العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء الذاريات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 04:48 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة القمر [ من الآية (33) إلى الآية (40) ]

{كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ (35) وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (40)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:16 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كذّبت قوم لوطٍ بالنّذر} يقول تعالى ذكره: كذّبت قوم لوطٍ بآيات اللّه الّتي أنذرهم وذكّرهم بها). [جامع البيان: 22/148]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّا أرسلنا عليهم حاصبًا} يقول تعالى ذكره: إنّا أرسلنا عليهم حجارةً.
وقوله: {إلاّ آل لوطٍ نجّيناهم بسحرٍ} يقول: غير آل لوطٍ الّذين صدّقوه واتّبعوه على دينه فإنّا نجّيناهم من العذاب الّذي عذّبنا به قومه الّذين كذّبوه.
والحاصب الّذي حصبناهم به بسحرٍ). [جامع البيان: 22/148]

تفسير قوله تعالى: (نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (بنعمةٍ من عندنا: يقول: نعمةٌ أنعمناها على لوطٍ وآله، وكرامةٌ أكرمناهم بها من عندنا.
وقوله: {كذلك نجزي من شكر} يقول: وكما أثبنا لوطًا وآله، وأنعمنا عليه، فأنجيناهم من عذابنا بطاعتهم إيّانا كذلك نثيب من شكرنا على نعمتنا عليه، فأطاعنا وانتهى إلى أمرنا ونهينا من جميع خلقنا.
وأجرى قوله بسحرٍ، لأنّه نكرةٌ، وإذا قالوا: فعلت هذا سحر بغير باءٍ لم يجروه). [جامع البيان: 22/148]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فتماروا بالنذر قال لم يصدقوه). [تفسير عبد الرزاق: 2/259]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنّذر (36) ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: ولقد أنذر لوطٌ قومه بطشتنا الّتي بطشناها قبل ذلك {فتماروا بالنّذر} يقول: فكذّبوا بإنذاره ما أنذرهم من ذلك شكًّا منهم فيه.
وقوله: {فتماروا} تفاعلوا من المرية.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فتماروا بالنّذر} لم يصدّقوه). [جامع البيان: 22/149]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {كذبت قوم لوط} الآيات
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {فتماروا بالنذر} قال: لم يصدقوا بها). [الدر المنثور: 14/84-85] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] لمّا جاء الرّسل إلى لوطٍ تبعهم أهل قريته وكان لهم جمال فلم يقولوا لهم شيئا فلمّا دخلوا على لوطٍ ورأوا موجدة لوطٍ عليهم وما قد دخله من خشيتهم قالوا: {إنّا رسل ربّك لن يصلوا إليك} فلمّا دنوا أخذوا التّراب فرموهم به ففقئوا أعينهم فذلك قوله: {فطمسنا أعينهم} فرجعوا إلى أصحابهم وهم يقولون: سحر سحرونا فقال لوطٌ للرّسل الآن، الآن يعني هلاكهم فقالوا: {إنّ موعدهم الصّبح} فقال ابن عباس ثلاثة أحرفٍ في القرآن لا يحفظون ألا ترى أنّه قول اللّه: {أليس الصبح بقريب} والحرفان الآخران ثمّ أتبعهم {إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذله} قال الله: {وكذلك يفعلون} وقولٌ ليوسف: {ليعلم أنّي لم أخنه بالغيب وأنّ اللّه لا يهدي كيد الخائنين} فقال له ملكٌ من الملائكة ولا حين هممت قال: {وما أبرئ نفسي} فرجع فرفع جبريل عليه السّلام القرية بجناحه فدحدها وما فيها حتّى أسمع أهل السّماء الدّنيا أصواتهم ثمّ قلبها ثمّ تتبّع من شذّ منهم بالحجارة [الآية: 81]). [تفسير الثوري: 131-132] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولقد راودوه عن ضيفه} يقول جلّ ثناؤه: ولقد راود لوطًا قومه عن ضيفه الّذين نزلوا به حين أراد اللّه إهلاكهم {فطمسنا أعينهم} يقول: فطمسنا على أعينهم حتّى صيّرناها كسائر الوجه لا ترى لها شقًا شقّ، فلم يبصروا ضيفه والعرب تقول: قد طمست الرّيح الأعلام: إذا دفنتها بما تسفي عليها من التّراب، كما قال كعب بن زهيرٍ:
من كلّ نضّاخة الذّفرى إذا عرقت عرضتها طامس الأعلام مجهول.
يعني بقوله: طامس الأعلام مندفن الأعلام.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولقد راودوه عن ضيفه، فطمسنا أعينهم} قال: عمّى اللّه عليهم الملائكة حين دخلوا على لوطٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولقد راودوه عن ضيفه، فطمسنا أعينهم} وذكر لنا أنّ جبريل عليه السّلام استأذن ربّه في عقوبتهم ليلة أتوا لوطًا، وأنّهم عالجوا الباب ليدخلوا عليه، فصفقهم بجناحه، وتركهم عميًا يتردّدون.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه: {ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم}. قال: هؤلاء قوم لوطٍ حين راودوه عن ضيفه، طمس اللّه أعينهم، فكان ينهاهم عن عملهم الخبيث الّذي كانوا يعملون، فقالوا: إنّا لا نترك عملنا فإيّاك أن تنزل أحدًا أو تضيّفه، أو تدعه ينزل عليك، فإنّا لا ندعه بتّةً، ولا نترك عملنا. قال: فلمّا جاءه المرسلون خرجت امرأته الشّقيّة من الشّقّ، فأتتهم فدعتهم، وقالت لهم: تعالوا فإنّه قد جاء قومٌ لم أر قطّ أحسن وجوهًا منهم، ولا أحسن ثيابًا، ولا أطيب أرواحًا منهم قال: فجاءوه يهرعون إليه، فقال: إنّ هؤلاء ضيفي، فاتّقوا اللّه ولا تخزوني في ضيفي، قالوا: أولم ننهك عن العالمين؟ أليس قد تقدّمنا إليك وأعذرنا فيما بيننا بينك؟ قال: هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم. فقال له جبريل عليه السّلام: ما يهولك من هؤلاء؟ قال: أما ترى ما يريدون؟ فقال: إنّا رسل ربّك لن يصلوا إليك، لا تخف ولا تحزن إنّا منجّوك وأهلك إلاّ امرأتك، لتصنعنّ هذا الأمر سرًّا، وليكوننّ فيه بلاءٌ؛ قال: فنشر جبريل عليه السّلام جناحًا من أجنحته، فاختلس به أبصارهم، فطمس أعينهم، فجعلوا يجول بعضهم في بعضٍ، فذلك قول اللّه: {فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر}.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ولقد راودوه عن ضيفه} جاءت الملائكة في صور الرّجال، وكذلك كانت تجيء، فرآهم قوم لوطٍ حين دخلوا القرية وقيل لهم: نزلوا بلوطٍ، فأقبلوا إليهم يريدونهم، فتلقّاهم لوطٌ يناشدهم اللّه أن لا يخزوه في ضيفه، فأبوا عليه وجاءوا إليه ليدخلوا عليهم، فقالت الرّسل للوطٍ خلّ بينهم وبين الدّخول، فإنّا رسل ربّك، لن يصلوا إليك، فدخلوا البيت، وطمس اللّه على أبصارهم، فلم يروهم؛ وقالوا: قد رأيناهم حين دخلوا البيت، فأين ذهبوا؟ فلم يروهم ورجعوا.
وقوله: {فذوقوا عذابي ونذر} يقول تعالى ذكره: فذوقوا معشر قوم لوطٍ من سدوم، عذابي الّذي حلّ بكم، وإنذاري الّذي أنذرت به غيركم من الأمم من النّكال والمثلات). [جامع البيان: 22/149-152]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {كذبت قوم لوط} الآيات
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {فتماروا بالنذر} قال: لم يصدقوا بها وفي قوله {فطمسنا أعينهم} قال: ذكر لنا أن جبريل استأذن ربه في عقوبتهم ليلة أتوا لوطا وأنهم عاجلوا الباب ليدخلوا عليهم فصعقهم بجناحه فتركهم عميانا يترددون). [الدر المنثور: 14/84-85] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({مستقرٌّ} [القمر: 38] : " عذابٌ حقٌّ). [صحيح البخاري: 6/142]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مستقرٌّ عذاب حقٌّ هو قول الفرّاء وعند بن أبي حاتمٍ بمعناه عن السّدّيّ وعند عبد بن حميدٍ عن قتادة في قوله عذابٌ مستقر استقرّ بهم إلى نار جهنّم ولابن أبي حاتمٍ من طريق مجاهدٍ قال وكلّ أمرٍ مستقر قال يوم القيامة ومن طريق بن جريجٍ قال مستقرٌّ بأهله). [فتح الباري: 8/616]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مستقرٌّ عذابٌ حقٌّ
أشار به إلى قوله تعالى: {ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر} (القمر: 38) وفسره: بقوله: (عذاب حق) ، وهكذا قاله الفراء وروى عبد بن حميد عن قتادة واستقر بهم أي: العذاب إلى نار جهنّم. قوله: (ولقد صبحهم) أي: العذاب (بكرة) أي: وقت الصّبح، وفي التّفسير: (عذاب مستقر) أي: دائم عام استقر بهم حتّى يقضي بهم إلى عذاب الآخرة). [عمدة القاري: 19/206]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مستقر}) قال الفراء (عذاب حق) وقال غيره: يستقر بهم حتى يسلمهم إلى النار). [إرشاد الساري: 7/364]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مستقرٌّ (38) فذوقوا عذابي ونذر} [القمر: 39] إلى {فهل من مدّكرٍ} [القمر: 15]). [صحيح البخاري: 6/143]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مستقرٌّ (38) فذوقوا عذابي ونذر} (القمر: 38، 39)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {ولقد صبحهم} الآية هذا في قضيّة قوم لوط صلى الله عليه وسلم. قوله: (صبحهم) ، أي: جاءهم العذاب وقت الصّبح بكرة أول النّهار. قوله: (عذاب مستقر) ، أي: دائم عام استقر فيهم حتّى يفضي بهم إلى عذاب الآخرة). [عمدة القاري: 19/209]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مستقرٌّ (38) فذوقوا عذابي ونذر}
هذا (باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({ولقد صبحهم بكرة}) بالصرف لأنه نكرة ولو قصد به وقت بعينه امتنع للتأنيث والتعريف ({عذاب مستقر}) دائم متصل بعذاب الآخرة ({فذوقوا عذابي ونذر}) [القمر: 38، 39] يريد العذاب الذي نزل بهم من طمس الأعين غير العذاب الذي أهلكوا به فلذلك حسن التكرير زاد أبو ذر إلى قوله: {فهل من مدكر}). [إرشاد الساري: 7/366]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مستقرٌّ (38) فذوقوا عذابي ونذر (39) ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكرٍ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: ولقد صبّح قوم لوطٍ بكرةً، ذكر أنّ ذلك كان عند طلوع الفجر.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان: {بكرةً} قال: عند طلوع الفجر.
وقوله: {عذابٌ} وذلك قلب الأرض بهم، وتصيير أعلاها أسفلها بهم، ثمّ إتباعهم بحجارةٍ من سجّيلٍ منضودٍ.
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ} قال: حجارةٌ رموا بها.
وقوله: {مستقرٌّ} يقول: استقرّ ذلك العذاب فيهم إلى يوم القيامة حتّى يوافوا عذاب اللّه الأليم الأكبر في جهنّم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مستقرٌّ} يقول: صبّحهم عذابٌ مستقرٌّ، استقرّ بهم إلى نار جهنّم.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولقد صبّحهم بكرةً} الآية قال: ثمّ صبّحهم بعد هذا، يعني بعد أن طمس اللّه أعينهم، فهم من ذلك العذاب إلى يوم القيامة قال: وكلّ قومه كانوا كذلك، ألا تسمع قوله حين يقول: {أليس منكم رجلٌ رشيدٌ}.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {مستقرٌّ} استقرّ). [جامع البيان: 22/152-153]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {كذبت قوم لوط} الآيات
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {فتماروا بالنذر} قال: لم يصدقوا بها وفي قوله {فطمسنا أعينهم} قال: ذكر لنا أن جبريل استأذن ربه في عقوبتهم ليلة أتوا لوطا وأنهم عاجلوا الباب ليدخلوا عليهم فصعقهم بجناحه فتركهم عميانا يترددون وفي قوله {ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر} قال: استقر بهم في نار جهنم). [الدر المنثور: 14/84-85] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن رضي الله عنه في قوله {ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر} قال: عذاب في الدنيا استقر بهم في الآخرة). [الدر المنثور: 14/85]

تفسير قوله تعالى: (فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {فذوقوا عذابي ونذر} يقول تعالى ذكره لهم: فذوقوا معشر قوم لوطٍ عذابي الّذي أحللته بكم، بكفركم باللّه وتكذيبكم رسوله، وإنذاري بكم الأمم سواكم بما أنزلته بكم من العقاب). [جامع البيان: 22/153]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مستقرٌّ (38) فذوقوا عذابي ونذر}
.....
({فذوقوا عذابي ونذر}) [القمر: 38، 39] يريد العذاب الذي نزل بهم من طمس الأعين غير العذاب الذي أهلكوا به فلذلك حسن التكرير زاد أبو ذر إلى قوله: {فهل من مدكر}). [إرشاد الساري: 7/366] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر} يقول تعالى ذكره: ولقد سهّلنا القرآن للذّكر لمن أراد التّذكّر به فهل من متّعظٍ ومعتبرٍ به فينزجر به عمّا نهاه اللّه عنه إلى ما أمره به وأذن له فيه). [جامع البيان: 22/153]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:18 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {نّجّيناهم بسحرٍ...}.
سحر ههنا يجري؛ لأنه نكرة، كقولك: نجيناهم بليلٍ، فإذا ألقت منه العرب الباء لم يجروه، فقالوا: فعلت هذا سحر يا هذا، وكأنهم في تركهم إجراءه أنّ كلامهم كان فيه بالألف واللام، فجرى على ذلك، فلما حذفت الألف واللام، وفيه نيتهما لم يصرف.
كلام العرب أن يقولوا: ما زال عندنا مذ السحر، لا يكادون يقولون غيره). [معاني القرآن: 3/109]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أرّسلنا عليهم حاصباً} حجارة والحاصب أيضاً يكون من الجليد قال الفرزدق:
مستقبلين شمال الشام تضربنا = بحاصب كنديفٍ القطن منثور
على عمائمنا يلقى وأرحلنا = على زواحف تزجى مخّهارير). [مجاز القرآن: 2/241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {إلّا آل لوط نجّيناهم بسحر}
(سحر) إذا كان نكرة يراد به سحرا من الأسحار انصرف، تقول: أتيت زيدا سحرا من الأسحار، فإذا أردت سحر يومك قلت أتيته لسحر يا هذا وأتيته سحر يا هذا). [معاني القرآن: 5/90]

تفسير قوله تعالى: {نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر}
منصوب مفعول له، المعنى: نجيناهم للإنعام عليهم.
ولو قرئت " نعمة من عندنا " كان وجها، ويكون المعنى تلك نعمة من عندنا، وإنجاؤنا إياهم نعمة من عندنا.
قال أبو إسحاق: ولكني لا أعلم أحدا قرأ بها، فلا تقرأنّ بها إلّا أن تثبت رواية صحيحة.
قال مشايخنا من أهل العلم: القراءة سنّة متّبعة، ولا يرون أن يقرأ أحد بما يجوز في العربية إذا لم تثبت رواية صحيحة). [معاني القرآن: 5/90-91]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فتماروا بالنّذر...}. كذّبوا بما قال لهم). [معاني القرآن: 3/109]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فتماروا بالنّذر} أي شكوا في الإنذار). [تفسير غريب القرآن: 434]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فتَمَارَوْا} أي شكوا في الإنذار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 251]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فطمسنا أعينهم} لا يرى شق العين والريح تطمس الأعلام). [مجاز القرآن: 2/241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر}
راود قوم لوط لوطا عن ضيفه، وهم الملائكة، فأمر اللّه - عزّ وجلّ جبريل فسفق أعينهم بجناحيه سفقة، فأذهبها وطمسها، فبقوا في البيت عميا حيارى). [معاني القرآن: 5/91]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مّستقرٌّ...}:
العرب تجري: غدوة، وبكرة، ولا تجريمها، وأكثر الكلام في غدوة ترك الإجراء وأكثره في بكرة أن تجري.
قال: سمعت بعضهم يقول: أتيته بكرة باكرا، فمن لم يجرها جعلها معرفة؛ لأنها اسم تكون أبداً في وقت واحد بمنزلة أمس وغدٍ، وأكثر ما تجري العرب غدوة إذا قرنت بعشية، فيقولون: إني لآتيك غدوةً وعشيةً، وبعضهم غدوةً وعشية، ومنهم من لا يجري عشية لكثرة ما صحبت غدوة.
وقوله: {عذابٌ مّستقرٌّ...} يقول: عذابٌ حق). [معاني القرآن: 3/109]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد صبّحهم بكرة عذاب مستقرّ}
بكرة وغدوة إذا كانتا نكرتين نونتا وصرفتا، وإذا أردت بهما بكرة يومك وغداة يومك لم تصرفهما، فـ (بكرة) ههنا نكرة، ولو كانت قرئت بكرة عذاب مستقر، وقرئت " نجيناهم بسحر نعمة من عندنا " كانتا جائزتين في العربية.
يكون المعنى بكرة يومهم، وسحر يومهم، ولكن النكرة والصرف أجود في هذه الآية، ولم تثبت رواية في أنه كان في يوم كذا من شهر كذا). [معاني القرآن: 5/91]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:21 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما سحر فإنه معدول - إذا أردت به يومك - عن الألف واللام؛ فإن أردت سحراً من الأسحار صرفته لأنه غير معدول. ألا ترى أنك تقول: جاءني زيد ليلةً سحراً. وقمت مرةً سحراً، وكل سحرٍ طيب، فهذا منصرف فتقول إذا أردت تعريفه: هذا السحر خيرٌ لك من أول الليل، وجئتك في أعلى السحر وعلى هذا قوله عز وجل: {إلا آل لوطٍ نجيناهم بسحرٍ} ). [المقتضب: 3/378]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما سحر فمعدول لا ينصرف، وإنما عدل عن الألف واللام كأخر. وهذا يفسر فيما ينصرف وما لا ينصرف. وكذلك إن صغرته فقلت: سير به سحيراً صرفته؛ لأن فعيلاً لا يكون معدولاً. ولكن ترفعه بما ذكرت من قلة تمكنه. فإن نكرته انصرف، وجرى على الوجوه؛ لأنه في بابه، فقلت: سير عليه سحرا، أي سحر من الأسحار، ويجوز نصبه على الظرف، قال الله عز وجل: {إلا آل لوط نجيناهم بسحر} فهذا جملة هذا الباب). [المقتضب: 4/356]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 01:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 01:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 02:03 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقد تقدم قصص قوم لوط عليه السلام و"الحاصب": السحاب الرامي بالبرد وغيره، فشبه تلك الحجارة التي رمى بها قوم لوط به في الكثرة والتوالي، وهو مأخوذ من الحصباء، كأن السحاب يحصب مقصده، ومنه قول الفرزدق:
مستقبلين شمال الشام تحصبهم ... بحاصب كنديف القطن منثور
وقال ابن المسيب: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأهل المدينة: حصبوا المسجد، و"آل لوط": ابنتاه فيما روي، و"سحر" مصروف لأنه نكرة لم يرد به يوم معين).[المحرر الوجيز: 8/ 151]

تفسير قوله تعالى: {نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "نعمة" نصب على المصدر، أي: فعلنا ذلك إنعاما على القوم الذين نجيناهم، وهذا هو جزاؤنا لمن شكر نعمنا وآمن وأطاع).[المحرر الوجيز: 8/ 151]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر * ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر * ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر * فذوقوا عذابي ونذر * ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر * ولقد جاء آل فرعون النذر * كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر * أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر * أم يقولون نحن جميع منتصر}
المعنى: ولقد أنذر لوط قومه أخذنا إياهم وبطشنا بهم، أي: عذابنا لهم، و"تماروا" معناه: تشككوا وأهدى بعضهم الشك إلى بعض بتعاطيهم الشبه والضلال، و"النذر" جمع نذير وهو المصدر، ويحتمل أن يراد بالنذر هنا وفي قوله تعالى: {كذبت قوم لوط بالنذر} جمع نذير الذي هو اسم الفاعل).[المحرر الوجيز: 8/ 151-152]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الضيف" يقع للواحد والجميع، وقد تقدم ذكر أضيافه وقصصهم مستوعبا.
وقوله تعالى: "فطمسنا أعينهم" قال قتادة: هي حقيقة، جر جبريل عليه السلام شيئا من جناحه على أعينهم فاستوت مع وجوههم، قال أبو عبيدة: مطموسة بجلد كالوجه، وقال ابن عباس، والضحاك: هي استعارة، وإنما حجب إدراكهم فدخلوا المنزل فلم يروا شيئا، فجعل ذلك كالطمس.
وقوله تعالى: "بكرة" قيل: كان ذلك عند طلوع الشمس، وأدغم ابن محيصن الدال في الصاد من قوله سبحانه: "ولقد صبحهم"، والجمهور على غير الإظهار، و"بكرة" نكرة هاهنا فلذلك صرفت.
وقوله تعالى: "فذوقوا عذابي" يحتمل أن يكون من قول الله تعالى لهم، ويحتمل أن يكون من قول الملائكة، و"نذر" جمع المصدر، أي: وعاقبة نذري التي كذبتم بها،
وقال تعالى: "مستقر" في صفة العذاب لأنه لم يكشف عنهم كاشف بل اتصل ذلك بموتهم، وهم مدة موتهم تحت الأرض معذبون بانتظار جهنم ثم يتصل ذلك بعذاب النار فهو أمر متصل مستقر،
وكرر قوله تعالى: (فذوقوا عذابي ونذر) تأكيدا وتوبيخا، وروى ورش عن نافع: "ونذري" بياء). [المحرر الوجيز: 8/ 152]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40) }

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 02:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 02:37 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({{كذّبت قوم لوطٍ بالنّذر (33) إنّا أرسلنا عليهم حاصبًا إلا آل لوطٍ نجّيناهم بسحرٍ (34) نعمةً من عندنا كذلك نجزي من شكر (35) ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنّذر (36) ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر (37) ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مستقرٌّ (38) فذوقوا عذابي ونذر (39) ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكرٍ (40)}.
يقول تعالى مخبرًا عن قوم لوطٍ كيف كذّبوا رسولهم وخالفوه، وارتكبوا المكروه من إتيان الذّكور، وهي الفاحشة الّتي لم يسبقهم بها أحدٌ من العالمين؛ ولهذا أهلكهم اللّه هلاكًا لم يهلكه أمّةً من الأمم، فإنّه تعالى أمر جبريل، عليه السّلام، فحمل مدائنهم حتّى وصل بها إلى عنان السّماء، ثمّ قلبها عليهم وأرسلها، وأتبعت بحجارةٍ من سجّيلٍ منضودٍ؛ ولهذا قال هاهنا: {إنّا أرسلنا عليهم حاصبًا} وهي: الحجارة، {إلا آل لوطٍ نجّيناهم بسحرٍ} أي: خرجوا من آخر اللّيل فنجوا ممّا أصاب قومهم، ولم يؤمن بلوطٍ من قومه أحدٌ ولا رجلٌ واحدٌ حتّى ولا امرأته، أصابها ما أصاب قومها، وخرج نبيّ اللّه لوطٌ وبناتٌ له من بين أظهرهم سالـمًا لم يمسسه سوءٌ؛ ولهذا قال تعالى: {كذلك نجزي من شكر}). [تفسير ابن كثير: 7/ 480]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد أنذرهم بطشتنا} أي: ولقد كان قبل حلول العذاب بهم قد أنذرهم بأس اللّه وعذابه، فما التفتوا إلى ذلك، ولا أصغوا إليه، بل شكّوا فيه وتماروا به). [تفسير ابن كثير: 7/ 480]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد راودوه عن ضيفه} وذلك ليلة ورد عليه الملائكة: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل في صورة شبابٍ مرد حسان محنةً من اللّه بهم، فأضافهم لوطٌ [عليه السّلام] وبعثت امرأته العجوز السوء إلى قومها، فأعلمتهم بأضياف لوطٍ، فأقبلوا يهرعون إليه من كلّ مكانٍ، فأغلق لوطٌ دونهم الباب، فجعلوا يحاولون كسر الباب، وذلك عشيّةً، ولوطٌ، عليه السّلام، يدافعهم ويمانعهم دون أضيافه، ويقول لهم: {هؤلاء بناتي} يعني: نساءهم، {إن كنتم فاعلين} [الحجر:71] {قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حقٍّ} أي: ليس لنا فيهنّ أربٌ، {وإنّك لتعلم ما نريد} [هودٍ:79] فلمّا اشتدّ الحال وأبوا إلّا الدّخول، خرج عليهم جبريل، عليه السّلام، فضرب أعينهم بطرف جناحه، فانطمست أعينهم. يقال: إنّها غارت من وجوههم.
وقيل: إنّه لم تبق لهم عيونٌ بالكلّيّة، فرجعوا على أدبارهم يتحسّسون بالحيطان، ويتوعّدون لوطًا، عليه السّلام، إلى الصّباح). [تفسير ابن كثير: 7/ 480-481]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(قال اللّه تعالى: {ولقد صبّحهم بكرةً عذابٌ مستقرٌّ} أي: لا محيد لهم عنه، ولا انفكاك لهم منه، {فذوقوا عذابي ونذر. ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكرٍ}). [تفسير ابن كثير: 7/ 481]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة