العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأحقاف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:36 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الأحقاف [ من الآية (1) إلى الآية (6) ]

{(حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4) وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:37 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (حم (1) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز الحكيم (2) ما خلقنا السّموات والأرض وما بينهم إلاّ بالحقّ وأجلٍ مّسمًّى والّذين كفروا عمّا أنذروا معرضون}.
قد تقدّم بياننا في معنى قوله {حم (1) تنزيل الكتاب} بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع). [جامع البيان: 21/111]

تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز الحكيم (2) ما خلقنا السّموات والأرض وما بينهم إلاّ بالحقّ وأجلٍ مّسمًّى والّذين كفروا عمّا أنذروا معرضون}.
قد تقدّم بياننا في معنى قوله {حم (1) تنزيل الكتاب} بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع). [جامع البيان: 21/111] (م)

تفسير قوله تعالى: (مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ما خلقنا السّموات والأرض وما بينهما إلاّ بالحقّ}.
يقول تعالى ذكره: ما أحدثنا السّماوات والأرض فأوجدناهما خلقًا مصنوعًا، وما بينهما من أصناف العالم إلاّ بالحقّ، يعني: إلاّ لإقامة الحقّ والعدل في الخلق.
وقوله: {وأجلٍ مسمًّى} يقول: وإلاّ بأجلٍ لكلّ ذلك معلومٍ عنده يفنيه إذا هو بلغه، ويعدمه بعد أن كان موجودًا بإيجاده إيّاه.
وقوله: {والّذين كفروا عمّا أنذروا معرضون} [الأحقاف: 3] يقول تعالى ذكره: والّذين جحدوا وحدانيّة اللّه عن إنذار اللّه إيّاهم معرضون، لا يتّعظون به، ولا يتفكّرون فيعتبرون). [جامع البيان: 21/111]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن من سمع الحسن في قوله تعالى أو أثارة من علم قال أثرة شيء يستخرجه فيثيره.
قال معمر وقال قتادة أو خاصة من علم). [تفسير عبد الرزاق: 2/215]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار قال سئل رسول الله عن الخط فقال علم علمه نبي فمن وافق علمه علم قال صفوان فحدثت به أبا سلمة بن عبد الرحمن فقال أبو سلمة حدثت به ابن عباس فقال هو أثرة من علم ائتوني بكتب من قبل هذا أو أثرة من علم). [تفسير عبد الرزاق: 2/215]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن صفوان بن سليمٍ عن عطاء بن يسارٍ قال: كان نبيٌّ من الأنبياء يخطّ فمن وافق مثل خطّه علمه فهو علم [الآية: 4]). [تفسير الثوري: 276]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن صفوان بن سليمٍ عن أبي سلمة في قوله: {أو أثارة من علم} قال: الخط [الآية: 4]). [تفسير الثوري: 276]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال بعضهم: " أثرةٍ وأثرةٍ وأثارةٍ: بقيّةٌ من علمٍ "). [صحيح البخاري: 6/133]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال بعضهم أثرة وأثرة وأثارة بقيّة من علمٍ قال أبو عبيدة في قوله أو أثارة من علم أي بقيّةٌ من علمٍ ومن قال أثرةً أي بفتحتين فهو مصدر أثره يأثره فذكره قال الطّبريّ قرأ الجمهور أو أثارةٌ بالألف وعن أبي عبد الرّحمن السّلميّ أو أثرةٌ بمعنى أو خاصّةٌ من علمٍ أوتيتموه وأوثرتم به على غيركم قلت وبهذا فسّره الحسن وقتادة
قال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن الحسن في قوله أو أثرةٌ من علمٍ قال أثرةٌ شيءٌ يستخرجه فيثيره قال وقال قتادة أو خاصّةٌ من علمٍ وأخرج الطّبريّ من طريق أبي سلمة عن بن عبّاسٍ في قوله أو أثارةٍ من علمٍ قال خطٌّ كانت تخطّه العرب في الأرض وأخرجه أحمد والحاكم وإسناده صحيحٌ ويروى عن بن عبّاسٍ جودة الخطّ وليس بثابتٍ وحمل بعض المالكيّة الخطّ هنا على المكتوب وزعم أنّه أراد الشّهادة على الخطّ إذا عرفه والأوّل هو الّذي عليه الجمهور وتمسّك به بعضهم في تجويد الخطّ ولا حجّة فيه لأنّه إنّما جاء على ما كانوا يعتمدونه فالأمر فيه ليس هو لإباحته). [فتح الباري: 8/575-576]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وقال بعضهم أثره وأثره وأثرة وأثاره بقيّة) أشار به إلى قوله تعالى: {ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين} وفسّر بعضهم هذه الألفاظ الثّلاثة ببقيّة فالأول أثرة بفتحتين، والثّاني: أثرة بضم الهمزة وسكون الثّاء المثلّثة، والثّالث: أثارة على وزن فعال بالفتح والتّخفيف، وفسّر أبو عبيدة. أو أثارة من علم أي: بقيّة من علم. وقال الطّبريّ: قراءة الجمهور أثاره، بالألف، وعن الكلبيّ: بقيّة من علم بقيت عليكم من علوم الأوّلين تقول العرب: لهذه النّاقة أثارة من سنّ، أي: بقيّة، وعن عكرمة ومقاتل رواية عن الأنبياء، عليهم السّلام، أصل الكلمة من الأثر وهو الرّواية. يقال: أثرت الحديث أثره آثرا وإثارة، كالشجاعة والجلادة والصلابة فأنا آثره ومنه قيل للخبر أثر، وعن مجاهد: معناه رواية يؤثرونها ممّن كان قبلهم، وقيل: أثارة ميراث من علم، وقيل: مناظرة من علم لأن المناظرة في العلم مثيرة لمعانيه، وقيل: اجتهاد من علم). [عمدة القاري: 19/168]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال بعضهم: أثرة) بفتحات من غير ألف وعزيت لقراءة علي وابن عباس وغيرهما (وأثرة) بضم فسكون ففتح وعزيت لقراءة الكسائي في غير المشهور (وأثارة) بالألف بعد المثلثة وهي قراءة العامة مصدر على فعالة كضلالة ومراده قوله تعالى: {ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم} [الأحقاف: 4] هي (بقية علم) ولأبي ذر من علم وأثرة وإثرة وإثارة برفع الثلاثة والتنزيل بالجر وبهذا قاله أبو عبيدة والفرّاء). [إرشاد الساري: 7/339]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أرأيتم ما تدعون من دون اللّه أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شركٌ في السّموات ائتوني بكتابٍ من قبل هذا أو أثارةٍ من علمٍ إن كنتم صادقين}.
يقول تعالى ذكره: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين باللّه من قومك: أرأيتم أيّها القوم الآلهة والأوثان الّتي تعبدون من دون اللّه، أروني أيّ شيءٍ خلقوا من الأرض، فإنّ ربّي خلق الأرض كلّها، فدعوتموها من أجل خلقها ما خلقت من ذلك آلهةً وأربابًا، فيكون لكم بذلك في عبادتكم إيّاها حجّةٌ، فإنّ من حجّتي على عبادتي إلهي، وإفرادي له الألوهة، أنّه خلق الأرض فابتدعها من غير أصلٍ.
وقوله: {أم لهم شركٌ في السّموات} يقول تعالى ذكره: أم لآلهتكم الّتي تعبدونها أيّها النّاس، شركٌ مع اللّه في السّماوات السّبع، فيكون لكم أيضًا بذلك حجّةٌ في عبادتكموها، فإنّ من حجّتي على إفرادي العبادة لربّي، أنّه لا شريك له في خلقها، وأنّه المنفرد بخلقها دون كلّ ما سواه.
وقوله: {ائتوني بكتابٍ من قبل هذا} [الأحقاف: 4] يقول تعالى ذكره: بكتابٍ جاء من عند اللّه من قبل هذا القرآن الّذي أنزل عليّ، بأنّ ما تعبدون من الآلهة والأوثان خلقوا من الأرض شيئًا، أو أنّ لهم مع اللّه شركًا في السّماوات، فيكون ذلك حجّةً لكم على عبادتكم إيّاها؛ لأنّها إذا صحّ لها ذلك صحّت لها الشّركة في النّعم الّتي أنتم فيها، ووجب لها عليكم الشّكر، واستحقّت منكم الخدمة، لأنّ ذلك لا يقدر أن يخلقه إلاّ اللّه.
وقوله: {أو أثارةٍ من علمٍ} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الحجاز والعراق {أو أثارةٍ من علمٍ} بالألف، بمعنى: أو ائتوني ببقيّةٍ من علمٍ وروي عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ أنّه كان يقرأه (أو أثرةٍ من علمٍ) بمعنى: أو خاصّةٍ من علمٍ أوتيتموه، وأوثرتم به على غيركم.
والقراءة الّتي لا أستجيز غيرها {أو أثارةٍ من علمٍ} بالألف، لإجماع قرّاء الأمصار عليها.
واختلف أهل التّأويل في تأويلها، فقال بعضهم: معناه: أو ائتوني بعلمٍ بأنّ آلهتكم خلقت من الأرض شيئًا، وأنّ لها شركًا في السّماوات من قبل الخطّ الّذي تخطّونه في الأرض، فإنّكم معشر العرب أهل عيافةٍ وزجرٍ وكهانةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشر بن آدم، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن سفيان، عن صفوان بن سليمٍ، عن أبي سلمة، عن ابن عبّاسٍ، {أو أثارةٍ من علمٍ} قال: خطٌّ كان يخطّه العرب في الأرض.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: قال أبو بكرٍ: يعني ابن عيّاشٍ: الخطّ: هو العيافة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أو خاصّةً من علمٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {أو أثارةٍ من علمٍ} قال: أو خاصّةٍ من علمٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {أو أثارةٍ من علمٍ} قال: أي خاصّةٍ من علمٍ.
- حدّثنا عبد الوارث بن عبد الصّمد بن عبد الوارث، قال: ثني أبي، عن الحسين، عن قتادة {أو أثارةٍ من علمٍ} قال: خاصّةٍ من علمٍ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أو علمٍ تثيرونه فتستخرجونه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن، في قوله: {أو أثارةٍ من علمٍ} قال: أثارةٍ شيءٍ يستخرجونه فطرةً.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أو تأثرون ذلك علمًا عن أحدٍ ممّن قبلكم؟.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {أو أثارةٍ من علمٍ} قال: أحدٌ يأثر علمًا.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أو ببيّنةٍ من الأمر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {أو أثارةٍ من علمٍ} يقول: ببيّنةٍ من الأمر.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ببقيّةٍ من علمٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: سئل أبو بكرٍ يعني ابن عيّاشٍ عن، {أثارةٍ من علمٍ} قال: بقيّةٍ من علمٍ.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: الأثارة: البقيّة من علمٍ، لأنّ ذلك هو المعروف من كلام العرب، وهي مصدرٌ من قول القائل: أثر الشّيء أثارةً، مثل سمج سماجةً، وقبح قباحةً، كما قال راعي الإبل.
* وذات أثارةٍ أكلت عليها *
يعني: وذات بقيّةٍ من شحمٍ.
فأمّا من قرأه (أو أثرةٍ) فإنّه جعله أثرةً من الأثر، كما قيل: قترةٌ وغبرةٌ.
وقد ذكر عن بعضهم أنّه قرأه أو أثرةٍ بسكون الثّاء، مثل الرّجفة والخطفة، وإذا وجّه ذلك إلى ما قلنا فيه من أنّه بقيّةٌ من علمٍ، جاز أن تكون تلك البقيّة من علم الخطّ، ومن علمٍ استثير من كتب الأوّلين، ومن خاصّة علمٍ كانوا أوثروا به.
وقد روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في ذلك خبرٌ بأنّه تأوّله أنّه بمعنى الخطّ، سنذكره إن شاء اللّه تعالى، فتأويل الكلام إذن: ائتوني أيّها القوم بكتابٍ من قبل هذا الكتاب، بتحقيق ما سألتكم تحقيقه من الحجّة على دعواكم ما تدعون لآلهتكم، أو ببقيّةٍ من علمٍ يوصل بها إلى علم صحّة ما تقولون من ذلك {إن كنتم صادقين} في دعواكم لها ما تدعون، فإنّ الدّعوى إذا لم يكن معها حجّةٌ لم تغن عن المدّعي شيئًا). [جامع البيان: 21/111-116]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أو أثارة من علم قال يقول أو أحد يأثر علما). [تفسير مجاهد: 2/593]

قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السّجستانيّ، ثنا محمّد بن كثيرٍ العبديّ، ثنا سفيان، عن صفوان بن سليمٍ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ {أو أثارةٍ من علمٍ} [الأحقاف: 4] قال: «هو الخطّ» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه، وقد أسند عن الثّوريّ من وجهٍ غير معتمدٍ "). [المستدرك: 2/493]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكّي، حقًّا لا على العادة، ثنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق، ثنا أبو همّام بن أبي بدرٍ، ثنا يحيى بن سعيدٍ القطّان، ثنا أبو عثمان عمرو بن الأزهر البصريّ، عن ابن عونٍ، عن الشّعبيّ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ {أو أثارةٍ من علمٍ} [الأحقاف: 4] قال: «جودة الخطّ» هذا زيادةٌ عن ابن عبّاسٍ في قوله عزّ وجلّ غريبةٌ في هذا الحديث "). [المستدرك: 2/493]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {أو أثارةٍ من علمٍ} [الأحقاف: 4].
- عن ابن عبّاسٍ «عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - {أو أثارةٍ من علمٍ} [الأحقاف: 4] قال: " الخطّ» ".
رواه أحمد والطّبرانيّ في الكبير والأوسط، ولفظه: «عن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - أنّه سئل عن الخطّ فقال: " هو أثارةٌ من علمٍ»
- وفي روايةٍ في الأوسط: عن ابن عبّاسٍ - رضي اللّه عنهما - في قوله - عزّ وجلّ - {أو أثارةٍ من علمٍ} [الأحقاف: 4] قال: جودة الخطّ، ورجال أحمد للحديث المرفوع رجال الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7/105]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 4 - 8
أخرج أحمد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن عباس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم {أو أثارة من علم} قال: الخط). [الدر المنثور: 13/309-310]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد والحاكم وصححه، وابن مردويه والخطيب من طريق أبي سلمة عن ابن عباس {أو أثارة من علم} قال: هذا الخط). [الدر المنثور: 13/310]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور من طريق صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخط فقال: علمه نبي ومن كان وافقه علم، قال: صفوان: فحدثت به أبا سلمة بن عبد الرحمن فقال: سألت ابن عباس فقال: {أو أثارة من علم}). [الدر المنثور: 13/310]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان نبي من الأنبياء يخط فمن صادف مثل خطه علم). [الدر المنثور: 13/310]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {أو أثارة من علم} قال: حسن خط). [الدر المنثور: 13/310-311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط والحاكم من طريق الشعبي عن ابن عباس {أو أثارة من علم} قال: جودة الخط). [الدر المنثور: 13/311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير من طريق أبي سلمة عن ابن عباس في قوله {أو أثارة من علم} قال: خط كان تخطه العرب في الأرض). [الدر المنثور: 13/311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله {أو أثارة من علم} قال: أو خاصة من علم). [الدر المنثور: 13/311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {أو أثارة من علم} يقول: بينة من الأمر). [الدر المنثور: 13/311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {أو أثارة من علم} قال: أحد يأثر علما وفي قوله {هو أعلم بما تفيضون فيه} قال: تقولون). [الدر المنثور: 13/311]

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن أضلّ ممّن يدعو من دون اللّه من لا يستجيب له إلى يوم القيامة}.
يقول تعالى ذكره: وأيّ عبدٍ أضلّ من عبدٍ يدعو من دون اللّه آلهةً لا تستجيب له إلى يوم القيامة: يقول: لا تجيب دعاءه أبدًا، لأنّها حجرٌ أو خشبٌ أو نحو ذلك
وقوله: {وهم عن دعائهم غافلون}.
يقول تعالى ذكره: وآلهتهم الّتي يدعونهم عن دعائهم إيّاهم في غفلةٍ، لأنّها لا تسمع ولا تنطق، ولا تعقل وإنّما عنى بوصفها بالغفلة، تمثيلها بالإنسان السّاهي عمّا يقال له، إذ كانت لا تفهم ممّا يقال لها شيئًا، كما لا يفهم الغافل عن الشّيء ما غفل عنه وإنّما هذا توبيخٌ من اللّه لهؤلاء المشركين لسوء رأيهم، وقبح اختيارهم في عبادتهم من لا يعقل شيئًا ولا يفهم، وتركهم عبادة من جميع ما بهم من نعمته، ومن به استغاثتهم عندما ينزل بهم من الحوائج والمصائب.
وقيل: من لا يستجيب له، فأخرج ذكر الآلهة وهي جمادٌ مخرج ذكر بني آدم، ومن له الاختيار والتّمييز، إذ كانت قد مثّلتها عبدتها بالملوك والأمراء الّتي تخدم في خدمتهم إيّاها، فأجرى الكلام في ذلك على نحو ما كان جاريًا فيه عندهم). [جامع البيان: 21/116-117]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا حشر النّاس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين (6) وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ قال الّذين كفروا للحقّ لمّا جاءهم هذا سحرٌ مبينٌ}.
يقول تعالى ذكره: وإذا جمع النّاس يوم القيامة لموقف الحساب، كانت هذه الآلهة الّتي يدعونها في الدّنيا لهم أعداءً، لأنّهم يتبرّءون منهم {وكانوا بعبادتهم كافرين} يقول تعالى ذكره: وكانت آلهتهم الّتي يعبدونها في الدّنيا بعبادتهم جاحدين، لأنّهم يقولون يوم القيامة: ما أمرناهم بعبادتنا، ولا شعرنا بعبادتهم إيّانا، تبرّأنا إليك منهم يا ربّنا). [جامع البيان: 21/117]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:41 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (حم (1) )

تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) )

تفسير قوله تعالى: (مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : قوله عزّ وجلّ: (مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) )
جاء في التفسير: ما خلقناهما إلّا للحقّ، أي لإقامة الحق، وتكون على معنى ما قامت السماوات والأرض إلا بالحق.
وقوله بعقب هذا: ({وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ}) أي أعرضوا بعد أن قام لهم الدليل بخلق الله السماوات والأرض، وما بينهما). [معاني القرآن: 4/437]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( من ذلك قوله جل وعز: {مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ } [آية: 3] أي الإقامة الحق
ثم قال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ} [آية: 3] أي أعرضوا بعدما تبين لهم الحق من خلق الله عز وجل). [معاني القرآن: 6/437]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}، ثم قال: {أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا ...} ولم يقل: خلقت، ولا خلقن؛ لأنه إنما أراد الأصنام، فجعل فعلهم كفعل الناس وأشباههم؛ لأن الأصنام تكلّم وتعبد وتعتاد وتعظم كما تعظم الأمراء وأشباههم، فذهب بها إلى مثل الناس. وهي في قراءة عبد الله: [بن مسعود]: من تعبدون من دون الله، فجعلها (من)، فهذا تصريح بشبه الناس في الفعل وفي الاسم. وفي قراءة عبد الله: أريتكم، وعامة ما في قراءته من قول الله أريت، وأريتم فهي في قراءة عبد الله بالكاف، حتى إن في قراءته: "أريتك الذي يكذّب بالدين".
وقوله: {أو أثارةٍ مّن علمٍ...}.
قرأها العوامّ: "أثارة"، وقرأها بعضهم قال: قرأ أبو عبد الرحمن فيما أعلم و"أثرةً" خفيفة. وقد ذكر عن بعض القراء "أثرة". والمعنى فيهن كلهن: بقية من علم، أو شيء مأثور من كتب الأولين.
فمن قرأ "أثارة" فهو كالمصدر مثل قولك: السماحة، والشجاعة.
ومن قرأ "أثرة" فإنه بناه على الأثر، كما قيل: قترة.
ومن قرأ "أثرة" كأن أراد مثل قوله: {إلا من خطف الخطفة}، والرّجفة). [معاني القرآن: 3/49-50]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ("{أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ }{" ما "} هاهنا في موضع جميع.
" {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ }" أي بقية وقال راعي الإبل:
وذات أثارةٍ أكلت عليه... نباتاً في أكمتّه قفارا
أي بقية من شحمٍ أكلت عليه. ومن قال أثرة فهو مصدر أثره يأثره يذكره). [مجاز القرآن: 2/212]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أو أثارة من علم}: أي بقية. ومن قرأ {أثره} فهو مصدر أثره يأثره: يذكره ويرويه. وحديث مأثور من ذلك). [غريب القرآن وتفسيره: 337]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( { أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} أي بقية من علم تؤثر عن الأولين.
ويقرأ: (أثرة)، اسم مبني على «فعلة» من ذلك. والأول على «فعالة»). [تفسير غريب القرآن: 407]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( ({والّذين كفروا عمّا أنذروا معرضون}).
أي أعرضوا بعد أن قام لهم الدليل بخلق الله السماوات والأرض، وما بينهما ثم دعاهم إلى الدليل لهم على بطلان عبادة ما يعبدون من الأوثان فقال:
({قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4)}
ويقرأ أريتم بغير ألف.
( {مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}) ما تدعونه إلها من دون اللّه.
({أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ} ) أي في خلق السّماوات، أي فلذلك أشركتموهم في عبادة الله عزّ وجلّ.
({اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا}) أي ايتوني بكتاب أنزل فيه برهان ما تدّعون.
({أو أثرة من علم}) ويقرأ ( {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ})، وقرئت أو أثرة من علم - بإسكان الثاء - ومعناها؛ إذا قال: أثارة على معنى علامة من علم، ويجوز أن يكون على معنى بقية من علم، ويجوز أن يكون على معنى ما يؤثر من العلم). [معاني القرآن: 4/437-438]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم احتج عليهم فيما يعبدون فقال: {قُل أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [آية: 4]
المعنى ما تدعونه إلها من دون الله
{أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ }. [معاني القرآن: 6/437] أي في خلق السموات
({اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا} ) أي بكتاب فيه برهان على ما قلتم
{ أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قال مجاهد أحد يأثر علما ،
وقال الحسن شيء يثار أو يستخرج
وقال أبو عبيدة أثارة بقية
قال أبو جعفر وهذه القوال متقاربة لأن البقية هو شيء يؤثر ومعروف في اللغة أن يقال سمنت الناقة على أثارة أي على بقية من سمن
ويقرأ "أو أثرة"
روى أبو سلمة عن ابن عباس "أو أثرة" من علم قال الخط
حدثنا محمد بن أحمد يعرف بالجريجي حدثنا بندار أنبأنا يحيي بن سعيد عن سفيان الثوري عن صفوان بن سليم عن أم سلمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: { أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قال الخط
وروى سعيد عن قتادة "أو أثرة" من علم قال خاصة من علم
قال أبو جعفر يقال لفلان عندي أثرة أو أثرة أي شيء أخصه به ومنه آثرت فلانا على فلان
ويجوز أن يكون أثرة خبرا عن بعض الأنبياء صلى الله عليهم من أثرت الحديث وذا قول أبي عبيدة). [معاني القرآن: 6/438-440]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} أي: بقية أو {آثاره} مثله). [ياقوتة الصراط: 467]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( { أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ}: أي بقية). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 229]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَثَارَةٍ}: بقية
4- {أَثَرَةٍ}: مأثورة). [العمدة في غريب القرآن: 272]

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ومن أضلّ ممّن يدعوا من دون اللّه من لاّ يستجيب له...}.
عني بـ {من} الأصنام، وهي في قراءة عبد الله: "مالا يستجيب له"، فهذا مما ذكرت لك في: من، وما). [معاني القرآن: 3/50]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: ({وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5)} أي من أضل ممن عبد غير اللّه.
وجميع ما خلق اللّه دليل على وحدانيّته فمن أضل ممن عبد حجرا لا يستجيب له.
وقال و{من}وقال {وهم} وهو لغير ما يعقل، لأن الذين عبدوها أجروها مجرى ما يميز فخوطبوا على مخاطباتهم كما قالوا: {ما نعبدهم إلّا ليقرّبونا إلى اللّه زلفى}
ولو كانت " ما " لكان جيدا كما قال: {لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر} ). [معاني القرآن: 4/438]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: ({وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6)}
أي كانت الأصنام كافرة بعبادتهم إياها، تقول ما دعوهم إلى عبادتنا). [معاني القرآن: 4/438]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:43 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {حم (1) }

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) }

تفسير قوله تعالى: {مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:52 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:53 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 05:11 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {حم (1) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون * قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين * ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين}
تقدم القول في الحروف المقطعة التي في أوائل السور). [المحرر الوجيز: 7/ 608]

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"تنزيل": رفع بالابتداء، أو خبر ابتداء مضمر، و"الكتاب": القرآن، و"العزة" و"الإحكام": صفتان مقتضيتان أن من هما له غالب كل من حادَّه). [المحرر الوجيز: 7/ 608]

تفسير قوله تعالى: {مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ما خلقنا السماوات} الآية موعظة وزجر، أي: فاشهدوا أيها الناس وانظروا ما يراد بكم ولم خلقتم، وقوله: "إلا بالحق" معناه: غلا بالواجب الحسن الذي قد حق أن يكون، وبـ"أجل مسمى": وقتناه وجعلناه موعدا لفساد هذه البنية، وذلك هو يوم القيامة، وقوله تعالى: {عما أنذروا معرضون} "ما" مصدرية، والمعنى: عن الإنذار، ويحتمل أن تكون "ما" بمعنى الذي، والتقدير: عن ذكر الذي أنذروا به والتحفظ منه، أو نحو هذا). [المحرر الوجيز: 7/ 608]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) :(وقوله تعالى: {قل أرأيتم} يحتمل "أرأيتم" وجهين: أحدهما: أن تكون متعدية، و"ما" مفعولة بها، ويحتمل أن تكون منبهة لا تتعدى، وتكون "ما" استفهاما على معنى التوبيخ. و"تدعون" معناه: تعبدون، قال الفراء: وفي قراءة عبد الله بن مسعود: "من تعبدون من دون الله"، وقوله تعالى: "من الأرض": "من": للتبعيض، لأن كل ما على وجه الأرض من حيوان ونحوه فهو من الأرض، ثم وقفهم على السماوات، هل لهم فيها شرك؟ ثم استدعى تعالى منهم كتابا منزلا قبل القرآن يتضمن عبادة صنم.
وقوله تعالى: {أو أثارة من علم} معناه: أو بقية قديمة من علم أحد العلماء يقتضي عبادة الأصنام، وقرأ جمهور الناس: "أو أثارة" على المصدر، كالشجاعة والسماحة، وهي البقية من الشيء كأنها أثره، وقال الحسن بن أبي الحسن: المعنى: من علم تستخرجونه فتثيرونه، وقال مجاهد: المعنى: هل من أحد يأثر علما في ذلك، وقال القرظي: هو الإسناد، ومن هذا المعنى قول الأعشى:
إن الذي فيه تماريتما ... بين للسامع والآثر
أي: وللمسند عن غيره، ومنه قول عمر رضي الله عنه: "فما خلفت بها ذاكرا ولا آثرا"، وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن، وقتادة: المعنى: وخاصة من علم، فاشتقاقها من الأثرة، كأنها قد آثر الله تبارك وتعالى بها من هي عنده، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: المراد ب "الأثارة": الخط في التراب، وذلك شيء كانت العرب تفعله وتتكهن به وتزجر، وهذا من البقية والأثر، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن ذلك، فقال: "كان نبي من الأنبياء يخطه، فمن وافق خطه فذاك"، وظاهر الحديث يقوي أمر الخط في التراب، وأنه شيء له وجه إذا وفق أحد إليه، وهكذا تأوله كثير من العلماء، وقالت فرقة: بل معناه الإنكار، أي: أنه كان من فعل نبي قد ذهب، وذهب الوحي إليه والإلهام في ذلك، ثم قال: "فمن وافق خطه" على جهة الإبعاد، أي: إن ذلك لا يمكن ممن ليس بنبي ميسر لذلك، وهذا كما يسألك أحد فيقول: أيطير الإنسان؟ فتقول: إنما يطير الطائر، فمن كان له من الناس جناحان طار، أي: أن ذلك لا يكون.
والأثارة تستعمل في بقية الشرف، فيقال: إن لبني فلان أثارة من شرف، إذا كانت عندهم شواهد قدمه، وتستعمل في غير ذلك، كقول الراعي:
وذات أثارة أكلت عليه ... نباتا في أكمته ففارا
يريد: الأثارة من الشحم، أي: البقية.
وقرأ عبد الرحمن السلمي -فيما حكى الطبري -: "أو أثرة" بفتح الهمزة والثاء والراء دون ألف، وحكاها أبو الفتح عن ابن عباس، وقتادة، وعكرمة، وعمرو بن ميمون، والأعمش، وهي واحدة جمعها أثر كقترة وقتر، وحكى الثعلبي أن عكرمة قرأ: "أو ميراث من علم"، وقرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والسلمي -فيما حكى أبو الفتح-: "أثرة" بسكون الثاء، وهي الفعلة الواحدة مما يؤثر، أي: قد قنعت لكم بحجة واحدة وتخير واحد وأثر واحد يشهد بصحة قولكم، وقرأت فرقة بضم الهمزة وسكون الثاء، وهذه كلها بمعنى: هل عندكم شيء خصكم الله به من علم وآثركم به؟).[المحرر الوجيز: 7/ 609-611]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ومن أضل} الآية توبيخ لعبدة الأصنام، أي: لا أحد أضل ممن هذه صبغته، وجاءت الكنايات في هذه الآية عن الأصنام كما تجيء عمن يعقل، وذلك أن الكفار قد أنزلوها منزلة الآلهة وبالمحل الذي دونه البشر، فخوطبوا على نحو معتقدهم فيها، وفي مصحف عبد الله بن مسعود: "ما لا يستجيب"، والضمير في قوله سبحانه: {وهم عن دعائهم} هو للأصنام في قول جماعة، ووصف الأصنام بالغفلة من حيث عاملهم معاملة من يعقل، ويحتمل أن يكون الضمير في قوله تعالى: {وهم عن دعائهم} وفي "غافلون" للكفار، أي: ضلالهم بأنهم يدعون من لا يستجيب فلا يتأملون ما عليهم في دعائهم من هذه صفته). [المحرر الوجيز: 7/ 611]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {كانوا لهم أعداء} وصف لما يكون يوم القيامة بين الكفار وأصنامهم من التبري والمناكرة، وقد بين ذلك في غير هذه الآية، وذلك قوله تعالى حكاية عنهم: {تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون} ). [المحرر الوجيز: 7/ 611]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 05:47 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 05:50 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {حم (1) }

تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز الحكيم (2) ما خلقنا السّماوات والأرض وما بينهما إلّا بالحقّ وأجلٍ مسمًّى والّذين كفروا عمّا أنذروا معرضون (3) قل أرأيتم ما تدعون من دون اللّه أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شركٌ في السّماوات ائتوني بكتابٍ من قبل هذا أو أثارةٍ من علمٍ إن كنتم صادقين (4) ومن أضلّ ممّن يدعو من دون اللّه من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون (5) وإذا حشر النّاس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين (6) }
يخبر تعالى أنّه نزّل الكتاب على عبده ورسوله محمّدٍ، صلوات اللّه وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدّين، ووصف نفسه بالعزّة الّتي لا ترام، والحكمة في الأقوال والأفعال). [تفسير ابن كثير: 7/ 274]

تفسير قوله تعالى: {مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {ما خلقنا السّموات والأرض وما بينهما إلا بالحقّ} أي: لا على وجه العبث والباطل، {وأجلٌ مسمًّى} أي: إلى مدّةٍ معيّنةٍ مضروبةٍ لا تزيد ولا تنقص.
قوله: {والّذين كفروا عمّا أنذروا معرضون} أي: لاهون عمّا يراد بهم، وقد أنزل إليهم كتابًا وأرسل إليهم رسولٌ، وهم معرضون عن ذلك كلّه، أي: وسيعلمون غبّ ذلك). [تفسير ابن كثير: 7/ 274]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {قل} أي: لهؤلاء المشركين العابدين مع اللّه غيره: {أرأيتم ما تدعون من دون اللّه أروني ماذا خلقوا من الأرض} أي: أرشدوني إلى المكان الّذي استقلّوا بخلقه من الأرض، {أم لهم شركٌ في السّموات} أي: ولا شرك لهم في السّموات ولا في الأرض، وما يملكون من قطميرٍ، إن الملك والتصرّف كله إلا الله، عزّ وجلّ، فكيف تعبدون معه غيره، وتشركون به؟ من أرشدكم إلى هذا؟ من دعاكم إليه؟ أهو أمركم به؟ أم هو شيءٌ اقترحتموه من عند أنفسكم؟ ولهذا قال: {ائتوني بكتابٍ من قبل هذا} أي: هاتوا كتابًا من كتب اللّه المنزّلة على الأنبياء، عليهم الصّلاة والسّلام، يأمركم بعبادة هذه الأصنام، {أو أثارةٍ من علمٍ} أي: دليلٍ بيّن على هذا المسلك الّذي سلكتموه {إن كنتم صادقين} أي: لا دليل لكم نقليًّا ولا عقليًّا على ذلك؛ ولهذا قرأ آخرون: "أو أثرة من علمٍ" أي: أو علمٍ صحيحٍ يأثرونه عن أحدٍ ممّن قبلهم، كما قال مجاهدٌ في قوله: {أو أثارةٍ من علمٍ} أو أحد يأثر علما.
وقال العوفي، عن ابن عبّاسٍ: أو بيّنةٍ من الأمر.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدّثنا صفوان بن سليم، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن ابن عبّاسٍ قال سفيان: لا أعلم إلّا عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "أو أثرة من علمٍ" قال: "الخطّ".
وقال أبو بكر بن عيّاشٍ: أو بقيّةٍ من علمٍ. وقال الحسن البصريّ: {أو أثارةٍ} شيءٌ يستخرجه فيثيره.
وقال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وأبو بكر بن عيّاشٍ أيضًا: {أو أثارةٍ من علمٍ} يعني الخطّ.
وقال قتادة: {أو أثارةٍ من علمٍ} خاصّةٍ من علمٍ.
وكلّ هذه الأقوال متقاربةٌ، وهي راجعةٌ إلى ما قلناه، وهو اختيار ابن جريرٍ رحمه اللّه وأكرمه، وأحسن مثواه). [تفسير ابن كثير: 7/ 274-275]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ومن أضلّ ممّن يدعو من دون اللّه من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون} أي: لا أضلّ ممّن يدعو أصنامًا، ويطلب منها ما لا تستطيعه إلى يوم القيامة، وهي غافلةٌ عمّا يقول، لا تسمع ولا تبصر ولا تبطش؛ لأنّها جمادٌ حجارة صمّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 275]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإذا حشر النّاس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين}، كقوله تعالى: {واتّخذوا من دون اللّه آلهةً ليكونوا لهم عزًّا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدًّا} [مريم: 81، 82] أي: سيخونونهم أحوج ما يكونون إليهم، وقال الخليل: {إنّما اتّخذتم من دون اللّه أوثانًا مودّة بينكم في الحياة الدّنيا ثمّ يوم القيامة يكفر بعضكم ببعضٍ ويلعن بعضكم بعضًا ومأواكم النّار وما لكم من ناصرين} [العنكبوت: 25] ).[تفسير ابن كثير: 7/ 275]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة