العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الجاثية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:48 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الجاثية [من الآية(21)إلى الآية(23)]

{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22) أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:49 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام تميمكم الداري، لقد رأيته ذات ليلة حتى أصبح أو كرب أن يصبح يقرأ آية من كتاب الله ويركع ويسجد ويبكي {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم} [سورة الجاثية: 21] الآية كلها). [الزهد لابن المبارك: 2/41]


قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن محمّد بن عجلان، عن بشير مولى الرّبيع، قال: كان الرّبيع يصلّي ليلةً فمرّ بهذه الآية: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات} فردّدها حتّى أصبح). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 268]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات}.

يقول تعالى ذكره: أم ظنّ الّذين اجترحوا السّيّئات من الأعمال في الدّنيا، وكذّبوا رسل اللّه، وخالفوا أمر ربّهم، وعبدوا غيره، أن نجعلهم في الآخرة، كالّذين آمنوا باللّه وصدّقوا رسله وعملوا الصّالحات، فأطاعوا اللّه، وأخلصوا له العبادة دون ما سواه من الأنداد والآلهة، كلاّ ما كان اللّه ليفعل ذلك، لقد ميّز بين الفريقين، فجعل حزب الإيمان في الجنّة، وحزب الكفر في السّعير.
- كما: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات} الآية، لعمري لقد تفرّق القوم في الدّنيا، وتفرّقوا عند الموت، فتباينوا في المصير.
وقوله: {سواءً محياهم ومماتهم} اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {سواءً} فقرأت ذلك عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة (سواءٌ) بالرّفع، على أنّ الخبر متناهٍ عندهم عند قوله: {كالّذين آمنوا} وجعلوا خبر قوله: {أن نجعلهم} قوله: {كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات}، ثمّ ابتدأوا الخبر عن استواء حال محيا المؤمن ومماته، ومحيا الكافر ومماته، فرفعوا قوله: سواءٌ على وجه الابتداء بهذا المعنى، وإلى هذا المعنى وجّه تأويل ذلك جماعةٌ من أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {سواءً محياهم ومماتهم} قال: المؤمن في الدّنيا والآخرة مؤمنٌ، والكافر في الدّنيا والآخرة كافرٌ.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا حسينٌ، عن شيبان، عن ليثٍ، في قوله: {" سواءً محياهم ومماتهم } قال: بعث المؤمن مؤمنًا حيًّا وميّتًا، والكافر كافرًا حيًّا وميّتًا.
وقد يحتمل الكلام إذا قرئ سواءٌ رفعا وجهًا آخر غير هذا المعنى الّذي ذكرناه عن مجاهدٍ وليثٍ، وهو أن يوجّه إلى: أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم والمؤمنين سواءً في الحياة والموت، بمعنى: أنّهم لا يستوون، ثمّ يرفع سواءٌ على هذا المعنى، إذ كان لا ينصرف، كما يقال: مررت برجلٍ خيرٌ منك أبوه، وحسبك أخوه، فرفع حسبك، وخيرٌ إذ كانا في مذهب الأسماء، ولو وقع موقعهما فعلٌ في لفظ اسمٍ لم يكن إلاّ نصبًا، فكذلك قوله: سواءٌ.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة {سواءً} نصبًا، بمعنى: أحسبوا أن نجعلهم والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً.
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّهما قراءتان معروفتان في قراءة الأمصار قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما أهل العلم بالقرآن صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
واختلف أهل العربيّة في وجه نصب قوله: {سواءً} ورفعه، فقال بعض نحويّي البصرة سواءٌ محياهم ومماتهم رفعٌ وقال بعضهم: إنّ المحيا والممات للكفّار كلّه قال: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} ثمّ قال: سواءً محيا الكفّار ومماتهم: أي محياهم محيا سوء، ومماتهم مماتٌ سوء، فرفع السّواء على الابتداء.
قال: ومن فسّر المحيا والممات للكفّار والمؤمنين، فقد يجوز في هذا المعنى نصب السّواء ورفعه، لأنّ من جعل السّواء مستويًا، فينبغي له في القياس أن يجريه على ما قبله، لأنّه صفةٌ، ومن جعله الاستواء، فينبغي له أن يرفعه لأنّه اسمٌ، إلاّ أن ينصب المحيا والممات على البدل، وينصب السّواء على الاستواء، وإن شاء رفع السّواء إذا كان في معنى مستوٍ، كما تقول: مررت برجلٍ خيرٌ منك أبوه، لأنّه صفةٌ لا يصرف والرّفع أجود.
وقال بعض نحويّي الكوفة قوله: {سواءً محياهم} بنصب سواءٍ وبرفعه، والمحيا والممات في موضع رفعٍ بمنزلة، قوله: رأيت القوم سواءً صغارهم وكبارهم بنصب سواءٍ لأنّه يجعله فعلاً لما عاد على النّاس من ذكرهم قال: وربّما جعلت العرب سواءً في مذهب اسمٍ بمنزلة حسبك، فيقولون: رأيت قومك سواءٌ صغارهم وكبارهم فيكون كقولك: مررت برجلٍ حسبك أبوه قال: ولو جعلت مكان سواءٍ مستوٍ لم يرفع، ولكن نجعله متبعًا لما قبله، مخالفًا لسواءٍ، لأنّ مستوٍ من صفة القوم، ولأن سواءً كالمصدر، والمصدر اسمٌ قال: ولو نصبت المحيا والممات كان وجهًا، يريد أن نجعلهم سواءً في محياهم ومماتهم.
وقال آخر منهم: المعنى: أنّه لا يساوي من اجترح السّيّئات المؤمن في المحيا، ولا الممات، إلاّ أنّه وقع موقع الخبر، فكان خبرًا لجعلنا قال: والنّصب للأخبار كما تقول: جعلت إخوتك سواءً، صغيرهم وكبيرهم، ويجوز أن يرفع، لأنّ سواءً لا ينصرف وقال: من قال: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} فجعل كالّذين الخبر استأنف بسواءٍ ورفع ما بعدها، وإن نصب المحيا والممات نصب سواءً لا غير.
وقد تقدّم بياننا الصّواب من القول في ذلك.
وقوله: {ساء ما يحكمون} يقول تعالى ذكره: بئس الحكم الّذي حسبوا أنّا نجعل الّذين اجترحوا السّيّئات والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات، سواءً محياهم ومماتهم). [جامع البيان: 21/87-91]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد سواء محياهم ومماتهم يقول المؤمن في الدنيا مؤمن والكافر في الدنيا والآخرة كافر). [تفسير مجاهد: 591]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : حدّثنا أبو حاتمٍ محمّد بن حبّان القاضي إملاءً، ثنا أبو خليفة القاضي، ثنا محمّد بن سلّامٍ الجمحيّ، قال: سمعت أبا عامرٍ العقديّ، يقول: سمعت سفيان الثّوريّ، وتلا قول اللّه عزّ وجلّ {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون} [الجاثية: 21] ، ثمّ قال: سمعت الأعمش يحدّث، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: «يبعث كلّ عبدٍ على ما مات عليه» أخبرناه أبو عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا سفيان، عن الأعمش فذكره. «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرّجاه» ). [المستدرك: 2/491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور، وابن سعد، وابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والطبراني عن أبي الضحى رضي الله عنه قال: قرأ تميم الداري رضي الله عنه سورة الجاثية فلما أتى على هذه الآية {أم حسب الذين اجترحوا السيئات} الآية فلم يزل يكررها ويبكي حتى أصبح وهو عند المقام). [الدر المنثور: 13/296]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن بشير مولى الربيع بن خيثم رضي الله عنه قال: قام تميم الداري يصلي فمر بهذه الآية {أم حسب الذين اجترحوا السيئات} فلم يزل يرددها حتى أصبح). [الدر المنثور: 13/296]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {سواء محياهم ومماتهم} قال: المؤمن في الدنيا والآخرة مؤمن والكافر في الدنيا والآخرة كافر). [الدر المنثور: 13/296]

تفسير قوله تعالى: (وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وخلق اللّه السّموات والأرض بالحقّ ولتجزى كلّ نفسٍ بما كسبت وهم لا يظلمون}.
يقول تعالى ذكره: {وخلق اللّه السّموات والأرض بالحقّ} للعدل والحقّ، لا لما حسب هؤلاء الجاهلون باللّه، من أنّه يجعل من اجترح السّيّئات، فعصاه وخالف أمره، كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات في المحيا والممات، إذ كان ذلك من فعل غير أهل العدل والإنصاف، يقول جلّ ثناؤه: فلم يخلق اللّه السّماوات والأرض للظّلم والجور، ولكنّا خلقناهما للحقّ والعدل ومن الحقّ أن نخالف بين حكم المسيء والمحسن في العاجل والآجل.
وقوله: {ولتجزى كلّ نفسٍ بما كسبت}.
يقول تعالى ذكره: وليثيب اللّه كلّ عاملٍ بما عمل من عملٍ خلق السّماوات والأرض، المحسن بالإحسان، والمسيء بما هو أهله، لا لنبخس المحسن ثواب إحسانه، ونحمل عليه جرم غيره، فنعاقبه، أو نجعل للمسيء ثواب إحسان غيره فنكرمه، ولكن لنجزي كلاّ بما كسبت يداه، وهم لا يظلمون جزاء أعمالهم). [جامع البيان: 21/91-92]

تفسير قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى أفرأيت من اتخذ إلهه هواه قال لا يهوى شيئا إلا ركبه لا يخاف الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/212]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن جعفرٍ عن سعيد بن جبيرٍ {أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه وأضلّه اللّه على علمٍ} قال: كانوا يعبدون الحجر فإذا رأوا حجرًا أحسن منه ألقوه وأخذوا الآخر [الآية: 23]). [تفسير الثوري: 275]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا إسماعيل بن يعقوب، قال: حدّثنا ابن موسى، قال: حدّثني أبي، عن مطرّفٍ، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في هذه الآية {أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه} [الجاثية: 23]، قال: كان أحدهم يعبد الحجر، فإذا رأى ما هو أحسن منه رمى به وعبد الآخر "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/254]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه وأضلّه اللّه على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً فمن يهديه من بعد اللّه أفلا تذكّرون}.
اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه} فقال بعضهم: معنى ذلك: أفرأيت من اتّخذ دينه بهواه، فلا يهوى شيئًا إلاّ ركبه، لأنّه لا يؤمن باللّه، ولا يحرّم ما حرّم، ولا يحلّل ما أحل، إنّما دينه ما هويته نفسه يعمل به.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه} قال: ذلك الكافر اتّخذ دينه بغير هدًى من اللّه ولا برهانٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه} قال: لا يهوى شيئًا إلاّ ركبه لا يخاف اللّه.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أفرأيت من اتّخذ معبوده ما هويت عبادته نفسه من شيءٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ قال: كانت قريشٌ تعبد العزّى، وهو حجرٌ أبيضٌ، حينًا من الدّهر، فإذا وجدوا ما هو أحسن منه طرحوا الأوّل وعبدوا الآخر، فأنزل اللّه {أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه}.
وأولى التّأويلين في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: أفرأيت يا محمّد من اتّخذ معبوده هواه، فيعبد ما هوي من شيءٍ دون إله الحقّ الّذي له الألوهة من كلّ شيءٍ، لأنّ ذلك هو الظّاهر من معناه دون غيره.
وقوله: {وأضلّه اللّه على علمٍ} يقول تعالى ذكره: وخذله عن محجّة الطّريق، وسبيل الرّشاد في سابق علمه على علمٍ منه بأنّه لا يهتدي، ولو جاءته كلّ آيةٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، {وأضلّه اللّه على علمٍ} يقول: أضلّه اللّه في سابق علمه.
- وقوله: {وختم على سمعه وقلبه} يقول تعالى ذكره: وطبع على سمعه أن يسمع مواعظ اللّه وآي كتابه، فيعتبر بها ويتدبّرها، ويتفكّر فيها، فيعقل ما فيها من النّور والبيان والهدى.
وقوله: {وقلبه} يقول: وطبع أيضًا على قلبه، فلا يعقل به شيئًا، ولا يعي به حقًّا.
وقوله: {وجعل على بصره غشاوةً} يقول: وجعل على بصره غشاوةً أن يبصر به حجج اللّه، فيستدلّ بها على وحدانيّته، ويعلم بها أن لا إله غيره.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {وجعل على بصره غشاوةً} فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة {غشاوةً} بكسر الغين وإثبات الألف فيها على أنّها اسمٌ، وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة (غشوةً) بمعنى: أنّه غشاه شيئًا في دفعةٍ واحدةٍ، ومرّةٍ واحدةٍ، بفتح الغين بغير ألفٍ، وهما عندي قراءتان صحيحتان فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ
وقوله: {فمن يهديه من بعد اللّه} يقول تعالى ذكره: فمن يوفّقه لإصابة الحقّ، وإبصار محجّة الرّشد بعد إضلال اللّه إيّاه {أفلا تذكّرون} أيّها النّاس، فتعلموا أنّ من فعل اللّه به ما وصفنا، فلن يهتدي أبدًا، ولن يجد لنفسه وليًّا مرشدًا). [جامع البيان: 21/92-94]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : حدّثنا الشّيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ أحمد بن بشرٍ المرثديّ، ثنا أحمد بن منيعٍ، ثنا أبو يوسف القاضي يعقوب بن إبراهيم، ثنا مطرّفٌ، عن جعفر بن إياسٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " كان الرّجل من العرب يعبد الحجر، فإذا وجد أحسن منه أخذه وألقى الآخر، فأنزل اللّه عزّ وجلّ {أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه} [الجاثية: 23] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه» ). [المستدرك: 2/491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 23.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم واللالكائي في السنة والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: ذاك الكافر اتخذ دينه بغير هدى من الله ولا برهان {وأضله الله على علم} يقول: أضله الله في سابق علمه). [الدر المنثور: 13/297]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: لا يهوى شيئا إلا ركبه لا يخاف الله عز وجل). [الدر المنثور: 13/297]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الرجل من العرب يعبد الحجر فإذا رأى أحسن منه أخذه وألقى الآخر فأنزل الله {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} ). [الدر المنثور: 13/297]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:52 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي



تفسير قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات...}.
الاجتراح: الاقتراف، والاكتساب.
وقوله: {سواء مّحياهم ومماتهم...}
تنصب سواء، وترفعه، والمحيا والممات في موضع رفع بمنزلة قوله: رأيت القوم سواء صغارهم وكبارهم، تنصب سواء؛ لأنك تجعله فعلا لما عاد على الناس من ذكرهم، وما عاد على القوم وجميع الأسماء بذكرهم، وقد تقدم فعله، فاجعل الفعل معربا بالاسم الأول.
تقول: مررت بقوم سواء صغارهم وكبارهم، ورأيت قوم سواء صغارهم وكبارهم.
وكذلك الرفع - وربما جعلت العرب: (سواءً) في مذهب اسم بمنزلة حسبك، فيقولون: رأيت قوما سواء صغارهم وكبارهم، فيكون كقولك: مررت برجل حسبك أخوه ولو جعلت مكان سواء مستوٍ لم ترفع، ولكن تجعله متبعا لما قبله، مخالفا لسواء؛ لأن مستويا من صفة القوم، ولأن سواء - كالمصدر، والمصدر اسم.
ولو نصبت: المحيا والممات - كان وجها تريد أن تجعلهم سواء في محياهم ومماتهم). [معاني القرآن: 3/47]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ أم حسب الّذين اجترحوا السّيئات }: اكتسبوا , { أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات }, تم الكلام ثم استأنف فقال { سواءٌ محياهم ومماتهم }: أي: سواء حياة الكافر ومماته , هو كافر حياته ومماته , والمؤمن مؤمن حياته ومماته). [مجاز القرآن: 2/210]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نّجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواء مّحياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}
وقال: {سواء مّحياهم ومماتهم} رفع.
وقال بعضهم: إنّ المحيا والممات للكفار , كأنه قال:{ أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن تجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات}, , ثم قال "سواءٌ محيا الكفار ومماتهم", أي محياهم محيا سوء ومماتهم ممات سوء فرفع "السواء" على الابتداء.
ومن فسر "المحيا" و"الممات" للكفار والمؤمنين فقد يجوز في هذا المعنى نصب السواء , ورفعه لأن من جعل السواء مستويا فينبغي له أن يرفعه لأنه الاسم إلا أن ينصب المحيا والممات على البدل ونصب السواء على الاستواء, وإن شاء رفع السواء إذا كان في معنى مستوي لأنها صفة لا تصرف كما تقول "رأيت رجلاً خيراً منه أبوه" , والرفع أجود). [معاني القرآن: 4/15-16]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {اجترحوا السّيّئات} : أي: اكتسبوها, ومنه قيل لكلاب الصيد: جوارح). [تفسير غريب القرآن: 405]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21)}
{سواء محياهم ومماتهم}, ويقرأ{سواء محياهم ومماتهم} ، وقد قرئت سواء محياهم ومماتهم بنصب الممات.
وحكى بعض النحويين أن ذلك جائز في العربية.
ومعنى {اجترحوا}: اكتسبوا، ويقال: فلان جارحة أهله , أي : كاسبهم، والاختيار عند سيبويه , والخليل , وجميع البصريين {سواءٌ}برفع سواء.
وعليه - أكثر القراء، ويجيزون النصب، وتقول: ظننت زيدا - سواء أبوه وأمّه، وسواء أبوه وأمّه.
والرفع أجود، لأن سواء في مذهب المصدر كما تقول: ظننت زيدا ذو استواء أبوه وأمّه.
ومن قرأ {سواءً} بالنصب جعله في موضع مستويا محياهم ومماتهم ومن نصب محياهم ومماتهم، فهو عند قوم من النحويين {سواء} في محياهم وفي مماتهم، ويذهب به مذهب الأوقات، وهو يجوز على غير ذلك على أن يجعله بدلا من الهاء والميم.
ويكون المعنى: أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعل محياهم ومماتهم سواء كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، أي كمحيا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ومماتهم). [معاني القرآن: 4/433]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}
اجترحوا السيئات: أي : كسبوا السيئات ,ومنه :{ويعلم ما جرحتم بالنهار }, ومنه : الجوارح , أي: الكواسب
وقوله تعالى: {سواء محياهم ومماتهم}
قال: مجاهد المؤمن يموت مؤمنا ويبعث مؤمنا , والكافر يموت كافرا ويبعث كافرا
ويقرأ : {سواء محياهم ومماتهم } , وقرأ الأعمش:{ سواء محياهم ومماتهم }
قال أبو جعفر: القراءة الأولى أحسن من جهة المعنى على قول مجاهد , وهي أيضا أجود عند النحويين من جهة الإعراب , وقراءة الأعمش على البدل , وعند الفراء بمعنى الظرف.). [معاني القرآن: 6/426]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ}: أي: اكتسبوها , ومنها قيل للكلاب : جوارح). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 227]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اجْتَرَحُوا}: اكتسبوا). [العمدة في غريب القرآن: 271]تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وجعل على بصره غشاوةً ...}.
قرأها يحيى بن وثاب {غشوة}بفتح الغين، ولا يلحق فيها ألفا، وقرأها الناس{غشاوة}: كأن غشاوة اسم، وكأن غشوة شيء غشيها في وقعة واحدة، مثل: الرجفة، والرحمة، والمرّة). [معاني القرآن: 3/47-48]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه وأضلّه اللّه على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد اللّه أفلا تذكّرون (23)}
وقد رويت آلهة هواه، ولها وجه في التفسير , وروي أن قريشا كانت تعبد العزى , وهي حجر أبيض , فإذا رأت حجرا أشد بياضا منه , وأحسن اتخذت ذلك الأحسن , واطّرحت الأول، فهذا يدل على آلهته، وكذلك أيضا إلهه.
وقوله: {وأضلّه اللّه على علم}: أي على ما سبق في علمه قبل أن يخلقه , أنه ضال.
{وجعل على بصره غشاوة}: ويقرأ غشوة بفتح الغين بغير ألف، ويقرأ غشاوة - بضم الغين والألف). [معاني القرآن: 4/433-434]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أفرأيت من اتخذ إلهة هواه وأضله الله على علم}
قال سعيد بن جبير : كان أحدهم يعبد الحجر , فإذا رأى أحسن منه قال : هذا أحسن من هذا , فعبده
وقال الحسن وقتادة في قوله: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: المنافق إذا هوي شيئا ركبه .
ثم قال: {وأضله الله على علم}
روي عن ابن عباس أنه قال: على علم قد علمه عنده.
وقيل : على علم أنه لا ينفعه ولا يضره.). [معاني القرآن: 6/427-428]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {غِشَاوَةً}: غطاء). [العمدة في غريب القرآن: 271]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:54 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أن ما كان في النكرة رفعا غير صفة فإنه رفع في المعرفة. من ذلك قوله جل وعز: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم
كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءٌ محياهم ومماتهم} ). [الكتاب: 2/33-34]

تفسير قوله تعالى: {وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22) }تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (كان يقال: الهوى شريك العمى.
و قال عامر بن الظّرب: الرأي نائم والهوى يقظان، ولذلك يغلب الرأي الهوى.
وقال ابن عباس: " الهوى إله معبود " وقرأ {أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه}.
شعر لهشام بن عبد الملك
وقال هشام بن عبد الملك، ولم يقل غيره:
إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى = إلى بعض ما فيه عليك مقال
لبزرجمهر في النهي عن اتباع الهوى
وقال بزرجمهر: " إذا اشتبه عليك أمران فلم تدر في أيهما الصواب، فانظر أقربهما إلى هواك فاجتنبه "). [عيون الأخبار: 1/37]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ}. قال: أي فأضله الله على علم من الله). [مجالس ثعلب: 584]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 09:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 09:24 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 09:26 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {أم حسب} الآية قول يقتضي أنه نزل بسبب افتخار كان للكفار على المؤمنين، قالوا: "لئن كانت آخرة كما تزعمون لنفضلن عليكم فيها كما فضلنا في الدنيا". و"أم" هذه ليست بمعادلة، وهي بمعنى "بل" مع ألف الاستفهام، و"اجترحوا" معناه: اكتسبوا، ومنه جوارح الإنسان، وجوارح الصيد، وتقول العرب: "فلان جارحة أهله"، أي: كاسبهم، وقرأ أكثر القراء: "سواء" بالرفع "محياهم ومماتهم" بالرفع، وهذا على أن "سواء" رفع بالابتداء، و"محياهم ومماتهم" خبره، و"كالذين" في موضع المفعول الثاني لـ "نجعل"، وهذا على أحد معنيين: إما أن يكون الضمير في "محياهم" يختص بالكفار المجترحين، فتكون الجملة خبرا عن أن حالهم في الزمنين حال سوء، والمعنى الثاني: أن يكون الضمير في "محياهم" يعم الفريقين، والمعنى: أن محيا هؤلاء ومماتهم سواء، وهو كريم، ومحيا هؤلاء ومماتهم سواء، وهو غير كريم، ويكون اللفظ قد لف هذا المعنى وذهن السامع يفرقه، إذ قد تقدم إبعاد أن يجعل الله تعالى هؤلاء كهؤلاء. قال مجاهد: المؤمن يموت مؤمنا ويبعث مؤمنا، والكافر يموت كافرا ويبعث كافرا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
مقتضي هذا الكلام أن لفظ الآية خبر، ويظهر لي أن قوله تعالى: {سواء محياهم ومماتهم} داخل في المحسبة المنكرة السيئة، وهذا احتمال حسن، والأول أيضا جيد، وقرأ طلحة، وعيسى، بخلاف عنه: "سواء" بالنصب، "محياهم ومماتهم" بالرفع، وهذا يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون قوله تعالى: "كالذين" في موضع المفعول الثاني لـ "نجعل" كما هو في قراءة الرفع، وينصب قوله تعالى: "سواء" على الحال من الضمير في: "نجعلهم"، والوجه الثاني: أن يكون قوله تعالى: "كالذين" في نية التأخير، ويكون قوله تعالى: "سواء" مفعولا ثانيا لـ "نجعل"، وعلى كلا الوجهين: "محياهم ومماتهم" مرتفع بـ "سواء" على أنه فاعل، وقرأ حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم، والأعمش: "سواء" بالنصب "محياهم ومماتهم" بالنصب، وذلك على الظرف، أو على أن يكون "محياهم" بدلا من الضمير في: "نجعلهم" أي: نجعل محياهم ومماتهم سواء، وهذه الآية متناولة بلفظها حال العصاة من حال أهل التقوى، وهي موقف للعارفين يبكون عنده، وروي عن الربيع بن خيثم أنه كان يرددها ليلة جمعاء، وكذلك عن الفضيل بن عياض، وكان يقول لنفسه: ليت شعري من أي الفريقين أنت؟ وقال الثعلبي: كانت هذه الآية تسمى مبكاة العابدين.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وأما لفظها فيعطي أنه اجتراح الكفر بدليل معادلته بالإيمان، ويحتمل أن تكون المعادلة بين الاجتراح وعمل الصالحات، ويكون الإيمان في الفريقين، ولهذا بكى الخائفون رضي الله عنهم، وإما مفعولا "حسب" فقوله تعالى: "أن نجعلهم" يسد مسد المفعولين. وقوله تعالى: {ساء ما يحكمون} "ما" مصدرية، والتقدير: ساء الحكم حكمهم). [المحرر الوجيز: 7/ 598-599]

تفسير قوله تعالى: {وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون * أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون * وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون}
المعنى: وخلق الله السماوات والأرض، فإن خلقها حق واجب متأكد في نفسه لما فيه من فيض الخيرات، ولتدل عليه تعالى، ولتكون صنعة حاكمة لصانع، وقيل لبعض الحكماء: لم خلق الله السماوات والأرض؟ فقال: ليظهر جودة صنعه، واللام في قوله سبحانه: "ولتجزى" يظهر أن تكون لام كي، فكأن الجزاء من أسباب خلق السماوات والأرض، ويحتمل أن تكون لام الصيرورة، أي: وصار الأمر فيها من حيث اهتدى بها قوم وضل عنها آخرون لأن يجازى كل أحد بعلمه وبما اكتسب من خير أو شر). [المحرر الوجيز: 7/ 599-600]

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: "أفرأيت"، سهل بعض القراء الهمزة وحققها قوم، وكذلك هي في مصحف ابن مسعود مخففة، وفي مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه: "أفرأيت" دون همز، وهذه الآية تسلية لمحمد صلى الله عليه وسلم عن الكفار المعرضين عن الإيمان، أي: لا تعجل بهم ولا تهتم بأمرهم، فليس فيهم حيلة لبشر لأن الله أضلهم، وقال ابن جبير: "إلهه هواه" إشارة إلى الأصنام; إذ كانوا يعبدون ما يهوون من الحجارة، وقال قتادة: المعنى: لا يهوى شيئا إلا ركبه، لا يخاف الله تعالى، فهذا كما يقال: الهوى إله معبود، وقرأ الأعرج، وابن جبير: "إلهة هواه" على التأنيث في "آلهة"، وهذه الآية وإن كانت نزلت في هوى الكفر فهي متناولة جميع هوى النفس الأمارة، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما ذكر الله تعالى هوى إلا ذمة، وقال الشعبي: سمي هوى لهوية بصاحبه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله"، وقال سهل التستري: "هواك داؤك، فإن خالفته فدواؤك". وقال وهب: "إذا شككت في خير أمرين، فانظر أبعدهما من هواك فأته"، ومن حكمة الشعر في هذا قول القائل:
إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى ... إلى كل ما فيه عليك مقال
وقوله تعالى: "على علم" قال ابن عباس رضي الله عنهما: المعنى: على علم من الله سابق، وقالت فرقة: أي: على علم من هذا الضلال فإن الحق هو الذي يترك ويعرض عنه، فتكون الآية -على هذا التأويل- من آيات العناد، نحو قوله تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم} وعلى كلا التأويلين، فقوله تعالى: "على علم" حال.
وقوله تعالى: {وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة} استعارات كلها، إذ هذا الضال لا ينفعه ما يسمع ولا ما يفهم ولا ما يرى، فكأنه بهذه الأوصاف المذكورة، وهذه الآية لا حجة للجبرية فيها، لأن التكسب فيها منصوص عليه في قوله تعالى: "اتخذ"، وفي قوله تعالى: "على علم" على التأويل الأخير فيه، ولو لم ينص على الاكتساب لكان مرادا في المعنى، وقرأ أكثر القراء: "غشاوة" بكسر الغين. وقرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "غشاوة" بفتح الغين، وهي لغة ربيعة، وحكي عن الحسن وعكرمة: "غشاوة" بضم الغين، وهي لغة عكل، وقرأ حمزة، والكسائي: "غشوة" بفتح الغين وإسكان الشين، وقرأ الأعمش، وابن مصرف: "غشوة" بكسر الغين دون ألف، وقوله تعالى: {من بعد الله} فيه حذف مضاف تقديره: من بعد إضلال الله إياه، وقرأ عاصم -وأراه الجحدري-: "تذكرون" بتخفيف الذال، وقرأ جمهور الناس: "تذكرون" على الخطاب أيضا بتشديد الذال، وقرأ الأعمش: "تتذكرون" بتاءين). [المحرر الوجيز: 7/ 600-601]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:38 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:41 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21) وخلق اللّه السّماوات والأرض بالحقّ ولتجزى كلّ نفسٍ بما كسبت وهم لا يظلمون (22) أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه وأضلّه اللّه على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً فمن يهديه من بعد اللّه أفلا تذكّرون (23) }
يقول تعالى: لا يستوي المؤمنون والكافرون، كما قال: {لا يستوي أصحاب النّار وأصحاب الجنّة أصحاب الجنّة هم الفائزون} [الحشر: 20] وقال هاهنا: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات} أي: عملوها وكسبوها {أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم} أي: نساويهم بهم في الدّنيا والآخرة! {ساء ما يحكمون} أي: ساء ما ظنّوا بنا وبعدلنا أن نساوي بين الأبرار والفجّار في الدّار الآخرة، وفي هذه الدّار.
قال الحافظ أبو يعلى: حدّثنا مؤمّل بن إهاب، حدّثنا بكير بن عثمان التّنوخي، حدّثنا الوضين بن عطاءٍ، عن يزيد بن مرثد الباجيّ، عن أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، قال: إنّ اللّه بنى دينه على أربعة أركانٍ، فمن صبر عليهنّ ولم يعمل بهنّ لقي اللّه [وهو] من الفاسقين. قيل: وما هنّ يا أبا ذرٍّ؟ قال: يسلم حلال اللّه للّه، وحرام اللّه للّه، وأمر اللّه للّه، ونهي اللّه لله، لا يؤتمن عليهن إلا الله.
قال أبو القاسم صلّى اللّه عليه وسلّم: "كما أنّه لا يجتنى من الشّوك العنب، كذلك لا ينال الفجّار منازل الأبرار".
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه. وقد ذكر محمّد بن إسحاق في كتاب "السّيرة" أنّهم وجدوا حجرًا بمكّة في أسّ الكعبة مكتوبٌ عليه: تعملون السّيّئات وترجون الحسنات؟ أجل كما يجتنى من الشّوك العنب.
وقد روى الطّبرانيّ من حديث شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، أنّ تميمًا الدّاريّ قام ليلةً حتّى أصبح يردّد هذه الآية: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات}؛ ولهذا قال تعالى: {ساء ما يحكمون}). [تفسير ابن كثير: 7/ 267-268]

تفسير قوله تعالى: {وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال: {وخلق اللّه السّموات والأرض بالحقّ} أي: بالعدل، {ولتجزى كلّ نفسٍ بما كسبت وهم لا يظلمون}). [تفسير ابن كثير: 7/ 268]

تفسير قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال [تعالى] {أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه} أي: إنّما يأتمر بهواه، فمهما رآه حسنًا فعله، ومهما رآه قبيحًا تركه: وهذا قد يستدلّ به على المعتزلة في قولهم بالتّحسين والتّقبيح العقليّين.
وعن مالكٍ فيما روي عنه من التّفسير: لا يهوى شيئًا إلّا عبده.
وقوله: {وأضلّه اللّه على علمٍ} يحتمل قولين:
أحدها وأضلّه اللّه لعلمه أنّه يستحقّ ذلك.
والآخر: وأضلّه اللّه بعد بلوغ العلم إليه، وقيام الحجّة عليه. والثّاني يستلزم الأوّل، ولا ينعكس.
{وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً} أي: فلا يسمع ما ينفعه، ولا يعي شيئًا يهتدي به، ولا يرى حجّةً يستضيء بها؛ ولهذا قال: {فمن يهديه من بعد اللّه أفلا تذكّرون} كقوله: {من يضلل اللّه فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون} [الأعراف: 186] ). [تفسير ابن كثير: 7/ 268]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة