العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء الذاريات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 07:36 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة الطور [ من الآية (1) إلى الآية (8) ]

{وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِن دَافِعٍ (8)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 جمادى الآخرة 1434هـ/7-05-2013م, 04:37 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَالطُّورِ (1) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة وعن من سمع عكرمة يقولان الطور جبل يقال له الطور). [تفسير عبد الرزاق: 2/246]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: " الطّور: الجبل بالسّريانيّة). [صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (والواو للقسم وما بعدها عاطفاتٌ أو للقسم أيضًا). [فتح الباري: 8/601-602]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ الطّور الجبل بالسّريانيّة وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ بهذا قال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة قوله والطّور قال جبلٌ يقال له الطّور وعمّن سمع عكرمة مثله وقال أبو عبيدة الطّور الجبل في كلام العرب وفي المحكم الطّور الجبل وقد غلب على طور سيناء جبلٌ بالشّام وهو بالسّريانيّة طورى بفتح الرّاء والنّسبة إليه طوريٌّ وطورانيٌّ). [فتح الباري: 8/602]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 1 الطّور {والطور} قال الجبل بالسّريانيّة {وكتاب مسطور} قال صحف {في رق منشور} قال صحيفة
وبه في قوله 5 الطّور {والسقف المرفوع} قال السّماء وفي قوله الطّور {والبحر المسجور} قال الموقد). [تغليق التعليق: 4/320-321]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال الثّعلبيّ: كل جبل طور ولكن الله عز وجل، يعني بالطور هنا الجبل الّذي كلم الله عليه موسى، عليه السّلام، بالأرض المقدسة وهو بمدين واسمه زبير، وقال مقاتل بن حيّان: هما طوران، يقال لأحدهما طورزيتا وللآخر تينا لأنّهما ينبتان الزّيتون والتين، ولما كذب كفار مكّة أقسم الله بالطور وهو الجبل بلغة النبط الّذي كلم الله عليه موسى، عليه السّلام، بالأرض المقدسة. وقال الجوزيّ: وهو طور سيناء، وقال أبو عبد الله الحمويّ في كتابه (المشترك) طورزيتا مقصورا علم لجبل بقرب رأس عين، وطورزيتا أيضا جبل بالبيت المقدّس، وفي الأثر: مات بطورزيتا سبعون ألف نبي قتلهم الجوع، وهو شرقي وادي سلوان، والطور أيضا علم لجبل بعينه مطل على مدينة طبرية بالأردن، والطور أيضا جبل عند كورة تشتمل على عدّة قرى بأرض مصر بين مصر وجبل فاران، وطور سيناء قيل: جبل بقرب أيله، وقيل: هو بالشّام وسيناء حجارية، وقيل: شجر فيه وطور عبدين اسم لبلدة من نصيبين في بطن الجبل المشرف عليها المتّصل بجبل الجودي، وطور هارون، عليه السّلام، علم لجبل مشرف في قبل البيت المقدّس فيه فيما قبل قبر هارون، عليه السّلام). [عمدة القاري: 19/193]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ الطّور الجبل بالسّريانية
رواه عنه ابن أبي نجيح، وفي (المحكم) الطّور الجبل وقد غلب على طور سينا جبل بالشّام وهو بالسّريانيّة طورى والنّسبة إليه طورى وطوراني، وقد ذكرنا فيه غير ذلك عن قريب). [عمدة القاري: 19/193]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي ({الطور}: الجبل بالسريانية) وهو طور سينين جبل بمدين سمع فيه موسى كلام الله عز وجل). [إرشاد الساري: 7/357]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والطّور (1) وكتابٍ مّسطورٍ (2) في رقٍّ منشورٍ (3) والبيت المعمور (4) والسّقف المرفوع (5) والبحر المسجور (6) إنّ عذاب ربّك لواقعٌ (7) ما له من دافعٍ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يعني تعالى ذكره بقوله: {والطّور} والجبل الّذي يدعى الطّور.
- وقد بيّنت معنى الطّور بشواهده، وذكرنا اختلاف المختلفين فيه فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
- وقد: حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه تبارك وتعالى: {والطّور} قال الجبل بالسّريانيّة). [جامع البيان: 21/560]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله والطور قال الطور الجبل بالسريانية). [تفسير مجاهد: 2/623]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أحمد بن يعقوب الثّقفيّ، ثنا محمّد بن أيّوب، أنبأ سهل بن بكّارٍ، ثنا عبد العزيز بن عبد الصّمد العمّيّ، ثنا عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ {والطّور} [الطور: 1] قال: «جبلٌ» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/508]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 6.
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والطور} قال: جبل). [الدر المنثور: 13/677]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الطور من جبال الجنة). [الدر المنثور: 13/678]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الطور جبل من جبال الجنة). [الدر المنثور: 13/678]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {والطور} قال: هو الجبل بالسريانية {وكتاب مسطور} قال: صحف {في رق منشور} قال: الصحيفة). [الدر المنثور: 13/678]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن مالك بن مغول قال: قرأ عمر {والطور (1) وكتاب مسطور (2) في رق منشور} قال: قسم إلى قوله {إن عذاب ربك لواقع} فبكى ثم بكى حتى عيد من وجعه ذلك). [الدر المنثور: 13/686]

تفسير قوله تعالى: (وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وكتاب مسطور قال مكتوب وعن معمر عن قتادة في قوله والبيت المعمور قال ذكر لنا أن نبي الله قال أتدرون ما البيت المعمور بيت في السماء بحيال الكعبة لو سقط سقط عليه ويدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا آخر ما عليهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/246]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال قتادة: {مسطورٍ} [الطور: 2] : «مكتوبٍ»). [صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال قتادة مسطورٍ مكتوبٍ سقط هذا من رواية أبي ذرٍّ وثبت لهم في التّوحيد وقد وصله المصنّف في كتاب خلق أفعال العباد من طريق سعيدٍ عن قتادة). [فتح الباري: 8/602]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال قتادة مسطور مكتوب وقال مجاهد الطّور الجبل بالسّريانيّة رق منشور صحيفة والسقف المرفوع سماء والمسجور الموقد وقال الحسن تسجر حتّى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرة وقال مجاهد ألتناهم نقصنا
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (أما قول قتادة فقال البخاريّ في كتاب خلق أفعال العباد ثنا روح بن عبد المؤمن ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد بن قتادة والطور وكتاب مسطور قال المسطور المكتوب في رق منشور وهو الكتاب
وقال عبد الرّزّاق في تفسيره ثنا معمر عن قتادة به). [تغليق التعليق: 4/320]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 1 الطّور {والطور} قال الجبل بالسّريانيّة {وكتاب مسطور} قال صحف {في رق منشور} قال صحيفة
وبه في قوله 5 الطّور {والسقف المرفوع} قال السّماء وفي قوله الطّور {والبحر المسجور} قال الموقد). [تغليق التعليق: 4/320-321] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال قتادة مسطور مكتوب
أي: قال قتادة في قوله تعالى: {وكتاب مسطور} (الطّور: 2) أي: مكتوب، وسقط هذا من رواية أبي ذر وثبت للباقين في التّوحيد ووصله البخاريّ في كتاب خلق الأفعال من طريق سعيد عن قتادة). [عمدة القاري: 19/193]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال قتادة) فيما وصله البخاري في خلق أفعال العباد ({مسطور}) أي (مكتوب) والمراد القرآن أو ما كتبه الله في اللوح المحفوظ أو في قلوب أوليائه من المعارف والحكم وسقط قول قتادة هذا لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/357]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وكتابٍ مسطورٍ} يقول: وكتابٍ مكتوبٍ؛ ومنه قول رؤبة:
إنّي وآياتٍ سطرن سطرا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وكتابٍ مسطورٍ} قال: صحفٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {وكتابٍ مسطورٍ} والمسطور: المكتوب.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {مسطورٍ} قال: مكتوبٍ.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {مسطورٍ} قال: مكتوبٍ). [جامع البيان: 21/560-561]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال حدثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وكتاب مسطور يعني صحفا مكتوبة). [تفسير مجاهد: 2/623]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {والطور} قال: هو الجبل بالسريانية {وكتاب مسطور} قال: صحف {في رق منشور} قال: الصحيفة). [الدر المنثور: 13/678] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {وكتاب} قال: الذكر {مسطور} قال: مكتوب). [الدر المنثور: 13/678]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والبخاري في خلق أفعال العباد، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن قتادة رضي الله عنه في قوله {والطور (1) وكتاب مسطور} قال: مكتوب {في رق منشور} قال: هو الكتاب). [الدر المنثور: 13/678]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج آدم بن أبي إياس والبخاري في خلق أفعال العباد، وابن جرير والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وكتاب مسطور} قال: صحف مكتوبة: {في رق منشور} قال: في صحف). [الدر المنثور: 13/678-679]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن مالك بن مغول قال: قرأ عمر {والطور (1) وكتاب مسطور (2) في رق منشور} قال: قسم إلى قوله {إن عذاب ربك لواقع} فبكى ثم بكى حتى عيد من وجعه ذلك). [الدر المنثور: 13/686] (م)

تفسير قوله تعالى: (فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({رقٍّ منشورٍ} [الطور: 3] : صحيفةٍ). [صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله رقٍّ منشورٍ صحيفةٍ وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله وكتابٍ مسطورٍ في رقٍّ منشورٍ قال صحفٌ ورقٌّ وقوله منشور قال صحيفة). [فتح الباري: 8/602]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 1 الطّور {والطور} قال الجبل بالسّريانيّة {وكتاب مسطور} قال صحف {في رق منشور} قال صحيفة
وبه في قوله 5 الطّور {والسقف المرفوع} قال السّماء وفي قوله الطّور {والبحر المسجور} قال الموقد). [تغليق التعليق: 4/320-321] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (رقٍّ منشور: صحيفةٍ
قال مجاهد أيضا: والرّق الجلد، وقيل: هو اللّوح المحفوظ، وعن الكلبيّ: هو ما كتب الله لموسى، عليه السّلام، فيه التّوراة وموسى، عليه السّلام، يسمع صرير القلم وكان كلما مر القلم بمكان حرفه إلى الجانب الآخر كان كتابا له وجهان، وقيل: دواوين الحفظة الّتي أثبتت فيها أعمال بني آدم، وقيل: هو ما كتب الله في قلوب أوليائه من الإيمان بيانه. قوله: {كتب في قلوبهم الإيمان} (المجادلة: 22) ). [عمدة القاري: 19/193]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({رق منشور}) [الطور: 13] أي (صحيفة) وتنكيرهما للتعظيم والإشعار بأنهما ليسا من المتعارف فيما بين الناس). [إرشاد الساري: 7/357]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {في رقٍّ منشورٍ} يقول: في ورقٍ منشورٍ.
وقوله: {في} من صلة {مسطورٍ}، ومعنى الكلام: وكتابٍ سطر وكتب في ورقٍ منشورٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {في رقٍّ منشورٍ} وهو الكتاب.
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {في رقٍّ} قال: الرّقّ: صّحيفة). [جامع البيان: 21/561-562]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في رق منشور يعني في صحف). [تفسير مجاهد: 2/623]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {والطور} قال: هو الجبل بالسريانية {وكتاب مسطور} قال: صحف {في رق منشور} قال: الصحيفة). [الدر المنثور: 13/678] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والبخاري في خلق أفعال العباد، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن قتادة رضي الله عنه في قوله {والطور (1) وكتاب مسطور} قال: مكتوب {في رق منشور} قال: هو الكتاب). [الدر المنثور: 13/678] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج آدم بن أبي إياس والبخاري في خلق أفعال العباد، وابن جرير والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وكتاب مسطور} قال: صحف مكتوبة: {في رق منشور} قال: في صحف). [الدر المنثور: 13/678-679] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {في رق منشور} قال: في الكتاب). [الدر المنثور: 13/679]

تفسير قوله تعالى: (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني جرير بن حازمٍ عن الحسن بن عمارة حدّثه عن سماك بن حربٍ عن خالد بن عرعرة أن علياً سئل عن {البيت المعمور}، قال: هو بيتٌ في السّماء السّادسة يقال له الضّراح يدخله كلّ يومٍ سبعون ألفًا من الملائكة، ثمّ لا يعودون في آخر الأبد). [الجامع في علوم القرآن: 2/81]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (قال جرير: وحدثني حميد بن قيس عن مجاهد قال: هذا البيت الكعبة رافع أربعة عشر بيتا، في كل سماءٍ بيتٌ وفي كل أرضٍ بيتٌ، كل بيتٍ منها حذو صاحبه، لو وقع، وقع عليه؛ إن هذا الحرم حرم مناه من السموات السبع والأرضين السبع). [الجامع في علوم القرآن: 2/81-82]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وكتاب مسطور قال مكتوب وعن معمر عن قتادة في قوله والبيت المعمور قال ذكر لنا أن نبي الله قال أتدرون ما البيت المعمور بيت في السماء بحيال الكعبة لو سقط سقط عليه ويدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا آخر ما عليهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/246] (م)
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {والبيت المعمور}
- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عفّان، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، قال: أخبرنا ثابتٌ، عن أنسٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «ذكر البيت المعمور في السّماء السّابعة، وإذا إبراهيم عليه السّلام مسندٌ ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ، إذا خرجوا منه لا يعودون إليه أبدًا»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/273]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والبيت المعمور} يقول: والبيت الّذي يعمر بكثرة غاشيته وهو بيتٌ فيما ذكر في السّماء بحيال الكعبة من الأرض، يدخله كلّ يومٍ سبعون ألفًا من الملائكة، ثمّ لا يعودون إليّه أبدًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، عن مالك بن صعصعة، رجلٍ من قومه قال: قال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: رفع إليّ البيت المعمور، فقلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: البيت المعمور، يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا خالد بن الحارث قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، عن مالك بن صعصعة رجلٍ من قومه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بنحوه.
- حدّثنا هنّاد بن السّريّ قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، أنّ رجلاً قال لعليٍّ رضي اللّه عنه: ما البيت المعمور؟ قال: بيتٌ في السّماء يقال له الضّراح، وهو بحيال الكعبة، من فوقها حرمته في السّماء كحرمة البيت في الأرض، يصلّي فيه كلّ يومٍ سبعون ألفًا من الملائكة، ولا يعودون فيه أبدًا.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن سماك بن حربٍ قال: سمعت خالد بن عرعرة، قال: سمعت عليًّا رضي اللّه عنه، وخرج إلى الرّحبة، فقال له ابن الكوّاء أو غيره: ما البيت المعمور؟ قال: بيتٌ في السّماء السّادسة يقال له الضّراح، يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ لا يعودون فيه أبدًا.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا طلق بن غنّامٍ، عن زائدة، عن عاصمٍ، عن عليّ بن ربيعة قال: سأل ابن الكوّاء عليًّا رضي اللّه عنه عن البيت المعمور، قال: مسجدٌ في السّماء يقال له الضّراح، يدخله كلّ يومٍ سبعون ألفًا من الملائكة، لا يرجعون فيه أبدًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن عبيدٍ المكتب، عن أبي الطّفيل قال: سأل ابن الكوّاء عليًّا عن البيت المعمور، قال: بيتٌ بحيال البيت العتيق في السّماء يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ على راياتهم، يقال له الضّراح، يدخله كلّ يومٍ سبعون ألفًا من الملائكة ثمّ لا يرجعون فيه أبدًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران قال: حدّثنا سفيان، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ رضي اللّه عنه قال: سأله رجلٌ عن البيت المعمور قال: بيتٌ في السّماء يقال له الضّريح قصد البيت، يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ، ثمّ لا يعودون فيه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: والبيت المعمور قال: هو بيتٌ حذاء العرش تعمره الملائكة، يصلّي فيه كلّ ليلةٍ سبعون ألفًا من الملائكة ثمّ لا يعودون إليه.
- حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن شبّويه قال: حدّثنا عليّ بن الحسن قال: حدّثنا حسينٌ قال: سئل عكرمة وأنا جالسٌ، عنده عن البيت المعمور، قال: بيتٌ في السّماء بحيال الكعبة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضح، قال: حدّثنا الحسينٌ، عن عكرمة: {والبيت المعمور} قال: بيتٌ في السّماء.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {والبيت المعمور} قال: بيتٌ في السّماء يقال له: الضّراح.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {والبيت المعمور} ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال يومًا لأصحابه: هل تدرون ما البيت المعمور قالوا: اللّه ورسوله أعلم قال: (فإنّه مسجدٌ في السّماء بحيال الكعبة لو خرّ لخرّ عليها، أو عليه، يصلّي فيه كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم)
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {والبيت المعمور} يزعمون أنّه يروح إليه كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ من قبيلة إبليس، يقال لهم الجنّ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والبيت المعمور} قال: بيت اللّه الّذي في السّماء وقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (إنّ بيت اللّه في السّماء ليدخله كلّ يومٍ طلعت شمسه سبعون ألف ملكٍ، ثمّ لا يعودون فيه أبدًا بعد ذلك).
- حدّثنا محمّد بن مرزوقٍ قال: حدّثنا حجّاجٌ قال: حدّثنا حمّادٌ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: البيت المعمور في السّماء السّابعة يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ، ثمّ لا يعودون إليه حتّى تقوم السّاعة.
- حدّثنا محمّد بن سنانٍ القزّاز قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا سليمان عن ثابتٍ، عن أنسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لمّا عرج بي الملك إلى السّماء السّابعة انتهيت إلى بناءٍ فقلت للملك: ما هذا؟ قال: هذا بناءٌ بناه اللّه للملائكة يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ، يقدّسون اللّه ويسبّحونه، لا يعودون فيه). [جامع البيان: 21/562-566]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت البناني عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة). [تفسير مجاهد: 2/623-624]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا شيبان قال نا قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن طلحة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال البيت المعمور بيت في السماء بحيال الكعبة لو سقط سقط عليها يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك والحرم حرم بحياله إلى العرش وما من السماء موضع إهاب إلا وعليه ملك ساجد أو قائم). [تفسير مجاهد: 2/624]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا محمّد بن صالح بن هانئٍ، ثنا الحسين بن الفضل البجليّ، ثنا عفّان، وسليمان بن حربٍ، قالا: ثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ البنانيّ، عن أنسٍ رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «البيت المعمور في السّماء السّابعة يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ لا يعودون إليه حتّى تقوم السّاعة» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/508]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنه رأى البيت المعمور يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ». أخرجه البخاري). [جامع الأصول: 2/366]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم -: " «البيت المعمور في السّماء يقال له الصّراح، على مثل البيت الحرام بحياله، لو سقط لسقط عليه، يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ لم يرونه قطّ، وإنّ له في السّماء حرمةً على قدر حرمة مكّة ". قال: " ويدخل البيت المعمور كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ لا يدخلونه أبدًا» ".
رواه الطّبرانيّ، وفيه إسحاق بن بشرٍ أبو حذيفة وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/113-114]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال إسحاق بن راهويه: ثنا النّضر بن شميلٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة قال: " ... فقام آخر فقال: أخبرني عمّا أسألك عنه. فقال: سل عما ينفع ولا يضر. فقال: ما السّقف المرفوع؟ قال: السّماء. قال: فما البيت المعمور؟ فقال علي- رضي الله عنه- لأصحابه: ما تقولون؟ قالوا: هذا البيت. فقال: لا، ولكنّه بيتٌ في السّماء بحيال البيت، يقال له: الضّراح، حرمته في السّماء كحرمة هذا في الأرض يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملك ثم لا يعودون فيه".
- وقال أحمد بن منيعٍ: ثنا أبو نصرٍ، ثنا حمّادٌ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "البيت المعمور في السّماء السّابعة، يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملكٍ ثمّ لا يعودون فيه".
قلت: رواه النّسائيّ في التّفسير من طريق حمّاد بن سلمة به). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/277]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة قال:.. فقام آخر فقال: أخبرني عمّا أسألك عنه، قال: سلني عمّا ينفع ولا يضرّ، فقال: ما " السّقف المرفوع "؟ قال: السّماء. قال: فما " البيت المعمور "؟ فقال عليٌّ رضي الله عنه لأصحابه: ما تقولون؟ قالوا: هذا البيت: الكعبة. فقال: لا، ولكنّه بيتٌ في السّماء بحيال البيت الحرام، يقال له: الضّراح حرمته في السّماء كحرمة هذا في الأرض يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ، ثمّ لا يعودون فيه). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة). [الدر المنثور: 13/679]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر والعقيلي، وابن أبي حاتم، وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: في السماء بيت يقال له المعمور بحيال الكعبة وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخله جبريل كل يوم فينغمس انغماسة ثم يخرج فينتفض انتفاضة يخر عنه سبعون ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلون فيفعلون ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدا ويولي عليهم أحدهم يؤمر أن يقف بهم في السماء موقفا يسبحون الله فيه إلى أن تقوم الساعة). [الدر المنثور: 13/679]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البيت المعمور في السماء يقال له الضراح على مثل البيت الحرام بحياله لو سقط لسقط عليه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لم يردوه قط وإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف عن كريب مولى ابن عباس رضي الله عنهما مرسلا). [الدر المنثور: 13/680]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج إسحاق بن راهويه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن خالد بن عرعرة أن رجلا قال لعلي رضي الله عنه: ما البيت المعمور قال: بيت في السماء يقال له الضراح وهو بحيال مكة من فوقها حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة لا يعودون إليه أبدا). [الدر المنثور: 13/680]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن جرير، وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوا سأل عليا رضي الله عنه عن البيت المعمور ما هو قال: ذلك الضراح بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة). [الدر المنثور: 13/680]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والبيت المعمور} قال: هو بيت حذاء العرش يعمره الملائكة يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون إليه). [الدر المنثور: 13/681]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك في قوله {والبيت المعمور} قال: أنزل من الجنة فكان يعمر بمكة فلما كان الغرق رفعه الله فهو في السماء السادسة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك من قبيلة إبليس ثم لا يرجع إليه أحد يوما واحدا أبدا). [الدر المنثور: 13/681]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو رفعه قال: إن البيت المعمور بحيال الكعبة لو سقط شيء منه لسقط عليها يصلي فيه كل يوم سبعون ألف لا يعودون فيه "). [الدر المنثور: 13/681]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الايمان" عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: في البيت المعمور بيت في السماء بحيال الكعبة لو سقط عليها يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك والحرم حرم بحياله إلى العرش وما من السماء موضع إهاب إلا وعليه ملك ساجد أو قائم). [الدر المنثور: 13/681-682]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن في السماء بيتا يقال له الضراح وهو فوق البيت من حياله حرمته في السماء كحرمة هذا في الأرض يلجه كل ليلة سبعون ألف ملك يصلون فيه لا يعودون إليه أبدا غير تلك الليلة). [الدر المنثور: 13/682]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قدم مكة فأرادت عائشة أن تدخل البيت فقال لها بنو شيبة: إن أحدا لا يدخله ليلا ولكن نخليه لك نهارا فدخل عليها النّبيّ صلى الله عليه وسلم فشكت إليه أنهم منعوها أن تدخل البيت فقال: إنه ليس لأحد أن يدخل البيت ليلا إن هذه الكعبة بحيال البيت المعمور الذي في السماء يدخل ذلك المعمور سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة لو وقع حجر منه لوقع على ظهر الكعبة). [الدر المنثور: 13/682]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله {والبيت المعمور} قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه: هل تدرون ما البيت المعمور قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة لو خر خر عليها يصلي كل يوم فيه سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم). [الدر المنثور: 13/682-683]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما عرج بي الملك إلى السماء السابعة انتهيت إلى بناء فقلت للملك ما هذا قال: هذا بناء بناه الله للملائكة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك يسبحون الله ويقدسونه لا يعودون إليه). [الدر المنثور: 13/683]

تفسير قوله تعالى: (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى والسقف المرفوع قال هو السماء). [تفسير عبد الرزاق: 2/246]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن جعفر بن سليمان قال حدثني أبو عمران الجوفي عن نوف البكالي قال أوحى الله إلى الجبال أني نازل عل جبل منكن فشخمت الجبال كلها رجاء أن يكون الأمر عليها قال وتواضع طور سيناء وقال أرضى بما قسم الله لي فكان الأمر عليه). [تفسير عبد الرزاق: 2/246-247]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({والسّقف المرفوع} [الطور: 5] : سماءٌ). [صحيح البخاري: 6/139-140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله والسقف المرفوع سماءٌ سقط هذا لأبي ذرٍّ وتقدّم في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/602]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 1 الطّور {والطور} قال الجبل بالسّريانيّة {وكتاب مسطور} قال صحف {في رق منشور} قال صحيفة
وبه في قوله 5 الطّور {والسقف المرفوع} قال السّماء وفي قوله الطّور {والبحر المسجور} قال الموقد). [تغليق التعليق: 4/320-321] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والسّقف المرفوع سماءٌ
سقط هذا لأبي ذر، وذكر في بدء الخلق سمّاها سقفا لأنّها للأرض كالسقف للبيت، دليله قوله تعالى: {وجعلنا السّماء سقفا محفوظًا} (الأنبياء: 23) ). [عمدة القاري: 19/193]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({والسقف المرفوع}) [الطور: 5] هو (سماء) وسقط هذا لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/357]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والسّقف المرفوع} يعني بالسّقف في هذا الموضع: السّماء، وجعلها سقفًا، لأنّها سماءٌ للأرضٍ، كسماء البيت الّذي هو سقفه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا هنّاد بن السّريّ قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن خالد بن عرعرة، أنّ رجلاً قال لعليٍّ رضي اللّه عنه: ما السّقف المرفوع؟ قال: السّماء.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن سماكٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ قال: السّقف المرفوع: السّماء.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران قال: حدّثنا سفيان، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ رضي اللّه عنه قال: سأله رجلٌ عن السّقف المرفوع، فقال: السّماء.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن سماك بن حربٍ قال: سمعت خالد بن عرعرة قال: سمعت عليًّا يقول: والسّقف المرفوع: هو السّماء قال: {وجعلنا السّماء سقفًا محفوظًا وهم عن آياتها معرضون}.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {والسّقف المرفوع} قال: السّماء.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {والسّقف المرفوع} سقف، السّماء.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والسّقف المرفوع} سقفٌ والسّماء). [جامع البيان: 21/566-567]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال السقف المرفوع السماء). [تفسير مجاهد: 2/624]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو بكر بن أبي نصرٍ المروزيّ، ثنا أحمد بن عيسى القاضي، ثنا أبو نعيمٍ، وأبو حذيفة، قالا: ثنا سفيان، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، في قوله تعالى: {والسّقف المرفوع} [الطور: 5] قال: «السّماء» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/508]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن راهويه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه البيهقي في شعب الإيمان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله {والسقف المرفوع} قال: السماء). [الدر المنثور: 13/683]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الربيع بن أنس في قوله {والسقف المرفوع} قال: العرش {والبحر المسجور} قال: هو الماء الأعلى الذي تحت العرش). [الدر المنثور: 13/683]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه {والسقف} قال: السماء). [الدر المنثور: 13/683]

تفسير قوله تعالى: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت أبا صالح مولى أم هاني يقول البحر المسجور وهو بحر تحت العرش). [تفسير عبد الرزاق: 2/246]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن التيمي قال أخبرني الصياح عن الأشرس قال سئل ابن عباس عن المد في البحر والجزر فقال إن ملكا موكل بقاموس البحر إذا وضع رجله فاضت وإذا رفعها غاضت). [تفسير عبد الرزاق: 2/247]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى والبحر المسجور قال الممتلئ). [تفسير عبد الرزاق: 2/247]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({المسجور} [الطور: 6] : الموقد " وقال الحسن: «تسجر حتّى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرةٌ»). [صحيح البخاري: 6/140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله والمسجور الموقد في رواية الحمويّ والنّسفيّ الموقر بالرّاء والأوّل هو الصّواب وقد وصله إبراهيم الحربيّ في غريب الحديث والطبري من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ وقال الموقد بالدّال وأخرج الطّبريّ من طريق سعيد بن المسيّب قال قال عليٌّ لرجلٍ من اليهود أين جهنّم قال البحر قال ما أراه إلّا صادقا ثمّ تلا والبحر المسجور وإذا البحار سجرت وعن زيد بن أسلم قال البحر المسجور الموقد وإذا البحار سجرت أوقدت ومن طريق شمر بن عطيّة قال البحر المسجور التّنّور المسجور قال وفيه قولٌ آخر قال أبو عبيدة المسجور المملوء وأخرج الطّبريّ من طريق سعيد عن قتادة مثله ورجّحه الطّبريّ
- قوله وقال الحسن تسجر حتّى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرةٌ وصله الطّبريّ من طريق سعيدٍ عن قتادة عن الحسن في قوله وإذا البحار سجرت فذكره فبيّن الحسن أنّ ذلك يقع يوم القيامة وأمّا اليوم فالمراد بالمسجور الممتلئ ويحتمل أن يطلق عليه ذلك باعتبار ما يئول إليه حاله). [فتح الباري: 8/602]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 1 الطّور {والطور} قال الجبل بالسّريانيّة {وكتاب مسطور} قال صحف {في رق منشور} قال صحيفة
وبه في قوله 5 الطّور {والسقف المرفوع} قال السّماء وفي قوله الطّور {والبحر المسجور} قال الموقد). [تغليق التعليق: 4/320-321] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال إبراهيم الحربيّ في غريبه ثنا يحيى بن خلف عن أبي عاصم عن عيسى عن ابن نجيح عن مجاهد قال والبحر المسجور الموقد
وأما قول الحسن فقال أبو جعفر الطّبريّ ثنا بشر ثنا يزيد ثنا سعيد يعني ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن به
وقول مجاهد الآخر تقدم في الحجرات). [تغليق التعليق: 4/321]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (المسجور: الموقد
وقع في رواية الحمويّ والنسفي: الموقر، بالراء والأول هو المشهور رواه الطّبريّ من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال: الموقد يعني بالدّال، وروى الطّبريّ أيضا من طريق سعيد عن قتادة المسجور المملو، وعن عليّ بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه، في قوله تعالى: {والبحر المسجور} (الطّور: 6) هو بحر تحت العرش غمره كما بين سبع سموات إلى سبع أرضين وهو ماء غليظ يقاله: بحر الحيوان يمطر العباد بعد النفخة الأولى أربعين صباحا فينبتون في قبورهم.
وقال الحسن: تسجر حتّى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرةٌ
أي: قال الحسن البصريّ: تسجر البحار حتّى يذهب ماؤها، رواه الطّبريّ من طريق سعيد عن قتادة في قوله تعالى: (وإذا البحار سجرت) ، (التكوير: 6) ). [عمدة القاري: 19/193-194]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (والمسجور) هو (الموقد) بالجر فيهما لغير أبي ذر وإسقاط واو والمسجور أي المحمي بمنزلة التنور المسجور، وقيل المملوء. واختاره ابن جرير ووجهه بأنه ليس موقد اليوم فهو مملوء ولأبي ذر عن الحموي والمستملي الموقر بالراء بدل الدال والأول هو الصواب وبرفعه كسابقه.
(وقال الحسن) البصري فيما وصله الطبري (تسجر) البحار (حتى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرة) وهذا يكون يوم القيامة). [إرشاد الساري: 7/357]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: {والبحر المسجور} قال: الموقد). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 61]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والبحر المسجور} اختلف أهل التّأويل في معنى البحر المسجور، فقال بعضهم: الموقد وتأوّل ذلك: والبحر الموقد المحمّى.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة، عن داود، عن سعيد بن المسيّب قال: قال عليٌّ رضي اللّه عنه لرجلٍ من اليهود: أين جهنّم؟ فقال: البحر، فقال: ما أراه إلاّ صادقًا، {والبحر المسجور}، (وإذا البحار سجرت) مخفّفةً.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يعقوب، عن حفص بن حميدٍ، عن شمر بن عطيّة، في قوله: {والبحر المسجور} قال: بمنزلة التّنّور المسجور.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {والبحر المسجور} قال: الموقد.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والبحر المسجور} قال: الموقد، وقرأ قول اللّه تعالى: {وإذا البحار سجّرت} قال: أوقدت.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وإذا البحار ملئت، وقال: المسجور: المملوء.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {والبحر المسجور} الممتلئ.
وقال آخرون: بل المسجور: الّذي قد ذهب ماؤه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {والبحر المسجور} قال: سجره حين يذهب ماؤه ويفجّر.
وقال آخرون: المسجور: المحبوس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {والبحر المسجور} يقول: المحبوس.
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصّواب قول من قال: معناه: والبحر المملوء المجموع ماؤه بعضه في بعضٍ، وذلك أنّ الأغلب من معاني السّجر: الإيقاد، كما يقال: سجّرت التّنّور، بمعنى: أوقدت، أو الامتلاء على ما وصفت، كما قال لبيدٌ:
فتوسّطا عرض السّريّ وصدّعا مسجورةً متجاورًا قلاّمها.
وكما قال النّمر بن تولبٍ العكليّ:
إذا شاء طالع مسجورةً ترى حالها النّبع والسّاسما
سقتها رواعد من صيف وإن من خريفٍ فلن يعدما.
فإذا كان ذلك الأغلب من معاني السّجر، وكان البحر غير موقدٍ اليوم، وكان اللّه تعالى ذكره قد وصفه بأنّه مسجورٌ، فبطل عنه إحدى الصّفتين، وهو الإيقاد صحّت الصّفة الأخرى الّتي هي له اليوم، وهو الامتلاء، لأنّه كلّ وقتٍ ممتلئٌ.
وقيل: إنّ هذا البحر المسجور الّذي أقسم به ربّنا تبارك وتعالى بحرٌ في السّماء تحت العرش.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، عن عليٍّ، {والبحر المسجور} قال: بحرٌ في السّماء تحت العرش.
- قال: حدّثنا مهران قال: وسمعته أنا من إسماعيل.
- قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، {والبحر المسجور} قال: بحرٌ تحت العرش.
- حدّثني محمّد بن عمارة قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، في قوله: {والبحر المسجور} قال: بحرٌ تحت العرش). [جامع البيان: 21/567-570]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد والبحر المسجور قال يعني الموقد). [تفسير مجاهد: 2/624]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال تسجر حتى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرة). [تفسير مجاهد: 2/624-625]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام ليهودي أين جهنم فقال اليهودي تحت البحر قال علي صدق ثم قرأ والبحر المسجور). [تفسير مجاهد: 2/625]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الربيع بن أنس في قوله {والسقف المرفوع} قال: العرش {والبحر المسجور} قال: هو الماء الأعلى الذي تحت العرش). [الدر المنثور: 13/683] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله {والبحر المسجور} قال: بحر في السماء تحت العرش.
وأخرج ابن جرير عن ابن عمرو مثله). [الدر المنثور: 13/684]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والبحر المسجور} قال: المحبوس). [الدر المنثور: 13/684]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والبحر المسجور} قال: المرسل). [الدر المنثور: 13/684]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن المسيب قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لرجل من اليهود: أين جهنم قال: هي البحر فقال علي: ما أراه إلا صادقا وقرأ {والبحر المسجور} {وإذا البحار سجرت} التكوير 6). [الدر المنثور: 13/684]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في البعث والنشور عن علي بن أبي طالب قال: ما رأيت يهوديا أصدق من فلان زعم أن نار الله الكبرى هي البحر فإذا كان يوم القيامة جمع الله فيه الشمس والقمر والنجوم ثم بعث عليه الدبور فسعرته). [الدر المنثور: 13/684-685]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله {والبحر المسجور} قال: الموقد). [الدر المنثور: 13/685]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن كعب في قوله {والبحر المسجور} قال: البحر يسجر فيصير جهنم). [الدر المنثور: 13/685]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله {والبحر المسجور} قال: المملوء). [الدر المنثور: 13/685]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الشيرازي في الألقاب من طريق الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن ذي الرمة عن ابن عباس في قوله {والبحر المسجور} قال: الفارغ خرجت أمة تستقي فرأت الحوض فارغا فقالت: الحوض مسجور). [الدر المنثور: 13/685]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ عذاب ربّك لواقعٌ} يقول تعالى ذكره لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {إنّ عذاب ربّك لواقعٌ} يا محمّد، لكائنٌ حالٌّ بالكافرين به يوم القيامة.
- كما: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّ عذاب ربّك لواقعٌ} وقع القسم هاهنا {إنّ عذاب ربّك لواقعٌ} وذلك يوم القيامة). [جامع البيان: 21/571]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 7 - 18.
أخرج سعيد بن منصور، وابن سعد وأحمد عن جبير بن مطعم قال: قدمت المدينة في أسارى بدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقفت إليه وهو يصلي بأصحابه صلاة المغرب فسمعته يقرأ {إن عذاب ربك لواقع} فكأنما صدع قلبي). [الدر المنثور: 13/685-686]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد في فضائله عن الحسن أن عمر بن الخطاب قرأ {إن عذاب ربك لواقع} فربا لها ربوة عيد لها عشرين يوما). [الدر المنثور: 13/686]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن مالك بن مغول قال: قرأ عمر {والطور (1) وكتاب مسطور (2) في رق منشور} قال: قسم إلى قوله {إن عذاب ربك لواقع} فبكى ثم بكى حتى عيد من وجعه ذلك). [الدر المنثور: 13/686] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {إن عذاب ربك لواقع} قال: وقع القسم هنا وذاك يوم القيامة). [الدر المنثور: 13/686]

تفسير قوله تعالى: (مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ما له من دافعٍ} يقول: ما لذلك العذاب الواقع بالكافرين من دافعٍ يدفعه عنهم، فينقذهم منه إذا وقع). [جامع البيان: 21/571]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الآخرة 1434هـ/7-05-2013م, 04:38 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَالطُّورِ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {والطّور...}.
أقسم به وهو الجبل الذي بمدين الذي كلّم الله جلّ وعزّ موسى عليه السلام عنده تكليماً). [معاني القرآن: 3/91]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({والطور} هو الجبل في كلام العرب). [مجاز القرآن: 2/230]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الطور}: الجبل). [غريب القرآن وتفسيره: 350]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({الطّور}: جبل بمدين، كلم عنده موسى عليه السلام). [تفسير غريب القرآن: 424]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {والطّور} قسم، والطور الجبل، وجاء في التفسير أنه الجبل الذي كلّم اللّه عليه موسى عليه السلام). [معاني القرآن: 5/61]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): (و(الطور): الجبل). [ياقوتة الصراط: 485]

تفسير قوله تعالى: {وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (روكتابٍ مسطورٍ} أي مكتوب. وقال رؤبة: إني واياتٍ سطرن سطرا). [مجاز القرآن: 2/230]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({كتاب مسطور}: أي مكتوب). [غريب القرآن وتفسيره: 350]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وكتابٍ مسطورٍ} أي مكتوب. {في رقٍّ منشورٍ}.

يقال: هي الصحائف التي تخرج يوم القيامة إلى بني آدم). [تفسير غريب القرآن: 424]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وكتاب مسطور * في رقّ منشور}
الكتاب ههنا ما أثبت على بني آدم من أعمالهم). [معاني القرآن: 5/61]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّسْطُورٍ}: أي مكتوب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 245]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّسْطُورٍ}: مكتوب). [العمدة في غريب القرآن: 283]

تفسير قوله تعالى: {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {في رقٍّ مّنشورٍ...}.
والرّق: الصحائف التي تخرج إلى بني آدم، فآخذٌ كتابه بيمينه، وآخذٌ كتابه بشماله). [معاني القرآن: 3/91]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({في رقٍّ} أي في ورق). [مجاز القرآن: 2/230]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الرق}: والورق واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 350]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وكتابٍ مسطورٍ} أي مكتوب. {في رقٍّ منشورٍ}.

يقال: هي الصحائف التي تخرج يوم القيامة إلى بني آدم). [تفسير غريب القرآن: 424] (م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ}: قيل هي ما يخرج لبني آدم يوم القيامة من الصحف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 245]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الرق}: الورق). [العمدة في غريب القرآن: 283]

تفسير قوله تعالى: {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {والبيت المعمور...}.
بيت كان آدم صلى الله عليه بناه فرفع أيام الطوفان، وهو في السماء السادسة بحيال الكعبة). [معاني القرآن: 3/91]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({والبيت المعمور} الكثير الغاشية). [مجاز القرآن: 2/230]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {والبيت المعمور}: بيت في السماء حيال الكعبة). [تفسير غريب القرآن: 424]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({والبيت المعمور}
فى التفسير أنه بيت في السماء بإزاء الكعبة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم يخرجون منه ولا يعودون إليه). [معاني القرآن: 5/61]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}: هو بيت في السماء بإزاء الكعبة يعمر بكثرة الملائكة لا ينقطعون يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يعودون فيه أبداً وتصديقه في كثرة الملائكة {وما يعلم جنود ربك إلا هو} واسم هذا البيت: الضراح قيل: هو في السماء السادسة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 245]

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والسّقف المرفوع} يعني: السماء). [تفسير غريب القرآن: 424]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} السماء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 246]

تفسير قوله تعالى: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {والبحر المسجور...}.
كان علي بن أبي طالب رحمه الله يقول: مسجورٌ بالنار، والمسجور في كلام العرب: المملوء). [معاني القرآن: 3/91]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({والبحر المسجور} بعضه في بعض من الماء قال النمر بن تولب:
إذا شاء طالع مسجورةً = ترى حولها النّبع والسّاسما
سقتها رواعد من صيّفٍ = وإن من خريفٍ فلن يعدما). [مجاز القرآن: 2/230-231]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المسجور}: المملوء). [غريب القرآن وتفسيره: 350]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والبحر المسجور}: المملوء. قال النمر بن تولب - وذكر وعلا -:

إذا شاء طالع مسجورة = ترى حولها المنبع والساسما
أي عينا مملوءة). [تفسير غريب القرآن: 424]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ}: المملوء بالماء وقيل بالنار وقيل الفارغ من الماء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 246]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمَسْجُورِ}: المملوء). [العمدة في غريب القرآن: 283]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ عذاب ربّك لواقع}
جواب القسم، أي وهذه الأشياء إنّ عذاب ربّك لواقع).
وجائز أن يكون المعنى -واللّه أعلم- ورب هذه الأشياء {إنّ عذاب ربّك لواقع}). [معاني القرآن: 5/61]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم تمور السّماء مورا}
(تمور) تدور.
و "يوم" منصوب بقوله (إنّ عذاب ربّك لواقع)، أي لواقع يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/61]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الآخرة 1434هـ/7-05-2013م, 04:39 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي



التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والرق ما يكتب فيه). [إصلاح المنطق: 4]

تفسير قوله تعالى: {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) }

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) }

تفسير قوله تعالى: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (ومنه البحر المسجور. زعم أبو خيرة العدوي: المملوء. وحكي لنا عن جارية من أهل مكة أنها قالت: إن حوضكم لمسجور ليس فيه قطرة، (أي): فارغ. فهذا ضد الأول. ويقال سجرت النهر: (أسجره) سجرا ملأته، على قول أبي خيرة. وقال ذو الرمة:
صففن الخدود والنفوس نواشز = على ظهر مسجور صخوب الضفادع

<iframe src"http://static.ak.facebook.com/connect/xd_arbiter.php?version=24#channel=f304320da4d9e66&origin=http%3A%2F%2Fjamharah.net&channel_path=%2Fshowthread.php%3Ft%3D17710%26fb_xd_fragment%23xd_sig%3Dfc9ca471c14ba4%26" style="border: medium none;" tab-index="-1" title="Facebook Cross Domain Communication Frame" aria-hidden="true" id="fb_xdm_frame_http" allowtransparency="true" name="fb_xdm_frame_http" frameborder="0" scrolling="no"></iframe><iframe src="https://s-static.ak.facebook.com/connect/xd_arbiter.php?version=24#channel=f304320da4d9e66&origin=http%3A%2F%2Fjamharah.net&channel_path=%2Fshowthread.php%3Ft%3D17710%26fb_xd_fragment%23xd_sig%3Dfc9ca471c14ba4%26" style="border: medium none;" tab-index="-1" title="Facebook Cross Domain Communication Frame" aria-hidden="true" id="fb_xdm_frame_https" allowtransparency="true" name="fb_xdm_frame_https" frameborder="0" scrolling="no"></iframe>

وأما قول الله عز وجل: {وإذا البحار سجرت} وكان المعنى على مذهب فرغت، ليس بهذا شيء على قول المكية). [الأضداد: 102] (م)
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (فصبحت خضراء في تسجيرها
«التسجير»: الامتلاء، يقال بحر مسجور ومسجر، أي مملوء غاية الامتلاء). [النوادر في اللغة: 258]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : ( *سجر* ويقال المسجور المملوء والمسجور الفارغ، قال الله جل وعز: {وإذا البحار سجرت} أي: فرغ بعضها في بعض وحكى أبو عمرو سجر السيل الفرات والنهر والمصنعة يسجرها سجرا إذا ملأها، {والبحر المسجور} الملآن، قال النمر بن تولب وذكر وعلا (المتقارب):

إذا شاء طالع مسجورة = ترى حولها النبع والساسما
ومعنى طالع أتى أي أتاها يقال طالعت ضيعتي، وقال لبيد
فتوسطا عرض السري وصدعا = مسجورة متجاورا قلامها
ويقال هذا ماء سجر إذا كان ماء بئر قد ملأها السيل، ويقال أوردوا ماء سجرا). [كتاب الأضداد: 10-11]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (والمسجور والساجر الممتلئ). [الغريب المصنف: 2/473]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (أبو عمرو: ..... غيره: المسجور الساكن، والممتلئ، قال لبيد: مسجورة متجاورا قلامها). [الغريب المصنف: 3/800]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (والمسجور: الممتلئ من قول الله تعالى: {والبحر المسجور}). [الغريب المصنف: 3/972]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( والمسجوز من الأضداد. يقال: المسجور للمملوء، والمسجور للفارغ، قال الله عز وجل: {والبحر المسجور}، يريد المملوء. وقال النمر بن تولب يذكر وعلا:

إذا شاء طالع مسجورة = ترى حولها النبع والساسما
أراد طالع عينا مملوءة، والنبع والسماسم شجر. وقال لبيد:
فتوسطا عرض السرى فصدعا = مسجورة متجاورا قلأمها
أراد بالمسجور عينا مملوءة، وقال الآخر:
صففن الخدود والقلوب نواشز = على شط مسجور صخوب الضفادع
أراد بالقلوب قلوب الحمير. وقال أيضا يذكر حميرا:
فأوردها مسجورة ذات عرمض = يغول سمول المكفهرات غولها
المسجورة: المملوءة، والعرمض: الخضرة التي تعلو الماء، إذا لم يستق منه. ويغول: يذهب. والسمول: البقايا من الماء، والمكفهرات: السحائب المتراكبات، ويقال: قد عرمض الماء عرمضة، إذا علته الخضرة التي تستر وتغطيه، قال الشاعر:
أما ورب بئركم ومائها = والعرمض اللاصق في أرجائها
لأتركن أيما بدائها
الأرجاء: الجوانب، واحدها رجا، فاعلم.
وقال ابن السكيت: قال أبو عمرو: يقال: قد سجر الماء الفرات والنهر والغدير والمصنعة، إذا ملأها. وقال الراعي:
يهاب جنان مسجور تردى = من الحلفاء وأتزر ائتزارا
المسجور: المملوء بالماء. وقوله: (تردى من الحلفاء)، معناه أن الحلفاء كثرت على هذا الماء حتى صارت كالإزار والرداء له.
وأخبرنا أبو العباس، عن سلمة، عن الفراء، قال: واحد ا لحلفاء حلفة. وقال غير الفراء: واحدها حلفة.
وقال ابن السكيت: يقال: هذا ماء سجر، إذا كانت بئر قد ملأها السيل. ويقال: أورد إبله ماء سجرا. وقال الله عز وجل: {وإذا البحار سجرت}، فمعناه أفضى بعضها إلى بعض، فصارت بحرا واحدا. وقال ابن السكيت: يجوز أن يكون المعنى فرغت، أي فرغ بعضها في بعض.
وقالت امرأة من أهل الحجاز: إن حوضكم لمسجور وما كانت فيه قطرة.
ففيه وجهان: أحدهما أن يكون معناه إن حوضكم لفارغ. والآخر: إن حوضكم لملآن، على جهة التفاؤل، كما قالوا للعطشان: إنه لريان، وللمهلكة مفازة). [كتاب الأضداد:54-56]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 11:34 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 11:34 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 11:40 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {والطور * وكتاب مسطور * في رق منشور * والبيت المعمور * والسقف المرفوع * والبحر المسجور * إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع * يوم تمور السماء مورا * وتسير الجبال سيرا * فويل يومئذ للمكذبين * الذين هم في خوض يلعبون * يوم يدعون إلى نار جهنم دعا * هذه النار التي كنتم بها تكذبون}
هذه مخلوقات أقسم الله بها تنبيها منها وتشريفا، وليكون ذلك سبب النظر فيها والاعتبار بها، وذلك يؤول إلى التوحيد والمعرفة بحقوق الله تعالى.
و"الطور"، قال بعض أهل اللغة: كل جبل طور، فكأنه تبارك وتعالى أقسم بالجبال، إذ هو اسم جنس، وقال آخرون: الطور: كل جبل أجرد لا ينبت شجرا، وقال مجاهد في كتاب الطبري: الطور: الجبل بالسريانية، وهذا ضعيف، لأن ما حكاه في العربية يقضي على هذا، ولا خلاف أن في الشام جبلا يسمى بالطور، وهو طور سيناء، فقال نوف البكالي: إنه الذي أقسم الله تعالى به لفضله على الجبال، إذ قد روي أن الله تعالى أوحى إلى الجبال أني مهبط على أحدكم أمري - يريد رسالة موسى عليه السلام، فتطاولت كلها إلا الطور فإنه استكان لأمر الله تعالى وقال: حسبي الله، فأهبط الله تعالى الأمر عليه، ويقال: إنه بمدين، وقال مقاتل بن حيان: هما طوران.
و"الكتاب المسطور" معناه بإجماع: المكتوب أسطارا، واختلف الناس في هذا الكتاب المقسم به، فقال بعض المفسرين: هو الكتاب المنتسخ من اللوح المحفوظ للملائكة لتعرف منه جميع ما يفعله وتصرفه في العالم، وقال آخرون: بل أقسم الله تعالى بالقرآن، فإنه قد كان علم أنه يتخذ في رق منشور، وقال آخرون: أقسم الله تعالى بالكتب القديمة المنزلة، التوراة والإنجيل والزبور، وقال الفراء -فيما حكى الرماني -: أقسم بالصحف التي تعطى وتؤخذ يوم القيامة بالأيمان والشمائل، وقال قوم: أقسم بالكتاب الذي فيه أعمال الخلق، وهو الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وكتب بعض الناس "مصطور" بالصاد، والقصد بذلك تشابه النطق بالحروف، والجمهور على السين.
و"الرق": الورق المعدة للكتب، وهي مرققة فلذلك سميت رقا، وقد غلب الاستعمال على هذا الذي هو من جلود الحيوان، و"المنشور" خلاف المطوي، وقد يحتمل أن يكون نشره بمعنى بشره وترقيقه وصنعته، وقرأ أبو السمال: "في رق" بكسر الراء.
واختلف الناس في "البيت المعمور"، فقال الحسن بن أبي الحسن البصري: هي الكعبة، وقال علي بن أبي طالب، وابن عباس، وعكرمة رضي الله عنهم: هو بيت في السماء يقال له الضراح، وهو بحيال الكعبة، ويقال: الضريح، ذكر ذلك الطبري، وهو الذي ذكر في حديث الإسراء، قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم "هذا البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، آخر ما عليهم"، وبهذا عمارته، ويروى أنه في السماء السابعة، وقيل: السادسة، وقيل: إنه مقابل الكعبة، لو خر لسقط عليها، وقال مجاهد، وقتادة، وابن زيد: في كل سماء بيت معمور، وفي كل أرض كذلك، وهي كلها على خط مع الكعبة، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
و"السقف المرفوع": السماء، و"السقف" طول في انحناء، ومنه أسقف النصارى، ومنه السقف، لأن الجدار وسقفه فيهما طول في انحناء.
واختلف الناس في "المسجور"، فقال مجاهد وشمر بن عطية معناه: الموقد نارا، وروي "أن البحر هو جهنم" وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليهودي: أين جهنم؟ فقال هي البحر، فقال علي رضي الله عنه: ما أظنه إلا صادقا، وقرأ: "والبحر المسجور"، [ومنه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن البحر هو جهنم"،] قال الثعلبي: وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يركبن البحر إلا حاج أو معتمر أو مجاهد، فإن تحت البحر نارا، وتحت النار بحرا وفي حديث آخر قال: "البحر نار في نار". وقال قتادة: المسجور: المملوء ماء، وهذا معروف من اللغة. ورجحه الطبري لوجود ماء البحر كذلك، ولهذا يعود القول الأول، لأن قولهم: "سجرت التنور" معناه: ملأتها بما يحترق ويتقد، والبحر المسجور: المملوء ماء، وهكذا هو معرض للعبرة، ومن قول النمر بن تولب:
إذا شاء طالع مسجورة ... ترى حولها النبع والسماسما
سقتها رواعد من صيف ... وإن من خريف فلن يعدما
يصف ثورا أو عينا مملوءة ماء. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: المسجور هو الذي ذهب ماؤه، فالمسجور: الفارغ، ويروى أن البحار يذهب ماؤها يوم القيامة، وهذا معروف في اللغة، فهو من الأضداد، وقيل: يوقد البحر نارا يوم القيامة، فذلك السجر، وقال ابن عباس أيضا: المسجور: المحبوس، ومنه ساجور الكلب، وهى القلادة من عود أو حديد التي تمسكه، وكذلك لولا أن البحر يمسك لفاض على الأرض، وقال علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم: البحر المقسم به هو في السماء تحت العرش، والجمهور على أنه بحر الدنيا، ويؤيد ذلك قوله تعالى: {وإذا البحار سجرت}، وقال منذر بن سعيد: المعنى هو القسم بجهنم، وسماها بحرا لسعتها وتموجها، كما قال صلى الله عليه وسلم في الفرس: "وإن وجدناه لبحرا".
والقسم واقع على قوله تعالى: {إن عذاب ربك لواقع} ويريد عذاب الآخرة للكفار، قاله قتادة). [المحرر الوجيز: 8/ 85-88]

تفسير قوله تعالى: {مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (8) }

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 12:20 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 12:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (8) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والطّور (1) وكتابٍ مسطورٍ (2) في رقٍّ منشورٍ (3) والبيت المعمور (4) والسّقف المرفوع (5) والبحر المسجور (6) إنّ عذاب ربّك لواقعٌ (7) ما له من دافعٍ (8) يوم تمور السّماء مورًا (9) وتسير الجبال سيرًا (10) فويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (11) الّذين هم في خوضٍ يلعبون (12) يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا (13) هذه النّار الّتي كنتم بها تكذّبون (14) أفسحرٌ هذا أم أنتم لا تبصرون (15) اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواءٌ عليكم إنّما تجزون ما كنتم تعملون (16) }
يقسم تعالى بمخلوقاته الدّالة على قدرته العظيمة: أنّ عذابه واقعٌ بأعدائه، وأنّه لا دافع له عنهم. فالطّور هو: الجبل الّذي يكون فيه أشجارٌ، مثل الّذي كلّم اللّه عليه موسى، وأرسل منه عيسى، وما لم يكن فيه شجرٌ لا يسمّى طورًا، إنّما يقال له: جبلٌ.
{وكتابٍ مّسطورٍ} قيل: هو اللّوح المحفوظ. وقيل: الكتب المنزّلة المكتوبة الّتي تقرأ على النّاس جهارًا؛ ولهذا قال: {في رقٍّ منشورٍ والبيت المعمور}. ثبت في الصّحيحين أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال في حديث الإسراء -بعد مجاوزته إلى السّماء السّابعة-: "ثمّ رفع بي إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله في كلّ يومٍ سبعون ألفًا لا يعودون إليه آخر ما عليهم" يعني: يتعبّدون فيه ويطوفون، كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم كذلك ذاك البيت، هو كعبة أهل السّماء السّابعة؛ ولهذا وجد إبراهيم الخليل، عليه السّلام، مسندًا ظهره إلى البيت المعمور؛ لأنّه باني الكعبة الأرضيّة، والجزاء من جنس العمل، وهو بحيال الكعبة، وفي كلّ سماءٍ بيتٌ يتعبّد فيه أهلها، ويصلّون إليه، والّذي في السّماء الدّنيا يقال له: بيت العزّة. واللّه أعلم.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا هشام بن عمّارٍ، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا روح بن جناحٍ، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "في السّماء السّابعة بيتٌ يقال له: "المعمور"؛ بحيال الكعبة، وفي السّماء الرّابعة نهرٌ يقال له: "الحيوان" يدخله جبريل كلّ يومٍ، فينغمس فيه انغماسةً، ثمّ يخرج فينتفض انتفاضةً يخرّ عنه سبعون ألف قطرةٍ، يخلق اللّه من كلّ قطرةٍ ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور، فيصلّوا فيه فيفعلون، ثمّ يخرجون فلا يعودون إليه أبدًا، ويولّي عليهم أحدهم، يؤمر أن يقف بهم من السّماء موقفًا يسبّحون اللّه فيه إلى أن تقوم السّاعة".
هذا حديثٌ غريبٌ جدًّا، تفرّد به روح بن جناحٍ هذا، وهو القرشيّ الأمويّ مولاهم أبو سعدٍ الدّمشقيّ، وقد أنكر هذا الحديث عليه جماعةٌ من الحفّاظ منهم: الجوزجانيّ، والعقيليّ، والحاكم أبو عبد اللّه النّيسابوريّ، وغيرهم.
قال الحاكم: لا أصل له من حديث أبي هريرة، ولا سعيدٍ، ولا الزّهريّ
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا هنّاد بن السّريّ، حدّثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة؛ أنّ رجلًا قال لعليٍّ: ما البيت المعمور؟ قال: بيتٌ في السّماء يقال له: "الضّراح" وهو بحيال الكعبة من فوقها، حرمته في السّماء كحرمة البيت في الأرض، يصلّي فيه كلّ يومٍ سبعون ألفًا من الملائكة، لا يعودون فيه أبدًا
وكذا رواه شعبة وسفيان الثّوريّ، عن سماك وعندهما أنّ ابن الكوّاء هو السّائل عن ذلك، ثمّ رواه ابن جريرٍ عن أبي كريب، عن طلق بن غنّامٍ، عن زائدة، عن عاصمٍ، عن عليّ بن ربيعة قال: سأل ابن الكوّاء عليًّا عن البيت المعمور، قال: مسجدٌ في السّماء يقال له: "الضّراح"، يدخله كلّ يومٍ سبعون ألفًا من الملائكة، ثمّ لا يعودون فيه أبدًا. ورواه من حديث أبي الطّفيل، عن عليٍّ بمثله.
وقال العوفي عن ابن عبّاسٍ: هو بيتٌ حذاء العرش، تعمّره الملائكة، يصلّي فيه كلّ يومٍ سبعون ألفًا من الملائكة ثمّ لا يعودون إليه، وكذا قال عكرمة، ومجاهدٌ، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، وغير واحدٍ من السّلف.
وقال قتادة: ذكر لنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال يومًا لأصحابه: "هل تدرون ما البيت المعمور؟ " قالوا: اللّه ورسوله أعلم. قال: "فإنّه مسجدٌ في السّماء بحيال الكعبة، لو خرّ لخرّ عليها، يصلّى فيه كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ، إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم".
وزعم الضّحّاك أنّه يعمّره طائفةٌ من الملائكة يقال لهم: الحن، من قبيلة إبليس، فاللّه أعلم.
وقوله: {والسّقف المرفوع}: قال سفيان الثّوريّ، وشعبة، وأبو الأحوص، عن سماك، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ: {والسّقف المرفوع} يعني: السّماء، قال سفيان: ثمّ تلا {وجعلنا السّماء سقفًا محفوظًا وهم عن آياتها معرضون} [الأنبياء: 32]. وكذا قال مجاهدٌ، وقتادة، والسّدّيّ، وابن جريج، وابن زيدٍ، واختاره ابن جريرٍ.
وقال الرّبيع بن أنسٍ: هو العرش يعني: أنّه سقفٌ لجميع المخلوقات، وله اتّجاهٌ، وهو يراد مع غيره كما قاله الجمهور.
وقوله: {والبحر المسجور}: قال الرّبيع بن أنسٍ: هو الماء الّذي تحت العرش، الّذي ينزل [اللّه] منه المطر الّذي يحيي به الأجساد في قبورها يوم معادها. وقال الجمهور: هو هذا البحر. واختلف في معنى قوله: {المسجور}، فقال بعضهم: المراد أنّه يوقد يوم القيامة نارًا كقوله: {وإذا البحار سجّرت} [التّكوير: 6] أي: أضرمت فتصير نارًا تتأجّج، محيطةً بأهل الموقف. رواه سعيد بن المسيّب’ عن عليّ بن أبي طالبٍ، وروي عن ابن عبّاسٍ. وبه يقول سعيد بن جبيرٍ، ومجاهدٌ، وعبد اللّه بن عبيد بن عمير وغيرهم.
وقال العلاء بن بدرٍ: إنّما سمّي البحر المسجور لأنّه لا يشرب منه ماءٌ، ولا يسقى به زرعٌ، وكذلك البحار يوم القيامة. كذا رواه عنه ابن أبي حاتمٍ.
وعن سعيد بن جبير: {والبحر المسجور} يعني: المرسل. وقال قتادة: {[والبحر] المسجور} المملوء. واختاره ابن جريرٍ ووجّهه بأنّه ليس موقدًا اليوم فهو مملوءٌ.
وقيل: المراد به الفارغ، قال الأصمعيّ عن أبي عمرو بن العلاء، عن ذي الرّمّة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {والبحر المسجور} قال: الفارغ؛ خرجت أمّةٌ تستسقي فرجعت فقالت: "إنّ الحوض مسجورٌ"، تعني: فارغًا. رواه ابن مردويه في مسانيد الشعراء.
وقيل: المراد بالمسجور: الممنوع المكفوف عن الأرض؛ لئلّا يغمرها فيغرق أهلها. قاله عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ، وبه يقول السّدّيّ وغيره، وعليه يدلّ الحديث الّذي رواه الإمام أحمد، رحمه اللّه، في مسنده، فإنّه قال:
حدّثنا يزيد، حدّثنا العوّام، حدّثني شيخٌ كان مرابطًا بالسّاحل قال: لقيت أبا صالحٍ مولى عمر بن الخطّاب فقال: حدّثنا عمر بن الخطّاب عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ليس من ليلةٍ إلّا والبحر يشرف فيها ثلاث مرّاتٍ، يستأذن اللّه أن ينفضخ عليهم، فيكفّه اللّه عزّ وجلّ".
وقال الحافظ أبو بكرٍ الإسماعيليّ: حدّثنا الحسن بن سفيان، عن إسحاق بن راهويه، عن يزيد -وهو ابن هارون-عن العوّام بن حوشبٍ، حدّثني شيخٌ مرابطٌ قال: خرجت ليلةً لحرسي لم يخرج أحدٌ من الحرس غيري، فأتيت الميناء فصعدت، فجعل يخيّل إليّ أنّ البحر يشرف يحاذي رءوس الجبال، فعل ذلك مرارًا وأنا مستيقظٌ، فلقيت أبا صالحٍ فقال: حدّثنا عمر بن الخطّاب: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من ليلةٍ إلّا والبحر يشرف ثلاث مرّاتٍ، يستأذن اللّه أن ينفضخ عليهم، فيكفّه اللّه عزّ وجلّ". فيه رجلٌ مبهمٌ لم يسمّ.
وقوله: {إنّ عذاب ربّك لواقعٌ}: هذا هو المقسم عليه، أي: الواقع بالكافرين، كما قال في الآية الأخرى: {ما له من دافعٍ} أي: ليس له دافعٌ يدفعه عنهم إذا أراد اللّه بهم ذلك.
قال الحافظ أبو بكرٍ بن أبي الدّنيا: حدّثنا أبي، حدّثنا موسى بن داود، عن صالحٌ المريّ، عن جعفر بن زيدٍ العبديّ قال: خرج عمر يعسّ المدينة ذات ليلةٍ، فمرّ بدار رجلٍ من المسلمين، فوافقه قائمًا يصلّي، فوقف يستمع قراءته فقرأ: {والطّور} حتّى بلغ {إنّ عذاب ربّك لواقعٌ ما له من دافعٍ} قال: قسمٌ -وربّ الكعبة-حقٌّ. فنزل عن حماره واستند إلى حائطٍ، فمكث مليًّا، ثمّ رجع إلى منزله، فمكث شهرًا يعوده النّاس لا يدرون ما مرضه، رضي اللّه عنه.
وقال الإمام أبو عبيدٍ في "فضائل القرآن": حدّثنا محمّد بن صالحٍ، حدّثنا هشام بن حسّان، عن الحسن: أنّ عمر قرأ: {إنّ عذاب ربّك لواقعٌ ما له من دافعٍ}، فربا لها ربوةً عيد منها عشرين يومًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 427-430]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة