العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 شعبان 1431هـ/18-07-2010م, 03:29 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة الدخان

التفسير اللغوي لسورة الدخان

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 ذو القعدة 1431هـ/27-10-2010م, 08:52 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي المقدمات والخواتيم

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (جاء في التفسير: من قرأ سورة الدخان في ليلة الجمعة تصديقا وإيمانا , غفر اللّه له). [معاني القرآن: 4/423]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 ذو القعدة 1431هـ/27-10-2010م, 08:55 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 16]

{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)}

تفسير قوله تعالى: {حم (1)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقد فسرنا معنى {حم} فيما سلف).
تفسير قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{والكتاب المبين (2)} : قسم). [معاني القرآن: 4/423]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّا أنزلناه في ليلة مباركة إنّا كنّا منذرين (3)}
جاء في التفسير أنها ليلة القدر، قال اللّه عزّ وجلّ : {إنّا أنزلناه في ليلة القدر}
وقال المفسرون: {في ليلة مباركة}: هي ليلة القدر.
نزل جملة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل على رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - شيئا بعد شيء). [معاني القرآن: 4/423]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قوله جل وعز: {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين}
قال مجاهد وقتادة في ليلة مباركة : ليلة القدر
قال أبو جعفر في معنى هذه الآية ثلاثة أقوال:
أ- فمن أصحها ما رواه حماد بن زيد , عن أيوب , عن عكرمة , عن ابن عباس قال: (( أنزل القرآن في ليلة القدر إلى السماء الدنيا جملة واحدة , ثم نزل به جبرائيل في عشرين سنة )). وهذا إسناد لا يدفع
ب- وقيل المعنى إنا أنزلناه قرآنا في تفضيل ليلة القدر
وهو قوله تعالى: {ليلة القدر خير من ألف شهر} , فهذان قولان.
ج- وقيل المعنى :إنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر كما تقول إنا أخرج إلى مكة غدا , أي: أنا ابتدئ الخروج). [معاني القرآن: 396-6/395]

تفسير قوله تعالى:{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ...}.
{أمراً...} : هو منصوب بقوله: يفرق، على معنى يفرق كل أمر فرقا وأمرا وكذلك). [معاني القرآن: 3/39]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فيها يفرق } : يفصل ويقسط). [مجاز القرآن: 2/208]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ * أمراً مّن عندنا إنّا كنّا مرسلين * رحمةً مّن رّبّك إنّه هو السّميع العليم}
قال: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} , {أمراً} وقال: {رحمةً مّن رّبّك} , وانتصابه على "إنّا أنزلناه أمراً ورحمةً" في الحال). [معاني القرآن: 4/14]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : (4- {يفرق كل أمر حكيم}: أي يقضى).[غريب القرآن وتفسيره: 335]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({يفرق} : أي : يفصل). [تفسير غريب القرآن: 402]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فيها يفرق كلّ أمر حكيم (4)}
يفرق اللّه عزّ وجلّ في ليلة القدر كل أمر فيه حكمة من أرزاق العباد, وآجالهم , وجميع أمرهم الذي يكون مؤجّلا إلى ليلة القدر التي تكون في السنة المقبلة). [معاني القرآن: 4/423]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فيها يفرق كل أمر حكيم (4) أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين}
في معناه قولان متقاربان:
- قال ابن عباس : يحكم الله جل وعز أمر الدنيا إلى قابل في ليلة القدر ما كان من حياة , أو موت , أو رزق .
وقال أبو عبد الرحمن السلمي , والحسن , ومجاهد , وقتادة نحوا من هذا إلا أن مجاهد قال : إلا الشقاء والسعادة فإنهما لا يتغيران.
قال أبو جعفر فهذا قول , والمعنى عليه أنه تؤمر ليلة القدر الملائكة بما يكون من القطر , والرزق , والحياة , والموت إلى قابل
, ومعنى يفرق , ويؤمر واحد ؛ كأنه قال يؤمر كل أمر حكيم أمرا من عندن.ا
- والقول الآخر: أنها ليلة النصف من شعبان يبرم فيها أمر السنة , وينسخ الأحياء من الأموات, ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم , ولا ينقص منهم أحد .
وقال غيره يفرق: يقضي , ويفصل , في تلك الليلة إلى مثلها من السنة الأخرى
و«حكيم» بمعنى محكم
وقيل : إن معنى يفرق: يفصل , أي: يفصل بين المؤمن, والكافر , والمنافق , فيقال للملائكة هذا , ويعرفونه). [معاني القرآن: 6/396-398 ]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُفْرَقُ}: يقضى). [العمدة في غريب القرآن: 270]

تفسير قوله تعالى: {أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ...}.
{أمراً...} : هو منصوب بقوله: يفرق، على معنى يفرق كل أمر فرقا وأمرا وكذلك). [معاني القرآن: 3/39] (م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إنّا كنّا مرسلين رحمةً من ربّك }: نصب على مجاز نصب المصادر.
قال أبو عبيدة: سمعت ابن عون يقول: قد مضى الدخان , وزعم غيره أن الدخان هو الجدب , والسنون التي دعا النبي صلى الله عليه فيها على مضر:(( اللهم اشدد وطأتك على مضر)), وقال بعضهم وطدتك ). [مجاز القرآن: 2/208]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ * أمراً مّن عندنا إنّا كنّا مرسلين * رحمةً مّن رّبّك إنّه هو السّميع العليم}
قال: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ} , {أمراً} .
وقال: {رحمةً مّن رّبّك} , وانتصابه على "إنّا أنزلناه أمراً ورحمةً" في الحال). [معاني القرآن: 4/14] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ : {أمرا من عندنا إنّا كنّا مرسلين (5) رحمة من ربّك إنّه هو السّميع العليم (6)}
{أمرا من عندنا} ، وقوله: {رحمة من ربّك} منصوبان - قال الأخفش - على الحال، المعنى إنا أنزلناه آمرين أمرا وراحمين رحمة.
ويجوز أن يكون منصوبا بـ {يفرق} بمنزلة يفرق, فرقا ؛ لأن أمرا بمعنى فرقا، لأن المعنى يؤتمر فيها أمرا.
ويجوز أن يكون {رحمة من ربّك} مفعولا له، أي إنا أنزلناه رحمة أي للرحمة). [معاني القرآن: 4/423-424 ]

تفسير قوله تعالى:{رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {رحمةً مّن رّبّك...}، يفرق ذلك رحمة من ربك، ويجوز أن تنصب الرحمة بوقوع مرسلين عليها، تجعل الرحمة هي النبي صلى الله عليه). [معاني القرآن: 3/39]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ * أمراً مّن عندنا إنّا كنّا مرسلين * رحمةً مّن رّبّك إنّه هو السّميع العليم}
قال: {فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ}, {أمراً} , وقال: {رحمةً مّن رّبّك}, وانتصابه على "إنّا أنزلناه أمراً ورحمةً" في الحال). [معاني القرآن: 4/14] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ : {أمرا من عندنا إنّا كنّا مرسلين (5) رحمة من ربّك إنّه هو السّميع العليم (6)}
{أمرا من عندنا}، وقوله: {رحمة من ربّك}
منصوبان - قال الأخفش - على الحال، المعنى إنا أنزلناه آمرين أمرا وراحمين رحمة.
ويجوز أن يكون منصوبا بـ {يفرق} بمنزلة : يفرق فرقا لأن أمرا بمعنى فرقا، لأن المعنى يؤتمر فيها أمرا.
ويجوز أن يكون {رحمة من ربّك} مفعولا له، أي إنا أنزلناه رحمة أي للرحمة). [معاني القرآن: 4/423-424 ] (م)

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ربّ السّماوات والأرض...}.
خفضها الأعمش وأصحابه، ورفعها أهل المدينة، وقد خفضها الحسن أيضا على أن تكون تابعة لربك , رب السماوات.
ومن رفع جعله تابعا لقوله: {إنه هو السّميع العليم}، ورفع أيضا آخر على الاستئناف كما قال: {وما بينهما الرحمن} ). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين (7)}
بالخفض والرفع, فالرفع على الصفة، والخفض على قوله: {من ربّك ربّ السّماوات}
ومن رفع فعلى قوله: {إنّه هو السميع العليم ربّ السّماوات} , وإن شئت على الاستئناف على معنى : هو ربّ السّماوات. ). [معاني القرآن: 4/424]

تفسير قوله تعالى: { لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لا إله إلّا هو يحيي ويميت ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين (8)}
ويقرأ {ربكم وربّ آبائكم الأولين}: فالخفض على معنى رحمة من ربّك ربّكم وربّ آبائكم الأولين). [معاني القرآن: 4/424]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9)}

تفسير قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {تأتي السّماء بدخانٍ مّبينٍ... يغشى النّاس هذا عذابٌ...}
كان النبي صلى الله عليه دعا عليهم، فقال: ((اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم كسني يوسف)), فأصابهم جوعٌ، حتّى أكلوا العظام والميتة، فكانوا يرون فيما بينهم وبين السماء دخانا). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الدخان}: قال بعض الناس: الدخان والجدب والسنون التي دعا فيها النبي صلى الله عليه وسلم على مضر فقال فيها ((اللهم اشدد وطأتك على مضر)) وقال بعضهم لم تكن بعد).[غريب القرآن وتفسيره: 335]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {يوم تأتي السّماء بدخانٍ مبينٍ} : أي بجدب، يقال: إن الجائع فيه كان يرى بينه وبين السماء دخانا، من شدة الجوع.
ويقال: بل قيل للجوع: دخان ليبس الأرض في سنة الجدب، وانقطاع النبات، وارتفاع الغبار, فشبه ما يرتفع منه بالدخان.
كما قيل لسنة المجاعة: غبراء، وقيل: جوع اغبر، وربما وضعت العرب الدخان موضع الشر إذا علا، فيقولون: كان بيننا أمر ارتفع له دخان). [تفسير غريب القرآن: 402]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فارتقب يوم تأتي السّماء بدخان مبين (10)}
{فارتقب} : فانتظر، وفي أكثر التفسير أن الدخان قد مضى وذلك حين دعا رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - على مضر فقال:(( اللهم اشدد وطأتك على مضر , واجعلها عليهم سنين كسني يوسف)).
أي : اجعلهم سنوهم في الجدب كسني يوسف.
والعرب أيضا تسمي الجدب السّنة، فيكون المعنى اجعلها عليهم جدوبا, فارتفع القطر، وأجدبت الأرض , وصار بين السماء والأرض كالدخان). [معاني القرآن: 4/424]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين}
روى إسرائيل , عن أبي إسحاق , عن الحارث , عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: آية الدخان لم تمض بعد , وستكون : يأتي دخان يصيب المؤمنين الزكام , وينقد الكافر.
وروى الأعمش , عن أبي الضحى , عن مسروق قال : جلس رجل فقال: إن الدخان لم يكن , وإنما يكون يوم القيامة , يأخذ المؤمنين منه مثل الزكام , ويشتد على الكافرين والمنافقين .
فدخلنا على عبد الله بن مسعود , وهو متكئ فحكينا له ما قال , فقام فجلس مغضبا , وقال:(( إ ذا سئل أحدكم عما لا يعلم , فليقل لا علم لي به , فإن الله جل وعز يقول لنبيه: {قل لا أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين} , وسأخبركم عن الدخان , إن قريشا استعصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكفرت , فدعا الله جل وعز عليها أن يجوعها , فأصابها جوع شديد حتى كان الرجل يرى بين السماء والأرض دخانا من الجوع والحر .
فقالت قريش :{ ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون}.
فكشفه الله عنهم, فعادوا , ثم بطش بهم البطشة الكبرى يوم بدر , ولو كان الدخان يوم القيامة ما كشف عنهم. )). ) [معاني القرآن: 6/398-399]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِدُخَانٍ}: أي بجدب حتى يرى الجائع أن بينه وبين السماء دخاناً من الجوع .
وقيل: إنه إذا احتبس المطر صعد من الأرض الغبار فشبه ذلك بالدخان , ولذلك قيل لشدة المجاعة غبراء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 225]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الدُخَانٍ} : الجدب). [العمدة في غريب القرآن: 270]

تفسير قوله تعالى: {يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {تأتي السّماء بدخانٍ مّبينٍ... يغشى النّاس هذا عذابٌ...}.
كان النبي صلى الله عليه دعا عليهم، فقال: ((اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم كسني يوسف)), فأصابهم جوعٌ، حتّى أكلوا العظام والميتة، فكانوا يرون فيما بينهم وبين السماء دخانا). [معاني القرآن: 3/39] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يغشى النّاس هذا عذابٌ أليمٌ...}., يراد به ذلك عذاب، ويقال: إن الناس كانوا يقولون: هذا الدخان عذاب). [معاني القرآن: 3/40]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يغشى النّاس هذا عذاب أليم (11)}
المعنى يقول الناس الذين يحل بهم الجدب:{هذا عذاب أليم}
وكذلك قوله :{ربّنا اكشف عنّا العذاب} ). [معاني القرآن: 4/424-425 ]

تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يغشى النّاس هذا عذاب أليم (11)}
المعنى يقول الناس الذين يحل بهم الجدب: {هذا عذاب أليم}, وكذلك قوله : { ربّنا اكشف عنّا العذاب} ).[معاني القرآن: 424 -4/425] (م)

تفسير قوله تعالى: {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13)}

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)}

تفسير قوله تعالى: {ِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّا كاشفو العذاب قليلاً إنّكم عائدون...}.
يقال: عائدون إلى شرككم، ويقال: عائدون إلى عذاب الآخرة). [معاني القرآن: 3/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({إنّكم عائدون} : إلى شرككم. ويقال: إلى الآخرة). [تفسير غريب القرآن: 402]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ : {إنّا كاشفو العذاب قليلا إنّكم عائدون (15)}
ويجوز: {أنّكم عائدون}
فمن قرأ: { أنكم عائدون}, فهو الوجه، والمعنى أنه يعلمهم أنهم لا يتعظون، وأنهم إذا زال عنهم المكروه عادوا في طغيانهم). [معاني القرآن: 4/425]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون} ]
يجوز أن يكون المعنى: إنكم عائدون في المعاصي
ويجوز أن يكون بمعنى : ميتين). [معاني القرآن: 6/399-400]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}: قيل: إلى شرككم وقيل: إلى الآخرة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 225]

تفسير قوله تعالى:{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يوم نبطش...}: يعني: يوم بدر، وهي البطشة الكبرى). [معاني القرآن: 3/40]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ يوم نبطش البطشة الكبرى }: يقال: إنها يوم بدر). [مجاز القرآن: 2/208]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : (16- {البطشة الكبرى}: يقال إنها يوم بدر فكانوا ينظرون إلى شبيه بالدخان بين السماء والأرض. وقال بعضهم يكون في يوم القيامة). [غريب القرآن وتفسيره: 336]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {يوم نبطش البطشة الكبرى} : يعني: يوم بدر). [تفسير غريب القرآن: 402]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: { يوم نبطش البطشة الكبرى إنّا منتقمون (16)}
يوم نبطش، ونبطش إنّا منتقمون.
هذا مثل: عكف , يعكف , ويعكف، وعرش يعرش , ويعرش , وهذا في اللغة كثير.
وقيل: إن البطشة الكبرى يوم بدر.
و{ يوم } لا يجوز أن يكون منصوبا بقوله:{ منتقمون}, لأن ما بعد { إنّا} لا يجوز أن يعمل فيما قبلها، , ولكنه منصوب بقوله: { واذكر يوم نبطش البطشة الكبرى} ). [معاني القرآن: 4/425]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون}
قال أبي بن كعب , وابن مسعود في البطشة الكبرى: إنها يوم بدر
وروى عوف وقتادة , عن الحسن : { يوم نبطش البطشة الكبرى}, قال: يوم القيامة). [معاني القرآن: 6/400]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى}: يوم بدر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 225]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْبَطْشَةَ}: يوم بدر , {الْكُبْرَى}: العظمي). [العمدة في غريب القرآن: 270]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 ذو القعدة 1431هـ/27-10-2010م, 09:00 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 17 إلى 39]

{وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آَتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (19) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22) فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29) وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {رسولٌ كريمٌ...}.
أي على ربه كريم، ويكون كريم من قومه؛ لأنه قال: ما بعث نبي إلا وهو في شرف قومه). [معاني القرآن: 3/40]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم}
روى سعيد , عن قتادة قال: ابتليناهم
قال { وجاءهم رسول كريم }: يعني : موسى). [معاني القرآن: 6/401]

تفسير قوله تعالى: {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أن أدّوا إليّ عباد اللّه...}.
يقول: ادفعوهم إليّ، أرسلوهم معي، وهو قوله: {أرسل معي بني إسرائيل}.
ويقال: { أن أدّوا إليّ يا عباد الله}, والمسألة الأولى نصب فيها العباد بأدوا). [معاني القرآن: 3/40]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ : {ولقد فتنّا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم * أن أدّوا إليّ عباد اللّه إنّي لكم رسول أمين}
{أن أدّوا إليّ عباد اللّه} أن أسلموا إليّ عباد اللّه، يعني بني إسرائيل , كما قال: {فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذّبهم} أي أطلقهم من عذابك.
وجائز أن يكون {عباد اللّه} منصوبا على النداء، فيكون المعنى أن أدّوا إليّ ما أمركم اللّه به , يا عباد اللّه). [معاني القرآن: 4/425]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم}
روى سعيد , عن قتادة قال : {ابتليناهم}
قال: {وجاءهم رسول كريم}: يعني: موسى , قال: {وأن لا تعلوا علي}: أن لا تعتوا
قال : وقوله: {إني آتيكم بسلطان مبين}: أي: بعذر مبين.). [معاني القرآن: 6/401] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آَتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (19)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {وأن لا تعلوا على اللّه إنّي آتيكم بسلطان مبين (19)}: أي , بحجة واضحة بيّنة تدل على أني نبيّ). [معاني القرآن: 4/425]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم}
روى سعيد عن قتادة قال: ابتليناهم.
قال: { وجاءهم رسول كريم} : يعني موسى , قال : {وأن لا تعلوا علي}: أن لا تعتوا
قال وقوله: {إني آتيكم بسلطان مبين} :أي: بعذر مبين). [معاني القرآن: 6/401] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم}
روى سعيد , عن قتادة قال: {ابتليناهم}
قال: {وجاءهم رسول كريم} , يعني موسى , قال {وأن لا تعلوا علي} : أن لا تعتوا .
قال , وقوله: {إني آتيكم بسلطان مبين} : أي: بعذر مبين). [معاني القرآن: 6/401] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أن ترجمون...}: الرجم ههنا: القتل). [معاني القرآن: 3/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({عذت بربّي وربّكم أن ترجمون}: أي : تقتلون). [تفسير غريب القرآن: 402]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الرجم: أصله الرّمي، كقوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ}أي مرامي.
ثم يستعار فيوضع موضع القتل، لأنهم كانوا يقتلون بالرّجم.
وروي أنّ ابن آدم قتل أخاه رجما بالحجارة، وقتل رجما بالحجارة، فلما كان أول القتل كذلك، سمّي رجما وإن لم يكن بالحجارة، ومنه قوله تعالى: {لَنَرْجُمَنَّكُمْ} [يس: 18]، أي لنقتلنكم.
وقال: {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ} [الدخان: 20]، أي تقتلون. وقال: {وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ} [هود: 91] أي قتلناك). [تأويل مشكل القرآن: 508] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {وإنّي عذت بربّي وربّكم أن ترجمون} : أي: أن تقتلون). [معاني القرآن: 4/425]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون}
قال قتادة : بالحجارة
قال الفراء: الرجم ههنا : القتل
وروى إسماعيل بن أبي خالد , عن أبي صالح في :{ وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون} , قال : أن يقولوا ساحر , أو كاهن, أو شاعر.). [معاني القرآن: 6/401-402]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَن تَرْجُمُونِ}: أي تقتلوني). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 225]


تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإن لّم تؤمنوا لي فاعتزلون...}.
يقول: فاتركون لا عليّ، ولا لي). [معاني القرآن: 3/ 401-402]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون} :أي: دعوني كفافا لا عليّ ولا لي). [تفسير غريب القرآن: 402]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون (21)}
أي : إن لم تؤمنوا لي فلا تكونوا عليّ ولا معي). [معاني القرآن: 4/426]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون}
أي دعوني كفافا لا لي ولا علي). [معاني القرآن: 6/402]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فاعْتَزِلُونِ}: أي دعوني كفافاً لا علي ولا لي). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فدعا ربّه أنّ هؤلاء قومٌ...}.
تفتح {أن}، ولو أضمرت القول فكسرتها لكان صوابا). [معاني القرآن: 3/40]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فدعا ربّه أنّ هؤلاء قوم مجرمون (22)}
من كسر {إنّ} , فالمعنى قال: إن هؤلاء، و{إنّ} بعد القول مكسورة.
ويجوز الفتح على معنى : فدعا ربّه بأنّ هؤلاء). [معاني القرآن: 4/426]

تفسير قوله تعالى: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {واترك البحر رهواً...}.
يقول: ساكنا، قال: وأنشدني أبو ثروان:


كأنما أهل حجر ينظرون متى = يرونني خارجاً طير تناديد
طيرٌ رأت بازياً نضخ الدماء به = أو أمةٌ خرجت رهواً إلى عيد ).
[معاني القرآن: 3/41]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( { واترك البحر رهواً } , ساكناً: يقال: أره على نفسك : أي: ارفق بها ولا تخرق.
يقال: عيشٌ راه، قال بشر بن أبي خازم:
فإن أهلك عمير فربّ زحفٍ= يشبّه نقعه رهواً ضبابا ).
[مجاز القرآن: 2/208]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {رهوا}: أي ساكنا وجاءت الخيل رهوا ويقال اره على نفسك أي ارفق بها). [غريب القرآن وتفسيره: 336]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({واترك البحر رهواً} : أي : ساكنا). [تفسير غريب القرآن: 402]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {واترك البحر رهوا إنّهم جند مغرقون (24)}
جاء في التفسير { يبسا } كما قال: { فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا}
وقال أهل اللغة: رهوا ساكنا). [معاني القرآن: 4/426]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون}
روى عكرمة , عن ابن عباس قال: رهوا : طريقا
وروى علي بن الحكم , عن الضحاك قال: سهلا .
وروى ابن أبي نجيح, عن مجاهد : {واترك البحر رهوا}: أي ساكنا , لا تأمره أن يرجع إلى ما كان عليه حتى يحصل فيه آخرهم
وروي عن مجاهد أنه قال: رهوا , أي: يابسا
قال أبو جعفر هذه الأقوال متقاربة , ويقال للساكن رهو , كما قال الشاعر:
والخيل تمرغ رهوا في أعنتها = كالطير ينجو من الشؤبوب ذي البرد
ويقال : جاء القوم رهوا على نطم واحد). [معاني القرآن: 6/402-404]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): ({رهوا}: أي: ساكنا). [ياقوتة الصراط: 463]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رَهْوًا}: أي ساكناً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 226]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رَهْوًا}: ساكناً). [العمدة في غريب القرآن: 270]

تفسير قوله تعالى:{ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {كم تركوا من جنات وعيون (25) وزروع ومقام كريم}
قال الفراء يقال: المنازل الحسنة , ويقال: المنابر). [معاني القرآن: 6/404]

تفسير قوله تعالى: {وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ومقامٍ كريمٍ...}.
يقال: منازل حسنة، ويقال: المنابر...
- حدثني أبو شعيب , عن منصور ابن المعتمر , عن المنهال بن عمرو, عن سعيد بن جبير في قوله: {فما بكت عليهم السّماء والأرض...}, قال: يبكي على المؤمن من الأرض مصلاّه، ويبكي عليه من السماء مصعد عمله.
قال الفراء: وكذلك ذكره حبان , عن الكلبي , عن أبي صالح , عن ابن عباس). [معاني القرآن: 3/41]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كم تركوا من جنّات وعيون * وزروع ومقام كريم}
جاء في التفسير : أن المقام الكريم يعنى به : المنابر ههنا، وجاء في مقام كريم: أي : في منازل حسنة). [معاني القرآن: 4/426]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {كم تركوا من جنات وعيون * وزروع ومقام كريم}
قال الفراء يقال : المنازل الحسنة , ويقال: المنابر). [معاني القرآن: 6/404](م)

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (28)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله:{كذلك وأورثناها قوما آخرين}
المعنى الأمر كذلك, موضع كذلك رفع على خبر الابتداء المضمر). [معاني القرآن: 4/426]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فما بكت عليهم السّماء والأرض وما كانوا منظرين}, مبين في كتاب «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} [الدخان: 29] تقول العرب إذا أرادت تعظيم مهلك رجل عظيم الشأن، رفيع المكان، عامّ النفع، كثير الصنائع: أظلمت الشمس له، وكسف القمر لفقده، وبكته الرّيح والبرق والسماء والأرض.
يريدون المبالغة في وصف المصيبة به، وأنها قد شملت وعمّت. وليس ذلك بكذب، لأنّهم جميعا متواطئون عليه، والسّامع له يعرف مذهب القائل فيه.
وهكذا يفعلون في كل ما أرادوا أن يعظّموه ويستقصوا صفته. ونيّتهم في قولهم: أظلمت الشمس، أي كادت تظلم، وكسف القمر، أي كاد يكسف.
ومعنى كاد: همّ أن يفعل ولم يفعل. وربما أظهروا كاد، قال ابن مفرّغ الحميريّ يرثي رجلا:
الرِّيحُ تبكِي شَجْوَهُ = والبرق يَلْمَعُ في غَمَامَه
وقال آخر:
الشَّمسُ طالعةٌ ليست بكاسفةٍ = تبَكي عليكَ نُجومَ اللَّيلِ والقَمَرا
أراد: الشمس طالعة تبكي عليك، وليست مع طلوعها كاسفة النجوم والقمر، لأنّها مظلمة، وإنما تكسف بضوئها، فنجوم الليل بادية بالنهار.
وهذا كقوله النابغة وذكر يوم حرب:
تبدوا كواكبه والشمس طالعة = لا النّور نورٌ ولا الإظلامُ إظلام
ونحوه قول طرفة في وصف امرأة:
إِنْ تُنَوِّلْهُ فَقَد تَمْنَعُهُ = وُتِرِيهِ النَّجْمَ يَجري بالظُّهُر
يقول: تشقّ عليه حتى يظلم نهاره فيرى الكواكب ظهرا.
والعامة تقول: أراني فلانّ الكواكب بالنّهار، إذا برَّح به.
وقال الأعشى:
رجعت لما رمت مستحسرا = ترى للكواكب ظُهْرًا وَبِيصَا
أي: رجعت كئيبا حسيرا، قد أظلم عليك نهارك، فأنت ترى الكواكب تعالي النّهار بريقا.
وقد اختلف الناس في قول الله عز وجل: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} [الدخان: 29].
فذهب به قوم مذاهب العرب في قولهم: بكته الريح والبرق. كأنه يريد أنّ الله عز وجل حين أهلك فرعون وقومه وغرّقهم وأورث منازلهم
وجنّاتهم غيرهم- لم يبك عليهم باك، ولم يجزع جازع، ولم يوجد لهم فقد.
وقال آخرون: أراد: فما بكى عليهم أهل السماء ولا أهل الأرض. فأقام السماء والأرض مقام أهلهما، كما قال تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82]، أراد أهل القرية.
وقال: {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} [محمد: 4]، أي يضع أهل الحرب السّلاح.
وقال ابن عباس: لكل مؤمن باب في السماء يصعد فيه عمله، وينزل منه رزقه، فإذا مات بكى عليه الباب، وبكت عليه آثاره في الأرض ومصلّاه. والكافر لا يصعد له عمل، ولا يبكي له باب في السماء ولا أثره في الأرض). [تأويل مشكل القرآن: 167-170]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {فما بكت عليهم السّماء والأرض وما كانوا منظرين (29)}
لأنهم ماتوا كفارا، والمؤمنون إذا ماتوا تبكي عليهم السماء والأرض.
فيبكي على المؤمن من الأرض مصلّاه , أي: مكان مصلاه , ومن السماء مكان مصعد عمله , ومنزل رزقه.
وجاء في التفسير :أن الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحا.
وقوله:{وما كانوا منظرين} :أي : ما كانوا مؤخرين بالعذاب). [معاني القرآن: 4/426-427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين}
روى المسيب بن رافع , عن علي عليه السلام أنه قال : يبكي على المؤمن الباب الذي يصعد منه عمله , ومصلاه من الأرض.
وروى سعيد بن جبير , عن ابن عباس قال: للمؤمن باب يصعد منه عمله, وينزل منه رزقه , فإذا مات بكى عليه , وبكى عليه .
الموضع الذي كان يصلي عليه ولم يكن في آل فرعون خير ولا كان لهم عمل صالح يصعد قال الله تعالى: {فما بكت عليهم السماء والأرض}
و قيل المعنى : فما بكى عليهم أهل السماء وأهل الأرض, كما قال تعالى: {واسأل القرية}
قال أبو جعفر : العرب إذا عظمت هلاك الإنسان قالت: بكت عليه السماء , وأظلمت له الشمس على التمثيل كما قال:
والشمس طالعة ليست بكاسفة = تبكي عليك نجوم الليل والقمرا
ثم قال تعالى: {وما كانوا منظرين أي مؤخرين} ). [معاني القرآن: 6/404-406 ]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {من العذاب المهين...}, وفي حرف عبد الله: {من عذاب المهين} , وهذا مما أضيف إلى نفسه لاختلاف الاسمين مثل قوله: {ولدار الآخرة خيرٌ}, مثل قوله: {وذلك دين القيّمة} , وهي في قراءة عبد الله: {وذلك الدين القيّمة} ). [معاني القرآن: 3/41]

تفسير قوله تعالى: {مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين}
قال قتادة : كان يذبح أبناءهم , ويستحيي نساءهم. ). [معاني القرآن: 6/406]

تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولقد اخترناهم على علم على العالمين (32)} : أي : على عالمي دهرهم). [معاني القرآن: 4/427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولقد اخترناهم على علم على العالمين}
قال قتادة: على عالمي أهل زمانهم). [معاني القرآن: 6/406]

تفسير قوله تعالى: {وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وآتيناهم مّن الآيات ما فيه بلاءٌ مّبينٌ...}.
يريد: نعم مبيّنة، منها: أن أنجاهم من آل فرعون، وظللهم بالغمام، وأنزل عليهم المنّ والسلوى، وهو كما تقول للرجل: إن بلائي عندك لحسن.
وقد قيل فيهما: إن البلاء عذاب، وكلٌّ صواب). [معاني القرآن: 3/42]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبينٌ}: أي: نعم بينة عظام). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال الله عز وجل: {وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة: 49]، أي: نعمة عظيمة. {وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ} [الدخان: 33]، أي: نعم بيّنة عظام). [تأويل مشكل القرآن: 470] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: (ثم قال جل وعز: {وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين}
قال قتادة: أنجاهم من عدوهم , وأقطعهم البحر , وأنزل عليهم المن والسلوى
قال أبو جعف: ر فالبلاء ههنا النعمة على هذا القول كما قال الشاعر:
فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو
وقد يكون البلاء ههنا العذاب ضد النعمة , أي: لحقهم البلاء لما كفروا بآيات الله). [معاني القرآن: 6/407]

تفسير قوله تعالى: { إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما نحن بمنشرين} : أي: بمحيين). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: { إنّ هؤلاء ليقولون (34) إن هي إلّا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين (35)} : هذا قاله الكفار من قريش، معنى {إن هي} ما هي، ومعنى{بمنشرين} بمبعوثين، يقال أنشر اللّه الموتى فنشروا هم إذا حيوا). [معاني القرآن: 4/427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إن هؤلاء ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين}
{إن هؤلاء } : يعني قريشا , { إن هي } : بمعنى ما هي والمنشرون المبعوثون أنشر الله الموتى فنشروا , كما قال الشاعر:
يا آل بكر أنشروا لي كليبا = يا آل بكر أين أين الفرار ).
[معاني القرآن: 6/408]

تفسير قوله تعالى: {فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين...}.
يخاطبون النبي - صلى الله عليه - وحده، وهو كقوله: {يا أيّها النبي إذا طلّقتم النّساء} في كثير من كلام العرب، أن تجمع العرب فعل الواحد، منه قول الله عز وجل: {قال ربّ ارجعون}). [معاني القرآن: 3/42]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الواحد بلفظ الجميع:
كقوله سبحانه: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ}، وأكثر من يخاطب بهذا الملوك، لأنّ من مذاهبهم أن يقولوا: نحن فعلنا. بقوله الواحد منهم يعني نفسه، فخوطبوا بمثل ألفاظهم. يقول الله عز وجل: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: 3]، و{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].
ومن هذا قوله عز وجل: {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ}،
وقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} [هود: 14]،
وقوله: {فَأْتُوا بِآَبَائِنَا} [الدخان: 36]). [تأويل مشكل القرآن: 293-294] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: ( ثم قال جل وعز: {فأتوني بآبائنا إن كنتم صادقين}
الفراء يذهب إلى أن قوله: {فائتوا} : مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم وحده على ما تستعمله العرب في مخاطبة الجليل). [معاني القرآن: 6/408]

تفسير قوله تعالى: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ أهم خيرٌ أم قوم تبّع }: ملوك اليمن كان كل واحد منهم يسمى تبعاً لأنه يتبع صاحبه وكذلك الظل لأنه يتبع الشمس , وموضع تبع في الجاهلية موضع الخليفة في الإسلام , وهم ملوك العرب الأعاظم). [مجاز القرآن: 2/209]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {أهم خير أم قوم تبّع والّذين من قبلهم أهلكناهم إنّهم كانوا مجرمين (37)}
جاء في التفسير أن تبّعا كان مؤمنا، وأن قومه كانوا كافرين، وجاء أنه نظر إلى كتاب على قبرين بناحية حمير، على قبر أحدهما: هذا قبر رضوى, وعلى الآخر: هذا قبر حبى ابنتي تبّع لا يشركان باللّه شيئا). [معاني القرآن: 4/427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم}
قالت عائشة: كان تبع رجلا صالحا , فذم الله قومه , ولم يذمه
وقال سعيد بن جبير: سأل ابن عباس كعب: كيف ذكر الله جل وعز قوم تبع , ولم يذكر تبعا ؟
فقال: كان تبع ملكا من الملوك , وكان قومه كهانا , وكان معهم قوم من أهل الكتاب, فكان قومه يكذبون على أهل الكتاب عنده.
فقال لهم جميعا: قربوا قربانا فقربوا , فتقبل قربان أهل الكتاب, ولم يتقبل قربان قومه، فأسلم , فلذلك ذكر الله قومه ولم يذكره). [معاني القرآن: 6/409]

تفسير قوله تعالى: {مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ بالحقّ...}: يريد: للحق.). [معاني القرآن: 3/42]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («الباء» مكان «اللام»
قال الله تعالى: {مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [الدخان: 39] أي للحق). [تأويل مشكل القرآن: 578]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {ما خلقناهما إلّا بالحقّ ولكنّ أكثرهم لا يعلمون}: يعنى به السّماوات والأرض أي: إلا لإقامة الحق). [معاني القرآن: 4/427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون}: إلا بالحق أي : إلا لإقامة الحق). [معاني القرآن: 6/410]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 ذو القعدة 1431هـ/27-10-2010م, 09:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 40 إلى آخر السورة]

{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)}

تفسير قوله تعالى:{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ يوم الفصل ميقاتهم أجمعين...}.
يريد: الأولين والآخرين، ولو نصب {ميقاتهم} لكان صواباً يجعل اليوم صفة، قال: أنشدني بعضهم:-

لو كنت أعلم أنّ آخر عهدكم = يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل
فنصب: يوم الرحيل, على أنه صفة). [معاني القرآن: 3/42]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إنّ يوم الفصل ميقاتهم أجمعين (40)}
ويجوز ميقاتهم بنصب التاء، ولا أعلم أنه قرئ بها، فلا تقرأن بها.
فمن قرأ ميقاتهم بالرفع , جعل يوم الفصل اسم إنّ، وجعل ميقاتهم الخبر، ومن نصب ميقاتهم جعله اسم إنّ ونصب يوم الفصل على الظرف، ويكون المعنى ميقاتهم في يوم الفصل). [معاني القرآن: 4/427]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يوم لا يغنى مولىً عن مولىً شيئاً }: ابن عم عن ابن عم). [مجاز القرآن: 2/209]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يوم لا يغني مولًى عن مولًى شيئاً} أي ولي عن وليه بالقرابة أو غيرها). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( المولى
المولى: المعتق. والمولى: المعتق. والمولى: عصبة الرّجل. ومنه قول الله عز وجل: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي}أراد: القرابات.
وقال رسول الله، صلّى الله عليه وسلم: ((أيّما امرأة نكحت بغير أمر مولاها فنكاحها باطل))، أي: بغير أمر وليها.
وقد يقال لمن تولّاه الرجل وإن لم يكن قرابة: مولى. قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} أي: وليّ المؤمنين، وأن الكافرين لا ولي لهم.
وقال تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا} [الدخان: 41]. أي: وليّ عن وليّه شيئا، إمّا بالقرابة أو بالتّولّي.
والحليف أيضا: المولى. قال النابغة الجعدي:

موالِيَ حِلْفٍ لا مَوالِي قَرَابَةٍ = وَلَكِنْ قَطِينًا يَسْأَلُونَ الأَتَاوِيَا


وقال الله عز وجل: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] يريد: إذا دعاهم إلى أمر، ودعتهم أنفسهم إلى خلاف ذلك الأمر- كانت طاعته أولى بهم من طاعتهم لأنفسهم). [تأويل مشكل القرآن: 456] (م)

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون}
لا يغني ولي عن وليّه شيئا، ولا والد عن ولده، ولا مولود عن والده). [معاني القرآن: 4/427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون}
المولى : الولي والناصر , كما قال الشاعر:
فغدت كلا الفرجين تحسب انه = مولى المخافة خلفها وأمامها
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كنت مولاه, فعلي مولاه))
في معناه ثلاثة أقوال:
- أحدها: أن يكون المعنى من كنت أتولاه فعلي يتولاه
- والقول الثاني: من كان يتولاني تولاه
- والقول الثالث: أنه يروى أن أسامة بن زيد قال لعلي عليه السلام :لست مولاي , إنما مولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال عليه السلام : من كنت مولاه فعلي مولاه. ). [معاني القرآن: 6/410-411]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَوْلًى عَن مَّوْلًى}: أي ولي عن وليه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى:{إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ من رّحم اللّه...}.
فإن المؤمنين يشفّع بعضهم في بعض، فإن شئت فاجعل (من) في موضع رفع، كأنك قلت: لا يقوم أحد إلا فلان، وإن شئت جعلته نصبا على الاستثناء والانقطاع عن أول الكلام تريد: اللهم إلاّ من رحمت). [معاني القرآن: 3/42]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إلاّ من رّحم اللّه إنّه هو العزيز الرّحيم}
وقال: {إلاّ من رّحم اللّه إنّه هو} : فجعله بدلا من الاسم المضمر في {ينصرون} , وإن شئت جعلته مبتدأ, وأضمرت خبره تريد "إلاّ من رحم الله فيغني عنه"). [معاني القرآن: 4/14]

تفسير قوله تعالى: {طَعَامُ الْأَثِيمِ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {طعام الأثيم...} يريد: الفاجر). [معاني القرآن: 3/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({طعام الأثيم}: أي: طعام الفاجر). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ شجرت الزّقّوم * طعام الأثيم}: يعني به ههنا : أبو جهل بن هشام). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم}
قال شعبة سمعت سليمان , عن مجاهد قال: كان ابن عباس جالسا, وفي يده محجن, والناس يطوفون بالبيت, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا أيها الناس اتقوا الله, ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون, فلو أن قطرة من الزقوم قطرت على أهل الدنيا لأمرت عليهم عيشهم, فكيف بمن طعامه الزقوم ؟!))
قال أبو الدرداء: {طعام الأثيم}: طعام الفاجر). [معاني القرآن: 6/410-412 ]

تفسير قوله تعالى:{كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {كالمهل تغلي...}.
قرأها كثير من أصحاب عبد الله: { تغلى} ، وقد ذكرت عن عبد الله، وقرأها أهل المدينة كذلك، وقرأها الحسن "يغلى". جعلها للطعام أو للمهل، ومن أنثها ذهب إلى تأنيث الشجرة.
ومثله قوله: {أمنةً نعاساً}: تغشى ويغشى؛ فالتذكير للنعاس، والتأنيث للأمنة، ومثله: {ألم يك نطفةً من مّني تمنى} التأنيث للنطفة، والتذكير من المني). [معاني القرآن: 3/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كالمهل} قد تقدم تفسيره). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (والمهل درديّ الزيت, ويقال: المهل: ما كان ذائبا من الفضة والنحاس, وما أشبه ذلك). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم}
روى سعيد بن جبير , وأبو ظبيان , عن ابن عباس قال: المهل دردي الزيت, ثم قال : {تغلي في البطون} : يعني : الشجرة
ومن قال: {يغلي}: جعله للطعام والزقوم
وقال الفراء وأبو حاتم : من قال:{يغلي}: جاز أن يجعله للمهل.
قال أبو جعفر : وهذا غلط لأن المهل ليس هو الذي يغلي في البطون , وإنما شبه به ما يغلي). [معاني القرآن: 6/412-413 ]

تفسير قوله تعالى: {كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( و{الحميم}: الماء الحار). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (والحميم الماء الحار كما قال: فيها كباء معد , وحميم الكباء البخور , يقال: كببت العود , أي : بخرته , والكبا: مقصور الكناسة). [معاني القرآن: 6/413]

تفسير قوله تعالى: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فاعتلوه...}.
قرأها بالكسر عاصم والأعمش، وقرأها أهل المدينة: {فاعتلوه}: بضم التاء). [معاني القرآن: 3/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {خذوه فاعتلوه}، وتقرأ: واعتلوه : {خذوه فاعتلوه}، أي : فردوه بالعنف. وتقرأ: {فاعتلوه}، يقال: جيء بفلان يعتل إلى السلطان، أي يقاد. {إلى سواء الجحيم} : وسط النار, أي : يقاد: {إلى سواء الجحيم}: وسط النار). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: ({خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم (47)}
ويقرأ فاعتلوه - بضم التاء, وكسرها.
المعنى: يا أيها الملائكة, خذوه فاعتلوه، والعتل: أن يؤخذ فيمضى به بعسف وشدة.
{إلى سواء الجحيم}: إلى وسط الجحيم). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم}
أي يقول للملائكة : خذوه فاعتلوه.
قال مجاهد: أي , فادفعوه.
قال أبو جعفر يقال: عتله يعتله , ويعتله إذا جره بعنف وشدة
قال قتادة :{ إلى سواء الجحيم } : إلى وسط الجحيم). [معاني القرآن: 6/413-414 ]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({إلى سواء الجحيم}: أي: إلى وسط الجحيم). [ياقوتة الصراط: 463]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَاعْتِلُوهُ}: أي : قودوه بالعنف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: { ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ) : (وقوله: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم}: قرأها القراء بكسر الألف...
- حدثني شيخ, عن حجر, عن أبي قتادة الأنصاري, عن أبيه قال: سمعت الحسن بن علي بن أبي طالب على المنبر يقول: { ذق أنك} بفتح الألف.
والمعنى في فتحها: ذق بهذا القول الذي قلته في الدنيا، ومن كسر حكى قوله، وذلك أن أبا جهل لقي النبي -صلى الله عليه- قال: فأخذه النبي صلى الله عليه فهزه، ثم قال له : ((أولى لك يا أبا جهل, أولى)) فأنزلها الله كما قالها النبي صلى الله عليه وسلم .
ورد عليه أبو جهل، فقال: و الله ما تقدر أنت ولا ربك عليّ، إني لأكرم أهل الوادي على قومه، وأعزّهم؛ فنزلت كما قالها قال: فمعناه - فيما نرى والله أعلم -: أنه توبيخ أي : ذق فإنك كريم كما زعمت, ولست كذلك). [معاني القرآن: 3/43-44]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ذق إنّك أنت العزيز الكريم}: في الدنيا). [مجاز القرآن: 2/209]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قول الله سبحانه: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}.
فبعض الناس يذهب به هذا المذهب، أي أنت الذليل المهان.
وبعضهم يريد: أنت العزيز الكريم عند نفسك. وهو معنى تفسير ابن عباس لأن أبا جهل قال: ما بين جبليها أعزّ مني ولا أكرم، فقيل له: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان: 49]). [تأويل مشكل القرآن: 186]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم}
الناس كلهم على كسر{ إنّك} إلا الكسائي وحده فإنه قرأ: ذق أنّك أنت، أي لأنّك قلت إنك أنت العزيز الكريم، وذلك أنه كان يقول: أنا أعز أهل هذا الوادي , وأمنعهم .
فقال الله عزّ وجلّ : ذق هذا العذاب, إنّك أنت القائل: أنا العزيز الكريم). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ذق إنك آنت العزيز الكريم}
وقرأ الحسن بن علي عليهما السلام {ذق أنك} بفتح الهمزة , وهي قراءة الكسائي , والمعنى عليها : ذق لأنك كنت تقول هذا , والمعنى على قولك .
قال قتادة : أنزل الله عز وجل في أبي جهل الآية: {أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى} .
فقال: أيوعدني محمد وما بين جبليها أعز مني, ولا أكرم ؟.
فأنزل الله: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} , وأنزل فيه : {كلا لا تطعه واسجد واقترب}). [معاني القرآن: 6/414-415 ]

تفسير قوله تعالى: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {في مقامٍ أمينٍ...}.
قرأها الحسن والأعمش وعاصم: {مقامٍ}، وقرأها أهل المدينة { في مقام} بضم الميم. والمقام بفتح الميم أجود في العربية؛ لأنه المكان، والمقام: الإقامة وكلٌّ صواب). [معاني القرآن: 3/44]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ المتّقين في مقام أمين} : أي: قد أمنوا فيه الغير). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {إن المتقين في مقام أمين}
قال الكسائي المقام لمكان والمقام الإقامة كما قال:
عفت الديار محلها فمقامها
ومعنى: { أمين } : أي من العلل والأحزان .
قال قتادة :{أمين}: من الشيطان والأنصاب والأحزان). [معاني القرآن: 6/415]

تفسير قوله تعالى: { يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{الإستبرق}: ما غلظ من الديباج. و{السندس}: ما رق منه). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين (53)}
قيل {الإستبرق}: الديباج الصّفيق.
والسندس: الحرير، وإنما قيل له إستبرق - واللّه أعلم - لشدة بريقه). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين}
قال عكرمة : الإستبرق : غليظ الديباج .
قال أبو إسحاق: الإستبرق : مأخوذ من البريق , وهو الذي يجعل على الكعبة , والسندس الرقيق منه). [معاني القرآن: 6/415-416 ]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ) : (والإستبرق: الديباج. والسندس: الحرير دون الديباج، أرق منه، وهو اللاذ). [ياقوتة الصراط: 464]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الإِسْتَبْرَقٍ}: ما غلظ من الديباج , والسندس ما رق منه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وزوّجناهم بحورٍ عينٍ...}.
وفي قراءة عبد الله: {وأمددناهم بعيسٍ عين}: والعيساء: البيضاء. والحوراء كذلك). [معاني القرآن: 3/44]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وزوّجناهم بحورٍ عينٍ }: جعلناهم أزواجاً , كما تزوج النعل بالنعل , جعلناهم اثنين اثنين , جميعاً بجميع). [مجاز القرآن: 2/209]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {كذلك وزوّجناهم بحورٍ عينٍ}
وقال: {وزوّجناهم بحورٍ عينٍ}: يقول -والله أعلم- "جعلناهم أزواجاً بالحور" , ومن العرب من يقول : "عين حير"). [معاني القرآن: 4/14-15]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({كذلك وزوّجناهم بحورٍ عينٍ}: أي: قرناهم بهن). [تفسير غريب القرآن: 404]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [ق: 21 - 29].
{السائق} هاهنا: قرينها من الشياطين، سمّي سائقا، لأنه يتبعها وإن لم يحثّها ويدفعها. وكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلم، يسوق أصحابه، أي يكون وراءهم.
و{الشّهيد}: الملك الشاهد عليها بما عملت.
يقول الله تعالى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} في الدنيا. {فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ}
أي: أريناك ما كان مستورا عنك في الدنيا.
{فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} أي: فأنت ثاقب البصر لمّا كشف عنك الغطاء.
{وَقَالَ قَرِينُهُ} يعني: الملك.
{هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} يعني: ما كتبه من عمله، حاضر عندي.
{أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} يقال: هو قول الملك، ويقال: قول الله جل ذكره.
{قَالَ قَرِينُهُ} من الشياطين: {رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ}.
وهذا مثل قوله سبحانه: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات: 22] يعني: قرناءهم. والعرب تقول: زوّجت البعير بالبعير، إذا قرنت أحدهما بالآخر. ومنه قوله: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: 54] أي: قرنّاهم بهن). [تأويل مشكل القرآن: 422-423](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: 54] أي: قرنّاهم بهن). [تأويل مشكل القرآن: 423]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [التكوير: 7] أي قرنت نفوس الكفار بعضها ببعض.
ومنه قوله: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: 54] أي قرناهم.
والعرب تقول: زوّجت إبلي، إذا قرنت بعضها ببعض). [تأويل مشكل القرآن: 498]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: ( ثم قال جل وعز: {كذلك وزوجناهم بحور عين} .
قال مجاهد : أي : أنكحناهم.
قال قتادة , وفي قراءة عبد الله :{ كذلك وزوجناهم بعيس عين }: ومعناه : البيض .
يقال: " جمل أعيس "إذا كان أبيض يضرب إلى الشقرة).[معاني القرآن: 6/416]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَزَوَّجْنَاهُم}: قرناهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: {يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ (55)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {يدعون فيها بكل فاكهة آمنين}
قال قتادة: آمنين من الموت , والوصب , والشيطان .
وقال غيره : آمنين من انقطاع ذلك , ومن غائلة أذاه ومكروهه, وليس كفاكهة الدنيا التي لها غائلة وتنفد). [معاني القرآن: 6/416-417]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا يذوقون فيها الموت إلاّ الموتة الأولى...}.
يقول القائل: كيف استثنى موتا في الدنيا قد مضى من موت الآخرة، فهذا مثل قوله: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النّساء إلاّ ما قد سلف} فإلاّ في هذا لموضع بمنزلة سوى، كأنه قال: لا تنكحوا، لا تفعلوا سوى ما قد فعل آباؤكم، كذلك قوله: {لا يذوقون فيها الموت}, سوى الموتة الأولى.
ومثله: {خالدين فيها ما دامت السّماوات والأرض إلا ما شاء ربّك}, أي: سوى ما شاء ربك لهم من الزيادة على مقدار الدنيا من الخلود. وأنت قائل في الكلام: لك عندي ألفٌ إلاّ ما لك من قبل فلان، ومعناه: سوى مالك عليّ من قبل فلان، وإلا تكون على أنها حطٌّ مما قبلها وزيادة عليها فما ذكرناه لك من هذه الآيات فهو زيادة على ما قبل إلا، والحط مما قبل إلا قولك: هؤلاء ألفٌ إلاّ مائًة فمعنى هذه ألف ينقصون مائة). [معاني القرآن: 3/44]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ووقاهم عذاب الجحيم... فضلاً...}.
أي فعله تفضلا منه، وهو مّما لو جاء رفعا لكان صوابا أي: ذلك فضل من ربك). [معاني القرآن: 3/44]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله : {لا يذوقون فيها الموت إلّا الموتة الأولى} مبين في كتاب «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 404]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى}[الدخان: 56]، فإن {إلّا} في هذا الموضع أيضا بمعنى (سوى).
ومثله: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} [النساء: 22] يريد سوى ما سلف في الجاهلية قبل النهي.
وإنما استثنى الموتة الأولى وهي في الدنيا، لأن السّعداء حين يموتون يصيرون بما شاء الله من لطفه وقدرته، إلى أسباب من أسباب الجنة، ويتفاضلون أيضا في تلك الأسباب على قدر منازلهم عند الله: فمنهم من يلقّى بالرّوح والرّيحان، ومنهم من يفتح له باب إلى الجنة، ومنهم الشهداء أرواحهم في حواصل طير خضر تعلق في الجنة. أي تأكل، قال الشاعر:

إنْ تدنُ مِن فَنَنِ الأَلاءَةِ تَعْلُقِ
وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين يطير مع الملائكة في الجنة.
والله يقول: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.
أفما ترى أنهم عندنا موتى وهم في الجنة متّصلون بأسبابها؟ فكيف لا يجوز أن يستثنى من مكثهم فيها الموتة الأولى؟). [تأويل مشكل القرآن: 78-79]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {لا يذوقون فيها الموت إلّا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم}
المعنى لا يذوقون فيها الموت ألبتّة سوى الموتة الأولى التي ذاقوها في الدنيا، وهما كما قال: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النّساء إلّا ما قد سلف} ). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم}
المعنى لا يذوقون فيها الموت البتة ثم قال إلا الموتة الأولى استثناء ليس من الأول وأنشد سيبويه:
كان أسرع في تفرق فالج = فلبونه جربت معا وأغدت
ثم استثنى ما ليس من الأول فقال:
إلا كناشرة التي ضيعتم = كالغصن في غلوائه المتنبت ).
[معاني القرآن: 6/417]

تفسير قوله تعالى: {فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ووقاهم عذاب الجحيم... فضلاً...}.
أي فعله تفضلا منه، وهو مّما لو جاء رفعا لكان صوابا أي: ذلك فضل من ربك). [معاني القرآن: 3/44] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فضلا من ربّك ذلك هو الفوز العظيم (57)}
ويجوز: {فضل من ربّك}: ولا يقرأنّ بها لخلاف المصحف، والنصب على معنى قوله : {يدعون فيها بكلّ فاكهة آمنين}, وعلى معنى :{إنّ المتّقين في مقام أمين}
وذلك بفضل من اللّه، فالمعنى : فعل الله بهم ذلك فضلا منه وتفضلا منه). [معاني القرآن: 4/429]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم} , قال الفراء : أي: فعل ذلك تفضلا). [معاني القرآن: 6/418]

تفسير قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فارتقب} أي: انتظر، {إنّهم مرتقبون} أي: منتظرون). [تفسير غريب القرآن: 404]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فارتقب إنّهم مرتقبون}: معناه : فانتظر إنهم منتظرون). [معاني القرآن: 4/429]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فارتقب إنهم مرتقبون}
أي: منتظرون). [معاني القرآن: 6/418]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة