العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 شعبان 1431هـ/18-07-2010م, 03:15 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة طه

التفسير اللغوي لسورة طه

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 08:00 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 36]

{طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8) وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16) وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى (23) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36)}

{تفسير قوله تعالى: (طه (1)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {طه} [سورة طه: 1] حدّثنا الحسن بن دينارٍ، عن الحسن قال: {طه} [طه: 1] : يا رجل.
سعيدٌ، عن قتادة قال: {طه} [طه: 1] : يا رجل.
قرّة بن خالدٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ قال: {طه} [طه: 1] يا رجل.
قال: وهي بالنّبطيّة ثمّ قال الضّحّاك: ايطه ايطه). [تفسير القرآن العظيم: 1/251]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(قوله: {طه}

حرف هجاء. وقد جاء في التفسير طه: يا رجل، يا إنسان ... حدثني قيس بن الربيع، قال: حدثني عاصم عن زرّ بن حبيش، قال: قرأ رجل على ابن مسعود طه بالفتح، قال فقال له عبد الله طه بالكسر قال فقال له الرجل يا أبا عبد الرحمن أليس أنما أمر أن يطأ قدمه. قال: فقال له طه. هكذا أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وكان بعض القراء يقطّعها ط ه قرأها أبو عمرو بن العلاء طاهي هكذا). [معاني القرآن: 2/174]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {طه} ساكنٌ لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتي مجازهن مجاز حروف التهجي ومجاز موضعه في المعنى كمجاز ابتداء فواتح سائر السور، قال أبو طفيلة الحرمازي، فزعم أن طه " يا رجل "، ولا ينبغي أن يكون إسماً لأنه ساكن لو كان إسماً لدخله الإعراب). [مجاز القرآن: 2/15]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {طه}
قال: {طه} منهم من يزعم أنها حرفان مثل {حمّ} ومنهم من يقول {طه} يعني: يا رجل في بعض لغات العرب). [معاني القرآن: 3/3]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى}
يقرأ طه - بفتح الطاء والهاء، وتقرأ طه - بكسرهما - ويقرأ طه – بفتح الطاء وإسكان الهاء، وطه بفتح الطاء وكسر الهاء.
واختلف في تفسيرها فقال أهل اللغة هي من فواتح السّور نحو حم والم، ويروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى رفع رجلا ووضع أخرى فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (طاها) أي طأ الأرض بقدميك جميعا). [معاني القرآن: 3/349]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {طه}: معناه عند ابن عباس: يا رجل يريد النبي –صلى الله عليه وسلم- وقد قيل: أنه أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يطأ الأرض برجليه في صلاته ولا يتكلف الوقوف على رجل واحدة، ولذلك قال بعد ذلك: {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} فتكون (الهاء) عبارة تعود إلى الأرض. ومن قرأ بغير ألف وإسكان الهاء جعل الهاء تعود إلى المكان أو الموضع، وأكثر أقوال العلماء أنها (من حروف التهجي) كـ {الر} و{حم} وشبه ذلك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 151]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {طـهَ}: يا رجل). [العمدة في غريب القرآن: 199]

تفسير قوله تعالى: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ما أنزلنا عليك القرءان لتشقى} [طه: 2] يقول: يا رجل {ما أنزلنا عليك القرءان لتشقى} [طه: 2].
أخبرني عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: لتشقى في الصّلاة كقوله: {فاقرءوا ما تيسّر منه} [المزمل: 20]، وكانوا يعلّقون الحبال بصدورهم في الصّلاة.
- وحدّثني خداشٌ، عن حميدٍ الطّويل، عن أنس بن مالكٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأى حبلًا ممدودًا بين ساريتين في المسجد فقال: " ما هذا الحبل، فقالوا: فلانةٌ ابنة فلانٍ تصلّي فإذا غلبت تعلّقت به، فقال: لتصلّ ما
[تفسير القرآن العظيم: 1/251]
عقلت فإذا غلبت فلتنم ".
- الحسن بن دينارٍ، عن الحسن قال: قال رسول اللّه: «ليصلّ أحدكم من اللّيل ما عقل صلاته، فإذا استعجم عليه القرآن فلينم».
وكان الحسن يقول: إنّ المشركين قالوا للنّبيّ إنّه شقيٌّ، فأنزل اللّه تبارك وتعالى هذه الآية). [تفسير القرآن العظيم: 1/252]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى} مجازه مجاز المقدم والمؤخر وفيه ضمير، وله موضع آخر من المختصر الذي فيه ضمير: ما أنزلنا عليك القرآن إلا تذكرة لمن يخشى لا لتشقى ؛ والموضع الآخر: ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، وما أنزلناه إلا تذكرة لمن يخشى). [مجاز القرآن: 2/15]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى}
أي لتصلّي على إحدى رجليك فتشتد عليك، وقيل طه لغة بالعجمية معناها يا رجل، فأمّا من فتح الطاء والهاء فلأن ما قبل الألف مفتوح، ومن كسر الطاء والهاء، أمال إلى الكسر لأن الحرف مقصور، والمقصور تغلب عليه الإمالة إلى الكسر ومن قرأ طه بإسكان الهاء ففيها وجهان أحدهما أن يكون أصله " طا " بالهمزة فأبدلت منها الهاء كما قالوا في إياك هياك وكما قالوا في أرقت الماء هرقت وجائز أن يكون من " وطي " على ترك الهمزة.
فيكون " ط " يا رجل - ثم أثبت فيها الهاء للوقف فقيل طه). [معاني القرآن: 3/349-350]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إلا تذكرةً لمن يخشى} [طه: 3] يقول: وإنّما أنزله اللّه تبارك وتعالى تذكرةً لمن يخشى اللّه، وأمّا الكافر فلم يقبل التّذكرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/252]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إلاّ تذكرةً...} نصبها على قوله: {وما أنزلناه إلا تذكرةً}). [معاني القرآن: 2/174]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى} مجازه مجاز المقدم والمؤخر وفيه ضمير، وله موضع آخر من المختصر الذي فيه ضمير: ما أنزلنا عليك القرآن إلا تذكرة لمن يخشى لا لتشقى ؛ والموضع الآخر: ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، وما أنزلناه إلا تذكرة لمن يخشى). [مجاز القرآن: 2/15] (م)
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى}
وقال: {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى} بدلا من قوله: {لِتَشْقَى} فجعله "ما أنزلنا القرآن عليك إلاّ تذكرةً"). [معاني القرآن: 3/3]

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {تنزيلا} [طه: 4] أنزله اللّه تنزيلا.
قال: {ممّن خلق الأرض والسّموات العلى} [طه: 4] يعني نفسه). [تفسير القرآن العظيم: 1/252]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {تَنْزِيلًا...} ولو كانت (تنزيلٌ) (على الاستئناف) كان صواباً). [معاني القرآن: 2/174]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا}
وقال: {تَنْزِيلًا} أي: أنزل الله ذلك تنزيلا). [معاني القرآن: 3/3-4]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا}
المعنى أنزلناه تنزيلا، والعلى جمع العليا، يقال: سماء عليا وسموات على، مثل الكبرى والكبر). [معاني القرآن: 3/350]

تفسير قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {الرّحمن على العرش استوى} [طه: 5]
- حدّثني أبو أميّة، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " بين هذه السّماء وبين الّتي فوقها مسيرة خمس مائة سنةٍ، وغلظها مسيرة خمس مائة سنةٍ، وبين السّماء الثّانية وبين السّماء الثّالثة مسيرة خمس مائة سنةٍ، وغلظها مسيرة خمس مائة سنةٍ، حتّى عدّ سبع سمواتٍ هكذا، قال: وبين السّماء السّابعة وبين العرش كما بين سماءين، وغلظ هذه الأرض
مسيرة خمس مائة سنةٍ وبينها وبين الأرض الّتي تحتها مسيرة خمس مائة سنةٍ، وغلظها مسيرة خمس مائة سنةٍ، حتّى عدّ سبع أرضين هكذا ".
- وحدّثني إبراهيم بن محمّدٍ، عن محمّد بن المنكدر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أذن لي أن أحدّث عن ملكٍ من حملة العرش، رجلاه في الأرض السّفلى، وعلى قرنه العرش، وبين شحمة أذنه إلى عاتقه خفقان الطّير
[تفسير القرآن العظيم: 1/252]
مسيرة سبع مائة سنةٍ يقول: سبحانك حيث كنت ".
قال يحيى: بلغني أنّ اسمه زروفيل). [تفسير القرآن العظيم: 1/253]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} أي علا، يقال: استويت فوق الدابة وعلى البعير وعلى الجبل وفوق البيت، أي علوت عليه وفوقه، ورفع الرحمن في مكانين: أحدهما على القطع من الأول المجرور والابتداء وعلى إعمال الفعل، مجازه: استوى الرحمن على العرش). [مجاز القرآن: 2/15]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}
وقال: {الرَّحْمَنُ} أي: هو الرّحمن. وقال بعضهم {الرَّحْمَنُ} أي: تنزيلا من الرحمن.
وقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} يقول "علا" ومعنى "علا": قدر. ولم يزل قادرا ولكن أخبر بقدرته). [معاني القرآن: 3/4]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {على العرش استوى}: استوى استولى وقد يكون كقوله {بلغ أشده واستوى} تم فيكون المعنى: تم). [غريب القرآن وتفسيره: 243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}. قال أبو عبيدة: علا. قال: وتقول استويت فوق الدابة، واستويت فوق البيت.
وقال غيره: استوي: استقر. واحتج بقول اللّه عز وجل: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ}، أي استقررت في الفلك.
وقوله: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ} أي انتهي شبابه واستقر، فلم يكن في نباته مزيد). [تفسير غريب القرآن: 277]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}
الاختيار الرفع، ويجوز الخفض على البدل من " من " المعنى تنزيلا من خالق الأرض والسّماوات الرحمن، ثم أخبر بعد ذلك فقال: على العرش استوى، وقالوا معنى {اسْتَوَى} استولى - واللّه أعلم. والذي يدل عليه استوى في اللغة على ما فعله من معنى الاستواء). [معاني القرآن: 3/350]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اسْتَوَى}: عمد). [العمدة في غريب القرآن: 199]

تفسير قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {له ما في السّموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثّرى} [طه: 6] الحسن بن دينارٍ، عن أبي رجاءٍ العطارديّ قال: الثّرى، الّذي تحت الماء، الّذي يستقرّ عليه الماء فهو يعلم ما تحت ذلك الثّرى الّذي مستقرّ الماء عليه.
سعيدٌ، عن قتادة قال: الثّرى كلّ شيءٍ مبتلٍّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/253]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ)
: ( {له ما في السموات وما في الأرض}). [غريب القرآن وتفسيره: 243]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى}
الثرى في اللغة الندى، وما تحت الأرض ندى، وجاء في التفسير وما تحت الثرى ما تحت الأرض). [معاني القرآن: 3/350]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} أي: التراب الندي). [ياقوتة الصراط: 345]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإن تجهر بالقول فإنّه يعلم السّرّ وأخفى} [طه: 7] سعيدٌ، عن قتادة قال: السّرّ ما حدّثت به نفسك، وأخفى منه ما هو كائنٌ ممّا لم تحدّث به نفسك.
الحسن بن دينارٍ، عن قتادة قال: السّرّ ما أخفيت في نفسك، وأخفى منه ما علم اللّه تبارك وتعالى أنّك عاملٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/253]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يَعْلَمُ السِّرَّ...} ما أسررته {وَأَخْفَى}: ما حدّثت به نفسك). [معاني القرآن: 2/174]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} يعني والخفى الذي حدثت به نفسك ولم تسره إلى أحد، وقد يوضع " افعل " في موضع الفاعل ونحوه، قال:

تمنّى رجالٌ أن أموت وإن أمت=فتلك سبيلٌ لست فيها بأوحد
وله موضع آخر من المختصر الذي فيه ضمير يعلم السر وأخفى من السر). [مجاز القرآن: 2/16]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {السر وأخفى} وأخفى: ما حدثت به نفسك). [غريب القرآن وتفسيره: 243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {يَعْلَمُ السِّرَّ}: ما أسررته ولم تظهره
{وَأَخْفَى}: ما حدّثت به نفسك). [تفسير غريب القرآن: 277]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}
فالسّر ما أكننته في نفسك، و " أخفى " ما يكون من الغيب الذي لا يعلمه إلا اللّه). [معاني القرآن: 3/350]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَعْلَمُ السِّرَّ}: ما أسررته لغيرك ولم تظهره.
{وَأَخْفَى}: ما حدثت به نفسك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 151]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَخْفَى}: حديث النفس). [العمدة في غريب القرآن: 199]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {اللّه لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى} [طه: 8]
- الحسن بن دينارٍ، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: إنّ للّه تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً غير واحدٍ، من أحصاها دخل الجنّة.
خداشٌ، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النّبيّ مثل ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/253]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}

يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((للّه تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة )).
وتأويل من أحصاها دخل الجنة، من وحّد اللّه وذكر هذه الأسماء الحسنى يريد بها توحيد اللّه وإعظامه دخل الجنة.
وقد جاء أنه من قال لا إله إلا اللّه دخل الجنة، فهذا لمن ذكر اسم الله موحّدا له به فكيف بمن ذكر أسماءه كلّها يريد بها توحيده والثناء عليه). [معاني القرآن: 3/350-351]

تفسير قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وهل أتاك حديث موسى} [طه: 9] أي: قد أتاك حديث موسى.
وقال السّدّيّ: يقول: قد أتاك حديث موسى). [تفسير القرآن العظيم: 1/253]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(هل: تكون للاستفهام...، والمفسّرون يجعلونها في بعض المواضع بمعنى: «قد»، كقوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}، أي قد أتى وقوله: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} و {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}، {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ}،

و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ}؟.
هذا كله عندهم بمعنى: (قد) ). [تأويل مشكل القرآن: 538] (م)
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وَهَلْ أَتَاكَ} أي: قد أتاك). [ياقوتة الصراط: 345]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إذ رأى نارًا} [طه: 10] أي عند نفسه، وإنّما كانت نورًا.
{فقال لأهله امكثوا إنّي آنست نارًا} [طه: 10] يعني: أنّي رأيت نورًا.
وهو تفسير السّدّيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/253]
{لعلّي آتيكم منها بقبسٍ} [طه: 10] وقال في آية أخرى: {سآتيكم منها بخبرٍ أو آتيكم بشهابٍ قبسٍ لعلّكم تصطلون} [النمل: 7] لكي تصطلوا، وكان شاتيًا.
وقال في هذه: {لعلّي آتيكم منها بقبسٍ أو أجد على النّار هدًى} [طه: 10] هداةً يهدونه الطّريق في تفسير سعيدٍ عن قتادة.
وقال السّدّيّ: مرشدًا للطّريق.
وقال الحسن: وكان على غير الطّريق، كان يمشي متوكّلًا على ربّه متوجّهًا بغير علمٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/254]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا...}:

وجدت ناراً. والعرب تقول: اخرج فاستأنس هل ترى شيئا. ومن أمثال العرب بعد اطّلاع إيناس. وبعضهم يقول بعد طلوع إيناس.
وقوله: {لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ} القبس مثل النار في طرف العود أو في القصبة. وقوله: {أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} يعني هاديا. فأجزأ المصدر من الهادي. وكان موسى قد أخطأ الطريق). [معاني القرآن: 2/174-175]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {آَنَسْتُ نَارًا}: أبصرت. وتكون في موضع آخر: علمت كقوله: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} [سورة النساء آية: 6]،
أي علمتم). [تفسير غريب القرآن: 277]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى }
القبس ما أخذته في رأس. عود من النّار أو رأس فتيلة.
{أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} جاء في التفسير أنه -صلى الله عليه وسلم- ضل الطريق وجاء أنه ضل عن الماء، فرجا أن يجد عند النار من يهديه الطريق أو يدلّه على الماء).
[معاني القرآن: 3/351]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {آَنَسْتُ} أي: أبصرت). [ياقوتة الصراط: 345]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بِقَبَسٍ} أي: بشعلة). [ياقوتة الصراط: 345]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {هُدًى} أي: هاديا). [ياقوتة الصراط: 346]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {آنَسْتُ نَارًا}: أي أبصرت. {وآنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا}: أي علمتم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فلمّا أتاها} [طه: 11] يعني: أتى النّار الّتي ظنّ أنّها نارٌ، {نودي يا موسى {11} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/254]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({نودي يا موسى {11} إنّي أنا ربّك فاخلع نعليك} [طه: 11-12] سعيدٌ، عن قتادة قال: كانتا من جلد حمارٍ ميّتٍ.
فخلعهما ثمّ أتى.
قوله: {إنّك بالواد المقدّس طوًى} [طه: 12] والمقدّس: المبارك.
سعيدٌ، عن قتادة قال: قدّس مرّتين، أي بورك مرّتين، واسمه طوًى.
الفرات بن سلمان، عن عبد الكريم الجزريّ، عن عكرمة قال: {طوًى} [طه: 12] يعني: إيطأ الوادي.
وقال الحسن: طوي بالبركة مرّتين). [تفسير القرآن العظيم: 1/254]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: { يَا مُوسَى...}

{إِنِّي...} إن جعلت النداء واقعاً على (موسى) كسرت {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} وإن شئت أوقعت النداء على (أنّي) وعلى (مُوسَى) وقد قرئ بذلك.
وقوله: {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ} ذكر أنهما كانتا من جلد حمارٍ ميّتٍ فأمر بخلعهما لذلك. وقوله {طُوًى} قد تكسر طاؤه فيجرى. ووجه الكلام (الإجراء إذا كسرت الطاء) وإن جعلته اسماً لما حول الوادي جاز ألاّ يصرف؛ كما قيل {وَيَوْمَ حُنَيْن إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ} فأجروا حنيناً؛ لأنه اسم للوادي. وقال الشاعر في ترك إجرائه:
نصروا نبيّهم وشدّوا أزره=بحنين يوم تواكل الأبطال
نوي أن يجعل (حنين) اسماً للبدة فلم يجره. وقال الآخر:
ألسنا أكرم الثقلين رحلا=وأعظمه ببطن حراء نارا
فلم يجر حراء وهو جبل لأنه جعله اسماً للبلدة التي هو بها.
وأمّا من ضمّ (طوى) فالغالب عليه الانصراف. وقد يجوز ألا يجرى يجعل على جهة فعل؛ مثل زفر وعمر ومضر ... يقرأ {طُوًى} مجراة). [معاني القرآن: 2/175-176]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ} طوى يكسر أوله قومٌ وبضمه قوم كمجاز قوله:
ألا يا سلمى يا هند هند بني بدر=وإن كان حياناً عدًى آخر الدّهر
وعدًى ومن جعل طوًى إسم أرض لم ينون فيه لأنه مؤنث لا ينصرف ومن جعله اسم الوادي صرفه لأنه مذكر، ومن جعله ممصدراً بمعنى " نودي مرتين " صرفه كقولك: ناديته ثني وطوى، قال عدي بن زيد:
أعازل أن اللّوم في غير كنهه=علىّ ثنّي من غيّك المتردد
ويقول قوم: على ثنىً أي مرة: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} له موضعان موضع كتمان وموضع إظهار كسائر حروف الأضداد
أنشدني أبو الخطاب قول امرئ القيس بن عابسٍ الكندي عن أهله في بلده:
وإن تدفنوا الدّاء لا نخفيه=وإن تبعثوا الحرب لا نقعد
أي لا نظهره، ومن يلغي الألف منها في هذا المعنى أكثر،
وقال علقمة ابن عبدة وقال بعضهم امرؤ القيس:
خفاهن من أنفاقهن كأنما=خفاهن ودق من عشيّ مجلّب
أي أظهرهن، ويقال: خفيت ملتي من النار، أي أخرجتها منها وكذلك خفايا الركايا، تقول خفيت ركيةً، أي استخرجتها). [مجاز القرآن: 2/16-17]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {طوى}: موضع). [غريب القرآن وتفسيره: 243]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}
ويقرأ أنّي أنا - بالفتح والكسر، فمن قرأ " أني " فالمعنى نودي بأني أنا ربّك، وموضع " أنّي " نصب.
ومن قرأ {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} بالكسر فالمعنى نودي يا موسى إنّي أنا ربّك.
{فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} روي أنه أمر بخلعهما لأنهما كانتا من جلد حمار ميّت، وروي أنه أمر بخلعهما ليطأ بقدميه الوادي المقدس، وروي أنه قدس مرتين.
وقوله: {طُوًى} اسم الوادي، ويجوز فيه أربعة أوجه:
طوى - بضم أوله، بغير تنوين وتنوين وبكسر أوله - بتنوين وبغير تنوين. فمن نوّنه فهو اسم الوادي، وهو مذكر سمّي بمذكر على فعل نحو حطم وصرد.
ومن لم ينونه ترك صرفه من جهتين:
إحداهما أن يكون معدولا عن " طاء " فيصير مثل عمر المعدول عن عامر.
والجهة الأخرى أن يكون اسما للبقعة كما قال الله عزّ وجلّ:
{فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ} وإذا كسر ونوّن طوى فهو - مثل معى وضلع - مصروف. ومن لم ينوّن جعله اسما للبقعة). [معاني القرآن: 3/351-352]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {الْمُقَدَّسِ} أي: المطهر). [ياقوتة الصراط: 346]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({طُوًى}: وادي). [العمدة في غريب القرآن: 199]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وأنا اخترتك} [طه: 13] أي لرسالتي ولكلامي.
{فاستمع لما يوحى} [طه: 13] إليك). [تفسير القرآن العظيم: 1/254]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ...}

وتقرأ [وأنّا اخترناك] مردودة على [ نُودِيَ ] نودي أنّا اخترناك، وإنّا اخترناك فإذا كسرها استأنفها). [معاني القرآن: 2/176]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عزّ وجلّ - {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى}
ويقرأ (وأنّا اخترناك)، فمن قرأ: (وأنّا اخترناك) فالمعنى يؤدي بـ (وأنّا اخترناك) ويجوز (وإنّا اخترناك) على وجهين:
على الاستئناف وعلى معنى الحكاية لأنّه معنى يؤدى قيل له إنّا اخترناك). [معاني القرآن: 3/352]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إنّني أنا اللّه لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصّلاة لذكري} [طه: 14]
- همّامٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من نسي صلاةً فليصلّها إذا ذكرها لا كفّارة لها إلا ذلك».
قال: سمعت قتادة بعد ذلك يقول: لأنّ اللّه يقول: {وأقم الصّلاة لذكري} [طه: 14]
- سعيدٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من نسي صلاةً أو نام عنها فليصلّها إذا ذكرها».
قال قتادة: لأنّ اللّه يقول: {وأقم الصّلاة لذكري} [طه: 14]
- سعيدٌ، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من نسي الصّلاة أو نام عنها فليصلّها إذا ذكرها».
قال قتادة: لأنّ اللّه يقول: {وأقم الصّلاة لذكري} [طه: 14]
وتفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه: إذا صلّى العبد ذكر اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/255]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي...}

ويقرأ: (لذكرا) بالألف فمن قال (ذكرا) فجعلها بالألف كان على جهة الذكرى. وإن شئت جعلتها ياء إضافة حوّلت ألفاً لرءوس الآيات؛ كما قال الشاعر:
أطوّف ما أطوّف ثم آوي =إلى أمّا ويرويني النقيع
والعرب تقول بأبا وأمّا يريدون: بأبي وأمّي. ومثله {يا ويلتا أعجزت} وإن شئت جعلتها ياء إضافة وإن شئت ياء ندبة و{يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} ).
[معاني القرآن: 2/176]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} أي لتذكرني فيها). [تفسير غريب القرآن: 277]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}
{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} هذا على معنيين:
أحدهما أقم الصلاة لأن تذكرني لأن الصلاة لا تكون إلا بذكر اللّه،
والمعنى الثاني هو الذي عليه الناس ومعناه أقم الصلاة متى ذكرت أنّ عليك صلاة كنت في وقتها أو لم تكن، لأن اللّه عزّ وجلّ لا يؤاخذنا إن نسينا ما لم نتعمّد الأشياء التي تشغل وتلهي عن الصلاة، ولو ذكر ذاكر أنّ عليه صلاة في وقت طلوع الشمس أو عند مغيبها وجب أن يصفيها. وقرئت للذكرى - معناه في وقت ذكرك). [معاني القرآن: 3/352]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ السّاعة} [طه: 15] يعني القيامة.
{آتيةٌ أكاد أخفيها} [طه: 15]
- حدّثني أشعث، عن عطاء بن السّائب، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: {أكاد أخفيها} [طه: 15] من نفسي.
[تفسير القرآن العظيم: 1/255]
- سعيدٌ، عن قتادة قال: هي في قراءة أبيّ بن كعبٍ: أكاد أخفيها من نفسي.
وحدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قال: قضى اللّه تبارك وتعالى ألا تأتيكم السّاعة إلا بغتةً.
قوله: {لتجزى كلّ نفسٍ بما تسعى} [طه: 15] إنّما تجيء السّاعة {لتجزى كلّ نفسٍ بما تسعى} [طه: 15] بما تعمل). [تفسير القرآن العظيم: 1/256]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
( وقوله: {أَكَادُ أُخْفِيهَا...}

قرأت القراء {أَكَادُ أُخْفِيهَا} بالضمّ. وفي قراءة أبيّ (إن السّاعة آتية أكاد أخفيها من نفسي فكيف أظهركم عليها) وقرأ سعيد بن جبير (أَخْفِيها) بفتح الألف ... حدثني الكسائي عن محمد بن سهل عن وقاء عن سعيد بن جبير أنه قرأ (أَخْفِيها) بفتح الألف من خفيت. وخفيت: أظهرت وخفيت: سترت.
... قال: الكسائي والفقهاء يقولون. قال الشاعر:
فإن تدفنوا الداء لا نخفه = وإن تبعثوا الحرب لا نقعد
يريد لا نظهره). [معاني القرآن: 2/176-177]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أكاد أخفيها}: أظهرها وأخفيها بمعنى واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 244]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أَكَادُ أُخْفِيهَا} أي أسترها من نفسي. وكذلك هي في قراءة أبي: «أكاد أخفيها من نفسي».
{فتَرْدَى} أي تهلك. والرّدي: الموت والهلاك). [تفسير غريب القرآن:277-278]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}
بضم الألف، وجاء في التفسير: أكاد أخفيها من نفسي، فالله أعلم بحقيقة هذا التفسير، وقرئت: أكاد أخفيها - بفتح الألف - معناه أكاد أظهرها
قال امرؤ القيس:
فإن تدفنوا الداء لا نخفه=وإن توقدوا الحرب لا نقعد
أي أن تدفنوا الداء لا نظهره.
وهذه القراءة الثانية أبين في المعنى، لأن معنى أكاد أظهرها، أي قد أخفيتها وكدت أظهرها..
وقوله: {لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} معنى {بِمَا تَسْعَى} بما تعمل، و {لِتُجْزَى} متعلق بقوله: {إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ}
لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى
ويجوز أن يكون على أقم الصلاة لذكري لتجزى كل نفس بما تسعى). [معاني القرآن: 3/352-353]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَكَادُ أُخْفِيهَا}: أي أسرها من نفسي وفي قراءة"أبي" (أكاد أخفيها في نفسي) ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أُخْفِيها}: أسرّ ما في نفسي). [العمدة في غريب القرآن: 199]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فلا يصدّنّك عنها} [طه: 16] عن الإيمان بها، بالسّاعة.
{من لا يؤمن بها واتّبع هواه} [طه: 16] يعني شهوته.
تفسير السّدّيّ.
{فتردى} [طه: 16] في النّار.
والتّردّي التّباعد من اللّه.
وقال السّدّيّ: {فتردى} [طه: 16] يقول: فتهلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/256]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا...}

يريد الإيمان ويقال عن السّاعة: عن إتيانها. وجاز أن تقول: عنها وأنت تريد الإيمان كما قال {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا} ثم قال {إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ}
يذهب إلى الفعلة). [معاني القرآن: 2/177]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فَتَرْدَى} فتهلك، يقال: رديت، تقديرها، شقيت، وقال دريد، حيث تنادوا:
تنادو فقالوا أردت الخيل فارساً=فقلت أعبد الله ذلكم الرّدى).
[مجاز القرآن: 2/17]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فتردى}: تهلك. قد ردي وأرديته أنا). [غريب القرآن وتفسيره: 244]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى}
معناه واللّه أعلم فلا يصدنك عن التصديق بها من لا يؤمن بها، أي من لا يؤمن بأنها تكون، وخطاب النبي - صلى الله عليه وسلم - هو خطاب سائر أمته.
ومعنى لا يصدّنّك عنها: لا يصدّنّكم، قال اللّه عزّ وجلّ: {يا أيّها النّبيّ إذا طلّقتم النّساء}. فنبّه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالخطاب وخوطب هو وأمته بقوله {إذا طلّقتم}.
وقوله: {فَتَرْدَى} معناه فتهلك، يقال ردي يردى ردى، إذا هلك،
وكذلك تردّى إذا هلك في قوله عزّ وجلّ: {وما يُغْنِي عَنهُ مَالُه إذا تَرَدّى}. [معاني القرآن: 3/353]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَتَرْدَى}: أي تهلك. والردى: الموت والهلاك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَتَرْدى}: تهلك). [العمدة في غريب القرآن: 200]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما تلك بيمينك يا موسى} [طه: 17] يسأله عن العصا الّتي في يده اليمنى وهو أعلم بها). [تفسير القرآن العظيم: 1/256]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى...} يعني عصاه. ومعنى {تِلْكَ} هذه.

وقوله: {بِيَمِينِكَ} في مذهب صلة لتلك؛ لأن تلك وهذه توصلان كما توصل الذي قال الشاعر:
عدس ما لعبّاد عليك إمارة =أمنت وهّذا تحملين طليق
وعدس زجر للبغل يريد الذي تحملين طليق). [معاني القرآن: 2/177]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يأتي الكلام على مذهب الاستفهام وهو تقرير كقوله سبحانه: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ}، {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى}، و{مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ}، {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ} ). [تأويل مشكل القرآن: 279] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى}
تلك اسم مبهم يجري مجرى التي، ويوصل كما توصل التي، المعنى : ما التي بيمينك يا موسى.
وهذا الكلام لفظه لفظ الاستفهام ومجراه في الكلام مجرى ما يسأل عنه، ويجيب المخاطب بالإقرار به لتثبت عليه الحجة بعدما قد اعترف مستغنى بإقراره عن أن يجحد بعد وقوع الحجة، ومثله من الكلام أن تري المخاطب ماء فتقول له ما هذا فيقول ماء، ثم تحيله بشيء من الصبغ فإن قال إنه لم يزل هكذا قلت له: ألست قد اعترفت بأنه ماء؟ ).
[معاني القرآن: 3/353-354]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال} [طه: 18] موسى.
{هي عصاي أتوكّأ عليها وأهشّ بها على غنمي} [طه: 18] قال قتادة: كان يهشّ بها على غنمه ورق الشّجر، أي يخبط بها ورق الشّجر لغنمه.
{ولي فيها مآرب أخرى} [طه: 18] سعيدٌ، عن قتادة قال: المآرب، الحوائج.
قال يحيى: بلغني أنّ من تلك الحوائج الأخرى أنّه كان يستظلّ بها). [تفسير القرآن العظيم: 1/256]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي...}

أضرب بها الشجر اليابس ليسقط ورقها فترعاه غنمه {وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى} يعني حوائج جعل أخرى نعتاً للمآرب وهي جمع. ولو قال: أخر، جاز كما قال الله {فعدّة من أيّامٍ أخر} ومثله {وللّهِ الأسْماءُ الْحُسْنَى}). [معاني القرآن: 2/177]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وأهشّ بها على غنمي} أي أختبط بها فأضرب بها الأغصان ليسقط ورقها على غنمي فتأكله،
قال:
أهشّ بالعصا على أغنامي=من ناعم الأراك والبشام).
[مجاز القرآن: 2/17]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {مَآَرِبُ أُخْرَى} واحدتها مأربة ومأربة، الراء مفتوحة ويضمها قوم، ومعناها حوائج وهي من قولهم: لا أرب لي فيها، لأي لا حاجة لي). [مجاز القرآن: 2/17]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى}
وقال: {مَآَرِبُ أُخْرَى} وواحدتها: "مأربةٌ"). [معاني القرآن: 3/4]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وأهش بها}: أضرب بها الورق لها. خبطت وهششت واحد.
{ومآرب أخرى}: حوائج. واحدها مأربة ومأربة ومأربة). [غريب القرآن وتفسيره: 244]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي}: أخبط بها الورق.
{وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى} أي حوائج اخرى. واحدها: مأربة ومأربة). [تفسير غريب القرآن: 278]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى}
وقرئ هي عصى بغير ألف، وأجودهما عصاي. وعصى لغة هذيل.
والأصل في يا الإضافة أن يكسر ما قبلها، تقول هذا حجري فتكسر الراء وهي في موضع ضم وكذلك رأيت حجري، فإذا جاءت بعد الألف المقصورة لم تكسرها؛ لأن الألف لا تحرّك، وكذلك إذا جاءت بعد ألف التثنية في الرفع في قولك هما غلاماي، وبعد ياء النصب في قولك: رأيت غلاميّ، وبعد كل ياء قبلها - كسرة نحو هذا قاضى ورأيت مسلميّ، فجعلت هذيل بدلا من كسرة الألف تغييرها إلى الياء، وليس أحد من النحويين إلا وقد حكى هذه اللغة.
قال أبو ذؤيب:
سبقوا هويّ وأعنقوا لهواهم= فتخرّموا ولكلّ جنب مصرع
قوله: {وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي}.
جاء في التفسير أخبط بها الشجر، واشتقاقه من أني أحيل الشيء إلى الهشاشة والإمكان.
وقوله: {وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى}.
جاء في التفسير حاجات أخر، وكذلك هو في اللغة، وواحد المآرب مأربة وماربة. وجاء (أخرى) على لفظ صفة الواحدة، لأن مآرب في معنى جماعة فكأنّها جماعات من الحاجات الأخرى، فلو جاءت أخر كان صوابا). [معاني القرآن: 3/354-355]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَهُشُّ بِهَا}: أي أخبط بها الورق. {مَآرِبُ}: حوائج). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَهُشُّ}: أضرب الورق ، {مَآرِبُ}: حوائـج). [العمدة في غريب القرآن: 200]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ألقها يا موسى {19} فألقاها فإذا هي حيّةٌ تسعى {20}} [طه: 19-20] أي: تزحف على بطنها بسرعةٍ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/256]
سعيدٌ، عن قتادة قال: فإذا هي حيّةٌ أشعر ذكر). [تفسير القرآن العظيم: 1/257]


تفسير قوله تعالى: {قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى} [طه: 21] سعيدٌ، عن قتادة وابن مجاهدٍ، عن أبيه قالا: أي على هيئتها الأولى: عصًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/257]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {سِيرَتَهَا الْأُولَى...}

أي طريقتها الأولى. يقول: يردّها عصا كما كانت). [معاني القرآن: 2/177]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى} أي خلقتها التي كانت عليها قبل ذلك وقد يجعلون أيضاً بينها وبين الذي قبلها " إلى "،
كقولهم لمن كان على شيء فتركه ثم عاد إليه وتحول عن هذا: عاد فلان إلى سيرته الأولى، قال سمعت أبا زيد: إلى إدرونه الإولى). [مجاز القرآن: 2/18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {سيرتها الأولى}: خلقتها. يقال لمن كان على شيء فتركه عاد فيه: قد رجع إلى سيرته). [غريب القرآن وتفسيره: 244]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى} أي: نردّها عصا كما كانت). [تفسير غريب القرآن: 278]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى}
معنى {سِيرَتَهَا} طريقتها يعنى - هيئتها، تقول إذا كان القوم مشتبهين: هم على سيرة واحدة وطريقة - واحدة، تريد أن هيئتهم واحدة وشبههم واحد، وإن كان أصل السيرة والطريقة أكثر ما يقع بالفعل، تقول: فلان على طريقة فلان وعلى سيرته أي أفعاله تشبه أفعال فلان، والمعنى: سنعيدها عصا كما كانت.
و{سِيرَتَهَا} منصوب على إسقاط الخافض، وأفضى الفعل إليها، المعنى - والله أعلم - سنعيدها إلى سيرتها الأولى، فلما حذفت " إلى " أفضى الفعل - وهو سنعيدها - فنصب). [معاني القرآن: 3/355]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {سِيرَتـَها}: خلقهـا ، {بَيْضَاءَ}: نقيـة). [العمدة في غريب القرآن: 200]

تفسير قوله تعالى: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واضمم يدك إلى جناحك} [طه: 22] عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: أمره أن يدخل يده تحت عضده.
قوله: {تخرج بيضاء من غير سوءٍ} [طه: 22] سعيدٌ، عن قتادة، وهو تفسير السّدّيّ، قالا: من غير برصٍ.
قرّة بن خالدٍ عن الحسن قال: أخرجها واللّه كأنّها مصباحٌ، فعلم موسى أن قد لقي ربّه.
قوله: {آيةً أخرى} [طه: 22] اليد بعد العصا). [تفسير القرآن العظيم: 1/257]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ) :
(وقوله: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ...}

الجناح في هذا الموضع من أسفل العضد إلى الإبط.
وقوله: {تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} أي برص.
وقوله: {آَيَةً أُخْرَى}، المعنى هي آية أخرى وهذه آية أخرى، فلمّا لم يأت بهي ولا بهذه قبل الآية اتّصلت بالفعل فنصبت). [معاني القرآن: 2/178]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ} مجازه: إلى ناحية جنبك، والجناحان هما الناحيتان، قال:
أضمّه للصدر والجناح). [مجاز القرآن: 2/18]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} أي تخرج نقية شديدة البياض من غير برصٍ والسوء كل داءٍ معضلٍ من جذام أو برص،
أو غير ذلك). [مجاز القرآن: 2/18]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى}
وقال: {آَيَةً أُخْرَى} أي: أخرج آيةً أخرى وجعله بدلا من قوله: { بَيْضَاءَ }). [معاني القرآن: 3/4]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بيضاء}: نقية.
{ومن غير سوء}: من غير برص في التفسير). [غريب القرآن وتفسيره: 245]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ} أي إلى جيبك.
{مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} أي من غير برص). [تفسير غريب القرآن: 278]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى}
جناح الإنسان عضده إلى أصل " إبطه.
وقوله: {تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى}.
{آَيَةً} منصوبة لأنها في موضع الحال، وهي اسم في موضع الحال.
المعنى - واللّه أعلم - تخرج بيضاء مبيّنة آية أخرى.
ويجوز أن يكون {آَيَةً أُخْرَى} منصوبة على معنى آتيناك آية - أخرى أو سنؤتينك آية أخرى، لأنه لما قال: {تَخْرُجْ بَيْضَاءَ} كان في ذلك دليل أنّه يعطى آية أخرى، فلم يحتج إلى ذكر آتيناك لأن في الكلام دليلا عليه.
ويجوز آية أخرى بالرفع على إضمار هذه آية أخرى). [معاني القرآن: 3/355]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من غَيْرِ سُوءٍ} السوء - هاهنا: البرص). [ياقوتة الصراط: 346]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِلَى جَنَاحِكَ}: إلى جنبك. {من غَيْرِ سُوءٍ}: من غير برص). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِنْ غَيْرِ سُوءٍ}: من غير برص). [العمدة في غريب القرآن: 200]

تفسير قوله تعالى: {لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى (23)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لنريك من آياتنا الكبرى} [طه: 23] العصا واليد.
وهو قوله: {فأراه الآية الكبرى} [النازعات: 20] اليد والعصا وهو قوله: {وما نريهم من آيةٍ إلا هي أكبر من أختها} [الزخرف: 48] كانت اليد أكبر من العصا). [تفسير القرآن العظيم: 1/257]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى ...}

ولو قيل: الكبر كان صواباً، هي بمنزلة (الأسماء الحسنى) و{مَآَرِبُ أُخْرَى} ). [معاني القرآن: 2/178]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى} مجازها مقدم ومؤخر، أي لنريك الكبرى من آياتنا، أي من عجائبنا، ومجاز الكبرى:
الكبيرة من آياتنا، وقع المعنى على واحدة). [مجاز القرآن: 2/18]

تفسير قوله تعالى: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {اذهب إلى فرعون إنّه طغى} [طه: 24] يعني: إنّه كفر.
وقال السّدّيّ: إنّه عصى اللّه.
وهو واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/257]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [طه: 25] موسى.
{ربّ اشرح لي صدري} [طه: 25] أي: وسّع لي صدري.
وهو تفسير السّدّيّ.
دعاءٌ أن يشرح له صدره بالإيمان.
[تفسير القرآن العظيم: 1/257]
{ويسّر لي أمري {26} واحلل عقدةً من لساني {27} يفقهوا قولي {28}} [طه: 26-28] ففعل اللّه تبارك وتعالى ذلك به). [تفسير القرآن العظيم: 1/258] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [طه: 25] موسى.
{ربّ اشرح لي صدري} [طه: 25] أي: وسّع لي صدري.
وهو تفسير السّدّيّ.
دعاءٌ أن يشرح له صدره بالإيمان.
[تفسير القرآن العظيم: 1/257]
{ويسّر لي أمري {26} واحلل عقدةً من لساني {27} يفقهوا قولي {28}} [طه: 26-28] ففعل اللّه تبارك وتعالى ذلك به.
وكانت العقدة الّتي كانت في لسانه أنّه تناول لحية فرعون وهو صغيرٌ، فهمّ فرعون بقتله وقال: هذا عدوٌّ لي.
فقالت له امرأته: إنّ هذا صغيرٌ لا يعقل، فإن أردت أن تعلم ذلك فادع بتمرةٍ وجمرةٍ فاعرضهما عليه.
فأتى بتمرةٍ وجمرةٍ فعرضهما عليه فتناول الجمرة فألقاها في فيه، فمنها كانت العقدة الّتي في لسانه.
عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: لمّا تناول لحية فرعون، قال فرعون: هذا عدوٌّ لي.
وإنّما قالت له ذلك تردّ عن موسى عقوبته). [تفسير القرآن العظيم: 1/258]

تفسير قوله تعالى: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [طه: 25] موسى.
{ربّ اشرح لي صدري} [طه: 25] أي: وسّع لي صدري.
وهو تفسير السّدّيّ.
دعاءٌ أن يشرح له صدره بالإيمان.
[تفسير القرآن العظيم: 1/257]
{ويسّر لي أمري {26} واحلل عقدةً من لساني {27} يفقهوا قولي {28}} [طه: 26-28] ففعل اللّه تبارك وتعالى ذلك به.
وكانت العقدة الّتي كانت في لسانه أنّه تناول لحية فرعون وهو صغيرٌ، فهمّ فرعون بقتله وقال: هذا عدوٌّ لي.
فقالت له امرأته: إنّ هذا صغيرٌ لا يعقل، فإن أردت أن تعلم ذلك فادع بتمرةٍ وجمرةٍ فاعرضهما عليه.
فأتى بتمرةٍ وجمرةٍ فعرضهما عليه فتناول الجمرة فألقاها في فيه، فمنها كانت العقدة الّتي في لسانه.
عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: لمّا تناول لحية فرعون، قال فرعون: هذا عدوٌّ لي.
وإنّما قالت له ذلك تردّ عن موسى عقوبته). [تفسير القرآن العظيم: 1/258] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي... } كانت في لسانه رتّة). [معاني القرآن: 2/178]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):({وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي}مجاز العقدة في اللسان كل مالم ينطلق بحرف أو كانت منه مسكة من تمتمةٍ أو فأفأةٍ).[مجاز القرآن: 2/18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} أي رتّة كانت في لسانه). [تفسير غريب القرآن: 278]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي }
جاء في التفسير أنه كان في لسانه رتّة، لأن امرأة فرعون جعلت على لسانه حجرة لأنه كان أخذ وهو صبي بلحية فرعون فهمّ به، وقال هذا عدو فأعلمته أنه صبي لا يعقل وأن دليلها على ذلك أنه التقم جمرة فدرأت عنه ما همّ به فرعون فيه). [معاني القرآن: 3/355-356]

تفسير قوله تعالى: {يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [طه: 25] موسى.
{ربّ اشرح لي صدري} [طه: 25] أي: وسّع لي صدري.
وهو تفسير السّدّيّ.
دعاءٌ أن يشرح له صدره بالإيمان.
[تفسير القرآن العظيم: 1/257]
{ويسّر لي أمري {26} واحلل عقدةً من لساني {27} يفقهوا قولي {28}} [طه: 26-28] ففعل اللّه تبارك وتعالى ذلك به.
وكانت العقدة الّتي كانت في لسانه أنّه تناول لحية فرعون وهو صغيرٌ، فهمّ فرعون بقتله وقال: هذا عدوٌّ لي.
فقالت له امرأته: إنّ هذا صغيرٌ لا يعقل، فإن أردت أن تعلم ذلك فادع بتمرةٍ وجمرةٍ فاعرضهما عليه.
فأتى بتمرةٍ وجمرةٍ فعرضهما عليه فتناول الجمرة فألقاها في فيه، فمنها كانت العقدة الّتي في لسانه.
عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: لمّا تناول لحية فرعون، قال فرعون: هذا عدوٌّ لي.
وإنّما قالت له ذلك تردّ عن موسى عقوبته). [تفسير القرآن العظيم: 1/258] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي}

جاء في التفسير أنه كان في لسانه رتّة، لأن امرأة فرعون جعلت على لسانه حجرة لأنه كان أخذ وهو صبي بلحية فرعون فهمّ به، وقال هذا عدو فأعلمته أنه صبي لا يعقل وأن دليلها على ذلك أنه التقم جمرة فدرأت عنه ما همّ به فرعون فيه). [معاني القرآن: 3/355-356] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واجعل لي وزيرًا من أهلي} [طه: 29] أي عوينًا.
وهو تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/258]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي}

يجوز أن يكون نصب هارون من جهتين:
إحداهما أن يكون {اجْعَلْ} لا يتعدى إلى مفعولين فيكون المعنى اجعل هارون أخي وزيري فتنصب " وزيرا " على أنه مفعول ثان.
ويجوز أن يكون هارون بدلا من قوله {وزيرا} ويكون المعنى اجعل لي وزيرا من أهلي ثم أبدل هارون من وزير.
والقول الأول أجود و {أَخِي} نعت لهارون). [معاني القرآن: 3/356]

تفسير قوله تعالى: {هَارُونَ أَخِي (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هَارُونَ أَخِي...}
إن شئت أوقعت {اجْعَلْ} على {هَارُونَ أَخِي} وجعلت الوزير فعلا له. وإن شئت جعلت {هَارُونَ أَخِي} مترجماً عن الوزير، فيكون نصباً بالتكرير. وقد يجوز في {هَارُونَ}
الرفع على الاستئناف لأنه معرفة مفّسر لنكرة؛ كما قال الشاعر:
فإن لها جارين لن يغدرا بها =ربيب النبي وابن خير الخلائق).
[معاني القرآن: 2/178]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي}
يجوز أن يكون نصب هارون من جهتين:
إحداهما أن يكون {اجْعَلْ} لا يتعدى إلى مفعولين فيكون المعنى اجعل هارون أخي وزيري فتنصب {وَزِيرًا} على أنه مفعول ثان.
ويجوز أن يكون هارون بدلا من قوله " ووَزِيرًا " ويكون المعنى اجعل لي وزيرا من أهلي ثم أبدل هارون من وزير.
والقول الأول أجود و {أَخِي} نعت لهارون). [معاني القرآن: 3/356] (م)

تفسير قوله تعالى: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({هارون أخي {30} اشدد به أزري {31}} [طه: 30-31] يعني عوني.
تفسير السّدّيّ.
وقال الحسن: قوّتي.
وقال بعضهم: ظهري). [تفسير القرآن العظيم: 1/258]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأشركه في أمري} [طه: 32] وكان الحسن يقرأها بالرّفع.
وهي تقرأ أيضًا بالنّصب.
{وأشركه في أمري} [طه: 32] دعاءٌ من موسى لربّه أن يشركه في أمره). [تفسير القرآن العظيم: 1/258]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {اشْدُدْ بِهِ ...}

دعاء: {اشْدُدْ بِهِ} يا ربّ {أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ} يا رب {فِي أَمْرِي}. دعاء من موسى وهي في إحدى القراءتين {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} بضم الألف. وذكر عن الحسن {اشْدُدْ بِهِ} جزاء للدعاء لقوله: {اجعل لي} "وأشركه" بضم الألف في {أشرِكْهُ} لأنها فعل لموسى). [معاني القرآن: 2/178]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} أي ظهري، معناه صار مثلي، وعاونني على من يكفله، ويقال: قد أزرني، أي كان لي ظهراً، وآزرني أي صار لي وزيراً). [مجاز القرآن: 2/18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {اشدد به أزري}: ظهري. يقال: آزرني فلان أي كان لي ظهيرا). [غريب القرآن وتفسيره: 245]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} أي: ظهري. ومنه يقال: آزرت فلانا على الأمر، أي قويته عليه، وكنت له فيه ظهيرا. فأما وازرته: فصرت له وزيرا.
وأصل الوزارة من الوزر - وهو الحمل - كأن الوزير يحمل عن السلطان [الثّقل] ). [تفسير غريب القرآن: 278]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : {وقوله: اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}
يقرأ على ضربين:
على معنى اجعل أخي وزيرا، فإنك إن فعلت ذلك أشدد به أزري. " أشدد " على الإخبار عن النفس وأظهرت التضعيف لأنه جواب الأمر وأشركه في أمري، فيقرأ على هذا: هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري بقطع ألف أشدد وضم الألف من وأشركه.
ومن قرأ هارون أخي اشدد به أزري وأشركه فعلى الدعاء.
المعنى: اللهم أشدد به أزري وأشركه في أمري). [معاني القرآن: 3/356]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَزْرِي}: ظهري). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَزْرِي}: ظهري). [العمدة في غريب القرآن: 200]

تفسير قوله تعالى: {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كي نسبّحك كثيرًا} [طه: 33] قال الحسن: يعني الصّلاة، أي نصلّي لك كثيرًا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/258]
{ونذكرك كثيرًا {34} إنّك كنت بنا بصيرًا {35} قال قد أوتيت سؤلك يا موسى {36}} [طه: 34-36] فاستجاب اللّه تبارك وتعالى له). [تفسير القرآن العظيم: 1/259]

تفسير قوله تعالى: {وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كي نسبّحك كثيرًا} [طه: 33] قال الحسن: يعني الصّلاة، أي نصلّي لك كثيرًا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/258]
{ونذكرك كثيرًا {34} إنّك كنت بنا بصيرًا {35} قال قد أوتيت سؤلك يا موسى {36}} [طه: 34-36] فاستجاب اللّه تبارك وتعالى له). [تفسير القرآن العظيم: 1/259](م)

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كي نسبّحك كثيرًا} [طه: 33] قال الحسن: يعني الصّلاة، أي نصلّي لك كثيرًا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/258]
{ونذكرك كثيرًا {34} إنّك كنت بنا بصيرًا {35} قال قد أوتيت سؤلك يا موسى {36}} [طه: 34-36] فاستجاب اللّه تبارك وتعالى له). [تفسير القرآن العظيم: 1/259] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كي نسبّحك كثيرًا} [طه: 33] قال الحسن: يعني الصّلاة، أي نصلّي لك كثيرًا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/258]
{ونذكرك كثيرًا {34} إنّك كنت بنا بصيرًا {35} قال قد أوتيت سؤلك يا موسى {36}} [طه: 34-36] فاستجاب اللّه تبارك وتعالى له). [تفسير القرآن العظيم: 1/259] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} أي طلبتك. وهو فعل من سألت. أي أعطيت [ما] سألت).
[تفسير غريب القرآن: 278]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 08:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 37 إلى 56]

{وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37) إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48) قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51) قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54) مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد مننّا عليك مرّةً أخرى} [طه: 37] فذكّره النّعمة الأولى يعني قوله: {إذ أوحينا إلى أمّك ما يوحى} [طه: 38] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/259]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولقد مننّا عليك مرّةً أخرى...}

قبل هذه. وهو ما لطف له إذ وقع إلى فرعون فحببّه إليهم حتّى غذوه. فتلك المنّة الأخرى (مع هذه الآية).
وقد فسّره إذ قال: {إذ أوحينا إلى أمّك ما يوحى...}
{أن اقذفيه في التّابوت فاقذفيه في اليمّ} ). [معاني القرآن: 2/179]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولقد مننّا عليك مرّة أخرى}
قد بين المرة على ما هي وهي قوله:
{إذ أوحينا إلى أمّك ما يوحى * أن اقذفيه في التّابوت فاقذفيه في اليمّ فليلقه اليمّ بالسّاحل يأخذه عدوّ لي وعدوّ له وألقيت عليك محبّة منّي ولتصنع على عيني}
لأنه نجّاه بهذا من القتل، لأنّ فرعون كان يذبح الأبناء). [معاني القرآن: 3/356]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إذ أوحينا إلى أمّك ما يوحى} [طه: 38]، شيءٌ قذف في قلبها، ألهمته، وليس بوحي نبوّةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/259]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولقد مننّا عليك مرّةً أخرى...}

قبل هذه. وهو ما لطف له إذ وقع إلى فرعون فحببّه إليهم حتّى غذوه. فتلك المنّة الأخرى (مع هذه الآية).
وقد فسّره إذ قال: {إذ أوحينا إلى أمّك ما يوحى...}
{أن اقذفيه في التّابوت فاقذفيه في اليمّ}). [معاني القرآن: 2/179] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إذ أوحينا إلى أمّك} أي قذفنا في قلبها. ومثله: {وإذ أوحيت إلى الحواريّين}). [تفسير غريب القرآن: 278]

تفسير قوله تعالى: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي(39)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أن اقذفيه في التّابوت} [طه: 39] أي: اجعليه في التّابوت.
{فاقذفيه في اليمّ} [طه: 39] أي: فألقيه في البحر، فألقي التّابوت في البحر.
{فليلقه اليمّ} [طه: 39] البحر.
{بالسّاحل يأخذه عدوٌّ لي وعدوٌّ له} [طه: 39] يعني فرعون.
قوله: {وألقيت عليك محبّةً منّي} [طه: 39] سعيدٌ، عن قتادة قال: ألقى اللّه عليه محبّةً منه فأحبّوه حين رأوه.
قوله: {ولتصنع على عيني} [طه: 39] سعيدٌ، عن قتادة قال: يقول: ولتغذّى على عيني، أي بعيني). [تفسير القرآن العظيم: 1/259]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
({أن اقذفيه في التّابوت فاقذفيه في اليمّ} ثم قال: {فليلقه اليمّ بالسّاحل} هو جزاء أخرج مخرج الأمر كأن البحر أمر.

وهو مثل قوله: {اتّبعوا سبيلنا ولنحمل} المعنى. والله أعلم: اتبعوا سبيلنا نحمل عنكم خطاياكم. وكذلك وعدها الله: ألقيه في البحر يلقه اليمّ بالسّاحل.
فذكر أن البحر ألقاه إلى مشرعة آل فرعون، فاحتمله جواريه إلى مرأته.
وقوله: {وألقيت عليك محبّةً مّنّي} حبّب إلى (كلّ من رآه) ). [معاني القرآن: 2/179]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولتصنع على عيني...}
{إذ تمشي أختك فتقول...}
ذكر المشي وحده، ولم يذكر أنها مشت حتّى دخلت على آل فرعون فدلّتهم على الظّئر وهذا في التنزيل كثير مثله قوله: {أنا أنبّئكم بتأويله فأرسلون يوسف}
ولم يقل فأرسل فدخل فقال يوسف. وهو من كلام العرب: أن تجتزئ (بحذف كثير) من الكلام وبقليله إذا كان المعنى معروفاً.
وقوله: {وفتنّاك فتوناً} ابتليناك بالغم: غمّ القتل ابتلاء.
وقوله: {على قدرٍ يا موسى} يريد على ما أراد الله من تكليمه). [معاني القرآن: 2/179]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فاقذفيه في اليمّ} أي ارمي به في البحر، واليم معظم البحر، قال العجاج:

كباذخ اليمّش سقاه اليمّ). [مجاز القرآن: 2/19]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وألقيت عليك محبّةً منّي} مجازه: جعلت لك محبة مني في صدور الناس، ويقول الرجل إذا أحب أخاه: ألقيت عليك رحمتي، أي محبتي). [مجاز القرآن: 2/19]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولتصنع على عيني} مجازه ولتغذى ولتربى على ما أريد وأحب، يقال: اتخذه لي على عيني، أي على ما اردت وهويت).
[مجاز القرآن: 2/19]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {اليم}:أعظم البحر.
{وألقيت عليك محبة مني}: أي حببتك إلى خلقي في التفسير.
{ولتصنع على عيني}: يقول لتربى وتغدى على محبتي. يقولون: اتخذ لي شيئا على عيني، أي على محبتي، وقال بعضهم بعلمي). [غريب القرآن وتفسيره: 246،245]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{اليمّ}: البحر.
{ولتصنع على عيني} أي لتربي بمرأى مني، على محبّتي فيك). [تفسير غريب القرآن: 278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}، فإنه ليس على تأوّلهم، وإنما أراد أنه يجعل لهم في قلوب العباد محبّة.
فأنت ترى المخلص المجتهد محبّبا إلى البرّ والفاجر، مهيبا مذكورا بالجميل. ونحوه قول الله سبحانه في قصة موسى صلّى الله عليه وسلّم: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي}، ولم يرد في هذا الموضع أني أحببتك، وإن كان يحبه، وإنما أراد أنه حبّبه إلى القلوب، وقرّبه من النفوس، فكان ذلك سببا لنجاته من فرعون، حتى استحياه في السّنة التي كان يقتل فيها الولدان).
[تأويل مشكل القرآن: 79] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إذ أوحينا إلى أمّك ما يوحى * أن اقذفيه في التّابوت فاقذفيه في اليمّ فليلقه اليمّ بالسّاحل يأخذه عدوّ لي وعدوّ له وألقيت عليك محبّة منّي ولتصنع على عيني}
وقوله عزّ وجلّ: {ولتصنع على عيني}.قالوا معناه ولتغذى.
ومعنى أزري، يقال آزرت فلانا على فلان إذا أعنته عليه وقوّيته، ومثله:{فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه}.
فتأويله أقوى به واستعين به على أمري.
فأما الوزير في اللغة فاشتقاقه من الوزر، والوزر الجبل الذي يعتصم به لينجي من الهكلة، وكذلك وزير الخليفة معناه الذي يعتمد عليه في أموره ويلتجئ إلى رأيه وقوله: {كلّا لا وزر} معناه لا شيء يعتصم به من أمر الله - عزّ وجلّ -). [معاني القرآن: 3/357-356]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :({ولتصنع على عيني أخبرنا أبو عمر- قال: أخبرنا ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: معناه: تربي حيث أراك).
[ياقوتة الصراط: 346]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اليَـمِّ}: البحر.
{مَحَبَّةً مِنِّي}: حبّبتك إلى خلقي.
{وَلِتُصْنَعَ}: تقدّر.
{على عَيْنِي}: محبّـتي). [العمدة في غريب القرآن: 201،200]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إذ تمشي أختك فتقول هل أدلّكم على من يكفله} [طه: 40] على من يضمّه.
قال الكلبيّ: فقالوا: نعم.
فجاءت بأمّه، فقبل ثديها.
وقال في سورة طسم القصص: {وحرّمنا عليه المراضع من قبل} [القصص: 12] فكان كلّما جيء به إلى امرأةٍ لم يقبل ثديها.
{فقالت هل أدلّكم على أهل بيتٍ يكفلونه لكم وهم له ناصحون {12} فرددناه إلى أمّه كي تقرّ عينها ولا تحزن} [القصص: 12-13]، {فرجعناك إلى أمّك كي تقرّ عينها ولا تحزن} [طه: 40] وقال في هذه الآية: {فرجعناك إلى أمّك كي تقرّ عينها ولا تحزن} [طه: 40].
{وقتلت نفسًا} [طه: 40] يعني القبطيّ الّذي كان قتله خطأً، ولم يكن يحلّ له
[تفسير القرآن العظيم: 1/259]
ضربه ولا قتله.
{فنجّيناك من الغمّ} [طه: 40] قال الحسن وقتادة: من النّفس الّتي قتلت.
وقال الحسن: من الخوف، فلم يصل إليك القوم، وغفرنا لك ذلك الذّنب.
{وفتنّاك فتونًا} [طه: 40] سعيدٌ، عن قتادة قال: ابتليناك ابتلاءً.
وقال الكلبيّ: هو البلاء في أثر البلاء.
وقال السّدّيّ: {وفتنّاك فتونًا} [طه: 40] يعني: ابتليناك ابتلاءً على أثر ابتلاءٍ.
قوله: {فلبثت سنين في أهل مدين} [طه: 40] عشرين سنةً، أقام عشرًا ثمّ آخر الأجلين، ثمّ أقام بعد ذلك عشرًا.
{ثمّ جئت على قدرٍ يا موسى} [طه: 40] يعني: على موعدٍ يا موسى في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/260]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {على من يكفله}أي يضمه، وقال {وكفلها زكريّا} أي ضمها).
[مجاز القرآن: 2/19]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وفتنّاك فتوناً} مجازه: وابتليناك). [مجاز القرآن: 2/19]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يكفله}: يضمه إليه
{و فتناك فتونا}: اختبرناك اختبارا). [غريب القرآن وتفسيره: 246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {على من يكفله} أي يضمه. ومثله: {وكفّلها زكريّا} ). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وفتنّاك فتوناً} أي اختبرناك). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الفتنة: الاختبار، يقال: فتنت الذهب في النّار: إذا أدخلته إليها لتعلم جودته من رداءته.
وقال تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أي: اختبرناهم.
وقال لموسى عليه السلام: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا}.
ومنه قوله: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} أي: جوابهم، لأنهم حين سئلوا اختبر ما عندهم بالسؤال، فلم يكن الجواب عن ذلك الاختبار إلا هذا القول). [تأويل مشكل القرآن: 472] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إذ تمشي أختك فتقول هل أدلّكم على من يكفله فرجعناك إلى أمّك كي تقرّ عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجّيناك من الغمّ وفتنّاك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثمّ جئت على قدر يا موسى}
{وفتنّاك فتونا} معناه اختبرناك اختبارا.
وقوله: {ثمّ جئت على قدر يا موسى} قيل في التفسير: على موعد، وقيل على قدر من تكليمي إياك). [معاني القرآن: 3/357]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَفَتَنَّاكَ}: أي: اختبرناك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]

تفسير قوله تعالى: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واصطنعتك لنفسي} [طه: 41] قال: واخترتك لنفسي ولرسالتي.
والاختيار والاجتباء والاصطفاء واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/260]

تفسير قوله تعالى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري} [طه: 42] المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: ولا تضعّفًا في ذكري.
قال الحسن: في الدّعاء إليّ والتّبليغ عنّي رسالتي). [تفسير القرآن العظيم: 1/260]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولا تنيا...}

يريد: ولا تضعفا ولا تفترا عن ذكري وفي ذكري سواء). [معاني القرآن: 2/179]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري}
وقال: {ولا تنيا} وهي من "ونى" و"يني" ونياً" و"ونيّاً"). [معاني القرآن: 3/4]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ولا تينا في ذكري}: تفترا. يقال ونيت في الأمر إذا فترت عنه). [غريب القرآن وتفسيره: 246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا تنيا} أي لا تضعفا ولا تفترا. يقال: ونى في الأمر يني.
وفيه لغة أخرى: وني يوني). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري}
معناه ولا تضعفا، يقال: ونى يني ونيا وونيّا إذا ضعف، وقولك قد توانى فلان في هذا الأمر أي قد فتر فيه وضعف). [معاني القرآن: 3/357]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ولا تنيا في ذكري} أي: لا تضعفا ولا تفترا). [ياقوتة الصراط: 347]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَلَا تَنِيَا}: أي تضعفا وتفترا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]

تفسير قوله تعالى: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {اذهبا إلى فرعون إنّه طغى} [طه: 43] إنّه كفرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/260]

تفسير قوله تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فقولا له قولا ليّنًا} [طه: 44] سمعت بعض الكوفيّين يقول: كنّياه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/260]
قال: {لعلّه يتذكّر أو يخشى} [طه: 44] وتفسير السّدّيّ أنّ الألف هاهنا صلةٌ يقول: لعلّه يذّكّر ويخشى اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/261]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قولاً لّيّناً...}

... حدثني محمد بن أبان القرشيّ قال: كنّياه. قال محمد بن أبان قال يكنى: أبا مرّة، ... ويقال: أبو الوليد).
[معاني القرآن: 2/180]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فقولا له قولاً لّيّناً لّعلّه يتذكّر أو يخشى}
وقال: {لّعلّه يتذكّر} نحو قول الرجل لصاحبه: "افرغ لعلّنا نتغدّى" والمعنى: "لنتغدّى" و"حتّى نتغدّى". وتقول للرجل: "اعمل عملك لعلّك تأخذ أجرك" أي: لتأخذه). [معاني القرآن: 3/4]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فقولا له قولا ليّنا لعلّه يتذكّر أو يخشى}
لعل في اللغة ترجّ وطمع، تقول: لعلي أصير إلى خير، فمعناه أرجو وأطمع أن أصير إلى خير، واللّه - عزّ وجلّ - خاطب العباد بما يعقلون والمعنى عند سيبويه فيه: اذهبا على رجائكما وطمعكما.
والعلم من الله عزّ وجلّ قد أتى من وراء ما يكون. وقد علم الله عزّ وجلّ أنه لا يتذكر ولا يخشى، إلا أن الحجة إنما تجب عليه بالإبانة، وإقامتها عليه، والبرهان.وإنما تبعث الرسل وهي لا تعلم الغيب ولا تدري أيقبل منها أم لا، وهم يرجون ويطمعون أن يقبل منهم، ومعنى " لعل " متصور في أنفسهم، وعلى تصور ذلك تقوم الحجة، وليس علم الله بما سيكون تجب به الحجة علم الآدميين، ولو كان كذلك لم يكن في الرسل فائدة.
فمعنى: {لعلّه يتذكّر أو يخشى} هو الذي عليه بعث جميع - الرّسل). [معاني القرآن: 3/358،357]

تفسير قوله تعالى: {قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قالا ربّنا إنّنا نخاف أن يفرط علينا} [طه: 45] أن يعجّل علينا بالعقوبة يطغى فيقتلنا). [تفسير القرآن العظيم: 1/261]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أن يفرط علينا...}

و (يفرط) يريد في العجلة إلى عقوبتنا. والعرب تقول: فرط منه أمر. وأفرط: أسرف، وفرّط: توانى ونسي). [معاني القرآن: 2/180]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أن يفرط علينا} مجازه أن يقدم علينا ببسطٍ وعقوبة ويعجل علينا، وكل متقدم أو متعجل فارطٌ، قال:
قد فرط العلج علينا وعجل
وإذا أدخلوا في أوله الألف فقالوا أفرط علينا فإن معناه اشتط وتعدى {إنّني معكما} مجازه أعينكما). [مجاز القرآن: 2/20،19]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يفرط علينا}: أن يجعل علينا ببسط. والفارط المتقدم إلى الماء). [غريب القرآن وتفسيره: 246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {نخاف أن يفرط علينا} أي يعجل ويقدم. والفرط: التقدم والسّبق). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قالا ربّنا إنّنا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى}
معنى يفرط علينا يبادر بعقوبتنا، يقال: قد فرط منه أمر أي قد بدر منه أمر، وقد أفرط في الشيء إذا سقط فيه، وقد فرط في الشيء أي قصّر ومعناه كله التقدم في الشيء، لأن الفرط في اللغة المتقدم.
ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - " أنا فرطكم على الحوض "). [معاني القرآن: 3/358]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {أن يفرط علينا} أي: أن يعجل بجهله). [ياقوتة الصراط: 347]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَفْرُطَ}: يعجل ويقدم. والفرط: التقدم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَفْرُطَ}: يعجل علينا). [العمدة في غريب القرآن: 201]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {لا تخافا إنّني معكما أسمع وأرى} [طه: 46] فإنّه ليس بالّذي يصل إلى قتلكما حتّى تبلّغا الرّسالة). [تفسير القرآن العظيم: 1/261]

تفسير قوله تعالى: {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فأتياه فقولا إنّا رسولا ربّك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذّبهم} [طه: 47] كان بنو إسرائيل عند القبط بمنزلة أهل الجزية فينا.
قوله: {قد جئناك بآيةٍ من ربّك} [طه: 47] قال الحسن: العصا واليد.
{والسّلام على من اتّبع الهدى} [طه: 47]
- حدّثني إبراهيم بن محمّدٍ، عن مسلم بن أبي مريم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا كتب إلى المشركين كتب: «السّلام على من اتّبع الهدى»). [تفسير القرآن العظيم: 1/261]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّا رسولا ربّك...}

ويجوز رسول ربك لأن الرسول قد يكون للجمع وللاثنين والواحد.
قال الشاعر:
ألكني إليها وخير الرسو =ل أعلمهم بنواحي الخبر
أراد: الرّسل). [معاني القرآن: 2/180]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والسّلام على من اتّبع الهدى...}
يريد: والسلامة على من اتّبع الهدى، ولمن اتّبع الهدى سواء (قال أمر موسى أن يقول لفرعون والسلام على من اتّبع الهدى) ). [معاني القرآن: 2/180]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأتياه فقولا إنّا رسولا ربّك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذّبهم قد جئناك بآية من ربّك والسّلام على من اتّبع الهدى}
{والسّلام على من اتّبع الهدى} ليس يعنى به التحية، وإنما معناه أن من اتبع الهدى سلم من عذاب اللّه وسخطه والدليل على أنه ليس بسلام أنه ليس ابتداء لقاء وخطاب.
ومعنى {فأتياه فقولا إنّا رسولا ربّك}.
ولم يقل فأتياه فقالا له إنا رسولا ربّك، لأن الكلام قد دل على ذلك فاستغنى عنه أن يقال فيه فأتياه فقالا، لأن قوله: {قال فمن ربّكما يا موسى}.
فيه دليل على أنهما أتياه فقالا له:
وقوله عزّ وجلّ: {قال ربّنا الّذي أعطى كلّ شيء خلقه ثمّ هدى}. [معاني القرآن: 3/358]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّا قد أوحي إلينا} [طه: 48] وهذا تبعٌ للكلام الأوّل.
{أنّ العذاب على من كذّب وتولّى} [طه: 48] سعيدٌ، عن قتادة قال: كذّب بآيات اللّه وتولّى عن طاعة اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/261]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّا قد أوحي إلينا أنّ العذاب على من كذّب وتولّى...}

دليل على معنى قوله: يسلم من اتّبع الهدى). [معاني القرآن: 2/180]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قال فمن رّبّكما يا موسى...}
يكلّم الاثنين ثم يجعل الخطاب لواحد؛ لأن الكلام إنما يكون من الواحد لا من الجميع. ومثله مما جعل الفعل على اثنين وهو لواحدٍ.
قوله: {نسيا حوتهما} وإنما نسيه واحد ألا ترى أنه قال لموسى: {فإنّي نسيت الحوت} ومثله {يخرج منهما الّلؤلؤ والمرجان} وإنما يخرج من الملح). [معاني القرآن: 2/180]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الرجل بشيء ثم يجعل الخطاب لغيره:
كقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ}، الخطاب للنبي، صلّى الله عليه وسلم، ثم قال للكفار: {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}
يدلك على ذلك قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
وقال: {فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى}؟.
وقال: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}.
وقال: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}، ثم قال: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}.
وقال: {إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}، يريد أباكم آدم، صلّى الله عليه وسلم). [تأويل مشكل القرآن: 291،290]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فمن ربّكما يا موسى {49} قال ربّنا الّذي أعطى كلّ شيءٍ خلقه} [طه: 49-50] قال قتادة: صلاحه.
وقال الحسن: صلاحه وقوّته الّذي يقوم به ويعيش به.
{ثمّ هدى} [طه: 50]
[تفسير القرآن العظيم: 1/261]
قال قتادة: إلى أخذه.
قال يحيى: يقول ثمّ هداه فدلّه حتّى أخذه.
وقال مجاهدٌ: سوّى خلق كلّ دابّةٍ، ثمّ هداها لما يصلحها وعلّمها إيّاه.
وقال الكلبيّ: أعطاه شكله من نحوه: أعطى الرّجل المرأة، والجمل النّاقة، والذّكر الأنثى، ثمّ هداه: عرّفه كيف يأتيها.
قرّة بن خالدٍ، عن الحسن أنّه قال: {صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيءٍ} [النمل: 88] ثمّ قال: أم تر إلى كلّ دابّةٍ كيف تتّقي على نفسها.
وقال السّدّيّ: {أعطى كلّ شيءٍ خلقه} [طه: 50] يعني: صورته الّتي تصلح له.
قال: {ثمّ هدى} [طه: 50] يعني: ألهمه لمرعاه، فمنها ما يأكل النّبت، ومنها ما يأكل الحبّ، ومنها ما يأكل اللّحم، ألهمه كيف يأتي معيشته ومرعاه). [تفسير القرآن العظيم: 1/262]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أعطى كلّ شيء خلقه} [يقال: أعطى الذكر من الناس امرأة مثله من صنفه، والشاة شاة، والثور بقرة] ).
[معاني القرآن: 2/181]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ثمّ هدى...}
ألهم الذكر المأتي). [معاني القرآن: 2/181]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ربّنا الّذي أعطى كلّ شيءٍ خلقه} أي أعطي كل ذكر خلقا مثله من الإناث.
{ثمّ هدى} أي هدى الذكر لإتيان الأنثى). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنها إرشاد بالإلهام، كقوله: {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}، أي صورته من الإناث، ثم هدى أي ألهمه إتيان الأنثى، ويقال: طلب المرعى وتوقّى المهالك.
وقوله عز وجل: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى}، أي هدى الذكر بالإلهام لإتيان الأنثى). [تأويل مشكل القرآن: 444]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قال ربّنا الّذي أعطى كلّ شيء خلقه ثمّ هدى}
معناه خلق كل شيء على الهيئة التي بها ينتفع، والتي هي أصلح الخلق له، ثم هداه لمعيشته، وقد قيل ثم هداه لموضع ما يكون منه الولد.
والأول أبين في التفسير، وهذا جائز، لأنا نرى الذّكر من الحيوان يأتي الأنثى ولم ير ذكرا قد أتى أنثى قبله فألهمه اللّه - عزّ وجلّ - ذلك وهداه إلى المأتي.
والقول الأول ينتظم هذا المعنى، لأنّه إذا هداه لمصلحته فهذا داخل في المصلحة، واللّه أعلم). [معاني القرآن: 3/359،358]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قال فما بال القرون الأولى} [طه: 51] دعاه موسى إلى الإيمان بالبعث فقال له فرعون: {فما بال القرون الأولى} [طه: 51] قد هلكت فلم تبعث). [تفسير القرآن العظيم: 1/262]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال قتادة: {قال فما بال القرون الأولى} [طه: 51] أي أين أعمال القرون الأولى؟). [تفسير القرآن العظيم: 1/262]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فما بال القرون الأولى} أي ما خبر الأمم الأولى وما حديثهم).
[مجاز القرآن: 2/20]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فما بال القرون الأولى} أي فما حالها؟ يقال: أصلح اللّه بالك، أي حالك). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {قال فما بال القرون الأولى}
قال له موسى عليه السلام:{قال علمها عند ربّي في كتاب لا يضلّ ربّي ولا ينسى} . [معاني القرآن: 3/359]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَمَا بَالُ القرون الأولى}: ما حالها؟). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال علمها عند ربّي في كتابٍ لا يضلّ ربّي ولا ينسى} [طه: 52] لا يضلّه فيذهب ولا ينسى ما فيه.
هذا تفسير الحسن). [تفسير القرآن العظيم: 1/262]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال علمها عند ربّي في كتابٍ لا يضلّ ربّي ولا ينسى} [طه: 52] قال قتادة: يعني ذلك الكتاب، {ولا ينسى} [طه: 52] علم أعمالها وآجالها.
[تفسير القرآن العظيم: 1/262]
- وحدّثني حمّاد بن سلمة، عن أبي المهزّم، عن أبي هريرة قال: قال فرعون: يا هامان، إنّ موسى يعرض عليّ أنّ لي ملكي حياتي ما بقيت، وأنّ لي الجنّة إذا متّ.
وقال له هامان: بينما أنت إلهٌ تعبد إذ صرت عبدًا تعبد، فردّه عن رأيه). [تفسير القرآن العظيم: 1/263]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {في كتابٍ لاّ يضلّ ربّي...}

ربّي أي لا ينساه و(ربّي) في موضع رفع تضمر الهاء في يضلّه (ولا ينسى) وتقول: أضللت الشيء إذا ضاع؛ مثل الناقة والفرس وما انفلت منك. وإذا أخطأت الشيء الثابت موضعه مثل الدار والمكان قلت: ضللته وضللته لغتان ولا تقل أضللت ولا أضللته). [معاني القرآن: 2/181]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال علمها عند ربّي في كتاب لا يضلّ ربّي ولا ينسى}
معناه لا يضلها ولا ينساها، ولا يضله ربي ولا ينساه، يعنى به الكتاب.
ومعنى ضللت الشيء وضللت بكسر اللام وفتحها أضلّه وأضلّه، إذا جعلته في مكان لم تدر أين هو، ويضل من أضللته، ومعنى أضللته أضعته.
قال أبو إسحاق من قرأ بالفتح فمعناه لا يضل أي لا يضل عن ربّي..
وإذا ضممت الياء فمعناه لا يوجد ربي ضالّا عنها). [معاني القرآن: 3/359]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {الّذي جعل لكم الأرض مهدًا} [طه: 53] مثل قوله: {جعل لكم الأرض بساطًا} [نوح: 19].
{فراشًا} [البقرة: 22] قوله: {وسلك لكم فيها سبلا} [طه: 53] أي: وجعل لكم فيها طرقًا.
{وأنزل} [طه: 53] لكم.
{من السّماء ماءً فأخرجنا به أزواجًا من نباتٍ شتّى} [طه: 53] مختلفٌ في لونه وطعمه.
وكلّ ما ينبت في الأرض فالواحد منه زوجٌ.
قال: فالّذي ينبت هذه الأزواج الشّتّى قادرٌ على أن يبعثكم بعد الموت). [تفسير القرآن العظيم: 1/263]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أزواجاً مّن نّباتٍ شتّى...}

مختلف الألوان والطعوم). [معاني القرآن: 2/181]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {الّذي جعل لكم الأرض مهداً وسلك لكم فيها سبلاً وأنزل من السّماء ماء فأخرجنا به أزواجاً مّن نّباتٍ شتّى}
وقال: {أزواجاً مّن نّباتٍ شتّى} يريد: "أزواجاً شتّى من نباتٍ" أو يكون النبات هو شتى. كلّ ذلك مستقيم). [معاني القرآن: 3/4]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أزواجاً} أي ألوانا كل لون زوج). [تفسير غريب القرآن: 279]

تفسير قوله تعالى: {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كلوا وارعوا أنعامكم} [طه: 54] من ذلك النّبات.
{إنّ في ذلك لآياتٍ لأولي النّهى} [طه: 54] سعيدٌ، عن قتادة قال: لأولي الورع.
وقال الحسن: لأولي العقول). [تفسير القرآن العظيم: 1/263]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّ في ذلك لآياتٍ لأولي النّهى...}

يقول: في اختلاف ألوانه وطعمه آيات لذوي العقول. وتقول للرجل. إنه لذو نهية إذا كان ذا عقل). [معاني القرآن: 2/181]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لأولي النّهى} مجازه لذوي الحجى واحدتها نهية، أي أحلام وعقول وانتهى إلى عقول أمرهم ورأيهم،
ومجاز قولهم لذي حجى أي لذي عقل ولب). [مجاز القرآن: 2/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لأولي النهى}: العقول. واحده نهية. يقال إنه لذو رأي ونهية). [غريب القرآن وتفسيره: 246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لأولي النّهى} أي أولي العقول. والنّهية: العقل. قال ذو الرّمة:
[لعرفانها والعهد ناء] وقد بدا لذي نهية إلا إلى أمّ سالم). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {كلوا وارعوا أنعامكم إنّ في ذلك لآيات لأولي النّهى}
{إنّ في ذلك لآيات لأولي النّهى} معناه لذوي العقول، واحد لنهى نهية.
يقال: فلان ذو نهية ومعناه ذو عقل ينتهي به عن المقابح ويدخل به في المحاسن.
وقال بعض أهل اللغة: ذو النهية الذي ينتهى إلى رأيه وعقله.
وهذا حسن أيضا). [معاني القرآن: 3/359]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لأولي النهى} أي: لأولي العقول). [ياقوتة الصراط: 347]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لِّأُوْلِي النُّهَى}: أولي العقول). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {النُّهـى}: العقول). [العمدة في غريب القرآن: 201]

تفسير قوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {منها خلقناكم} [طه: 55] يعني من الأرض خلقناكم.
قال الحسن: يعني خلق آدم.
{وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى} [طه: 55] سعيدٌ 1: 264 -، عن قتادة قال: مرّةً أخرى.
[تفسير القرآن العظيم: 1/263]
- يحيى، عن صاحبٍ له، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " إنّ خلق أحدكم يجمع في بطن أمّه أربعين يومًا نطفةً، ثمّ يكون علقةً أربعين يومًا، ثمّ يكون مضغةً أربعين يومًا، ثمّ يؤمر الملك أن يكتب أربعًا: رزقه، وعمله، وأثره، وشقيًّا أو سعيدًا.
والّذي لا إله غيره إنّ العبد ليعمل بعمل أهل الجنّة حتّى ما يكون بينه وبين الجنّة إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النّار حتّى يدخلها، وإنّ الرّجل ليعمل بعمل أهل النّار حتّى ما يكون بينه وبين النّار إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنّة حتّى يدخلها ".
قال يحيى: وبلغني أنّه يؤخذ من تربة الأرض الّتي يموت فيها، فيخلط بخلقه أو فتذرى على خلقه وهو قوله: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى} [طه: 55] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/264]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {تارةً أخرى...}

مردودة على قوله: {منها خلقناكم} لا مردودة على {نعيدكم} لأن الأخرى والآخر إنما يردّان على أمثالهما. تقول في الكلام: اشتريت ناقةً وداراً وناقة أخرى فتكون (أخرى) مردودة على الناقة التي هي مثلها ولا يجوز أن (تكون مردودةً) على الدار. وكذلك قوله: {منها خلقناكم} كقوله: (منها أخرجناكم، ونخرجكم بعد الموت (مرة أخرى) ). [معاني القرآن: 2/181]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى}
يعنى به الأرض، لأن اللّه - عزّ وجلّ - خلق آدم من تراب، وجرى الإضمار على قوله: {الّذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا}.
وقوله: {تارة أخرى}.
{منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى}
متعلق بقوله {منها نخرجكم}، لأن المعنى كمعنى الأول.
لأن معنى {ومنها نخرجكم} بمنزلة منها خلقناكم، فكأنّه قال - واللّه أعلم -: ومنها نخلقكم تارة أخرى، لأن إخراجهم وهم تراب بمنزلة خلق آدم من تراب). [معاني القرآن: 3/360،359]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آَيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد أريناه آياتنا كلّها} [طه: 56] التّسع: يده، وعصاه، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، {ولقد أخذنا آل فرعون بالسّنين ونقصٍ من الثّمرات} [الأعراف: 130] قال: {فكذّب وأبى} [طه: 56] أن يؤمن). [تفسير القرآن العظيم: 1/264]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 08:07 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 57 إلى 76]

{قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60) قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61) فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62) قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64) قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57)}

تفسير قوله تعالى: {فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى {57} فلنأتينّك بسحرٍ مثله فاجعل بيننا وبينك موعدًا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانًا سوًى {58}} [طه: 57-58] قال مجاهدٌ: منصفًا بينهم.
وقال قتادة: مكانًا عدلًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/264]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فاجعل بيننا وبينك موعداً...}

يقول: اضرب بيننا أجلا فضرب. وقوله: {مكاناً سوًى} و{سوى} وأكثر كلام العرب سواء بالفتح والمدّ إذا كان في معنى نصفٍ وعدلٍ فتحوه ومدّوه،
كقول الله {تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم} والكسر والضمّ بالقصر عربيّان ولا يكونان إلا مقصورين وقد قرئ بهما). [معاني القرآن: 2/182،181]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {مكاناً سوًى} يضم أوله ويكسر وهو منقوص يجري مجرى عدًى وعدى، والمعنى النصف، والوسط فيما بين القريتين.
وقال موسى ابن جابر الحنفي:

وإنّ أبانا كان حلّ ببلدةٍ= سوى بين قيس قيس عيلان والفزر
والفزر سعد بن زيد مناة). [مجاز القرآن: 2/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مكانا سوى}: تضم أوله وتكسر وكذلك طوى. المكان النصف فيما بين الفريقين). [غريب القرآن وتفسيره: 247]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {مكاناً سوىً} أي وسطا بين قريتين). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (سِوى وسُوى،
سوى وسوى: بمعنى غير، وهما جميعا في معنى بدل. وهي مقصورة. وقد جاءت ممدودة مفتوحة الأول، وهي في معنى غير.
قال ذو الرّمّة:
وماءٍ تجافَى الغيثُ عنه فما به = سواء الحمام الحضَّن الخُضْر حاضر
يريد غير الحمام.
وسواء- مفتوحة الأول ممدود- بمعنى: وسط. قال: {فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ}، أي في وسطه.
وقد جاءت أيضا بمعنى: وسط، مكسورة الأوّل مقصورة، قال الله تعالى: {مَكَانًا سُوًى}، أي وسطا). [تأويل مشكل القرآن: 521]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فلنأتينّك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى}
{مكانا سوى}وتقرأ سوى بالضم ومعناه منصفا، أي مكانا يكون النصف فيما بيننا وبينك، وقد جاء في اللغة " سواء " في هذا المعنى، تقول:
هذا مكان سواء أي متوسط بين المكانين، ولكن لم يقرأ إلا بالقصر سوى وسوى). [معاني القرآن: 3/360]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سُـوىً}: نصف بين الفريقين). [العمدة في غريب القرآن: 201]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال موعدكم يوم الزّينة} [طه: 59] سعيدٌ، عن قتادة قال: يوم زينةٍ واعدوه فيه.
قال: {وأن يحشر النّاس ضحًى} [طه: 59] يعني أهل مصر في تفسير السّدّيّ.
سعيدٌ، عن قتادة قال: يوم يجتمعون لذلك الميعاد الّذي واعدوه فيه.
وقال الحسن: يوم عيدٍ كان لهم، يجتمعون فيه ضحًى.
وقال بعضهم: {وأن يحشر النّاس ضحًى} [طه: 59] يعني: نهارًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/265]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يوم الزّينة...}

ذكر أنه جعل موعدهم يوم عيد، ويقال: يوم سوق كانت تكون لهم يتزيّنون فيها.
وقوله: {وأن يحشر النّاس ضحًى} يقول: إذا رأيت الناس يحشرون من كل ناحيةٍ ضحىً فذلك الموعد. وموضع {أن} رفع تردّ على اليوم، وخفضٌ ترد على الزينة أي يوم يحشر الناس). [معاني القرآن: 2/182]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {موعدكم يّوم الزّينة} مجازه يوم العيد). [مجاز القرآن: 2/20]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وأن يحشر النّاس ضحىً} أي يساق الناس فيجتمعون من كل فج). [مجاز القرآن: 2/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قال موعدكم يوم الزّينة} يعني يوم العيد.
{وأن يحشر النّاس ضحًى} للجمع في العيد). [تفسير غريب القرآن: 279،280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {قال موعدكم يوم الزّينة وأن يحشر النّاس ضحى}
وتقرأ {يوم الزينة}، فالرفع على خبر الابتداء، والمعنى وقت موعدكم يوم الزينة ومن قرأ (يوم) فمنصوب على الظرف، المعنى يقع يوم الزينة.
وقوله: {وأن يحشر النّاس ضحى} موضع (أن) رفع، المعنى موعدكم حشر الناس ضحى، وتأويله إذا رأيتم الناس قد حشروا ضحى.
وقيل يوم الزينة يوم عيد كان لهم، وقيل إنه كان يوم عاشوراء.
ويجوز أن يكون في موضع خفض عطفا على الزينة.
المعنى موعدكم يوم الزينة ويوم حشر الناس). [معاني القرآن: 3/360]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَوْمُ الزِّينَةِ}: يوم العيد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فتولّى فرعون فجمع كيده} [طه: 60] يعني: ما جمع من سحرةٍ.
{ثمّ أتى} [طه: 60] قال: ثمّ جاء). [تفسير القرآن العظيم: 1/265]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {فجمع كيده} أي حيله). [تفسير غريب القرآن: 280]


تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على اللّه كذبًا فيسحتكم بعذابٍ} [طه: 61] حدّثني الحسن بن دينارٍ، عن الحسن قال: فيستأصلكم بعذابٍ.
{وقد خاب من افترى} [طه: 61] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/265]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فيسحتكم...}

وسحت أكثر وهو الاستئصال: يستأصلكم بعذاب. وقال الفرزدق:
والعرب تقول سحت وأسحت بمعنى واحد. قال: قيل للفراء: إن بعض الرواة يقول: ما به من المال إلا مسحت أو مجلّف:
قال ليس هذا بشيء ... حدثني. أبو جعفر الرؤاسيّ عن أبي عمرو بن العلاء قال: مرّ الفرزدق بعبد الله بن أبي إسحاق الحضرميّ النحويّ فأنشده هذه القصيدة.
عزفت بأعشاش وما كدت تعزف =حتى انتهى على هذا البيت
وعضّ زمان يابن مروان لم يدع =من المال إلاّ مسحت أو مجلّف
فقال عبد الله للفرزدق: علام رفعت؟ فقال له الفرزدق: على ما يسوءك). [معاني القرآن: 2/183،182]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فيسحتكم بعذابٍ} مجازه: فيهلككم، وفيه لغتان سحت الدهر، والجدب بني فلانٍ، وقوم يقولون: أسحته بالألف
وقال الفرزدق:
وعضّ زمانٍ يا بن مروان لم يدع=من المال إلاّ مسحتٌ أو مجلّف
والمسحت المهلك، والمجلف: الذي قد بقي منه بقيةٌ، ولم يدع، أي لم يبق وقال سويد بن أبي كاهل:
أرّق العين خيالٌ لم يدع=من سليمى ففوادي منتذع
لم يدع أي لم يستقر). [مجاز القرآن: 2/21,20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فيسحتكم بعذاب}: يهلككم وبعضهم يقول فيسحتكم بعذاب بضم التاء والمعنى واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 247]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فيسحتكم بعذابٍ} أي يهلككم ويستأصلكم. يقال: سحته اللّه وأسحته.
{وقد خاب من افترى} أي كذب). [تفسير غريب القرآن: 280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على اللّه كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى}
{ويلكم} منصوب على أن ألزمهم اللّه ويلا، ويجوز أن يكون منصوبا على النداء كما قال تعالى: {يا ويلتى أألد وأنا عجوز}
و{يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا}.
وقوله: {فيسحتكم بعذاب}.
ويقرأ {فيسحتكم} - بضم الياء وكسر الحاء، يقال سحته، وأسحته إذا استأصله وأهلكه،
قال الفرزدق:
وعضّ زمان يا ابن مروان لم يدع=من المال إلاّ مسحتا أو مجلّف
معنى لم يدع لم يستقر - من الدعة من المال، وأكثر الرواية إلاّ مسحتا.
فهذا على أسحت فهو مسحت). [معاني القرآن: 3/361،360]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فيسحتكم} أي: يستأصلكم). [ياقوتة الصراط: 347]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَيُسْحِتَكُمْ بعذاب}: أي يهلككم).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَيُسْحِتَكم}: يستأصلـكم). [العمدة في غريب القرآن: 202]

تفسير قوله تعالى: {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فتنازعوا أمرهم بينهم وأسرّوا النّجوى} [طه: 62] سعيدٌ، عن قتادة قال: قالت السّحرة عند ذلك: إن كان هذا الرّجل ساحرًا فإنّا سنغلبه، وإن يكن من السّماء كما زعم فله أمره). [تفسير القرآن العظيم: 1/265]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فتنازعوا أمرهم بينهم...}

يعني السحرة قال بعضهم لبعض: إن غلبنا موسى اتّبعناه وأسرّوها من فرعون وأصحابه). [معاني القرآن: 2/183]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فتنازعوا أمرهم بينهم} أي تناظروا.
{وأسرّوا النّجوى} أي تراجعوا الكلام). [تفسير غريب القرآن: 280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فتنازعوا أمرهم بينهم وأسرّوا النّجوى}
يعنى به السحرة، قالوا بينهم: إن غلبنا موسى آمنا به، وكان الأمر له). [معاني القرآن: 3/361]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قالوا إن هذان لساحران} [طه: 63] سعيدٌ، عن قتادة قال: يعنون موسى وهارون.
{يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى} [طه: 63] سعيدٌ، عن قتادة قال: كانت طريقتهم المثلى يومئذٍ بنو إسرائيل.
كانوا أكثر
[تفسير القرآن العظيم: 1/265]
القوم عددًا وأموالًا، فقال فرعون: إنّما يريدان أن يذهبا بهم لأنفسهما.
وقال الحسن: ويذهبا بعيشكم الأمثل يعني بني إسرائيل.
وكان بنو إسرائيل في القبط بمنزلة أهل الجزية فينا، يأخذون منهم الخراج ويستعبدونهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/266]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إن هذان لساحران...}

قد اختلف فيه القراء فقال بعضهم: هو لحن ولكنا نمضي عليه لئلاّ نخالف الكتاب. ... حدثني أبو معاوية الضرير،
عن هاشم بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة أنها سئلت عن قوله في النساء {لكن الراسخون في العلم منهم .... والمقيمين الصلاة} وعن قوله في المائدة {إن الذين آمنوا والّذين هادوا والصّابئون} وعن قوله: {إنّ هذان لساحران} فقالت: يا بن أخي هذا كان خطأ من الكاتب. وقرأ أبو عمرو {إنّ هذين لساحران} واحتجّ أنه بلغه عن بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن في المصحف لحناً وستقيمه العرب.
... ولست أشتهي على (أن أخالف الكتاب وقرأ بعضهم {إن هذان لساحران}
خفيفة وفي قراءة عبد الله: (وأسروا النجوى أن هذان ساحران) وفي قراءة أبيّ (إن ذان إلاّ ساحران) فقراءتنا بتشديد (إنّ) وبالألف على جهتين.
إحداهما على لغة بني الحارث بن كعب: يجعلون الاثنين في رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف وأنشدني رجل من الأسد عنهم. يريد بني الحارث:
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى =مساغاً لناباه الشجاع لصمّما
قال: وما رأيت أفصح من هذا الأسديّ وحكى هذا الرجل عنهم: هذا خطّ يدا أخي بعينه. وذلك - وإن كان قليلاً - أقيس؛ لأنّ العرب قالوا: مسلمون فجعلوا الواو تابعة للضمّة (لأن الواو لا تعرب) ثم قالوا: رأيت المسلمين فجعلوا الياء تابعة لكسرة الميم. فلمّا رأوا أن الياء من الاثنين لا يمكنهم كسر ما قبلها، وثبت مفتوحاً: تركوا الألف تتبعه،
فقالوا: رجلان في كل حال. وقد اجتمعت العرب على إثبات الألف في كلا الرجلين في الرفع والنصب والخفض وهما اثنان، إلاّ بني كنانة فإنهم يقولون: رأيت كلى الرجلين ومررت بكلى الرجلين. وهي قبيحة قليلة، مضوا على القياس.
والوجه الآخر أن تقول: وجدت الألف (من هذا دعامة وليست بلام فعل، فلمّا ثنيت زدت عليها نوناً ثم تركت الألف) ثابتة على حالها لا تزول على كلّ حال؛ كما قالت العرب (الذي) ثم زادوا نوناً تدلّ على الجماع، فقالوا: الذين في رفعهم ونصبهم وخفضهم كما تركوا (هذان) في رفعه ونصبه وخفضه. وكنانة يقولون (اللّذون) ). [معاني القرآن: 2/184،183]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى...}
الطريقة: الرجال الأشراف وقوله (المثلى) يريد الأمثل يذهبون بأشرافكم فقال المثلى ولم يقل المثل مثل (الأسماء الحسنى) وإن شئت جعلت (المثلى) مؤنّثة لتأنيث الطريقة. والعرب تقول للقوم: هؤلاء طريقة قومهم وطرائق قومهم: أشرافهم، وقوله: {كنّا طرائق قدداً} من ذلك. ويقولون للواحد أيضاً: هذا طريقة قومه ونظورة قومه وبعضهم: ونظيرة قومه، ويقولون للجمع بالتوحيد والجمع: هؤلاء نظورة قومهم ونظائر قومهم). [معاني القرآن: 2/185]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إنّ هذان لساحران} قال أبو عمرو وعيسى ويونس " إنّ هذين لساحران " في اللفظ وكتب " هذان " كما يزيدون وينقصون في الكتاب واللفظ صواب، وزعم أبو الخطاب أنه سمع قوماً من بني كنانة وغيرهم يرفعون الاثنين في موضع الجر والنصب، قال بشر بن هلال " إنّ " بمعنى الابتداء والإيجاب، ألا ترى أنها تعمل فيما يليها ولا تعمل فيما بعد الذي بعدها فترفع الخبر ولا تنصبه كما تنصب الاسم فكان مجازه " إنّ [مجاز القرآن: 2/21]
{هذان لساحران} مجاز كلامين، مخرجه: إنه أي نعم، ثم قلت: هذان ساحران، ألا ترى أنهم يرفعون المشرك كقوله:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله=فإنيّ وقيّارٌ بها لغريب
وقوله:
إنّ شرخ الشّباب والشّعر الأسود=ما لم يعاص كان جنونا
وقوله:
إنّ السيوف غدوّها ورواحها=تركت هوزان مثل قرن الأعضب
ويقول بعضهم " إنّ الله وملائكته يصلون على النّبي " فيرفعون ملائكته على شركة الابتداء ولا يعملون فيها " إن "، وقال سمعت الفصحاء من المحرمين يقولون: إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك له.
وقرأها قومٌ على تخفيف نون " إن " وإسكانها وهو يجوز لأنهم قد أدخلوا اللام في الابتداء وهي فضل، قال:
أم الحليس لعجوزٌ شهربه وزعم قومٌ أنه لا يجوز لأنه إذا خفف نون " إن " فلا بد له من أن يدخل إلا فيقول: إن هذان إلا ساحران). [مجاز القرآن: 2/23،22]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {بطريقتكم} مجازه بسنتكم ودينكم وما أنتم عليه، ويقال فلان حسن الطريقة). [مجاز القرآن: 2/23]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {المثلى} تأنيث الأمثل، يقال: خذ المثلى منهما، للأنثى، وخذ الأمثل منهما، إذا كان ذكراً). [مجاز القرآن: 2/23]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم مّن أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى}
وقال: {إن هذان لساحران} خفيفة في معنى ثقيلة. وهي لغة لقوم يرفعون ويدخلون اللام ليفرقوا بينها وبين التي تكون في معنى "ما" ونقرؤها ثقيلة وهي لغة لبني الحارث بن كعب.
وقال: {المثلى} تأنيث "الأمثل" مثل: "القصوى" و"ألأقصى"). [معاني القرآن: 3/5،4]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {المثلى}: تأنيث الأمثل. يقال: خذ الأمثل والمثلى، ويقال قد مثل الرجل إذا صار فاضلا). [غريب القرآن وتفسيره: 247]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بطريقتكم المثلى} يعني الأشراف. يقال: هؤلاء طريقة قومهم، أي أشرافهم. ويقال: أراد سنتكم ودينكم. والمثلي مؤنث أمثل، مثل كبرى وأكبر). [تفسير غريب القرآن: 280]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (باب ما ادّعي على القرآن من اللحن، وأما ما تعلَّقوا به من حديث عائشة رضي الله عنها في غَلَطِ الكاتب، وحديث عثمان رضي الله عنه: أرى فيه لَحْناً- فقد تكلم النحويون في هذه الحروف، واعتلُّوا لكلِّ حرف منها، واستشهدوا الشعرَ: فقالوا: في قوله سبحانه: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} وهي لغة بلحرث بن كعب يقولون: مررت برجلان، وقبضت منه درهمان، وجلست بين يداه، وركبت علاه. وأنشدوا:
تزوّد منَّا بين أذناه ضربة = دعته إلى هابي التراب عقيم
أي موضع كثير التراب لا ينبت.
وأنشدوا:
أيَّ قلوصِ راكبِ تراها = طارُوا علاهنَّ فَطِرْ عَلاها
على أنَّ القراءَ قد اختلفوا في قراءة هذا الحرف: فقرأه أبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر: «إنّ هذين لساحران» وذهبا إلى أنه غلط من الكاتب كما قالت عائشة.
وكان عاصم الجحدريّ يكتب هذه الأحرف الثلاثة في مصحفه على مثالها في الإمام، فإذا قرأها، قرأ: «إنَّ هذين لساحران»، وقرأ {المقيمون الصلاة}،
وقرأ {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ}.
وكان يقرأ أيضا في سورة البقرة: {والصابرون فى البأساء والضراء} ويكتبها: الصابرين.
وإنما فرق بين القراءة والكتاب لقول عثمان رحمة الله: أرى فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها فأقامه بلسانه، وترك الرسم على حاله.
وكان الحجَّاجُ وكَّلَ عاصماً وناجِيَةَ بنَ رُمْحٍ وعليَّ بنَ أصمعَ بتَتَبُّعِ المصاحفِ، وأمرهم أن يقطعوا كل مصحف وجدوه مخالفاً لمصحف عثمان، ويعطوا صاحبه ستين درهماً.
خبّرني بذلك أبو حاتم عن الأصمعيِّ قال: وفي ذلك يقول الشاعر:
وإلا رسومُ الدّار قفراً كأنّها = كتابٌ مَحَاهُ البَاهليُّ بنُ أَصْمَعَا
وقرأ بعضهم: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} اعتباراً بقراءة أُبيّ لأنها في مصحفه: «إن ذان إلا ساحران» وفي مصحف عبد الله: (وأسرّوا النّجوى أن هذان ساحران) منصوبة بالألف يجعل (أن هذان) تبيينا للنجوى). [تأويل مشكل القرآن: 50-52]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى}
{إن هذان لساحران}.
يعنون موسى وهارون. وهذا الحرف من كتاب اللّه عزّ وجلّ مشكل على أهل اللغة، وقد كثر اختلافهم في تفسيره، ونحن نذكر جميع ما قاله النحويون ونخبر بما نظن أنه الصواب واللّه أعلم، وقبل شرح إعرابه نخبر بقراءة القراء أما قراءة أهل المدينة والأكمه في القراءة فبتشديد (إنّ) والرفع في (هذان) وكذلك قرأ أهل العراق حمزة وعاصم - في رواية أبي بكر بن عياش والمدنيون.
وروي عن عاصم: إن هذان بتخفيف (إن)، ويصدّق ما قرأه عاصم في هذه القراءة ما يروى عن أبيّ فإنه قرأ: ما هذان إلّا ساحران، وروي أيضا عنه أنه قرأ: إن هذان إلا ساحران، ورويت عن الخليل أيضا: إن هذان لساحران - بالتخفيف -.
والإجماع أنه لم يكن أحد بالنحو أعلم من الخليل.
وقرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر: إنّ هذين لساحران، بتشديد " إنّ " ونصب هذين.
فهذه الرواية فيه.
فأما احتجاج النحويين فاحتجاج أبي عمرو في مخالفته المصحف في هذا أنه روي أنه من غلط الكاتب، وأن في الكتاب غلطا ستقيمه العرب بألسنتها، يروى ذلك عن عثمان بن عفان وعن عائشة - رحمهما اللّه -.
وأما الاحتجاج في أنّ هذان بتشديد أن ورفع هذان فحكى أبو عبيدة عن أبي الخطاب وهو رأس من رؤساء الرواة، أنها لغة لكنانة، يجعلون ألف الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد، يقولون أتاني الزيدان.
ورأيت الزيدان، ومررت بالزيدان، وهؤلاء ينشدون:
فأطرق إطراق الشّجاع ولو رأى=مساغا لناباه الشّجاع لصمّما
وهؤلاء أيضا يقولون: ضربته بين أذناه، ومن يشتري مني الخفّان وكذلك روى أهل الكوفة أنها لغة لبني الحرث بن كعب.
قال النحويون القدماء: ههنا هاء مضمرة، المعنى إنه هذان لساحران،
وقالوا أيضا أن معنى (إن) معنى (نعم)، المعنى نعم هذان لساحران.
وينشدون:
ويقلن شيب قد علّا=ك وقد كبرت فقلت إنّه
ويحتجون بأن هذه اللام - أصلها - أن تقع في الابتداء، وأن وقوعها في الخبر جائز، وينشدون في ذلك:
خالي لأنت ومن جرير خاله=ينل العلاء ويكرم الأخوالا
وأنشدوا أيضا:
أمّ الحليس لعجوز شهربه=ترضى من الشاة بعظم الرّقبه
قالوا: المعنى لأنت خالي، والمعنى لأم الحليس عجوز.
وقال الفراء في هذا: إنهم زادوا فيها النون في التثنية وتركوا الألف على حالها في الرفع والنصب والجر كما فعلوا في الذي، فقالوا الّذين في الرفع والنصب والجر.
فهذا جميع ما احتج به النحويون.
والذي عندي - واللّه أعلم - وكنت عرضته على عالمينا - محمد بن يزيد وعلى إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن زيد القاضي فقبلاه وذكرا أنّه أجود ما سمعاه في هذا، وهو " أنّ) قد وقعت موقع " نعم "، وأن اللام وقعت موقعها، وأن المعنى هذان لهما ساحران.
والذي يلي هذه في الجودة مذهب بني كنانة في ترك ألف التثنية على هيئة واحدة، لأن حق الألف أن تدل على الاثنين، وكان حقها ألا تتغيّر كما لم تتغير ألف رحى وعضى، ولكن كان نقلها إلى الياء في النصب والخفض أبين وأفضل للتمييز بين المرفوع والمنصوب والمجرور.
فأمّا قراءة عيسى بن عمر وأبي عمرو بن العلاء فلا أجيزها لأنها خلاف المصحف، وكل ما وجدته إلى موافقة المصحف أقرب لم أجز مخالفته، لأن اتباعه سنة.
وما عليه أكثر القراء، ولكني أستحسن {إن هذان لساحران} بتخفيف (إن) وفيه إمامان: عاصم والخليل، وموافقة أبيّ في المعنى وأن خالفه اللفظ، ويستحسن أيضا (إنّ هذان) بالتشديد، لأنه مذهب أكثر القراء، وبه يقرأ وهو قوي في العربية.
قوله تعالى: {ويذهبا بطريقتكم المثلى}.
معناه في قول النحويين بجماعتكم الأشراف. والمثلى تأنيث الأمثل.
ومعنى الأمثل والمثلى معنى " ذو الفضل " الذي يستحق أن يقال فيه هذا أمثل قومه.
وفي التفسير: {بطريقتكم المثلى} بأشرافكم، والعرب تقول للرجل الفاضل هذا طريقة قومه، ونظيرة قومه، ونظورة قومه.
كل هذا للرجل الفاضل.
وإنما تأويله هذا الذي ينبغي أن يجعله قومه قدوة ويسلكوا طريقته.
والذي قال أيضا: هذا نظورة قومه ونظيرة قومه، معناه هذا الذي ينبغي أن ينظر إليه قومه وأن يتبعوه.
والذي عندي - واللّه أعلم - أن في الكلام محذوفا يدل عليه ما بقي.
إنما المعنى يذهبا بأهل طريقتكم المثلى، كما قال اللّه عزّ وجلّ:
{واسأل القرية الّتي كنّا فيها}، معناه واسأل أهل القرية، وكذلك قول العرب: هذا طريقة قومه معناه هذا صاحب طريقة قومه.
وقوله عزّ وجلّ: {واصطنعتك لنفسي} تأويله اخترتك لإقامة حجتي، وجعلتك بيني وبين خلقي حتى صرت في الخطاب عني والتبليغ عني بالمنزلة التي أكون بها لو خاطبتهم واحتججت عليهم). [معاني القرآن: 3/365-361]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {المثلى} أي: الفضلى). [ياقوتة الصراط: 347]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {المُثْلى}: تأنيث الأمثل). [العمدة في غريب القرآن: 202]

تفسير قوله تعالى: {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فأجمعوا كيدكم} [طه: 64] يعني: سحركم، يقوله بعضهم لبعضٍ.
{ثمّ ائتوا صفًّا} [طه: 64] أي: تعالوا جميعًا.
{وقد أفلح اليوم من استعلى} [طه: 64] من ظهر في تفسير قتادة.
وقال الكلبيّ: من غلب). [تفسير القرآن العظيم: 1/266]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فأجمعوا كيدكم...}

الإجماع: الإحكام والعزيمة على الشيء. تقول أجمعت الخروج وعلى الخروج مثل أزمعت قال الشاعر:
يا ليت شعري والمنى لا تنفع =هل أغدون يوماً وأمري مجمع
يريد قد أحكم وعزم عليه. ومن قرأ {فأجمعوا} يقول: لا تتركوا من كيدكم شيئاً إلاّ جئتم به.
وقوله: {من استعلى} من غلب). [معاني القرآن: 2/185]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ثمّ ائتوا صفّاً} أي صفوفاً وله موضع آخر من قولهم: هل أتيت الصفّ اليوم يعني المصلى الذي يصلي فيه.
قال أبو عبيدة، قال أبو العرب الكليبي، ما استطعت أن آتي الصف أمس يعني المصلى). [مجاز القرآن: 2/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأجمعوا كيدكم} أي حيلكم.
{ثمّ ائتوا صفًّا} أي جميعا. وقال أبو عبيدة: الصفّ: المصلي.
وحكي عن بعضهم أنه قال: ما استطعت أن آتي الصفّ اليوم، أي المصلّي). [تفسير غريب القرآن: 280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فأجمعوا كيدكم ثمّ ائتوا صفّا وقد أفلح اليوم من استعلى}
وقرئت {فاجمعوا كيدكم}، فمن قرأ فأجمعوا بقطع الألف، فمعناه ليكن عزمكم - كلكم على الكيد مجمعا عليه أي لا تختلفوا فتختلوا.
ومن قرأ (فاجمعوا) فمعناه جيئوا بكل كيد تقدرون عليه، ولا تبقوا منه شيئا.
وقوله: {ثمّ ائتوا صفّا}.
معناه ائتوا الموضع الذي تجتمعون فيه لعيدكم وصلاتكم، يقال: أتيت صفّا بمعنى أتيت المصلّى، ويجوز أن يكون {ثمّ ائتوا صفّا} ثم ائتوا مصطفين مجتمعين ليكون أنظم لأموركم،
وأشد لهيئتكم.
{وقد أفلح اليوم من استعلى}.
ومعنى {من استعلى} من علا بالغلبة). [معاني القرآن: 3/365]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وقد أفلح} أي: قد ظفر). [ياقوتة الصراط: 348]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من استعلى} أي: من غلب). [ياقوتة الصراط: 348]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ثم ائتوا صَفًّا}: أي جميعاً، قيل: الصف: المصلى). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إمّا أن تلقي وإمّا أن نّكون أوّل من ألقى...}
و (أن) في موضع نصب. والمعنى اختر إحدى هاتين. ولو رفع إذ لم يظهر الفعل كان صواباً، كأنه خبر، كقول الشاعر:
فسيرا فإمّا حاجةٌ تقضيانها = وإمّا مقيلٌ صالح وصديق
ولو رفع قوله: {فإمّا منٌّ بعد وإمّا فداءٌ} كان أيضاً صواباً. ومذهبه كمذهب قوله: {فإمساكٌ بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسانٍ} والنصب في قوله: {إمّا أن تلقي} وفي قوله: {فإمّا منّاً بعد وإمّا فداءً} أجود من الرفع؛ لأنه شيء ليس بعامّ؛ مثل ما ترى من معنى قوله: {فإمساكٌ} و{فصيام ثلاثة أيّامٍ} لمّا كان المعنى يعمّ الناس في الإمساك بالمعروف وفي صيام الثلاثة الأيام في كفّارة اليمين كان كالجزاء فرفع لذلك. والاختيار إنما هي فعلة واحدة، ومعنى (أفلح) عاش ونجا). [معاني القرآن: 2/186،185]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قالوا يا موسى إمّا أن تلقي وإمّا أن نكون أوّل من ألقى {65} قال بل ألقوا} [طه: 65-66] فألقوا حبالهم وعصيّهم.
{فإذا حبالهم وعصيّهم يخيّل إليه من سحرهم أنّها تسعى} [طه: 66] حيّاتٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/266]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يخيّل إليه من سحرهم أنّها تسعى...}

{أنّها} في موضع رفع. ومن قرأ (تخيّل) أو (تخيّل) فإنها في موضع نصب لأن المعنى تتخيل بالسعي لهم وتخيّل كذلك، فإذا ألقيت الباء نصبت؛ كما تقول: أردت بأن أقوم ومعناه: أردت القيام، فإذا ألقيت الباء نصبت. قال الله {ومن يرد فيه بإلحادٍ بظلمٍ} ولو ألقيت الباء نصبت فقلت: ومن يرد فيه إلحادا بظلمٍ). [معاني القرآن: 2/186]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيّهم يخيّل إليه من سحرهم أنّها تسعى}
ولم يقل ههنا " فألقوا " فإذا حبالهم، لأنه قد جاء في موضع آخر، {فألقوا حبالهم وعصيّهم}.
ويجوز في عصيّ عصيّ، والكسر أكثر، والأصل الضم إلا أن الكسر يثقل بعد الضم فلذلك اختير كسر العين.
ويروى في التفسير أنّ السّحرة كانوا يومئذ سبعين ألف ساحر معهم سبعون ألف حبل وسبعون ألف عصا، فأوحى الله إلى موسى حين خيّل إليه من سحرهم أنها تسعى أن يلقي عصاة فإذا هي ثعبان مبين فاغر فاه فابتلع جميع تلك الحبال، وقرئت {فإذا حبالهم وعصيّهم يخيّل إليه من سحرهم أنّها تسعى}.
وموضع أن على هذه القراءة رفع، المعنى يخيل إليه سعيها، ويقرأ " تخيّل " بالتاء، وموضع أن على هذه القراءة يجوز أن يكون نصبا، ويجوز أن يكون رفعا، فأمّا النصب فعلى معنى يخيل إليه أنها ذات سعي ويجوز أن يكون مرفوعا على البدل على معنى يخيل إليه سعايتها، وأبدل أنها تسعى من المضمر في يخيل لاشتماله على المعنى، ويكون إليه الخبر على هذا التقدير.
ومثل ذلك ما حكاه سيبويه يقال: مالي بهم علم أمرهم، أي مالي علم بأمرهم، ومثل ذلك من الشعر:
تذكّرت تقتد برد مائها
المعنى تذكّرت برد ماء تقتد). [معاني القرآن: 3/366،365]

تفسير قوله تعالى: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فأوجس في نفسه خيفةً} أي أضمر وأحس منهم خيفةً، أي خوفاً فذهبت الواو فصارت ياء من أجل كسرة الخاء).
[مجاز القرآن: 2/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فأوجس في نفسه}: اضمر في نفسه.
{خيفة} خوفا). [غرائب القرآن:247]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأوجس في نفسه خيفةً موسى} أي أضمر خوفا). [تفسير غريب القرآن: 280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فأوجس في نفسه خيفة موسى}
وأصلها خوفة، ولكن الواو قلبت ياء لانكسار ما قبلها.
{وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنّما صنعوا}.
و {تلقف} القراءة بالجزم جواب الأمر، ويجوز الرفع على معنى الحال.
كأنه قال ألقها متلقّفة، على حال متوقّعة، ولم يقرأ بها، ولا ينبغي أن يقرأ بما لم تتقدم به قراءة). [معاني القرآن: 3/367]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فأوجس في نفسه خيفة موسى} قال الإمامان: الخيفة - هاهنا: الخوف، قال: وإنما خاف على بني إسرائيل، الذين آمنوا معه أن يرتدوا لما رأوا من السحر العظيم، ولم يكن خوفه على نفسه ولا على أخيه هارون - عليهما السلام). [ياقوتة الصراط: 349،348]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فأوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً}: أي أضمر خوفاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَأَوْجَسَ}: أضمر في نفسه). [العمدة في غريب القرآن: 202]

تفسير قوله تعالى: {قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأوجس في نفسه خيفةً موسى {67} قلنا لا تخف إنّك أنت الأعلى {68}} [طه: 67-68] الظّاهر). [تفسير القرآن العظيم: 1/266]

تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وألق ما في يمينك} [طه: 69] يعني العصا.
{تلقف ما صنعوا} [طه: 69] يعني العصا.
وقوله: تلقف، تأكل حبالهم وعصيّهم، فيما حدّثني قرّة بن خالدٍ عن الحسن، تلقفه بفيها.
{إنّما صنعوا كيد ساحرٍ ولا يفلح السّاحر حيث أتى} [طه: 69] حيث كان في قول الحسن.
وقال بعضهم: حيث جاء). [تفسير القرآن العظيم: 1/266]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّما صنعوا كيد ساحرٍ...}

جعلت {ما} في مذهب الذي: إن الذي صنعوا كيد سحر، وقد قرأه بعضهم {كيد ساحرٍ} وكلّ صوابٌ، ولو نصبت (كيد سحر) كان صواباً، وجعلت {إنما} حرفاً واحداً؛
كقوله: {إنّما تعبدون من دون اللّه أوثانا}
وقوله: {ولا يفلح السّاحر حيث أتى} جاء في التفسير أنه يقتل حيثما وجد). [معاني القرآن: 2/186]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا يفلح السّاحر حيث أتى} أي حيث كان). [مجاز القرآن: 2/23]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنّما صنعوا كيد ساحرٍ ولا يفلح السّاحر حيث أتى}
وقال: {السّاحر حيث أتى} وفي حرف ابن مسعود {أين أتى} وتقول العرب: "جئتك من أين لا تعلم" و"من حيث لا تعلم"). [معاني القرآن: 3/5]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ولا يفلح السّاحر حيث أتى} أي حيث كان). [تفسير غريب القرآن: 280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنّما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح السّاحر حيث أتى}
{إنّما صنعوا كيد ساحر}
ويقرأ (كيد سحر)، ويجوز إنما صنعوا كيد ساحر، ويجوز كيد ساحر بنصب الدال. فمن قرأ " أنما: نصب " أنّما " على معنى تلقف ما صنعوا لأنّ ما صنعوا كيد ساحر،
ولا أعلم أحدا قرأها هنا " أنّما "، والقراءة بالكسر، وهو أبلغ في المعنى.
فأمّا رفع كيد فعلى معنى أن الذي صنعوه كيد ساحر على خبر إنّ و " ما " اسم، ومن قرأ كيد ساحر جعل " ما " تمنع " إنّ " العمل، وتسوّغ للفعل أن يكون بعدها،
وينتصب " كيد ساحر " بـ صنعوا، كما تقول: إنما ضربت زيدا.
وقوله عزّ وجلّ: {ولا يفلح السّاحر حيث أتى}.
قالوا معناه حيث كان، وقيل معناه حيث كان الساحر يجب أن يقتل.
وكذلك مذهب أهل الفقه في السحرة). [معاني القرآن: 3/367]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {تلقف} أي: تأخذ). [ياقوتة الصراط: 349]

تفسير قوله تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( وقوله تعالى: {فألقي السّحرة سجّدا قالوا آمنّا بربّ هارون وموسى}
{سجّدا} منصوب على الحال، وهي أيضا حال مقدرة، لأنهم خروا وليسوا ساجدين، إنما خروا مقدرين السجود). [معاني القرآن: 3/367]


تفسير قوله تعالى: {قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فألقي السّحرة سجّدًا قالوا آمنّا بربّ هارون وموسى {70} قال} [طه: 70-71] فرعون.
{آمنتم له} [طه: 71] فرعون يقوله على الاستفهام، أصدقتموه؟ {قبل أن آذن لكم} [طه: 71] أي: قد فعلتم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/266]
{إنّه لكبيركم} [طه: 71] في السّحر.
{الّذي علّمكم السّحر} [طه: 71] وقال السّدّيّ: يعني لعالمكم في علم السّحر، ولم يكن أكبرهم في السّنّ.
{فلأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلافٍ} [طه: 71] اليد اليمنى والرّجل اليسرى.
{ولأصلّبنّكم في جذوع النّخل} [طه: 71] يعني: على جذوع النّخل.
وهو تفسير السّدّيّ.
{ولتعلمنّ أيّنا أشدّ عذابًا وأبقى} [طه: 71] أنا أو موسى). [تفسير القرآن العظيم: 1/267]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فلأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم مّن خلافٍ...}

ويصلح في مثله من الكلام عن وعلى والباء.
وقوله: {ولأصلّبنّكم في جذوع النّخل} يصلح (على) في موضع (في) وإنما صلحت (في) لأنه يرفع في الخشبة في طولها فصلحت (في) وصلحت (على) لأنه يرفع فيها فيصير عليها، وقد قال الله {واتّبعوا ما تتلو الشّياطين على ملك سليمان} ومعناه في ملك سليمان. وقوله: {أشدّ عذاباً وأبقى} يقول: وأدوم). [معاني القرآن: 2/187،186]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" لكبيركم " أي معلمكم قال أبو عبيدة سمعت بعض المكيين قال يقول: الغلام لمستأجره كبيرى). [مجاز القرآن: 2/23]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" في جذوع النّخل " أي على جذوع النخل، قال:
هم صلبوا العبدي في جذع نخلةٍ=فلا عطست شيبان إلّا بأجدعا).
[مجاز القرآن: 2/24،23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («في» مكان «على»
قوله تعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}، أي على جذوع النخل.
قال الشاعر:
وهم صلبوا العبديَّ في جذعِ نَخْلَةٍ = فلا عطَسَت شيبانُ إلا بأجْدَعا
وقال عنترة:
بَطَل كَأَنَّ ثيابه في سَرْحَةٍ = يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ لَيْسَ بِتَوْأَمِ
أي على سرحة مِن طُوله). [تأويل مشكل القرآن: 567]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنّه لكبيركم الّذي علّمكم السّحر فلأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلّبنّكم في جذوع النّخل ولتعلمنّ أيّنا أشدّ عذابا وأبقى}
{ولأصلّبنّكم في جذوع} معناه على جذوع النخل، ولكنه جاز أن تقع " في " ههنا لأنه في الجذع على جهة الطول، والجذع مشتمل عليه فقد صار فيه.
قال الشاعر:
وهم صلبوا العبديّ في جذع نخلة=فلا عطست شيبان إلا بأجدعا
قوله: {ولتعلمنّ أيّنا أشدّ عذابا وأبقى} " أيّ " رفعت لأنها وضعت موضع الاستفهام، ولا يعمل ما قبل " أيّ " فيها لأن ما قبلها خبر وهي استفهام، فلو عمل فيها لجاز أن يعمل فيما بعد الألف في قولك: قد علمت أزيد في الدار أم عمرو). [معاني القرآن: 3/368]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البيّنات والّذي فطرنا} [طه: 72] وعلى الّذي فطرنا.
{فاقض ما أنت قاضٍ إنّما تقضي هذه الحياة الدّنيا} [طه: 72] يقولون افعل في أمرنا ما أنت فاعلٌ {إنّما تقضي هذه الحياة الدّنيا} [طه: 72] يعني إنّما تفعل في هذه الحياة.... ). [تفسير القرآن العظيم: 1/267]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قالوا لن نّؤثرك على ما جاءنا من البيّنات والّذي فطرنا...}

فالذي في موضع خفض: وعلى الذي. ولو أرادوا بقولهم {والذي فطرنا} القسم بها كانت خفضاً وكان صواباً، كأنهم قالوا: لن نؤثرك والله.
وقوله: {فاقض ما أنت قاضٍ}: افعل ما شئت. وقوله: {إنّما تقضي هذه الحياة الدّنيا} إنما حرف واحد، لذلك نصبت {الحياة} ولو قرأ قارئ برفع (الحياة) لجاز، يجعل (ما) في مذهب الذي كأنه قال: إن الذي تقضيه هذه الدنيا). [معاني القرآن: 2/187]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فاقض ما أنت قاضٍ} مجازه: اصنع ما أنت صانع وأنفذ ما أنت منفذ فقد قضي قضاؤك، وقال أبو ذؤيب:
وعليهما مسرودتان قضاهما= داود أو صنع السوابغ تبّع
أي صنعهما وأحكمهما). [مجاز القرآن: 2/24]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إنّما تقضى هذه الحياة الدّنيا} وله موضع آخر في معنى إنما تخلف هذه الحياة الدنيا، كقولك قضيت سفري). [مجاز القرآن: 2/24]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا لن نّؤثرك على ما جاءنا من البيّنات والّذي فطرنا فاقض ما أنت قاضٍ إنّما تقضي هذه الحياة الدّنيا}
وقال: {لن نّؤثرك على ما جاءنا من البيّنات والّذي فطرنا} يقول: {لن نؤثرك على الّذي فطرنا} ). [معاني القرآن: 3/5]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فاقض ما أنت قاض}: اصنع ما أنت صانع). [غريب القرآن وتفسيره: 248]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّما تقضي هذه الحياة الدّنيا} أي إنما يجوز أمرك فيها). [تفسير غريب القرآن: 280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البيّنات والّذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنّما تقضي هذه الحياة الدّنيا}
موضع الذي خفض، المعنى لن نؤثرك على اللّه، ويجوز أن يكون " الّذي " خفضا على القسم، ويكون المعنى لن نؤثرك على ما جاءنا من البيّنات واللّه، أي نحلف باللّه.
قوله: {فاقض ما أنت قاض}.
أي: اصنع ما أنت صانع، قال أبو ذؤيب:
وعليهما مسرودتان قضاهما= داود أو صنع السّوابغ تبّع
وقوله عزّ وجلّ: {إنّما تقضي هذه الحياة الدّنيا}.
القراءة بالنصب - الحياة الدّنيا - ويجوز إنما تقضي هذه الحياة الدنيا بالرفع، تأويله أن الذي تقضيه متاع الحياة الدنيا، ولا أعلم أحدا قرأها بالرفع). [معاني القرآن: 3/369،368]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَاقْضِ}: فاصـنَع.
{ما أنتَ قاضٍ}: ما أنت صانع). [العمدة في غريب القرآن: 202]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إنّا آمنّا بربّنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السّحر واللّه خيرٌ وأبقى} [طه: 73] خيرٌ ممّا دعوتنا إليه وأبقى.
وقال بعضهم: منك يا فرعون وأبقى.
سعيدٌ، عن قتادة قال: كانوا أوّل النّهار سحرةً وآخره شهداء). [تفسير القرآن العظيم: 1/267]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وما أكرهتنا عليه من السّحر...}

ما في موضع نصب مردودة على معنى الخطايا. وذكر في التفسير أن فرعون كان أكره السّحرة على تعلّم السّحر). [معاني القرآن: 2/187]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّا آمنّا بربّنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السّحر واللّه خير وأبقى}
{وما أكرهتنا عليه من السّحر}
موضع " ما " نصب، المعنى لتغفر لنا خطايانا وإكراهك إيانا على السحر.
ويروى أن فرعون أكرههم على تعلم السحر.
ومعنى: {واللّه خير وأبقى}.
أي الله خير لنا منك وأبقى عذابا لأنهم قالوا هذا له جواب قوله: {ولتعلمنّ أيّنا أشدّ عذابا وأبقى} ). [معاني القرآن: 3/369]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّه من يأت ربّه مجرمًا} [طه: 74] مشركًا.
{فإنّ له جهنّم لا يموت فيها ولا يحيى} [طه: 74] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/267]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ}
.

قوله: {تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} أي توفي عليها وتشرف، ويقال: طلع الجبل واطّلع عليه: إذا علا فوقه.
وخصّ الأفئدة، لأنّ الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه. فأخبرنا أنهم في حال من يموت وهم لا يموتون.
وهو كما قال: {فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا} يريد أنه في حال من يموت وهو لا يموت). [تأويل مشكل القرآن: 419] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ومن يأته مؤمنًا قد عمل الصّالحات فأولئك لهم الدّرجات العلى} [طه: 75]
- حدّثني إسماعيل بن مسلمٍ، عن أبي المتوكّل النّاجيّ قال: قال رسول اللّه
[تفسير القرآن العظيم: 1/267]
صلّى اللّه عليه وسلّم: " الدّرجة في الجنّة فوق الدّرجة كما بين السّماء والأرض، وإنّ العبد ليرفع بصره فيلمع له برقٌ يكاد أن يختطف بصره، فيفزع لذلك فيقول: ما هذا؟ فيقال: هذا نور أخيك فلانٍ، فيقول: أخي فلانٌ، كنّا في الدّنيا نعمل جميعًا، وقد فضّل عليّ هكذا، فيقال له: إنّه كان
أحسن منك عملًا، قال: ثمّ يجعل في قلبه الرّضى حتّى يرضى ".
- قال يحيى: وبلغني عن ليث بن أبي سليمٍ، عن عبد اللّه بن عبيد بن عميرٍ عن ابن عمر قال: إنّ أسفل أهل الجنّة درجةً، للّذي ينظر في ملكه مسيرة ألف سنةٍ وإنّ أرفع أهل الجنّة درجةً للّذي ينظر إلى اللّه غدوةً وعشيًّا). [تفسير القرآن العظيم: 1/268]

تفسير قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {جنّات عدنٍ} [طه: 76] وقد فسّرناه في سورة مريم.
{تجري من تحتها الأنهار} [طه: 76] وقد فسّرنا الأنهار أيضًا في غير هذا الموضع.
{خالدين فيها} [طه: 76] لا يموتون ولا يخرجون منها.
{وذلك جزاء من تزكّى} [طه: 76] يعني: من آمن.
وهو في قول قتادة: من عمل صالحًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/268]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 08:10 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 77 إلى 110]

{وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (79) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80) كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98) كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي} [طه: 77] أي ليلًا.
{فاضرب لهم طريقًا في البحر يبسًا} [طه: 77] قال الحسن: أتاه جبريل على فرسٍ فأمره أن يضرب البحر بعصاه، فصار طريقًا يبسًا.
قال يحيى: بلغني أنّه صار اثني عشر طريقًا، لكلّ سبطٍ طريقٌ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/268]
قوله: {لا تخاف دركًا ولا تخشى} [طه: 77] سعيدٌ، عن قتادة قال: لا تخاف دركًا أن يدركك فرعون من بعدك، {ولا تخشى} [طه: 77] الغرق أمامك). [تفسير القرآن العظيم: 1/269]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لاّ تخاف دركاً ولا تخشى...}

رفع على الاستئناف بلا؛ كما قال {وأمر أهلك بالصّلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا} وأكثر ما جاء في جواب الأمر بالرفع مع لا. وقد قرأ حمزة (لا تخف دركاً) فجزم على الجزاء ورفع (ولا تخشى) على الاستئناف، كما قال {يولّوكم الأدبار ثمّ لا ينصرون} فاستأنف بثمّ، فهذا مثله. ولو نوى حمزة بقوله: {ولا تخشى} الجزم وإن كانت فيه الياء كان صوابا؛ كما قال الشاعر:

* هزّي إليك الجذع يجنيك الجنى *
ولم يقل: يجنك الجنى.
وقال الآخر:
هجوت زبّان ثمّ جئت معتذراً =من سبّ زبّان لم تهجو ولم تدع
وقال الآخر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي = بما لاقت لبون بني زياد
فأثبت في (يأتيك) الياء وهي في موضع جزم لسكونها فجاز ذلك). [معاني القرآن: 2/188،187]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أن أسر بعبادي} وقومٌ يجعلونه بغير ألف فيقولون: سريت وهو سري الليل أي سير الليل). [مجاز القرآن: 2/24]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {طريقاً في البحر يبساً} متحرك الحروف بالفتحة والمعنى يابساً، ويقال: شاة يبسٌ بفتح الباء أي يابسة ليس لها لبنٌ،
وبعضهم يسكن الباء،
قال علقمة بن عبدة:
تخشخش أبدان الحديد عليهم=كما خشخشت يبس الحصاد جنوب).
[مجاز القرآن: 2/24]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً لاّ تخاف دركاً ولا تخشى}
وقال: {لاّ تخاف دركاً} أي {اضرب لهم طريقا} {لاّ تخاف} فيه {دركاً} وحذف "فيه" كما تقول: "زيدٌ أكرمت" تريد: "أكرمته"،
وكما قال: {واتّقوا يوماً لاّ تجزي نفسٌ عن نّفسٍ شيئاً} أي لا تجزى فيه). [معاني القرآن: 3/5]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يبسا}: يابسا. يقال شاة يبس وناقة يبس إذا لم يكن لها لبن). [غريب القرآن وتفسيره: 248]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يبساً}: يابسا. يقال لليابس: يبس ويبس.
{لا تخاف دركاً} أي لحاقا). [تفسير غريب القرآن: 281،280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى}
{فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا}.
ويجوز يابسا ويبسا، بتسكين الباء، فمن قال يابسا جعله نعتا للطريق.
ومن قال يبسا فإنه نعته بالمصدر المعنى طريقا ذا يبس، يقال يبس الشيء وييبس يبسا، ويبسا ويبسا، ثلاث لغات في المصدر.
وقوله: {لا تخاف دركا ولا تخشى}.
ويجوز: لا تخف دركا ولا تخشى، فمن قرأ {لا تخاف} فالمعنى لست تخاف دركا، ومن قال لا تخف دركا فهو نهي عن أن يخاف، ومعناه لا تخف أن يدركك فرعون ولا تخشى الغرق). [معاني القرآن: 3/370،369]

تفسير قوله تعالى: {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فأتبعهم فرعون بجنوده} [طه: 78] وكان جميع جنوده أربعين ألف ألفٍ.
{فغشيهم من اليمّ ما غشيهم} [طه: 78] واليمّ البحر.
فغرقوا). [تفسير القرآن العظيم: 1/269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {فأتبعهم فرعون} أي لحقهم).
[تفسير غريب القرآن: 281]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليمّ ما غشيهم }
ويقرأ فاتبعهم فرعون بجنوده، فمن قرأ {فأتبعهم} ففيه دليل أنه أتبعهم ومعه الجنود، ومن قرأ (فاتّبعهم) فرعون بجنوده فمعناه ألحق جنوده بهم. وجائز أن يكون معهم على ذا اللفظ وجائز ألا يكون إلّا أنه قد كان معهم.
{فغشيهم من اليمّ ما غشيهم}.اليم: البحر، والمعنى فغشيهم من اليم ما غرقهم). [معاني القرآن: 3/370]

تفسير قوله تعالى: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (79)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وأضلّ فرعون قومه وما هدى} [طه: 79] ما هداهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/269]

تفسير قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوّكم} [طه: 80] من فرعون وقومه.
{وواعدناكم جانب الطّور الأيمن} [طه: 80] أيمن الجبل، والطّور هو الجبل يعني مواعدته لموسى.
قوله: {ونزّلنا عليكم المنّ والسّلوى} [طه: 80] سعيدٌ، عن قتادة قال: المنّ كان ينزّل عليهم في محلّتهم مثل العسل، من طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس، والسّلوى هو الطّير الّذي يقال له السّمانى.
الحسن بن دينارٍ، عن الحسن قال: السّلوى السّمانى.
قرّة بن خالدٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ قال: السّلوى السّمانى). [تفسير القرآن العظيم: 1/269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( و{الطّور}: الجبل).
[تفسير غريب القرآن: 281]


تفسير قوله تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كلوا من طيّبات ما رزقناكم} [طه: 81] المنّ والسّلوى.
وقال السّدّيّ: {من طيّبات ما رزقناكم} [طه: 81] يعني من الحلال، المنّ والسّلوى.
{ولا تطغوا فيه} [طه: 81] تفسير السّدّيّ يعني: لا تعصوا اللّه في رفع المنّ والسّلوى.
[تفسير القرآن العظيم: 1/269]
سعيدٌ، عن قتادة قال: كانوا لا يأخذون منه لغدٍ، لأنّه كان يفسد عندهم ولا يبقى إلا يوم الجمعة فإنّهم كانوا يأخذون ليوم الجمعة والسّبت، لأنّهم كانوا يتفرّغون في السّبت للعبادة ولا يعلمون شيئًا.
- حمّادٌ، عن عمرو بن دينارٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: لولا بنو إسرائيل ما خنز لحمٌ، ولا أنتن طعامٌ، إنّهم لمّا أمروا أن يأخذوا ليومهم ادّخروا من يومهم لغدهم.
- خداشٌ عن، محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لولا بنو إسرائيل ما خنز لحمٌ، ولم...
الطّعام، ولولا حوّاء لم تخن أنثى زوجها».
قوله: {فيحلّ عليكم غضبي} [طه: 81] سعيدٌ، عن قتادة قال: يعني فيجب عليكم غضبي.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: فيحلّ عليكم غضبي أي: فينزل عليكم غضبي.
{ومن يحلل عليه غضبي} [طه: 81] هو مثل الحرف الأوّل، إلا أنّ قتادة قال: ومن ينزل عليه غضبي.
قوله: {فقد هوى} [طه: 81] في النّار.
وقال السّدّيّ: يعني فقد هلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/270]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فيحلّ عليكم غضبي...}

الكسر فيه أحبّ إليّ من الضم لأن الحلول ما وقع من يحلّ، ويحلّ: يجب، وجاء التفسير بالوجوب لا بالوقوع. وكلّ صواب إن شاء الله. والكسائيّ جعله على الوقوع وهي في قراءة الفرّاء بالضمّ مثل الكسائيّ سئل عنه فقاله، وفي قراءة عبد الله أو أبيّ {إن شاء الله} {ولا يحلّنّ عليكم غضبي ومن يحلل عليه} مضمومة. وأمّا قوله: {أم أردتم أن يحلّ عليكم} فهي مكسورة. وهي مثل الماضيتين، ولو ضمّت كان صواباً فإذا قلت حلّ بهم العذاب كانت يحلّ بالضم لا غير، فإذا قلت: على أو قلت يحلّ لك كذا وكذا فهو بالكسر).
[معاني القرآن: 2/188]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {كلوا من طيّبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحلّ عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى}
وقال: {فيحلّ} وفسره على "يجب" وقال بعضهم {يحلّ} على "النزول" فضم. وقال: {يصدّون} على"يضجّون" ولا أراها إلا لغة مثل "يعكف" "ويعكف" في معنى "يصدّ").
[معاني القرآن: 3/5]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فيحل عليكم غضبي}: يجب عليكم. ومن قرأ.{يحل} فالمعنى ينزل عليكم من الحلول). [غريب القرآن وتفسيره: 248]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فقد هوى} أي هلك. يقال: هوت أمّه. أي هلكت). [تفسير غريب القرآن: 281]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {كلوا من طيّبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحلّ عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى }
ويقرأ (فيحلّ عليكم غضبي، ومن يحلل عليه غضبي.
فمن قرأ (فيحلّ عليكم) فمعناه فيجب عليكم، ومن قرأ (فيحلّ عليكم) فمعناه فينزل عليكم.
والقراءة: ومن يحلل بكسر اللام أكثر.
{فقد هوى}أي هلك وصار إلى الهاوية، وهي قعر نار جهنّم). [معاني القرآن: 3/370]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَيَحِلَّ}: يجب). [العمدة في غريب القرآن: 202]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإنّي لغفّارٌ لمن تاب} [طه: 82] من الشّرك.
{وآمن} [طه: 82] أي: أخلص الإيمان للّه.
{وعمل صالحًا} [طه: 82] في إيمانه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/270]
{ثمّ اهتدى} [طه: 82] ثمّ مضى على العمل الصّالح حتّى يموت.
تفسير الحسن بن دينارٍ عن الحسن.
وقال بعضهم: {ثمّ اهتدى} [طه: 82] ثمّ عرف الثّواب). [تفسير القرآن العظيم: 1/271]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ثمّ اهتدى...}:

علم أن لذلك ثواباً وعقاباً). [معاني القرآن: 2/188]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وإنّي لغفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثمّ اهتدى}
أي تاب من ذنبه، وآمن بربّه وعمل بطاعته، ثم اهتدى، أي ثم أقام على إيمانه). [معاني القرآن: 3/370]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما أعجلك عن قومك يا موسى {83} قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك ربّ لترضى {84}} [طه: 83-84] قال: هم أولاء ينتظرونني من بعدي بالّذي آتيهم به، وليس يعني أنّهم يتّبعونه.
وقال بعضهم: يعني السّبعين الّذي اختاروا فذهبوا معه للميعاد). [تفسير القرآن العظيم: 1/271]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قال هم أولاء على أثري...}

وقد قرأ بعض القراء (أولاي على أثري) يترك الهمز، وشبّهت بالإضافة إذا ترك الهمز، كما قرأ يحيى بن وثاب {ملّة آباي إبراهيم} {وتقبّل دعاي ربّنا}). [معاني القرآن: 2/189،188]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : {وقوله عزّ وجلّ: (قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك ربّ لترضى }
(أولاء) مبني على الكسر، (على أثري) من صلة (أولاء)، ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر، كأنّه قال: هم على أثري هؤلاء، والأجود أن يكون صلة.
ورويت أولاي على أثري ولا وجه لها، لأن الياء لا تكون بعد الألف آخرة إلا للإضافة نحو هداي، ولا أعلم أحدا من القراء المشهورين قرأ بها وذكرها الفراء، ولا وجه لها).
[معاني القرآن: 3/371،370]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فإنّا قد فتنّا قومك من بعدك وأضلّهم السّامريّ} [طه: 85] يقول: إنّ السّامريّ قد أضلّهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/271]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(قوله: {قال فإنّا قد فتنّا قومك من بعدك وأضلّهم السّامريّ}

أي ألقيناهم في فتنة ومحنة، واختبرناهم.
{وأضلّهم السّامريّ}.قال بعض أهل التفسير: السّامريّ علج من أهل كرمان، والأكثر في التفسير أنّه كان عظيما من عظماء بني إسرائيل من قبيلة تعرف بالسّامرة.
وهم إلى هذه الغاية في الشام يعرفون بالسامريين). [معاني القرآن: 3/371]

تفسير قوله تعالى:{فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفًا} [طه: 86] سعيدٌ، عن قتادة قال: أي حزينًا على ما صنع قومه من بعده.
وقال الحسن: شديد الغضب.
{قال يا قوم ألم يعدكم ربّكم وعدًا حسنًا} [طه: 86] في الآخرة على التّمسّك بدينه.
وقال السّدّيّ: {حسنًا} [طه: 86] يعني حقًّا.
{أفطال عليكم العهد} [طه: 86] قال مجاهدٌ: الوعد.
{أم أردتم أن يحلّ عليكم غضبٌ من ربّكم} [طه: 86]
[تفسير القرآن العظيم: 1/271]
قال قتادة: أن ينزل عليكم غضبٌ من ربّكم.
وهو مثل الحرف الأوّل). [تفسير القرآن العظيم: 1/272]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {أسفاً} أي شديد الغضب).
[تفسير غريب القرآن: 281]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربّكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحلّ عليكم غضب من ربّكم فأخلفتم موعدي}
{غضبان أسفا}.أسف: شديد الحزن مع غضبه.
وقوله: {أن يحلّ عليكم غضب من ربّكم}.
القراءة فيها بالكسر في حاء يحل، على معنى أنه يجب عليكم، فالضم يجوز فيها على معنى أن ينزل عليكم غضب من ربكم). [معاني القرآن: 3/371]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأخلفتم موعدي {86} قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا} [طه: 86-87] سعيدٌ، عن قتادة قال: بطاقتنا.
{ولكنّا حمّلنا} [طه: 87] وهي تقرأ أيضًا: حملنا، خفيفةً.
{أوزارًا} [طه: 87] قال الحسن: آثامًا.
وقال مجاهدٌ: أثقالًا.
وهو واحدٌ، ذلك الثّقل الإثم.
{من زينة القوم} [طه: 87] يعني قوم فرعون.
{فقذفناها فكذلك ألقى السّامريّ} [طه: 87] وذلك أنّ موسى كان واعدهم أربعين ليلةً، فعدّوا عشرين يومًا وعشرين ليلةً فقالوا: هذه أربعون، قد أخلف موسى الوعد.
وكانوا استعاروا من آل فرعون حليًّا لهم، كان نساء بني إسرائيل استعاروا من نساء آل فرعون ليوم الزّينة، يعني يوم العيد الّذي واعدهم موسى.
وكان اللّه أمر موسى أن يسري بهم ليلًا، فكره القوم أن يردّوا العواري على آل فرعون فيفطن بهم آل فرعون، فأسروا من اللّيل والعواري معهم.
فقال لهم السّامريّ بعد ما مضت عشرون يومًا وعشرون ليلةً في غيبة موسى في تفسير الكلبيّ، وقال قتادة بعد ما مضى الثّلاثون: إنّما ابتليتم بهذا الحليّ فهاتوه.
وألقى ما معه من الحليّ، وألقى القوم ما معهم وهو قوله: {فقذفناها فكذلك ألقى السّامريّ} [طه: 87] ما معه كما ألقينا ما معنا.
فصاغه عجلًا، ثمّ ألقى في فيه التّراب الّذي كان أخذه من تحت حافر فرس جبريل.
سعيدٌ، عن قتادة قال: كان اللّه تبارك وتعالى وقّت لموسى ثلاثين ليلةً
[تفسير القرآن العظيم: 1/272]
ثمّ أتمّها بعشرٍ، فلمّا مضت الثّلاثون قال السّامريّ: إنّما أصابكم الّذي أصابكم عقوبةً للحليّ الّذي معكم فهابوه.
وهو الحليّ الّذي استعاروا من آل فرعون.
فدفعوا إليه الحليّ، فصوّر لهم منها صورة بقرةٍ.
وقد كان صرّ في عمامته قبضةً من أثر فرس جبريل يوم جاز بنو إسرائيل البحر، فقذفها فيها). [تفسير القرآن العظيم: 1/273]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ما أخلفنا موعدك بملكنا...}

برفع الميم. (هذا قراءة القراء) ولو قرئت بملكنا (وملكنا) كان صواباً. ومعنى (ملكنا) في التفسير أنا لم نملك الصّواب إنما أخطأنا.
وقوله: {ولكنّا حمّلنا أوزاراً مّن زينة القوم} يعني ما أخذوا من قوم فرعون حين قذفهم البحر من الذهب والفضّة والحديد، فألقيناه في النار. فكذلك فعل السّامريّ فاتّبعناه. فلما خلصت فضّة ما ألقوا وذهبه صوّره السّامريّ عجلاً وكان قد أخذ قبضة من أثر فرس كانت تحت جبريل (قال السّامريّ لموسى: قذف في نفسي أني إن ألقيت تلك القبضة على ميّت حيى، فألقى تلك القبضة في أنف الثور وفي دبره فحيى وخار) ... وفي تفسير الكلبيّ أن الفرس كانت الحياة فذاك قوله: {وكذلك سوّلت لي نفسي} يقول زيّنته لي نفسي.
ومن قرأ بملكنا بكسر الميم فهو الملك يملكه الرجل تقول لكل شيء ملكته: هذا ملك يميني للمملوك وغيره مما ملك والملك مصدر ملكته ملكاً وملكة: مثل غلبته غلبا وغلبةً.
والملك السّلطان وبعض بني أسدٍ يقول مالي ملك، يقول: مالي شيء أملكه وملك الطريق وملكه: وجهه قال الشاعر:
أقامت على ملك الطريق =لها ولمنكوب المطايا جوانبه
ويقال مع ملك الطريق: فملكه. أقامت على عظم الطريق وعلى سجح الطريق وعلى سننه وسننه). [معاني القرآن: 2/190،189]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بملكنا}: بما ملكت أيدينا. ومن قرأ {بملكنا} فالمعنى بسلطاننا). [غريب القرآن وتفسيره: 248]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ما أخلفنا موعدك بملكنا} أي بقدر طاقتنا.
{ولكنّا حمّلنا أوزاراً من زينة القوم} أي أحمالا من حليّهم.
{فقذفناها} يعنون في النّار). [تفسير غريب القرآن: 281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله عز وجل: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} أي إثمك. وأصل الوزر: ما حمله الإنسان على ظهره.
قال الله عز وجل: {وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} أي أحمالا من حليّهم. فشبه الإثم بالحمل، فجعل مكانه، وقال في موضع آخر: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} يريد آثامهم). [تأويل مشكل القرآن: 140] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنّا حمّلنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السّامريّ }
يجوز الضم والكسر والفتح في الميم. بملكنا، وبملكنا، وبملكنا.
فأصل الملك السلطان والقدرة، والملك ما حوته اليد، والملك المصدر.
تقول: ملكت الشيء أملكه ملكا.
وقيل في بعض التفسير: ما أخلفنا موعدك بأن ملكنا الصواب.
وجائز أن يكون ما أخلفنا موعدك بسلطان كان لنا ولا قدرة، ثم أخبروا سبب تأخرهم عنه فقالوا: (ولكنّا [حملنا] أوزارا من زينة القوم).
ويقرأ (حمّلنا أوزارا)، بتشديد الميم وكسرها، يعنون بالأوزار حليا كانوا أخذوها من آل فرعون حين قذفهم البحر فألقاهم على ساحله، فأخذوا الذهب والفضة، وسميت أوزارا لأن معناها الآثام، وجائز أن يكون سمّيت أوزارا يعنون بها أثقالا، لأن الوزر في اللغة الحمل، وسمّي الإثم وزرا لأن صاحبه قد حمّل بها ثقلا، قال اللّه تعالى: {ووضعنا عنك وزرك * الّذي أنقض ظهرك}.
فقالوا: حملنا حليّا فقذفناها في النار، وكذلك فعل السامريّ، أي ألقى حليّا كان معه). [معاني القرآن: 3/372،371]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بِمُلْكِنـا}: بما ملكت أيدينا.
{بِمِلْكِنا}: بسلطاننـا). [العمدة في غريب القرآن: 202]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فأخرج لهم عجلا جسدًا له خوارٌ} [طه: 88]، جعل يخور خوار البقرة.
فقال عدوّ اللّه: {هذا إلهكم وإله موسى فنسي} [طه: 88] قال قتادة: وكان السّامريّ من عظماء بني إسرائيل، من قبيلةٍ يقال لها: سامرة، ولكن نافق بعدما قطع البحر مع موسى.
قال: {فأخرج لهم عجلا جسدًا له خوارٌ} [طه: 88] يخور خوار البقرة.
وقال مجاهدٌ: {له خوارٌ} [طه: 88] حفيف الرّيح فيه بخواره.
فقال: {هذا إلهكم وإله موسى فنسي} [طه: 88] سعيدٌ، عن قتادة قال: {فنسي} [طه: 88] أي: فنسي موسى.
يقول: إنّ موسى إنّما طلب هذا ولكن نسيه وخالفه في طريقٍ آخر). [تفسير القرآن العظيم: 1/273]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فنسي...}

يعني أن موسى نسي: أخطأ الطريق فأبطأ عنهم فاتّخذوا العجل فعيّرهم الله فقال. أفلا يرون أن العجل لا يتكلّم ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً). [معاني القرآن: 2/190]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي}
واختلف في تفسير خواره، فقيل إنه كان يخور كما يخور الثور من الحيوان، فإذا خار سجدوا له، وإذا عاد الخوار رفعوا من السجود، وقال بعضهم: إنما خار خورة واحدة،
ودليله: {أفلا يرون ألّا يرجع إليهم قولا}.
وقال مجاهد: خواره حفيف الريح إذا دخلت جوفه.
ويروى أن هارون عليه السلام مر بالسّامريّ وهو يصنع العجل فقال له: ما تصنع؟
قال أصنع ما لا ينفع ولا يضر، وقال: أدع، فقال هارون اللّهمّ أعطه ما يسأل كما يحبّ.
فسأل اللّه عزّ وجلّ أن يجعل للعجل خوارا، والذي قاله مجاهد من أن خواره حفيف الريح فيه، أسرع إلى القبول لأنه شيء ممكن.
والتفسير الآخر وهو أنه خوار ممكن في محنة اللّه عزّ وجلّ - أن امتحن القوم بذلك، وليس في خوار صفر ما يوجب عبادته لأنهم قد رأوه معمولا مصنوعا، فعبادتهم إياه لو خار وتكلّم كما يتكلّم الآدمي لم تجب به عبادته.
فقالوا: {هذا إلهكم وإله موسى فنسي}.
قيل إن السّامريّ نسي ما كان عليه من الإيمان، لأنه نافق لما عبر البحر، المعنى فترك ما كان عليه من الإيمان، وقيل إن السّامريّ قال لهم إن موسى عليه السلام أراد هذا العجل فنسي وترك الطريق الذي يصل إليه). [معاني القرآن: 3/373،372]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فنسي} أخبرنا أبو عمر - قال: أنا ثعلب، عن ابن الأعرابي - قال: فنسي، أي: فترك ما أمره موسى به من الإيمان، وضل). [ياقوتة الصراط: 349]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {أفلا يرون} [طه: 89] أنّ ذلك العجل لا {يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرًّا ولا نفعًا {89} } [طه: 89]). [تفسير القرآن العظيم: 1/273]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فنسي أفلا يرون ألاّ يرجع إليهم قولاً} مجازه أنه لا يرجع إليهم قولاً ومن لم يضمر الهاء نصب " أن لا يرجع ").

[مجاز القرآن: 2/24]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {أفلا يرون ألّا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرّا ولا نفعا}
كما قال: {ألم يروا أنّه لا يكلّمهم ولا يهديهم سبيلا}.
ويجوز أن لا يرجع بنصب بأن، والاختيار مع رأيت وعلمت وظننت أن لا يفعل، في معنى قد علمت أنه لا يفعل). [معاني القرآن: 3/373]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولقد قال لهم هارون من قبل} [طه: 90] أن يرجع إليهم موسى حين اتّخذوا العجل.
{يا قوم إنّما فتنتم به} [طه: 90] يعني بالعجل). [تفسير القرآن العظيم: 1/273]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإنّ ربّكم الرّحمن فاتّبعوني وأطيعوا أمري {90} قالوا لن نبرح} [طه: 90-91]
[تفسير القرآن العظيم: 1/273]
لن نزال.
{عليه عاكفين} [طه: 91] نعبده). [تفسير القرآن العظيم: 1/274]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {لن نبرح عليه عاكفين} مجازه لن نزال، قال أوس بن حجر:

فما برحت خيلٌ تثوب وتدّعي=ويلحق منها لاحقٌ وتقّطع
أي فما زالت). [مجاز القرآن: 2/25]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({حتّى يرجع إلينا موسى {91} قال} [طه: 91-92] موسى لهارون لمّا رجع ورأى أنّهم اتّخذوا العجل). [تفسير القرآن العظيم: 1/274]

تفسير قوله تعالى: {أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلّوا {92} ألّا تتّبعن أفعصيت أمري {93} قال يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي} [طه: 92-94] وقد قال في الآية الأخرى: و....
{إنّي خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} [طه: 94] قال: أي ولم....
يعني الميعاد لرجوعه، ولكن تركتهم وجئت وقد استخلفتك فيهم.
يقول: لو اتّبعتك وتركتهم لخشيت أن تقول لي هذا القول). [تفسير القرآن العظيم: 1/274]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
({يا بن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي} فتح بعضهم الميم لأنهم جعلوه إسمين بمنزلة خمسة عشر لأنهما إسمان فأجروهما مجرى إسمٍ واحدٍ كقولهم: هو جاري بيت بيتً ولقيته كفة كفة، وكسر بعضهم الميم فقال يا بن أم بغير ياء ولا تنوين كما فعلوا ذلك بقولهم: يا زيد، بغير تنوين،

وقال زهير:
تبصّر خليلي هل ترى من ظغائن= تحمّلن بالعلياء من فوق جرثم
وأطلق بعضهم ياء الاضافة لأنه جعل النداء في ابن فقال يا ابن أمي، لأنه يجعل النداء في ابن كما جعله في زيد ثم أظهر في الاسم الثاني ياء الاضافة كما قال:
يا بن أمّي ويا شقّيق نفسي=أنت خلّيتني لدهرٍ شديد
وكذلك قال:
يا بنت عمي لاحني الهواجر فأطلق الياء وقال:
رجالٌ ونسوانٌ يودّون أنني=وإياك نخزى يابن عمّ ونفضح
فلم يطلق ياء الإضافة وجرها بعضهم وفتحها آخرون). [مجاز القرآن: 2/26،25]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ولم ترقب قولي} مجازه لم تسمع قولي ولم تنتظر.وفي آية أخرى {لا يرقبون في مؤمنٍ إلاّ ولا ذمّةً} أي لا يراقبون).
[مجاز القرآن: 2/26]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - جلّ وعزّ -: {قال يبنؤمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إنّي خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي}
(يا ابن أمّ) بفتح الميم، وإن شئت (يا ابن أمّ) - بكسر الميم - وفتحت أم والموضع موضع جر لأن (ابن) و (أم) جعلا اسما واحدا فبنى ابن وأم على الفتح، ومن قال (يا ابن أمّ) أضافه إلى نفسه.
وفيها وجه ثالث " يا ابن أمّي لا تأخذ " ولكنه لا يقرأ بها. ليست ثابتة الياء في المصحف.
ومثل هذا من الشعر:
يا ابن أمّي ويا شقيّق نفسي=أنت خلّيتني لأمر شديد
ولم يجئ هذا إلا في ابن أم، وابن عم، وذلك أنه يقال لمن ليس بأخ لأمّ. ولا بأخ ألبتّة: يا ابن أم، وكذلك يقال للأجنبي: يا ابن عم، فلما أزيل عن بابه بني على الفتح، وإن كان قد يقول القائل لأخيه من أمه أيضا يا ابن أمّ، فإنما أدخل أخاه في جملة من يقول له يا ابن أمّ.
وقد قيل في هارون إنّه لم يكن أخا موسى لأمّه - واللّه أعلم -). [معاني القرآن: 3/373]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ أقبل موسى على السّامريّ، قال له: {فما خطبك يا سامريّ} [طه: 95] أي: ما حجّتك؟). [تفسير القرآن العظيم: 1/274]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فما خطبك} أي ما بالك وشأنك وأمرك واحد،

قال رؤبة:
والعبد حيّان بن ذات القنب=يا عجبا ما خطبه وخطبي).
[مجاز القرآن: 2/26]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ما خطبك}: ما أمرك). [غريب القرآن وتفسيره: 248]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قال فما خطبك يا سامريّ} أي ما أمرك وما شأنك؟). [تفسير غريب القرآن: 281]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {قال فما خطبك يا سامريّ}
معنى ما خطبك ما أمرك الذي تخاطب به). [معاني القرآن: 3/374]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ما خَطْبُـك}: شأنُـك). [العمدة في غريب القرآن: 203]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فقبضت قبضةً من أثر الرّسول} [طه: 96] يعني بني إسرائيل.
قال قتادة: يعني فرس جبريل.
{قال بصرت بما لم يبصروا به} [طه: 96] من أثر فرس جبريل من تحت حافر فرس جبريل.
{فنبذتها} [طه: 96] أي: ألقيتها في العجل، يعني حين صاغه، وكان صائغًا،
[تفسير القرآن العظيم: 1/274]
فخار العجل.
وهي في قراءة ابن مسعودٍ: من أثر الفرس، كان أخذها من أثر فرس جبريل، فصرّها في عمامته ثمّ قطع البحر فكانت معه.
- وحدّثني حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّ هارون أتى على السّامريّ وهو يصنع العجل فقال: ما تصنع؟ قال: أصنع ما يضرّ ولا ينفع.
فقال هارون: اللّهمّ أعطه الّذي سألك على ما في نفسه.
فلمّا صنعه قال هارون: اللّهمّ إنّي أسألك أن يخور، فخار العجل وذلك بدعوة هارون.
قوله: {وكذلك سوّلت لي نفسي} [طه: 96] وكذلك زيّنت لي نفسي.
وقع في نفسي إذا ألقيتها في في العجل خار). [تفسير القرآن العظيم: 1/275]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فقبضت قبضةً...}

القبضة بالكف كلّها. والقبصة بأطراف الأصابع. وقرأ الحسن قبصة بالصاد والقبصة والقبضة جميعاً: اسم التراب بعينه فلو قرئتا كان وجهاً: ومثله ممّا قد قرئ به {إلاّ من اغترف غرفة بيده} و{غرفةً}. والغرفة: المغروف، والغرفة: الفعلة. وكذلك الحسوة والحسوة والخطوة والخطوة والأكلة والأكلة. والأكلة المأكول والأكلة المرّة. والخطوة ما بين القدمين في المشي، والخطوة: المرّة. وما كان مكسورا فهو مصدر مثل إنه لحسن المشية والجلسة والقعدة). [معاني القرآن: 2/190]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قال بصرت بما لم تبصروا به} أي علمت ما لم تعلموه وبصرت فعلت في البصيرة فصرت بها عالماً بصيراً ولها موضع آخر قوم يقولون بصرت وأبصرت سواء بمنزلةٍ سرعت وأسرعت ماشيت). [مجاز القرآن: 2/26]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فقبضت قبضةً} أي أخذت ملء جمع كفي وقبضت قبضةً أي تناولت بأطراف أصابعي: {سوّلت لي نفسي} أي زينت له وأغوته، يقال: إنك لتسول لفلانٍ سوء عمله، أي تزين له). [مجاز القرآن: 2/26]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بصرت بما لم يبصروا به}: علمت بما لم يعملوا به. يقال إنه لبصير أي عالم.
{فقبضت قبضة}: أخذت ملء جمع كفي ومن قرأ (قبصت) القبص التناول بأطراف الأصابع.
{سولت لي نفسي}: أي زينت). [غريب القرآن وتفسيره: 249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فقبضت قبضةً من أثر الرّسول} يقال: إنها قبضة من تراب موطئ فرس جبريل، صلى اللّه عليه وسلم.
{فنبذتها} أي قذفتها في العجل.
{وكذلك سوّلت لي نفسي} أي زيّنت لي). [تفسير غريب القرآن: 281]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرّسول فنبذتها وكذلك سوّلت لي نفسي}
يقال: قد بصر الرجل يبصر إذا كان عليما بالشيء، وأبصر يبصر إذا نظر.
والتأويل علمت بما لم يعلموا به، وكان رأى فرس جبريل عليه السلام فقبض قبضة من تراب حافر الفرس، يقال: قبضت قبضة، وقبصت قبصة - بالصاد غير معجمة -
فالقبضة بجملة الكف، والقبصة بأطراف الأصابع. ويقرأ بالصاد والضاد، وفيه وجه آخر لم يقرأ به فيما علمت، يجوز فقبصت قبصة وقبصة، ولكن لا يجوز القراءة بها -
إن كان لم يقرأ بها -فالقبضة قبض الشيء مرة واحدة، والقبصة مقدار ما يقبص، ونظير هذا قوله عزّ وجلّ: {إلّا من اغترف غرفة بيده}، و {غرفة بيده}.
{فنبذتها}ألقيتها في العجل لتخور.
{وكذلك سوّلت لي نفسي}أي زيّنت لي نفسي، ومثله: {الشّيطان سوّل لهم وأملى لهم} ). [معاني القرآن: 3/374]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {قال بَصُرْتُ}: علمت.
{فَقَبَضْتُ}: بملء كفي.
{سَوَّلَتْ}: زيّنت). [العمدة في غريب القرآن: 203]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [طه: 97] له موسى.
{فاذهب فإنّ لك في الحياة} [طه: 97] يعني حياة الدّنيا.
{أن تقول لا مساس} [طه: 97] لا تماسّ النّاس ولا يماسّونك، فهذه عقوبتك في الدّنيا ومن كان على دينك إلى يوم القيامة.
والسّامرة صنفٌ من اليهود.
وقال قتادة: بقايا السّامرة حتّى الآن بأرض الشّام يقولون: لا مساس.
قال: {وإنّ لك موعدًا لن تخلفه} [طه: 97] يعني يوم القيامة {لن تخلفه} [طه: 97]، أي: توافيه فيجزيك اللّه فيه بأسوأ عملك.
وقال قتادة: {لن تخلفه} [طه: 97] أي: لن تغيب عنه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/275]
قوله: {وانظر إلى إلهك الّذي ظلت} [طه: 97] صرت.
{عليه عاكفًا} [طه: 97] عابدًا.
وقال السّدّيّ: {ظلت عليه عاكفًا} [طه: 97] يعني أقمت عليه عابدًا.
قال: {لنحرّقنّه} [طه: 97] قال يحيى: سمعت بعض الكوفيّين يقول: لنبرّدنّه.
{ثمّ لننسفنّه في اليمّ نسفًا} [طه: 97] وقال الكلبيّ: ذبحه موسى، ثمّ أحرقه بالنّار، ثمّ ذراه في البحر.
وهو في قول من قال هذا أنّه تحوّل لحمًا ودمًا.
وقوله: {لننسفنّه} [طه: 97] هو حين ذراه في البحر). [تفسير القرآن العظيم: 1/276]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فإنّ لك في الحياة أن تقول لا مساس...}

أي لا أمسّ ولا أمس، أوّل ذلك أن موسى أمرهم ألاّ يؤاكلوه ولا يخالطوه ولا يبايعوه. وتقرأ (لا مساس) وهي لغة فاشية: لا مساس لا مساس مثل نزال ونظار من الانتظار.
وقوله: {الذي ظلت عليه عاكفاً} و{ظلت} و{فظلتم تفكّهون} و{فظلتم} إنما جاز الفتح والكسر لأن معناهما ظللتم، فحذفت اللام الأولى: فمن كسر الظاء جعل كسرة اللام الساقطة في الظاء. ومن فتح الظاء قال: كانت مفتوحة فتركتها على فتحها.
ومثله مسست ومسست تقول العرب قد مست ذلك ومسته، وهممت بذلك وهمت، ووددت ووددت كذا في أنك فعلت ذاك، وهل أحسست صاحبك وهل أحست.
وقوله: {لّنحرّقنّه} بالنار و{لنحرقنّه} لنبردنّه بالحديد بردا من حرقت أحرقة وأحرقه لغتان.
وأنشدني المفضل:

بذي فرقين يوم بنو حبيبٍ=نيوبهم علينا يحرقونا
... حدثني حبّان بن عليّ عن الكلبيّ عن أبي صالح أن عليّ بن أبي طالب قال (لنحرقنّه) لنبردنّه).
[معاني القرآن: 2/191،190]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لا مساس} إذا كسرت الميم دخلها النصب والجر والرفع بالتنوين في مواضعهن وهي هاهنا منفية فلذلك نصبتها بغير تنوين قال الجعدي:
فأصبح من ذاك كالسامريّ=إذ قال موسى له لا مساسا
وقال القلاخ بن حزن المنقري:
ووتّر الأساور القياسا=صغديّةً تنتزع الأنفاسا
حتى يقول الأزد لا مساسا.
وهو المماسة والمخالطة، ومن فتح الميم جعله إسماً منه فلم يدخلها نصبٌ ولا رفعٌ وكسر آخرها بغير تنوين، كقوله:
تميمٌ كرهط السامريّش وقوله=ألا لا يريد السامري مساس
جر بغير تنوين وهو في موضع نصب لأنه أجرى مجرى " قطام " وحذام. ونزال إذا فتحوا أوله،
وقال زهير:
ولنعم حشر الدّرع أنت إذا=دعيت نزال ولجّ في الذّعر
وإن كسروا أوله دخله الرفع والنصب والجر والتنوين في مواضعها وهو المنازلة). [مجاز القرآن: 2/27،26]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {الّذي ظلت عليه عاكفاً} يفتح أوله قوم إذا ألقوا منه إحدى اللامين ويجزمون اللام الباقية لأنهم يدعونها على حالها في التضعيف قبل التخفيف كقولك: ظلت، وقوم يكسرون الظاء إذا حذفوا اللام المكسروة فيحولون عليها كسرة اللام فيقولون: ظلت عليه، وقد تحذف العرب التضعيف قال:
خلا أنّ العتاق من المطايا=أحسن به فهن إليه شوس
أراد أحسن به). [مجاز القرآن: 2/28]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لننسفنهّ في اليمّ نسفاً} مجازه: لنقذفنه ولنذرينه وكل شيء وضعته في منسفٍ، ثم طيرت عنه غباره بيديك أو قشوره فقد نسفته أيضاً، وما زلنا ننسف منذ اليوم أن نمشي، وفي آية آخرى {فقل ينسفها ربّي نسفاً} ). [مجاز القرآن: 2/28]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لا مساس}: أي لا مماسة ولا مخالطة.
{لنحرقنه}:من حرقت ومن قرأ {لنحرقنه} فالمعنى لنبردنه بردا.
{لننسفه}: أي لنذرينه). [غريب القرآن وتفسيره: 250،249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أن تقول لا مساس} أي لا تخالط أحدا.
{وإنّ لك موعداً} أي يوم القيامة.
{ظلت عليه} عاكفاً أي مقيما.
{لنحرّقنّه} بالنار. ومن قرأ: (لنحرقنّه)، أراد لنبردنّه.
{ثمّ لننسفنّه في اليمّ} أي لنطيّرنّ تلك البرادة أو ذلك الرّماد في البحر). [تفسير غريب القرآن: 282،281]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال فاذهب فإنّ لك في الحياة أن تقول لا مساس وإنّ لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الّذي ظلت عليه عاكفا لنحرّقنّه ثمّ لننسفنّه في اليمّ نسفا}
وأنّ لك، ويجوز لا مساس، وأنّ لك - بفتح الميم وكسر السين الآخرة على وزن دراك وتراك، والتأويل أن موسى عليه السلام حرّم مخالطة السامريّ، فالمعنى إنك في الدنيا لا تخالط جزاء لفعلك.
فمن قرأ لا مساس - بفتح السين الأخيرة فهو منصوب على البدء به، ومن قال: لا مساس فهو مبني على الكسر، وهو نفي وقولك مساس، أي مساس القوم تأمر بذلك، فإذا قلت لا مساس فهو نفي ذلك، وبنيت مساس على الكسر وأصلها الفتح لمكان الألف، ولكن مساس ودراك مؤنث، فاختير الكسر لالتقاء السّاكنين لأنك تقول في المؤنث فعلت يا امرأة، وأعطيتك يا امرأة.
{وإنّ لك موعدا لن تخلفه}.
و{لن تخلفه}، فمن قرأ (لن تخلفه) فالمعنى يكافئك الله على ما فعلت في القيامة واللّه لا يخلف الميعاد، ومن قرأ (لن تخلفه) فالمعنى إنك تبعث وتوافي يوم القيامة، لا تقدر على غير ذلك، ولن تخلفه.
وقوله عزّ وجلّ: {وانظر إلى إلهك الّذي ظلت عليه عاكفا}.
وظلت بفتح الظاء وكسرها، فمن فتح فالأصل فيها ظللت، ولكن اللام حذفت لثقل التضعيف والكسر، وبقيت الظاء على فتحها.
ومن قرأ ظلت - بالكسر - حوّل كسرة اللام على الظاء، وقد يجوز في غير المكسور نحو أحست تريد أحسست، وقد حكيت همت بذلك، تريد هممت ومعنى عاكف مقيم، وعاكف منصوب خبر ظلت، ليس بمنصوب على الحال.
وقوله: {لنحرّقنّه}.
ويقرأ (لنحرقنّه). أي لنحرقنه بالنار، فإذا شدّد فالمعنى نحرقه مرة بعد مرة.
وقرئت لنحرقنّه، وتأويله لنبردنّه بالمبرد، يقال حرقت أحرق وأحرق إذا بردت الشيء.
ولم يقرأ لنحرقنّه، ولو قرئت كانت جائزة.
وقوله عزّ وجلّ : {ثمّ لننسفنّه في اليمّ نسفا}.
اليم: البحر، والنسف التذرية). [معاني القرآن: 3/376-374]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَا مِسَاسَ}: لا تخالط أحداً.
{لَّنُحَرِّقَنَّهُ}: أي بالنار. ومن قرأ (لَّنُحْرُقَنَّهُ): أراد لنبردنه. وقد يكون الأول من هذا (على) معنى التكرير). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لا مَسـاسَ}: لا مماسسـة.
{لَنُحَرِّقَنَّه}: بالنار.
{لَنَنْسِـفَنَّهُ}: لنذرينّـه). [العمدة في غريب القرآن: 203]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلا هو وسع كلّ شيءٍ علمًا} [طه: 98] سعيدٌ، عن قتادة قال: ملأ كلّ شيءٍ علمًا.
قال يحيى: أي لا يكون شيءٌ إلا بعلم اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/276]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {وسع كلّ شيءٍ علماً} مجازه: أحاط به علماً وعلمه، ويقال: لا أسع لهذا الذي تدعوني إليه، أي لا أقوم به ولا أقوى له،

قال أبو زبيد:
حمّال أثقال أهل الودّ آونةً=أعطيهم الجهد مني بله ما أسع
يقول: أعطيهم على الجهد مني بله، يقول: فدع ما أسع له وأحيط به وأقدر عليه فأناله حينئذٍ أعطي). [مجاز القرآن: 2/28]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وسع كل شيء علما}: أي أحاط). [غريب القرآن وتفسيره: 250]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وسع كلّ شيءٍ علماً} أي وسع علمه كل شيء). [تفسير غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كذلك نقصّ عليك من أنباء ما قد سبق} [طه: 99] من أخبار ما قد مضى.
{وقد آتيناك} [طه: 99] أي: وقد أعطيناك.
{من لدنّا} [طه: 99] من عندنا.
{ذكرًا} [طه: 99] القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 1/276]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {كذلك نقصّ عليك} مجازه نأثره).
[مجاز القرآن: 2/28]


تفسير قوله تعالى: {مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {من أعرض عنه} [طه: 100] عن القرآن ولم يؤمن به.
{فإنّه يحمل يوم القيامة وزرًا} [طه: 100]
[تفسير القرآن العظيم: 1/276]
قال مجاهدٌ: إثمًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/277]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فإنّه يحمل يوم القيامة وزراً} أي ثقلاً وحملاً وإثماً).
[مجاز القرآن: 2/29]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يحمل يوم القيامة وزراً} أي إثما). [تفسير غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {خالدين فيه} [طه: 101] قال الحسن: في ثواب ذلك الوزر، وهي النّار.
{وساء لهم} [طه: 101] أي: وبئس لهم.
{يوم القيامة حملا} [طه: 101] ما يحملون على ظهورهم من الوزر وهو قوله: {وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون} [الأنعام: 31]
- يحيى، عن صاحبٍ له، عن إسماعيل بن رافعٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: " إذا بعث اللّه الخلق يوم القيامة، بعث مع كلّ امرئٍ عمله، بعث مع المؤمن عمله في أحسن صورةٍ رآها قطّ، أحسنه حسنًا، وأجمله جمالًا، وأطيبه ريحًا، لا يرى شيئًا يخافه ولا شيئًا يروعه إلا قال: لا تخف وأبشر بالّذي يسرّك، لا واللّه ما
أنت الّذي تراد ولا أنت الّذي تعنى، فإذا قال له ذلك مرارًا قال له: من أنت أصلحك اللّه؟ واللّه ما رأيت أحدًا أحسن منك وجهًا، ولا أطيب منك ريحًا، ولا أحسن منك لفظًا، فيقول له: أتعجب من حسني؟ فيقول: نعم، فيقول: أنا واللّه عملك، إنّ عملك واللّه كان حسنًا، إنّك كنت تحملني في الدّنيا على ثقلٍ وإنّي واللّه لأحملنّك اليوم فيحمله، وهو قوله عزّ وجلّ: {وينجّي اللّه
الّذين اتّقوا بمفازتهم لا يمسّهم السّوء ولا هم يحزنون} [الزمر: 61] قال: ويبعث مع الآخر الكافر عمله في أقبح صورةٍ، أقبحه وجهًا، وأنتنه ريحًا، وأسوأه لفظًا، لا يرى شيئًا يروعه ولا يخافه إلا قال له: يا خبيث، أبشر بالّذي يسوءك، فأنت
[تفسير القرآن العظيم: 1/277]
واللّه الّذي تراد والّذي تعنى.
فإذا قال له ذلك مرارًا قال له: من أنت، أعوذ باللّه منك؟ واللّه ما رأيت أحدًا قطّ أسوأ منك لفظًا ولا أقبح منك وجهًا ولا أنتن منك ريحًا.
فيقول له: أتعجب من قبحي؟ فيقول له: نعم.
فيقول: أنا واللّه عملك الخبيث، إنّ عملك واللّه كان قبيحًا إنّك كنت تركبني في الدّنيا، وإنّي واللّه لأركبنّك اليوم وهو قوله عزّ وجلّ: {وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون} [الأنعام: 31). [تفسير القرآن العظيم: 1/278]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {خالدين فيه وساء لهم} ذلك الوزر {يوم القيامة حملاً} ).
[مجاز القرآن: 2/29]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {خالدين فيه} أي في عذاب ذلك الإثم). [تفسير غريب القرآن: 282]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا}
المعنى ساء الوزر لهم يوم القيامة، و {حملا} منصوب على التمييز). [معاني القرآن: 3/376]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يوم ينفخ في الصّور} [طه: 102] والصّور: قرنٌ ينفخ فيه صاحب الصّور، فينطلق كلّ روحٍ إلى جسده، تجعل الأرواح كلّها في الصّور، فإذا نفخ فيه خرجت الأرواح مثل النّحل، كلّ روحٍ إلى جسده.
قال: {ونحشر المجرمين} [طه: 102] يعني المشركين.
هذا حشرٌ إلى النّار.
{يومئذٍ زرقًا} [طه: 102] وقال السّدّيّ: {ونحشر المجرمين} [طه: 102] يعني بعد الحساب، نسوق المشركين إلى النّار زرقًا.
قال: مسودّةٌ وجوههم، كالحةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/278]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يومئذٍ زرقاً...}

يقال نحشرهم عطاشاً ويقال نحشرهم عمياً). [معاني القرآن: 2/191]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ونحشر المجرمين يومئذٍ زرقاً} أي بيض العيون من العمى:
قد ذهب السّواد والنّاظر). [تفسير غريب القرآن: 282]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يوم ينفخ في الصّور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا}
قد جرى تفسيره فيما مضى.
وأكثر ما يذهب إليه أهل اللغة أن الصور جمع صورة.
وقوله عزّ وجلّ: {ونحشر المجرمين يومئذ زرقا}.
قيل عطاشا وقيل عميا، يخرجون من قبورهم بصراء كما خلقوا أول مرة ويعمون في المحشر، وإنما قيل زرقا لأن السواد يزرق إذا ذهبت نواظرهم.
ومن قال عطاشا فجيّد أيضا، لأنهم من شدة العطش يتغير سواد أعينهم حتى يزرق). [معاني القرآن: 3/376]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {زرقا} أخبرنا أبو عمر - قال: أنا ثعلب عن ابن الأعرابي - قال: يقال في قول الله - عز وجل: نحشرهم زرقا،
أي: عميانا، ويقال: نحشرهم زرقا، أي: عطاشا، ويقال: نحشرهم زرقا، أي: طامعين فيما لا ينالونه). [ياقوتة الصراط: 350،349]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {زُرْقًا}: أي بيض العيون من العمى، قد ذهب السواد والناظر وقيل: {زُرْقًا}: أي عطاشاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]

تفسير قوله تعالى: {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {يتخافتون بينهم} [طه: 103] قال قتادة: أي يتسارّون بينهم، يسارّ بعضهم بعضًا.
{إن لبثتم} [طه: 103] في الدّنيا.
{إلا عشرًا} [طه: 103] يقلّلون لبثهم في الدّنيا.
تصاغرت الدّنيا عندهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/278]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يتخافتون بينهم...}

التخافت: الكلام المخفي). [معاني القرآن: 2/191]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يتخافتون بينهم} يتسارّون ويهمس بعضهم إلى بعض بالكلام وفي آية أخرى: {ولا تخافت بها} ). [مجاز القرآن: 2/29]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يتخافتون بينهم} أي يسار بعضهم بعضا. يقال: خفت الدعاء وخفت الكلام: إذا سكن). [تفسير غريب القرآن: 282]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عزّ وجلّ -: {يتخافتون بينهم إن لبثتم إلّا عشرا}
أصل الخفوت في اللغة السكون، والتخافت ههنا السّرار، فالمعنى أنهم يتسارّون بينهم). [معاني القرآن: 3/376]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ}: أي يسار بعضهم بعضاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]

تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقةً} [طه: 104] وقال في آيةٍ أخرى: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} [طه: 63]
[تفسير القرآن العظيم: 1/278]
قال قتادة: كانوا أكثر عددًا وأموالًا.
وقال بعضهم: {نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقةً} [طه: 104] : أعقلهم.
{إن لبثتم إلا يومًا} [طه: 104] قال قتادة: في الدّنيا وهي مواطن، قالوا: {إلا يومًا} [طه: 104]، و {إلا عشرًا} [طه: 103]، و {قالوا لبثنا يومًا أو بعض يومٍ} [الكهف: 19]، وقال: {كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيّةً أو ضحاها} [النازعات: 46]، وقال: {كأنّهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعةً من نهارٍ} [الأحقاف: 35].
وقال: {ويوم تقوم السّاعة يقسم المجرمون} [الروم: 55] يحلف المجرمون، المشركون {ما لبثوا غير ساعةٍ} [الروم: 55] أي في الدّنيا، وذلك لتصاغر الدّنيا عندهم وقلّتها في طول الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/279]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أمثلهم طريقةً...}

أجودهم قولاً في نفسه وعندهم {إن لّبثتم إلاّ يوماً} وكذب). [معاني القرآن: 2/191]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إذ يقول أمثلهم طريقةً} أي رأيا). [تفسير غريب القرآن: 282]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلّا يوما}
{أمثلهم طريقة} أي أعلمهم عند نفسه بما يقول {إن لبثتم إلّا يوما}، معناه ما لبثتم إلا يوما). [معاني القرآن: 3/376]

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويسألونك عن الجبال} [طه: 105] سأل المشركون النّبيّ فقالوا: يا محمّد كيف هذه الجبال في ذلك اليوم الّذي تذكر؟ فقال اللّه: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفًا} [طه: 105] من أصولها). [تفسير القرآن العظيم: 1/279]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ينسفها ربّي نسفاً...}
يقلعها). [معاني القرآن: 2/191]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً} مجازها: يطيرها فيستأصلها. {فيذرها قاعاً صفصفاً} أي مستوياً أملس). [مجاز القرآن: 2/29]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ينسفها ربي نسفا}: يستأصلها). [غريب القرآن وتفسيره: 250]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفا}
النسف التذرية تصير الجبال كالهباء المنثور، تذرّى تذرية). [معاني القرآن: 3/376]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ينسفها ربي نسفا} أي: يقلعها قلعا من أصولها، ثم يذرها رملا: تسيل سيلا، ثم يصيرها كالصوف المنقوش تطيرها الرياح هكذا وهكذا. قال: ولا يكون العهن من الصوف إلا المصبوغ). [ياقوتة الصراط: 350]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( قوله: {يَنسِفُهَا}: أي يذيبها ويطيرها غباراً متفرقاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]

تفسير قوله تعالى: {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {فيذرها} [طه: 106] فيذر الأرض.
{قاعًا صفصفًا} [طه: 106] القاع الّذي لا ثرى عليه، وهي القرقرة.
والصّفصف، الّذي ليس عليه نباتٌ، كلّها مستويةٌ في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/279]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قاعاً صفصفاً...}

القاع مستنقع الماء والصفصف الأملس الذي لا نبات فيه). [معاني القرآن: 2/191]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فيذرها قاعا}: القاع الذي يعلوه الماء.
الصفصف: المستوي من الأرض). [غريب القرآن وتفسيره: 250]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فيذرها قاعاً صفصفاً} والقاع من الأرض: المستوي الذي يعلوه الماء، والصّفصف: المستوي. يريد لا نبت فيها.
و(الأمت): النّبك). [تفسير غريب القرآن: 282]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فيذرها قاعا صفصفا}
القاع من الأرض المكان الذي يعلوه الماء، ويقال المكان الطيب والصّفصف، المستوي من الأرض). [معاني القرآن: 3/377]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {قاعا صفصفا} القاع: الأرض الملساء بلا نبات ولا بناء، والصفصف: القرعاء. والعوج: التعوج في الفجاج).
[ياقوتة الصراط: 351]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الصفصف): الذي لا نبت فيه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (القَـاع): الذي يعلوه المـاء يمينا وشمالا.
{الصّفْصَفُ}: المستوي). [العمدة في غريب القرآن: 203]

تفسير قوله تعالى: {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال مجاهدٌ: {لا ترى فيها عوجًا} [طه: 107] يعني انخفاضًا.
{ولا أمتًا} [طه: 107] : ولا ارتفاعًا.
وقال الحسن: غمار البحور ورءوس الجبال سواءٌ.
- سليمان بن يزيد، عن شيخٍ من أهل الجزيرة، عن أبي حازمٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: العوج: الوادي.
وقال قتادة: الأمت: الحدب). [تفسير القرآن العظيم: 1/280]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولا أمتاً...}

الأمت: موضع النبك من الأرض: ما ارتفع منها ويقال: مسايل الأودية (غير مهموزٍ) ما تسفل وقد سمعت العرب يقولون: ملأ القربة ملأ لا أمت فيها إذا لم يكن فيها استرخاء.
ويقال سرنا سيراً لا أمت فيه ولا وهن فيه ولا ضعف). [معاني القرآن: 2/191]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {عوجاً} مجازه مصدر ما أعوج من المحاني والمسايل والأدوية والارتفاع يميناً وشمالا إذا كسرت أوله، وإنه فتحته فهو في كل رمح وسنٍ وحائطٍ.
{ولا أمتاً} مجازه لا ربى ولا وطئاً أي لا ارتفاع ولا هبوط، يقال: مد حبله حتى ما ترك فيه أمتاً، أي استرخاءً وملأ سقاءه حتى ما ترك فيه أمتا، أي انثناءً.
وقال يزيد بن ضبة:
منعّمةٌ بيضاء ليس بها أمت
وقال الراجز:
ما في انجذاب سيره من أمت).
[مجاز القرآن: 2/30،29]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {عوجا ولا أمتا}: العوج ما اعوج يمينا وشمالا والأمت ما كان يرتفع فيه مرة ويهبط فيه أخرى.
يقال: مد حبله حتى ما فيه أمت وملأ سقاءه حتى لم يدع فيه أمتا). [غريب القرآن وتفسيره: 251،250]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لا ترى فيها عوجا ولا أمتا}
العوج في العصا والجبل ألا يكون مستويا، والأمت أن يغلظ مكان ويدقّ مكان). [معاني القرآن: 3/377]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (والأمتً): النبك). [ياقوتة الصراط: 351]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (والأمت): النبك، وهو ما قام في الأرض من الطين فجف، واحده: نبكة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عِوَجـاً}: مائـلاً). [العمدة في غريب القرآن: 204]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يومئذٍ يتّبعون الدّاعي} [طه: 108] يوم تكون الأرض والجبال كذلك {يومئذٍ يتّبعون الدّاعي} [طه: 108] صاحب الصّور، يسرعون إليه حين يخرجون من قبورهم إلى بيت المقدس.
قال عبد اللّه بن مسعودٍ: يقوم ملكٌ بين السّماء والأرض بالصّور فينفخ فيه.
وقال قتادة: من الصّخرة من بيت المقدس.
قوله: {لا عوج له} [طه: 108] لا معدل عنه، في تفسير عاصمٍ عن مجاهدٍ، لا يتعوّجون أي عن إجابته يمينًا ولا شمالًا.
قوله: {وخشعت الأصوات للرّحمن} [طه: 108] يعني سكنت لقوله: {لا يتكلّمون} [النبأ: 38] قال: {فلا تسمع إلا همسًا} [طه: 108] الحسن بن دينارٍ عن الحسن قال: وطء الأقدام.
- وحدّثنا فطرٌ، عن رجلٍ، عن أبي العالية الرّياحيّ، عن ابن عبّاسٍ قال: الهمس الوطء.
- سعيدٌ، عن قتادة قال: في قراءة أبيّ بن كعبٍ: لا ينطقون إلا همسًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/280]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يتّبعون الدّاعي...}

يتّبعون صوت الداعي للحشر {لاعوج له} يقول لا عوج لهم عن الداعي فجاز أن يقول (له) لأن المذهب إلى الداعي وصوته. وهو كما تقول في الكلام: دعوتني دعوةً لا عوج لك عنها أي إنّي لا أعوج لك ولا عنك.
وقوله: {إلاّ همساً} يقال: نقل الأقدام إلى المحشر. ويقال: إنه الصّوت الخفيّ. وذكر عن ابن عباس أنه تمثّل:
وهنّ يمشين بنا هميساً =إن تصدق الطير ننك لميسا
فهذا صوت أخفاف الإبل في سيرها). [معاني القرآن: 2/192]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فلا تسمع إلّا همساً} أي صوتاً خفياً وهو مثل الركز، ويقال: همس إلي بحديثٍ، أي أخفاء: {وعنت الوجوه للحيّ القيوّم} فهي تعنو عنواً أي استأسرت فهي عوان لربها، واحدها عانٍ بمنزلة الأسير العاني لأسره، أي ذليل، ومنه قولهم: النساء عوانٍ عند أزواجهن). [مجاز القرآن: 2/30]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {إلا همسا}: الهمس والركز واحد وهو الصوت الخفي. يقال همس إلى بكذا وكذا أي أخفاه). [غريب القرآن وتفسيره: 251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يتّبعون الدّاعي لا عوج} أي لا يعدلون عنه ولا يعرجون في اتباعهم.
{وخشعت الأصوات} أي خفيت.
{فلا تسمع إلّا همساً} أي إلا صوتا خفيا. يقال: هو صوت الأقدام). [تفسير غريب القرآن: 282]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ} أي لا عوج لهم عنه). [تأويل مشكل القرآن: 222]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {يومئذ يتّبعون الدّاعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلّا همسا}
المعنى لا عوج لهم عن دعائه، لا يقدرون أن لا يتبعوا وقوله - عزّ وجلّ -: {فلا تسمع إلّا همسا}.
الهمس في اللغة الشيء الخفيّ، والهمس - ههنا - في التفسير صوت وطء الأقدام). [معاني القرآن: 3/377]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وخشعت الأصوات للرحمن}: خشعت خضعت وذلت). [ياقوتة الصراط: 352]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إلا همسا} قال: الهمس: صوت الأقدام، بعضها على بعض). [ياقوتة الصراط: 352]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَا عِوَجَ لَهُ}: أي لا يعدلون عنه. {إِلَّا هَمْسًا}: أي صوتاً خفيا هو صوت الأقدام). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الهَمْـسُ}: الصوت الخفـيّ). [العمدة في غريب القرآن: 204]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يومئذٍ لا تنفع الشّفاعة إلا من أذن له الرّحمن ورضي له قولا} [طه: 109] التّوحيد.
خالدٌ عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لأنّ اللّه....».
كقوله: {يوم يقوم الرّوح} [النبأ: 38] روح كلّ شيءٍ في جسده، {والملائكة صفًّا لا يتكلّمون إلا من أذن له الرّحمن وقال صوابًا} [النبأ: 38] التّوحيد.
إنّ الكفّار ليست لهم شفاعةٌ، لا يشفع لهم كقوله: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} [الأنبياء: 28] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/281]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يومئذٍ لاّ تنفع الشّفاعة إلاّ من أذن له...}

{من} في موضع نصب لا تنفع إلا من إذن له أن يشفع فيه.
وقوله: {ورضي له قولاً} كقولك: ورضي منه عمله وقد يقول الرجل. قد رضيت لك عملك ورضيته منك). [معاني القرآن: 2/192]

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يعلم ما بين أيديهم} [طه: 110] من أمر الآخرة.
{وما خلفهم} [طه: 110] من أمر الدّنيا، أي: إذا صاروا في الآخرة.
وقال قتادة: يعلم...
من أمر السّاعة.
{ولا يحيطون به علمًا} [طه: 110] ويعلم ما لا يحيطون به علمًا.
تبعٌ للكلام الأوّل.
أي: ويعلم ما لا يحيطون به علمًا، ما لا يعلمون). [تفسير القرآن العظيم: 1/281]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم...}

يعني ملائكته الذين عبدهم من عبدهم. فقال: هم لا يعلمون ما بين أيديهم وما خلفهم، هو الذي يعلمه. فذلك قوله: {ولا يحيطون به علماً}). [معاني القرآن: 2/192]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما}.
ما بين أيديهم من أمر القيامة، وجميع ما يكون، وما خلفهم ما قد وقع من أعمالهم). [معاني القرآن: 3/377]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 08:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 111 إلى آخر السورة]

{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128) وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132) وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135)}

تفسير قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم} [طه: 111] سعيدٌ، عن قتادة قال: ذلّت الوجوه للحيّ القيّوم.
قال قتادة: القائم على كلّ شيءٍ.
وقال الحسن: القائم على كلّ نفسٍ بما كسبت حتّى يجزيها بعملها.
قوله: {وقد خاب من حمل ظلمًا} [طه: 111] من حمل شركًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/281]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم...}

يقال نصبت له عملت له وذكر أيضاً أنه وضع المسلم يديه وجبهته وركبتيه إذا سجد وركع وهو في معنى العربيّة أن يقول الرجل عنوت لك: خضعت لك وأطعتك.
ويقال الأرض لم تعن بشيء أي لم تنبت شيئاً، ويقال: لم تعن بشيء والمعنى واحد كما قيل حثوت عليه التراب وحثيت التراب.
والعنوة في قول العرب: أخذت هذا الشيء عنوة يكون غلبة ويكون عن تسليم وطاعة ممّن يؤخذ منه الشيء قال الشاعر:

فما أخذوها عن مودّةٍ =ولكن بضرب المشرفيّ استقالها
فهذا على معنى الطاعة والتسليم بلا قتال). [معاني القرآن: 2/193،192]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم وقد خاب من حمل ظلماً}
وقال: {وعنت الوجوه} يقول: "عنت" "تعنو" "عنوّاً").[معاني القرآن: 3/6]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وعنت الوجوه}: أي خضعت يقال عنا لك وجهي يعنو عنوا أي خضع، والعاني الأسير والنساء عوان عند أزواجهن منه).
[غريب القرآن وتفسيره: 251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وعنت الوجوه} أي ذلّت. وأصله من عنيته: أي حبسته.
ومنه قيل للأسير: عان). [تفسير غريب القرآن: 282]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وعنت الوجوه للحيّ القيّوم وقد خاب من حمل ظلما}
معنى عنت في اللغة خضعت، يقال عنا يعنو إذا خضع، ومنه قيل أخذت البلاد عنوة، إذا أخذت غلبة، وأخذت بخضوع من أهلها). [معاني القرآن: 3/377]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وعنت الوجوه للحي القيوم} أي: خضعت وذلت). [ياقوتة الصراط: 352]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ}: أي ذلت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَعَنَـتْ}: خضعـت). [العمدة في غريب القرآن: 204]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ومن يعمل من الصّالحات وهو مؤمنٌ فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا} [طه: 112] لا يجزى بالعمل الصّالح في الآخرة إلا المؤمن، ويجزى به الكافر في الدّنيا.
قال: {فلا يخاف ظلمًا} [طه: 112] أن يزاد عليه سيّئاته في تفسير الحسن.
وقال قتادة: لا يخاف أن يحمل عليه من ذنب غيره.
{ولا هضمًا} [طه: 112] لا ينقص من حسناته.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: لا يخاف ظلمًا ولا نقصًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/282]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فلا يخاف ظلماً ولا هضماً...}

تقول العرب: هضمت لك من حقّي أي حططته، وجاء عن علي بن أبي طالب في يوم الجمل أنه قيل له أهضم أم قصاصٌ قال: ما عمل به فهو تحت قديّ هاتين فجعله هدراً وهو النقص). [معاني القرآن: 2/193]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ومن يعمل من الصّالحات} مجازه ومن يعمل الصالحات، و " من " من حروف الزوائد، وفي آية أخرى: " فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين،
وقال الشاعر:
جزيتك ضعف الحبّ لما استثبته=وما إن جزاك الضّعف من أحدٍ قبلي
زاد " من " لماكن النفي لا تزاد " من " في أمرٍ واجبٍ، يقال: ما عندي من شيء وما عندك من خيرٍ وهل عندك من طعام، فإذا كان واجباً لم يجز شيء من هذا فلا تقول: عندي من خير ولا عندي من درهم وأنت تريد: عندي درهم). [مجاز القرآن: 2/31]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا هضماً} أي ولا نقيصة،
قال لبيد:
ومقسّمٌ يعطي العشيرة حقّها=ومغذمرٌ لحقوقها هضّامها
يقال: هضمني فلان حقي ومنه هضيم الكشح أي ضامر البطن ومنه، طلعها هضيمٌ قد لزق بعضه ببعض وضم بعضه بعضاً، ويقال: هضمني طعامي، ألا ترى أنه قد ذهب ؛
وهو في قول أحسن: أكيلٌ هضومٌ مطعمٌ قد أمكن أن يؤكل). [مجاز القرآن: 2/31]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ولا هضما}: أي نقيصة ومنه هضمني حقي ومنه هضيم الكشح أي ليس بمنتفخ البطن ومنه هضيم الكشح أي ليس بمنتفخ البطن ومنه طلعها هضيم قد لزق بعضه ببعض ومنه: هضمي الطعام). [غريب القرآن وتفسيره: 251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا هضماً} أي نقصة. يقال: تهضّمني حقّي وهضمني.
ومنه هضيم الكشحين: أي ضامر الجنبين، كأنهما هضما. وقوله: {ونخلٍ طلعها هضيمٌ} أي منهضم).[تفسير غريب القرآن: 282،283]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ومن يعمل من الصّالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما}
الهضم: النّقص، يقال فلان يهضمني حقي أي ينقصني، كذلك هذا شيء يهضم الطعام، أي ينقص ثقلته). [معاني القرآن: 3/377]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ولا هضما} الهضم: النقص). [ياقوتة الصراط: 353]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَلَا هَضْمًا}: أي نقيصة. ومنه قوله: هضيم الكشحين، أي ضامر الجنبين كأنهما هضما.
وقوله تعالى: {ونخل طلعها هضيم}: أي منضم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {هَضْمـاً}: نقصـاً). [العمدة في غريب القرآن: 204]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وكذلك أنزلناه قرءانًا عربيًّا وصرّفنا فيه من الوعيد} [طه: 113] من يعمل كذا فله كذا، فذكره في هذه السّورة ثمّ في سورةٍ أخرى.
{لعلّهم يتّقون أو يحدث لهم ذكرًا} [طه: 113] تفسير السّدّيّ: لعلّهم يتّقون ويحدث لهم ذكرًا، يعني القرون الأولى.
والألف هاهنا صلةٌ.
وهي تقرأ بالياء والتّاء.
فمن قرأها بالياء يقول: أو يحدث لهم القرآن ذكرًا أي جدًّا وورعًا في تفسير قتادة.
ومن قرأها بالتّاء يقول: أو تحدث لهم يا محمّد ذكرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/282]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أو يحدث لهم ذكراً...}.

شرفاً وهو مثل قول الله {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} أي شرف ويقال {أو يحدث لهم ذكراً} عذاباً أي يتذكرون حلول العذاب الذي وعدوه). [معاني القرآن: 2/193]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وصرّفنا فيه من الوعيد} مجازه بيناً). [مجاز القرآن: 2/32]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((أو): تأتي للشك، تقول. رأيت عبد الله أو محمدا.
وتكون للتخيير بين شيئين=وربما كانت بمعنى واو النّسق.
كقوله: {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا * عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} يريد: عذرا ونذرا. وقوله: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} وقوله: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} أي لعلهم يتقون ويحدث لهم القرآن ذكرا.
هذا كلّه عند المفسرين بمعنى واو النّسق). [تأويل مشكل القرآن: 544]

تفسير قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فتعالى اللّه} [طه: 114] من باب العلوّ: ارتفع.
{الملك الحقّ} [طه: 114] والحقّ اسمٌ من أسماء اللّه.
{ولا تعجل بالقرءان من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه: 114] سعيدٌ، عن قتادة قال: بيانه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/282]
وقال الحسن: فرائضه، وحدوده، وأحكامه، وحلاله، وحرامه.
كان النّبيّ عليه السّلام إذا نزل عليه الوحي يقرأه ويدئب فيه نفسه مخافة أن ينسى، فأنزل اللّه: {لا تحرّك به لسانك لتعجل به} [القيامة: 16] نحن نحفظه عليك فلا تنسى.
قال اللّه: {إلا ما شاء اللّه} [الأنعام: 128]، وهو قوله: {سنقرئك فلا تنسى {6} إلا ما شاء اللّه} [الأعلى: 6-7]، وهو قوله: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها} [البقرة: 106] ينسها نبيّه.
قال: {فإذا قرأناه فاتّبع قرءانه} [القيامة: 18] فرائضه، وحدوده، والعمل به.
وقال السّدّيّ: {من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه: 114] يعني لا تعجل بالقرآن من قبل أن ينزل إليك جبريل بالوحي.
قال: {وقل ربّ زدني علمًا} [طه: 114] وقال مجاهدٌ: {ولا تعجل بالقرءان من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه: 114]...
لا تتله على أحدٍ حتّى نتمّه لك). [تفسير القرآن العظيم: 1/283]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولا تعجل بالقرآن من قبل إن يقضى إليك وحيه...}

كان صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل بالوحي عجل بقراءته قبل أن يستتمّ جبريل تلاوته، فأمر ألاّ يعجل حتى يستتمّ جبريل تلاوته،
وقوله: {فنسي} ترك ما أمر به).[معاني القرآن: 2/193]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} أي لا تعجل بتلاوته قبل أن يفرغ من وحيه إليك.
وكان رسول اللّه - صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- يبادر بقراءته قبل أن يتمم جبريل، خوفا من النسيان). [تفسير غريب القرآن: 283]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي} [طه: 115] يعني: فتردّ العهد.
يقول: فترك ما أمر به: ألا يأكل من الشّجرة.
{ولم نجد له عزمًا} [طه: 115] سعيدٌ، عن قتادة قال: صبرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/283]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولم نجد له عزماً...}

صريمةً ولا حزما فيما فعل). [معاني القرآن: 2/193]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي} أي ترك العهد.
{ولم نجد له عزماً} أي رأيا معزوما عليه). [تفسير غريب القرآن: 283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والنسيان: الترك، كقول الله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ}، أي ترك.
وقوله: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا}، أي بما تركتم الإيمان بلقاء هذا اليوم {إِنَّا نَسِينَاكُمْ}، أي تركناكم.
وقوله: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}، أي لا تتركوا ذلك). [تأويل مشكل القرآن: 500] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما}
{فنسي} ههنا معناه فترك، لأن النّاسي لا يؤاخذ بنسيانه، وجاء في الحديث " لو وزن حلم بني آدم مذ كان آدم إلى أن تقوم السّاعة ما وفى حلم جميع من ولده وحزمهم بحلم آدم وحزمه - صلى الله عليه وسلم - وقال عزّ وجلّ: {ولم نجد له عزما} ). [معاني القرآن: 3/378]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى} [طه: 116] أن يسجد). [تفسير القرآن العظيم: 1/283]

تفسير قوله تعالى: {فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فقلنا يا آدم إنّ هذا عدوٌّ لك ولزوجك فلا يخرجنّكما من الجنّة فتشقى} [طه: 117] أي: إنّكما إذا عصيتما اللّه أخرجكما من الجنّة {فتشقى} [طه: 117] في الدّنيا، الكدّ فيها.
[تفسير القرآن العظيم: 1/283]
وقال بعضهم: تأكل من عمل يديك وعرق جبينك). [تفسير القرآن العظيم: 1/284]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فلا يخرجنّكما من الجنّة فتشقى...}

ولم يقل: فتشقيا لأنّ آدم هو المخاطب، وفي فعله اكتفاء من فعل المرأة. ومثله قوله في ق {عن اليمين وعن الشّمال قعيد} اكتفى بالقعيد من صاحبه لأن المعنى معروف.
ومعنى {فتشقى} تأكل من كدّ يدك وعملك). [معاني القرآن: 2/193]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إنّ لك ألّا تجوع فيها} [طه: 118] في الجنّة.
{ولا تعرى} [طه: 118] كانا كسيا الظّفر). [تفسير القرآن العظيم: 1/284]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّ لك ألاّ تجوع فيها...}

أن فيها في موضع نصبٍ لأنّ إنّ وليت ولعلّ إذا ولين صفةً نصبت ما بعدها فأنّ من ذلك).[معاني القرآن: 2/194]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وأنّك لا تظمأ فيها} [طه: 119] لا تعطش فيها.
{ولا تضحى} [طه: 119] قال قتادة: لا تصيبك فيها شمسٌ.....
{ولا تضحى} [طه: 119] يعني: لا يصيبك حرّ شمسٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/284]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وأنّك لا تظمأ فيها...}

نصب أيضاً. ومن قرأ {وإنّك لا تظمأ} جعله مردودا على قوله (إنّ) التي قبل (لك) ويجوز أن تستأنفها فتكسرها بغير عطف على شيء ولو جعلت {وأنّك لا تظمأ}
بالفتح مستأنفة تنوي بها الرفع على قولك ولك أنك لا تظمأ فيها ولا تضحى كان صواباً.
وقوله: {ولا تضحى}: لا تصيبك شمس مؤذية وذكر في بعض التفسير {ولا تضحى}: لا تعرق والأول أشبه بالصواب،
قال الشاعر:
رأت رجلا أمّا إذا الشمس أعرضت=فيضحى وأمّا بالعشي فيخصر
فقد بيّن. ويقال: ضحيت). [معاني القرآن: 2/194]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لا تظمأ فيها ولا تضحى} أي لا تعطش ولا تضحى للشمس فتجد الحر،
قال عمر بن أبي ربيعة.
رأت رجلاً أما إذا الشمس عارضت=فيضحى وأمّا بالعشى فيحضر).
[مجاز القرآن: 2/32]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لا تظمأ فيها}: لا تعطش.
{ولا تضحى}: الضحى البروز إلى الشمس والمعنى لا يصيبك الحر). [غريب القرآن وتفسيره: 252،251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا تضحى} أي لا يصيبك الضّحي وهو الشمس). [تفسير غريب القرآن: 283]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - سبحانه -: {وأنّك لا تظمأ فيها ولا تضحى}
يجوز (وإنّك) بالكسر، (وأنّك) بالفتح، فإذا كسرت فعلى الاستئناف وعطف جملة كلام على جملة، وإذا فتحت فعلى معنى إن لك " أن لا " تظمأ فيها،
فتنسق بأنك على (ألّا تجوع).
ويكون أنك على هذا القول في موضع نصب.
ويجوز أن يكون في موضع رفع، والعطف على اسم إن وأنّ، لأن معنى إن زيدا قائم زيد قائم فالمعنى ذلك إنك لا تظمأ فيها.
ومعنى {لا تظمأ} لا تعطش، يقال ظمئ الرجل يظمأ ظمأ فهو ظمآن بمعنى عطشان.
ومعنى {لا تضحى} ولا تصيبك الشمس، ولا تبرز يقال ضحى الرجل يضحى إذا برز إلى الشمس.
قال الشاعر:
رأت رجلا أمّا إذا الشمس عارضت=فيضحى وأمّا بالعشيّ فيخصر
ومعنى - يخصر يصيبه الخصر وهو شدة البرد، وبلوغه الأطراف). [معاني القرآن: 3/378]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا} أي: لا تعطش. {ولا تضحى} أي: لا تصيبك الشمس، فتؤذيك). [ياقوتة الصراط: 353]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَلَا تَضْحَى}: أي لا يصيبك الضحى وهو الشمس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لا تَظْمَـأُ}: تعطش.
{ولاَ تَضْحـى}: لا تبرز للشمس). [العمدة في غريب القرآن: 204]

تفسير قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فوسوس إليه الشّيطان قال يا آدم هل أدلّك} [طه: 120] يقول: ألا أدلّك وهو تفسير السّدّيّ.
{على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى} [طه: 120] أي إنّك إن أكلت منها خلّدت في الجنّة، وهو قوله: {ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلا أن تكونا ملكين} [الأعراف: 20] يقول: أي لكيلا تكونا ملكين {أو تكونا من الخالدين} [الأعراف: 20] يقول: إذا أكلتما من الشّجرة تحوّلتما ملكين من ملائكة اللّه، أو كنتما من الخالدين.
- الصّلت بن دينارٍ، عن أبي أيّوب، عن أبي هريرة قال: إنّ في الجنّة لشجرةً يسير الرّاكب يسير في ظلّها مائة سنةٍ ما يقطعها.
قلت: يا أبا هريرة، أيّ شجرةٍ هي؟ قال: شجرة الخلد). [تفسير القرآن العظيم: 1/284]

تفسير قوله تعالى: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فأكلا منها} [طه: 121] فبدأت حوّاء قبل آدم في تفسير الكلبيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/284]
{فبدت لهما سوءاتهما} [طه: 121] وقال الحسن: لو أنّ حوّاء بدأت قبل آدم فبدت سوأتها عند ذلك لكانت له عظةً ولكن لمّا أكل آدم بدت لهما سوآتهما.
- سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن، عن أبيّ بن كعبٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " كان آدم رجلًا طوالًا كأنّه نخلةٌ سحوقٌ، جعد شعر الرّأس.
فلمّا وقع بما وقع به بدت له عورته، وكان لا يراها قبل ذلك، فانطلق هاربًا في الجنّة فأخذت شجرةٌ من شجر الجنّة برأسه فقال لها: أرسليني.
فقالت: لست بمرسلتك.
فناداه ربّه: يا آدم، أمنّي تفرّ؟ قال: يا ربّ إنّي أستحييك ".
قوله: {وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنّة} [طه: 121] أي وجعلا يخصفان عليهما من ورق الجنّة، يرقّعانه كهيئة الثّوب في تفسير مجاهدٍ.
قال: {وعصى آدم ربّه فغوى} [طه: 121] يعني المعصية ولم تبلغ بالمعصية الضّلال). [تفسير القرآن العظيم: 1/285]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وطفقا يخصفان...}

هو في العربية: أقبلا يخصفان وجعلاً يخصفان. وكذلك قوله: {فطفق مسحاً بالسوق والأعناق} (وقيل ها هنا): جعلا يلصقان عليهما ورق التين وهو يتهافت عنهما).
[معاني القرآن: 2/194]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (يستوحش كثير من الناس من أن يلحقوا بالأنبياء ذنوبا، ويحملهم التنزيه لهم، صلوات الله عليهم،
على مخالفة كتاب الله جلّ ذكره، واستكراه التأويل، وعلى أن يلتمسوا لألفاظه المخارج البعيدة بالحيل الضعيفة التي لا تخيل عليهم، أو على من علم منهم-
أنّها ليست لتلك الألفاظ بشكل، ولا لتلك المعاني بلفق.
كتأوّلهم في قوله تعالى: {وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} أي: بشم من أكل الشجرة. وذهبوا إلى قول العرب: غوى الفصيل: إذا أكثر من اللبن حتى يبشم.
وذلك غوى- بفتح الواو- يغوي غيّا. وهو من البشم غوي- بكسر الواو- يغوى غوى. قال الشاعر يذكر قوسا:
معطَّفَةَ الأَثْنَاءِ لَيْسَ فَصِيلُهَا = برازِئها دَرًّا ولا مَيِّتٍ غَوَى
وأراد بالفصيل: السّهم. يقول: ليس يرزؤها درّا، ولا يموت بَشَمًا، ولو وجد أيضا في (عصى) مثل هذا السَّنَنِ لركبوه، وليس في (غوى) شيء إلا ما في (عصى) من معنى الذّنب،
لأن العاصي لله التّارك لأمره غاو في حاله تلك، والغاوي عاص. والغيّ ضدّ الرّشد، كما أن المعصية ضد الطاعة.
وقد أكل آدم، صلّى الله عليه وسلم، من الشجرة التي نهي عنها باستزلال إبليس وخدائعه إيّاه بالله والقسم به إنه لمن الناصحين، حتى دلّاه بغرور.
ولم يكن ذنبه عن إرصاد وعداوة وإرهاص كذنوب أعداء الله. فنحن نقول: (عصى وغوى)، كما قال الله تعالى، ولا نقول: آدم (عاص ولا غاو)،
لأن ذلك لم يكن عن اعتقاد متقدّم ولا نيّة صحيحة، كما تقول لرجل قطع ثوبا وخاطه: قد قطعه وخاطه، ولا تقل: خائط ولا خيّاط حتى يكون معاودا لذلك الفعل، معروفا به).
وكتأولهم في قوله سبحانه: ولقد همّت به وهمّ بها أنها همّت بالمعصية، وهمّ بالفرار منها! وقال (بعضهم): وهمّ بضربها! والله تعالى يقول: {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}.
أفتراه أراد الفرار منها. أو الضرب لها، فلما رأى البرهان أقام عندها وأمسك عن ضربها ؟! هذا ما ليس به خفاء ولا يغلط متأوّله.
ولكنها همّت منه بالمعصية همّ نيّة واعتقاد، وهمّ نبي الله صلّى الله عليه وسلم، همّا عارضا بعد طول المراودة، وعند حدوث الشهوة التي أتي أكثر الأنبياء في هفواتهم منها.
وقد روي في الحديث: أنه ليس من نبي إلا وقد أخطأ أو همّ بخطيئة غير يحيى بن زكريا، عليهما السلام، لأنّه كان حصورا لا يأتي النساء ولا يريدهنّ. فهذا يدلّك على أنّ أكثر زلّات الأنبياء من هذه الجهة، وإن كانوا لم يأتوا في شيء منها فاحشة، بنعم الله عليهم ومنّه، فإن الصغير منهم كبير لما آتاهم الله من المعرفة، واصطفاهم له من الرسالة، وأقام عليهم من الحجّة. ولذلك قال يوسف، صلّى الله عليه وسلم: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}، يريد ما أضمره وحدّث به نفسه عند حدوث الشّهوة.
وقد وضع الله تعالى الحرج عمّن همّ بخطيئة ولم يعملها). [تأويل مشكل القرآن:402-405]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {يخصفان}: أي: يلصقان). [ياقوتة الصراط: 353]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {عليهما من ورق الجنة} قال: أخذا من ورق تين الجنة، لأنه واسع). [ياقوتة الصراط: 354]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ثمّ اجتباه ربّه} [طه: 122] وهو قوله: {فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ} [البقرة: 37] فقالا: {ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين} [الأعراف: 23] قال: {فتاب عليه} [طه: 122] من ذلك الذّنب.
{وهدى} [طه: 122] مات على الهدى). [تفسير القرآن العظيم: 1/285]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ثمّ اجتباه ربّه...}

اختاره {فتاب عليه وهدى} أي هداه للتوبة). [معاني القرآن: 2/194]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال اهبطا منها جميعًا بعضكم لبعضٍ عدوٌّ} [طه: 123] وقد فسّرناه في سورة البقرة.
قوله: {فمن اتّبع هداي} [طه: 123] يعني: رسلي وكتبي.
تفسير السّدّيّ.
{فلا يضلّ} [طه: 123] في الدّنيا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/285]
{ولا يشقى} [طه: 123] في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/286]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ومن أعرض عن ذكري} [طه: 124] فلم يبّتع هداي، لم يؤمن.
{فإنّ له معيشةً ضنكًا} [طه: 124]
- حدّثني عبد اللّه بن عرادة، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " {معيشةً ضنكًا} [طه: 124] : عذاب القبر ".
- وحدّثني المسعو....
، عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: {معيشةً ضنكًا} [طه: 124] : عذاب القبر.
- وحدّثني حمّاد بن سلمة، عن أبي جارمٍ، عن النّعمان بن أبي عيّاشٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: {معيشةً ضنكًا} [طه: 124] : عذاب القبر، يلتئم على صاحبه حتّى تختلف أضلاعه.
- حدّثني عاصم بن حكيمٍ، عن أبي زرعة يحيى بن أبي عمرٍو السّيبانيّ، عن شيخٍ من أهل دمشق، عن رجلٍ من قيسٍ قال: قدمت المدينة ومعي ابن أخٍ لي فلمّا غشينا الحرّة إذا قبرٌ يحفر، فقلت لابن أخي: هل لك أن نحضر هذه الجنازة؟ فملنا إلى القبر وهو يحفر، وعنده قومٌ جلوسٌ فقلت: اجلس بنا إلى الشّمط فإنّ الشّمط من أهلها أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
قال: فنظرنا إلى شيخٍ من أدنى القوم من الأنصار، فجلسنا إليه فأخذ ينظر إلينا مرّةً وإلى القبر مرّةً، ثمّ قال: ألا أحدّثكم ما حدّثني به خليلي أبو القاسم؟ قال: قلت: بلى.
قال: فإنّه حدّثنا أنّ الرّجل المؤمن إذا وضع في قبره فانصرف النّاس، أتاه صاحب القبر الّذي وكّل به، فأتاه من قبل جانبه الأيمن، فقالت الزّكاة الّتي كان يعطي: لا تفزّعه من قبلي اليوم.
ثمّ أتاه من قبل رأسه، فقال القرآن الّذي كان يقرأ: لا تفزّعه من قبلي اليوم.
ثمّ جاءه من قبل رجليه، فقالت الصّلاة الّتي كان يصلّي: لا تفزّعه
[تفسير القرآن العظيم: 1/286]
من قبلي اليوم.
ثمّ جاءه من جانبه الأيسر، فأيقظه إيقاظك الرّجل لا يحبّ أن تفزّعه فقال له: من ربّك؟ قال: اللّه وحده لا شريك له.
قال: من نبيّك؟ قال: محمّدٌ.
قال: فما كان دينك؟ قال: الإسلام.
قال: وعلى ذلك حييت، وعلى ذلك متّ؟ قال: نعم.
قال: وعلى ذلك تبعث؟ قال: نعم.
قال: صدقت.
قال: فيفتح له في جنب قبره، فيريه منزله من الجنّة وما أعدّ اللّه له من الكرامة، فيشرق وجهه، وتفرح نفسه، ثمّ يقال له: نم نوم العروس الّذي لا يوقظه إلا أعزّ أهله عليه.
ويؤتى بالكافر، فلا يجد شيئًا يحول دونه، لا صلاة، ولا قراءة، ولا زكاة.
فيوقظه إيقاظك الرّجل تحبّ أن تفزّعه فيقول: من ربّك؟ فيقول: أنت.
ومن نبيّك فيقول: أنت.
وما كان دينك؟ فيقول: أنت.
قال: فيقول: صدقت، لو كان لك إلهٌ تعبده لاهتديت له اليوم.
فيفتح له في جانب قبره بابٌ فيريه منزله من النّار وما أعدّ اللّه له من العذاب، فيظلم وجهه، وتخبث نفسه ويضربه ضربةً يتناصل منها كلّ عظمٍ من موضعه، فيسمعه الخلق إلا الثّقلين: الإنس والجنّ، ثمّ يقذف في مقلاةٍ ينفخه نافخان، لا يميل إلى هذا إلا ردّه إلى هذا، ولا يميل إلى هذه إلا ردّه إلى هذا، حتّى ينفخ في الصّور النّفخة الأولى، فيقال له: اخمد، فيخمد حتّى
ينفخ في الصّور النّفخة الثّانية.
فيبعث مع الخلق، فيقضى له كما يقضى لهم، لا راحة إلا ما بين النّفختين.
- وحدّثني أبو أميّة، عن يونس بن خبّابٍ، عن المنهال بن عمرٍو، عن زاذان، عن
[تفسير القرآن العظيم: 1/287]
البراء بن عازبٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم اتّبع جنازة رجلٍ من الأنصار، فلمّا انتهى إلى قبره وجده لمّا يلحد، فجلس وجلسنا حوله كأنّما على رءوسنا الطّير، وبيده عودٌ فهو ينكت به في الأرض، ثمّ رفع رأسه فقال: " اللّهمّ إنّي أعوذ بك من عذاب القبر.
قالها ثلاثًا.
- إنّ المؤمن إذا كان في قبلٍ من الآخرة وانقطاعٍ من الدّنيا، أتته ملائكةٌ، وجوههم كالشّمس بحنوطه وكفنه، فجلسوا منه بالمكان الّذي يراهم منه، فإذا خرج روحه صلّى عليه كلّ ملكٍ بين السّماء والأرض، وكلّ ملكٍ في السّموات، وفتحت أبواب السّماء، كلّ بابٍ منها يعجبه أن يصعد روحه منه.
فينتهي الملك إلى ربّه فيقول: يا ربّ، هذا روح عبدك فلانٍ، فيصلّي اللّه عليه وملائكته ويقول: ارجعوا بعبدي فأروه ماذا أعددت له من الكرامة، فإنّي عهدت إلى عبادي أنّي منها خلقتكم وفيها أعيدكم.
فيردّ إليه روحه حتّى يوضع في قبره، فإنّه ليسمع قرع نعالهم حين ينصرفون عنه، قال: فيقال له: ما ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول: اللّه ربّي، والإسلام ديني، ومحمّدٌ نبيّي.
فينتهر انتهارًا شديدًا ثمّ يقال له: ما دينك، ومن ربّك، ومن نبيّك؟ فيقول: اللّه ربّي، والإسلام ديني، ومحمّدٌ نبيّي، فينادي منادٍ: {يثبّت اللّه الّذين آمنوا بالقول الثّابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة} [إبراهيم: 27].
ويأتيه عمله في صورةٍ حسنةٍ وريحٍ طيّبةٍ فيقول: أبشر بجنّاتٍ فيها نعيمٌ مقيمٌ، فقد كنت سريعًا في طاعة اللّه، بطيئًا عن معصية اللّه فيقول: وأنت فبشّرك اللّه بخيرٍ فمثل وجهك بشّر بالخير، ومن أنت؟ فيقول: أنا عملك الحسن.
ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب النّار فيقال له: هذا كان منزلك فأبدلك اللّه به خيرًا منه.
ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب الجنّة فيريه منزله في الجنّة، فينظر إلى ما أعدّ اللّه له من الكرامة فيقول: يا ربّ متى تقوم السّاعة كي أرجع إلى أهلي ومالي، فيوسّع له في قبره ويرقد.
[تفسير القرآن العظيم: 1/288]
وأمّا الكافر فإذا كان في قبلٍ من الآخرة وانقطاعٍ من الدّنيا، أتته ملائكةٌ بسرابيل من قطرانٍ، ومقطّعاتٍ من نارٍ، فجلسوا منه بالمكان الّذي يراهم منه وينتزع روحه كما ينتزع السّفّود الكثير شعبه من الصّوف المبتلّ، من عروقه وقلبه، فإذا خرج روحه لعنه كلّ ملكٍ بين السّماء والأرض، وكلّ ملكٍ في السّموات، وغلّقت أبواب السّماء دونه كلّ بابٍ يكره أن يصعد روحه منه.
فينتهي الملك إلى ربّه فيقول: يا ربّ هذا روح فلانٍ عندك، لا تقبله أرضٌ ولا سماءٌ، فيلعنه اللّه وملائكته ويقول: ارجعوا بعبدي فأروه ماذا أعددت له من الهوان، فإنّي عهدت إلى عبادي أنّي منها خلقتكم وفيها أعيدكم.
فيردّ إليه روحه حتّى يوضع في قبره، فإنّه يسمع قرع نعالهم حين ينصرفون عنه فيقال له: ما دينك؟ ومن ربّك؟ ومن نبيّك؟ فيقول: اللّه ربّي والإسلام ديني، ومحمّدٌ نبيّي.
فينتهر انتهارًا شديدًا.
ثمّ يقال له: ما دينك؟ ومن ربّك؟ ومن نبيّك؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: لا دريت.
ويأتيه عمله في صورةٍ قبيحةٍ وريحٍ منتنةٍ فيقول: أبشر بعذابٍ مقيمٍ.
فيقول: وأنت فبشّرك اللّه بشرٍّ، فمثل وجهك بشّر بالشّرّ، ومن أنت؟ فيقول: أنا عملك الخبيث، ثمّ يفتح له بابٌ من أبواب الجنّة فيقال له: هذا كان منزلك لو أطعت اللّه، ثمّ يفتح له منزله من النّار، فينظر إلى ما أعدّ اللّه له من الهوان، ويقيّض له أصمّ أعمى بيده مرزبّةٌ لو توضع على جبلٍ لصار رفاتًا، فيضربه ضربةً فيصير رفاتًا، ثمّ يعاد فيضربه بين عينيه
ضربةً يضجّ منها ضجّةً يسمعها من على الأرض إلى الثّقلين، وينادي منادٍ: أن افرشوه لوحين من نارٍ، فيفرش لوحين من نارٍ ويضيق عليه قبره حتّى تختلف أضلاعه ".
قوله: {ونحشره يوم القيامة أعمى} [طه: 124] يعني عن حجّته كقوله:
[تفسير القرآن العظيم: 1/289]
{ومن يدع مع اللّه إلهًا آخر لا برهان له به} [المؤمنون: 117] لا حجّة له به). [تفسير القرآن العظيم: 1/290]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {معيشةً ضنكاً...}

والضّنك: الضّيّقة الشديدة.
وقوله: {ونحشره يوم القيامة أعمى} أعمى عن الحجّة، ويقال: إنه يخرج من قبره بصيراً فيعمى في حشره). [معاني القرآن: 2/194]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فإنّ له معٍيشةً ضنكاً} مجازه معيشة ضيقة، والضّنك توصف به الأنثى، والمذكّر بغير الهاء وكل عيش أو منزلٍ أو مكان ضيق فهو ضنكٌ،
قال عنترة:
إن المنيّة لو تمثّل مثّلت=مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل
وقال:
وإن نزلوا بضنكٍ أنزل). [مجاز القرآن: 2/32]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {معيشة ضنكا}: ضيقة). [غريب القرآن وتفسيره: 252]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :( {معيشةً ضنكاً} أي ضيّقة). [تفسير غريب القرآن: 283]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}
الضّنك: أصله في اللغة الضيق والشدة، ومعناه - واللّه أعلم - أن هذه المعيشة الضنك في نار جهنم.
وأكثر ما جاء في التفسير أنّه عذاب القبر.
وقوله: {ونحشره يوم القيامة أعمى}.
مثل ونحشر المجرمين يومئذ زرقا، وقيل أعمى عن حجته، وتأويله أنه لا حجة له يهتدي إليها، لا أن له حجة، وأنه يعمى عنها.
ما للناس على اللّه حجة بعد الرسل، ولله الحجة البالغة وقد بشّر وأنذر، ووعد وأوعد.
وقوله عزّ وجلّ {لعلّهم يتّقون أو يحدث لهم ذكرا}.
أي لعل الوعيد يحدث لهم تذكر العذاب، فيزجرهم عن المعاصي وقيل: {أو يحدث لهم ذكرا} أي: شرفا.
وقوله عزّ وجلّ: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه}.
أي من قبل أن يبيّن لك بيانه، ويقرأ من قبل أن نقضي إليك وحيه بالنون، ويجوز من قبل أن يقضي إليك وحيه، أي من قبل أن يقضي اللّه إليك وحيه،
ولم تقرأ " تقضي " وقرئت يقضى ونقضي - بالياء والنون).[معاني القرآن: 3/379،378]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {معيشة ضنكا} أي: معيشة ضيقة). [ياقوتة الصراط: 354]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ضَنكًا}: أي ضيقة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ضَنْـكا}: ضيّـقة). [العمدة في غريب القرآن: 204]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قال ربّ لم حشرتني أعمى} [طه: 125] عن الحجّة في تفسير قتادة والسّدّيّ.
{وقد كنت بصيرًا} [طه: 125] في الدّنيا، عالمًا بحجّتي في الدّنيا، وإنّما علمه ذلك عند نفسه في الدّنيا.
كان يحاجّ في الدّنيا جاحدًا لما جاءه من اللّه.
وقال قتادة: عمي عن الحقّ، أي في الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 1/290]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه تبارك وتعالى: {قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} [طه: 126] أي: لأنّه أتتك آياتنا في الدّنيا.
{فنسيتها} [طه: 126] فتركتها، لم تؤمن بها.
{وكذلك اليوم تنسى} [طه: 126] تترك في النّار.
نا سفيان، عن جابرٍ، عن عكرمة قال: {وكذلك اليوم تنسى} [طه: 126] قال: في النّار.
وقال قتادة: نسي من الخير أي: ترك من الخير ولم ينس من الشّرّ، أي: ولم يترك من الشّرّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/290]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}

أي كذلك تترك في النار كما تركت آياتنا).[معاني القرآن: 3/379]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وكذلك نجزي من أسرف} [طه: 127] من أشرك، أسرف على نفسه بالشّرك.
{ولم يؤمن بآيات ربّه ولعذاب الآخرة أشدّ} [طه: 127] من عذاب الدّنيا {وأبقى} [طه: 127] أي: لا ينقطع أبدًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/290]

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أفلم يهد لهم} [طه: 128]
[تفسير القرآن العظيم: 1/290]
نا سعيدٌ، عن قتادة وهو تفسير السّدّيّ قالا: أفلم نبيّن لهم.
ومن قرأها بالياء يقول: {أفلم يهد لهم} [طه: 128] أفلم يبيّن اللّه لهم.
قال يحيى: ولا أعرف أيّ القرائتين قرأ قتادة.
{كم أهلكنا قبلهم من القرون} [طه: 128] قال الحسن: أي بيّنّا لهم، فقرأه على النّون، كيف أهلكنا القرون الأولى، نحذّرهم ونخوّفهم العذاب إن لم يؤمنوا.
قال: {يمشون في مساكنهم} [طه: 128] تمشي هذه الأمّة في مساكن من مضى، أي: يمرّون عليها وإن لم تكن الدّيار قائمةً ولكنّ المواضع كقوله: {ذلك من أنباء القرى نقصّه عليك} [هود: 100] ثمّ قال: {منها قائمٌ} [هود: 100] تراه {وحصيدٌ} [هود: 100] لا تراه.
وقال السّدّيّ: {يمشون في مساكنهم} [طه: 128] يعني يمرّون، يعني ممرّ أهل مكّة على مساكنهم، يعني على قراهم.
قال: {إنّ في ذلك لآياتٍ لأولي النّهى} [طه: 128] لأولي الورع في تفسير قتادة.
وقال الحسن: لأولي العقول، وهم المؤمنون). [تفسير القرآن العظيم: 1/291]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أفلم يهد لهم...}

يبيّن لهم إذا نظروا {كم أهلكنا} و(كم) في موضع نصب لا يكون غيره. ومثله في الكلام: أو لم يبيّن لك من يعمل خيرا يجز به، فجملة الكلام فيها معنى رفع.
ومثله أن تقول: قد تبيّن لي أقام عبد الله أم زيد، في الاستفهام معنى رفع. وكذلك قوله: {سواءٌ عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون} فيه شيء برفع {سواءٌ عليكم}،
لا يظهر مع الاستفهام.
ولو قلت: سواء عليكم صمتكم ودعاؤكم تبيّن الرّفع الذي في الجملة.
وقوله: {يمشون في مساكنهم} يعني أهل مكّة. وكانوا يتّجرون ويسيرون في مساكن عاد وثمود، فيمرّون فيها. فالمشي لكفّار أهل مكّة (والمساكن) للمهلكين.
فقال: أفلم يخافوا أن يقع بهم ما وقع بالذين رأوا مساكنهم وآثار عذابهم).[معاني القرآن: 2/195]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أفلم نهد لهم} أي نبين لهم ونوضح لهم). [مجاز القرآن: 2/32]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أفلم نهد لهم}: نبين لهم ونوضح لهم). [غريب القرآن وتفسيره: 252]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أفلم يهد لهم} أي يبيّن لهم). [تفسير غريب القرآن: 283]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إنّ في ذلك لآيات لأولي النّهى}
قرئت بالنون والياء، فمن قرأ بالنّون فمعناه أفلم نبين لهم بيانا يهتدون به، ومن قرأ أفلم يهد - بالياء - فالمعنى أفلم يبيّن لهم الأمر بإهلاك من قبلهم من القرون.
و " كم " في موضع نصب بـ {أهلكنا}.
وكانت قريش تتجر وترى مساكن عاد وثمود وبها علامات الإهلاك، فذلك قوله: {يمشون في مساكنهم}
ويجوز {في مسكنهم} أي في موضع سكناهم ولم يقرأ بها.
ويقرأ: (يمشّون في مساكنهم) بالتشديد.
وقوله: {إنّ في ذلك لآيات لأولي النّهى}.
أي لذوي العقول والمعرفة، يقال: فلان ذو نهية إذا كان له عقل ينتهي به عن المقابح).[معاني القرآن: 3/380،379]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَهْدِ لَهُمْ}: يوضح لهم).[العمدة في غريب القرآن: 205]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك} [طه: 129] تفسير الحسن: ألا تعذّب هذه الأمّة بعذاب الاستئصال، إلا بالسّاعة، يعني: النّفخة الأولى.
{لكان لزامًا وأجلٌ مسمًّى} [طه: 129] {لكان لزامًا} [طه: 129] يعني أخذًا بالعذاب، يلزمون عقوبة كفرهم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/291]
وليس هذا من تفسير الحسن.
وفي الآخرة النّار.
قال: {لكان لزامًا وأجلٌ مسمًّى} [طه: 129] وقال قتادة: {وأجلٌ مسمًّى} [طه: 129] السّاعة.
وهذا من تقديم الكلام.
يقول: ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك وأجلٌّ مسمًّى لكان لزامًا.
قال يحيى: ولذلك ارتفع الأجل والكلمة أي: إذًا لأهلكناهم بجحودهم جميعًا ما جاء به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقد كان اللّزام خاصّةً فيمن أهلك اللّه يوم بدرٍ في قول عبد اللّه بن مسعودٍ.
- نا عثمان، عن سعيدٍ المقبريّ أنّ أبا هريرة قال لكعبٍ: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «خير يومٍ طلعت فيه الشّمس وغابت يوم الجمعة».
فقال كعبٌ: نعم، إنّ اللّه خلق الخلق يوم الأحد، حتّى انتهى إلى الجمعة، فخلق آدم آخر ساعات النّهار يوم الجمعة.
فلمّا استوى عطس فقال: الحمد للّه، فقال اللّه له: يرحمك اللّه، فهي الآية: {ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك لكان لزامًا وأجلٌ مسمًّى} [طه: 129]
- حدّثنا الحسن بن دينارٍ، عن محمّد بن سيرين قال: قال عبد اللّه بن مسعودٍ: كان اللّزام يوم بدرٍ.
وقال الحسن في تفسير عمرٍو: وهو هلاك آخر كفّار هذه الأمّة بالنّفخة الأولى الدّائنين بدين أبي جهلٍ وأصحابه). [تفسير القرآن العظيم: 1/292]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولولا كلمةٌ سبقت من رّبّك لكان لزاماً وأجلٌ مّسمًّى...}

يريد: ولولا كلمة وأجلٌ مسمّى لكان لزاما (مقدّم ومؤخّر) وهو - فيما ذكروا - ما نزل بهم في وقعة بدر من القتل). [معاني القرآن: 2/195]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لكان لزاماً} أي فيصلا يلزم كل إنسان طائره إن خيرا فخير وإن شراً فشر فلازمه.[مجاز القرآن: 2/32]
قال حجل بن نضلة الباهلي:
لا زلت محتملاً على ضغينةً=حتى الممات يكون منك لزاما
فأخرجه مخرج قطام ورقاش). [مجاز القرآن: 2/33]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولولا كلمةٌ سبقت من رّبّك لكان لزاماً وأجلٌ مّسمًّى}
وقال: {ولولا كلمةٌ سبقت من رّبّك لكان لزاماً} يريد: ولولا {أجلٌ مّسمًّى} لكان لزاما).[معاني القرآن: 3/6]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لزاما}: اللزام الأمر الذي قد وجب). [غريب القرآن وتفسيره: 252]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولولا كلمةٌ سبقت من ربّك لكان لزاماً وأجلٌ مسمًّى} أي لولا أن اللّه جعل الجزاء يوم القيامة، وسبقت بذلك كلمته لكان العذاب لزاما، أي ملازما لا يفارق. مصدر لازمته. وفيه تقديم وتأخير. أراد: لولا كلمة سبقت وأجل مسمى - لكان العذاب لزاما. وفي تفسير أبي صالح:
لزاما: أخذا). [تفسير غريب القرآن: 283]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله سبحانه: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى}،
أي: ولولا كلمة سبقت وأجل مسمّى، لكان العذاب لزاما). [تأويل مشكل القرآن: 209]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولولا كلمة سبقت من ربّك لكان لزاما وأجل مسمّى}
أي لكان القتل الذي نالهم لازما أبدا، ولكان العذاب لازما لهم.
{وأجل مسمّى} معطوف على {كلمة} المعنى لولا كلمة سبقت وأجل مسمى لكان لزاما، يعنى بالأجل المسمى أن الله وعدهم العذاب يوم القيامة.
وذلك قوله: {بل السّاعة موعدهم والسّاعة أدهى وأمرّ} ). [معاني القرآن: 3/380]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لكان لزاما} أي: فصلا، ويقال: لكان لزاما، أي: ملازما، والأول عليه العمل). [ياقوتة الصراط: 354]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (اللِّـزام): الذي قد وجب). [العمدة في غريب القرآن: 205]

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فاصبر على ما يقولون} [طه: 130] من قولهم لك: إنّك ساحرٌ، وإنّك شاعرٌ، وإنّك مجنونٌ، وإنّك كاذبٌ، وإنّك كاهنٌ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/292]
{وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس} [طه: 130] نا سعيدٌ، عن قتادة قال: صلاة الصّبح.
{وقبل غروبها} [طه: 130] الظّهر والعصر.
{ومن آناء اللّيل} [طه: 130] يعني: المغرب والعشاء.
وقال قتادة والسّدّيّ: {ومن آناء اللّيل} [طه: 130] يعني: ومن ساعات اللّيل.
{فسبّح وأطراف النّهار} [طه: 130] في تفسير عمرٍو.
وعن الحسن يعني التّطوّع.
- نا سفيان، عن عاصمٍ، عن ابن أبي رزينٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها: الصّلاة المكتوبة.
- نا عاصم بن حكيمٍ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن قيس بن أبي حازمٍ، عن جرير بن عبد اللّه قال: كنّا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة البدر فقال لنا: " أما إنّكم سترون ربّكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم لا تغلبوا على هاتين الصّلاتين، قال: وقرأ: {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها} [طه: 130]
وحدّثني قرّة بن خالدٍ عن الحسن في قوله: {وأقم الصّلاة طرفي
[تفسير القرآن العظيم: 1/293]
النّهار} [هود: 114] قال: ما بين صلاة الصّبح وصلاة العصر.
{وزلفًا من اللّيل} [هود: 114] المغرب والعشاء.
قال: ونا سعيدٌ، عن قتادة قال: طرفا النّهار: صلاة الصّبح وصلاة العصر.
{وزلفًا من اللّيل} [هود: 114] : صلاة المغرب وصلاة العشاء.
قوله: {لعلّك ترضى} [طه: 130] لكي ترضى في الآخرة ثواب عملك.
وقال الحسن: لعلّك أي فإنّك سترضى ثواب عملك في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/294]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وأطراف النّهار...}

وإنما للنهار طرفان فقال المفسّرون: {وأطراف النهار} صلاة الفجر والظهر والعصر (وهو) وجه: أن تجعل الظهر والعصر من طرف النهار الآخر، ثم يضمّ إليهما الفجر فتكون أطرافا. ويكون لصلاتين فيجوز ذلك: أن يكونا طرفين فيخرجا مخرج الجماع، كما قال {إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما} وهو أحبّ الوجهين إليّ، لأنه قال {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفاً من اللّيل} وتنصب الأطراف بالردّ على قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. وإن شئت خفضت أطراف تريد وسبّحه من الليل ومن أطراف النهار، ولم أسمعها في القراءة، ولكنه مثل قوله: {ومن اللّيل فسبّحه وأدبار السّجود} {وإدبار السجود} وقرأ حمزة وإدبار السجود. ويجوز في الألف الفتح والكسر ولا يحسن كسر الألف إلاّ في القراءة.
وقوله: {لعلّك ترضى} و{ترضى} ومعناهما واحد لأنك إذا رضيت فقد أرضيت. وكان حمزة وأصحاب عبد الله يقرءونها ترضى. ... حدثني أبو بكر وأخوه الحسن بن عيّاش عن عاصم عن أبي عبد الرحمن أنه قرأ لعلك (ترضى بضم التاء) ). [معاني القرآن: 2/196،195]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ومن آناء الليّل} أي ساعات الليل واحدها إنيٌ تقديره حسنىٌ والجميع أحساء، وقال المتنخل الهذلي وهو أبو أثيلةٌ:
حلوٌ ومرٌّ كعطف القدح مرّته=في كل إنيٍ قضاه الليل ينتعل).
[مجاز القرآن: 2/33]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {آناء اللّيل} ساعاته. واحدها إني). [تفسير غريب القرآن: 283]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فاصبر على ما يقولون وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها ومن آناء اللّيل فسبّح وأطراف النّهار لعلّك ترضى}
{وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها} وذلك وقت الغداة والعشي.
{ومن آناء اللّيل فسبّح وأطراف النّهار} الآناء الساعات، وواحد الآناء إني - وقد بيّنّاه فيما مضى.
{فسبّح وأطراف النّهار} وأطراف النهار الظهر والعصر.
{لعلّك ترضى}، ويقرأ ترضى). [معاني القرآن: 3/380]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وَمِنْ آنَائِ اللَّيْلِ} أي: من ساعات الليل). [ياقوتة الصراط: 354]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وأطراف النهار} سألت المبرد عنه، فقال: معناه: وأطراف ساعات النهار، وسألت ثعلبا عنه،
فقال: أراد الطرفين بقوله: أطراف، لأن الاثنين جمع. وواحد الآناء: أني وأني وإني). [ياقوتة الصراط: 355]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَطْـرافَ}: أوله وآخره). [العمدة في غريب القرآن: 205]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجًا منهم} [طه: 131] تفسير مجاهدٍ يعني: الأغنياء.
{زهرة الحياة الدّنيا} [طه: 131] قال قتادة: زينة الحياة الدّنيا.
أمره أن يزهد في الدّنيا.
{لنفتنهم فيه} [طه: 131] قال قتادة: لنبتليهم.
قال يحيى: لنختبرهم فيه.
- حدّثني خالد بن حيّان، عن عبد الرّحمن بن ثوبان قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " خصلتان من كانتا فيه كتبه اللّه شاكرًا صابرًا، ومن لم تكونا فيه لم يكتبه اللّه شاكرًا ولا صابرًا: من نظر إلى من فوقه في الدّين
[تفسير القرآن العظيم: 1/294]
ومن دونه في الدّنيا، فاقتدى بهما، كتبه اللّه شاكرًا صابرًا.
ومن نظر إلى من فوقه في الدّنيا، ودونه في الدّين فاقتدى بهما، لم يكتبه اللّه شاكرًا ولا صابرًا ".
- نا الحسن بن دينارٍ عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «خير الرّزق الكفاف، اللّهمّ اجعل رزق آل محمّدٍ كفافًا».
قوله: {ورزق ربّك} [طه: 131] في الجنّة.
{خيرٌ} [طه: 131] من الدّنيا.
{وأبقى} [طه: 131] لا نفاد لذلك الرّزق.
سعيدٌ عن قتادة قال: {ورزق ربّك خيرٌ وأبقى} [طه: 131] ممّا متّع به هؤلاء من زهرة الحياة الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 1/295]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً مّنهم...}

يريد: رجالاً منهم.
وقوله: {زهرة الحياة الدّنيا} نصبت الزهرة على الفعل متعناهم به زهرةً في الحياة وزينةً فيها. و(زهرةً) وإن كان معرفةً فإن العرب تقول: مررت به الشريف الكريم.
وأنشدني بعض بني فقعسٍ:
أبعد الذي بالسّفح سفح كواكبٍ =رهينة رمسٍ من تراب وجندل
فنصب الرهينة بالفعل، وإنما وقع على الاسم الذي هو الرهينة خافض فهذا أضعف من (متّعنا) وأشباهه). [معاني القرآن: 2/196]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {زهرة الحياة الدّنيا} أي زينة الدنيا وجمالها). [مجاز القرآن: 2/30]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لنفتنهم فيه} أي لنبلوهم فيه). [مجاز القرآن: 2/33]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {زهرة الحياة الدنيا}: زينتها وجمالها.
{لنفتنهم فيه}: لنختبرهم). [غريب القرآن وتفسيره: 252]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وزهرة الحياة} أي زينتها. وهو من زهرة النبات وحسنة.
{لنفتنهم} أي لنختبرهم). [تفسير غريب القرآن: 283]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {ولا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدّنيا لنفتنهم فيه ورزق ربّك خير وأبقى}
أي رجالا منهم.
{زهرة الحياة الدّنيا}.و(زهرة) جميعا - بفتح الهاء وتسكينها - و (زهرة) منصوب بمعنى متعنا لأن معناه جعلنا لهم الحياة الدنيا زهرة.
{لنفتنهم فيه}أي لنجعل ذلك فتنة لهم). [معاني القرآن: 3/381،380]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ}: لنختبرهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لِنَفْتِنَهُمْ}: لنختبرهم). [العمدة في غريب القرآن: 205]

تفسير قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وأمر أهلك بالصّلاة} [طه: 132] وأهله في هذا الموضع: أمّته.
{واصطبر عليها لا نسألك رزقًا} [طه: 132] قال بعضهم: لا نسألك على ما أعطيناك من النّبوّة رزقًا.
وتفسير الحسن في الّتي في الذّاريات: {ما أريد منهم من رزقٍ} [الذاريات: 57] أن يرزقوا أنفسهم.
قال يحيى: فإن كانت هذه عند الحسن مثلها فهو: {لا نسألك رزقًا} [طه: 132] أن ترزق نفسك وهو أعجب إليّ.
قال يحيى: {نحن نرزقك والعاقبة للتّقوى} [طه: 132] أي: لأهل التّقوى.
والعاقبة: الجنّة كقوله: {والآخرة عند ربّك للمتّقين} [الزخرف: 35] قوله: {وقالوا لولا} [طه: 133] هلا). [تفسير القرآن العظيم: 1/295]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لا نسألك رزقاً...}

أجراً على ذلك. وكذلك قوله: {ورزق ربّك} يريد: وثواب ربك). [معاني القرآن: 2/196]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وأمر أهلك بالصّلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نّحن نرزقك والعاقبة للتّقوى}
وقال: {للتّقوى} لأهل التقوى وفي حرف ابن مسعود {وإن العاقبة للتّقوى} ). [معاني القرآن: 3/6]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا نسألك رزقاً} أي لا نسألك رزقا لخلقنا، ولا رزقا لنفسك). [تفسير غريب القرآن: 283]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {يأتينا بآيةٍ من ربّه} [طه: 133] قال اللّه: {أولم تأتهم بيّنة ما في الصّحف الأولى} [طه: 133] التّوراة والإنجيل كقوله: {النّبيّ الأمّيّ الّذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التّوراة
[تفسير القرآن العظيم: 1/295]
والإنجيل} [الأعراف: 157].
قال مجاهدٌ: التّوراة والإنجيل.
وقال قتادة: الكتب قبله.
وهو واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/296]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {وقالوا لولا يأتينا بآية من ربّه أولم تأتهم بيّنة ما في الصّحف الأولى}

معناه هلّا يأتينا بآية من ربّه، وقد أتتهم البينات والآيات ولكنهم طلبوا أن يقترحوا هم ما يؤيدون من الآيات). [معاني القرآن: 3/381]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولو أنّا أهلكناهم بعذابٍ من قبله} [طه: 134] من قبل القرآن.
{لقالوا ربّنا لولا} [طه: 134] هلا.
{أرسلت إلينا رسولا فنتّبع آياتك من قبل أن نذلّ ونخزى} [طه: 134] في العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 1/296]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أنّا أهلكناهم بعذابٍ مّن قبله...}

من قبل الرسول (لقالوا) كيف أهلكنا من قبل أن أرسل إلينا رسولٌ. فالهاء لمحمّد صلى الله عليه وسلم. ويقال إن الهاء للتنزيل. وكلٌّ صوابٌ). [معاني القرآن: 2/197]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {ولو أنّا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتّبع آياتك من قبل أن نذلّ ونخزى}
{من قبل أن نذلّ ونخزى}يجوز فيها يذل ويخزى). [معاني القرآن: 3/381]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه تبارك وتعالى للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل كلٌّ متربّصٌ} [طه: 135] نحن وأنتم.
وكان المشركون يتربّصون بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يموت، وكان النّبيّ عليه السّلام يتربّص بهم أن يجيئهم العذاب.
قال اللّه: {فستعلمون من أصحاب الصّراط السّويّ} [طه: 135] الطّريق العدل المستقيم إلى الجنّة.
وقال السّدّيّ: {الصّراط السّويّ} [طه: 135] يعني: الدّين العدل، وهو الإسلام.
{ومن اهتدى} [طه: 135] أي: فستعلمون أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم والمؤمنين كانوا على الصّراط السّويّ، وهو طريق الجنّة، وأنّهم ماتوا على الهدى). [تفسير القرآن العظيم: 1/296]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فستعلمون من أصحاب الصّراط السّويّ ومن اهتدى...}

من ومن في موضع رفع. وكلّ ما كان في القرآن مثله فهو مرفوع إذا كان بعده رافع. مثل قوله: {فستعلمون من هو في ضلالٍ مبينٍ} ومثله {لنعلم أي الحزبين أحصى}
ومثله {أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلالٍ مبين} ولو نصب كان صواباً، يكون بمنزلة قول الله {اللّه يعلم المفسد من المصلح} .
وقوله: {فستعلمون من أصحاب الصّراط السّويّ} الذين لم يضلّوا {ومن اهتدى} ممّن كان ضالاً فهدى). [معاني القرآن: 2/197]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قل كلّ متربّص فتربّصوا فستعلمون من أصحاب الصّراط السّويّ ومن اهتدى}
{فستعلمون من أصحاب الصّراط السّويّ}
" من " في موضع رفع، ولا يجوز أن يعمل فيها {فستعلمون}، لأن معناه معنى التسوية، المعنى فستعلمون أصحاب الصراط السوي نحن أم هم،
فلم يعمل (فستعلمون) لأن لفظ الكلام لفظه لفظ الاستفهام.
ومعنى {أصحاب الصّراط السّويّ} أصحاب الطريق المستقيم، ويجوز من أصحاب الصراط السّوي ومن اهتدى.
{ومن اهتدى} أي فسيعلمون من أصحاب الطريقة السُّوءَى ومن المهتدي). [معاني القرآن: 3/381]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {الصراط السوي} أي: المستوي المستقيم). [ياقوتة الصراط: 356]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ومن اهتدى} أي: ومن آمن). [ياقوتة الصراط: 356]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة