العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:22 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:22 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:22 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله عز وجل: وأنّه لمّا قام عبد اللّه يحتمل أن يكون خطابا من الله تعالى، ويحتمل أن يكون إخبارا عن الجن، وقرأ بعض القراء على ما تقدم «وأنه» بفتح الألف، وهذا عطف على قوله أنّه استمع [الجن: 1]، والعبد على هذه القراءة قال قوم: هو نوح، والضمير في كادوا لكفار قومه، وقال آخرون، هو محمد، والضمير في كادوا للجن. المعنى أنهم كادوا يتقصفون عليه لاستماع القرآن، وقرأ آخرون منهم «وإنه لما قام» بكسر الألف، والعبد محمد عليه السلام، والضمير في كادوا يحتمل أن يكون للجن على المعنى الذي ذكرناه، ويحتمل أن يكون لكفار قومه وللعرب في اجتماعهم على رد أمره، ولا يتجه أن يكون العبد نوحا إلا على تحامل في تأويل نسق الآية، وقال ابن جبير: معنى الآية، إنما قول الجن لقومهم يحكون، والعبد محمد صلى الله عليه وسلم.
والضمير في كادوا لأصحابه الذين يطوعون له ويقتدون به في الصلاة، فهم عليه لبد. واللبد الجماعات شبهت بالشيء المتلبد بعضه فوق بعض، ومنه قول عبد بن مناف بن ربع: [البسيط]
صافوا بستة أبيات وأربعة = حتى كأن عليهم جانيا لبدا
يريد الجراد سماه جانيا لأنه يجني كل شيء، ويروى جابيا بالباء لأنه يجبي الأشياء بأكله، وقرأ جمهور السبعة وابن عباس: «لبدا» بكسر اللام جمع لبدة، وقال ابن عباس: أعوانا. وقرأ ابن عامر بخلاف عنه وابن مجاهد وابن محيصن: «لبدا» بضم اللام وتخفيف الباء المفتوحة وهو جمع أيضا. وروي عن الجحدري: «لبدا» بضم اللام والباء. وقرأ أبو رجاء: «لبدا» بكسر اللام، وهو جمع لا بد فإن قدرنا الضمير للجن فتقصفهم عليه لاستماع الذكر، وهذا تأويل الحسن وقتادة). [المحرر الوجيز: 8/ 435-436]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وأدعوا معناه أعبده، وقرأ جمهور السبعة وعلي بن أبي طالب: «قال إنما»، وهذه قراءة تؤيد أن العبد نوح، وقرأ عاصم وحمزة بخلاف عنه: «قال إنما» وهذه تؤيد بأنه محمد عليه السلام وإن كان الاحتمال باقيا من كليهما. واختلف القراء في فتح الياء من ربّي وفي سكونها). [المحرر الوجيز: 8/ 436]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أمر تعالى محمدا نبيه عليه السلام بالتبري من القدرة وأنه لا يملك لأحد ضرًّا ولا رشداً، بل الأمر كله لله. وقرأ الأعرج «رشدا» بضم الراء والشين، وقرأ أبيّ بن كعب «لا أملك لكم غيا ولا رشدا»). [المحرر الوجيز: 8/ 436-437]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقولهم من دونه أي من عند سواه. و«الملتحد»: الملجأ الذي يمال إليه ويركن، ومنه الإلحاد الميل، ومنه اللحد الذي يمال به إلى أحد شقي القبر). [المحرر الوجيز: 8/ 437]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: إلاّ بلاغاً من اللّه ورسالاته ومن يعص اللّه ورسوله فإنّ له نار جهنّم خالدين فيها أبداً (23) حتّى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقلّ عدداً (24) قل إن أدري أقريبٌ ما توعدون أم يجعل له ربّي أمداً (25) عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً (26) إلاّ من ارتضى من رسولٍ فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً (27) ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيءٍ عدداً (28)
اختلف الناس في تأويل قوله إلّا بلاغاً: فقال الحسن ما معناه أنه استثناء منقطع، والمعنى لن يجيرني من الله أحد إلّا بلاغاً، فإني إن بلغت رحمني بذلك، والإجارة: للبلاغ مستعارة إذ هو سبب إجارة الله تعالى ورحمته، وقال بعض النحاة على هذا المعنى هو استثناء متصل. والمعنى لن أجد ملتحدا إلّا بلاغاً، أي شيئا أميل إليه وأعتصم به إلا أن أبلغ وأطيع، فيجبرني الله. وقال قتادة: التقدير لا أملك إلّا بلاغاً إليكم، فأما الإيمان أو الكفر فلا أملكه. وقال بعض المتأولين إلّا بتقدير الانفصال، و «إن»شرط و «لا» نافية كأنه يقول: ولن أجد ملتحدا إن لم أبلغ من الله ورسالته، ومن في قوله من اللّه لابتداء الغاية. وقوله تعالى: ومن يعص اللّه يريد الكفر بدليل الخلود المذكور. وقرأ طلحة وابن مصرف، «فإن له» على معنى فجزاؤه أن له). [المحرر الوجيز: 8/ 437]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله حتّى إذا رأوا، ساق الفعل في صيغة الماضي تحقيقا لوقوعه.
وقوله تعالى: من أضعف يحتمل أن تكون من في موضع رفع على الاستفهام والابتداء وأضعف خبرها، ويحتمل أن تكون في موضع نصب ب «سيعلمون»، وأضعف خبر ابتداء مضمر). [المحرر الوجيز: 8/ 437]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أمره تعالى بالتبري من معرفة الغيب في وقت عذابهم الذي وعدوا به، والأمد: المدة والغاية). [المحرر الوجيز: 8/ 437]

تفسير قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وعالم يحتمل أن يكون بدلا من ربّي [الجن: 20] ويحتمل أن يكون خبر ابتداء مضمر على القطع، وقرأ السدي: «عالم الغيب» على الفعل الماضي ونصب الباء، وقرأ الحسن: «فلا يظهر» بفتح الياء والهاء «أحد» بالرفع). [المحرر الوجيز: 8/ 437-438]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إلّا من ارتضى من رسولٍ معناه فإنه يظهره على ما شاء مما هو قليل من كثير، ثم يبث تعالى حول ذلك الملك الرسول حفظة رصداً لإبليس وحزبه من الجن والإنس). [المحرر الوجيز: 8/ 438]

تفسير قوله تعالى: {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: ليعلم قال قتادة معناه ليعلم محمد أن الرسل قد أبلغوا رسالات ربّهم وحفظوا ومنع منهم. وقال سعيد بن جبير: معناه يعلم محمد أن الملائكة الحفظة، الرصد النازلين بين يديه جبريل وخلفه قد أبلغوا رسالات ربّهم. وقال مجاهد ليعلم من كذب وأشرك أن الرسل قد بلغت.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا العلم لا يقع لهم إلا في الآخرة، وقيل معناه ليعلم الله رسالته مبلغة خارجة إلى الوجود لأن علمه بكل شيء قد تقدم، وقرأ الجمهور: «ليعلم» بفتح الياء أي الله تعالى.
وقرأ ابن عباس: «ليعلم» بضم الياء، وقرأ أبو حيوة: «رسالة ربهم» على التوحيد، وقرأ ابن أبي عبلة:«وأحيط» على ما لم يسم فاعله، وقوله تعالى: وأحصى كلّ شيءٍ معناه كل شيء معدود، وقوله تعالى:ليعلم الآية، مضمنه أنه تعالى قد علم ذلك، فعلى هذا الفعل المضمر انعطف وأحاط، وأحصى والله المرشد بمنه وكرمه). [المحرر الوجيز: 8/ 438]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:22 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:23 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا} قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ يقول: لمّا سمعوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يتلو القرآن كادوا يركبونه؛ من الحرص، لمّا سمعوه يتلو القرآن، ودنوا منه فلم يعلم بهم حتّى أتاه الرّسول فجعل يقرئه: {قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجنّ} يستمعون القرآن.
هذا قولٌ، وهو مرويٌّ عن الزّبير بن العوّام، رضي اللّه عنه.
وقال ابن جريرٍ: حدّثني محمّد بن معمرٍ، حدّثنا أبو مسلمٍ، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال الجنّ لقومهم: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا} قال: لمّا رأوه يصلّي وأصحابه، يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده، قالوا: عجبوا من طواعية أصحابه له، قال: فقالوا لقومهم: {لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا}
وهذا قولٌ ثانٍ، وهو مرويٌّ عن سعيد بن جبيرٍ أيضًا.
وقال الحسن: لمّا قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "لا إله إلّا اللّه" ويدعو النّاس إلى ربّهم، كادت العرب تلبد عليه جميعًا.
وقال قتادة في قوله: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا} قال: تلبّدت الإنس والجنّ على هذا الأمر ليطفئوه، فأبى اللّه إلّا أن ينصره ويمضيه ويظهره على من ناوأه.
هذا قولٌ ثالثٌ، وهو مرويٌّ عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وقول ابن زيدٍ، واختيار ابن جريرٍ، وهو الأظهر لقوله بعده: {قل إنّما أدعو ربّي ولا أشرك به أحدًا} أي: قال لهم الرّسول-لمّا آذوه وخالفوه وكذّبوه وتظاهروا عليه، ليبطلوا ما جاء به من الحقّ واجتمعوا على عداوته: {إنّما أدعو ربّي} أي: إنّما أعبد ربّي وحده لا شريك له، وأستجير به وأتوكّل عليه، {ولا أشرك به أحدًا}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 244-245]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قل إنّي لا أملك لكم ضرًّا ولا رشدًا} أي: إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ، وعبدٌ من عباد اللّه ليس إليّ من الأمر شيءٌ في هدايتكم ولا غوايتكم، بل المرجع في ذلك كلّه إلى اللّه عزّ وجلّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 245]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر عن نفسه أيضًا أنّه لا يجيره من اللّه أحدٌ، أي: لو عصيته فإنّه لا يقدر أحدٌ على إنقاذي من عذابه، {ولن أجد من دونه ملتحدًا} قال مجاهدٌ، وقتادة، والسّدّيّ: لا ملجأ. وقال قتادة أيضًا: {قل إنّي لن يجيرني من اللّه أحدٌ ولن أجد من دونه ملتحدًا} أي: لا نصير ولا ملجأ. وفي روايةٍ: لا وليّ ولا موئل). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 245]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {إلا بلاغًا من اللّه ورسالاته} قال بعضهم: هو مستثنى من قوله: {لا أملك لكم ضرًّا ولا رشدًا} {إلا بلاغًا} ويحتمل أن يكون استثناءً من قوله: {لن يجيرني من اللّه أحدٌ} أي: لا يجيرني منه ويخلّصني إلّا إبلاغي الرّسالة الّتي أوجب أداءها عليّ، كما قال تعالى: {يا أيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته واللّه يعصمك من النّاس} [المائدة: 67]
وقوله: {ومن يعص اللّه ورسوله فإنّ له نار جهنّم خالدين فيها أبدًا} أي: أنما أبلّغكم رسالة اللّه، فمن يعص بعد ذلك فله جزاءٌ على ذلك نار جهنّم خالدين فيها أبدًا، أي لا محيد لهم عنها، ولا خروجلهم منها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 245-246]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {حتّى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرًا وأقلّ عددًا} أي: حتّى إذا رأى هؤلاء المشركون من الجنّ والإنس ما يوعدون يوم القيامة فسيعلمون يومئذٍ من أضعف ناصرًا وأقلّ عددًا، هم أم المؤمنون الموحّدون للّه عزّ وجلّ، أي: بل المشركين لا ناصر لهم بالكلّيّة، وهم أقلّ عددًا من جنود اللّه عزّ وجلّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 246]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل إن أدري أقريبٌ ما توعدون أم يجعل له ربّي أمدًا (25) عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا (26) إلا من ارتضى من رسولٍ فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا (27) ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيءٍ عددًا (28)}
يقول تعالى آمرًا رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أن يقول للنّاس: إنّه لا علم له بوقت السّاعة، ولا يدري أقريبٌ وقتها أم بعيدٌ؟ {قل إن أدري أقريبٌ ما توعدون أم يجعل له ربّي أمدًا}؟ أي: مدّةً طويلةً.
وفي هذه الآية الكريمة دليلٌ على أنّ الحديث الّذي يتداوله كثيرٌ من الجهلة من أنّه عليه السّلام، لا يؤلّف تحت الأرض، كذبٌ لا أصل له، ولم نره في شيءٍ من الكتب. وقد كان صلّى اللّه عليه وسلّم يسأل عن وقت السّاعة فلا يجيب عنها، ولمّا تبدّى له جبريل في صورة أعرابيٍّ كان فيما سأله أن قال: يا محمّد، فأخبرني عن السّاعة؟ قال: "ما المسئول عنها بأعلم من السّائل" ولمّا ناداه ذلك الأعرابيّ بصوتٍ جهوريّ فقال: يا محمّد، متى السّاعة؟ قال: "ويحك. إنّها كائنةٌ، فما أعددت لها؟ ". قال: أما إنّي لم أعدّ لها كثير صلاةٍ ولا صيامٍ، ولكنّي أحبّ اللّه ورسوله. قال: "فأنت مع من أحببت". قال أنسٌ: فما فرح المسلمون بشيءٍ فرحهم بهذا الحديث
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن مصفى، حدّثنا محمّد بن حمير حدّثني أبو بكر بن أبي مريم، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يا بني آدم، إن كنتم تعقلون فعدّوا أنفسكم من الموتى، والّذي نفسي بيده، إنّما توعدون لآتٍ"
وقد قال أبو داود في آخر "كتاب الملاحم": حدّثنا موسى بن سهيلٍ، حدّثنا حجّاج بن إبراهيم، حدّثنا ابن وهبٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عبد الرّحمن بن جبير، عن أبيه، عن أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لن يعجز اللّه هذه الأمّة من نصف يوم"
انفرد به أبو داود، ثمّ قال أبو داود:حدّثنا عمرو بن عثمان. حدّثنا أبو المغيرة، حدّثني صفوان، عن شريح بن عبيدٍ، عن سعد بن أبي وقّاصٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّي لأرجو ألّا تعجز أمّتي عند ربّها أن يؤخّرهم نصف يومٍ". قيل لسعدٍ: وكم نصف يومٍ؟ قال: خمسمائة عامٍ. انفرد به أبو داود). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 246-247]

تفسير قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا * إلا من ارتضى من رسولٍ} هذه كقوله تعالى: {ولا يحيطون بشيءٍ من علمه إلا بما شاء} [البقرة: 255] وهكذا قال هاهنا: إنّه يعلم الغيب والشّهادة، وإنّه لا يطّلع أحدٌ من خلقه على شيءٍ من علمه إلّا ممّا أطلعه تعالى عليه؛ ولهذا قال: {فلا يظهر على غيبه أحدًا * إلا من ارتضى من رسولٍ} وهذا يعمّ الرّسول الملكيّ والبشريّ.
ثمّ قال: {فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا} أي: يختصّه بمزيد معقّباتٍ من الملائكة يحفظونه من أمر اللّه، ويساوقونه على ما معه من وحي اللّه؛ ولهذا قال: {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيءٍ عددًا}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 247]

تفسير قوله تعالى: {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقد اختلف المفسّرون في الضّمير الّذي في قوله: {ليعلم} إلى من يعود؟ فقيل: إنّه عائدٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
قال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا يعقوب القمّيّ عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا * إلا من ارتضى من رسولٍ فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا} قال: أربعة حفظةٍ من الملائكة مع جبريل، {ليعلم} محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم {أن قد أبلغوا رسالات ربّهم وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيءٍ عددًا}
ورواه ابن أبي حاتمٍ من حديث يعقوب القمّيّ به. وهكذا رواه الضّحّاك، والسّدّيّ، ويزيد بن أبي حبيبٍ.
وقال عبد الرّزّاق، عن معمر عن قتادة: {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم} قال: ليعلم نبيّ اللّه أنّ الرّسل قد بلّغت عن اللّه، وأنّ الملائكة حفظتها ودفعت عنها. وكذا رواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. واختاره ابن جريرٍ.
وقيل غير ذلك، كما رواه العوفيّ عن ابن عبّاسٍ في قوله: {إلا من ارتضى من رسولٍ فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدًا} قال: هي معقّباتٌ من الملائكة يحفظون النّبيّ من الشّيطان، حتّى يتبيّن الّذي أرسل به إليهم، وذلك حين يقول، ليعلم أهل الشّرك أن قد أبلغوا رسالات ربّهم.
وكذا قال ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم} قال: ليعلم من كذّب الرّسل أن قد أبلغوا رسالات ربّهم. وفي هذا نظرٌ.
وقال البغويّ: قرأ يعقوب: "ليعلم" بالضّمّ، أي: ليعلم النّاس أنّ الرّسل بلّغوا.
ويحتمل أن يكون الضّمير عائدًا إلى اللّه عزّ وجلّ، وهو قولٌ حكاه ابن الجوزيّ في "زاد المسير" ويكون المعنى في ذلك: أنّه يحفظ رسله بملائكته ليتمكّنوا من أداء رسالاته، ويحفظ ما بيّن إليهم من الوحي؛ ليعلم أنّ قد أبلغوا رسالات ربّهم، ويكون ذلك كقوله: {وما جعلنا القبلة الّتي كنت عليها إلا لنعلم من يتّبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه} [البقرة: 143] وكقوله: {وليعلمنّ اللّه الّذين آمنوا وليعلمنّ المنافقين} [العنكبوت: 11] إلى أمثال ذلك، مع العلم بأنّه تعالى يعلم الأشياء قبل كونها قطعًا لا محالة؛ ولهذا قال بعد هذا: {وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيءٍ عددًا}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 247-248]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة