العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء الذاريات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 جمادى الأولى 1434هـ/2-04-2013م, 04:11 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة النجم [ من الآية (24) إلى الآية (30) ]

{أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى (25) وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى (26) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنثَى (27) وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: (أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أم للإنسان ما تمنّى (24) فللّه الآخرة والأولى (25) وكم من ملكٍ في السّموات لا تغني شفاعتهم شيئًا إلاّ من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى}.قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: أم اشتهى محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم ما أعطاه اللّه من هذه الكرامة الّتي كرّمه بها من النّبوّة والرّسالة، وإنزال الوحي عليه، وتمنّى ذلك، فأعطاه إيّاه ربّه، فللّه ما في الدّار الآخرة والأولى، وهي الدّنيا، يعطي من يشاء من خلقه ما شاء، ويحرم من يشاء منهم ما شاء.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أم للإنسان ما تمنّى} قال: وإن كان محمّدٌ تمنّى هذا، فذلك له؟). [جامع البيان: 22/56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {أم للإنسان ما تمنى}
أخرج أحمد والبخاري والبيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا تمنى أحدكم فلينظر ما تمنى فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته). [الدر المنثور: 14/34]

تفسير قوله تعالى: (فَلِلَّهِ الْآَخِرَةُ وَالْأُولَى (25) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
(القول في تأويل قوله تعالى: {أم للإنسان ما تمنّى (24) فللّه الآخرة والأولى (25) وكم من ملكٍ في السّموات لا تغني شفاعتهم شيئًا إلاّ من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: أم اشتهى محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم ما أعطاه اللّه من هذه الكرامة الّتي كرّمه بها من النّبوّة والرّسالة، وإنزال الوحي عليه، وتمنّى ذلك، فأعطاه إيّاه ربّه، فللّه ما في الدّار الآخرة والأولى، وهي الدّنيا، يعطي من يشاء من خلقه ما شاء، ويحرم من يشاء منهم ما شاء). [جامع البيان: 22/56] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
(وقوله: {وكم من ملكٍ في السّموات لا تغني شفاعتهم شيئًا} يقول تعالى ذكره: كثيرٌ من ملائكة اللّه، لا تنفع شفاعتهم عند اللّه لمن شفعوا له شيئًا، إلاّ أن يشفعوا له من بعد أن يأذن اللّه لهم بالشّفاعة لمن يشاء منهم أن يشفعوا له {ويرضى}.
يقول: ومن بعد أن يرضى لملائكته الّذين يشفعون له أن يشفعوا له، فتنفعه حينئذٍ شفاعتهم، وإنّما هذا توبيخٌ من اللّه تعالى ذكره لعبدة الأوثان والملأ من قريشٍ وغيرهم الّذين كانوا يقولون {ما نعبدهم إلاّ ليقرّبونا إلى اللّه زلفى} فقال اللّه جلّ ذكره لهم: ما تنفع شفاعة ملائكتي الّذين هم عندي لمن شفعوا له، إلاّ من بعد إذني لهم بالشّفاعة له ورضاي فكيف بشفاعة من دونهم، فأعلمهم أنّ شفاعة ما يعبدون من دونه غير نافعتهم). [جامع البيان: 22/56-57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) :
(قوله تعالى: {وكم من ملك في السماوات} الآية
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا} قال: لقولهم: إن الغرانقة ليشفعون). [الدر المنثور: 14/35]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (27) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
(القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمّون الملائكة تسمية الأنثى (27) وما لهم به من علمٍ إن يتّبعون إلاّ الظّنّ وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئًا (28) فأعرض عن من تولّى عن ذكرنا ولم يرد إلاّ الحياة الدّنيا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: إنّ الّذين لا يصدّقون بالبعث في الدّار الآخرة، وذلك يوم القيامة ليسمّون ملائكة اللّه تسمية الإناث، وذلك أنّهم كانوا يقولون: هم بنات اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في قوله: {تسمية الأنثى} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {تسمية الأنثى} قال: الإناث). [جامع البيان: 22/57]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
(وقوله: {وما لهم به من علمٍ} يقول تعالى: وما لهم يقولون من تسميتهم الملائكة تسمية الأنثى من حقيقة علمٍ {إن يتّبعون إلاّ الظّنّ} يقول: ما يتّبعون في ذلك إلاّ الظّنّ، يعني أنّهم إنّما يقولون ذلك ظنًّا بغير يقين علمٍ.
وقوله: {وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئًا} يقول: وإنّ الظّنّ لا ينفع من الحقّ شيئًا فيقوم مقامه). [جامع البيان: 22/58]

تفسير قوله تعالى: (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
(وقوله: {فأعرض عمّن تولّى عن ذكرنا} يقول جلّ ثناؤه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فدع من أدبر يا محمّد عن ذكر اللّه ولم يؤمن به فيوحّده.
وقوله: {ولم يرد إلاّ الحياة الدّنيا} يقول: ولم يطلب ما عند اللّه في الدّار الآخرة، ولكنّه طلب الحياة الدّنيا، والتمس البقاء فيها). [جامع البيان: 22/58]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
(القول في تأويل قوله تعالى: {ذلك مبلغهم من العلم إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: هذا الّذي يقوله هؤلاء الّذين لا يؤمنون بالآخرة في الملائكة من تسميتهم إيّاها تسمية الأنثى {مبلغهم من العلم} يقول: ليس لهم علمٌ إلاّ هذا الكفر باللّه، والشّرك به على وجه الظّنّ بغير يقين علمٍ.
- وكان ابن زيدٍ يقول في ذلك: ما حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فأعرض عمّن تولّى عن ذكرنا ولم يرد إلاّ الحياة الدّنيا ذلك مبلغهم من العلم} قال: يقول ليس لهم علمٌ إلاّ الّذي هم فيه من الكفر باللّه وبرسوله، ومكابرتهم لما جاء من عند اللّه قال: وهؤلاء أهل الشّرك.
وقوله: {إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى} يقول تعالى ذكره: إنّ ربّك يا محمّد هو أعلم بمن جار عن طريقه في سابق علمه، فلا يؤمن، وذلك الطّريق هو الإسلام.
{وهو أعلم بمن اهتدى} يقول: وربّك أعلم بمن أصاب طريقه فسلكه في سابق علمه، وذلك الطّريق أيضًا الإسلام). [جامع البيان: 22/58-59]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (
حدثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ذلك مبلغهم من العلم يعني مبلغ رأيهم). [تفسير مجاهد: 2/631]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 28 - 31.
أخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب قال: احذروا هذا الرأي على الدين فإنما كان الرأي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبا لأن الله كان يريه وإنما هو ههنا تكلف وظن {وإن الظن لا يغني من الحق شيئا}، قوله تعالى: {ذلك مبلغهم من العلم}). [الدر المنثور: 14/35]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله {ذلك مبلغهم من العلم} قال: رأيهم). [الدر المنثور: 14/35]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي وحسنه عن ابن عمر قال: قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما يهون علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا). [الدر المنثور: 14/35-36]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:01 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: }أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أم للإنسان ما تمنّى...} ما اشتهى). [معاني القرآن: 3/99]

تفسير قوله تعالى: {فَلِلَّهِ الْآَخِرَةُ وَالْأُولَى (25)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فللّه الآخرة والأولى...} ثوابهما). [معاني القرآن: 3/99]

تفسير قوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وكم مّن مّلكٍ في السّماوات...}: ثم قال {لا تغني شفاعتهم شيئاً...}.
فجمع، وإنّما ذكر ملكاً واحداً، وذلك أن (كم) تدلّ على أنّه أراد جمعاً، والعرب تذهب بأحد وبالواحد إلى الجمع في المعنى يقولون: هل اختصم أحدٌ اليوم. والاختصام لا يكون إلا للاثنين، فما زاد.
وقد قال الله عزّ وجلّ: {لا نفرّق بين أحدٍ منهم}، فبين لا تقع إلاّ على الاثنين فما زاد.
وقوله: {فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} مما دل على أن أحداً يكون للجمع وللواحد.
و[معنى] قوله: {وكم مّن مّلكٍ}.
مما تعبدونه وتزعمون أنهم بنات الله لا تغني شفاعتهم عنكم شيئا). [معاني القرآن: 3/99]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ {وكم من ملك في السّماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلّا من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى}
جاء (شفاعتهم) واللفظ لفظ واحد، ولو قيل شفاعته لجاز ولكن المعنى معنى جماعة، لأن " كم " سؤال عن عدد وإخبار بعدد كثير، لأن " ربّ " للقلّة و " كم " للكثرة، ومعنى شفاعتهم ههنا يفسرها قوله عزّ وجلّ: {الّذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرون للّذين آمنوا ربّنا وسعت كلّ شيء رحمة وعلما فاغفر للّذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربّنا وأدخلهم جنّات عدن الّتي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّيّاتهم إنّك أنت العزيز الحكيم * وقهم السّيّئات ومن تق السّيّئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم}.
فأعلم اللّه - عزّ وجلّ، أنّهم لا يشفعون إلّا لمن - ارتضى.
فهذا تأويل قوله {لا تغني شفاعتهم شيئا إلّا من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى}). [معاني القرآن: 5/73-74]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (27)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمّون الملائكة تسمية الأنثى * وما لهم به من علم إن يتّبعون إلّا الظّنّ وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئا}
أي يقولون إن الملائكة بنات اللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 5/74]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئاً...}.
من عذاب الله في الآخرة). [معاني القرآن: 3/100]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {إنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمّون الملائكة تسمية الأنثى * وما لهم به من علم إن يتّبعون إلّا الظّنّ وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئا} أي يقولون إن الملائكة بنات اللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 5/74](م)

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ذلك مبلغهم مّن العلم...}.
صغّر بهم [يقول] ذلك قدر عقولهم، ومبلغ علمهم حين آثروا الدنيا على الآخرة، ويقال: ذلك مبلغهم من العلم أن جعلوا الملائكة، والأصنام بنات الله). [معاني القرآن: 3/100]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ذلك مبلغهم من العلم إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى} لأنه وصفهم بأنهم لا يريدون إلا الحياة الدنيا فقال: {فأعرض عن من تولّى عن ذكرنا ولم يرد إلّا الحياة الدّنيا * ذلك مبلغهم من العلم}.
إنّما يعلمون ما يحتاجون إليه في معاشهم، فقد نبذوا أمر الآخرة وراء ظهورهم). [معاني القرآن: 5/74]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:01 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 03:10 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 03:11 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 03:21 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قال تعالى: {إن هي إلا أسماء}، يعني: تعالى أن هذه الأوصاف - من أنها إناث، وأنها تعبد من دون الله آلهة ونحو هذا- ما هي إلا أسماء، أي: تسميات اخترعتموها أنتم وآباؤكم لا حقيقة لها، ولا أنزل الله تعالى بها برهانا ولا حجة، وقرأ عيسى بن عمر: "سلطان" بضم اللام، وقرأ هو وابن مسعود، وابن عباس، وابن وثاب، وطلحة، والأعمش: "إن يتبعون" بالياء على الحكاية عن الغائب.
و"الظن": ميل النفس إلى أحد معتقدين متخالفين دون أن يكون ميلها بحجة ولا برهان، و"هوى الأنفس" هو إرادتها الملذة لها، وإنما تجد هوى النفس دائما في ترك الأفضل لأنها مجبولة بطبعها على حب الملذ، وإنما يردعها ويسوقها إلى حسن العاقبة العقل والشرع.
وقوله تعالى: {ولقد جاءهم من ربهم الهدى} اعتراض بين الكلامين فيه توبيخ لهم; لأن سرد القول إنما هو:"إن يتبعون إلا الباطل وما تهوى الأنفس أم للإنسان ما تمنى"، ثم اعترض بعد قوله تعالى: {وما تهوى الأنفس} بقوله تعالى: {ولقد جاءهم من ربهم الهدى}، أي: يفعلون هذه القبائح والهدى حاضر والحال هذه، فقوله تعالى: {ولقد جاءهم من ربهم الهدى} جملة في موضع الحال. و"الهدى" المشار إليه هو محمد صلى الله عليه وسلم وشرعه، وقرأ ابن مسعود، وابن عباس رضي الله عنهم: "ولقد جاءكم من ربكم" بالكاف فيهما، وقال الضحاك عنهما: إنهما قرآ: "ولقد جاءك من ربك".
و"الإنسان" في قوله تعالى: {أم للإنسان ما تمنى} اسم الجنس، كأنه يقول: ليست الأشياء بالتمني والشهوات، إنما الأمر كله لله تعالى، والأعمال جارية على قانون أمره ونهيه، فليس لكم، أيها الكفرة مرادكم في قولكم: "هذه آلهتنا وهي تشفع لنا وتقربنا زلفى" ونحو هذا. وقال ابن زيد، والطبري: الإنسان هنا هو محمد صلى الله عليه وسلم، بمعنى أنه لم ينل كرامتنا بتأميل بل بفضل من الله تعالى، أو بمعنى: بل إنه تمنى كرامتنا فنالها; إذ الكل لله يهب ما شاء، وهذا ما تقتضيه الآية وإن كان اللفظ يعمه). [المحرر الوجيز: 8/ 118-119]

تفسير قوله تعالى: {فَلِلَّهِ الْآَخِرَةُ وَالْأُولَى (25) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الآخرة والأولى" الداران، أي: له كل أمرهما ملكا ومقدورا وتحت سلطانه). [المحرر الوجيز: 8/ 119]

تفسير قوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وكم من ملك} الآية ... رد على قريش في قولهم: "الأوثان شفعاؤنا"، كأنه تعالى يقول: هذه حال الملائكة الكرام فكيف بأوثانكم؟ و"كم" للتكثير، وهي في موضع رفع بالابتداء، والخبر "لا تغني"، والغنى:، جلب النفع ودفع الضر بحسب الأمر الذي يكون فيه الغنى، وجمع الضمير في "شفاعتهم" على معنى "كم" ومعنى الآية أن يأذن الله تعالى في أن يشفع لشخص ما يرضى عنه كما أذن في قوله تعالى: {الذين يحملون العرش ومن حوله}). [المحرر الوجيز: 8/ 119]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (27) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى * وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا * فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا * ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى * ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى}
الذين لا يؤمنون بالآخرة هم كفار العرب، وقوله تعالى: {ليسمون الملائكة} معناه: ليصفون الملائكة بأوصاف الأنوثة،
وأخبر الله تعالى عنهم أنهم لا علم لهم بذلك، وإنما هي ظنون منهم لا حجة لهم عليها، وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه: "من علم إلا اتباع الظن"، وقوله تعالى: {وإن الظن لا يغني من الحق شيئا} يعني: في المعتقدات والمواضع التي يريد الإنسان أن يحرر ما يفعل ويعتقد، فإنها مواضع حقائق لا تنفع الظنون فيها، وأما في الأحكام وظواهرها فيجتزأ فيها بالمظنونات). [المحرر الوجيز: 8/ 119]

تفسير قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم سلى تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وأمره بالإعراض عن هؤلاء الكفرة، وما في الآية من موادعتهم منسوخ بآية السيف، وقوله تعالى: {ولم يرد إلا الحياة الدنيا} معناه لا يصدق بغيرها، وسعيه وعمله إنما هو لدنياه.
وقوله تعالى: {ذلك مبلغهم من العلم} معناه: هنا انتهى تحصيلهم من المعلومات، وذلك أن المعلومات منها ما هي معقولات نافعة في الآخرة، ومنها ما هي أمور فانية وأشخاص بائدة كالفلاحة وكثير من الصنائع وطلب الرياسة على الناس بالمخرقة، وكلها معلومات ولها علم، ومبلغ علم الكفرة إنما هو في هذه الدنياويات.
وقوله تعالى: {إن ربك هو أعلم} الآية ... متصل في معنى التسلية بقوله تعالى: {فأعرض عن من تولى عن ذكرنا}، وقوله تعالى: {إن ربك هو أعلم الآية} ... وعيد للكفار ووعد للمؤمنين، وأسند الضلالة والهدى إليهم بكسبهم وإن كان الجميع خلقا له واختراعا،
واللام في قوله: "ليجزي" متعلقة بقوله تعالى: "ضل"، وبقوله تعالى: "اهتدى"، فكأنه تعالى قال: ليصير أمرهم جميعا إلى أن يجزي، وقوله تعالى: {ولله ما في السماوات وما في الأرض} اعتراض بين الكلامين، وقال بعض النحويين: اللام متعلقة بما في المعنى من التقدير، لأن تقديره: ولله ما في السماوات وما في الأرض يضل من يشاء ويهدي من يشاء ليجزي. والنظر الأول أقل تكلفا من هذا الإضمار، وقال قوم: اللام متعلقة بقوله تعالى في أول السورة: {إن هو إلا وحي يوحى} وهذا بعيد). [المحرر الوجيز: 8/ 119-120]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 09:06 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 09:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {أم للإنسان ما تمنّى} أي: ليس كلّ من تمنّى خيرًا حصل له، {ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب} [النّساء: 123]، ما كلّ من زعم أنّه مهتدٍ يكون كما قال، ولا كلّ من ودّ شيئًا يحصل له.
قال الإمام أحمد: حدّثنا إسحاق، حدّثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إذا تمنّى أحدكم فلينظر ما يتمنّى، فإنّه لا يدري ما يكتب له من أمنيته". تفرّد به أحمد). [تفسير ابن كثير: 7/ 458]

تفسير قوله تعالى: {فَلِلَّهِ الْآَخِرَةُ وَالْأُولَى (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {فللّه الآخرة والأولى} أي: إنّما الأمر كلّه للّه، مالك الدّنيا والآخرة، والمتصرّف في الدّنيا والآخرة، فهو الّذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن). [تفسير ابن كثير: 7/ 458]

تفسير قوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {وكم من ملكٍ في السّموات لا تغني شفاعتهم شيئًا إلا من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى}، كقوله: {من ذا الّذي يشفع عنده إلا بإذنه} [البقرة: 255]، {ولا تنفع الشّفاعة عنده إلا لمن أذن له} [سبأٍ: 23]، فإذا كان هذا في حقّ الملائكة المقرّبين، فكيف ترجون أيّها الجاهلون شفاعة هذه الأصنام والأنداد عند اللّه، وهو لم يشرّع عبادتها ولا أذن فيها، بل قد نهى عنها على ألسنة جميع رسله، وأنزل بالنّهي عن ذلك جميع كتبه؟). [تفسير ابن كثير: 7/ 458]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (27) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمّون الملائكة تسمية الأنثى (27) وما لهم به من علمٍ إن يتّبعون إلا الظّنّ وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئًا (28) فأعرض عن من تولّى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدّنيا (29) ذلك مبلغهم من العلم إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى (30)}
يقول تعالى منكرًا على المشركين في تسميتهم الملائكة تسمية الأنثى، وجعلهم لها أنّها بنات اللّه، كما قال: {وجعلوا الملائكة الّذين هم عباد الرّحمن إناثًا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون} [الزّخرف: 19]؛ ولهذا قال: {وما لهم به من علم} أي: ليس لهم علمٌ صحيحٌ يصدّق ما قالوه، بل هو كذب وزور وافتراء، وكفر شنيع. {إن يتّبعون إلا الظّنّ وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئًا} أي: لا يجدي شيئًا، ولا يقوم أبدًا مقام الحقّ. وقد ثبت في الصّحيح أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إيّاكم والظّنّ، فإنّ الظّنّ أكذب الحديث"). [تفسير ابن كثير: 7/ 459]

تفسير قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {فأعرض عن من تولّى عن ذكرنا} أي: أعرض عن الّذي أعرض عن الحقّ واهجره.
وقوله: {ولم يرد إلا الحياة الدّنيا} أي: وإنّما أكثر همّه ومبلغ علمه الدّنيا، فذاك هو غاية ما لا خير فيه. ولذلك قال: {ذلك مبلغهم من العلم} أي: طلب الدّنيا والسّعي لها هو غاية ما وصلوا إليه.
وقد روى الإمام أحمد عن أمّ المؤمنين عائشة [رضي اللّه عنها] قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "الدّنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له" وفي الدّعاء المأثور: "اللّهمّ لا تجعل الدّنيا أكبر همّنا، ولا مبلغ علمنا".
وقوله: {إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى} أي: هو الخالق لجميع المخلوقات، والعالم بمصالح عباده، وهو الّذي يهدي من يشاء، ويضلّ من يشاء، وذلك كلّه عن قدرته وعلمه وحكمته، وهو العادل الّذي لا يجور أبدًا، لا في شرعه ولا في قدره). [تفسير ابن كثير: 7/ 459]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة