العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 شعبان 1431هـ/18-07-2010م, 03:37 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة النجم

التفسير اللغوي لسورة النجم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 ذو القعدة 1431هـ/31-10-2010م, 10:32 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 18]


{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)}

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله تبارك وتعالى: {والنّجم إذا هوى...}.
أقسم -تبارك وتعالى- بالقرآن، لأنّه كان ينزل نجوماً الآية والآيتان، وكان بين أوّل نزوله وآخره عشرون سنةً...
- وحدثني الفضيل بن عياض عن منصور عن المنهال بن عمرو رفعه إلى عبد الله في قوله: "فلا أقسم بموقع النّجوم" قال: هو محكم القرآن.
قال: حدثنا محمد أبو زكريا يعني: الذي لم ينسخ). [معاني القرآن: 3/94]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {إذا هوى} نزل، وقد ذكر: أنه كوكب إذا غرب). [معاني القرآن: 3/94]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): (قوله: {والنّجم إذا هوى}
قسمٌ والنجم النجوم ذهب إلى لفظ الواحد وهو في معنى الجميع، قال راعي الإبل:
وباتت تعدّ النجم في مستحيرةٍ = سريعٍ بأيدي الآكلين جمودها
مستحيرةٍ في إهالة جعغلها صافية لأنها من شحم وارٍ ولو كان هرطاً لا خير فيه لجاء كدراً قليلاً). [مجاز القرآن: 2/235]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والنجم}: الكوكب. والنجم: الزرع، والنجم لكل طالع كائن ما كان من إنسان أو غير ذلك). [غريب القرآن وتفسيره: 353]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {والنّجم إذا هوى}
يقال: «كان القرآن ينزل نجوما، فأقسم اللّه بالنجم منه إذا نزل».

وقال مجاهد: «أقسم بالثّريّا إذا غابت» والعرب تسمى الثّريا - وهي ستة أنجم ظاهرة - نجما.
[و] قال أبو عبيدة: «أقسم بالنجم إذا سقط في الغور». وكأنه لم يخصّص الثّريّا دون غيرها). [تفسير غريب القرآن: 427]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله تعالى: {والنّجم إذا هوى} أقسم اللّه -عزّ وجلّ- بالنّجم). [معاني القرآن: 5/69]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إِذَا هَوَى}: سقط). [العمدة في غريب القرآن: 285]

تفسير قوله تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله جل وعز: {ما ضلّ صاحبكم}.
جوابٌ لقوله: {والنّجم إذا هوى}). [معاني القرآن: 3/94-95]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ("وما غوى" يغوزى من الغي والغاوي فأما من قال غوى يغوى تقديرها " شقي يشقى " فهو من اللبن يبشم عنه يقال: غوى الفصيل يغوى إذا بشم). [مجاز القرآن: 2/235]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ما ضلّ صاحبكم وما غوى} جواب القسم.
وجاء في التفسير أن النجم الثريّا، وكذلك يسميها العرب، وجاء أيضا في التفسير أن النجم نزول القرآن نجما بعد نجم، وكان ينزل منه الآية والآيتان، وكان بين أول نزوله إلى استتمامه عشرون سنة.
وقال بعض أهل اللغة: النجم بمعنى النجوم وأنشدوا:
فباتت تعدّ النّجم في مستحيرة = سريع بأيدي الآكلين جمودها
يصف قدرا كثيرة الدسم، ومعنى تعد النجم أي من صفاء دسمها ترى النجوم فيه، والمستحيرة القدر، فقال يجمد على الأيدي الدّسم من كثرته وقالوا مثله: {فلا أقسم بمواقع النّجوم}.
ومعنى: {إذا هوى}: إذا سقط، وإذا كان معناه نزول القرآن فالمعنى في {إذا هوى}: إذا نزل.
{ما ضلّ صاحبكم وما غوى} يعني النبي صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 5/69-70]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ومَا غَوَى}: ما جهل). [العمدة في غريب القرآن: 285]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وما ينطق عن الهوى...}.
يقول: ما يقول هذا القرآن برأيه إنّما هو وحي، وذلك: أن قريشاً قالوا: إنما يقول القرآن من تلقائه، فنزل تكذيبهم). [معاني القرآن: 3/95]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وما ينطق عن الهوى} أي ما ينطق بالهوى). [مجاز القرآن: 2/236]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («عن» مكان «الباء»
قال الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}، أي بالهوى.
والعرب تقول: رميت عن القوس، أي رميت بالقوس). [تأويل مشكل القرآن: 569]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وما ينطق عن الهوى}
أي ما الذي يأتيكم به مما قاله بهواه). [معاني القرآن: 5/70]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إن هو إلّا وحي يوحى}
"إن" بمعنى "ما"، المعنى: ما هو إلا وحي). [معاني القرآن: 5/70]

تفسير قوله تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {علّمه شديد القوي...}.
أراد جبريل -صلى الله عليه-). [معاني القرآن: 3/95]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({شديد القوى} جماع القوة). [مجاز القرآن: 2/236]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({علّمه شديد القوى}
قال: {علّمه شديد القوى} جماعة "القوّة" وبعض العرب يقول "حبوة" و"حبى" فينبغي أن يقول "القوى" في ذا القياس.
ويقول بعض العرب "رشوة" و"رشا" ويقول بعضهم "رشوة" و"رشا" وبعض العرب يقول "صورٌ" و"صورٌ" والجيدة "صور" {صوّركم فأحسن صوركم} و(صوركم) تقرأ). [معاني القرآن: 4/21]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({شديد القوى}: جمع القوة). [غريب القرآن وتفسيره: 353]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({علّمه شديد القوى}: جبريل عليه السلام. وأصله من «قوي الحبل»، وهي طاقاته. الواحدة: قوة). [تفسير غريب القرآن: 427]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({علّمه شديد القوى}
يعني به جبريل عليه السلام). [معاني القرآن: 5/70]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({شَدِيدُ الْقُوَى}: جبريل عليه السلام بالأفق الأعلى). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 247]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْقُوَى}: جمع قوة). [العمدة في غريب القرآن: 285]

تفسير قوله تعالى: {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({ذو مرّةٍ...} من نعت شديد القوي.
وقوله عز وجل: {فاستوى...} استوى هو وجبريل بالأفق الأعلى لمّا أسرى به، وهو مطلع الشمس الأعلى، فأضمر الاسم في ـ استوى، وردّ عليه هو، وأكثر كلام العرب أن يقولوا: استوى هو وأبوه ـ ولا يكادون يقولون: ـ استوى وأبوه، وهو جائز، لأن في الفعل مضمراً: أنشدني بعضهم:
ألم تر أن النّبع يخلق عوده = ولا يستوي والخروع المتقصّف
وقال الله تبارك وتعالى -وهو أصدق قيلا- {أئذا كنّا تراباً وآباؤنا} فردّ الآباء على المضمر في "كنا" إلاّ أنّه حسن لما حيل بينهما بالتّراب. والكلام: أئذا كنّا تراباً نحن وآباؤنا). [معاني القرآن: 3/95]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ذو مرّةً فاستوى} ذو شدة وإحكام، يقال: حبل ممر أي مشدود). [مجاز القرآن: 2/236]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ذو مرة}: ذو شدة، ومنه حبل ممر أي محكم). [غريب القرآن وتفسيره: 353]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ذو مرّةٍ}: أي ذو قوة. وأصل «المرّة»: الفتل.

ومنه الحديث : «لا تحلّ الصدقة لغنى، ولا لذي مرة سوى».
وقوله: {فاستوى [وهو]}، أي استوى هو وجبريل - صلوات اللّه عليهما {بالأفق الأعلى}). [تفسير غريب القرآن: 427]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ذو مرّة فاستوى}
(ذو مرّة) من نعت قوله (شديد القوى)، والمرة القوة.
(علّمه) علم النبي صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 5/70]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ذُو مِرَّةٍ}: شدة). [العمدة في غريب القرآن: 285]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فاستوى * وهو بالأفق الأعلى}
قال بعض أهل اللغة: "هو" ههنا يعنى به النبي عليه السلام.
المعنى فاستوى جبريل والنبي - صلى الله عليه وسلم - بالأفق الأعلى.
وهذا عند أهل اللغة لا يجوز مثله إلا في الشعر إلا أن يكون مثل قولك: استويت أنا وزيد، ويستقبحون استويت وزيد.
وإنما المعنى استوى جبريل وهو بالأفق الأعلى على صورته الحقيقية.
لأنه كان يتمثل للنبي - صلى الله عليه وسلم - إذا هبط عليه بالوحي في صورة رجل، فأحبّ رسول اللّه أن يراه على حقيقته فاستوى في أفق المشرق فملأ الأفق.
فالمعنى - واللّه أعلم - فاستوى جبريل في الأفق الأعلى على صورته). [معاني القرآن: 5/70]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ثمّ دنا...}
يعني: جبريل صلى الله عليه، دنا من محمد صلى الله عليه حتّى كان قاب قوسين عربيّتين أو أدنى.
{فأوحى...} يعني: جبريل عليه السلام {إلى عبده...}: إلى محمد صلى الله عليه عبد الله: {ما أوحى...}.
وقوله تبارك وتعالى: {فتدلّى...} كأن المعنى: ثم تدلّى فدنا، ولكنه جائز إذا كان معنى الفعلين واحداً أو كالواحد قدمت أيهما شئت، فقلت: قد دنا فقرب، وقرب فدنا وشتمني فأساء، وأساء فشتمني، وقال الباطل؛ لأن الشتم، والإساءة شيء واحدٌ.
وكذلك قوله: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}.
والمعنى ـ والله أعلم ـ انشق القمر واقتربت الساعة، والمعنى واحدٌ). [معاني القرآن: 3/95-96]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكذلك قوله: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى}
أي: تدلى فدنا، لأنّه تدلّى للدّنوّ، ودنا بالتّدلّي). [تأويل مشكل القرآن: 193]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ثمّ دنا فتدلّى}
ومعنى (دنا، وتدلى) واحد، لأن المعنى أنه قرب، وتدلى زاد في القرب.
كما تقول: قد دنا فلان مني وقرب، ولو قلت: قد قرب مني ودنا جاز). [معاني القرآن: 5/70]

تفسير قوله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({قاب قوسين} قدر قوسين وقاد، وقيدٌ وقدى قوسين مثلها.
"أو أدنى" أو أقرب). [مجاز القرآن: 2/236]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({قاب قوسين}: أي قدر قوسين). [غريب القرآن وتفسيره: 353]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ثمّ دنا فتدلّى * فكان قاب قوسين أو أدنى} أي قدر قوسين عربيتين.

وقال قوم: «القوس: الذراع، أي كان ما بينهما قدر ذراعين».
والتفسير الأول أعجب إليّ، لقول النبي صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلم: «لقاب قوس أحدكم من الجنة، أو موضع قدّه - خير له من الدنيا وما فيها».
و«القدّ»: السوط). [تفسير غريب القرآن: 428]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((أو): تأتي للشك، تقول. رأيت عبد الله أو محمدا.
وتكون للتخيير بين شيئين...، وأما قوله: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}، فإن بعضهم يذهب إلى أنها بمعنى بل يزيدون، على مذهب التَّدارك لكلام غلطت فيه وكذلك قوله: {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ}، وقوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}.
وليس هذا كما تأوّلوا، وإنما هي بمعنى (الواو) في جميع هذه المواضع: وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون، وما أمر الساعة إلا كلمح البصر وهو أقرب، و: فكان قاب قوسين وأدنى.
وقال ابن أحمر:
قَرَى عنكُما شَهْرينِ أو نِصْفَ ثالث = إلى ذاكُمَا قَد غَيَّبَتْنِي غِيَابِيَا
وهذا البيت بوضح لك معنى الواو: وأراد: قرى شهرين ونصفا، ولا يجوز أن يكون أراد قرى شهرين بل نصف شهر ثالث.
وقال آخر:
أثعلبةَ الفوارسِ أو رِياحا = عَدَلْتَ بِهِمْ طُهَيَّةُ وَالخِشَابَا
أراد: وعدلت هذين بهذين). [تأويل مشكل القرآن: 543-545] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فكان قاب قوسين أو أدنى}
المعنى كان ما بينه وبين رسول اللّه مقدار قوسين من القسيّ العربية أو أقرب.
وهذا الموضع يحتاج إلى شرح لأن القائل قد يقول: ليس تخلو " أو " من أن تكون للشك أو لغير الشك.
فإن كانت للشك فمحال أن يكون موضع شك.
وإن كان معناها بل أدنى، بل أقرب فما كانت الحاجة إلى أن يقول: (فكان قاب قوسين) - كان ينبغي أن يكون كان أدنى من قاب قوسين.
والجواب في هذا - والله أعلم - أن العباد خوطبوا على لغتهم ومقدار فهمهم وقيل لهم في هذا ما يقال للذي يحزر، فالمعنى فكان على ما تقدرونه أنتم قدر قوسين أو أدنى من ذلك، كما تقول في الذي تقدره: هذا قدر رمحين أو أنقص من رمحين أو أرجح.
وقد مرّ مثل هذا في قوله: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون}). [معاني القرآن: 5/70-71]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَابَ قَوْسَيْنِ}: أي قدرهما وقيل قدر ذراعين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 247]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَابَ}: قدر). [العمدة في غريب القرآن: 286]

تفسير قوله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({فأوحى...} يعني: جبريل عليه السلام {إلى عبده...}: إلى محمد صلى الله عليه عبد الله: {ما أوحى...} ). [معاني القرآن: 3/96](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فأوحى إلى عبده ما أوحى} عن اللّه عز وجل). [تفسير غريب القرآن: 428]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فأوحى إلى عبده ما أوحى}
أي فأوحى جبريل إلى النبي عليه السلام ما أوحى). [معاني القرآن: 5/71]

تفسير قوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ما كذب الفؤاد...}.
فؤاد محمد -صلى الله عليه- {ما رأى}، يقول: قد صدقه فؤاده الذي رأى، و"كذّب" يقرأ بالتشديد والتخفيف. خففها عاصم، والأعمش، وشيبة، ونافع المدنيان وشدّدها الحسن البصريّ، وأبو جعفر المدني.
وكأن من قال: كذب يريد: أن الفؤاد لم يكذّب الذي رأى، ولكن جعله حقاً صدقاً وقد يجوز أن يريد: ما كذّب صاحبه الذي رأى. ومن خفف قال: ما كذب الذي رأى، ولكنه صدقه). [معاني القرآن: 3/96]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ما رأى} يقول بعض المفسرين. «إنه أراد: رؤية بصر القلب»). [تفسير غريب القرآن: 428]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {ما كذب الفؤاد ما رأى}
وقرئت: (ما كذّب الفؤاد ما رأى) بتشديد الذّال). [معاني القرآن: 5/71]

تفسير قوله تعالى: {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {أفتمارونه...}.
أي: أفتجحدونه...
- حدثني قيس بن الربيع عن مغيرة عن إبراهيم قال: "أفتمرونه" -أفتجحدونه، "أفتمارونه"-: أفتجادلونه [حدثنا أبو العباس قال، حدثنا محمد قال: حدثنا الفراء قال حدثني] حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم أنه قرأها: "أفتمرونه"...
- حدثنا قيسٌ عن عبد الملك بن الأبجر عن الشعبي عن مسروق أنه قرأ: "أفتمرونه" وعن شريح أنه قرأ: "أفتمارونه". وهي قراءة العوام وأهل المدينة، وعاصم بن أبي النّجود والحسن). [معاني القرآن: 3/96]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أفتمارونه على ما يرى}: أفتجادلونه. من «المراء».
ومن قرأ: أفتمرونه، أراد: أفتجحدونه). [تفسير غريب القرآن: 428]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجل: {أفتمارونه على ما يرى}
و(أفتمارونه) وقرئت بالوجهين جميعا، فمن قرأ (أفتمرونه) فالمعنى أفتجحدونه.
ومن قرأ (أفتمارونه) فمعناه أتجادلونه في أنه رأى اللّه – عز وجل - بقلبه، وأنه رأى الكبرى من آياته). [معاني القرآن: 5/71-72]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَفَتُمَارُونَهُ}: أي أتجادلونه ومن قرأ (أفتمرونه) فمعناه: أتجحدونه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 247]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ولقد رآه نزلةً أخرى...} يقول: مرةً أخرى). [معاني القرآن: 3/96-97]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: (ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى}
أي رآه مرة أخرى عند سدرة المنتهى). [معاني القرآن: 5/72]

تفسير قوله تعالى: {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى}
أي رآه مرة أخرى عند سدرة المنتهى). [معاني القرآن: 5/72](م)

تفسير قوله تعالى: {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {عندها جنّة المأوى}...
- حدثني حبان عن أبي إسحاق الشيباني قال: سئل زرّ بن حبيش، وأنا أسمع: عندها جنة المأوى، أو جنة المأوى، فقال: جنة من الجنان...
- وحدثني بعض المشيخة عن العرزمي عن ابن أبي مليكة عن عائشة أنها قالت: جنةٌ من الجنان...
قال: وقال الفراء: وقد ذكر عن بعضهم: {جنّة المأوى} يريد: أجنّة، وهي شاذة، وهي: الجنة التي فيها أرواح الشهداء). [معاني القرآن: 3/97]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({عندها جنّة المأوى}
جاء في التفسير أنها جنة تصير إليها أرواح الشهداء، فلما قصّ هذه الأقاصيص، وأعلم -عزّ وجلّ- كيف قصه جبريل، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يأتيه ذلك من عند اللّه الذي ليس كمثله شيء قيل لهم: {أفرأيتم اللّات والعزّى * ومناة الثّالثة الأخرى}). [معاني القرآن: 5/72]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إذ يغشى السّدرة ما يغشى}: من أمر اللّه تعالى). [تفسير غريب القرآن: 428]

تفسير قوله تعالى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {ما زاغ البصر...}
بصر محمد صلى الله عليه ما زاغ بقلبه يميناً وشمالاً ولا طغى ولا جاوز ما رأى). [معاني القرآن: 3/97]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ما زاغ البصر} ما عدل ولا جار). [مجاز القرآن: 2/236]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ما زاغ البصر}: ما عدل عنه). [غريب القرآن وتفسيره: 353]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ما زاغ البصر} أي ما عدل، {وما طغى}: ما زاد، ولا جاوز). [تفسير غريب القرآن: 428]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {ما زاغ البصر وما طغى}
أي ما زاغ بصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما طغى، ما عدل ولا جاوز القصد في رؤيته جبريل قد ملأ الأفق). [معاني القرآن: 5/72]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَا زَاغَ}: أي ما عدل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 247]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَا زَاغَ}: مال). [العمدة في غريب القرآن: 286]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({من آيات ربّه الكبرى} من أعلام ربه الكبرى وعجائبه). [مجاز القرآن: 2/236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {لقد رأى من آيات ربّه الكبرى}
جاء في التفسير أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى ربّه -عزّ وجلّ- بقلبه، وأنه فضل خصّ به كما خصّ إبراهيم عليه السلام بالخلّة.
وقيل رأى أمرا عظيما، وتفسيره {لقد رأى من آيات ربّه الكبرى}). [معاني القرآن: 5/71]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 ذو القعدة 1431هـ/31-10-2010م, 10:37 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 19 إلى 30]


{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23) أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآَخِرَةُ وَالْأُولَى (25) وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (27) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30) }

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {أفرأيتم اللاّت والعزّى...}.
قرأها الناس بالتخفيف في لفظ قوله: {ولات حين مناص} ـ وفي وزن ـ شاةٍ، وكان الكسائيّ يقف عليها بالهاء {أفرأيتم الّلأه}
قال وقال الفراء: وأنا أقف على التاء...
- وحدثني القاسم بن معنٍ عن المنصور بن المعتمر عن مجاهد قال: كان رجلاً يلتّ لهم السّويق، وقرأها: الّلاتّ والعزى فشدّد التاء...
- حدثني حبّان عن الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان رجلٌ من التّجار يلتّ السّويق لهم عند اللاّت وهو ـ الصّنم ويبيعه؛ فسمّيت بذلك الرّجل، وكان صنماً ـ لثقيف، وكانت العزى سمرةً ـ لغطفان يعبدونها). [معاني القرآن: 3/97-98]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ومناة الثّالثة الأخرى...}.
كانت مناة صخرةً لهذيلٍ، وخزاعة يعبدونها...
- وحدثني حبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه خالد بن الوليد إلى العزّى ليقطعها قال: ففعل وهو يقول:
يا عزّ كفرانك لا سبحانك = إنّي رأيت الله قد أهانك). [معاني القرآن: 3/98]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الّلات والعزّى ومناة الثّالثة} أصنام من حجارة كانت في جوف الكعبة يعبدونها). [مجاز القرآن: 2/236]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ألكم الذّكر وله الأنثى} مجازه: مكفوف عن خبره). [مجاز القرآن: 2/236]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({أفرأيتم اللاّت والعزّى}
وقال بضعهم {أفرأيتم اللاّت والعزّى} فإذا سكت قلت "اللاّة" وكذلك "مناة" تقول "مناه" وقال بعضهم {اللاّت} جعله من "اللاتّ": الذي يلتّ. ولغة للعرب يسكتون على ما فيه الهاء بالتاء يقولون "رأيت طلحت". وكلّ شيء في القرآن مكتوب بالتاء فإنما تقف عليه بالتاء نحو {نعمة ربّكم} و{شجرة الزّقّوم}). [معاني القرآن: 4/21-22]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({اللات والعزى}: صنمان. من شدد اللات يقول الذي يلت السمن والزيت ويروى أن رجلا كان يلت السويق). [غريب القرآن وتفسيره: 354]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ومناة}: صنم). [غريب القرآن وتفسيره: 354]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أفرأيتم اللّات والعزّى ومناة الثّالثة الأخرى ألكم الذّكر وله الأنثى} ؟! كانوا يجعلونها بنات اللّه، فقال: ألكم الذكور من الولد، وله الإناث؟!). [تفسير غريب القرآن: 428]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({أفرأيتم اللّات والعزّى * ومناة الثّالثة الأخرى} كأن المعنى - واللّه أعلم - أخبرونا عن هذه الآلهة التي لكم تعبدونها من دون اللّه - عزّ وجلّ - هل لها من هذه القدرة والعظمة التي وصف بها رب العزة - جلّ وعزّ - شيء.
وجاء في التفسير أن اللّات صنم كان لثقيف يعبدونه، وأن العزّى سمرة، وهي شجرة كانت لغطفان يعبدونها، وأن مناة صخرة كانت لهذيل وخزاعة يعبدونها من دون اللّه.
فقيل لهم أخبرونا عن هذه الآلهة التي تعبدونها وتعبدون معها الملائكة، تزعمون أن الملائكة وهذه بنات اللّه.
فوبّخهم اللّه فقال: أرأيتم هذه الإناث أللّه هي وأنتم تختارون الذكران.
وذلك قوله: {ألكم الذّكر وله الأنثى}
ومن قرأ (أفرأيتم اللّاتّ والعزّى) بتشديد التاء فزعموا أن رجلا كان يلتّ السّويق ويبيعه عند ذلك الصنم فسمي الصنم اللّاتّ - بتشديد التاء - والأكثر " اللّات " بتخفيف التاء.
وكان الكسائي يقف عليها بالهاء، يقول " اللاه " وهذا قياس والأجود في هذا اتباع المصحف والوقف عليها بالتاء.
وقرئت (عندها جنّه المأوى) -بالهاء- والأجود (جنّة المأوى)، لأنه جاء في التفسير كما ذكرنا أنه يحل فيها أرواح الشهداء). [معاني القرآن: 5/72-73]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({اللَّاتَ}: صنم. {والْعُزَّى}: صنم). [العمدة في غريب القرآن: 286]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ومَنَاةَ}: صنم). [العمدة في غريب القرآن: 286]


تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ألكم الذّكر وله الأنثى...}.
لأنهم قالوا: هذه الأصنام والملائكة بنات الله، فقال: {ألكم الذّكر وله الأنثى... تلك إذاً قسمةٌ ضيزى...} جائرة.
والقراء جميعاً لم يهمزوا ـ ضيزى، ومن العرب من يقول: قسمة ضيزى، وبعضهم يقول: قسمة ضأزى، وضؤزى بالهمز، ولم يقرأ بها أحدٌ نعلمه وضيزى: فعلى.
وإن رأيت أولها مكسوراً هي مثل قولهم: بيضٌ: وعينٌ ـ كان أولها مضموماً فكرهوا أن يترك على ضمّته، فيقال: بوضٌ، وعونٌ.
والواحدة: بيضاء، وعيناء: فكسروا أولها ليكون بالياء ويتألف الجمع والاثنان والواحدة.
كذلك كرهوا أن يقولوا: ضوزى، فتصير واواً، وهي من الياء، وإنّما قضيت على أوّلها بالضّم لأنّ النّعوت للمؤنّث تأتي إمّا: بفتح وإمّا بضمٍّ:
فالمفتوح: سكرى، عطشى، والمضموم: الأنثى، والحبلى؛ فإذا كان اسماً ليس بنعتٍ كسر أوله كقوله: {وذكّر فإنّ الذّكرى}، الذّكرى اسم لذلك كسرت، وليست بنعتٍ، وكذلك (الشّعرى) كسر أولها لأنها اسمٌ ليست بنعتٍ.
وحكى الكسائي عن عيسى: ضيزى). [معاني القرآن: 3/98-99]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({قسمة ضيزى} ناقصة ضزته حقه، وضزته حقه تضيزه وتضوزه تنقصه وتمنعه. أبو عبيدة قال: ربما همزها قوم فقال أضأزته وأنا أضأزه وهي من ضيزى). [مجاز القرآن: 2/237]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ضيزى}: ناقصة. يقال ضأزته حقه وضزته وضزته نقصته.
[غريب القرآن وتفسيره: 354]
ومنعته. وقال الضيز ومنهم من يهمزها). [غريب القرآن وتفسيره: 355]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({تلك إذاً قسمةٌ ضيزى} أي جائرة. يقال: ضزت في الحكم، أي جرت.

و«وضيزي»: فعلى، فكسرت الضاد للياء. وليس في النعوت «فعلى»). [تفسير غريب القرآن: 428]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {تلك إذا قسمة ضيزى}
أي جعلكم للّه البنات ولكم البنين.
والضّيزى في كلام العرب: الناقصة الجائرة، يقال: ضازه يضيزه: إذا نقصه حقّه، ويقال: ضأزه يضأزه بالهمز.
وأجمع النحويّون أن أصل ضيزى: ضوزى، وحجّتهم أنها نقلت من «فعلى» من ضوزى إلى ضيزى، لتسلم الياء، كما قالوا: أبيض وبيض، وأصله: بوض، فنقلت الضّمّة إلى الكسرة..
وقرأت على بعض العلماء باللّغة: في «ضيزى» لغات؛ يقال: ضيزى، وضوزى، وضؤزى، وضأزى على «فعلى» مفتوحة؛ ولا يجوز في القرآن إلاّ «ضيزى» بياء غير مهموزة؛ وإنما لم يقل النحويّون: إنها على أصلها لأنهم لا يعرفون في الكلام «فعلى» صفة، إنما يعرفون الصّفات على «فعلى» بالفتح، نحو سكرى وغضبى، أو بالضم، نحو حبلى وفضلى..
وكذلك قالوا مشية - حيكى، وهي مشية يحيك فيها صاحبها، يقال: حاك يحيك إذا تبختر، فحيكى عندهم فعلى أيضا). [معاني القرآن: 5/73]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( (ضيزى) أي: جائرة). [ياقوتة الصراط: 489]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ضِيزَى}: جائرة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ضِيزَى}: جائرة). [العمدة في غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {ما أنزل اللّه بها من سلطانٍ} أي حجة). [تفسير غريب القرآن: 429]

تفسير قوله تعالى: }أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أم للإنسان ما تمنّى...} ما اشتهى). [معاني القرآن: 3/99]

تفسير قوله تعالى: {فَلِلَّهِ الْآَخِرَةُ وَالْأُولَى (25)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فللّه الآخرة والأولى...} ثوابهما). [معاني القرآن: 3/99]

تفسير قوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وكم مّن مّلكٍ في السّماوات...}: ثم قال {لا تغني شفاعتهم شيئاً...}.
فجمع، وإنّما ذكر ملكاً واحداً، وذلك أن (كم) تدلّ على أنّه أراد جمعاً، والعرب تذهب بأحد وبالواحد إلى الجمع في المعنى يقولون: هل اختصم أحدٌ اليوم. والاختصام لا يكون إلا للاثنين، فما زاد.
وقد قال الله عزّ وجلّ: {لا نفرّق بين أحدٍ منهم}، فبين لا تقع إلاّ على الاثنين فما زاد.
وقوله: {فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} مما دل على أن أحداً يكون للجمع وللواحد.
و[معنى] قوله: {وكم مّن مّلكٍ}.
مما تعبدونه وتزعمون أنهم بنات الله لا تغني شفاعتهم عنكم شيئا). [معاني القرآن: 3/99]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ {وكم من ملك في السّماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلّا من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى}
جاء (شفاعتهم) واللفظ لفظ واحد، ولو قيل شفاعته لجاز ولكن المعنى معنى جماعة، لأن " كم " سؤال عن عدد وإخبار بعدد كثير، لأن " ربّ " للقلّة و " كم " للكثرة، ومعنى شفاعتهم ههنا يفسرها قوله عزّ وجلّ: {الّذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرون للّذين آمنوا ربّنا وسعت كلّ شيء رحمة وعلما فاغفر للّذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربّنا وأدخلهم جنّات عدن الّتي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّيّاتهم إنّك أنت العزيز الحكيم * وقهم السّيّئات ومن تق السّيّئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم}.
فأعلم اللّه - عزّ وجلّ، أنّهم لا يشفعون إلّا لمن - ارتضى.
فهذا تأويل قوله {لا تغني شفاعتهم شيئا إلّا من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى}). [معاني القرآن: 5/73-74]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (27)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمّون الملائكة تسمية الأنثى * وما لهم به من علم إن يتّبعون إلّا الظّنّ وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئا}
أي يقولون إن الملائكة بنات اللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 5/74]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئاً...}.
من عذاب الله في الآخرة). [معاني القرآن: 3/100]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {إنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمّون الملائكة تسمية الأنثى * وما لهم به من علم إن يتّبعون إلّا الظّنّ وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئا} أي يقولون إن الملائكة بنات اللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 5/74](م)

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ذلك مبلغهم مّن العلم...}.
صغّر بهم [يقول] ذلك قدر عقولهم، ومبلغ علمهم حين آثروا الدنيا على الآخرة، ويقال: ذلك مبلغهم من العلم أن جعلوا الملائكة، والأصنام بنات الله). [معاني القرآن: 3/100]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ذلك مبلغهم من العلم إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى} لأنه وصفهم بأنهم لا يريدون إلا الحياة الدنيا فقال: {فأعرض عن من تولّى عن ذكرنا ولم يرد إلّا الحياة الدّنيا * ذلك مبلغهم من العلم}.
إنّما يعلمون ما يحتاجون إليه في معاشهم، فقد نبذوا أمر الآخرة وراء ظهورهم). [معاني القرآن: 5/74]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 ذو القعدة 1431هـ/31-10-2010م, 10:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 31 إلى آخر السورة]


{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32) أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (47) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (55) هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى (56) أَزِفَتِ الْآَزِفَةُ (57) لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58) أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62)}

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31)}
تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يجتنبون كبائر الإثم...}.
قرأها يحيى، وأصحاب عبد الله، وذكروا: أنّه الشّرك.
وقوله: {إلاّ اللّمم...} يقول: إلاّ المتقارب من صغير الذنوب، وسمعت العرب تقول: ضربه ما لمم القتل، (ما) صلةٌ يريد: ضربه ضرباً متقارباً للقتل، وسمعت من آخر: ألمّ يفعل ـ في معنى ـ كاد يفعل.
وذكر الكلبيّ بإسناده أنّها النظرة عن غير تعمدٍ، فهي لممٌ وهي مغفورةٌ، فإن أعاد النظر فليس بلممٍ هو ذنبٌ.
وقوله: {إذ أنشأكم مّن الأرض...} يريد: أنشأ أباكم آدم من الأرض.
وقوله: {وإذ أنتم أجنّةٌ في بطون أمّهاتكم...}.
يقول: هو أعلم بكم أوّلاً وآخراً؛ فلا تزكّوا أنفسكم لا يقولنّ أحدكم: عملت كذا، أو فعلت كذا، هو أعلم بمن اتقى). [معاني القرآن: 3/100]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الّذين يجتنبون كبأر الإثم والفواحش إلّا الّلمم} لم يؤذن لهم في اللمم وليس هو من الفواحش ولا من كبائر الإثم وقد يستثنى الشيء من الشيء وليس منه على ضمير قد كف عنه فمجازه: إلاّ أن يلمّ ملمٌّ بشيء ليس من الفواحش والكبائر قال الشاعر:
ولدةٍ ليس بها أنيس = إلاّ اليعافير وإلا العيس
اليعافير: الظباء والعيس من الإبل وليس من الناس فكأنه قال: ليس بها أنيس غير أن ظباء وإبلاً وقال بعضهم: اليعفور من الظباء الأحمر والأعيس الأبيض من الظباء). [مجاز القرآن: 2/237]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وإذ أنتم أجنّةٌ في بطون أمّهاتكم} وهو جمع جنين، تقديره سرير وأسرة). [مجاز القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({إلا اللمم}: أن يلم بشيء ليس من الفواحش والكبائر.
{أجنة}: واحدها جنين). [غريب القرآن وتفسيره: 355]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({اللّمم}: صغار الذنوب. وهو من «ألمّ بالشيء»: إذا لم يتعمق فيه، ولم يلزمه. ويقال: «الّلمم: أن يلمّ [الرجل] بالذنب، ولا يعود»). [تفسير غريب القرآن: 429]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الرجل بشيء ثم يجعل الخطاب لغيره:
كقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ}، الخطاب للنبي، صلّى الله عليه وسلم، ثم قال للكفار: {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} يدلك على ذلك قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
وقال: {فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى}؟.
وقال: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}.
وقال: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}، ثم قال: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}.
وقال: {إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}، يريد أباكم آدم، صلّى الله عليه وسلم). [تأويل مشكل القرآن: 290-291](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {الّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلّا اللّمم إنّ ربّك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنّة في بطون أمّهاتكم فلا تزكّوا أنفسكم هو أعلم بمن اتّقى}
قيل إن اللمم نحو القبلة والنظرة وما أشبه ذلك، وقيل إلا اللمم إلّا أن يكون العبد قد ألمّ بفاحشة ثم تاب.
وقوله عزّ وجلّ: {إنّ ربّك واسع المغفرة} يدل هذا على أن اللمم هو أن يكون الإنسان قد ألم بالمعصية ولم يصرّ ولم يقم على ذلك، وإنما الإلمام في اللغة يوجب أنك تأتي الشيء الوقت ولا تقيم عليه، فهذا - واللّه أعلم - معنى اللمم في هذا الموضع). [معاني القرآن: 5/74-75]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({إلا اللمم} قال ثعلب: اختلف الناس، فقالت طائفة: اللمم: ما لم يكن فيه حد تام، وقالت طائفة: اللمم أن يأتي ذنبا واحدا، ثم يتوب، ولا يعود أبدا). [ياقوتة الصراط: 489]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({اللَّمَمَ}: دون الكبائر.
{أَجِنَّةٌ}: جمع جنين). [العمدة في غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33)}

تفسير قوله تعالى: {وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأكدى...} أي: أعطى قليلاً، ثم أمسك عن النفقة). [معاني القرآن: 3/101]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وأعطى قليلاً وأكدى} معنى "أكدى": قطع، اشتقت من كدية الركية وكدية الرحل وهو أن يحفر حتى ييئس من الماء فيقول: بلغنا كديتها). [مجاز القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وأكدى}: قطع ومنع، وهو مأخوذ من كدية الركية وهو أن يحفر حتى ييأس من الماء فيقال: قد بلغنا كديتها). [غريب القرآن وتفسيره: 355]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأعطى قليلًا وأكدى} أي قطع. وهو من «كدية الرّكيّة».
وهي: الصلاة فيها، وإذا بلغها الحافر يئس من حفرها، فقطع الحفر.
فقيل لكل من طلب شيئا فلم يبلغ آخره، أو أعطى ولم يتمّم -: أكدي). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ {أفرأيت الّذي تولّى * وأعطى قليلا وأكدى}
معنى " أكدى " قطع، وأصله من الحفر في البئر يقال للحافر إذا حفر البئر فبلغ إلى حجر لا يمكنه معه الحفر: قد بلغ إلى الكدية، فعند ذلك يقطع الحفر). [معاني القرآن: 5/75]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( (وأكدى) أي: قطع ومنع). [ياقوتة الصراط: 490]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَأَكْدَى}: أي قطع). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَكْدَى}: قطع ومنع). [العمدة في غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: {أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({أعنده علم الغيب فهو يرى...} حاله في الآخرة). [معاني القرآن: 3/101]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أعنده علم الغيب فهو يرى} أي يعرف ما غاب عنه: من أمر الآخرة وغيرها؟!). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أعنده علم الغيب فهو يرى}
معناه فهو يعلم، والرؤية على ضربين:
أحدهما: " رأيت " أبصرت. والآخر: علمت، كما تقول: رأيت زيدا أخاك وصديقك معناه علمت.
ألا ترى أن المكفوف يقول: رأيت زيدا عاقلا، فلو كان من رؤية العين لم يجز). [معاني القرآن: 5/75]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ثم قال: {أم لم ينبّأ...} المعنى: ألم). [معاني القرآن: 3/101]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى {أم لم ينبّأ بما في صحف موسى * وإبراهيم...}
أي أم لم يخبر، ثم أعلم ما في الصحف). [معاني القرآن: 5/75]

تفسير قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({وإبراهيم الّذي وفّى...}: بلّغ). [معاني القرآن: 3/101](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وإبراهيم الّذي وفّى} أي بلّغ). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {أم لم ينبّأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الّذي وفّى}
أي قضى، يقال إن إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- وفّى ما أمر به، وما امتحن به من ذبح ولده، فعزم على ذلك حتى فداه اللّه بالذبح وامتحن بالصبر على عداوة قومه حين أجّجت له النار فطرح فيها، وأمر أيضا - بالاختتان فاختتن، وقيل وفّى وهي أبلغ من وفى لأن الذي امتحن به من أعظم المحن). [معاني القرآن: 5/75]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الَّذِي وَفَّى}: أي بلغ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 248]

تفسير قوله تعالى: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({وإبراهيم الّذي وفّى...}: بلّغ ـ أن ليست تزر وازرةٌ وزر أخرى، لا تحتمل الوازرة ذنب غيرها). [معاني القرآن: 3/101]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإبراهيم الّذي وفّى * ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى}
وقال: {وإبراهيم الّذي وفّى} {ألاّ تزر وازرةٌ وزر أخرى} فقوله: {أن لا تزر} بدل من قوله: {بما في صحف موسى} أي: بأن لا تزر). [معاني القرآن: 4/22]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وموضع {ألّا تزر وازرة وزر أخرى}
خفض، المعنى أم لم ينبأ بأن لا تزر وازرة وزر أخرى.
و " أن " ههنا بدل من (ما) ويجوز أن تكون " أن " في موضع رفع على إضمار " هو " كأنه لما قيل: بما في صحف موسى قيل: ما هو؛ قيل هو {ألّا تزر وازرة وزر أخرى}.
ومعناه ولا تؤخذ نفس بإثم غيرها.
وكذلك قوله: {وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى}). [معاني القرآن: 5/75]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى} أي ما عمل لآخرته). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى}
أي هذا أيضا مما في صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام.
ومعناه: ليس للإنسان إلّا جزاء سعيه، إن عمل خيرا جزي خيرا.
وإن عمل شرّا جزي شرّا..
وتزر من وزر يزر إذا كسب وزرا وهو الإثم). [معاني القرآن: 5/76]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وأنّ سعيه سوف يرى} عمله). [مجاز القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأنّ سعيه}: عمله {سوف يرى} أي يعلم). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وأنّ سعيه سوف يرى}
إن قال قائل: إن الله عزّ وجلّ يرى عمل كل عامل ويعلمه، فما معنى (سوف يرى)؟
فالمعنى أنه يرى العبد سعيه يوم القيامة، أي يرى في ميزانه عمله). [معاني القرآن: 5/76]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {ثمّ يجزاه}: يجزى به). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ثمّ يجزاه الجزاء الأوفى}
أي يجزي عمله أوفى جزاء. وجائز أن تقرأ سوف يرى، والأجود يرى.
لأن قولك إنّ زيدا سوف أكرم، فيه ضعف لأن إنّ عاملة وأكرم عاملة، فلا يجوز أن ينتصب الاسم من وجهين، ولكن يجوز على إضمار الهاء، على معنى سوف يراه، أو على إضمار الهاء في " أن " تقول: إن زيدا سأكرم، على أنه زيد سأكرم). [معاني القرآن: 5/76]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنّ إلى ربّك المنتهى...}.
قراءة الناس ـ (وأنّ)، ولو قرئ، إنّ بالكسر على الاستئناف كان صواباً...
- حدثني الحسن بن عياشٍ عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة بن قيس: أنّه قرأ ما في النجم، وما في الجنّ، (وأنّ) بفتح إنّ...
- حدثني قيسٌ عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة بمثل ذلك). [معاني القرآن: 3/101]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {وأنّ إلى ربّك المنتهى}
أي إليه المرجع، وهذا كله في صحف إبراهيم وموسى). [معاني القرآن: 5/76]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنّه هو أضحك وأبكى...}.
أضحك أهل الجنة بدخول الجنة، وأبكى أهل النار بدخول النار.
والعرب تقوله في كلامها إذا عيب على أحدهم الجزع والبكاء يقول: إنّ الله أضحك، وأبكى. يذهبون به إلى أفاعيل أهل الدنيا). [معاني القرآن: 3/101]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44)}

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الزوج: اثنان، وواحد، قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} فجعل كل واحد منهما زوجا.
وهو بمعنى: الصّنف، قال: {خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ} يعني: الأصناف.
وقال: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ} أي ثمانية أصناف). [تأويل مشكل القرآن: 498]

تفسير قوله تعالى: {مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({من نطفةٍ إذا تمنى} إذا تخلق وتقدر، ويقال: ما تدري ما يمنى لك الماني ما يقدر لك القادر). [مجاز القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {إذا تمنى}: تخلق وتقدر. يقال إنك لا تدري ما يمني لك الماني أي ما يقدر لك المقدر). [غريب القرآن وتفسيره: 356]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({من نطفةٍ إذا تمنى} أي تقدر وتخلق. يقال: ما تدري ما يمني لك الماني، أي ما يقدّر لك اللّه). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تُمْنَى}: تخلق). [العمدة في غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (47) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وأنّ عليه النّشأة الأخرى} يحيي الموتى). [مجاز القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({النشأة الأخرى}: إحياء الموتى). [غريب القرآن وتفسيره: 356]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأنّ عليه النّشأة الأخرى} أي الخلق الثاني للبعث يوم القيامة). [تفسير غريب القرآن: 429]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({النَّشْأَة}: إحياء الموتى). [العمدة في غريب القرآن: 288]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنّه هو أغنى...} رضّى الفقير بما أغناه به {وأقنى} من القنية والنشب). [معاني القرآن: 3/102]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وأنّه هو أغنى وأقنى} أغنى أقواماً وجعل لهم قنية أصل مالٍ). [مجاز القرآن: 2/238]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أغنى وأقنى}: أغنى أقواما وجعل لهم قنية: أصول أموال. وقال بعضهم أنمى وقال بعضهم أرضى). [غريب القرآن وتفسيره: 356]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأنّه هو أغنى وأقنى} [أي اعطى ما يقتني]: من القنية والنّشب. يقال: أقنيت كذا، [وأقنانية اللّه] ). [تفسير غريب القرآن: 430]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وأنّه هو أغنى وأقنى}
قيل في (أقنى) قولان:
أحدهما: (أقنى) هو أرضى.
والآخر: (أقنى) جعل له قنية، أي جعل الغنى أصلا لصاحبه ثابتا.
ومن هذا قولك: قد اقتنيت كذا وكذا، أي عملت على أنه يكون عندي لا أخرجه من يدي). [معاني القرآن: 5/76]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( (وأنه هو أغنى وأقنى) أغنى، أي: أعطى ما يكفي، وأقنى، أي: أعطى ما يدخر). [ياقوتة الصراط: 490]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَقْنَى}: جعله يقتني وأعطاه ذلك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وأَقْنَى}: جعل لهم أصول مال). [العمدة في غريب القرآن: 288]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ربّ الشّعرى...} الكوكب الذي يطلع بعد الجوزاء). [معاني القرآن: 3/102]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأنّه هو ربّ الشّعرى}: الكوكب [المضيء الذي يطلع] بعد الجوزاء. وكان ناس في الجاهلية يعبدونها). [تفسير غريب القرآن: 430]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وأنّه هو ربّ الشّعرى}
(الشعرى) كوكب خلف الجوزاء، وهو أحد كوكبي ذراع الأسد، وكان قوم من العرب يعبدون الشعرى، فأعلم اللّه - جلّ وعزّ - أنه ربّها وأنه خالقها، وهو المعبود - عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 5/76-77]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الشِّعْرَى}: كوكب). [العمدة في غريب القرآن: 288]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنّه أهلك عاداً الأولى...}.
قرأ الأعمش وعاصمٌ (عاداً) يخفضان النون، وذكر القاسم بن معن: أنّ الأعمش قرأ (عاد لّولى)، فجزم النون، ولم يهمز (الأولى).
وهي قراءة أهل المدينة: جزموا النون لمّا تحرّكت الّلام، وخفضها من خفضها لأن البناء على جزم اللام التي مع الألف في ـ الأولى والعرب تقول: قم لآن، وقم الآن، وصم الاثنين وصم لثنين على ما فسرت لك.
وقوله: {عاداً الأولى} بغير همز: قوم هودٍ خاصةً بقيت منهم بقيةٌ نجوا مع لوطٍ، فسمّى أصحاب هودٍ عادا الأولى). [معاني القرآن: 3/102]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وأنّه أهلك عادا الأولى} هؤلاء هم قوم هود، وهم أولى عاد.
فأما الأولى ففيها ثلاث لغات:
بسكون اللام وإثبات الهمزة، وهي أجود اللغات والتي تليها في الجودة " الأولى " - بضم اللام وطرح الهمزة، وكان يجب في القياس إذا تحركت اللام أن تسقط ألف الوصل، لأن ألف الوصل اجتلبت لسكون اللام، ولكن جاز ثبوتها لأن ألف لام المعرفة لا تسقط مع ألف الاستفهام "، فخالفت ألفات الوصل.
ومن العرب من يقول: لولي - يريد الأولى - فطرح الهمزة لتحرك اللام.
وقد قرئ (عادا لّولى). على هذه اللغة، وأدغم التنوين في اللام.
والأكثر عادا الأولى بكسر التنوين). [معاني القرآن: 5/77]

تفسير قوله تعالى: {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وثمودا فما أبقى...}.
ورأيتها في بعض مصاحف عبد الله (وثمود فما أبقى) بغير ألفٍ وهي تجرى في النصب في كل التنزيل إلاّ قوله: {وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} فإنّ هذه ليس فيها ألفٌ فترك إجراؤها). [معاني القرآن: 3/102]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وثمود فما أبقى}
ثمود نسق على عاد، ولا يجوز أن ينصب بقوله (فما أبقى) لأنّ ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها، لا تقول: زيدا فضربت.
فكيف وقد أتت "ما" بعد الفاء.
وأكثر النحويين لا ينصب ما قبل الفاء بما بعدها.
والمعنى وأهلك ثمود فما أبقاهم). [معاني القرآن: 5/77]

تفسير قوله تعالى: {وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52)}

تفسير قوله تعالى: {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والمؤتفكة أهوى...}.
يريد: وأهوى المؤتفكة؛ لأنّ جبريل ـ عليه السلام ـ احتمل قريات قوم لوط حتى رفعها إلى السماء، ثم أهواها وأتبعهم الله بالحجارة، فذلك قوله: {فغشّاها ما غشّى} من الحجارة). [معاني القرآن: 3/103]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({والمؤتفكة أهوى} المؤتفكة المخسوف بها). [مجاز القرآن: 2/239]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المؤتفكة}: المخسوف بها). [غريب القرآن وتفسيره: 356]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والمؤتفكة}: مدينة قوم لوط، لأنها ائتفكت [بهم]، أي انقلبت. {أهوى}: أسقط. يقال: هوى، إذا سقط. وأهواه اللّه، أي أسقطه). [تفسير غريب القرآن: 430]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({والمؤتفكة أهوى}
المؤتفكة المخسوف بها، أي ائتفكت بأهلها، ومعنى أهوى، أي رفعت حين خسف بهم إلى نحو السماء حتى سمع من في السماء أصوات أهل مدينة قوم لوط ثم أهويت أي ألقيت في الهاوية). [معاني القرآن: 5/77]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَالْمُؤْتَفِكَةَ}: مدينة قوم لوط "عليه السلام" ائتفكت أي انقلبت على أهلها
{أَهْوَى}: أي أسقط). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمُؤْتَفِكَةَ}: المخوف بها). [العمدة في غريب القرآن: 288]

تفسير قوله تعالى: {فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({فغشّاها ما غشّى} من الحجارة). [معاني القرآن: 3/103](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فغشّاها}: من العذاب والحجارة، ما غشّى). [تفسير غريب القرآن: 430]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فغشّاها ما غشّى} معناه فغشاها اللّه -عزّ وجلّ- من العذاب ما غشّى). [معاني القرآن: 5/78]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (55)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فبأيّ آلاء ربّك تتمارى...}.
يقول: فبأيّ نعم ربّك تكذب أنها ليست منه، وكذلك قوله: {فتماروا بالنّذر}). [معاني القرآن: 3/103]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فبأيّ آلاء ربّك تتمارى}
هذا - واللّه أعلم - خطاب للإنسان. لما عدّد عليه مما فعله الله به، مما يدل على وحدانيته.
كان المعنى أيها الإنسان فبأيّ نعم ربّك التي تدلّك على أنه واحد تتشكّك؟، لأن [المراد به الشكّ] ). [معاني القرآن: 5/78]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({فبأي آلاء ربك تتمارى} الآلاء: النعم، واحدها: إلي، والى، والي). [ياقوتة الصراط: 491]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى (56)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هذا نذيرٌ...}. يعني: محمداً صلى الله عليه.
{مّن النّذر الأولى...} يقول القائل: كيف قال لمحمدٍ: من النذر الأولى، وهو آخرهم؟، فهذا في الكلام كما تقول: هذا واحدٌ من بني آدم وإن كان آخرهم أو أولهم، ويقال: هذا نذيرٌ من النّذر الأولى في الّلوح المحفوظ). [معاني القرآن: 3/103]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({هذا نذيرٌ} يعني: محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم، {من النّذر الأولى} يعني من الأنبياء المتقدمين). [تفسير غريب القرآن: 430]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {هذا نذير من النّذر الأولى}
أي النبي - صلى الله عليه وسلم - مجراه في الإنذار مجرى من تقدّمة من الأنبياء، صلوات اللّه عليهم، وجائز أن يكون في معنى هذا إنذار لكم، كما أنذر من قبلكم وقد أعلمتم بما قص الله عليكم من حال من كذب بالرسل، وما وقع بهم من الإهلاك). [معاني القرآن: 5/78]

تفسير قوله تعالى: {أَزِفَتِ الْآَزِفَةُ (57)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أزفت الآزفة} قربت القيامة). [معاني القرآن: 3/103]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أزفت الآزفة} أي دنت القيامة). [مجاز القرآن: 2/239]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {أزفت الآزفة}: أي دنت القيامة). [غريب القرآن وتفسيره: 356]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أزفت الآزفة} أي قربت القيامة). [تفسير غريب القرآن: 430]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {(أزفت الآزفة}
معناه قرب القريبة، تقول: قد أزف الشيء إذا قرب ودنا، وهذا مثل {اقتربت السّاعة}). [معاني القرآن: 5/78]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْآزِفَةُ}: يوم القيامة). [العمدة في غريب القرآن: 288]

تفسير قوله تعالى: {لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ليس لها من دون اللّه كاشفةٌ...}.
يقول: ليس يعلمها كاشفٌ دون الله ـ أي لا يعلم علمها غير ربيّ، وتأنيث (الكاشفة) كقولك: ما لفلانٍ باقيةٌ. أي بقاءٌ والعافية والعاقبة، وليس له ناهيةٌ، كل هذا في معنى المصدر). [معاني القرآن: 3/103]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ليس لها من دون الله كاشفة}: أي كشف، وكذلك {لا يسمع فيها لاغية}). [غريب القرآن وتفسيره: 356]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ليس لها من دون اللّه كاشفةٌ}: ليس لعلمها كاشف ومبين دون اللّه ومثله: {لا يجلّيها لوقتها إلّا هو}.
وتأنيث «كاشفة» كما قال: {فهل ترى لهم من باقيةٍ} أي بقاء. و[كما قيل]: العاقبة، وليست له ناهية). [تفسير غريب القرآن: 430]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى {ليس لها من دون اللّه كاشفة}
معناه لا يكشف علمها متى تكون أحد إلا الله عزّ وجلّ، كما قال عزّ وجلّ: {لا يجلّيها لوقتها إلّا هو}). [معاني القرآن: 5/78]

تفسير قوله تعالى: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({أفمن هذا الحديث تعجبون}
أي مما يتلى عليكم من كتاب اللّه، {تعجبون * وتضحكون ولا تبكون * وأنتم سامدون}.
تفسيره: لاهون). [معاني القرآن: 5/78]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنتم سامدون...} لاهون). [معاني القرآن: 3/103]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" وأنتم سامدون " لاهون، يقال: دع عنك سمودك). [مجاز القرآن: 2/239]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({سامدون}: لا هون. يقال دع عنك سمودك). [غريب القرآن وتفسيره: 357]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأنتم سامدون}: لأهون ، ببعض اللغات. يقال للجارية: اسمدي لنا، أي غني لنا). [تفسير غريب القرآن: 430]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وأنتم سامدون} تفسيره: لاهون). [معاني القرآن: 5/78] (م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَامِدُونَ}: أي لاهون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَامِدُونَ}: لاهون). [العمدة في غريب القرآن: 288]

تفسير قوله تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فاسجدوا للّه واعبدوا}
معناه فاسجدوا للّه الذي خلق ا لسماوات والأرضين، ولا تعبدوا اللّات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، والشّعرى، لأنه قد جرى ذكر معبوداتهم في هذه السورة). [معاني القرآن: 5/79]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة