العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:25 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:26 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:26 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {والسّماء ذات البروج * واليوم الموعود * وشاهدٍ ومشهودٍ * قتل أصحاب الأخدود * النّار ذات الوقود * إذ هم عليها قعودٌ * وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهودٌ * وما نقموا منهم إلّا أن يؤمنوا باللّه العزيز الحميد * الّذي له ملك السّماوات والأرض واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ}
اختلف الناس في {البروج}؛ فقال الضّحّاك وقتادة: هي القصور. ومنه قول الأخطل:
كأنّها برج روميٍّ يشيّده ..... بانٍ بجصٍّ وآجرٍّ وأحجار
وقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: البروج: النجوم؛ لأنها تتبرّج بنورها. والتّبرّج: التظاهر والتّبدّي.
وقال الجمهور وابن عبّاسٍ أيضاً: البروج: هي المنازل التي عرفتها العرب، وهي اثنا عشر على ما قسّمته، وهي التي تقطعها الشمس في سنةٍ والقمر في ثمانيةٍ وعشرين يوماً.
وقال قتادة: معناه: ذات الرّمل والماء. يريد أنها مبنيّةٌ في السماء. وهذا قولٌ ضعيفٌ). [المحرر الوجيز: 8/ 575]

تفسير قوله تعالى: {وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : ({واليوم الموعود}؛ هو يوم القيامة باتّفاقٍ، قاله النبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم]، ومعناه: الموعود به). [المحرر الوجيز: 8/ 575]

تفسير قوله تعالى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ومشهودٍ} معناه: عليه، أو به، أو فيه، وهذا يترتّب بحسب الخلاف في تعيين المراد بـ(شاهدٍ ومشهودٍ)؛ فقد اختلف الناس في المشار إليه بهما؛ فقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: الشاهد: اللّه تعالى، والمشهود: يوم القيامة.
وقال ابن عبّاسٍ أيضاً، والحسن بن عليٍّ، وعكرمة: الشاهد: محمّدٌ [صلّى اللّه عليه وسلّم]، والمشهود: يوم القيامة؛ قال اللّه تعالى: {إنّا أرسلناك شاهداً}، وقال تعالى في يوم القيامة: {ذلك يومٌ مشهودٌ}.
وقال مجاهدٌ وعكرمة أيضاً: الشاهد: آدم عليه السلام وجميع ذرّيّته، والمشهود: يوم القيامة. و(شاهدٍ) اسم جنسٍ على هذا.
وقال بعض من بسط قول مجاهدٍ وعكرمة: (شاهدٍ) يراد به رجلٌ فردٌ، أو نسمةٌ من النّسم، ففي هذا تذكيرٌ لحقارة المسكين ابن آدم.
والمشهود: يوم القيامة، وقال الحسن بن أبي الحسن، وابن عبّاسٍ أيضاً: الشاهد: يوم عرفة ويوم الجمعة، والمشهود: يوم القيامة. وقال عليٌّ، وابن عبّاسٍ، وأبو هريرة، والحسن، وابن المسيّب، وقتادة: (شاهدٍ) يوم الجمعة، و (مشهودٍ) يوم عرفة.
وقال ابن عمر: (شاهدٌ) يوم الجمعة، و (مشهودٌ) يوم النّحر.
وقال جابرٌ: (شاهدٍ) يوم القيامة، و(مشهودٌ) الناس.
وقال محمّد بن كعبٍ: الشاهد: أنت يا بن آدم، والمشهود: اللّه تعالى.
وقال ابن جبيرٍ بالعكس، وتلا: {وكفى باللّه شهيداً}.
وقال أبو مالكٍ: الشاهد: عيسى عليه السلام، والمشهود: أمّته؛ قال اللّه تعالى: {وكنت عليهم شهيداً}.
وقال ابن المسيّب: (شاهدٌ) يوم التّروية، و (مشهودٌ): يوم عرفة.
وقال بعض الناس في كتاب النقّاش: الشاهد: يوم الإثنين، والمشهود: يوم الجمعة. وذكره الثّعلبيّ، وقال عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه: الشاهد: يوم عرفة، والمشهود: يوم النّحر. وعنه أيضاً: (شاهدٌ) يوم القيامة، و (مشهودٌ): يوم عرفة.
وقال أبو هريرة، عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «{شاهدٍ}: يوم الجمعة، و {مشهودٍ}: يوم عرفة
». قاله عليٌّ، وأبو بكرٍ، والحسن، وقال إبراهيم النّخعيّ: الشاهد: يوم الأضحى، والمشهود: يوم عرفة.
قال القاضي أبو محمّدٍ رحمه اللّه:
ووصف هذه الأيام بشاهدٍ؛ لأنها تشهد لحاضريها بالأعمال، والمشهود فيما مضى من الأقوال بمعنى المشاهد –بفتح الهاء–.
وقال التّرمذيّ: الشاهد: الملائكة الحفظة، والمشهود عليهم: الناس. وقال عبد العزيز بن يحيى –عند الثّعلبيّ-: الشاهد: محمّدٌ عليه الصلاة والسلام، والمشهود وعليهم: أمّته، نحو قوله تعالى: {وجئنا بك على هؤلاء شهيداً}؛ أي: شاهداً.
وقيل: الشاهد: الأنبياء عليهم السلام، والمشهود عليهم: أممهم.
وقال الحسن بن الفضل: الشاهد: أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، والمشهود عليهم: قوم نوحٍ عليه السلام وسائر الأمم؛ حسب الحديث المنصوص في ذلك.
وقال ابن جبيرٍ أيضاً: الشاهد: الجوارح التي تنطق يوم القيامة فتشهد على أصحابها، والمشهود عليهم: أصحابها.
وقال بعض العلماء: الشاهد: الملائكة المتعاقبون في الأمّة، والمشهود: قرآن الفجر، وتفسيره: {إنّ قرآن الفجر كان مشهوداً}.
وقال بعض العلماء: الشاهد: النّجم، والمشهود عليه: الليل والنهار، أي: يشهد النّجم بإقبال هذا وإدبار هذا، ومنه قول النبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«حتّى يطلع الشّاهد». (الشاهد: النّجم).
وقال بعض العلماء: الشاهد: هو اللّه تعالى والملائكة وأولو العلم، والمشهود به: الوحدانيّة، وأنّ الدّين عند اللّه الإسلام.
وقيل: الشاهد: مخلوقات اللّه تعالى، والمشهود به: وحدانيّته. وأنشد الثّعلبيّ في هذا المعنى قول الشاعر:
وفي كلّ شيءٍ له آيةٌ = تدلّ على أنه الواحد). [المحرر الوجيز: 8/ 576-577]

تفسير قوله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{قتل} معناه: فعل اللّه تعالى بهم ذلك؛ لأنهم أهلٌ له، فهو على جهة الدعاء بحسب البشر، لا أنّ اللّه تعالى يدعو على أحدٍ.
وقيل عن ابن عبّاسٍ: معناه: لعن. وهذا تفسيرٌ بالمعنى.
وقيل: هو إخبارٌ بأنّ النار قتلتهم. قاله الرّبيع بن أنسٍ، وسيأتي بيانه.
واختلف الناس في أصحاب الأخدود؛ فقيل: هم قومٌ كانوا على دينٍ، وكان لهم ملكٌ، فزنى بأخته، ثمّ حمله بعض الناس على أن يسنّ في النّاس نكاح الأخوات والبنات، فحمل الناس على ذلك فأطاعه كثيرٌ وعصته فرقٌ، فخدّ لهم أخاديد –وهي حفائر طويلةٌ كالخنادق – وأضرم لهم ناراً وطرحهم فيها، ثمّ استمرّت المجوسيّة في مطيعيه.
وقال عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه: صاحب الأخدود ملكٌ من حمير، كان بمزارع من اليمن، اقتتل هو والكفّار مع المؤمنين، ثمّ غلب في آخر الأمر، فحرّقهم على دينه إذ أبوا دينه، ومنهم كانت المرأة ذات الطفل التي تلكّأت، فقال لها الطفل: امضي في النار؛ فإنك على الحقّ.
وحكى النقّاش عن عليٍّ رضي اللّه عنه، أنّ نبيّ أصحاب الأخدود كان حبشيًّا، وأنّ الحبشة بقيّة أصحاب الأخدود.
وقيل: صاحب الأخدود ذو نواسٍ في قصّة عبد اللّه بن الثامر التي وقعت في السّير. وقيل: كان صاحب الأخدود في بني إسرائيل.
قال القاضي أبو محمّدٍ رحمه اللّه: ورأيت في بعض الكتب أن صاحب الأخدود هو محرّقٌ، وأنه الذي حرّق من بني تميمٍ المائة. ويعترض هذا القول بقوله تعالى: {وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهودٌ}، فينفصل عن هذا الاعتراض بأنّ هذا الكلام منقطعٌ من قصّة أصحاب الأخدود، وأنّ المراد بقوله تعالى: (هم) قريشٌ الذين كانوا يفتنون الناس المؤمنين والمؤمنات.
واختلف الناس في جواب القسم؛
فقال بعض النّحاة: هو محذوفٌ؛ لعلم السّامع به.
وقال آخرون: هو قوله تعالى: {قتل}، والتقدير: لقتل.
وقال قتادة: هو في قوله تعالى: {إنّ بطش ربّك لشديدٌ}.
وقال آخرون: هو في قوله تعالى: {إنّ الّذين فتنوا المؤمنين}). [المحرر الوجيز: 8/ 578]

تفسير قوله تعالى: {النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {النّار} بدلٌ من {الأخدود} وهو بدل اشتمالٍ، وهذه قراءة الجمهور: {النّار} بخفض الراء، وقرأ قومٌ: (النّار) بالرفع على معنى: قتلتهم النار.
و(الوقود) بالضمّ: مصدرٌ من وقدت النّار إذا اضطرمت، و {الوقود} بفتح الواو: ما توقد به، وقرأ الجمهور بفتح الواو، وقرأ الحسن وأبو رجاءٍ وأبو حيوة بضمّها). [المحرر الوجيز: 8/ 578-579]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وكان من قصّة هؤلاء أنّ الكفّار قعدوا، وضمّ المؤمنون فعرض عليهم الدّخول في الكفر، فمن أبى رمي في أخدود النار فاحترق، فروي أنه احترق عشرون ألفاً.
قال الرّبيع بن أنسٍ، وابن إسحاق، وأبو العالية: بعث اللّه تعالى على المؤمنين ريحاً فقبضت أرواحهم، أو نحو هذا، فخرجت النار وأحرقت الكافرين الذين كانوا على حافّتي الأخدود، وعلى هذا يجيء {قتل} خبراً لا دعاءً.
وقال قتادة: {إذ هم عليها قعودٌ} يعني المؤمنين). [المحرر الوجيز: 8/ 579]

تفسير قوله تعالى: {وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(نقموا) معناه: اعتدوا وتعدّوا. وقرأ جمهور الناس: {نقموا} بفتح القاف، وقرأ أبو حيوة وابن أبي عبلة: (نقموا) بكسر القاف). [المحرر الوجيز: 8/ 579]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ:{إنّ الّذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثمّ لم يتوبوا فلهم عذاب جهنّم ولهم عذاب الحريق * إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لهم جنّاتٌ تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير * إنّ بطش ربّك لشديدٌ * إنّه هو يبدئ ويعيد * وهو الغفور الودود * ذو العرش المجيد * فعّالٌ لّما يريد}.
{فتنوا} معناه: أحرقوا، وفتنت الذهب والفضّة في النار: أحرقتها. والفتين: حجارة الحرّة السّود؛ لأنّ الشمس كأنها أحرقتها، ومن قال: إن هذه الآيات الأواخر في قريشٍ. جعل الفتنة الامتحان والتعذيب، ويقوّي هذا التأويل بعض التقوية قوله تعالى: {ثمّ لم يتوبوا}؛ لأنّ هذا اللفظ في قريشٍ أحكم منه في أولئك الذين قد علم أنهم ماتوا على كفرهم، وأمّا قريشٌ فكان فيهم وقت نزول الآية من تاب بعد ذلك وآمن بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
و{جهنّم} و{الحريق} طبقتان من النار، ومن قال: إن النار خرجت فأحرقت الكفّار القعود. جعل الحريق في الدنيا). [المحرر الوجيز: 8/ 579]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)}


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:26 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:26 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (بسم اللّه الرّحمـن الرّحيم
{والسّماء ذات البروج * واليوم الموعود * وشاهدٍ ومشهودٍ * قتل أصحاب الأخدود * النّار ذات الوقود * إذ هم عليها قعودٌ * وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهودٌ * وما نقموا منهم إلّا أن يؤمنوا باللّه العزيز الحميد * الّذي له ملك السّماوات والأرض واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ * إنّ الّذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثمّ لم يتوبوا فلهم عذاب جهنّم ولهم عذاب الحريق}
يقسم تعالى بالسّماء وبروجها، وهي النّجوم العظام كما تقدّم بيان ذلك في قوله: {تبارك الّذي جعل في السّماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً}.
قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ والضّحّاك والحسن وقتادة والسّدّيّ: {البروج}: النّجوم.
وعن مجاهدٍ أيضاً: البروج التي فيها الحرس.
وقال يحيى بن رافعٍ: البروج: قصورٌ في السّماء. وقال المنهال بن عمرٍو: {والسّماء ذات البروج}: الخلق الحسن. واختار ابن جريرٍ أنّها منازل الشّمس والقمر، وهي اثنا عشر برجاً، تسير الشّمس في كلّ واحدٍ منها شهراً، ويسير القمر في كلّ واحدٍ يومين وثلثاً، فذلك ثمانيةٌ وعشرون منزلةً، ويستتر ليلتين). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 363]

تفسير قوله تعالى: {وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {واليوم الموعود * وشاهدٍ ومشهودٍ}. اختلف المفسّرون في ذلك، وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عمرٍو الغزّيّ، حدّثنا عبيد اللّه، يعني ابن موسى، حدّثنا موسى بن عبيدة، عن أيّوب بن خالد بن صفوان بن أوسٍ الأنصاريّ، عن عبد اللّه بن رافعٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«{واليوم الموعود}: يوم القيامة، {وشاهدٍ}: يوم الجمعة، وما طلعت شمسٌ ولا غربت على يومٍ أفضل من يوم الجمعة، وفيه ساعةٌ لا يوافيها عبدٌ مسلمٌ يسأل اللّه فيها خيراً إلاّ أعطاه إيّاه، ولا يستعيذ فيها من شرٍّ إلاّ أعاذه، {ومشهودٍ}: يوم عرفة».
وهكذا روى هذا الحديث ابن خزيمة من طرقٍ، عن موسى بن عبيدة الرّبذيّ، وهو ضعيف الحديث، وقد روي موقوفاً على أبي هريرة، وهو أشبه.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّدٌ، حدّثنا شعبة، سمعت عليّ بن زيدٍ ويونس بن عبيدٍ يحدّثان عن عمّارٍ مولى بني هاشمٍ، عن أبي هريرة، أمّا عليٌّ فرفعه إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأمّا يونس فلم يعد أبا هريرة، أنّه قال في هذه الآية: {وشاهدٍ ومشهودٍ}. قال: يعني: الشّاهد: يوم الجمعة، ويومٌ مشهودٌ: يوم القيامة.
وقال أحمد أيضاً: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن يونس: سمعت عمّاراً مولى بني هاشمٍ يحدّث، عن أبي هريرة أنّه قال في هذه الآية: {وشاهدٍ ومشهودٍ}. قال: الشّاهد: يوم الجمعة، والمشهود: يوم عرفة، والموعود: يوم القيامة.
فقد روي عن أبي هريرة أنّه قال: {اليوم الموعود}: يوم القيامة. وكذلك قال الحسن وقتادة وابن زيدٍ، ولم أرهم يختلفون في ذلك وللّه الحمد.
ثمّ قال ابن جريرٍ: حدّثنا محمّد بن عوفٍ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عيّاشٍ، حدّثني أبي، حدّثنا ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيدٍ، عن أبي مالكٍ الأشعريّ، قال: قال رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«اليوم الموعود: يوم القيامة، وإنّ الشّاهد: يوم الجمعة، وإنّ المشهود: يوم عرفة، ويوم الجمعة ذخره اللّه لنا».
ثمّ قال ابن جريرٍ: حدّثنا سهل بن موسى الرّازيّ، حدّثنا ابن أبي فديكٍ، عن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيّب أنّه قال: قال رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«إنّ سيّد الأيّام يوم الجمعة، وهو الشّاهد، والمشهود يوم عرفة».
وهذا مرسلٌ من مراسيل سعيد بن المسيّب.
ثمّ قال ابن جريرٍ: حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا وكيعٌ، عن شعبة، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف المكّيّ، عن ابن عبّاسٍ قال: الشّاهد: هو محمّدٌ [صلّى اللّه عليه وسلّم]، والمشهود: يوم القيامة. ثمّ قرأ: {ذلك يومٌ مجموعٌ له النّاس وذلك يومٌ مشهودٌ}.
- وحدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا جريرٌ عن مغيرة، عن سماكٍ قال: سأل رجلٌ الحسن بن عليٍّ عن: {وشاهدٍ ومشهودٍ}؛ قال: سألت أحداً قبلي؟ قال: نعم، سألت ابن عمر وابن الزّبير فقالا: يوم الذّبح ويوم الجمعة، فقال: لا. ولكنّ الشّاهد: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم. ثمّ قرأ: {فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيداً}.
والمشهود: يوم القيامة، ثمّ قرأ: {ذلك يومٌ مجموعٌ له النّاس وذلك يومٌ مشهودٌ}. وهكذا قال الحسن البصريّ، وقال سفيان الثّوريّ عن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيّب: {ومشهودٍ}: يوم القيامة.
وقال مجاهدٌ وعكرمة والضّحّاك: الشّاهد: ابن آدم، والمشهود: يوم القيامة.
وعن عكرمة أيضاً: الشّاهد: محمّدٌ [صلّى اللّه عليه وسلّم]، والمشهود: يوم الجمعة. وقال عليّ بن أبي طلحة: عن ابن عبّاسٍ: الشّاهد: اللّه، والمشهود: يوم القيامة. وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو نعيمٍ الفضل بن دكينٍ، حدّثنا سفيان، عن أبي يحيى القتّات، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: {وشاهدٍ ومشهودٍ}؛ قال: الشّاهد: الإنسان، والمشهود: يوم الجمعة. هكذا رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: {وشاهدٍ ومشهودٍ}؛ الشّاهد: يوم عرفة، والمشهود: يوم القيامة. وبه عن سفيان – هو الثّوريّ - عن مغيرة، عن إبراهيم قال: يوم الذّبح ويوم عرفة. يعني الشّاهد والمشهود.
قال ابن جريرٍ: وقال آخرون: المشهود: يوم الجمعة، ورووا في ذلك ما حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن، حدّثني عمّي عبد اللّه بن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن زيد بن أيمن، عن عبادة بن نسيٍّ، عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«أكثروا عليّ من الصّلاة يوم الجمعة؛ فإنّه يومٌ مشهودٌ تشهده الملائكة».
وعن سعيد بن جبيرٍ: الشّاهد: اللّه. وتلا: {وكفى باللّه شهيداً}؛ والمشهود: نحن. حكاه البغويّ وقال: الأكثرون على أنّ الشّاهد: يوم الجمعة، والمشهود: يوم عرفة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 364-366]

تفسير قوله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قتل أصحاب الأخدود}؛ أي: لعن أصحاب الأخدود، وجمعه أخاديد، وهي الحفير في الأرض، وهذا خبرٌ عن قومٍ من الكفّار عمدوا إلى من عندهم من المؤمنين باللّه عزّ وجلّ فقهروهم وأرادوهم أن يرجعوا عن دينهم فأبوا عليهم، فحفروا لهم في الأرض أخدوداً وأجّجوا فيه ناراً وأعدّوا لهم وقوداً يسعّرونها به، ثمّ أرادوهم فلم يقبلوا منهم فقذفوهم فيها.
ولهذا قال تعالى: {قتل أصحاب الأخدود * النّار ذات الوقود * إذ هم عليها قعودٌ * وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهودٌ}؛ أي: مشاهدون لما يفعل بأولئك المؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 366]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا باللّه العزيز الحميد}؛ أي: وما كان لهم عندهم ذنبٌ إلاّ إيمانهم باللّه العزيز الذي لا يضام من لاذ بجنابه المنيع الحميد في جميع أفعاله وأقواله وشرعه وقدره، وإن كان قد قدّر على عباده هؤلاء هذا الذي وقع بهم بأيدي الكفّار به، فهو العزيز الحميد وإن خفي سبب ذلك على كثيرٍ من النّاس). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 366]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {الّذي له ملك السّماوات والأرض}؛ من تمام الصّفة أنّه المالك لجميع السّماوات والأرض وما فيهما وما بينهما. {واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ}؛ أي: لا يغيب عنه شيءٌ في جميع السّماوات والأرض، ولا تخفى عليه خافيةٌ.
* وقد اختلف أهل التّفسير في أهل هذه القصّة من هم؟
فعن عليٍّ [رضي اللّه عنه] أنّهم أهل فارس حين أراد ملكهم تحليل تزويج المحارم؛ فامتنع عليه علماؤهم، فعمد إلى حفر أخدودٍ فقذف فيه من أنكر عليه منهم. واستمرّ فيهم تحليل المحارم إلى اليوم.
وعنه أنّهم كانوا قوماً باليمن اقتتل مؤمنوهم ومشركوهم فغلب مؤمنوهم على كفّارهم، ثمّ اقتتلوا فغلب الكفّار المؤمنين فخدّوا لهم الأخاديد وأحرقوهم فيها، وعنه أنّهم كانوا من أهل الحبشة، واحدهم حبشيٌّ.
وقال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: {قتل أصحاب الأخدود * النّار ذات الوقود}؛ قال: ناسٌ من بني إسرائيل خدّوا أخدوداً في الأرض ثمّ أوقدوا فيه ناراً ثمّ أقاموا على ذلك الأخدود رجالاً ونساءً، فعرضوا عليها، وزعموا أنّه دانيال وأصحابه. وهكذا قال الضّحّاك بن مزاحمٍ، وقيل غير ذلك.
وقد قال الإمام أحمد: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن صهيبٍ، أنّ رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] قال:
«كان ملكٌ فيمن كان قبلكم، وكان له ساحرٌ فلمّا كبر السّاحر قال للملك: إنّي قد كبرت سنّي، وحضر أجلي فادفع إليّ غلاماً لأعلّمه السّحر. فدفع إليه غلاماً، فكان يعلّمه السّحر، وكان بين السّاحر وبين الملك راهبٌ، فأتى الغلام على الرّاهب فسمع من كلامه فأعجبه نحوه وكلامه، وكان إذا أتى السّاحر ضربه، وقال: ما حبسك؟ وإذا أتى أهله ضربوه وقالوا: ما حبسك؟ فشكا ذلك إلى الرّاهب. فقال: إذا أراد السّاحر أن يضربك فقل: حبسني أهلي، وإذا أراد أهلك أن يضربوك فقل: حبسني السّاحر.
قال: فبينما هو ذات يومٍ إذ أتى على دابّةٍ فظيعةٍ عظيمةٍ قد حبست النّاس فلا يستطيعون أن يجوزوا؛ فقال: اليوم أعلم أمر الرّاهب أحبّ إلى اللّه أم أمر السّاحر.
قال: فأخذ حجراً فقال: اللّهمّ، إن كان أمر الرّاهب أحبّ إليك وأرضى من أمر السّاحر فاقتل هذه الدّابّة حتّى يجوز النّاس. ورماها فقتلها ومضى النّاس، فأخبر الرّاهب بذلك فقال: أي بنيّ أنت أفضل منّي، وأنت ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدلّ عليّ. فكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص وسائر الأدواء ويشفيهم، وكان للملك جليسٌ فعمي فسمع به، فأتاه بهدايا كثيرةٍ، فقال: اشفني ولك ما ههنا أجمع. فقال: ما أنا أشفي أحداً، إنّما يشفي اللّه عزّ وجلّ، فإن آمنت به دعوت اللّه فشفاك. فآمن فدعا اللّه فشفاه، ثمّ أتى الملك فجلس منه نحو ما كان يجلس؛ فقال له الملك: يا فلان من ردّ عليك بصرك؟ فقال: ربّي. فقال: أنا؟ قال: لا، ربّي وربّك اللّه. قال: ولك ربٌّ غيري؟! قال: نعم، ربّي وربّك اللّه.
فلم يزل يعذّبه حتّى دلّ على الغلام فبعث إليه؛ فقال: أي بنيّ بلغ من سحرك أن تبرئ الأكمه والأبرص وهذه الأدواء! قال: ما أشفي أحداً، إنّما يشفي اللّه عزّ وجلّ. قال: أنا؟ قال: لا. قال: أولك ربٌّ غيري؟! قال: ربّي وربّك اللّه. فأخذه أيضاً بالعذاب، فلم يزل به حتّى دلّ على الرّاهب، فأتي بالرّاهب؛ فقال: ارجع عن دينك. فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه حتّى وقع شقّاه، وقال للأعمى: ارجع عن دينك. فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه حتّى وقع شقّاه إلى الأرض، وقال للغلام: ارجع عن دينك فأبى، فبعث به مع نفرٍ إلى جبل كذا وكذا وقال: إذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلاّ فدهدهوه.
فذهبوا به فلمّا علوا به الجبل قال: اللّهمّ اكفنيهم بما شئت. فرجف بهم الجبل، فدهدهوا أجمعون، وجاء الغلام يتلمّس حتّى دخل على الملك فقال: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم اللّه. فبعث به مع نفرٍ في قرقورٍ فقال: إذا لجّجتم به البحر فإن رجع عن دينه وإلاّ فغرّقوه في البحر .. فلجّجوا به البحر؛ فقال الغلام: اللّهمّ اكفنيهم بما شئت. فغرقوا أجمعون، وجاء الغلام حتّى دخل على الملك فقال: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم اللّه تعالى. ثمّ قال للملك: إنّك لست بقاتلي حتّى تفعل ما آمرك به، فإن أنت فعلت ما آمرك به قتلتني، وإلاّ فإنّك لا تستطيع قتلي، قال: وما هو؟ قال: تجمع النّاس في صعيدٍ واحدٍ ثمّ تصلبني على جذعٍ وتأخذ سهماً من كنانتي، ثمّ قل: بسم اللّه ربّ الغلام. فإنّك إن فعلت ذلك قتلتني.
ففعل ووضع السّهم في كبد قوسه ثمّ رماه وقال: بسم اللّه ربّ الغلام. فوقع السّهم في صدغه فوضع الغلام يده على موضع السّهم ومات؛ فقال الناس: آمنّا بربّ الغلام. فقيل للملك: أرأيت ما كنت تحذر. فقد -واللّه- نزل بك، قد آمن النّاس كلّّهم. فأمر بأفواه السّكك فخدّت فيها الأخاديد وأضرمت فيها النّيران، وقال: من رجع عن دينه فدعوه وإلاّ فاقتحموه فيها.
قال: فكانوا يتعادون فيها ويتدافعون، فجاءت امرأةٌ بابن لها ترضعه، فكأنّها تقاعست أن تقع في النّار؛ فقال الصّبيّ: اصبري يا أمّاه، فإنّك على الحقّ
».
وهكذا رواه مسلمٌ في آخر الصّحيح عن هدبة بن خالدٍ، عن حمّاد بن سلمة به نحوه، ورواه النّسائيّ عن أحمد بن سلمان، عن عفّان، عن حمّاد بن سلمة، ومن طريق حمّاد بن زيدٍ كلاهما عن ثابتٍ به، واختصروا أوّله.
وقد جوّده الإمام أبو عيسى التّرمذيّ، فرواه في تفسير هذه السّورة، عن محمود بن غيلان وعبد بن حميدٍ، المعنى واحدٌ، قالا: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن ثابتٍ البنانيّ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن صهيبٍ قال: كان رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] إذا صلّى العصر همس - والهمس في بعض قولهم: تحريك شفتيه، كأنّه يتكلّم - فقيل له: يا رسول اللّه إذا صلّيت العصر همست؛ قال:
«إنّ نبيًّا من الأنبياء كان أعجب بأمّته فقال: من يقوم لهؤلاء؟ فأوحى اللّه إليه أن خيّرهم بين أن أنتقم منهم وبين أن أسلّط عليهم عدوّهم، فاختاروا النّقمة، فسلّط عليهم الموت فمات منهم في يومٍ سبعون ألفاً». قال: وكان إذا حدّث بهذا الحديث حدّث بهذا الحديث الآخر قال:«كان ملكٌ من الملوك وكان لذلك الملك كاهنٌ يتكهّن له، فقال الكاهن: انظروا لي غلاماً فهماً، أو قال: فطناً لقناً، فأعلّمه علمي هذا».
فذكر القصّة بتمامها وقال في آخره:
«يقول اللّه عزّ وجلّ: {قتل أصحاب الأخدود النّار ذات الوقود}». حتّى بلغ: «{العزيز الحميد}». قال: فأمّا الغلام فإنّه دفن. قال: فيذكر أنّه أخرج في زمان عمر بن الخطّاب، وأصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل. ثمّ قال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ.
وهذا السّياق ليس فيه صراحةً أنّ سياق هذه القصّة من كلام النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم]، قال شيخنا الحافظ أبو الحجّاج المزّيّ: فيحتمل أن يكون من كلام صهيبٍ الرّوميّ؛ فإنّه كان عنده علمٌ من أخبار النّصارى، واللّه أعلم.
وقد أورد محمّد بن إسحاق بن يسارٍ هذه القصّة في السّيرة بسياقٍ آخر، فيها مخالفةٌ لما تقدّم، فقال: حدّثني يزيد بن زيادٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، وحدّثني أيضاً بعض أهل نجران عن أهلها، أنّ أهل نجران كانوا أهل شركٍ يعبدون الأوثان، وكان في قريةٍ من قراها قريباً من نجران-ونجران هي القرية العظمى التي إليها جماع تلك البلاد- ساحرٌ يعلّم غلمان أهل نجران السّحر، فلمّا نزلها فيميون - ولم يسمّوه لي بالاسم الذي سمّاه لي ابن منبّهٍ، قالوا: نزلها رجلٌ - فابتنى خيمةً بين نجران وبين تلك القرية التي فيها السّاحر، وجعل أهل نجران يرسلون غلمانهم إلى ذلك السّاحر يعلّمهم السّحر.
فبعث الثّامر ابنه عبد اللّه بن الثّامر مع غلمان أهل نجران، فكان إذا مرّ بصاحب الخيمة أعجبه ما يرى من عبادته وصلاته، فجعل يجلس إليه ويسمع منه حتى أسلم فوحّد اللّه وعبده، وجعل يسأله عن شرائع الإسلام حتى إذا فقه فيه جعل يسأله عن الاسم الأعظم، وكان يعلّمه، فكتمه إيّاه وقال له: يابن أخي، إنّك لن تحمله، أخشى ضعفك عنه. والثّامر أبو عبد اللّه لا يظنّ إلاّ أنّ ابنه يختلف إلى السّاحر كما يختلف الغلمان.
فلمّا رأى عبد اللّه أنّ صاحبه قد ضنّ به وتخوّف ضعفه فيه عمد إلى أقداحٍ، فجمعها ثمّ لم يبق للّه اسماً يعلمه إلاّ كتبه في قدحٍ، وكلّ اسمٍ في قدحٍ حتّى إذا أحصاها أوقد ناراً، ثمّ جعل يقذفها فيها قدحاً قدحاً، حتّى إذا مرّ بالاسم الأعظم قذف فيها بقدحه، فوثب القدح حتّى خرج منها لم يضرّه شيءٌ، فأخذه ثمّ أتى به صاحبه فأخبره أنّه قد علم الاسم الأعظم الذي كتمه؛ فقال: وما هو؟ قال: هو كذا وكذا. قال: وكيف علمته؟ فأخبره بما صنع، قال: أي ابن أخي، قد أصبته فأمسك على نفسك، وما أظنّ أن تفعل.
فجعل عبد اللّه بن الثّامر إذا دخل نجران لم يلق أحداً به ضرٌّ إلاّ قال: يا عبد اللّه أتوحّد اللّه وتدخل في ديني وأدعو اللّه لك فيعافيك ممّا أنت فيه من البلاء؟ فيقول: نعم. فيوحّد اللّه ويسلم، فيدعو اللّه فيشفى، حتّى إذا لم يبق بنجران أحدٌ به ضرٌّ إلاّ أتاه فاتّبعه على أمره ودعا له فعوفي، حتّى رفع شأنه إلى ملك نجران فدعاه فقال له: أفسدت عليّ أهل قريتي وخالفت ديني ودين آبائي، لأمثّلنّ بك. قال: لا تقدر على ذلك.
فجعل يرسل به إلى الجبل الطّويل فيطرح على رأسه فيقع إلى الأرض ما به بأسٌ، وجعل يبعث إلى مياهٍ بنجران، بحورٍ لا يلقى فيها شيءٌ إلاّ هلك، فيلقى به فيها فيخرج ليس به بأسٌ، فلمّا غلبه قال له عبد اللّه بن الثّامر: إنّك واللّه لا تقدر على قتلي حتّى توحّد اللّه فتؤمن بما آمنت به؛ فإنّك إن فعلت سلّطت عليّ فقتلتني.
قال: فوحّد اللّه ذلك الملك وشهد شهادة عبد اللّه بن الثّامر، ثمّ ضربه بعصًا في يده فشجّه شجّةً غير كبيرةٍ فقتله، وهلك الملك مكانه، واستجمع أهل نجران على دين عبد اللّه بن الثّامر، وكان على ما جاء به عيسى ابن مريم عليه السّلام من الإنجيل وحكمه، ثمّ أصابهم ما أصاب أهل دينهم من الأحداث، فمن هنالك كان أصل دين النّصرانيّة بنجران.
قال ابن إسحاق: فهذا حديث محمّد بن كعبٍ القرظيّ وبعض أهل نجران عن عبد اللّه بن الثّامر، واللّه أعلم أيّ ذلك كان.
قال فسار إليهم ذو نواسٍ بجنده، فدعاهم إلى اليهوديّة وخيّرهم بين ذلك أو القتل، فاختاروا القتل فخدّ الأخدود فحرّق بالنّار، وقتل بالسّيف، ومثّل بهم حتّى قتل منهم قريباً من عشرين ألفاً، ففي ذي نواسٍ وجنده أنزل اللّه عزّ وجلّ على رسوله [صلّى اللّه عليه وسلّم]: {قتل أصحاب الأخدود النّار ذات الوقود إذ هم عليها قعودٌ وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهودٌ وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا باللّه العزيز الحميد الّذي له ملك السّماوات والأرض واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ}.
هكذا ذكر محمّد بن إسحاق في السّيرة أنّ الذي قتل أصحاب الأخدود هو ذو نواسٍ، واسمه زرعة، ويسمّى في زمان مملكته بيوسف، وهو ابن تبّان أسعد أبي كربٍ، وهو تبّعٌ الذي غزا المدينة وكسا الكعبة واستصحب معه حبرين من يهود المدينة، فكان تهوّد من تهوّد من أهل اليمن على يديهما كما ذكره ابن إسحاق مبسوطاً، فقتل ذو نواسٍ في غداةٍ واحدةٍ في الأخدود عشرين ألفاً، ولم ينج منهم سوى رجلٍ واحدٍ يقال له: دوس ذو ثعلبان، ذهب فارساً، وطردوا وراءه فلم يقدر عليه، فذهب إلى قيصر ملك الشّام فكتب إلى النّجاشيّ ملك الحبشة، فأرسل معه جيشاً من نصارى الحبشة، يقدمهم أرياط وأبرهة فاستنقذوا اليمن من أيدي اليهود، وذهب ذو نواسٍ هارباً فلجّج في البحر فغرق.
واستمرّ ملك الحبشة في أيدي النّصارى سبعين سنةً، ثمّ استنقذه سيف بن ذي يزنٍ الحميريّ من أيدي النّصارى لمّا استجاش بكسرى ملك الفرس، فأرسل معه من في السّجون، وكانوا قريباً من سبعمائةٍ، ففتح بهم اليمن، ورجع الملك إلى حمير، وسنذكر طرفاً من ذلك إن شاء اللّه في تفسير سورة {ألم تر كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل}.
وقال ابن إسحاق: وحدّثني عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزمٍ أنّه حدّث أنّ رجلاً من أهل نجران كان في زمان عمر بن الخطّاب حفر خربةً من خرب نجران لبعض حاجته، فوجد عبد اللّه بن الثّامر تحت دفنٍ فيها قاعداً واضعاً يده على ضربةٍ في رأسه ممسكاً عليها بيده، فإذا أخذت يده عنها تنثعب دماً، وإذا أرسلت يده ردّت عليها، فأمسكت دمها، وفي يده خاتمٌ مكتوبٌ فيه: ربّي اللّه. فكتب فيه إلى عمر بن الخطّاب يخبره بأمره، فكتب عمر إليهم أن أقرّوه على حاله، وردّوا عليه الدّفن الذي كان عليه، ففعلوا.
وقد قال أبو بكر بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدّنيا رحمه اللّه: حدّثنا أبو بلالٍ الأشعريّ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالبٍ، حدّثني بعض أهل العلم، أنّ أبا موسى لمّا افتتح أصبهان وجد حائطاً من حيطان المدينة قد سقط، فبناه فسقط، ثمّ بناه فسقط؛ فقيل له: إنّ تحته رجلاً صالحاً. فحفر الأساس فوجد فيه رجلاً قائماً معه سيفٌ، فيه مكتوبٌ أنا الحارث بن مضاضٍ، نقمت على أصحاب الأخدود. فاستخرجه أبو موسى وبنى الحائط فثبت.
قلت: هو الحارث بن مضاض بن عمرو بن مضاض بن عمرٍو الجرهميّ أحد ملوك جرهمٍ، الذين ولوا أمر الكعبة بعد ولد نابت بن إسماعيل بن إبراهيم، وولد الحارث هذا هو عمرو بن الحارث بن مضاضٍ، هو آخر ملوك جرهمٍ بمكّة لمّا أخرجتهم خزاعة وأجلوهم إلى اليمن، وهو القائل في شعره الذي قال ابن هشامٍ: إنّه أوّل شعرٍ قاله العرب:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصّفا ....... أنيسٌ ولم يسمر بمكّة سامر
بلى نحن كنّا أهلها فأبادنا ....... صروف اللّيالي والجدود العواثر

وهذا يقتضي أنّ هذه القصّة كانت قديماً بعد زمان إسماعيل عليه السّلام بقريبٍ من خمسمائة سنةٍ أو نحوها، وما ذكره ابن إسحاق يقتضي أنّ قصّتهم كانت في زمان الفترة التي بين عيسى ومحمّدٍ عليهما من اللّه السّلام، وهو أشبه. واللّه أعلم، وقد يحتمل أنّ ذلك قد وقع في العالم كثيراً.
كما قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو اليمان، أخبرنا صفوان، عن عبد الرّحمن بن جبيرٍ قال: كان الأخدود في اليمن زمان تبّعٍ، وفي القسطنطينيّة زمان قسطنطين حين صرف النّصارى قبلتهم عن دين المسيح والتّوحيد، فاتّخذوا أتّوناً وألقي فيه النّصارى الذين كانوا على دين المسيح والتّوحيد، وفي العراق في أرض بابل زمان بختنصّر حين صنع الصّنم وأمر النّاس أن يسجدوا له، فامتنع دانيال وصاحباه عزريا وميشائيل، فأوقد لهم أتّوناً وألقى فيها الحطب والنّار، ثمّ ألقاهما فيه، فجعلها اللّه عليهما برداً وسلاماً وأنقذهما منها، وألقى فيها الذين بغوا عليه، وهم تسعة رهطٍ، فأكلتهم النّار. وقال أسباطٌ، عن السّدّيّ في قوله: {قتل أصحاب الأخدود}؛ قال: كانت الأخدود ثلاثةً: خدٌّ بالشّام، وخدٌّ بالعراق، وخدٌّ باليمن. رواه ابن أبي حاتمٍ.
وعن مقاتلٍ قال: كانت الأخدود ثلاثةً: واحدةٌ بنجران باليمن، والأخرى بالشّام، والأخرى بفارس، حرّقوا بالنّار، أمّا التي بالشّام فهو أنطنانوس الرّوميّ، وأمّا التي بفارس فهو بختنصّر، وأمّا التي بأرض العرب فهو يوسف ذو نواسٍ، فأمّا التي بفارس والشّام فلم ينزل اللّه فيهم قرآناً، وأنزل في التي كانت بنجران.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن الدّشتكيّ، حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، هو ابن أنسٍ في قوله: {قتل أصحاب الأخدود}؛ قال: سمعنا أنّهم كانوا قوماً في زمان الفترة، فلمّا رأوا ما وقع بالنّاس من الفتنة والشّرّ وصاروا أحزاباً، {كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون}، اعتزلوا إلى قريةٍ سكنوها وأقاموا على عبادة اللّه {مخلصين له الدّين حنفاء ويقيموا الصّلاة ويؤتوا الزّكاة}،
فكان هذا أمرهم حتّى سمع بهم جبّارٌ من الجبّارين، وحدّث حديثهم فأرسل إليهم، فأمرهم أن يعبدوا الأوثان التي اتّخذوا، وإنّهم أبوا عليهم كلّهم وقالوا: لا نعبد إلاّ اللّه وحده لا شريك له. فقال لهم: إن لم تعبدوا هذه الآلهة التي عبدت فإنّي قاتلكم. فأبوا عليه فخدّ أخدوداً من نارٍ، وقال لهم الجبّار، ووقفهم عليها: اختاروا هذه أو الذي نحن فيه. فقالوا: هذه أحبّ إلينا. وفيهم نساءٌ وذرّيّةٌ ففزعت الذّرّيّة فقالوا لهم: لا نار من بعد اليوم. فوقعوا فيها فقبضت أرواحهم من قبل أن يمسّهم حرّها، وخرجت النّار من مكانها، فأحاطت بالجبّارين، فأحرقهم اللّه بها، ففي ذلك أنزل اللّه عزّ وجلّ: {قتل أصحاب الأخدود * النّار ذات الوقود * إذ هم عليها قعودٌ * وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهودٌ * وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا باللّه العزيز الحميد * الّذي له ملك السّماوات والأرض واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ}. ورواه ابن جريرٍ: حدّثت عن عمّارٍ، عن عبد اللّه ابن أبي جعفرٍ به نحوه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 366-371]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ الّذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات}؛ أي: حرّقوا. قاله ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ وقتادة والضّحّاك وابن أبزى، {ثمّ لم يتوبوا}؛ أي: لم يقلعوا عمّا فعلوا ويندموا على ما أسلفوا،
{فلهم عذاب جهنّم ولهم عذاب الحريق}؛ وذلك أنّ الجزاء من جنس العمل، قال الحسن البصريّ: انظروا إلى هذا الكرم والجود! قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التّوبة والمغفرة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 371]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لهم جنّاتٌ تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير * إنّ بطش ربّك لشديدٌ * إنّه هو يبدئ ويعيد * وهو الغفور الودود * ذو العرش المجيد * فعّالٌ لما يريد * هل أتاك حديث الجنود * فرعون وثمود * بل الّذين كفروا في تكذيبٍ * واللّه من ورائهم مّحيطٌ * بل هو قرآنٌ مّجيدٌ * في لوحٍ مّحفوظٍ}.
يخبر تعالى عن عباده المؤمنين أنّ لهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار بخلاف ما أعدّ لأعدائه من الحريق والجحيم؛ ولهذا قال: {ذلك الفوز الكبير}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 372]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة