العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > نزول القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ذو القعدة 1431هـ/17-10-2010م, 06:11 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي نزول سورة الحج

نزول سورة الحج

هل سورة الحج مكية أو مدنية؟
...من ذكر الخلاف في مكيتها ومدنيتها
...من نصَّ على أنها مكية
...من ذكر أنها مكية إلا آيات منها
...من نصَّ على أنها مدنية
...من ذكر أنها مدنية إلا آيات منها
ترتيب نزول سورة الحج
أسباب نزول سورة الحج


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 محرم 1432هـ/13-12-2010م, 02:10 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

من ذكر الخلاف في مكيتها ومدنيتها:
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (هذه السورة مكية سوى ثلاث آيات قوله: {هذان خصمان} [الحج: 19] إلى تمام ثلاث آيات قاله ابن عباس ومجاهد، وروي أيضا عن ابن عباس أنهن أربع آيات إلى قوله: {عذاب الحريق}،
وقال الضحاك: هي مدنية،
وقال قتادة: سورة الحج مدنية إلا أربع آيات: من قوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ إلّا إذا تمنّى ألقى الشّيطان في أمنيّته} إلى قوله: {عذاب يومٍ عقيمٍ} فهن مكيات، وعدّ النقاش ما نزل بالمدينة عشر آيات،
وقال الجمهور: مختلطة فيها مكي ومدني، وهذا هو الأصح والله أعلم لأن الآيات تقتضي ذلك). [المحرر الوجيز: 17/210]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وروي عن أنس بن مالك أنه قال: (نزل أول السورة في السفر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادى بها فاجتمع الناس إليه، فقال: ((أتدرون أي يوم هذا؟)) فبهتوا، فقال: ((يوم يقول الله يا آدم أخرج بعث النار فيخرج من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين))، قال: فاغتم الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أبشروا فمنكم رجل ومن يأجوج ومأجوج ألف رجل))..) الحديث). [المحرر الوجيز: 17/210]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فصل في نزولها
روى أبو صالح عن ابن عباس أنها: مكية كلها غير آيتين نزلتا بالمدينة: قوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} والتي تليها).
وفي رواية أخرى عن ابن عباس أنها: مدنية إلا أربع آيات نزلت بمكة وهي قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول} إلى آخر الأربع).
وقال عطاء بن يسار: (نزلت بمكة إلا ثلاثة آيات منها نزلت بالمدينة: {هذان خصمان} واللتان بعدها).
وقال أبو سليمان الدمشقي: أولها مدني إلى قوله تعالى: {وبشر المحسنين}، وسائرها مكي.
وقال الثعلبي: هي مكية غير ست آيات نزلت بالمدينة وهي قوله تعالى: {هذان خصمان} إلى قوله تعالى: {الحميد}.
وقال هبة الله بن سلامة: هي من أعاجيب سور القرآن؛ لأن فيها مكية ومدنيا وحضريا وسفريا وحربيا وسلميا وليليا ونهاريا وناسخا ومنسوخا:
فأما المكي: فمن رأس الثلاثين منها إلى آخرها.
وأما المدني: فمن رأس خمس وعشرين إلى رأس ثلاثين.
وأما الليلي: فمن أولها إلى آخر خمس آيات.
وأما النهاري: فمن رأس خمس آيات إلى رأس تسع.
وأما السفري: فمن رأس تسع إلى اثنتي عشرة.
وأما الحضري: فإلى رأس العشرين منها نسب إلى المدينة لقرب مدته). [زاد المسير: 5/401-402]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (ثم الحج.
قال: عطاء بن أبي مسلم وغيره: إنها مدنية، وقال بعضهم: فيها مدني ومكي وسفري). [جمال القراء : 1/8]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وذكر ابن مردويه عن ابن عبّاس وابن الزبير رضي الله عنهم أنّهما قالا: نزلت سورة الحج بالمدينة،
وقال مقاتل: بعضها مكي أيضا،
وعن قتادة: إنّها مكّيّة، وعنه: مدنيّة غير أربع آيات، وعن عطاء: إلاّ ثلاث آيات منها قوله: {هذان خصمان}). [عمدة القاري: 19/94]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وقال هبة بن سلامة: هي من أعاجيب سور القرآن لأن فيها. مكياً ومدنياً وسفرياً وحضرياً وحربياً وسلمياً وليلياً ونهارياً وناسخاً ومنسوخاً). [عمدة القاري: 19/94]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (اختلف أهل العلم: هل هي مكّيّةٌ أو مدنيّةٌ؟
فأخرج ابن مردويه عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت سورة الحجّ بالمدينة).
وأخرج ابن مردويه عن عبد اللّه بن الزّبير مثله.
وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال: نزل بالمدينة من القرآن الحجّ غير أربع آياتٍ مكّيّاتٍ: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ}، إلى: {عذاب يومٍ عقيمٍ}.
وحكى القرطبيّ عن ابن عبّاسٍ أنّها: (مكّيّةٌ سوى ثلاث آياتٍ)، وقيل: أربع آياتٍ إلى قوله: {عذاب الحريق}.
وحكي عن النّقّاش أنّه نزل بالمدينة منها عشر آياتٍ.
قال القرطبيّ: وقال الجمهور: إنّ السّورة مختلطةٌ، منها مكّيٌّ، ومنها مدني. قال: وهذا هو الصحيح.
قال الغزنوي: وهي من أعاجيب السّور، نزلت ليلًا ونهارًا، سفرًا وحضرًا، مكّيًّا ومدنيًّا، سلميًّا وحربيًّا، ناسخًا ومنسوخًا، محكمًا ومتشابهًا). [فتح القدير: 3/592]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (واختلف في هذه السّورة هل هي مكّيّةٌ أو مدنيّةٌ، أو كثيرٌ منها مكّيٌّ وكثيرٌ منها مدنيٌّ.
فعن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ وعطاءٍ: (هي مكّيّةٌ إلّا ثلاث آياتٍ من قوله: {هذان خصمان} إلى {وذوقوا عذاب الحريق}).
قال ابن عطيّة: وعدّ النّقّاش ما نزل منها بالمدينة عشر آياتٍ.
وعن ابن عبّاسٍ أيضًا والضّحّاك وقتادة والحسن: (هي مدنيّةٌ إلّا آيات {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي} إلى قوله تعالى: {أو يأتيهم عذاب يومٍ عقيمٍ} فهنّ مكّيّاتٌ).
وعن مجاهدٍ، عن ابن الزّبير: (أنّها مدنيّةٌ). ورواه العوفيّ عن ابن عبّاسٍ.
وقال الجمهور: هذه السّورة بعضها مكّيٌّ وبعضها مدّنيٌّ وهي مختلطةٌ، أي لا يعرف المكّيّ بعينه، والمدنيّ بعينه. قال ابن عطيّة: وهو الأصحّ.
وأقول: ليس هذا القول مثل ما يكثر أن يقولوه في بضع آياتٍ من عدّة سورٍ: أنّها نزلت في غير البلد الّذي نزل فيه أكثر السّورة المستثنى منها، بل أرادوا أنّ كثيرًا منها مكّيٌّ وأنّ مثله أو يقاربه مدنيٌّ، وأنّه لا يتعيّن ما هو مكّيٌّ منها وما هو مدنيٌّ ولذلك عبّروا بقولهم: هي مختلطةٌ.
قال ابن عطيّة: روي عن أنس بن مالكٍ أنّه قال: (نزل أوّل السّورة في السّفر فنادى رسول اللّه بها فاجتمع إليه النّاس) وساق الحديث الّذي سيأتي. يريد ابن عطيّة أنّ نزولها في السّفر يقتضي أنّها نزلت بعد الهجرة.
ويشبه أن يكون أوّلها نزل بمكّة فإنّ افتتاحها بـ {يا أيّها النّاس} جارٍ على سنن فواتح السّور المكّيّة. وفي أساليب نظم كثيرٍ من آياتها ما يلائم أسلوب القرآن النّازل بمكّة. ومع هذا فليس الافتتاح بـ {يا أيّها النّاس} بمعيّنٍ أن تكون مكّيّةً، وإنّما قال ابن عبّاسٍ: ({يا أيّها النّاس} يراد به المشركون). ولذا فيجوز أن يوجّه الخطاب به إلى المشركين في المدينة في أوّل مدّة حلول النّبي صلّى الله عليه وسلّم بها، فإنّ قوله: {إنّ الّذين كفروا ويصدّون عن سبيل اللّه والمسجد الحرام} [الحج: 25] يناسب أنّه نزل بالمدينة حيث صدّ المشركون النّبي والمؤمنين عن البقاء معهم بمكّة. وكذلك قوله: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا وإنّ اللّه على نصرهم لقديرٌ * الّذين أخرجوا من ديارهم بغير حقٍّ} فإنّه صريحٌ في أنّه نزل في شأن الهجرة.
روى التّرمذيّ بسنده عن ابن عبّاسٍ قال: (لمّا أخرج النّبي من مكّة قال أبو بكرٍ: أخرجوا نبيهم ليهلكنّ فأنزل اللّه: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا وإنّ اللّه على نصرهم لقديرٌ الّذين أخرجوا من ديارهم بغير حقٍّ إلّا أن يقولوا ربّنا اللّه}، وكذلك قوله: {والّذين هاجروا في سبيل اللّه ثمّ قتلوا أو ماتوا ليرزقنّهم اللّه رزقاً حسناً} [الحج: 58]) ففيه ذكر الهجرة وذكر من يقتل من المهاجرين، وذلك مؤذنٌ بجهادٍ متوقّعٍ كما سيجيء هنالك.
وأحسب أنّه لم تتعيّن طائفةٌ منها متواليةً نزلت بمكّة ونزل ما بعدها بالمدينة بل نزلت آياتها متفرّقةً. ولعلّ ترتيبها كان بتوقيفٍ من النّبي صلّى الله عليه وسلّم ومثل ذلك كثيرٌ.
وقد قيل في قوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربّهم} أنّه نزل في وقعة بدرٍ، لما في "الصّحيح" عن عليٍّ وأبي ذرٍّ: (أنّها نزلت في مبارزة حمزة وعليٍّ وعبيدة بن الحارث مع شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدرٍ) وكان أبو ذرٍّ يقسم على ذلك.
ولذلك فأنا أحسب هذه السّورة نازلًا بعضها آخر مدّة مقام النّبي صلّى الله عليه وسلّم بمكّة كما يقتضيه افتتاحها بـ {يا أيّها النّاس} فقد تقرّر أنّ ذلك الغالب في أساليب القرآن المكّيّ، وأنّ بقيّتها نزلت في مدّة مقام النّبي صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة.
وروى التّرمذيّ وحسّنه وصحّحه عن ابن أبي عمر، عن سفيان عن ابن جدعان، عن الحسن، عن عمران بن حصينٍ (أنّه لمّا نزلت على النّبي صلّى الله عليه وسلّم: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شيءٌ عظيمٌ} إلى قوله: {ولكنّ عذاب اللّه شديدٌ} [الحج: 1- 2]، قال: أنزلت عليه هذه وهو في سفرٍ؟ فقال: أتدرون... ) وساق حديثًا طويلًا. فاقتضى قوله: (أنزلت عليه وهو في سفرٍ؟) أنّ هذه السّورة أنزلت على النّبي صلّى الله عليه وسلّم بعد الهجرة فإنّ أسفاره كانت في الغزوات ونحوها بعد الهجرة.
وفي روايةٍ عنه (أنّ ذلك السّفر في غزوة بني المصطلق من خزاعة) وتلك الغزوة في سنة أربعٍ أو خمسٍ، فالظّاهر من قوله: (أنزلت وهو في سفرٍ) أنّ عمران بن حصينٍ لم يسمع الآية إلّا يومئذٍ فظنّها أنزلت يومئذٍ فإنّ عمران بن حصينٍ ما أسلم إلّا عام خيبر وهو عام سبعةٍ، أو أنّ أحد رواة الحديث أدرج كلمة (أنزلت عليه وهو في سفرٍ) في كلام عمران بن حصينٍ ولم يقله عمران. ولذلك لا يوجد هذا اللّفظ فيما روى التّرمذيّ وحسّنه وصحّحه أيضًا عن محمّد بن بشّارٍ، عن يحيى بن سعيدٍ عن هشام بن أبي عبد اللّه عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصينٍ قال: (كنّا مع النّبي في سفرٍ فرفع صوته بهاتين الآيتين: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شيءٌ عظيمٌ} إلى قوله: {ولكنّ عذاب اللّه شديدٌ} إلى آخره).
فرواية قتادة عن الحسن أثبت من رواية ابن جدعان عن الحسن؛ لأنّ ابن جدعان واسمه عليّ بن زيدٍ قال فيه أحمد وأبو زرعة: ليس بالقويّ.
وقال فيه ابن خزيمة: سيّء الحفظ، وقد كان اختلط فينبغي عدم اعتماد ما انفرد به من الزّيادة.
وروى ابن عطيّة عن أنس بن مالكٍ أنّه قال: (أنزل أوّل هذه السّورة على رسول اللّه في سفرٍ)، ولم يسنده ابن عطيّة.
وذكر القرطبيّ عن الغزنويّ أنّه قال: سورة الحجّ من أعاجيب السّور نزلت ليلًا ونهارًا، سفرًا وحضرًا، مكّيًّا ومدنيًّا، سلميًّا وحربيًّا، ناسخًا ومنسوخًا، محكمًا ومتشابهًا). [التحرير والتنوير: 17/180-183]

من نص على أنها مكية :
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320هـ): (مكية). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 46]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (مكّيّةٌ). [معالم التنزيل: 5/407]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (وهي مكية) . [علل الوقوف: 2/714]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وهي مكّيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 5/389]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وعن قتادة: إنّها مكّيّة). [عمدة القاري: 19/94]م
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (مكية). [لباب النقول: 160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (مدينة). [الدر المنثور: 10/394]


من نص على أنها مكية إلا آيات منها:
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (مكية كلها إلا ثلاث آيات). [تفسير غريب القرآن: 290]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320هـ): (وهي من أعاجيب القرآن لأن فيها مكيا ومدنيا وفيها حضريا وسفريا وفيها حربيا وفيها سلميا وفيها ليليا وفيها نهاريا فأما المكي: فمن رأس الثلاثين آية إلى آخرها، وأما المدني منها فمن رأس خمس عشر إلى رأس الثلاثين، وأما الليلي منها فمن أولها إلى رأس خمس آيات، وأما النهاري منها فمن رأس الخمس إلى رأس اثنتي عشرة، وأما الحضري فإلى رأس العشرين ونسب إلى المدينة لقربه منها). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 46]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (قال أبو عمرو بن العلاء: عن مجاهد سألت ابن عباس فقال: (سورة الحج نزلت بمكة سوى ثلاث آيات منها فإنهن نزلن بالمدينة في ستة نفر من قريش ثلاثة منهم مؤمنون وثلاثة كافرون، فأما المؤمنون: فهم حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم، دعاهم للبراز عتبة وشيبه ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فأنزل الله جل وعز ثلاث آيات مدنيات، وهن قوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} الآية، إلى تمام الآيات الثلاث من ذلك) ). [معاني القرآن: 4/371]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338هـ): (حدّثنا يموتٌ، بإسناده عن ابن عبّاسٍ، قال: "وسورة الحجّ نزلت بمكّة سوى ثلاث آياتٍ منها فإنّهنّ نزلن بالمدينة في ستّة نفرٍ من قريشٍ، ثلاثةٌ منهم مؤمنون وثلاثةٌ كافرون فأمّا المؤمنون فهم عبيدة بن الحارث، وحمزة بن عبد المطّلب، وعليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنهم دعاهم للبراز عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة فأنزل اللّه تعالى ثلاث آياتٍ مدنيّاتٍ وهنّ: {هذان خصمان اختصموا في ربّهم} إلى تمام الآيات الثّلاث"). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/509]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410هـ): (نزلت في مواطن مختلفة وهي من أعاجيب سور القرآن لأنّها نزلت ليلًا ونهارًا وفيها مكي ومدني وسفري وحضري وحربي وسلمي وناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 126]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410هـ): (فأما المكّيّ منها فمن رأس الثّلاثين منها إلى آخرها وأما المدني منها فمن رأس خمسة عشر إلى رأس ثلاثين وأما الليلي منها فمن أولها إلى رأس خمس آيات وأما النهاري فمن رأس خمس إلى رأس تسع وأما السّفري فمن رأس تسع إلى رأس تسع إلى اثنتي عشرة وأما الحضري منها فإلى رأس العشرين نسبت إلى المدينة لقرب مدّته). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 126]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (مكيّة غير ست آيات نزلت بالمدينة، وهي قوله: {هذانِ خَصْمانِ} إلى قوله: {الْحَمِيدِ}). [الكشف والبيان: 7/5]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (مكية عند ابن عباس إلا ثلاث آيات نزلن في ستة نفر ثلاثة مؤمنون وثلاثة كافرون فهن مدنيات وهن من قوله تعالى: {هذان خصمان} إلى تمام الثلاث الآيات وقد قيل: إن السورة كلها مدنية). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 353]
قَالَ أبو عمرو عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (مكية، إلا أربع آيات منها نزلت بالمدينة في الذين تبارزوا يوم بدر وهم ثلاثة مؤمنون علي وحمزة وعبيدة بن الحارث وهن قوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} إلى قوله تعالى: {وهدوا إلى صراط الحميد}، هذا قول ابن عباس وعطاء بن يسار إلا أن ابن عباس لم يذكر إلى أين ينتهين، وذكره عطاء، وقيل عن ابن عباس إنهن ينتهين إلى قوله تعالى: {الحريق} فكأنه عد الحميم و والجلود ولم يعدهما عطاء.
وقال مجاهد: هي مكية إلا ثلاث آيات نزلت بالمدينة {هذان خصمان} تمام ثلاث آيات ولم يذكر منتهاهن وروي ذلك أيضا عن ابن عباس). [البيان: 189]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (مكّيّةٌ غير آياتٍ من قوله عزّ وجلّ: {هذان خصمان} إلى قوله: {وهدوا إلى صراط الحميد}). [معالم التنزيل: 5/363]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (مكية، غير ست آيات، وهي: {هذان خصمان ...} إلى قوله: {... إلى صراط الحميد}). [الكشاف: 4/173]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (هذه السورة مكية سوى ثلاث آيات قوله: {هذان خصمان} إلى تمام ثلاث آيات قاله ابن عباس ومجاهد، وروي أيضا عن ابن عباس أنهن أربع آيات إلى قوله: {عذاب الحريق}،[.....] وعدّ النقاش ما نزل بالمدينة عشر آيات، وقال الجمهور مختلطة فيها مكي ومدني وهذا هو الأصح والله أعلم لأن الآيات تقتضي ذلك). [المحرر الوجيز: 17/210] م
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (فصل في نزولها
روى أبو صالح عن ابن عباس (أنها مكية كلها غير آيتين نزلتا بالمدينة: قوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} والتي تليها). [........]
وقال عطاء بن يسار: (نزلت بمكة إلا ثلاثة آيات منها نزلت بالمدينة: {هذان خصمان} واللتان بعدها).
وقال أبو سليمان الدمشقي: أولها مدني إلى قوله تعالى: {وبشر المحسنين} وسائرها مكي.
وقال الثعلبي: هي مكية غير ست آيات نزلت بالمدينة وهي قوله تعالى: {هذان خصمان} إلى قوله تعالى: {الحميد}.
وقال هبة الله بن سلامة: هي من أعاجيب سور القرآن؛ لأن فيها مكية ومدنيا وحضريا وسفريا وحربيا وسلميا وليليا ونهاريا وناسخا ومنسوخا:
فأما المكي: فمن رأس الثلاثين منها إلى آخرها.
وأما المدني: فمن رأس خمس وعشرين إلى رأس ثلاثين.
وأما الليلي: فمن أولها إلى آخر خمس آيات.
وأما النهاري: فمن رأس خمس آيات إلى رأس تسع.
وأما السفري: فمن رأس تسع إلى اثنتي عشرة.
وأما الحضري: فإلى رأس العشرين منها نسب إلى المدينة لقرب مدته). [زاد المسير: 5/401-402]م
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقال مقاتل: (نزل من سورة الحج {يا أيها الناس اتقوا ربكم} إلى قوله: {ولكن عذاب الله شديد}نزل في غزوة بني المصطلق ليلا، قال: ونزل بالمدينة منها أيضا {من كان يظن} الآية، و{سواء العاكف فيه والباد} الآية، نزلت في عبد الله بن أنس بن خطل، و{أذن للذين يقاتلون} الآية، {ولولا دفع الله} الآية، {وليعلم الذين أوتوا العلم} الآية، نزلت في أهل التوراة، {والذين هاجروا في سبيل} الآية، والتي بعدها).
وعن ابن عباس: (كلها مكية إلا السجدتين، و{أذن للذين يقاتلون} الآية، والتي بعدها)). [جمال القراء :1/14]
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (مكية إلا ست آيات من {هذان خصمان} إلى {صراط الحميد} الآية). [أنوار التنزيل: 4/64]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (مكية إلا {هذان خصمان} إلى تمام ثلاث آيات أو أربع إلى قوله: {عذاب الحريق} ). [إرشاد الساري: 7/242]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (مكية إلاَّ قوله ومن الناس من يعبد الله الآيتين وقيل إلى خصمان فمدني) . [منار الهدى: 253]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وحكى القرطبيّ عن ابن عبّاسٍ أنّها: (مكّيّةٌ سوى ثلاث آياتٍ)، وقيل: أربع آياتٍ إلى قوله: {عذاب الحريق}.
وحكي عن النّقّاش أنّه نزل بالمدينة منها عشر آياتٍ.
قال القرطبيّ: وقال الجمهور: إنّ السّورة مختلطةٌ، منها مكّيٌّ، ومنها مدني. قال: وهذا هو الصحيح.
قال الغزنوي: وهي من أعاجيب السّور، نزلت ليلًا ونهارًا، سفرًا وحضرًا، مكّيًّا ومدنيًّا، سلميًّا وحربيًّا، ناسخًا ومنسوخًا، محكمًا ومتشابهًا). [فتح القدير: 3/592]م
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (قد اختلفوا في نزولها:
- فقال ابن عباس وعطاء: مكية إلا ثلاث آيات [منها وهي قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ} إلى تمام ثلاث آيات نزلت بالمدينة] في ستة نفر ثلاثة منهم مؤمنون وثلاثة كافرون فأما المؤمنون فحمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث، وأما الكافرون فعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة.
- وقال الحسن: مدنية إلا بعضها نزلت في السفر.
- وقيل: نزلت بعضها بين مكة والمدينة [وعن ابن المبارك أنها مكية إلا آيات منها نزلت بالمدينة] وهي: {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} إلى آخر الآيتين وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} ثم قال: كل شيء في القرآن من قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، فبعضه مكي وبعضه مدني، والأصح ما روى ابن همام والمعدل أنها مدنية وعليه الأكثر، وأما ما قيل من أن أولها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} وكل شيء في القرآن من هذا فمكي فلا تطرد هذه القاعدة بل هي أكثرية لا كلية كما يشهد به الاستقراء والله اعلم، ذكره الشارح). [القول الوجيز: 240]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (فعن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ وعطاءٍ: (هي مكّيّةٌ إلّا ثلاث آياتٍ من قوله: {هذان خصمان} إلى {وذوقوا عذاب الحريق}).
قال ابن عطيّة: وعدّ النّقّاش ما نزل منها بالمدينة عشر آياتٍ). [التحرير والتنوير: 17/180-183]م

من نص على أنها مدنية:
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (وهي مدنيّةٌ). [تفسير عبد الرزاق: 2/31]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (مدنية). [معاني القرآن: 4/369]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وهي مدنية). [معاني القرآن: 4/371]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (مدنية). [الوسيط: 3/257]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وقال الضحاك: هي مدينة،
وقال قتادة: سورة الحج مدنية إلا أربع آيات من قوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ إلّا إذا تمنّى ألقى الشّيطان في أمنيّته} إلى قوله: {عذاب يومٍ عقيمٍ} فهن مكيات). [المحرر الوجيز: 17/210]م
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وفي رواية أخرى عن ابن عباس (أنها مدنية إلا أربع آيات نزلت بمكة وهي قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول} إلى آخر الأربع [الحج: 53-57])). [زاد المسير: 5/401-402]م
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (ثم الحج. قال عطاء بن أبي مسلم وغيره: إنها مدنية). [جمال القراء : 1/8]م
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وذكر ابن مردويه عن ابن عبّاس وابن الزبير رضي الله عنهم: أنّهما قالا: نزلت سورة الحج بالمدينة،
وقال مقاتل: بعضها مكي أيضا،
وعن قتادة: [.....] مدنيّة غير أربع آيات،
وعن عطاء: إلاّ ثلاث آيات منها. قوله: {هذان خصمان}). [عمدة القاري: 19/94]
م
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (نزلت سورة الحج بالمدينة)). [الدر المنثور: 10/409]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال: (نزلت بالمدينة سورة الحج)). [الدر المنثور: 10/409]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (أخرج ابن مردويه عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت سورة الحجّ بالمدينة).
وأخرج ابن مردويه عن عبد اللّه بن الزّبير مثله.
وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال: نزل بالمدينة من القرآن الحجّ غير أربع آياتٍ مكّيّاتٍ: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ}، إلى: {عذاب يومٍ عقيمٍ}). [فتح القدير: 3/592]م
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن ابن عبّاسٍ أيضًا والضّحّاك وقتادة والحسن: (هي مدنيّةٌ إلّا آيات {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي} إلى قوله تعالى: {أو يأتيهم عذاب يومٍ عقيمٍ} فهنّ مكّيّاتٌ).
وعن مجاهدٍ، عن ابن الزّبير: (أنّها مدنيّةٌ). ورواه العوفيّ عن ابن عبّاسٍ.). [التحرير والتنوير: 17/180-183]م
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): ( في رواية جابر بن زيدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت بعد سورة النّور وقبل سورة المنافقين). وهذا يقتضي أنّها عنده مدنيّةٌ كلّها؛ لأنّ سورة النّور وسورة المنافقين مدنيّتان فينبغي أن يتوقّف في اعتماد هذا فيها). [التحرير والتنوير: 17/183]

من نص على أنها مدنية إلا آيات منها:
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وهي مدنيّةٌ إلا أربع آياتٍ مكّيّاتٍ:
قوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ إلا إذا تمنّى ألقى الشّيطان في أمنيّته} إلى قوله: {أو يأتيهم عذاب يومٍ عقيمٍ}؛فإنّ هذه الأربع آياتٍ مكّيّاتٍ وما سوى ذلك من السّورة فهو مدنيٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/353]
قَالَ أبو عمرو عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (وقال قتادة: الحج مدنية إلا أربع آيات منها نزلت بمكة وهن قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي} إلى قوله تعالى: {عذاب يوم عقيم}). [البيان: 189]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (وقال الضحاك: هي مدينة،
وقال قتادة: سورة الحج مدنية إلا أربع آيات من قوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ إلّا إذا تمنّى ألقى الشّيطان في أمنيّته} إلى قوله: {عذاب يومٍ عقيمٍ} الآية، فهن مكيات [.....].
وقال الجمهور: مختلطة فيها مكي ومدني وهذا هو الأصح والله أعلم لأن الآيات تقتضي ذلك). [المحرر الوجيز: 17/210] م
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وفي رواية أخرى عن ابن عباس (أنها مدنية إلا أربع آيات نزلت بمكة وهي قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول} الآية، إلى آخر الأربع)). [زاد المسير: 5/401-402]م
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (مدنية إلا الآيات 52 و53 و54 و55 فبين مكة والمدينة). [التسهيل: 2/32]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وذكر ابن مردويه عن ابن عبّاس وابن الزبير رضي الله عنهم أنّهما قالا: نزلت سورة الحج بالمدينة،
وقال مقاتل: بعضها مكي أيضا،
وعن قتادة: [.....] مدنيّة غير أربع آيات،
وعن عطاء: إلاّ ثلاث آيات منها. قوله: {هذان خصمان}). [عمدة القاري: 19/94]م
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال: نزل بالمدينة من القرآن الحج غير أربع آيات مكيات {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي} إلى {عذاب يوم عقيم}). [الدر المنثور: 10/409]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال: نزل بالمدينة من القرآن الحجّ غير أربع آياتٍ مكّيّاتٍ: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ}، إلى: {عذاب يومٍ عقيمٍ}). [فتح القدير: 3/592]م
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (وقال الحسن: مدنية إلا بعضها نزلت في السفر.
- وقيل: نزلت بعضها بين مكة والمدينة). [القول الوجيز: 240] (م)
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن ابن عبّاسٍ أيضًا والضّحّاك وقتادة والحسن: (هي مدنيّةٌ إلّا آيات {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي} إلى قوله تعالى: {أو يأتيهم عذاب يومٍ عقيمٍ} فهنّ مكّيّاتٌ)) [التحرير والتنوير: 17/180-183]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 شعبان 1433هـ/30-06-2012م, 09:36 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي أسباب النزول


ترتيب نزولها:
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (نزلت بعد النور). [التسهيل: 2/32]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (ونزلت بعد سورة النور ونزلت بعدها سورة المنافقين). [القول الوجيز: 240]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (في رواية جابر بن زيدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت بعد سورة النّور وقبل سورة المنافقين). وهذا يقتضي أنّها عنده مدنيّةٌ كلّها؛ لأنّ سورة النّور وسورة المنافقين مدنيّتان فينبغي أن يتوقّف في اعتماد هذا فيها). [التحرير والتنوير: 17/183]م
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وقد عدّت السّورة الخامسة والمائة في عداد نزول سور القرآن في رواية جابر بن زيدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت بعد سورة النّور وقبل سورة المنافقين)
وهذا يقتضي أنّها عنده مدنيّةٌ كلّها؛ لأنّ سورة النّور وسورة المنافقين مدنيّتان فينبغي أن يتوقّف في اعتماد هذا فيها). [التحرير والتنوير: 17/183]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 رمضان 1433هـ/20-07-2012م, 11:50 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في أسباب نزولها:
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (فإنّ قوله: {إنّ الّذين كفروا ويصدّون عن سبيل اللّه والمسجد الحرام} يناسب أنّه نزل بالمدينة حيث صدّ المشركون النّبي والمؤمنين عن البقاء معهم بمكّة. وكذلك قوله: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا وإنّ اللّه على نصرهم لقديرٌ الّذين أخرجوا من ديارهم بغير حقٍّ} فإنّه صريحٌ في أنّه نزل في شأن الهجرة.
روى التّرمذيّ بسنده عن ابن عبّاسٍ قال: (لمّا أخرج النّبي من مكّة قال أبو بكرٍ: أخرجوا نبيهم ليهلكنّ فأنزل اللّه: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا وإنّ اللّه على نصرهم لقديرٌ * الّذين أخرجوا من ديارهم بغير حقٍّ إلّا أن يقولوا ربّنا اللّه}، وكذلك قوله: {والّذين هاجروا في سبيل اللّه ثمّ قتلوا أو ماتوا ليرزقنّهم اللّه رزقاً حسناً}) ففيه ذكر الهجرة وذكر من يقتل من المهاجرين، وذلك مؤذنٌ بجهادٍ متوقّعٍ كما سيجيء هنالك.
وأحسب أنّه لم تتعيّن طائفةٌ منها متواليةً نزلت بمكّة ونزل ما بعدها بالمدينة بل نزلت آياتها متفرّقةً. ولعلّ ترتيبها كان بتوقيفٍ من النّبي صلّى الله عليه وسلّم ومثل ذلك كثيرٌ.
وقد قيل في قوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربّهم} أنّه نزل في وقعة بدرٍ، لما في "الصّحيح" عن عليٍّ وأبي ذرٍّ: (أنّها نزلت في مبارزة حمزة وعليٍّ وعبيدة بن الحارث مع شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدرٍ) وكان أبو ذرٍّ يقسم على ذلك. [......]
وروى التّرمذيّ وحسّنه وصحّحه عن ابن أبي عمر، عن سفيان عن ابن جدعان، عن الحسن، عن عمران بن حصينٍ (أنّه لمّا نزلت على النّبي صلّى الله عليه وسلّم: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شيءٌ عظيمٌ} إلى قوله: {ولكنّ عذاب اللّه شديدٌ} الآية، قال: أنزلت عليه هذه وهو في سفرٍ؟ فقال: أتدرون... ) وساق حديثًا طويلًا. فاقتضى قوله: (أنزلت عليه وهو في سفرٍ؟) أنّ هذه السّورة أنزلت على النّبي صلّى الله عليه وسلّم بعد الهجرة فإنّ أسفاره كانت في الغزوات ونحوها بعد الهجرة.
وفي روايةٍ عنه (أنّ ذلك السّفر في غزوة بني المصطلق من خزاعة) وتلك الغزوة في سنة أربعٍ أو خمسٍ، فالظّاهر من قوله: (أنزلت وهو في سفرٍ) أنّ عمران بن حصينٍ لم يسمع الآية إلّا يومئذٍ فظنّها أنزلت يومئذٍ فإنّ عمران بن حصينٍ ما أسلم إلّا عام خيبر وهو عام سبعةٍ، أو أنّ أحد رواة الحديث أدرج كلمة (أنزلت عليه وهو في سفرٍ) في كلام عمران بن حصينٍ ولم يقله عمران. ولذلك لا يوجد هذا اللّفظ فيما روى التّرمذيّ وحسّنه وصحّحه أيضًا عن محمّد بن بشّارٍ، عن يحيى بن سعيدٍ عن هشام بن أبي عبد اللّه عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصينٍ قال: (كنّا مع النّبي في سفرٍ فرفع صوته بهاتين الآيتين: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شيءٌ عظيمٌ} إلى قوله: {ولكنّ عذاب اللّه شديدٌ} إلى آخره).
فرواية قتادة عن الحسن أثبت من رواية ابن جدعان عن الحسن؛ لأنّ ابن جدعان واسمه عليّ بن زيدٍ قال فيه أحمد وأبو زرعة: ليس بالقويّ.
وقال فيه ابن خزيمة: سيّء الحفظ، وقد كان اختلط فينبغي عدم اعتماد ما انفرد به من الزّيادة.
وروى ابن عطيّة عن أنس بن مالكٍ أنّه قال: (أنزل أوّل هذه السّورة على رسول اللّه في سفرٍ)، ولم يسنده ابن عطيّة.
وذكر القرطبيّ عن الغزنويّ أنّه قال: سورة الحجّ من أعاجيب السّور نزلت ليلًا ونهارًا، سفرًا وحضرًا، مكّيًّا ومدنيًّا، سلميًّا وحربيًّا، ناسخًا ومنسوخًا، محكمًا ومتشابهًا). [التحرير والتنوير: 17/180-183]م


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 رمضان 1433هـ/5-08-2012م, 04:41 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3)}

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ}
أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله: {ومِن الناسِ مَن يجادِل في الله..} قال: (نزلت في النضر بن الحارث) ). [لباب النقول: 176]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 10:44 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)}

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):(قوله تعالى: {وَمِنَ الناسِ مَن يَعبُدُ اللهَ عَلى حَرفٍ} الآية.
قال المفسرون: نزلت في أعراب كانوا يقدمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرين من باديتهم، وكان أحدهم إذا قدم المدينة فإن صح بها جسمه ونتجت فرسه مهرًا حسنًا وولدت امرأته غلامًا وكثر ماله وماشيته رضي عنه واطمأن، وقال: ما أصبت منذ دخلت في ديني هذا إلا خيرًا، وإن أصابه وجع المدينة وولدت امرأته جارية وأجهضت رماكه وذهب ماله وتأخرت عنه الصدقة أتاه الشيطان فقال: والله ما أصبت منذ كنت على دينك هذا إلا شرًا، فينقلب عن دينه؛ فأنزل الله تعالى: {وَمِنَ الناسِ مَن يَعبُدُ اللهَ عَلى حَرفٍ} الآية.
وروى عطية عن أبي سعيد الخدري قال: (أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده وتشاءم بالإسلام؛ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أقلني، فقال: ((إن الإسلام لا يقال))،فقال: إني لم أصب في ديني هذا خيرًا أذهب بصري ومالي وولدي فقال: ((يا يهودي إن الإسلام يسبك الرجال كما تسبك النار خبث الحديد والفضة والذهب))، قال: ونزلت {وَمِنَ الناسِ مَن يَعبُدُ اللهَ عَلى حَرفٍ}) ). [أسباب النزول: 317-318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}
أخرج البخاري عن ابن عباس قال: كان الرجل يقدم المدينة فيسلم فإن ولدت له امرأته غلاما ونتجت خيله قال: هذا دين صالح، وإن لم تلد امرأته ولدا ذكرا ولم تنتج خيله قال: هذا دين سوء، فأنزل الله:{ومن الناس من يعبد الله على حرف} الآية.
وأخرج ابن مردويه من طريق عطية عن أبي سعيد قال: أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده فتشاءم بالإسلام، فقال: لم أصب من ديني هذا خيرا ذهب بصري ومالي ومات ولدي، فنزلت: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} الآية). [لباب النقول: 176]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 10:44 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)}

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):(قوله تعالى: {هَذانِ خَصمَانِ اِختَصَموا في رَبِّهِم} الآية.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المزكي قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن بن يوسف قال: أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي قال: حدثنا عمر بن مرزوق قال: أخبرنا شعبة عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عبادة قال: سمعت أبا ذر يقول: (أقسم بالله لنزلت {هَذانِ خَصمَانِ اِختَصَموا في رَبِّهِم} في هؤلاء الستة: حمزة، وعبيدة، وعلي بن أبي طالب، وعتبة، وشيبة، والوليد بن عتبة). رواه البخاري عن حجاج بن منهال عن هشيم عن أبي هاشم.
أخبرنا أبو بكر بن الحرث قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: أخبرنا محمد بن سليمان قال: حدثنا هلال بن بشر قال: حدثنا يوسف بن يعقوب قال: حدثنا سليمان التيمي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن علي قال: (فينا نزلت هذه الآية وفي مبارزتنا يوم بدر {هَذانِ خَصمانِ اِختَصَموا في ربهم} إلى قوله: {الحَريقِ}).
وقال ابن عباس: (هم أهل الكتاب قالوا للمؤمنين: نحن أولى بالله منكم وأقدم منكم كتابًا ونبينا قبل نبيكم. وقال المؤمنون: نحن أحق بالله آمنا بمحمد عليه السلام وآمنا بنبيكم وبما أنزل الله من كتاب فأنتم تعرفون نبينا ثم تركتموه وكفرتم به حسدًا، وكانت هذه خصومتهم في ربهم؛ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية). وهذا قول قتادة). [أسباب النزول: 318-319]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى:{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ}
أخرج الشيخان وغيرهما عن أبي ذر قال: نزلت هذه الآية: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} في حمزة وعبيدة بن الحارث وعلي بن أبي طالب وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة.
وأخرج الحاكم عن علي قال: فينا نزلت هذه الآية في مبارزتنا يوم بدر: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} -إلى قوله- {الحريق}.
وأخرج من وجه آخر عنه قال: نزلت في الذين بارزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة والحارث وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس أنها نزلت في أهل الكتاب قالوا للمؤمنين: نحن أولى بالله منكم وأقدم كتابا ونبينا قبل نبيكم، فقال المؤمنون: نحن أحق بالله آمنا بمحمد وآمنا بنبيكم وبما أنزل الله من كتاب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة مثله).[لباب النقول: 176-177]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ):(قوله تعالى:{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} الآية.
؟؟ البخاري [8 /298] حدثنا قبيصة حدثنا سفيان بن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي ذر رضي الله عنه قال: نزلت {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}في ستة من قريش علي وحمزة وعبيدة بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.
الحديث أيضا ذكره في التفسير [10 /59]، وأخرجه مسلم [18 /166]، وابن ماجه [رقم 2835]، والطيالسي [2 /21]، وابن سعد [2 ق1 /10]، وابن جرير [17 /131]، والطبراني في الكبير [3 /164].
قال البخاري رحمه الله [8 /299]: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف حدثنا يوسف بن يعقوب كان ينزل في بني ضبيعة وهو مولى لبني سدوس، حدثنا سليمان التيمي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال: قال علي رضي الله عنه: فينا نزلت هذه الآية: {هذان خصمان اختصموا في ربهم}.
الحديث أخرجه الحاكم [2 /386] وقال الحاكم قد صح الحديث بهذه الزيادة عن علي كما صح عن أبي ذر الغفاري وإن لم يخرجاه كذا قال وأنت ترى أن البخاري قد أخرج حديث علي.

تنبيه:
حديث أبي ذر من الأحاديث التي انتقدها الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني رحمه الله لأن أبا مجلز تارة يحدث به عن أبي ذر وتارة يحدث به من قوله، قال: فاضطرب الحديث.
قال النووي رحمه الله [18/166]: وهذا الحديث مما استدركه الدارقطني فقال: أخرجه البخاري عن أبي مجلز عن قيس عن علي رضي الله عنه: «أنا أول من يجثو للخصومة»، قال قيس: وفيهم نزلت الآية، ولم يجاوز به قيسا، ثم قال البخاري: وقال عثمان عن جرير عن منصور عن أبي هاشم عن أبي مجلز قوله: قال الدارقطني: فاضطرب الحديث. قال النووي: قلت: فلا يلزم من هذا ضعف الحديث واضطرابه لأن قيسا سمعه من أبي ذر كما رواه مسلم هنا؛ فرواه عنه وسمع من علي بعضه وأضاف إليه قيس ما سمعه من أبي ذر، وأفتى به أبو مجلز تارة ولم يقل إنه من كلام نفسه ورأيه، وقد عملت الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم بمثل هذا، فيفتي الإنسان منهم بمعنى الحديث عند الحاجة إلى الفتوى دون الرواية ولا يرفعه فإذا كان وقت آخر وقصد الرواية رفعه وذكر لفظه وليس في هذا اضطراب. والله أعلم ا.هـ. كلام النووي رحمه الله.
وإن كنت تريد المزيد فعليك بمقدمة [الفتح :2 /132]، وبـ[الفتح: 10/ص59 -60]. والله أعلم).[الصحيح المسند في أسباب النزول: 154-155]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 10:44 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)}

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: (بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أنيس مع رجلين؛ أحدهما مهاجري والآخر من الأنصار، فافتخروا في الأنساب، فغضب عبد الله بن أنيس، فقتل الأنصاري ثم ارتد عن الإسلام وهرب إلى مكة؛ فنزلت فيه: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} الآية) ). [لباب النقول: 177]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 10:44 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)}

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى:{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}
أخرج ابن جرير عن مجاهد قال: (كانوا لا يركبون، فأنزل الله: {يأتوك رجالا وعلى كل ضامر}؛ فأمرهم بالزاد ورخص لهم في الركوب والمتجر) ). [لباب النقول: 177]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 10:44 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج قال: كان أهل الجاهلية يضمخون البيت بلحوم الإبل ودمائها، فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: فنحن أحق أن نضمخ، فأنزل الله: {لن ينال الله لحومها} الآية). [لباب النقول: 177]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 10:45 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)}

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):(قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلونَ بِأَنَّهُم ظُلِموا} الآية.
قال المفسرون: كان مشركو أهل مكة يؤذون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يزالون يجيئون من بين مضروب ومشجوج فشكوهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول لهم: ((اصبروا فإني لم أومر بالقتال)) حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال ابن عباس: لما أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر رضي الله عنه: إنا لله وإنا إليه راجعون لنهلكن فأنزل الله تعالى:{أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلونَ بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير}. قال أبو بكر: فعرفت أنه سيكون قتال). [أسباب النزول: 319]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}
أخرج أحمد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: (خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فقال أبو بكر: أخرجوا نبيهم ليهلكن، فأنزل الله: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} قال أبو بكر: لقد علمت أنه سيكون قتال) ). [لباب النقول: 177-178]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ):(قوله تعالى:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}.
قال الإمام أحمد رحمه الله [1 /216]: ثنا إسحاق ثنا سفيان عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: (لما خرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن فنزلت: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} قال: فعرف أنه سيكون قتال).
قال ابن عباس: (هي أول آية نزلت في القتال).
الحديث رجاله رجال الصحيح وأخرجه الترمذي [4 /151] وحسنه، والنسائي [6 /3]، وابن جرير [7 /172]، والطبراني في المعجم والأوائل، وابن حبان كما في موارد الظمآن، وعزاه الحافظ ابن كثير[3 /225] لابن أبي حاتم، وأخرجه الحاكم [2 /66 -246 -390،:3 /7] وقال في الجميع على شرط الشيخين وسكت عليه الذهبي.
ثم ظهر أن الراجح إرساله فقد قال الترمذي [5 /325] بتحقيق إبراهيم عطوة وقد رواه عبد الرحمن بن مهدي وغيره عن سفيان مرسلا وذكر من طريق ابن أحمد الزبيري عن سفيان مرسلا ا.هـ.
وقد جاء وصله عند ابن جرير [17 /172] من طريق قيس بن الربيع عن الأعمش، ولكن قيسا ضعيف.
وقد رواه الحاكم [3 /7] من طريق شعبة متابعا لسفيان، ولكن لا تطمئن النفس إلى تفردات الحاكم لكثرة أوهامه.
ثم وجدت الحافظ الدارقطني قد ذكره في [العلل: 1 /214] فقال: هو حديث يرويه الثوري عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
واختلف عنه فوصله إسحاق الأزرق ووكيع من رواية ابنه سفيان عنه والأشجعي عن الثوري.
وأرسله غيرهم فلم يذكر ابن عباس ورواه الفريابي عن قيس بن الربيع عن الأعمش متصلا. وقيل عن الفريابي عن الثوري ولا يصح والمحفوظ عنه عن قيس.
وبهذا تعلم رجحان الإرسال. والله أعلم). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 155-156]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 10:45 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52)}

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَّسولٍ وَلا نَبِيٍّ} الآية.
قال المفسرون: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تولي قومه عنه وشق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به تمنى في نفسه أن يأتيه من الله تعالى ما يقارب به بينه وبين قومه وذلك لحرصه على إيمانهم فجلس ذات يوم في ناد من أندية قريش كثير أهله وأحب يومئذ أن لا يأتيه من الله تعالى شيء ينفرون عنه وتمنى ذلك فأنزل الله تعالى سورة: {وَالنَجمِ إِذا هَوى} فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ: {أَفَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَالعُزّى وَمَناتَ الثالِثَةَ الأُخرى} ألقى الشيطان على لسانه لما كان يحدث به نفسه وتمناه: «تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى» فلما سمعت قريش ذلك فرحوا ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراءته فقرأ السورة كلها وسجد في آخر السورة فسجد المسلمون بسجوده وسجد جميع من في المسجد من المشركين فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الوليد بن المغيرة وأبا أحيحة سعيد بن العاص فإنهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إلى جبهتهما وسجدا عليها لأنهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطيعا السجود وتفرقت قريش وقد سرهم ما سمعوا وقالوا: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيي ويميت ويخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده، فإن جعل لها محمدًا نصيبًا فنحن معه فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام فقال: ماذا صنعت! تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله سبحانه وقلت ما لم أقل لك فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنًا شديدًا وخاف من الله خوفًا كبيرًا فأنزل الله تعالى هذه الآية فقالت قريش: ندم محمد على ما ذكر من منزلة آلهتنا عند الله فازدادوا شرًا إلى ما كانوا عليه.
أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن حيان قال: أخبرنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل العسكري قال: أخبرنا يحيى عن عثمان بن الأسود عن سعيد بن جبير قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أَفَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَالعُزَّى وَمَناتَ الثالِثَةَ الأُخرى} فألقى الشيطان على لسانه (تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن ترتجى) ففرح المشركون بذلك وقالوا: قد ذكر آلهتنا فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: اعرض علي كلام الله فلما عرض عليه فقال: أما هذا فلم آتك به هذا من الشيطان فأنزل الله تعالى: {وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته}). [أسباب النزول: 319-321]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
أخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر من طريق بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال: (قرأ النبي صلى الله عليه وسلم بمكة{والنجم} -فلما بلغ -{أفرأيتم اللات والعزى * ومناة الثالثة الأخرى} ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترتجى، فقال المشركون: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم فسجد وسجدوا فنزلت: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي} الآية).
وأخرجه البزار وابن مردويه من وجه آخر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فيما أحسبه، وقال: لا يروى متصلا إلا بهذا الإسناد وتفرد بوصله أمية بن خالد وهو ثقة مشهور.
وأخرجه: البخاري عن ابن عباس بسند فيه الواقدي، وابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس.
وأورده: ابن إسحاق في السيرة عن محمد بن كعب، وموسى بن عقبة عن ابن شهاب، وابن جرير عن محمد بن قيس، وابن أبي حاتم عن السدي.
كلهم بمعنى واحد.
وكلها إما ضعيفة أو منقطعة سوى طريق ابن جبير الأولى، قال الحافظ ابن حجر: لكن كثرة الطرق تدل على أن للقصة أصلا مع أن لها طريقين صحيحين مرسلين أخرجهما ابن جرير: أحدهما من طريق الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، والآخر من طريق داود بن هند عن أبي العالية ولا عبرة بقول ابن العربي وعياض أن هذه الروايات باطلة لا أصل لها. انتهى). [لباب النقول: 178]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 10:45 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60)}

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ}
أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل أنها نزلت في سرية بعثها النبي صلى الله عليه وسلم فلقوا المشركين لليلتين بقيتا من المحرم، فقال المشركون بعضهم لبعض: قاتلوا أصحاب محمد فإنهم يحرمون القتال في الشهر الحرام. وإن أصحاب محمد ناشدوهم وذكروهم بالله أن لا يعرضوا لقتالهم فإنهم لا يستحلون القتال في الشهر الحرام إلا من بدأهم وإن المشركين بدأوا وقاتلوهم فاستحل الصحابة قتالهم عند ذلك فقاتلوهم ونصرهم الله عليهم، فنزلت هذه الآية). [لباب النقول: 178]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة