العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الجاثية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 02:09 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الجاثية [من الآية(32)إلى الآية(37)]

{وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33) وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 02:10 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا قيل إنّ وعد اللّه حقٌّ والسّاعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما السّاعة إن نظنّ إلاّ ظنًّا وما نحن بمستيقنين}.
يقول تعالى ذكره: ويقال لهم حينئذٍ: {وإذا قيل} لكم {إنّ وعد اللّه} الّذي وعد عباده، أنّه محييهم من بعد مماتهم، وباعثهم من قبورهم {حقٌّ والسّاعة} الّتي أخبرهم أنّه يقيمها لحشرهم، وجمعهم للحساب والثّواب على الطّاعة، والعقاب على المعصية، آتيةٌ {لا ريب فيها} يقول: لا شكّ فيها، يعني في السّاعة، والهاء في قوله: {فيها} من ذكر السّاعة ومعنى الكلام: والسّاعة لا ريب في قيامها، فاتّقوا اللّه وآمنوا باللّه ورسوله، واعملوا لما ينجيكم من عقاب اللّه فيها {قلتم ما ندري ما السّاعة} تكذيبًا منكم بوعد اللّه جلّ ثناؤه، وردًّا لخبره، وإنكارًا لقدرته على إحيائكم من بعد مماتكم.
وقوله: {إن نظنّ إلاّ ظنًّا} يقول: وقلتم ما نظنّ أنّ السّاعة آتيةٌ إلاّ ظنًّا {وما نحن بمستيقنين} أنّها جائيةٌ، ولا أنّها كائنةٌ.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {والسّاعة لا ريب فيها} فقرأت ذلك عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة و{السّاعة} رفعًا على الابتداء وقرأته عامّة قرّاء الكوفة و(السّاعة) نصبًا عطفًا بها على قوله: {إنّ وعد اللّه حقٌّ}.
والصّواب من القول في ذلك عندنا، أنّهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار صحيحتا المخرج في العربيّة متقاربتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 21/107-108]

تفسير قوله تعالى: (وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وبدا لهم سيّئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون}.
يقول تعالى ذكره: وبدا لهؤلاء الّذين كانوا في الدّنيا يكفرون بآيات اللّه سيّئات ما عملوا في الدّنيا من الأعمال، يقول: ظهر لهم هنالك قبائحها وشرارها لمّا قرأوا كتب أعمالهم الّتي كانت الحفظة تنسخها في الدّنيا {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} يقول: وحاق بهم من عذاب اللّه حينئذٍ ما كانوا به يستهزئون إذ قيل لهم: إنّ اللّه محلّه بمن كذّب به على سيّئات ما في الدّنيا عملوا من الأعمال). [جامع البيان: 21/108]

تفسير قوله تعالى: (وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى اليوم ننساكم كما نسيتم قال اليوم نترككم كما تركتم). [تفسير عبد الرزاق: 2/214]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ننساكم} [الجاثية: 34] : «نترككم»). [صحيح البخاري: 6/133]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ننساكم نترككم هو قول أبي عبيدة وقد وصله عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله فاليوم ننساكم كما نسيتم قال اليوم نترككم كما تركتم وأخرجه بن المنذر من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ أيضًا وهو من إطلاق الملزوم وإرادة اللّازم لأنّ من نسي فقد ترك بغير عكس). [فتح الباري: 8/574]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ننساكم نترككم
أشار به إلى قوله تعالى: {فاليوم ننساكم كما نسيتم} (الجاثية: 34) معناه نترككم كما تركتم، ولم يكن تركهم إلاّ في النّار، وهذا من إطلاق الملزوم وإرادة اللّازم لأن من نسي فقد ترك من غير عكس). [عمدة القاري: 19/166]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ننساكم}) في قوله تعالى: {اليوم ننساكم} [الجاثية: 34] أي (نترككم) في العذاب كما تركتم الإيمان والعمل ولقاء هذا اليوم). [إرشاد الساري: 7/338]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النّار وما لكم من ناصرين}.
يقول تعالى ذكره: وقيل لهؤلاء الكفرة الّذين وصف صفتهم: اليوم نترككم في عذاب جهنّم، كما تركتم العمل للقاء ربّكم يومكم هذا.
- كما: حدّثني عليّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وقيل اليوم ننساكم} نترككم.
وقوله: {ومأواكم النّار} يقول: ومأواكم الّتي تأوون إليها نار جهنّم {وما لكم من ناصرين} يقول: وما لكم من مستنقذٍ ينقذكم اليوم من عذاب اللّه، ولا منتصرٍ ينتصر لكم ممّن يعذّبكم، فيستنقذ لكم منه). [جامع البيان: 21/108-109]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا} قال: تركتم ذكري وطاعتني فكذا أترككم {كما نسيتم لقاء يومكم هذا} قال: تركتم ذكري وطاعتي فكذا تركتم في النار). [الدر المنثور: 13/306-307]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن عمر بن ذر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما قعد قوم يذكرون الله إلا قعد معهم عددهم من الملائكة فإذا حمدوا الله حمدوه وإن سبحوا الله سبحوه وإن كبروا الله كبروه وإن استغفروا الله أمنوا ثم عرجوا إلى ربهم فيسألهم فقالوا: ربنا عبيد لك في الأرض ذكروك فذكرناك، قال: ماذا قالوا: قالوا: ربنا حمدوك فقال: أول من عبد وآخر من حمد، قالوا: وسبحوك، قال: مدحي لا ينبغي لأحد غيري قالوا: ربنا كبروك، قال: لي الكبرياء في السموات والأرض وأنا العزيز الحكيم، قالوا: ربنا استغفروك، قال: أشهدكم أني قد غفرت لهم). [الدر المنثور: 13/307]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذلكم بأنّكم اتّخذتم آيات اللّه هزوًا وغرّتكم الحياة الدّنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون}.
يقول تعالى ذكره: يقال لهم: هذا الّذي حلّ بكم من عذاب اللّه اليوم {بأنّكم} في الدّنيا {اتّخذتم آيات اللّه هزوًا} وهي حججه وأدلّته وآي كتابه الّتي أنزلها على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم {هزوًا} يعني سخريةً تسخرون منها {وغرّتكم الحياة الدّنيا} يقول: وخدعتكم زينة الحياة الدّنيا فآثرتموها على العمل لما ينجيكم اليوم من عذاب اللّه يقول تعالى ذكره: {فاليوم لا يخرجون منها} من النّار {ولا هم يستعتبون} يقول: ولا هم يردّون إلى الدّنيا ليتوبوا ويراجعوا الإنابة ممّا عوقبوا عليه). [جامع البيان: 21/109]

تفسير قوله تعالى: (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فللّه الحمد ربّ السّموات وربّ الأرض ربّ العالمين (36) وله الكبرياء في السّموات والأرض وهو العزيز الحكيم}.
يقول تعالى ذكره: {فللّه الحمد} على نعمه وأياديه عند خلقه، فإيّاه فاحمدوا أيّها النّاس، فإنّ كلّ ما بكم من نعمةٍ فمنه دون ما تعبدون من دونه من آلهةٍ ووثنٍ، ودون ما تتّخذونه من دونه ربًّا، وتشركون به معه {ربّ السّموات وربّ الأرض} يقول: مالك السّماوات السّبع، ومالك الأرضين السّبع و{ربّ العالمين} [الفاتحة: ] يقول: مالك جميع ما فيهنّ من أصناف الخلق). [جامع البيان: 21/109-110]

تفسير قوله تعالى: (وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وله الكبرياء في السّموات والأرض}، يقول: وله العظمة والسّلطان في السّماوات والأرض دون ما سواه من الآلهة والأنداد {وهو العزيز} [إبراهيم: ] في نقمته من أعدائه، القاهر كلّ ما دونه، ولا يقهره شيءٌ {الحكيم} في تدبيره خلقه وتصريفه إيّاهم فيما شاء كيف شاء، واللّه أعلم). [جامع البيان: 21/110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه أن لله ثلاثة أثواب: اتزر بالعزة وتسربل الرحمة وارتدى بالكبرياء فمن تعزز بغير ما أعز الله فذلك الذي يقال له (ذق إنك أنت العزيز الكريم) (سورة الدخان الآية 49) ومن رحم رحمه الله ومن تكبر فقد نازع الله الذي ينبغي له فإنه تبارك وتعالى يقول: لا ينبغي لمن نازعني أن أدخله الجنة). [الدر المنثور: 13/308]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود، وابن ماجة، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني في واحد منهما ألقيته في النار والله أعلم). [الدر المنثور: 13/308]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 02:11 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي



تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذا قيل إنّ وعد اللّه حقٌّ والسّاعة لا ريب فيها...}
ترفع الساعة , وهو وجه الكلام , وإن نصبتها فصواب، قرأ بذلك حمزة الزيات، وفي قراءة عبد الله: {وإذا قيل إنّ وعد اللّه حقّ وإن السّاعة لا ريب فيها} ، فقد عرفت الوجهين، وفسّرا في غير هذا الموضع). [معاني القرآن: 3/47]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وإذا قيل إنّ وعد اللّه حقٌّ والسّاعة لا ريب فيها قلتم مّا ندري ما السّاعة إن نّظنّ إلاّ ظنّاً وما نحن بمستيقنين}
وقال: {إن نّظنّ إلاّ ظنّاً} : ما نظنّ إلاّ ظنّاً). [معاني القرآن: 4/16]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قلتم ما ندري ما السّاعة إن نظنّ إلّا ظنًّا وما نحن بمستيقنين}: أي: ما نعلم ذلك إلا ظنا وحدسا , وما نستيقنه, و«الظن» قد يكون بمعنى «العلم» .
قال: {ورأى المجرمون النّار فظنّوا أنّهم مواقعوها} [سورة الكهف آية: 53]، وقال دريد:
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج= سراتهم في الفارسي المسرد
أي : أيقنوا بإتيانهم إياكم ). [تفسير غريب القرآن: 406]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وإذا قيل إنّ وعد اللّه حقّ والسّاعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما السّاعة إن نظنّ إلّا ظنّا وما نحن بمستيقنين (32)}
{والسّاعة}: فمن نصب فعطف على الوعد.
المعنى: وإذا قيل إنّ وعد اللّه حقّ وأنّ الساعة.
ومن رفع , فعلى معنى , وقيل: الساعة لا ريب فيها). [معاني القرآن: 4/435]

تفسير قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( قوله: {وبدا لهم سيّئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن}، هو مثل قوله: {وبدا لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون}[سورة الزمر آية: 47]، يعيرون أنهم عملوا في الدنيا أعمالا كانوا يظنون أنها تنفعهم، فلم تنفعهم مع شركهم). [تفسير غريب القرآن: 406]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وبدا لهم}: أي: وظهر لهم قبيح كلامهم). [ياقوتة الصراط: 465]

تفسير قوله تعالى:{وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وقيل اليوم ننساكم...}.
نترككم في النار كما نسيتم لقاء يومكم هذا، يقول: كما تركتم العمل للقاء يومكم هذا). [معاني القرآن: 3/49]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وقيل اليوم ننساكم }: أي نترككم نخرجكم من رحمتنا , { كما نسيتم }: كما تركتم). [مجاز القرآن: 2/211]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( وقيل: {اليوم ننساكم} :أي: نترككم). [تفسير غريب القرآن: 406]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النّار وما لكم من ناصرين (34)}
أي اليوم نترككم في العذاب، كما تركتم الإيمان والعمل ليومكم.
والدليل على ذلك قوله:{فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون (35)}. ). [معاني القرآن: 4/436]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا}
روى معمر , عن قتادة قال: فاليوم نترككم كما تركتم لقاء يومكم هذا
قال أبو جعفر : المعنى على هذا , فاليوم نترككم في النار , كما تركتم العمل ليومكم هذا.). [معاني القرآن: 6/434]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ننساكم} :أي: نترككم, {كما نسيتم}: أي: كما تركتم أمرنا ونهينا). [ياقوتة الصراط: 465]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون...}.
يقول: لا يراجعون الكلام بعد دخولهم النار). [معاني القرآن: 3/49]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون (35)}: لا يردون , ولا يلتمس منهم عمل ولا طاعة). [معاني القرآن: 4/436]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وله الكبرياء في السّماوات والأرض وهو العزيز الحكيم (37)}: أي: له العظمة في السّماوات والأرض). [معاني القرآن: 4/436]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم} : الكبرياء العظمة). [معاني القرآن: 6/434]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {الكبرياء} : العظمة). [ياقوتة الصراط: 466]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 02:13 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) }

تفسير قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33) }

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) }

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) }

تفسير قوله تعالى: {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 09:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 09:32 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 09:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ حمزة وحده: "والساعة" بالنصب عطفا على قوله تعالى: {وعد الله}، ورويت عن أبي عمرو، وعيسى، والأعمش، وقرأ ابن مسعود: "حق وإن الساعة لا ريب فيها"، وكذلك قرأ أيضا الأعمش. وقرأ الباقون: "والساعة" رفعا، ولذلك وجهان: أحدهما الابتداء والاستئناف، والثاني: العطف على موضع "إن" وما عملت فيه، لأن التقدير: "وعد الله حق"، قاله أبو علي في الحجة، وقال بعض النحاة: لا يعطف على موضع "إن"، إلا إذا كان العامل الذي عطلته إن باقيا، وكذلك هي على موضع الباء في قوله:
... ... ... ... ... فلسنا بالجبال ولا الحديدا
فلما كانت "ليس" نافية جاز العطف على الموضع قبل دخول الباء، ويظهر نحو هذا النظر من كتاب سيبويه، ولكن قد ذكرنا ما حكى أبو علي وهو القدوة، وقولهم: {إن نظن إلا ظنا} معناه: إن نظن بعد قبول خبركم إلا ظنا، وليس يعطينا يقينا). [المحرر الوجيز: 7/ 606]

تفسير قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وبدا لهم} الآية ... حكاية حال يوم القيامة، و"حاق": معناه: نزل وأحاط، وهي مستعملة في المكروه، وفي قوله تعالى: "ما كانوا" حذف مضاف تقديره: جزاء ما كانوا، أي: عقاب كونهم يستهزءون). [المحرر الوجيز: 7/ 606-607]

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين * ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون * فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين * وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}
ننساكم معناه: نترككم كما تركتم لقاء يومكم هذا، فلم يقع منكم استعداد له ولا تأهبتم، فسميت العقوبة في هذه الآية باسم الذنب، والمأوى: الموضع الذي يسكنه الإنسان ويكون فيه عامة أوقاته أو كلها أجمع). [المحرر الوجيز: 7/ 607]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"آيات الله": لفظ جامع لآيات القرآن وللأدلة التي نصبها الله تعالى لينظر فيها العباد.
وقرأ أكثر القراء: "لا يخرجون" بضم الياء المنقوطة من تحت وفتح الراء، وقرأ حمزة، والكسائي، وابن وثاب، والأعمش، والحسن: "لا يخرجون" بإسناد الفعل إليهم بفتح الياء وضم الراء، و"يستعتبون" تطلب منهم مراجعة إلى عمل صالح). [المحرر الوجيز: 7/ 607]

تفسير قوله تعالى: {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فلله الحمد} إلى آخر السورة، تحميد له تعالى وتحقيق لألوهيته، وفي ذلك كسر لأمر الأصنام والأنصاب، وقراءة الناس: "رب" بالخفض في الثلاثة على الصفة. وقرأ ابن محيصن: بالرفع فيها، على معنى: هو رب، و"الكبرياء" بناء مبالغة، وفي الحديث: "يقول الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني منهما شيئا قصمته".
كمل تفسير سورة الجاثية والحمد لله رب العالمين). [المحرر الوجيز: 7/ 607]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:48 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({وإذا قيل إنّ وعد اللّه حقٌّ والسّاعة لا ريب فيها} أي: إذا قال لكم المؤمنون ذلك، {قلتم ما ندري ما السّاعة} أي: لا نعرفها، {إن نظنّ إلا ظنًّا} أي: إن نتوهّم وقوعها إلّا توهّمًا، أي مرجوحًا ؛ ولهذا قال: {وما نحن بمستيقنين} أي: بمتحقّقين). [تفسير ابن كثير: 7/ 272]

تفسير قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {وبدا لهم سيّئات ما عملوا} أي: وظهر لهم عقوبة أعمالهم السّيّئة، {وحاق بهم} أي: أحاط بهم {ما كانوا به يستهزئون} أي: من العذاب والنّكال). [تفسير ابن كثير: 7/ 272]

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقيل اليوم ننساكم} أي: نعاملكم معاملة النّاسي لكم في نار جهنّم {كما نسيتم لقاء يومكم هذا} أي: فلم تعملوا له لأنّكم لم تصدّقوا به، {ومأواكم النّار وما لكم من ناصرين}
وقد ثبت في الصّحيح أنّ اللّه تعالى يقول لبعض العبيد يوم القيامة: "ألم أزوّجك؟ ألم أكرمك؟ ألم أسخّر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى، يا ربّ. فيقول: أفظننت أنّك ملاقيّ؟ فيقول: لا. فيقول اللّه تعالى: فاليوم أنساك كما نسيتني"). [تفسير ابن كثير: 7/ 272-273]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(قال اللّه تعالى: {ذلكم بأنّكم اتّخذتم آيات اللّه هزوًا} أي: إنّما جازيناكم هذا الجزاء لأنّكم اتّخذتم حجج اللّه عليكم سخريًّا، تسخرون وتستهزئون بها، {وغرّتكم الحياة الدّنيا} أي: خدعتكم فاطمأننتم إليها، فأصبحتم من الخاسرين؛ ولهذا قال: {فاليوم لا يخرجون منها} أي: من النّار {ولا هم يستعتبون} أي: لا يطلب منهم العتبى، بل يعذّبون بغير حسابٍ ولا عتابٍ، كما تدخل طائفةٌ من المؤمنين الجنّة بغير عذابٍ ولا حسابٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 273]

تفسير قوله تعالى: {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ لـمّا ذكر حكمه في المؤمنين والكافرين قال: {فللّه الحمد ربّ السموات وربّ الأرض} أي: المالك لهما وما فيهما؛ ولهذا قال: {ربّ العالمين}). [تفسير ابن كثير: 7/ 273]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {وله الكبرياء في السموات والأرض} قال مجاهدٌ: يعني السّلطان. أي: هو العظيم الممجّد، الّذي كلّ شيءٍ خاضعٌ لديه فقيرٌ إليه.
وقد ورد في الحديث الصّحيح: "يقول اللّه تعالى: العظمة إزاري والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما أسكنته ناري". ورواه مسلمٌ من حديث الأعمش، عن أبي إسحاق، عن الأغرّ أبي مسلمٍ، عن أبي هريرة وأبي سعيدٍ، رضي اللّه عنهما، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، بنحوه.
وقوله: {وهو العزيز} أي: الّذي لا يغالب ولا يمانع، {الحكيم} في أقواله وأفعاله، وشرعه وقدره، تعالى وتقدّس، لا إله إلّا هو).[تفسير ابن كثير: 7/ 273]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة