العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة غافر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الأولى 1434هـ/29-03-2013م, 12:22 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة غافر [ من الآية 53 إلى الآية 59]

تفسير سورة غافر [ من الآية 53 إلى الآية 59]


{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55)إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) إِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 جمادى الأولى 1434هـ/29-03-2013م, 01:04 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب (53) هدًى وذكرى لأولي الألباب (54) فاصبر إنّ وعد اللّه حقٌّ واستغفر لذنبك وسبّح بحمد ربّك بالعشيّ والإبكار}.
يقول تعالى ذكره {ولقد آتينا موسى} البيان للحقّ الّذي بعثناه به كما آتينا ذلك محمّدًا فكذّب به فرعون وقومه، كما كذّبت قريشٌ محمّدًا {وأورثنا بني إسرائيل الكتاب} يقول: وأورثنا بني إسرائيل التّوراة، فعلّمناهموها). [جامع البيان: 20/347]

تفسير قوله تعالى: (هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وأنزلنا إليهم {هدًى} يعني بيانًا لأمر دينهم، وما ألزمناهم من فرائضنا، {وذكري لأولي الألباب} يقول: وتذكيرًا منّا لأهل الحجا والعقول منهم بها). [جامع البيان: 20/347]

تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله بالعشي والإبكار قال صلاة الفجر والعصر وكل شيء في القرآن من ذكر التسبيح فهو صلاة). [تفسير عبد الرزاق: 2/182]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {سبح بالعشي والإبكار} أوّل الفجر، والعشيّ من ميل الشّمس إلى أن تغيب). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 74] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فاصبر إنّ وعد اللّه حقٌّ} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فاصبر يا محمّد لأمر ربّك، وأنفذ لما أرسلك به من الرّسالة، وبلّغ قومك ومن أمرت بإبلاغه ما أنزل إليك، وأيقن بحقيقة وعد اللّه الّذي وعدك من نصرتك، ونصرة من صدّقك وآمن بك، على من كذّبك، وأنكر ما جئته به من عند ربّك، وإنّ وعد اللّه حقٌّ لا خلف له وهو منجزه لك {واستغفر لذنبك} يقول: وسله غفران ذنوبك وعفوه لك عنه {وسبّح بحمد ربّك} يقول: وصلّ بالشّكر منك لربّك {بالعشيّ} وذلك من زوال الشّمس إلى اللّيل {والإبكار} وذلك من طلوع الفجر الثّاني إلى طلوع الشّمس.
وقد وجّه قومٌ الإبكار إلى أنّه من طلوع الشّمس إلى ارتفاع الضّحى، وخروج وقت الضّحى، والمعروف عند العرب القول الأوّل.
واختلف أهل العربيّة في وجه عطف الإبكار والباء غير حسنٌ دخولها فيه على العشيّ، والباء تحسن فيه، فقال بعض نحويّي البصرة: معنى ذلك: وسبّح بحمد ربّك بالعشيّ وفي الإبكار وقال: قد يقال: بالدّار زيدٌ، يراد: في الدّار زيدٌ، وقال غيره: إنّما قيل ذلك كذلك، لأنّ معنى الكلام: صلّ بالحمد بهذين الوقتين وفي هذين الوقتين، فإدخال الباء وفي واحدٌ فيهما). [جامع البيان: 20/348]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار} قال: صل لربك {بالعشي والإبكار} قال: الصلوات المكتوبات). [الدر المنثور: 13/49]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {بالعشي والإبكار} قال: صلاة الفجر والعصر). [الدر المنثور: 13/49]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) )
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت: 295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله عزّ وجلّ: {كبرٌ ما هم ببالغيه} قال: عظمةٌ لم يبلغوها). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 90]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطانٍ أتاهم إن في صدورهم إلاّ كبرٌ ما هم ببالغيه فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع البصير}.
يقول تعالى ذكره: إنّ الّذين يخاصمونك يا محمّد فيما أتيتهم به من عند ربّك من الآيات {بغير سلطانٍ أتاهم} يقول: بغير حجّةٍ جاءتهم من عند اللّه بمخاصمتك فيها، {إن في صدورهم إلاّ كبرٌ} يقول: ما في صدورهم إلاّ كبرٌ يتكبّرون من أجله عن اتّباعك، وقبول الحقّ الّذي أتيتهم به حسدًا منهم على الفضل الّذي آتاك اللّه، والكرامة الّتي أكرمك بها من النّبوّة {ما هم ببالغيه} يقول: الّذي حسدوك عليه أمرٌ ليسوا بمدركيه ولا نائليه، لأنّ ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء، وليس بالأمر الّذي يدرك بالأماني.
وقد قيل: إنّ معناه: إن في صدورهم إلاّ عظمةٌ ما هم ببالغي تلك العظمة لأنّ اللّه مذلّهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثني أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إن في صدورهم إلاّ كبرٌ} قال: عظمةٌ.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل قوله: {إنّ الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطانٍ أتاهم} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة،، قوله: {إنّ الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطانٍ أتاهم} لم يأتهم بذاك سلطانٌ.
وقوله: {فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع البصير} يقول تعالى ذكره: فاستجر باللّه يا محمّد من شرّ هؤلاء الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطانٍ، ومن الكبر أن يعرض في قلبك منه شيءٌ {إنّه هو السّميع البصير} يقول: إنّ اللّه هو السّميع لما يقول هؤلاء المجادلون في آيات اللّه وغيرهم من قولٍ، البصير بما تعمله جوارحهم، لا يخفى عليه شيءٌ من ذلك). [جامع البيان: 20/348-349]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إن في صدورهم إلا كبر يعني عظمة). [تفسير مجاهد: 566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 56 - 59
أخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم بسند صحيح عن أبي العالية رضي الله عنه قال: إن اليهود أتوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الدجال يكون منا في آخر الزمان ويكون من أمره فعظموا أمره وقالوا: يصنع كذا، فأنزل الله {إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه} قال: لا يبلغ الذي يقول {فاستعذ بالله} فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ من فتنة الدجال {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس} الدجال). [الدر المنثور: 13/49-50]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار رضي الله عنه في قوله {إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان} قال: هم اليهود نزلت فيهم فيما ينتظرونه من أمر الدجال). [الدر المنثور: 13/50]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {إن في صدورهم إلا كبر} قال: عظمة). [الدر المنثور: 13/50]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة: (إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم): أي: لم يأتهم بذلك سلطان (إن في صدورهم إلا كبر ماهم ببالغيه). قال: الكبر في صدورهم). [الدر المنثور: 13/50-51]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال: قال سعيد: إنما حملهم على التكذيب الزيغ الذي في قلوبهم). [الدر المنثور: 13/51]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والحاكم وصححه، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كان من فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة أعظم من فتنة الدجال وما من نبي إلا حذر قومه ولأخبرنكم عنه بشيء ما أخبره نبي قبلي فوضع يده على عينه ثم قال: أشهد أن الله ليس بأعور). [الدر المنثور: 13/51]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عدي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من نبي إلا وقد حذر أمته الدجال، وهو أعور بين عينيه طفرة مكتوب عليه كافر معه واديان، أحدهما جنة والآخر نار، فناره جنة وجنته نار). [الدر المنثور: 13/52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن داود بن عامر بن أبي وقاص عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد وصف الدجال لأمته، ولأصفنه صفة لم يصفها أحد كان قبلي إنه أعور وإن الله عز وجل ليس بأعور). [الدر المنثور: 13/52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه عن أبي عبيدة بن الجراح، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه لم يكن نبي إلا قد أنذر قومه الدجال وأنا أنذركموه، فوصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: لعله سيدركه بعض من رآني وسمع كلامي قالوا: يا رسول الله كيف قلوبنا يومئذ قال: مثلها اليوم أو خير). [الدر المنثور: 13/52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد، وعبد بن حميد في مسنده والحاكم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني خاتم ألف نبي أو أكثر، ما بعث نبي إلا وقد حذر أمته وأني قد بين لي من أمره ما لم يتبين لأحد وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وعينه اليمنى جاحظة كأنها في حائط مجصص وعينه اليسرى كأنها كوكب دري معه من كل لسان ومعه صورة الجنة خضراء يجري فيها الماء ومعه صورة النار سوداء تدخن، يتبعه من كل قوم يدعونهم بلسانهم إليها). [الدر المنثور: 13/53]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور والكذاب، إلا أنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ومكتوب بين عينيه كافر). [الدر المنثور: 13/53]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج يعقوب بن سفيان عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من نبي إلا وقد حذر أمته الدجال وإني أحذركم أمره إنه أعور وإن ربكم عز وجل ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرأه الكاتب وغير الكاتب معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار). [الدر المنثور: 13/53-54]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والبزار، وابن مردويه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لخاتم ألف نبي أو أكثر وإنه ليس منهم نبي إلا وقد أنذر قومه الدجال وإنه تبين لي ما لم يتبين لأحد منهم وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور). [الدر المنثور: 13/54]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال: إني أنذركموه وما من نبي إلا قد أنذر قومه، لقد أنذر نوح قومه، ولكن سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور). [الدر المنثور: 13/54]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمر قال: كنا نحدث بحجة الوداع ولا نرى أنه الوداع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر المسيح الدجال فأطنب في ذكره قال: ما بعث الله من نبي إلا قد أنذر أمته، لقد أنذر نوح أمته والنبيون من بعده، إلا ما خفي عليكم من شأنه فلا يخفين عليكم، إن ربكم ليس بأعور، قالها ثلاثا). [الدر المنثور: 13/54-55]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: الدجال أعور العين عليها طفرة، مكتوب بين عينيه كافر). [الدر المنثور: 13/55]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن الدجال أعور جعد حجان أحمر كان رأسه غصن شجرة، أشبه الناس بعبد العزى فأما هلك الهلك فأنه أعور وإن ربكم ليس بأعور). [الدر المنثور: 13/55]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأنا أعلم بما مع الدجال، معه نهران يجريان، أحدهما رأي العين نار تتأجج فمن أدرك ذلك فليأت النار الذي يراه فليغمض عينيه ثم يطأطى ء رأسه يشرب فإنه بارد وإن الدجال ممسوح العين عليه طفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب). [الدر المنثور: 13/55-56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أحدثكم عن الدجال حديثا ما حدثه نبي قط، إنه أعور وإنه يجيء معه بمثل الجنة والنار فالذي يقول هي الجنة هي النار إني أنذركم به كما أنذر نوح قومه). [الدر المنثور: 13/56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والطبراني والحاكم عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سمع منكم بخروج الدجال فلينأى عنه ما استطاع فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فما يزال به حتى يتبعه مما يرى من الشبهات). [الدر المنثور: 13/56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: ما كان أحد يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر مني قال: وما تسألني عنه قلت: إن الناس يقولون: إن معه الطعام والشراب، قال: هو أهون على الله من ذلك). [الدر المنثور: 13/57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من شر فتنة المسيح الدجال). [الدر المنثور: 13/57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نجا من ثلاثة فقد نجا قالها ثلاث مرات قالوا: ما ذاك يا رسول الله قال: داء والدجال وقتل خليفة يصطبر بالحق يعطيه). [الدر المنثور: 13/57-58]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: يمكث الناس بعد خروج الدجال أربعين عاما ويغرس النخل وتقوم الأسواق). [الدر المنثور: 13/58]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العلاء بن الشخير رضي الله عنه: أن نوحا عليه السلام ومن بعده من الأنبياء عليهم السلام كانوا يتعوذون من فتنة الدجال). [الدر المنثور: 13/58]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه قال: لا يخرج الدجال حتى يكون خروجه أشهى إلى المسلمين من شرب الماء على الظمأ فقال له رجل: لم قال: من شده البلاء والشر). [الدر المنثور: 13/58-59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه قال: حتى لا يكون غائب أحب إلى المؤمن خروجا منه وما خروجه بأضر للمؤمن من حصاة يرفعها من الأرض وما علم أحدهم أدناهم وأقصاهم إلا سواء). [الدر المنثور: 13/59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي وائل رضي الله عنه قال: أكثر أتباع الدجال اليهود وأولاد الأمهات). [الدر المنثور: 13/59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال: كان بمقدمة الأعور الدجال ستمائة ألف يلبسون التيجان). [الدر المنثور: 13/59]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم عن هشام بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال). [الدر المنثور: 13/59-60]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه، وابن ماجة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة). [الدر المنثور: 13/60]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن أبي بن كعب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده الدجال فقال: إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء). [الدر المنثور: 13/60]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عاصم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة ممسوخ العين اليسرى عريض النحر فيه دمامة كأنه فلان بن عبد العزى أو عبد العزى بن فلان). [الدر المنثور: 13/60-61]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن سفينة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه لم يكن نبي إلا حذر الدجال أمته، أعور العين اليسرى بعينه اليمنى طفرة غليظة بين عينيه كافر معه واديان، أحدهما جنة، والآخر نار فجنته نار وناره جنة ومعه ملكان يشبهان نبيين من الأنبياء، أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله فيقول من الناس إلا صاحبه فيقول صاحبه: صدقت، فيسمعه الناس فيحسبون ما صدق الدجال وذلك فتنة ثم يسير حتى يأتي الشام فينزل عيسى فيقتله الله عند عقبة أفيق). [الدر المنثور: 13/61]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يمكث أبو الدجال ثلاثين عاما لا يولد لهما ولد ثم يولد لهما غلام أعور، أضر شيء وأقله نفعا تنام عيناه ولا ينام قلبه، ثم نعت أبويه فقال: أبوه رجل طوال ضرب اللحم طويل الأنف كان أنفه مهار، وأمه امرأة فرغانية عظيمة الثديين). [الدر المنثور: 13/61-62]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الدجال يطوي الأرض كلها إلا مكة والمدينة فيأتي المدينة فيجد كل نقب من أنقابها صفوفا من الملائكة فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه ثم ترتجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل منافق ومنافقة). [الدر المنثور: 13/62]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه قال: لو خرج الدجال لآمن به قوم في قبورهم). [الدر المنثور: 13/62]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يهبط الدجال من كور كرهان معه ثمانون ألفا عليهم الطيالسة ينتعلون كان وجوههم مجان مطرقة). [الدر المنثور: 13/63]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة من طريق حوط العبدي عن عبد الله رضي الله عنه قال: إن أذن حمار الدجال لتظل سبعين ألفا). [الدر المنثور: 13/63]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شهبة عن جنادة بن أمية الدري رضي الله عنه قال: دخلت أنا وصاحب لي على رجل من أصحاب رسول الله فقلنا: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحدثنا عن غيره وإن كان عندنا مصدقا قال: نعم، قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: أنذركم الدجال أنذركم الدجال أنذركم الدجال، فإنه لم يكن نبي إلا أنذره أمته وإنه فيكم أيتها الأمة وأنه جعد آدم ممسوخ العين اليسرى وإن معه جنة ونارا فناره جنة وجنته نار وإن معه نهر ماء وجبل خبز وإنه يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها لا يسلط على غيرها وإنه يمطر السماء وينبت الأرض وإنه يلبث في الأرض أربعين صباحا حتى يبلغ منها كل منهل وإنه لا يقرب أربعة مساجد، مسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد المقدس ومسجد الطور وما عليكم من الأشياء فإن الله ليس بأعور مرتين). [الدر المنثور: 13/63-64]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال ممسوخ العين اليسرى كأنها عين أبي يحيى الشيخ من الأنصار وإنه متى يخرج فإنه يزعم أنه الله فمن آمن به وصدقه واتبعه فليس ينفعه صالح له من عمل له سلف ومن كفر به وكذبه فليس يعاقب بشيء من عمل له سلف، وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس فهزمه الله وجنوده، حتى أن حرم الحائط أو أصل الشجرة ينادي: يا مؤمن هذا كافر يستتر بي فتعال فاقتله ولن يكون ذاك كذلك حتى تروا أمور يتفاقم شأنها في أنفسكم فتتساءلون بينكم: هل كان نبيكم ذكر لكم منها شيئا ذكر أو حتى تزول جبال عن مراتبها ثم على أثر ذلك القبض، وأشار بيده إلى الموت). [الدر المنثور: 13/64-65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدجال يخوض البحار إلى ركبتيه ويتناول السحاب ويسبق الشمس إلى مغربها وفي جبهته قرن منه الحيات وقد صور في جسده السلاح كله حتى ذكر السيف والرمح والدرق). [الدر المنثور: 13/65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: يخرج الدجال فيمكث في الأرض أربعين صباحا يبلغ منها كل منهل، اليوم منها كالجمعة والجمعة كالشهر والشهر كالسنة). [الدر المنثور: 13/65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليصحبن الدجال قوم يقولون: إنا لنصحبه وإنا لنعلم أنه كذاب ولكنا إنما نصحبه لنأكل من الطعام ونرعى من الشجر وإذا نزل غضب الله نزل عليهم كلهم). [الدر المنثور: 13/65-66]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه قال: ذكر الدجال عند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال: لا تكثروا ذكره فإن الأمر إذا قضي في السماء كان أسرع لنزوله إلى الأرض أن يظهر على ألسنة الناس). [الدر المنثور: 13/66]

تفسير قوله تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لخلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}.
يقول تعالى ذكره: لابتداع السّموات والأرض وإنشاؤها من غير شيءٍ أعظم أيّها النّاس عندكم إن كنتم مستعظمي خلق النّاس، وإنشائهم من غير شيءٍ من خلق النّاس، ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون أنّ خلق جميع ذلك هيّنٌ على اللّه). [جامع البيان: 20/350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس} قال: زعموا أن اليهود قالوا: يكون منا ملك في آخر الزمان البحر إلى ركبتيه والسحاب دون رأسه يأخذ الطير بين السماء والأرض، معه جبل خبز ونهر، فنزلت {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس}). [الدر المنثور: 13/50]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات ولا المسيء قليلاً ما تتذكّرون}.
يقول تعالى ذكره: وما يستوي الأعمى الّذي لا يبصر شيئًا، وهو مثل الكافر الّذي لا يتأمّل حجج اللّه بعينيه، فيتدبّرها ويعتبر بها، فيعلم وحدانيّته وقدرته على خلق ما شاء من شيءٍ، ويؤمن به ويصدّق. والبصير الّذي يرى بعينيه ما شخص لهما ويبصره، وذلك مثلٌ للمؤمن الّذي يرى بعينيه حجج اللّه، فيفكّر فيها ويتّعظ بها، ويعلم ما دلّت عليه من توحيد صانعه، وعظيم سلطانه وقدرته على خلق ما يشاء؛ يقول جلّ ثناؤه: كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن.
{والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} يقول جلّ ثناؤه: ولا يستوي أيضًا كذلك المؤمنون باللّه ورسوله، المطيعون لربّهم، ولا المسيء، وهو الكافر بربّه، العاصي له، المخالف أمره، {قليلاً ما تتذكّرون} يقول جلّ ثناؤه: قليلاً ما تتذكّرون أيّها النّاس حجج اللّه، فتعتبرون وتتّعظون؛ يقول: لو تذكّرتم آياته واعتبرتم، لعرفتم خطأ ما أنتم عليه مقيمون من إنكاركم قدرة اللّه على إحيائه من فني من خلقه من بعد الفناء، وإعادته لحياتهم من بعد وفاتهم، وعلمتم قبح شرككم من تشركون في عبادة ربّكم.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {تتذكّرون}؛ فقرأت ذلك عامّة قرّاء أهل المدينة والبصرة: (يتذكّرون) بالياء على وجه الخبر، وقرأته عامّة قرّاء الكوفة: {تتذكّرون} بالتّاء على وجه الخطاب، والقول في ذلك أنّ القراءة بهما صوابٌ). [جامع البيان: 20/350-351]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {وما يستوي الأعمى والبصير} قال {الأعمى} الكافر {والبصير} المؤمن {والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون} قال: هم في بغيهم بعد). [الدر المنثور: 13/51]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ السّاعة لآتيةٌ لا ريب فيها ولكنّ أكثر النّاس لا يؤمنون (59) وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}.
يقول تعالى ذكره: إنّ السّاعة الّتي يحيي اللّه فيها الموتى للثّواب والعقاب لجائيةٌ أيّها النّاس لا شكّ في مجيئها؛ يقول: فأيقنوا بمجيئها، وأنّكم مبعوثون من بعد مماتكم، ومجازون بأعمالكم، فتوبوا إلى ربّكم {ولكنّ أكثر النّاس لا يؤمنون} يقول: ولكنّ أكثر قريشٍ لا يصدّقون بمجيئها). [جامع البيان: 20/351]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 09:01 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي




تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فاصبر إنّ وعد اللّه حقٌّ واستغفر لذنبك وسبّح بحمد ربّك بالعشيّ والإبكار}
وقال:
{وسبّح بحمد ربّك بالعشيّ والإبكار} , يريد "في الإبكار" , وقد تقول: "بالدار زيدٌ" , تريد : "زيدٌ في الدّار".). [معاني القرآن: 4/5]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ كبرٌ مّا هم ببالغيه...}.
يريد: تكبروا أن يؤمنوا بما جاء به محمد صلى الله عليه ما هم ببالغي ذلك: بنائلي ما أرادوا).
[معاني القرآن: 3/10]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إن في صدورهم إلّا كبرٌ ما هم ببالغيه} : أي: تكبر عن محمد صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم , وطمع أن يعلوه، وما هم ببالغي ذلك).[تفسير غريب القرآن: 387]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّ الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلّا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع البصير (56)}: أي: يجادلون في دفع آيات اللّه.
{بغير سلطان أتاهم} : أي: بغير حجة أتتهم.
{إن في صدورهم إلّا كبر ما هم ببالغيه} : أي: ما هم ببالغي إرادتهم فيه، وإرادتهم دفع آيات اللّه عزّ وجلّ , ودل على هذا المعنى : {يجادلون في آيات اللّه}؛ لأن الكبر هم قد أوقعوه , فليس يلبس هذا ببالغي الكبر.
وجاء في التفسير: أنه يعنى به اليهود، وأن الكبر الذي ليس هم ببالغيه توقع أمر الدّجال، فتكبروا متربصين يتوقعون خروج الدجال.
فأعلم اللّه : أن هذه الفرقة التي تجادل لا تبلغ خروج الدجال.
ويدل على قول من قال هذا قول اللّه عزّ وجلّ يعقب هذا:
{فاستعذ باللّه} ). [معاني القرآن: 4/377]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه}
مثل قوله:
{واسأل القرية} : المعنى : ما هم ببالغي إرادتهم فيه ؛ لأن الكبر شيء قد أتوه فهذا لا يشكل .
وقد قيل : الكبر ههنا العلو على النبي صلى الله عليه وسلم , وذلك إرادتهم ولم يبلغوه , فأما إرادتهم في الأول, فالجدال في آيات الله جل وعز حتى يبطلوها , ولم يبلغوا ذلك .
وقيل : إنما يراد بذا اليهود, تكبروا , وتوقفوا , وقالوا: حتى يخرج الدجال ونكون معه , فأعلم الله جل وعز أن هذه الفرقة من اليهود لا تلحق الدجال, واستشهد صاحب هذا القول بقوله:
{فاستعذ بالله} ). [معاني القرآن: 6/231]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إِلَّا كِبْرٌ}: أي تكبر عن النبي صلى الله عليه وسلم {مَّا هُم بِبَالِغِيهِ}: أي : ما هم ببالغي ما يريدون فيه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 216]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ قليلاً ما يتذكّرون}: مجازها يتذكرون قليلاً.). [مجاز القرآن: 2/194]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 جمادى الأولى 1434هـ/4-04-2013م, 09:03 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) }

تفسير قوله تعالى: {هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54) }

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) }

تفسير قوله تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:03 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:06 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى بقصة موسى عليه السلام وما آتاه الله تعالى من النبوة تأنيسا لمحمد صلى الله عليه وسلم، وضرب أسوة، وتذكيرا لما كانت العرب تعرفه من أمر موسى عليه السلام، فيبين ذلك أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس ببدع من الرسل. و"الهدى": النبوة والحكمة، والتوراة تعم جميعه. وقوله تعالى: "وأورثنا" عبارة عن أن طوائف بني إسرائيل قرنا بعد قرن تصير فيهم التوراة إماما، فكان بعضهم يرثها عن بعض، وتجيء التوراة في حق الصدر الأول منهم على تجوز. و"الكتاب": التوراة). [المحرر الوجيز: 7/ 450]

تفسير قوله تعالى: {هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54) }

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر وانتظار إنجاز الوعد، أي: فستكون عاقبة أمرك كعاقبة أمره، وقال الكلبي: نسخت آية القتال الصبر حيث وقع، وقوله تعالى: {واستغفر لذنبك} يحتمل أن يكون ذلك قبل إعلام الله إياه أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر; لأن آية هذه السورة مكية وآية سورة الفتح مدنية متأخرة، ويحتمل أن يكون الخطاب في هذه الآية له والمراد أمته، أي أنه إذا أمر هو بهذا فغيره أحرى بامتثاله. و"الإبكار" والبكور بمعنى واحد، وقال الطبري: الإبكار من طلوع الفجر الثاني إلى طلوع الشمس، وحكي عن قوم أنه من طلوع الشمس إلى ارتفاع الضحى، وقال الحسن: "بالعشي" يريد صلاة العصر، [والإبكار] يريد به صلاة الصبح).[المحرر الوجيز: 7/ 450]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن أولئك الكفار الذين يجادلون في آيات الله بغير حجة ولا برهان، وهم يريدون بذلك طمسها والرد في وجهها، أنهم ليسوا على شيء، بل في صدورهم وضمائرهم كبر وأنفة عليك حسدا منهم على الفضل الذي آتاك الله تعالى، ثم نفى أن يكونوا يبلغون آمالهم بحسب ذلك الكبر فقال: ما هم ببالغيه، وهنا حذف مضاف تقديره: ببالغي إرادتهم فيه، وهذا النفي الذي تضمن أنهم لا يبلغون أملا تأنيس لمحمد صلى الله عليه وسلم. ثم أمره تعالى بالاستعاذة بالله في كل أمره من كل مستعاذ منه لأن الله يسمع أقواله وأقوال مخالفيه، وهو بصير بمقاصدهم ونياتهم ويجازي كلا بما يستوجبه، والمقصد بأن يستعاذ منه عند قوم الكبر المذكور، كأنه قال: هؤلاء لهم كبر لا يبلغون منه أملا، فاستعذ بالله من حالهم في ذلك. وذكر الثعلبي: أن هذه الاستعاذة هي من الدجال وفتنته، والأظهر ما قدمناه من العموم في كل مستعاذ منه).[المحرر الوجيز: 7/ 450]

تفسير قوله تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون * وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون * إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون * وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}
قوله تعالى: {لخلق السماوات والأرض} الآية توبيخ لهؤلاء الكفرة المتكبرين، كأنه تعالى قال: مخلوقات الله تعالى أكبر وأجل قدرا من خلق البشر، فما لأحد منهم يتكبر على خالقه، ويحتمل أن يكون الكلام في معنى البعث والإعادة، فأعلم تعالى أن الذي خلق السماوات والأرض قوي قادر على خلق الناس تارة أخرى، و"الخلق" - على هذا التأويل - مصدر مضاف إلى المفعول. وقال النقاش: المعنى: مما يخلق الناس; إذ هم في الحقيقة لا يخلقون شيئا، فالخلق في قوله تعالى: {من خلق الناس} مضاف إلى الفاعل على هذا التأويل.
وقوله تعالى: {ولكن أكثر الناس} يقتضي أن الأقل منهم يعلم ذلك، ولذلك مثل الأكثر الجاهل بالأعمى، والأقل العالم بالبصير، وجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات يعادلهم قوله: {المسيء}، وهو اسم جنس يعم المسيئين. وأخبر تعالى أن هؤلاء لا يستوون، فكذلك الأكثر الجهلاء من الناس لا يستوون مع الأقل الذين يعلمون.
وقرأ أكثر القراء، والأعرج، وأبو جعفر، وشيبة والحسن: [يتذكرون] بالياء على الكناية عن الغائب، وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وقتادة، وطلحة، وعيسى، وأبو عبد الرحمن: "تتذكرون" بالتاء من فوق على المخاطبة، والمعنى: قل لهم يا محمد).[المحرر الوجيز: 7/ 451]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم جزم تعالى الإخبار بأن الساعة آتية، وهي القيامة المتضمنة للبعث من القبور، والحساب بين يدي الله تعالى، واقتران الجمع إلى الجنة وإلى النار. وقوله تعالى: {لا ريب فيها} أي في ذاتها ونفسها، وإن وجد من العالم من يرتاب فيها فليست فيها في نفسها ريبة). [المحرر الوجيز: 7/ 451]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:00 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 05:06 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولقد آتينا موسى الهدى} وهو ما بعثه اللّه به من الهدى والنّور، {وأورثنا بني إسرائيل الكتاب} أي: جعلنا لهم العاقبة، وأورثناهم بلاد فرعون وأمواله وحواصله وأرضه، بما صبروا على طاعة اللّه واتّباع رسوله موسى، عليه السّلام، وفي الكتاب الّذي أورثوه -وهو التّوراة- {هدًى وذكرى لأولي الألباب} وهي: العقول الصّحيحة السّليمة). [تفسير ابن كثير: 7/ 151]

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فاصبر} أي: يا محمّد، {إنّ وعد اللّه} أي: وعدناك أنّا سنعلي كلمتك، ونجعل العاقبة لك ولمن اتّبعك، واللّه لا يخلف الميعاد. وهذا الّذي أخبرناك به حقٌّ لا مرية فيه ولا شكّ.
وقوله: {واستغفر لذنبك} هذا تهييجٌ للأمّة على الاستغفار، {وسبّح بحمد ربّك بالعشيّ} أي: في أواخر النّهار وأوائل اللّيل، {والإبكار} وهي أوائل النّهار وأواخر اللّيل). [تفسير ابن كثير: 7/ 151]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطانٍ أتاهم} أي: يدفعون الحقّ بالباطل، ويردّون الحجج الصّحيحة بالشّبه الفاسدة بلا برهانٍ ولا حجّةٍ من اللّه، {إن في صدورهم إلا كبرٌ ما هم ببالغيه} أي: ما في صدورهم إلّا كبرٌ على اتّباع الحقّ، واحتقارٌ لمن جاءهم به، وليس ما يرومونه من إخمال الحقّ وإعلاء الباطل بحاصلٍ لهم، بل الحقّ هو المرفوع، وقولهم وقصدهم هو الموضوع، {فاستعذ باللّه} أي: من حال مثل هؤلاء، {إنّه هو السّميع البصير} أو من شرّ مثل هؤلاء المجادلين في آيات اللّه بغير سلطانٍ. هذا تفسير ابن جريرٍ.
وقال كعبٌ وأبو العالية: نزلت هذه الآية في اليهود: {إنّ الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطانٍ أتاهم إن في صدورهم إلا كبرٌ ما هم ببالغيه} قال أبو العالية: وذلك أنّهم ادّعوا أنّ الدّجّال منهم، وأنّهم يملكون به الأرض. فقال اللّه لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم آمرًا له أن يستعيذ من فتنة الدّجّال، ولهذا قال: {فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع البصير}.
وهذا قولٌ غريبٌ، وفيه تعسّفٌ بعيدٌ، وإن كان قد رواه ابن أبي حاتمٍ في كتابه، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 7/ 151-152]

تفسير قوله تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لخلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون (57) وما يستوي الأعمى والبصير والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكّرون (58) إنّ السّاعة لآتيةٌ لا ريب فيها ولكنّ أكثر النّاس لا يؤمنون (59)}
يقول تعالى منبّهًا على أنّه يعيد الخلائق يوم القيامة، وأنّ ذلك سهلٌ عليه، يسيرٌ لديه -بأنّه خلق السّموات والأرض، وخلقهما أكبر من خلق النّاس بدأةً وإعادةً، فمن قدر على ذلك فهو قادرٌ على ما دونه بطريق الأولى والأحرى، كما قال تعالى: {أولم يروا أنّ اللّه الّذي خلق السّموات والأرض ولم يعي بخلقهنّ بقادرٍ على أن يحيي الموتى بلى إنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} [الأحقاف: 33]. وقال هاهنا: {لخلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}؛ فلهذا لا يتدبّرون هذه الحجّة ولا يتأمّلونها، كما كان كثيرٌ من العرب يعترفون بأنّ اللّه خلق السّموات والأرض، وينكرون المعاد، استبعادًا وكفرًا وعنادًا، وقد اعترفوا بما هو أولى ممّا أنكروا). [تفسير ابن كثير: 7/ 152]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {وما يستوي الأعمى والبصير والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات ولا المسيء} أي كما لا يستوي الأعمى الّذي لا يبصر شيئًا، والبصير الّذي يرى ما انتهى إليه بصره، بل بينهما فرقٌ عظيمٌ، كذلك لا يستوي المؤمنون الأبرار والكفرة الفجّار، {قليلا ما تتذكّرون} أي: ما أقلّ ما يتذكّر كثيرٌ من النّاس). [تفسير ابن كثير: 7/ 152]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {إنّ السّاعة لآتيةٌ} أي لكائنةٌ وواقعةٌ {لا ريب فيها ولكنّ أكثر النّاس لا يؤمنون} أي: لا يصدّقون بها، بل يكذبون بوجودها.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، حدّثنا أشهب، حدّثنا مالكٌ، عن شيخٍ قديمٍ من أهل اليمن -قدم من ثمّ- قال: سمعت أنّ السّاعة إذا دنت اشتدّ البلاء على النّاس، واشتدّ حرّ الشّمس).[تفسير ابن كثير: 7/ 152-153]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة