العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الإسراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 08:26 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة الإسراء [ من الآية (61) إلى الآية (65) ]

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 08:29 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاّ إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينًا (61) قال أرأيتك هذا الّذي كرّمت عليّ لئن أخّرتن إلى يوم القيامة لأحتنكنّ ذرّيّته إلاّ قليلاً}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: واذكر يا محمّد تمادي هؤلاء المشركين في غيّهم وارتدادهم عتوًّا على ربّهم مخوفا إيّاهم تحقيقهم قول عدوّهم وعدوّ والدهم، حين أمره ربّه بالسّجود له فعصاه وأبى السّجود له، حسدًا واستكبارًا {لئن أخّرتن إلى يوم القيامة لأحتنكنّ ذرّيّته إلاّ قليلاً} وكيف صدّقوا ظنّه فيهم، وخالفوا أمر ربّهم وطاعته، واتّبعوا أمر عدوّهم وعدوّ والدهم
ويعني بقوله {وإذ قلنا للملائكة} واذكر إذ قلنا للملائكة {اسجدوا لآدم فسجدوا إلاّ إبليس} فإنّه استكبر وقال {أأسجد لمن خلقت طينًا} يقول: لمن خلقته من طينٍ، فلمّا حذفت " من " تعلّق به قوله {خلقت} فنصب، يفتخر عليه الجاهل بأنّه خلق من نارٍ، وخلق آدم من طينٍ.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: بعث ربّ العزّة تبارك وتعالى إبليس، فأخذ من أديم الأرض، من عذبها وملحها، فخلق منه آدم، فكلّ شيءٍ خلق من عذبها فهو صائرٌ إلى السّعادة وإن كان ابن كافرين، وكلّ شيءٍ خلقه من ملحها فهو صائرٌ إلى الشّقاوة وإن كان ابن نبيّين، ومن ثمّ قال إبليس {أأسجد لمن خلقت طينًا} أي هذه الطّينة أنا جئت بها، ومن ثمّ سمّي آدم. لأنّه خلق من أديم الأرض). [جامع البيان: 14/653-654]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 61 - 65.
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: حسد إبليس آدم عليه السلام على ما أعطاه الله من كرامة وقال: أنا ناري وهذا طيني فكان بدء الذنوب الكبر). [الدر المنثور: 9/394]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({لأحتنكنّ} [الإسراء: 62] : " لأستأصلنّهم، يقال: احتنك فلانٌ ما عند فلانٍ من علمٍ استقصاه "). [صحيح البخاري: 6/83]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله لأحتنكنّ لأستأصلنّهم يقال احتنك فلانٌ ما عند فلانٍ من علمٍ استقصاه تقدّم شرحه في بدء الخلق وروى سعيد بن منصور من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله لأحتنكنّ قال لأحتوين قال يعني شبه الزّناق). [فتح الباري: 8/391]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({لأحتنكنّ} لأستأصلنّهم يقال احتنك فلانٌ ما عند فلانٍ من علمٍ استقصاه (الإسراء: 62)
أشار به إلى قوله تعالى: {لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريّته إلاّ قليلا} وفسّر الاحتناك بالاستئصال، وقيل: معناه لأستولين عليهم بالإغواء والإضلال، وأصله من احتنك الجراد الزّرع وهو أن تأكله وتستأصله باحتناكها وتفسده، هذا هو الأصل، ثمّ يسمى الاستيلاء على الشّيء وأخذ كله احتناكاً، وعن مجاهد: معنى لأحتنكن لأحتوين). [عمدة القاري: 19/22]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({لأحتنكن}) في قوله: {لأحتنكن ذريته} [الإسراء: 62] أي (لأستأصلنهم) أي بالإغواء وقيل لاستولين عليهم استيلاء من جعل في حنك الدابة حبلًا يقودها فلا تأبى ولا تشمس عليه (يقال احتنك فلان ما عند فلان من علم) أي (استقصاه) وعن مجاهد فيما رواه سعيد بن منصور لأحتنكن لأحتوين قال: يعني شبه الزناق، وقال ابن زيد لأضلنهم وكلها متقاربة). [إرشاد الساري: 7/200]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {لأحتنكن ذريته إلا قليلاً} قال: لأحتوين). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 52]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أرأيتك هذا الّذي كرّمت عليّ} يقول تعالى ذكره: أرأيت هذا الّذي كرّمته عليّ، فأمرتني بالسّجود له، ويعني بذلك آدم {لئن أخّرتن} أقسم عدوّ اللّه، فقال لربّه: لئن أخّرت إهلاكي إلى يوم القيامة {لأحتنكنّ ذرّيّته إلاّ قليلاً} يقول: لأستولينّ عليهم، ولأستأصلنّهم، ولأستميلنّهم. يقال منه: احتنك فلانٌ ما عند فلانٍ من مالٍ أو علمٍ أو غير ذلك، ومنه قول الشّاعر:
نشكو إليك سنةً قد أجحفت = جهدًا إلى جهدٍ بنا فأضعفت
واحتنكت أموالنا وجلّفت
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه تبارك وتعالى {لأحتنكنّ ذرّيّته إلاّ قليلاً} قال: لأحتوينّهم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {لأحتنكنّ ذرّيّته إلاّ قليلاً} يقول: لأستولينّ
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {لأحتنكنّ ذرّيّته إلاّ قليلاً} قال: لأضلّنّهم.
وهذه الألفاظ وإن اختلفت فإنّها متقاربات المعنى، لأنّ الاستيلاء والاحتواء بمعنًى واحدٍ، وإذا استولى عليهم فقد أضلّهم). [جامع البيان: 14/654-655]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا سلام بن مسكين قال سألنا الحسن عن قوله لأحتنكن ذريته إلا قليلا قال ذاك حين راز آدم فصرعه تلك الصرعة). [تفسير مجاهد: 365]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لأحتنكن ذريته إلا قليلا يعني لأحتوين). [تفسير مجاهد: 365]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال إبليس: إن آدم خلق من تراب ومن طين خلق ضعيفا وإني خلقت من نار والنار تحرق كل شيء {لأحتنكن ذريته إلا قليلا} فصدق ظنه عليهم). [الدر المنثور: 9/394]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {لأحتنكن} قال: لأستولين). [الدر المنثور: 9/394]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {لأحتنكن ذريته} قال: لأحتوينهم). [الدر المنثور: 9/394]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {لأحتنكن ذريته} قال: لأضلنهم). [الدر المنثور: 9/394]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {موفورًا} [الإسراء: 63] : «وافرًا»). [صحيح البخاري: 6/84]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ موفورًا وافرًا وصله الطّبريّ من طريق بن أبي نجيحٍ عنه سواءٌ). [فتح الباري: 8/393]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {موفورا} وافرا {تبيعا} ثائرا وقال ابن عبّاس نصيرًا {خبت} طفئت وقال ابن عبّاس {ولا تبذر} لا تنفق في الباطل {ابتغاء رحمة} رزق {مثبورا} ملعونا {ولا تقف} لا تقل {فجاسوا} تيمموا {يزجي لكم الفلك} يجري الفلك {يخرون للأذقان} للوجوه.
قال عبد بن حميد ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله الإسراء {موفورا} قال وافرا). [تغليق التعليق: 4/240-241] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ موفوراً وافراً
أشار به إلى قوله تعالى: {إن جهنّم جزاؤكم جزاءًا موفوراً} (الإسراء: 63) وفسّر مجاهد: موفوراً بقوله: (وافراً) وكذا روى الطّبريّ من طريق ابن أبي نجيح عنه، والحاصل أن المفعول هنا بمعنى الفاعل، عكس: {عيشة راضية} (الحاقة: 12 والقارعة: 7) ). [عمدة القاري: 19/25]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد): فيما وصله الطبري من طريق ابن أبي نجيح عنه في قوله تعالى: {فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورًا} [الإسراء: 63] أي (وافرًا) مكملًا والمراد جزاؤك وجزاؤهم لكنه غلب المخاطب على الغائب). [إرشاد الساري: 7/203]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {قال اذهب فمن تبعك منهم فإنّ جهنّم جزاؤكم جزاءً موفورًا}.
يقول تعالى ذكره قال اللّه لإبليس إذ قال له {لئن أخّرتن إلى يوم القيامة لأحتنكنّ ذرّيّته إلاّ قليلاً} اذهب فقد أخّرتك، فمن تبعك منهم، يعني من ذرّيّة آدم عليه السّلام فأطاعك، فإنّ جهنّم جزاؤك وجزاؤهم، يقول: ثوابك على دعائك إيّاهم إلى معصيتي، وثوابهم على اتّباعهم إيّاك وخلافهم أمري {جزاءً موفورًا} يقول: ثوابًا مكثورًا مكمّلاً.
- كما: حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {قال اذهب فمن تبعك منهم فإنّ جهنّم جزاؤكم جزاءً موفورًا} عذاب جهنّم جزاؤهم، ونقمةٌ من اللّه من أعدائه فلا يعدل عنهم من عذابها شيءٌ
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، {فإنّ جهنّم جزاؤكم جزاءً موفورًا} قال: وافرًا
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {موفورًا} قال: وافرًا). [جامع البيان: 14/655-656]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله جزاء موفورا يعني وافرا). [تفسير مجاهد: 365]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {جزاء موفورا} قال: وافرا). [الدر المنثور: 9/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا} يقول: يوفر عذابها للكافر فلا يدخر عنهم منها شيء). [الدر المنثور: 9/395]

تفسير قوله تعالى: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى واستفزز من استطعت منهم بصوتك قال بدعائك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك قال إن له خيلا ورجالا من الجن والإنس هم الذين يطيعونه). [تفسير عبد الرزاق: 1/381]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وشاركهم في الأموال والأولاد قال قد فعل أما في الأموال فأمرهم أن يجعلوها بحيرة وسائبة ووصيلة وحاميا وأما في الأولاد فإنهم هودوهم ونصروهم ومجسوهم). [تفسير عبد الرزاق: 1/381]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال الحسن وشاركهم في الأموال أمرهم أن يكسبوها من خبيث وينفقوها في حرام). [تفسير عبد الرزاق: 1/381-382]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({واستفزز} [الإسراء: 64] : «استخفّ». {بخيلك} [الإسراء: 64] : " الفرسان، والرّجل: والرّجال، الرّجّالة، واحدها راجلٌ، مثل صاحبٍ وصحبٍ، وتاجرٍ وتجرٍ "). [صحيح البخاري: 6/83]- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله واستفزز استخفّ بخيلك الفرسان والرّجل والرّجال والرّجّالة واحدها راجلٌ مثل صاحبٍ وصحبٍ وتاجرٍ وتجرٍ هو كلام أبي عبيدة بنصّه وتقدّم شرحه في بدء الخلق وروى بن أبي حاتمٍ من طريق مجاهدٍ في قوله واستفزز قال استنزل). [فتح الباري: 8/390]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({واستفزز} استخفّ بخيلك الفرسان والرّجل الرّجّالة واحدها راجلٌ مثل صاحبٍ وصحب وتاجرٍ وتجرٍ.
أشار به إلى قوله تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك} الآية، وتفسيرها هذا بعين تفسير أبي عبيدة هنا، وفي التّفسير: هذا أمر تهديد. قوله: (منهم) ، أي: من ذرّيّة آدم عليه الصّلاة والسّلام. قوله: (بصوتك) ، أي: بدعائك إلى معصيّة الله تعالى، قاله ابن عبّاس وقتادة، وكل داعٍ إلى معصيّة الله تعالى فهو من جند إبليس، وعن مجاهد: بصوتك، بالغناء والمزامير، قوله: (واجلب) ، أي: إجمع وصحّ، وقال مجاهد: إستعن عليهم بخيلك أي: ركبان جندك. قوله: (ورجلك) أي: مشاتهم، وعن جماعة من المفسّرين: كل راكب وماشٍ في معاصي الله تعالى). [عمدة القاري: 19/21]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({واستفزز}) أي (استخف) الذي استطعت استفزازه منهم). [إرشاد الساري: 7/199]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({بخيلك} الفرسان) بالجر فالخيل الخيالة ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: "يا خيل الله اركبي" ({والرجل}) بفتح الراء وسكون الجيم يريد قوله تعالى: {واجلب عليهم بخيلك ورجلك} [الإسراء: 64] ولأبي ذر والرجال بكسر الراء وتخفيف الجيم هو (الرجالة) بفتح الراء وتشديد الجيم (واحدها راجل) ضد الفارس (مثل صاحب وصحب وتاجر وتجر) قاله أبو عبيدة). [إرشاد الساري: 7/199]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشّيطان إلاّ غرورًا}.
يقول تعالى ذكره بقوله {واستفزز} واستخفف واستجهل، من قولهم: استفزّ فلانًا كذا وكذا فهو يستفزّه {من استطعت منهم بصوتك}
اختلف أهل التّأويل في الصّوت الّذي عناه جلّ ثناؤه بقوله {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} فقال بعضهم: عنى به: صوت الغناء واللّعب
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، في قوله {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} قال: باللّهو والغناء
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا ابن إدريس، قال: سمعت ليثًا يذكر، عن مجاهدٍ، في قوله: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} قال: اللّعب واللّهو.
وقال آخرون: عنى به {واستفزز من استطعت منهم} بدعائك إيّاه إلى طاعتك ومعصية اللّه
ذكر من قال ذلك
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} قال: صوته كلّ داعٍ دعا إلى معصية اللّه.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} قال: بدعائك.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّحّة أن يقال: إنّ اللّه تبارك وتعالى قال لإبليس: واستفزز من ذرّيّة آدم من استطعت أن تستفزّه بصوتك، ولم يخصّص من ذلك صوتًا دون صوتٍ، فكلّ صوتٍ كان دعاءً إليه وإلى عمله وطاعته، وخلافًا للدّعاء إلى طاعة اللّه، فهو داخلٌ في معنى صوته الّذي قال اللّه تبارك وتعالى اسمه له {واستفزز من استطعت منهم بصوتك}
وقوله: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} يقول: وأجمع عليهم من ركبان جندك ومشاتهم من يجلب عليها بالدّعاء إلى طاعتك، والصّرف عن طاعتي. يقال منه: أجلب فلانٌ على فلانٍ إجلابًا: إذا صاح عليه. والجلبة: الصّوت، وربّما قيل: ما هذا الجلب، كما يقال: الغلبة والغلب، والشّفقة والشّفق.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل،
ذكر من قال ذلك
- حدّثني سلم بن جنادة، قال: حدّثنا ابن إدريس، قال: سمعت ليثًا، يذكر عن مجاهدٍ، في قوله {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} قال: كلّ راكبٍ وماشٍ في معاصي اللّه
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} قال: إنّ له خيلاً ورجلاً من الجنّ والإنس، وهم الّذين يطيعونه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك}إن له خيلا ورجالا جنودا من الجن والإنس
- حدثنا القاسم, حدّثنا الحسين, حدّثني حجاج, عن ابن جريج, قال: قال ابن عباس, قوله {ورجلك}.قال: الرّجال: المشاة
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} قال: خيله: كلّ راكبٍ في معصية اللّه، ورجله: كلّ راجلٍ في معصية اللّه
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} قال: ما كان من راكبٍ يقاتل في معصية اللّه فهو من خيل إبليس، وما كان من راجلٍ يقاتل في معصية اللّه فهو من رجال إبليس.
والرّجل: جمع راجلٍ، كما التّجر: جمع تاجرٍ، والصّحب: جمع صاحبٍ.
وأمّا قوله: {وشاركهم في الأموال والأولاد} فإنّ أهل التّأويل اختلفوا في المشاركة الّتي عنيت بقوله {وشاركهم في الأموال والأولاد} فقال بعضهم: هو أمره إيّاهم بإنفاق أموالهم في غير طاعة اللّه واكتسابهموها من غير حلّها
ذكر من قال ذلك
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا ابن إدريس، قال: سمعت ليثًا، يذكر عن مجاهدٍ، {وشاركهم في الأموال}. قال: الأموال الّتي أصابوا من غير حلّها
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {وشاركهم في الأموال} قال: ما أكل من مالٍ بغير طاعة اللّه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن طلحة بن عمرٍو، عن عطاء بن أبي رباحٍ، قال: الشّرك في أموال الرّبا
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن، في قوله {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: قد واللّه شاركهم في أموالهم، أعطاهم اللّه أموالاً فأنفقوها في طاعة الشّيطان في غير حقّ اللّه تبارك اسمه، وهو قول قتادة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّدٌ، عن معمرٍ، قال: قال الحسن {وشاركهم في الأموال} أمرهم أن يكسبوها من خبيثٍ، وينفقوها في حرامٍ
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: كلّ مالٍ في معصية اللّه
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: مشاركته إيّاهم في الأموال والأولاد، ما زيّن لهم فيها من معاصي اللّه حتّى ركبوها
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ {وشاركهم في الأموال} كلّ ما أنفقوا في غير حقّه.
وقال آخرون: بل عنى بذلك كلّ ما كان من تحريم المشركين ما كانوا يحرّمون من الأنعام كالبحائر والسّوائب ونحو ذلك.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: الأموال: ما كانوا يحرّمون من أنعامهم
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا عيسى، عن عمران بن سليمان، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: مشاركته في الأموال أن جعلوا البحيرة والسّائبة والوصيلة لغير اللّه
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {وشاركهم في الأموال} فإنّه قد فعل ذلك، أمّا في الأموال، فأمرهم أن يجعلوا بحيرةً وسائبةً ووصيلةً وحامًا.
قال أبو جعفرٍ: الصّواب: حاميًا.
وقال آخرون: بل عنى به ما كان المشركون يذبحونه لآلهتهم
ذكر من قال ذلك
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: {وشاركهم في الأموال والأولاد} يعني ما كانوا يذبحون لآلهتهم.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: عنى بذلك كلّ مالٍ عصى اللّه فيه بإنفاقٍ في حرامٍ أو اكتسابٍ من حرامٍ، أو ذبحٍ للآلهة، أو تسييبٍ، أو بحرٍ للشّيطانٍ، وغير ذلك ممّا كان معصيًّا به أو فيه، وذلك أنّ اللّه قال {وشاركهم في الأموال} فكلّ ما أطيع الشّيطان فيه من مالٍ وعصي اللّه فيه، فقد شارك فاعل ذلك فيه إبليس، فلا وجه لخصوص بعض ذلك دون بعضٍ.
وقوله: {والأولاد} اختلف أهل التّأويل في صفة شركته بني آدم في أولادهم، فقال بعضهم: شركته إيّاهم فيهم بزناهم بأمّهاتهم
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: ثتي عمّى، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: أولاد الزّنا
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا ابن إدريس، قال: سمعت ليثًا، يذكر عن مجاهدٍ، {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: أولاد الزّنا
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: أولاد الزّنا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ قال: أولاد الزّنا
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: أولاد الزّنا، يعني بذلك أهل الشّرك
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: الأولاد: أولاد الزّنا وقال آخرون: عنى بذلك: وأدهم أولادهم وقتلهموهم
ذكر من قال ذلك
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: ما قتلوا من أولادهم، وأتوا فيهم الحرام.
وقال آخرون: بل عنى بذلك: صبغهم إيّاهم في الكفر
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن، {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: قد واللّه شاركهم في أموالهم وأولادهم، فمجّسوا وهوّدوا ونصّروا وصبغوا غير صبغةٍ الإسلام وجزّءوا من أموالهم جزءًا للشّيطان.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: قد فعل ذلك، أمّا في الأولاد فإنّهم هوّدوهم ونصّروهم ومجّسوهم.
وقال آخرون: بل عنى بذلك تسميتهم أولادهم عبد الحارث وعبد شمسٍ
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني عيسى بن يونس، عن عمران بن سليمان، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: مشاركته إيّاهم في الأولاد، سمّوا عبد الحارث وعبد شمسٍ وعبد فلانٍ.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال: كلّ ولدٍ ولدته أنثى عصي اللّه بتسميته ما يكرهه اللّه، أو بإدخاله في غير الدّين الّذي ارتضاه اللّه، أو بالزّنا بأمّه، أو قتله ووأده، أو غير ذلك من الأمور الّتي يعصي اللّه بها أو فيها، فقد دخل في مشاركة إبليس فيه من ولد ذلك المولود له أو منه، لأنّ اللّه لم يخصّص بقوله {وشاركهم في الأموال والأولاد} معنى الشّركة فيه بمعنًى دون معنًى، فكلّ ما عصي اللّه فيه أو به، وأطيع به الشّيطان أو فيه، فهو مشاركة من عصي اللّه فيه أو به إبليس فيه.
وقوله: {وعدهم وما يعدهم الشّيطان إلاّ غرورًا} يقول تعالى ذكره لإبليس: وعد أتباعك من ذرّيّة آدم النّصرة على من أرادهم بسوءٍ. يقول اللّه: {وما يعدهم الشّيطان إلاّ غرورًا} لأنّه لا يغني عنهم من عقاب اللّه إذا نزل بهم شيئًا، فهم من عداته في باطلٍ وخديعةٍ، كما قال لهم عدوّ اللّه حين حصحص الحقّ {إنّ اللّه وعدكم وعد الحقّ ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطانٍ إلاّ أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إنّي كفّرت بما أشركتمون من قبل} ). [جامع البيان: 14/656-666]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا الزنجي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وشاركهم في الأموال والأولاد قال شركته في الأموال الحرام وفي الأولاد الزنا). [تفسير مجاهد: 366]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أما شركته في الأموال فأكلها بغير طاعة الله وأما في الأولاد فالزنا). [تفسير مجاهد: 366]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} قال: صوته كل داع دعا إلى معصية الله {وأجلب عليهم بخيلك} قال: كل راكب في معصية الله {وشاركهم في الأموال} قال: كل مال في معصية الله {والأولاد} قال: ما قتلوا من أولادهم وأتوا فيهم الحرام). [الدر المنثور: 9/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: كل خيل تسير في معصية الله وكل رجل يمشي في معصية الله وكل مال أخذ بغير حقه وكل ولد زنا). [الدر المنثور: 9/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} قال: استنزل من استطعت منهم بالغناء والمزامير واللهو والباطل {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} قال كل راكب وماش في معاصي الله {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: كل مال أخذ بغير طاعة الله تعالى وأنفق في غير حقه والأولاد أولاد الزنا). [الدر المنثور: 9/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: الأموال ما كانوا يحرمون من أنعامهم والأولاد أولاد الزنا). [الدر المنثور: 9/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال: مشاركته في الأموال أن جعلوا البحيرة والسائبة والوصيلة لغير الله ومشاركته إياهم في الأولاد سمو عبد الحارث وعبد شمس). [الدر المنثور: 9/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه رفعه قال: قال إبليس يا رب إنك لعنتني وأخرجتني من الجنة من أجل آدم وإني لا أستطيعه إلا بك، قال: فأنت المسلط.
قال: أي رب زدني قال: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد}). [الدر المنثور: 9/396-397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان، وابن عساكر عن ثابت رضي الله عنه قال: بلغنا أن إبليس قال: يا رب إنك خلقت آدم وجعلت بيني وبينه عداوة فسلطني قال: صدورهم مساكن لك، قال: رب زدني، قال: لا يولد لآدم ولد إلا ولد لك عشرة، قال: رب زدني، قال: تجري منهم مجرى الدم، قال: رب زدني، قال: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد} فشكا آدم - عليه السلام - إبليس إلى ربه، قال: يا رب إنك خلقت إبليس وجعلت بيني وبينه عداوة وبغضا وسلطته علي وأنا لا أطيقه إلا بك، قال: لا يولد لك ولد إلا وكلت به ملكين يحفظانه من قرناء السوء، قال: رب زدني، قال: الحسنة بعشرة أمثالها قال: رب زدني، قال: لا أحجب عن أحد من ولدك التوبة ما لم يغرغر، والله أعلم). [الدر المنثور: 9/397]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65) )


قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ وكفى بربّك وكيلاً}.
يقول تعالى ذكره لإبليس: إنّ عبادي الّذين أطاعوني فاتّبعوا أمري وعصوك يا إبليس ليس لك عليهم حجّةٌ.
وقوله {وكفى بربّك وكيلاً} يقول جلّ ثناؤه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وكفاك يا محمّد ربّك حفيظًا، وقيّمًا بأمرك. فانقد لأمره. وبلّغ رسالاته هؤلاء المشركين. ولا تخف أحدًا، فإنّه قد توكّل بحفظك ونصرتك، كما:
- حدّثنا بشرٌ، قال حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ وكفى بربّك وكيلاً} وعباده المؤمنون. وقال اللّه في آيةٍ أخرى {إنّما سلطانه على الّذين يتولونه والّذين هم به مشركون} ). [جامع البيان: 14/666]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} قال: عبادي الذين قضيت لهم بالجنة ليس لك عليهم أن يذنبوا ذنبا إلا أغفر لهم). [الدر المنثور: 9/397]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 08:49 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينًا} [الإسراء: 61]، أي: من طينٍ، كقوله: {هو الّذي خلقكم من طينٍ} [الأنعام: 2].
وقال إبليس: {خلقتني من نارٍ وخلقته من طينٍ} [ص: 76].
وقول إبليس: {أأسجد} [الإسراء: 61] على الاستفهام.
أي إنّي لا أسجد له). [تفسير القرآن العظيم: 1/147]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلّا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا}

المعنى لمن خلقته طينا، وطينا منصوب على جهتين:
إحداهما التمييز، المعنى لمن خلقته من طين.
ويجوز أن يكون " طينا " منصوب على الحال.
المعنى أنك أنشأته في حال كونه من طين). [معاني القرآن: 3/249-248]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {قال أرأيتك هذا الّذي كرّمت عليّ} [الإسراء: 62] فأمرتني بالسّجود له.
{لئن أخّرتن إلى يوم القيامة لأحتنكنّ ذرّيّته إلا قليلا} [الإسراء: 62] تفسير مجاهدٍ: لأحتوينّهم.
وتفسير الكلبيّ: لأستولينّ على ذرّيّته، أي: فأضلّهم إلا قليلا.
وتفسير الحسن: لأستأصلنّ ذرّيّته، يعني: يهلكهم إلا قليلا، يعني: المؤمنين.
وهذا القول منه بعد ما أمر بالسّجود، وذلك ظنٌّ منه، حيث وسوس إلى آدم فلم يجد له عزمًا أي صبرًا.
فقال: بنو هذا في الضّعف مثله.
- حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ، قال: لمّا خلق اللّه آدم جعل إبليس يطيف به قبل أن ينفخ فيه الرّوح، فلمّا رآه أجوف عرف أنّه لا يتمالك). [تفسير القرآن العظيم: 1/147]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لأحتنكنّ ذرّيّته إلاّ قليلاً...}

يقول: لأستولينّ عليهم {إلاّ قليلاً} يعني المعصومين). [معاني القرآن: 2/127]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لأحتنكنّ ذرّيّته إلاّ قليلاً} مجازه: لأستميلنّهم ولأستأصلنهم، يقال: احتك فلان ما عند فلان أجمع من مال أو علم أو حديث أو غيره أخذه كله واستقصاء، قال:
نشكو إليك سنة قد اجحفت= جهداً إلى جهدٍ بنا فأضعفت
واحتنكت أموالنا وجلفّت). [مجاز القرآن: 1/384]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أهل المدينة وأبو عمرو {لئن أخرتني} يثبتون الياء.
أبو عمرو وحده يحذف في الفواصل، وقد فسرنا ذلك في أم الكتاب.
الأعمش وعاصم لا يثبتون الياء من {لئن أخرتن} ). [معاني القرآن لقطرب: 827]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {لأحتنكن ذريته} فإنهم يقولون: احتنك على الناقة الجرب؛ أي غلب عليها؛ وقالوا أيضًا: احتنكت ما عنده من علم؛ وكان ابن عباس يقول {لأحتنكن} لأستولين؛ فكأن المعنى: لأغلبن عليهم.
وقالوا أيضًا: احتكنه استخلصه لنفسه؛ وكل قريب في المعنى.
وقال الراجز:
نشكوا إليك سنة قد أجحفت
جهدا بنا وأضعفت
واحتنكت أموالنا وجلفت). [معاني القرآن لقطرب: 838]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لأحتنكن ذريته}: لأستاصلن ولأستميلن، يقال: احنتك فلان ما عند فلان من علم أو مال أو خير: أخذه كله واستقصاه). [غريب القرآن وتفسيره: 218-217]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {هذا الّذي كرّمت عليّ} أي فضلت.
{لأحتنكنّ ذرّيّته}: لأستأصلنّهم. يقال: احتنك الجراد ما على الأرض كلّه، إذا أكله كلّه. واحتنك فلان ما عند فلان من العلم: إذا استقصاه.
ويقال: هو من حنك دابّته يحنكها حنكا: إذا شد في حنكها الأسفل حبلا يقودها به. أي لأقودنهم كيف شئت). [تفسير غريب القرآن: 258]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الكريم: الشريف الفاضل...، وقال حكاية عن إبليس: {أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ} أي: فضلت).
[تأويل مشكل القرآن: 494]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال أرأيتك هذا الّذي كرّمت عليّ لئن أخّرتن إلى يوم القيامة لأحتنكنّ ذرّيّته إلّا قليلا}
جاءت " قال " ههنا بغير حرف عطف لأنه على معنى قال اسجد لمن خلقت طينا.
وقوله: (أرأيتك) في معنى أخبرني؛ فالكاف لا موضع لها، لأنها ذكرت في الخطاب توكيدا، وموضع (هذا) نصب بـ (أرأيتك).
والجواب محذوف المعنى أخبرني عن هذا الذي كرمت عليّ لم كرمته عليّ وقد خلقتني من نار وخلقته من طين، فحذف هذا لأن في الكلام دليلا عليه.
ومعنى: {لأحتنكنّ ذرّيّته إلّا قليلا}.
لأستأصلنهم بالإغواء لهم، وقيل لأستولين عليهم.
والذي تقول العرب: قد احتنكت السّنة أموالنا إذا استأصلتها.
قال الشاعر:
نشكو إليك سنة قد أجحفت= جهدا على جهد بنا وأضعفت
واحتنكت أموالنا وجلّفت). [معاني القرآن: 3/249]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي}
أي فضلت وفي الكلام حذف والمعنى أرأيتك هذا الذي فضلت علي لم فضلته وقد خلقتني من نار وخلقته من طين ثم حذف هذا لعلم السامع). [معاني القرآن: 4/171-170]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا}
قال أبو جعفر أكثر أهل اللغة على أن المعنى لأستولين عليهم ولأستأصلنهم من قولهم احتنك الجراد الزرع إذا ذهب به كله
وقيل هو من قولهم حنك الدابة يحنكها إذا ربط حبلا في حنكها الأسفل وساقها حكى ذلك ابن السكيت
وحكى أيضا احتنك دابته مثل حنك فيكون المعنى لأسوقنهم كيف شئت). [معاني القرآن: 4/172-171]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {قال أرأيتك} قال: العرب تقول: أريتك، في معنى: أخبرني، ومنهم من يقول: أرأيتك في معناها،
فإذا قالوا: أرأيت - فهو على ضربين: رؤية العين، ورؤية العلم). [ياقوتة الصراط: 309]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لأحتنكن} أي: لاستأصلن، أخبرنا أبو عمر - قال: أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي - قال العرب تقول: احتنك الجراد الزرع، إذا استأصله). [ياقوتة الصراط: 310]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {كرمت} أي فضلت.
{لأحتنكن} لأستأصلن. يريد: لأقودنهم كيف شئت. و(لأحتنكن) مأخوذ من حنك الدابة: وهو الذي تقاد به). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 138]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لأَحْتَنِكَنَّ}: لأَسْتأْصِلَنَّ). [العمدة في غريب القرآن: 183]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال اذهب فمن تبعك منهم فإنّ جهنّم جزاؤكم جزاءً موفورًا} [الإسراء: 63] قال مجاهدٌ: وافرًا.
- أبو الأشهب، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " يقول اللّه لآدم: يا آدم قم، ابعث بعث النّار، قال: فيقول: يا ربّ وما بعث النّار؟ قال: من كلّ ألفٍ تسع مائةٍ وتسعةً وتسعين إنسانًا إلى النّار وواحدًا إلى الجنّة "). [تفسير القرآن العظيم: 1/147]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله: {جزاء موفورا} فمن وفرت نصيبه أفره؛ وقال ابن عباس {جزاء موفورا} قال: وافرًا؛ فصير مفعولاً في معنى فاعل، وقد ذكرناه مع {لا عاصم اليوم من أمر الله}.
وقال زهير على معنى المفعول:
[معاني القرآن لقطرب: 838]
ومن يجعل المعروف من دون عرضه = يفره ومن لا يتق الشتم يشتم). [معاني القرآن لقطرب: 839]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {جزاءً موفوراً} أي موفّرا. يقال: وفّرت عليه ماله ووفرته: بالتخفيف والتشديد). [تفسير غريب القرآن: 258]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (قال اذهب فمن تبعك منهم فإنّ جهنّم جزاؤكم جزاء موفورا }
{جزاء موفورا} أي موفر، يقال منه وفرته أفره فهو موفور.
قال زهير:
ومن يجعل المعروف من دون عرضه= يفره ومن لا يتقي الشتم يشتم).
[معاني القرآن: 3/249]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا} موفور وموفر واحد
يقال وفرته ووفرته كما قال الشاعر:
ومن يجعل المعروف من دون عرضه = يفره ومن لا يتقي الشتم يشتم).
[معاني القرآن: 4/172]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {موفورا} أي: تاما وافيا). [ياقوتة الصراط: 310]

تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} [الإسراء: 64]، يعني: بدعائك، أي: بوسوستك.
[تفسير القرآن العظيم: 1/147]
الحسن بن دينارٍ، عن الحسن، قال: هو الدّفّ والمزمار.
{وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} [الإسراء: 64]
أبو سهلٍ، عن أيّوب، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ قال: كلّ ماشٍ يمشي في معصية اللّه فهو من رجل إبليس، وكلّ راكبٍ يركب في معصية اللّه فهو من خيل إبليس.
وقال الحسن: رجاله الكفّار، والضّلال من الجنّ والإنس.
قرّة بن خالدٍ، عن الحسن، أنّه كان يقرأها: ورجالك.
الحسن، عن الحسن قال: إنّ له خيلا وإنّ له رجالا.
وقال قتادة: إنّ له خيلا ورجالا، جنودًا من الجنّ والإنس.
قوله: {وشاركهم في الأموال والأولاد} [الإسراء: 64] الحسن، عن الحسن قال: شركته إيّاهم في الأموال أنّه أمرهم، أي وسوس إليهم أن يأخذوها من حرامٍ، وينفقوها في غير حقّها.
وشركته إيّاهم في الأولاد، رزقهم اللّه أولادهم على الفطرة، فصبغوهم يهوديًّا ونصرانيًّا ومجوسيًّا.
وفي تفسير عمرٍو، عن الحسن: وعابد وثنٍ.
وتفسير الكلبيّ: شركته إيّاهم في الأموال ما كانوا يحرّمون ممّا أحلّ اللّه لهم، وكلّ ما أصابوا من غير حلّه ووضعوه في غير حقّه.
وشركته إيّاهم في الأولاد ما ولد من الزّنا.
وتفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه: في أولاد الزّنا، وفي الأموال ما كان من مالٍ بغير طاعة اللّه.
قوله: {وعدهم} [الإسراء: 64] بالأمانيّ بأنّه لا بعث، ولا جنّة، ولا نار.
هذا وعيدٌ من اللّه للشّيطان.
كقول الرّجل: اذهب فاجهد على جهدك، وليس على وجه الأمر له به.
قال: {وما يعدهم الشّيطان إلا غرورًا} [الإسراء: 64] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/148]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {واستفزز...}

يقول استخفّ (بصوتك) بدعائك {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} يعني خيل المشركين ورجالهم.
وقوله: {وشاركهم في الأموال والأولاد} كلّ مال خالطه حرام فهو شركه. وقوله: {وعدهم} أي قل لهم: لا جنّة ولا نار. ثم قال الله تبارك وتعالى: {وما يعدهم الشّيطان إلاّ غروراً}). [معاني القرآن: 2/127]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (واستفزز من استطعت) أي استخفف واستجهل.
{بخيلك ورجلك} جميع راجل، بمنزلة تاجر والجميع تجر وصاحب والجميع صحب). [مجاز القرآن: 1/384]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشّيطان إلاّ غروراً}
وقال: {وأجلب عليهم} فقوله: {وأجلب} من "أجلبت" وهو في معنى "جلب" والموصولة من "جلب" "يجلب"). [معاني القرآن: 2/72]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو وأهل مكة {بخيلك ورجلك} بسكون الجيم.
عبد الرحمن الأعرج {بخيلك ورجلك} بكسر الجيم.
وقالوا: الرجل هم الرجال، وقالوا: ثلاثة رجلة، ورجلة؛ وكأن رجلة في العبيد عند يونس أكثر؛ وقالوا أيضًا أراجيل للرجال؛ كأنه جمع أرجال وإن لم يتكلم بها؛ ثم جمع هذا الجمع، فقالوا: أراجيل كما قالوا: أقوال وأقاويل.
[معاني القرآن لقطرب: 827]
وقال الشاعر أيضًا:
وأية أرض لا أتيت سراتها = وأية أرض لم أزرها بمرجل
أي برجال؛ هؤلاء مرجل: أي رجال.
وقال زهير:
هم ضربوا عن فرجها بكتيبة = كبيضاء حرس في طوائفها الرجل
وقالوا أيضًا: برجلك جمع راجل ورجل، مثل: تاجر وتجر؛ إلا أن هذا متحرك الأوسط). [معاني القرآن لقطرب: 828]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {واستفزز} يقول استخف.
وقوله {وأجلب عليهم بخيلك} المصدر: إجلابًا؛ وهو كثرة الأصوات؛ والجلب أيضًا هو الإجلاب، من كثرة الصوت). [معاني القرآن لقطرب: 839]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {واستفزز}: استخفف.
{بخيلك ورجلك}: أي رجالتك واحدهم راجل مثل تاجر وتجر وصاحب وصحب). [غريب القرآن وتفسيره: 218]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {واستفزز} أي استخفّ. ومنه يقال: استفزّني فلان.
والرجل: لرّجّالة. يقال: راجل ورجل. مثل تاجر وتجر وصاحب وصحب.
{وشاركهم في الأموال}: بالنفقة في المعاصي، {و} في {الأولاد} بالزنا). [تفسير غريب القرآن: 258]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشّيطان إلّا غرورا }
معناه استدعهم استدعاء تستخفهم به إلى إجابتك.
و{بصوتك} تفسيره بدعائك، وقيل {بصوتك} بأصوات الغناء والمزامير.
وقوله: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك}.
أي أجمع عليهم كل ما تقدر عليه من مكايدك، وقيل في التفسير: خيله ورجله كل خيل يسعى في معصية اللّه فهي من خيل إبليس، وكل ماش في معصية فهو من - رجال إبليس، ورجل جمع راجل، ويجوز ورجالك فيكون جمع راجل ورجال مثل صاحب وصحاب.
وجائز أن يكون لإبليس خيل ورجال.
وقوله: {وشاركهم في الأموال والأولاد}.
أي مرهم أن يجعلوا من أموالهم شيئا لغير اللّه كما قال اللّه سبحانه: {فقالوا هذا للّه بزعمهم وهذا لشركائنا}.
وما قالوه في السائبة والبحيرة.
والشركة في الأولاد قولهم: عبد العزى، وعبد الحرث.
وقيل شركته في الأولاد يعنى به أولاد الزنا، وهو كثير في التفسير، وكل معصية في ولد أو مال فإبليس اللعين شريكهم فيها.
قوله: (وعدهم وما يعدهم الشّيطان إلّا غرورا).
فإن قال قائل فكيف يجوز أن يؤمر إبليس أن يقال له شاركهم في الأموال والأولاد وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وعدهم بأنهم لا يبعثون؛ فإذا فعل ذلك فهو مطيع؟
فالجواب في ذلك أن الأمر على ضربين:
أحدهما متبع لاغير، والثاني إذا تقدمه نهي عما يؤمر به فالمعنى في الأمر الوعيد، والتهديد لأنك قد تقول: لا تدخلن هذه الدار، فإذا حاول أن يدخلها قلت: أدخلها وأنت رجل، فلست تأمره بدخولها ولكنك توعده وتهدده وهذا في اللغة والاستعمال كثير موجود، ومثله في القرآن: {اعملوا ما شئتم}.
وقد نهوا أن يتبعوا أهواءهم وأن يعملوا بالمعاصي). [معاني القرآن: 3/251-250]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} أي استخف قال مجاهد بصوتك بالغناء والمزامير).
[معاني القرآن: 4/172]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد}
روى سعيد بن جبير ومجاهد عن ابن عباس قال كل خيل سارت في معصية الله وكل رجل مشت في معصية الله وكل مال أصيب من حرام وكل ولد غية فهو للشيطان
وقال غيره مشاركته في الأموال هي السائبة والبحيرة وفي الأولاد قولهم عبد العزى وعبد الحارث
وقرأ قتادة وأجلب عليهم بخيلك ورجالك). [معاني القرآن: 4/173-172]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا} هذا أمر فيه معنى التهدد والوعيد كما قال تعالى:
{فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} ). [معاني القرآن: 4/174-173]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {واستفزز} أي استخف.
{وشاركهم في الأموال} بالنفقة في المعاصي، وفي {الأولاد} بالزنا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 138]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {واسْتَفْزِزْ}: اسْتَخِف.
{وَرَجِلِك}: رجالك). [العمدة في غريب القرآن: 183]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ} [الإسراء: 65] قال قتادة: وعباده المؤمنون.
وقال يحيى: يعني من يلقى اللّه مؤمنًا أن يصلهم.
{وكفى بربّك وكيلا} [الإسراء: 65] حرزًا ومانعًا لعباده المؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 1/149]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربّك وكيلا}

أي من أخلص فلا حجة لك عليه ولا سلطان.
{وكفى بربّك وكيلا} أي كفى باللّه وكيلا لأوليائه، يعصمهم من القبول من إبليس). [معاني القرآن: 3/251]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} قيل أي خلصائي كما قال تعالى: {فادخلي في عبادي} ).
[معاني القرآن: 4/174]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وكفى بربك وكيلا} أي منجيا لخلصائه من الشيطان
والفراء يذهب إلى أن معنى وكيلا كاف وكذا قال في قوله جل وعز: {ألا تتخذوا من دوني وكيلا} ). [معاني القرآن: 4/174]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 09:22 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والحنك مصدر حنك الدابة يحنكها حنكا إذا شد في حنكها الأسفل حبلا يقودها به وقد احتنك دابته مثل حنكها ويقال قد احتنك الجراد الأرض إذا أتى على نبتها وقول الله جل ذكره: {لأحتنكن ذريته إلا قليلا} مأخوذ من أحد هذين والحنك حنك الإنسان وغيره ويقال أسود مثل حنك الغراب يعني منقاره). [إصلاح المنطق: 71]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب ما يكون عليه الكلم بمعانيه
فأقل ما تكون عليه الكلمة حرف واحد. ولا يجوز لحرف أن ينفصل بنفسه. لأنه مستحيل. وذلك أنه لا يمكنك أن تبتدئ إلا بمتحرك، ولا تقف إلا على ساكن. فلو قال لك قائل: الفِظ بحرف، لقد كان سألك أن تحيل؛ لأنك إذا ابتدأت به ابتدأْت متحركاً، وإذا وقفت عليه وقفت ساكناً، فقد قال لك: اجعل الحرف ساكناً متحركاً في حال .
ولكن سنذكر اللفظ بالحروف ساكنها ومتحركها في موضعه، ليوصل إلى المتكلم به إن شاء الله فما كان على حرف فلا سبيل إلى التكلم به وحده.
فمما جاء على حرف مما هو اسم التاء في قمت إذا عنى المتكلم نفسه، أو غيره من ذكر أو أنثى، إلا أنها تقع له مضمومةً ذكراً كان أو أنثى، ولغيره إذا كان ذكراً مفتوحة، وإن كانت أنثى مكسورة .
والكاف من نحو: ضربتك، ومررت بك، تنفتح للمذكر، وتنكسر للمؤنث .
والهاء في ضربته، ومررت به، ولها أحكام نبينها إن شاء الله .
وذلك أن أصل هذه الهاء أن تلحقها واو زائدة؛ لأن الهاء خفية. فتوصل بها الواو إذا وصلت، فإن وقفت لم تلحق الواو لئلا يكون الزائد كالأصلي. وذلك قولك: رأيتُهو يا فتى، ورأيتَهو يا فتى، فتلحق بعد المضموم والمفتوح .
فإن كان قبلها كسرة جاز أن تتبعها واوا، أو ياء أيهما شئت .
أما الواو فعلى الأصل الذي ذكرت لك، وأما الياء فلقرب الجوار، لأن الضمة مستثقلة بعد الكسرة، والناس عامةً للكسرة، والياء بعدها أكثر استعمالاً .
فأما أهل الحجاز خاصةً فعلى الأمر الأول فيها يقرأون (فخسفنا بِهُو وبدارهو الأرضَ) لزموا الأصل. وهما في القياس على ما وصفت لك.
فإن كانت هذه الهاء بعد واو، أو ياء ساكنتين، أو ألف فالذي يختار حذف حرف اللين بعدها: تقول: عليه مال يا فتى بكسر الهاء من أجل الياء التي قبلها كما فعلت ذلك للكسرة.
ومن لزم اللغة الحجازية قال: عليه مالٌ .
وتقول: هذا أبوه فاعلم {فألقى موسى عصاه} .
وإنما حذفت الياء، والواو، لأن الهاء خفية، والحرف الذي يلحقها ساكن، وقبلها حرف لين ساكن فكره الجمع بين حرفي لين ساكنين لا يفصلهما إلا حرف خفي .
وإن شئت ألحقت الياء. والواو على الأصل، لأن الهاء حرف متحرك في الحقيقة. وذلك قولك على قول العامة: عليهى مال، وعلى قول أهل الحجاز: عليهو مال (فألقى عصاهو فإذا هي). وهذا أبوهو فاعلم .
فإن كان قبل الهاء حرف ساكن من غير حروف المد واللين فأنت مخير: إن شئت أثبت، وإن شئت حذفت .
أما الإثبات فعلى ما وصفت لك، وأما الحذف، فلأن الذي قبل الهاء ساكن وبعدها ساكن وهي خفية. فكرهوا أن يجمعوا بينهما؛ كما كرهوا الجمع بين الساكنين. وذلك قولك: {منه آياتٌ محكماتٌ} وإن شئت قلت (منهو آيات)، وعنهو أخذت. فهذا جملة هذا .
واعلم أن الشاعر إذا احتاج إلى الوزن وقبل الهاء جرف متحرك، حذف الياء والواو اللتين. بعد الهاء؛ إذ لم يكونا من أصل الكلمة. فمن ذلك قوله:
فإنْ يكُ غَثّاً، أو سَمينا فإنَّنِي = سَأَجعَلُ عيْنَيْهي لنفسهِ مقْنَعَا
وقال آخر:
أو معبر الظهر ينبي عن وليتـه = ما حج ربه في الدنيا ولا اعتمرا
وقال آخر:

وما له من مجد تلـيد، ومـا لـهـو = من الريح فضلٌ لا الجنوب ولا الصبا
وأشد من هذا في الضرورة أن يحذف الحركة كما قال:

فظلت لدى البيت العتيق أريغه = ومطواي مشتاقان له أرقـان
فأما ما كان من هذه الحروف التي جاءت لمعان، فهي منفصلة بأنفسها مما بعدها وقبلها، إلا أن الكلام بها منفردة محالٌ، كما وصفت لك. فإن منها: كاف التشبيه التي في قولك: أنت كزيد، ومعناه: مثل زيد، واللام التي تسمى لام الملك؛ نحو هذا لعبد الله ولك. تكون مكسورة مع الظاهر، ومفتوحة مع المضمر: لعلة قد ذكرت في موضعها .
وهي التي في قولك: جئت لأكرمك؛ لأن الفعل انتصب بإضمار أن، وأن والفعل مصدر. فقد صار المعنى جئت لإكرامك .
ومنها الباء التي تكون للإلصاق، والاستعانة .
فأما الإلصاق فقولك مررت بزيد، وألممت بك، وأما الاستعانة فقولك: كتبت بالقلم، وعمل النجار بالقدوم .
ومنها واو القسم التي تكون بدلاً من الباء؛ لأنك إذا قلت: بالله لأفعلن فمعناه: أحلف بالله. فإذا قلت: والله لأفعلن فذلك معناه؛ لأن مخرج الباء، والواو من الشفة .
ومن ذلك الكاف التي تلحق آخر الكلام لا موضع لها، نحو كاف ذاك، ورويدك و{أرأيتك هذا الذي كرمت علي} .
وقولهم: أبصرك زيدا .
وهذه الحروف كثيرة إلا أنا نذكر منها شيئاً يدل على سائرها). [المقتضب: 1/174-178] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما قولك: رويدك زيدا فإن الكاف زائدة، وإنما زيدت للمخاطبة، وليست باسم، وإنما هي بمنزلة قولك: النجاءك يا فتى، وأريتك زيدا ما فعل?، وكقولك: أبصرك زيدا. إنما الكاف زائدة للمخاطبة، ولولا ذلك كان النجاءك محالاً؛ لأنك لا تضيف الاسم وفيه الألف واللام، وقوله عز وجل: {أرأيتك هذا الذي كرمت علي} قد أوضح لك أن الكاف زائدة. ولو كانت في رويدك علامةً للفاعلين لكان خطأ إذا قلت: رويدكم؛ لأن علامة الفاعلين الواو؛ كقولك: أرودوا.
واعلم أن هذه الأسماء ما كان منها مصدراً، أو موضوعاً موضع المصدر فإن فيه الفاعل مضمراً؛ لأنه كالفعل المأمور به. تقول: رويدك أنت وعبد الله زيدا، وعليك أنت وعبد الله أخاك. فإن حذفت التوكيد قبح، وإعرابه الرفع على كل حال؛ ألا ترى أنك لو قلت: قم وعبد الله كان جائزاً على قبح حتى تقول: قم أنت وعبد الله، و{فاذهب أنت وربك فقاتلا} و{اسكن أنت وزوجك الجنة}. فإن طال الكلام حسن حذف التوكيد؛ كما قال الله عز وجل: {لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا} وقد مضى هذا مفسراً في موضعه. وكذلك ما نعته بالنفس في المرفوع. إنما يجري على توكيد فإن لم تؤكد جاز على قبح. وهو قولك: قم أنت نفسك. فإن قلت: قم نفسك جاز. وذلك قولك: رويدك أنت نفسك زيدا، وعليك أنت نفسك زيدا، والحذف جائز قبيح إذا قلت: رويدك نفسك زيدا.
واعلم أنك إذا قلت: عليك زيدا ففي عليك اسمان: أحدهما: المرفوع الفاعل. والآخر: هذه الكاف المخفوضة. تقول: عليكم أنفسكم أجمعون زيدا، فتجعل قولك أجمعون للفاعل: وتجعل قولك: أنفسكم للكاف. وإن شئت أجريتهما جميعاً على الكاف فخفضته، وإن شئت أكدت، ورفعتهما لما ذكرت لك من قبح مجرى النفس في المرفوع إلا بتوكيد، وإن شئت رفعت بغير توكيد على قبح. وإن قلت: رويد نفسك، أو رويدك. جعلت النفس مفعولة بمنزلة زيد؛ كما قال الله عز وجل: {عليكم أنفسكم} ). [المقتضب: 3/209-211]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقول الله عز وجل: {أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ} قال أبو العباس: العرب تقول: أرأيتك وأرأيتكما وأرأيتكم، وكذا المؤنث: أريتك وأريتكما وأريتكن، بفتح التاء وتثنية الكاف وجمعها للمؤنث والمذكر، هذا في جميع العربية يختاره الكسائي. قال الفراء: إذا كان بمعنى أخبرني فأتبعه الاستفهام، فيقولون: أريتك زيدًا هل قام، وأين هو، ومتى ذهب؟ وادعى الفراء أن الكاف قامت مقام التاء، فلذلك وحدوا التاء وثنوا الكاف وجمعوها وربما همزه. قال الكسائي: إنما تركوا الهمز ليفرقوا بينه وبين رأى العين. وقال الكسائي: الكاف موضع نصب. وقال أهل البصرة: الكاف لا موضع لها، إنما هي للخطاب. هذا قول أهل العربية أجمعين). [مجالس ثعلب: 215-216]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) }

تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} يقال أجلبت على القوم، إذا اجتمعت أنا وهم.
{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ} قال استخفف). [مجالس ثعلب: 156-157]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 11:58 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 11:59 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15 ذو القعدة 1439هـ/27-07-2018م, 12:22 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا}
المعنى: واذكر إذ قلنا، وكذلك "إذ" في الآية المتقدمة هي منصوبة بفعل مضمر، وقد تقدم في غير موضع ذكر خلق آدم عليه السلام وأمر السجود له. واختلف في قوله: {إلا إبليس} فقيل: هو استثناء منقطع; لأن "إبليس" لم يكن من الملائكة، وقيل: هو متصل; لأن إبليس من الملائكة. وقوله: "طينا" يصح أن يكون تمييزا، ويصح أن يكون حالا. وقاس إبليس في هذه النازلة فأخطأ; وذلك أنه رأى الفضيلة لنفسه من حيث رأى النار أفضل من الطين، وجهل أن الفضائل في الأشياء إنما تكون حيث خصصها الله تبارك وتعالى، ولا ينظر إلى أصولها.
وذكر الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن إبليس هو الذي أمره الله تعالى، فأخذ من أديم الأرض طينة، فخلق آدم، والمشهور أنه ملك الموت. وكفر إبليس في أنه جهل صفة العدل من الله تعالى حين لحقته الأنفة والكبر، وكان أصل ذلك الحسد ولذلك قيل: "أول ما عصي الله تعالى بالحسد"، وظهر ذلك من إبليس من قوله: {قال أرأيتك هذا الذي كرمت} و{أنا خير منه} حسبما ذكر الله تعالى في آية أخرى، فهذا هو النص بأن فعلك غير مستقيم). [المحرر الوجيز: 5/506]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والكاف في قوله: "أرأيتك" هي كاف خطاب ومبالغة في التنبيه، لا موضع لها من الإعراب; فهي زائدة. ومعنى "أرأيت" كأتأملت، ونحوه: كأن المخاطب بها ينبه المخاطب ليستجمع لما ينصه عليه بعد. وقال سيبويه: هي بمعنى أخبرني، ومثل بقوله: أرأيتك زيدا أيؤمن هو؟
[المحرر الوجيز: 5/506]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وقاله الزجاج في آياتنا، ولم يمثل، وقول سيبويه صحيح حيث يكون بعدها استفهام كمثاله، وما في هذه فهي كما قلت، وليس التي ذكره سيبويه رحمه الله.
وقرأ ابن كثير: "أخرتني" بالياء في الوصل والوقف، وهذا هو الأصل، وليس هذا الموضع كالقافية التي يحسن فيها الحذف، كمثل قول الأعشى:
فهل يمنعني ارتيادي البلا ... د من حذر الموت أن يأتين؟
وقرأ نافع، وأبو عمرو بالياء في الوصل وبحذفها في الوقف، وقرأ ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي: "أخرتن" بحذف الياء في الوصل والوقف، وهذا تشبيه بياء "قاض" ونحوه، لكونها ياء متطرفة قبلها كسرة، ومنه قوله تعالى: {يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه}.
وقوله: "لأحتنكن" معناه: لأميلن ولأجرن، وهو مأخوذ من تحنيك الدابة، وهو أن يشد على حنكها بحبل أو غيره فتنقاد، والسنة تحتنك المال، أي: تجتره، ومنه قول الشاعر:
نشكو إليك سنة قد أجحفت ... جهدا إلى جهد بنا فأضعفت
واحتنكت أموالنا وجنفت
[المحرر الوجيز: 5/507]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ومن هذا الشعر قال الطبري في "لأحتنكن": لأستأصلن، وعبر ابن عباس رضي الله عنهما في ذلك بـ "لأستولين"، وقال ابن زيد: لأضلن.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا بدل اللفظ لا تفسير.
وحكم إبليس بهذا الحكم على ذرية آدم عليه السلام من حيث رأى الخلقة مجوفة مختلفة الأجزاء، وما اقترن بها من الشهوات والعوارض كالغضب ونحوه، ثم استثنى القليل لعلمه أنه لا بد أن يكون في ذريته من يصلب في طاعة الله تعالى). [المحرر الوجيز: 5/508]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "اذهب" وما بعده من الأوامر هو صيغة افعل، من التهديد، كقوله تعالى: {اعملوا ما شئتم} و"تبعك" معناه: في طريق الكفر الذي تدعو إليه. فالآية في الكفار وفيمن ينفذ عليه الوعيد من العصاة. وقوله تعالى: "جزاء" مصدر في موضع الحال، و"الموفور": المكتمل). [المحرر الوجيز: 5/508]

تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"استفزز" معناه: استخف واخدع حتى يقع في إرادتك، تقول: استفزني فلان في كذا، إذا خدعك حتى تقع في أمر أراده، ومن الخفة قيل لولد البقرة: فز، ومنه قول زهير:
كما استغاث بسيء فز غيطلة ... خاف العيون فلم ينظر به الحشك
[المحرر الوجيز: 5/508]
و "الصوت" هنا قيل: هو الغناء والمزامير والملاهي; لأنها أصوات كلها مختصة بالمعاصي، فهي مضافة إلى الشيطان، قاله مجاهد، وقيل: معناه: بدعائك إياهم إلى طاعتك، قال ابن عباس رضي الله عنهما: صوته دعاء كل عاص إلى معصية الله تعالى.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والصواب أن يكون "الصوت" يعم جميع ذلك.
وقوله تعالى: "وأجلب" أي: هول، والجلبة: الصوت الكثير المختلط الهائل، وقرأ الحسن: "واجلب" بوصل الألف وضم اللام. وقوله سبحانه: {بخيلك ورجلك} قيل: هذا مجاز واستعارة بمعنى: اسع سعيك وابلغ جهدك، وقيل: معناه أن له من الجن خيلا ورجلا، قاله قتادة، وقيل: المراد فرسان الناس ورجالتهم المتصرفون في الباطل، فإنهم كلهم أعوان لإبليس على غيرهم، قاله مجاهد. وقرأ الجمهور: "ورجلك" بسكون الجيم، وهو جمع راجل، كتاجر وتجر، وصاحب وصحب، وشارب وشرب، وقرأ حفص عن عاصم: "ورجلك" بكسر الجيم، على وزن فعل، وكذلك قرأ الحسن، وأبو عمرو -بخلاف عنه- وهي صفة، تقول: فلان يمشي رجلا، أي غير راكب، ومنه قول الشاعر:
أما أقاتل عن ديني على فرسي ... ولا كذا رجلا إلا بأصحاب؟
[المحرر الوجيز: 5/509]
وقرأ قتادة وعكرمة: "بخيلك ورجالك".
وقوله: {وشاركهم في الأموال} عام لكل معصية يصنعها الناس بالمال، فإن ذلك المصرف في المعصية هو خط إبليس، فمن ذلك البحائر وشبهها، ومن ذلك مهر البغي وثمن الخمر وحلوان الكاهن والربا وغير ذلك مما يوجد في الناس دأبا، وقوله: "والأولاد" عام لكل ما يصنع في أمر الذرية من المعاصي، فمن ذلك الإيلاد بالزنا، ومن ذلك تسميتهم عبد شمس، وعبد الحارث، وأبا الكويفر، وكل اسم مكروه، ومن ذلك الوأد الذي كانت العرب تفعله، ومن ذلك صبغهم في أديان الكفر، وغير هذا، وما أدخل النقاش من وطء الجن وأنه يحبل المرأة من الإنس فضعيف كله.
وقوله تعالى: "وعدهم" أي: منهم بما لا يتم لهم، وبأنهم غير مبعوثين، فهذا مشاركة في النفوس، ثم أخبر الله تعالى أنه إنما يعدهم غرورا منه; لأنه لا يغني عنهم شيئا). [المحرر الوجيز: 5/510]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} قول من الله تبارك وتعالى لإبليس، وقوله: "عبادي" يريد المؤمنين في الكفر، والمتقين في المعاصي، وخصهم بأنهم العباد، وإن كان اسما عاما لجميع الخلق، من حيث قصد تشريفهم والتنويه بهم، كما يقول رجل لأحد بنيه إذا رأى منه ما يحب: "هذا ابني"، على معنى التنبيه منه والتشريف له، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: "هذا خالي، فليرني امرؤ خاله-". و"السلطان": الملكية والتغلب، وتفسيره هنا بالحجة قلق. ثم قال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: {وكفى بربك} يا محمد حافظا للمؤمنين وقيما على هدايتهم). [المحرر الوجيز: 5/510]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 ذو الحجة 1439هـ/9-09-2018م, 05:09 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 ذو الحجة 1439هـ/9-09-2018م, 05:19 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينًا (61) قال أرأيتك هذا الّذي كرّمت عليّ لئن أخّرتن إلى يوم القيامة لأحتنكنّ ذرّيّته إلا قليلا (62)}
يذكر تعالى عداوة إبليس -لعنه اللّه -لآدم، عليه السّلام، وذرّيّته، وأنّها عداوةٌ قديمةٌ منذ خلق آدم، فإنّه تعالى أمرالملائكة بالسّجود، فسجدوا كلّهم إلّا إبليس استكبر وأبى أن يسجد له؛ افتخارًا عليه واحتقارًا له {قال أأسجد لمن خلقت طينًا} كما قال في الآية الأخرى: {أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طينٍ} [الأعراف: 12].
وقال أيضًا: {أرأيتك}، يقول للرّبّ جراءةً وكفرًا، والرّبّ يحلم وينظر {قال أرأيتك هذا الّذي كرّمت عليّ لئن أخّرتني إلى يوم القيامة لأحتنكنّ ذرّيّته إلا قليلا}
قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ يقول: لأستولينّ على ذرّيّته إلّا قليلًا.
وقال مجاهدٌ: لأحتوينّ. وقال ابن زيدٍ: لأضلّنّهم.
وكلّها متقاربةٌ، والمعنى: أنّه يقول: أرأيتك هذا الّذي شرّفته وعظّمته عليّ، لئن أنظرتني لأضلّنّ ذرّيّته إلّا قليلًا منهم). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 93]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال اذهب فمن تبعك منهم فإنّ جهنّم جزاؤكم جزاءً موفورًا (63) واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشّيطان إلا غرورًا (64) إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ وكفى بربّك وكيلا (65)}.
لـمّا سأل إبليس [عليه اللّعنة] النّظرة قال اللّه له: {اذهب} فقد أنظرتك. كما قال في الآية الأخرى: {قال فإنّك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم} [الحجر: 37، 38] ثمّ أوعده ومن تبعه من ذرّيّة آدم جهنّم، فقال: {فمن تبعك منهم فإنّ جهنّم جزاؤكم} أي: على أعمالكم {جزاءً موفورًا}
قال مجاهدٌ: وافرًا. وقال قتادة: موفّرا عليكم، لا ينقص لكم منه). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 93]

تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} قيل: هو الغناء. قال مجاهدٌ: باللّهو والغناء، أي: استخفّهم بذلك.
وقال ابن عبّاسٍ في قوله: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} قال: كلّ داعٍ دعا إلى معصية اللّه، عزّ وجلّ، وقال قتادة، واختاره ابن جرير.
وقوله: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} يقول: واحمل عليهم بجنودك خيّالتهم ورجلتهم ؛ فإنّ "الرّجل" جمع "راجلٍ"، كما أنّ "الرّكب" جمع "راكبٍ" و"صحبٌ" جمع "صاحبٍ".
ومعناه: تسلّط عليهم بكلّ ما تقدرعليه. وهذا أمرٌ قدريٌّ، كما قال تعالى: {ألم تر أنّا أرسلنا الشّياطين على الكافرين تؤزّهم أزًّا} [مريم: 83] أي: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجًا، وتسوقهم إليها سوقًا. وقال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ في قوله: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} قال: كلّ راكبٍ وماشٍ في معصية اللّه.
وقال قتادة: إنّ له خيلًا ورجالًا من الجنّ والإنس، وهم الّذين يطيعونه.
وتقول العرب: "أجلب فلانٌ على فلانٍ": إذا صاح عليه. ومنه: "نهى في المسابقة عن الجلب والجنب" ومنه اشتقاق "الجلبة"، وهي ارتفاع الأصوات.
وقوله: {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ: هو ما أمرهم به من إنفاق الأموال في معاصي اللّه.
وقال عطاءٌ: هو الرّبا. وقال الحسن: [هو] جمعها من خبيثٍ، وإنفاقها في حرامٍ. وكذا قال قتادة.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما: أمّا مشاركته إيّاهم في أموالهم، فهو ما حرّموه من أنعامهم، يعني: من البحائر والسّوائب ونحوها. وكذا قال الضّحّاك وقتادة.
[ثمّ] قال ابن جريرٍ: والأولى أن يقال: إنّ الآية تعمّ ذلك كلّه.
وقوله: {والأولاد} قال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، والضّحّاك: يعني أولاد الزّنا.
وقال علي ابن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: هو ما كانوا قتلوه من أولادهم سفهًا بغير علمٍ.
وقال قتادة، عن الحسن البصريّ: قد واللّه شاركهم في الأموال والأولاد مجّسوا وهوّدوا ونصّروا وصبغوا غير صبغة الإسلام، وجزّؤوا من أموالهم جزءًا للشّيطان وكذا قال قتادة سواءً.
وقال أبو صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ: هو تسميتهم أولادهم "عبد الحارث" و"عبد شمسٍ" و"عبد فلانٍ".
قال ابن جريرٍ: وأولى الأقوال بالصّواب أن يقال: كلّ مولودٍ ولدته أنثى، عصى اللّه فيه، بتسميته ما يكرهه اللّه، أو بإدخاله في غير الدّين الّذي ارتضاه اللّه، أو بالزّنا بأمّه، أو بقتله ووأده، وغير ذلك من الأمور الّتي يعصي اللّه بفعله به أو فيه، فقد دخل في مشاركة إبليس فيه من ولد ذلك الولد له أو منه؛ لأنّ اللّه لم يخصّص بقوله: {وشاركهم في الأموال والأولاد} معنى الشّركة فيه بمعنًى دون معنًى، فكلّ ما عصي اللّه فيه -أو به، وأطيع فيه الشيطان -أو به، فهو مشاركة.
وهذا الّذي قاله متّجه، وكلٌّ من السّلف، رحمهم اللّه، فسّر بعض المشاركة، فقد ثبت في صحيح مسلمٍ، عن عياض بن حمارٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه عزّ وجلّ: إنّي خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشّياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرّمت عليهم ما أحللت لهم".
وفي الصّحيحين أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: "لو أنّ أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم اللّه، اللّهمّ جنّبنا الشّيطان وجنّب الشّيطان ما رزقتنا، فإنّه إن يقدّر بينهما ولدٌ في ذلك، لم يضرّه الشّيطان أبدًا".
وقوله: {وعدهم وما يعدهم الشّيطان إلا غرورًا} كمّا أخبر تعالى عن إبليس أنّه يقول إذا حصحص الحقّ يوم يقضى بالحقّ: {إنّ اللّه وعدكم وعد الحقّ ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطانٍ إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ} الآية [إبراهيم: 22]). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 93-95]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ}: إخبارٌ بتأييده تعالى عباده المؤمنين، وحفظه إيّاهم، وحراسته لهم من الشّيطان الرّجيم؛ ولهذا قال: {وكفى بربّك وكيلا} أي: حافظًا ومؤيّدًا وناصرًا.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا قتيبة، حدّثنا ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ المؤمن لينضي شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السّفر".
ينضي، أي: يأخذ بناصيته ويقهره). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 95]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة