العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الحج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 09:10 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة الحج [من الآية (63) إلى الآية (66) ]

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65) وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 09:10 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ألم تر أنّ اللّه أنزل من السّماء ماءً فتصبح الأرض مخضرّةً إنّ اللّه لطيفٌ خبيرٌ}.
يقول تعالى ذكره: {ألم تر} يا محمّد {أنّ اللّه أنزل من السّماء ماءً} يعني مطرًا، {فتصبح الأرض مخضرّةً} بما ينبت فيها من النّبات {إنّ اللّه لطيفٌ} باستخراج النّبات من الأرض بذلك الماء وغير ذلك من ابتداع ما شاء أن يبتدعه. {خبيرٌ} بما يحدث عن ذلك النّبت من الحبّ وبه.
وقال: {فتصبح الأرض} فرفعه، وقد تقدّمه قوله: {ألم تر} وإنّما قيل ذلك كذلك لأنّ معنى الكلام الخبر، كأنّه قيل: اعلم يا محمّد أنّ اللّه ينزّل من السّماء ماءً فتصبح الأرض؛ ونظير ذلك قول الشّاعر:
ألم تسأل الرّبع القديم فينطق؟ = وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق؟
لأنّ معناه: قد سألته فنطق). [جامع البيان: 16/623]

تفسير قوله تعالى: (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {له ما في السّموات وما في الأرض وإنّ اللّه لهو الغنيّ الحميد}.
يقول تعالى ذكره: له ملك ما في السّماوات وما في الأرض من شيءٍ، هم عبيده ومماليكه وخلقه، لا شريك له في ذلك ولا في شيءٍ منه، وأنّ اللّه هو الغنيّ عن كلّ ما في السّماوات وما في الأرض من خلقه، وهم المحتاجون إليه، الحميد عند عباده في إفضاله عليهم، وأياديه عندهم). [جامع البيان: 16/623]

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ألم تر أنّ اللّه سخّر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السّماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ}.
يقول تعالى ذكره: ألم تر أنّ اللّه سخّر لكم أيّها النّاس ما في الأرض من الدّوابّ والبهائم، جعل ذلك كلّه لكم، تصرّفونه فيما أردتم من حوائجكم. {والفلك تجري في البحر بأمره} يقول: وسخّر لكم السّفن تجري في البحر بأمره، يعني بقدرته، وتذليله إيّاها لكم كذلك.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {والفلك تجري} فقرأته عامّة قرّاء الأمصار: ( والفلك ) نصبًا، بمعنى سخّر لكم ما في الأرض، والفلك عطفًا على ( ما )، وعلى تكرير ( أنّ ) وأنّ الفلك تجري. وروي عن الأعرج أنّه قرأ ذلك رفعًا على الابتداء. والنّصب هو القراءة عندنا في ذلك لإجماع الحجّة من القرّاء عليه.
{ويمسك السّماء أن تقع على الأرض} يقول: ويمسك السّماء بقدرته كي لا تقع على الأرض إلاّ بإذنه.
ومعنى قوله: {أن تقع}.
أن لا تقع. {إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ} بمعنى: أنّه بهم لذو رأفةٍ ورحمةٍ؛ فمن رأفته بهم، ورحمته لهم، أمسك السّماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه، وسخّر لكم ما وصف في هذه الآية تفضّلاً منه عليكم بذلك). [جامع البيان: 16/624-625]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم * وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور.
أخرج الطبراني عن ابن عباس قال: إذا أتيت سلطانا مهيبا تخاف أن يسطو بك فقل: الله أكبر الله أكبر من خلقه جميعا الله أعز ممن أخاف وأحذر أعوذ بالله الذي لا اله إلا هو الممسك السموات السبع أن يقعن على الأرض إلا بإذنه من شر عبدك فلان وجنوده وأشياعه من الجن والإنس إلهي كن لي جارا من شرهم جل شأنك وعز جارك وتبارك اسمك ولا اله غيرك ثلاث مرات). [الدر المنثور: 10/520-521]

تفسير قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وهو الّذي أحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم إنّ الإنسان لكفورٌ (66) لكلّ أمّةٍ جعلنا منسكًا هم ناسكوه فلا ينازعنّك في الأمر وادع إلى ربّك إنّك لعلى هدًى مستقيمٍ}.
يقول تعالى ذكره: واللّه الّذي أنعم عليكم هذه النّعم، هو الّذي جعلكم أجسامًا أحياءً، بحياةٍ أحدثها فيكم، ولم تكونوا شيئًا، ثمّ هو يميتكم من بعد حياتكم فيفنيكم عند مجيء آجالكم، ثمّ يحييكم بعد مماتكم عند بعثكم لقيام السّاعة {إنّ الإنسان لكفورٌ} يقول: إنّ ابن آدم لجحودٌ لنعم اللّه الّتي أنعم بها عليه من حسن خلقه إيّاه، وتسخيره له ما سخّر ممّا في الأرض والبرّ والبحر، وتركه إهلاكه بإمساكه السّماء أن تقع على الأرض بعبادته غيره من الآلهة والأنداد، وتركه إفراده بالعبادة، وإخلاص التّوحيد له). [جامع البيان: 16/625]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {إن الإنسان لكفور} قال: يعد المصيبات وينسى النعم). [الدر المنثور: 10/521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: كل شيء في القرآن {إن الإنسان لكفور} يعني به الكفار والله أعلم). [الدر المنثور: 10/521]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 09:12 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ألم تر أنّ اللّه أنزل من السّماء ماءً فتصبح الأرض مخضرّةً} [الحج: 63] يعني نباتها، ليس يعني من ليلتها ولكن إذا أنبتت.
[تفسير القرآن العظيم: 1/386]
{إنّ اللّه لطيفٌ} [الحج: 63] بخلقه فيما رزقهم.
{خبيرٌ} [الحج: 63] بأعمالهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/387]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فتصبح الأرض مخضرّةً...}

رفعت (فتصبح) لأنّ المعنى في {ألم تر} معناه خبر كأنك قلت في الكلام: اعلم أنّ الله ينزل من السّماء ماء فتصبح الأرض.
وهو مثل قول الشاعر:
ألم تسأل الربع القديم فينطق =فهل تخبرنك اليوم بيداءٌ سملق
أي قد سألته فنطق. ولوجعلته استفهاماً وجعلت الفاء شرطاً لنصبت: كما قال الآخر:
ألم تسأل فتخبرك الديارا =عن الحيّ المضلّل حيث سارا
والجزم في هذا البيت جائز كما قال:
فقلت له صوّب ولا تجهدنّه =فيذرك من أخرى العطاة فتزلق
فجعل الجواب بالفاء كالمنسوق على ما قبله). [معاني القرآن: 2/230-229]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ألم تر أنّ اللّه أنزل من السّماء ماء فتصبح الأرض مخضرّة إنّ اللّه لطيف خبير}
وقرئت مخضرة.
ذكر الله جل ثناؤه - ما يدل على توحيده من إيلاج الليل في النّهار والنهار في الليل، وذكر إنزاله الماء ينبت وذكر تسخير الفلك في البحر وإمساك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، فدل أنه الواحد الّذي خلق الخلق وأتى بما لا يمكن البشر أن يأتوا بمثله). [معاني القرآن: 3/436-435]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة}
قال سيبويه سألت الخليل عن قوله تعالى: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة} فقال هذا واجب وهو تنبيه
والمعنى انتبه أنزل الله من السماء ماء فكان كذا وكذا
وقال الفراء هو خبر
ويقرأ فتصبح الأرض مخضرة أي ذات خضر كما يقول مبقلة ومسبعة أي ذات بقل وسباع). [معاني القرآن: 4/430-429]

تفسير قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {له ما في السّموات وما في الأرض وإنّ اللّه لهو الغنيّ الحميد} [الحج: 64] {الغنيّ} [الحج: 64] عن خلقه {الحميد} [الحج: 64] المستحمد إلى خلقه، استوجب عليهم أن يحمدوه). [تفسير القرآن العظيم: 1/387]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ألم تر أنّ اللّه سخّر لكم ما في الأرض} [الحج: 65] خلق لكم ما في الأرض كقوله: {هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا} [البقرة: 29] {والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السّماء أن تقع على الأرض} [الحج: 65] يعني لئلا تقع على الأرض.
{إلا بإذنه إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ} [الحج: 65] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/387]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {ألم تر أنّ اللّه سخّر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السّماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه إنّ اللّه بالنّاس لرءوف رحيم}

(الفلك) بالنصب نسق - على " ما " المعنى وسخر لكم الفلك.
ويكون (تجري) حالا، أي وسخر لكم الفلك في حال جريها.
ويقرأ: {والفلك تجري في البحر بأمره}، فيكون الفلك مرفوعا بالابتداء، وتجري هو الخبر، والمعنى معنى التسخير لأن جريها بأمره هو التسخير.
وقوله: {ويمسك السّماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه}.
على معنى كراهة أن تقع على الأرض، وموضع " أن " نصب بيمسك.
وهي مفعول. المعنى لكراهة أن تقع). [معاني القرآن: 3/437-436]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه}
والمعنى كراهية أن تقع). [معاني القرآن: 4/430]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وهو الّذي أحياكم} [الحج: 66] من النّطف.
{ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم} [الحج: 66] يعني البعث وهو كقوله: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم} [البقرة: 28] قوله: {إنّ الإنسان لكفورٌ} [الحج: 66] يعني الكافر). [تفسير القرآن العظيم: 1/387]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 09:13 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وسمعت يونس يقول ما أتيتني فأحدثك فيما أستقبل فقلت له ما تريد به فقال أريد أن أقول ما أتيتني فأنا أحدثك وأكرمك فيما أستقبل وقال هذا مثل ائتني فأحدثك إذا أراد ائتني فأنا صاحب هذا.
وسألته عن: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض محضرةً} فقال: هذا واجبٌ وهو تنبيهٌ كأنك قلت أتسمع أن الله أنزل من السماء ماء فكان كذا وكذا وإنما خالف الواجب النفي لأنك تنقض النفي إذا نصبت وتغير المعنى يعني أنك تنفي الحديث وتوجب الإتيان تقول ما أتيتني قط فتحدثني إلا بالشر فقد نقضت نفي الإتيان وزعمت أنه قد كان). [الكتاب: 3/40]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما قول الله عز وجل: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرةً} فهذا هو الوجه؛ لأنه ليس بجواب؛ لأن المعنى في قوله: {ألم تر} إنما هو: انتبه وانظر. أنزل الله من السماء ماء فكان كذا وكذا.
وليس كقولك: ألم تأت زيداً فيكرمك؛ لأن الإكرام يقع بالإتيان. وليس اخضرار الأرض واقعاً من أجل رؤيتك.
وكذلك قوله عز وجل: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنةٌ فلا تكفر فيتعلمون} لأنه لم يجعل سبب تعليمهم قوله لا تكفر؛ كما تقول: لا تأتني فأضربك؛ لأنه يقول: إنك إن أتيتني ضربتك. وقوله: فلا تكفر حكاية عنهم، وقوله: فيتعلمون ليس متصلاً به. ولو كان كذلك كان لا تكفر فتتعلم يا فتى، ولكن هو محمول على قوله: {يعلمون الناس السحر} فيتعلمون منهم. لا يصح المعنى إلا على هذا أو على القطع أي: منهم يتعلمون). [المقتضب: 2/19]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً} قال: هذا تأويل الجزاء، أراد إذا أنزل من السماء ماءً تصبح الأرض مخضرة). [مجالس ثعلب: 446]

تفسير قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64) }

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وقد كسر حرفٌ منه على فعلٍ كما كسر عليه فعلٌ وذلك قولك للواحد هو الفلك فتذكر وللجميع هي الفلك وقال الله عز وجل: {في الفلك المشحون} فلما جمع قال: {والفلك التي تجري في البحر} كقولك أسد وأسد وهذا قول الخليل ومثله رهن ورهنٌ وقالوا ركنٌ وأركنٌ). [الكتاب: 3/577] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 01:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 01:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 01:17 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير له ما في السماوات وما في الأرض وإن الله لهو الغني الحميد ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم}
قوله تعالى: "ألم تر" تنبيه وبعده خبر أن الله أنزل من السماء ماء فظلت الأرض تخضر عنه. وقوله: "فتصبح" بمنزلة قوله: فتضحي أو فتصير، عبارة عن استعجالها إثر نزول الماء واستمرارها كذلك عادة، ورفع قوله: "فتصبح" من حيث
[المحرر الوجيز: 6/268]
الآية خبر، والفاء عاطفة وليست بجواب لأن كونها جوابا لقوله: "ألم تر" فاسد المعنى، وروي عن عكرمة أنه قال: هذا لا يكون إلا بمكة أو تهامة.
قال القاضي أبو محمد -رحمه الله:
ومعنى هذا أنه أخذ قوله: "فتصبح" مقصودا به صباح ليلة المطر، وذهب إلى أن ذلك الاخضرار في سائر البلاد يتأخر.
قال القاضي أبو محمد -رحمه الله-:
وقد شاهدت هذا في السوس الأقصى، نزل المطر بعد قحط وأصبحت تلك الأرض الرملة التي نسفتها الرياح؛ قد اخضرت بنبات ضعيف دقيق. وقرأ الجمهور: "مخضرة"، وقرأت فرقة: "مخضرة". و"اللطيف": المحكم للأمور برفق). [المحرر الوجيز: 6/268]

تفسير قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واللام في "له" لام الملك، و"الغني" الذي لا حاجة به إلى شيء، هكذا هو على الإطلاق). [المحرر الوجيز: 6/269]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {سخر لكم ما في الأرض} يريد: من الحيوان والمعادن وسائر المرافق، وقرأ الجمهور: "والفلك" بالنصب، وذلك يحتمل وجهين من الإعراب: أحدهما: أن يكون عطفا على "ما" بتقدير: وسخر الفلك، والآخر أن يكون عطفا على المكتوبة، بتقدير: وأن الفلك، وقوله: "تجري" على الإعراب الأول في موضع
[المحرر الوجيز: 6/269]
الحال، وعلى الإعراب الثاني في موضع الخبر. وقرأت فرقة: "والفلك" بالرفع، فـ"تجري" خبر على هذه القراءة.
وقوله تعالى: "إلا بإذنه" يحتمل أن يريد يوم القيامة، كأن طي السماء ونقص هذه الهيئة كوقوعها، ويحتمل أن يريد بذلك الوعيد لهم في أنه إن أذن في سقوط السماء عليكم سقطت، ويحتمل أن يعود قوله: "إلا بإذنه" على "الإمساك"؛ لأن الكلام يقتضي: بغير عمد ونحوه فكأنه أراد: إلا بإذنه فبه نمسكها. وباقي الآية بين). [المحرر الوجيز: 6/270]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون}
الإحياء والإماتة في هذه الآية ثلاث مراتب، وسقط منها الموت الأول الذي نص عليه في غيرها، إلا أنه بالمعنى في هذه). [المحرر الوجيز: 6/270]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 07:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 07:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ألم تر أنّ اللّه أنزل من السّماء ماءً فتصبح الأرض مخضرّةً إنّ اللّه لطيفٌ خبيرٌ (63) له ما في السّماوات وما في الأرض وإنّ اللّه لهو الغنيّ الحميد (64) ألم تر أنّ اللّه سخّر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السّماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ (65) وهو الّذي أحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم إنّ الإنسان لكفورٌ (66)}.
وهذا أيضًا من الدّلالة على قدرته وعظيم سلطانه، فإنّه يرسل الرّياح، فتثير سحابًا، فيمطر على الأرض الجرز الّتي لا نبات فيها، وهي هامدةٌ يابسةٌ سوداء قحلةٌ، {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت} [الحجّ: 5].
وقوله: {فتصبح الأرض مخضرّةً}، الفاء هاهنا للتّعقيب، وتعقيب كلّ شيءٍ بحسبه، كما قال: {خلقنا النّطفة علقةً فخلقنا العلقة مضغةً فخلقنا المضغة عظامًا} [المؤمنون: 14]، وقد ثبت في الصّحيحين: "أنّ بين كلّ شيئين أربعين يومًا" ومع هذا هو معقّبٌ بالفاء، وهكذا هاهنا قال: {فتصبح الأرض مخضرّةً} أي: خضراء بعد يبسها ومحولها.
وقد ذكر عن بعض أهل الحجاز: أنّها تصبح عقب المطر خضراء، فاللّه أعلم.
وقوله: {إنّ اللّه لطيفٌ خبيرٌ} أي: عليمٌ بما في أرجاء الأرض وأقطارها وأجزائها من الحبّ وإن صغر، لا يخفى عليه خافيةٌ، فيوصّل إلى كلٍّ منه قسطه من الماء فينبته به، كما قال لقمان: {يا بنيّ إنّها إن تك مثقال حبّةٍ من خردلٍ فتكن في صخرةٍ أو في السّماوات أو في الأرض يأت بها اللّه إنّ اللّه لطيفٌ خبيرٌ} [لقمان: 16]، وقال: {ألا يسجدوا للّه الّذي يخرج الخبء في السّماوات والأرض} [النّمل: 25]، وقال تعالى: {وما تسقط من ورقةٍ إلا يعلمها ولا حبّةٍ في ظلمات الأرض ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلا في كتابٍ مبينٍ} [الأنعام: 59]، وقال {وما يعزب عن ربّك من مثقال ذرّةٍ} الآية [يونس: 61]؛ ولهذا قال أميّة بن [أبي] الصّلت -أو: زيد بن عمرو بن نفيل- في قصيدته:
وقولا له: من ينبت الحبّ في الثّرى = فيصبح منه البقل يهتزّ رابيا?...
ويخرج منه حبّه في رؤوسه = ففي ذاك آياتٌ لمن كان واعيا). [تفسير ابن كثير: 5/ 449-450]

تفسير قوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {له ما في السّماوات وما في الأرض وإنّ اللّه لهو الغنيّ الحميد} أي: ملكه جميع الأشياء، وهو غنيٌّ عمّا سواه، وكلّ شيءٍ فقيرٌ إليه، عبدٌ لديه). [تفسير ابن كثير: 5/ 450]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ألم تر أنّ اللّه سخّر لكم ما في الأرض} أي: من حيوانٍ، وجمادٍ، وزروعٍ، وثمارٍ. كما قال: {وسخّر لكم ما في السّماوات وما في الأرض جميعًا منه} [الجاثية: 13] أي: من إحسانه وفضله وامتنانه، {والفلك تجري في البحر بأمره} أي: بتسخيره وتسييره، أي: في البحر العجاج، وتلاطم الأمواج، تجري الفلك بأهلها بريحٍ طيّبةٍ، ورفقٍ وتؤدةٍ، فيحملون فيها ما شاءوا من تجائر وبضائع ومنافع، من بلدٍ إلى بلدٍ، وقطرٍ إلى قطرٍ، ويأتون بما عند أولئك إلى هؤلاء، كما ذهبوا بما عند هؤلاء إلى أولئك، ممّا يحتاجون إليه، ويطلبونه ويريدونه، {ويمسك السّماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه} أي: لو شاء لأذن للسّماء فسقطت على الأرض، فهلك من فيها، ولكن من لطفه ورحمته وقدرته يمسك السّماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه؛ ولهذا قال: {إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ} أي: مع ظلمهم، كما قال في الآية الأخرى: {وإنّ ربّك لذو مغفرةٍ للنّاس على ظلمهم وإنّ ربّك لشديد العقاب} [الرّعد: 6]). [تفسير ابن كثير: 5/ 450-451]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وهو الّذي أحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم إنّ الإنسان لكفورٌ}، كقوله: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم ثمّ إليه ترجعون} [البقرة: 28]، وقوله: {قل اللّه يحييكم ثمّ يميتكم ثمّ يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه} [الجاثية: 26]، وقوله: {قالوا ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} [غافرٍ: 11] ومعنى الكلام: كيف تجعلون [مع] اللّه أندادًا وتعبدون معه غيره، وهو المستقلّ بالخلق والرّزق والتّصرّف، {وهو الّذي أحياكم} أي: خلقكم بعد أن لم تكونوا شيئًا يذكر، فأوجدكم {ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم} أي: يوم القيامة، {إنّ الإنسان لكفورٌ} أي: جحودٌ). [تفسير ابن كثير: 5/ 451]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة