العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النمل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 09:33 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة النمل [ من الآية (86) إلى الآية (88) ]

{ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 10:20 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ألم يروا أنّا جعلنا اللّيل ليسكنوا فيه} يقول تعالى ذكره: ألم ير هؤلاء المكذّبون بآياتنا تصريفنا اللّيل والنّهار، ومخالفتنا بينهما بتصييرنا هذا سكنًا لهم يسكنون فيه، ويهدءون لراحة أبدانهم من تعب التّصرّف والتّقلّب نهارًا، وهذا مضيئًا يبصرون فيه الأشياء ويعاينونها فيتقلّبون فيه لمعايشهم، فيتفكّروا في ذلك، ويتدبّروا ويعلموا أنّ مصرّف ذلك كذلك هو الإله الّذي لا يعجزه شيءٌ، ولا يتعذّر عليه إماتة الأحياء، وإحياء الأموات بعد الممات، كما لم يتعذّر عليه الذّهاب بالنّهار والمجيء باللّيل، والمجيء بالنّهار والذّهاب باللّيل مع اختلاف أحوالهما، {إنّ في ذلك لآياتٍ لّقومٍ يؤمنون} يقول تعالى ذكره: إنّ في تصييرنا اللّيل سكنًا، والنّهار مبصرًا، لدلالةً لقومٍ يؤمنون باللّه على قدرته على ما آمنوا به من البعث بعد الموت، وحجّةً لهم على توحيد اللّه). [جامع البيان: 18/130-131]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ألم يروا أنّا جعلنا اللّيل ليسكنوا فيه والنّهار مبصرًا إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون (86)
قوله تعالى: ألم يروا أنّا جعلنا اللّيل ليسكنوا فيه والنّهار مبصراً
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ عبد الأعلى بن حمّادٍ النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: والنّهار مبصرًا أي هو منيرٌ.
قوله تعالى: إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاءٌ، عن سعيدٍ في قول اللّه: إنّ في ذلك يعين الّذي بهم). [تفسير القرآن العظيم: 9/2928]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ووقع القول} قال: وجب القول، والقول الغضب وفي قوله {والنهار مبصرا} قال: منيرا والله أعلم). [الدر المنثور: 11/413] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الزهري أحسبه عن ابن المسيب في قوله ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله قال بلغني أن مسلما ويهوديا تدارءا في أمر فقال للمسلم والذي اصطفى موسى على البشر لقد كان كذا وكذا فصكه المسلم فأتى اليهودي النبي فشكا إليه فقال النبي لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق فأرى موسى متعلقا بالعرش فلا أدري أبعث قبلي أم كان فيمن استثنى الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/85]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة وكل أتوه داخرين قال صاغرين). [تفسير عبد الرزاق: 2/86]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {ويوم ينفخ في الصّور}
- أخبرنا عبيد الله بن سعيدٍ، حدّثنا يحيى، عن التّميميّ، عن أسلم، عن بشر بن شغافٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، سأل أعرابيٌّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن الصّور، فقال: «قرنٌ ينفخ فيه»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/209]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويوم ينفخ في الصّور ففزع من في السّموات ومن في الأرض إلاّ من شاء اللّه وكلٌّ أتوه داخرين}.
اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله تعالى: {ويوم ينفخ في الصّور} وقد ذكرنا اختلافهم فيما مضى، وبيّنا الصّواب من القول في ذلك عندنا بشواهده، غير أنّا نذكر في هذا الموضع بعض ما لم يذكر هناك من الأخبار، فقال بعضهم: هو قرنٌ ينفخ فيه.
ذكر بعض من لم يذكر فيما مضى قبل من الخبر عن ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ويوم ينفخ في الصّور} قال كهيئة البوق.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: الصّور: البوق قال: هو البوق، صاحبه آخذٌ به يقبض قبضتين بكفّيه على طرف القرن، بين طرفه وبين فيه قدر قبضةٍ أو نحوها، قد برك على ركبة إحدى رجليه، فأشار، فبرك على ركبة يساره مقعيًا على قدمها، عقبها تحت فخذه وأليته، وأطراف أصابعها في التّراب.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي بكر بن عبد اللّه، قال: الصّور كهيئة القرن قد حجن إحدى ركبتيه إلى السّماء، وخفض الأخرى، لم يلق جفون عينيه على غمضٍ منذ خلق اللّه السّموات مستعدًّا مستجدًّا، قد وضع الصّور على فيه ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فيه.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّدٍ المحاربيّ، عن إسماعيل بن رافعٍ المدنيّ، عن يزيد بن زيادٍ، قال أبو جعفرٍ: والصّواب: يزيد بن أبي زيادٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن رجلٍ من الأنصار، عن أبي هريرة، أنّه قال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يا رسول اللّه، ما الصّور؟ قال: قرنٌ، قال: وكيف هو؟ قال: قرنٌ عظيمٌ ينفخ فيه ثلاث نفخاتٍ: الأولى: نفخة الفزع، والثّانية: نفخة الصّعق، والثّالثة: نفخة القيام للّه ربّ العالمين، يأمر اللّه إسرافيل بالنّفخة الأولى، فيقول: انفخ نفخة الفزع، فينفخ نفخة الفزع، فيفزع أهل السّماوات وأهل الأرض، إلاّ من شاء اللّه، ويأمره اللّه فيمدّ بها ويطوّلها، فلا يفتر، وهي الّتي يقول اللّه: {ما ينظر هؤلاء إلاّ صيحةً واحدةً ما لها من فواقٍ} فيسيّر اللّه الجبال، فتكون سربًا، وترجّ الأرض بأهلها رجًّا، وهي الّتي يقول اللّه: {يوم ترجف الرّاجفة، تتبعها الرّادفة، قلوبٌ يومئذٍ واجفةٌ} فتكون الأرض كالسّفينة الموثقة في البحر، تضربها الأمواج، تكفأ بأهلها، أو كالقنديل المعلّق بالوتر ترجّحه الأرياح، فتميد النّاس على ظهرها، فتذهل المراضع، وتضع الحوامل، وتشيب الولدان، وتطير الشّياطين هاربةً، حتّى تأتي الأقطار، فتتلقّاها الملائكة، فتضرب وجوهها فترجع، ويولّي النّاس مدبرين ينادي بعضهم بعضًا، وهو الّذي يقول اللّه: {يوم التّناد، يوم تولّون مدبرين ما لكم من اللّه من عاصمٍ، ومن يضلل اللّه فما له من هادٍ} فبينما هم على ذلك إذ تصدّعت الأرض من قطرٍ إلى قطرٍ، فرأوا أمرًا عظيمًا، فأخذهم لذلك من الكرب ما اللّه أعلم به، ثمّ نظروا إلى السّماء، فإذا هي كالمهل، ثمّ خسف شمسها وقمرها، وانتثرت نجومها، ثمّ كشطت عنهم. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: والأموات لا يعلمون بشيءٍ من ذلك، فقال أبو هريرة: يا رسول اللّه، فمن استثنى اللّه حين يقول: {ففزع من في السّموات ومن في الأرض إلاّ من شاء اللّه} قال: أولئك الشّهداء، وإنّما يصل الفزع إلى الأحياء، أولئك أحياءٌ عند ربّهم يرزقون، وقاهم اللّه فزع ذلك اليوم وآمنهم، وهو عذاب اللّه يبعثه على شرار خلقه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: حدّثنا إسماعيل بن رافعٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ اللّه تبارك وتعالى لمّا فرغ من السّماوات والأرض، خلق الصّور، فأعطاه ملكًا، فهو واضعه على فيه، شاخصٌ ببصره العرش، ينتظر متى يؤمر. قال: قلت: يا رسول اللّه، وما الصّور؟ قال: قرنٌ، قلت: فكيف هو؟ قال: عظيمٌ، والّذي نفسي بيده، إنّ عظم دائرةٍ فيه لكعرض السّماوات والأرض، يأمره فينفخ نفخة الفزع، فيفزع أهل السّماوات والأرض إلاّ من شاء اللّه، ثمّ ذكر باقي الحديث نحو حديث أبي كريبٍ عن المحاربيّ، غير أنّه قال في حديثه كالسّفينة المرفأة في البحر.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ونفخ في صور الخلق.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ويوم ينفخ في الصّور} أي في الخلق.
قوله: {ففزع من في السّموات ومن في الأرض} يقول: ففزع من في السّماوات من الملائكة ومن في الأرض من الجنّ والإنس والشّياطين، من هول ما يعاينون ذلك اليوم.
فإن قال قائلٌ: وكيف قيل: {ففزع}، فجعل فزع وهي فعل مردودةً على {ينفخ}، وهي يفعل؟
قيل: العرب تفعل ذلك في المواضع الّتي تصلح فيها إذا، لأنّ إذا يصلح معها فعل ويفعل، كقولك: أزورك إذا زرتني، وأزورك إذا تزورني، فإذا وضع مكان إذا يوم أجري مجرى إذا.
فإن قيل: فأين جوّاب قوله: {ويوم ينفخ في الصّور ففزع}؟
قيل: جائزٌ أن يكون مضمرًا مع الواو، كأنّه قيل: ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون، وذلك يوم ينفخ في الصّور. وجائزٌ أن يكون متروكًا اكتفى بدلالة الكلام عليه منه، كما قيل: {ولو يرى الّذين ظلموا} فترك جوابه.
وقوله: {إلاّ من شاء اللّه} قيل: إنّ الّذين استثناهم اللّه في هذا الموضع من أن ينالهم الفزع يومئذٍ الشّهداء، وذلك أنّهم أحياءٌ عند ربّهم يرزقون، وإن كانوا في عداد الموتى عند أهل الدّنيا، وبذلك جاء الأثر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقد ذكرناه في الخبر الماضي.
- وحدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا العوّام، عمّن حدّثه، عن أبي هريرة، أنّه قرأ هذه الآية: {ففزع من في السّموات ومن في الأرض إلاّ من شاء اللّه} قال: هم الشّهداء.
وقوله: {وكلٌّ أتوه داخرين} يقول: وكلٌّ أتوه صاغرين.
وبمثل الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وكلٌّ أتوه داخرين} يقول: صاغرين.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وكلٌّ أتوه داخرين} قال: صاغرين.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وكلٌّ أتوه داخرين} قال: الدّاخر: الصّاغر الرّاغم، قال: لأنّ المرء الّذي يفزع إذا فزع إنّما همّته الهرب من الأمر الّذي فزع منه، قال: فلمّا نفخ في الصّور فزعوا، فلم يكن لهم من اللّه منجى.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {وكلٌّ أتوه داخرين} فقرأته عامّة قرّاء الأمصار: (وكلٌّ آتوه)، بمدّ الألف من (أتوه) على مثال (فاعلوه)، سوى ابن مسعودٍ، فإنّه قرأه: {وكلٌّ أتوه} على مثال (فعلوه)، واتّبعه على القراءة به المتأخّرون الأعمش وحمزة.
واعتلّ الّذين قرءوا ذلك على مثال فاعلوه بإجماع القرّاء على قوله: {وكلّهم آتيه} قالوا: فكذلك قوله: (آتوه)، في الجمع. وأمّا الّذين قرءوا على قراءة عبد اللّه، فإنّهم ردّوه على قوله: {ففزع} كأنّهم وجّهوا معنى الكلام إلى: ويوم ينفخ في الصّور ففزع من في السّماوات ومن في الأرض، وأتوه كلّهم داخرين، كما يقال في الكلام: رأني ففرّ وعاد وهو صاغرٌ.
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار، ومتقاربتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 18/131-137]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ويوم ينفخ في الصّور
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن سليمان التّيميّ، عن أسلم، عن بشر بن شغافٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، عن الصّور قال: قرنٌ ينفخ فيه.
- حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، ثنا يحيى بن عباد، ثنا خالد ابن أبي خالدٍ، ثنا عطيّة العوفيّ، عن أبي سعيدٍ قال: قال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لو أنّ أهل منًى اجتمعوا على أن يقلّوا القرن من الأرض ما أقلّوه.
- قرئ على أحمد بن محمّد بن عثمان الدّمشقيّ، ثنا محمد بن شعيب ابن شابور أنبأ أبو رافعٍ المدينيّ إسماعيل بن رافعٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن أبي هريرة أنّه قال: حدّثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو في طائفةٍ من أصحابه فقال: إنّ اللّه عزّ وجلّ لما فرغ من خلق السموات والأرض خلق الصّور، فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخصًا بصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر فقلت: يا رسول اللّه وما الصّور؟ قال: قرنٌ قال: قلت: وكيف هو؟ قال: قرنٌ عظيمٌ والّذي نفسي بيده إنّ عظم دائرة فيه كعرض السموات والأرض ينفخ فيه ثلاث نفخاتٍ: الأولى نفخة الفزع، والثّانية نفخة الصّعق، والثّالثة نفخة القيام لرب العالمين، وذكر الحديث بطوله.
- حدّثنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ، أنبأ حفص بن عمر، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة في قوله: ونفخ في الصّور قال: الصّور مع إسرافيل فيه أرواح كلّ شيءٍ تكون فيه، ثمّ ينفخ فيه الصّاعقة فإذا نفخ نفخة البعث قال: اللّه: بعزّتي ليرجعنّ كلّ روحٍ إلى جسده وداره... أعظم من سبع سموات ومن الأرض قال: فخلق الصّور على في إسرافيل وهو شاخصٌ بصره متى يؤمر بالنّفخ في الصّور.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ونفخ في الصّور قال: كهيئة البوق.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ونفخ في الصّور أي في الخلق.
- حدّثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه الهرويّ أنبأ حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ الصّور البوق.
- قال: مجاهدٌ: هو القرن، صاحبه آخذٌ به، فقبض مجاهدٌ قبضتين بكفّيه على طفّ القرن، بين طرفيه، وبين قدر قبضةٍ أو نحوها قد برك على ركبة إحدى رجليه، فأشار فبرك على ركبة يسراه مقعيًا على قدمي عقبه تحت فخذه وإليته وأطراف أصابعه في التّراب، قد نصب ركبته اليمنى ووضع قدمها في التّراب.
قوله تعالى: ففزع من في السّماوات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه
- قرئ على أحمد بن محمّد بن عثمان الدّمشقيّ، ثنا محمد بن شعيب ابن شابور أنبأ أبو رافعٍ المدينيّ، إسماعيل بن رافعٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن أبي هريرة رضي اللّه عليه أنّه قال: حدّثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في طائفةٍ من أصحابه فقال: إنّ اللّه عز وجل لما فرغ من خلق السموات خلق الصّور فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخصًا بصره إلى العرش، ينتظر متى يؤمر ينفخ فيه ثلاث نفخاتٍ: الأولى نفخة الفزع، والثّانية نفخة الصّعق، والثّالثة نفخة القيام لربّ العالمين، فأمر اللّه إسرافيل بالنّفخة الأولى فيقول له: انفخ نفخة الفزع، فينفخ نفخة الفزع، فيفزع أهل السموات والأرض إلا ما شاء اللّه، ويأمره فيمدّ بها ويطوّلها فلا يفتر وهي الّتي يقول اللّه عزّ وجلّ: وما ينظر هؤلاء إلا صيحةً واحدةً ما لها من فواقٍ فيسيّر الله الجبال ف تمر مر السحاب، ثم يجعلها سرابا، وترج الأرض بأهلها رجًّا فتكون الأرض كالسّفينة المرنقة في البحر أو كالقنديل المعلّق بالعرش ترجّجه الأرواح، فيميد النّاس على ظهرها وهي الّتي يقول اللّه تبارك وتعالى: يوم ترجف الرّاجفة تتبعها الرّادفة قلوبٌ يومئذٍ واجفةٌ أبصارها خاشعةٌ فتذهل المراضع وتضع الحوامل وتشيب الولدان، وتطير الشّياطين هاربةً من الفزع حتّى تأتي الأقطار، فتأتيها الملائكة فتضرب وجوهها فترجع، ويولّي النّاس مدبرين، ينادي بعضهم بعضًا. وهي الّتي يقول اللّه تبارك وتعالى: يوم التّناد يوم تولّون مدبرين ما لكم من اللّه من عاصمٍ فبينا النّاس على ذلك إذ انصدعت الأرض فانصدعت من قطرٍ إلى قطرٍ فرأوا أمرًا عظيمًا لم يروا مثله، فأخذهم لذلك من الكرب والهول ما لله به عليمٌ، ثمّ نظروا إلى السّماء فإذا هي كالمهل انشقّت من قطرٍ، إلى قطرٍ فخسف بشمسها وقمرها وانتثرت نجومها قال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: والأموات لا يعلمون بشيءٍ من ذلك.
قوله تعالى: إلا من شاء
- به، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنّه قال: حدّثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو في طائفةٍ من أصحابه قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ أمر إسرافيل بالنّفخة الأولى فيقول له انفخ نفخة الفزع، فينفخ نفخة الفزع، فيفزع أهل السموات والأرض إلا من شاء اللّه فقال: أبو هريرة: يا رسول اللّه فمن استثنى اللّه حين يقول: ففزع من في السّماوات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه فقال: أولئك الشّهداء، فهم أحياءٌ عند ربّهم يرزقون وقاهم اللّه فزع ذلك اليوم، وأمّنهم منه وهو عذاب اللّه يبعثه على شرار خلقه. هو الّذي يقول اللّه تبارك وتعالى: يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شيءٌ عظيمٌ. يوم ترونها تذهل كلّ مرضعةٍ عمّا أرضعت وتضع كلّ ذات حملٍ حملها وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب اللّه شديدٌ ممكّنون في البلاء إلا من شاء اللّه يطوّل ذلك عليهم، ثمّ يأمر اللّه إسرافيل بنفخة الصّعق فيقول له: انفخ نفخة الصّعق، فيصعق أهل السموات والأرض إلا من شاء الله فإذا هم خمدوا جاء ملك الموت فقال: يا ربّ قد مات أهل السّماء والأرض إلّا من شئت. فيقول اللّه تبارك وتعالى: فمن بقي؟ وهو أعلم، فيقول: يا ربّ بقيت أنت الحيّ الّذي لا يموت، وبقي حملة عرشك، وبقي جبريل وميكائيل وبقيت أنا. فيقول اللّه عزّ وجلّ: ليمت جبريل وميكائيل. فيتكلّم العرش فيقول يا ربّ يموت جبريل وميكائيل فيقول اللّه عزّ وجلّ له: اسكت إنّي كتبت الموت على كلّ من كان تحت عرشي، فيموتان فيأتي ملك الموت إلى الجبّار عزّ وجلّ فيقول: يا ربّ قد مات جبريل وميكائيل، فيقول اللّه عزّ وجلّ له وهو أعلم من بقي؟ فيقول: بقيت أنت يا ربّ الحيّ الّذي لا يموت، وبقي حملة عرشك، وبقيت أنا فيقول اللّه عزّ وجلّ، ليمت حملة عرشي. فيموتون، ويأمر اللّه العرش فيقبل الصّور من إسرافيل، ثمّ يأتي ملك الموت فيقول: يا ربّ قد مات حملة عرشك، فيقول اللّه له وهو أعلم: من بقي؟ فيقول: يا ربّ بقيت أنت الحيّ الّذي لا يموت، وبقيت أنا. فيقول اللّه عزّ وجلّ: يا ملك الموت أنت خلقٌ من خلقي خلقتك لما رأيت فمت ثمّ لا تحي فإذا لم يبق إلا اللّه الواحد الأحد الصّمد ليس بوالدٍ ولا ولدٍ كان آخر ما كان أوّلا، قال اللّه تبارك وتعالى: لا موت على أهل الجنّة، ولا موت على أهل النّار، ثمّ طوى الله السموات والأرض كطيّ السّجلّ للكتب ثمّ دحا بهما ثمّ تلقّفهما، ثمّ قال: أنا الجبّار، ثمّ دحا بهما ثمّ تلقّفهما ثمّ قال: أنا الجبّار، ثمّ دحا بهما، ثمّ تلقّفهما ثمّ قال: أنا الجبّار. ثمّ هتف بصوته فقال: لمن الملك اليوم؟ ثمّ قال: لمن الملك اليوم؟ ثمّ قال: لمن الملك اليوم؟ ثمّ قال لنفسه للّه الواحد القهّار ثمّ بدّل الأرض غير الأرض والسموات فبسطها وسطحها ومدّها مدّ الأديم العكاظيّ لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا.
قوله تعالى: وكلٌّ أتوه داخرين
- وبه، عن أبي هريرة رضي اللّه، عنه أنّه قال: حدّثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو في طائفةٍ من أصحابه قال: ثمّ بدّل الأرض غير الأرض والسموات فبسطها وسطحها، ومدّها مدّ الأديم العكاظيّ لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا ثمّ هتف بصوته فقال: ألا من كان لي شريكًا فليأت ألا من كان لي شريكًا فليأت ألا من كان لي شريكًا فليأت، فلا يأتيه أحدٌ، ثمّ ينزل اللّه عليكم ماءً من تحت العرش يقال له: الحيوان فقطر السّماء عليكم أربعين يومًا، حتّى يكون الماء فوقكم ثنتي عشر ذراعًا، ويأمر اللّه تبارك وتعالى الأجساد أن تنبت فتنبت نبات الطّراثيث وكنبات البقل حتّى إذا تكاملت أجسادكم فكانت كما كانت قال اللّه تبارك وتعالى: ليحي حملة عرشي فيحيون، ويأمر اللّه إسرافيل فيقبض الصّور من العرش، ثمّ يقول اللّه ليحي جبريل وميكائيل فيجيبان، ثمّ يأمر اللّه تبارك وتعالى الأرواح فيؤتى بها تتوهّج أرواح المسلمين نورًا والآخرين ظلمةً، فيقبضها اللّه جميعًا فيلقيها في الصّور، ثمّ يأمر اللّه إسرافيل بنفخة البعث، فينفخ نفخة البعث، فتخرج الأرواح كأنّها النّحل قد ملأت ما بين السّماء والأرض، فيقول الجبّار: وعزّتي وجلالي ليرجعنّ كلّ روحٍ إلى جسده، فتدخل الأرواح على الأجساد في الأرض، ثمّ تدخل في الخياشيم، ثمّ تمشي في الأجساد، تمشّي السّمّ في اللّديغ، ثمّ تشقّق الأرض، عنكم وأنا أوّل من تنشقّ، عنه الأرض، فتخرجون منها شبابًا كلّكم على سنّ ثلاثين، واللّسان يومئذٍ سريانيّ، وذلك يوم الخروج وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدًا تخرجون سراعًا إلى ربّكم تمشون مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يومٌ عسرٌ حفاةً عراةً غلفًا غرلا، ثمّ توقفون موقفًا واحدًا مقدار سبعين عامًا لا ينظر إليكم ولا يقضي بينكم، فتبكون حتّى ينقطع الدّمع، فتدمعون دمًا، وتعرقون حتّى يبلغ العرق منكم الأذقان، ويلجمكم العرق فيصيح من يصيح ويقولون: من يشفع لنا إلى ربّنا، فيقضي بيننا.
- حدّثنا أبي ثنا عليّ بن محمّدٍ الطّنافسيّ، ثنا يحيى بن آدم، ثنا زهيرٌ، ثنا أبو إسحاق حدّثني أبو جبرٍ، عن أبيه قال: سمعت عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه، عنه يقرأ: وكلٌّ أتوه داخرين خفيفةً على معنى جاءوه.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا يحيى بن آدم عن أبي بكرٍ، عن عاصمٍ وكلٌّ آتوه مثقّلةٌ ممدودةٌ على معنى فاعلوه.
قوله تعالى: داخرين
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: وكلٌّ أتوه داخرين يقول: صاغرين- وروي، عن الحسن وقتادة والثّوريّ مثل ذلك.
- خبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه عزّ وجلّ: وكلٌّ أتوه داخرين قال: الدّاخر، الصّاغر الرّاهب لأنّ المرء يفزع إذا فزع إنّما همّته الهرب من الأمر الّذي فزع منه، فلمّا نفخ في الصّور فزعوا فلم يكن لهم من اللّه منجًى). [تفسير القرآن العظيم: 9/2928-2933]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين.
أخرج سعيد بن منصور، وابن جرير عن أبي هريرة في قوله {ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله} قال: هم الشهداء). [الدر المنثور: 11/413]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن عاصم انه قرأ {وكل أتوه داخرين} ممدودة مرفوعة التاء على معنى فاعلوه). [الدر المنثور: 11/413-414]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود انه قرأ {وكل أتوه داخرين} خفيفة بنصب التاء على معنى جاؤه، يعني بلا مد). [الدر المنثور: 11/414]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في النمل {وكل أتوه داخرين} على معنى جاؤه). [الدر المنثور: 11/414]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {داخرين} قال: صاغرين.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة، مثله). [الدر المنثور: 11/414]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: الداخر: الصاغر الراهب لأن المرء إذا فزع انما همته الهرب من الامر الذي فزع منه فلما نفخ في الصور فزعوا فلم يكن لهم من الله منجا). [الدر المنثور: 11/414-415]

تفسير قوله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله أتقن كل شيء قال أحكم كل شيء). [تفسير عبد الرزاق: 2/86]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :({جامدةً} [النمل: 88] : «قائمةً»). [صحيح البخاري: 6/112]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله جامدةٌ قائمةٌ وصله الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ مثله). [فتح الباري: 8/505]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي ابن أبي طلحة عن ابن عبّاس قوله 73 النّمل {عسى أن يكون ردف لكم} قال اقترب لكم
وبه في قوله 88 النّمل {وترى الجبال تحسبها جامدة} يقول قائمة). [تغليق التعليق: 4/276] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (جامدةً قائمةً
أشار به إلى قوله عز وجل: {وترى الجبال تحسبها جامدة} (النّمل: 88) وفسرها بقوله: (قائمة) هكذا رواه الطّبريّ من طريق عليّ ابن أبي طلحة عن ابن عبّاس). [عمدة القاري: 19/103]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({جامدة}) في قوله: {وترى الجبال تحسبها جامدة} [النمل: 88] أي (قائمة) قاله ابن عباس). [إرشاد الساري: 7/281]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمرّ مرّ السّحاب صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيءٍ إنّه خبيرٌ بما تفعلون}.
يقول تعالى ذكره: {وترى الجبال} يا محمّد {تحسبها} قائمةً {وهي تمرّ}.
- كالّذي: حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وترى الجبال تحسبها جامدةً} يقول: قائمةً.
وإنّما قيل: {وهي تمرّ مرّ السّحاب} لأنّها تجمع ثمّ تسير، فيحسب رائيها لكثرتها أنّها واقفةٌ، وهي تسير سيرًا حثيثًا، كما قال الجعديّ:
بأرعن مثل الطّود تحسب أنّهم = وقوفٌ لحاجٍ والرّكاب تهملج
وقوله: {صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيءٍ} وأوثق خلقه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيءٍ} يقول: أحكم كلّ شيءٍ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيءٍ} يقول: أحسن كلّ شيءٍ خلقه وأوثقه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {الّذي أتقن كلّ شيءٍ} قال: أترص كلّ شيءٍ وسوّى.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {أتقن} أترص.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: قوله: {صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيءٍ} قال: أحسن كلّ شيءٍ.
وقوله: {إنّه خبيرٌ بما يفعلون} يقول تعالى ذكره: إنّ اللّه ذو علمٍ وخبرةٍ بما يفعل عباده من خيرٍ وشرٍّ وطاعةٍ له ومعصيةٍ، وهو مجازي جميعهم على جميع ذلك، على الخير الخير، وعلى الشّرّ الشّرّ نظيره). [جامع البيان: 18/137-139]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمرّ مرّ السّحاب صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيءٍ إنّه خبيرٌ بما تفعلون (88)
قوله تعالى: وترى الجبال تحسبها جامدةً
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: وترى الجبال تحسبها جامدةً يقول: قائمةٌ.
- أخبرنا عبيد بن محمّدٍ الحضرميّ فيما كتب إليّ، ثنا أبو الجماهر حدّثني سعيدٌ، عن قتادة وترى الجبال تحسبها جامدةً أي تحسبها ثابتةً في أصولها لا تحرّك، وهي تمرّ مرّ السّحاب.
قوله تعالى: تمرّ مرّ السّحاب
- قرئ على أحمد بن محمّد بن عثمان الدّمشقيّ، ثنا محمّد بن شعيب ابن شابور أنبأ أبو رافعٍ المدينيّ إسماعيل بن رافعٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن أبي هريرة أنّه قال: حدّثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: يسيّر اللّه الجبال فتمر مر السحاب، ثم يجعلها سرابا، وترجّ الأرض بأهلها رجًّا، فتكون الأرض كالسّفينة المرنقة في البحر، أو كالقنديل المعلّق بالعرش.
قوله عزّ وجلّ: صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيءٍ
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثنا معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ أتقن كلّ شيءٍ يقول: أحكم كلّ شيءٍ- وروي، عن الحسن وعطاءٍ الخراسانيّ والثّوريّ مثل ذلك.
- حدّثنا أبي ثنا عبد اللّه بن رجاءٍ أنبأ إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ في قوله: أتقن كلّ شيءٍ قال: أحصى كلّ شيءٍ.
- حدّثنا محمّد بن حسّان الأزرق، ثنا أبو النّضر، ثنا أبو عقيلٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ في قول اللّه: صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيءٍ قال أترص كلّ شيء.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا يحيى بن خلفٍ، ثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى بن ميمونٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: الّذي أتقن كلّ شيءٍ قال أبرم كلّ شيءٍ.
- أخبرنا محمّد بن سعيد بن عطيّة فيما كتب إليّ، حدّثني أبي حدّثني عمّي، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: أتقن كلّ شيءٍ يقول: أحسن كلّ شيءٍ خلقه وأوثقه
- وروي، عن قتادة والسّدّيّ وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم أنّهم قالوا: أحسن كلّ شيءٍ.
- ذكر، عن محمّد بن عبد اللّه بن نميرٍ، ثنا حفص بن غياثٍ، عن أشعث، عن الحسن صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيءٍ قال: هدى كلّ شيءٍ لمنفعته.
قوله تعالى: إنه خبير بما تفعلون
تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 9/2933-2934]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أتقن كل شيء قال أترص كل شيء أي أحسن وأبرم). [تفسير مجاهد: 475-476]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وترى الجبال تحسبها جامدة} قال: قائمة {صنع الله الذي أتقن كل شيء} قال: احكم). [الدر المنثور: 11/415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة {وترى الجبال تحسبها جامدة} قال: ثابتة في أصولها لا تتحرك {وهي تمر مر السحاب} ). [الدر المنثور: 11/415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {صنع الله الذي أتقن كل شيء} يقول: أحسن كل شيء خلقه وأتقنه). [الدر المنثور: 11/415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {صنع الله الذي أتقن كل شيء} قال: أحسن كل شيء). [الدر المنثور: 11/415]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد {الذي أتقن كل شيء} قال: أوثق كل شيء). [الدر المنثور: 11/415-416]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن {الذي أتقن كل شيء} قال: ألم تر إلى كل دابة كيف تبقى على نفسها). [الدر المنثور: 11/416]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 07:20 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {ألَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ألم يروا أنّا جعلنا اللّيل ليسكنوا فيه والنّهار مبصرًا} [النمل: 86] منيرًا.
{إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون} [النمل: 86] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/569]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {والنّهار مبصراً }: مجازه : مجاز ما كان العمل، والفعل فيه لغيره، أي يبصر فيه، ألا ترى أن البصر إنما هو في النهار والنهار لا يبصر، كما أن النوم في الليل ولا ينام الليل، فإذا نيم فيه، قالوا: ليله قائم، ونهاره صائم .

قال جرير:
لقد لمتنا يا أمّ غيلان في السّرى= ونمت وما ليل المطيّ بنائم).
[مجاز القرآن: 2/96]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ويوم ينفخ في الصّور} [النمل: 87] والصّور قرنٌ.
قال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: قرنٌ كهيئة البوق.
{ففزع من في السّموات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه} [النمل: 87] قال: وهذه النّفخة الأولى.
وتفسير الحسن في قوله: {إلا من شاء اللّه} [النمل: 87] قال: استثنى اللّه طوائف من أهل السّماء يموتون بين النّفختين.
- وعن خالدٍ، عن عبد الرّحمن بن زيادٍ، عن عمارة بن غرابٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {إلا من شاء اللّه} [النمل: 87]، الشّهداء، يقولون: ما أحسن هذا الصّوت.
{ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون} [الزمر: 68] قال: يقولون: سبحان اللّه ما أحسن هذا الصّوت، كأنّه الأذان في الدّنيا، فلم يفزعوا ولم يموتوا إلا الموتة الأولى.
[تفسير القرآن العظيم: 2/569]
- وعن المبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة، وأنا أوّل من تنشقّ عنه الأرض، فأجد موسى متعلّقًا بالعرش، فلا أدري أصعق فيمن صعق أم أجزته الصّعقة الأولى».
- وعن عثمان، عن نعيم بن عبد اللّه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنا أوّل من تنشقّ عنه الأرض، فأجد موسى متعلّقًا بالعرش، فلا أدري أصعق فيمن صعق أم أجزته الصّعقة الأولى».
- وعن أبي الأشهب، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة، وأنا أوّل شافعٍ، وأوّل من تنشقّ عنه الأرض، فأجد موسى متعلّقًا بالعرش، فلا أدري أحوسب بالصّعقة الأولى أم خرج قبلي».
قوله: {وكلٌّ أتوه داخرين} [النمل: 87] صاغرين، تفسير سعيدٍ عن قتادة، يعني: النّفخة الآخرة.
- وعن المبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: لطم رجلٌ من المسلمين عين رجلٍ من اليهود، فشكاه اليهوديّ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: لم لطمته؟ قال: قلت: والّذي اصطفى محمّدًا على البشر، فقال: ما اصطفى اللّه محمّدًا إنّما اصطفى اللّه موسى، فأثنى رسول اللّه
[تفسير القرآن العظيم: 2/570]
صلّى اللّه عليه وسلّم على موسى ثمّ قال: «غير أنّي سيّد ولد آدم يوم القيامة، وأوّل من تنشقّ
عنه الأرض، فأجد موسى متعلّقًا بالعرش، فلا أدري أصعق فيمن صعق أو أجزته الصّعقة الأولى».
قوله عزّ وجلّ: {وكلٌّ أتوه داخرين} [النمل: 87] قال قتادة: صاغرين، يعني: النّفخة الآخرة.
- عن أبيه، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «بين النّفختين أربعون، الأولى يميت اللّه بها كلّ حيٍّ، والأخرى يحيي اللّه بها كلّ ميّتٍ».
الحسن بن دينارٍ، عن أبي مسعودٍ الجزريّ، عن عكرمة قال: النّفخة الأولى من الدّنيا، والثّانية عن الآخرة.
- وعن عاصم بن حكيمٍ، عن سليمان التّيميّ، عن أسلم العجليّ، عن مراية العجليّ، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: النّافخان في السّماء الدّنيا اثنان، رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه في المغرب، ورأس أحدهما بالمغرب ورجلاه بالمشرق.
قال يحيى: وبلغني عن الشّعبيّ أنّه بلغه أنّ رجلا كان يقول: إنّ للّه صورين، فقال: كذب، قال اللّه: {ونفخ في الصّور فصعق من في السّموات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه ثمّ نفخ فيه أخرى} [الزمر: 68] إنّما هو صورٌ واحدٌ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/571]
قال يحيى: وبلغني عن ابن مسعودٍ قال: يقوم ملكٌ بين السّماء والأرض فينفخ فيه.
وتفسير سعيدٍ، عن قتادة أنّ المنادي، وهو صاحب الصّور، ينادي من الصّخرة من بيت المقدس). [تفسير القرآن العظيم: 2/572]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله:{ويوم ينفخ في الصّور ففزع...}: ولم يقل فيفزع، فجعل فعل مردودة على يفعل.

وذلك أنه في المعنى: وإذا نفخ في الصّور ففزع؛ ألا ترى أن قولك: أقوم يوم تقوم، كقولك: أقوم إذا تقوم، فأجيبت بفعل، لأن فعل ويفعل تصلحان مع إذا.
فإن قلت : فأين جواب قوله: {ويوم ينفخ في الصّور}؟ قلت: قد يكون في فعل مضمر مع الواو، كأنه قال: وذلك يوم ينفخ في الصور، وإن شئت قلت: جوابه متروك، كما قال: {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت}، وقوله: {ولو يرى الذين ظلموا} قد ترك جوابه، والله أعلم.
وقوله: {وكلٌّ أتوه داخرين}، القرّاء على تطويل الألف يريدون: فاعلوه، وقصرها حمزة .
... حدثني عدة منهم : المفضل الضبي , وقيسٌ وأبو بكر، وكلهم، عن جحش بن زياد الضبي، عن تميم بن حذلمٍ قال:
قرأت على عبد الله بن مسعود : {وكلٌّ آتوه داخرين} بتطويل الألف، فقال: {وكلٌّ أتوه} بغير تطويل الألف، وهو وجه حسن مردود على قوله: {ففزع}، كما تقول في الكلام:
رآني ففزّ وعاد وهو صاغر، فكان ردّ فعل على مثلها أعجب إليّ مع قراءة عبد الله.
... وحدثني عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، عن تميم، عن عبد الله بمثل حديث أبي بكرٍ، وأصحابه ).
[معاني القرآن: 2/300-301]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وكلٌّ أتوه داخرين}: أي : صاغرين خاضعين، {كل ٌ} لفظه لفظ واحد، ومعناه جميع، فهذه الآية في موضع جميع،
وقد يجوز في الكلام أن تجعله في موضع واحد فتقول: كل آتيه ذاخراً ). [مجاز القرآن: 2/96]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وكلّ أتوه داخرين} وأتاه داخرين، من وحّد فللفظ كل، ومن جمع فلمعناها ). [معاني القرآن: 4/130]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله}
حدثنا أحمد بن محمد البراثي، قال: حدثنا علي بن الجعد، عن مقاتل بن حيان في قوله تعالى: {إلا من شاء الله} قال : جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، وملك الموت.
وحدثنا الحسين بن عمر الكوفي قال : حدثنا هناد بن السري، قال: حدثنا وكيع، عن شعبة، عن عمارة بن أبي حفصة، عن حجر الهجرين عن سعيد بن جبير في قوله
{إلا من شاء لله} قال: هم الشهداء، هم ثنية الله جل وعز متقلدو السيوف حول العرش؛ ثم قال جل وعز: {وكل أتوه داخرين}، قال قتادة: أي: صاغرين). [معاني القرآن: 5/149]

تفسير قوله تعالى: ({وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وترى الجبال تحسبها جامدةً} [النمل: 88] ساكنةً.
{وهي تمرّ مرّ السّحاب} تكون {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] كالصّوف المنفوش وتكون {كثيبًا مهيلا} [المزمل: 14] وتبسّ بسًّا كما يبسّ السّويق، وتكون سرابًا، ثمّ تكون {هباءً منبثًّا} [الواقعة: 6] فذلك حين تذهب من أصولها فلا يرى منها شيءٌ، فتصير الأرض كلّها مستويةً.
{صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيءٍ} [النمل: 88] أحكم كلّ شيءٍ.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: أحسن كلّ شيءٍ.
قرّة بن خالدٍ، عن الحسن أنّه قرأ هذه الآية، فقال: ألم تر إلى كلّ دابّةٍ كيف تتّقي على نفسها.
قال يحيى: ليس، يعني: الحسن أتقن تتقي، ولكن من الإتقان أن جعل كلّ دابّةٍ تتّقي على نفسها.
قال: {إنّه خبيرٌ بما تفعلون} [النمل: 88] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/572]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {وترى الجبال تحسبها جامدةً} أي : واقفة، {وهي تمرّ مرّ}: تسير سير السّحاب هذا إذا نفخ في الصّور،

يريد: أنها تجمع وتسيّر، فهي لكثرتها كأنها جامدة، وهي تسير، وقد بينا هذا في كتاب «تأويل المشكل» ). [تفسير غريب القرآن: 327]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}
يريد: أنها تجمع وتُسَيّر، فهي لكثرتها كأنها جامدة واقفة في رأي العين، وهي تسير سير السحاب.
وكل جيش غصّ الفضاء به، لكثرته وَبُعْدِ ما بين أطرافه، فقصر عنه البصر؛ فكأَنَّه في حسبان الناظر واقف وهو يسير.
وإلى هذا المعنى ذهب الجعديّ في وصف جيش فقال:
بأرعنَ مثل الطّودِ تحسب أنهم = وقوف لِحَاجٍ والرّكاب تُهَمْلِجُ).
[تأويل مشكل القرآن: 6]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرّ مرّ السّحاب صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيء إنّه خبير بما تفعلون}
{صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيء}: القراءة النصب، ويجوز الرفع: صنع، فمن نصب فعلى معنى المصدر، لأن قوله: {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمرّ مرّ السّحاب}،
دليل على الصنعة، كأنّه قيل صنع اللّه ذلك صنعاً.
ومن قال: {صنع الله} بالرفع، فالمعنى: ذلك صنع اللّه). [معاني القرآن: 4/130]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب} : لأنها قد بست، وجمعت ). [معاني القرآن: 5/149]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 07:22 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) }

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب ما ينتصب خبره لأنه معرفة
وهي معرفة لا توصف ولا تكون وصفا
وذلك قولك مررت بكل قائما ومررت ببعض قائما وببعض جالسا. وإنما خروجهما من أن يكونا وصفين أو موصوفين لأنه لا يحسن لك أن تقول مررت بكل الصالحين ولا ببعض الصالحين. قبح الوصف حين حذفوا ما أضافوا إليه لأنه مخالف لما يضاف شاذ منه
فلم يجر في الوصف مجراه. كما أنهم حين قالوا يا الله فخالفوا ما فيه الألف واللام لم يصلوا ألفه وأثبتوها.
وصار معرفة لأنه مضاف إلى معرفة كأنك قلت مررت بكلهم وببعضهم ولكنك حذفت ذلك المضاف إليه فجاز ذلك كما جاز لاه أبوك تريد لله أبوك حذفوا الألف واللامين. وليس هذا طريقة الكلام ولا سبيله لأنه ليس من كلامهم أن يضمروا الجار.
ومثله في الحذف لا عليك فحذفوا الاسم. وقال ما فيهم يفضلك في شيء يريد ما فيهم أحد يفضلك كما أراد لا بأس عليك أو نحوه والشواذ في كلامهم كثيرة.
ولا يكونان وصفا كما لم يكونا موصوفين وإنما يوضعان في الابتداء أو يبنيان على اسم أو غير اسم.
فالابتداء نحو قوله عز وجل: {وكل أتوه داخرين}. فأما جميع فيجري مجرى رجل ونحوه في هذا الموضع. قال الله عز وجل: {وإن كلٌّ
لما جميعٌ لدينا محضرون} ). [الكتاب: 2/114-116]
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أنك لا تظهر علامة المضمرين في نعم لا تقول نعموا رجالا يكتفون بالذي يفسره كما قالوا مررت بكل. وقال الله عز وجل: {وكل أتوه داخرين} فحذفوا علامة الإضمار وألزموا الحذف كما ألزموا نعم وبئس الإسكان وكما ألزموا خذ الحذف ففعلوا هذا بهذه الأشياء لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم). [الكتاب: 2/179]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ولو قلت: أي الذين في الدار هندٌ ضاربتهم? جاز أن تكون اقتطعت بأي جماعة من جماعة والوجه ضاربته. وليس الحمل على المعنى ببعيد، بل هو وجهٌ جيد. قال الله عز وجل: {وكلٌّ أتوه داخرين} وقال: {وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً} فهذا على اللفظ، والأول على المعنى). [المقتضب: 2/297]

تفسير قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أنه قد تدخل الألف واللام في التوكيد في هذه المصادر المتمكنة التي تكون بدلاً من اللفظ بالفعل كدخولها في الأمر والنهى والخبر والاستفهام فأجرها في هذا الباب مجراها هناك.
وكذلك الإضافة بمنزلة الألف واللام.
فأمّا المضاف فقول الله تبارك وتعالى: {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله} وقال الله تبارك وتعالى: {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده}. وقال جلّ وعزّ: {الذي أحسن كل شيء خلقه}. وقال جل ثناؤه: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم}. ومن ذلك الله أكبر دعوة الحق. لأنّه لمّا قال جلّ وعزّ: {مر السحاب} وقال: {أحسن كلّ شيء} علم أنّه خلقٌ وصنعٌ ولكنّه وكّد وثّبت للعباد. ولما قال: {حرمت عليكم أمهاتكم} حتّى انقضى الكلام علم المخاطبون أنّ هذا مكتوبٌ عليهم مثّبت عليهم وقال كتاب الله توكيداً كما قال صنع الله وكذلك وعد الله لأنّ الكلام الذي قبله وعدٌ
وصنعٌ فكأنّه قال جلّ وعزّ وعداً وصنعا وخلقا وكتابا. وكذلك دعوة الحق لأنّه قد علم أنّ قولك الله أكبر دعاء الحق ولكنّه توكيدٌ كأنّه قال دعاءً حقًّا.
قال رؤبة:
إنّ نزاراً أصبحت نزارا = دعوة أبرارٍ دعوا أبرارا
لأنّ قولك أصبحت نزاراً بمنزلة هم على دعوةٍ بارّةٍ.
وقد زعم بعضهم أنّ كتاب الله نصب على قوله عليكم كتاب الله.
وقال قومٌ: {صبغة الله} منصوبةٌ على الأمر. وقال بعضهم لا بل توكيداً. والصبغة الدين.
وقد يجوز الرفع فيما ذكرنا أجمع على أن يضمر شيئاً هو المظهر كأنّك قلت ذاك وعد الله وصبغة الله أو هو دعوة الحقّ. على هذا ونحوه رفعه.
ومن ذلك قوله جلّ وعزّ: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ} كأنه قال ذاك بلاغٌ). [الكتاب: 1/381-382]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب
ما جرى مجرى الفعل وليس بفعل ولا مصدر
ولكنها أسماءٌ وضعت للفعل تدل عليه، فأجريت مجراه ما كانت في مواضعها؛ ولا يجوز فيها التقديم والتأخير؛ لأنها لا تصرف تصرف الفعل؛ كما لم تصرف إن تصرف الفعل، فألزمت موضعاً واحداً، وذلك قولك: صه ومه، فهذا إنما معناه: اسكت، واكفف، فليس بمتعدٍّ، وكذلك: وراءك وإليك، إذا حذرته شيئاً مقبلاً عليه، وأمرته أن يتأخر، فما كان من هذا القبيل فهو غير متعدٍّ. ومنها ما يتعدى وهو قولك: عليك زيدا، ودونك زيدا، إذا أغريته. وكذلك: هلم زيدا، إذا أردت: هات زيدا فهذه اللغة الحجازية: يقع هلم فيها موقع ما ذكرنا من الحروف، فيكون للواحد وللاثنين والجمع على لفظٍ واحد، كأخواتها المتقدمات. قال الله عز وجل: {والقائلين إخوانهم هلم إلينا}. فأما بنو تميم فيجعلونها فعلاً صحيحاً، ويجعلون الهاء زائدة، فيقولون: هلم يا رجل، وللاثنين: هلما، وللجماعة: هلموا، وللنساء: هلممن؛ لأن المعنى: الممن، والهاء زائدة. فأما قول الله عز وجل: {كتاب الله عليكم}، فلم ينتصب كتاب بقوله: {عليكم}، ولكن لما قال: {حرمت عليكم أمهاتكم} أعلم أن هذا مكتوبٌ عليهم، فنصب كتاب الله للمصدر؛ لأن هذا بدلٌ من اللفظ بالفعل؛ إذ كان الأول في معنى: كتب الله عليكم، وكتب عليكم. ونظير هذا قوله: {وترى الجبال تحسبها جامدةٌ وهي تمر مر السحاب صنع الله}؛ لأنه قد أعلمك بقوله: {وهي تمر مر السحاب} أن ثم فعلاً، فنصب ما بعده؛ لأنه قد جرى مجرى: صنع الله. وكذلك: {الذي أحسن كل شيءٍ خلقه}. قال الشاعر:
ما إن يمس الأرض إلا منكـبٌ = منه وحرف الساق طي المحمل
لأنه ذكر على ما يدل على أنه طيان من الطي، فكان بدلاً من قوله طوى، وكذلك قوله:
إذا رأتني سقطت أبصارها = دأب بكارٍ شايحت بكارها
لأن قوله: إذا رأتني معناه: كلما رأتني، فقد خبر أن ذلك دأبها؛ فكأنه قال: تدأب دأب بكار؛ لأنه بدل منه. ومثل هذا - إلا أن اللفظ مشتقٌّ من فعل المصدر، ولكنهما يشتبهان في الدلالة -قوله عز وجل: {وتبتل إليه تبتيلا} على: وبتل غليه، ولو كان على تبتل لكان تبتلاً. وكذلك: {والله أنبتكم من الأرض نباتاً}. لو كان على أنبت لكان إنباتاً. ولكن المعنى - والله أعلم -: أنه إذا أنبتكم نبتم نباتاً). [المقتضب: 3/202-204] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وإن قلت: سقياً قلت بعده: لفلان؛ لتبين ما تعني، وإن علم من تعني. فإن شئت أن تحذفه حذفته. ومن ذلك قول عز وجل: {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب} إنما هو: فاضربوا الرقاب ضرباً، ثم أضاف. وكذلك قوله، تبارك وتعالى: {فإما مناً بعد وإما فداءً} إنما تقديره: فإما مننتم مناً، وإما فاديتم فداءً. وكذلك {وعد الله حقاً} و{صنع الله} ). [المقتضب: 3/267-268] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقال جرير:

ما استوصف الناس من شيء يروقهم = إلا رأوا أم نوح فوق ما وصفوا
كأنها مزنة غراء رائحة = أو درة ما يواري ضوءها الصدف
المزنة: السحابة البيضاء خاصة، وجمعها مزن، قال الله جل وعز: {أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ}, فالمرأة تشبه بالسحابة لتهاديها وسهولة مرها، قال الأعشى:
كأن مشيتها من بيت جارتها = مر السحابة لا ريث ولا عجل
الريث: الإبطاء، فهذا ما تلحقه العين منها، فأما الخفة فهي كأسرع مار، وإن خفي ذلك على البصر، قال الله جل وعز: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} ). [الكامل: 2/949-950] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 08:37 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 08:38 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 08:40 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر تعالى الآية في الليل وكونه وقت سكون ووداعة لجميع الحيوان، والمهم في ذلك بنو آدم، وكون النهار مبصرا، أي: ذا إبصار، وهذا كما تقول: ليل قائم ونهار صائم، ومعنى ذلك: يقام فيه، فكذلك هذا معناه: يبصر فيه، فهو لذلك: ذا إبصار، ثم تجوز بأن قيل: "مبصرا"، فهو على النسب كعيشة راضية، والآيات في ذلك هي للمؤمنين والكافرين، هي آية لجميعهم في نفسها، لكن من حيث الانتفاع بها والنظر النافع إنما هو للمؤمنين فلذلك خصوا بالذكر). [المحرر الوجيز: 6/ 561-562]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر تبارك وتعالى يوم النفخ في الصور، وهو القرن في قول جمهور الأمة، وهو مقتضى الأحاديث، وقال مجاهد: هو كهيئة البوق، وقالت فرقة: الصور جمع صورة، كتمرة وتمر وجمرة وجمر، والأول أشهر، وفي الأحاديث المتداولة أن إسرافيل عليه السلام هو صاحب الصور، وأنه قد جثا على ركبته الواحدة وأقام الأخرى وأمال خده والتقم القرن ينتظر متى يؤمر ويؤذن له بالنفخ، وهذه النفخة المذكورة في هذه الآية هي نفخة الفزع، وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن الملك له ثلاث نفخات: نفخة الفزع، وهو فزع حياة الدنيا وليس بالفزع الأكبر، ونفخة الصعق، ونفخة القيام من القبور. وقالت فرقة: إنما هي نفختان، كأنهم جعلوا الفزع والصعق في نفخة واحدة، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: {ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون}، وقالوا: أخرى لا تقال إلا في الثانية.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والقول الأول أصح، وأخرى تقال في الثالثة، ومنه قول ربيعة بن مقروم:
ولقد شفعتهما بآخر ثالث
ومنه قوله تعالى: {ومناة الثالثة الأخرى}، وأما قول الشاعر:
جعلت لها عودين من ... نشم وآخر من ثمامه
فهو يحتمل أن يريد ثانيا أو ثالثا فلا حجة فيه.
وقوله تعالى: {ففزع} -وهو أمر لم يقع- يعد إشعارا بصحة وقوعه، وهذا معنى وضع الماضي موضع المستقبل، وقوله تعالى: {إلا من شاء الله} استثناء فيمن قضى الله تعالى من ملائكته وأنبيائه وشهداء عبيده ألا ينالهم فزع النفخ في الصور، قال أبو هريرة: هي في الشهداء، وذكر الرماني أنه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال مقاتل: هي في جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت، وإذا كان الأكبر لا ينالهم فهم حريون ألا ينالهم هذا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
على أن هذا في وقت ترقب وذلك في وقت أمن; إذ هو إطباق جهنم على أهلها.
وقرأ جمهور القراء: "وكل آتوه داخرين" على وزن فاعلوه، وقرأ حمزة، وحفص عن عاصم: "أتوه" على صيغة الفعل الماضي، وهي قراءة ابن مسعود وأهل الكوفة، وقرأ قتادة: "أتاه" على الإفراد اتباعا للفظ "كل"، وإلى هذه القراءة أشار الزجاج ولم يذكرها.
و "الداخر": المتذلل الخاضع، قال ابن عباس، وابن زيد: الداخر: الصاغر، وقرأ الحسن: "دخرين" بغير ألف، وتظاهرت الروايات بأن الاستثناء في هذه الآية إنما أريد به الشهداء; لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وهم أهل للفزع لأنهم بشر لكنهم فضلوا بالأمن في ذلك اليوم). [المحرر الوجيز: 6/ 562-564]

تفسير قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون}
هذا وصف حال الأشياء يوم القيامة عقب النفخ في الصور، والرؤية هي بالعين، وهذه الحال للجبال في أول الأمر تسير وتموج، وأمر الله تبارك وتعالى بنسفها ونفشها خلال ذلك فتصير كالعهن، ثم تصير في آخر الأمر هباء منبثا. و"الجمود": التصام في الجوهر، قال ابن عباس: "جامدة": قائمة، ونظيره قول الشاعر:
بأرعن مثل الطود تحسب أنهم وقوف لحاج والركاب تهملج
و صنع الله مصدر معرف، والعامل فيه فعل مضمر من لفظه، وقيل: هو نصب على الإغراء، بمعنى: انظروا صنع الله، و"الإتقان": الإحسان في المعمولات، وأن تكون حسانا وثيقة القوة. وقرأ أبو جعفر، وأبو عمرو، وابن عامر: "يفعلون" بالياء، وقرأ الباقون: "تفعلون" بالتاء على الخطاب). [المحرر الوجيز: 6/ 564-565]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 09:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 09:15 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى منبّهًا على قدرته التّامّة، وسلطانه العظيم، وشأنه الرّفيع الّذي تجب طاعته والانقياد لأوامره، وتصديق أنبيائه فيما جاءوا به من الحقّ الّذي لا محيد عنه، فقال {ألم يروا أنّا جعلنا اللّيل ليسكنوا فيه} أي: فيه ظلامٌ تسكن بسببه حركاتهم، وتهدأ أنفاسهم، ويستريحون من نصب التّعب في نهارهم. {والنّهار مبصرًا} أي: منيرًا مشرقًا، فبسبب ذلك يتصرّفون في المعايش والمكاسب، والأسفار والتجارات، وغير ذلك من شؤونهم الّتي يحتاجون إليها، {إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون}). [تفسير ابن كثير: 6/ 215]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويوم ينفخ في الصّور ففزع من في السّموات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه وكلٌّ أتوه داخرين (87) وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمرّ مرّ السّحاب صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيءٍ إنّه خبيرٌ بما تفعلون (88) من جاء بالحسنة فله خيرٌ منها وهم من فزعٍ يومئذٍ آمنون (89) ومن جاء بالسّيّئة فكبّت وجوههم في النّار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون (90)}.
يخبر تعالى عن هول يوم نفخة الفزع في الصّور، وهو كما جاء في الحديث: "قرنٌ ينفخ فيه". وفي حديث (الصّور) أنّ إسرافيل هو الّذي ينفخ فيه بأمر اللّه تعالى، فينفخ فيه أوّلًا نفخة الفزع ويطوّلها، وذلك في آخر عمر الدّنيا، حين تقوم السّاعة على شرار النّاس من الأحياء، فيفزع من في السّموات ومن في الأرض {إلا من شاء اللّه}، وهم الشّهداء، فإنّهم أحياءٌ عند ربّهم يرزقون.
قال الإمام مسلم بن الحجّاج: حدّثنا عبيد اللّه بن معاذ العنبريّ، حدّثنا أبي، حدّثنا شعبة، عن النّعمان بن سالمٍ: سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعودٍ الثّقفيّ، سمعت عبد اللّه بن عمرٍو، رضي اللّه عنه، وجاءه رجلٌ فقال: ما هذا الحديث الّذي تحدث إنّ السّاعة تقوم إلى كذا وكذا؟ فقال: سبحان اللّه -أو: لا إله إلّا اللّه -أو كلمةً نحوهما -لقد هممت ألّا أحدّث أحدًا شيئًا أبدًا، إنّما قلت: إنّكم سترون بعد قليلٍ أمرًا عظيمًا يخرّب البيت، ويكون ويكون. ثمّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يخرج الدّجّال في أمّتي فيمكث أربعين -[لا أدري أربعين] يومًا، أو أربعين شهرًا، أو أربعين عامًا -فيبعث الله عيسى بن مريم كأنّه عروة بن مسعودٍ، فيطلبه فيهلكه. ثمّ يمكث النّاس سبع سنين، ليس بين اثنين عداوةٌ، ثمّ يرسل اللّه ريحًا باردةً من قبل الشّام، فلا يبقى على وجه الأرض أحدٌ في قلبه مثقال ذرّةٍ من خيرٍ أو إيمانٍ إلّا قبضته، حتّى لو أنّ أحدهم دخل في كبد جبلٍ لدخلته عليه حتّى تقبضه". قال: سمعتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: "فيبقى شرار النّاس في خفّة الطّير وأحلام السّباع، لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا، فيتمثّل لهم الشّيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دارٌّ رزقهم، حسنٌ عيشهم. ثمّ ينفخ في الصّور فلا يسمعه أحدٌ إلّا أصغى ليتًا [ورفع ليتًا]. قال: "وأوّل من يسمعه رجلٌ يلوط حوض إبله". قال: "فيصعق ويصعق النّاس، ثمّ يرسل اللّه -أو قال: ينزل اللّه مطرًا كأنّه الطّل -أو قال: الظّلّ -نعمان الشّاكّ -فتنبت منه أجساد النّاس، ثمّ ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون. ثمّ يقال: يا أيّها النّاس، هلمّوا إلى ربّكم، وقفوهم إنّهم مسؤولون. ثمّ يقال: أخرجوا بعث النّار. فيقال: من كم؟ فيقال: من كلّ ألفٍ تسعمائةٍ وتسعةً وتسعين". قال: "فذلك يومٌ يجعل الولدان شيبًا، وذلك يوم يكشف عن ساقٍ".
وقوله: ثمّ ينفخ في الصّور فلا يسمعه أحدٌ إلّا أصغى ليتًا ورفع ليتًا" اللّيت: هو صفحة العنق، أي: أمال عنقه ليستمعه من السّماء جيّدًا.
فهذه نفخة الفزع. ثمّ بعد ذلك نفخة الصّعق، وهو الموت. ثمّ بعد ذلك نفخة القيام لربّ العالمين، وهو النّشور من القبور لجميع الخلائق؛ ولهذا قال: {وكلٌّ أتوه داخرين} -قرئ بالمدّ، وبغيره على الفعل، وكلٌ بمعنًى واحدٍ -و {داخرين} أي: صاغرين مطيعين، لا يتخلف أحد عن أمره، كما قال تعالى: {يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده} [الإسراء: 52]، وقال {ثمّ إذا دعاكم دعوةً من الأرض إذا أنتم تخرجون} [الرّوم: 25]. وفي حديث الصّور: أنّه في النّفخة الثّالثة يأمر اللّه الأرواح، فتوضع في ثقبٍ في الصّور، ثمّ ينفخ إسرافيل فيه بعدما تنبت الأجساد في قبورها وأماكنها، فإذا نفخ في الصّور طارت الأرواح، تتوهّج أرواح المؤمنين نورًا، وأرواح الكافرين ظلمة، فيقول اللّه، عزّ وجلّ: وعزّتي وجلالي لترجعنّ كلّ روحٍ إلى جسدها. فتجيء الأرواح إلى أجسادها، فتدبّ فيها كما يدب السّمّ في اللّديغ، ثمّ يقومون فينفضون التّراب من قبورهم، قال اللّه تعالى: {يوم يخرجون من الأجداث سراعًا كأنّهم إلى نصبٍ يوفضون} [المعارج: 43]). [تفسير ابن كثير: 6/ 216-217]

تفسير قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقوله: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمرّ مرّ السّحاب} أي: تراها كأنّها ثابتةٌ باقيةٌ على ما كانت عليه، وهي تمرّ مرّ السّحاب، أي: تزول عن أماكنها، كما قال تعالى: {يوم تمور السّماء مورًا وتسير الجبال سيرًا} [الطّور: 9، 10]، وقال {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفًا فيذرها قاعًا صفصفًا لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا} [طه: 105، 107]، وقال تعالى: {ويوم نسيّر الجبال وترى الأرض بارزةً} [الكهف: 47].
وقوله: {صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيءٍ} أي: يفعل ذلك بقدرته العظيمة الّذي قد أتقن كلّ ما خلق، وأودع فيه من الحكمة ما أودع، {إنّه خبيرٌ بما تفعلون} أي: هو عليمٌ بما يفعل عباده من خيرٍ وشرٍّ فيجازيهم عليه). [تفسير ابن كثير: 6/ 217]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة