العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 شعبان 1431هـ/19-07-2010م, 11:27 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة القيامة

التفسير اللغوي لسورة القيامة

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 ذو الحجة 1431هـ/7-11-2010م, 10:46 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 10]


{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)}

تفسير قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {لا أقسم...} كان كثير من النحويين يقولون: (لا) صلة... ولا يبتدأ بجحد، ثم يجعل صلة يراد به الطرح؛ لأن هذا الوجاز لم يعرف خبر فيه جحد من خبر لا جحد فيه. ولكن القرآن جاء بالرد على الذين أنكروا: البعث، والجنة، والنار، فجاء الإقسام بالرد عليهم في كثير من الكلام المبتدأ منه، وغير المبتدأ: كقولك في الكلام: لا والله لا أفعل ذاك؛ جعلوا (لا) وإن رأيتها مبتدأة ردًّا لكلامٍ قد كان مضى، فلو ألقيت (لا) مما ينوى به الجواب لم يكن بين اليمين التي تكون جوابا، واليمين التي تستأنف فرق. ألا ترى أنك تقول مبتدئا: والله إن الرسول لحق، فإذا قلت: لا والله إن الرسول لحق، فكأنك أكذبت قوما أنكروه، فهذه جهة (لا) مع الإقسام، وجميع الأيمان في كل موضع ترى فيه (لا) مبتدأ بها، وهو كثير في الكلام.
وكان بعض من لم يعرف هذا الجهة فيما ترى يقرأ "لأقسم بيوم القيامة" ذكر عن الحسن يجعلها (لاما) دخلت على أقسم، وهو صواب؛ لأن العرب تقول: لأحلف بالله ليكونن كذا وكذا، يجعلونه (لاما) بغير معنى (لا)). [معاني القرآن: 3/207]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} مجازها أقسم بيوم القيامة وأقسم بالنفس اللوامة). [مجاز القرآن: 2/277]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله عز وجل: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}، «لا» صلة، أريد بها تكذيب الكفار، لأنهم قالوا: لا قيامة). [تفسير غريب القرآن: 499]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما زيادة (لا) في قوله: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}. وقوله: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ}، و: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}: فإنها زيدت في الكلام على نية الرّد على المكذبين، كما تقول في الكلام: لا والله ما ذاك كما تقول. لو قلت: والله ما ذاك كما تقول، لكان جائزا، غير أن إدخالك (لا) في الكلام أوّلا، أبلغ في الرّدّ.
وكان بعض النحويين يجعلها صلة. ولو جاز هذا لم يكن بين خبر فيه الجحد، وخبر فيه الإقرار فرق). [تأويل مشكل القرآن: 246-247]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)} لا اختلاف بين الناس أن معناه أقسم بيوم القيامة.
واختلفوا في تفسير "لا"، فقال بعضهم "لا" لغو وإن كانت في أول السورة، لأن القرآن كله كالسورة الواحدة، لأنه متصل بعضه ببعض فجعلت "لا" ههنا بمنزلتها في قوله: {لئلّا يعلم أهل الكتاب}.
وقال بعض النحويين: "لا" رد لكلامهم. كأنهم أنكروا البعث فقيل لا ليس الأمر كما ذكرتم أقسم بيوم القيامة، وقوله: (إنكم مبعوثون) دلّ على الجواب). [معاني القرآن: 5/251]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ولا أقسم بالنّفس اللّوّامة...}
ليس من نفس برّة ولا فاجرة إلاّ وهي تلوم نفسها إن كانت عملت خيراً قالت: هلا ازددت، وإن كانت عملت سوءًا قالت: ليتني قصرت! ليتني لم أفعل! ). [معاني القرآن: 3/207-208]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} مجازها أقسم بيوم القيامة وأقسم بالنفس اللوامة). [مجاز القرآن: 2/277] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):{النَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} أي تلوم نفسها يوم القيامة). [تفسير غريب القرآن: 499]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما زيادة (لا) في قوله: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}. وقوله: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ}، و: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}: فإنها زيدت في الكلام على نية الرّد على المكذبين، كما تقول في الكلام:لا والله ما ذاك كما تقول. لو قلت: والله ما ذاك كما تقول، لكان جائزا، غير أن إدخالك (لا) في الكلام أوّلا، أبلغ في الرّدّ.
وكان بعض النحويين يجعلها صلة. ولو جاز هذا لم يكن بين خبر فيه الجحد، وخبر فيه الإقرار فرق). [تأويل مشكل القرآن: 246-247](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (و{النفس اللوامة} تفسيرها أن كل نفس تلوم صاحبها في الآخرة إن كان عمل شرّا لامته نفسه، وأن كان عمل خيرا لامته على ترك الاستكثار منه). [معاني القرآن: 5/251]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({النَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} التي تلوم نفسها يوم القيامة، إمّا على الازدياد من الخير، وإمّا على ترك فعل الشرّ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 286]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ * بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} هذا مفسر في كتاب «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 499]

تفسير قوله تعالى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ...} جاء في التفسير: بلى نقدر على أن نسوى بنانه، أي: أن نجعل أصابعه مصمّتة غير مفصلة كخف البعير، فقال: بلى قادرين على أن نعيد أصغر العظام كما كانت، وقوله: {قادرين} نصبت على الخروج من {نجمَعَ}، كأنك قلت في الكلام: أتحسب أن لن نقوى عليك، بلى قادرين على أقوى منك. يريد: بلى نقوى قادرين، بلى نقوى مقتدرين على أكثر من ذا.
ولو كانت رفعا على الاستئناف، كأنه قال: بلى نحن قادرون على أكثر من ذا ـ كان صوابا.
وقول الناس: بلى نقدر، فلما صرفت إلى قادرين نصبت- خطأٌ؛ لأن الفعل لا ينصب بتحويله من يفعل إلى فاعل. ألا ترى أنك تقول: أتقوم إلينا؛ فإن حولتها إلى فاعل قلت: أقائم، وكان خطأ أن تقول: أقائماً أنت إلينا؟ وقد كانوا يحتجون بقول الفرزدق:
على قسمٍ لا أشتم الدهر مسلما = ولا خارجا من في زور كلام
فقالوا: إنما أراد: لا أشتم، ولا يخرج، فلما صرفها إلى خارج نصبها، وإنما نصب لأنه أراد: عاهدت ربي لا شاتما أحدا، ولا خارجاً من في زور كلام. وقوله: لا أشتم في موضع نصب). [معاني القرآن: 3/208]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}
قال: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} أي: على أن نجمع. أي: بلى نجمعها قادرين. وواحد "البنان": بنانةٌ). [معاني القرآن: 4/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}: أطرافه حتى يكون كحافر حمار أو كخف بعير مصمته). [غريب القرآن وتفسيره: 401]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ * بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} هذا مفسر في كتاب «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 499](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)} المعنى: بلى لنجمعنكم قادرين، المعنى أقسم بيوم القيامة والنّفس اللّوّامة لنجمعنّها قادرين على أن نسوّي بنانه.
وجاء في التفسير: بلى نقدر على أن نجعله كخفّ البعير. والذي هو أشكل بجمع العظام بلى نجمعها قادرين، على تسوية بنانه على ما كانت، وإن قلّ عظامها وصغرت وبلغ منها البلى). [معاني القرآن: 5/251]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ} أي نجعل أصابعه ملتصقة لا فتح بينهنّ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 286]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَنَانَهُ}: أطرافه). [العمدة في غريب القرآن: 325]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ليفجر أمامه...}...
- وحدثني قيس عن أبي حصين عن سعيد بن جبير في قوله: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه} قال: يقول: سوف أتوب سوف أتوب.
وقال الكلبي: يكثر الذنوب، ويؤخر التوبة). [معاني القرآن: 3/208]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ * بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} هذا مفسر في كتاب «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 499](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ}.
هذا ردّ من الله عليهم، وذلك أنهم ظنوا أن الله لا ينشر الموتى، ولا يقدر على جمع العظام البالية، فقال: بلى، فاعلموا أنّا نقدر على رد السّلاميات على صغرها، ونؤلّف بينها حتى يستوي البنان. ومن قدر على هذا فهو على جمع كبار العظام أقدر. ومثل هذا رجل قلت له: أتراك تقدر على أن تؤلّف هذا الحنظل في خيط؟ فيقول لك: نعم وبين الخردل.
وأما قوله سبحانه: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} فقد كثرت فيه التفاسير:
- فقال سعيد بن جبير: يقول: سوف أتوب، سوف أتوب.
- وقال الكلبي: يكثر الذنوب، ويؤخّر التوبة.
- وقال آخرون: يتمنّى الخطيئة.
- وفيه قول آخر: على طريق الإمكان- إن كان الله تعالى أراده- وهو: أن يكون الفجور بمعنى: التكذيب بيوم القيامة، ومن كذّب بحق فقد فجر. وأصل الفجور: الميل، فقيل للكاذب والمكذّب والفاسق: فاجر؛ لأنه مال عن الحق.
وقال بعض الأعراب لعمر بن الخطاب رحمه الله- وكان أتاه فشكى إليه نقب إبله ودبرها واستحمله فلم يحمله-:
أقسم بالله أبو حفص عمر = ما مسّها من نقب ولا دبر
فاغفر له اللهمّ إن كان فجر
أي: كذب. وهذا وجه حسن لأن الفجور اعتراض بين كلامين من أسباب يوم القيامة:
أولهما: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ}؟
والآخر: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}؟ فكأنه قال: أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه في الآخرة؟ بلى نقدر على أن نجمع ما صغر منها ونؤلف بينه.
{بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} أي: ليكذّب بيوم القيامة وهو أمامه، فهو يسأل {أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} أي متى يكون؟). [تأويل مشكل القرآن: 346-347]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {بل يريد الإنسان ليفجر أمامه (5)} معناه أنه يسوّف بالتوبة، ويقدّم الأعمال السيئة.
ويجوز -واللّه أعلم- أن يكون معناه ليكفر بما قدّامه. ودليل ذلك قوله: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}. فيفجر أمامه على هذا -واللّه أعلم- يكذّب بما قدّامه من البعث). [معاني القرآن: 5/252]

تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}؟ أي متى يوم القيامة؟). [تفسير غريب القرآن: 499]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5)}.
هذا ردّ من الله عليهم، وذلك أنهم ظنوا أن الله لا ينشر الموتى، ولا يقدر على جمع العظام البالية، فقال: بلى، فاعلموا أنّا نقدر على رد السّلاميات على صغرها، ونؤلّف بينها حتى يستوي البنان. ومن قدر على هذا فهو على جمع كبار العظام أقدر. ومثل هذا رجل قلت له: أتراك تقدر على أن تؤلّف هذا الحنظل في خيط؟ فيقول لك: نعم وبين الخردل.
وأما قوله سبحانه: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} فقد كثرت فيه التفاسير:
- فقال سعيد بن جبير: يقول: سوف أتوب، سوف أتوب.
- وقال الكلبي: يكثر الذنوب، ويؤخّر التوبة.
- وقال آخرون: يتمنّى الخطيئة.
- وفيه قول آخر: على طريق الإمكان- إن كان الله تعالى أراده- وهو: أن يكون الفجور بمعنى: التكذيب بيوم القيامة، ومن كذّب بحق فقد فجر. وأصل الفجور: الميل، فقيل للكاذب والمكذّب والفاسق: فاجر؛ لأنه مال عن الحق.
وقال بعض الأعراب لعمر بن الخطاب رحمه الله- وكان أتاه فشكى إليه نقب إبله ودبرها واستحمله فلم يحمله-:
أقسم بالله أبو حفص عمر = ما مسّها من نقب ولا دبر
فاغفر له اللهمّ إن كان فجر
أي: كذب. وهذا وجه حسن لأن الفجور اعتراض بين كلامين من أسباب يوم القيامة:
أولهما: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ}؟
والآخر: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}؟ فكأنه قال: أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه في الآخرة؟ بلى نقدر على أن نجمع ما صغر منها ونؤلف بينه.
{بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} أي: ليكذّب بيوم القيامة وهو أمامه، فهو يسأل {أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} أي متى يكون؟). [تأويل مشكل القرآن: 346-347]
(م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أيان أيّان: بمعنى متى، ومتى بمعنى: أيّ حين. ونرى أصلها: أيّ أوان، فحذفت الهمزة والواو، وجعل الحرفان واحدا، قال الله تعالى: {أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}؟، أي متى يبعثون؟ و{أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}). [تأويل مشكل القرآن: 522](م)

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ...} قرأها الأعمش وعاصم والحسن وبعض أهل المدينة (برق) بكسر الراء، وقرأها نافع المدني (فإذ برق البصر) بفتح الراء من البريق: شخص، لمن فتح، وقوله "برق": فزع، أنشدني بعض العرب:
نعاني حنانة طوبالةً = تسفّ يبيسًا من العشرق
فنفسك فانع ولا تنعني = وداو الكلوم ولا تبرق
فتح الراء أي: لا تفزع من هول الجراح التي بك، كذلك يبرق البصر يوم القيامة.
ومن قرأ "برق" يقول: فتح عينيه، ويرق بصره أيضا لذلك). [معاني القرآن: 3/209]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ} إذا شق البصر وقال الكلابي:
لمّا أتاني ابن صبيحٍ راغباً = أعطيته عيساً صهاباً فبرق).[مجاز القرآن: 2/277]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({بَرِقَ الْبَصَرُ}: شق البصر). [غريب القرآن وتفسيره: 401]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ}: إذا حار عند الموت.
وأصل «البرق»: الدهش. يقال: برق الرجل يبرق برقا. ومن قرأ: (برق)، أراد: بريقه إذا شخص). [تفسير غريب القرآن: 499]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7)} ويقرأ (بَرَقَ البَصَر).
فمن قرأ (بَرِق) فمعناه فزع وتحيّر.
ومن قرأ (بَرَقَ) فهو من بَرَقَ يبرق. من بريق العينين). [معاني القرآن: 5/252]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({بَرِقَ الْبَصَرُ} أي: تحير). [ياقوتة الصراط: 543]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَرِقَ الْبَصَرُ} معناه حارَ بعد الموت. وأصله الدهَش، ومن قرأ (بَرَقَ) بالفتح: أراد بريقه إذا شخص). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 286]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَرِقَ}: دهش). [العمدة في غريب القرآن: 325]

تفسير قوله تعالى: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ...} ذهب ضوءه). [معاني القرآن: 3/209]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وَخَسَفَ الْقَمَرُ} وكسف القمر واحد، ذهب ضوءه). [مجاز القرآن: 2/277]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وَخَسَفَ الْقَمَرُ}: وكسفت الشمس. ذهب ضوؤه). [غريب القرآن وتفسيره: 401]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وَخَسَفَ الْقَمَرُ} و«كسف» واحد).
[تفسير غريب القرآن: 499]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8)} أي ذهب ضوء القمر). [معاني القرآن: 5/252]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خَسَفَ}: كسف). [العمدة في غريب القرآن: 325]

تفسير قوله تعالى: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل:{وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ...}. [وفي قراءة عبد الله] (وجمع بين الشمس والقمر) يريد: في ذهاب ضوئها أيضا فلا ضوء لهذا ولا لهذه. فمعناه: جمع بينهما في ذهاب الضوء كما تقول: هذا يوم يستوي فيه الأعمى والبصير أي: يكونان فيه أعميين جميعا. ويقال: جمعا كالثورين العقيرين في النار. وإنما قال: جمع ولم يقل: جمعت لهذا؛ لأن المعنى: جمع بينهما فهذا وجه، وإن شئت جعلتهما جميعا في مذهب ثورين. فكأنك قلت: جمع النوران، جمع الضياءان، وهو قول الكسائي: وقد كان قوم يقولون: إنما ذكرنا فعل الشمس لأنها لا تنفرد بجمع حتى يشركها غيرها، فلما شاركها مذكر كان القول فيهما جمعا، ولم يجر جمعتا، فقيل لهم: كيف تقولون الشمس جمع والقمر؟
فقالوا: جمعت، ورجعوا عن ذلك القول). [معاني القرآن: 3/209-210]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} لتذكير القمر). [مجاز القرآن: 2/277]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 38].
قوله: {تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} أي: إلى مستقر لها، كما تقول: هو يجري لغايته وإلى غايته.
ومستقرّها: أقصى منازلها في الغروب، وذلك لأنها لا تزال تتقدم في كل ليلة حتى تنتهي إلى أبعد مغاربها ثم ترجع، فذلك مستقرها لأنها لا تجاوزه.
وقرأ بعض السلف: والشمس تجري لا مستقر لها والمعنى أنها لا تقف، ولا تستقر، ولكنها جارية أبدا.
وقوله: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} يريد: أنه ينزل كل ليلة منزلا، ومنازله ثمانية وعشرون منزلا عندهم، من أول الشهر إلى ثمان وعشرين ليلة منه ثم يستسرّ. وهذه المنازل هي النجوم التي كانت العرب تنسب إليها الأنواء، وأسماؤها عندهم الشّرطان والبطين، والثّريّا، والدّبران، والهقعة، والهنعة، والذّراع، والنّثرة، والطّرف، والجبهة، والزّبرة، والصّرفة، والعوّاء، والسّماك، والغفر، والزّباني، والإكليل، والقلب، والشّولة، والنّعائم، والبلدة، وسعد الذّابح، وسعد بلع، وسعد السّعود، وسعد الأخبية، وفرغ الدّلو المقدّم، وفرغ الدّلو المؤخّر، والرّشا وهو الحوت. وإذا صار القمر في آخر منازله دقّ حتى يعود كالعرجون القديم وهو العذق اليابس. والعرجون إذا يبس دقّ واستقوس حتى صار كالقوس انحناء، فشبّه القمر به ليلة ثمانية وعشرين.
ثم قال سبحانه: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} يريد: أنهما يسيران الدّهر دائبين ولا يجتمعان، فسلطان القمر بالليل، وسلطان الشمس بالنهار، ولو أدركت الشمس القمر لذهب ضوءه، وبطل سلطانه، ودخل النهار على الليل.
يقول الله جل وعز حين ذكر يوم القيامة: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} وذلك عند إبطال هذا التدبير، ونقض هذا التأليف.
{وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} يقول: هما يتعاقبان، ولا يسبق أحدهما الآخر: فيفوته ويذهب قبل مجيء صاحبه.{وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} أي: يجرون، يعني الشمس والقمر والنجوم). [تأويل مشكل القرآن: 316-318](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9)} أي جمعا في ذهاب نورهما). [معاني القرآن: 5/252]

تفسير قوله تعالى: {يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {أين المفرّ...}. قرأه الناس المفر بفتح الفاء...
- وحدثني يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن رجل عن ابن عباس أنه قرأ: "أين المفر" وقال: إنما المفر مفر الدابة حيث تفر، وهما لغتان: المفر والمفر، والمدبّ والمدبّ. وما كان يفعل فيه مكسورا مثل: يدب، ويفر، ويصح، فالعرب تقول: مفر ومفر، ومصح ومصح، ومدب ومدب.
أنشدني بعضهم:
كأن بقايا الأثر فوق متونه = مدب الدّبى فوق النقا وهو سارح
ينشدونه: مدب، وهو أكثر من مدب. ويقال: جاء على مدب السيل، ومدب السيل، وما في قميصه مصح ولا مصحٌّ). [معاني القرآن: 3/210]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} وقال: {أين المفرّ} أي: أين الفرار. وقال الشاعر:
يا لبكر أنشروا لي كليباً = يا لبكر أين أين الفرار
لأنّ كلّ مصدرٍ يبنى هذا البناء فإنما يجعل "مفعلاً" وإذا أراد المكان قال: {المفرّ} وقد قرئت {أين المفرّ} لأنّ كلّ ما كان فعله على "يفعل" كان "المفعل" منه مكسورا نحو "المضرب" إذا أردت المكان الذي يضرب فيه). [معاني القرآن: 4/39]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)}
ويقرأ (أين المفرّ) -بكسر الفاء- فمن فتح فهو بمعنى أين الفرار، ومن كسر فعلى معنى أين مكان الفرار.
والمفعل من مثل جلست بفتح العين، وكذلك المصدر، تقول: جلست مجلسا -بفتح اللام- بمعنى جلوسا. فإذا قلت جلست مجلسا، فأنت تريد المكان). [معاني القرآن: 5/252]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 ذو الحجة 1431هـ/7-11-2010م, 10:49 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 11 إلى 25]


{كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15) لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)}

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا لَا وَزَرَ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كلاّ لَا وَزَرَ...} والوزر: الملجأ). [معاني القرآن: 3/210]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({لَا وَزَرَ} لا جبل، قال ابن الذئبة:
لعمرك ما للفتى من وزر = من الموت ينجيه والكبر).
[مجاز القرآن: 2/277]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({كلا لَا وَزَرَ}: لا ملجأ). [غريب القرآن وتفسيره: 401]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كلّا لَا وَزَرَ} أي لا ملجأ.
وأصل «الوزر»: الجبل [أو الحصن] الذي يمتنع فيه). [تفسير غريب القرآن: 499-500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلم تعالى أنه لا حرز لهم ولا محيص. فقال: {كَلَّا لَا وَزَرَ (11)} الوزر في كلام العرب الجبل الّذي يلجأ إليه: هذا أصله، وكل ما التجأت إليه وتخلّصت به فهو وَزَر). [معاني القرآن: 5/252]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كَلَّا لَا وَزَرَ} أي لا ملجأ. وقيل: لا براح. وأصل الوزر الذي يمتنع فيه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 286]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَا وَزَرَ}: لا ملجأ). [العمدة في غريب القرآن: 325]

تفسير قوله تعالى: {يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ينبّأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم...} يريد: ما أسلف من عمله، وما أخر من سنة تركها بعمل بها من بعده، فإن سنّ سنة حسنة كان له مثل من يعمل بها من غير أن ينتقصوا، وإن كانت سنة سيئة عذب عليها، ولم ينقص من عذاب من عمل بها شيئا). [معاني القرآن: 3/210-211]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ينبّأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم}: من عمل الخير والشر، {وأخّر}: من سنة عمل بها بعده). [تفسير غريب القرآن: 500]

تفسير قوله تعالى: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ...} يقول: على الإنسان من نفسه رقباء يشهدون عليه بعمله: اليدان، والرجلان، والعينان، والذكر، قال الشاعر:
كأنّ على ذي الظن عيناً بصيرةً = بمقعده أو منظرٍ هو ناظره
يحاذر حتى يحسب الناس كلّهم = من الخوف لا تخفى عليهم سرائره). [معاني القرآن: 3/211]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} جاءت هذه الهاء في صفة الذكر كما جاءت في رواية وعلامة وطاغية). [مجاز القرآن: 2/277]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({بل الإنسان على نفسه بصيرةٌ} وقال: {بل الإنسان على نفسه بصيرةٌ} فجعله هو البصيرة كما تقول للرجل: "أنت حجّةٌ على نفسك"). [معاني القرآن: 4/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {بل الإنسان على نفسه بصيرةٌ ولو ألقى معاذيره} أي شهيد عليها بعملها بعده، ولو اعتذر. يريد: شهادة جوارحه. ويقال: «أراد: بل على الإنسان - من نفسه - بصيرة»). [تفسير غريب القرآن: 500]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله سبحانه: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} أي: بل على الإنسان من نفسه بصيرة. يريد شهادة جوارحه عليه، لأنها منه، فأقامه مقامها.
قال الشاعر:
ترى الثَّور فيها مُدخلَ الظلَّ رأسَه = وسائرُهُ بادٍ إلى الشَّمْسِ أَجمعُ
أراد (مدخل رأسه الظلّ) فقلب، لأن الظلّ التبس برأسه فصار كل واحد منهما داخلا في صاحبه.
والعرب تقول: (اعرض النّاقة على الحوض) تريد: اعرض الحوض على الناقة، لأنك إذا أوردتها الحوض: اعترضتَ بكل واحد صاحبه.
وقال الحطيئة:
فلمَّا خشيتُ الهُونَ والعَيْرُ مُمسِكٌ = عَلَى رَغْمِهِ ما أَمْسَكَ الحبلَ حافِرُه
وكان الوجه أن يقول: (ما أمسك حافره الحبل) فقلب، لأنّ ما أمسكته فقد أمسكك، والحافر ممسك للحبل لا يفارقه ما دام به مربوطا، والحبل ممسك للحافر). [تأويل مشكل القرآن: 193-194]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {بل الإنسان على نفسه بصيرة (14) ولو ألقى معاذيره (15)} معناه بل الإنسان تشهد عليه جوارحه، قال اللّه عزّ وجلّ: {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون (24)}، وقال في موضع آخر: {حتّى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون (20)}
فأعلم اللّه أن هذه الجوارح التي يتصرفون بها شواهد عليهم). [معاني القرآن: 5/252-253]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({بصيرة} أي: شاهد). [ياقوتة الصراط: 543]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ولو ألقى معاذيره...} جاء في التفسير: ولو أرخى ستوره، وجاء: وإن اعتذر فعليه من يكذب عذره). [معاني القرآن: 3/211]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({معاذيره} ما اعتذر به من شيء). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({بل الإنسان على نفسه بصيرةٌ ولو ألقى معاذيره} أي شهيد عليها بعملها بعده، ولو اعتذر. يريد: شهادة جوارحه. ويقال: «أراد: بل على الإنسان -من نفسه- بصيرة»). [تفسير غريب القرآن: 500](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {ولو ألقى معاذيره (15)} ولو أدلى بكل حجة عنده. وجاء في التفسير المعاذير الستور، واحدها معذار). [معاني القرآن: 5/253]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({معاذيره} يقال: هي ستوره، ويقال: اعتذاره). [ياقوتة الصراط: 544]

تفسير قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {لا تحرّك به لسانك...} كان جبريل صلى الله عليه وسلم إذا نزل بالوحي على محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن قرأ بعضه في نفسه قبل أن يستتمه خوفا أن ينساه، فقيل له {لا تحرّك به لسانك لتعجل به}). [معاني القرآن: 3/211]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {لا تحرّك به لسانك لتعجل به (16)}كان جبريل عليه السلام إذا نزل بالوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم - تلاه النبي عليه السلام عليه كراهة أن ينفلت منه، فأعلم اللّه -عزّ وجلّ- أنه لا ينسيه إيّاه وأنّه يجمعه في قلبه فقال: {إنّ علينا جمعه وقرآنه (17)}). [معاني القرآن: 5/253]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({إنّ علينا جمعه} في قلبك {وقرآنه} وقراءته، أي: أن جبريل عليه السلام سيعيده عليك). [معاني القرآن: 3/211]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّ علينا جمعه وقرآنه} أي ضمّه وجمعه). [تفسير غريب القرآن: 500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إنّ علينا جمعه وقرآنه (17)} أي إنّ علينا أن نقرئك فلا تنسى، وعلينا تلاوته عليك). [معاني القرآن: 5/253]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قُرْآنَهُ}: جمعناه). [العمدة في غريب القرآن: 325]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فإذا قرأناه [فاتّبع قرآنه]...} إذا قرأه عليك جبريل عليه السلام "فاتبع قرآنه"، والقراءة والقرآن مصدران، كما تقول: راجحٌ بين الرجحان والرجوح. والمعرفة والعرفان، والطواف والطوفان). [معاني القرآن: 3/211]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه} اتبع جمعه فإذا قرأناه: جمعناه، وهي من قول العرب: ما قرأت هذه المرأة سلىً قط. قال عمرو بن كلثوم:
لم تقرأ جنيناً). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فإذا قرأناه}: جمعناه ومنه قولهم ما قرأت سلا قط). [غريب القرآن وتفسيره: 402]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({فإذا قرأناه} أي جمعناه، {فاتّبع قرآنه} أي جمعه. و«القراءة» و«القرآن» مصدران.
قال قتادة: «اتبع حلاله، و[اجتنب] حرامه»). [تفسير غريب القرآن: 500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه (18)} أي لا تعجل بالتلاوة إلى أن تقرأ عليك ما ينزل في وقته). [معاني القرآن: 5/253]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ثمّ إنّ علينا بيانه (19)} أي علينا أن ننزّله قرآنا عربيا غير ذي عوج، فيه بيان للناس). [معاني القرآن: 5/253]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كلاّ بل تحبّون العاجلة...}. {وتذرون الآخرة...} رويت عن علي بن أبي طالب، رحمه الله: "بل تحبّون، وتذرون" بالتاء، وقرأها كثير: "بل يحبون" بالياء، والقرآن يأتي على أن يخاطب المنزل عليهم أحيانا، وحينا يجعلون كالغيب، كقوله: {حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريحٍ طيّبةٍ}). [معاني القرآن: 3/211-212]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كلا...}: ردع وزجر...، وقال: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ} يريد: انته عن أن تعجل به). [تأويل مشكل القرآن: 558]

تفسير قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وجوهٌ يومئذٍ نّاضرةٌ...}. مشرقة بالنعيم). [معاني القرآن: 3/212]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ} يقال: نضر الله وجهك وقد نضر وجهك). [مجاز القرآن: 2/278]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وجوهٌ يومئذٍ نّاضرةٌ * إلى ربّها ناظرةٌ} [و] قال: {وجوهٌ يومئذٍ نّاضرةٌ} أي: حسنةٌ). [معاني القرآن: 4/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ} أي مشرقة). [تفسير غريب القرآن: 500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربّها ناظرة (23)} نضّرت بنعيم الجنّة والنّظر إلى ربّها.قال اللّه - عزّ وجلّ -: {تعرف في وجوههم نضرة النّعيم (24)}). [معاني القرآن: 5/253]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إلى ربّها ناظرةٌ} يعني -والله أعلم- بالنظر إلى الله إلى ما يأتيهم من نعمه ورزقه. وقد تقول: "و الله ما أنظر إلاّ إلى الله وإليك" أي: انتظر ما عند الله وما عندك). [معاني القرآن: 4/40]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربّها ناظرة (23)} نضّرت بنعيم الجنّة والنّظر إلى ربّها). [معاني القرآن: 5/253](م)

تفسير قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({ووجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ...} كالحة). [معاني القرآن: 3/212]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ووجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ} أي عابسة مقطّبة). [تفسير غريب القرآن: 500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ووجوه يومئذ باسرة (24) تظنّ أن يفعل بها فاقرة (25)}
{بَاسِرَةٌ}كريهة مقطبة، قد أيقنت بأن العذاب نازل بها). [معاني القرآن: 5/254]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({بَاسِرَةٌ} أي: كالحة). [ياقوتة الصراط: 544]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَاسِرَةٌ} أي عابسة مقطبة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 286]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَاسِرَةٌ}: كالحة). [العمدة في غريب القرآن: 325]

تفسير قوله تعالى: (تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {تظنّ أن يفعل بها فاقرةٌ...} والفاقرة: الداهية، وقد جاءت أسماء القيامة، والعذاب بمعاني الدواهي وأسمائها). [معاني القرآن: 3/212]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فاقرةٌ} الفاقرة الداهية وهو الوسم الذي يفقر على الأنف). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فاقرة}: داهية). [غريب القرآن وتفسيره: 402]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(و(الفاقرة): الداهية. يقال: إنها من «فقار الظهر» كأنها تكسره. تقول: فقرت الرجل، إذا كسرت فقاره. كما تقول: رأسته، إذا ضربت رأسه، وبطنته: إذا ضربت بطنه. ويقال: رجل فقير وفقر.
وقال أبو عبيدة: «هو من الوسم الذي يفقر به على الأنف»). [تفسير غريب القرآن: 500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى: {تظنّ أن يفعل بها فاقرة} توقن أن يفعل بها داهية من العذاب). [معاني القرآن: 5/253-254]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({تظن} أي: تتيقن). [ياقوتة الصراط: 544]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( (فاقرة) أي: داهية). [ياقوتة الصراط: 545]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (و(الفَاقِرَة): الداهية). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 286]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَاقِرَةٌ}: داهية). [العمدة في غريب القرآن: 326]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 ذو الحجة 1431هـ/7-11-2010م, 10:51 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 26 إلى آخر السورة]


{كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)}

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كلاّ إذا بلغت التّراقي...} يقول: إذا بلغت نفس الرجل عند الموت تراقيه، وقال من حوله: {من راقٍ}؟ هل [من] مداو؟ هل من راق؟ وظن الرجل {أنه الفراق}، علم: أنه الفراق، ويقال: "هل من راق" إن ملك الموت يكون معه ملائكة، فإذا أفاظ الميت نفسه، قال بعضهم لبعض: أيكم يرقى بها؟ من رقيت أي: صعدت). [معاني القرآن: 3/212]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({بلغت التّراقي} صارت النفس من تراقيه). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({بلغت التراقي}: واحدها ترقوة). [غريب القرآن وتفسيره: 402]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كلّا إذا بلغت التّراقي} يعني: النفس، أي صارت النفس بين تراقيه). [تفسير غريب القرآن: 500-501]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كلّا إذا بلغت التّراقي (26)}
{كلّا...} ردع وتنبيه، ومعناه ارتدعوا عما يؤدي إلى العذاب.
وقوله جلّ وعزّ: {إذا بلغت التّراقي} ذكرهم الله بصعوبة أول أيام الآخرة عند بلوغ النّفس التّرقوة). [معاني القرآن: 5/254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({التَّرَاقِيَ}: جمع ترقوة). [العمدة في غريب القرآن: 326]

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كلاّ إذا بلغت التّراقي...} يقول: إذا بلغت نفس الرجل عند الموت تراقيه، وقال من حوله: {من راقٍ}؟ هل [من] مداو؟ هل من راق؟ وظن الرجل {أنه الفراق}، علم: أنه الفراق، ويقال: "هل من راق" إن ملك الموت يكون معه ملائكة، فإذا أفاظ الميت نفسه، قال بعضهم لبعض: أيكم يرقى بها؟ من رقيت أي: صعدت). [معاني القرآن: 3/212](م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وقيل من راقٍ} من يرقى). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({من راق}: أي من يرقى). [غريب القرآن وتفسيره: 402]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وقيل: من راق}؟ أي هل أحد يرقي؟). [تفسير غريب القرآن: 501]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وقيل من راق (27)} أي من يشفي من هذه الحال، وهذا - واللّه أعلم - يقوله القائل عند البأس، أي من يقدر أن يرقي من الموت.
وقيل في التفسير: {من راق} من يرقى بروحه أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب). [معاني القرآن: 5/254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} أي: من يَرْقيها فيشفيها؟.
وقيل: معناه من يرقَى بالروح: أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 286]

تفسير قوله تعالى: {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كلاّ إذا بلغت التّراقي...} يقول: إذا بلغت نفس الرجل عند الموت تراقيه، وقال من حوله: {من راقٍ}؟ هل [من] مداو؟ هل من راق؟ وظن الرجل {أنه الفراق}، علم: أنه الفراق، ويقال: "هل من راق" إن ملك الموت يكون معه ملائكة، فإذا أفاظ الميت نفسه، قال بعضهم لبعض: أيكم يرقى بها؟ من رقيت أي: صعدت). [معاني القرآن: 3/212](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وظنّ أنّه الفراق (28)} أي وأيقن الذي تبلغ روحه إلى تراقيه أنه مفارق للدنيا). [معاني القرآن: 5/254]

تفسير قوله تعالى: {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {والتفّت السّاق بالسّاق...} أتاه أول شدة أمر الآخرة، وأشد آخر أمر الدنيا، فذلك قوله: {والتفّت السّاق بالسّاق}، ويقال: التفت ساقاه، كما يقال للمرأة إذا التصقت فخذاها: هي لفّاء). [معاني القرآن: 3/212]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({والتفّت السّاق بالسّاق} مثل شمرت عن ساقها). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والتفت الساق بالساق}: أي اشتد الأمر.
وقال بعضهم: هما الساقان إذا التفتا عند الموت وفي الكفن.
وقال بعضهم: أمر الدنيا بأمر الآخرة). [غريب القرآن وتفسيره: 402-403]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والتفّت السّاق بالسّاق}: أتاه أول شدة أمر الآخرة، وأشدّ آخر امر الدنيا.
ويقال: «هو التفاف ساقي الرجل عند السّياق». [و] هو مثل قولهم: «شمّرت عن ساقها»). [تفسير غريب القرآن: 501]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({والتفّت السّاق بالسّاق (29)} عند الموت تلتصق السّاق بالسّاق قيل والتفت آخر شدة الدنيا بأول شدّة الآخرة). [معاني القرآن: 5/254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} أي الشدّة عند الموت، قيل: هو أول ما يلقى من أمر الآخرة وشدّتها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فلا صدّق ولا صلّى} لم يصدق في الدنيا ولم يصل، "لا" ها هنا في موضع "لم". قال طرفة:
وأيّ خيسٍ لا أفأنا نهابه = وأسيافنا يقطرن من كبشه دما).
[مجاز القرآن: 2/278]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فلا صدّق ولا صلّى} وقال: {فلا صدّق ولا صلّى} أي: فلم يصدّق ولم يصلّ. كما تقول "ذهب فلا جاءني ولا جاءك"). [معاني القرآن: 4/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فلا صدّق ولا صلّى} أي لم يصدق ولم يصل). [تفسير غريب القرآن: 501]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (لا: تكون بمعنى لم، قال الله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى}، أي لم يصدّق ولم يصلّ، وقال الشاعر:
وأيّ خميس لا أفأنا نهابه = وأسيافنا يقطرن من كبشه دما؟!
أي لم نفيء نهابه.
وقال آخر:
إنْ تَغفرِ اللهمَّ تَغفرْ جَمَّا = وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلَمَّا
أي لم يلمَّ بالذُّنوب). [تأويل مشكل القرآن: 548]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فلا صدّق ولا صلّى (31)} يعنى به أبو جهل بن هشام. وجاء في التفسير إنّ لكل أمّة فرعونا، وإنّ فرعون هذه الأمّة أبو جهل بن هشام). [معاني القرآن: 5/254]

تفسير قوله تعالى: {وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32)}

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {يتمطّى...} يتبختر؛ لأن الظهر هو المطا، فيلوى ظهره تبخترا وهذه خاصة في أبي جهل). [معاني القرآن: 3/212]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({يتمطّى} جاء يمشي المطيطا وهو أن يلقى بيديه ويتكفأ). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({إلى أهله يتمطى}: يتبختر ونرى أن أصلها يتمطط فقلبت كما قلبوا تظنيت). [غريب القرآن وتفسيره: 403]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يتمطّى}: يتبختر. وأصله «يتمطط»، فقلبت الطاء فيه. ياء كما يقال: يتظنّي، وأصله: يتظنّن. ومنه «المشية المطيطاء».
وأصل الطاء في هذا كله: دال: إنما هو: مدّ يده في المشي، إذا تبختر. يقال: مددت ومططت، بمعنى واحد). [تفسير غريب القرآن: 501]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى (33)} معناه بتبختر، مأخوذ من المطا وهو الظهر). [معاني القرآن: 5/254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَتَمَطَّى} أي يتبختر، وأصله يتمطّط، فقلبت الطاء ألفاً، كما قيل: يَتَظنَّى أي: يتظنّن، ومنه (المِشْيَة المُطَيْطاء)، وأصل الطاء في هذا كلّه دال، إنّما هو مدّ يده، من التمدّد، يقال: مططت ومددت بمعنى). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أولى لك فأولى} توعد). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أولى لك فأولى}: توعد). [غريب القرآن وتفسيره: 403]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أولى لك فأولى (34)} معناه -واللّه أعلم- وليك المكروه يا أبا جهل، والعرب تقول أولى لفلان إذا دعت عليه بالمكروه). [معاني القرآن: 5/254]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({أولى لك فأولى} تهدد ووعيد). [ياقوتة الصراط: 545]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَوْلَى لَكَ}: توعد). [العمدة في غريب القرآن: 326]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أولى لك فأولى}: تهدّد ووعيد). [تفسير غريب القرآن: 501]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، وقال: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}، وقال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} كلّ هذا يراد به التأكيد للمعنى الذي كرّر به اللفظ.
وقد يقول القائل للرجل: اعجَل اعجل، وللرامي: ارمِ ارم.
وقال الشاعر:
كَمْ نِعْمَةٍ كانت لَكُم كَمْ كَمْ وَكَمْ
وقال الآخر:
هلاَّ سألت جموع كنـ = ـدةَ يوم ولَّوا أينَ أينا
وقال عوف بن الخرع:
وكادت فزارةُ تصلَى بنا = فأولى فزارةُ أولى فزارَا
وربما جاءت الصفة فأرادوا توكيدها، واستوحشوا من إعادتها ثانية لأنها كلمة واحد، فغيّروا منها حرفا، ثم أتبعوها الأولى؛ كقولهم: (عطشان نطشان) كرهوا أن يقولوا: عطشان عطشان، فأبدلوا من العين نونا. وكذلك قولهم: (حَسَن بَسَن) كرهوا أن يقولوا: حسن حسن، فأبدلوا من الحاء باء. و(شيطان لَيْطان) في أشباه له كثيرة). [تأويل مشكل القرآن: 236-237](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أولى أولى: تهدّد ووعيد، قال الله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}، وقال: {فَأَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 20]. ثم ابتدأ فقال: {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} [محمد: 21].
وقال الشاعر لمنهزم:
أُلْفِيَتَا عَيْنَاكَ عِندَ القَفَا = أَوْلَى فَأَوْلَى لَكَ ذَا وَاقِيَهْ).
[تأويل مشكل القرآن: 549]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):
({أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} تهدّد ووعيد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أن يترك سدىً} لا ينهى ولا يؤمر، يقال: أسديت حاجتي تركتها). [مجاز القرآن: 2/278]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أن يترك سدى}: مهملا لا يؤمر ولا ينهي ويقال للجميع كما يقال الواحد). [غريب القرآن وتفسيره: 403]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({أن يترك سدىً} أي يهمل: فلا يؤمر، ولا ينهي، ولا يعاقب يقال: أسديت الشيء، إذا أهملته).
[تفسير غريب القرآن: 501]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({أيحسب الإنسان أن يترك سدى (36)} أي أن يترك غير مأمور وغير منهيّ). [معاني القرآن: 5/255]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( (سدى) أي: مهملا). [ياقوتة الصراط: 545]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سُدًى} لا يُؤمر ولا يُنهى). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 287]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {مّن مّنيٍّ يمنى...}.بالياء والتاء. من قال: (يمنى) فهو المعنى، وتمنى للنطفة. وكلٌّ صوابٌ، قرأها أصحاب عبد الله بالتاء. وبعض أهل المدينة [أيضا] بالتاء). [معاني القرآن: 3/212-213]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم دلهم على البعث بالقدرة على الابتداء فقال: {ألم يك نطفة من منيّ يمنى (37)}وقرئت (تمنى) فمن قرأ (تمنى) فللفظ النطفة. ومن قرأ (يمنى) فللفظ (منيّ).
{ثمّ كان علقة فخلق فسوّى (38) فجعل منه الزّوجين الذّكر والأنثى (39)}). [معاني القرآن: 5/255]

تفسير قوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {أن يحيي الموتى...} تظهر الياءين، وتكسر الأولى، وتجزم الحاء. وإن كسرت الحاء ونقلت إليها إعراب الياء الأولى التي تليها كان صوابا، كما قال الشاعر:
وكأنها بين النساء سبيكة = تمشي بسدّة بيتها فتعيّ
أراد: فتعيا). [معاني القرآن: 3/213]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى} وقال: {على أن يحيي الموتى} وقال بعضهم {يحي الموتى} فأخفى وجعله بين الإدغام وغير الإدغام، ولا يستقيم أن تكون ههنا مدغما؛ لأن الياء الآخرة ليست تثبت على حال واحد [إذ] تصير ألفا في قولك "يحيا" وتحذف في الجزم فهذا لا يلزمه الإدغام، ولا يكون فيه إلا الإخفاء وهو بين الإدغام وبين البيان). [معاني القرآن: 4/40]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم قررهم فقال: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى (40)}). [معاني القرآن: 5/255]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة