العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأنعام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 ربيع الثاني 1434هـ/26-02-2013م, 12:37 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير سورة الأنعام [ من الآية (14) إلى الآية (18) ]

{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 ربيع الثاني 1434هـ/2-03-2013م, 11:54 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف


تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أغير اللّه أتّخذ وليًّا فاطر السّموات والأرض وهو يطعم ولا يطعم}.
يقول تعالى ذكره: لنبيّه محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين العادلين بربّهم الأوثان والأصنام، والمنكرين عليك إخلاص التّوحيد لربّك، الدّاعين إلى عبادة الآلهة والأوثان: أشياء غير اللّه تعالى أتّخذ وليًّا وأستنصره وأستعينه على النّوائب والحوادث؟.
- كما حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {قل أغير اللّه أتّخذ وليًّا} قال: أمّا الوليّ: فالّذي يتولّونه ويقرّون له بالرّبوبيّة.
{فاطر السّموات والأرض} يقول: أشيئًا غير اللّه فاطر السّموات والأرض أتّخذ وليًّا؟ فـ{فاطر السّموات والأرض} من نعت {اللّه} وصفته، ولذلك خفض.
ويعني بقوله: {فاطر السّموات والأرض} مبتدعهما ومبتدئهما وخالقهما.
- كالّذي حدّثنا به ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ القطّان، عن سفيان، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن مجاهدٍ، قال: سمعت ابن عبّاسٍ، يقول: «كنت لا أدري ما فاطر السّموات والأرض، حتّى أتاني أعرابيّان يختصمان في بئرٍ، فقال أحدهما لصاحبه: أنا فطرتها، يقول: أنا ابتدأتها».
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {فاطر السّموات والأرض} قال: خالق السّموات والأرض.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {فاطر السّموات والأرض} قال: خالق السّموات والأرض.
يقال من ذلك: فطرها اللّه يفطرها ويفطرها فطرًا وفطورًا، ومنه قوله: {هل ترى من فطورٍ} يعني: شقوقًا وصدوعًا، يقال: سيفٌ فطارٌ: إذا كثر فيه التّشقّق، وهو عيبٌ فيه، ومنه قول عنترة:
وسيفي كالعقيقة فهو كمعي ....... سلاحي لا أفلّ ولا فطارا
ومنه يقال: فطر ناب الجمل: إذا تشقّق اللّحم فخرج، ومنه قوله: {تكاد السّموات يتفطّرن من فوقهنّ} أي: يتشقّقن ويتصدّعن.
وأمّا قوله: {وهو يطعم ولا يطعم} فإنّه يعني: وهو يرزق خلقه ولا يرزق.
- كما حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وهو يطعم ولا يطعم} قال: يرزق، ولا يرزق.
وقد ذكر عن بعضهم أنّه كان يقول ذلك: {وهو يطعم ولا يطعم} أي: أنّه يطعم خلقه، ولا يأكل هو. ولا معنى لذلك لقلّة القراءة به.

القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّي أمرت أن أكون أوّل من أسلم ولا تكوننّ من المشركين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: {قل} يا محمّد للّذين يدعونك إلى اتّخاذ الآلهة أولياء من دون اللّه ويحثّونك على عبادتها: أغير اللّه فاطر السّموات والأرض، وهو يرزقني وغيري، ولا يرزقه أحدٌ، أتّخذ وليًّا هو له عبدٌ مملوكٌ وخلقٌ مخلوقٌ؟ وقل لهم أيضًا: إنّي أمرني ربّي {أن أكون أوّل من أسلم}، يقول: أوّل من خضع له بالعبوديّة وتذلّل لأمره ونهيه وانقاد له من أهل دهري وزماني. {ولا تكوننّ من المشركين} يقول: وقل: وقيل لي لا تكوننّ من المشركين باللّه الّذين يجعلون الآلهة والأنداد شركاء وجعل قوله: {أمرت} بدلاً من (قيل لي)، لأنّ قوله: {أمرت} معناه: قيل لي، فكأنّه قيل: قل إنّي قيل لي: كن أوّل من أسلم، {ولا تكوننّ من المشركين}، فاجتزئ بذكر الأمر من ذكر القول، إذ كان الأمر معلومًا أنّه قولٌ). [جامع البيان: 9/ 175-177]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({قل أغير اللّه أتّخذ وليًّا فاطر السّماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إنّي أمرت أن أكون أوّل من أسلم ولا تكوننّ من المشركين (14)}
قوله: {قل أغير اللّه أتّخذ وليًّا}
- وبه عن السّدّيّ قوله: {قل أغير اللّه أتّخذ وليًّا} أمّا الوليّ: فالّذي يتولاه، ويقرّ له بالرّبوبيّة.
قوله: {فاطر السماوات والأرض}
- حدّثنا محمّد بن عمّار بن الحارث، ثنا عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا عمرو بن أبي قيسٍ، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عباس قال:{فاطر السماوات والأرض} قال: بديع السّموات والأرض.
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمرٌ، عن قتادة في قوله: {فاطر السّماوات والأرض} قال: خالق السّموات والأرض.
قوله تعالى: {وهو يطعم}
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: وهو يطعم قال: فيرزق.
قوله عزّ وجلّ: {ولا يطعم}.
- وبه عن السّدّيّ قوله: {ولا يطعم} قال: ولا يرزق.
قوله: {قل إنّي أمرت أن أكون أول من أسلم ... الآية}
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قوله: «أوّل من أسلم أوّل المصدّقين»). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1269-1270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {وله ما سكن في الليل والنهار} يقول: ما استقر في الليل والنهار، وفي قوله: {قل أغير الله أتخذ وليا} قال: أما الولي فالذي يتولاه ويقر له بالربوبية.
- وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس: {فاطر السماوات والأرض}، قال: بديع السموات والأرض.
-وأخرج أبو عبيدة في فضائله، وابن جرير، وابن الأنباري في الوقف والابتداء، عن ابن عباس قال: كنت لا أدري ما فاطر السموات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها، يقول: أنا ابتدأتها.
- وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فاطر السماوات والأرض} قال: خالق السموات والأرض.
- وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن السدي في قوله: {وهو يطعم ولا يطعم} قال: يرزق ولا يرزق.
- وأخرج النسائي، وابن السني والحاكم والبيهقي في الشعب، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: دعا رجل من الأنصار النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- فانطلقنا معه فلما طعم النّبيّ صلى الله عليه وسلم وغسل يده قال:« الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم ومن علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا الحمد لله غير مودع ربي ولا مكفأ ولا مكفور ولا مستغنى عنه الحمد لله الذي أطعمنا من الطعام وسقانا من الشراب وكسانا من العرى وهدانا من الضلال وبصرنا من العمى وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا الحمد لله رب العالمين»). [الدر المنثور: 6/ 26-27]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: قل لهؤلاء المشركين العادلين باللّه الّذين يدعونك إلى عبادة أوثانهم: إنّ ربّي نهاني عن عبادة شيءٍ سواه، وإنّي أخاف إن عصيت ربّي، فعبدتها عذاب يومٍ عظيمٍ، يعني عذاب يوم القيامة. ووصفه تعالى بالعظم لعظم هوله وفظاعة شأنه). [جامع البيان: 9/ 177]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({قل إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ (15)}
قوله: {قل إنّي أخاف إن عصيت ربّي}
- وبه عن ابن عبّاسٍ عذاب يقول: نكالٌ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1270]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة في قوله تعالى: {فاطر السموات والأرض}، قال: خالق السماوات والأرض وقال في قوله تعالى: {من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه}: قال: من يصرف عنه العذاب وقال في قوله تعالى: {وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا}: يقول: يسمعونه بآذانهم ولا يعون منه شيئا كمثل البهيمة التي تسمع القول ولا تدري ما يقال لها). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 208-209] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {من يصرف عنه يومئذٍ فقد رحمه وذلك الفوز المبين}.
اختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الحجاز والمدينة والبصرة: {من يصرف عنه يومئذٍ} بضمّ الياء وفتح الرّاء، بمعنى: من يصرف عنه العذاب يومئذٍ. وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: (من يصرف عنه) بفتح الياء وكسر الرّاء، بمعنى: من يصرف اللّه عنه العذاب يومئذٍ.
وأولى القراءتين في ذلك بالصّواب عندي، قراءة من قرأه: (يصرف عنه) بفتح الياء وكسر الرّاء، لدلالة قوله: {فقد رحمه} على صحّة ذلك، وأنّ القراءة فيه بتسمية فاعله. ولو كانت القراءة في قوله: {من يصرف} على وجه ما لم يسمّ فاعله، كان الوجه في قوله: {فقد رحمه} أن يقال: (فقد رحم) غير مسمًّى فاعله، وفي تسمية الفاعل في قوله: {فقد رحمه} دليلٌ بيّنٌ على أنّ ذلك كذلك في قوله: (من يصرف عنه).
وإذا كان ذلك هو الوجه الأولى بالقراءة، فتأويل الكلام: (من يصرف عنه) من خلقه {يومئذٍ} عذابه {فقد رحمه وذلك الفوز المبين}، ويعني بقوله: {ذلك}: صرف اللّه عنه العذاب يوم القيامة، ورحمته إيّاه، {الفوز}: أي النّجاة من الهلكة والظّفر بالطّلبة، {المبين} يعني الّذي بيّنٌ لمن رآه أنّه الظّفر بالحاجة وإدراك الطّلبة.
وبنحو الّذي قلنا في قوله: {من يصرف عنه يومئذٍ} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {من يصرف عنه يومئذٍ فقد رحمه} قال: من يصرف عنه العذاب). [جامع البيان: 9/ 178-179]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({من يصرف عنه يومئذٍ فقد رحمه وذلك الفوز المبين (16)}
قوله: من يصرف عنه يومئذٍ فقد رحمه
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا ابن أبي عمر، ثنا بشر بن السّريّ، ثنا هارون النّحويّ قال: في قراءة أبيٍّ: من يصرفه اللّه.
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمرٌ، عن قتادة في قوله: من يصرف عنه يومئذٍ فقد رحمه قال: من يصرف عنه العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {من يصرف عنه يومئذ} قال: من يصرف عنه العذاب.
- وأخرج ابن أبي حاتم من طريق بشر بن السرى عن هارون النحوي قال: في قراءة أبي (من يصرفه الله) ). [الدر المنثور: 6/ 27]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) }

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإن يمسسك اللّه بضرٍّ فلا كاشف له إلاّ هو وإن يمسسك بخيرٍ فهو على كلّ شيءٍ قديرٌ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: يا محمّد، إن يصبك اللّه بضرٍّ، يقول: بشدّةٍ وشظفٍ في عيشك وضيقٍ فيه، فلن يكشف ذلك عنك إلاّ اللّه الّذي أمرك أن تكون أوّل من أسلم لأمره ونهيه، وأذعن له من أهل زمانك، دون ما يدعوك العادلون به إلى عبادته من الأوثان والأصنام، ودون كلّ شيءٍ سواها من خلقه. {وإن يمسسك بخيرٍ} يقول: وإن يصبك بخيرٍ: أي برخاءٍ في عيشٍ وسعةٍ في الرّزق وكثرةٍ في المال، فتقرّ أنّه أصابك بذلك.
{فهو على كلّ شيءٍ قديرٌ} يقول تعالى ذكره: واللّه الّذي أصابك بذلك فهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، هو القادر على نفعك وضرّك، وهو على كلّ شيءٍ يريده قادرٌ، لا يعجزه شيءٌ يريده ولا يمتنع منه شيءٌ طلبه، ليس كالآلهة الذّليلة المهينة الّتي لا تقدر على اجتلاب نفعٍ على أنفسها ولا غيرها، ولا دفع ضرٍّ عنها ولا غيرها، يقول تعالى ذكره: فكيف تعبد من كان هكذا؟ أم كيف لا تخلص العبادة، وتقرّ لمن كان بيده الضّرّ والنّفع والثّواب والعقاب وله القدرة الكاملة والعزّة الظّاهرة؟). [جامع البيان: 9/ 179-180]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وإن يمسسك اللّه بضرٍّ فلا كاشف له إلّا هو وإن يمسسك بخيرٍ فهو على كلّ شيءٍ قديرٌ (17)}
قوله: وإن يمسسك اللّه بضرٍّ فلا كاشف له إلاّ هو وإن يمسسك بخير..
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنا أبو غسّان، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق: على كلّ شيءٍ قديرٌ أي: لا يقدر على هذا غيرك بسلطانك وقدرتك). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ، عن السدي في قوله: {وإن يمسسك بخير} يقول: بعافية).[الدر المنثور: 6/ 28]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير}.
يعني تعالى ذكره بقوله: و{هو} نفسه، يقول: واللّه القاهر فوق عباده. ويعني بقوله: {القاهر} المذلّل المستعبد خلقه العالي عليهم. وإنّما قال: {فوق عباده}، لأنّه وصف نفسه تعالى بقهره إيّاهم، ومن صفة كلّ قاهرٍ شيئًا أن يكون مستعليًا عليه.
فمعنى الكلام إذن: واللّه الغالب عباده، المذلّ لهم، العالي عليهم بتذليله لهم وخلقه إيّاهم، فهو فوقهم بقهره إيّاهم، وهم دونه.
{وهو الحكيم} يقول: واللّه الحكيم في علوّه على عباده وقهره إيّاهم بقدرته وفي سائر تدبيره، الخبير بمصالح الأشياء ومضارّها، الّذي لا يخفى عليه عواقب الأمور وبواديها، ولا يقع في تدبيره خللٌ، ولا يدخل حكمه دخلٌ). [جامع البيان: 9/ 180]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير (18)}
قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده}
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية في قوله: الحكيم قال: الحكيم في أمره.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنا أبو غسّان، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق: قوله: الحكيم قال: الحكيم في عذره، وحجّته إلى عباده). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1270-1271]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 10:29 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)}

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {قل أغير اللّه أتّخذ وليّاً فاطر السّماوات...}: مخفوض في الإعراب؛ تجعله صفة من صفات الله -تبارك وتعالى- ولو نصبته على المدح كان صوابا، وهو معرفة ولو نويت الفاطر الخالق نصبته على القطع؛ إذ لم يكن فيه ألف ولام. ولو استأنفته فرفعته كان صوابا؛ كما قال: {ربّ السموات والأرض وما بينهما الرحمن}). [معاني القرآن: 1/ 328-329]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فاطر السّموات} أي خالق السموات.
{هل ترى من فطور}: أي من صدوع، ويقال: انفطرت زجاجتك أي انصدعت، ويقال: فطر ناب الجمل: أي انشقّ فخرج). [مجاز القرآن: 1/ 187]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قل أغير اللّه أتّخذ وليّاً فاطر السّماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إنّي أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكوننّ من المشركين}، وقال: {أغير اللّه أتّخذ وليّاً فاطر السّماوات والأرض} على النعت.
وقال بعضهم: {فاطر} بالرفع على الابتداء أي: هو فاطر.
وقال بعضهم: {وهو يطعم ولا يطعم}.
وقال بعضهم: {ولا يطعم} و{يطعم} هو الوجه، لأنك إنّما تقول: {هو يطعم} لمن يطعم فتخبر أنّه لا يأكل شيئا.
وإنّما تقرأ {يطعم} لاجتماع الناس عليها.
وقال: {إنّي أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكوننّ} أي: وقيل لي {لا تكوننّ}.
وصارت {أمرت} بدلاً من ذلك لأنه حين قال: {أمرت} قد أخبر أنّه قد قيل له). [معاني القرآن: 1/ 234-235]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {وهو يطعم ولا يطعم}.
بعض أهل البصرة - في الغالب على قطرب - "ولا يطعم" ). [معاني القرآن لقطرب: 509]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {فاطر السماوات} ففطرها يفطرها فطورًا أي خلقها، و{فطرت الله} فطرها. يفطرها فطرًا وفطرة: خلقها، وفطرت الثوب: شققته؛ و{هل ترى من فطور} مصدر فطرتهن، يريد: شققتهن؛ ويكون جمع الفطر، والفطر: الشق؛ والفطار: المنكسر.
وقال النابغة الجعدي:
ألا إن حبي أم البنين كالصدع في الحجر المنفطر
المنشق.
و{تكاد السماوات ينفطرن} من ذلك، أي ينشققن.
قال: وأخبرنا بعض أهل العلم عن مجاهد: أن رجلين اختصما إلى ابن عباس رحمه الله في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها؛ فقال ابن عباس: ما تعني بـ"فطرتها"؟ فقال: بدأتها؛ فقال ابن عباس رحمه الله: {الذي فطرن} و{فاطر السماوات} أي مبتدئ.
وحدثت: أن فاطرًا في هذا المعنى لغة لحمير خاصة). [معاني القرآن لقطرب: 536]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فاطر السموات}: خالقها). [غريب القرآن وتفسيره: 134]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فاطر السّماوات والأرض} أي: مبتدئهما. ومنه قول النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «كل مولود يولد على الفطرة»
أي :على ابتداء الخلقة. يعني الإقرار باللّه حين أخذ العهد عليهم في أصلاب آبائهم). [تفسير غريب القرآن: 151]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): ({قل أغير اللّه أتّخذ وليّا فاطر السّماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إنّي أمرت أن أكون أوّل من أسلم ولا تكوننّ من المشركين} أي: خالق السّماوات والأرض.
فإن قال قائل فقوله: {إذا السّماء انفطرت} معناه: انشقت فكيف يكون الفطر في معنى الخلق والانفطار في معنى الانشقاق؛ فإنهما يرجعان إلى شيء واحد، لأن معنى فطرهما خلقهما خلقا قاطعا، - والانفطار والفطور تقطع وتشقق.
وقوله: {وهو يطعم ولا يطعم}.
ويقرأ (ولا يَطْعَمُ)، والاختيار عند البصراء بالعربية، وهو يطعم ولا يطعم بفتح الياء في الثاني.
قالوا معناه: وهو يرزق ويطعم ولا يأكل لأنه الحي الذي ليس كمثله شيء،
ومن قرأ (ولا يُطْعَمُ) فالمعنى أنه المولى الذي يرزق ولا يرزق، كما أن بعض العبيد يرزق مولاه.
والاختيار في {فاطر} الجر لأنّه من صفة الله جلّ وعزّ، والرفع والنصب جائزان على المدح لله جلّ وعزّ والثّناء عليه.
فمن رفع فعلى إضمار هو المعنى هو فاطر السّماوات والأرض، وهو يطعم ولا يطعم، ومن نصب فعلى معنى اذكر، وأعني بهذا الاحتجاج عليهم، لأن من فطر السّماوات والأرض وأنشأ ما فيهما وأحكم - تدبيرهما وأطعم من فيهما فهو الذي ليس كمثله شيء). [معاني القرآن: 2/ 232-233]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وهو يطعم ولا يطعم}: كما تقول هو يرزق ولا يرزق ويعول ولا يعال وروي عن الأعمش أنه قرأ {وهو يطعم ولا يطعم} وهي قراءة حسنة أي: ولا يأكل). [معاني القرآن: 2/ 405]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({فاطر السماوات}: خالق). [ياقوتة الصراط: 218]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَاطِرِ}: خالق). [العمدة في غريب القرآن: 125]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
تفسير قوله تعالى: {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن البصري {من يصرف عنه يومئذ}.
أهل المدينة وأبو عمرو {من يصرف عنه} ). [معاني القرآن لقطرب: 509]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين}: أي من يصرف اللّه عنه العذاب يومئذ - يعني يوم القيامة الذي ذكر أنهم يجمعون فيه، وتقرأ أيضا {من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه}: أي من يصرف عنه العذاب يومئذ). [معاني القرآن: 2/ 233]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه} المعنى من يصرف عنه العذاب ثم حذف لعلم السامع وكذلك معنى من يصرف). [معاني القرآن: 2/ 405-406]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الضَرّ: بفتح الضاد- ضد النفع، قال الله عز وجل: {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ}
وقال: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا} أي: لا أملك جرّ نفع ولا دفع ضرّ؟.
والضُّرّ: الشدة والبلاء، كقوله: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ}، {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ}). [تأويل مشكل القرآن: 483](م)

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وهو القاهر فوق عباده...}: كلّ شيء قهر شيئا فهو مستعلٍ عليه). [معاني القرآن: 1/ 329]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 ربيع الثاني 1434هـ/10-03-2013م, 10:48 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14)}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كنت لا أدري ما {فاطر السموات} حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، يقول: أنا ابتدأتها). [فضائل القرآن: 343]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}

تفسير قوله تعالى: {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) }

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) }


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 10:42 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 10:42 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 10:42 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 10:42 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قل أغير اللّه أتّخذ وليًّا فاطر السّماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إنّي أمرت أن أكون أوّل من أسلم ولا تكوننّ من المشركين (14) قل إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ (15) من يصرف عنه يومئذٍ فقد رحمه وذلك الفوز المبين (16)}
- قال الطبري وغيره: أمر أن يقول هذه المقالة للكفرة الذين دعوه إلى عبادة أوثانهم، فتجيء الآية على هذا جوابا لكلامهم.
- قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا التأويل يحتاج إلى سند في أن هذا نزل جوابا وإلا فظاهر الآية لا يتضمنه، والفصيح هو أنه لما قرر معهم أن الله تعالى له: {ما في السّماوات والأرض}[الأنعام: 12]وله {ما سكن في اللّيل والنّهار}[الأنعام: 13] وأنه {سميع عليم} أمر أن يقول لهم على جهة التوبيخ والتوقيف أغير هذا الذي هذه صفاته أتّخذ وليًّا بمعنى أن هذا خطأ لو فعلته بين. وتعطي قوة الكلام أن من فعله من سائر الناس بين الخطأ، وأتّخذ عامل في قوله أغير وفي قوله: وليًّا تقدم أحد المفعولين، والولي لفظ عام لمعبود وغير ذلك من الأسباب الواصلة بين العبد وربه، ثم أخذ في صفات الله تعالى فقال: فاطر بخفض الراء نعت لله تعالى، وفطر معناه ابتدع وخلق وأنشأ وفطر أيضا في اللغة: شق، ومنه {هل ترى من فطورٍ} [الملك: 3] أي: من شقوق، ومن هذا انفطار السماء، وفي هذه الجهة يتمكن قولهم فطر ناب البعير إذا خرج لأنه يشق اللثة، وقال ابن عباس ما كنت أعرف معنى فاطر السّماوات حتى اختصم إليّ أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها أي اخترعتها وأنشأتها.
- قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فحمله ابن عباس على هذه الجهة، ويصح حمله، على الجهة الأخرى أنه شق الأرض والبئر حين احتفرها، وقرأ ابن أبي عبلة: «فاطر» برفع الراء على خبر ابتداء مضمر أو على الابتداء يطعم ولا يطعم المقصود به يرزق ولا يرزق، وخص الإطعام من أنواع الرزق لمسّ الحاجة إليه وشهرته واختصاصه بالإنسان، وقرأ يمان العماني وابن أبي عبلة «يطعم» بضم الياء وكسر العين في الثاني مثل الأول يعني الوثن أنه لا يطعم وقرأ مجاهد وسعيد بن جبير والأعمش وأبو حيوة وعمرو بن عبيد وأبو عمرو بن العلاء في رواية عنه في الثاني «ولا يطعم» بفتح الياء على مستقبل طعم فهي صفة تتضمن التبرية أي لا يأكل ولا يشبه المخلوقين، وقوله تعالى: قل إنّي أمرت إلى عظيمٍ قال المفسرون: المعنى أول من أسلم من هذه الأمة وبهذه الشريعة، ولا يتضمن الكلام إلا ذلك، قال طائفة: في الكلام حذف تقديره: وقيل لي ولا تكونن من المشركين.
- قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وتلخيص هذا أنه عليه السلام أمر فقيل له كن أول من أسلم ولا تكونن من المشركين فلما أمر في الآية أن يقول ما أمر به جاء بعض ذلك على المعنى وبعضه باللفظ بعينه). [المحرر الوجيز: 3/ 323-325]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ولفظة عصيت عامة في أنواع المعاصي، ولكنها هاهنا إنما تشير إلى الشرك الذي نهي عنه، واليوم العظيم هو يوم القيامة). [المحرر الوجيز: 3/ 325]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) }

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم «من يصرف عنه» بضم الياء وفتح الراء، والمفعول الذي أسند إليه الفعل هو الضمير العائد على العذاب فهو مقدر، وقرأ حمزة والكسائي وعاصم أيضا: «من يصرف عنه» فيسند الفعل إلى الضمير العائد إلى ربّي ويعمل في ضمير العذاب المذكور آنفا لكنه مفعول محذوف وحكي أنه ظهر في قراءة عبد الله وهي «من يصرفه عنه يومئذ»، وفي قراءة أبيّ بن كعب «من يصرفه الله عنه» وقيل: إنها من يصرف الله عنه، قال أبو علي وحذف هذا الضمير لا يحسن كما يحسن حذف الضمير من الصلة كقوله عز وجل: {أهذا الّذي بعث اللّه رسولًا} [الفرقان: 41] وكقوله: {وسلامٌ على عباده الّذين اصطفى} [النمل: 59] معناه بعثه واصطفاهم فحسن هذا للطول كما علله سيبويه، ولا يحسن هذا لعدم الصلة، قال بعض الناس القراءة بفتح الياء «من يصرف» أحسن لأنه يناسب فقد رحمه وكان الأولى على القراءة الأخرى «فقد رحم» ليتناسب الفعلان.
- قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا توجيه لفظي تعلقه خفيف، وأما بالمعنى فالقراءتان واحد، ورجح قوم قراءة ضم الياء لأنها أقل إضمارا، وأشار أبو علي إلى تحسين القراءة بفتح الياء بما ذكرناه، وأما مكي بن أبي طالب رحمه الله فتخبط في كتاب الهداية في ترجيح القراءة بفتح الياء، ومثل في احتجاجه بأمثلة فاسدة والله ولي التوفيق، ورحم عامل في الضمير المتصل وهو ضمير من ومستند إلى الضمير العائد إلى ربي، وقوله: وذلك إشارة إلى صرف العذاب وإلى الرحمة، والفوز والنجاة). [المحرر الوجيز: 3/ 325-326]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) }

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإن يمسسك اللّه بضرٍّ فلا كاشف له إلاّ هو وإن يمسسك بخيرٍ فهو على كلّ شيءٍ قديرٌ (17) وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير (18)}
يمسسك معناه يصبك وينلك، وحقيقة المس هي بتلافي جسمين فكأن الإنسان والضر يتماسان، و «الضّر» بضم الضاد سوء الحال في الجسم وغيره، «والضّر» بفتح الضاد ضد النفع، وناب الضر في هذه الآية مناب الشر وإن كان الشر أعم منه فقابل الخير، وهذا من الفصاحة عدول عن قانون التكلف والصنعة فإن باب التكلف وترصيع الكلام أن يكون الشيء مقترنا بالذي يختص به بنوع من أنواع الاختصاص موافقة أو مضادة، فمن ذلك قوله تعالى: {إنّ لك ألّا تجوع فيها ولا تعرى}{ وأنّك لا تظمؤا فيها ولا تضحى} [طه: 118، 119] فجعل الجوع مع العري وبابه أن يكون مع الظمأ ومنه قول امرئ القيس[الطويل]:
كأنّي لم أركب جوادا للذّة ....... ولم أتبطّن كاعبا ذات خلخال
ولم أسبإ الزّقّ الرّويّ ولم أقل ....... لخيلي كرّي كرّة بعد إجفال
وهذا كثير، قال السدي «الضر» هاهنا المرض والخير العافية.
- قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا مثال ومعنى الآية الإخبار عن أن الأشياء كلها بيد الله إن ضر فلا كاشف لضره غيره وإن أصاب بخير فكذلك أيضا لا راد له ولا مانع منه، هذا تقرير الكلام، ولكن وضع بدل هذا المقدر لفظا أعم منه يستوعبه وغيره، وهو قوله: على كلّ شيءٍ قديرٌ ودل ظاهر الكلام على المقدر فيه، وقوله: على كلّ شيءٍ قديرٌ عموم أي على كل شيء جائز أن يوصف الله تعالى بالقدرة عليه). [المحرر الوجيز: 3/ 326-327]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وهو القاهر ... الآية}، أي وهو عز وجل المستولي المقتدر، وفوق نصب على الظرف لا في المكان بل في المعنى الذي تضمنه لفظ القاهر، كما تقول زيد فوق عمرو في المنزلة، وحقيقة فوق في الأماكن، وهي في المعاني مستعارة شبه بها من هو رافع رتبة في معنى ما، لما كانت في الأماكن تنبئ حقيقة عن الأرفع وحكى المهدوي: أنها بتقدير الحال، كأنه قال: وهو القاهر غالبا.
- قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا لا يسلم من الاعتراض أيضا والأول عندي أصوب: و «العباد» بمعنى العبيد وهما جمعان للعبد أما أنا نجد ورود لفظة العباد في القرآن وغيره في مواضع تفخيم أو ترفيع أو كرامة، وورود لفظة العبيد في تحقير أو استضعاف أو قصد ذم، ألا ترى قول امرئ القيس [السريع]:
قولا لدودان عبيد العصا ....... ... ... ... ...
ولا يستقيم أن يقال هنا عباد العصا وكذلك الذين سموا العباد لا يستقيم أن يقال لهم العبيد لأنهم أفخم من ذلك، وكذلك قول حمزة رضي الله عنه وهل أنتم إلا عبيد لأبي، لا يستقيم فيه عباد، والحكيم بمعنى المحكم، والخبير دالة على مبالغة العلم، وهما وصفان مناسبان لنمط الآية). [المحرر الوجيز: 3/ 327-329]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 10:43 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 10:43 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال لعبده ورسوله محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، الّذي بعثه بالتّوحيد العظيم والشّرع القويم، وأمره أن يدعو النّاس إلى صراطه المستقيم: {قل أغير اللّه أتّخذ وليًّا فاطر السّماوات والأرض} كما قال: {قل أفغير اللّه تأمرونّي أعبد أيّها الجاهلون} [الزّمر: 64]، والمعنى: لا أتّخذ وليًا إلّا اللّه وحده لا شريك له، فإنّه فاطر السّموات والأرض، أي: خالقهما ومبدعهما على غير مثالٍ سبق.
{وهو يطعم ولا يطعم} أي: وهو الرّزّاق لخلقه من غير احتياجٍ إليهم، كما قال تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون * [ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون* إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين]} [الذّاريات: 56 -58].
وقرأ بعضهم هاهنا: {وهو يطعم ولا يطعم} الآية أي: لا يأكل.
وفي حديث سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة [رضي اللّه عنه] قال: دعا رجلٌ من الأنصار من أهل قباءٍ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، قال: فانطلقنا معه، فلمّا طعم النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- وغسل يديه قال: «الحمد للّه الّذي يطعم ولا يطعم، ومنّ علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا وكلّ بلاء حسن أبلانا، الحمد للّه غير مودّع ولا مكافأ ولا مكفورٍ ولا مستغنًى عنه، الحمد للّه الّذي أطعمنا من الطّعام، وسقانا من الشّراب، وكسانا من العري، وهدانا من الضّلال، وبصّرنا من العمى، وفضّلنا على كثيرٍ ممّن خلق تفضيلًا الحمد للّه ربّ العالمين»
{قل إنّي أمرت أن أكون أوّل من أسلم} أي: من هذه الأمّة). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 243-244]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {قل إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ} يعني: يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 244]


تفسير قوله تعالى: {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({من يصرف عنه} يعني: العذاب {يومئذٍ فقد رحمه} يعني: فقد رحمه اللّه، {وذلك الفوز المبين} كما قال: {فمن زحزح عن النّار وأدخل الجنّة فقد فاز} [آل عمران: 185]، والفوز: هو حصول الرّبح ونفي الخسارة). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 244]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وإن يمسسك اللّه بضرٍّ فلا كاشف له إلّا هو وإن يمسسك بخيرٍ فهو على كلّ شيءٍ قديرٌ (17) وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير (18) قل أيّ شيءٍ أكبر شهادةً قل اللّه شهيدٌ بيني وبينكم وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنّكم لتشهدون أنّ مع اللّه آلهةً أخرى قل لا أشهد قل إنّما هو إلهٌ واحدٌ وإنّني بريءٌ ممّا تشركون (19) الّذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الّذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون (20) ومن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته إنّه لا يفلح الظّالمون (21) }
يقول تعالى مخبرًا أنّه مالك الضّرّ والنّفع، وأنّه المتصرّف في خلقه بما يشاء، لا معقّب لحكمه، ولا رادّ لقضائه: {وإن يمسسك اللّه بضرٍّ فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخيرٍ فهو على كلّ شيءٍ قديرٌ} كما قال تعالى: {ما يفتح اللّه للنّاس من رحمةٍ فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده... الآية} [فاطرٍ: 2] وفي الصّحيح أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان يقول: «اللّهمّ لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ» ؛ ولهذا قال تعالى: {وهو القاهر فوق عباده} ). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 244]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وهو القاهر فوق عباده} أي: هو الّذي خضعت له الرّقاب، وذلّت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كلّ شيءٍ ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوّه وقدرته الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت حكمه وقهره
{وهو الحكيم} أي: في جميع ما يفعله {الخبير} بمواضع الأشياء ومحالّها، فلا يعطي إلّا لمن يستحقّ ولا يمنع إلا من يستحق). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 244]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة