العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > تقريب دراسات عضيمة > المعجم النحوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 02:41 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي دراسة أسماء الأفعال

دراسة أسماء الأفعال
1- أكثر أسماء الأفعال بمعنى الأمر، إذ الأمر كثيرًا ما يكتفي فيه بالإشارة عن النطق بلفظه، فكيف لا يكتفى بلفظ قائم مقامه. ولا كذلك الخبر. الرضي [64:2]
2- معاني أسماء الأفعال أمرًا كانت أو غيره أبلغ وآكد من معاني الأفعال التي يقال إن هذه الأسماء بمعناها. الرضي [
64:2]
3- كل ما هو بمعنى الخبر ففيه معنى التعجب، فمعنى (هيهات): ما أبعده، و(شتان): ما أشد الافتراق. الرضي [
64:2]
4- لا علامة للمضمر المرتفع بها. التسهيل: [
210]
وقال سيبويه [
123:1]: «واعلم أن هذه الحروف التي هي أسماء للفعل لا تظهر فيها علامة المضمر، وذلك لأنها أسماء، وليست على الأمثلة التي أخذت من الفعل الحادث فيما مضى. وفيما يستقبل، وفي يومك».


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 02:43 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي هيهات

هيهات
{هيهات هيهات لما توعدون} [36:23]
في النهر [
403:6]: «{هيهات}: اسم فعل لا يتعدى، يرفع الفاعل ظاهرًا أو مضمرًا.
مثل رفع الظاهر قول الشاعر:
فهيهات هيهات العقيق وأهله ..... وهيهات خل بالعقيق نواصله
ومثال المضمر قوله في هذه الآية: هيهات هو، أي إخراجكم».
وفي المغني: [
244]: «قيل: "اللام" زائدة و"ما" فاعل، وقيل: الفاعل ضمير مستتر راجع إلى البعث، أو الإخراج، "فاللام" للتبيين: وقيل: {هيهات}: مبتدأ، والجار والمجرور خبره».
وفي المشكل [
109:2]: «وموضعه نصب، كأنه موضوع موضع المصدر، كأنك قلت: بعدًا بعدًا لما توعدون. وقيل: موضعه رفع، كأنه قيل: البعد البعد لما توعدون».
وفي الكشاف [
186:3-187]: «فإن قلت: ما توعدون هو المستبعد، ومن حقه أن يرتفع بهيهات، كما ارتفع في قوله:
فهيهات هيهات العقيق وأهله
فما هذه "اللام"؟
قلت: قال الزجاج في تفسيره: البعد لما توعدون، أو بعد لما توعدون..».
وفي البحر [
405:6]: «وقول الزجاج ينبغي أن يجعل كلامه تفسير معنى، لا تفسير إعراب، لأنه لم تثبت مصدرية هيهات».
وفي المحتسب [
92:2-93]: «ولا يجوز أن يكون قوله: (لما توعدون) هو الفاعل، لأن حرف الجر لا يكون فاعلاً، ولا يحسن اعتقاد زيادة "اللام" هنا، لأنه لم تؤلف زيادة "للام" في نحو هذا».
وفي المقتضب [
182:3-183]: «فأما (هيهات) فتأويلها في البعد وهي ظرف غير متمكن لإبهامها ولأنها بمنزلة الأصوات، فمنهم من يجعلها واحدا، كقولك: علقاة، فيقول: (هيهات هيهات لما توعدون) فمن قال ذلك فالوقف عنده: هيهاه، وترك التنوين للبناء.
ومنهم من يجعلها جمعًا كبيضات، فيقول: (هيهات هيهات لما توعدون) وإذا وقف على هذا القول وقف "بالتاء" والكسرة إذا أردت الجمع.. ومن جعلها نكرة في الجميع "نون"، فقال: هيهات يا فتى. وقال قوم: بل "نون" وهي معرفة، "لن" التنوين في "تاء" الجمع في موضع "النون" من مسلمين».
وانظر سيبويه [
47:2]
وفي الخصائص [
206:1]: «وكان أبو علي- رحمه الله- يقول في (هيهات): أنا أفتى مرة بكونها اسمًا سمى به الفعل "كصه" و"حه": وأفتى مرة بكونها ظرفًا على قدر ما يحضرني في الحال. وقال مرة أخرى إنها وإن كانت ظرفًا فغير ممتنع أن تكون مع ذلك اسمًا سمى به الفعل».
وانظر الخصائص أيضًا [
41:3-43]

القراءات
في النشر [
328:2]: « واختلفوا في (هيهات هيهات): فقرأ أبو جعفر بكسر "التاء" فيهما. وقرأ الباقون بفتحها فيهما». الإتحاف [318]
وفي المحتسب [
90:2-94]: «ومن ذلك قراءة أبي جعفر والثقفي: (هيهات هيهات) بكسر "التاء" غير منونة.
وقرأ: (هيهات هيهات) بالكسر والتنوين عيسى بن عمر.
وقرأ: (هيهات هيهات) رفع منون أبو حيوة.
وقرأ: (هيهات هيهات) مرسلة "التاء" عيسى الهمداني، ورويت عن أبي عمرو. قال أبو الفتح:- وهي قراءة العامة- فعلى أنه واحد، وهو اسم سمى به بالفعل في الخبر، وهو اسم (بعد)، كما أن (شتان) اسم افترق، و(أف) اسم (اتضجر).. ومن كسر فقال: (هيهات) منونًا أو غير منون فهو جمع هيهات، وأصله: هيهيات، إلا أنه حذف "الألف"، لأنها في آخر اسم غير متمكن، كما حذفت "ياء" الذي في التثنية إذا قلت اللذان، و"ألف" (ذا) إذا قلت: ذان.
ومن "نون" ذهب إلى التنكير، أي بعدًا بعدًا، ومن لم يتون ذهب إلى التعريف، أي البعد البعد...
ومن قال: (هيهاة هيهاة) فإنه يكتبها "بالهاء" لأن أكثر القراءة بالفتح (هيهاة) والفتح يدل على الإفراد، والإفراء "بالهاء" "كهاء" أرطاة وعلقاة، غير أن من رفع فإنه يحتمل أمرين:
أحدهما: أن يكون أخلصها اسمًا معربا فيه معنى البعد، ولم يجعله اسمًا لفعل فيبنيه، وقوله: (لما توعدون) خبر عنه..
والآخر: أن تكون مبنية على الضم، كما بنيت (نحن) عليه.. ثم اعتقد فيه التنكير، فلحقه التنوين.. وأما (هيهات هيهات) ساكنة "بالتاء" فينبغي أن يكون جماعة، وتكتب "بالتاء"».
وفي البحر [
404:6-405]: «وقرأ هارون عن أبي عمرو فتحهما منونتين، ونسبها ابن عطية لخالد بن إلياس وقرأ أبو حيوة بضمهما من غير تنوين، وعنه عن الأحمر بالضم والتنوين وافقه أبو السمال في الأول وخالفه في الثاني. وقرأ أبو جعفر وشيبة بكسرهما من غير تنوين، وروى هذا عن عيسى، وهي في تميم وأسد، وعنه أيضًا وعن خالد بن إلياس بكسرهما والتنوين. وقرأ خارجة بن مصب عن أبي عمرو والأعرج وعيسى أيضًا بإسكانهما. وهذه الكلمة تلاعبت بها العرب تلاعبًا كثيرًا بالحذف والا بدال والتنوين وغيره، وقد ذكرنا في التكميل شرح التسهيل ما ينيف على أربعين لغة»..


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 02:43 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي أفّ

أفّ
1- {فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما} [23:17]
2- {أف لكم ولم تعبدون من دون الله} [67:21]
3- {والذي قال لوالديه أف لكما} [17:46]
في المقتضب [
222:3-223]: «فأما قوله: (أفة وتفة) فإنما تقديره من المصدر: نتنًا ودفرًا، فإن أفردت (أف) بغير "هاء" فهو مبني، لأنه في موضع المصدر، وليس بمصدر، وإنما قوى حيث عطفت عليه، لأنك أجريته مجرى الأسماء المتمكنة في العطف، فإذا أفردته بنى على الفتح والكسر والضم، وتنونه، إن جعلته نكرة، وفي كتاب الله عز وجل: {فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما} وقال: {أف لكم ولم تعبدون} كل هذا جائز جيد».
وفي الهمع [
106:2]: «و{أف} بمعنى أتضجر، وفيها نحو أربعين لغة وانظر الرضي [70:2]
ذكر في الخصائص [
37:3-38] ثماني لغات، وذكر الرضي [70:2] إحدى عشرة لغة في اللسان عشر لغات. وانظر المخصص [81:14]
التسهيل: [
212]، المقر [133:1]
وفي البحر [
23:6]: «أف: اسم فعل بمعنى اتضجر، ولم يأت اسم فعل بمعنى المضارع إلا قليلاً، نحو أف، وأوه بمعنى أتوجع. وكان قيامه ألا يبنى، لأنه لم يقع موقع المبني.. وفي أف لغات تقارب الأربعين، ونحن نسردها مضبوطة»..
وقال في [
325:5]: «"اللام" في (لكم) لبيان المتأفف به، أي لكم ولآلهتكم هذا التأفف».
وقال في [
61:8]: «"اللام" في (لكما) للبيان، أي لكما أعني التأفيف».


القراءات
في النشر [306:2-307]: «واختلفوا في (أف) هنا والأنبياء والأحقاف: فقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب بفتح "الفاء" من غير تنوين في الثلاثة. وقرأ المدنيان وحفص بكسر "الفاء" مع التنوين. وقرأ الباقون بكسر "الفاء" من غير تنوين فيهما».
الإتحاف: [
283، 311، 392]، غيث النفع:[151، 171، 238]، الشاطبية: [237].
وفي الكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي [
44:2]: «وهي لغات كلها. وأصل (أف) المصدر من قوله: أفة وتفة، أي نتنًا ودفرًا، وهو اسم سمي به الفعل، فبني على فتح أو على كسر أو على ضم، منون وغير منون، ذلك جائز فيه، لأن فيه لغات مشهورة. فمن نونه قدر فيه التنكير، ومن لم ينونه قدر فيه التعريف. ومعناه: لا يقع منك لهما نكرة وتضجر».
وفي المحتسب [
18:2]: «ومن ذلك قراءة أبي السمال: (أف) مضمومة غير منونة. وقرأ (أف خفيفة ابن عباس. قال هارون النحوي: يقرأ (أف) ولو قرئت (أفًا) لكانت جائزة ولكن ليس في الكتاب "ألف".
قال أبو الفتح: فيها ثماني لغات: أف، وأف، وأف، وأفًا، وأف، وأف، وأفي ممال، وأف خفيفة ساكنة، أما (أف) خفيفة مفتوحة فقياسها قياس رب خفيفة مفتوحة وكان قياسها إذا خففت أن يسكن آخرها، لأنه لم يلتق فيها ساكنان فتحرك، لكنهم بقوا الحركة مع التخفيف، أمارة ودلالة على أنها قد كانت مثقلة مفتوحة..».
وانظر ابن خالويه: [
76]، البحر [27:6]، ابن يعيش [38، 69-70]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 02:43 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي أواه

أواه
1- { إن إبراهيم لأواه حليم} [114:9]
2- {إن إبراهيم لحليم أواه منيب} [75:11]
في معاني القرآن للفراء[
23:2-24]: «وقوله: (أواه): دعاء، ويقال: هو الذي يتأوه من الذنوب. فإذا كانت من (يتأوه) من الذنوب فهي من أواه له وهي لغة في بني عامر. أنشدني أبو الجراح:
فأوه من الذكرى إذا ما ذكرتها .... ومن يعد أرض بيننا وسماء
أوه على (فعل) بقول في (ينقل): يتأوه»
وفي مجاز القرآن لأبي عبيد [
27:15]: «مجازه مجاز (فعل) من التأوه، ومعناه: متضرع شنقًا وفرقًا ولزومًا لطاعة ربه، وقال المنقب العبدي:
إذا ما قمت أرحلها بليل .... تأوه آهة الرجل الحزين
وفي معاني القرآن للزجاج [525:2]: «يروى أن عمر سأل النبي صلى الله عليه وسلم- عن الأواه. فقال: الدعاء. والأواه في أكثر الرواية الدعاء، ويروى أن الأواه: الفقيه. ويروى أن الأواه: المؤمن بلغة الحبشة، ويروى أن الأواه الرحيم الرقيق. قال أبو عبيدة...».
وفي الكشاف[
315:2]: {أواه}: فعال من أوه كلأال من اللؤلؤ، وهو الذي يكثر التأوه، ومعناه: أنه لفرط ترحمه ورقته وحلمه كان يتعطف على أبيه الكافر ويستغفر له من شكاسته عليه وقوله: (لأرجمنك)».
وفي البحر [
88:5]: «{أواه}: كثير قول أوه، وهي اسم فعل بمعنى أتوجع، ووزنه (فعال) للمبالغة، فقياس الفعل أن يكون ثلاثيًا، وقد حكاه قطرب، حكى آه يؤوه أوهًا، كقال يقول قولاً ونقل عن النحويين أنهم أنكروا ذلك، قالوا ليس من لفظ (أوه) فعل ثلاثي، إنما يقال: أوه تأويهًا، وتأوه تأوهًا..».
وانظر ابن يعيش [
38:4-39]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 02:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي وي

وي
{وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [82:28]
في سيبويه [
290:1]: «وسألت الخليل عن قوله: (ويكأنه لا يفلح) وعن قوله: (ويكأن الله) فزعم أنها مفصولة من (كأن) والمعنى على أن القوم انتبهوا فتكلموا على قدر علمهم، أو نبهوا فقيل لهم: أما يشبه أن يكون ذا عندكم هكذا والله أعلم. وأما المفسرون فقالوا: ألم تر أن الله».
وفي تعليق السيرافي: قال أبو سعيد في (ويكأن) ثلاثة أقوال:
أحدهما: قول الخليل: تكون "وّىْ" كلمة تندم يقولها المتندم، ويقولها المندم غيره، ومعنى (كأن التحقيق).
الثاني: قول الفراء: تكون "ويك" موصولة "بالكاف" و"أن" منفصلة، ومعناها عنده تقرير، كقولك: أما ترى.
الثالث: يذهب إلى أن "ويك" بمعنى "ويلك" وجعل "أن" مفتوحة بفعل مضمر، كأنه قال:
"ويلك" أعلم أن الله».
وفي معاني القرآن للفراء [
312:2]: «وقوله: (ويكأ، الله) في كلام العرب تقرير، كقول الرجل: أما ترى إلى صنع الله، وأنشدني:
وي كأن من يكن له نشب يحبب ..... ومن يفتقر يعش عيش ضر
قال الفراء: وأخبرني شيخ من أهل البصرة قال: سمعت أعرابية تقول لزوجها: أين ابنك "ويلك"؟ فقال: ويكأنه وراء البيت، معناه: أما ترينه وراء البيت.
وقد يذهب بعض النحويين إلى أنهما كلمتان: يريد: ويك أنه، أراد ويلك، فحذف "اللام"، وجعل "أن" مفتوحة بفعل مضمر، كأنه قال: "ويلك" أعلم أنه وراء البيت، فأضمر (أعلم).
ولم نجد العرب تعمل الظن والعلم بإضمار مضمر في "أن". وذلك أنه يبطل إذا كان بين الكلمتين، أو في آخر الكلمة، فلما أضمره جرى مجرى الترك؛ ألا ترى أنه لا يجوز الابتداء أن تقول: يا هذا أنك قائم، ولا يا هذا أن مت، تريد علمت أو أعلم، أو ظننت أو أظن.
وأما حذف "اللام" من "ويلك" حتى تصير "ويك" فقد تقوله العرب لكثرتها في الكلام. قال عنترة:
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ..... قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
وقد قال آخرون: إن معنى "وي كأن" أن "وي" منفصلة من "كأن"؛ كقولك للرجل: "وي"، أما ترى ما بين يديك، فقال: "وي"، ثم، استأنف "كأن" يعني (كأن الله يبسط الرزق) وهي تعجب و"كأن" في مذهب الظن والعلم. فهذا وجه مستقيم. ولم تكتبها العرب منفصلة، ولو كانت على هذا لكتبوها منفصلة. وقد يجوز أن تكون كثر بها الكلام فوصلت بما ليس منه، كما اجتمعت العرب على كتاب (يا ابن آم) (يا بنؤ)».
وفي المشكل [
165:2]: «أصلها "وي" منفصلة من "الكاف". قال سيبويه عن الخليل في معناها: إن القوم انتبهوا أو نبهوا، فلما انتبهوا قالوا: "وي"، وهي أعني "وي" كلمة بقولها المتندم إذا أظهر ندامته.
وقال الفراء: "وي" متصلة "بالكاف"، وأصلها "ويلك" إن الله، ثم حذف "اللام"، واتصلت "الكاف" ب"وي". وفيه بعد في المعنى والإعراب، لأن القوم لم يخاطبوا أحدًا، ولأن حذف "اللام" من هذا الا يعرف، ولأنه كان يجب أن تكون "إن" مكسورة؛ إذ لا شيء يوجب فتحها».
وفي البيان [
237:2]: «"ويكأ"،: اختلفوا فيه: فمنهم من قال "وي" منفصلة من "كأن" وهي اسم سمي الفعل به، وهو أعجب، وهي كلمة يقولها المتندم إذا ظهر ندامته. و(كأن الله) لفظة لفظ التشبيه، وهي عارية عن معنى التشبيه، ومعناه: إن الله، كقول الشاعر:
كأنني حين أمسي لا تكلمني .... متيم يشتهي ما ليس موجودًا
وهذا مذهب الخليل وسيبويه.
وذهب أبو الحسن الأخفش إلى أن "الكاف" متصلة "بوي"، وتقديره: "ويك" أعلم أن الله، و"ويك": كلمة تقرير، و"أن" المفتوحة بتقدير أعلم، وهو كقولك للرجل: أما ترى إلى صنع الله وإحسانه، وكقول الشاعر:
وي كأن من يكن له نشب يحبب .... ومن يفتقر يعش عيش ضر
ويحكى أن أعرابية قالت لزوجها: أين ابنك؟ فقال: ويكأنه وراء البيت.
وذهب الفراء إلى أن "وي" متصلة "بالكاف" وأصلها "ويلك"، وحذفت "اللام"، وهو ضعيف، لن القوم لم يخاطبوا واحدًا، ولأن حذف "اللام" من هذا لا يعرف».
وفي الكشاف[
434:3-435]: «"وي" مفصولة عن "كأن" وهي كلمة تنبه على الخطأ وتندم، ومعناه أن القوم قد تنبهوا على خطئهم في تمنيهم وقولهم: (يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون) وتندموا ثم قالوا: (كأنه لا يفلح الكافرون) أي ما أشبه الحال بأن الكافرين لا ينالون الفلاح وهو مذهب الخليل وسيبويه.
وحكى الفراء أن أعرابية قالت لزوجها: أين ابنك؟ فقال: "وي" كأنه وراء البيت.
وعند الكوفيين أن "ويك" بمعنى "ويلك" وأن المعنى: ألم تعلم أنه لا يفلح الكافرون، ويجوز أن تكون "الكاف" "كاف" الخطاب مضمومة إلى "وي"، كقوله: "ويك" عنتر أقدم.
وأنه بمعنى لأنه، و"اللام" لبيان القول لأجله هذا القول، أو لأنه لا يفلح الكافرون كان ذلك، وهو الخسف بقارون».
وفي البحر [
135:7]: «و "وي" عند الخليل وسيبويه اسم فعل مثل "صه" و"مه"، ومعناها: أعجب. قال الخليل: وذلك أن القوم ندموا فقالوا متندمين على ما سلف منهم: "وي"، وكل من ندم فأظهر ندامته قال: "وي" و"كأن" هي "كاف" التشبيه الداخلة على "إن" وكتبت متصلة "بكاف" التشبيه لكثرة الاستعمال.
وحكى الفراء أن امرأة قالت لزوجها: أين ابنك؟ فقال: "ويكأنه" وراء البيت.
وقال الأخفش: هي "ويك"، وينبغي أن تكون "الكاف" حرف خطاب، ولا موضع له من الإعراب ومنه قول عنترة.
قال الأخفش: و"أن" عنده مفتوحة بتقدير العلم، أي أعلم أن الله وقال الشاعر:
ألا ويك المضرة لا تدوم ..... ولا يبقى على البؤس النعيم
وذهب الكسائي وينس وأبو حاتم وغيرهم إلى أن أله "ويلك" فحذفت "اللام" و"الكاف" في موضع جر بالإضافة. فعل المذهب الأول قيل: تكون "الكاف" خالية من معنى التشبيه، وعلى المذهب الثاني فالمعنى: أعجب لن الله، وعلى المذهب الثالث تكون "ويلك" كلمة تحزن، والمعنى أيضًا لأن الله.
وقال أبو زيد وفرقة معه: "ويكان" حرف واحد بجملته، وهو بمعنى: ألم ترو بمعنى (ألم تر) قال ابنعباس والكسائي وأبو عبيد».
وفي المحتسب[
155:2-156]: «ومن ذلك قراءة يعقوب: "ويك" يقف عليها، ثم يبتدي فيقول: "أنه" وكذلك الحرف الآخر مثله.
قال أبو الفتح: في "ويكأنه" ثلاثة أقوال:
منهم من جعلها كلمة واحدة، فقال: "ويكأنه" فلم يقف على "وي". ويعقوب- على ما مضى- يقول: "ويك"، وهو مذهب أبي الحسن.
والوجه فيه عندنا قول الخليل وسيبويه، وهو أن "وي" على قياس مذهبهما اسم سمي به الفعل في الخبر، فكأنه اسم (أعجب) ثم ابتدأ فقال: (كأنه لا يفلح الكافرون) و(وي كأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده) فـ "كأن" هنا إخبار عار من معنى التشبيه. ومعناه: أن الله يبسط الرزق لمن يشاء. ومما جاءت فيه "كأن" عارية عن معنى التشبيه ما أنشدناه أبو علي:
كأني حين أمسي لا تكلمني .... متيم يشتهي ما ليس موجود
أي أنا حين أمسي متيم من حالي كذا.. وكذا.
ومن قال: إنها "ويك" فكأنه قال: أعجب لأنه لا يفلح الكافرون وأعجب لأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده، وهو قول أبي الحسن، وينبغي أن تكون "الكاف" هنا حرف خطاب لا أسمًا، بل هي بمنزلة "الكاف" في ذلك وأولك..
وقال الكسائي- فيما أظن-: أراد: "ويلك" ثم حذف "اللام"، وهذا يحتاج إلى خبر نبي ليقبل».
وانظر ابن خالويه: [
113-114]، والمغني: [210، 344، 409]، وابن يعيش [76:4-78]، وأمالي الشجري[5:2-7]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 02:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي هلم

هلم
1- {قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا} [150:6]
2- {قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا}. [18:33]
في سيبويه [
158:2]: «هذا باب مالا تجوز فيه "نون" خفيفة ولا ثقيلة وذلك الحروف التي للأمر والنهي، وليست بفعل، وذلك نحو: "إيه" و"صه" و"مه" وأشباهها، و{هلم} في لغة أهل الحجاز كذلك، ألا تراهم جعلوها للواحد والاثنين والجميع والذكر والأنثى، وزعم أنها "لم" ألحقتها "هاء" للتنبيه في اللغتين».
وفي سيبويه [
127:1]: «واعلم أن ناسًا من العرب يجعلون (هلم) بمنزلة المثلة التي أخذت من الفعل، يقولون: هلمي وهلما وهلموا».
وفي سيبويه [
160:2]: «ولا يكسر (هلخم) البتة من قال هلما وهلمي ولكن يجعلها في الفعل تجري مجراها في لغة أهل الحجاز.. ولا يكسر (هلم) أحد».
وفي المقتضب [
25:3]: «ومن ذلك (هلم) في لغة أهل الحجاز، لأنهم يقولون: هلم للواحد وللاثنين والجماعة على لفظ واحد.
وأما على مذهب بني تميم فإن "النون" تدخلها، لأنهم يقولون للواحد: هلم، وللاثنين: هلما، وللجماعة: هلموا، ولجماعة النسوه: هلممن، وللواحدة: هلمي، وإنما هي "لم" لحقتها "الهاء"، فعلى هذا تقول: هلمن يا رجال، وهلمن يا امرأة، وهلممنان يا نسوة، فيكون بمنزلة سائر الأفعال.
وانظر ص [
202-203]
وقال الرضي [
68:2]: «ومما جاء متعديًا ولازمًا (هلم) بمعنى أقبل؛ فيتعدى بإلى قال تعالى: (هلم إلينا) وبمعنى أحضره نحو قوله تعالى: (هلم شهداءكم الذين) وهو عند الخليل "هاء" التنبيه ركب معها "لم" أمر من قولك: "لم" الله شعثه، أي جمع، أي أجمع نفسك إلينا في اللازم واجمع غيرك في المتعدى. ولما غير معناه عند التركيب لأنه صار بمعنى اقبل، أو أحضر بعد ما كان بمعنى أجمع صار كسائر أسماء الأفعال المنقولة عن أصولها، فلم يتصرف فيه أهل الحجاز مع أن أصله التصرف، ولم يقولوا فيه: المم كما هو القياس عندهم في أردد وأمدد، ولم يقولوا: هلم وهلم كما يجوز في "مد"، كل ذلك لنقل التركيب. قال تعالى: {هلم شهداءكم} ولم يقولوا: هلموا.
وقال الكوفيون: أصله "هلا أم": كلمة استعجال فغير إلى "هل" لتخفيف التركيب ونقل ضمة "الهمزة" إلى "اللام" وحذفت، كما هو القياس في (قد أفلح) إلا أنه ألزم هذا التخفيف هاهنا لثقل التركيب».
وفي معاني القرآن للزجاج [
333:2-334]: «ومعنى (هلم شهداءكم): أي فهاتوا شهداءكم، وقربوا شهداءكم ومن العرب من يثني ويجمع ويؤنث»..
وفتحت "الميم" لأنها مدغمة، كما فتحت في رد في الأمر لالتقاء الساكنين، ولا يجوز: هلم، إلينا للواحد بالضم، كما يجوز في رد الفتح والضم والكسر؛ لأنها لا تتصرف».
وانظر المشكل [
298:1]
والبيان [
348:1]، والكشاف[77:2-78]
وفي البحر [
235:4]: «والتزمت العرب فتح "الميم" في اللغة الحجازية، وإذا كان أمرًا للواحد المذكر في اللغة التميمية فلا يجوز فيها ما جاء في (رد). ومذهب البصريين أنها مركبة من "ها" التي للتنبيه ومن "الميم" ومذهب الفراء من "هل" و"أم" وتقول للمؤنثات: هلممن، وحكى الفراء: هلمين، وتكون متعدية بمعنى احضر، ولازمة بمعنى أقبل». وانظر البحر [220:7]
ابن يعيش[
41:4-43]، الخصائص [168:1]،[36:3-37]، أمالي الشجري [78:2]، المخصص [86:14-89].


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 02:45 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي هاؤم

هاؤم
{وأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابية} [19:69]
في سيبويه [
124:1]: « كما تقول للمقبل عليك المنصت لك: أنت فعل ذاك يا فلان، توكيدًا. و"ذا" بمنزلة قول العرب: "هاء"، و"هاءك" و"هأ" و"هأك"».
وفي التسهيل: [
210]: «فمنها لخذ: "ها"،و"هاء"، مجردين ومتلوى "كاف". الخطاب بحسب المعنى، وتخلفه "همزة" "هاء" مصرفة تصريفة».
وقال الرضي [
65:2-66]: «فمن المتعدية "ها"، وهو اسم لخذ، وفيه ثماني لغات:
الأولى: "ها"، "بالألف" مفردة ساكنة للواحد وللاثنين وللجمع، مذكرًا كان أو مؤنثًا.
الثانية: أن تلحق هذه "الألف" المفردة "كاف" الخطاب الحرفية، كما في (ذلك) وتصرفها، نحو: "هاك"، "هاكما"، "هاكم"، "هاكن".
الثالثة: أن تلحق "الألف" "همزة" مكان "الكاف"، وتصرفها تصرف "الكاف"÷ نحو: "هاء"، "هاؤما"، "هاؤم"، "هاء"، "هاؤما"، "هاؤن".
الرابعة: أن تلحق "الألف" "همزة" مفتوحة قبل "كاف" الخطاب، وتصرف "الكاف".
الخامسة: "هاء"، "بهمزة" ساكنة بعد "الهاء" للكل.
السادسة: أن تصرف هذه الخامسة تصريف "ذر" و"دع".
السابعة: أن تصرفها تصريف "خف"..
الثامنة: أن تلحق "الألف" "همزة" وتصرفها تصريف ناد، والثلاث الأخيرة أفعال غير متصرفة لا ماضي لها ولا مضارع وليست بأساء أفعال».
وفي الهمع [
105:2]: «تستعمل مجردة... ومتلوة "بكاف" الخطاب بحسب الخاطب.. ومقتصرًا على تصرف "الهمزة"، فيقال: "هاء"، و"هاؤما"، و"هاؤم"، و"هاؤن"، وهذه أفصح اللغات فيها، وبها ورد القرآن».
في البيان [
458:2]: «فيه دليل على إعمال الثاني، ولو أعمل الأول لقال: (أقرءوه)».
وفي البحر [
319:8]: «"هاء" بمعنى خذ.. وزعم القتبي أن "الهمزة" بدل من "الكاف"، وهذا ضعيف إلا إن كان عني أنها تحل محلها في لغة من قال: "هاك" و"هاكما"، و"هاكم"، و"هاكن"، لن "الكاف" لا تبدل من "الهمزة"، ولا "الهمزة" منها.
وقيل: "هاؤم": كلمة وضعت لإجابة الداعي عند الفرح والنشاط، وفي الحديث أنه عليه الصلاة والسلام ناداه أعرابي بصوت عال، فجاوبه عليه الصلاة والسلام هاؤم بصولة صونه.
انظر ابن يعيش[
34:4-46، 126:8]، الخصائص [196:2]، المخصص [90:14-91]، وإصلاح المنطق [290-291].


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 02:45 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي هيت

هيت
{وغلقت الأبواب وقالت هيت لك} [23:12]
في المقرب [
32:1]: «(هيت)، بكسر "الهاء" وفتحها، أي أسرع».
وقال الرضي [
67:2]: «ومنها (هيت) مفتوح "الهاء"، مثلث "التاء" "كثاء" (حيث). وفيه لغة رابعة، هي كسر "الهاء" وفتح "التاء"، ومعناه: أقبل وتعال، وقال الزمخشري: أسرع.
وإذا بين "باللام" نحو (هيت لك) فهو صوت قائم مقام المصدر، واجب البناء، نظرا إلى الأصل مع كونه مصدرًا، وإذا لم يبين "باللام" فهو صوت قائم مقام المصدر قائم مقام الفعل فيكون اسم فعل».
في معاني القرآن للفراء [
40:2]: «ويقال إنها لغة لهل حوران سقطت إلى مكة فتكلموا بها».
وفي المشكل [
425:1-426]: «هي لفظة مبنية غير مهموزة، يجوز فيها فتح "التاء" وكسرها وضمها، والكسر فيه بعد لاستثقال الكسرة بعد "الياء". ومعناها: الاستجلاب ليوسف إلى نفسها، بمعنى: هلم لك».
وفي البيان [
27:2]: «هيت لك، اسم لهلم ولذلك كانت مبنية»...
وفي البحر [
293:5-294]: «هيت: اسم فعل بمعنى أسرع. و(لك) للتبيين، أي لك أقول، أمرته بأن يسرع إليها. وزعم الكسائي والفراء أنها لغة حورانية وقعت إلى أهل الحجاز فتكلموا بها، ومعناها تعال، وقال أبو زيد: هي عبرانية هيتلخ، أي تعالى فأعربه القرآن. وقال ابن عباس والحسن بالسريانية، وقال السدي: بالقبطية: هلم لك. وقال مجاهد وغيره: عربية تدعوه بها إلى نفسها، وهي كلمة حث وإقبال.
ولا يبعد اتفاق اللغات في لفظ فقد وجد ذلك في كلام العرب مع لغات غيرهم...».
وفي مجاز القرآن لأبي عبيدة [
305:1]: «(وقالت هيت لك): أي هلم لك، أنشدني أبو عمرو بن العلاء:
أبلغ امير المؤمنين أخا العراق إذا أتينا.
أن العراق وأهله .... عنق إليك فهيت هينا
يريد علي بن أبي طالب رحمه الله، أي تعالى وتقرب وادنه، وكذلك لفظ (هيت) للاثنين وللجميع من الذكر والأنثى سواء، إلا أن العدد فيما بعدهما، تقول: هيت لكما وهيت لكن».

القراءات
في النشر [
293:2-295]: «واختلفوا في (هيت لك): فقرأ المدنيان وابن ذكوان بكسر "الهاء" وفتح "التاء" من غير "همز"، واختلف عن هشام..
وقرأ ابن كثير بفتح "الهاء" وضم "التاء" من غير "همز"، وقرأ الباقون بفتح "الهاء" و"التاء" من غير "همز"».
الإتحاف: [
263]، غيث النفع:[ 134-135]، الشاطبية: [127]، البحر[293:5-294]، ابن خالويه: [63] وفي الكشف عن وجوه القراءات لمكي [8:2-9]: «قرأه نافع وابن عامر بكسر "الهاء" وفتح "التاء" غير أن هشامًا "همز" موضع "الياء" "همزة" ساكنة، وقرأ الباقون بفتح "التاء" و"الهاء" من غير "همز"، غير أن ابن كثير ضم "التاء"، وفتح "التاء" وكسرها لغتان، وفتح "التاء" على المخاطبة من المرأة ليوسف، على معنى الدعاء له والاستجلاب له إلى نفسها، على معنى: هلم لك، أي تعال يا يوسف إلي.
فأما من ضم "التاء" فعلى الإخبار عن نفسها بالإتيان إلى يوسف، ودل على ذلك قراءة من "همز"، لأنه يجعله من (تهيأت لك)، تخبر عن نفسها أنها متصنعة له متهيئة، وقد تحتمل قراءة من لم يهمز أن تكون على إرادة "الهمز"، لكن خفف الهمزة، فيكون من (تهيأت) فيكون فعلاً، ولا يحسن ذلك ويتمكن إلا قراءة من ضم "التاء"، لأنها تخبر عن نفسها بذلك و"التاء" مضمومة، ويبعد "الهمز" في قراءة من فتح "التاء"، لأنه إذا فتح "التاء" فإنه يخاطب، و"تاء" المخاطب مفتوحة، فيصير المعنى أنها تخبره أنه تهيأ لها، والمعنى على خلاف ذلك؛ لأنها هي التي دعته وتهيأت له؛ لم يدعها هو ولا تهيأ لها؛ يعيذه الله من ذلك...
وقرأه هشام "بالهمز" وفتح "التاء"، وهو وهم عند النحويين، لأن فتح "التاء" للخطاب ليوسف، فيجب أن يكون اللفظ: قالت: هيت لي، أي تهيأت لي يا يوسف، ولم يقرأ بذلك أحد، وأيضًا فإن المعنى على خلافه، لأنه كان يفر منها ويتباعد عنها، وهي تراوده وتطلبه، وتقد قميصه، فكيف تخبره عن نفسه أنه تهيأ لها. هذا ضد حالهما.. والاختيار فتح "التاء" لصحة معناه، والهمز وتركه سواء».
وفي المحتسب[
337:1-338]: «ومن ذلك: (هئت لك) بالهمز وضم "التاء" قرأ بها على عليه السلام وأبو وائل وأبو رجاء ويحيى، واختلف عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة وطلحة بن مصرف وأبي عبد الرحمن إسحاق وأبو الأسود وعيسى الثقفي، وقرأ (هيئت لك) ابن عباس.
قال أبو الفتح: فيها لغات: هيت لك، وهيت لك؛ وهيت لك، وهيت لك. وكلها أسماء سمي بها الفعل بمنزلة "صه" و"مه" و"إيه" في ذلك.
ومعنى (هيت) وبقية أخواتها أسرع وبادر.
وقال طرفة:
ليس قوي بالأبعدين إذا ما .... قال راع من العشيرة هيت
هم يجيبون واهلم سراعًا ..... كالأبابيل لا يغادر بيت

وأما (هئت) "بالهمز" وضم "التاء" ففعل يقال فيه: هئت أهيء هيئة، وقالوا أيضًا، هئت أهاء كخفت أخاف...
وأما (هئت لك) ففعل صريح كهئت لك.. "اللام" متعلقة بنفس هيت.
كتعلقها بنفس هلم من قولهم: هلم لك، وإن شئت كانت خبر مبتدأ محذوف، أي إرادتي لك».
انظر ابن يعيش [
32:4]، أمالي الشجري [154:2]، الخصائص [279:1]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 03:23 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي لا مساس

لا مساس
1-{فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس} [67:20]
في البحر [
275:6]: «وقرأ الحسن وأبو حيوة وابن أبي عبلة وقعنب (مساس) بفتح "الميم" وكسر "السين".
فقال صاحب اللوامح وهو على صورة نزال ونظار من أسماء الأفعال بمعنى انزل وانظر.. وكلام الزمخشري وابن عطية يدل على أن (مساس) معدول عن المصدر الذي هو المسة كفجار معدول عن الفجرة».
وفي المحتسب[
56:2-57]: «ومن ذلك قراءة أبي حيوة: (لا مساس).
قال أبو الفتح: أما قراءة الجماعة: (لا مساس) فواضحة لأنه المماسة، ماسسته مماسًا كضرابه ضرابًا لكن في قراءة من قرأ (لا مساس) نظرًا، وذلك أن (مساس) هذه كنزال ودراك وحذار، وليس هذا الضرب من الكلام- أعني ما سمي به الفعل- مما تدخل "لا" النافية للنكرة عليه، نحو: "لا" رجل عندك.. فلا إذن في وله: (لا مساس) نفي للفعل، كقولك: لا أمسك، ولا أقرب منك، فكأنه حكاية قول القائل.. أي لا أقول: مساس..
فإن قال قائل: فأنت لا تقول: مساس في معنى أمسس. قيل: ليس هذا أول معتقد معتزم تقديرًا، وإن لم يخرج إلى الفظ استعمالاً، ألا ترى إلى ملامح وليال في قول سيبويه ومذاكير ومشابه لا آحاد لها مستعملة، وإنما هي مرادة متصورة معتقدة.. فكذلك (لا مساس) جاء على أنه قد استعمل منه الأمر مساس، فنفى على تصور الحكاية».


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 03:24 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي لزام

لزام
{فسوف يكون لزامًا} [77:25]
نقل ابن خالويه عن أبي السمال أنه قرأ: (لزام) على وزن حذام جعله مصدرًا معدولاً عن اللزمة كفجار معدول عن الفجرة.
البحر [
518:6]، ابن خالويه [89]


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 03:25 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي عليكم أنفسكم

عليكم أنفسكم
{يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم} [105:5]
في سيبويه [
127:1]: «وإذا قال: عليك زيدًا، فكأنه قال له: ائت زيدًا، ألا ترى أن للمأمور اسمين: اسمًا للمخاطبة مجرورًا، واسمه الفاعل المضمر في النية؛ كما كان اسم فاعل مضمر في النية حين قال: على، فإذا قلت: عليك فله اسمان: مجرور ومرفوع، ولا يحسن أن تقول: عليك وأخيك...».
وفي المقتضب [
211:3]: «واعلم أنك إذا قلت: عليك زيدًا ففي عليك اسمان:
أحدهما: المرفوع الفاعل، والآخر: هذه "الكاف" المخفوضة. تقول: عليكم أنفسكم أجمعون زيدًا، فتجعل قولك: (أجمعون) للفاعل، وتجعل قولك: (أنفسكم) "للكاف"، وإن شئت أجريتهما جميعًا على "الكاف"، فخفضته، وإن شئت أكمدت ورفعتهما».
وفي التسهيل [
213]: «وعليك وعلى وعليه بمعنى الزم وأولني، وليلزم، ويقيس على هذه الكسائي وعلى قرقار الأخفش (وافق سيبويه على القياس على فعال».
في معاني القرآن للفراء[
322:1-323]: (عليكم أنفسكم) هذا أمر من الله عز وجل. والعرب تأمر من الصفات بعليك، وعندك، ودونك، وإليك، يريدون: تأخر، كما تقول: وراءك وراءك، فهذه الحروف كثيرة، وزعم الكسائي أنه سمع: بيكما البعير فخذاه، فأجاز ذلك في كل الصفات التي قد تفرد، ولم يجزه في "اللام"، ولا في "الباء" ولا في "الكاف".. قال الفراء: وسمعت بعض بني سليم يقول في كلامه: كما أنتني ومكانكني، يريد: انتظرني في مكانك
ولا تقدر من ما نصبته هذه الحروب قبلها.
الصفات: يريد بها الظروف والجار المجرور.
وفي البحر [
36:4-37]: (عليكم) من كلم الإغراء، وهو معدود في أسماء الأفعال، فإن أن الفعل متعديًا كان اسمه متعديًا، وإن كان لازمًا كان لازمًا. و(عليكم) اسم لقولك: الزم فهو متعد، فلذلك نصب المفعول به، والتقدير هنا: عليكم إصلاح أنفسكم، أو هداية أنفسكم. وإذا كان المغرى به مخاطبًا جاز أن يؤتى بالضمير منفصلاً، فتقول: عليك إياك، أو يؤتى بالنفس بدل الضمير، فتقول: عليك نفسك.
وحكى الزمخشري عن نافع أنه قرأ: (عليكم أنفسكم) بالرفع، وهي قراءة شاذة تخرج على وجهين:
أحدهما: أن يرفع على أنه مبتدأ و(عليكم) الخبر، والمعنى على الإغراء.
والوجه الثاني: أن يكون توكيدًا للضمير المستكن في (عليكم) ولم يؤكد بمضمر منفصل، إذ قد جاء ذلك قليلاًن ويكون مفعول (عليكم) محذوفًا والتقدير: هدايتكم».
الكشاف [
685:1-686]


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 03:25 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي مكانكم

مكانكم
{ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم} [28:10]
في الكشاف [
343:2]: «(مكانكم): الزموا مكانكم لا تبرحوا حتى تنظروا ما يفعل بكم. و(أنتم) تأكيدًا للضمير في (مكانكم) لسده مسد قوله: (الزموا) و(شركاؤكم) عطف عليه وقرئ (وشركاءكم) على أن "الواو" بمعنى "مع"».
وفي البحر [
151:5-152]: «(مكانكم) عده النحوين في أسماء الأفعال، وقدر باثبتوا، كما قال:
وقولي كلما جشأت وجاشت ..... مكانك تحمدي أو تستريحي
أي اثبتي، ولكونها بمعنى اثبتي جزم (تحمدي) وتحملت ضميرًا فأكد وعطف عليه في قوله: (انتم وشركاؤكم). والحركة التي في (مكانك) و(دونك) أهي حركة إعراب أو حركة بناء؟ تبتنى على الخلاف الذي بين النحويين في أسماء الأفعال: ألها موضع من الإعراب أم لا؟.. واختلفوا في (أنتم) فالظاهر ما ذكرناه من أنه توكيد للضمير المستكن في (مكانكم) و(شركاؤكم) عطف على ذلك الضمير المستكن، وهو قول الزمخشري».
وتقديره: (الزموا) وأن (مكانكم) قام مقامه فيحمل الضمير الذي في الزموا ليس بجيد، إذ لو كان كذلك لكان (مكانك) الذي هو اسم فعل يتعدى كما يتعدى (الزموا).. ولكنك (مكانك) لا يتعدى قدره النحوين باثبت، واثبت لا يتعدى..».


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 17 شعبان 1434هـ/25-06-2013م, 03:26 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي وراءكم

وراءكم
{قيل ارجعوا وراءكم} [13:57]
في البيان [
421:2]: (وراء) هنا اسم لارجعوا، وليس بظرف لارجعوا قبله، وفيه ضمير لقيامه مقام الفعل، ولا يكون ظرفًا للرجوع، لعدم الفائدة فيه، لأن لفظ (الرجوع يغني عنه ويقوم مقامه)». العكبري [135:2]
وفي النهر [
220:8]: «{وراءكم}: منصوب ب(ارجعوا) أمر توبيخ وطرد».
وانظر باب أسماء الأفعال في القراء في الإعراب المنسوب للزجاج [
141:1-159].


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة