العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النساء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 ربيع الثاني 1434هـ/21-02-2013م, 11:19 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة النساء [ من الآية (26) إلى الآية (28) ]

تفسير سورة النساء
[ من الآية (26) إلى الآية (28) ]


بسم الله الرحمن الرحيم
{يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا (28)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 07:21 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يريد اللّه ليبيّن لكم ويهديكم سنن الّذين من قبلكم ويتوب عليكم واللّه عليمٌ حكيمٌ}.
يعني جلّ ثناؤه بقوله: {يريد اللّه ليبيّن لكم} حلاله وحرامه {ويهديكم سنن الّذين من قبلكم} يقول: وليسدّدكم سنن الّذين من قبلكم، يعني: سبل من قبلكم من أهل الإيمان باللّه وأنبيائه ومناهجهم، فيما حرّم عليكم من نكاح الأمّهات والبنات والأخوات، وسائر ما حرّم عليكم في الآيتين اللّتين بيّن فيهما ما حرم من النّساء {ويتوب عليكم} يقول: يريد اللّه أن يرجع بكم إلى طاعته في ذلك ممّا كنتم عليه من معصيته في فعلكم ذلك قبل الإسلام، وقبل أن يوحي ما أوحى إلى نبيّه من ذلك عليكم، ليتجاوز لكم بتوبتكم عمّا سلف منكم من قبيح ذلك قبل إنابتكم وتوبتكم. {واللّه عليمٌ} يقول: واللّه ذو علمٍ بما يصلح عباده في أديانهم ودنياهم، وغير ذلك من أمورهم، وبما يأتون ويذرون ما أحلّ أو حرم عليهم حافظٌ ذلك كلّه عليهم، حكيمٌ بتدبيره فيهم في تصريفهم فيما صرفهم فيه.
واختلف أهل العربيّة في معنى قوله: {يريد اللّه ليبيّن لكم} فقال بعضهم: معنى ذلك: يريد اللّه هذا من أجل أن يبيّن لكم، وقال: ذلك كما قال: {وأمرت لأعدل بينكم} بكسر اللاّم، لأنّ معناه: أمرت بهذا من أجل ذلك
وقال آخرون: معنى ذلك: يريد اللّه أن يبيّن لكم، ويهديكم سنن الّذين من قبلكم؛ وقالوا: من شأن العرب التّعقيب بين كي ولام كي وأن، ووضع كلّ واحدةٍ منهنّ موضع كلّ واحدةٍ من أختها مع أردت وأمرت، فيقولون: أمرتك أن تذهب ولتذهب، وأردت أن تذهب ولتذهب، كما قال اللّه جلّ ثناؤه: {وأمرنا لنسلم لربّ العالمين}
وقال في موضعٍ آخر: {أمرت أن أكون أوّل من أسلم}. وكما قال: {يريدون ليطفئوا نور اللّه} ثمّ قال في موضعٍ آخر: {أمرت أن أكون أوّل من أسلم}. {يريدون أن يطفئوا} واعتلّوا في توجيههم أن مع أمرت وأردت إلى معنى كي وتوجيه كي مع ذلك إلى معنى أن لطلب أردت وأمرت الاستقبال، وأنّها لا يصلح معها الماضي لا يقال: أمرتك أن قمت ولا أردت أن قمت. قالوا: فلمّا كانت أن قد تكون مع الماضي في غير أردت وأمرت، وكدوا لها معنى الاستقبال بما لا يكون معه ماضٍ من الأفعال بحالٍ، من كي واللاّم الّتي في معنى كي؛ قالوا: وكذلك جمعت العرب بينهنّ أحيانًا في الحرف الواحد، فقال قائلهم في الجمع:.
أردت لكيما أن تطير بقربتي = فتتركها شنًّا ببيداء بلقع
فجمع بينهنّ لاتّفاق معانيهنّ واختلاف ألفاظهنّ
كما قال الآخر:
قد يكسب المال الهدان الجافي = بغير لا عصفٍ ولا اصطراف
فجمع بين غيرٍ ولا، توكيدًا للنّفي؛ قالوا: وإنّما يجوز أن يجعل أن مكان كي، وكي مكان أن في الأماكن الّتي لا يصحب جالب ذلك ماضٍ من الأفعال أو غير المستقبل؛ فأمّا ما صحبه ماضٍ من الأفعال وغير المستقبل فلا يجوز ذلك. لا يجوز عندهم أن يقال: طننت ليقوم ولا أظنّ ليقوم، بمعنى: أظنّ أن يقوم، لأنّ الّتي تدخل مع الظّنّ تكون مع الماضي من الفعل، يقال: أظنّ أن قد قام زيدٌ ومع المستقبل ومع الأسماء
قال أبو جعفرٍ: وأولى القولين في ذلك بالصّواب عندي قول من قال: إنّ اللاّم في قوله {يريد اللّه ليبيّن لكم} بمعنى: يريد اللّه أن يبيّن لكم؛ لما ذكرت من علّة من قال: إنّ ذلك كذلك). [جامع البيان: 6/618-621]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يريد اللّه ليبيّن لكم ويهديكم سنن الّذين من قبلكم ويتوب عليكم واللّه عليمٌ حكيمٌ (26)
قوله تعالى: يريد اللّه ليبيّن لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم. [5169]
قرأت على محمّد بن الفضل، ثنا محمّد بن عليٍّ، أنبأ محمّد بن مزاحمٍ، عن بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان: قوله: يريد اللّه ليبيّن لكم ويهديكم سنن الّذين من قبلكم: من تحريم الأمّهات والبنات، كذلك كان سنّة الّذين من قبلكم، ثمّ قال: واللّه يريد أن يتوب عليكم). [تفسير القرآن العظيم: 3/925]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن أبي الدنيا في التوبة والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال: ثماني آيات نزلت في سورة النساء هن خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت أولهن {يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم} والثانية {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما} والثالثة {يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا} والرابعة (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما) (النساء الآية 31) والخامسة (إن الله لا يظلم مثقال ذرة) (النساء الآية 40) الآية، والسادسة (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله) (النساء الآية 110) الآية، والسابعة (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر) (النساء الآية 48) الآية، والثامنة (والذين آمنوا بالله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤيتهم أجورهم وكان الله) للذين عملوا من الذنوب (غفورا رحيما) (النساء الآية 152).
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان {يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم} من تحريم الأمهات والبنات كذلك كان سنة الذين من قبلكم وفي قوله {أن تميلوا ميلا عظيما} قال: الميل العظيم أن اليهود يزعمون أن نكاح الأخت من الأب حلال من الله). [الدر المنثور: 4/345-346]

تفسير قوله تعالى: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) )
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {ويريد الّذين يتّبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً} قال: الشّهوات: الزّنا). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 81]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {ميلاً عظيماً} يريدون أن تزنوا). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 81]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واللّه يريد أن يتوب عليكم ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات أن تميلوا ميلاً عظيمًا}
يعني بذلك تعالى ذكره: واللّه يريد أن يراجع بكم طاعته، والإنابة إليه، ليعفو لكم عمّا سلف من آثامكم، ويتجاوز لكم عمّا كان منكم في جاهليّتكم من استحلالكم ما هو حرامٌ عليكم من نكاح حلائل آبائكم وأبنائكم، وغير ذلك ممّا كنتم تستحلّونه وتأتونه، ممّا كان غير جائزٍ لكم إتيانه من معاصي اللّه {ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات} يقول: يريد الّذين يطلبون لذّات الدّنيا وشهوات أنفسهم فيها، أن تميلوا عن أمر اللّه تبارك وتعالى، فتجوروا عنه بإتيانكم ما حرّم عليكم وركوبكم معاصيه {ميلاً عظيمًا} جورًا وعدولاً عنه شديدًا.
واختلف أهل التّأويل في الّذين وصفهم اللّه بأنّهم يتّبعون الشّهوات، فقال بعضهم: هم الزّناة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات} قال: الزّنا. {أن تميلوا ميلاً عظيمًا} قال: يريدون أن تزنوا.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ. {ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات أن تميلوا ميلاً عظيمًا} أن تكونوا مثلهم تزنون كما يزنون.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين. قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات} قال: الزّنا. {أن تميلوا ميلاً عظيمًا} قال: يزني أهل الإسلام كما يزنون. قال: هي كهيئة {ودّوا لو تدهن فيدهنون}.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا يحيى بن أبي زائدة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات} قال: الزّنا. {أن تميلوا} قال: أن تزنوا.
وقال آخرون: بل هم اليهود والنّصارى.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات} قال: هم اليهود والنّصارى {أن تميلوا ميلاً عظيمًا}
وقال آخرون: بل هم اليهود خاصّةً، وكانت إرادتهم من المسلمين اتّباع شهواتهم في نكاح الأخوات من الأب، وذلك أنّهم يحلّون نكاحهنّ، فقال اللّه تبارك وتعالى للمؤمنين: ويريد الّذين يحلّلون نكاح الأخوات من الأب، أن تميلوا عن الحقّ، فتستحلّوهنّ كما استحلّوا.
وقال آخرون: معنى ذلك: كلّ متّبعٍ شهوةً في دينه لغير الّذي أبيح له.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: سمعت ابن زيدٍ، يقول في قوله: {ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات} الآية، قال: يريد أهل الباطل وأهل الشّهوات في دينهم {أن تميلوا} في دينكم {ميلاً عظيمًا} تتّبعون أمر دينهم، وتتركون أمر اللّه وأمر دينكم.
قال أبو جعفرٍ: وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: ويريد الّذين يتّبعون شهوات أنفسهم من أهل الباطل، وطلاّب الزّنا، ونكاح الأخوات من الآباء، وغير ذلك ممّا حرّمه اللّه أن تميلوا عن الحقّ، وعمّا أذن اللّه لكم فيه، فتجوروا عن طاعته إلى معصيته وتكونوا أمثالهم في اتّباع شهوات أنفسكم فيما حرّم اللّه وترك طاعته، ميلاً عظيمًا.
وإنّما قلنا ذلك أولى بالصّواب، لأنّ اللّه عزّ وجلّ عمّ بقوله: {ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات} فوصفهم باتّباع شهوات أنفسهم المذمومة، وعمّهم بوصفهم بذلك من غير وصفهم باتّباع بعض الشّهوات المذمومة. فإذ كان ذلك كذلك، فأولى المعاني بالآية ما دلّ عليه ظاهرها دون باطنها الّذي لا شاهد عليه من أصلٍ أو قياسٍ. وإذ كان ذلك كذلك كان داخلا في الّذين يتّبعون الشّهوات اليهود والنّصارى والزّناة وكلّ متّبعٍ باطلاً، لأنّ كلّ متّبعٍ ما نهاه اللّه عنه فمتّبعٌ شهوة نفسه. فإذ كان ذلك بتأويل الآية أولى، وجبت صحّة ما اخترنا من القول في تأويل ذلك). [جامع البيان: 6/621-624]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (واللّه يريد أن يتوب عليكم ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات أن تميلوا ميلًا عظيمًا (27)
قوله تعالى: واللّه يريد أن يتوب عليكم
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قال: مبدأ التّوبة من اللّه.
قوله تعالى: ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات قال: هم اليهود والنصارى.
قوله تعالى: الشّهوات
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ
قوله: يتّبعون الشّهوات قال: الزّنا- وروي عن ابن عيينة نحو ذلك.
قوله تعالى: أن تميلوا ميلا عظيماً
- وبه عن مجاهدٍ
قوله ميلا عظيماً قال: تريدون أن تزنوا.
- قرأت على محمّد بن الفضل، ثنا محمّد بن عليٍّ، أنبأ محمّد بن مزاحمٍ، عن بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان قوله: أن تميلوا ميلا عظيماً والميل العظيم: أنّ اليهود يزعمون أنّ نكاح الأخت من الأب حلالٌ من اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 3/925-926]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ويريد الذين يتبعون الشهوات يعني الزناة أن تميلوا يقول أن تزنوا). [تفسير مجاهد: 153]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي {ويريد الذين يتبعون الشهوات} قال: هم اليهود والنصارى.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {ويريد الذين يتبعون الشهوات} قال: الزنا {أن تميلوا ميلا عظيما} قال: يريدون أن تكونوا مثلهم تزنون كما يزنون.
وأخرج ابن المنذر من وجه آخر عن مجاهد عن ابن عباس {ويريد الذين يتبعون الشهوات} قال: الزنا). [الدر المنثور: 4/346]

تفسير قوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى وخلق الإنسان ضعيفا قال في أمر النساء قال ليس يكون الإنسان في شيء أضعف منه في أمر النساء قال يريد عند الوطء إنه أضعف ما يكون الرجل بعد أليس كذلك قال سلمة). [تفسير عبد الرزاق: 1/154]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن معمر بن راشدٍ عن طاؤس {وخلق الانسان ضعيفا} قال: من أمر النساء [الآية: 28]). [تفسير الثوري: 93]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {يريد اللّه أن يخفف عنكم} في نكاح الأمة وفي كلّ شيءٍ فيه يسر). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 83]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
(القول في تأويل قوله تعالى: {يريد اللّه أن يخفّف عنكم وخلق الإنسان ضعيفًا}
يعني جلّ ثناؤه بقوله: {يريد اللّه أن يخفّف عنكم} يريد اللّه أن ييسّر عليكم بإذنه لكم في نكاح الفتيات المؤمنات إذا لم تستطيعوا طولاً لحرّةٍ. {وخلق الإنسان ضعيفًا} يقول: يسّر ذلك عليكم إذا كنتم غير مستطيعي الطّول للحرائر، لأنّكم خلقتم ضعفاء عجزةً عن ترك جماع النّساء قليلي الصّبر عنه، فأذن لكم في نكاح فتياتكم المؤمنات، عند خوفكم العنت على أنفسكم، ولم تجدوا طولاً لحرّةٍ لئلاّ تزنوا، لقلّة صبركم على ترك جماع النّساء.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {يريد اللّه أن يخفّف، عنكم} في نكاح الأمة، وفي كلّ شيءٍ فيه يسرٌ.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن طاووسٍ، عن أبيه: {وخلق الإنسان ضعيفًا} قال: في أمر الجماع.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا سفيان، عن ابن طاووسٍ، عن أبيه: {وخلق الإنسان ضعيفًا} قال: في أمر النّساء.
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن ابن طاووسٍ، عن أبيه: {وخلق الإنسان ضعيفًا} قال: في أمور النّساء، ليس يكون الإنسان في شيءٍ أضعف منه في النّساء.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {يريد اللّه أن يخفّف عنكم} قال: رخّص لكم في نكاح هؤلاء الإماء حين اضطرّوا إليهنّ {وخلق الإنسان ضعيفًا} قال: لو لم يرخّص له فيها لم يكن إلاّ الأمر الأوّل إذا لم يجد حرّةً). [جامع البيان: 6/624-625]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يريد اللّه أن يخفّف عنكم وخلق الإنسان ضعيفًا (28)
قوله تعالى: يريد اللّه أن يخفّف عنكم
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ
قوله: يريد اللّه أن يخفّف عنكم يقول: في نكاح الأمة وفي كلّ شيءٍ فيه يسرٌ.
قوله تعالى: وخلق الإنسان ضعيفاً
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا يحيى بن يمانٍ، عن سفيان، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه وخلق الإنسان ضعيفاً قال: في شأن النّساء أي: لا يصبر عنهنّ
- حدّثنا محمّد بن إسماعيل الأحمسيّ، ثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه وخلق الإنسان ضعيفاً قال: في أمر النّساء
قال وكيعٌ: يذهب عقله عندهنّ). [تفسير القرآن العظيم: 3/926]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يريد الله أن يخفف عنكم يعني في نكاح الإماء وفي كل شيء رخص فيه). [تفسير مجاهد: 153]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {يريد الله أن يخفف عنكم} يقول: في نكاح الأمة وفي كل شيء فيه يسر.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن طاووس {وخلق الإنسان ضعيفا} قال: في أمر النساء ليس يكون الإنسان في شيء أضعف منه في النساء، قال وكيع: يذهب عقله عندهن.
وأخرج الخرائطي في اعتلال القلوب، عن طاووس في قوله {وخلق الإنسان ضعيفا} قال: إذا نظر إلى النساء لم يصبر.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد {يريد الله أن يخفف عنكم} قال: رخص لكم في نكاح الإماء حين تضطرون إليهن {وخلق الإنسان ضعيفا} قال: لو لم يرخص له فيها لم يكن إلا الأمر الأول إذا لم يجد حرة). [الدر المنثور: 4/347]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 08:59 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله:
{يريد اللّه ليبيّن لكم...}
وقال في موضع آخر
{والله يريد أن يتوب عليكم}، والعرب تجعل اللام التي على معنى كي في موضع أن في أردت وأمرت، فتقول: أردت أن تذهب، وأردت لتذهب، وأمرتك أن تقوم، وأمرتك لتقوم؛ قال الله تبارك وتعالى: {وأمرنا لنسلم لربّ العالمين}، وقال في موضع آخر {قل إني أمرت أن أكون أوّل من أسلم}.

وقال {يريدون ليطفئوا} و{أن يطفئوا} وإنما صلحت اللام في موضع أن في (أمرتك) وأردت لأنهما يطلبان المستقبل ولا يصلحان مع الماضي؛ ألا ترى أنك تقول: أمرتك أن تقوم، ولا يصلح أمرتك أن قمت، فلما رأوا (أن) في غير هذين تكون للماضي والمستقبل استوثقوا لمعنى الاستقبال بكي وباللام التي في معنى كي، وربما جمعوا بين ثلاثهن؛ أنشدني أبو ثروان:
أردت لكيما لا ترى لي عثرةً * ومن ذا الذي يعطى الكمال فيكمل
فجمع (بين اللام وبين كي).

وقال الله تبارك وتعالى: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم}.
وقال الآخر في الجمع بينهن:
أردت لكيما أن تطير بقربتي * فتتركها شنّا ببيداء بلقع
وإنما جمعوا بينهنّ لاتفاقهنّ في المعنى واختلاف لفظهن؛ كما قال رؤبة:
* بغير لا عصفٍ ولا اصطراف *
وربما جمعوا بين: ما ولا وإن التي على معنى الجحد؛ أنشدني الكسائي في بعض البيوت: (لا ما إن رأيت مثلك) فجمع بين ثلاثة أحرف.
وربما جعلت العرب: اللام مكان (أن) فيما أشبه (أردت وأمرت) مما يطلب المستقبل؛ أنشدني الأنفيّ من بني أنف الناقة من بني سعد:
ألم تسأل الأنفيّ يوم يسوقني * ويزعم أني مبطل القول كاذبه
أحاول إعناتي بما قال أم رجا * ليضحك مني أو ليضحك صاحبه
والكلام: رجا أن يضحك مني، ولا يجوز: ظننت لتقوم، وذلك أنّ (أن) التي تدخل مع الظنّ تكون مع الماضي من الفعل، فتقول: أظنّ (أن قد) قام زيد، ومع المستقبل، فتقول: أظنّ أن سيقوم زيد، ومع الأسماء فتقول: أظنّ أنك قائم، فلم تجعل اللام في موضعها ولا كي في موضعها إذ لم تطلب المستقبل وحده، وكلما رأيت (أن) تصلح مع المستقبل والماضي فلا تدخلنّ عليها كي ولا اللام). [معاني القرآن: 1/261-263]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {سنن الّذين من قبلكم} أي: سبل الذين من قبلكم). [مجاز القرآن: 1/124]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): (
{يريد اللّه ليبيّن لكم ويهديكم سنن الّذين من قبلكم ويتوب عليكم واللّه عليمٌ حكيمٌ}
قال:
{يريد اللّه ليبيّن لكم ويهديكم} يقول: "وليهديكم}" ومعناه: يريد كذا وكذا ليبين لكم، وإن شئت أوصلت الفعل باللام إلى "أن" المضمرة بعد اللام نحو {إن كنتم للرّؤيا تعبرون} وكما قال: {وأمرت لأعدل بينكم} فكسر اللام، أي: أمرت من أجل ذلك). [معاني القرآن: 1/198-199]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله:
{يريد اللّه ليبيّن لكم ويهديكم سنن الّذين من قبلكم ويتوب عليكم واللّه عليم حكيم}
قال الكوفيون: معنى اللام معنى أن، وأردت، وأمرت، تطلبان المستقبل، لا يجوز أن تقول: أردت أن قصت، ولا أمرت أن قمت، ولم يقولوا لم لا يجوز ذلك، وهذا غلط أن تكون لام الجر تقوم مقام " أن " وتؤدي معناها، لأن ما كان في معنى أن دخلت عليه اللام.
تقول: جئتك لكي تفعل كذا وكذا، وجئت لكي تفعل كذا وكذا، وكذلك اللام في قوله: {يريد اللّه ليبيّن لكم} كاللّام في كي.

المعنى: أراده اللّه عزّ وجلّ للتبيين لكم.

أنشد أهل اللغة:
أردت لكيما لا ترى لي عبرة... ومن ذا الذي يعطي الكمال فيكمل
وأنشدنا محمد بن يزيد المبرد:
أردت لكيما يعلم الناس أنها... سراويل قيسر والوفود شهود
فأدخل هذه اللام على " كي "، ولو كانت بمعنى أن لم تدخل اللام عليها، وكذلك أردت لأن تقوم، وأمرت لأن أكون مطيعا.
وهذا كقوله تعالى:
{إن كنتم للرّؤيا تعبرون} أي: إن كنتم عبارتكم للرؤيا، وكذلك قوله - عزّ وجلّ - أيضا: {للّذين هم لربّهم يرهبون} أي: الذين هم رهبتهم لربّهم.
وقوله:
{ويهديكم سنن الّذين من قبلكم} أي: يدلكم على طاعته كما دل الأنبياء والذين اتبعوهم من قبلكم.
ومعنى {سنن الّذين من قبلكم}، أي: طرق الذين من قبلكم، وقد بيّنّا ذلك فيما سلف من الكتاب). [معاني القرآن: 2/42-43]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {ويهديكم سنن الذين من قبلكم} أي: طرق الأنبياء والصالحين قبلكم لتتبعوها). [معاني القرآن: 2/68]


تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله:
{واللّه يريد أن يتوب عليكم ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات أن تميلوا ميلا عظيما} أي: يدلكم بطاعته على ما يكون سببا لتوبتكم التي يغفر لكم بها ما سلف من ذنوبكم.
{ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات أن تميلوا ميلا عظيما} أي: أن تعدلوا عن القصد). [معاني القرآن: 2/43-44]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز:
{ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما} أي: يريدون أن تعدلوا عن القصد والحق). [معاني القرآن: 2/69]

تفسير قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يريد الله أن يخفّف عنكم} إيجاب). [مجاز القرآن: 1/124]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله:
{يريد اللّه أن يخفّف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا}
{وخلق الإنسان ضعيفا} أي: يستميله هواه). [معاني القرآن: 2/44]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز:
{يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا} قال طاووس: خلق ضعيفا في أمر النساء خاصة.
وروي عن ابن عباس أنه قرأ {وخلق الإنسان ضعيفا} أي: خلق الله الإنسان ضعيفا). [معاني القرآن: 2/69]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 09:55 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي المجموع

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)}


تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27)}

تفسير قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)}

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 08:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 08:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 08:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 08:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: يريد اللّه ليبيّن لكم ويهديكم سنن الّذين من قبلكم ويتوب عليكم واللّه عليمٌ حكيمٌ (26) واللّه يريد أن يتوب عليكم ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً (27) يريد اللّه أن يخفّف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً (28)
اختلف النحاة في اللام من قوله: ليبيّن فمذهب سيبويه رحمه الله: أن التقدير «لأن يبين» والمفعول مضمر، تقديره: يريد الله هذا، فإن كانت لام الجر أو لام كي فلا بد فيهما من تقدير «أن» لأنهما لا يدخلان إلا على الأسماء وقال الفراء والكوفيون: اللام نفسها بمنزلة «أن» وهو ضعيف، ونظير هذه اللام قول الشاعر: [الطويل] أريد لأنسى ذكرها وقال بعض النحاة: التقدير إرادتي لأنسى. ويهديكم بمعنى: يرشدكم، لا يتوجه غير ذلك، بقرينة السنن، وال سنن: الطرق ووجوه الأمور وأنحاؤها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويظهر من قوة هذا الكلام أن شرعتنا في المشروعات كشرعة من قبلنا، وليس ذلك كذلك، وإنما هذه الهداية في أحد أمرين، إما في أنّا خوطبنا في كل قصة نهيا وأمرا، كما خوطبوا هم أيضا في قصصهم، وشرع لنا كما شرع لهم، فهدينا سننهم في ذلك، وإن اختلفت أحكامنا وأحكامهم، والأمر الثاني أن هدينا سننهم في أن أطعنا وسمعنا كما سمعوا وأطاعوا، فوقع التماثل من هذه الجهة، والذين من قبلنا: هم المؤمنون في كل شريعة، وتوبة الله على عبده هي رجوعه به عن المعاصي إلى الطاعات وتوفيقه له، وحسن عليمٌ هنا بحسب ما تقدم من سنن الشرائع وموضع المصالح وحكيمٌ أي مصيب بالأشياء مواضعها بحسب الحكمة والإتقان). [المحرر الوجيز: 2/525-526]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وتكرار إرادة الله تعالى التوبة على عباده تقوية للإخبار الأول، وليس المقصد في هذه الآية إلا الإخبار عن إرادة الذين يتبعون الشهوات، فقدمت إرادة الله توطئة، مظهرة لفساد إرادة متبعي الشهوات، واختلف المتأولون في متبعي الشهوات، فقال مجاهد: هم الزناة، وقال السدي: هم اليهود والنصارى، وقالت فرقة: هم اليهود خاصة، لأنهم أرادوا أن يتبعهم المسلمون في نكاح الأخوات من الأب، وقال ابن زيد:
ذلك على العموم في هؤلاء، وفي كل متبع شهوة، ورجحه الطبري، وقرأ الجمهور «ميلا» بسكون الياء، وقرأ الحسن بن أبي الحسن «ميلا» بفتح الياء). [المحرر الوجيز: 2/526]

تفسير قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) }
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: يريد اللّه أن يخفّف عنكم المقصد الظاهر بهذه الآية أنها في تخفيف الله تعالى ترك نكاح الإماء بإباحة ذلك، وأن إخباره عن ضعف الإنسان إنما هو في باب النساء، أي لما علمنا ضعفكم عن الصبر عن النساء خففنا عنكم بإباحة الإماء، وكذلك قال مجاهد وابن زيد وطاوس، وقال طاوس: ليس يكون الإنسان في شيء أضعف منه في أمر النساء.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ثم بعد هذا المقصد تخرج الآية في مخرج التفضل، لأنها تتناول كل ما خفف الله تعالى عن عباده، وجعله الدين يسرا، ويقع الإخبار عن ضعف الإنسان عاما، حسبما هو في نفسه ضعيف يستميله هواه في الأغلب والإنسان رفع على ما لم يسم فاعله، وضعيفاً حال، وقرأ ابن عباس ومجاهد «وخلق الإنسان» على بناء الفعل للفاعل وضعيفاً حال أيضا على هذه القراءة، ويصح أن يكون خلق بمعنى جعل، فيكسبها ذلك قوة التعدي إلى مفعولين، فيكون قوله ضعيفاً مفعولا ثانيا). [المحرر الوجيز: 2/526-527]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 08:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 جمادى الآخرة 1435هـ/13-04-2014م, 08:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يريد اللّه ليبيّن لكم ويهديكم سنن الّذين من قبلكم ويتوب عليكم واللّه عليمٌ حكيمٌ (26) واللّه يريد أن يتوب عليكم ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات أن تميلوا ميلا عظيمًا (27) يريد اللّه أن يخفّف عنكم وخلق الإنسان ضعيفًا (28)}
يخبر تعالى أنّه يريد أن يبيّن لكم -أيّها المؤمنون-ما أحلّ لكم وحرّم عليكم، ممّا تقدّم ذكره في هذه السّورة وغيرها، {ويهديكم سنن الّذين من قبلكم} يعني: طرائقهم الحميدة واتّباع شرائعه الّتي يحبّها ويرضاها {ويتوب عليكم} أي من الإثم والمحارم، {واللّه عليمٌ حكيمٌ} أي في شرعه وقدره وأفعاله وأقواله). [تفسير القرآن العظيم: 2/267]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {[واللّه يريد أن يتوب عليكم] ويريد الّذين يتّبعون الشّهوات أن تميلوا ميلا عظيمًا} أي: يريد أتباع الشّياطين من اليهود والنّصارى والزّناة {أن تميلوا} يعني: عن الحقّ إلى الباطل {ميلا عظيمًا} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/267]

تفسير قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {يريد اللّه أن يخفّف عنكم} أي: في شرائعه وأوامره ونواهيه وما يقدّره لكم، ولهذا أباح [نكاح] الإماء بشروطه، كما قال مجاهدٌ وغيره: {خلق الإنسان ضعيفًا} فناسبه التّخفيف؛ لضعفه في نفسه وضعف عزمه وهمّته.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا محمّد بن إسماعيل [الأحمسيّ] حدّثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه: {خلق الإنسان ضعيفًا} أي: في أمر النّساء، وقال وكيعٌ: يذهب عقله عندهنّ.
وقال موسى الكليم عليه الصّلاة والسّلام لنبيّنا صلوات اللّه وسلامه عليه ليلة الإسراء حين مرّ عليه راجعًا من عند سدرة المنتهى، فقال له: ماذا فرض عليكم ؟ فقال: "أمرني بخمسين صلاةً في كلّ يومٍ وليلةٍ" فقال له: ارجع إلى ربّك فاسأله التّخفيف؛ فإنّ أمّتك لا تطيق ذلك، فإنّي قد بلوت النّاس قبلك على ما هو أقلّ من ذلك فعجزوا، وإنّ أمّتك أضعف أسماعًا وأبصارًا وقلوبًا، فرجع فوضع عشرًا، ثمّ رجع إلى موسى فلم يزل كذلك حتّى بقيت خمسًا [قال اللّه عزّ وجلّ: "هنّ خمسٌ وهنّ خمسون، الحسنة بعشر أمثالها"] الحديث). [تفسير القرآن العظيم: 2/267-268]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة