العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 06:57 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الإنسان [ من الآية (11) إلى الآية (22) ]

{فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 06:58 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (" وقال الحسن: «النّضرة في الوجه والسّرور في القلب»). [صحيح البخاري: 6 / 164]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال الحسن النّضرة في الوجه والسّرور في القلب سقط هذا هنا لغير النّسفيّ والجرجانيّ وقد تقدّم ذلك في صفة الجنّة). [فتح الباري: 8 / 685]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال الحسن: النّضرة في الوجه والسّرور في القلب
أي: قال الحسن البصريّ في قوله تعالى وتعظم: {ولقاهم نضرة وسرورا} (الإنسان: 11) أن النضرة في الوجه والسّرور في القلب، ولم يثبت هذا إلّا للنسفي والجرجاني). [عمدة القاري: 19 / 271]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقال الحسن أي البصري النضرة في الوجه أي حسنًا فيه وإضاءة والسرور في القلب). [إرشاد الساري: 7 / 407]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {نضرةً وسرورًا} قال: الزّهرة في الوجه، والسّرور في الصّدر). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 114]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فوقاهم اللّه شرّ ذلك اليوم ولقّاهم نضرةً وسرورًا}. يقول جلّ ثناؤه: فدفع اللّه عنهم ما كانوا في الدّنيا يحذرون من شرّ اليوم العبوس القمطرير بما كانوا في الدّنيا يعملون ممّا يرضي عنهم ربّهم، لقّاهم نضرةً في وجوههم، وسرورًا في قلوبهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {ولقّاهم نضرةً وسرورًا}. قال: نضرةً في الوجوه، وسرورًا في القلوب.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولقّاهم نضرةً وسرورًا}: نضرةً في وجوههم، وسرورًا في قلوبهم.
- حدّثني يونس، قال أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولقّاهم نضرةً وسرورًا}. قال: نعمةً وسرورًا). [جامع البيان: 23 / 549-550]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن ولقاهم نضرة وسرورا قال يقول إذا سر الرجل بقلبه طار السرور حتى يرى في وجهه فالنضرة في الوجه والسرور في القلب وهو الفرح). [تفسير مجاهد: 2/712]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {ولقاهم نضرة وسرورا} قال: نضرة في وجوههم وسرورا في صدورهم). [الدر المنثور: 15 / 156]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن {ولقاهم نضرة} قال: في الوجوه {وسرورا} قال: في الصدور والقلوب). [الدر المنثور: 15 / 156-157]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {ولقاهم نضرة وسرورا} قال: نضرة في وجوههم وسرورا في قلوبهم {وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا} قال: الصبر صبران صبر على طاعة الله وصبرعن معصية الله {متكئين فيها على الأرائك} قال: كنا نحدث أنها الحجال على السرر {لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا} قال: علم الله تبارك وتعالى أن شدة الحر تؤذي وأن شدة البرد تؤذي فوقاهم الله عذابهما جميعا، قال: وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدث أن جهنم أشتكت إلى ربها فنفسها في كل عام نفسين فشدة الحر من حرها وشدة البرد من زمهريرها). [الدر المنثور: 15 / 157]

تفسير قوله تعالى: (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وجزاهم بما صبروا جنّةً وحريرًا (12) متّكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسًا ولا زمهريرًا}.
يقول تعالى ذكره: وأثابهم اللّه بما صبروا في الدّنيا على طاعته، والعمل بما يرضيه عنهم جنّةً وحريرًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وجزاهم بما صبروا جنّةً وحريرًا}. يقول: وجزاهم بما صبروا على طاعة اللّه، وصبروا عن معصيته ومحارمه، جنّةً وحريرًا). [جامع البيان: 23 / 550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {ولقاهم نضرة وسرورا} قال: نضرة في وجوههم وسرورا في قلوبهم {وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا} قال: الصبر صبران صبر على طاعة الله وصبرعن معصية الله {متكئين فيها على الأرائك} قال: كنا نحدث أنها الحجال على السرر {لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا} قال: علم الله تبارك وتعالى أن شدة الحر تؤذي وأن شدة البرد تؤذي فوقاهم الله عذابهما جميعا، قال: وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدث أن جهنم أشتكت إلى ربها فنفسها في كل عام نفسين فشدة الحر من حرها وشدة البرد من زمهريرها). [الدر المنثور: 15 / 157] (م)

تفسير قوله تعالى: (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الزهري عن أبي سلمه بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي في قوله تعالى زمهريرا قال اشتكت النار إلى ربها فقالت رب قد أكل بعضي بعضا فنفسني قال فأذن لها في كل عام بنفسين فأشد ما تجدون من البرد فهو من زمهرير جهنم وأشد ما تجدون من الحر فهو من حر جهنم). [تفسير عبد الرزاق: 2/337]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {الأرائك} [الإنسان: 13] : «السّرر»). [صحيح البخاري: 6 / 164]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال بن عبّاسٍ الأرائك السّرر ثبت هذا للنّسفيّ والجرجانيّ وقد تقدّم أيضًا في صفة الجنّة). [فتح الباري: 8 / 685]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ الأرائك السّرر
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {متكئين فيها على الأرائك} (الإنسان: 31) وفسرها بالسرر جمع سرير، وقال الثّعلبيّ: الأرائك السرر في الحجال لا يكون أريكة إلّا إذا اجتمعا، وهي لغة أهل اليمن، وقال مقاتل: الأرائك السرر في الحجال من الدّرّ والياقوت موضونة بقضبان الدّرّ والذّهب والفضّة وألوان الجواهر، ولم يثبت هذا أيضا، إلّا للنسفي والجرجاني). [عمدة القاري: 19 / 271]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: الأرائك هي السرر، وقال مقاتل: السرر في الحجال من الدر والياقوت، وقال البراء مما وصله سعيد بن منصور في قوله تعالى: {وذللت قطوفها} [الدهر: 14]. يقطفون ثمارها كيف شاؤوا قيامًا وقعودًا ومضطجعين وعلى أي حال كانوا). [إرشاد الساري: 7 / 407]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {على الأرائك} قال: السُّرُر). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 114]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: (الزمهريرا) قال: البرد الشّديد). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 115]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {لا يرون فيها شمسًا ولا زمهريرًا}
- أخبرنا محمّد بن رافعٍ، حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمرٌ، عن الزّهريّ، في قوله: {زمهريرًا} [الإنسان: 13]، قال أبو سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: " اشتكت النّار إلى ربّها، فقالت: ربّ، أكل بعضي بعضًا، فنفّسني، فأذن لها كلّ عامٍ بنفسين "، قال: «أشدّ ما تجدون من البرد من زمهرير جهنّم، وأشدّ ما تجدون من الحرّ من حرّ جهنّم»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/321]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {متّكئين فيها على الأرائك}. يقول: متّكئين في الجنّة على السّرر في الحجال، وهي الأرائك واحدتها أريكةٌ. وقد بيّنّا ذلك بشواهده، وما فيه من أقوال أهل التّأويل فيما مضى بما أغنى عن إعادته، غير أنّا نذكر في هذا الموضع من الرّواية بعض ما لم نذكره إن شاء اللّه تعالى قبل.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {متّكئين فيها على الأرائك}. يعني: الحجال.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {متّكئين فيها على الأرائك}. كنّا نحدّث أنّها الحجال فيها الأسرّة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الحصين، عن مجاهدٍ، {متّكئين فيها على الأرائك} قال: السّرر في الحجال.
ونصب {متّكئين} على: وجزاهم بما صبروا جنّةً متّكئين فيها، على الحال من الهاء والميم.
وقوله: {لا يرون فيها شمسًا ولا زمهريرًا} يقول تعالى ذكره: لا يرون فيها شمسًا فيؤذيهم حرّها، ولا زمهريرًا، وهو البرد الشّديد، فيؤذيهم بردها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا زياد بن عبد اللّه الحسّانيّ، قال: حدّثنا مالك بن سعيرٍ، قال: حدّثنا الأعمش، عن مجاهدٍ، قال: الزّمهرير: البرد المفظع.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال اللّه: {لا يرون فيها شمسًا ولا زمهريرًا}. يعلم أنّ شدّة الحرّ تؤذي، وشدّة القرّ تؤذي، فوقاهم اللّه أذاهما.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا وهب بن جريرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن السّدّيّ، عن مرّة بن عبد اللّه، قال في الزّمهرير: إنّه لونٌ من العذاب، قال اللّه: {لا يذوقون فيها بردًا ولا شرابًا}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: اشتكت النّار إلى ربّها، فقالت ربّ أكل بعضي بعضًا، فنفّسني، فأذن لها في كلّ عامٍ بنفسين؛ فأشدّ ما تجدون من البرد من زمهرير جهنّم وأشدّ ما تجدون من الحرّ من حرّ جهنّم). [جامع البيان: 23 / 551–552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {ولقاهم نضرة وسرورا} قال: نضرة في وجوههم وسرورا في قلوبهم {وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا} قال: الصبر صبران صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله {متكئين فيها على الأرائك} قال: كنا نحدث أنها الحجال على السرر {لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا} قال: علم الله تبارك وتعالى أن شدة الحر تؤذي وأن شدة البرد تؤذي فوقاهم الله عذابهما جميعا، قال: وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدث أن جهنم أشتكت إلى ربها فنفسها في كل عام نفسين فشدة الحر من حرها وشدة البرد من زمهريرها). [الدر المنثور: 15 / 157] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن مردويه عن الزهري في قوله: {لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا} قال: حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضا فنفسني فجعل لها في كل عام نفسين نفسا في الشتاء ونفسا في الصيف، فشدة البرد الذي تجدون من زمهرير جهنم وشدة الحر الذي تجدون من حر جهنم). [الدر المنثور: 15 / 157]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي، وابن مردويه من طرق عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشتكت النار إلى ربها فقالت: رب أكل بعضي بعضا فجعل لها نفسين نفسا في الشتاء ونفسا في الصيف فشدة ما تجدونه من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدونه في الصيف من الحر من سمومها). [الدر المنثور: 15 / 157-158]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {ولا زمهريرا} قال: بردا مقطعا). [الدر المنثور: 15 / 158]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة قال: الزمهرير هو البرد الشديد). [الدر المنثور: 15 / 158]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: الزمهرير إنما هو لون من العذاب إن الله تعالى قال: {لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا}). [الدر المنثور: 15 / 158]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سعيد الخدري أو أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا كان يوم حار ألقى الله سمعه وبصره إلى أهل السماء وأهل الأرض فإذا قال العبد لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم اللهم أجرني من حر جهنم قال الله عز وجل لجهنم إن عبدا من عبيدي استجار بي منك وإني أشهدك أني قد أجرته وإذا كان يوم شديد البرد ألقى الله سمعه وبصره إلى أهل السماء وأهل الأرض فإذا قال العبد: لا إله إلا الله ما أشد برد هذا اليوم اللهم أجرني من زمهرير جهنم قال الله لجهنم: إن عبدا من عبيدي استجارني من زمهريرك وإني أشهدك أني قد أجرته، فقالوا وما زمهرير جهنم قال كعب: بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة بردها بعضه من بعض). [الدر المنثور: 15 / 158-159]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: الجنة سجسج لا قر فيها ولا حر). [الدر المنثور: 15 / 159]

تفسير قوله تعالى: (وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: أرض الجنة من الورق، وترابها مسك، وأصول شجرها ذهب وورق، وأفنانها اللؤلؤ، والزبرجد، وياقوت، والورق والثمر تحت ذلك، فمن أكل قائمًا لم يؤذه، ومن أكل جالسًا لم يؤذه، ومن أكل مضطجعًا لم يؤذه، {وذللت قطوفها تذليلًا} [سورة الإنسان: 14] ). [الزهد لابن المبارك: 2/552]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء: {ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلًا} قال: أهل الجنة يأكلون الثمار في الشجر كيف شاؤوا، جلوسًا ومضطجعين، وكيف شاؤوا). [الزهد لابن المبارك: 2/552]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال البراء: {وذلّلت قطوفها} [الإنسان: 14] : «يقطفون كيف شاءوا»). [صحيح البخاري: 6 / 164]

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال البراء وذلّلت قطوفها يقطفون كيف شاءوا ثبت هذا للنّسفيّ وحده أيضًا وقد وصله سعيد بن منصورٍ عن شريكٍ عن أبي إسحاق عن البراء في قوله وذلّلت قطوفها تذليلا قال إنّ أهل الجنّة يأكلون من ثمار الجنّة قيامًا وقعودًا ومضطجعين وعلى أيّ حالٍ شاءوا ومن طريق مجاهدٍ إن قام ارتفعت وإن قعد تدلّت ومن طريق قتادة لا يردّ أيديهم شوكٌ ولا بعدٌ). [فتح الباري: 8 / 685]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال البراء: وذلّلت قطوفها يقطعون كيف شاؤوا
أي: قال البراء في قوله تعالى: {وذللت قطوفها تذليلاً} (الإنسان: 14) يقطفون كيف شاؤوا. قوله: (قطوفها) أي: ممارها، يقطفون، أي: يقطعون منها قياما وقعودا ومضطجعين يتناولونها كيف شاؤوا وعلى أي حال كانوا ولم يثبت هذا إلّا للنسفي وحده). [عمدة القاري: 19 / 271]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ودانيةً عليهم ظلالها وذلّلت قطوفها تذليلاً (14) ويطاف عليهم بآنيةٍ من فضّةٍ وأكوابٍ كانت قواريرا}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {ودانيةً عليهم ظلالها} وقربت منهم ظلال أشجارها.
ولنصب {دانيةً} أوجهٌ: أحدها: العطف به على قوله: {متّكئين فيها}. والثّاني: العطف به على موضع قوله: {لا يرون فيها شمسًا} لأنّ موضعه نصبٌ، وذلك أنّ معناه: متّكئين فيها على الأرائك، غير رائين فيها شمسًا. والثّالث: نصبه على المدح، كأنّه قيل: متّكئين فيها على الأرائك، ودانيةً بعد عليهم ظلالها، كما يقال: عند فلانٍ جاريةٌ جميلةٌ، وشابّةٌ بعد طريّةٌ، تضمر مع هذه الواو فعلاً ناصبًا للشّابّة، إذا أريد به المدح، ولم يرد به النّسق؛ وأنّثت دانيةٌ لأنّ الظّلال جمعٌ. وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه بالتّذكير: ودانيًا عليهم ظلالها وإنّما ذكر لأنّه فعلٌ متقدّمٌ، وهي في قراءةٍ فيما بلغني: ودانٍ رفع على الاستئناف.
وقوله: {وذلّلت قطوفها تذليلاً}. يقول: وذلّل لهم اجتناء ثمر شجرها، كيف شاءوا قعودًا وقيامًا ومتّكئين.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وذلّلت قطوفها تذليلاً}. قال: إذا قام ارتفعت بقدره، وإن قعد تدلّت حتّى ينالها، وإن اضطجع تدلّت حتّى ينالها، فذلك تذليلها.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ودانيةً عليهم ظلالها وذلّلت قطوفها تذليلاً}. قال: لا يردّ أيديهم عنها بعدٌ ولا شوكٌ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {قطوفها دانيةٌ}. قال: الدّانية: الّتي قد دنت عليهم ثمارها.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {وذلّلت قطوفها تذليلاً}. قال: يتناوله كيف شاء جالسًا ومتّكئًا). [جامع البيان: 23 / 553-554]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب في قوله وذللت قطوفها تذليلا قال يقول ذللت لهم يقطفون منها كيف شاؤوا). [تفسير مجاهد: 712]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا الشّيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ محمّد بن سليمان بن الحارث، ثنا أبو غسّان، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازبٍ رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {وذلّلت قطوفها تذليلًا} [الإنسان: 14] قال: «ذلّلت لهم فيتناولون منها كيف شاءوا» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 555]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وهناد بن السرى، وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن البراء بن عازب في وقوله: {ودانية عليهم ظلالها} قال: قريبة {وذللت قطوفها تذليلا} قال: إن أهل الجنة يأكلون من ثمار الجنة قياما وقعودا ومضطجعين وعلى أي حال شاؤوا وفي لفظ قال: ذللت له فيتناولون منها كيف شاؤوا). [الدر المنثور: 15 / 159-160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {وذللت قطوفها تذليلا} قال: إن قعدوا نالوها.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك {وذللت قطوفها تذليلا} قال: أدنيت منهم يتناولونها وهم متكئون). [الدر المنثور: 15 / 160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {وذللت قطوفها تذليلا} قال: أدنيت منهم يتناولونها إن قام ارتفعت بقدره وإن قعد تدلت حتى ينالها وإن اضطجع تدلت حتى ينالها فذلك تذليلها). [الدر المنثور: 15 / 160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود قال: يقول غلمان أهل الجنة من أين نقطف لك من أين نسقيك). [الدر المنثور: 15 / 160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور، وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال: أرض الجنة ورق وترابها مسك وأصول شجرها ذهب وورق وأفنانها اللؤلؤ والزبرجد والورق والثمار بين ذلك فمن أكل قائما لم يؤذه ومن أكل مضطجعا لم يؤذه ومن أكل جالسا لم يؤذه {وذللت قطوفها تذليلا} وفي لفظ إن قام ارتفعت بقدره وإن قعد تدلت حتى ينالها وإن اضطجع تدلت حتى ينالها فذلك تذليلها). [الدر المنثور: 15 / 161]

تفسير قوله تعالى: (وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وأكواب كانت قواريرا قواريرا من فضة قال علي هي من فضة وصفاؤها مثل صفاء القوارير في بياض الفضة وصفاء القوارير قدروها تقديرا قال قدروها لريهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/337]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو الأحوص، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ في قوله: {يطاف عليهم بآنيةٍ من فضّةٍ وأكوابٍ كانت قواريرا * قواريرا من فضّةٍ قدّروها تقديرًا} قال: الآنية: الأقداح، والأكواب: الكوكبات، وتقديرًا: أنّها ليست بالملأى الّتي تفيض، ولا ناقصة القدر). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 435-436]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {أكوابٍ} قال: الأقساط). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 115]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ويطاف عليهم بآنيةٍ من فضّةٍ وأكوابٍ كانت قواريرا}. يقول تعالى ذكره: ويطاف على هؤلاء الأبرار بآنيةٍ من الأواني الّتي يشربون فيها شرابهم، هي من فضّةٍ كانت قوارير، فجعلها فضّةً، وهي في صفاء القوارير، فلها بياض الفضّة وصفاء الزّجاج.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ويطاف عليهم بآنيةٍ من فضّةٍ وأكوابٍ كانت قواريرا}. يقول: آنيةٌ من فضّةٍ، وصفاؤها وتهييئها كصفاء القوارير.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن مجاهدٍ، {من فضّةٍ}. قال: فيها رقّة القوارير في صفاء الفضّة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {قوارير من فضّةٍ}. قال: صفاء القوارير، وهي من فضّةٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ويطاف عليهم بآنية من فضّةٍ}. أي: صفاء القوارير في بياض الفضّة.
وقوله: {وأكوابٍ}. يقول: ويطاف مع الأواني بجرارٍ ضخامٍ فيها الشّراب، وكلّ جرّةٍ ضخمةٍ لا عروة لها فهي كوبٌ.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {وأكوابٍ}. قال: ليس لها آذانٌ.
- وقد: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان بهذا الحديث بهذا الإسناد عن مجاهدٍ، فقال: الأكواب: الأقداح.
وقوله: {كانت قواريرا}. يقول: كانت هذه الأواني والأكواب قوارير، فحوّلها اللّه فضّةً. وقيل: إنّما قيل: ويطاف عليهم بآنيةٍ من فضّةٍ، ليدلّ بذلك على أنّ أرض الجنّة فضّةٌ، لأنّ كلّ آنيةٍ تتّخذ، فإنّما تتّخذ من تربة الأرض الّتي فيها، فدلّ جلّ ثناؤه بوصفه الآنية الّتي يطاف بها على أهل الجنّة أنّها من فضّةٍ، ليعلم عباده أنّ تربة أرض الجنّة فضّةٌ.
واختلفت القرأة في قراءة قوله: {قوارير}. {وسلاسل}، فقرأ ذلك عامّة قرأة المدينة والكوفة غير حمزة: {سلاسلاً}، {وقواريرًا} بإثبات الألف والتّنوين وكذلك هي في مصاحفهم؛ وكان حمزة يسقط الألفات من ذلك كلّه، ولا يجري شيئًا منه؛ وكان أبو عمرٍو يثبت الألف في الأولى من قوارير، ولا يثبتها في الثّانية.
وكلّ ذلك عندنا صوابٌ، غير أنّ الّذي ذكرت عن أبي عمرٍو أعجبهما إليّ، وذلك أنّ الأوّل من القوارير رأس آيةٍ، والتّوفيق بين ذلك وبين سائر رءوس آيات السّورة أعجب إليّ إذ كان ذلك بإثبات الألفات في أكثرها). [جامع البيان: 23 / 554-556]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {ويطاف عليهم بآنية من فضة} الآية قال: صفاء القوارير في بياض الفضة {قدروها تقديرا} قال: قدرت على قدر رأي القوم). [الدر المنثور: 15 / 161] (م)

تفسير قوله تعالى: (قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال إنك لو أخذت فضة من فضة الدنيا فضربتها حتى تجعلها مثل جناح الذباب لم تر الماء من ورائها ولكن قوارير الجنة بياض الفضة في مثل صفاء القارورة). [تفسير عبد الرزاق: 2/338]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو الأحوص، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ في قوله: {يطاف عليهم بآنيةٍ من فضّةٍ وأكوابٍ كانت قواريرا * قواريرا من فضّةٍ قدّروها تقديرًا} قال: الآنية: الأقداح، والأكواب: الكوكبات، وتقديرًا: أنّها ليست بالملأى الّتي تفيض، ولا ناقصة القدر). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 435-436](م)

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (وعن سعيد في قوله: {قدروها تقديراً} قال: قدّر ريّهم). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 36] [سعيد: هو ابن جبير]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {قواريرا (15) قواريرا من فضةٍ} قال: بياض الفضّة وصفاء القوارير). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 65]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {قوارير من فضةٍ} قال: يقال: بياض تلك القوارير مثل بياض الفضّة، وصفاؤها صفاء القوارير). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 115]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قواريرا من فضّةٍ قدّروها تقديرًا (16) ويسقون فيها كأسًا كان مزاجها زنجبيلاً (17) عينًا فيها تسمّى سلسبيلاً}.
يقول تعالى ذكره: {قوارير} في صفاء الصّفاء من فضّة الفضّة من البياض.
- كما: حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، قال: قال الحسن، في قوله: {كانت قواريرا قوارير من فضّةٍ}. قال: صفاء القوارير في بياض الفضّة.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا يحيى بن كثيرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قول اللّه: {قوارير من فضّةٍ}. قال: بياض الفضّة في صفاء القوارير.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، قال: أخبرنا ابن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، في قوله: {كانت قواريرا قوارير من فضّةٍ}. قال: كان ترابها من فضّةٍ.
وقوله: {قوارير من فضّةٍ} قال: صفاء الزّجاج في بياض الفضّة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا سليمان، قال: حدّثنا أبو هلالٍ، عن قتادة، في قوله: {قواريرا قوارير من فضّةٍ}. قال: لو احتاج أهل الباطل أن يعملوا إناءً من فضّةٍ يرى ما فيه من خلفه، كما يرى ما في باطن القوارير ما قدروا عليه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {قوارير من فضّةٍ}. قال: هي من فضّةٍ، وصفاؤها: صفاء القوارير وبياض الفضّة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {قوارير من فضّةٍ}. قال: على صفاء القوارير، وبياض الفضّة.
وقوله: {قدّروها تقديرًا}. يقول: قدّروا تلك الآنية الّتي يطاف عليهم بها تقديرًا على قدر ريّهم لا تزيد ولا تنقص عن ذلك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي رجاءٍ، عن الحسن، في قوله: {قدّروها تقديرًا}. قال: قدّرت لريّ القوم.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، في قوله: {قدّروها تقديرًا}. قال: قدر ريّهم.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عمر بن عبيدٍ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {قوارير من فضّةٍ قدّروها تقديرًا}. قال: لا تنقص ولا تفيض.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {قدّروها تقديرًا}. قال: لا تترع فتهراق، ولا ينقصون من مائها فتنقص، فهي ملأى.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {قدّروها تقديرًا}: قدّروها لريّهم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {قدّروها تقديرًا}. قال: قدّرت على ريّ القوم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {من فضّةٍ قدّروها تقديرًا}. قال: قدّروها لريّهم على قدر شربهم، أهل الجنّة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {قدّروها تقديرًا}. قال: ممتلئةً لا تهراق، وليست بناقصةٍ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: قدّروها على قدر الكفّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {قدّروها تقديرًا}. قال: قدّرت للكفّ.
واختلفت القرأة في قراءة قوله: {قدّروها تقديرًا} فقرأ ذلك عامّة قرأة الأمصار: {قدّروها} بفتح القاف، بمعنى: قدّرها لهم السّقاة الّذين يطوفون بها عليهم. وروي عن الشّعبيّ وغيره من المتقدّمين أنّهم قرءوا ذلك بضمّ القاف (قدّروها) بمعنى: قدّرت عليهم، فلا زيادة فيها ولا نقصان.
والقراءة الّتي لا أستجيز القراءة بغيرها فتح القاف، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه). [جامع البيان: 23 / 556-559]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {ويطاف عليهم بآنية من فضة} الآية قال: صفاء القوارير في بياض الفضة {قدروها تقديرا} قال: قدرت على قدر رأي القوم.
وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي أنه كان يقرأ (قدرها) برفع القاف.
وأخرج عن الحسن أنه قرأها بنصب القاف). [الدر المنثور: 15 / 161]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في البعث من طريق العوفي عن ابن عباس قال: آنية من فضة وصفاؤها كصفاء القوارير {قدروها تقديرا} قال: قدرت للكف). [الدر المنثور: 15 / 161-162]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والبيهقي في البعث من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: لو أخذت فضة من فضة الدنيا فضربتها حتى جعلتها مثل جناح الذباب لم ير الماء عن ورائها ولكن قوارير الجنة بياض الفضة في صفاء القوارير). [الدر المنثور: 15 / 162]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: ليس في الجنة شيء إلا قد أعطيتم في الدنيا شبهه إلا {قوارير من فضة}). [الدر المنثور: 15 / 162]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال: لو اجتمع أهل الدنيا على أن يعملوا إناء من فضة يرى ما فيه من خلفه كما يرى في القوارير ما قدروا عليه). [الدر المنثور: 15 / 162]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله: {قدروها تقديرا} قال: أتوا بها على قدرهم لا يفضلون شيئا ولا يشتهون بعدها شيئا). [الدر المنثور: 15 / 162]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وهناد، وعبد بن حميد عن مجاهد قال: الآنية الأقداح والأكواب الكوكبات وتقديرها أنها ليست بالملأى التي تفيض ولا ناقصة بقدر). [الدر المنثور: 15 / 162-163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس {قدروها تقديرا} قال: قدرتها السقاة). [الدر المنثور: 15 / 163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي في قوله: {قوارير من فضة} قال: صفاؤها صفاء القوارير وهي من فضة). [الدر المنثور: 15 / 163]

تفسير قوله تعالى: (وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى مزاجها زنجبيلا قال تمزج لهم بالزنجبيل). [تفسير عبد الرزاق: 2/338]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ويسقون فيها كأسًا كان مزاجها زنجبيلاً}. يقول تعالى ذكره: ويسقى هؤلاء القوم الأبرار في الجنّة كأسًا، وهي كلّ إناءٍ كان فيه شرابٌ، فإذا كان فارغًا من الخمر لم يقل له كأسٍ، وإنّما يقال له إناءٌ، كما يقال للطّبق الّذي تهدي فيه الهديّة المهدى مقصورًا ما دامت عليه الهديّة فإذا فرغ ممّا عليه كان طبقًا أو خوانًا، ولم يكن مهدى. {كان مزاجها زنجبيلاً} يقول: كان مزاج شراب الكأس الّتي يسقون منها زنجبيلاً.
واختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: يمزج لهم شرابهم بالزّنجبيل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {مزاجها زنجبيلاً}. قال: تمزج بالزّنجبيل.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {كان مزاجها زنجبيلاً}. قال: يأثر لهم ما كانوا يشربون في الدّنيا. زاد الحارث في حديثه: فيحبّبه إليهم.
وقال بعضهم: الزّنجبيل: اسمٌ للعين الّتي منها مزاج شراب الأبرار.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ويسقون فيها كأسًا كان مزاجها زنجبيلاً عينًا فيها تسمّى سلسبيلاً} رقيقةً يشربها المقرّبون صرفًا، وتمزج لسائر أهل الجنّة). [جامع البيان: 23 / 560-561]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابن مسعودٍ في قوله - تبارك وتعالى - {ختامه مسكٌ} [المطففين: 26] قال: ليس بخاتمٍ يختم به، ولكن خلطه مسكٌ، ألم تر إلى المرأة من نسائكم تقول: خلطه من الطّيب كذا وكذا.
رواه الطّبرانيّ عن عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {كان مزاجها زنجبيلا} قال: يمزج لهم بالزنجبيل). [الدر المنثور: 15 / 163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {كان مزاجها زنجبيلا} قال: يأثر لهم ما كانوا يشربون في الدنيا فيجيء إليهم بذلك). [الدر المنثور: 15 / 163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع عيون في الجنة عينان تجريان من تحت العرش إحداهما التي ذكر الله {يفجرونها تفجيرا} والأخرى الزنجبيل وعينان نضاختان من فوق إحداهما التي ذكر الله سلسبيلا والأخرى التسنيم). [الدر المنثور: 15 / 163]

تفسير قوله تعالى: (عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى تسمى سلسبيلا قال شديدة الجرية). [تفسير عبد الرزاق: 2/338]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى تسمى سلسبيلا قال سلسة لهم يصرفونها حيث شاؤوا). [تفسير عبد الرزاق: 2/338]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ سلسبيلا حديد الجرية ثبت هذا للنّسفيّ وحده وتقدّم في صفة الجنّة). [فتح الباري: 8 / 685]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقال مجاهد: في قوله {سلسبيلًا} [الدهر: 18] أي حديد الجرية في مسيله وعن بعضهم فيما حكاه ابن جرير إنما سميت بذلك لسلاستها في الحلق، وقال قتادة مستعذب ماؤها، وروى محيي السّنّة عن مقاتل سميت سلسبيلًا لأنها تسيل عليهم في طرقهم ومنازلهم تنبع من أصل العرش من جنة عدن إلى سائر الجنان ويؤيده قوله تسمى وأما إذا جعلت صفة كما قال الزجاج فمعنى تسمى توصف). [إرشاد الساري: 7 / 407-408]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {سلسبيلاً} قال: العين الّتي تمزج بها الخمر). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 115]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {عينًا فيها تسمّى سلسبيلاً}. يقول تعالى ذكره: عينًا في الجنّة تسمّى سلسبيلاً. قيل: عني بقوله: {سلسبيلاً}: سلسةً منقادًا ماؤها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {عينًا فيها تسمّى سلسبيلاً}. عينًا سلسةً مستقيدًا ماؤها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {تسمّى سلسبيلاً}. قال: سلسةً يصرفونها حيث شاءوا.
وقال آخرون: عني بذلك أنّها شديدة الجرية.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {عينًا فيها تسمّى سلسبيلاً}. قال: حديدة الجرية.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا الأشجعيّ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- قال: حدّثنا أبو أسامة، عن شبلٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: سلسة الجرية.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {عينًا فيها تسمّى سلسبيلاً} حديدة الجرية.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
واختلف أهل العربيّة في معنى السّلسبيل وفي إعرابه، فقال بعض نحويّي البصرة، قال بعضهم: إنّ (سلسبيل) صفةٌ للعين بالتّسلسل. وقال بعضهم: إنّما أراد عينًا تسمّى سلسبيلاً: أي تسمّى من طيبها السّلسبيل: أي توصف للنّاس، كما تقول: الأعوجيّ والأرحبيّ والمهريّ من الإبل، وكما تنسب الخيل إذا وصفت إلى الخيل المعروفة المنسوبة كذلك تنسب العين إلى أنّها تسمّى، لأنّ القرآن نزل على كلام العرب، قال: وأنشدني يونس:
صفراء من نبعٍ يسمّى سهمها = من طول ما صرع الصّيود الصّيّب
فرفع الصّيّب لأنّه لم يرد أن يسمّى بالصّيّب، إنّما الصّيّب من صفة الاسم والسّهم. وقوله: يسمّى سهمها أي يذكر سهمها، قال: وقال بعضهم: لا، بل هو اسم العين، وهو معرفةٌ، ولكنّه لمّا كان رأس آيةٍ، وكان مفتوحًا، زيدت فيه الألف، كما قال: كانت قواريرا. وقال بعض نحويّي الكوفة: السّلسبيل: نعتٌ أراد به سلسٌ في الحلق، فلذلك حريٌّ أن تسمّى بسلاستها.
وقال آخر منهم: ذكروا أنّ السّلسبيل اسمٌ للعين، وذكروا أنّه صفةٌ للماء لسلسه وعذوبته؛ قال: ونرى أنّه لو كان اسمًا للعين لكان ترك الإجراء فيه أكثر، ولم نر أحدًا ترك إجراءها وهو جائزٌ في العربيّة؛ لأنّ العرب تجري ما لا يجرى في الشّعر، كما قال متمّم بن نويرة:
فما وجد أظآرٍ ثلاثٍ روائمٍ = رأين مخرًّا من حوارٍ ومصرعا
فأجرى روائم، وهي ممّا لا يجرى.
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّ قوله: {تسمّى سلسبيلاً} صفةٌ للعين، وصفت بالسّلاسة في الحلق، وفي حال الجري، وانقيادها لأهل الجنّة يصرّفونها حيث شاءوا، كما قال مجاهدٌ وقتادة. وإنّما عنى بقوله: {تسمّى}: توصف.
وإنّما قلت ذلك أولى بالصّواب لإجماع أهل التّأويل على أنّ قوله: {سلسبيلاً} صفةٌ لا اسمٌ). [جامع البيان: 23 / 561-564]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع عيون في الجنة عينان تجريان من تحت العرش إحداهما التي ذكر الله {يفجرونها تفجيرا} والأخرى الزنجبيل وعينان نضاختان من فوق إحداهما التي ذكر الله سلسبيلا والأخرى التسنيم). [الدر المنثور: 15 / 163] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد في قوله: {عينا فيها تسمى سلسبيلا} قال: حديدة الجرية). [الدر المنثور: 15 / 163-164]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {عينا فيها تسمى سلسبيلا} قال: عين الخمرة). [الدر المنثور: 15 / 164]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد {تسمى سلسبيلا} قال: تجري سلسلة السبيل). [الدر المنثور: 15 / 164]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {عينا فيها تسمى سلسبيلا} قال: سلسلة فيها يصرفونا حيث شاؤوا وفي قوله: {حسبتهم لؤلؤا منثورا} قال: من حسنهم). [الدر المنثور: 15 / 164]

تفسير قوله تعالى: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى لؤلؤا منثورا قال من كثرتهم وحسنهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/338]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ولدان مخلدون قال لا يموتون). [تفسير عبد الرزاق: 2/338]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويطوف عليهم ولدانٌ مخلّدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤًا منثورًا (19) وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيمًا وملكًا كبيرًا}.
يقول تعالى ذكره: ويطوف على هؤلاء الأبرار ولدانٌ، وهم الوصفاء، مخلّدون.
اختلف أهل التّأويل في معنى: {مخلّدون} فقال بعضهم: معنى ذلك: أنّهم لا يموتون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ويطوف عليهم ولدانٌ مخلّدون}. أي: لا يموتون.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة مثله.
وقال آخرون: عنى بذلك {ولدانٌ مخلّدون}: مسوّرون.
وقال آخرون: بل عنى به أنّهم مقرّطون، وقيل: عنى به أنّهم دائمٌ شبابهم، لا يتغيّرون عن تلك السّنّ.
وذكر عن العرب أنّها تقول للرّجل إذا كبر وثبت سواد شعره: إنّه لمخلّدٌ؛ وكذلك إذا كبر وثبتت أضراسه وأسنانه قيل: إنّه لمخلّدٌ، يراد به أنّه ثابت الحال، وهذا تصحيحٌ لما قال قتادة من أنّ معناه: لا يموتون، لأنّهم إذا ثبتوا على حالٍ واحدةٍ فلم يتغيّروا بهرمٍ ولا شيبٍ ولا موتٍ، فهم مخلّدون. وقيل: إنّ معنى قوله: {مخلّدون} مسوّرون بلغة حمير؛ وينشد لبعض شعرائهم:
ومخلّداتٍ باللّجين كأنّما = أعجازهنّ أقاوز الكثبان
وقوله: {إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤًا منثورًا}. يقول تعالى ذكره: إذا رأيت يا محمّد هؤلاء الولدان مجتمعين أو مفترقين، تحسبهم في حسنهم، ونقاء بياض وجوههم، وكثرتهم، لؤلؤًا مبدّدًا، أو مجتمعًا مصبوبًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {لؤلؤًا منثورًا}. قال: من كثرتهم وحسنهم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {إذا رأيتهم حسبتهم} من حسنهم وكثرتهم {لؤلؤًا منثورًا}.
- وقال قتادة، عن أبي أيّوب، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: ما من أهل الجنّة من أحدٍ إلاّ ويسعى عليه ألف غلامٍ، كلّ غلامٍ على عمل ما عليه صاحبه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، قال: {حسبتهم لؤلؤًا منثورًا}. قال: في كثرة اللّؤلؤ وبياض اللّؤلؤ). [جامع البيان: 23 / 564-566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال: بينا المؤمن على فراشه إذ أبصر شيئا يسير نحوه فجعل يقول: لؤلؤ فإذا ولدان مخلدون كما وصفهم الله وهي الآية {إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا}). [الدر المنثور: 15 / 165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أولهم خروجا إذا خرجوا وأنا قائدهم إذا وفدوا وأنا خطيبهم إذا أنصتوا وأنا مستشفعهم إذا جلسوا وأنا مبشرهم إذا أيسوا الكرامة والمفاتيح بيدي ولواء الحمد بيدي وآدم ومن دونه تحت لوائي ولا فخر يطوف عليهم ألف خادم كأنهم بيض مكنون أو لؤلؤ منثور). [الدر المنثور: 15 / 165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك وهناد، وعبد بن حميد والبيهقي في البعث عن ابن عمرو رضي الله عنه قال: إن أدنى أهل الجنة منزلا من يسعى عليه ألف خادم كل واحد على عمل ليس عليه صاحبه). [الدر المنثور: 15 / 165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عبدالله بن مسعود قال: يقول غلمان الجنة: من أين نقطف لك؟ من أين نسقيك ؟). [الدر المنثور: 15 / 166]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا رجل، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه ذكر مراكبهم، ثم تلا: {وإذا رأيت ثم رأيت نعيمًا وملكًا كبيرًا} ). [الزهد لابن المبارك: 2/553]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا سفيان، قال: بلغنا في قوله: {وملكًا كبيرًا} قال: استئذان الملائكة عليهم). [الزهد لابن المبارك: 2/553]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيماً وملكاً كبيراً} قال: عظيمًا: استئذان الملائكة عليهم، وقال بعضهم: لا يدخل الملائكة عليهم إلا بإذنٍ). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 65]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيمًا}. يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وإذا نظرت ببصرك يا محمّد، ورميت بطرفك فيما أعطيت هؤلاء الأبرار في الجنّة من الكرامة. وعنى بقوله: {ثمّ} الجنّة {رأيت نعيمًا} وذلك أنّ أدناهم منزلةً من ينظر في ملكه فيما قيل في مسيرة ألفي عامٍ، يرى أقصاه، كما يرى أدناه.
وقد اختلف أهل العربيّة في السّبب الّذي من أجله لم يذكر مفعول رأيت الأوّل، فقال بعض نحويّي البصرة: إنّما فعل ذلك لأنّه يريد رؤيةً لا تتعدّى، كما تقول: ظننت في الدّار، أخبر بمكان ظنّه، فأخبر بمكان رؤيته. وقال بعض نحويّي الكوفة: إنّما فعل ذلك لأنّ معناه: وإذا رأيت ما ثمّ رأيت نعيمًا؛ قال: وصلح إضمار ما كما قيل: {لقد تقطّع بينكم} يريد: ما بينكم؛ قال: ويقال: إذا رأيت ثمّ يريد: إذا نظرت ثمّ، أي إذا رميت ببصرك هناك رأيت نعيمًا.
وقوله: {وملكًا كبيرًا}. يقول: ورأيت مع النّعيم الّذي ترى لهم ثمّ ملكًا كبيرًا. وقيل: إنّ ذلك الملك الكبير: تسليم الملائكة عليهم، واستئذانهم عليهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، قال: حدّثني من سمع مجاهدًا، يقول: {وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيمًا وملكًا كبيرًا}. قال: تسليم الملائكة.
- قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: سمعت سفيان، يقول في قوله: {ملكًا كبيرًا}. قال: بلغنا أنّه تسليم الملائكة.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا الأشجعيّ، في قوله: {وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيمًا وملكًا كبيرًا}. قال: فسّرها سفيان قال: تستأذن الملائكة عليهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان {وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيمًا وملكًا كبيرًا}. قال: استئذان الملائكة عليهم). [جامع البيان: 23 / 566-567]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني بكر بن محمّدٍ الصّيرفيّ بمرو، ثنا عبد الصّمد بن الفضل، ثنا حفص بن عمر العدنيّ، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، " أنّه ذكر مراكب أهل الجنّة، ثمّ تلا {وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيمًا وملكًا كبيرًا} [الإنسان: 20] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 555]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه ذكر ركب أهل الجنة ثم تلا {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا}). [الدر المنثور: 15 / 166]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا} قال: هو استئذان الملائكة لا تدخل عليهم إلا بإذن). [الدر المنثور: 15 / 166]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سفيان في قوله: {وملكا كبيرا} قال: بلغنا أنه استئذان الملائكة عليهم). [الدر المنثور: 15 / 166]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن وهب عن الحسن البصري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة الذي يركب في ألف ألف من خدمة من الولدان المخلدين على خيل من ياقوت أحمر لها أجنحة من ذهب {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا}). [الدر المنثور: 15 / 166]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة قال: دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راقد على حصير من جريد قد أثر في جنبه فبكى عمر فقال: ما يبكيك فقال: ذكرت كسرى وملكه وقيصر وملكه وصاحب الحبشة وملكه وأنت رسول الله على حصير من جريد فقال: أما ترضى أن لهم الدنيا ولنا الآخرة فأنزل الله {وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا}). [الدر المنثور: 15 / 166-167]

تفسير قوله تعالى: (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا معمر، عن رجل، عن أبي قلابة، قال: يؤتون بالطعام والشراب فإذا كان في آخر ذلك أتوا بالشراب الطهور، فيشربون فتضمر لذلك بطونهم، ويفيض عرقًا من جلودهم مثل ريح المسك، ثم قرأ: {شرابًا طهورً} [سورة الإنسان: 21] ). [الزهد لابن المبارك: 2/ 568-569]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن أبان عن أبي قلابة في قوله شرابا طهورا قال إذا أكلوا وشربوا ما شاء الله من الشراب ومن الطعام دعوا بالشراب والطهور فيشربون فيطهرهم فيكون ما أكلوا وشربوا جشاء ورشح مسك يفتض من جلودهم وتضمر لذلك بطونهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/338]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {عاليهم ثياب سندسٍ خضرٌ وإستبرقٌ وحلّوا أساور من فضّةٍ وسقاهم ربّهم شرابًا طهورًا}.
يقول تعالى ذكره: فوقهم، يعني فوق هؤلاء الأبرار ثياب سندسٍ، وكان بعض أهل التّأويل يتأوّل قوله: {عاليهم} فوق حجالهم المبنية عليهم {ثياب سندسٍ} وليس ذلك بالقول المدفوع، لأنّ ذلك إذا كان فوق حجالٍ هم فيها، فقد علاهم فهو عاليهم.
وقد اختلف أهل القراءة في قراءة ذلك فقرأته عامّة قرّاء المدينة والكوفة وبعض قرّاء مكّة: (عاليهم) بتسكين الياء. وكان عاصمٌ وأبو عمرٍو وابن كثيرٍ يقرءونه بفتح الياء، فمن فتحها جعل قوله {عاليهم} اسمًا رافعًا للثّياب، مثل قول القائل: ظاهرهم ثياب سندسٍ.
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وقوله: {ثياب سندسٍ}. يعني: ثياب ديباجٍ رقيقٍ حسنٍ، والسّندس: هو ما رقّ من الدّيباج.
وقوله: {خضرٌ}. اختلف القرأة في قراءة ذلك، فقرأه أبو جعفرٍ القارئ وأبو عمرٍو برفع {خضرٌ} على أنّها نعتٌ للثّياب، وخفض {إستبرقٍ} عطفًا به على السّندس، بمعنى: وثياب إستبرقٍ. وقرأ ذلك عاصمٌ وابن كثيرٍ: {خضرٍ} خفضًا {وإستبرقٌ} رفعًا، عطفًا بالإستبرق على الثّياب، بمعنى: عاليهم إستبرقٌ، وتصييرًا للخضر نعتًا للسّندس. وقرأ نافعٌ ذلك: {خضرٌ} رفعًا على أنّها نعتٌ للثّياب وإستبرقٌ رفعًا عطفًا به على الثّياب، وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: (خضرٍ وإستبرقٍ) خفضًا كلاهما. وقرأ ذلك ابن محيصنٍ بترك إجراء الإستبرق: (وإستبرق) بالفتح بمعنى: وثياب إستبرق، وفتح ذلك لأنّه وجّهه إلى أنّه اسمٌ أعجميٌّ. ولكلّ هذه القراءات الّتي ذكرناها وجهٌ ومذهبٌ، غير الّذي سبق ذكرنا عن ابن محيصنٍ، فإنّها بعيدةٌ من معروف كلام العرب، وذلك أنّ الإستبرق نكرةٌ، والعرب تجري الأسماء النّكرة وإن كانت أعجميّةً، والإستبرق: هو ما غلظ من الدّيباج، وقد ذكرنا أقوال أهل التّأويل في ذلك فيما مضى قبل، فأغنى ذلك عن إعادته هاهنا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: الإستبرق: الدّيباج الغليظ.
وقوله: {وحلّوا أساور من فضّةٍ}. يقول: وحلاّهم ربّهم أساور، وهي جمع أسورةٍ من فضّةٍ.
وقوله: {وسقاهم ربّهم شرابًا طهورًا}. يقول تعالى ذكره: وسقى هؤلاء الأبرار ربّهم شرابًا طهورًا، ومن طهره أنّه لا يصير بولاً نجسًا، ولكنّه يصير رشحًا من أبدانهم كرشح المسك.
- كالّذي: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ وعبد الرّحمن، قالا: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم التّيميّ، {وسقاهم ربّهم شرابًا طهورًا}. قال: عرقٌ يفيض من أعراضهم مثل ريح المسك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن منصورٍ، عن إبراهيم التّيميّ، مثله.
- قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم التّيميّ، قال: إنّ الرّجل من أهل الجنّة يقسم له شهوة مائة رجلٍ من أهل الدّنيا، وأكلهم وهمّتهم، فإذا أكل سقي شرابًا طهورًا، فيصير رشحًا يخرج من جلده أطيب ريحًا من المسك الأذفر، ثمّ تعود شهوته.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {شرابًا طهورًا} قال: ما ذكر اللّه من الأشربة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن أبان، عن أبي قلابة: إنّ أهل الجنّة إذا أكلوا وشربوا ما شاءوا دعوا بالشّراب الطّهور فيشربونه، فتطهر بذلك بطونهم ويكون ما أكلوا وشربوا رشحًا وريح مسكٍ، فتضمر لذلك بطونهم.
- حدّثنا عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية الرّياحيّ، عن أبي هريرة، أو غيره، شكّ أبو جعفرٍ الرّازيّ قال: صعد جبرائيل بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة أسري به إلى السّماء السّابعة، فاستفتح، فقيل له: من هذا؟ فقال: جبرائيل؛ قيل: ومن معك؟ قال: محمّدٌ، قالوا: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حيّاه اللّه من أخٍ وخليفةٍ، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء؛ قال: فدخل فإذا هو برجلٍ أشمط جالسٍ على كرسيٍّ عند باب الجنّة، وعنده قومٌ جلوسٌ بيض الوجوه أمثال القراطيس، وقومٌ في ألوانهم شيءٌ، فقام الّذين في ألوانهم شيءٌ، فدخلوا نهرًا فاغتسلوا فيه، فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيءٌ ثمّ دخلوا نهرًا آخر فاغتسلوا فيه، فخرجوا وقد خلصت ألوانهم، فصارت مثل ألوان أصحابهم، فجاءوا فجلسوا إلى أصحابهم، فقال: يا جبريل من هذا الأشمط، ومن هؤلاء البيض الوجوه، ومن هؤلاء الّذين في ألوانهم شيءٌ، وما هذه الأنهار الّتي اغتسلوا فيها، فجاءوا وقد صفت ألوانهم؟ قال: هذا أبوك إبراهيم، أوّل من شمط على الأرض، وأمّا هؤلاء البيض الوجوه، فقومٌ لم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ. وأمّا هؤلاء الّذين في ألوانهم شيءٌ فقومٌ خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيّئًا فتابوا، فتاب اللّه عليهم. وأمّا الأنهار، فأوّلها رحمة اللّه، والثّاني نعمة اللّه، والثّالث سقاهم ربّهم شرابًا طهورًا). [جامع البيان: 23 / 567-571]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي الجوزاء أنه كان يقرأ {عاليهم ثياب سندس خضر} قال: علت الخضرة أكثر ثياب أهلها الخضرة). [الدر المنثور: 15 / 167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {شرابا طهورا} قال: ما ذكر الله من الأشربة). [الدر المنثور: 15 / 167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {شرابا طهورا} قال: ما ذكر الله من الأشربة). [الدر المنثور: 15 / 167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن أبي قلابة رضي الله عنه {وسقاهم ربهم شرابا طهورا} قال: إذا أكلوا أو شربوا ما شاء الله من الطعام والشراب دعوا الشراب الطهور فيشربون فيطهرهم فيكون ما أكلوا وشربوا جشاء بريح مسك يفيض من جلودهم ويضمر لذلك بطونهم). [الدر المنثور: 15 / 167-168]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن إبراهيم التيمي في هذه الآية {وسقاهم ربهم شرابا طهورا} قال: عرق يفيض من أعراضهم مثل ريح المسك). [الدر المنثور: 15 / 168]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن إبراهيم التيمي قال: بلغني أنه يقسم للرجل من أهل الجنة شهوة مائة رجل من أهل الدنيا وأكلهم ونهمتهم فإذا أكل سقي شرابا طهورا يخرج من جلده رشحا كرشح المسك ثم تعود شهوته). [الدر المنثور: 15 / 168]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وكان سعيكم مشكورا قال لقد شكر الله سعيا قليلا). [تفسير عبد الرزاق: 2/338-339]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكورًا (22) إنّا نحن نزّلنا عليك القرآن تنزيلاً (23) فاصبر لحكم ربّك ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا}.
يقول تعالى ذكره: يقال لهؤلاء الأبرار حينئذٍ: إنّ هذا الّذي أعطيناكم من الكرامة كان لكم ثوابًا على ما كنتم في الدّنيا تعملون من الصّالحات. {وكان سعيكم مشكورًا}. يقول: كان عملكم فيها مشكورًا، حمدكم عليه ربّكم، ورضيه لكم، فأثابكم بما أثابكم به من الكرامة عليه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكورًا}: غفر لهم الذّنب، وشكر لهم الحسن.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وكان سعيكم مشكورًا}. قال: لقد شكر اللّه سعيًا قليلاً). [جامع البيان: 23 / 571-572]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وكان سعيكم مشكورا} فقال: لقد شكر الله سعيا قليلا). [الدر المنثور: 15 / 168]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 07:01 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجلك {مّتّكئين فيها...} منصوبة كالقطع. وإن شئت جعلته تابعاً للجنة، كأنك قلت: جزاؤهم جنة متكئين فيها). [معاني القرآن: 3/216]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({مّتّكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً * ودانيةً عليهم ظلالها وذلّلت قطوفها تذليلاً} وقال: {مّتّكئين} على المدح أو على: "جزاهم جنّةً متكّئين فيها" على الحال. وقد تقول "جزاهم ذلك قياماً"). [معاني القرآن: 4/41](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله {متّكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا} واحدتها أريكة، وجاء في التفسير أنها من الحجال, فيها الفرش وفيها الأسرّة. وفي اللغة أن كل متكأ عليه فهو أريكة.
ونصب {متّكئين} على الحال، المعنى: وجزاهم جنّة في حال اتكائهم فيها.
وكذلك: {ودانية عليهم ظلالها وذلّلت قطوفها تذليلا}). [معاني القرآن: 5/259]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الزَمْهَرِير): شديد البرد). [العمدة في غريب القرآن: 327]

تفسير قوله تعالى: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله جل ذكره: {ودانيةً عليهم ظلالها...} يكون نصباً على ذلك: جزاؤهم جنة متكئين فيها، ودانيةً ظلالها. وإن شئت جعلت: الدانية تابعة للمتكئين على سبيل القطع الذي قد يكون رفعاً على الاستئناف. فيجوز مثل قوله: {وهذا بعلي شيخاً} "وشيخٌ"، وهي في قراءة أبي: (ودانٍ عليهم ظلالها) فهذا مستأنف في موضع رفع، وفي قراءة عبد الله: "ودانياً عليهم ظلالها"، وتذكير الداني وتأنيثه كقوله: {خاشعاً أبصارهم} في موضع، وفي موضع {خاشعةً أبصارهم}.
وقد تكون الدانية منصوبة على مثل قول العرب: عند فلان جاريةٌ جميلةٌ، وشابةً بعد طريةً، يعترضون بالمدح اعتراضاً، فلا ينوون به النسق على ما قبله، وكأنهم يضمرون مع هذه الواو فعلا تكون به النصب في إحدى القراءتين: "وحوراً عيناً".
أنشدني بعضهم:
ويأوي إلى نسوة عاطلاتٍ = وشعثا مراضيع مثل السعالي
بالنصب يعني: وشعثا، والخفض أكثر.
وقوله عز وجل: {وذلّلت قطوفها تذليلاً...} يجتني أهل الجنة الثمرة قياماً وقعوداً، وعلى كل حال لا كلفة فيها). [معاني القرآن: 3/216-217]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وذلّلت قطوفها} ثمارها). [مجاز القرآن: 2/280]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({مّتّكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً * ودانيةً عليهم ظلالها وذلّلت قطوفها تذليلاً}
وقال: {مّتّكئين} على المدح أو على: "جزاهم جنّةً متكّئين فيها" على الحال. وقد تقول "جزاهم ذلك قياماً" وكذلك {ودانيةً} على الحال أو على المدح، إنما انتصابه بفعل مضمر.
وقد يجوز في قوله: {ودانيةً} أن يكون على وجهين على "وجزاهم دانيةً ظلالها" تقول: "أعطيتك جيداً طرفاه" و"رأينا حسناً وجهه"). [معاني القرآن: 4/41]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وذلّلت قطوفها تذليلًا} أي أدنيت منهم. ممن قولك: حائط ذليل، إذا كان قصير السّمك. ونحوه قوله: {قطوفها دانيةٌ}.
و«القطوف»: الثمر، واحدها: «قطف».
و(التذليل) أيضا: تسوية العذوق. يقول أهل المدينة: ذلّل النخل، أي سوي عذوقه). [تفسير غريب القرآن: 503]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ودانية عليهم ظلالها وذلّلت قطوفها تذليلا} وجائز أن يكون دانية نعتا للجنة. المعنى وجزاهم جنة دانية عليهم ظلالها
{وذلّلت قطوفها تذليلا} هذا كقوله تعالى: (قطوفها دانية).
وقيل كلما أرادوا أن يقطعوا شيئا منها ذلّل لهم، ودنا منهم قعودا كانوا أو مضطجعين أو قياما). [معاني القرآن: 5/259-260]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَذُلِّلَتْ} أي أُدنيت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 288]

تفسير قوله تعالى: {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كانت قواريرا...} يقول: كانت كصفاء القوارير، وبياض الفضة، فاجتمع فيها صفاء القوارير، وبياض الفضة). [معاني القرآن: 3/217]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(الأكواب): كيزان لا عري لها. واحدها: كوب). [تفسير غريب القرآن: 503]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله: {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ * قَوَارِيرَاْ مِنْ فِضَّةٍ}، فقد أعلمتك أن كل ما في الجنة من آلتها وسررها وفرشها وأكوابها- مخالف لما في الدنيا من صنعة العباد، وإنما دلّنا الله بما أراناه من هذا الحاضر على ما عنده من الغائب. وقال ابن عباس: ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء.
والأكواب: كيزان لا عرى لها، وهي في الدنيا قد تكون من فضة، وتكون من قوارير.
فأعلمنا أن هناك أكوابا لها بياض الفضّة وصفاء القوارير، وهذا على التشبيه، أراد قوارير كأنها من فضة، كما تقول: أتانا بشراب من نور، أي كأنه نور.
وقال قتادة في قول الله عز وجل: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ}أي لهنّ صفاء الياقوت وبياض المرجان). [تأويل مشكل القرآن: 80-81]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):
({الأَكْوَاب} كيزان لا عُرى لها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 288]


تفسير قوله تعالى: {قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {قدّروها...} قدروا الكأس على ري أحدهم لا فضل فيه ولا عجز عن ريه، وهو ألذ الشراب. وقد روى بعضهم عن الشعبي: (قُدِّروها تقديراً). والمعنى واحد، والله أعلم، قدّرت لهم، وقدروا لها سواء). [معاني القرآن: 3/217]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قواريرا من فضّةٍ} مفسر في كتاب «تأويل المشكل».
{قدّروها تقديراً} على قدر الرّيّ). [تفسير غريب القرآن: 503]
- راجع كلام عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) في كتاب "تأويل مشكل القرآن" عند الآية 15.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({ويطاف عليهم بآنية من فضّة وأكواب كانت قواريرا * قوارير...}
قرئت غير مصروفة، وهذا الاختيار عند النحويين البصريين لأنّ كل جمع يأتي بعد ألفه حرفان لا ينصرف. وقد فسرنا ذلك فيما سلف من الكتاب.
ومن قرأ (قواريرا) فصرف الأول فلأنّه رأس آية، وترك صرف الثاني لأنه ليس بآخر آية، ومن صرف الثاني أتبع اللّفظ اللفظ، لأن العرب ربّما قلبت إعراب الشيء ليتبع اللفظ اللفظ، فيقولون: هذا حجر ضبّ خرب، وإنما الخرب من نعت الحجر، فكيف بما يترك صرفه، وجميع ما يترك صرفه يجوز صرفه في الشعر.
ومعنى {قوارير من فضّة قدّروها تقديرا} أصل القوارير التي في الدنيا من الرمل، فأعلم اللّه أن فضل تلك القوارير أن أصلها من فضة يرى من خارجها ما في داخلها
ومعنى: {قدّروها تقديرا} أي جعلت بكون الإناء على قدر ما يحتاجون إليه ويريدونه.
وقرئت (قدّروها تقديرا) أي جعلت لهم على قدر إرادتهم). [معاني القرآن: 5/260]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَدَّرُوهَا} أي على قدر الرِّيّ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 288]

تفسير قوله تعالى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {كأساً كان مزاجها زنجبيلاً...} إنما تسمى الكأس إذا كان فيها الشراب، فإذا لم يكن فيها الخمر لم يقع عليها اسم الكأس.
وسمعت بعض العرب يقول للطبق الذي يهدى عليه الهدية: وهو المهدي، ما دامت عليه الهدية، فإذا كان فارغا رجع إلى اسمه إن كان طبقاً أو خواناً، أو غير ذلك). [معاني القرآن: 3/217]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {زنجبيلاً... عيناً...} ذكر أن الزنجبيل هو العين، وأن الزنجبيل اسم لها، وفيها من التفسير ما في الكافور). [معاني القرآن: 3/217]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {تسمّى سلسبيلاً...} ذكروا أن السلسبيل اسم للعين، وذكر أنه صفة للماء لسلسلته وعذوبته، ونرى أنه لو كان اسما للعين لكان ترك الإجراء فيه أكثر، ولم نر أحدا من القراء ترك إجراءها وهو جائز في العربية، كما كان في قراءة عبد الله: {ولا تذرنّ ودًّا ولا سواعاً ولا يغوثاً ويعوقاً} بالألف.
وكما قال: "سلاسلا"، و"قواريرا" بالألف، فأجروا ما لا يجرى، وليس بخطأ، لأن العرب تجري ما لا يجري في الشعر، فلو كان خطأ ما أدخلوه في أشعارهم، قال متمم بن نويرة:
فما وجد أظآرٍ ثلاثٍ روائمٍ = رأين مجرًّا من حوارٍ ومصرعا
فأجرى روائم، وهي مما لا يجري فيما لا أحصيه في أشعارهم). [معاني القرآن: 3/217-218]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً} [معاني القرآن: 4/41]
وقال: {كان مزاجها زنجبيلاً} فنصب العين على أربعة وجوه على "يسقون عيناً" أو على الحال، أو بدلاً من الكأس أو على المدح والفعل مضمر. وقال بعضهم "إن" "سلسبيل" صفة للعين بالسلسبيل.
وقال بعضهم: "إنّما أراد" "عيناً تسمّى سلسبيلاً" أي: تسمى من طيبها، أي: توصف للناس كما تقول: "الأعوجيّ" و"الأرحبيّ" و"المهريّ من الإبل" وكما تنسب الخيل إذا وصفت إلى هذه الخيل المعروفة والمنسوبة كذلك تنسب العين إلى أنها تسمى [سلسبيلا] لأن القرآن يدل على كلام العرب.
قال الشاعر، وأنشدناه يونس هكذا:
صفراء من نبعٍ يسمّى سهمها = من طول ما صرع الصّيود الصّيّب
فرفع "الصيّب" لأنه لم يرد "يسمى سهمها بالصيّب" إنما "الصيّب" من صفة الاسم والسهم. وقوله "يسمى سهمها": يذكر سهمها.
وقال بعضهم: "لا بل هو اسم العين وهو معرفة ولكن لما كان رأس آية [و] كان مفتوحاً زدت فيه الألف كما كانت {قواريرا} [الإنسان: 15] ). [معاني القرآن: 4/42]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({سلسبيلا}: شديد الحرية). [غريب القرآن وتفسيره: 405]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({كان مزاجها زنجبيلًا} يقال: هو اسم العين. وكذلك (السلسبيل): اسم العين.
قال مجاهد: «السلسبيل: الشديد[ة] الجرية». وقال غيره: «السلسبيل: السّلسة الليّنة».
وأمّا «الزنجبيل»: فإن العرب تضرب به المثل وبالخمر ممتزجين. قال المسيّب ابن علس يصف فم المرأة:
وكان طعم الزنجبيل به - إذ ذقته - وسلافة الخمر). [تفسير غريب القرآن: 503]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا} أي يجمع طعم الزنجبيل، والعرب تصف الزنجبيل، وهو مستطاب عندها جدّا قال الشاعر:
كأنّ القرنفل والزّنجبيل = باتا بفيها وأريا مشورا
فجائز أن يكون طعم الزنجبيل فيها، وجائز أن يكون مزاجها ولا غائلة له كما قلنا في الكافور). [معاني القرآن: 5/260]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {عينا فيها تسمّى سلسبيلا} المعنى يسقون عينا، وسلسبيل اسم العين إلا أنه صرف لأنه رأس آية. وسلسبيل في اللغة صفة لما كان في غاية السلاسة، فكأنّ العيق -واللّه أعلم- سميت بصفتها). [معاني القرآن: 5/261]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({زَنجَبِيلاً} قيــل: هو اسم العين. وكذلك (السَّلْسَبِيل).
وقيل: السلسبيل: الشديدة الجَرْية). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 288]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَلْسَبِيلًا}: الحديدة الجري). [العمدة في غريب القرآن: 328]

تفسير قوله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {مّخلّدون...} يقول: محلّون مسورون، ويقال: مقرطون، ويقال: مخلدون دائم شبابهم لا يتغيرون عن تلك السنن، وهو أشبهها بالصواب ـ والله أعلم ـ وذلك أن العرب إذا كبر الرجل، وثبت سواد شعره قيل: إنه لمخلد، وكذلك يقال إذا كبر ونبتت له أسنانه وأضراسه قيل: إنه لمخلد ثابت الحال. كذلك الولدان ثابتة أسنانهم). [معاني القرآن: 3/218]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ويطوف عليهم ولدان مخلّدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا} أي يخدمهم وصفاء مخلّدون، وتأويل {مخلّدون} أي لا يجوز واحد منهم حدّ الوصافة أبدا هو وصيف، والعرب تقول للرجل الذي لا يشيب: هو مخلّد.
ويقال {مخلّدون} مجلّون عليهم الحلي، ويقال لجماعة الحلي الخلدة.
وقوله: {حسبتهم لؤلؤا منثورا} أي هم في حسن ألوانهم وصفائها كاللؤلؤ المنثور). [معاني القرآن: 5/261]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({مخلدون} أي: مقرطون بالخلدة، ووجمعها: خلد، وهي: القرطة، ومخلدون، أي: لا يشيبون، أي: كلهم شباب مرد). [ياقوتة الصراط: 547]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُخَلَّدُونَ}:.....) [1]. [العمدة في غريب القرآن: 328]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيماً...} يقال: إذا رأيت ما ثمّ رأيت نعيما، وصلح إضمار (ما) كما قيل: {لقد تقطّع بينكم}. والمعنى: ما بينكم، والله أعلم.
ويقال: {إذا رأيت ثم}، يريد: إذا نظرت، ثم إذا رميت ببصرك هناك رأيت نعيما). [معاني القرآن: 3/218]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيماً وملكاً كبيراً} وقال: {وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيماً} يريد أن يجعل "رأيت" لا تتعدى كما يقول: "ظننت في الدار خيرٌ" لمكان ظنه وأخبر بمكان رؤيته). [معاني القرآن: 4/42]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا} أي: عاينت). [تأويل مشكل القرآن: 499]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيما وملكا كبيرا} جاء في التفسير أنه "ملكا كبيرا" أنهم تسلم عليهم الملائكة.
وجاء أيضا تستأذن عليهم الملائكة، و (ثمّ) يعنى به الجنة، والعامل في (ثمّ) معنى رأيت. المعنى وإذا رأيت ببصرك (ثمّ).
وقيل المعنى وإذا رأيت ما (ثمّ) رأيت نعيما وهذا غلط لأن ما موصولة بقوله (ثمّ) على هذا التفسير - ولا يجوز إسقاط الموصول وترك الصلة، ولكن " رأيت " يتعدى في المعنى إلى (ثمّ)). [معاني القرآن: 5/261]

تفسير قوله تعالى: {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {عاليهم ثياب سندسٍ...}. نصبها أبو عبد الرحمن وعاصم والحسن البصري، جعلوها كالصفة فوقهم. والعرب تقول: قومك داخل الدار، فينصبون داخل الدار؛ لأنه محل، فعاليهم من ذلك.
وقد قرأ أهل الحجاز وحمزة: "عاليهم" بإرسال الياء، وهي في قراءة عبد الله: "عاليتهم ثياب سندسٍ" بالتاء. وهي حجةٌ لمن أرسل الياء وسكنها. وقد اختلف القراء في: الخضر والسندس، فخفضهما يحيى بن وثاب أراد أن يجعل الخضر من صفة السندس ويكسر على الإستبرق ثياب سندس، وثياب إستبرق، وقد رفع الحسن الحرفين جميعاً. فجعل الخضر من صفة الثياب، ورفع الإستبرق بالرد على الثياب، ورفع بعضهم الخضر، وخفض الإستبرق ورفع الإستبرق وخفض الخضر، وكل ذلك صواب. والله محمود.
وقوله عز وجل: {شراباً طهوراً...} يقول: طهور ليس بنجس كما كان في الدنيا مذكوراً بالنجاسة). [معاني القرآن: 3/218-219]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(السندس) و(الإستبرق) قد تقدم ذكرهما). [تفسير غريب القرآن: 504]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلّوا أساور من فضّة وسقاهم ربّهم شرابا طهورا}
(عاليهم) بإسكان الياء، وقرئت (عاليهم) بفتح الياء، وقرئت (عليهم) بغير ألف (ثياب سندس).. وهذه الثلاثة توافق المصحف وكلها حسن في العربية.
وقرئ على وجهين غير هذه الثلاثة؛ قرئت (عاليتهم ثياب سندس) بالرفع والتأنيث، و(عاليتهم) بالنّصب.. وهذا الوجهان جيّدان في العربية إلا أنهما يخالفان المصحف، ولا أرى القراءة بهما، وقرّاء الأمصار ليس يقرأون بهما.
فأما تفسير إسكان (عاليهم) بإسكان الياء، فيكون رفعه بالابتداء، ويكون خبره (ثياب سندس خضر).
ومن نصب فقال: (عاليهم) بفتح الياء، فقال بعض النحويين إنه ينصبه على الظرف، كما تقول فوقهم ثياب، وهذا لا نعرفه في الظروف، ولو كان ظرفا لم يجز إسكان الياء.
ولكن نصبه على الحال من شيئين:
أحدهما: من الهاء والميم، المعنى يطوف على الأبرار ولدان مخلّدون عاليا الأبرار ثياب سندس لأنه وقد وصف أحوالهم في الجنّة، فيكون المعنى يطوف عليهم في هذه الحال هؤلاء.
ويجوز أن يكون حالا من الولدان، المعنى: إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا في حال علو الثياب إياهم. فالنصب على هذا بين.
فأما (عليهم ثياب سندس) فرفع كقولك عليك مال فترفعه بالابتداء، ويكون المعنى: وثياب سندس عليهم.
وتفسير نصب (عاليتهم) ورفعها كتفسير عاليهم.
و"السندس": الحرير.
وقد قرئت خُضرٌ وخُضْرٍ. فمن قرأ {خُضرٌ} فهو أحسن لأنه يكون نعتا للثياب، فلفظ الثياب لفظ الجميع، وخضر لفظها لفظ الجمع. ومن قرأ خضر فهو من نعت السندس، والسّندس في المعنى راجع إلى الثياب.
وقرئت {وإستبرق} وهو الدّيباج الصّفيق الغليظ الخشن- وقرئت بالرفع والجر:
- فمن رفع فهو عطف على "ثياب"، المعنى: عليهم إستبرق.
- ومن جر عطف على السندس. ويكون المعنى: عليهم ثياب من هذين النوعين ثياب سندس وإستبرق.
وقرئت (وإستبرق) على وجهين غير هذين الوجهين، كلاهما ضعيف في العربية جدّا:
- قرئت (وإستبرق) وحلّوا - بنصب (إستبرق) - وهو في موضع الجر ولم يصرف، قرأها ابن محيصن، وزعموا أنه لم يصرفه لأن (وإستبرق) اسم أعجمي، وأصله بالفارسية استبره، فلما حول إلى العربية لم يصرف، وهذا غلط لأنه نكرة؛ ألا ترى أن الألف واللام يدخلانه، تقول: السندس والإستبرق.
- والوجه الثاني، واستبرق وحلّوا - بطرح الألف - جعل الألف ألف وصل، وجعله مسمّى بالفعل من البريق، وهذا خطأ لأن الإستبرق معروف معلوم أنه اسم نقل من العجمية إلى العربية كما سمي الديباج وهو منقول من الفارسية.
قوله عزّ وجلّ: {وسقاهم ربّهم شرابا طهورا} جاء في التفسير أنهم إذا شربوه ضمرت بطونهم ورشحت جلودهم عرقا كرائحة المسك، وقيل إنه طهور ليس برجس كخمر الدنيا). [معاني القرآن: 5/261-263]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا} عملكم). [مجاز القرآن: 2/280]



[1] بياض في الأصل.
[/align]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 07:03 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11)}

تفسير قوله تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)}

تفسير قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13)}

قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (وقالوا: هذا قرٌّ خمطريرٌ، وهو مثل الزّمهرير.
وقال النّميريّ: قمطريرٌ الشديد، والزّمهرير البرد. وقد ازمهرّ ازمهراراً، وزمهرت عيناه زمهرةً: إذا غضب. وقال ابن أحمر:
ويوم قتامٍ مزمهرٌّ شفيفه = حلوت بمرباعٍ تزين المتاليا
ويقال: ازمارّت عيناه ازميراراً). [الأزمنة: 61-62]

تفسير قوله تعالى: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14)}

تفسير قوله تعالى: {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وتقول هذه صعارر وإذا اضطر الشاعر قال الموارر وهذا بمنزلة مررت بفارٍ لأنه إذا كان من كلامهم هي المنابر كان اللازم لهذا الإمالة إذ كانت الراء بعد الألف مكسورة وقال تعالى جده: {كانت قواريرا * قواريرا من فضةٍ} ). [الكتاب: 4/140]

تفسير قوله تعالى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17)}

تفسير قوله تعالى: {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)}

تفسير قوله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20)}

تفسير قوله تعالى: {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22)}
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (وقال الفراء: يجوز أن يكون {يرونهم} بالياء لليهود، وإن كان قد تقدم خطابهم في قوله عز وجل: {قد كان لكم آية}، لأن العرب ترجع من الخطاب إلى الغيبة، ومن الغيبة إلى الخطاب، كقوله عز وجل: {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم}، أراد (بكم). وقال عز وجل في موضع آخر: {وسقاهم ربهم شرابا طهورا * إن هذا كان لكم جزاء}، معناه كان لهم جزاء، فرجع من الغيبة إلى الخطاب، وقال الأعشى:

عنده البر والتقى وأسى الصد = ع وحمل لمضلع الأثقال
ووفاء إذا أجرت فما غر = ت حبال وصلتها بحبال
أريحي صلت يطل له القو = م ركودا قيامهم للهلال).
[كتاب الأضداد: 134] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:43 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:43 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:43 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:43 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور «فوقاهم» بتخفيف القاف. وقرأ أبو جعفر بن القعقاع «فوقّاهم» بشد القاف. و «النضرة»: جمال البشرة، وذلك لا يكون إلا مع فرح النفس وقرة العين). [المحرر الوجيز: 8/ 492]

تفسير قوله تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ علي بن أبي طالب «وجازاهم» بألف، وقوله بما صبروا، عام عن الشهوات وعلى الطاعات والشدائد، ففي هذا يدخل كل ما خصص الناس من صوم وفقر ونحوه). [المحرر الوجيز: 8/ 492]

تفسير قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ومتّكئين حال من الضمير المنصوب في جزاهم وهو الهاء والميم، وقرأ أبو جعفر وشيبة «متكيين» بغير همز، و «الأرائك» السرر المستورة بالحجال، هذا شرط لبعض اللغويين، وقال بعض اللغويين: كل ما يتوسد ويفترش مما له حشو فهو أريكة وإن لم يكن في حجلة، وقوله تعالى: لا يرون فيها الآية عبارة عن اعتدال مس هوائها وذهاب ضرري الحر والقر عنها، وكون هوائها سجسجا كما في الحديث المأثور ومس الشمس وهو أشد الحر، و «الزمهرير»: هو أشد البرد، وقال ثعلب: «الزمهرير» بلغة طيّئ القمر). [المحرر الوجيز: 8/ 492]

تفسير قوله تعالى: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: ودانيةً عليهم ظلالها وذلّلت قطوفها تذليلاً (14) ويطاف عليهم بآنيةٍ من فضّةٍ وأكوابٍ كانت قواريرا (15) قواريرا من فضّةٍ قدّروها تقديراً (16) ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً (17) عيناً فيها تسمّى سلسبيلاً (18) ويطوف عليهم ولدانٌ مخلّدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً (19) وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيماً وملكاً كبيراً (20)
اختلف النحويون في إعراب قوله تعالى: ودانيةً، فقال الزجاج وغيره: هو حال عطفا على متّكئين [الإنسان: 13]، وقال أيضا: ويجوز أن يكون صفة للجنة، فالمعنى وجزاهم جنة دانية. وقرأ جمهور الناس «دانية». وقرأ الأعمش «ودانيا عليهم». وقرأ أبو جعفر «ودانية» بالرفع. وقرأ أبيّ بن كعب «ودان» مفرد مرفوع في الإعراب، ودنو الظلال بتوسط أنعم لها، لأن الشيء المظل إذا بعد فترة ظله لا سيما من الأشجار والتذليل أن تطيب الثمرة فتتدلى وتنعكس نحو الأرض، و «التذليل» في الجنة هو بحسب إرادة ساكنيها. قال قتادة ومجاهد وسفيان: إن كان الإنسان قائما تناول الثمر دون كلفة وإن كان قاعدا فكذلك.
وإن كان مضطجعا فكذلك. فهذا تذليلها لا يرد اليد عنها بعد ولا شوك. ومن اللفظة قول امرئ القيس: [الطويل]
... ... ... ... = كأنبوب السقي المذلل
ومنه قول الأنصاري: والنخل قد ذللت فهي مطوقة بثمرها. و «القطوف»: جمع قطف وهو العنقود من النخل والعنب ونحوه). [المحرر الوجيز: 8/ 493]

تفسير قوله تعالى: {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و«آنية» جمع إناء. و«الكوب» ما لا عروة له ولا أذن من الأواني. وهي معروفة الشكل في تلك البلاد. وهو الذي تقول له العامة القب، لكنها تسمي بذلك ما له عروة. وذلك خطأ أيضا. وقال قتادة: الكوب القدح. والقوارير: الزجاج. واختلف القراء فقرأ نافع والكسائي وأبو بكر عن عاصم «قواريرا قواريرا» بالإجراء فيهما على ما قد تقدم في قوله «سلاسلا»، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي «قوارير قوارير» بترك الإجراء فيهما. وقرأ ابن كثير «قواريرا» بالإجراء في الأول، «قوارير» بترك الإجراء في الثاني، وقرأ أبو عمرو «قواريرا» ووقف بألف دون تنوين «قوارير» بترك الإجراء في الثاني.
وقوله تعالى: من فضّةٍ يقتضي أنها من زجاج ومن فضة وذلك متمكن لكونه من زجاج في شفوفه ومن فضّةٍ في جوهره، وكذلك فضة الجنة شفافة. وقال أبو علي جعلها من فضّةٍ لصفائها وملازمتها لتلك الصفة وليست من فضة في حقيقة أمرها. وإنما هذا كما قال الشاعر [البعيث]: [الطويل]
ألا أصبحت أسماء جاذمة الوصل = وضنت عليها والضنين من البخل
وقوله تعالى: قدّروها يحتمل أن يكون الضمير للملائكة، ويحتمل أن يكون للطائفين، ويحتمل أن يكون للمنعمين، والتقدير إما أن يكون على قدر الأكف قاله الربيع، أو على قدر الري قاله مجاهد، وهذا كله على قراءة من قرأ «قدروها» بتخفيف القاف، وقرأ ابن أبزى وعلي والجحدري وابن عباس والشعبي وقتادة: «قدروها» بضم القاف وكسر الدال، قال أبو علي: كأن اللفظ قدروا عليها، وفي المعنى قلب لأن حقيقة المعنى أن يقال: قدرت عليهم فهي مثل قوله: ما إنّ مفاتحه لتنوأ بالعصبة [القصص: 76]، ومثل قول العرب: إذا طلعت الجوزاء، ألفى العود على الحرباء، حكاه أبو علي). [المحرر الوجيز: 8/ 493-494]

تفسير قوله تعالى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وكون الزنجبيل مزاجها هو على ما ذكرناه في العرف ولذع اللسان. وذلك من لذات المشروب، و «الزنجبيل»:طيب حار، وقال الشاعر [الأعشى]: [الرجز]
كأن جنيا من الزنجبيل = بات بفيها وأريا مشورا
وقال المسيب بن علس: [الكامل]
وكأن طعم الزنجبيل به = إذ ذقته وسلافة الخمر
وقال قتادة: «الزنجبيل»، اسم لعين في الجنة يشرب منها المقربون صرفا، وتمزج لسائر أهل الجنة). [المحرر الوجيز: 8/ 495]

تفسير قوله تعالى: {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وعيناً بدل من كأس أو من عين على القول الثاني، وسلسبيلًا قيل هو اسم بمعنى السلس المنقاد الجرية، وقال مجاهد: حديدة الجرية، وقيل: هي عبارة عن حسن إيساغها، قال ابن الأعرابي: لم أسمع هذه اللفظة إلا في القرآن، وقال آخرون: سلسبيلًا صفة لقوله عيناً. وتسمى بمعنى توصف وتشهر وكونه مصروفا مما يؤكد كونه صفة للعين لا اسما، وقال بعض المقرءين والتصحيح من الألوسي:سلسبيلًا أمر للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته بسؤال السبيل إليها. وهذا قول ضعيف لأن براعة القرآن وفصاحته لا تجيء هكذا، واللفظة معروفة في اللسان وأن السلسل والسلسبيل، بمعنى واحد ومتقارب). [المحرر الوجيز: 8/ 495-496]

تفسير قوله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ومخلّدون قال جمهور الناس: معناه باقون من الخلود، وجعلهم ولدانا لأنهم في هيئة الولدان في السن لا يتغيرون عن تلك الحال، وقال أبو عبيدة وغيره مخلّدون معناه مقرطون، والخلدات حلي يعلق في الآذان، ومنه قول الشاعر: [الكامل]
ومخلدات باللجين كأنما = أعجازهن أقاوب الكثبان
وشهرة هذه اللغة في حمير، وشبههم ب «اللؤلؤ المنثور» في بياضهم وانتشارهم في المساكن يجيئون ويذهبون وفي جمالهم، ومنه سميت المرأة درة وجوهرة). [المحرر الوجيز: 8/ 496]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم كرر ذكر الرؤية مبالغة، وثمّ ظرف والعامل فيه رأيت أو معناه؟ وقال الفراء التقدير: رأيت ما ثمّ وحذفت ما، وقرأ حميد الأعرج «ثم» بضم الثاء، و «النعيم»: ما هم فيه من حسن عيش، و «الملك الكبير»: قال سفيان: هو استئذان الملائكة وتسليمهم عليهم وتعظيمهم لهم، فهم في ذلك كالملوك، وقال أكثر المفسرين: «الملك الكبير» اتساع مواضعهم، فروي عن عبد الله بن عمر أنه قال: ما من أهل الجنة من أحد إلا يسعى عليه ألف غلام كلهم مختلف شغله من شغل أصحابه، وأدنى أهل الجنة منزلة من ينظر من ملكه في مسيرة ألف عام يرى أقصاه كما يرى أدناه). [المحرر الوجيز: 8/ 496]

تفسير قوله تعالى: {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: عاليهم ثياب سندسٍ خضرٌ وإستبرقٌ وحلّوا أساور من فضّةٍ وسقاهم ربّهم شراباً طهوراً (21) إنّ هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكوراً (22) إنّا نحن نزّلنا عليك القرآن تنزيلاً (23) فاصبر لحكم ربّك ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً (24) واذكر اسم ربّك بكرةً وأصيلاً (25) ومن اللّيل فاسجد له وسبّحه ليلاً طويلاً (26)
قرأ نافع وحمزة وأبان عن عاصم: «عاليهم» على الرفع بالابتداء وهي قراءة الأعرج وأبي جعفر وشيبة وابن محيصن وابن عباس بخلاف عنه، وقرأ الباقون وعاصم «عاليهم» بالنصب على الحال، والعامل فيه لقّاهم [الإنسان: 11] أو جزاهم [الإنسان: 12]، وهي قراءة عمر بن الخطاب وابن عباس والحسن ومجاهد والجحدري وأهل مكة، وقرأ الأعمش وطلحة: «عاليتهم»، وكذلك هي في مصحف عبد الله، وقرأ أيضا الأعمش «عاليتهم» بالنصب على الحال، وقد يجوز في النصب في القراءتين أن يكون على الظرف لأنه بمعنى فوقهم، وقرأت عائشة رضي الله عنها «علتهم» بتاء فعل ماض، وقرأ مجاهد وقتادة وابن سيرين وأبو حيوة «عليهم»، و «السندس»: رقيق الديباج والمرتفع منه، وقيل «السندس»: الحرير الأخضر، و «الإستبرق» والدمقس هو الأبيض، والأرجوان هو الأحمر، وقرأ حمزة والكسائي «خضر وإستبرق» بالكسر فيهما وهي قراءة الأعمش وطلحة، ورويت عن الحسن وابن عمر بخلاف عنه على أن «خضر» نعت للسندس، وجائز جمع صفة الجنس إذا كان اسما مفردا كما قالوا: أهلك الناس الدينار الصفر والدرهم الأبيض، وفي هذا قبح، والعرب تفرد اسم الجنس وهو جمع أحيانا فيقولون: حصى أبيض، وفي القرآن الشّجر الأخضر [يس: 80] ونخلٍ منقعرٍ [القمر: 20] فكيف بأن لا يفرد هذا الذي هو صفة لواحد في معنى جمع. «وإستبرق» في هذه القراءة عطف على سندسٍ، وقرأ نافع وحفص عن عاصم والحسن وعيسى خضرٌ وإستبرقٌ بالرفع فيهما، «خضر» نعت ل ثياب. و «إستبرق» عطف على الثياب. وقرأ أبو عمرو وابن عامر «خضر» بالرفع صفة ل ثياب، «وإستبرق» خفضا، عطف على سندسٍ، وقرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر «خضر» خفضا «وإستبرق» رفعا فخفض «خضر» على ما تقدم أولا. «وإستبرق» على الثياب. والإستبرق غليظ الديباج، وقرأ ابن محيصن: «وإستبرق» موصولة الألف مفتوحة القاف كأنه مثال الماضي من برق وإستبرق وتعجب واستعجب، قال أبو حاتم: لا يجوز، والصواب أنه اسم جنس لا ينبغي أن يحمل ضميرا، ويؤيد ذلك دخول اللام المعرفة عليه، والصواب فيه الألف وإجراؤه على قراءة الجماعة، وقرأ أبو حيوة «عليهم ثياب» بالرفع «سندس خضر وإستبرق» رفعا في الثلاثة، وقوله تعالى: وحلّوا أي جعل لهم حلي، و «أساور» جمع أسورة وأسورة جمع سوار وهي من حلي الذراع، وقوله تعالى: شراباً طهوراً قال أبو قلابة والنخعي معناه لا يصير بولا بل يكون رشحا من الأبدان أطيب من المسك). [المحرر الوجيز: 8/ 496-498]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وهنا محذوف يقتضيه القول تقديره يقول الله لهم والملائكة عنه: إنّ هذا كان لكم جزاءً الآية). [المحرر الوجيز: 8/ 498]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:43 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:44 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {فوقاهم اللّه شرّ ذلك اليوم ولقّاهم نضرةً وسرورًا} وهذا من باب التّجانس البليغ، {فوقاهم اللّه شرّ ذلك اليوم} أي: آمنهم ممّا خافوا منه، {ولقّاهم نضرةً} أي: في وجوههم، {وسرورًا} أي: في قلوبهم. قاله الحسن البصريّ، وقتادة، وأبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ. وهذه كقوله تعالى: {وجوهٌ يومئذٍ مسفرةٌ * ضاحكةٌ مستبشرةٌ} [عبس: 38، 39]. وذلك أنّ القلب إذا سرّ استنار الوجه، قال كعب بن مالكٍ في حديثه الطّويل: وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّمإذا سرّ، استنار وجهه حتّى كأنّه قطعة قمر وقالت عائشة: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مسرورًا تبرق أسارير وجهه. الحديث). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 289-290]

تفسير قوله تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وجزاهم بما صبروا} أي: بسبب صبرهم أعطاهم ونوّلهم وبوّأهم {جنّةً وحريرًا} أي: منزلًا رحبًا، وعيشًا رغدًا ولباسًا حسنًا.
وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة هشام بن سليمان الدّاراني قال: قرئ على أبي سليمان الدّارانيّ سورة: {هل أتى على الإنسان} فلمّا بلغ القارئ إلى قوله: {وجزاهم بما صبروا جنّةً وحريرًا} قال بما صبروا على ترك الشّهوات في الدّنيا، ثمّ أنشد:
كم قتيل بشهوةٍ وأسيرٌ = أفٍّ من مشتهي خلاف الجميل
شهوات الإنسان تورثه الذّل = وتلقيه في البلاء الطّويل
). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 290]

تفسير قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({متّكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسًا ولا زمهريرًا (13) ودانيةً عليهم ظلالها وذلّلت قطوفها تذليلًا (14) ويطاف عليهم بآنيةٍ من فضّةٍ وأكوابٍ كانت قوارير (15) قوارير من فضّةٍ قدّروها تقديرًا (16) ويسقون فيها كأسًا كان مزاجها زنجبيلًا (17) عينًا فيها تسمّى سلسبيلًا (18) ويطوف عليهم ولدانٌ مخلّدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤًا منثورًا (19) وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيمًا وملكًا كبيرًا (20) عاليهم ثياب سندسٍ خضرٌ وإستبرقٌ وحلّوا أساور من فضّةٍ وسقاهم ربّهم شرابًا طهورًا (21) إنّ هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكورًا (22)}
يخبر تعالى عن أهل الجنّة وما هم فيه من النّعيم المقيم، وما أسبغ عليهم من الفضل العميم فقال: {متّكئين فيها على الأرائك} وقد تقدّم الكلام على ذلك في سورة "الصّافّات"، وذكر الخلاف في الاتّكاء: هل هو الاضطجاع، أو التّمرفق، أو التّربّع أو التّمكّن في الجلوس؟ وأنّ الأرائك هي السّرر تحت الحجال.
وقوله: {لا يرون فيها شمسًا ولا زمهريرًا} أي: ليس عندهم حرّ مزعجٌ، ولا بردٌ مؤلمٌ، بل هي مزاجٌ واحدٌ دائمٌ سرمديّ، {لا يبغون عنها حولا} [الكهف: 108]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 290]

تفسير قوله تعالى: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ودانيةً عليهم ظلالها} أي: قريبةٌ إليهم أغصانها، {وذلّلت قطوفها تذليلا} أي: متى تعاطاه دنا القطف إليه وتدلّى من أعلى غصنه، كأنّه سامعٌ طائعٌ، كما قال تعالى في الآية الأخرى: {وجنى الجنّتين دانٍ} [الرّحمن: 54] وقال تعالى {قطوفها دانيةٌ} [الحاقّة: 23]
قال مجاهدٌ: {وذلّلت قطوفها تذليلا} إن قام ارتفعت بقدره، وإن قعد تدلّت له حتّى ينالها، وإن اضطجع تدلّت له حتّى ينالها، فذلك قوله: {تذليلا}
وقال قتادة: لا يردّ أيديهم عنها شوكٌ ولا بعد.
وقال مجاهدٌ: أرض الجنّة من ورق، وترابها المسك، وأصول شجرها من ذهبٍ وفضّةٍ، وأفنانها من اللّؤلؤ الرّطب والزّبرجد والياقوت، والورق والثّمر بين ذلك. فمن أكل منها قائمًا لم يؤذه، ومن أكل منها قاعدًا لم يؤذه، ومن أكل منها مضطجعًا لم يؤذه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 291]

تفسير قوله تعالى: {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ويطاف عليهم بآنيةٍ من فضّةٍ وأكوابٍ} أي: يطوف عليهم الخدم بأواني الطّعام، وهي من فضّةٍ، وأكواب الشّراب وهي الكيزان الّتي لا عرى لها ولا خراطيم.
وقوله: {قوارير * قوارير من فضّةٍ} فالأوّل منصوبٌ بخبر "كان" أي: كانت قوارير. والثّاني منصوبٌ إمّا على البدليّة أو تمييزٌ؛ لأنّه بيّنه بقوله: {قوارير من فضّةٍ}
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، والحسن البصريّ، وغير واحدٍ: بياض الفضّة في صفاء الزّجاج، والقوارير لا تكون إلّا من زجاجٍ. فهذه الأكواب هي من فضّةٍ، وهي مع هذا شفّافةٌ يرى ما في باطنها من ظاهرها، وهذا ممّا لا نظير له في الدّنيا.
قال ابن المبارك، عن إسماعيل، عن رجلٍ، عن ابن عبّاسٍ: ليس في الجنّة شيءٌ إلّا قد أعطيتم في الدّنيا شبهه إلّا قوارير من فضّةٍ. رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقوله: {قدّروها تقديرًا} أي: على قدر ريّهم، لا تزيد عنه ولا تنقص، بل هي معدّة لذلك، مقدّرةٌ بحسب ريّ صاحبها. هذا معنى قول ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وأبي صالحٍ، وقتادة، وابن أبزى، وعبد اللّه بن عبيد اللّه بن عميرٍ، وقتادة، والشّعبيّ، وابن زيدٍ. وقاله ابن جريرٍ وغير واحدٍ. وهذا أبلغ في الاعتناء والشّرف والكرامة.
وقال العوفي، عن ابن عبّاسٍ: {قدّروها تقديرًا} قدّرت للكفّ. وهكذا قال الرّبيع بن أنسٍ. وقال الضّحّاك: على قدر أكفّ الخدّام. وهذا لا ينافي القول الأوّل، فإنّها مقدّرةٌ في القدر والرّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 291]

تفسير قوله تعالى: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ويسقون فيها كأسًا كان مزاجها زنجبيلا} أي: ويسقون -يعني الأبرار أيضًا-في هذه الأكواب {كأسًا} أي: خمرًا، {كان مزاجها زنجبيلا} فتارةً يمزج لهم الشّراب بالكافوروهو باردٌ، وتارةً بالزّنجبيل وهو حارٌّ، ليعتدل الأمر، وهؤلاء يمزج لهم من هذا تارةً ومن هذا تارةً. وأمّا المقرّبون فإنّهم يشربون من كلٍّ منهما صرفًا، كما قاله قتادة وغير واحدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 291-292]

تفسير قوله تعالى: {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقد تقدّم قوله: {عينًا يشرب بها عباد اللّه} وقال هاهنا: {عينًا فيها تسمّى سلسبيلا} أي: الزّنجبيل عينٌ في الجنّة تسمّى سلسبيلًا.
قال عكرمة: اسم عينٍ في الجنّة. وقال مجاهدٌ: سمّيت بذلك لسلاسة سيلها وحدّة جريها.
وقال قتادة: {عينًا فيها تسمّى سلسبيلا} عينٌ سلسة مستقيد ماؤها.
وحكى ابن جريرٍ عن بعضهم أنّها سمّيت بذلك لسلاستها في الحلق. واختار هو أنّها تعمّ ذلك كلّه، وهو كما قال). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 292]

تفسير قوله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {ويطوف عليهم ولدانٌ مخلّدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤًا منثورًا} أي: يطوف على أهل الجنّة للخدمة ولدانٌ من ولدان الجنّة {مخلّدون} أي: على حالةٍ واحدةٍ مخلّدون عليها، لا يتغيّرون عنها، لا تزيد أعمارهم عن تلك السّنّ. ومن فسرّهم بأنّهم مخرّصون في آذانهم الأقرطة، فإنّما عبّر عن المعنى بذلك؛ لأنّ الصّغير هو الّذي يليق له ذلك دون الكبير.
وقوله: {إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤًا منثورًا} أي: إذا رأيتهم في انتشارهم في قضاء حوائج السّادة، وكثرتهم، وصباحة وجوههم، وحسن ألوانهم وثيابهم وحليّهم، حسبتهم لؤلؤًا منثورًا. ولا يكون في التّشبيه أحسن من هذا، ولا في المنظر أحسن من اللّؤلؤ المنثور على المكان الحسن.
قال قتادة، عن أبي أيّوب، عن عبد اللّه بن عمرٍو: ما من أهل الجنّة من أحدٍ إلّا يسعى عليه ألف خادمٍ، كلّ خادمٍ على عملٍ ما عليه صاحبه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 292]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإذا رأيت} أي: وإذا رأيت يا محمّد، {ثمّ} أي: هناك، يعني في الجنّة ونعيمها وسعتها وارتفاعها وما فيها من الحبرة والسّرور، {رأيت نعيمًا وملكًا كبيرًا} أي: مملكةً للّه هناك عظيمةً وسلطانًا باهرًا.
وثبت في الصّحيح أنّ اللّه تعالى يقول لآخر أهل النّار خروجًا منها، وآخر أهل الجنّة دخولًا إليها: إنّ لك مثل الدّنيا وعشرة أمثالها.
وقد قدّمنا في الحديث المرويّ من طريق ثوير بن أبي فاختة، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً لمن ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنةٍ ينظر إلى أقصاه كما ينظر إلى أدناه". فإذا كان هذا عطاؤه تعالى لأدنى من يكون في الجنّة، فما ظنّك بما هو أعلى منزلةً، وأحظى عنده تعالى.
وقد روى الطّبرانيّ هاهنا حديثًا غريبًا جدًّا فقال: حدّثنا عليّ بن عبد العزيز، حدّثنا محمّد بنعمّارٍ الموصليّ، حدّثنا عفيف بن سالمٍ، عن أيّوب بن عتبة، عن عطاءٍ، عن ابن عمر قال: جاء رجلٌ من الحبشة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: فقال له رسول اللّه: "سل واستفهم". فقال: يا رسول اللّه، فضّلتم علينا بالصّور والألوان والنّبوّة، أفرأيت إن آمنت بما آمنت به وعملت بمثل ما عملت به، إنّي لكائنٌ معك في الجنّة؟ قال: "نعم، والّذي نفسي بيده، إنّه ليرى بياض الأسود في الجنّة من مسيرة ألف عامٍّ". ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من قال: لا إله إلّا اللّه، كان له بها عهدٌ عند اللّه، ومن قال: سبحان اللّه وبحمده، كتب له مائة ألف حسنةٍ، وأربعةٌ وعشرون ألف حسنةٍ". فقال رجلٌ: كيف نهلك بعد هذا يا رسول اللّه؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ الرّجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبلٍ لأثقله، فتقوم النّعمة -أو: نعم اللّه-فتكاد تستنفذ ذلك كلّه، إلّا أن يتغمّده اللّه برحمته". ونزلت هذه السّورة: {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدّهر} إلى قوله: {وملكًا كبيرًا} فقال الحبشيّ: وإنّ عيني لترى ما ترى عيناك في الجنّة؟ قال: "نعم". فاستبكى حتّى فاضت نفسه. قال ابن عمر: فلقد رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يدليه في حفرته بيده). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 292-293]

تفسير قوله تعالى: {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {عاليهم ثياب سندسٍ خضرٌ وإستبرقٌ} أي: لباس أهل الجنّة فيها الحرير، ومنه سندسٌ، وهو رفيع الحرير كالقمصان ونحوها ممّا يلي أبدانهم، والإستبرق منه ما فيه بريقٌ ولمعانٌ، وهو ممّا يلي الظّاهر، كما هو المعهود في اللّباس {وحلّوا أساور من فضّةٍ} وهذه صفة الأبرار، وأمّا المقرّبون فكما قال: {يحلّون فيها من أساور من ذهبٍ ولؤلؤًا ولباسهم فيها حريرٌ} [الحجّ: 23]
ولمّا ذكر تعالى زينة الظّاهر بالحرير والحليّ قال بعده: {وسقاهم ربّهم شرابًا طهورًا} أي: طهّر بواطنهم من الحسد والحقد والغلّ والأذى وسائر الأخلاق الرّديّة، كما روينا عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ أنّه قال: إذا انتهى أهل الجنّة إلى باب الجنّة وجدوا هنالك عينين فكأنّما ألهموا ذلك فشربوا من إحداهما [فأذهب اللّه] ما في بطونهم من أذًى، ثمّ اغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النّعيم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 293]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكورًا} أي: يقال لهم ذلك تكريمًا لهم وإحسانًا إليهم كقوله: {كلوا واشربوا هنيئًا بما أسلفتم في الأيّام الخالية} [الحاقّة: 24] وكقوله: {ونودوا أن تلكم الجنّة أورثتموها بما كنتم تعملون} [الأعراف: 43]
وقوله: {وكان سعيكم مشكورًا} أي: جزاكم اللّه على القليل بالكثير). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 293]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة