العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة العنكبوت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 12:15 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة العنكبوت [ من الآية (28) إلى الآية (35) ]

{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:24 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولوطًا إذ قال لقومه إنّكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحدٍ من العالمين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: واذكر لوطًا إذ قال لقومه: إنّكم لتأتون الذّكران {ما سبقكم بها} يعني بالفاحشة الّتي كانوا يأتونها، وهي إتيان الذّكران {من أحدٍ من العالمين}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن خالد بن خداشٍ، ويعقوب بن إبراهيم، قالا: حدّثنا إسماعيل بن عليّة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن عمرو بن دينارٍ، في قوله {إنّكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحدٍ من العالمين} قال: ما نزا ذكرٌ على ذكرٍ حتّى كان قوم لوطٍ). [جامع البيان: 18/387-388]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولوطًا إذ قال لقومه إنّكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحدٍ من العالمين (28)
قوله تعالى: ولوطًا إذ قال لقومه
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا إسحاق بن منصورٍ، عن الحكم بن عبد الملك، عن قتادة قال: قرية لوطٍ حين رفعها جبريل عليه السّلام وفيها أربعمائة ألفٍ فسمع أهل السّماء بنباح الكلاب وأصوات الديك ثم أقلب أسفلها أعلاها
وتقدّم تفسيره.
قوله تعالى: إنّكم لتأتون الفاحشة
- حدّثنا محمّد بن إسماعيل الأحمسيّ، ثنا وكيعٌ حدّثني الصّلت بن بهرام، عن عبد الرّحمن بن مسعودٍ العبديّ، عن أبي المعتمر أو، عن أبي الجويرية الصّلت قال عليٌّ رضي اللّه، عنه على المنبر: سلوا، فقال ابن الكوّاء: تؤتى النّساء في أعجازهنّ، فقال عليٌّ: سفلت سفل اللّه بك، ألا تسمع إلى قوله: أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحدٍ من العالمين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: أتأتون الفاحشة قال: دباره.
قوله تعالى: ما سبقكم بها من أحدٍ من العالمين
- حدّثنا عليّ بن الحسن الهسنجانيّ، ثنا مسدّدٌ، ثنا إسماعيل بن عليه قال: سمعت ابن أبي نجيحٍ يقول: أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحدٍ من العالمين قال: قال عمرو بن دينارٍ: ما نزا ذكر على ذكرٍ حتّى كان قوم لوطٍ). [تفسير القرآن العظيم: 9/3053-3054]

تفسير قوله تعالى: (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا فضل عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى وتأتون في ناديكم المنكر قال كان يجامع بعضهم بعضا في المجالس). [تفسير عبد الرزاق: 2/85]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وتأتون في ناديكم المنكر قال في مجالسكم). [تفسير عبد الرزاق: 2/96]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمود بن غيلان، قال: حدّثنا أبو أسامة، وعبد الله بن بكرٍ السّهميّ، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حربٍ، عن أبي صالحٍ، عن أمّ هانئٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله تعالى: {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: كانوا يخذفون أهل الأرض ويسخرون منهم.
هذا حديثٌ حسنٌ إنّما نعرفه من حديث حاتم بن أبي صغيرة عن سماكٍ). [سنن الترمذي: 5/195]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أئنّكم لتأتون الرّجال وتقطعون السّبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلاّ أن قالوا ائتنا بعذاب اللّه إن كنت من الصّادقين (29) قال ربّ انصرني على القوم المفسدين}
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل لوطٍ لقومه {أئنّكم} أيّها القوم {لتأتون الرّجال} في أدبارهم {وتقطعون السّبيل} يقول: وتقطعون المسافرين عليكم بفعلكم الخبيث، وذلك أنّهم فيما ذكر عنهم كانوا يفعلون ذلك بمن مرّ عليهم من المسافرين، ومن ورد بلدهم من الغرباء.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {وتقطعون السّبيل} قال: السّبيل: الطّريق. المسافر إذا مرّ بهم، وهو ابن السّبيل قطعوا به، وعملوا به ذلك العمل الخبيث.
وقوله: {وتأتون في ناديكم المنكر} اختلف أهل التّأويل في المنكر الّذي عناه اللّه، الّذي كان هؤلاء القوم يأتونه في ناديهم، فقال بعضهم: كان ذلك أنّهم كانوا يتضارطون في مجالسهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عبد الرّحمن بن الأسود، قال: حدّثنا محمّد بن ربيعة، قال: حدّثنا روح بن غطيفٍ الثّقفيّ، عن عمر بن مصعبٍ، عن عروة بن الزّبير، عن عائشة، في قوله {وتأتون في ناديكم المنكر} قالت: الضّراط.
وقال آخرون: بل كان ذلك أنّهم كانوا يخذفون من مرّ بهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا أبو أسامة، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حربٍ، عن أبي صالحٍ، عن أمّ هانئٍ، قالت: سألت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن قوله {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: كانوا يخذفون أهل الطّريق ويسخرون منهم، فهو المنكر الّذي كانوا يأتون.
- حدّثنا الرّبيع، قال: حدّثنا أسدٌ، قال: حدّثنا أبو أسامة، بإسناده عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، مثله.
- حدّثنا أحمد بن عبدة الضّبّيّ، قال: حدّثنا سليم بن أخضر، قال: حدّثنا أبو يونس القشيريّ، عن سماك بن حربٍ، عن أبي صالحٍ، مولى أمّ هانئٍ، أنّ أمّ هانئٍ سئلت عن هذه الآية {وتأتون في ناديكم المنكر} فقالت: سألت عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: كانوا يخذفون أهل الطّريق، ويسخرون منهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا عمر بن أبي زائدة، قال: سمعت عكرمة، يقول في قوله {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: كانوا يؤذون أهل الطّريق، يخذفون من مرّ بهم.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثني أبي، عن عمر بن أبي زائدة، قال: سمعت عكرمة قال: الخذف.
- حدّثنا موسى، قال: أخبرنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: كان كلّ من مرّ بهم خذفوه، فهو المنكر.
- حدّثنا الرّبيع، قال: حدّثنا أسدٌ، قال: حدّثنا سعيد بن زيدٍ، قال: حدّثنا حاتم بن أبي صغيرة، قال: حدّثنا سماك بن حربٍ، عن باذام أبي صالحٍ مولى أمّ هانئٍ، عن أمّ هانئٍ، قالت: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن هذه الآية {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: كانوا يجلسون بالطّريق، فيحذفون أبناء السّبيل، ويسخرون منهم.
وقال بعضهم: بل كان ذلك إتيانهم الفاحشة في مجالسهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، قال: كان يأتي بعضهم بعضًا في مجالسهم، يعني قوله {وتأتون في ناديكم المنكر}.
- حدّثنا سليمان بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا ثابت بن محمّدٍ اللّيثيّ، قال: حدّثنا فضيل بن عياضٍ، عن منصور بن المعتمر، عن مجاهدٍ، في قوله {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: كان يجامع بعضهم بعضًا في المجالس.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عمرٍو، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: كان يأتي بعضهم بعضًا في المجالس.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثني أبي، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، قال: كانوا يجامعون الرّجال في مجالسهم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: المجالس، والمنكر: إتيانهم الرّجال.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: كانوا يأتون الفاحشة في ناديهم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: ناديهم: المجالس، والمنكر: عملهم الخبيث الّذي كانوا يعملونه، كانوا يعترضون بالرّاكب، فيأخذونه ويركبونه. وقرأ {أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون}، وقرأ: {ما سبقكم بها من أحدٍ من العالمين}.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {وتأتون في ناديكم المنكر} يقول: في مجالسكم.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: معناه: وتحذفون في مجالسكم المارّة بكم، وتسخرون منهم، لما ذكرنا من الرّواية بذلك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقوله: {فما كان جواب قومه إلاّ أن قالوا ائتنا بعذاب اللّه إن كنت من الصّادقين} يقول تعالى ذكره: فلم يكن جواب قوم لوطٍ إذ نهاهم عمّا يكرهه اللّه من إتيان الفواحش الّتي حرّمها اللّه إلاّ قيلهم: ائتنا بعذاب اللّه الّذي تعدنا، إن كنت من الصّادقين فيما تقول، والمنجزين لما تعد). [جامع البيان: 18/388-393]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أئنّكم لتأتون الرّجال وتقطعون السّبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلّا أن قالوا ائتنا بعذاب اللّه إن كنت من الصّادقين (29)
قوله تعالى: أإنكم لتأتون الرّجال وتقطعون السّبيل
تقدّم تفسيره.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول الله: وتقطعون السّبيل قال: السّبيل: الطّريق المسافر إذا مرّ بهم، وهو ابن السّبيل قطعوا به وعملوا به ذلك العمل الخبيث.
قوله تعالى: وتأتون في ناديكم المنكر
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في ناديكم المنكر يقول: في مجالسكم.
قوله: المنكر
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو أسامة، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حربٍ، عن أبي صالحٍ، عن أمّ هانئٍ بنت أبي طالبٍ قالت: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، عن قوله: تأتون في ناديكم المنكر فقال: كانوا يحذفون أهل الطّريق ويسخرون منهم.
الوجه الثّاني
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن عيسى الطّبّاع، ثنا القاسم بن مالكٍ، ثنا روح بن عطيّة بن أبي سفيان الثّقفيّ، عن عمر بن مصعب بن الزّبير، عن عروة، عن عائشة في قوله: وتأتون في ناديكم المنكر قالت: الضّراط.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا بكير بن خلفٍ، ثنا ابن أبي أويسٍ حدثني أبي عن يزيد بن بكرٍ اللّيثيّ قال: سئل القاسم بن محمّدٍ، عن قول اللّه: وتأتون في ناديكم المنكر ما ذاك المنكر؟ قال: كانوا يتضارطون في المجلس يضرط بعضهم على بعضٍ والنّادي: المجلس.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا محمّد بن إسماعيل الأحمسيّ، ثنا وكيعٌ، عن سفيان عن منصورٍ، عن مجاهدٍ تأتون في ناديكم المنكر قال: كانوا يجامعون الرّجال في مجالسهم.
- حدّثنا الحسن بن عرفة، ثنا محمّد بن كثيرٍ، عن عمرو بن قيسٍ ، عن الحكم، عن مجاهدٍ وتأتون في ناديكم المنكر قال: الصّفير ولعب الحمام والجلاهق... وحلّ أزرار القباء.
قوله تعالى: فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله.. الآية
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، عن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن الربيع ابن أنسٍ، عن أبي العالية يعني قوله: إن كنت من الصّادقين بما تقول أنّه كما تقول.
- وبه قوله: قال ربّ انصرني على القوم المفسدين قال: كان فسادهم ذلك في معصية اللّه، لأنه من عصا اللّه في الأرض أو أمر بمعصية اللّه فقد أفسد في الأرض). [تفسير القرآن العظيم: 9/3054-3055]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ويأتون في ناديكم المنكر يعني في مجالسهم والمنكر أتوهم الرجال). [تفسير مجاهد: 494]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا الشّيخ أبو بكر بن إسحاق، ثنا موسى بن إسحاق الخطميّ، ثنا عبد اللّه بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حربٍ، عن أبي صالحٍ، عن أمّ هانئٍ رضي اللّه عنها قالت: سألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن قول اللّه عزّ وجلّ: {وتأتون في ناديكم المنكر} [العنكبوت: 29] قال: «كانوا يخذفون أهل الطّريق ويسخرون، منهم فهو المنكر الّذي كانوا يأتون» صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/444]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) أم هانئ - رضي الله تعالى عنها -: قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنكر الذي كانوا يأتونه في ناديهم؟ فقال: كانوا يحبقون فيه، والخذف والسّخريّ بمن مرّ بهم في أهل الأرض. هذه روايةٌ.
وفي رواية الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وتأتون في ناديكم المنكر} [العنكبوت: 29] قال: كانوا يخذفون أهل الأرض، ويسخرون منهم.
[شرح الغريب]
(يحبقون) الحبق: الضرط.
(الخذف) رمي الحصاة من طرف الإصبعين). [جامع الأصول: 2/297-298]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنهما في قوله {وتقطعون السبيل} قال: الطريق إذا مر بهم المسافر وهو ابن السبيل قطعوا به وعملوا به ذلك العمل الخبيث). [الدر المنثور: 11/543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم في قوله {وتأتون في ناديكم} قال: مجلسكم). [الدر المنثور: 11/543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وأحمد، وعبد بن حميد والترمذي وحسنه، وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والشاشي في مسنده والطبراني والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان، وابن عساكر عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى: {وتأتون في ناديكم المنكر} قال كانوا يجلسون بالطريق فيخذفون ابن السبيل ويسخرون منهم). [الدر المنثور: 11/543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، عن جابر رضي الله عنه ان النّبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف وهو قول الله {وتأتون في ناديكم المنكر} ). [الدر المنثور: 11/544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: الخذف فقال رجل: ومالي قلت هكذا فأخذ ابن عمر كفا من حصباء فضرب به وجهه وقال: في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخذ بالمعاريض). [الدر المنثور: 11/544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: الخذف). [الدر المنثور: 11/544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: كانوا يخذفون الناس). [الدر المنثور: 11/544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والخرائطي في مساوئ الأخلاق عن مجاهد في قوله {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: كان يجامع بعضهم بعضا في المجالس). [الدر المنثور: 11/544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتاده {وتأتون في ناديكم المنكر} قال كانوا يعملون الفاحشة في مجالسهم). [الدر المنثور: 11/544-545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها في قوله {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: الضراط). [الدر المنثور: 11/545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه سئل عن قول الله {وتأتون في ناديكم المنكر} ماذا كان المنكر الذي كانوا يأتون قال: كانوا يتضارطون في مجالسهم يضرط بعضهم على بعض، والنادي هو المجلس). [الدر المنثور: 11/545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: الصفير ولعب الحمام والجلاهق وحل ازرار القباء). [الدر المنثور: 11/545]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) )

تفسير قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولمّا جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنّا مهلكو أهل هذه القرية إنّ أهلها كانوا ظالمين}.
يقول تعالى ذكره: لمّا جاءت رسلنا من الملائكة إبراهيم بالبشرى من اللّه بإسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب، {قالوا إنّا مهلكو أهل هذه القرية} يقول: قالت رسل اللّه لإبراهيم: {إنّا مهلكو أهل هذه القرية}، قرية سدوم، وهي قرية قوم لوطٍ {إنّ أهلها كانوا ظالمين} يقول: إنّ أهلها كانوا ظالمي أنفسهم بمعصيتهم اللّه، وتكذيبهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {ولمّا جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى} إلى قوله {نحن أعلم بمن فيها} قال: فجادل إبراهيم الملائكة في قوم لوطٍ أن يتركوا، قال: فقال: أرأيتم إن كان فيها عشرة أبياتٍ من المسلمين، أتتركونهم؟ فقالت الملائكة: ليس فيها عشرة أبياتٍ، ولا خمسةٍ، ولا أربعةٍ، ولا ثلاثةٍ، ولا اثنان؛ قال: فحزن على لوطٍ وأهل بيته، فقال {إنّ فيها لوطًا قالوا نحن أعلم بمن فيها، لننجّينّه وأهله إلاّ امرأته كانت من الغابرين} فذلك قوله: {يجادلنا في قوم لوطٍ، إنّ إبراهيم لحليمٌ أوّاهٌ منيبٌ}، فقالت الملائكة: {يا إبراهيم أعرض عن هذا، إنّه قد جاء أمر ربّك، وإنّهم آتيهم عذابٌ غير مردودٍ} فبعث اللّه إليهم جبرائيل صلّى اللّه عليه وسلّم، فانتسف المدينة وما فيها بأحد جناحيه، فجعل عاليها سافلها، وتتبّعهم بالحجارة بكلّ أرضٍ). [جامع البيان: 18/393-394]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولمّا جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنّا مهلكو أهل هذه القرية إنّ أهلها كانوا ظالمين (31)
قوله تعالى: ولمّا جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن عبد الأعلى الصّنعانيّ، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة قوله: بالبشرى قال: حين أخبروه أنّهم أرسلوا إلى قوم لوطٍ.
قوله تعالى: إنا مهلكوا أهل هذه القرية
- أخبرنا محمّد بن سعد بن عطيّة فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي، عن أبيه، عن جدّه، عن ابن عبّاسٍ قوله: قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية إنّ أهلها كانوا ظالمين قال: فجادل إبراهيم الملائكة في قوم لوطٍ أن يتركوا، فقال: أرأيتم إن كان فيهم عشر أبياتٍ من المسلمين أتتركوهم فقالت الملائكة: ليس فيها عشر أبياتٍ ولا خمسةٌ ولا أربعةٌ ولا ثلاثٌ ولا اثنين.
قوله تعالى: إنّ أهلها كانوا ظالمين
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا إسحاق بن منصورٍ، عن الحكم بن عبد الملك، عن قتادة قال: قرية لوطٍ، حين رفعها جبريل كان فيها أربعمائة ألفٍ.
قوله تعالي: ظالمين
تقدّم إسناده، عن ابن عبّاسٍ قال: كافرين.
قوله تعالى: قال إنّ فيها لوطًا قالوا نحن أعلم بمن فيها
- أخبرنا محمّد بن سعد بن عطيّة فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي حدّثني أبي، عن جدّي، عن ابن عبّاسٍ قوله: قال إنّ فيها لوطًا قالوا نحن أعلم بمن فيها قال: فحزن إبراهيم صلّى اللّه عليه وسلّم على لوطٍ وأهل بيته). [تفسير القرآن العظيم: 9/3055-3056]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر قال تلا قتادة إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها قال لا تجد المؤمن إلا يحوط المؤمن حيث كان). [تفسير عبد الرزاق: 2/97]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال إنّ فيها لوطًا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجّينّه وأهله إلاّ امرأته كانت من الغابرين}.
يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم للرّسل من الملائكة، إذ قالوا له: {إنّا مهلكو أهل هذه القرية، إنّ أهلها كانوا ظالمين} فلم يستثنوا منهم أحدًا، إذ وصفوهم بالظّلم: إنّ فيها لوطًا، وليس من الظّالمين، بل هو من رسل اللّه، وأهل الإيمان به، والطّاعة له، فقالت الرّسل له: {نحن أعلم بمن فيها} من الظّالمين الكافرين باللّه منك، وإنّ لوطًا ليس منهم، بل هو كما قلت من أولياء اللّه، لننجّينّه وأهله من الهلاك الّذي هو نازلٌ بأهل قريته {إلاّ امرأته كانت من الغابرين} الّذين أبقتهم الدّهور والأيّام، وتطاولت أعمارهم وحياتهم، وإنّها هالكةٌ من بين أهل لوطٍ مع قومها). [جامع البيان: 18/394]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال إنّ فيها لوطًا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجّينّه وأهله إلّا امرأته كانت من الغابرين (32)
فقال: إنّ فيها لوطًا قالوا نحن أعلم بمن فيها
- حدّثنا أبي ثنا عبدة بن سليمان المرّوذيّ، ثنا ابن المبارك أنبأ معمرٌ قال: تلا قتادة إنّ فيها لوطًا قالوا نحن أعلم بمن فيها قال: لا تجد المؤمن إلا يحوط المؤمن حيثما كان.
قوله تعالى: لننجّينّه وأهله إلّا امرأته.. الآية
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن كثيرٍ، ثنا سليمان ابن كثيرٍ أخاه، ثنا حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: لمّا ولج رسل اللّه على لوطٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ظنّ لوطٌ أنّهم ضيفانٌ قال: فأخرج بناته بالطّريق وجعل ضيفانه بينه وبين بناته قال: وجاءه قومه يهرعون إليه فقال: هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم إلى قوله: أو آوي إلى ركنٍ شديدٍ
الحديث بطوله قد كتب غير مرّةٍ في التّفسير.
قوله تعالى: الغابرين
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن عبد الأعلى، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة من الغابرين قال: الباقين في عذاب اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 9/3056]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن عساكر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها} قال: لا يلقى المؤمن إلا يرحم المؤمن ويحوطه حيثما كان وفي قوله {إلا امرأته كانت من الغابرين} قال: من الباقين في عذاب الله، وفي قوله {ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا} قال: ساء بقومه ظنا يتخوفهم على أضيافه وضاق ذرعا بضيفه مخافة عليهم، وفي قوله {إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء} قال: عذابا من السماء، وفي قوله {ولقد تركنا منها آية بينة} قال: هي الحجارة التي أمطرت عليهم أبقاها الله). [الدر المنثور: 11/545-546]

تفسير قوله تعالى: (وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى سيء بهم قال ساء ظنه بقومه وضاق بضيقه ذرعا). [تفسير عبد الرزاق: 2/97]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولمّا أن جاءت رسلنا لوطًا سيء بهم وضاق بهم ذرعًا وقالوا لا تخف ولا تحزن إنّا منجّوك وأهلك إلاّ امرأتك كانت من الغابرين}.
يقول تعالى ذكره: {ولمّا أن جاءت رسلنا لوطًا} من الملائكة {سيء بهم} يقول: ساءته الملائكة بمجيئهم إليه، وذلك أنّهم تضيّفوه، فساءه بذلك. فقوله {سيء بهم} فعل بهم من ساءه بذلك.
وذكر عن قتادة كان يقول: ساء ظنّه بقومه، وضاق بضيفه ذرعًا.
- حدّثنا بذلك الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ عنه {وضاق بهم ذرعًا} يقول: وضاق ذرعه بضيافتهم لما علم من خبث فعل قومه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {ولمّا أن جاءت رسلنا لوطًا سيء بهم وضاق بهم ذرعًا} قال: بالضّيافة، مخافةً عليهم ممّا يعلم من شرّ قومه.
وقوله: {وقالوا لا تخف ولا تحزن} يقول تعالى ذكره: قالت الرّسل للوطٍ: لا تخف علينا أن يصل إلينا قومك، ولا تحزن ممّا أخبرناك من أنّا مهلكوهم، وذلك أنّ الرّسل قالت له: {يا لوط إنّا رسل ربّك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطعٍ من اللّيل} {إنّا منجّوك} من العذاب الّذي هو نازلٌ بقومك {وأهلك} يقول: ومنجّو أهلك معك {إلاّ امرأتك} فإنّها هالكةٌ فيمن يهلك من قومها، كانت من الباقين الّذين طالت أعمارهم). [جامع البيان: 18/395]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولمّا أن جاءت رسلنا لوطًا سيء بهم وضاق بهم ذرعًا وقالوا لا تخف ولا تحزن إنّا منجّوك وأهلك إلّا امرأتك كانت من الغابرين (33)
قوله تعالى: ولمّا أن جاءت رسلنا لوطًا
- حدّثنا أبي، ثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، ثنا حمّادٌ، عن عطاء بن السّائب، عن عبد الرّحمن بن بشرٍ الأنصاريّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: إنّ النّاس كانوا قد أنذروا قوم لوطٍ، فجاءتهم الملائكة عشيّةً فمرّوا بناديهم، فقال قوم لوطٍ بعضهم لبعضٍ، لا تنفّروهم ولم يروا قومًا قطّ أحسن من الملائكة فلمّا دخلوا على لوطٍ صار قوم لوطٍ نحو السّقّاطين فخرج إليهم لوط ف راودوه، عن ضيفه فلم يزل بهم حتّى عرض عليهم بناته فأتوا فدخلوا بيته، فقالت الملائكة: إنّا رسل ربّك لن يصلوا إلينا. قال: رسل ربّي؟ قالوا: نعم. قال لوطٌ: فالآن إذًا.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: خرجت الملائكة من، عند إبراهيم نحو قرية لوطٍ فأتوها نصف النّهار، فلمّا بلغوا لقوا بنت لوطٍ تستقي من الماء لأهلها وكان له بنتان اسم الكبرى ربثا والصّغرى زغرثا، فقال لها: يا جارية، هل من ماءٍ؟ فقالت: نعم، مكانكم لا تدخلوا حتّى آتيكم، فرقّت عليهم من قومهم فأتت أباها فقالت: يا أبتاه، نادوني فتيانٌ على باب المدينة ما رأيت وجوه قومٍ هي أحسن منهم لا يأخذهم قومك فيفضحوهم.. كان قومه نهوه أن يضيف رجلا، وقالوا خلّ، عنّا فنضف الرّجال فجاءت بهم فلم يعلم أحدٌ إلا أهل بيت لوطٍ رجالا ما رأيت مثلهم قطّ قال: ف جاءه قومه يهرعون إليه... قالوا: أولم ننهك أن تضيف العالمين.
قوله تعالى: سيء بهم
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: سيء بهم يقول: ساء ظنًّا بقومه.
- حدّثنا أبي ثنا الحسن بن عمر بن شقيقٍ الجهنيّ، ثنا حسينٌ، ثنا سليمان، عن أبي عمران الجونيّ، عن عبد اللّه بن رباحٍ، عن كعبٍ سيء بهم وضاق بهم ذرعًا ساءه مكانهم لما رأى منهم من الجمال ضاق بهم ذرعًا يقول:
ضاق ذرعا بأضيافه.
- أخبرنا موسى بن هارون الطّوسيّ فيما كتب إليّ، ثنا الحسين بن محمّدٍ المرّوذيّ، ثنا شيبان بن عبد الرّحمن، عن قتادة قوله: ولمّا جاءت رسلنا لوطًا سيء بهم قال: ساء بقومه ظنّه وتخوّفهم على أضيافه.
وفي قوله: وضاق بهم ذرعًا بأضيافه مخافةً عليهم ممّا يعلم من شرّ قومه.
قوله تعالى: قالوا لا تخف ولا تحزن إنّا منجّوك وأهلك إلى الغابرين
تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 9/3057-3058]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن عساكر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها} قال: لا يلقى المؤمن إلا يرحم المؤمن ويحوطه حيثما كان وفي قوله {إلا امرأته كانت من الغابرين} قال: من الباقين في عذاب الله، وفي قوله {ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا} قال: ساء بقومه ظنا يتخوفهم على أضيافه وضاق ذرعا بضيفه مخافة عليهم، وفي قوله {إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء} قال: عذابا من السماء، وفي قوله {ولقد تركنا منها آية بينة} قال: هي الحجارة التي أمطرت عليهم أبقاها الله). [الدر المنثور: 11/545-546] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا منزلون على أهل هذه القرية رجزًا من السّماء بما كانوا يفسقون}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل الرّسل للوطٍ {إنّا منزلون} يا لوط {على أهل هذه القرية} سدوم {رجزًا من السّماء} يعني عذابًا.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّا منزلون على أهل هذه القرية رجزًا} أي عذابًا.
وقد بيّنّا معنى الرّجز وما فيه من أقوال أهل التّأويل فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله: {بما كانوا يفسقون} يقول: بما كانوا يأتون من معصية اللّه، ويركبون من الفاحشة). [جامع البيان: 18/396]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّا منزلون على أهل هذه القرية رجزًا من السّماء بما كانوا يفسقون (34)
قوله تعالى: إنّا منزلون على أهل هذه القرية رجزًا من السماء
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ قال: سمعت سعيدًا يحدّث، عن قتادة رجزًا من السّماء أي عذابًا.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: رجزًا قال: كلّ شيءٍ في كتاب اللّه من الرّجز يعني به العذاب.
قوله تعالى: بما كانوا يفسقون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد ثنا سعيدٌ، عن قتادة في قوله: بما كانوا يفسقون بما كانوا يعصون). [تفسير القرآن العظيم: 9/3058]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن عساكر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها} قال: لا يلقى المؤمن إلا يرحم المؤمن ويحوطه حيثما كان وفي قوله {إلا امرأته كانت من الغابرين} قال: من الباقين في عذاب الله، وفي قوله {ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا} قال: ساء بقومه ظنا يتخوفهم على أضيافه وضاق ذرعا بضيفه مخافة عليهم، وفي قوله {إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء} قال: عذابا من السماء، وفي قوله {ولقد تركنا منها آية بينة} قال: هي الحجارة التي أمطرت عليهم أبقاها الله). [الدر المنثور: 11/545-546] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولقد تركنا منها آية بينة قال هي الحجارة التي أبقاها الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/98]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد تركنا منها آيةً بيّنةً لقومٍ يعقلون}.
يقول تعالى ذكره: ولقد أبقينا من فعلتنا الّتي فعلنا بهم آيةً، يقول: عبرةً بيّنةً، وعظةً واعظةً، لقومٍ يعقلون عن اللّه حججه، ويتفكّرون في مواعظه، وتلك الآية البيّنة هي عندي عفوّ آثارهم، ودروس معالمهم.
وذكر عن قتادة ذلك ما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ولقد تركنا منها آيةً بيّنةً لقومٍ يعقلون} قال: هي الحجارة الّتي أمطرت عليهم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله {منها آيةً بيّنةً} قال: عبرةً). [جامع البيان: 18/396-397]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ولقد تركنا منها آيةً بيّنةً
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: آية بينة قال: غبرةٌ.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد قال: سمعت سعيدًا، عن قتادة قوله: ولقد تركنا منها آيةً بيّنةً لقومٍ يعقلون قال: الحجارة الّتي أمطرت عليهم.
قوله تعالى: يعقلون
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ في قول اللّه: يعقلون قال: يتفكّرون). [تفسير القرآن العظيم: 9/3058]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (حدثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فيه آية بينة قال أثر قدميه في المقام آية بينة). [تفسير مجاهد: 132]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ولقد تركنا منها آية بينة يعني عبرة). [تفسير مجاهد: 495]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن عساكر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها} قال: لا يلقى المؤمن إلا يرحم المؤمن ويحوطه حيثما كان وفي قوله {إلا امرأته كانت من الغابرين} قال: من الباقين في عذاب الله، وفي قوله {ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا} قال: ساء بقومه ظنا يتخوفهم على أضيافه وضاق ذرعا بضيفه مخافة عليهم، وفي قوله {إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء} قال: عذابا من السماء، وفي قوله {ولقد تركنا منها آية بينة} قال: هي الحجارة التي أمطرت عليهم أبقاها الله). [الدر المنثور: 11/545-546] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {ولقد تركنا منها آية بينة} قال: عبرة). [الدر المنثور: 11/546]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 10:33 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولوطًا}، أي: وأرسلنا لوطًا.
قال: {إذ قال لقومه إنّكم لتأتون الفاحشة} [العنكبوت: 28] والفاحشة المعصية.
وهي إتيان الرّجال في أدبارهم، وهو تفسير السّدّيّ.
{ما سبقكم بها من أحدٍ من العالمين {28}). [تفسير القرآن العظيم: 2/627]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله تعالى:{ولوطاً إذ قال لقومه إنّكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين (28)}

المعنى : أنه لم ينز ذكر على ذكر قبل قوم لوط.). [معاني القرآن: 4/168]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولوطاً إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين}
يروى: أنهم أول من نزا على الرجال.). [معاني القرآن: 5/221]

تفسير قوله تعالى: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أئنّكم لتأتون الرّجال} [العنكبوت: 29] في أدبارهم، وهذا على الاستفهام، أي: أنّكم تفعلون ذلك.
قال: {وتقطعون السّبيل} [العنكبوت: 29] على الغرباء، فتأتونهم في أدبارهم، وكانوا لا يفعلون ذلك إلا بالغرباء، وكانوا يتعرّضون الطّرق، ويأخذون الغرباء ولا يفعله بعضهم ببعضٍ.
قال: {وتأتون في ناديكم المنكر} [العنكبوت: 29] في مجمعكم والمنكر الفاحشة، يعني: فعلهم ذلك.
{فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب اللّه إن كنت من الصّادقين} [العنكبوت: 29] وذلك لما كان يعدهم به من العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/627]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وتقطعون السّبيل...}
قطعه: أنهم كانوا يعترضون الناس من الطرق بعملهم الخبيث، يعني : اللواط, ويقال: وتقطعون السّبيل: تقطعون سبيل الولد بتعطيلكم النساء .
وقوله: {وتأتون في ناديكم المنكر} في مجالسكم., والمنكر منه الخذف، والصفير، ومضغ العلك، وحلّ أزرار الأقبية والقمص، والرمي بالبندق. ويقال: هي ثماني عشرة خصلةً من قول الكلبيّ لا أحفظها.
وقال غيره: هي عشر.). [معاني القرآن: 2/316-317]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وتأتون في ناديكم المنكر}, و«النادي»: المجلس, و«المنكر» : جمع الفواحش من القول , والفعل, وقد اختلف في ذلك المنكر.). [تفسير غريب القرآن: 338]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{أئنّكم لتأتون الرّجال وتقطعون السّبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلّا أن قالوا ائتنا بعذاب اللّه إن كنت من الصّادقين (29)} اللفظ : لفظ استفهام، والمعنى : معنى التقرير والتوبيخ.
{وتقطعون السّبيل}: جاء في التفسير : ويقطعون سبيل الولد، وقيل: يعترضون الناس في الطرق لطلب الفاحشة.
{وتأتون في ناديكم المنكر}: أي: تأتون في مجالسكم المنكر، قيل : إنهم كانوا يخذفون الناس في مجالسهم , ويسخرون منهم، فأعلم اللّه جلّ وعرأن هذا من المنكر، وأنه لا ينبغي أن تتعاشر الناس عليه، ولا يجتمعوا إلا فيما قرّب إلى اللّه , وباعد من سخطه، وألّا يجتمعوا على الهزء , والتلهّي.
وقيل : {وتأتون في ناديكم المنكر}: أنهم كانوا يفسقون في مجالسهم.). [معاني القرآن: 4/168]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل}
استفهام فيه معنى التوبيخ والتقرير
وقوله جل وعز: {وتقطعون السبيل} قيل : كانوا يتلقون الناس من الطرق للفساد , وقيل: أي: تقطعون سبيل الولد .
ثم قال جل وعز: {وتأتون في ناديكم المنكر}
قال مجاهد : (النادي : المجلس , والمنكر فعلهم بالرجال) .
قال أبو جعفر : المنكر في اللغة : يقع على القول الفاحش , وعلى الفعل .
حدثنا محمد بن إدريس بن الأسود , قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق, قال : حدثنا عبد الله بن بكر , قال: حدثنا حاتم بن أبي صغيرة , عن سماك , عن أبي صالح مولى أم هانئ ابنة أبي طالب رضي الله عنها : (أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: قلت : يا رسول الله, أرأيت قول الله عز وجل: {وتأتون في ناديكم المنكر}, ما كان ذلك المنكر الذي كانوا يأتونه في ناديهم ؟.
قال: ((كانوا يضحكون بأهل الطريق , ويحذفونهم .))).
قال أبو جعفر : فسمى الله جل وعز هذا منكرا لأنه لا ينبغي للناس أن يتعاشروا به .
وحدثنا أسامة بن أحمد , قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم , عن يزيد بن بكير , عن القاسم بن محمد في قوله تعالى: {وتأتون في ناديكم المنكر}, قال: (كانوا يتفاعلون في مجالسهم يفعل بعضهم على بعض).
قال أبو جعفر : قالها الشيخ بالضاد , والطاء.). [معاني القرآن: 5/221-223]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ}: أي: في مجلسكم.). [ياقوتة الصراط: 401]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (النادي): المجلس.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 185]


تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال لوطٌ.
{ربّ انصرني على القوم المفسدين} [العنكبوت: 30] المشركين وهو أعظم الفساد، والمعاصي كلّها من الفساد، وأعظمها الشّرك، وكانوا على الشّرك، جاحدين نبيّهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/627]

تفسير قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {ولمّا جاءت رسلنا} [العنكبوت: 31]، يعني: الملائكة.
[تفسير القرآن العظيم: 2/627]
{إبراهيم بالبشرى} [العنكبوت: 31] بإسحاق، وذلك أنّ الملائكة، لمّا بعثت إلى قوم لوطٍ بعذابهم مرّوا بإبراهيم، فسألوه الضّيافة، فلمّا أخبروه أنّهم أرسلوا بعذاب قوم لوطٍ بعد ما بشّروه بإسحاق {قالوا إنّا مهلكو أهل هذه القرية} [العنكبوت: 31]، يعني: قوم لوطٍ.
{إنّ أهلها كانوا ظالمين} [العنكبوت: 31]، يعني: مشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/628]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} إبراهيم لهم.
{إنّ فيها لوطًا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجّينّه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين} [العنكبوت: 32] الباقين في عذاب اللّه، وقال في آيةٍ أخرى: {إلا امرأته قدّرنا إنّها لمن الغابرين} [الحجر: 60] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/628]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: (وقوله عز وجل: {قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها}

روى أبو نصر , عن عبد الرحمن بن سمرة قال: (قال إبراهيم صلى الله عليه وسلم للملائكة:إن كان فيهم مائة يكرهون هذا , أتهلكونهم ؟.
قالوا : لا .

قال : فإن كان فيهم تسعون ؟.
قالوا : لا .
إلى أن بلغ عشرين , قال : {إن فيها لوطاً} .
قالت الملائكة صلى الله عليهم :{نحن أعلم بمن فيها }) قال عبد الرحمن : (وكانوا أربعمائة ألف)). [معاني القرآن: 5/225]



تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِن الْغَابِرِينَ (33)}َ
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولمّا أن جاءت رسلنا} [العنكبوت: 33]، يعني: الملائكة.
{لوطًا سيء بهم وضاق بهم ذرعًا} [العنكبوت: 33] سيء بقومه الظّنّ بما كانوا يأتون الرّجال في أدبارهم تخوّفًا على أضيافه، وهو يظنّ أنّهم آدميّون.
قال: {وضاق بهم ذرعًا} [العنكبوت: 33] ضاق بأضيافه الذّرع لما يتخوّف عليهم منهم.
وقالوا الملائكة قالته للوطٍ.
{لا تخف ولا تحزن إنّا منجّوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين {33}). [تفسير القرآن العظيم: 2/628]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({إنّا منجّوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين }, أي: من الباقين الذين طالت أعمارهم فبقيت ثم أهلكت، قال العجاج:

فما ونى محمدٌ مذ أن غفر= له الإله ما مضى وما غبر
وإذا كانت امرأة مع رجال كانت صفاتهم صفات الرجال , كقولك: عجوزاً من الغابرين، وقوله: { كانت من القانتين} {سيء بهم }, مجازه: فعل بهم من سؤت بنا.). [مجاز القرآن: 2/115]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ولمّا أن جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم وضاق بهم ذرعاً وقالوا لا تخف ولا تحزن إنّا منجّوك وأهلك إلاّ امرأتك كانت من الغابرين} وقال: {إنّا منجّوك وأهلك إلاّ امرأتك} ؛ لأنّ الأول كان في معنى التنوين ؛ لأنه لم يقع , فلذلك انتصب الثانني.). [معاني القرآن: 3/26]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا}
قال قتادة : (أي: ساء ظنه بقومه , وضاق ذرعه بضيفه) .
قال أبو جعفر : يقال : ضقت به ذرعا , أي : لم أطقه مشتق من الذراع ؛لأن القوة فيه.). [معاني القرآن: 5/224-225]


تفسير قوله تعالى: (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّا منزلون على أهل هذه القرية رجزًا من السّماء} [العنكبوت: 34] يعنون قرية قوم لوطٍ {رجزًا} [العنكبوت: 34] عذابًا.
{بما كانوا يفسقون} [العنكبوت: 34] يشركون). [تفسير القرآن العظيم: 2/628]

تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {ولقد تركنا منها آيةً} [العنكبوت: 35]، أي: عبرةً لقومٍ: تفسير مجاهدٍ والسّدّيّ.
قال: {بيّنةً لقومٍ يعقلون} [العنكبوت: 35] وهم المؤمنون، عقلوا عن اللّه ما أنزل عليهم، فأخبرهم أنّه جعل عاليها سافلها، خسف بهم وأمطر عليهم الحجارة). [تفسير القرآن العظيم: 2/629]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ تركنا منها آيةً }, مجازه: أبقينا منها علامة.)
[مجاز القرآن: 2/115]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون}
قال مجاهد : (آية بينة , أي: عبرة) .
وقال قتادة : (هي الحجارة التي أبقيت).
وقال غيره : يرجم بها قوم من هذه الأمة.). [معاني القرآن: 5/225]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 10:35 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) }

تفسير قوله تعالى: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (قال المرقش:

لا يبعد الله التلبب والـ = ـغارات إذ قال الخميس نعم
والعدو بين المجلسين إذا = آد العشي وتنادى العم
أي تجالست الجماعة من النادي وهو المجلس، ومنه قول الله عز وجل: {وتأتون في ناديكم المنكر} ). [شرح المفضليات: 119]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
على مثله آتي الندي مخايلاً = وأغمز سرًا أي أمري أربح
الندي والنادي: المجلس والقوم يتنادون إذا تجالسوا وفلان ينادي فلانًا، قال الأعشى:

فتى لو ينادي الشمس ألقت قناعها = أو القمر الساري لألقى المقالدا
وهو من قول الله عز وجل: {وتأتون في ناديكم المنكر}، وقوله: {فليدع ناديه}، أي: أهل مجلسه). [شرح المفضليات: 497]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
وبنو رواحة ينظرون إذا = نظر الندي بآنفٍ خثم
قال الضبي: النادي والندي المجلس وأراد ههنا أهل الندي كقوله جل وعز: {وتأتون في ناديكم المنكر} وهو مجلسهم. وقال عز وجل: {واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها} أي: سل أهل القرية وأهل العير). [شرح المفضليات: 718]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (وأناديك: أجالسك، وهو مأخوذ من النّدى والنادي جميعًا، وهما المجلس). [الأمالي: 2/110]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (لما لم يجز أن تعطف الظاهر على المضمر المجرور حملته على الفعل؛ كقول الله عز وجل: {إنا منجوك وأهلك} كأنه قال: ومنجون أهلك، ولم تعطف على الكاف المجررة). [المقتضب: 4/152]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
ألا فتى من بني ذبيان يحملني
يعني ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر، وأنشد بعضهم:
وليس حاملني إلا ابن حمال
وهذا لا يجوز في الكلام، لأنه إذا نون الاسم لم يتصل به المضمر، لأن المضمر لا يقوم بنفسه، فإنما يقع معاقبًا للتنوين، تقول: هذا ضارب زيدًا غدًا، وهذا ضاربك غدًا، ولا يقع التنوين ههنا، لأنه لو وقع لا نفصل المضمر، وعلى هذا قول الله تعالى: {إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ}. وقد روى سيبويه بيتين محمولين على الضرورة، وكلاهما مصنوع، وليس أحد من النحويين المفتشين يجيز مثل هذا في الضرورة، لما ذكرت من انفصال الكناية، والبيتان اللذان رواهما سيبويه:
هم القائلون الخير والآمرونه = إذا مال خشوا يومًا من الأمر معظما
وأنشد:
ولم يرتفق والناس محتضرونه = جميعًا وأيدي المعتفين رواهقه
وإنما جاز أن تبين الحركة إذا وقفت في نون الاثنين والجميع لأنه لا يلتبس بالمضمر، تقول: هما رجلانه، وهم ضاربوه، إذا وقفت، لأنه لا يلتبس بالمضمر إذ كان لا يقع هذا الموقع، ولا يجوز، تقول ضربته، وأنت تريد ضربت، والهاء لبيان الحركة، لأن المفعول يقع في هذا الموضع، فيكون لبسًا، فأما قولهم: ارمه واغزه فتلحق الهاء لبيان الحركة، فإنما جاز ذلك لما حذفت من أصل الفعل، ولا يكون في غير المحذوف). [الكامل: 1/468-469]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 10:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 10:52 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 12:10 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولوطا} نصب بفعل مضمر، تقديره: واذكر لوطا، و"الفاحشة": إتيان الرجال في الأدبار، وهي معصية ابتدعها قوم لوط).[المحرر الوجيز: 6/ 639-640]

تفسير قوله تعالى: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين * قال رب انصرني على القوم المفسدين * ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين}
تقدم ذكر القراءات في "أإنكم"، واختلف الناس في "قطع السبيل" المشار إليها هنا، فقالت فرقة: كان قطع الطريق بالسلب فاشيا فيهم، وقال ابن زيد: كانوا يقطعون الطرق على الناس لطلب الفاحشة، فكانوا يحيفون. وقالت فرقة: بل أراد قطع سبيل النسل في ترك النساء وإتيان الرجال. وقالت فرقة: أراد أنهم بفتح الأحدوثة عنهم يقطعون سبيل الناس عن قصدهم في التجارات وغيرها. و"النادي": المجلس الذي يجتمع الناس فيه، وهو اسم جنس; لأن الأندية في المدن كثيرة، كأنه قال: وتأتون في اجتماعكم حيث اجتمعتم، واختلف الناس في "المنكر"، فقالت فرقة: كانوا يحذفون الناس بالحصى، ويستخفون بالغريب والخاطر عليهم، وروته أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا لا يربطهم دين ولا مروءة، وقال مجاهد، ومنصور: كانوا يأتون الرجال في مجالسهم وبعضهم يرى بعضا، وقال القاسم بن محمد: منكرهم أنهم كانوا يتفاعلون في مجالسهم، ذكره الزهراوي، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كان يتضارطون في مجالسهم، وقال مجاهد أيضا: كان أمرهم لعب الحمام، وتطريف الأصابع بالحناء، والصفير، والحذف، ونبذ الحياء في جميع أمورهم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وقد توجد هذه الأشياء في بعض عصاة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فالتناهي واجب.
فلما وقفهم لوط عليه السلام على هذه القبائح رجعوا إلى التكذيب واللجاج، أي: ائتنا بالعذاب، فإن ذلك لا يكون، ولا تقدر عليه، وهم لم يقولوا هذا إلا وهم مصممون على اعتقاد كذبه، وليس يصح في الفطرة أن يكون معاند يقول هذا).[المحرر الوجيز: 6/ 640-641]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : ([ثم استنصر لوط عليه السلام ربه، فبعث عليهم ملائكة لعذابهم]، فجاؤوا إبراهيم عليه السلام أولا مبشرين بإسحاق، ومبشرين بنصرة لوط على قومه، وكان لقاؤهم لإبراهيم على الصورة التي بينت في غير هذا الموضع، فلفظة "البشرى" -في هذا الموضع- تتضمن أمر إسحاق ونصرة لوط عليهما السلام، فلما أخبروه بإهلاك القرية على ظلمهم أشفق إبراهيم عليه السلام على لوط عليه السلام، فعارضهم بحسب ما يأتي). [المحرر الوجيز: 6/ 641]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين * ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين * إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون * ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون}
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن إبراهيم عليه السلام لما علم من قبل الملائكة أن قرية لوط تعذب أشفق على المؤمنين فجادل الملائكة، وقال: أرأيتم إن كان فيهم مائة بيت من المؤمنين أتتركونهم؟ قالوا: ليس فيهم ذلك، فجعل ينحدر حتى انتهى إلى عشرة أبيات، فقال له الملائكة: ليس فيها عشرة، ولا خمسة، ولا ثلاثة، ولا اثنان، فحينئذ قال إبراهيم عليه السلام: إن فيها لوطا، فراجعوه حينئذ بأنا نحن أعلم بمن فيها، أي: لا تخف أن يقع حيف على مؤمن.
وقرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر: "لننجينه" بفتح النون الوسطى وشد الجيم، و"منجوك" بفتح النون وشد الجيم، وقرأ حمزة، والكسائي: "لننجينه " بسكون النون وتخفيف الجيم، وقرأ ابن كثير، وعاصم في رواية أبي بكر: " لننجينه " بالتشديد، و"منجوك" بالتخفيف، وقرأت فرقة: "لننجينه" بسكون النون الأخيرة من الكلمة، وهذا إنما يجيء على أنه خفف النون المشددة وهو يريدها.
وامرأة لوط هذه كانت كافرة، وتنبه على أضيافه، و"الغابر": الباقي، ومعناه: من الغابرين في العذاب، وقالت فرقة: من الغابرين أي: ممن غبر وبقي من الناس وعسى في كفره). [المحرر الوجيز: 6/ 641-642]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في "بهم" في الموضعين عائد على الأضياف الرسل، وذلك بخوفه من قومه عليهم، فلما أخبروه بما هم فيه فرج عنه، وقرأ عامة القراء: "سيء" بكسر السين، وقرأ عيسى وطلحة بضمها).[المحرر الوجيز: 6/ 642]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الرجز": العذاب، وقوله تعالى: {بما كانوا يفسقون} أي: عذابهم بسبب فسقهم، وكذلك كل أمة عذبها الله فإنما عذبها على الفسق والمعصية، ولكن بأن يقترن ذلك بالكفر الذي يوجب عذاب الآخرة. وقرأ أبو حيوة، والأعمش: "يفسقون" بكسر السين.
وقوله تعالى: {ولقد تركنا منها}، أي: من خبرها وما بقي من أثرها، فـ "من" لابتداء الغاية، ويصح أن تكون للتبعيض، على أن تريد ما ترك من بقايا تلك القرية ومنظرها، والآية موضع العبرة، وعلامة القدرة، ومزدجر النفوس عن الوقوع في سخط الله تعالى.
وقرأ جمهور القراء: "منزلون" بتخفيف الزاي، وقرأ ابن عامر: "منزلون" بشد الزاي، وهي قراءة الحسن وعاصم -بخلاف عنهما-، وقرأ الأعمش: الحسن وعاصم بخلاف عنهما-، وقرأ الأعمش: "إنا مرسلون" بدل "منزلون"، وقرأ ابن محيصن: "رجزا" بضم الراء). [المحرر الوجيز: 6/ 642]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 01:11 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 01:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولوطًا إذ قال لقومه إنّكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحدٍ من العالمين (28) أئنّكم لتأتون الرّجال وتقطعون السّبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب اللّه إن كنت من الصّادقين (29) قال ربّ انصرني على القوم المفسدين (30)}
يقول تعالى مخبرًا عن نبيّه لوطٍ عليه السّلام، إنّه أنكر على قومه سوء صنيعهم، وما كانوا يفعلونه من قبيح الأعمال، في إتيانهم الذّكران من العالمين، ولم يسبقهم إلى هذه الفعلة أحدٌ من بني آدم قبلهم. وكانوا مع هذا يكفرون باللّه، ويكذّبون رسوله ويخالفونه ويقطعون السّبيل، أي: يقفون في طريق النّاس يقتلونهم ويأخذون أموالهم، {وتأتون في ناديكم المنكر} أي: يفعلون ما لا يليق من الأقوال والأفعال في مجالسهم الّتي يجتمعون فيها، لا ينكر بعضهم على بعضٍ شيئًا من ذلك، فمن قائلٍ: كانوا يأتون بعضهم بعضًا في الملأ قاله مجاهدٌ. ومن قائلٍ: كانوا يتضارطون ويتضاحكون؛ قالته عائشة، رضي اللّه عنها، والقاسم. ومن قائلٍ: كانوا يناطحون بين الكباش، ويناقرون بين الدّيوك، وكلّ ذلك كان يصدر عنهم، وكانوا شرًّا من ذلك.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا حمّاد بن أسامة، أخبرني حاتم بن أبي صغيرة، حدّثنا سماك بن حربٍ، عن أبي صالحٍ -مولى أمّ هانئٍ -عن أمّ هانئٍ قالت: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، عن قوله عزّ وجلّ: {وتأتون في ناديكم المنكر}، قال: "يحذفون أهل الطّريق، ويسخرون منهم، وذلك المنكر الّذي كانوا يأتونه".
ورواه التّرمذيّ، وابن جريرٍ، وابن أبي حاتمٍ من حديث أبي أسامة حمّاد بن أسامة عن أبي يونس القشيري، حاتم بن أبي صغيرة به. ثمّ قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ حسنٌ لا نعرفه إلّا من حديث حاتم بن أبي صغيرة عن سماك.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثنا محمّد بن كثيرٍ، عن عمرو بن قيسٍ، عن الحكم، عن مجاهدٍ: {وتأتون في ناديكم المنكر} قال: الصّفير، ولعب الحمّام والجلاهق، والسّؤال في المجلس، وحلّ أزرار القباء.
وقوله: {فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب اللّه إن كنت من الصّادقين}، وهذا من كفرهم واستهزائهم وعنادهم؛ ولهذا استنصر عليهم نبيّ اللّه فقال: {ربّ انصرني على القوم المفسدين}). [تفسير ابن كثير: 6/ 276]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولـمّا جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنّا مهلكو أهل هذه القرية إنّ أهلها كانوا ظالمين (31) قال إنّ فيها لوطًا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجّينّه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين (32) ولـمّا أن جاءت رسلنا لوطًا سيء بهم وضاق بهم ذرعًا وقالوا لا تخف ولا تحزن إنّا منجّوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين (33) إنّا منزلون على أهل هذه القرية رجزًا من السّماء بما كانوا يفسقون (34) ولقد تركنا منها آيةً بيّنةً لقومٍ يعقلون (35)}.
لما استنصر لوطٌ عليه السّلام، اللّه عليهم، بعث اللّه لنصرته ملائكةً فمرّوا على إبراهيم عليه السّلام، في هيئة أضيافٍ، فجاءهم بما ينبغي للضّيف، فلمّا رأى أنّه لا همّة لهم إلى الطّعام نكرهم، وأوجس منهم خيفةً، فشرعوا يؤانسونه ويبشّرونه بوجود ولدٍ صالحٍ من امرأته سارّة -وكانت حاضرةً -فتعجّبت من ذلك، كما تقدّم بيانه في سورة "هودٍ" و"الحجر". فلمّا جاءت إبراهيم بالبشرى، وأخبروه بأنّهم أرسلوا لهلاك قوم لوطٍ، أخذ يدافع لعلّهم ينظرون، لعلّ اللّه أن يهديهم، ولـمّا قالوا: {إنّا مهلكو أهل هذه القرية}، {قال إنّ فيها لوطًا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجّينّه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين} أي: من الهالكين؛ لأنّها كانت تمالئهم على كفرهم وبغيهم ودبرهم. ثمّ ساروا من عنده فدخلوا على لوطٍ في صورة شبابٍ حسانٍ، فلمّا رآهم كذلك، {سيء بهم وضاق بهم ذرعًا} أي: اهتمّ بأمرهم، إن هو أضافهم خاف عليهم من قومه، وإن لم يضفهم خشي عليهم منهم، ولم يعلم بأمرهم في السّاعة الرّاهنة. {قالوا لا تخف ولا تحزن إنّا منجّوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين. إنّا منزلون على أهل هذه القرية رجزًا من السّماء بما كانوا يفسقون}، وذلك أنّ جبريل عليه السّلام اقتلع قراهم من قرار الأرض، ثمّ رفعها إلى عنان السّماء، ثمّ قلبها عليهم. وأرسل اللّه عليهم حجارةً من سجّيلٍ منضودٍ، مسوّمةً عند ربّك وما هي من الظّالمين ببعيدٍ، وجعل [اللّه] مكانها بحيرةً خبيثةً منتنةً، وجعلهم عبرةً إلى يوم التّناد، وهم من أشدّ النّاس عذابًا يوم المعاد؛ ولهذا قال تعالى: {ولقد تركنا منها آيةً بيّنةً} أي: واضحةً، {لقومٍ يعقلون}، كما قال {وإنّكم لتمرّون عليهم مصبحين * وباللّيل أفلا تعقلون} [الصّافّات: 137، 138] ). [تفسير ابن كثير: 6/ 277]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة