العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة طه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 12:12 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة طه [ من الآية (24) إلى الآية (36) ]

{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 12:13 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اذهب إلى فرعون إنّه طغى (24) قال ربّ اشرح لي صدري (25) ويسّر لي أمري (26) واحلل عقدةً من لساني (27) يفقهوا قولي (28) واجعل لي وزيرًا من أهلي (29) هارون أخي}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه موسى صلوات اللّه عليه: {اذهب} يا موسى {إلى فرعون إنّه طغى} يقول: إنّه تجاوز قدره، وتمرّد على ربّه، وقد بيّنّا معنى الطّغيان بما مضى بما أغنى عن إعادته، في هذا الموضع. وفي الكلام محذوفٌ استغنى بفهم السّامع بما ذكر منه، وهو قوله: {اذهب إلى فرعون إنّه طغى} فادعه إلى توحيد اللّه وطاعته، وإرسال بني إسرائيل معك). [جامع البيان: 16/52]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({قال ربّ اشرح لي صدري} يقول: ربّ اشرح لي صدري يقول: اشرح لي صدري، لأعي عنك ما تودعه من وحيك، وأجترئ به على خطّاب فرعون). [جامع البيان: 16/52]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه: {ربّ اشرح لي صدري} قال: جرئةً لي). [جامع البيان: 16/52-53] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 25 - 47.
أخرج ابن مردويه والخطيب، وابن عساكر عن أسماء بنت عميس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بإزاء ثبير وهو يقول: أشرق ثبير أشرق ثبير اللهم إني أسألك بما سألك أخي موسى أن تشرح لي صدري وأن تيسر لي أمري وأن تحل عقدة من لساني {يفقهوا قولي (28) واجعل لي وزيرا من أهلي (29) هارون أخي (30) اشدد به أزري (31) وأشركه في أمري (32) كي نسبحك كثيرا (33) ونذكرك كثيرا (34) إنك كنت بنا بصيرا} ). [الدر المنثور: 10/183]

تفسير قوله تعالى: (وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({ويسّر لي أمري} يقول: وسهّل لى القيام بما تكلّفني من الرّسالة، وتحملني من الطّاعة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه: {ربّ اشرح لي صدري} قال: جرئةً لي). [جامع البيان: 16/52-53]

تفسير قوله تعالى: (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (يقال كلّ ما لم ينطق بحرفٍ أو فيه تمتمةٌ أو فأفأةٌ فهي عقدةٌ "). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يقال كلّ ما لم ينطق بحرفٍ أو فيه تمتمةٌ أو فأفاةٌ فهي عقدةٌ
أشار بذلك إلى تفسير: عقدة، في قوله تعالى: {واحلل عقدة من لساني} (طه: 27) وفسّر العقدة بما ذكره، وقال ابن عبّاس: يريد موسى عليه الصّلاة والسّلام، أطلق عن لساني العقدة الّتي فيه حتّى يفهموا كلامي والتمتمة التّردّد بالتّاء في الكلام، والفأفأة التّردّد بالفاء). [عمدة القاري: 19/56]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقوله تعالى: {واحلل عقدة من لساني} [طه: 27]. يقال: كل ما لم ينطق بحرف أو فيه تمتمة أو فأفأة فهي عقدة) وهذا ساقط لأبي ذر وإنما سأل موسى ذلك لأنه وإنما يحسن التبليغ من البليغ وقد كان في لسانه رتة وسببها كما روي أن فرعون حمله يومًا فأخذ لحيته ونتفها فغضب وأمر بقتله فقالت آسية: إنه صبي لا يفرق بين الجمر والياقوت فأحضرا بين يديه فأخذ الجمرة فوضعها في فيه، قوله من لساني متعلق بمحذوف على أنه صفة لعقدة أي من عقد لساني فلم يسأل حل عقدة لسانه مطلقًا بل عقدة تمنع الإفهام ولذلك نكرها وجعل يفقهوا جواب الأمر، ولو سأل الجميع لزال ولكن الأنبياء عليهم السلام لا يسألون إلا بحسب الحاجة. قال الحسن: واحلل عقدة من لساني قال احلل عقدة واحدة ولو سأل أكثر من ذلك أعطي). [إرشاد الساري: 7/236]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {واحلل عقدةً من لساني} يقول: وأطلق لساني بالمنطق، وكانت فيه فيما ذكر عجمةٌ عن الكلام للّذي كان من إلقائه الجمرة إلى فيه يوم همّ فرعون بقتله.
ذكر الرّواية بذلك عمّن قاله:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {عقدةً من لساني} قال: عجمةً لجمرة نارٍ أدخلها في فيه عن أمر امرأة فرعون، تردّ به عنه عقوبة فرعون، حين أخذ موسى بلحيته وهو لا يعقل، فقال: هذا عدوٌّ لي، فقالت له، إنّه لا يعقل.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ {واحلل عقدةً من لساني} لجمرة نارٍ أدخلها في فيه عن أمر امرأة فرعون، تدرأ به عنه عقوبة فرعون، حين أخذ موسى بلحيته وهو لا يعقل، فقال: هذا عدوٌّ لي، فقالت له: إنّه لا يعقل هذا قول سعيد بن جبيرٍ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {واحلل عقدةً من لساني} قال: عجمة الجمرة نارٌ أدخلها في فيه، عن أمر امرأة فرعون تردّ به عنه عقوبة فرعون حين أخذ بلحيته.
- حدّثنا موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: لمّا تحرّك الغلام، يعني موسى، أرته أمّه آسية صبيًّا، فبينما هي ترقصه وتلعب به، إذ ناولته فرعون، وقالت: خذه، فلمّا أخذه إليه أخذ موسى بلحيته فنتفها، فقال فرعون: عليّ بالذّبّاحين، قالت آسية: {لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتّخذه ولدًا} إنّما هو صبيّ لا يعقل، وإنّما صنع هذا من صباه، وقد علمت أنّه ليس في أهل مصر أحلى منّي أنا أضع له حليًّا من الياقوت، وأضع له جمرًا، فإن أخذ الياقوت فهو يعقل فاذبحه، وإن أخذ الجمر فإنّما هو صبيّ، فأخرجت له ياقوتها ووضعت له طستًا من جمرٍ، فجاء جبرائيل صلّى اللّه عليه وسلّم، فطرح في يده جمرةً، فطرحها موسى في فيه، فأحرقت لسانه، فهو الّذي يقول اللّه عزّ وجلّ {واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي} فزالت عن موسى من أجل ذلك). [جامع البيان: 16/53-54]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل واحلل عقدة من لساني قال عجمة لجمرة نار ادخلها في فيه عن أمر امرأة فرعون تدرأ عنه عقوبة فرعون حين أخذ موسى بلحية فرعون وهو صغير لا يعقل فقال فرعون هذا عدو لي فقالت امرأته إنه لا يعقل). [تفسير مجاهد: 395-396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {واحلل عقدة من لساني} قال: عجمة بجمرة نار أدخلها في فيه عن أمر امرأة فرعون تدرأ به عنه عقوبة فرعون حين أخذ موسى بلحيته وهو لا يعقل، قال: هذا عدو لي فقالت امرأته: إنه لا يعقل). [الدر المنثور: 10/184]

تفسير قوله تعالى: (يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يفقهوا قولي} يقول: يفهموا عنّي ما أخاطبهم وأراجعهم به من الكلام). [جامع البيان: 16/54]

تفسير قوله تعالى: (وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({واجعل لي وزيرًا من أهلي} يقول: واجعل لي عونًا من أهل بيتي {هارون أخي}). [جامع البيان: 16/55]

تفسير قوله تعالى: (هَارُونَ أَخِي (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({هارون أخي} وفي نصب هارون وجهان: أحدهما أن يكون منصوبا بقوله واجعل فيكون الوزير على هذا الوجه إذا نصب فعلال هارون والأخر أن يكون هارون منصوبًا على التّرجمة عن الوزير.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: كان هارون أكبر من موسى). [جامع البيان: 16/55]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {واجعل لي وزيرا من أهلي (29) هارون أخي} قال: كان أكبر من موسى). [الدر المنثور: 10/184]

تفسير قوله تعالى: (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (أزري ظهري»). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ ألقى صنع أزري ظهري فيسحتكم يهلككم تقدّم ذلك كلّه في قصّة موسى من أحاديث الأنبياء). [فتح الباري: 8/432] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {أوزارا} أثقالا {من زينة القوم} الحليّ الّذي استعاروا من آل فرعون فنبذتها فألقتها {ألقى} صنع {فنسي} موسى هم يقولونه أخطأ الرب {ألا يرجع إليهم قولا} العجل همسا حس الأقدام {حشرتني أعمى} عن حجتي وقد كنت بصيرًا في الدّنيا {أزري} ظهري {المثلى} الأمثل
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 87 طه {ولكنّا حملنا أوزارا من زينة القوم} قال الحليّ الّذي استعاروا من آل فرعون وهي الأنقال
وبه في قوله 96 طه {فقبضت قبضة من أثر الرّسول فنبذتها} قال ألقيتها
وفي قوله 87 طه {فكذلك ألقى السامري} قال صنع
وفي قوله 88 طه {هذا إلهكم وإله موسى فنسي} هم يقولونه قومه أخطأ الرب
وفي قوله 89 طه {أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا} قال العجل
وقال ابن جرير ثنا محمّد بن عمرو ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بمعناه في الهمس
وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 125 طه {لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًا} قال لا حجّة لي
وبه في قوله 31 طه {اشدد به أزري} قال ظهري). [تغليق التعليق: 4/253-254] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (أزري ظهري
أشار به إلى قوله تعالى: {هارون أخي (30) أشدد به أزري} (طه: 30 31) فسر الأزر بالظّهر، وفي التّفسير: ألازر القوّة والظّهر، يقال: أزردت فلانا على الأمر، قويته عليه، وكنت له فيه ظهرا). [عمدة القاري: 19/56]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({أزري}) في قوله: ({واجعل لي وزيرًا من أهلي (29) هارون أخي (30) أشدد به أزري} [طه: 29 - 31]. أي (ظهري) وجماعته أزر ويراد به القوّة يقال أزرت فلانًا على الأمر أي قويته). [إرشاد الساري: 7/236]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اشدد به أزري (31) وأشركه في أمري (32) كي نسبّحك كثيرًا (33) ونذكرك كثيرًا (34) إنّك كنت بنا بصيرًا}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن موسى أنّه سأل ربّه أن يشدّد أزره بأخيه هارون. وإنّما يعني بقوله: {اشدد به أزري} قوّ به ظهري، وأعني به. يقال منه: قد آزر فلانٌ فلانًا: إذا أعانه وشدّ ظهره.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {اشدد به أزري} يقول: اشدد به ظهري.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {اشدد به أزري} يقول: اشدد به أمري، وقوّني به، فإنّ لي به قوّةً). [جامع البيان: 16/55]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وذكر عن عبد اللّه بن أبي إسحاق أنّه كان يقرأ: " أشدد به أزري " بفتح الألف من أشدد " وأشركه في أمري " بضمّ الألف من أشركه، بمعنى الخبر من موسى عن نفسه، أنّه يفعل ذلك، لا على وجه الدّعاء. وإذا قرئ ذلك كذلك جزم أشدد وأشرك على الجزاء، أو جواب الدّعاء، وذلك قراءةٌ لا أرى القراءة بها، وإن كان لها وجهٌ مفهومٌ، لخلافها قراءة الحجّة الّتي لا يجوز خلافها). [جامع البيان: 16/56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج السلفي في الطيوريات بسند واه عن أبي حعفر محمد بن علي قال: لما نزلت {واجعل لي وزيرا من أهلي (29) هارون أخي (30) اشدد به أزري} كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبل ثم دعا ربه وقال اللهم اشدد أزري بأخي علي فأجابه إلى ذلك). [الدر المنثور: 10/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عطية في قوله: {اشدد به أزري} قال ظهري). [الدر المنثور: 10/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {اشدد به أزري} يقول: أشدد به أمري وقوني به فإن لي به قوة). [الدر المنثور: 10/184]

تفسير قوله تعالى: (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأشركه في أمري} يقول: واجعله نبيًّا مثل ما جعلتني نبيًّا، وأرسله معي إلى فرعون). [جامع البيان: 16/56]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وذكر عن عبد اللّه بن أبي إسحاق أنّه كان يقرأ: " أشدد به أزري " بفتح الألف من أشدد " وأشركه في أمري " بضمّ الألف من أشركه، بمعنى الخبر من موسى عن نفسه، أنّه يفعل ذلك، لا على وجه الدّعاء. وإذا قرئ ذلك كذلك جزم أشدد وأشرك على الجزاء، أو جواب الدّعاء، وذلك قراءةٌ لا أرى القراءة بها، وإن كان لها وجهٌ مفهومٌ، لخلافها قراءة الحجّة الّتي لا يجوز خلافها). [جامع البيان: 16/56] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وأشركه في أمري} قال: نبئ هرون ساعتئذ حين نبئ موسى عليهما السلام). [الدر المنثور: 10/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة أن عائشة سمعت رجلا يقول: إني لأدري أي أخ في الدنيا كان أنفع لأخيه: موسى حين سأل لأخيه النبوة، فقالت: صدق والله). [الدر المنثور: 10/185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن وهب قال: كان هرون فصيحا بين النطق يتكلم في تؤدة ويقول بعلم وحلم وكان أطول من موسى طولا وأكبرهما في السن وأكثرهما لحما وأبيضهما جسما وأعظمهما ألواحا وكان موسى جعدا آدم طوالا كأنه من رجال شنؤاة ولم يبعث الله نبيا إلا وقد كانت عليه شامة النبوة في يده اليمنى إلا أن يكون نبينا صلى الله عليه وسلم فإن شامة النبوة كانت بين كتفيه). [الدر المنثور: 10/185]

تفسير قوله تعالى: (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({كي نسبّحك كثيرًا} يقول: كي نعظّمك بالتّسبيح لك كثيرًا). [جامع البيان: 16/56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي النجود أنه قرأ {كي نسبحك كثيرا (33) ونذكرك كثيرا (34) إنك كنت بنا بصيرا} بنصب الكاف الأولى في كلهن.
وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش: أنه كان يجزم هذه الكافات كلها). [الدر المنثور: 10/185]

تفسير قوله تعالى: (وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({ونذكرك كثيرًا} فنحمدك). [جامع البيان: 16/56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي النجود أنه قرأ {كي نسبحك كثيرا (33) ونذكرك كثيرا (34) إنك كنت بنا بصيرا} بنصب الكاف الأولى في كلهن.
وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش: أنه كان يجزم هذه الكافات كلها). [الدر المنثور: 10/185] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({إنّك كنت بنا بصيرًا} يقول: إنّك كنت ذا بصرٍ بنا لا يخفى عليك من أفعالنا شيءٌ). [جامع البيان: 16/56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي النجود أنه قرأ {كي نسبحك كثيرا (33) ونذكرك كثيرا (34) إنك كنت بنا بصيرا} بنصب الكاف الأولى في كلهن.
وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش: أنه كان يجزم هذه الكافات كلها). [الدر المنثور: 10/185] (م)

تفسير قوله تعالى: (قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال قد أوتيت سؤلك يا موسى (36) ولقد مننّا عليك مرّةً أخرى (37) إذ أوحينا إلى أمّك ما يوحى}.
يقول تعالى ذكره: قال اللّه لموسى صلّى اللّه عليه وسلّم: قد أعطيت ما سألت يا موسى ربّك من شرحه صدرك وتيسيره لك أمرك، وحلّ عقدة لسانك، وتصيير أخيك هارون وزيرًا لك، وشدّ أزرك به، وإشراكه في الرّسالة معك). [جامع البيان: 16/56]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 12:19 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {اذهب إلى فرعون إنّه طغى} [طه: 24] يعني: إنّه كفر.
وقال السّدّيّ: إنّه عصى اللّه.
وهو واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/257]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [طه: 25] موسى.
{ربّ اشرح لي صدري} [طه: 25] أي: وسّع لي صدري.
وهو تفسير السّدّيّ.
دعاءٌ أن يشرح له صدره بالإيمان.
[تفسير القرآن العظيم: 1/257]
{ويسّر لي أمري {26} واحلل عقدةً من لساني {27} يفقهوا قولي {28}} [طه: 26-28] ففعل اللّه تبارك وتعالى ذلك به). [تفسير القرآن العظيم: 1/258] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [طه: 25] موسى.
{ربّ اشرح لي صدري} [طه: 25] أي: وسّع لي صدري.
وهو تفسير السّدّيّ.
دعاءٌ أن يشرح له صدره بالإيمان.
[تفسير القرآن العظيم: 1/257]
{ويسّر لي أمري {26} واحلل عقدةً من لساني {27} يفقهوا قولي {28}} [طه: 26-28] ففعل اللّه تبارك وتعالى ذلك به.
وكانت العقدة الّتي كانت في لسانه أنّه تناول لحية فرعون وهو صغيرٌ، فهمّ فرعون بقتله وقال: هذا عدوٌّ لي.
فقالت له امرأته: إنّ هذا صغيرٌ لا يعقل، فإن أردت أن تعلم ذلك فادع بتمرةٍ وجمرةٍ فاعرضهما عليه.
فأتى بتمرةٍ وجمرةٍ فعرضهما عليه فتناول الجمرة فألقاها في فيه، فمنها كانت العقدة الّتي في لسانه.
عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: لمّا تناول لحية فرعون، قال فرعون: هذا عدوٌّ لي.
وإنّما قالت له ذلك تردّ عن موسى عقوبته). [تفسير القرآن العظيم: 1/258]

تفسير قوله تعالى: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [طه: 25] موسى.
{ربّ اشرح لي صدري} [طه: 25] أي: وسّع لي صدري.
وهو تفسير السّدّيّ.
دعاءٌ أن يشرح له صدره بالإيمان.
[تفسير القرآن العظيم: 1/257]
{ويسّر لي أمري {26} واحلل عقدةً من لساني {27} يفقهوا قولي {28}} [طه: 26-28] ففعل اللّه تبارك وتعالى ذلك به.
وكانت العقدة الّتي كانت في لسانه أنّه تناول لحية فرعون وهو صغيرٌ، فهمّ فرعون بقتله وقال: هذا عدوٌّ لي.
فقالت له امرأته: إنّ هذا صغيرٌ لا يعقل، فإن أردت أن تعلم ذلك فادع بتمرةٍ وجمرةٍ فاعرضهما عليه.
فأتى بتمرةٍ وجمرةٍ فعرضهما عليه فتناول الجمرة فألقاها في فيه، فمنها كانت العقدة الّتي في لسانه.
عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: لمّا تناول لحية فرعون، قال فرعون: هذا عدوٌّ لي.
وإنّما قالت له ذلك تردّ عن موسى عقوبته). [تفسير القرآن العظيم: 1/258] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي... } كانت في لسانه رتّة). [معاني القرآن: 2/178]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):({وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي}مجاز العقدة في اللسان كل مالم ينطلق بحرف أو كانت منه مسكة من تمتمةٍ أو فأفأةٍ).[مجاز القرآن: 2/18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} أي رتّة كانت في لسانه). [تفسير غريب القرآن: 278]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي }
جاء في التفسير أنه كان في لسانه رتّة، لأن امرأة فرعون جعلت على لسانه حجرة لأنه كان أخذ وهو صبي بلحية فرعون فهمّ به، وقال هذا عدو فأعلمته أنه صبي لا يعقل وأن دليلها على ذلك أنه التقم جمرة فدرأت عنه ما همّ به فرعون فيه). [معاني القرآن: 3/355-356]

تفسير قوله تعالى: {يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [طه: 25] موسى.
{ربّ اشرح لي صدري} [طه: 25] أي: وسّع لي صدري.
وهو تفسير السّدّيّ.
دعاءٌ أن يشرح له صدره بالإيمان.
[تفسير القرآن العظيم: 1/257]
{ويسّر لي أمري {26} واحلل عقدةً من لساني {27} يفقهوا قولي {28}} [طه: 26-28] ففعل اللّه تبارك وتعالى ذلك به.
وكانت العقدة الّتي كانت في لسانه أنّه تناول لحية فرعون وهو صغيرٌ، فهمّ فرعون بقتله وقال: هذا عدوٌّ لي.
فقالت له امرأته: إنّ هذا صغيرٌ لا يعقل، فإن أردت أن تعلم ذلك فادع بتمرةٍ وجمرةٍ فاعرضهما عليه.
فأتى بتمرةٍ وجمرةٍ فعرضهما عليه فتناول الجمرة فألقاها في فيه، فمنها كانت العقدة الّتي في لسانه.
عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: لمّا تناول لحية فرعون، قال فرعون: هذا عدوٌّ لي.
وإنّما قالت له ذلك تردّ عن موسى عقوبته). [تفسير القرآن العظيم: 1/258] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي}

جاء في التفسير أنه كان في لسانه رتّة، لأن امرأة فرعون جعلت على لسانه حجرة لأنه كان أخذ وهو صبي بلحية فرعون فهمّ به، وقال هذا عدو فأعلمته أنه صبي لا يعقل وأن دليلها على ذلك أنه التقم جمرة فدرأت عنه ما همّ به فرعون فيه). [معاني القرآن: 3/355-356] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واجعل لي وزيرًا من أهلي} [طه: 29] أي عوينًا.
وهو تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/258]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي}

يجوز أن يكون نصب هارون من جهتين:
إحداهما أن يكون {اجْعَلْ} لا يتعدى إلى مفعولين فيكون المعنى اجعل هارون أخي وزيري فتنصب " وزيرا " على أنه مفعول ثان.
ويجوز أن يكون هارون بدلا من قوله {وزيرا} ويكون المعنى اجعل لي وزيرا من أهلي ثم أبدل هارون من وزير.
والقول الأول أجود و {أَخِي} نعت لهارون). [معاني القرآن: 3/356]

تفسير قوله تعالى: {هَارُونَ أَخِي (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هَارُونَ أَخِي...}
إن شئت أوقعت {اجْعَلْ} على {هَارُونَ أَخِي} وجعلت الوزير فعلا له. وإن شئت جعلت {هَارُونَ أَخِي} مترجماً عن الوزير، فيكون نصباً بالتكرير. وقد يجوز في {هَارُونَ}
الرفع على الاستئناف لأنه معرفة مفّسر لنكرة؛ كما قال الشاعر:
فإن لها جارين لن يغدرا بها =ربيب النبي وابن خير الخلائق).
[معاني القرآن: 2/178]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي}
يجوز أن يكون نصب هارون من جهتين:
إحداهما أن يكون {اجْعَلْ} لا يتعدى إلى مفعولين فيكون المعنى اجعل هارون أخي وزيري فتنصب {وَزِيرًا} على أنه مفعول ثان.
ويجوز أن يكون هارون بدلا من قوله " ووَزِيرًا " ويكون المعنى اجعل لي وزيرا من أهلي ثم أبدل هارون من وزير.
والقول الأول أجود و {أَخِي} نعت لهارون). [معاني القرآن: 3/356] (م)

تفسير قوله تعالى: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({هارون أخي {30} اشدد به أزري {31}} [طه: 30-31] يعني عوني.
تفسير السّدّيّ.
وقال الحسن: قوّتي.
وقال بعضهم: ظهري). [تفسير القرآن العظيم: 1/258]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأشركه في أمري} [طه: 32] وكان الحسن يقرأها بالرّفع.
وهي تقرأ أيضًا بالنّصب.
{وأشركه في أمري} [طه: 32] دعاءٌ من موسى لربّه أن يشركه في أمره). [تفسير القرآن العظيم: 1/258]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {اشْدُدْ بِهِ ...}

دعاء: {اشْدُدْ بِهِ} يا ربّ {أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ} يا رب {فِي أَمْرِي}. دعاء من موسى وهي في إحدى القراءتين {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} بضم الألف. وذكر عن الحسن {اشْدُدْ بِهِ} جزاء للدعاء لقوله: {اجعل لي} "وأشركه" بضم الألف في {أشرِكْهُ} لأنها فعل لموسى). [معاني القرآن: 2/178]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} أي ظهري، معناه صار مثلي، وعاونني على من يكفله، ويقال: قد أزرني، أي كان لي ظهراً، وآزرني أي صار لي وزيراً). [مجاز القرآن: 2/18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {اشدد به أزري}: ظهري. يقال: آزرني فلان أي كان لي ظهيرا). [غريب القرآن وتفسيره: 245]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} أي: ظهري. ومنه يقال: آزرت فلانا على الأمر، أي قويته عليه، وكنت له فيه ظهيرا. فأما وازرته: فصرت له وزيرا.
وأصل الوزارة من الوزر - وهو الحمل - كأن الوزير يحمل عن السلطان [الثّقل] ). [تفسير غريب القرآن: 278]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : {وقوله: اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}
يقرأ على ضربين:
على معنى اجعل أخي وزيرا، فإنك إن فعلت ذلك أشدد به أزري. " أشدد " على الإخبار عن النفس وأظهرت التضعيف لأنه جواب الأمر وأشركه في أمري، فيقرأ على هذا: هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري بقطع ألف أشدد وضم الألف من وأشركه.
ومن قرأ هارون أخي اشدد به أزري وأشركه فعلى الدعاء.
المعنى: اللهم أشدد به أزري وأشركه في أمري). [معاني القرآن: 3/356]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَزْرِي}: ظهري). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَزْرِي}: ظهري). [العمدة في غريب القرآن: 200]

تفسير قوله تعالى: {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كي نسبّحك كثيرًا} [طه: 33] قال الحسن: يعني الصّلاة، أي نصلّي لك كثيرًا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/258]
{ونذكرك كثيرًا {34} إنّك كنت بنا بصيرًا {35} قال قد أوتيت سؤلك يا موسى {36}} [طه: 34-36] فاستجاب اللّه تبارك وتعالى له). [تفسير القرآن العظيم: 1/259]

تفسير قوله تعالى: {وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كي نسبّحك كثيرًا} [طه: 33] قال الحسن: يعني الصّلاة، أي نصلّي لك كثيرًا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/258]
{ونذكرك كثيرًا {34} إنّك كنت بنا بصيرًا {35} قال قد أوتيت سؤلك يا موسى {36}} [طه: 34-36] فاستجاب اللّه تبارك وتعالى له). [تفسير القرآن العظيم: 1/259](م)

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كي نسبّحك كثيرًا} [طه: 33] قال الحسن: يعني الصّلاة، أي نصلّي لك كثيرًا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/258]
{ونذكرك كثيرًا {34} إنّك كنت بنا بصيرًا {35} قال قد أوتيت سؤلك يا موسى {36}} [طه: 34-36] فاستجاب اللّه تبارك وتعالى له). [تفسير القرآن العظيم: 1/259] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كي نسبّحك كثيرًا} [طه: 33] قال الحسن: يعني الصّلاة، أي نصلّي لك كثيرًا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/258]
{ونذكرك كثيرًا {34} إنّك كنت بنا بصيرًا {35} قال قد أوتيت سؤلك يا موسى {36}} [طه: 34-36] فاستجاب اللّه تبارك وتعالى له). [تفسير القرآن العظيم: 1/259] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} أي طلبتك. وهو فعل من سألت. أي أعطيت [ما] سألت).
[تفسير غريب القرآن: 278]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 12:23 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) }

تفسير قوله تعالى: {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) }

تفسير قوله تعالى: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) }

تفسير قوله تعالى: {يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) }

تفسير قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) }

تفسير قوله تعالى: {هَارُونَ أَخِي (30) }

تفسير قوله تعالى: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وقد آزرته على الأمر أي أعنته وقويته ومنه قوله: {اشدد به أزري} ). [إصلاح المنطق: 373]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} شد أزره، إذا عاونه في أمره، أي أعني وقوني. الأزر: العون؛ آزره يؤازره). [مجالس ثعلب: 115]

تفسير قوله تعالى: {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) }

تفسير قوله تعالى: {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) }

تفسير قوله تعالى: {وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 04:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 04:40 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 05:00 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمره تبارك وتعالى بالذهاب إلى فرعون، وهو مصعب بن الريان في بعض ما قيل، وقيل غير هذا، ولا صحة لشيء من ذلك. و"طغى" معناه: تجاوز الحد في فساد). [المحرر الوجيز: 6/90]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {قال رب اشرح لي صدري} الآية، لما أمره الله تعالى بالذهاب إلى فرعون علم أنها الرسالة، وفهم قدر التكليف، فدعا الله في المعونة إذ لا حول له إلا به، وقوله: {اشرح لي صدري} معناه: لفهم ما يرد علي من الأمور). [المحرر الوجيز: 6/91]

تفسير قوله تعالى: {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26)}

تفسير قوله تعالى: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27)يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"العقدة" التي دعا في حلها هي التي اعترته بالجمرة التي جعلها في فمه حين جربه فرعون، وروي في ذلك أن فرعون أراد قتله وهو طفل حين مد يده إلى لحية فرعون، فقالت له امرأته: إنه لا يعقل، فقال: بلى، هو يعقل وهو عدو لي، فقالت له: نجربه، قال: أفعل، فدعت بجمرات من نار وبطبق فيه ياقوت، فقال: إن أخذ الياقوت علمنا أنه يعقل، وإن أخذ النار عذرناه، فمد موسى يده إلى جمرة فأخذها فلم تعد على يده فجعلها في فيه فأحرقته وأورثت لسانه عقدة في كبره، أي حبسة ملبسة في بعض الحروف. قال ابن الجوهري رحمه الله: كف الله النار عن يده لئلا تقول النار: طبعي، وأحرقت لسانه لئلا يقول موسى: مكانتي، وموسى عليه السلام إنما طلب من حل العقدة قدر أن يفقه قوله، فجائزا أن يكون ذلك كله زال، وجائزا أن يكون بقي منه القليل، فيجتمع أن يؤتى هو سؤله وأن يقول فرعون: ولا يكاد يبين، ولو فرضناه زال جملة لكان قول فرعون سبا لموسى عليه السلام لحالته القديمة). [المحرر الوجيز: 6/91]

تفسير قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الوزير": المعين القائم بوزر الأمور، وهو ثقلها، ويحتمل الكلام أن طلب الوزير من أهله على الجملة، ثم أبدل هارون من الوزير المطلوب، ويحتمل أن يريد: واجعل هارون وزيرا، فإنما ابتدأ الطلب فيه، فيكون - على هذا - مفعولا أولا بـ "اجعل". وكان هارون عليه السلام أكبر من موسى بأربعة أعوام). [المحرر الوجيز: 6/91]
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وفتح أبو عمرو وابن كثير الياء من "أخي" وسكنها الباقون). [المحرر الوجيز: 6/92]

تفسير قوله تعالى: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ ابن عامر وحده: "أشدد" بفتح الهمزة و"أشركه" بضمها على أن موسى عليه السلام أسند هذه الأفعال إلى نفسه، ويكون الأمر هنا لا يريد به النبوة بل يريد تدبيره ومساعيه؛ لأن النبوة لا يكون لموسى عليه السلام أن يشرك فيها بشرا، وقرأ الباقون: "اشدد" بضم الهمزة "وأشرك" على معنى الدعاء في شد الأزر وتشريك هارون عليه السلام في النبوة، وهذه هي الوجه لأنها تناسب ما تقدم من الدعاء، وتعضدها آيات غير هذه تقتضي بطلبه تصديق هارون إياه. و"الأزر" بمعنى الظهر، قاله أبو عبيدة، كأنه قال: شد به عوني، واجعله مقاومي فيما أحاوله من الأمور، وقال امرؤ القيس:
[المحرر الوجيز: 6/91]
بمحنية قد آزر الضال نبتها ... مجر جيوش غانمين وخيب
أي: قاومه وصار في طوله). [المحرر الوجيز: 6/92]

تفسير قوله تعالى: {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وروي عن نافع "وأشركهو" بزيادة واو في اللفظ بعد الهاء). [المحرر الوجيز: 6/92]

تفسير قوله تعالى: {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم جعل موسى عليه السلام ما طلب من نعم الله تعالى سببا يلزم كثير العبادة والاجتهاد في أمر الله. وقوله: "كثيرا" نعت لمصدر محذوف، تقديره: تسبيحا كثيرا). [المحرر الوجيز: 6/92]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ولقد مننا عليك مرة أخرى إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني}
المعنى: قال الله تعالى: قد أعطيت يا موسى طلبتك في شرح الصدر وتيسير الأمر وحل العقدة، إما بالكل وإما على قدر الحاجة في الأفعال). [المحرر الوجيز: 6/92]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 محرم 1440هـ/14-09-2018م, 07:08 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 محرم 1440هـ/14-09-2018م, 07:12 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله {اذهب إلى فرعون إنّه طغى} أي: اذهب إلى فرعون ملك مصر، الّذي خرجت فارًّا منه وهاربًا، فادعه إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له، ومره فليحسن إلى بني إسرائيل ولا يعذّبهم، فإنّه قد طغى وبغى، وآثر الحياة الدّنيا، ونسي الرّبّ الأعلى.
قال وهب بن منبّه: قال اللّه لموسى: انطلق برسالتي فإنّك بعيني وسمعي، وإنّي معك أيدي ونصري، وإنّي قد ألبستك جنّةً من سلطاني لتستكمل بها القوّة في أمري، فأنت جندٌ عظيمٌ من جندي، بعثتك إلى خلقٍ ضعيفٍ من خلقي، بطر نعمتي، وأمن مكري، وغرّته الدّنيا عنّي، حتّى جحد حقّي، وأنكر ربوبيّتي، وزعم أنّه لا يعرفني، فإنّي أقسم بعزّتي لولا القدر الّذي وضعت بيني وبين خلقي، لبطشت به بطشة جبار، يغضب لغضبه السموات والأرض، والجبال والبحار، فإن أمرت السّماء حصبته، وإن أمرت الأرض ابتلعته، وإن أمرت الجبال دمّرته، وإن أمرت البحار غرّقته، ولكنّه هان عليّ، وسقط من عيني، ووسعه حلمي، واستغنيت بما عندي، وحقّي إنّي أنا الغنيّ لا غنيّ غيري، فبلّغه رسالتي، وادعه إلى عبادتي وتوحيدي وإخلاصي، وذكّره أيّامي وحذّره نقمتي وبأسي، وأخبره أنّه لا يقوم شيءٌ لغضبي، وقل له فيما بين ذلك قولًا ليّنًا لعلّه يتذكّر أو يخشى، وخبّره أنّي إلى العفو والمغفرة أسرع منّي إلى الغضب والعقوبة، ولا يروّعنّك ما ألبسته من لباس الدّنيا، فإنّ ناصيته بيدي، ليس ينطق ولا يطرف ولا يتنفّس إلّا بإذني، وقل له: أجب ربّك فإنّه واسع المغفرة، وقد أمهلك أربعمائة سنةٍ، في كلّها أنت مبارزه بالمحاربة، تسبّه وتتمثّل به وتصدّ عباده عن سبيله وهو يمطر عليك السّماء، وينبت لك الأرض، [و] لم تسقم ولم تهرم ولم تفتقر [ولم تغلب] ولو شاء اللّه أن يعجّل لك العقوبة لفعل، ولكنّه ذو أناةٍ وحلمٍ عظيمٍ. وجاهده بنفسك وأخيك وأنتما تحتسبان بجهاده فإنّي لو شئت أن آتيه بجنودٍ لا قبل له بها لفعلت، ولكن ليعلم هذا العبد الضّعيف الّذي قد أعجبته نفسه وجموعه أنّ الفئة القليلة -ولا قليل منّي-تغلب الفئة الكثيرة بإذني، ولا تعجبنّكما زينته، ولا ما متّع به، ولا تمدّا إلى ذلك أعينكما، فإنّها زهر الحياة الدّنيا، وزينة المترفين. ولو شئت أن أزيّنكما من الدّنيا بزينةٍ، ليعلم فرعون حين ينظر إليها أنّ مقدرته تعجز عن مثل ما أوتيتما، فعلت، ولكنّي أرغب بكما عن ذلك، وأزويه عنكما. وكذلك أفعل بأوليائي، وقديمًا ما جرت عادتي في ذلك. فإنّي لأذودهم عن نعيمها ورخائها، كما يذود الرّاعي الشّفيق إبله عن مبارك الغرّة، وما ذاك لهوانهم عليّ، ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي سالمًا موفرًا لم تكلمه الدّنيا.
واعلم أنّه لا يتزيّن لي العباد بزينةٍ هي أبلغ ممّا عندي من الزّهد في الدّنيا، فإنّها زينة المتّقين، عليهم منها لباسٌ يعرفون به من السّكينة والخشوع، سيماهم في وجوههم من أثر السّجود، أولئك أوليائي حقًّا حقًّا، فإذا لقيتهم فاخفض لهم جناحك، وذلّل قلبك ولسانك، واعلم أنه من أهان لي وليًّا أو أخافه، فقد بارزني بالمحاربة، وبادأني وعرض لي نفسه ودعاني إليها، وأنا أسرع شيءٍ إلى نصرة أوليائي، أفيظنّ الّذي يحاربني أن يقوم لي، أم يظنّ الّذي يعاديني أن يعجزني، أم يظنّ الّذي يبارزني أن يسبقني أو يفوتني. وكيف وأنا الثّائر لهم في الدّنيا والآخرة، لا أكل مضطرّهم إلى غيري.
رواه ابن أبي حاتمٍ). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 280-282]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال ربّ اشرح لي صدري * ويسّر لي أمري} هذا سؤالٌ من موسى، عليه السّلام، لربّه عزّ وجلّ، أن يشرح له صدره فيما بعثه به، فإنّه قد أمره بأمرٍ عظيمٍ، وخطبٍ جسيمٍ، بعثه إلى أعظم ملكٍ على وجه الأرض إذ ذاك، وأجبرهم، وأشدّهم كفرًا، وأكثرهم جنودًا، وأعمرهم ملكًا، وأطغاهم وأبلغهم تمرّدًا، بلغ من أمره أن ادّعى أنّه لا يعرف اللّه، ولا يعلم لرعاياه إلهًا غيره.
هذا وقد مكث موسى في داره مدّةً وليدًا عندهم، في حجر فرعون، على فراشه، ثمّ قتل منهم نفسًا فخافهم أن يقتلوه، فهرب منهم هذه المدّة بكمالها. ثمّ بعد هذا بعثه ربّه عزّ وجلّ إليهم نذيرًا يدعوهم إلى اللّه عزّ وجلّ أن يعبدوه وحده لا شريك له؛ ولهذا قال: {ربّ اشرح لي صدري * ويسّر لي أمري} أي: إن لم تكن أنت عوني ونصيري، وعضدي وظهيري، وإلّا فلا طاقة لي بذلك). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 282]

تفسير قوله تعالى: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي} وذلك لما كان أصابه من اللّثغ، حين عرض عليه التّمرة والجمرة، فأخذ الجمرة فوضعها على لسانه، كما سيأتي بيانه، وما سأل أن يزول ذلك بالكلّيّة، بل بحيث يزول العيّ، ويحصل لهم فهم ما يريد منه وهو قدر الحاجة. ولو سأل الجميع لزال، ولكنّ الأنبياء لا يسألون إلّا بحسب الحاجة، ولهذا بقيت بقيّةٌ، قال اللّه تعالى إخبارًا عن فرعون أنّه قال: {أم أنا خيرٌ من هذا الّذي هو مهينٌ ولا يكاد يبين} [الزّخرف 52] أي: يفصح بالكلام.
وقال الحسن البصريّ: {واحلل عقدةً من لساني} قال: حلّ عقدةً واحدةً، ولو سأل أكثر من ذلك أعطي.
وقال ابن عبّاسٍ: شكا موسى إلى ربّه ما يتخوّف من آل فرعون في القتيل، وعقدة لسانه، فإنّه كان في لسانه عقدةٌ تمنعه من كثيرٍ من الكلام، وسأل ربّه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردءًا ويتكلّم عنه بكثيرٍ ممّا لا يفصح به لسانه، فآتاه سؤله، فحلّ عقدةً من لسانه.
وقال ابن أبي حاتمٍ: ذكر عن عمرو بن عثمان، حدّثنا بقيّة، عن أرطاة بن المنذر، حدّثني بعض أصحاب محمّد بن كعبٍ، عنه قال: أتاه ذو قرابةٍ له. فقال له: ما بك بأسٌ لولا أنّك تلحن في كلامك، ولست تعرب في قراءتك؟ فقال القرظيّ: يا ابن أخي، ألست أفهمك إذا حدّثتك ؟. قال:نعم. قال: فإنّ موسى، عليه السّلام، إنّما سأل ربّه أن يحلّ عقدةً من لسانه كي يفقه بنو إسرائيل كلامه، ولم يزد عليها. هذا لفظه). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 282-283]

تفسير قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {واجعل لي وزيرًا من أهلي * هارون أخي}: وهذا أيضًا سؤالٌ من موسى في أمرٍ خارجيٍّ عنه، وهو مساعدة أخيه هارون له.
قال الثّوريّ، عن أبي سعيدٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: فنبّئ هارون ساعتئذٍ حين نبّئ موسى، عليهما السّلام.
وقال ابن أبي حاتمٍ: ذكر عن ابن نمير، حدّثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة أنّها خرجت فيما كانت تعتمر، فنزلت ببعض الأعراب، فسمعت رجلًا يقول: أيّ أخٍ كان في الدّنيا أنفع لأخيه؟ قالوا: ما ندري. قال: واللّه أنا أدري قالت: فقلت في نفسي: في حلفه لا يستثني، إنّه ليعلم أيّ أخٍ كان في الدّنيا أنفع لأخيه. قال: موسى حين سأل لأخيه النّبوّة. فقلت: صدق واللّه. قلت: وفي هذا قال اللّه تعالى في الثّناء على موسى، عليه السّلام: {وكان عند اللّه وجيهًا} [الأحزاب: 69]). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 283]

تفسير قوله تعالى: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {اشدد به أزري} قال مجاهدٌ: ظهري). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 283]

تفسير قوله تعالى: {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأشركه في أمري}أي: في مشاورتي). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 283]

تفسير قوله تعالى: {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كي نسبّحك كثيرًا * ونذكرك كثيرًا} قال مجاهدٌ: لا يكون العبد من الذّاكرين اللّه كثيرًا، حتّى يذكر اللّه قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 283]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّك كنت بنا بصيرًا} أي: في اصطفائك لنا، وإعطائك إيّانا النّبوّة، وبعثتك لنا إلى عدوّك فرعون، فلك الحمد على ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 283]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال قد أوتيت سؤلك يا موسى (36) ولقد مننّا عليك مرّةً أخرى (37) إذ أوحينا إلى أمّك ما يوحى (38) أن اقذفيه في التّابوت فاقذفيه في اليمّ فليلقه اليمّ بالسّاحل يأخذه عدوٌّ لي وعدوٌّ له وألقيت عليك محبّةً منّي ولتصنع على عيني (39) إذ تمشي أختك فتقول هل أدلّكم على من يكفله فرجعناك إلى أمّك كي تقرّ عينها ولا تحزن وقتلت نفسًا فنجّيناك من الغمّ وفتنّاك فتونًا (40)}
هذه إجابةٌ من اللّه لرسوله موسى، عليه السّلام، فيما سأل من ربّه عزّ وجلّ). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 283]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة