العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الصافات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 06:31 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة الصافات [ من الآية (158) إلى الآية (170) ]

تفسير سورة الصافات
[ من الآية (158) إلى الآية (170) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160) فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163) وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166) وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْرًا مِّنْ الْأَوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 12:34 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا قالوا صاهر إلى الجن والملائكة من الجن فلذلك قال وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا يقول جعلوا الملائكة بنات الله من الجن وكذبوا أعداء الله سبحان الله عما يصفون قال ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون قال قتادة محضرون في النار إلا عباد الله المخلصين قال فهذه ثنيا الله من الجن والإنس). [تفسير عبد الرزاق: 2/157]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن رباحٍ عن قيس بن سعدٍ عن مجاهدٍ في قوله: {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا} قال: بنات سراة الجنّ قال: هم بناتٌ يعنون اللّه عزّ وجلّ فأنزل اللّه عزّ وجلّ {لقد علمت الجنة إنهم لمحضرون} قال: محضرون العذاب [الآية: 158]). [تفسير الثوري: 255]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {وبين الجنّة نسبًا} [الصافات: 158] : " قال: كفّار قريشٍ الملائكة بنات اللّه، وأمّهاتهم بنات سروات الجنّ "، وقال اللّه تعالى: {ولقد علمت الجنّة إنّهم لمحضرون} [الصافات: 158] : «ستحضر للحساب» ). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وبين الجنّة نسبًا إلخ سقط هذا لأبي ذرٍّ وقد تقدّم في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/543]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وبين الجنّة نسبا. قال كفّار قريشٍ: الملائكة بنات الله وأمّهاتهم بنات سروات الجنّ، وقال الله تعالى {ولقد علمت الجنّة أنّهم لمحضرون} (الصافات: 158) ستحضر للحساب.
أشار به إلى قوله تعالى: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسبا} الآية، وهذا كله لم يثبت لأبي ذر، أي: جعل مشركو مكّة بينه، أي: بين الله، وبين الجنّة أي: الملائكة وسموهم جنّة لاجتنابهم عن الأبصار، وقالوا الملائكة: بنات الله. قوله: وأمهاتهم أي: أمّهات الملائكة بنات سروات الجنّ أي: بنات خواصهم، والسروات جمع سراة والسراة جمع سري وهو جمع عزيز أن يجمع فعيل على فعلة، ولا يعرف غيره.
قوله: (ولقد علمت الجنّة أنهم) أي: أن قائلي هذا القول لمحضرون في النّار ويعذبهم ولو كانوا مناسبين له أو شركاء في وجوب الطّاعة لما عذبهم). [عمدة القاري: 19/135]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({وبين الجنة نسبًا}) في قوله تعالى: {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبًا} [الصافات: 158] (قال كفار قريش: الملائكة بنات الله) فقال أبو بكر الصديق فمن أمهاتهم؟ فقالوا: (وأمهاتهم بنات سروات الجن) بفتح السين والراء أي بنات خوّاصهم، وعن ابن عباس هم حيّ من الملائكة يقال لهم الجن منهم إبليس، وقيل هم خزان الجنة.
قال الإمام فخر الدين: وهذا القول عندي مشكل لأن الله تعالى أبطل قولهم إن الملائكة بنات الله ثم عطف عليه قوله: وجعلوا بينه وبين الجنة نسبًا والعطف يقتضي كون المعطوف مغايرًا للمعطوف عليه فوجب أن يكون المراد من الآية غير ما ذكر، وأما قول مجاهد الملائكة بنات الله الخ فبعيد لأن المصاهرة لا تسمى نسبًا. وحكى ابن جرير الطبري عن العوفي عن ابن عباس قال: زعم أعداء الله أن الله تعالى هو وإبليس أخوان. ذكره ابن كثير، وزاد الإمام فخر الدين: فالله هو الحر الكريم وإبليس هو الأخ الشريد ونسبه لقول بعض الزنادقة وقال: إنه أقرب الأقاويل في هذه الآية.
(وقال الله تعالى: {ولقد علمت الجنة أنهم لمحضرون}) [الصافات: 158] أي (ستحضرون) أيها القائلون هذا القول (للحساب) بضم المثناة الفوقية وفتح الضاد المعجمة وسقط
من قوله (يزفون) إلى قوله (للحساب) لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/314]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا ولقد علمت الجنّة إنّهم لمحضرون (158) سبحان اللّه عمّا يصفون (159) إلاّ عباد اللّه المخلصين}.
يقول تعالى ذكره: وجعل هؤلاء المشركون بين اللّه وبين الجنّة نسبًا.
واختلف أهل التّأويل في معنى النّسب الّذي أخبر اللّه عنهم أنّهم جعلوه للّه تعالى، فقال بعضهم: هو أنّهم قالوا أعداء اللّه: إنّ اللّه وإبليس أخوان.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: ثنّى عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا} قال: زعم أعداء اللّه أنّه تبارك وتعالى وإبليس أخوان.
وقال آخرون: هو أنّهم قالوا: الملائكة بنات اللّه، وقالوا: الجنّة: هي الملائكة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا} قال: قال كفّار قريشٍ: الملائكة بنات اللّه، فقال أبو بكرٍ: من أمّهاتهنّ؟ فقالوا: بنات سروات الجنّ، يحسبون أنّهم خلقوا ممّا خلق منه إبليس.
- حدّثنا عمرو بن يحيى بن عمران بن عفرة، قال: حدّثنا عمرو بن سعيدٍ الأبحّ، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، في قوله: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا} قالت اليهود: إنّ اللّه تبارك وتعالى تزوّج إلى الجنّ، فخرج منها الملائكة، قال: سبحانه سبّح نفسه.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا} قال: الجنّة: الملائكة، قالوا: هنّ بنات اللّه.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا}: الملائكة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا} قال: بين اللّه وبين الجنّة نسبًا افتروا.
وقوله: {ولقد علمت الجنّة إنّهم لمحضرون} اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: ولقد علمت الجنّة إنّهم لمشهدون الحساب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {ولقد علمت الجنّة إنّهم لمحضرون} أنّها ستحضر الحساب.
وقال آخرون: معناه: إنّ قائلي هذا القول سيحضرون العذاب في النّار.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {إنّهم لمحضرون} إنّ هؤلاء الّذين قالوا هذا لمحضرون: لمعذّبون.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب قول من قال: إنّهم لمحضرون العذاب، لأنّ سائر الآيات الّتي ذكر فيها الإحضار في هذه السّورة، إنّما عني به الإحضار في العذاب، فكذلك في هذا الموضع). [جامع البيان: 19/644-646]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا قال: قالت كفار قريش الملائكة بنات الله عز وجل فقال لهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه فمن أمهاتهم قالوا بنات سروات الجن فقال الله عز وجل ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون يقول إنها ستحضر الحساب والجنة هي الملائكة). [تفسير مجاهد: 546]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فاستفتهم} قال: فسلهم يعني مشركي قريش {ألربك البنات ولهم البنون} قال: لأنهم قالوا: لله البنات ولهم البنون وقالوا: إن الملائكة أناث فقال {أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون} كذلك {ألا إنهم من إفكهم ليقولون (151) ولد الله وإنهم لكاذبون (152) أصطفى البنات على البنين} فكيف يجعل لكم البنين ولنفسه البنات {ما لكم كيف تحكمون} إن هذا لحكم جائر {أفلا تذكرون (155) أم لكم سلطان مبين} أي عذر مبين {فأتوا بكتابكم} أي بعذركم {إن كنتم صادقين (157) وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا} قال: قد قالت اليهود: إن الله صاهر الجن فخرجت بينهما الملائكة). [الدر المنثور: 12/484] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا) . قال: زعم أعداء الله أنه تبارك وتعالى أنه هو وإبليس اخوان). [الدر المنثور: 12/485]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج آدم بن أبي إياس، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا} قال: قال كفار قريش الملائكة بنات الله فقال لهم أبو بكر الصديق: فمن أمهاتهم فقالوا: بنات سروات الجن، فقال الله {ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون} يقول: أنها ستحضر الحساب قال: والجنة الملائكة). [الدر المنثور: 12/485]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج جويبر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزلت هذه الآية في ثلاثة أحياء من قريش، سليم وخزاعة وجهينة {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا} قال: قالوا صاهر إلى كرام الجن الآية). [الدر المنثور: 12/485]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا} قال: قالوا الملائكة بنات الله). [الدر المنثور: 12/485]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية رضي الله عنه في قوله {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا} قال: قالوا صاهر إلى كرام الجن). [الدر المنثور: 12/485]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه قال {الجنة} الملائكة). [الدر المنثور: 12/485]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه قال: إنهم سموا الجن لأنهم كانوا على الجنان والملائكة كلهم أجنة). [الدر المنثور: 12/486]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون} قال: في النار {سبحان الله عما يصفون} قال: عما يكذبون {إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنيا الله من الجن والأنس). [الدر المنثور: 12/486]

تفسير قوله تعالى: (سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {سبحان اللّه عمّا يصفون} يقول تعالى ذكره تنزيهًا للّه، وتبرئةً له ممّا يضيف إليه هؤلاء المشركون به، ويفترون عليه، ويصفونه، من أنّ له بناتٍ، وأنّ له صاحبةً). [جامع البيان: 19/646]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون} قال: في النار {سبحان الله عما يصفون} قال: عما يكذبون {إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنيا الله من الجن والأنس). [الدر المنثور: 12/486] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إلاّ عباد اللّه المخلصين} يقول: ولقد علمت الجنّة أنّ الّذين قالوا: إنّ الملائكة بنات اللّه لمحضرون العذاب، إلاّ عباد اللّه الّذين أخلصهم لرحمته، وخلقهم لجنّته). [جامع البيان: 19/647]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون} قال: في النار {سبحان الله عما يصفون} قال: عما يكذبون {إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنيا الله من الجن والأنس). [الدر المنثور: 12/486] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني أبو صخرٍ عن القرظي أنه قال في هذه الآية: {فإنكم وما تعبدون (161) ما أنتم عليه بفاتنين}، يقول: إنكم لا تستطيعون أن تضلوا بآلهتكم أحدا إلا أحدا قد حق عليه العذاب مني). [الجامع في علوم القرآن: 2/71]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن عمر بن ذر أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقرأ هذه الآية ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم ثم قال لو شاء الله ألا يعصى لم يخلق إبليس وقد بين الله ذلك في آية من كتابه عقلها من عقلها وجهلها من جهلها ثم قال فإنكم وما تعبدون الآية). [تفسير عبد الرزاق: 2/157-158] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإنّكم وما تعبدون (161) ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم (163) وما منّا إلاّ له مقامٌ معلومٌ}.
يقول تعالى ذكره: {فإنّكم} أيّها المشركون باللّه {وما تعبدون} من الآلهة والأوثان {ما أنتم عليه بفاتنين} يقول: ما أنتم على ما تعبدون من دون اللّه بفاتنين: أي بمضلّين أحدًا {إلاّ من هو صال الجحيم} يقول: إلاّ أحدًا سبق في علمي أنّه صال الجحيم.
وقد قيل: إنّ معنى {عليه} في قوله: {ما أنتم عليه بفاتنين} بمعنى به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فإنّكم وما تعبدون (161) ما أنتم عليه بفاتنين} يقول: لا تضلّون أنتم، ولا أضلّ منكم إلاّ من قد قضيت عليه أنّه صال الجحيم.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} يقول: ما أنتم بفاتنين على أوثانكم أحدًا، إلاّ من قد سبق له أنّه صال الجحيم.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن خالدٍ، قال: قلت للحسن، قوله: {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} إلاّ من أوجب اللّه عليه أن يصلى الجحيم.
- حدّثنا عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا زيد بن أبي الزّرقاء، عن حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ، قال: سألت الحسن، عن قول اللّه: {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} قال: ما أنتم عليه بمضلّين إلاّ من كان في علم اللّه أنّه سيصلى الجحيم.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم}: إلاّ من قدّر عليه أنّه يصلى الجحيم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن العشرة الّذين دخلوا على عمر بن عبد العزيز، وكانوا متكلّمين كلّهم، فتكلّموا، ثمّ إنّ عمر بن عبد العزيز تكلّم بشيءٍ، فظننّا أنّه تكلّم بشيءٍ ردّ به ما كان في أيدينا، فقال لنا: هل تعرفون تفسير هذه الآية: {فإنّكم وما تعبدون (161) ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} قال: إنّكم والآلهة الّتي تعبدونها لستم بالّذي تفتنون عليها إلاّ من قضيت عليه أنّه يصلى الجحيم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم {إلاّ من هو صال الجحيم} قال: ما أنتم بمضلّين إلاّ من كتب عليه أنّه يصلى الجحيم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فإنّكم وما تعبدون} حتّى بلغ: {صال الجحيم} يقول: ما أنتم بمضلّين أحدًا من عبادي بباطلكم هذا، إلاّ من تولاّكم بعمل أهل النّار.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {ما أنتم عليه بفاتنين} بمضلّين {إلاّ من هو صال الجحيم} إلاّ من كتب اللّه أنّه يصلى الجحيم.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} يقول: لا تضلّون بآلهتكم أحدًا إلاّ من سبقت له الشّقاوة، ومن هو صال الجحيم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فإنّكم وما تعبدون (161) ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} يقول: لا تفتنون به أحدًا، ولا تضلّونه، إلاّ من قضى اللّه أنّه صال الجحيم، إلاّ من قد قضى أنّه من أهل النّار.
وقيل: {بفاتنين} من فتنت أفتن، وذلك لغة أهل الحجاز، وأمّا أهل نجدٍ فإنّهم يقولون: أفتنته فأنا أفتنه.
وقد ذكر عن الحسن أنّه قرأ: (إلاّ من هو صال الجحيم) برفع اللاّم من صال، فإن كان أراد بذلك الجمع كما قال الشّاعر:
إذا ما حاتمٌ وجد ابن عمّي = مجدنا من تكلّم أجمعينا
فقال: أجمعينا، ولم يقل: تكلّموا، وكما يقال في الرّجال: من هو إخوتك، يذهب بهو إلى الاسم المجهول ويخرج فعله على الجمع، فذلك وجهٌ وإن كان غيره أفصح منه؛ وإن كان أراد بذلك واحدًا فهو عند أهل العربيّة لحنٌ، لأنّه لحنٌ عندهم أن يقال: هذا رامٍ وقاضٍ، إلاّ أن يكون سمع في ذلك من العرب لغةٌ مقلوبةٌ، مثل قولهم: شاكٍ السّلاح، وشاكي السّلاح، وعاث وعثا وعاق وعقا، فيكون لغةً، ولم أسمع أحدًا يذكر سماع ذلك من العرب). [جامع البيان: 19/647-650]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 161 - 163.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {فإنكم} يا معشر المشركين {وما تعبدون} يعني الآلهة {ما أنتم عليه بفاتنين} بمصلين {إلا من هو صال الجحيم} يقول: إلا من سبق في علمي أنه سيصلى الجحيم). [الدر المنثور: 12/486]

تفسير قوله تعالى: (مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني أبو صخرٍ عن القرظي أنه قال في هذه الآية: {فإنكم وما تعبدون (161) ما أنتم عليه بفاتنين}، يقول: إنكم لا تستطيعون أن تضلوا بآلهتكم أحدا إلا أحدا قد حق عليه العذاب مني). [الجامع في علوم القرآن: 2/71] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن عمر بن ذر أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقرأ هذه الآية ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم ثم قال لو شاء الله ألا يعصى لم يخلق إبليس وقد بين الله ذلك في آية من كتابه عقلها من عقلها وجهلها من جهلها ثم قال فإنكم وما تعبدون الآية). [تفسير عبد الرزاق: 2/157-158]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى ما انتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم قال لا تفتنون إلا من هو صالي الجحيم). [تفسير عبد الرزاق: 2/158]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإنّكم وما تعبدون (161) ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم (163) وما منّا إلاّ له مقامٌ معلومٌ}.
يقول تعالى ذكره: {فإنّكم} أيّها المشركون باللّه {وما تعبدون} من الآلهة والأوثان {ما أنتم عليه بفاتنين} يقول: ما أنتم على ما تعبدون من دون اللّه بفاتنين: أي بمضلّين أحدًا {إلاّ من هو صال الجحيم} يقول: إلاّ أحدًا سبق في علمي أنّه صال الجحيم.
وقد قيل: إنّ معنى {عليه} في قوله: {ما أنتم عليه بفاتنين} بمعنى به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فإنّكم وما تعبدون (161) ما أنتم عليه بفاتنين} يقول: لا تضلّون أنتم، ولا أضلّ منكم إلاّ من قد قضيت عليه أنّه صال الجحيم.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} يقول: ما أنتم بفاتنين على أوثانكم أحدًا، إلاّ من قد سبق له أنّه صال الجحيم.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن خالدٍ، قال: قلت للحسن، قوله: {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} إلاّ من أوجب اللّه عليه أن يصلى الجحيم.
- حدّثنا عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا زيد بن أبي الزّرقاء، عن حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ، قال: سألت الحسن، عن قول اللّه: {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} قال: ما أنتم عليه بمضلّين إلاّ من كان في علم اللّه أنّه سيصلى الجحيم.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم}: إلاّ من قدّر عليه أنّه يصلى الجحيم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن العشرة الّذين دخلوا على عمر بن عبد العزيز، وكانوا متكلّمين كلّهم، فتكلّموا، ثمّ إنّ عمر بن عبد العزيز تكلّم بشيءٍ، فظننّا أنّه تكلّم بشيءٍ ردّ به ما كان في أيدينا، فقال لنا: هل تعرفون تفسير هذه الآية: {فإنّكم وما تعبدون (161) ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} قال: إنّكم والآلهة الّتي تعبدونها لستم بالّذي تفتنون عليها إلاّ من قضيت عليه أنّه يصلى الجحيم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم {إلاّ من هو صال الجحيم} قال: ما أنتم بمضلّين إلاّ من كتب عليه أنّه يصلى الجحيم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فإنّكم وما تعبدون} حتّى بلغ: {صال الجحيم} يقول: ما أنتم بمضلّين أحدًا من عبادي بباطلكم هذا، إلاّ من تولاّكم بعمل أهل النّار.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {ما أنتم عليه بفاتنين} بمضلّين {إلاّ من هو صال الجحيم} إلاّ من كتب اللّه أنّه يصلى الجحيم.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} يقول: لا تضلّون بآلهتكم أحدًا إلاّ من سبقت له الشّقاوة، ومن هو صال الجحيم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فإنّكم وما تعبدون (161) ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} يقول: لا تفتنون به أحدًا، ولا تضلّونه، إلاّ من قضى اللّه أنّه صال الجحيم، إلاّ من قد قضى أنّه من أهل النّار.
وقيل: {بفاتنين} من فتنت أفتن، وذلك لغة أهل الحجاز، وأمّا أهل نجدٍ فإنّهم يقولون: أفتنته فأنا أفتنه.
وقد ذكر عن الحسن أنّه قرأ: (إلاّ من هو صال الجحيم) برفع اللاّم من صال، فإن كان أراد بذلك الجمع كما قال الشّاعر:
إذا ما حاتمٌ وجد ابن عمّي = مجدنا من تكلّم أجمعينا
فقال: أجمعينا، ولم يقل: تكلّموا، وكما يقال في الرّجال: من هو إخوتك، يذهب بهو إلى الاسم المجهول ويخرج فعله على الجمع، فذلك وجهٌ وإن كان غيره أفصح منه؛ وإن كان أراد بذلك واحدًا فهو عند أهل العربيّة لحنٌ، لأنّه لحنٌ عندهم أن يقال: هذا رامٍ وقاضٍ، إلاّ أن يكون سمع في ذلك من العرب لغةٌ مقلوبةٌ، مثل قولهم: شاكٍ السّلاح، وشاكي السّلاح، وعاث وعثا وعاق وعقا، فيكون لغةً، ولم أسمع أحدًا يذكر سماع ذلك من العرب). [جامع البيان: 19/647-650] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 161 - 163.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {فإنكم} يا معشر المشركين {وما تعبدون} يعني الآلهة {ما أنتم عليه بفاتنين} بمصلين {إلا من هو صال الجحيم} يقول: إلا من سبق في علمي أنه سيصلى الجحيم). [الدر المنثور: 12/486] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم واللالكائي في السنة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلا من هو صال الجحيم} يقول: لا تضلون أنتم ولا أضل منكم إلا من قضيت عليه أنه صال الجحيم). [الدر المنثور: 12/486]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ما أنتم عليه بفاتنين} قال: بمضلين). [الدر المنثور: 12/487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه {ما أنتم عليه بفاتنين} قال: بمضلين {إلا من هو صال الجحيم} إلا من قدر له أن يصلى الجحيم.
وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم التيمي وعمر بن عبد العزيز والضحاك، مثله). [الدر المنثور: 12/487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال: لا يفتنون إلا من يصلى الجحيم ولا يفتنون المؤمن ولا يسلطون عليه). [الدر المنثور: 12/487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في الأسماء والصفات عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال: لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس ثم قرأ {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلا من هو صال الجحيم} ). [الدر المنثور: 12/487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال: يا بني إبليس أنكم لن تقدروا أن تفتنوا أحدا من عبادي إلا من سيصلى الجحيم). [الدر المنثور: 12/487]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال: لا يفتنون {إلا من هو صال الجحيم} ). [الدر المنثور: 12/488]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إلا من هو صال الجحيم قال إلا من تولاكم بعمل النار). [تفسير عبد الرزاق: 2/157]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن عمر بن ذر أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقرأ هذه الآية ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم ثم قال لو شاء الله ألا يعصى لم يخلق إبليس وقد بين الله ذلك في آية من كتابه عقلها من عقلها وجهلها من جهلها ثم قال فإنكم وما تعبدون الآية). [تفسير عبد الرزاق: 2/157-158] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإنّكم وما تعبدون (161) ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم (163) وما منّا إلاّ له مقامٌ معلومٌ}.
يقول تعالى ذكره: {فإنّكم} أيّها المشركون باللّه {وما تعبدون} من الآلهة والأوثان {ما أنتم عليه بفاتنين} يقول: ما أنتم على ما تعبدون من دون اللّه بفاتنين: أي بمضلّين أحدًا {إلاّ من هو صال الجحيم} يقول: إلاّ أحدًا سبق في علمي أنّه صال الجحيم.
وقد قيل: إنّ معنى {عليه} في قوله: {ما أنتم عليه بفاتنين} بمعنى به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فإنّكم وما تعبدون (161) ما أنتم عليه بفاتنين} يقول: لا تضلّون أنتم، ولا أضلّ منكم إلاّ من قد قضيت عليه أنّه صال الجحيم.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} يقول: ما أنتم بفاتنين على أوثانكم أحدًا، إلاّ من قد سبق له أنّه صال الجحيم.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن خالدٍ، قال: قلت للحسن، قوله: {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} إلاّ من أوجب اللّه عليه أن يصلى الجحيم.
- حدّثنا عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا زيد بن أبي الزّرقاء، عن حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ، قال: سألت الحسن، عن قول اللّه: {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} قال: ما أنتم عليه بمضلّين إلاّ من كان في علم اللّه أنّه سيصلى الجحيم.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم}: إلاّ من قدّر عليه أنّه يصلى الجحيم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن العشرة الّذين دخلوا على عمر بن عبد العزيز، وكانوا متكلّمين كلّهم، فتكلّموا، ثمّ إنّ عمر بن عبد العزيز تكلّم بشيءٍ، فظننّا أنّه تكلّم بشيءٍ ردّ به ما كان في أيدينا، فقال لنا: هل تعرفون تفسير هذه الآية: {فإنّكم وما تعبدون (161) ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} قال: إنّكم والآلهة الّتي تعبدونها لستم بالّذي تفتنون عليها إلاّ من قضيت عليه أنّه يصلى الجحيم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم {إلاّ من هو صال الجحيم} قال: ما أنتم بمضلّين إلاّ من كتب عليه أنّه يصلى الجحيم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فإنّكم وما تعبدون} حتّى بلغ: {صال الجحيم} يقول: ما أنتم بمضلّين أحدًا من عبادي بباطلكم هذا، إلاّ من تولاّكم بعمل أهل النّار.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {ما أنتم عليه بفاتنين} بمضلّين {إلاّ من هو صال الجحيم} إلاّ من كتب اللّه أنّه يصلى الجحيم.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} يقول: لا تضلّون بآلهتكم أحدًا إلاّ من سبقت له الشّقاوة، ومن هو صال الجحيم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فإنّكم وما تعبدون (161) ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلاّ من هو صال الجحيم} يقول: لا تفتنون به أحدًا، ولا تضلّونه، إلاّ من قضى اللّه أنّه صال الجحيم، إلاّ من قد قضى أنّه من أهل النّار.
وقيل: {بفاتنين} من فتنت أفتن، وذلك لغة أهل الحجاز، وأمّا أهل نجدٍ فإنّهم يقولون: أفتنته فأنا أفتنه.
وقد ذكر عن الحسن أنّه قرأ: (إلاّ من هو صال الجحيم) برفع اللاّم من صال، فإن كان أراد بذلك الجمع كما قال الشّاعر:
إذا ما حاتمٌ وجد ابن عمّي = مجدنا من تكلّم أجمعينا
فقال: أجمعينا، ولم يقل: تكلّموا، وكما يقال في الرّجال: من هو إخوتك، يذهب بهو إلى الاسم المجهول ويخرج فعله على الجمع، فذلك وجهٌ وإن كان غيره أفصح منه؛ وإن كان أراد بذلك واحدًا فهو عند أهل العربيّة لحنٌ، لأنّه لحنٌ عندهم أن يقال: هذا رامٍ وقاضٍ، إلاّ أن يكون سمع في ذلك من العرب لغةٌ مقلوبةٌ، مثل قولهم: شاكٍ السّلاح، وشاكي السّلاح، وعاث وعثا وعاق وعقا، فيكون لغةً، ولم أسمع أحدًا يذكر سماع ذلك من العرب). [جامع البيان: 19/647-650] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 161 - 163.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {فإنكم} يا معشر المشركين {وما تعبدون} يعني الآلهة {ما أنتم عليه بفاتنين} بمصلين {إلا من هو صال الجحيم} يقول: إلا من سبق في علمي أنه سيصلى الجحيم). [الدر المنثور: 12/486] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم واللالكائي في السنة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلا من هو صال الجحيم} يقول: لا تضلون أنتم ولا أضل منكم إلا من قضيت عليه أنه صال الجحيم). [الدر المنثور: 12/486] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ما أنتم عليه بفاتنين} قال: بمضلين). [الدر المنثور: 12/487] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه {ما أنتم عليه بفاتنين} قال: بمضلين {إلا من هو صال الجحيم} إلا من قدر له أن يصلى الجحيم.
وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم التيمي وعمر بن عبد العزيز والضحاك، مثله). [الدر المنثور: 12/487] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال: لا يفتنون إلا من يصلى الجحيم ولا يفتنون المؤمن ولا يسلطون عليه). [الدر المنثور: 12/487] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في الأسماء والصفات عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال: لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس ثم قرأ {ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلا من هو صال الجحيم} ). [الدر المنثور: 12/487] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال: يا بني إبليس أنكم لن تقدروا أن تفتنوا أحدا من عبادي إلا من سيصلى الجحيم). [الدر المنثور: 12/487] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال: لا يفتنون {إلا من هو صال الجحيم} ). [الدر المنثور: 12/488] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما منّا إلاّ له مقامٌ معلومٌ} وهذا خبرٌ من اللّه عن قيل الملائكة أنّهم قالوا: وما منّا معشر الملائكة إلاّ من له مقامٌ في السّماء معلومٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {وما منّا إلاّ له مقامٌ معلومٌ} قال: الملائكة.
- حدّثني يونس، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ في قوله: {وما منّا إلاّ له مقامٌ معلومٌ} قال الملائكة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وما منّا إلاّ له مقامٌ معلومٌ} هؤلاء الملائكة.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وإنّا لنحن الصّافّون (165) وإنّا لنحن المسبّحون} كان مسروق بن الأجدع يروي عن عائشة أنّها قالت: قال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ما في سماء الدّنيا موضع قدمٍ إلاّ عليه ملكٌ ساجدٌ أو قائمٌ فذلك قول الملائكة: {وما منّا إلاّ له مقامٌ معلومٌ. وإنّا لنحن الصّافّون. وإنّا لنحن المسبّحون}.
- حدّثني موسى بن إسحاق الكنانيّ المعروف بابن القوّاس، قال: حدّثنا يحيى بن عيسى الرّمليّ، عن الأعمش، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: لو أنّ قطرةً، من زقّوم جهنّم أنزلت إلى الدّنيا، لأفسدت على النّاس معايشهم، وإنّ ناركم هذه لتعوذ من نار جهنّم.
- حدّثنا موسى بن إسحاق، قال: حدّثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، قال: قال عبد اللّه بن مسعودٍ: إنّ ناركم هذه لمّا أنزلت، ضربت في البحر مرّتين ففترت، فلولا ذلك لم تنتفعوا بها). [جامع البيان: 19/650-651]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {وما منا إلا له مقام معلوم} {وإنا لنحن الصافون} يعني الملائكة). [تفسير مجاهد: 546]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 164 - 166.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وما منا إلا له مقام معلوم} قال: الملائكة {وإنا لنحن الصافون} قال الملائكة {وإنا لنحن المسبحون} قال: الملائكة.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه، مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال: ذاك قول جبريل عليه السلام). [الدر المنثور: 12/488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {وما منا إلا له مقام معلوم} قال: الملائكة، ما في السماء موضع إلا عليه ملك إما ساجدا أو قائما حتى تقوم الساعة). [الدر المنثور: 12/488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة، وابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما في السماء موضع قدم إلا عليه ملك ساجدا أو قائم وذلك قول الملائكة عليهم السلام {وما منا إلا له مقام معلوم (164) وإنا لنحن الصافون} ). [الدر المنثور: 12/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي وحسنه، وابن ماجة، وابن مردويه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، إن السماء أطت وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله). [الدر المنثور: 12/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هل تسمعون ما أسمع قلنا يا رسول الله ما تسمع قال: أسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط، ما فيها موضع قدم إلا وفيه ملك راكع أو ساجد). [الدر المنثور: 12/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: كانوا يصلون الرجال والنساء جميعا حتى نزلت {وما منا إلا له مقام معلوم} فتقدم الرجال وتأخر النساء). [الدر المنثور: 12/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر عن أبي صالح رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل) (المزمل 20) إلى قوله (علم أن لن تحصوه) قال جبريل عليه السلام: أشق ذلك عليكم قال: نعم، قال: {وما منا إلا له مقام معلوم (164) وإنا لنحن الصافون (165) وإنا لنحن المسبحون} ). [الدر المنثور: 12/494-495]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون قال الملائكة). [تفسير عبد الرزاق: 2/158]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال: إن من السماوات لسماء ما منها موضع شبر إلا عليه جبهة ملك أو قدماه قائما أو ساجدا قال ثم قرأ عبد الله وإنا لحن الصافون وإنا لنحن المسبحون). [تفسير عبد الرزاق: 2/158]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {لنحن الصّافّون} [الصافات: 165] : «الملائكة» ). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاسٍ لنحن الصّافون الملائكة وصله الطّبريّ وقد تقدّم في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/543]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: لنحن الصّافّون: الملائكة
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {وإنّا لنحن الصافون وإنّا لنحن المسبحون} (الصافات: 165، 166) الصافون هم الملائكة. هذا أخرجه ابن جرير عنه بزيادة: صافون نسبّح له، وقال الثّعلبيّ: أي: لنحن الصافون في الصّلاة). [عمدة القاري: 19/135-136]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) فيما وصله ابن جرير في قوله: ({لنحن الصافون}) [الصافات: 165] (الملائكة) والمفعول محذوف أي الصافون أجنحتنا أو أقدامنا، ويحتمل أن لا يراد المفعول أي نحن من أهل هذا الفعل فعلى الأوّل يفيد الحصر أي أنهم الصافون في مواقف العبودية لا غيرهم وقال الكلبي صفوف الملائكة كصفوف الناس في الأرض). [إرشاد الساري: 7/314]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {وإنّا لنحن الصّافّون}
- أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، قال: حدّثنا الفضيل، عن الأعمش، عن المسيّب بن رافعٍ، عن تميمٍ الطّائيّ، عن جابر بن سمرة، قال: خرج إلينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «ألا تصفّون كما تصفّ الملائكة عند ربّهم؟»، قالوا: يا رسول الله، وكيف تصفّ الملائكة عند ربّهم؟ قال: «يتمّون الصّفّ المقدّم، ويتراصّون في الصّفّ»
- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا إسماعيل، عن عبد العزيز، عن أنسٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أتى خيبر، فصلّينا عندها الغداة، فركب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في زقاقٍ خيبر، فانكشف فخذه حتّى إنّي لأنظر إلى بياض فخذه، فأتى خيبر، فقال: «إنّا إذا نزلنا بساحة قومٍ فساء صباح المنذرين»، قال: وخرجوا إلى أعمالهم فقالوا: محمّدٌ، قال عبد العزيز: قال بعض أصحابنا والخميس قال: فأصبناها عنوةً، قال: فجمع السّبي، فجاء دحية، فقال: يا رسول الله، أعطني جاريةً من السّبي، فقال: «اذهب فخذ جاريةً» فأخذ صفيّة، فقال رجلٌ: يا رسول الله، يأخذ صفيّة؟، ما تصلح إلّا لك، فقال: «ادعه»، فجاء، فلمّا نظر إليها، قال: «خذ غيرها»، فأعتقها وتزوّجها، قيل: يا أبا حمزة، ما أصدقها؟ قال: أصدقها نفسها). [السنن الكبرى للنسائي: 10/232-233]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإنّا لنحن الصّافّون (165) وإنّا لنحن المسبّحون (166) وإن كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين (168) لكنّا عباد اللّه المخلصين}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل ملائكته: {وإنّا لنحن الصّافّون} للّه لعبادته {وإنّا لنحن المسبّحون} له، يعني بذلك المصلّون له.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك جاء الأثر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقال به أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عليّ بن الحسن بن شفيقٍ المروزيّ، قال: حدّثنا أبو معاذٍ الفضل بن خالدٍ، قال: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك بن مزاحمٍ يقول قوله: {وإنّا لنحن الصّافّون (165) وإنّا لنحن المسبّحون} كان مسروق بن الأجدع، يروي عن عائشة أنّها قالت: قال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ما في السّماء الدّنيا موضع قدمٍ إلاّ عليه ملكٌ ساجدٌ أو قائمٌ، فذلك قول اللّه: {وما منّا إلاّ له مقامٌ معلومٌ (164) وإنّا لنحن الصّافّون (165) وإنّا لنحن المسبّحون}.
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلمٍ، عن مسروقٍ، قال: قال عبد اللّه: إنّ من السّموات لسماءً ما فيها موضع شبرٍ إلاّ وعليه جبهة ملكٍ أو قدمه قائمًا؛ قال: ثمّ قرأ: {وإنّا لنحن الصّافّون (165) وإنّا لنحن المسبّحون}.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى عن مسروقٍ عن عبد اللّه، قال: إنّ من السّموات سماءً ما فيها موضعٌ إلاّ فيه ملكٌ ساجدٌ أو قائمٌ، ثمّ قرأ: {وإنّا لنحن الصّافّون وإنّا لنحن المسبّحون}.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا الجريريّ، عن أبي نضرة، قال: كان عمر إذا أقيمت الصّلاة أقبل على النّاس بوجهه، فقال: يا أيّها النّاس استووا، إنّ اللّه إنّما يريد بكم هدي الملائكة {وإنّا لنحن الصّافّون (165) وإنّا لنحن المسبّحون} استووا، تقدّم أنت، تأخّر أنت أي هذا، فإذا استووا تقدّم فكبّر.
- حدّثني موسى بن عبد الرّحمن، قال: حدّثني أبو أسامة، قال: حدّثني الجريريّ سعيد بن إياسٍ أبو مسعودٍ، قال: حدّثني أبو نضرة، قال: كان عمر إذا أقيمت الصّلاة استقبل النّاس بوجهه، ثمّ قال: أقيموا صفوفكم واستووا فإنّما يريد اللّه بكم هدي الملائكة، يقول: {وإنّا لنحن الصّافّون (165) وإنّا لنحن المسبّحون} ثمّ ذكر نحوه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال؛ حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإنّا لنحن الصّافّون} قال: يعني الملائكة {وإنّا لنحن المسبّحون} قال: الملائكة صافون تسبّح للّه عزّ وجلّ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو،. قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {وإنّا لنحن الصّافّون} قال: الملائكة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا سليمان، قال: حدّثنا أبو هلالٍ، عن قتادة {وإنّا لنحن الصّافّون} قال: الملائكة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإنّا لنحن الصّافّون} قال: صفوفٌ في السّماء {وإنّا لنحن المسبّحون}: أي المصلّون، هذا قول الملائكة يثنون بمكانهم من العبادة.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {وإنّا لنحن الصّافّون} قال: للصّلاة.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، قال: ذكر السّدّيّ، عن عبد اللّه، قال: ما في السّماء موضع شبرٍ إلاّ عليه جبهة ملكٍ أو قدماه، ساجدًا أو قائمًا أو راكعًا، ثمّ قرأ هذه الآية {وإنّا لنحن الصّافّون (165) وإنّا لنحن المسبّحون}.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإنّا لنحن الصّافّون} قال: الملائكة، هذا كلّه لهم). [جامع البيان: 19/652-655]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {وما منا إلا له مقام معلوم} {وإنا لنحن الصافون} يعني الملائكة). [تفسير مجاهد: 546] (م)
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ابن عباس - رضي الله عنهما -): في قوله تعالى: {وإنا لنحن الصّافّون} [الصافات: 165] قال: الملائكة تصفّ عند ربها بالتسبيح. أخرجه رزين). [جامع الأصول: 2/334]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وإنّا لنحن الصّافّون} [الصافات: 165].
عن ابن مسعودٍ قال: إنّ في السّماوات السّبع لسماءً ما فيها موضع شبرٍ إلّا وعليه جبهة ملكٍ أو قدماه قائمًا ثمّ قرأ {وإنّا لنحن الصّافّون وإنّا لنحن المسبّحون} [الصافات: 165].
رواه الطّبرانيّ عن شيخه عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 164 - 166.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وما منا إلا له مقام معلوم} قال: الملائكة {وإنا لنحن الصافون} قال الملائكة {وإنا لنحن المسبحون} قال: الملائكة.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه، مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال: ذاك قول جبريل عليه السلام). [الدر المنثور: 12/488] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة، وابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما في السماء موضع قدم إلا عليه ملك ساجدا أو قائم وذلك قول الملائكة عليهم السلام {وما منا إلا له مقام معلوم (164) وإنا لنحن الصافون} ). [الدر المنثور: 12/489] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر، وابن عساكر عن العلاء بن سعد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لجلسائه: أطت السماء وحق لها أن تئط ليس منها موضع قدم إلا عليه ملك راكع أو ساجد، ثم قرأ {وإنا لنحن الصافون (165) وإنا لنحن المسبحون} ). [الدر المنثور: 12/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن من السموات لسماء ما فيها موضع شبر إلا عليه جبهة ملك أو قدماه قائما أو ساجدا، ثم قرأ {وإنا لنحن الصافون (165) وإنا لنحن المسبحون} ). [الدر المنثور: 12/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {وإنا لنحن الصافون (165) وإنا لنحن المسبحون} قال: أطت السماء وما تلام أن تئط إن في السماء لسماء ما فيها موضع شبر إلا عليه جبهة ملك أو قدماه). [الدر المنثور: 12/489-490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن مالك رضي الله عنه قال: كان الناس يصلون متبددين فأنزل الله {وإنا لنحن الصافون} فأمرهم أن يصفوا). [الدر المنثور: 12/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف، وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال: حدثت أنهم كانوا لا يصفون حتى نزلت {وإنا لنحن الصافون} ). [الدر المنثور: 12/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث رضي الله عنه قال: كانوا لا يصفون في الصلاة حتى نزلت {وإنا لنحن الصافون} ). [الدر المنثور: 12/490-491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن الحسن رضي الله عنه قال: (كانت أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، فأتاه جبريل عليه السلام فقال {وإنا لنحن الصافون (165) وإنا لنحن المسبحون} فقام جبريل عليه السلام بين يديه ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ثم صف النساء من خلفه والنساء خلف الرجال فصلى بهم الظهر أربعا حتى إذا كان عند العصر قام جبريل عليه السلام ففعل مثلها ثم جاءه حين غربت الشمس فصلى بهم ثلاثا يقرأ في الركعتين الأولتين يجهر فيهما ولم يسمع في الثالثة، حتى إذا كان عند العشاء وغاب الشفق جاء جبريل عليه السلام فصلى بالناس أربع ركعات يجهر بالقراءة في ركعتين، حتى إذا أصبح ليلته، أتاه فصلى ركعتين يجهر فيهما ويطول القراءة). [الدر المنثور: 12/491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال: استووا وتراصوا يريد الله بكم هدى الملائكة " وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإنا لنحن الصافون (165) وإنا لنحن المسبحون) ). [الدر المنثور: 12/491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن أبي نضرة قال كان عمر بن الخطاب إذا أقيمت الصلاة قال: استووا، تقدم يا فلان تأخر يا فلان أقيموا صفوفكم يريد الله بكم هدي الملائكة، ثم يتلو {وإنا لنحن الصافون (165) وإنا لنحن المسبحون} ). [الدر المنثور: 12/491-492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والنسائي، وابن ماجة، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم، قال: يقيمون الصفوف المقدمة ويتراصون في الصف). [الدر المنثور: 12/492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضلنا على الناس بثلاث، جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وجعلت لنا الأرض مسجدا وجعلت لنا تربتها طهورا إذا لم نجد الماء). [الدر المنثور: 12/492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعتدلوا في صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من ورائي، قال أنس رضي الله عنه: لقد رأيت أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه). [الدر المنثور: 12/492]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: لقد رأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقوم الصفوف كما تقوم القداح فأبصر يوما صدر رجل خارجا من الصف فقال: لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم). [الدر المنثور: 12/492-493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن أبي شيبة عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقيموا صفوفكم لا يتخللكم الشيطان كأولاد الحذف، قيل يا رسول الله وما أولاد الحذف قال: ضأن سود يكون بأرض اليمن). [الدر المنثور: 12/493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم). [الدر المنثور: 12/493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقيموا صفوفكم فإن من حسن الصلاة إقامة الصف). [الدر المنثور: 12/493]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا فقال: إذا صليتم فأقيموا صفوفكم). [الدر المنثور: 12/493-494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنه سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: إذا قمتم إلى الصلاة فأعدلوا صفوفكم وسدوا الفرج فإني أراكم من وراء ظهري). [الدر المنثور: 12/494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سد فرجة في صف رفعه الله بها درجة وبنى له بيتا في الجنة). [الدر المنثور: 12/494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سووا صفوفكم وأحسنوا ركوعكم وسجودكم). [الدر المنثور: 12/494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه قال: استووا تستوي قلوبكم وتراصوا ترحموا). [الدر المنثور: 12/494]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر عن أبي صالح رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل) (المزمل 20) إلى قوله (علم أن لن تحصوه) قال جبريل عليه السلام: أشق ذلك عليكم قال: نعم، قال: {وما منا إلا له مقام معلوم (164) وإنا لنحن الصافون (165) وإنا لنحن المسبحون} ). [الدر المنثور: 12/494-495] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وإنا لنحن الصافون} قال: صفوف في السماء {وإنا لنحن المسبحون} أي المصلون هذا قول الملائكة يبينون مكانهم من العباد). [الدر المنثور: 12/495]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون قال الملائكة). [تفسير عبد الرزاق: 2/158] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال: إن من السماوات لسماء ما منها موضع شبر إلا عليه جبهة ملك أو قدماه قائما أو ساجدا قال ثم قرأ عبد الله وإنا لحن الصافون وإنا لنحن المسبحون). [تفسير عبد الرزاق: 2/158] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإنّا لنحن الصّافّون (165) وإنّا لنحن المسبّحون (166) وإن كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين (168) لكنّا عباد اللّه المخلصين}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل ملائكته: {وإنّا لنحن الصّافّون} للّه لعبادته {وإنّا لنحن المسبّحون} له، يعني بذلك المصلّون له.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك جاء الأثر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقال به أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عليّ بن الحسن بن شفيقٍ المروزيّ، قال: حدّثنا أبو معاذٍ الفضل بن خالدٍ، قال: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك بن مزاحمٍ يقول قوله: {وإنّا لنحن الصّافّون (165) وإنّا لنحن المسبّحون} كان مسروق بن الأجدع، يروي عن عائشة أنّها قالت: قال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ما في السّماء الدّنيا موضع قدمٍ إلاّ عليه ملكٌ ساجدٌ أو قائمٌ، فذلك قول اللّه: {وما منّا إلاّ له مقامٌ معلومٌ (164) وإنّا لنحن الصّافّون (165) وإنّا لنحن المسبّحون}.
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلمٍ، عن مسروقٍ، قال: قال عبد اللّه: إنّ من السّموات لسماءً ما فيها موضع شبرٍ إلاّ وعليه جبهة ملكٍ أو قدمه قائمًا؛ قال: ثمّ قرأ: {وإنّا لنحن الصّافّون (165) وإنّا لنحن المسبّحون}.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى عن مسروقٍ عن عبد اللّه، قال: إنّ من السّموات سماءً ما فيها موضعٌ إلاّ فيه ملكٌ ساجدٌ أو قائمٌ، ثمّ قرأ: {وإنّا لنحن الصّافّون وإنّا لنحن المسبّحون}.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا الجريريّ، عن أبي نضرة، قال: كان عمر إذا أقيمت الصّلاة أقبل على النّاس بوجهه، فقال: يا أيّها النّاس استووا، إنّ اللّه إنّما يريد بكم هدي الملائكة {وإنّا لنحن الصّافّون (165) وإنّا لنحن المسبّحون} استووا، تقدّم أنت، تأخّر أنت أي هذا، فإذا استووا تقدّم فكبّر.
- حدّثني موسى بن عبد الرّحمن، قال: حدّثني أبو أسامة، قال: حدّثني الجريريّ سعيد بن إياسٍ أبو مسعودٍ، قال: حدّثني أبو نضرة، قال: كان عمر إذا أقيمت الصّلاة استقبل النّاس بوجهه، ثمّ قال: أقيموا صفوفكم واستووا فإنّما يريد اللّه بكم هدي الملائكة، يقول: {وإنّا لنحن الصّافّون (165) وإنّا لنحن المسبّحون} ثمّ ذكر نحوه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال؛ حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإنّا لنحن الصّافّون} قال: يعني الملائكة {وإنّا لنحن المسبّحون} قال: الملائكة صافون تسبّح للّه عزّ وجلّ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو،. قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {وإنّا لنحن الصّافّون} قال: الملائكة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا سليمان، قال: حدّثنا أبو هلالٍ، عن قتادة {وإنّا لنحن الصّافّون} قال: الملائكة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإنّا لنحن الصّافّون} قال: صفوفٌ في السّماء {وإنّا لنحن المسبّحون}: أي المصلّون، هذا قول الملائكة يثنون بمكانهم من العبادة.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {وإنّا لنحن الصّافّون} قال: للصّلاة.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، قال: ذكر السّدّيّ، عن عبد اللّه، قال: ما في السّماء موضع شبرٍ إلاّ عليه جبهة ملكٍ أو قدماه، ساجدًا أو قائمًا أو راكعًا، ثمّ قرأ هذه الآية {وإنّا لنحن الصّافّون (165) وإنّا لنحن المسبّحون}.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإنّا لنحن الصّافّون} قال: الملائكة، هذا كلّه لهم). [جامع البيان: 19/652-655] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 164 - 166.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وما منا إلا له مقام معلوم} قال: الملائكة {وإنا لنحن الصافون} قال الملائكة {وإنا لنحن المسبحون} قال: الملائكة.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه، مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال: ذاك قول جبريل عليه السلام). [الدر المنثور: 12/488] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر، وابن عساكر عن العلاء بن سعد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لجلسائه: أطت السماء وحق لها أن تئط ليس منها موضع قدم إلا عليه ملك راكع أو ساجد، ثم قرأ {وإنا لنحن الصافون (165) وإنا لنحن المسبحون} ). [الدر المنثور: 12/489] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن من السموات لسماء ما فيها موضع شبر إلا عليه جبهة ملك أو قدماه قائما أو ساجدا، ثم قرأ {وإنا لنحن الصافون (165) وإنا لنحن المسبحون} ). [الدر المنثور: 12/489] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {وإنا لنحن الصافون (165) وإنا لنحن المسبحون} قال: أطت السماء وما تلام أن تئط إن في السماء لسماء ما فيها موضع شبر إلا عليه جبهة ملك أو قدماه). [الدر المنثور: 12/489-490] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن الحسن رضي الله عنه قال: (كانت أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، فأتاه جبريل عليه السلام فقال {وإنا لنحن الصافون (165) وإنا لنحن المسبحون} فقام جبريل عليه السلام بين يديه ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ثم صف النساء من خلفه والنساء خلف الرجال فصلى بهم الظهر أربعا حتى إذا كان عند العصر قام جبريل عليه السلام ففعل مثلها ثم جاءه حين غربت الشمس فصلى بهم ثلاثا يقرأ في الركعتين الأولتين يجهر فيهما ولم يسمع في الثالثة، حتى إذا كان عند العشاء وغاب الشفق جاء جبريل عليه السلام فصلى بالناس أربع ركعات يجهر بالقراءة في ركعتين، حتى إذا أصبح ليلته، أتاه فصلى ركعتين يجهر فيهما ويطول القراءة). [الدر المنثور: 12/491] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال: استووا وتراصوا يريد الله بكم هدى الملائكة " وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإنا لنحن الصافون (165) وإنا لنحن المسبحون) ). [الدر المنثور: 12/491] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن أبي نضرة قال كان عمر بن الخطاب إذا أقيمت الصلاة قال: استووا، تقدم يا فلان تأخر يا فلان أقيموا صفوفكم يريد الله بكم هدي الملائكة، ثم يتلو {وإنا لنحن الصافون (165) وإنا لنحن المسبحون} ). [الدر المنثور: 12/491-492] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر عن أبي صالح رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل) (المزمل 20) إلى قوله (علم أن لن تحصوه) قال جبريل عليه السلام: أشق ذلك عليكم قال: نعم، قال: {وما منا إلا له مقام معلوم (164) وإنا لنحن الصافون (165) وإنا لنحن المسبحون} ). [الدر المنثور: 12/494-495] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وإنا لنحن الصافون} قال: صفوف في السماء {وإنا لنحن المسبحون} أي المصلون هذا قول الملائكة يبينون مكانهم من العباد). [الدر المنثور: 12/495] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين قال قول الناس فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به). [تفسير عبد الرزاق: 2/159]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّ كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين} يقول تعالى ذكره: وكان هؤلاء المشركون من قريشٍ يقولون قبل أن يبعث إليهم محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم نبيًّا، {لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين} يعني كتابًا أنزل من السّماء كالتّوراة والإنجيل، أو نبيًّا أتانا مثل الّذي أتى اليهود والنّصارى {لكنّا عباد اللّه} الّذين أخلصهم لعبادته، واصطفاهم لجنّته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإن كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين (168) لكنّا عباد اللّه المخلصين} قال: قد قالت هذه الأمّة ذاك قبل أن يبعث محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم: لو كان عندنا ذكرٌ من الأوّلين، لكنّا عباد اللّه المخلصين؛ فلمّا جاءهم محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم كفروا به، فسوف يعلمون.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {ذكرًا من الأوّلين} قال: هؤلاء ناسٌ من مشركي العرب قالوا: لو أنّ عندنا كتابًا من كتب الأوّلين، أو جاءنا علمٌ من علم الأوّلين قال: قد جاءكم محمّدٌ بذلك.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: رجع الحديث إلى الأوّلين أهل الشّرك {وإن كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين}.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين (168) لكنّا عباد اللّه المخلصين} هذا قول مشركي أهل مكّة، فلمّا جاءهم ذكر الأوّلين وعلم الآخرين، كفروا به فسوف يعلمون). [جامع البيان: 19/655-656]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {وإن كانوا ليقولون} قال: قالت هذه الأمة ذلك قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم قول أهل الشرك من أهل مكة فلما جاءهم ذكر الأولين وعلم الآخرين كفروا به). [الدر المنثور: 12/495]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وإن كانوا ليقولون} قال: قالت هذه الأمة ذلك قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم {فكفروا به فسوف يعلمون} وفي قوله {ولقد سبقت كلمتنا} قال: كانت الأنبياء تقتل وهم منصورون والمؤمنون يقتلون وهم منصورون نصروا بالحجج في الدنيا والآخرة ولم يقتل نبي قط ولا قوم يدعون إلى الحق من المؤمنين فتذهب تلك الأمة والقرن حتى يبعث الله قرنا ينتصر بهم منهم). [الدر المنثور: 12/495-496]

تفسير قوله تعالى: (لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين قال قول الناس فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به). [تفسير عبد الرزاق: 2/159] (م)
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبي مودودٍ عن الحسن قال: قال المسلمون لو أنّ لنا أمرًا نبتدره قال: فنزل {لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين} [الآية: 168]). [تفسير الثوري: 255]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّ كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين} يقول تعالى ذكره: وكان هؤلاء المشركون من قريشٍ يقولون قبل أن يبعث إليهم محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم نبيًّا، {لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين} يعني كتابًا أنزل من السّماء كالتّوراة والإنجيل، أو نبيًّا أتانا مثل الّذي أتى اليهود والنّصارى {لكنّا عباد اللّه} الّذين أخلصهم لعبادته، واصطفاهم لجنّته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإن كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين (168) لكنّا عباد اللّه المخلصين} قال: قد قالت هذه الأمّة ذاك قبل أن يبعث محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم: لو كان عندنا ذكرٌ من الأوّلين، لكنّا عباد اللّه المخلصين؛ فلمّا جاءهم محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم كفروا به، فسوف يعلمون.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {ذكرًا من الأوّلين} قال: هؤلاء ناسٌ من مشركي العرب قالوا: لو أنّ عندنا كتابًا من كتب الأوّلين، أو جاءنا علمٌ من علم الأوّلين قال: قد جاءكم محمّدٌ بذلك.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: رجع الحديث إلى الأوّلين أهل الشّرك {وإن كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين}.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين (168) لكنّا عباد اللّه المخلصين} هذا قول مشركي أهل مكّة، فلمّا جاءهم ذكر الأوّلين وعلم الآخرين، كفروا به فسوف يعلمون). [جامع البيان: 19/655-656] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 166 - 179
أخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لو أن عندنا ذكرا من الأولين} قال: لما جاء المشركين من أهل مكة ذكر الأولين وعلم الآخرين كفروا بالكتاب {فسوف يعلمون} ). [الدر المنثور: 12/495]

تفسير قوله تعالى: (لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الأعمش عن عبد اللّه بن الحرث قال: كان عبد اللّه يقرأ كل شيء في القرآن (المخلصين) [الآية: 4 و 169]). [تفسير الثوري: 252]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّ كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين} يقول تعالى ذكره: وكان هؤلاء المشركون من قريشٍ يقولون قبل أن يبعث إليهم محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم نبيًّا، {لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين} يعني كتابًا أنزل من السّماء كالتّوراة والإنجيل، أو نبيًّا أتانا مثل الّذي أتى اليهود والنّصارى {لكنّا عباد اللّه} الّذين أخلصهم لعبادته، واصطفاهم لجنّته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإن كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين (168) لكنّا عباد اللّه المخلصين} قال: قد قالت هذه الأمّة ذاك قبل أن يبعث محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم: لو كان عندنا ذكرٌ من الأوّلين، لكنّا عباد اللّه المخلصين؛ فلمّا جاءهم محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم كفروا به، فسوف يعلمون.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {ذكرًا من الأوّلين} قال: هؤلاء ناسٌ من مشركي العرب قالوا: لو أنّ عندنا كتابًا من كتب الأوّلين، أو جاءنا علمٌ من علم الأوّلين قال: قد جاءكم محمّدٌ بذلك.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: رجع الحديث إلى الأوّلين أهل الشّرك {وإن كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين}.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين (168) لكنّا عباد اللّه المخلصين} هذا قول مشركي أهل مكّة، فلمّا جاءهم ذكر الأوّلين وعلم الآخرين، كفروا به فسوف يعلمون). [جامع البيان: 19/655-656] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فكفروا به فسوف يعلمون (170) ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين (171) إنّهم لهم المنصورون (172) وإنّ جندنا لهم الغالبون}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا جاءهم الذّكر من عند اللّه كفروا به، وذلك كفرهم بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وبما جاءهم به من عند اللّه من التّنزيل والكتاب، يقول اللّه: فسوف يعلمون إذا وردوا عليّ ماذا لهم من العذاب بكفرهم بذلك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين. لكنّا عباد اللّه المخلصين} قال: لمّا جاء المشركين من أهل مكّة ذكر الأوّلين وعلم الآخرين كفروا بالكتاب {فسوف يعلمون}.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {فكفروا به فسوف يعلمون} يقول: قد جاءكم محمّدٌ بذلك، فكفروا بالقرآن وبما جاء به محمّدٌ). [جامع البيان: 19/656-657]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 166 - 179
أخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لو أن عندنا ذكرا من الأولين} قال: لما جاء المشركين من أهل مكة ذكر الأولين وعلم الآخرين كفروا بالكتاب {فسوف يعلمون} ). [الدر المنثور: 12/495] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {وإن كانوا ليقولون} قال: قالت هذه الأمة ذلك قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم قول أهل الشرك من أهل مكة فلما جاءهم ذكر الأولين وعلم الآخرين كفروا به). [الدر المنثور: 12/495]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وإن كانوا ليقولون} قال: قالت هذه الأمة ذلك قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم {فكفروا به فسوف يعلمون} وفي قوله {ولقد سبقت كلمتنا} قال: كانت الأنبياء تقتل وهم منصورون والمؤمنون يقتلون وهم منصورون نصروا بالحجج في الدنيا والآخرة ولم يقتل نبي قط ولا قوم يدعون إلى الحق من المؤمنين فتذهب تلك الأمة والقرن حتى يبعث الله قرنا ينتصر بهم منهم). [الدر المنثور: 12/495-496] (م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:35 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى:{وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا} [الصافات: 158] سعيدٌ، عن قتادة، قال: قالت اليهود إنّ اللّه صاهرٌ الجنّ فكانت من بينهم الملائكة.
قال اللّه: {ولقد علمت الجنّة} [الصافات: 158] الجنّ.
{إنّهم لمحضرون} [الصافات: 158] مدخلون في النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/846]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولقد علمت الجنّة إنّهم لمحضرون} [الصافات: 158] الحساب في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/846]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسباً...}
يقال: الجنّة ها هنا : الملائكة.
جعلوا بينه وبين خلقه نسباً.
{ولقد علمت الجنّة} أنّ الذين قالوا هذا القول {محضرون} في النار.). [معاني القرآن: 2/394]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :{وجعلوا بينه وبين الجنّة نسباً}: يقول: جعلوا الملائكة بنات اللّه، وجعلوهم من الجن.
{ولقد علمت الجنّة إنّهم}: يريد: الذين جعلوهم بنات اللّه، {لمحضرون} النار{إلّا عباد اللّه المخلصين}.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسبا ولقد علمت الجنّة إنّهم لمحضرون (158)}: الجنّة ههنا : الملائكة.
أي: ولقد علمت الجنّة , وهم الملائكة أن الذين قالوا: ولد اللّه, لمحضرون العذاب.). [معاني القرآن: 4/315]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا}
قال الفراء: الجنة ههنا الملائكة , أي: قالوا : الملائكة بنات الله.
وروى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال: (قالوا يعني : كفار قريش : الملائكة بنات الله .
فقال أبو بكر : فمن أمهاتهن ؟!.
قالوا : مخدرات الجن) .
وروى سعيد , عن قتادة قال : (قالوا: صاهر الله جل وعز الجن , فولدت الملائكة) .
وروى جويبر , عن الضحاك في قوله تعالى: {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا}, قال: (قالوا: إبليس أخو الرحمن جل وعز).
وقوله جل وعز: {ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون}
أي: ولقد علمت الجنة : أن الذين قالوا هذا: لمحضرون العذاب , كذا قال السدي , وهو صحيح , وكذا كلما في السورة من محضرين .
وقال مجاهد: (لمحضرون الحساب , يعني: الجن).). [معاني القرآن: 6/65-67]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({سبحان اللّه عمّا يصفون} [الصافات: 159] ينزّه نفسه، {عمّا يصفون} [الصافات: 159] يكذبون.
وقال بعضهم: قال مشركو العرب: إنّه صاهرٌ الجنّ، وقال: الجنّ صنفٌ من الملائكة، فكانت لهم منهم بناتٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/846]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({سبحان اللّه عمّا يصفون (159)}
تنزيه اللّه من السوء عن وصفهم.). [معاني القرآن: 4/315]

تفسير قوله تعالى:{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إلا عباد اللّه المخلصين} [الصافات: 160] المؤمنين.
وهذا من مقاديم الكلام). [تفسير القرآن العظيم: 2/846]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إلا عباد اللّه المخلصين} سبحان اللّه عمّا يصفون، يعني: الّذين جعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/847]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{وجعلوا بينه وبين الجنّة نسباً}: يقول: جعلوا الملائكة بنات اللّه، وجعلوهم من الجن.
{ولقد علمت الجنّة إنّهم}: يريد: الذين جعلوهم بنات اللّه، {لمحضرون}: النار, {إلّا عباد اللّه المخلصين}.). [تفسير غريب القرآن: 375] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال السّدّيّ: {فإنّكم} [الصافات: 161]، يعني: المشركين {وما تعبدون} [الصافات: 161]، يعني: ما عبدوا). [تفسير القرآن العظيم: 2/847]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فإنّكم وما تعبدون...}
يريد: وآلهتكم التي تعبدون .
{ما أنتم عليه بفاتنين}: بمضلّين.). [معاني القرآن: 2/394]

تفسير قوله تعالى: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فإنّكم وما تعبدون {161} ما أنتم عليه بفاتنين {162} إلا من هو صال الجحيم {163}} [الصافات: 161-163] أبو الأشهب، عن الحسن: {ما أنتم عليه بفاتنين} [الصافات: 162] قال: يا بني إبليس إنّه ليس عليكم سلطانٌ إلا على من هو صالي الجحيم.
قال يحيى: وسمعت من يقول: {ما أنتم عليه بفاتنين} [الصافات: 162] ما أنتم بمضلّي أحدٍ على إبليس إلا من هو صالي الجحيم، قدّر له أنّه صالي الجحيم). [تفسير القرآن العظيم: 2/847]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ما أنتم عليه} [الصافات: 162] على ما تعبدونه بمضلّين إلا من هو صالي الجحيم، من قدّر له أن يصلى الجحيم). [تفسير القرآن العظيم: 2/847]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {ما أنتم عليه بفاتنين} : بمضلّين.). [معاني القرآن: 2/394]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ما أنتم عليه...}
أي: على ذلك الدين بمضلّين.
وقوله: {عليه} و{به} و{له} سواء.
وأهل نجدٍ يقولون: بمفتنين, أهل الحجاز : فتنت الرجل، وأهل نجدٍ يقولون: أفتنته.). [معاني القرآن: 2/394]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ما أنتم عليه بفاتنين}: بمضلين). [غريب القرآن وتفسيره: 320]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ما أنتم عليه بفاتنين}: أي : بمضلين.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والفتنة: الصدّ والاستزلال. قال الله عز وجل: {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ}، أي: يصدّوك ويستزلوك. وقال الله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}، وقال: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} أي: صادين). [تأويل مشكل القرآن: 473] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فإنّكم وما تعبدون (161) ما أنتم عليه بفاتنين (162)}
أي: ما أنتم بمضلين عليه ألا من أضل اللّه.). [معاني القرآن: 4/315]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين}
أي : ما أنتم به مضلين إلا من هو صال الجحيم .
قال ابن عباس : (أي لا تضلون إلا من سبق في قضائي أنه يضل) .
قال الحسن , وإبراهيم , ومحمد بن كعب, والضحاك: (هذا معنى قوله: {ما أنتم عليه بفاتنين} : أي: لن تفتنوا إلا من قضيت عليه بذلك)). [معاني القرآن: 6/67]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بِفَاتِنِينَ}: أي: بمضلين.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِفَاتِنِين}: بمضلين.). [العمدة في غريب القرآن: 257]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ من هو صال الجحيم...}
إلاّ من قدّر له أن يصلى الجحيم في السّابق من علم الله, وقرأ الحسن : {إلاّ من هو صال الجحيم} , رفع اللام فيما ذكروا , فإن كان أراد واحداً , فليس بجائز؛ لأنك لا تقول: هذا قاضٌ ولا رامٌ.
وإن يكن عرف فيها لغة مقلوبةً مثل : عاث , وعثا فهو صواب.
قد قالت العرب: جرفٌ هارٌ وهارٍ , وهو شاك السّلاح وشاكي السّلاح , وأنشدني بعضهم:
فلو أنّي رميتك من بعيد = لعاقك عن دعاء الذئب عاقي
يريد: عائق, فهذا ممّا قلب, ومنه : {ولا تعثوا} , ولا تعيثوا : لغتان.
وقد يكون أن تجعل {صالوا} جمعاً؛ كما تقول: من الرجال؟ , من هو إخوتك؟، تذهب بهو إلى الاسم المجهول، وتخرج فعله على الجمع؛ كما قال الشاعر:
إذا ما حاتم وجد ابن عمّي = مجدنا من تكلّم أجمعينا
ولم يقل: تكلّموا, وأجود ذلك في العربيّة إذا أخرجت الكناية أن تخرجها على المعنى والعدد؛ لأنك تنوي تحقيق الاسم.). [معاني القرآن: 2/394-395]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إلّا من هو صال الجحيم}: أي: من قضي عليه أن يصلي الجحيم.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إلّا من هو صال الجحيم (163)}
أي : لستم تضلون إلا أهل النّار، وقرأ الحسن : {إلّا من هو صال الجحيم} بضم اللام، والقراءة بكسر اللام، على معنى صالي.
والوقف عليها ينبغي أن يكون بالياء، ولكنها محذوفة في المصحف.
ولقراءة الحسن وجهان:
أحدهما: أن يكون أراد صالون الجحيم , فحذفت النون للإضافة , وحذفت الواو لسكونها, وسكون اللام من الجحيم، ويذهب بـ (من) مذهب الجنس، أي: بالجنس الذين هم صالوا الجحيم.
ويجوز أن يكون صال في معنى صائل: مفعول من صالى، مثل : جرف هار , أي: هائر، والقراءة التي هي الإجماع كسر اللام.). [معاني القرآن: 4/315]

تفسير قوله تعالى:{وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما منّا إلا له مقامٌ معلومٌ {164} وإنّا لنحن الصّافّون {165} وإنّا لنحن المسبّحون {166}} [الصافات: 164-166] سعيدٌ، عن قتادة، قال: هذا قول الملائكة ينزّهون اللّه عمّا قالت اليهود حيث جعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا، ويخبرون بمكانهم في السّموات في صفوفهم وتسبيحهم وهو قوله في أوّل السّورة: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] ليس في السّموات موضع شبرٍ إلا وعليه ملكٌ قائمٌ، أو راكعٌ، أو ساجدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/847]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال السّدّيّ: {إلا له مقامٌ معلومٌ} [الصافات: 164]، يعني: مكانٌ معلومٌ يعبد اللّه فيه، وهم الملائكة). [تفسير القرآن العظيم: 2/847]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما منّا إلاّ له مقامٌ مّعلومٌ...}
هذا من قول الملائكة إلى قوله: {وإنّا لنحن المسبّحون} , يريد: {المصلّون}.
وفي قراءة عبد الله : {وإن كلّنا لمّا له مقام معلوم}
وفي مريم : {إن كلّ من في السّموات والأرض إلّا آتي الرّحمن عبداً}: ومعنى إن ضربت لزيداً كمعنى قولك: ما ضربت إلا زيداً، لذلك ذكرت هذا). [معاني القرآن: 2/395]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما منّا إلّا له مقامٌ معلومٌ}: هذا قول الملائكة.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما منّا إلّا له مقام معلوم (164)}
هذا قول الملائكة، وههنا مضمر، المعنى : ما منا ملك إلا له مقام معلوم.). [معاني القرآن: 4/315-316]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وما منا إلا له مقام معلوم}
قال الشعبي : (جاء جبرائيل , أو ملك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : تقوم أدنى من ثلثي الليل , ونصفه , وثلثه , إن الملائكة لتصلي , وتسبح ما في السماء ملك فارغ).). [معاني القرآن: 6/68]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما منّا إلا له مقامٌ معلومٌ {164} وإنّا لنحن الصّافّون {165} وإنّا لنحن المسبّحون {166}} [الصافات: 164-166] سعيدٌ، عن قتادة، قال: هذا قول الملائكة ينزّهون اللّه عمّا قالت اليهود حيث جعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا، ويخبرون بمكانهم في السّموات في صفوفهم وتسبيحهم وهو قوله في أوّل السّورة: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] ليس في السّموات موضع شبرٍ إلا وعليه ملكٌ قائمٌ، أو راكعٌ، أو ساجدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/847] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما منّا إلاّ له مقامٌ مّعلومٌ...}
هذا من قول الملائكة إلى قوله: {وإنّا لنحن المسبّحون}: يريد: {المصلّون}.
وفي قراءة عبد الله : {وإن كلّنا لمّا له مقام معلوم}
وفي مريم : {إن كلّ من في السّموات والأرض إلّا آتي الرّحمن عبداً} , ومعنى : إن ضربت لزيداً كمعنى قولك: ما ضربت إلا زيداً، لذلك ذكرت هذا). [معاني القرآن: 2/395] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإنّا لنحن الصّافّون (165)}
أي : نحن المصلون.). [معاني القرآن: 4/316]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما منّا إلا له مقامٌ معلومٌ {164} وإنّا لنحن الصّافّون {165} وإنّا لنحن المسبّحون {166}} [الصافات: 164-166] سعيدٌ، عن قتادة، قال: هذا قول الملائكة ينزّهون اللّه عمّا قالت اليهود حيث جعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا، ويخبرون بمكانهم في السّموات في صفوفهم وتسبيحهم وهو قوله في أوّل السّورة: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] ليس في السّموات موضع شبرٍ إلا وعليه ملكٌ قائمٌ، أو راكعٌ، أو ساجدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/847] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما منّا إلاّ له مقامٌ مّعلومٌ...}
هذا من قول الملائكة إلى قوله: {وإنّا لنحن المسبّحون} : يريد: {المصلّون}, وفي قراءة عبد الله : {وإن كلّنا لمّا له مقام معلوم}
وفي مريم: {إن كلّ من في السّموات والأرض إلّا آتي الرّحمن عبداً}, ومعنى إن ضربت لزيداً , كمعنى قولك: ما ضربت إلا زيداً، لذلك ذكرت هذا). [معاني القرآن: 2/395] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وإنّا لنحن المسبّحون} أي : المصلون.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإنّا لنحن المسبّحون (166)}
الممجّدون للّه: الذين ينزهونه عن السوء.). [معاني القرآن: 4/316]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون}
قال مجاهد , وقتادة : (هذا من قول الملائكة).). [معاني القرآن: 6/68]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإن كانوا ليقولون} [الصافات: 167]، يعني: قريشًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/847]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإن كانوا ليقولون...}
يعني : أهل مكّة.). [معاني القرآن: 2/395]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وإن كانوا ليقولون}: يعني: أهل مكة.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وإن كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرا من الأوّلين (168) لكنّا عباد اللّه المخلصين (169)}
كان كفار قريش يقولون : لو جاءنا ذكر كما جاء غيرنا من الأولين ؛ لأخلصنا العبادة للّه عزّ وجل، فلما جاءهم , كفروا به.). [معاني القرآن: 4/316]

تفسير قوله تعالى:{لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين} [الصافات: 168] تفسير السّدّيّ، يعني: خبرًا من الأوّلين.
[تفسير القرآن العظيم: 2/847]
قال يحيى: مثل كتاب موسى وعيسى). [تفسير القرآن العظيم: 2/848]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {لو أنّ عندنا ذكراً من الأوّلين}: يقول: كتاباً , أو نبوّةً : {لكنّا عباد الله المخلصين}.). [معاني القرآن: 2/395]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإن كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرا من الأوّلين (168) لكنّا عباد اللّه المخلصين (169)}
كان كفار قريش يقولون : لو جاءنا ذكر كما جاء غيرنا من الأولين ؛ لأخلصنا العبادة للّه عزّ وجل، فلما جاءهم , كفروا به.). [معاني القرآن: 4/316] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين}
روي عن الضحاك قال : (هذا قول مشركي مكة: فلما جاءهم ذكر الأولين , وعلم الآخرين , كفروا به , فسوف يعلمون) .
قال أبو إسحاق : كان كفار قريش يقولون لو جاءنا ذكر كما جاء غيرنا من الأولين ؛ لأخلصنا العبادة لله عز وجل , فلما جاءهم كفروا به , فسوف يعلمون مغبة كفرهم , وما ينزل بهم من العذاب , والانتقام منهم في الدنيا والآخرة.). [معاني القرآن: 6/68-96]

تفسير قوله تعالى: {لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({لكنّا عباد اللّه المخلصين} [الصافات: 169] المؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 2/848]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {لو أنّ عندنا ذكراً من الأوّلين}: يقول: كتاباً , أو نبوّةً : {لكنّا عباد الله المخلصين}.). [معاني القرآن: 2/395] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإن كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرا من الأوّلين (168) لكنّا عباد اللّه المخلصين (169)}
كان كفار قريش يقولون : لو جاءنا ذكر كما جاء غيرنا من الأولين ؛ لأخلصنا العبادة للّه عزّ وجل، فلما جاءهم , كفروا به.). [معاني القرآن: 4/316] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قال أبو إسحاق: كان كفار قريش يقولون: لو جاءنا ذكر كما جاء غيرنا من الأولين ؛ لأخلصنا العبادة لله عز وجل , فلما جاءهم , كفروا به فسوف يعلمون مغبة كفرهم , وما ينزل بهم من العذاب والانتقام منهم في الدنيا والآخرة.). [معاني القرآن: 6/69] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فكفروا به} [الصافات: 170] بالقرآن.
{فسوف يعلمون} [الصافات: 170] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/848]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قال الله: {فكفروا به...}
والمعنى: وقد أرسل إليهم محّمد بالقرآن، فكفروا به, وهو مضمر لم يذكر؛ لأن معناه معروف؛ مثل قوله: {يريد أن يخرجكم من أرضكم} .
ثم قال: {فماذا تأمرون} , فوصل قول فرعون بقولهم؛ لأنّ المعنى بيّن.). [معاني القرآن: 2/395]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فكفروا به}: بمحمد صلى اللّه عليه وعلى آله, أي: كذبوا , بأنه مبعوث.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فكفروا به فسوف يعلمون (170)}
أي: سوف يعلمون مغبّة كفرهم، وما ينزل بهم من العذاب والانتقام منهم في الدنيا والآخرة.). [معاني القرآن: 4/316]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قال أبو إسحاق: كان كفار قريش يقولون : لو جاءنا ذكر كما جاء غيرنا من الأولين ؛ لأخلصنا العبادة لله عز وجل , فلما جاءهم كفروا به , فسوف يعلمون مغبة كفرهم , وما ينزل بهم من العذاب والانتقام منهم في الدنيا والآخرة.). [معاني القرآن: 6/69] (م)


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:51 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وهذه اللام تصرف إن إلى الابتداء كما تصرف عبد الله إلى الابتداء إذا قلت قد علمت لعبد الله خيرٌ منك فعبد الله هنا بمنزلة إن في أنه يصرف إلى الابتداء.
ولو قلت قد علمت أنه لخير منك لقلت قد علمت لزيداً خيراً منك ورأيت لعبد الله هو الكريم فهذه اللام لا تكون مع أن ولا عبد الله إلا وهما مبتدءان.
ونظير ذلك قوله عز وجل: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} فهو ههنا مبتدأ.
ونظير إن مكسورةً إذا لحقتها اللام قوله تعالى: {ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون} وقال أيضاً: {هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد} فإنكم ههنا بمنزلة أيهم إذا قلت ينبئهم أيهم أفضل.
وقال الخليل مثله: (إن الله يعلم ما تدعون من دونه من شيءٍ) فما ههنا بمنزلة أيهم ويعلم معلقة). [الكتاب: 3/148] (م)

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) }

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) }

تفسير قوله تعالى: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ويتعاونان على الفتان)) ويقال: الفَتَّان والفُتان فمن قال: الفَتان، فهو واحد، وهو الشيطان.
ومن قال: الفُتان، فهو جمع، وهو يريد الشياطين واحدها فاتن.
والفَاتن: المضل عن الحق، قال الله تبارك وتعالى: {فإنكم
وما تعبدون * ما أنتم عليه بفاتنين من هو صال الجحيم}.
قال: حدثناه ابن علية عن خالد الحذاء قال: سألت عنها الحسن فقال: ما أنتم عليه بمضلين إلا من هو صال الجحيم.
قال: إلا من كتب عليه أن يصلى.
قال: وحدثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد مثله). [غريب الحديث: 2/388-389]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ}: أي لا تقدرون أن تفتنوا إلا من قدرت له النار). [مجالس ثعلب: 11]


تفسير قوله تعالى: (إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163) )
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (
نحن الولاة لكل جرب تتقى = إذ أنت محتضر لكيرك صال
...
صالٍ ومصطلِ واحد أي إذ كنت عند كيرك تصطلي به). [نقائض جرير والفرزدق: 298]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب أن إن
فإن مفتوحةً تكون على وجوه
فأحدها أن تكون فيه أن وما تعمل فيه من الأفعال بمنزلة مصادرها والآخر أن تكون فيه بمنزلة أي ووجهٌ آخر تكون فيه لغواً ووجهٌ آخر هي فيه مخففةً من الثقيلة فأما الوجه الذي تكون فيه لغواً فنحو قولك لما أن جاءوا ذهبت وأما والله أن لو فعلت لأكرمتك.
وأما إن فتكون للمجازاة وتكون أن يبتدأ ما بعدها في معنى اليمين وفي اليمين كما قال الله عز وجل: {إن كل نفس لما عليها حافظ}: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون}.
وحدثني من لا أتهم عن رجل من أهل المدينة موثوق به أنه سمع عربياً يتكلم بمثل قولك إن زيدٌ لذاهبٌ وهي التي في قوله جل ذكره: {وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين} وهذه إن محذوفةٌ.
وتكون في معنى ما قال الله عز وجل: {إن الكافرون إلا في غرور} أي ما الكافرون إلا في غرور). [الكتاب: 3/151-152] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب أن وإن الخفيفتين
اعلم أن أن تكون في الكلام على أربعة أوجه: فوجه: أن تكون هي والفعل الذي تنصبه مصدراً؛ نحو قولك: أريد أن تقوم يا فتى؛ أي: أريد قيامك، وأرجو أن تذهب يا فتى، أي: أرجو ذهابك. فمن ذلك قول الله: {وأن تصوموا خيرٌ لكم} أي والصيام خير لكم. ومثله: {وأن يستعففن خيرٌ لهن}.
ووجه آخر: أن تكون مخففة من الثقيلة. وذلك قوله عز وجل: {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين}. لو نصبت بها وهي مخففة لجاز. فإذا رفعت ما بعدها فعلى حذف التثقيل والمضمر في النية، فكأنه قال: إنه الحمد لله رب العالمين. وقد مضى تفسير هذا في موضع عملها خفيفةً.
والوجه الثالث أن تكون في معنى أي التي تقع للعبارة والتفسير، وذلك قوله عز وجل: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم}. ومثله: بينت له الحديث أن قد كان كذا وكذا. تريد: أي امشوا، وأي قد كان كذا وكذا.
ووجه رابع: أن تكون زائدة مؤكدة؛ وذلك قولك: لما أن جاء زيد قمت، ووالله أن لو فعلت لأكرمتك.
وأما إن المكسورة فإن لها أربعة أوجه مخالفةً لهذه الوجوه.
فمن ذلك إن الجزاء؛ وذلك قولك: إن تأتني آتك، وهي أصل الجزاء؛ كما أن الألف أصل الاستفهام.
وتكون في معنى ما. تقول: إن زيد منطلق، أي: ما زيد منطلق.
وكان سيبويه لا يرى فيها إلا رفع الخبر؛ لأنها حرف نفي دخل على ابتداء وخبره؛ كما تدخل ألف الاستفهام فلا تغيره. وذلك كمذهب بني تميم في ما.
وغيره يجيز نصب الخبر على التشبيه بليس؛ كما فعل ذلك في ما. وهذا هو القول، لأنه لا فصل بينها وبين ما في المعنى، وذلك قوله عز وجل: {إن الكافرون إلا في غرورٍ} وقال: {إن يقولون إلا كذباً}. فهذان موضعان.
والموضع الثالث: أن تكون إن المكسورة المخففة من الثقيلة، فإذا رفعت ما بعدها لزمك أن تدخل اللام على الخبر، ولم يجز غير ذلك؛ لأن لفظها كلفظ التي في معنى ما، وإذا دخلت اللام علم أنها الموجبة لا النافية، وذلك قولك: إن زيداً لمنطلق. وعلى هذا قوله عز وجل: {إن كل نفسٍ لما عليها حافظ} {وإن كانوا ليقولون}.
وإن نصبت بها لم تحتج إلى اللام إلا أن تدخلها توكيداً؛ كما تقول: إن زيداً لمنطلق.
والموضع الرابع: أن تدخل زائدةً مع ما، فتردها إلى الابتداء، كما تدخل ما على إن الثقيلة، فتمنعها عملها، وتردها إلى الابتداء في قولك: إنما زيد أخوك، و{إنما يخشى الله من عباده العلماء} وذلك قولك: ما إن يقوم زيد، وما إن زيدٌ منطلق. لا يكون الخبر إلا مرفوعاً لما ذكرت لك. قال زهير:

ما إن يكاد يخليهم لوجهتـهـم = تخالج الأمر إن الأمر مشترك
وقال الآخر:
وما إن طبنا جبنٌ ولكن = منايانا ودولة آخرينـا
فإن قال قائل: فما بالها لما خففت من الثقيلة المكسورة اختير بعدها الرفع، ولم يصلح ذلك في المخففة من المفتوحة إلا أن ترفع على أن يضمر فيها? قيل: لأن المفتوحة وما بعدها مصدرٌ، فلا معنى لها للابتداء، والمكسورة، إنما دخلت على الابتداء وخبره، فلما نقصت عن وزن الفعل رجع الكلام إلى أصله.
ومن رأى النصب بها أو بالمفتوحة مع التخفيف قال: هما بمنزلة الفعل، فإذا خففتا كانتا بمنزلة فعل محذوف منه، فالفعل يعمل محذوفاً عمله تاماً. فذلك قولك: لم يك زيداً منطلقاً، فعمل عمله والنون فيه. والأقيس الرفع فيما بعدها، لأن إن إنما أشبهت الفعل باللفظ لا بالمعنى، فإذا نقص اللفظ ذهب الشبه. ولذلك الوجه الآخر وجهٌ من القياس كما ذكرت لك.
وكان الخليل يقرأ إن هذان لساحران، فيؤدي خط المصحف ومعنى إن الثقيلة في قراءة ابن مسعود إن ذان لساحران). [المقتضب: 2/358-361] (م)

تفسير قوله تعالى: {لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) }

تفسير قوله تعالى: {فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 05:10 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 05:12 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 05:16 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون * سبحان الله عما يصفون * إلا عباد الله المخلصين * فإنكم وما تعبدون * ما أنتم عليه بفاتنين * إلا من هو صال الجحيم * وما منا إلا له مقام معلوم * وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون * وإن كانوا ليقولون * لو أن عندنا ذكرا من الأولين * لكنا عباد الله المخلصين}
الضمير في قوله تعالى: "وجعلوا" لفرقة من كفار قريش والعرب، قال ابن عباس رضي الله عنهما في كتاب الطبري: إن بعضهم قال: إن الله وإبليس أخوان، وقال مجاهد: قال قوم لأبي بكر الصديق: إن الله تعالى نكح في سروات الجن، وقال بعضهم: إن الملائكة بناته، فـ "الجنة" على هذا القول الأخير يقع على الملائكة، سميت بذلك لأنها مستجنة، أي: مستترة.
وقوله تعالى: {ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون}. من جعل "الجنة" الشياطين جعل العلامة في "علمت"، والضمير في "إنهم" عائدا عليهم. أي: جعلوا الشياطين ليست من الله، والشياطين تعلم ضد ذلك من أنها ستحضر أمر الله وثوابه وعقابه. ومن جعل "الجنة" الملائكة جعل الضمير في "إنهم" للقائلين هذه المقالة، أي: علمت الملائكة أن هؤلاء الكفرة سيحضرون ثواب الله وعقابه، وقد يتداخل هذان القولان). [المحرر الوجيز: 7/ 315]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم نزه تبارك وتعالى نفسه عما يصفه الناس ولا يليق به، ومن هذا استثنى العباد المخلصين; لأنهم يصفونه بصفاته العلى، وقالت فرقة: استثناهم من قوله: "لمحضرون"، وهذا يصح على قول من رأى "الجنة" الملائكة).[المحرر الوجيز: 7/ 315]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فإنكم وما تعبدون} بمعنى: قل لهم يا محمد: إنكم وأصنامكم ما أنتم بمضلين أحدا بسببها، إلا من سبق عليه القضاء وضمه القدر، بأنه يصلى الجحيم في الآخرة، وليس عليكم إضلال من هدى الله. وقالت فرقة: "عليه" بمعنى "فيه"، و"الفاتن": المضل في هذا الموضع، وكذلك فسر ابن عباس، والحسن بن أبي الحسن، وقال ابن الزبير على المنبر: "إن الله هو الهادي والفاتن"، و"من" في موضعنصب بـ"فاتنين". وقرأ الجمهور: "صال الجحيم" بكسر اللام من "صال"، حذفت الياء للإضافة. وقرأ الحسن بن أبي الحسن: "صال الجحيم" بضم اللام، وللنحاة في معناه اضطراب أقوال، وأقواها أنه "صالون" حذفت النون للإضافة، ثم حذفت الواو للالتقاء، وخرج لفظ الجميع بعد لفظ الإفراد، فهو كما قال تعالى: {ومنهم من يستمعون}، إذ لما كانت (من) وهي من الأسماء التي فيها إبهام ويكنى بها عن أفراد وجمع).[المحرر الوجيز: 7/ 315-316]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم حكى قول الملائكة: وما منا إلا له مقام معلوم، وهذا يؤيد أن "الجنة" أراد بها الملائكة، كأنه قال ولقد علمت كذا، وإن قولنا لكذا، وتقدير الكلام: ما منا ملك، وروت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن السماء ما فيها موضع قدم إلا وعليه جبهة ملك أو قدماه"، وقال ابن مسعود: "وإن كلنا إلا له مقام معلوم"). [المحرر الوجيز: 7/ 316]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الصافون" معناه: الواقفون صفوفا، و"المسبحون" يحتمل أن يريد به الصلاة، ويحتمل أن يريد به قول: "سبحان الله"، وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان إذا أقيمت الصلاة صرف وجهه إلى الناس فيقول لهم: عدلوا صفوفكم وأقيموها، فإن الله إنما يريد بكم هدي الملائكة، فإنها تقول: وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون، ثم يرى تقويم الصفوف، وعند ذلك ينصرف ويكبر، قال الزهراوي: قيل: إن المسلمين إنما اصطفوا منذ نزلت هذه الآية، ولا يصطف أحد من أهل الملل غير المسلمين). [المحرر الوجيز: 7/ 316]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر عز وجل: مقالة بعض الكفار، وقال قتادة، والسدي، والضحاك: فإنهم قبل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: لو كان لنا كتاب أو جاءنا رسول لكنا من أتقى عباد الله وأشدهم إخلاصا، فلما جاءهم محمد كفروا فاستوجبوا أليم العقاب). [المحرر الوجيز: 7/ 316]

تفسير قوله تعالى: {فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فكفروا به فسوف يعلمون * ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإن جندنا لهم الغالبون * فتول عنهم حتى حين * وأبصرهم فسوف يبصرون * أفبعذابنا يستعجلون * فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين * وتول عنهم حتى حين * وأبصر فسوف يبصرون * سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين}
قوله تعالى: {فسوف يعلمون} وعيد محض; لأنهم تمنوا أمرا فلما جاءهم الله به كفروا واستهواهم الحسد). [المحرر الوجيز: 7/ 317]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 08:05 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 08:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا} قال مجاهدٌ: قال المشركون: الملائكة بنات اللّه. فسأل أبو بكرٍ، رضي اللّه عنه: فمن أمّهاتهنّ؟ قالوا: بنات سروات الجنّ. وكذا قال قتادة، وابن زيدٍ، ولهذا قال تعالى: {ولقد علمت الجنّة} أي: الّذين نسبوا إليهم ذلك: {إنّهم لمحضرون} أي: إنّ الّذين قالوا ذلك لمحضرون في العذاب يوم الحساب لكذبهم في ذلك وافترائهم، وقولهم الباطل بلا علمٍ.
وقال العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا} قال: زعم أعداء اللّه أنّه تبارك وتعالى هو وإبليس أخوان. حكاه ابن جريرٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 42]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {سبحان اللّه عمّا يصفون} أي: تعالى وتقدّس وتنزّه عن أن يكون له ولدٌ، وعمّا يصفه به الظّالمون الملحدون علوًّا كبيرًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 42]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إلا عباد اللّه المخلصين} استثناءٌ منقطعٌ، وهو من مثبتٍ، إلّا أن يكون الضّمير في قوله: {عمّا يصفون} عائدًا إلى جميع النّاس ثمّ استثنى منهم المخلصين، وهم المتّبعون للحقّ المنزّل على كلّ نبيٍّ ومرسلٍ. وجعل ابن جريرٍ هذا الاستثناء من قوله: {إنّهم لمحضرون. إلا عباد اللّه المخلصين}، وفي هذا الذي قاله نظر). [تفسير ابن كثير: 7/ 42]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فإنّكم وما تعبدون (161) ما أنتم عليه بفاتنين (162) إلا من هو صال الجحيم (163) وما منّا إلا له مقامٌ معلومٌ (164) وإنّا لنحن الصّافّون (165) وإنّا لنحن المسبّحون (166) وإن كانوا ليقولون (167) لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين (168) لكنّا عباد اللّه المخلصين (169) فكفروا به فسوف يعلمون (170)}
يقول تعالى مخاطبًا للمشركين {فإنّكم وما تعبدون . ما أنتم عليه بفاتنين. إلا من هو صال الجحيم} أي: ما ينقاد لمقالكم وما أنتم عليه من الضّلالة والعبادة الباطلة من هو أضلّ منكم ممّن ذري للنّار. {لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون} [الأعراف:179]. فهذا الضّرب من النّاس هو الّذي ينقاد لدين الشّرك والكفر والضّلالة، كما قال تعالى: {إنّكم لفي قولٍ مختلفٍ يؤفك عنه من أفك} [الذّاريات:8، 9] أي: إنّما يضلّ به من هو مأفوكٌ ومبطلٌ). [تفسير ابن كثير: 7/ 43]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى منزها للملائكة ممّا نسبوا إليهم من الكفر بهم والكذب عليهم أنّهم بنات اللّه: {وما منّا إلا له مقامٌ معلومٌ} أي: له موضعٌ مخصوصٌ في السّماوات ومقامات العبادة لا يتجاوزه ولا يتعدّاه.
وقال ابن عساكر في ترجمته لمحمّد بن خالدٍ بسنده إلى عبد الرّحمن بن العلاء بن سعدٍ، عن أبيه -وكان ممّن بايع يوم الفتح- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال يومًا لجلسائه: "أطّت السّماء وحقّ لها أن تئطّ، ليس فيها موضع قدم إلّا عليه ملكٌ راكعٌ أو ساجدٌ". ثمّ قرأ: {وإنّا لنحن الصّافّون وإنّا لنحن المسبّحون}.
وقال الضّحّاك في تفسيره: {وما منّا إلا له مقامٌ معلومٌ} قال: كان مسروقٌ يروي عن عائشة، رضي اللّه عنها، أنّها قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما من السّماء الدّنيا موضعٌ إلّا عليه ملكٌ ساجدٌ أو قائمٌ". فذلك قوله: {وما منّا إلا له مقامٌ معلومٌ}.
وقال الأعمش، عن أبي إسحاق، عن مسروقٍ: عن ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه قال: إنّ في السّماوات لسماءٍ ما فيها موضع شبرٍ إلّا عليه جبهة ملكٍ أو قدماه، ثم قرأ عبد اللّه: {وما منّا إلا له مقامٌ معلومٌ} وكذا قال سعيد بن جبيرٍ.
وقال قتادة: كانوا يصلّون الرّجال والنّساء جميعًا، حتّى نزلت: {وما منّا إلا له مقامٌ معلومٌ}، فتقدّم الرجال وتأخر النساء.
{وإنّا لنحن الصّافّون} أي: نقف صفوفًا في الطّاعة، كما تقدّم عند قوله: {والصّافّات صفًّا}. قال ابن جريج، عن الوليد بن عبد اللّه بن أبي مغيثٍ قال: كانوا لا يصفّون في الصّلاة حتّى نزلت: {وإنّا لنحن الصّافّون}، فصفّوا.
وقال أبو نضرة: كان عمر إذا أقيمت الصّلاة استقبل النّاس بوجهه، ثمّ قال: أقيموا صفوفكم، استووا قيامًا، يريد اللّه بكم هدي الملائكة، ثمّ يقول: {وإنّا لنحن الصّافّون}، تأخّر يا فلان، تقدّم يا فلان، ثمّ يتقدّم فيكبّر، رضي اللّه عنه. رواه ابن أبي، حاتمٍ وابن جريرٍ.
وفي صحيح مسلمٍ عن حذيفة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "فضّلنا على النّاس بثلاثٍ: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض مسجدًا، وتربتها طهورًا" الحديث.
{وإنّا لنحن المسبّحون} أي: نصطفّ فنسبّح الرّبّ ونمجّده ونقدّسه وننزّهه عن النّقائص، فنحن عبيدٌ له، فقراء إليه، خاضعون لديه.
وقال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ: {وما منّا إلا له مقامٌ معلومٌ} الملائكة، {وإنّا لنحن الصّافّون} الملائكة، {وإنّا لنحن المسبّحون}: الملائكة يسبّحون اللّه عزّ وجلّ.
وقال قتادة: {وإنّا لنحن المسبّحون}، يعني: المصلّون، يثبتون بمكانهم من العبادة، كما قال تعالى: {وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدًا سبحانه بل عبادٌ مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون. ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزي الظّالمين} [الأنبياء:26-29]). [تفسير ابن كثير: 7/ 43-44]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإن كانوا ليقولون. لو أنّ عندنا ذكرًا من الأوّلين. لكنّا عباد اللّه المخلصين} أي: قد كانوا يتمنّون قبل أن تأتيهم يا محمّد لو كان عندهم من يذكّرهم بأمر اللّه، وما كان من أمر القرون الأولى، ويأتيهم بكتاب اللّه، كما قال تعالى: {وأقسموا باللّه جهد أيمانهم لئن جاءهم نذيرٌ ليكوننّ أهدى من إحدى الأمم فلمّا جاءهم نذيرٌ ما زادهم إلا نفورًا} [فاطرٍ:42]، وقال: {أن تقولوا إنّما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنّا عن دراستهم لغافلين. أو تقولوا لو أنّا أنزل علينا الكتاب لكنّا أهدى منهم فقد جاءكم بيّنةٌ من ربّكم وهدًى ورحمةٌ فمن أظلم ممّن كذّب بآيات اللّه وصدف عنها سنجزي الّذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون} [الأنعام:156، 157]؛ ولهذا قال هاهنا: {فكفروا به فسوف يعلمون}، وعيدٌ أكيدٌ وتهديدٌ شديدٌ، على كفرهم بربّهم -سبحانه وتعالى- وتكذيبهم رسوله -صلى الله عليه وسلم-). [تفسير ابن كثير: 7/ 44]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة