العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > الوقف والابتداء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 جمادى الآخرة 1434هـ/29-04-2013م, 11:40 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي الوقف على ما رُكِّبَ مع "لا"

الوقف على ما رُكِّبَ مع "لا"

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (ذكر ما ركب مع "لا"
({لكيلا} في آل عمران موصول في كتاب الغازي، وفيما ذكر محمد بن عيسى عن نصير
وقوله عز وجل: {لكيلا} في الحج: {لكيلا يعلم}، وفي الأحزاب: {لكيلا يكون عليك حرج} وفي الحديد: {لكيلا تأسوا} هذه كلها بالوصل.

و{أن لا} في عشرة مواضع مقطوع، وذلك في الأعراف: {أن لا أقول على الله إلا الحق} وفيها أيضا: {أن لا يقولوا على الله إلا الحق}، وفي التوبة {أن لا ملجأ} وفي هود {وأن لا إله إلا هو} وفيها أيضا: {أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف}، وفي الحج {أن لا تشرك بي}، وفي يس {أن لا تعبدوا الشيطان} وفي الدخان {وأن لا تعلوا على الله}، وفي الامتحان {على أن لا يشركن} وفي "ن" {أن لا يدخلنها اليوم}). [جمال القراء:2/642]


الوقف على " أن لا "
قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (
قَطْعُ "أنْ لاَ" وَوَصْلُهَا ثمَّ بيَّنَ المواضِعَ المُحتاجَ إلى معرفَتِهَا من ذلكَ. فقالَ:
فَاقْطَعْ بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ أَنْ لاَ = مَعْ مَلْجأٍ وَلاَ إِلَهِ إِلاَّ
وَتَعْبُدُوا يَاسِينَ ثَانِي هُودَ لاَ = يُشْرِكْنَ تُشْرِكْ يَدْخُلَنْ تَعْلُوا على
أَنْ لاَ يَقُولُوا لاَ أَقُولُ إَنْ مَا = بالرَّعْدِ وَالْمَفْتُوحَ صِلْ وَعَنْ مَا
(80) "فاقطَعْ بعشرِ كلماتٍ". يعني: فاقطَعْ كلمةَ "أنْ" النَّاصِبةَ للاسْمِ أو للْفعلِ، بأنْ ترسُمَهَا مقطوعةً عنِ لاَ النَّافيةِ في عشْرَةِ مواضعَ. وهي:
1- {أَنْ لاَ مَلْجَأَ} [التوبة: 118].
2- و {وَأَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ} [هود: 14].
(81) و { أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ }[يس: 60].
3- و { أَنْ لاَ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ } [هود: 26]. بخلافِه في أوَّلِهَا فإنَّهُ موصولٌ.
4- و { أَنْ لاَ يُشْرِكْنَ باللهِ شَيْئًا }[الممتحنة: 12].
5- و { أَنْ لاَ تُشْرِكَ بِي شَيْئًا }[الحج: 26].
6- و { أَنْ لاَ يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ } [القلم: 24].
7- و { أَنْ لاَ تَعْلُوا عَلَى اللهِ } [الدخان: 44].
(82) و { أَنْ لاَ يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ} [الأعراف: 169].
و{ أَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ}[الأعراف: 105].
وما عدا العشْرَةَ نحوُ { أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنَّنِي لَكُمْ }[هود: 2]، و { أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً } [طه: 89]، و { أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }[النجم: 38] موصولٌ، لا ترسمُ فيه النُّونُ). [الدقائق المحكمة:1/34-35]
قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): ((فاقطعْ بعشْرِ كلماتٍ أنْ لا) ضُبِطَ بتنوينِ (كلماتٍ) وإضافتِها، والثاني يحتاجُ إلى تقديرٍ: أي: اقطعْ (أنْ) في عشرِ كلماتِ أن لا، والأَوَّلُ أساسٌ في المبنى وأحسنُ في المعنى، (فإنَّ لا ) مفعولُ (اقطعْ) أو خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ تقديرُه هي أنَّ لا، حالَ كونِها مُقْارِنَةً (معَ ملجأٍ ولا إلهَ إلا) فالأَوَّلُ قولُه تعالى في التوبةِ: { أنْ لامَلْجَأَ مِن اللهِ } والثاني قولُه في هودٍ {أنْ لا إلهَ إلا هوَ} وفَتَحَ (مَلْجَأَ) على الحكايةِ، ويَجُوزُ جَرُّه منوَّنًا على الإعرابِ، أو للضرورةِ، وفي نسخةٍ (ملجأَ أنْ لا إلهَ إلا) وهي أَوْلَى كما لا يخفىَ، قالَ ابنُ المصنِّفِ: اتَّفَقَت المصاحفُ العثمانيَّةُ على قطعِ نونِ (أنْ الناصبةِ للفعلِ، و أنَّ الناصبةِ للاسمِ، عن (لا) النافيةِ في عشرةِ مواضعَ ا.هـ. وتبِعَه الشيخُ زكريَّا والروميُّ أيضًا، والظاهرُ أنْ يقالَ: نونُ أنْ المفتوحةِ المُخَفَّفَةِ عن لا النافيَّةِ الداخلةِ على الاسمِ كما تقدَّمَ، والناصبةِ الداخلةِ على الفعلِ كَمَا فى قولِه: "وَتَعْبُدُوا يسَ ثاني هودَ لا" أي و { أنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ } َ الواقعةُ في سورةِ يس، فَنصَبَ (يسَ) على الظرفيَّةِ وكانَ حقُّه أنْ يقولَ: وثاني هودَ، بالنصبِ، فَحَذَفَ العاطفَ وَسَكَّنَ الياءَ ضرورةً، والمرادُ به قولُه تعالى: { أنْ لاَتَعْبُدُوا إلا اللهَ } واحترزَ بثانيِها عن أَوَّلِها، فإنَّه مَوْصُولٌ بلا خلافٍ، ثمَّ قولُه: (لا) متعلِّقةٌ بقولِه: (يُشْرِكْنَ تُشْرِكُ يَدْخُلَنَ تَعْلُوا على ) أي { على أنْ لايُشْرِكْنَ باللهِ شيئًا} في المُمْتَحِنَةِ و { أنْ لاتُشْرِكَ بي شيئًا } في الحجِّ { أنْ لايَدْخُلَنَّهَا اليومَ } في (ن)، وخُفِّفَ نون (يَدْخُلَنَ) وقُطِعَتْ عمَّا بعدَها من ضميرِها المُتَّصِلِ بها رسمًا لضرورةِ الوزنِ، و { أنْ لا تَعْلُوا على اللهِ } في الدُّخَانِ، وبقيدٍ (على الألفِ احْتُرِزْ ممَّا فى سورةِ النملِ) {ألاَّ تَعْلُوا عليَّ} بتشديدِ الياءِ (أنْ لايقولُوا إلا أقولَ) أي: {أن لايقولُوا على اللهِ إلا الحقَّ} في الأعرافِ، على خلافٍ في الخطابِ والغَيْبةِ و {أنْ لا أقولَ على اللهِ إلا الحقَّ } فيها أيضًا في أَوَّلِ السورةِ، وَأُخِّرَ للضرورةِ و (لا أقولُ) عطفٌ على (لايقولوا) بحذفِ العاطفِ، لا أنَّ (أن) حُذِفَ ضرورةً كما تَوَهَّمَ المصريُّ، وقالَ الروميُّ: قولُه: (أنْ لايقولُوا) عطفٌ على ما سبقَ، وكَرَّرَ (أنَّ لا) ههنا لطولِ العهدِ، وقولُه (لا أقولُ) عطفٌ على (أنْ لايقولُوا) بحسبِ المعنى، فتقديرُه (أنْ لا أقولَ) وإنَّما ذَكَرَ (لا) وَحَذَفَ (أن) للوزنِ، لكن جعلَ (لا أَقُول) منصوبًا لِيَدُلَّ على تقديرِ (أن) ا.هـ. ولا يَخْفَى أن لامعنى لطولِ العهدِ أصلًا في ذكرِ (أن لا) فإنَّه على أصلِه وصلًا وفصلًا، والصوابُ ما قدَّمْنَاه مِن أن (لا أقول) عطفٌ على (لايقولُوا) كما هو صحيحُ المبنى فلا يحتاجُ عطفُه على (أنْ لا يقولُوا) بحسبِ المعنى وبهذا تَمَّت العشرةُ، والمفهومُ مِن إفادةِ الحصرِ أنَّ كُلَّمَا جاءَ (أنْ لا) مِن غيرِها تكونُ موصولةً اتفاقًا، نحوَ { ألاَّ يَرْجِعَ إليهم قولًا } و {ألاَّ تَزِرُ وازرةٌ وزرَ أُخْرَى} إلا في سورةِ الأنبياءِ مِن قولِه: {أنْ لا إلهَ إلا أنتَ} فإنَّهم اخْتَلَفُوا في قطعِها ووصلِها، ويمكنُ إدراجُها تحتَ عمومِ قولِه سابقًا: (ولا إلهَ إلا)، أو يقالُ لعلَّ مختارَ الشيخِ أنَّهُ موصولٌ، وقد ذهبَ الشيخُ زكريَّا إلى ظاهرِ كَلاَمِ المصنِّفِ رحمَهُ اللهُ حيثُ قالَ: وما عدا العشرةَ موصولٌ، نعم قالَ اللبيبُ: والوصلُ أشهرُ، فالقطعُ هو الأَوْلَى، فإنَّه الأصلُ، من انفصالِ إحدى الكلمتينِ عن الأخرى، ووجهُ الوصلِ هو التقويةُ، وقصدُ الامتزاجِ، وتنزيلُه منزلةَ المحذوفِ؛ لأنَّ النونَ لمَّا أُدْغِمَتْ بلا غُنَّةٍ فكأنَّهَا ذهبتَ بالكُلّيَّةِ لفظًا، فسَقَطَتْ رسمًا، فيجري عليها حكمُ نونِ (جنَّةٍ) المُدْغَمَةِ، مِن أنَّهَا لم تُرْسَمْ، فإنَّها لكمالِ اتِّصَالِها عُدَّتْ كلمةً واحدةً، واعْتُبِرَتْ تلك الحالةُ، ثمَّ المرادُ بالوصلِ وصلٌ اعبتاريٌّ، وهو أنْ يوجدَ هناكَ حذفُ حرفٍ لا وصلٌ صوريٌّ لِاستحالةِ اتِّصَالِ الهمزةِ بالنونِ في الكتابةِ).[المنح الفكرية:1/66]
قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (قولُه: " فاقْطعَ بعشْرِ كلماتٍ" اعلمْ أنَّ المصاحفَ اتَّفقَتْ على قطْعِ تسعَ عشرةَ كلمةً فأخبَرَ الناظمُ أنَّ الكلمةَ الأُولى هي "أن" مفتوحةُ الهمزةِ ساكنةُ النونِ مع لا النافيةِ جاءت في القرآنِ الكريمِ على ثلاثةِ أقسامٍ:
أوَّلُها: مقطوعٌ بالاتِّفاقِ.
وثانيها: موصولٌ بالاتِّفاقِ.
وثالثُها: مختلَفٌ فيه بينَ القطْعِ والوصلِ.
ولكلٍّ كلامٌ خاصٌّ نوضِّحهُ فيما يلي:
أما القسمُ الأوَّلُ: فقد اتَّفقَت المصاحفُ على قطْعِ "أن" الناصبةَ للفعلِ عن "لا" ويُوقفُ على "أن" اختباراً بالموحَّدةِ، وتُدغمُ النونُ في اللامِ لفظاً لا خطًّا في عشْرةِ مواضعَ:
الأوَّلُ والثاني: قولُه تعالى: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ} (الأعراف: آية 105)، وقولُه: {أَنْ لاَ يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ} (الأعراف: آية 169).
الثالثُ: قولُه تعالى: {وَظَنُّوا أَنْ لاَ مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلاَّ إِلَيْهِ} (التوبة:آية118)
الرابعُ والخامسُ: قولُه تعالى: {وَأَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} (هود: آية 14)، وقولُه سبحانَه: {أَنْ لاَ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ} (هود: آية26).
الموضعُ الثاني بسورةِ هودٍ عليه السلامُ ليُخرجَ الموضعَ الأوَّلَ وهو {أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ} (هود آية: 2).
السادسُ: قولُه تعالى: { أَنْ لاَ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً}، (الحج: آية 26).
السابعُ: قولُه تعالى: {أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} (يس: آية 60)
الثامنُ: قولُه تعالى: {وَأَنْ لاَ تَعْلُوا عَلَى اللهِ} (الدخان: آية 19).
التاسعُ: قولُه تعالى: {أَنْ لاَ يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً} (الممتحنة: آية 12).
العاشرُ: قولُه تعالى: {أَنْ لاَ يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ} (القلم: آية 24).
أما القسمُ الثاني: وهو المختلَفُ فيه بين القطْعِ والوصْلِ، فوَقَعَ في موضعٍ واحدٍ، وهو قولُه عزَّ وجلَّ {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (الأنبياء: آية 87)، فرُسمَ في أكثرِ المصاحفِ مقطوعاً وفي أقلِّها موصولاً، والقطْعُ أشهَرُ وعليه العملُ.
وأما القسمُ الثالثُ: وهو الموصولُ بالإجماعِ وتُدغمُ فيه النونُ في اللامِ لفظاً وخطًّا ففي غيرِ مواضعِ القطْعِ العشرةِ المتَّفَقِ عليها والموضعِ المختلَفِ فيه نحوُ قولِه تعالى:{أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ} الموضعُ الأوَّلُ بسورةِ سيِّدِنا هودٍ عليه السلامُ (آية:2)، وقولِه سُبْحَانَهُ:{أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ} بـ (سورةِ النملِ: آية 31)
وقولِه تعالى: {أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ} بالمائدةِ (آية: 71)، وقولِه تعالى: {أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً} بسورةِ طه (آية:40) ونحوِ ذلك).
[الفوائد التجويدية:؟؟]
قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:( أول المقطوع أن عن لا، أعني (أن) المصدرية عن (لا)، تقطع (أن) عن (لا) في عشر مواضع وهي:
أولاً: {حقيق على أن لا أقول على الله} بسورة الأعراف. تقول: {حقيق على أن}.
ثانياً: {ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا} بالأعراف أيضاً، تقول: {ألم يوخذ عليهم ميثاق الكتاب أن}.
ثالثاً: {وظنوا أن لا ملجأ من الله} بسورة التوبة، تقول: {وظنوا أن}.
رابعاً: {وأن لا إلاه إلا هو فهل أنتم مسلمون} بسورة هود، تقول: {أنزل بعلم الله وأن}.
خامساً: {أن لا تعبدوا إلا الله} بهود أيضاً، تقول: {ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه أن}.
سادساً: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن} بسورة الحج.
سابعاً: {ألم أعهد إليكم يابني آدم أن} بسورة يس.
ثامناً: {وأن لا تعلو على الله} بسورة الدخان. تقول: {إني لكم رسول أمين وأن}.
تاسعاً: {إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن} بسورة الامتحان.
عاشراً: {فانطلقوا وهم يتخافتون أن لا} بسورة القلم تقول: {وهم يتخافتون أن}.
أما قوله: {فنادى في الظلمات أن لا إله} بسورة الأنبياء. فقد كتب في بعض المصاحف مقطوعاً، وفي بعضه موصولاً، فتقول: {فنادى في الظلمات أن} أو {فنادي في الظلمات ألا}، والوجهان صحيحان.
هذا كله في أن المفتوحة الهمزة الساكنة النون أعني أن الخفيفة، أما (إن) و(لا) نحو:{إلا تفعلوه} {إلا تنصروه}، فهي موصوله كلها باتفاق، وما سوى ما ذكرناه يوقف عليه: ألا).[شرح المقدمة الجزرية:(مفرغ)]

الوقف على " كي لا "

قال زكريّا بن محمد بن أحمد السُّنيكي الأنصاري (ت:926هـ): (وَصِلْ "كَيْلاَ" من قولِهِ: { لِكَيْلاَ تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ } [آل عمران: 153] بـ "آلِ عمرانَ"، و{ لِكَيْ لاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ } [الحديد: 23] بـ "الحديدِ"، و { لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا}[الحج: 5] في "حجٍّ" أي في "الحجِ".
قَطْعُ "عنْ مَّنْ"، يوْمَ هُمْ" وَوَصْلُهَا

حَجٌّ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَقَطْعُهُمْ = عَنْ مَنْ يَشَاءُ مَنْ تَوَلَّى يَوْمَ هُمْ
(91) و { لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ }[الأحزاب: 50].
وما عدَا ذلِكَ وَهُوَ: { لِكَيْ لايَكُونَ على المُؤمِنينَ حرج }[الأحزاب: 37]. و { كَيْ لاَ يَكونَ دُولَةً} [الحشر: 7] مقطوع).[الدقائق المحكمة:1/38]

قال المُلاّ عليُّ بنُ سلطان محمّد القاري الهرويُّ (ت:1014هـ ): (وهذا معنى قولِه: (نجمعُ كَيْلاَ تَحْزَنُوا تَأْسَوْا عَلَى) و (نَجْمَعُ) عطفٌ على (نجمعَ) و (كيلا) عطفٌ على (فإلم) و (تَأْسَوْا) على (تَحْزَنُوا) و (على) يَتَعَلَّقُ (بِتَأْسَوا)، والمعنى أنَّ المصاحفَ اتَّفَقَتْ على وصلِ ياءِ (الكي) بـ(لا) في أربعةِ مواضعَ {لِكَيْلاَ تَحْزَنُوا على ما فَاتَكُم} بآلِ عِمْرَانَ، {كَيْلاَ تَأْسَوا على ما فَاتَكُمْ} بالحديدِ، {لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بعدِ عِلْمٍ شيئًا} بالحجِّ، {لِكَيْلاَ يكونَ عليكَ حرجٌ} وهو الثاني مِن الأحزابِ؛ ولهذا احْتَرَزَ بقولِه (عَلَيْكَ) مِن أَوَّلِه؛ لأنَّ مُتَعَلَّقَة على المؤمنينَ واتَّفَقَتْ على قطعِ ما عدَاها وهو الأَوَّلُ مِن الأحزابِ {لكي لايَكُونَ على المؤمنينَ حَرَجٌ} و {كي لا يَكُونَ دُولَةً}بالحشرِ، و {لكي لا يَعْلَمَ بعدَ عَلْمٍ شيئًا} بالنحلِ، فوجهُ القطعِ الأصلُ، ووجهُ الوصلِ التقويةُ معَ تحقُّقِ عدمِ الحجزِ، وهذا معنى قولِه:

حجٌّ عليكَ حرجٌ وقَطْعُهُمْ=....
أي: وثالثُها: موضعُ حجٍّ، أي: ما وقعَ في سورةِ الحجِّ، ورابعُها الذي بعدَه (عليكَ حرجٌ) كما سبقَ).[المنح الفكرية:1/70]

قال عبد الرَّازق بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ موسى (ت:1429هـ): (الكلمةُ السابعةَ عشرةَ: "كي" الناصبةُ مع "لا" النافيةِ جاءَتْ في القرآنِ الكريمِ في سبعةِ مواضعَ وتَنقسمُ إلى قسمين:
القسمُ الأوَّلُ: موصولٌ باتِّفاقٍ، وذلك في أربعةِ مواضعَ من السبعةِ:
الأوَّلُ: قولُه تعالى: {لِكَيْلاَ تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} (آل عمران: آية 153).
الثاني: قولُه تعالى: {لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً} (الحج: آية 5).
الثالثُ: قولُه تعالى: {لِكَيْلاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ} (الأحزاب:آية 50) وهو الموضعُ الثاني.
الرابعُ: قولُه تعالى: {لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} (الحديد: آية 23).
القسمُ الثاني: مقطوعٌ باتِّفاقٍ، أي اتَّفقَت المصاحفُ على قطْعِ "كي" عن "لا" وذلك في ثلاثةِ مواضعَ، وهي بقيَّةُ السبعةِ المشارِ إليها آنفاً:
الأوَّلُ: قولُه تعالى: {لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً} (النحل: آية 70).
الثاني: قولُه تعالى: {لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ} (الأحزاب:آية 37) الموضعُ الأوَّلُ.
الثالثُ: قولُه تعالى: {كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ} (الحشر: آية 7)).[الفوائد التجويدية :؟؟]

قال عبدُ الباسطِ بنُ حامدِ بنِ محمد هاشم:(السادس عشر: (كي) المصدرية مع (لا) مثل قوله: {لكيلا} وهي موصولة باتفاق في أربعة مواضع في القرآن الكريم وهي:
الأول: {فأثابكم غماً بغم لكيلا} بسورة آل عمران، تقول: {لكيلا}.
الثاني: {لكيلا يعلم من بعد علم شيئا} سؤرة الحج، تقول: {لكيلا}.
ثالثا: {قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون} بسورة الأحزاب, تقول: {لكيلا}.
رابعاً: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا} الحديد تقول: {لكيلا}.
وما سوى ذلك فمقطوع باتفاق تقول: {لكي}).[شرح المقدمة الجزرية (مفرغ)]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة