّد بن يحيى، حدثنا عثمان بن عمر. ح
وأخبرنا الحسن بن محمّدٍ الحليميّ بمرو، حدثنا محمّد بن عمرٍو أبو الموجة الفزّار، حدثنا عبدان بن عثمان، حدثنا عبد اللّه بن المبارك جميعًا، عن يونس بن يزيد، عن الزّهريّ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود النّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كلّ ليلةٍ من رمضان فيدارسه القرآن،
قال: فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الرّيح المرسلة.
رواه محمّد بن الوليد الزّبيريّ، وموسى بن عقبة، وابن أبي عتيقٍ، وإبراهيم بن سعدٍ وغيرهم.
- أخبرنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصريّ بنيسابور، حدثنا محمّد بن عبد الوهاب بن حبيبٍ. ح وأخبرنا محمّد بن عمر بن حفصٍ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الحارث الجمحيّ، قالا: حدثنا يعلى بن عبيدٍ، عن سليمان الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاسٍ، قال: أيّ القراءتين تعدّون أوّل؟
قالوا: قراءة عبد الله بن مسعودٍ،
قال: لا بل هي الآخرة، إنّه كان يعرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلّ عامٍ، فلمّا كان العام الّذي قبض فيه، عرض عليه مرّتين، فشهده عبد الله، ما نسخ منه وما بدّل.
رواه جماعةٌ، عن الأعمش.
- أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، حدثنا أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبيّ، حدثنا عاصم بن يوسف. ح وأخبرنا محمّد بن سعدٍ، حدثنا أحمد بن يحيى الحلوانيّ، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن أبي حصينٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: كان يعرض على النّبيّ صلى الله عليه وسلم القرآن كلّ عامٍ مرة، فعرض عليه في العام الّذي قبض فيه مرّتين.
رواه خالد بن يزيد وغيره، عن أبي بكرٍ، وأخرجه البخاريّ عنه.). [التوحيد: 3/ 172-174]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 صفر 1435هـ/15-12-2013م, 08:18 AM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

ما روي في نزول القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (
ب
يانٌ آخر يدلّ على أنّ القرآن نزل من عند ذي العرش جملةً إلى بيت العزّة في ليلة القدر

- أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، حدثنا محمد بن عبد الملك، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: نزل القرآن جملةً واحدةً إلى السّماء الدّنيا في ليلة القدر ونزل بعد في عشرين سنةً {ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحقّ وأحسن تفسيرًا}، {وقرآنًا فرقناه لتقرأه على النّاس على مكثٍ ونزّلناه تنزيلاً}.
- أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا عبد الوهّاب الخفاف، حدثنا داود بن أبي هندٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: أنزل القرآن جملةً واحدةً من اللّوح المحفوظ إلى سماء الدّنيا، ثمّ أنزله جبريل على محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم فكان فيه ما قال المشركون وردّا عليهم.
- أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله الجواد بمكة، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي، حدثنا يزيد بن زريع، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: نزل القرآن جملةً من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا في رمضان، فكان الله إذا أراد أن يحدث شيئًا أحدثه بالوحي.
وقال خالد بن عبد الله: عن داود في حديثه، وقال: أحدثه بالوحي حتى يجمع في عشرين سنة
وقال وهيب: عن داود في حديثه فكان ينزل الأول فالأول.
ورواه منصور بن المعتمر، عن سعيد عن ابن عباس قال: كان ينزل على رسول الله بعضها في إثر بعض.
- أخبرنا محمد بن الحسين بن الحسن، حدثنا أحمد بن الأزهر، حدثنا روح، حدثنا حماد يعني ابن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: أنزل القرآن في ليلة القدر إلى السماء الدنيا جملة واحدة فجعل جبريل ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة.
- أخبرنا أحمد بن محمد بن دينار، حدثنا صالح بن محمد الرازي حدثنا هارون بن معروف، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، وعن مسلم بن البطين، عن سعيد بن جبير، وعن الأعمش، عن المنهال بن عمرو بن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أنزل القرآن إلى سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة ثم إن جبريل كان ينزل به.
رواه عمر بن عبد الغفار، ورواه الثوري، والحماني، عن الأعمش، عن حسان بن الأشرس، عن سعيد، عن ابن عباس.
وقال محاضر: عن الأعمش، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس). [التوحيد: 3/ 283-284]

ينظر هنا أيضاً:
- أقوال العلماء في بدء نزول القرآن الكريم
-
الآثار المروية في نزول القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا
-
مسائل في نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 صفر 1435هـ/15-12-2013م, 08:18 AM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

المحفوظ في الصدور هو القرآن

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (
بيان آخر يدل على أنّ المحفوظ في الصّدور هو القرآن

قال الله عز وجل: {وما كنت تتلو من قبله من كتابٍ}الآية، وقال عز وجل: {بل هو آياتٌ بيّناتٌ في صدور الّذين أوتوا العلم}الآية،
وقال: {نزل به الرّوح الأمين على قلبك}. وقال: {من كان عدوًّا لجبريل فإنّه نزّله على قلبك}.
- روى فضيل بن سليمان، عن أبي مالكٍ الأشجعيّ، عن ربعيٍّ، عن حذيفة بن اليمان، وعن أبي مالكٍ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يسرى على كتاب الله في ليلةٍ فلا يبقى في الأرض منه آيةٌ، ويبقى طوائف من النّاس الشّيخ الكبير، والعجوز الكبيرة، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلاّ الله، فنحن نقولها.
رواه جماعةٌ، عن فضيلٍ، منهم المقدّم). ). [التوحيد: 3/ 174]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 صفر 1435هـ/15-12-2013م, 08:18 AM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

المكتوب بين الدَّفتين هو القرآن

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (
بيانٌ آخر يدلّ على أنّ المكتوب بين الدّفّتين كتاب الله القرآن

- أخبرنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله بنيسابور، حدثنا محمّد بن عبد الوهّاب بن حبيبٍ الفرّاء، حدثنا يعلى بن عبيدٍ، حدثنا أبو حيّان يحيى بن سعيد بن حيّان التّيميّ، عن يزيد بن حيّان، قال: انطلقت أنا وحصينٌ، وعمر بن مسلمٍ إلى زيد بن أرقم في داره، فقال حصينٌ: يا زيد، لقد لقيت خيرًا كثيرًا، ورأيت خيرًا كثيرًا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصلّيت خلفه، حدّثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت منه.
فقال: يا ابن أخي، كبرت سنّي، وقدم عهدي، ونسيت بعض الّذي كنت أعي، فما أحدّثكم فاقبلوه، وما لم أحدّثكم فلا تكلّفوا فيه.
ثمّ قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبًا فحمد الله، وأثنى عليه، ثمّ قال: ((أيّها النّاس، إنّما أنا بشرٌ يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب، وإنّي تاركٌ فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنّور- فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه- وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي. ))
فقال حصينٌ: يا زيد، ومن أهل بيته، أليست نساؤه؟
فقال: إنّ نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصّدقة بعده.
قال: ومن هم؟
قال: آل عليٍّ، وآل عبّاسٍ، وآل عقيلٍ، وآل جعفرٍ.
قال: كلّ هؤلاء تحرّم عليهم الصّدقة.
قال: نعم.
رواه جماعةٌ، عن أبي حيّان.
ورواه حسّان بن إبراهيم، عن سعيد بن مسروقٍ، عن يزيد بن حيّان، عن زيد بن أرقم.
ورواه ابن فضيلٍ، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن زيد بن أرقم مختصرًا.
ورواه جرير بن عبد الحميد، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضّحى، عن زيد بن أرقم مختصرًا.
- أخبرنا عبد الله بن أحمد، حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعودٍ، حدثنا محمّد بن سعيدٍ بن الأصبهانيّ، حدثنا أبو خالدٍ سليمان بن حيّان، عن عبد الحميد بن جعفرٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي شريحٍ الخزاعيّ، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنّ هذا القرآن سببٌ، طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسّكوا به، فإنّكم لن تضّلّوا ما إن تمسّكتم به)).
- أخبرنا محمّد بن عمر، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الحارث، حدثنا يعلى بن عبيدٍ، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن عبد الله، قوله عزّ وجلّ: {واعتصموا بحبل الله جميعًا}، قال: حبل الله القرآن.
رواه جماعة، عن الأعمش.
بيانٌ آخر يدلّ على ما تقدّم
- أخبرنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ، حدثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، حدثنا ابن عيينة. ح وأخبرنا عليّ بن العبّاس بن الأشعث، حدثنا محمّد بن حمّادٍ، حدثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمرٌ، جميعًا عن الزّهريّ، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا حسد إلاّ في اثنتين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء اللّيل وآناء النّهار، ورجلٌ آتاه الله مالاً فهو ينفق منه آناء اللّيل وآناء النّهار)).
رواه جماعةٌ، عن الزّهريّ، عن سالمٍ، عن أبيه.
ورواه شعبة، وغيره عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة.
بيانٌ آخر يدلّ على ما تقدّم:
من قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ((الماهر بالقرآن مع السفرة))،
وقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ((لا صلاة إلا بقرآن))
وقال: ((المسر بالقرآن كالمسر بالصدقة))،
وسئل: أفي كل صلاة قرآن؟ فقال: ((نعم))،
و((نزل القرآن على سبعة أحرف))، وفي مثل هذا أخبار كثيرة ثابتة.
- أخبرنا إسماعيل بن يعقوب البغداديّ، حدثنا موسى بن سهلٍ، حدثنا ابن عليّة، عن أيّوب السّختيانيّ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ فإنّي أخاف أن يناله العدوّ)).
رواه جماعةٌ، عن أيّوب، وعن نافعٍ.
- أخبرنا عبد الرّحمن بن يحيى، حدثنا أبو مسعودٍ، أخبرنا معلّى بن أسدٍ، حدثنا يزيد بن زريعٍ، عن داود بن أبي هند، عن عمرو بن سعيدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قدم ضمّام بن ثعلبة مكّة في أوّل الإسلام، وكان رجلاً من أزد شنوءة، وكان رجلاً يرقي من هذه الرّيح، فأبصر السّفهاء ينادون بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم مجنونٌ، فقال: لو لقيت هذا الرّجل فلقيه، فقال: يا محمّد، إنّي رجلٌ أرقي من هذا الرّيح، فيشفي الله على يدي من شاء، فهل لك؟
فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ((إنّ الحمد للّه نحمده، ونستعينه، من يهده الله فلا مضّل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألاّ لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، أمّا بعد،))
فقال: أعد عليّ كلماتك هؤلاء، فأعادهنّ.
فقال: قد سمعت قول الكهنة، وقول الشّعراء، فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء.
رواه جماعةٌ، عن داود أتمّ من هذا.
ورواه عبد الرّزّاق، عن إسماعيل بن عبد الله، عن ابن عونٍ، ويونس، عن عمرو بن سعيدٍ، بإسناده، وقال: لقد قرأت الكتب فما سمعت بمثل هذا الكلام). [التوحيد: 3/ 175-177]

قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (أخبرنا أحمد بن عبيدٍ، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه بن نصرٍ قال: ثنا زياد بن أيّوب، ومحمّد بن عبد اللّه بن المبارك المخرّميّ، والحسن بن محمّدٍ الصّبّاح، قالوا: ثنا روح بن عبادة قال: ثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " لا حسد إلّا في اثنتين: رجلٌ علّمه اللّه القرآن فهو يتلوه باللّيل والنّهار، فسمعه جارٌ له فقال: يا ليتني أوتى ما أوتي، فعملت مثل الّذي يعمل ". أخرجه البخاريّ، عن عليّ بن إبراهيم، عن روحٍ.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/ 382-383]


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12 صفر 1435هـ/15-12-2013م, 08:18 AM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

القرآن كلام البارئ، والصوت صوت القارئ

قال أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت: 458هـ) : (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، في التاريخ، ثنا أبو بكر محمد بن أبي الهيثم المطوعي ببخارى، ثنا محمد بن يوسف الفربري، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري يقول: سمعت عبيد الله بن سعيد يعني أبا قدامة، يقول: سمعت يحيى بن سعيد يعني القطان، يقول: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون: أفعال العباد مخلوقة.
قال أبو عبد الله البخاري: حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم). ). [كتاب الاعتقاد: ؟؟] (م)
قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): (( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيْلاً )، ( وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيْسى بنَ مَرْيَمَ )، (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، وقولُهُ: ( وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً ).
( مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ )، ( وَلَمَّا جَاءَ مُوْسَى لِمِيْقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ).
( وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيّاً )، وقَوْلُهُ: ( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوْسَى أَنِ ائْتِ القَوْمَ الظَّالِمِينَ)، (وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُما الشَّجَرَةِ )، وقَوْلُهُ: ( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقولُ مَاذا أَجَبْتُمُ المُرْسَلينَ ).). [العقيدة الواسطية:؟؟]
- قال زيد بن عبد العزيز الفياض (ت: 1416هـ) : ( ... فإِنْ قِيلَ: فقد قَالَ تَعَالَى :{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } وهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الرَّسُول َ أحْدثَ الْكَلاَمَ العَرَبِيَّ؛ قِيلَ: هَذَا بَاطِلٌ وذَلِكَ أَنَّ اللهَ ذَكَرَ هَذَا فِي مَوْضِعَينِ؛ والرَّسُول ُفِي أحدِ المَوضِعينِ مُحَمَّدٌ، والرَّسُول ُفِي الآْيَةِ الأُخْرى جِبْريلُ، قَالَ تَعَالَى فِي سورةِ الحاقَّةِ :{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْل شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ } الآْيَةَ؛ فالرَّسُول ُ هنا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقَالَ فِي سورةِ التَّكويرِ :{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ } فالرَّسُول هُنا جِبْريلُ، فلو كَانَ إضافةً إلى الرَّسُول لِكَوْنِه أحْدَثَ حُروفَهُ أو أحْدَثَ منه شَيئاً لكَانَ الخَبَرانِ مُتَناقضَيْنِ، فإِنَّه إِنْ كَانَ أحدُهما الَّذِي أحْدَثَها امْتَنَعَ أَنْ يَكُونَ الآخَرُ هُوَ الَّذِي أَحْدَثَها.
وأيضاً
فإِنَّه قَالَ :{ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } ولم يَقَلْ: لقَوْلُ مَلكٍ ولا نَبِيٍّ، ولفظُ الرَّسُول ِ يَستلزمُ مُرسلاً له؛ فدلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الرَّسُول َ مُبَلِّغٌ له عَن مُرْسلِهِ، لا أَنَّه أَنْشَأَ منه شيئاً مِن جهةِ نَفْسِه، وهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّه أَضَافَهُ إلى الرَّسُول ِلأَنَّه بَلَّغَه وأَدَّاه لا أَنَّه أَنْشَأ منه شيئاً وَابْتَدَأَهُ .
وأيضاً فإِنَّ اللهَ قد كَفَّرَ مَن جَعَلَه قَوْلَ البَشَرِ؛ ومُحَمَّدٌ بَشرٌ، فمَن قَالَ: إِنَّه قَوْلُ مُحَمَّدٍ فقد كَفَرَ ومَعَ هَذَا فقد قَالَ :{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ } فجَعَلَهُ قَوْلَ الرَّسُول ِ البَشَرِيِّ مَعَ تكْفيرِه مَنْ يَقُولُ: إِنَّه قَوْلُ البَشَرِ، فَعُلِمَ أَنَّ الْمُرَاد بذَلِكَ أَنَّ الرَّسُول َ بَلَّغَه عَن مُرسِلِهِ – لا أَنَّه قَوْلُه مِن تِلقاءِ نَفْسِه – وهُوَ كلامُ اللهِ تَعَالَى الَّذِي أرْسَلَهُ .
ولهَذَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ بالمَوْقِفِ ويَقُولُ: ((أَلا رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلِى قَوْمِه لاِبَلِّغَ كَلامَ رَبِّي ، فإِنَّ قُرَيْشاً قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلاَمَ رَبِّي)). رواه أَبُو دَاوُدَ وغيرُهُ.
والنَّاسُ يَعلمونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا تَكَلَّمَ بِكَلامٍ تَكَلَّمَ بِحُروفِه وَمَعانِيهِ بِصَوْتِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ المْبُلِّغُونَ عنه يُبلِّغونَ كَلاَمَه بِحَرَكَاتِهِمْ وأصْواتِهم كما قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((نَضَّرَ اللهُ امْرأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثاً فَبَلَّغَهُ كَما سَمِعَهُ)) فالمُسْتمِعُ منه مُبَلِّغٌ حَدِيثَه كما سَمِعَهُ لكن بصوتِ نَفْسِه لا بصوتِ الرَّسُولِ، فالْكَلاَمُ هُوَ كلامُ الرَّسُول ِ تَكلَّمَ به بِصَوتِه والْمُبَلِّغُ بَلَّغَ كلامَ رسولِ اللهِ بصوتِ نَفْسِه، وإذا كَانَ هَذَا مَعلوماً فِي تَبليغِ كلامِ المَخلوقِ فكلامُ الخالِقِ أوْلَى بذَلِكَ، ولهَذَا قَالَ تَعَالَى :{ وَإِنْ أَحَدٌ مِن الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ }وقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)) . فجَعَلَ الْكَلاَمَ كلامَ البَارِي وجَعَلَ الصَّوتَ الَّذِي يَقْرَؤُه العَبْدُ صوتَ القَارِئِ، وأصواتُ العِبادِ ليست هِيَ الصَّوتَ الَّذِي يُنادِي اللهُ به ويَتكَلَّمُ به، كما نَطَقَت النُّصُوصُ بذَلِكَ، بل ولا ومِثلَه.
فمَن قَالَ عَن الْقُرْآنِ الَّذِي يَقْرؤه المُسْلِمونَ لَيْسَ هُوَ كلامَ اللهِ أو هُوَ كَلاَمُ غيرِ اللهِ فهُوَ مُلحِدٌ مُبتدِعٌ ضَالٌّ . ومَنْ قَالَ : إِنَّ أصواتَ الْعِبَادِ أو المِدَادَ الَّذِي يُكتبُ به الْقُرْآنُ قَدِيمٌ أزَلِيٌّ فهُوَ مُلْحِدٌ مُبتدِعٌ . بل هَذَا الْقُرْآنُ هُوَ كَلاَمُ اللهِ ، وهُوَ مُثبَتٌ فِي المصَاحفِ وكَلاَمُ اللهِ مُبلَّغٌ عنه مَسموعٌ مِن القُرَّاءِ . لَيْسَ مَسموعاً منه . فالإِنْسَانُ يَرَى الشَّمسَ والقَمرَ والكواكبَ بطريقِ المُباشِرِ ، ويَراها فِي ماءٍ أو مِرآةٍ فهَذِهِ رؤيةٌ مُقَيَّدةٌ بِالواسِطةِ ، وتلك مُطلقةٌ بطريقِ المُباشِرِ . ويُسمَعُ مِن المُبَلِّغِ عنه بِواسطةٍ . والمقصودُ بالسَّماعِ هُوَ كلامُهُ فِي المَوْضِعينِ كما أَنَّ المقصودَ بالرُّؤيةِ هُوَ المَرئِيُّ فِي المَوْضِعينِ .
وإذا قِيلَ لِلمسموعِ إِنَّه كَلاَمُ اللهِ فهُوَ كَلاَمُ اللهِ مَسْموعاً مِن المُبَلِّغِ عنه، لا مَسموعاً منه، فهُوَ مسموعٌ بِواسطةِ صوتِ العبدِ ، وصوتُ العبدِ مخلوقٌ، وأما كَلاَمُ اللهِ منه فهُوَ غيرُ مخلوقٍ حيثما تَصرَّفَ.
). [الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية: ؟؟] (م)
قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): ( (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأمَنهُ)، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: ( وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمُعونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمونَ، يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ )، (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ )، وقَوْلُهُ تَعَالَى: ( إِنَّ هَذا القُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَني إِسْرَائيلَ أَكْثَرَ الَّذي هُمْ فيهِ مخْتَلِفونَ )، ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ )، ( لَوْ أَنْزَلْنَا هذا القُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ )، (وَإِذا بَدَّلْنَا آيَةً مَكانَ آيَةٍ واللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمونَ ).). [العقيدة الواسطية:؟؟]
- قال عبد العزيز بن ناصر الرشيد (ت: 1408) : ( وقَولُهُ: (حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ)

ش: ... وكلامُه -سُبْحَانَهُ- صفةٌ من صفاتِه غيرُ مخلوقٍ، وأمَّا صوتُ القارئِ وكذا المِدادُ والورقُ فهي مخلوقةٌ، لهذهِ الآيةِ ولحديثِ: ((بَيِّنُوا القُرآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ))، فبَيَّنَ أنَّ الأصواتَ الَّتي يُقرأ بها القرآنُ أصواتُنا، والقرآنَ كلامُ اللهِ، فالقرآنُ كلامُ الباري والصَّوتُ صوتُ القارئِ.
...
قال الشَّيخُ تقيُّ الدِّينِ رحمه اللهُ: ولم يقلْ أحدٌ من السَّلفِ إنَّه مخلوقٌ أو أنَّه قديمٌ، بل الآثارُ متواترةٌ عن السَّلفِ مِن الصَّحابةِ والتَّابعين لهم بإحسانٍ أنَّهم يقولونَ: القرآنُ كلامُ اللهِ ... والنَّاسُ يَقْرءُونه بأصواتِهم ويكتبونَه بِمِدَادِهِم وما بينَ اللوحَينِ كلامُ اللهِ وكلامُ اللهِ غيرُ مخلوقٍ، والمِدَادُ الَّذي يُكتب به القرآنُ مخلوقٌ، والصَّوتُ الَّذي يُقْرأ به هو صوتُ العبدِ، والعبدُ وصوتُه وحركاتُه وسائرُ صفاتِه مخلوقةٌ، فالقرآنُ الَّذي يَقْرؤه المسلمونَ كلامُ الباري، والصَّوتُ صوتُ القارئِ، انتهى.
قال البخاريُّ رحمه اللهُ في كتابِ(خَلْقِ أَفْعَالِ العِبَادِ) بعد ذكرِ هذه الآيةِ والآيةِ الَّتي بعدَها، أي قَولُهُ سُبْحَانَهُ: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجيد * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) وقَولُهُ: (وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ ) قال: ذكرَ اللهُ أنَّ القرآنَ يُحفظُ ويُسَطَرُ، والقرآنُ المُوعى في القلوبِ المَسْطورُ في المصاحفِ المَتْلوُّ بالألسنةِ كلامُ اللهِ ليس بمخلوقٍ، وأمَّا المِدادُ والورقُ والجلدُ فإنَّه مخلوقٌ، انتهى. من (فتحِ البارِي).). [التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية: ؟؟] (م)
قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): ( ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.
ولا يجوزُ إِطلاقُ القَوْلِ بأَنَّهُ حِكايةٌ عَنْ كلامِ اللهِ، أَو عِبارَةٌ، بلْ إِذا قَرَأَهُ النَّاسُ أَوْ كَتَبُوهُ في المصاحِفِ؛ لمْ يخْرُجْ بذلك عنْ أَنْ يَكونَ كَلامَ اللهِ تعالى حَقيقةً، فإِنَّ الكلامَ إِنَّما يُضَافُ حقيقةً إِلى مَنْ قالَهُ مُبْتَدِئاً، لا إِلى مَن قالَهُ مُبَلِّغاً مُؤدِّياً.
وهُوَ كَلامُ اللهِ؛ حُروفُهُ، ومَعانيهِ، ليسَ كَلامُ اللهِ الحُروفَ دُونَ المَعاني، ولا المَعانِيَ دُونَ الحُروفِ). [العقيدة الواسطية:؟؟]
- قال عبد العزيز بن ناصر الرشيد (ت: 1408): ( قولُه:(غير مخلوقٍ).
ش: ... وقال الشَّيخُ تقيُّ الدِّينِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ولم يَقُلْ أحدٌ مِن السَّلَفِ: إنَّ القرآنَ مخلوقٌ أو قديمٌ، بل الآثارُ متواتِرةٌ عنهم بأنَّهم يقولون: القرآنُ كلامُ اللَّهِ، ولمَّا ظَهَرَ مَن قال: إنَّه مخلوقٌ، قالوا رداًّ لكلامِه: إنَّه غيرُ مخلوقٍ، وأوَّلُ مَن عُرِفَ أنَّه قال: القرآنُ مخلوقٌ الجعدُ بنُ دِرْهمٍ، وصاحِبُه الجهمُ بنُ صفوانَ، وأوَّلُ مَن عُرِفَ أنَّه قال: إنَّه قديمٌ هُوَ عبدُ اللَّهِ بنُ سعيدِ بنِ كِلابٍ. انتهى.
وأمَّا أفعالُ العِبادِ كأصواتِهم ومِدادِهم الذي يَكتُبون به القرآنَ، والوَرَقِ الذي يَكتُبون عليه، فإنَّ ذَلِكَ مِن جُملةِ المخلوقِ، ولذَلِكَ يقولونَ: الكلامُ كلامُ البارِئِ والصَّوتُ صوتُ القَارِئِ، وفي الحديثِ: ((زَيِّنُوا الْقُرَآنَ بَأَصْوَاتِكُمْ)).
قال ابنُ القيِّمِ في (النُّونيَّةِ):
وَكَذَلِكَ القرآنُ عينُ كلامِه الْـ...مسموعِ مِنه حقيقةً بَبَيانِ
هُوَ قولُ ربِّي كُلُّه لا بَعْضُه...لفظاً ومعنًى ما هُما خَلْقانِ
تَنْزيلُ رَبِّ العالَمِينَ وقولُه اللَّـ...ـفظُ والمعنى بِلا رَوَغانِ
لكنَّ أصواتَ العِبادِ وفِعلَهم ... كمِدادِهِم والرَّقِّ مخلوقانِ
فالصَّوتُ للقَاري ولكنَّ الـــــ....ـكَلام كلامُ ربِّ العرشِ ذي الإحسانِ.). [التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية: ؟؟] (م)
- قال زيد بن عبد العزيز الفياض (ت: 1416هـ) : ( وَقَدْ تَنَازَعَ النَّاسُ فِي مُسَمَّى الكَلامِ فِي الأَصْلِ فَقِيلَ: هُوَ اسْمُ اللَّفْظِ الدَّالِّ عَلَى المَعْنَى، وَقِيلَ: المَعْنَى المَدْلُولُ عَلَيْهِ بِاللَّفْظِ وَقِيلَ لكُلٍّ مِنْهُمَا بِطَرِيقِ الاشْتِرَاكِ اللَّفْظِيِّ، وَقِيلَ: بَلْ هُوَ اسْمٌ عَامٌّ لهُمَا جميعاً يَتَنَاوَلُهُمَا عِنْدَ الإِطْلاقِ، وَإِنْ كَانَ مَعَ التَّقْيِيدِ يُرَادُ بِهِ هَذَا تَارَةً، وَهَذَا تَارَةً.
هَذَا قَوْلُ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ الفُقَهَاءِ، وَإِنْ كَانَ هَذَا القَوْلُ لا يُعْرَفُ فِي كَثِيرٍ مِن الكُتُبِ، فَتَنَازُعُهُمْ فِي مُسَمَّى النُّطْقِ كَتَنَازُعِهِمْ فِي مُسَمَّى النَّاطِق،ِ فَمَنْ سَمَّى شخصاً مُحمَّداً وَإِبْرَاهِيمَ وَقَالَ: جَاءَ مُحَمَّدٌ وَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ لمْ يَكُنْ هَذَا مُحمَّداً وَإِبْرَاهِيمَ المَذْكُورَيْنِ فِي القُرْآنِ، وَلَوْ قَالَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَإِبْرَاهِيمُ خَليلُ اللَّهِ يَعْنِي بِهِ خَاتَمَ الرُّسُلِ وَخَليلَ الرَّحْمَنِ لكَانَ قَدْ تَكَلَّمَ بِمُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ اللَّذينِ فِي القُرْآنِ، لكِنْ قَدْ تَكَلَّمَ بِالاسْمِ وَأَلَّفَهُ كلاماً فَهُوَ كَلامُهُ لمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ فِي القُرْآنِ العَرَبِيِّ الذي تَكَلَّمَ اللَّهُ بِهِ، فَالحُرُوفُ الَّتِي تَكَلَّمَ اللَّهُ بِهَا غَيْرُ مَخْلُوقَةٍ، وَإِذَا كُتِبَتْ فِي المُصْحَفِ قِيلَ: كَلامُ اللَّهِ المَكْتُوبُ فِي المُصْحَفِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَأَمَّا نَفْسُ أَصْوَاتِ العِبَادَ فَمَخْلُوقَةٌ، وَالمِدَادُ مَخْلُوقٌ، وَشَكْلُ المِدَادِ مَخْلُوقٌ.
وَلهَذَا كَانَ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ مِن أَئِمَّةِ السُّنَّةِ يَقُولُونَ: مَن قَالَ اللَّفْظُ بِالقُرْآنِ أَوْ لفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فَهُوَ جَهْمِيٌّ، وَمَنْ قَالَ: إِنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ.
وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ عَنْهُ مَن قَالَ: لفْظِي بِالقُرْآنِ مَخْلُوقٌ - يَعْنِي بِهِ القُرْآنَ - فَهُوَ جَهْمِيٌّ؛ لأَنَّ اللَّفْظَ يُرَادُ بِهِ مَصْدَرُ لفِظَ يَلْفِظُ لفْظاً. وَمُسَمَّى هَذَا فِعْلُ العَبْدِ، وَفِعْلُ العَبْدِ مَخْلُوقٌ، وَيُرَادُ بِاللَّفْظِ القَوْلُ الذي يَلْفِظُ بِهِ اللافِظُ وَذَلكَ كَلامُ اللَّهِ لا كَلامُ القَارِئِ، فَمَنْ قَالَ: إِنَّهُ مَخْلُوقٌ فَقَدْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لمْ يَتَكَلَّمْ بِهَذَا القُرْآنِ وَأَنَّ هَذَا الذي يَقْرَؤُهُ المُسْلمُونَ ليْسَ هُوَ كَلامَ اللَّهِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا مُخَالِفٌ لِمَا عُلِمَ بِالاضْطِرَارِ مِن دِينِ الرَّسُولِ، وَأَمَّا صَوْتُ العَبْدِ فَهُوَ مَخْلُوقٌ.
وَقَدْ صَرَّحَ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ بِأَنَّ الصَّوْتَ المَسْمُوعَ صَوْتُ العَبْدِ وَلَمْ يَقُلْ أَحْمَدُ قَطُّ: مَن قَالَ: إِنَّ صَوْتِيَ بِالقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فَهُوَ جَهْمِيٌّ وَإِنَّمَا قَالَ: مَن قَالَ: لفْظِي بِالقُرْآنِ.
وَالفَرْقُ بَيْنَ لفْظِ الكَلامِ وَصَوْتِ المُبَلِّغِ لهُ فَرْقٌ وَاضِحٌ، فَكُلُّ مَن بَلَّغَ كَلامَ غَيْرِهِ بِلَفْظِ ذَلكَ الرَّجُلِ فَإِنَّمَا بَلَّغَ لفْظَ ذَلكَ الغَيْرِ لا لفْظَ نَفْسِهِ، وَهُوَ إِنَّمَا بَلَّغَهُ بِصَوْتِ نَفْسِهِ لا بِصَوْتِ ذَلكَ الغَيْرِ وَنَفْسِ اللَّفْظِ والتِّلاوةِ وَالقِرَاءةِ وَالكِتَابَةِ وَنَحْوِ ذَلكَ لَمَّا كَانَ يُرَادُ بِهِ المَصْدَرُ الذي هُوَ حَرَكَاتُ العِبَادِ وَمَا يَحْدُثُ عَنْهَا مِن أَصْوَاتِهِمْ وَشَكْلِ المِدَادِ، وَيُرَادُ بِهِ نَفْسُ الكَلامِ الذي يَقْرَؤُهُ التَّالي وَيَتْلُوهُ وَيَلْفِظُ بِهِ وَيَكْتُبُهُ، مَنَعَ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ مِن إِطْلاقِ النَّفْيِ وَالإِثْبَاتِ الذي يَقْتَضِي جَعْلَ صِفَاتِ اللَّهِ مَخْلُوقَةً أَوْ جَعْلَ صِفَاتِ العِبَادِ ومِدادَهُمْ غَيْرَ مَخْلُوقٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: نَقُولُ: القُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ حَيْثُ تَصَرَّفَ - أَيْ حَيْثُ تُلِيَ وَكُتِبَ وَقُرِئَ مِمَّا هُوَ فِي نَفْسِ الأَمْرِ كَلامُ اللَّهِ فَهُوَ كَلامُهُ، وَكَلامُهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَمَا كَانَ مِن صِفَاتِ العِبَادِ وَأَفْعَالهِمُ الَّتِي يَقْرَءُونَ وَيَكْتُبُونَ بِهَا كَلامَهُ كَأَصْوَاتِهِمْ ومِدادِهم فَهُوَ مَخْلُوقٌ. وَلهَذَا مَن لمْ يَهْتَدِ إِلَى هَذَا الفَرْقِ يَحَارُ فَإِنَّهُ مَعْلُومٌ أَنَّ القُرْآنَ وَاحِدٌ وَيَقْرَؤُهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ. وَالقُرْآنُ لا يَكْثُرُ فِي نَفْسِهِ بِكَثْرَةِ قِرَاءَةِ القُرَّاءِ وَإِنَّمَا يَكْثُرُ مَا يَقْرَءُونَ بِهِ القُرْآنَ، فَمَا يَكْثُرُ وَيَحْدُثُ فِي العِبَادِ فَهُوَ مَخْلُوقٌ، وَالقُرْآنُ نَفْسُهُ لفْظُهُ وَمَعْنَاهُ الذي تَكَلَّمَ اللَّهُ بِهِ وَسَمِعَهُ جِبْرِيلُ مِن اللَّهِ وَسَمِعَهُ مُحَمَّـدٌ مِن جِبْرِيلَ وَبَلَّغَهُ مُحَمَّدٌ إِلَى النَّاسِ وَأَنْذَرَ بِهِ الأُمَمَ لقَوْلهِ تَعَالَى:{ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } ـ قُرْآنٌ وَاحِدٌ وَهُوَ كَلامٌ اللَّهِ ليْسَ بِمَخْلُوقٍ.). [الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية: ؟؟] (م)
)


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 12 صفر 1435هـ/15-12-2013م, 08:18 AM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

الآثار المروية عن السلف في أن القرآن منزل من رب العالمين، منه بدأ وإليه يعود

حماد بن زيد رحمه الله
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ):
(
أخبرت عن أبي النعمان عارم أنه قال: قال حماد بن زيد: (القرآن كلام الله عز وجل أنزله جبريل عليه السلام من عند رب العالمين عز وجل) ). [السنة: 1/ 156] (م)

قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (وأخبرنا محمّدٌ قال: أخبرنا أحمد قال: ثنا عبد اللّه قال: أخبرت عن أبي النّعمان عارمٍ قال: سمعت حمّاد بن زيدٍ يقول: القرآن كلام اللّه عزّ وجلّ، أنزله جبريل من عند ربّ العالمين). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/384]


وكيع بن الجراح الرؤاسي رحمه الله
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ):
(حدثني أبو بكر بن زنجويه حدثني محمد بن داود الحراني سمعت وكيعا يقول: (
القرآن كلام الله عز وجل أنزله جبريل على محمد عليهما السلام، كل صاحب هوى يعرف الله عز وجل ويعرف من يعبد إلا الجهمية لا يدرون من يعبدون، بشر المريسي وأصحابه) ). [السنة: 1/ 116] (م)


سفيان بن عيينة الهلالي رحمه الله

قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (أخبرنا أحمد بن عبيدٍ قال: أخبرنا محمّد بن الحسين قال: ثنا أحمد بن زهيرٍ قال: ثنا أبو زكريّا يحيى بن يوسف الزّمّيّ قال: سمعت سفيان بن عيينة، وقال له رجلٌ عنده: إنّ قومًا يزعمون أنّ القرآن مخلوقٌ، ففزع وقال: (مَهْ! - مرّتين أو ثلاثًا - إنّ القرآن من عند اللّه جاء، وإلى اللّه يعود، وهو قرآنٌ كما سمّاه اللّه). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/384]


أقوال العلماء
قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ) : (ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ). [العقيدة الواسطية:؟؟]
- قال عبد العزيز بن ناصر الرشيد (ت: 1408): ( قولُه: (مُنَزَّلٌ)
ش: هَذَا ردٌّ لكلامِ الجهميَّةِ والمعتزِلةِ ممَّن يقولُ: إنَّه لم يُنَزَّلْ مِنه، فبيَّنَ في غيرِ موضعٍ أنَّه مُنَزَّلٌ مِن اللَّهِ، فمَن قال إنَّه مُنَزَّلٌ مِن بعضِ المخلوقاتِ كاللَّوْحِ والهواءِ فهُوَ مُفترٍ على اللَّهِ مكذِّبٌ لكتابِه، قال تعالى: (تَنـزِيلٌ مَّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ). وقال: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ) وروحُ القُدُسِ جبريلُ، وهُوَ الرُّوحُ الأمينُ المذكورُ في قولِه: (نَزَلَ بِهِ الرُوحُ الأَمِينُ) فجبريلُ -عليه السَّلامُ- سَمِعَه مِن اللَّهِ، والنَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- سَمِعَه مِن جبريلَ، ولم يَقُلْ أحدٌ مِن السَّلَفِ إنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- سَمِعَه مِن اللَّهِ، وإنَّما قاله بعضُ المتأخِّرين، والآيةُ صريحةٌ في الردِّ عليهم، وصريحةٌ في أنَّه المتكلِّمُ به، وأنَّه مِنه نزَلَ، ومنه بَدَأ, وهُوَ الذي تكلَّمَ به، ومنِ هنا قال السَّلَفُ مِن اللَّهِ بدأَ، فأخبرَ في الآياتِ المتقدِّمةِ أنَّه مُنَزَّلٌ مِن اللَّهِ ولم يُخبِرْ عن شيءٍ أنَّه منَزَّلٌ مِن اللَّهِ إلا كلامَه، بخلافِ نُزولِ الملائكةِ والمطرِ والحديدِ وغيرِ ذَلِكَ، وقد تَقدَّمَ ذِكرُ أقسامِ الإنزالِ في الكلامِ على الآياتِ.). [التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية: ؟؟] (م)


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 12 صفر 1435هـ/15-12-2013م, 08:18 AM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

لا يجوز إطلاق القول بأن القرآن حكاية عن كلام الله ولا عبارة عن كلام الله

قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (
سياق ما دلّ من الآيات من كتاب اللّه تعالى وما روي عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم والصّحابة والتّابعين على أنّ القرآن تكلّم اللّه به على الحقيقة، وأنّه أنزله على محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وأمره أن يتحدّى به، وأن يدعو النّاس إليه، وأنّه القرآن على الحقيقة. متلوٌّ في المحاريب، مكتوبٌ في المصاحف، محفوظٌ في صدور الرّجال، ليس بحكايةٍ ولا عبارةٍ عن قرآنٍ، وهو قرآنٌ واحدٌ غير مخلوقٍ وغير مجعولٍ ومربوبٍ، بل هو صفةٌ من صفات ذاته، لم يزل به متكلّمًا، ومن قال غير هذا فهو كافرٌ ضالٌّ مضلٌّ مبتدعٌ مخالفٌ لمذاهب السّنّة والجماعة
). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/364]

قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ) : (وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.
ولا يجوزُ إِطلاقُ القَوْلِ بأَنَّهُ حِكايةٌ عَنْ كلامِ اللهِ، أَو عِبارَةٌ، بلْ إِذا قَرَأَهُ النَّاسُ أَوْ كَتَبُوهُ في المصاحِفِ؛ لمْ يخْرُجْ بذلك عنْ أَنْ يَكونَ كَلامَ اللهِ تعالى حَقيقةً، فإِنَّ الكلامَ إِنَّما يُضَافُ حقيقةً إِلى مَنْ قالَهُ مُبْتَدِئاً، لا إِلى مَن قالَهُ مُبَلِّغاً مُؤدِّياً.
وهُوَ كَلامُ اللهِ؛ حُروفُهُ، ومَعانيهِ، ليسَ كَلامُ اللهِ الحُروفَ دُونَ المَعاني، ولا المَعانِيَ دُونَ الحُروفِ). [العقيدة الواسطية:؟؟]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة