العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة هود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 05:58 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة هود [ من الآية (50) إلى الآية (57) ]

تفسير سورة هود
[ من الآية (50) إلى الآية (57) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51) وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53) إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 05:58 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإلى عادٍ أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره إن أنتم إلاّ مفترون}.
يقول تعالى ذكره: وأرسلنا إلى قوم عادٍ أخاهم هودًا، فقال لهم: يا قوم اعبدوا اللّه وحده لا شريك له دون ما تعبدون من دونه من الآلهة والأوثان. {ما لكم من إلهٍ غيره} يقول: ليس لكم معبودٌ يستحقّ العبادة عليكم غيره، فأخلصوا له العبادة، وأفردوه بالألوهة {إنّ أنتم إلاّ مفترون} يقول: ما أنتم في إشراككم معه الآلهة والأوثان إلاّ أهل فريةٍ مكذّبون، تختلقون الباطل، لأنّه لا إله سواه). [جامع البيان: 12/442]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وإلى عادٍ أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره إن أنتم إلّا مفترون (50) يا قوم لا أسألكم عليه أجرًا إن أجري إلّا على الّذي فطرني أفلا تعقلون (51)
قوله تعالى: وإلى عادٍ أخاهم هودًا
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن المفضّل، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: وإلى عادٍ أخاهم هودًا قال: يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره: إنّ عادًا كانوا باليمن والأحقاف هي الرّمال فأتاهم فوعظهم وذكّرهم بما قصّ اللّه في القرآن فكذّبوه وكفروا وسألوه أن يأتيهم بالعذاب.
قوله تعالى: قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة حدّثني سلمة حدّثني محمّد بن إسحاق، وكان من حديث عاد فيها بلغني واللّه أعلم أنّهم كانوا قومًا عربًا فبعث اللّه إليهم هوداً وهو من أوسطهم نسبًا وأفضلهم موضعًا فأمرهم أن يوحّدوا اللّه عزّ وجلّ.

تفسير قوله تعالى: (يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا قوم لا أسألكم عليه أجرًا إن أجري إلاّ على الّذي فطرني أفلا تعقلون}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل هودٍ لقومه: يا قوم لا أسألكم على ما أدعوكم إليه من إخلاص العبادة للّه، وخلع الأوثان، والبراءة منها جزاءً وثوابًا {إن أجري إلاّ على الّذي فطرني} يقول: إن ثوابي وجزائي على نصيحتي لكم، ودعائكم إلى اللّه، إلاّ على الّذي خلقني {أفلا تعقلون} يقول: أفلا تعقلون أنّي لو كنت أبتغي بدعايتكم إلى اللّه غير النّصيحة لكم وطلب الحظّ لكم في الدّنيا والآخرة للتمست منكم على ذلك بعض أعراض الدّنيا، وطلبت منكم الأجر والثّواب؟.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إن أجري إلاّ على الّذي فطرني} أي خلقني). [جامع البيان: 12/443]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: يا قوم لا أسئلكم عليه أجرًا
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، ثنا بشرٌ بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: لا أسئلكم عليه أجرًا قال: لا أسألكم على ما أدعوكم إليه أجرًا يقول عرضًا من عرض الدّنيا.
- وأخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءةً، ثنا ابن وهبٍ أخبرني سعيد بن أبي أيّوب، عن عطاء بن دينارٍ في قول اللّه: لا أسئلكم على ما جئتكم به أجرًا.
قوله تعالى: إن أجري إلا على الّذي فطرني
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الجماهر ثنا سعيد، بن بشيرٍ، عن قتادة، إن أجري إلا على الّذي فطرني أي خلقني). [تفسير القرآن العظيم: 6/2044]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 50 - 60.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {إلا على الذي فطرني} أي خلقني). [الدر المنثور: 8/84]

تفسير قوله تعالى: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويا قوم استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه يرسل السّماء عليكم مدرارًا ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم ولا تتولّوا مجرمين}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل هودٍ لقومه: {ويا قوم استغفروا ربّكم} يقول: آمنوا به حتّى يغفر لكم ذنوبكم.
والاستغفار: هو الإيمان باللّه في هذا الموضع، لأنّ هودًا صلّى اللّه عليه وسلّم، إنّما دعا قومه إلى توحيد اللّه ليغفر لهم ذنوبهم، كما قال نوحٌ لقومه: {اعبدوا اللّه واتّقوه وأطيعون يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخّركم إلى أجلٍ مسمًّى} وقوله: {ثمّ توبوا إليه} يقول: ثمّ توبوا إلى اللّه من سالف ذنوبكم وعبادتكم غيره بعد الإيمان به {يرسل السّماء عليكم مدرارًا} يقول: فإنّكم إن آمنتم باللّه، وتبتم من كفركم به، أرسل قطر السّماء عليكم يدرّ لكم الغيث في وقت حاجتكم إليه، وتحيا بلادكم من الجدب والقحط.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {مدرارًا} يقول: يتبع بعضها بعضًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {يرسل السّماء عليكم مدرارًا} قال: يدرّ ذلك عليهم قطرًا ومطرًا.
وأمّا قوله: {ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم} فإنّ مجاهدًا كان يقول في ذلك ما:
- حدّثني به، محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم} قال: شدّةً إلى شدّتكم.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ وإسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين: قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال مجاهدٌ، فذكر مثله.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم} قال: جعل لهم قوّةً، فلو أنّهم أطاعوه، زادهم قوّةً إلى قوّتهم. وذكر لنا أنّه إنّما قيل لهم: {ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم} قال: إنّه قد كان انقطع النّسل عنهم سنين، فقال هودٌ لهم: إن آمنتم باللّه أحيا اللّه بلادكم ورزقكم المال والولد، لأنّ ذلك من القوّة.
وقوله: {ولا تتولّوا مجرمين} يقول: ولا تدبروا عمّا أدعوكم إليه من توحيد اللّه، والبراءة من الأوثان والأصنام مجرمين، يعني كافرين باللّه). [جامع البيان: 12/443-445]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ويا قوم استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه يرسل السّماء عليكم مدرارًا ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم ولا تتولّوا مجرمين (52)
قوله تعالى: ويا قوم استغفروا ربّكم
- أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا سفيان بن عيينة، عن مطرّفٍ، عن الشّعبيّ قال: خرج عمر بن الخطاب يستغفر فما زاد على الاستغفار حتّى رجع قالوا: ما رأيناك استسقيت قال: لقد طلبت المطر بمجاديح السّماء الّتي يستنزل بها المطر ثمّ قرأ: ويا قوم استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه يرسل السّماء عليكم مدرارًا ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم.
قوله تعالى: يرسل السّماء عليكم مدرارًا
- حدّثنا سليمان بن داود القزّاز، ثنا إسحاق، بن سليمان قال: سمعت أبا عيشٍ، عن هارون التّيميّ في قوله: يرسل السّماء عليكم مدرارًا قال: المطر.
قوله تعالى: مدرارًا
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: مدرارًا قال يتبع بعضه بعضًا.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن يزيد بن أسلم يقول في قول اللّه: يرسل السّماء عليكم مدرارًا قال: يدرّ ذلك عليهم مطرًا مطرًا.
قوله تعالى: ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم الآية
[الوجه الأول]
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم قال: شدّةٌ إلى شدّتكم.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم قال جعل لهم قوّةً فلو أنّهم أطاعوه زادهم قوّةً إلى قوّتهم.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الرّحمن الجعفيّ، أخي حسينٍ الجعفيّ، ثنا طلق بن غنّامٍ، عن قيس بن الرّبيع، عن خصيفٍ، عن عكرمة، في قوله: إلى قوّتكم قال: ولد الولد). [تفسير القرآن العظيم: 6/2045]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ويزدكم قوة إلى قوتكم قال شدة على شدتكم). [تفسير مجاهد: 2/305]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن الضحاك رضي الله عنه قال: أمسك عن عاد القطر ثلاث سنين فقال لهم هود {استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا} فأبوا إلا تماديا). [الدر المنثور: 8/84]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد في الطبقات وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة في المصنف، وابن المنذر وأبن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في "سننه" عن الشعبي رضي الله عنه قال: خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستسقي فلم يزد على الاستغفار حتى يرجع، فقيل له: ما رأيناك استسقيت قال: لقد طلبت المطر بمخاديج السماء التي يستنزل بها المطر ثم قرأ {ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا} و(استغفروا ربكم إنه كان غفارا) (يرسل السماء عليكم مدرارا) (سورة نوح الآية 10 - 11) ). [الدر المنثور: 8/84]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن هرون التيمي في قوله {يرسل السماء عليكم مدرارا} قال: يدر ذلك عليهم مطرا ومطرا). [الدر المنثور: 8/85]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {ويزدكم قوة إلى قوتكم} قال: ولد الولد). [الدر المنثور: 8/85]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا يا هود ما جئتنا ببيّنةٍ وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين}.
يقول تعالى ذكره: قال قوم هودٍ لهودٍ: يا هود ما أتيتنا ببيانٍ، ولا برهانٍ على ما تقول، فنسلّم لك، ونقرّ بأنّك صادقٌ فيما تدعونا إليه من توحيد اللّه والإقرار بنبوّتك. {وما نحن بتاركي آلهتنا} يقول: وما نحن بتاركي آلهتنا يعني لقولك: أو من أجل قولك {وما نحن لك بمؤمنين} يقول: قالوا: وما نحن لك بما تدّعي من النّبوّة والرّسالة من اللّه إلينا بمصدّقين). [جامع البيان: 12/445-446]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قالوا يا هود ما جئتنا ببيّنةٍ وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين (53) إن نقول إلّا اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريءٌ ممّا تشركون (54) من دونه فكيدوني جميعًا ثمّ لا تنظرون (55)
قوله تعالى: قالوا يا هود ما جئتنا ببيّنةٍ وما نحن بتاركي آلهتنا، عن قولك وما نحن لك بمؤمنين.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، ثنا ابن لهيعة حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد، بن جبيرٍ قوله: بمؤمنين قال: بمصدّقين). [تفسير القرآن العظيم: 6/2046]

تفسير قوله تعالى: (إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إن تقول إلا اعترك بعض آلهتنا بسوء قال ما يحملك على ذم آلهتنا إلا أنه قد أصابك منها سوء). [تفسير عبد الرزاق: 1/304]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة قال ذكر لنا أن الغراب بعث لينظر إلى الأرض فرأى جيفة فوقع عليها فبعثت الحمامة فجاءت بورق الزيتون فأعطيت الطوق الذي في عنقها وخضاب رجليها). [تفسير عبد الرزاق: 1/304]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء} قال: أصابك بعض آلهتنا بجنونٍ [الآية: 54]). [تفسير الثوري: 131]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({اعتراك} [هود: 54] : «افتعلك، من عروته أي أصبته، ومنه يعروه واعتراني»). [صحيح البخاري: 6/73]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله اعترك افتعلك من عروبة أي أصبته ومنه يعروه واعتراني هو كلام أبي عبيدة وقد تقدّم شرحه في فرض الخمس وثبت هنا للكشميهنيّ وحده ووقع في بعض النّسخ اعتراك افتعلت بمثنّاةٍ في آخره وهو كذلك عند أبي عبيدة واعترى افتعل من عراه يعروه إذا أصابه وقوله إن نقول إلّا اعتراك ما بعد إلّا مفعولٌ بالقول قبله ولا يحتاج إلى تقدير محذوفٍ كما قدّره بعضهم أي ما نقول إلّا هذا اللّفظ فالجملة محكيّةٌ نحو ما قلت إلّا زيدٌ قائمٌ). [فتح الباري: 8/353-354]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (اعتراك افتعلك من عروته أي أصبته ومنه يعروه واعتراني) أشار به إلى قوله تعالى أن نقول إلّا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ولم يثبت هذا هنا إلّا في رواية الكشميهني وحده قوله " اعتراك افتعلك " أراد به أنه من باب الافتعال ولكن قوله اعتراك افتعلك بكاف الخطاب ليس باصطلاح أحد من أهل العلوم الآلية وقال بعضهم وإنّما يقال اعتراك افتعلت بتاء مثناة من فوق وهو كذلك عند أبي عبيدة قلت كذا وقع في بعض النّسخ والصّواب أن يقال اعترى افتعل فلا يحتاج إلى ذكر كاف الخطاب في الوزن قوله " من عروته " إشارة إلى أن أصله من عرا يعرو عروا وفي الصّحاح عروت الرجل أعروه عروا إذا ألممت به وأتيته طالبا فهو معرو وفلان تعروه الأضياف وتعتريه أي تغشاه قوله ومنه يعروه واعتراني أي ومن هذا الأصل قولهم فلان يعروه أي يصيبه وقال الجوهري أعراني هذا الأمر واعتراني تغشاني وفيه معنى الإصابة). [عمدة القاري: 18/294]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({اعتراك}) [هود: 54] من باب (افتعلت) وفي رواية عن الكشميهني أيضًا افتعلك بكاف الخطاب من باب الافتعال. قال العيني: والصواب أن يقال اعترى افتعل فلا يحتاج لكاف الخطاب في الوزن (من عروته أي أصبته). قال الجوهري: عروت الرجل أعروه عروًا إذا ألممت به وأتيته طالبًا فهو معروّ وفلان تعروه الأضياف وتعتر به أي تغشاه (ومنه) أي ومن هذا الأصل قولهم فلان (يعروه) أي يصيبه (واعتراني) أي تغشاني). [إرشاد الساري: 7/169]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إن نقول إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريءٌ ممّا تشركون (54) من دونه فكيدوني جميعًا ثمّ لا تنظرون}.
وهذا خبرٌ من اللّه تعالى ذكره، عن قول قوم هودٍ أنّهم قالوا له، إذ نصح لهم ودعاهم إلى توحيد اللّه وتصديقه، وخلع الأوثان، والبراءة منها: لا نترك عبادة آلهتنا، وما نقول إلاّ أنّ الّذي حملك على ذمّها والنّهي عن عبادتها أنّه أصابك منها خبلٌ من جنونٍ فقال هودٌ لهم: إنّي أشهد اللّه على نفسي وأشهدكم أيضًا أيّها القوم أنّي بريءٌ ممّا تشركون في عبادة اللّه من آلهتكم وأوثانكم من دونه، {فكيدوني جميعًا} يقول: فاحتالوا أنتم جميعًا وآلهتكم في ضرّي ومكروهي، {ثمّ لا تنظرون} يقول: ثمّ لا تؤخّرون ذلك، فانظروا هل تنالونني أنتم وهم بما زعمتم أنّ آلهتكم نالتني به من السّوء.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن نميرٍ، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ} قال: أصابتك الأوثان بجنونٍ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ} قال: أصابك الأوثان بجنونٍ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا ابن دكينٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن عيسى، عن مجاهدٍ: {إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ} قال: سببت آلهتنا وعبتها فأجنّتك.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ} أصابك بعض آلهتنا بسوءٍ؛ يعنون الأوثان.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إن نقول إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ} قال: تصيبك آلهتنا بالجنون.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ} قال: ما يحملك على ذمّ آلهتنا، إلاّ أنّه أصابك منها سوءٌ.
- قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {إن نقول إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ} قال: أصابك الأوثان بجنونً.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إن نقول إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ} قال: إنّما تصنع هذا بآلهتنا أنّها أصابتك بسوءٍ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال عبد اللّه بن كثيرٍ: أصابتك آلهتنا بشرٍّ.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {إن نقول إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ} يقولون: نخشى أن يصيبك من آلهتنا سوءٌ، ولا نحبّ أن تعتريك، يقولون: يصيبك منها سوءٌ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {إن نقول إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ} يقولون: اختلط عقلك فأصابك هذا ممّا صنعت بك آلهتنا.
وقوله: {اعتراك} افتعل، من عراني الشّيء يعروني: إذا أصابك، كما قال الشّاعر:
من القوم يعروه اجتراءٌ ومأثم). [جامع البيان: 12/446-449]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: اعتراك بعض آلهتنا بسوء أصابوك الأوثان بجنونٍ.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد، بن أبي عروبة، عن قتادة، قوله: إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ قالوا: إنّما تصنع هذا من أجل أنّ بعض آلهتنا أصابك بسوءٍ.
قوله تعالى: قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريءٌ ممّا تشركون (54) من دونه
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريءٌ مما تشركون من دونه أي إنّي قد كفّرت بآلهتكم الّتي تزعمون أنّها أصابتني بالجنون فلتصبني بما هو أعظم من ذلك إنّي قد كفّرت بها). [تفسير القرآن العظيم: 6/2046]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال أصابتك الأوثان بجنون). [تفسير مجاهد: 2/305]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء} قال: أصابتك بالجنون). [الدر المنثور: 8/85]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه {اعتراك بعض آلهتنا بسوء} قال: أصابتك الأوثان بجنون). [الدر المنثور: 8/85]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: ما يحملك على ذم آلهتنا إلا أنه قد أصابك منها سوء). [الدر المنثور: 8/85]

تفسير قوله تعالى: (مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إن نقول إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريءٌ ممّا تشركون (54) من دونه فكيدوني جميعًا ثمّ لا تنظرون}.
وهذا خبرٌ من اللّه تعالى ذكره، عن قول قوم هودٍ أنّهم قالوا له، إذ نصح لهم ودعاهم إلى توحيد اللّه وتصديقه، وخلع الأوثان، والبراءة منها: لا نترك عبادة آلهتنا، وما نقول إلاّ أنّ الّذي حملك على ذمّها والنّهي عن عبادتها أنّه أصابك منها خبلٌ من جنونٍ فقال هودٌ لهم: إنّي أشهد اللّه على نفسي وأشهدكم أيضًا أيّها القوم أنّي بريءٌ ممّا تشركون في عبادة اللّه من آلهتكم وأوثانكم من دونه، {فكيدوني جميعًا} يقول: فاحتالوا أنتم جميعًا وآلهتكم في ضرّي ومكروهي، {ثمّ لا تنظرون} يقول: ثمّ لا تؤخّرون ذلك، فانظروا هل تنالونني أنتم وهم بما زعمتم أنّ آلهتكم نالتني به من السّوء). [جامع البيان: 12/446]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريءٌ ممّا تشركون (54) من دونه
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريءٌ مما تشركون من دونه أي إنّي قد كفّرت بآلهتكم الّتي تزعمون أنّها أصابتني بالجنون فلتصبني بما هو أعظم من ذلك إنّي قد كفّرت بها). [تفسير القرآن العظيم: 6/2046] (م)
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: فكيدوني جميعًا ثمّ لا تنظرون
- حدّثنا أبي ثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيمٌ، ثنا أيّوب بن حسّان أبو حسّان الجرسيّ، عن محمّد بن مهاجرٍ قال: كان عمر جالسًا وهو يشقّ عليه الجلوس فكان متّكئًا وعنده يومئذٍ سعيد، بن خالدٍ، وعنبسة بن سعيدٍ، وأناسٌ من بني عمّه فقال: يا بني عمّ أسألكم صنع أما لكم كذا قالوا بلى قال سعيد، بن خالدٍ، وكانت فيه أعرابيّةٌ واللّه إنّك لتريد أمرًا لا تناله حتّى تنال السّماء قال: فاستوى قاعدًا ثمّ قال: فكيدوني جميعًا ثمّ لا تنظرون قال: فقال عنبسة بن سعيدٍ، يا أمير المؤمنين أما لنا قرابةٌ أما لنا حقٌّ قال: بلى ولكنّي واللّه ما لكم فيه إلا كالرّجل في حضرموت راعي غنمٍ قال: فلمّا سمعوها افترقوا ولحقوا بمنازلهم.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قوله: فكيدوني جميعًا أي فكيدوني أنتم ومن معكم جميعًا). [تفسير القرآن العظيم: 6/2046-2047]

تفسير قوله تعالى: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({آخذٌ بناصيتها} [هود: 56] : «أي في ملكه وسلطانه»). [صحيح البخاري: 6/73]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله آخذٌ بناصيتها في ملكه وسلطانه هو كلام أبي عبيدة أيضًا وقد تقدّم في بدء الخلق وثبت هنا للكشميهنيّ وحده). [فتح الباري: 8/354]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (آخذ بناصيتها أي في ملكه وسلطانه) أشار به إلى قوله تعالى {ما من دابّة إلّا هو آخذ بناصيتها إن ربّي على صراط مستقيم} وتفسيره بقوله أي في ملكه وسلطانه تفسير بالمعنى الغائي لأن من أخذ بناصيته يكون تحت قهر الآخذ وحكمه وهذا التّفسير بمفسره لم يثبت إلّا في رواية الكشميهني وحده). [عمدة القاري: 18/294]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({آخذ بناصيتها}) [هود: 56] (أي في ملكه) بضم الميم في الفرع وفي اليونينية بكسرها (وسلطانه) فهو مالك لها قادر عليها يصرفها على ما يريد بها وهذا كله من قوله اعتراك إلى هنا ثابت في رواية الكشميهني فقط). [إرشاد الساري: 7/169]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّي توكّلت على اللّه ربّي وربّكم ما من دابّةٍ إلاّ هو آخذٌ بناصيتها إنّ ربّي على صراطٍ مّستقيمٍ}.
يقول: إنّي على اللّه الّذي هو مالكي ومالككم والقيّم على جميع خلقه {توكلت} من أن تصيبوني أنتم وغيركم من الخلق بسوءٍ، فإنّه ليس من شيءٍ يدبّ على الأرض إلاّ واللّه مالكه وهو في قبضته وسلطانه ذليلٌ له خاضعٌ.
فإن قال قائلٌ: وكيف قيل: هو آخذٌ بناصيتها، فخصّ بالأخذ النّاصية دون سائر أماكن الجسد؟
قيل: لأنّ العرب كانت تستعمل ذلك في وصفها من وصفته بالذّلّة والخضوع، فتقول: ما ناصية فلانٌ إلاّ بيد فلانٍ، أي أنّه له مطيعٌ يصرّفه كيف شاء؛ وكانوا إذا أسروا الأسير فأرادوا إطلاقه والمنّ عليه جزّوا ناصيته ليعتدّوا بذلك عليه فخرًا عند المفاخرة. فخاطبهم اللّه بما يعرفون في كلامهم، والمعنى ما ذكرت.
وقوله: {إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ} يقول: إنّ ربّي على طريقٍ الحقّ، يجازي المحسن من خلقه بإحسانه والمسيء بإساءته، لا يظلم أحدًا منهم شيئًا، ولا يقبل منهم إلاّ الإسلام والإيمان به.
- كما حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ} الحقّ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثله.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثله.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله). [جامع البيان: 12/449-450]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّي توكّلت على اللّه ربّي وربّكم ما من دابّةٍ إلّا هو آخذٌ بناصيتها إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ (56) فإن تولّوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربّي قومًا غيركم ولا تضرّونه شيئًا إنّ ربّي على كلّ شيءٍ حفيظٌ (57) ولمّا جاء أمرنا نجّينا هودًا والّذين آمنوا معه برحمةٍ منّا ونجّيناهم من عذابٍ غليظٍ (58) وتلك عادٌ جحدوا بآيات ربّهم وعصوا رسله واتّبعوا أمر كلّ جبّارٍ عنيدٍ (59)
قوله تعالى: ما من دابّةٍ إلا هو آخذٌ بناصيتها
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صفوان بن صالحٍ المؤذّن، ثنا الوليد بن مسلمٍ، عن صفوان بن عمرٍو، عن يفع بن عبد الكلاعيّ أنّه قال في قوله: ما من دابّةٍ إلا هو آخذٌ بناصيتها إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ قال: فيأخذ بنواصي عباده فيلين للمؤمن حتّى يكون لهم ألين من الوالد بولده، ويقال للكافر: ما غرك بربك الكريم.
قوله تعالى: صراط مستقيم
قد تقدّم تفسير الصّراط المستقيم غير مرّةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 6/2047]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إن ربي على صراط مستقيم يعني على الحق). [تفسير مجاهد: 2/305]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن سعيد قال: ما من أحد يخاف لصا عاديا أو سبعا ضاريا أو شيطانا ماردا فيتلو هذه الآية {إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم} إلا صرفه الله عنه). [الدر المنثور: 8/85-86]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه {إن ربي على صراط مستقيم} قال: الحق). [الدر المنثور: 8/86]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإن تولّوا فقد أبلغتكم مّا أرسلت به إليكم ويستخلف ربّي قومًا غيركم ولا تضرّونه شيئًا إنّ ربّي على كلّ شيءٍ حفيظٌ}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل هودٍ لقومه: {فإن تولّوا} يقول: فإن أدبروا معرضين عمّا أدعوهم إليه من توحيد اللّه، وترك عبادة الأوثان {فقد أبلغتكم} أيّها القوم {ما أرسلت به إليكم} وما على الرّسول إلاّ البلاغ {ويستخلف ربّي قومًا غيركم} يهلككم ربّي، ثمّ يستبدل ربّي منكم قومًا غيركم يوحّدونه ويخلصون له العبادة {ولا تضرّونه شيئًا} يقول: ولا تقدرون له على ضرٍّ إذا أراد إهلاككم أو أهلككم.
وقد قيل: لا يضرّه هلاككم إذا أهلككم لا تنقصونه شيئًا، لأنّه سواءٌ عنده كنتم أو لم تكونوا {إنّ ربّي على كلّ شيءٍ حفيظٌ} يقول: إنّ ربّي على جميع خلقه ذو حفظٍ وعلمٍ، يقول: هو الّذي يحفظني من أن تنالوني بسوءٍ). [جامع البيان: 12/450-451]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: فإن تولّوا
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن طلحة، عن ابن عبّاسٍ فإن تولّوا يعني الكفّار.
قوله تعالى: ويستخلف ربّي الآية
- حدّثنا يحيى بن عبدكٍ القزوينيّ، ثنا سعيد، بن أيّوب، حدّثني بشير بن أبي عمرٍو الخولانيّ، عن الوليد بن قيسٍ، عن أبي سعيدٍ، الخدريّ قال: الخلف من بعد ستّين سنةً). [تفسير القرآن العظيم: 6/2047]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 05:59 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإلى عادٍ أخاهم هوداً} جعله أخاهم: لأنه منهم). [تفسير غريب القرآن: 204]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إله غيره إن أنتم إلّا مفترون }
المعنى وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا.
وقيل أخاهم من جهتين:
إحداهما أنه منهم وبيّن بلسانهم،
والأخرى أنه أخوهم من ولد آدم، بشر مثلهم.
(قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إله غيره).
وإن شئت غيره، غيره من نعت الإله، و " غيره " على معنى ما لكم إله غيره). [معاني القرآن: 3/56-57]

تفسير قوله تعالى: {يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني}
قال مجاهد أي خلقني). [معاني القرآن: 3/356]

تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يرسل السّماء عليكم مّدراراً...}
يقول: يجعلها تدرّ عليكم عند الحاجة إلى المطر، لا أن تدرّ ليلا ونهاراً. وقوله: {ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم} ذكروا أنه كان انقطع عنهم الولد ثلاث سنين.
وقال (قوّةً) لأن الولد والمال قوة). [معاني القرآن: 2/19]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {ويا قوم استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه يرسل السّماء عليكم مدرارا ويزدكم قوّة إلى قوّتكم ولا تتولّوا مجرمين}
كان أصابهم جدب فأعلمهم أنّهم إن استغفروا ربّهم وتابوا أرسل السماء عليهم مدرارا.
والتوبة الندم على ما سلف، والعزم على ترك العود في الذنوب.
والإقامة على أداء الفرائض.
ونصب (مدرارا) على الحال، كأنّه قال يرسل السماء عليكم دارّة، ومعنى مدرار المبالغة، وكان قوم هود - أعني عادا - أهل بساتين وزروع وعمارة.
وكانت مساكنهم الرمال التي هي بين الشام واليمن، فدعاهم هود إلى توحيد اللّه واستغفاره وترك عبادة الأوثان، فلم يطيعوه وتوعدهم بالعذاب فأقاموا على كفرهم،
فبعث الله عليهم الريح، فكانت تدخل في أنوفهم وتخرج من أدبارهم وتقطعهم عضوا عضوا
{ويزدكم قوّة إلى قوّتكم ولا تتولّوا} أي يزدكم قوة في النعمة التي لكم ويجوز أن يكون: ويزدكم قوة في أبدانكم). [معاني القرآن: 3/57]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا}
يروى أنهم كانوا أصحاب زروع وعمارة وكانوا يسكنون رمالا بين الشام واليمن فبعثت عليهم الريح فكانت تدخل في أنوفهم وتخرج من أدبارهم فتقطعهم ومدرارا على التكثير
أييتبع بعضها بعضا ثم قال جل وعز: {ويزدكم قوة إلى قوتكم}
قال مجاهد أي شدة إلى شدتكم
وقال غيره كانوا قد أقاموا ثلاث سنين لا يولد لهم). [معاني القرآن: 3/357-356]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53)}

تفسير قوله تعالى: {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ...}
كذّبوه ثم جعلوه مختلطا وادّعوا أنّ آلهتهم هي التي خبلته لعيبه آلهتهم. فهنالك قال: إني أشهد الله وأشهدكم أني بريء منها). [معاني القرآن: 2/19]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إن نقولٌ إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ} وهو افتعلك من عروته، أي أصابك، قال أبو خراش.
تذكّر دخلاً عندنا وهو فاتك=من القوم بعروه اجتراء ومأثم). [مجاز القرآن: 1/290]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {إن نّقول إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريءٌ مّمّا تشركون}
وقال: {إن نّقول إلاّ اعتراك بعض آلهتنا} على الحكاية تقول: "ما أقول إلا": "ضربك عمروٌ" و"ما أقول إلاّ: "قام زيدٌ"). [معاني القرآن: 2/42]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {اعتراك بعض آلهتنا بسوء}: أي أصابك بسوء، من عروته). [غريب القرآن وتفسيره: 174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إن نقول إلّا اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ} أي أصابك بخبل يقال: عراني كذا وكذا واعتراني: إذا ألم بي.
ومنه قيل لمن أتاك يطلب نائلك: عار.
ومنه قول النابغة:
أتيتك عاريا خلقا ثيابي= على خوف تظنّ بي الظنون).
[تفسير غريب القرآن: 205-204]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إن نقول إلّا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريء ممّا تشركون}
أي ما نقول إلا مسّك بعض أصنامنا بجنون، بسبّك إيّاها فقال لهم هو:{إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريء ممّا تشركون * من دونه فكيدوني جميعا ثمّ لا تنظرون}
وهذه من أعظم آيات الرسل أن يكون الرسول وحده، وأمته متعاونة عليه، فيقول لها: كيدوني ثمّ لا تنظرون، فلا يستطيع واحد منهم ضرّه.
وكذلك قال نوح لقومه: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة ثمّ اقضوا إليّ ولا تنظرون}.
وقال محمد - صلى الله عليه وسلم - (فإن كان لكم كيد فكيدون).
فهذه هن أعظم آيات الرسل وأدلّها على رسالاتهم). [معاني القرآن: 3/57-58]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء}
قال مجاهد أصابتك بسوء أي بجنون بسبك إياها
ويقال عراه واعتراه واعتره إذا ألم به ومنه وأطعموا القانع والمعتر،
وقال الشاعر:
أتيتك عاريا خلقا ثيابي = على خوف تظن بي الظنون
المعنى ما نقول إلا أصابك بعض آلهتنا بجنون لسبك إياها). [معاني القرآن: 3/358-357]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( {واعْتَراك} أي: مسك، يقال: عراه واعتراه: إذا أتاه). [ياقوتة الصراط: 264]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({اعْتَرَاكَ} أصابك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 106]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({اعْتَرَاكَ}: أصابك). [العمدة في غريب القرآن: 155]

تفسير قوله تعالى: {مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إن نقول إلّا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريء ممّا تشركون}
أي ما نقول إلا مسّك بعض أصنامنا بجنون، بسبّك إيّاها فقال لهم هو:
{إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريء ممّا تشركون * من دونه فكيدوني جميعا ثمّ لا تنظرون}
وهذه من أعظم آيات الرسل أن يكون الرسول وحده، وأمته متعاونة عليه، فيقول لها: كيدوني ثمّ لا تنظرون، فلا يستطيع واحد منهم ضرّه.
وكذلك قال نوح لقومه: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة ثمّ اقضوا إليّ ولا تنظرون}.
وقال محمد - صلى الله عليه وسلم - {فإن كان لكم كيد فكيدون}.
فهذه هن أعظم آيات الرسل وأدلّها على رسالاتهم). [معاني القرآن: 3/58-57] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله عز وجل: {قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون}
وهذا من علامات النبوة أن يكون الرسول وحده يقول لقومه فكيدوني جميعا وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لقريش وقال نوح فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة). [معاني القرآن: 3/358]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلاّ هو آخذ بناصيتها} مجازه إلا هو في قبضته وملكه وسلطانه). [مجاز القرآن: 1/290]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {آخذ بناصيتها}: أي في ملكه وسلطانه وسلطانه). [غريب القرآن وتفسيره: 174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله تعالى: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} أي يقهرها ويذلّها بالملك والسّلطان.
وأصل هذا: أن من أخذتَ بناصيته فقد قهرتَه وأذللتَه، ومنه قيل في الدعاء: ناصيتي بيدك. أي أنت مالكٌ لي وقاهر). [تأويل مشكل القرآن: 181]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّي توكّلت على اللّه ربّي وربّكم ما من دابّة إلّا هو آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم}
{ما من دابّة إلّا هو آخذ بناصيتها} أي هي في قبضته، وتنالها بما تشاء قدرته،
ثم قال: {إن ربّي على صراط مستقيم} أي هو سبحانه وإن كانت قدرته تنالها بما شاء، فهو لا يشاء إلاّ العدل). [معاني القرآن: 3/58]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها}
أي هي في قبضته وتنالها قدرته
ثم قال جل وعز: {إن ربي على صراط مستقيم}
قال مجاهد أي على الحق أي يجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته لا يظلم أحدا ولا يقبل إلا الإيمان به
قال أبو جعفر والصراط في اللغة المنهاج الواضح
والمعنى إن الله جل ثناؤه وإن كان يقدر على كل شيء فإنه لا يأخذهم إلا بالحق). [معاني القرآن: 3/359-358]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا}: في ملكه وسلطانه). [العمدة في غريب القرآن: 155]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا تضرّونه شيئاً...}
رفع: لأنه جاء بعد الفاء. ولو جزم كان كما قال {من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم} كان صواباً. وفي قراءة عبد الله (ولا تنقضوه) جزما. ومعنى لا تضرّوه يقول:
هلاككم إذا أهلككم لا ينقصه شيئاً.
و (عادٌ) مجرًى في كل القرآن لم يختلف فيه. وقد يترك إجراؤه، يجعل اسماً للأمّة التي هو منها،
كما قال الشاعر:
أحقّا عباد الله جرأة محلقٍ =عليّ وقد أعييت عاد وتبّعا
وسمع الكسائيّ بعض العرب يقول: إن عاد وتبّع أمّتان). [معاني القرآن: 2/19]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فإن تولّوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربّي قوما غيركم ولا تضرّونه شيئا إنّ ربّي على كلّ شيء حفيظ}
المعنى فإن تتولوا.
{فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم}.
فجعل {فقد أبلغتكم} في موضع قد ثبتت الحجة عليكم
{ويستخلف ربّي قوما غيركم} ). [معاني القرآن: 3/58]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ولا تضرونه شيئا} أي لا تقدرون له على ضرره إذا أراد إهلاككم
وقيل لا يضره هلاككم إذا أهلككم أي لا تنقصونه شيئا لأنه سواء عنده أكنتم أم لم تكونوا
ثم قال جل وعز: {إن ربي على كل شيء حفيظ}أي يحفظني من أن ينالني بسوء). [معاني القرآن: 3/359]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:00 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) }

تفسير قوله تعالى: {يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإن أضفت المنادى إلى نفسك ففي ذلك أقاويل: أجودها حذف الياء، وذلك كقولك: يا غلام أقبل، ويا قوم لا تفعلوا، ويا جاريت أقبلي. قال الله عز وجل: {يا قوم لا أسألكم عليه أجراً}، وقال: {يا عباد فاتقون}.
وكذلك كل ما كان في القرآن من ذا. كقوله: {رب لا تذر على الأرض} و{رب إني أسكنت من ذريتي} ). [المقتضب: 4/245-246]

تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53) }

تفسير قوله تعالى: {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه أعطى عمر سيفا محلى قال: فجاءه عمر بالحلية قد نزعها فقال: أتيتك بهذا لما يعررك من أمور الناس.
هكذا يروى الحديث براءين من حديث الوليد بن مسلم عن الأوزاعي
عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، بلغني ذلك عنه.
ولا أحسبه محفوظا ولكنه عندي: لما يعروك بالواو، ومعناه: لما ينوبك من أمر الناس ويلزمك من حوائجهم وكذلك كل من أتاك لحاجة أو نائبة نابته فقد عراك، وهو يعروك عروا قال الراعي:
قالت خليدة ما عراك ولم تكن = بعد الرقاد عن الشؤون سؤولا
يريد بقوله: ما عراك، أي ما نزل بك وما ألم بك ونحو ذلك ومنه قول الله تبارك وتعالى: {إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء} ومنه قيل: اعتراه الوجع وغيره وقال معن بن أوس يمدح رجلا:
رأى الحمد غنما فاشتراه بماله = فلا البخل يعروه ولا الجهد جاهده
أي: لا ينزل به البخل ولا يصيبه.
ومن قال: يعررك، فليس يخرج إلا من أحد المعنيين: من العرة وهي العذرة، أو من العر وهو الجرب وليس في الحديث موضع لواحد من هذين،
ولو كان من أحدهما لم يكن أيضا براءين لكان: لما يعرك، لأنه موضع رفع وليس بموضع جزم، فيظهر التضعيف). [غريب الحديث: 4/117-119]

تفسير قوله تعالى: {مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) }

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:00 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:01 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:37 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:38 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: وإلى عادٍ أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره إن أنتم إلاّ مفترون (50) يا قوم لا أسئلكم عليه أجراً إن أجري إلاّ على الّذي فطرني أفلا تعقلون (51) ويا قوم استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه يرسل السّماء عليكم مدراراً ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم ولا تتولّوا مجرمين (52)
وإلى عادٍ عطف على قوله إلى قومه [هود: 25] في قصة نوح، وعادٍ قبيلة وكانت عربا- فيما ذكر- و «هود» عليه السّلام منهم، وجعله أخاهم بحسب النسب والقرابة فإن فرضناه ليس منهم فالأخوة بحسب المنشأ واللسان والجيرة. وأما قول من قال هي أخوة بحسب النسب الآدمي فضعيف.
وقرأ جمهور الناس: «يا قوم» بكسر الميم، وقرأ ابن محيصن: «يا قوم» برفع الميم، وهي لغة حكاها سيبويه، وقرأ جمهور الناس: «غيره» بالرفع على النعت أو البدل من موضع قوله: من إلهٍ. وقرأ الكسائي وحده بكسر الراء، حملا على لفظ: إلهٍ وذلك أيضا على النعت أو البدل ويجوز «غيره» نصبا على الاستثناء.
ومفترون معناه كاذبون أفحش كذب في جعلكم الألوهية لغير الله تعالى). [المحرر الوجيز: 4/ 592]

تفسير قوله تعالى: {يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والضمير في قوله: عليه عائد على الدعاء إلى الله تعالى، والمعنى: ما أجري وجزائي إلا من عند الله، ثم وصفه بقوله الّذي فطرني فجعلها صفة رادة عليهم في عبادتهم الأصنام واعتقادهم أنها تفعل، فجعل الوصف بذلك في درج كلامه، منبها على أفعال الله تعالى، وأنه هو الذي يستحق العبادة، و «فطر» معناه اخترع وأنشأ، وقوله: أفلا تعقلون توقيف على مجال القول بأن غير الفاطر إلاه، ويحتمل أن يريد: أفلا تعقلون إذ لم أطلب عرضا من أعراض الدنيا إني إنما أريد النفع لكم والدار الآخرة، والأول أظهر). [المحرر الوجيز: 4/ 593]

تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و «الاستغفار» طلب المغفرة، وقد يكون ذلك باللسان، وقد يكون بإنابة القلب وطلب الاسترشاد والحرص على وجود المحجة الواضحة، وهذه أحوال يمكن أن تقع من الكفار، فكأنه قال لهم: اطلبوا غفران الله بالإنابة، وطلب الدليل في نبوتي، ثم توبوا بالإيمان من كفركم، فيجيء الترتيب على هذا مستقيما وإلا احتيج في ترتيب التوبة بعد الاستغفار إلى تحيل كثير فإما أن يكون: توبوا أمرا بالدوام، و «الاستغفار» طلب المغفرة بالإيمان، وإلى هذا ذهب الطبري، وقال أبو المعالي في الإرشاد: «التوبة» في اصطلاح المتكلمين هي الندم، بعد أن قال: إنها في اللغة الرجوع، ثم ركب على هذا أن قال إن الكافر إذا آمن ليس إيمانه توبة وإنما توبته ندمه بعد.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والذي أقول: إن التوبة عقد في ترك متوب منه يتقدمها علم بفساد المتوب منه وصلاح ما يرجع إليه، ويقترن بها ندم على فارط المتوب منه لا ينفك منه وهو من شروطها فأقول إن إيمان الكافر هو توبته من كفره، لأنه هو نفس رجوعه، و «تاب» في كلام العرب معناه رجع إلى الطاعة والمثلى من الأمور، وتصرف اللفظة في القرآن ب «إلى» يقتضي أنها الرجوع لا الندم، وإنما لا حق لازم للتوبة كما قلنا، وحقيقة التوبة ترك مثل ما تيب منه عن عزمة معتقدة على ما فسرناه، والله المستعان.
ومدراراً هو بناء تكثير وكان حقه أن تلحقه هاء، ولكن حذفت على نية النسب وعلى أن السّماء المطر نفسه، وهو من در يدر ومفعال قد يكون من اسم الفاعل الذي هو من ثلاثي، ومن اسم الفاعل الذي هو من رباعي: وقول من قال: إنه ألزم للرباعي غير لازم.
ويروي أن عادا كان الله تعالى قد حبس عنها المطر ثلاث سنين، وكانوا أهل حرث وبساتين وثمار، وكانت بلادهم شرق جزيرة العرب، فلهذا وعدهم بالمطر، ومن ذلك فرحهم حين رأوا العارض، وقولهم: هذا عارضٌ ممطرنا [الأحقاف: 24] وحضهم على استنزال المطر بالإيمان والإنابة، وتلك عادة الله في عباده، ومنه قول نوح عليه السّلام «استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا»، ومنه فعل عمر رضي الله حين جعل جميع قوله في الاستسقاء ودعائه استغفارا فسقي، فسئل عن ذلك، فقال: لقد استنزلت المطر بمجاديح السماء.
وقوله: ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم، ظاهره العموم في جميع ما يحسن الله تعالى فيه إلى العباد، وقالت فرقة: كان الله تعالى قد حبس نسلهم، فمعنى قوله: ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم أي الولد، ويحتمل أن خص القوة بالذكر إذ كانوا أقوى العوالم فوعدوا بالزيادة فيما بهروا فيه، ثم نهاهم عن التولي عن الحق والإعراض عن أمر الله. ومجرمين حال من الضمير في تتولّوا). [المحرر الوجيز: 4/ 593-594]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: قالوا يا هود ما جئتنا ببيّنةٍ وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين (53) إن نقول إلاّ اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريءٌ ممّا تشركون (54) من دونه فكيدوني جميعاً ثمّ لا تنظرون (55) إنّي توكّلت على اللّه ربّي وربّكم ما من دابّةٍ إلاّ هو آخذٌ بناصيتها إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ (56)
المعنى: ما جئتنا بآية تضطرنا إلى الإيمان بك ونفوا أن تكون معجزاته آية بحسب ظنهم وعماهم عن الحق، كما جعلت قريش القرآن سحرا وشعرا ونحو هذا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من نبي إلا وقد أوتي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر» الحديث، وهذا يقضي بأن هودا وغيره من الرسل لهم معجزات وإن لم يعين لنا بعضها.
وقوله: عن قولك أي لا يكون قولك سبب تركنا إذ هو مجرد عن آية). [المحرر الوجيز: 4/ 595]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقولهم: إن نقول الآية، معناه ما نقول إلا أن بعض الآلهة لما سببتها وضللت عبدتها أصابك بجنون، يقال: عر يعر واعترى يعتري إذا ألم بالشيء، فحينئذ جاهرهم هود عليه السّلام بالتبري من أوثانهم وحضهم على كيده هم وأصنامهم، ويذكر أن هذه كانت له معجزة وذلك أنه حرض جماعتهم عليه مع انفراده وقوتهم وكفرهم فلم يقدروا على نيله بسوء.
وتنظرون معناه تؤخروني أي عاجلوني بما قدرتم عليه). [المحرر الوجيز: 4/ 595]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إنّي توكّلت على اللّه الآية، المعنى: أن توكلي على الله الذي هو ربي وربكم مع ضعفي وانفرادي وقوتكم وكثرتكم يمنعني منكم ويحجز بيني وبينكم ثم وصف قدرة الله تعالى وعظم ملكه بقوله: ما من دابّةٍ إلّا هو آخذٌ بناصيتها وعبر عن ذلك ب «الناصية»، إذ هي في العرف حيث يقبض القادر المالك ممن يقدر عليه، كما يقاد الأسير والفرس ونحوه حتى صار الأخذ بالناصية عرفا في القدرة على الحيوان، وكانت العرب تجز ناصية الأسير الممنون عليه لتكون تلك علامة أنه قدر عليه وقبض على ناصيته. و «الدابة»: جميع الحيوان، وخص بالذكر إذ هو صنف المخاطبين والمتكلم.
وقوله: إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ يريد أن أفعال الله عز وجل هي في غاية الإحكام، وقوله الصدق، ووعده الحق فجاءت الاستقامة في كل ما ينضاف إليه عز وجل. فعبر عن ذلك بقوله: إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ على تقدير مضاف). [المحرر الوجيز: 4/ 596]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: فإن تولّوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربّي قوماً غيركم ولا تضرّونه شيئاً إنّ ربّي على كلّ شيءٍ حفيظٌ (57) ولمّا جاء أمرنا نجّينا هوداً والّذين آمنوا معه برحمةٍ منّا ونجّيناهم من عذابٍ غليظٍ (58) وتلك عادٌ جحدوا بآيات ربّهم وعصوا رسله واتّبعوا أمر كلّ جبّارٍ عنيدٍ (59) وأتبعوا في هذه الدّنيا لعنةً ويوم القيامة ألا إنّ عاداً كفروا ربّهم ألا بعداً لعادٍ قوم هودٍ (60)
قرأ الجمهور: «تولّوا» بفتح اللام والتاء على معنى تتولوا، وقرأ عيسى الثقفي والأعرج: «تولوا» بضم التاء واللام، و «إن» شرط، والجواب في الفاء وما بعدها من قوله فقد أبلغتكم، والمعنى أنه ما علي كبير همّ منكم إن توليتم فقد برئت ساحتي بالتبليغ، وأنتم أصحاب الذنب في الإعراض عن الإيمان.
ويحتمل أن يكون تولّوا فعلا ماضيا، ويجيء في الكلام رجوع من غيبة إلى خطاب، أي فقل: قد أبلغتكم.
وقرأ جمهور «ويستخلف» بضم الفاء على معنى الخبر بذلك، وقرأ عاصم- فيما روى هبيرة عن حفص عنه- «ويستخلف» بالجزم عطفا على موضع الفاء من قوله فقد.
وقوله: ولا تضرّونه شيئاً يحتمل من المعنى وجهين:
أحدهما: ولا تضرونه بذهابكم وهلاككم شيئا أي لا ينتقص ملكه، ولا يختل أمره، وعلى هذا المعنى قرأ عبد الله بن مسعود: «ولا تنقصونه شيئا».
والمعنى الآخر: ولا تضرّونه أي ولا تقدرون إذا أهلككم على إضراره بشيء ولا على الانتصار منه ولا تقابلون فعله بكم بشيء يضره. ثم أخبرهم أن ربه حفيظٌ على كل شيء عالم به، وفي ترديد هذه الصفات ونحوها تنبيه وتذكير). [المحرر الوجيز: 4/ 596-597]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:38 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:38 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإلى عادٍ أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إلهٍ غيره إن أنتم إلا مفترون (50) يا قوم لا أسألكم عليه أجرًا إن أجري إلا على الّذي فطرني أفلا تعقلون (51) ويا قوم استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه يرسل السّماء عليكم مدرارًا ويزدكم قوّةً إلى قوّتكم ولا تتولّوا مجرمين (52)}
يقول تعالى: ولقد أرسلنا، {إلى عادٍ أخاهم هودًا} آمرًا لهم بعبادة اللّه وحده لا شريك له، ناهيًا لهم عن [عبادة] الأوثان الّتي افتروها واختلقوا لها أسماء الآلهة، وأخبرهم أنّه لا يريد منهم أجرةً على هذا النّصح والبلاغ من اللّه، إنّما يبغي ثوابه [على ذلك وأجره] من اللّه الّذي فطره {أفلا تعقلون} من يدعوكم إلى ما يصلحكم في الدّنيا والآخرة من غير أجرةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 329]

تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أمرهم بالاستغفار الّذي فيه تكفير الذّنوب السّالفة، وبالتّوبة عمّا يستقبلون [من الأعمال السّابقة] ومن اتّصف بهذه الصّفة يسّر اللّه عليه رزقه، وسهّل عليه أمره وحفظ [عليه] شأنه [وقوّته] ؛ ولهذا قال: {يرسل السّماء عليكم مدرارًا} [نوح:11]، و[كما جاء] في الحديث: "من لزم الاستغفار جعل اللّه له من كلّ هم فرجًا، ومن كلّ ضيقٍ مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب"). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 329]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا يا هود ما جئتنا ببيّنةٍ وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين (53) إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا أنّي بريءٌ ممّا تشركون (54) من دونه فكيدوني جميعًا ثمّ لا تنظرون (55) إنّي توكّلت على اللّه ربّي وربّكم ما من دابّةٍ إلا هو آخذٌ بناصيتها إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ (56)}
يخبر تعالى [إخبارًا عن قوم هودٍ] أنّهم قالوا لنبيّهم: {ما جئتنا ببيّنةٍ} أي: بحجّةٍ [ولا دلالة] [ولا] وبرهان على ما تدّعيه، {وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك} أي: بمجرّد قولك: "اتركوهم" نتركهم، {وما نحن لك بمؤمنين} [أي] بمصدّقين). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 329]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوءٍ} يقولون: ما نظنّ إلّا أنّ بعض الآلهة أصابك بجنونٍ وخبل في عقلك بسبب نهيك عن عبادتها وعيبك لها {قال إنّي أشهد اللّه واشهدوا} [أي أنتم أيضًا] {أنّي بريءٌ ممّا تشركون * من دونه}. يقول: إنّي بريءٌ من جميع الأنداد والأصنام، {فكيدوني جميعًا} أي: أنتم وآلهتكم إن كانت حقًّا، [ف ذروها تكيدني]، {ثمّ لا تنظرون} أي: طرفة عينٍ [واحدةً]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 329-330]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّي توكّلت على اللّه ربّي وربّكم ما من دابّةٍ إلا هو آخذٌ بناصيتها} أي: [هي] تحت قهره وسلطانه، وهو الحاكم العادل الّذي لا يجور في حكمه، فإنّه على صراطٍ مستقيمٍ.
قال الوليد بن مسلمٍ، عن صفوان بن عمرٍو عن أيفع بن عبدٍ الكلاعيّ أنّه قال في قوله تعالى: {ما من دابّةٍ إلا هو آخذٌ بناصيتها إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ} قال: فيأخذ بنواصي عباده فيلقى المؤمن حتّى يكون له أشفق من الوالد لولده ويقال للكافر: {ما غرّك بربّك الكريم} [الانفطار: 6].
وقد تضمّن هذا المقام حجّةً بالغةً ودلالةً قاطعةً على صدق ما جاءهم به، وبطلان ما هم عليه من عبادة الأصنام الّتي لا تنفع ولا تضرّ، بل هي جماد لا تسمع ولا تبصر، ولا توالي ولا تعادي، وإنّما يستحقّ إخلاص العبادة اللّه وحده لا شريك له، الّذي بيده الملك، وله التّصرّف، وما من شيءٍ إلّا تحت ملكه وقهره وسلطانه، فلا إله إلّا هو، ولا ربّ سواه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 330]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فإن تولّوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربّي قومًا غيركم ولا تضرّونه شيئًا إنّ ربّي على كلّ شيءٍ حفيظٌ (57) ولمّا جاء أمرنا نجّينا هودًا والّذين آمنوا معه برحمةٍ منّا ونجّيناهم من عذابٍ غليظٍ (58) وتلك عادٌ جحدوا بآيات ربّهم وعصوا رسله واتّبعوا أمر كلّ جبّارٍ عنيدٍ (59) وأتبعوا في هذه الدّنيا لعنةً ويوم القيامة ألا إنّ عادًا كفروا ربّهم ألا بعدًا لعادٍ قوم هودٍ (60)}
يقول لهم [رسولهم] هودٌ: فإن تولّوا عمّا جئتكم به من عبادة اللّه ربّكم وحده لا شريك له، فقد قامت عليكم الحجّة بإبلاغي إيّاكم رسالة اللّه الّتي بعثني بها، {ويستخلف ربّي قومًا غيركم} يعبدونه وحده لا يشركون به [شيئًا] ولا يبالي بكم: فإنّكم لا تضرّونه بكفركم بل يعود وبال ذلك عليكم، {إنّ ربّي على كلّ شيءٍ حفيظٌ} أي: شاهدٌ وحافظٌ لأقوال عباده وأفعالهم ويجزيهم عليها إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 330]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة