العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء عم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 جمادى الآخرة 1434هـ/22-04-2013م, 09:51 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي تفسير سورة النازعات [ من الآية (27) إلى الآية (33) ]

{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:07 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا}، يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ للمُكَذِّبِينَ بالبَعْثِ مِنْ قُرَيْشٍ القائِلِينَ: {أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً قَالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}: أَأَنْتُمْ أيُّها الناسُ أشدُّ خَلْقاً، أم السماءُ بَنَاهَا رَبُّكُم؟ فإِنَّ مَنْ بنَى السماءَ فرَفَعَها سَقْفاً، هَيِّنٌ عليهِ خَلْقُكم وخَلْقُ أمثالِكم، وإحياؤُكم بعدَ مَمَاتِكم، وليسَ خَلْقُكم بعدَ مَمَاتِكم بأشَدَّ مِنْ خَلْقِ السماءِ. وعُنِيَ بقولِهِ: {بَنَاهَا}: رَفَعَهَا، فجَعَلَهَا للأرْضِ سَقْفاً). [جامع البيان: 24/ 88]

تفسير قوله تعالى: {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا}، يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ: فسَوَّى السماءَ، فَلا شَيْءَ أَرْفَعَ مِنْ شَيْءٍ، ولا شَيْءَ أَخْفَضَ مِنْ شيءٍ، ولكنْ جميعُها مُسْتَوٍ في الارتِفاعِ والامْتِدادِ.
وبنَحْوِ الذي قُلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأوِيلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سعيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قولُهُ: {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا}، يَقُولُ: رَفَعَ بِناءَهَا فسَوَّاها.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقاءُ، جَميعاً عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ: قولُهُ: {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا}، قالَ: رَفَعَ بِنَاءَهَا بغيرِ عَمَدٍ.
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عنْ عَلِيٍّ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: قولُهُ: {رَفَعَ سَمْكَهَا}، يَقُولُ: بُنْيَانَهَا). [جامع البيان: 24/ 88-89]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: نا آدم قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {رفع سمكها}؛ يعني بنيانها بغير عمد). [تفسير مجاهد: 728]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {سَمْكَهَا}: بِنَاءَهَا بِغَيْرِ عَمَدٍ، ثَبَتَ هَذَا هنا للنَّسَفِيِّ وحدَهُ وقد تقدَّمَ في بَدْءِ الخَلقِ). [فتح الباري: 8/ 690]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {سَمْكَهَا}: بَنَاهَا بِغَيْرِ عَمَدٍ.
أَشَارَ به إِلَى قولِهِ تَعَالَى: {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَّوَاهَا}، وفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: بَنَاهَا بِغَيْرِ عَمَدٍ، وَقَالَ الثَّعْلَبِيُّ: سَمْكَهَا: سَقْفَهَا، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كُلُّ شَيءٍ حَمَلَ شَيْئًا مِنَ الْبِنَاءِ وغيرِهِ فَهُو سَمْكٌ، وَبِنَاءٌ مَسْمُوكٌ، فَسَوَّاهَا بِلاَ شُطُورٍ وَلاَ فُطُورٍ، وَهَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ). [عمدة القاري: 19/ 276-277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قَوْلُه تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً} الآياتِ.
- أخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَها}، قَالَ: بِنَاهَا). [الدر المنثور: 15/ 232] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ, وأبو الشيخِ عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَهَا}، قَالَ: رَفَعَ بُنْيانَها بغيرِ عَمَدٍ). [الدر المنثور: 15/ 232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَهَا}. قَالَ: رَفَعَ بُنْيانَها). [الدر المنثور: 15/ 233]

تفسير قوله تعالى: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {أغطش ليلها}؛ قال: أظلم ليلها). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 347]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {وأخرج ضحاها}؛ قال: أنور ضحاها). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 347]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {أغطش ليلها} قال: أظلم ليلها). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 66]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {أغطش ليلها} أظلم ليلها). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 99]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقَوْلُهُ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ: وَأَظْلَمَ لَيْلَ السماءِ. فَأَضَافَ الليلَ إلى السماءِ؛ لأنَّ الليلَ غُرُوبُ الشمسِ، وغُرُوبُها وطلُوعُها فيها، فأُضِيفَ إليها لَمَّا كانَ فيها، كما قِيلَ: نُجُومُ الليلِ؛ إذْ كانَ فيهِ الطُّلُوعُ والغُروبُ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي معاويَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: قولُهُ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، يَقُولُ: أظْلَمَ لَيْلَها.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أبي قالَ: ثَنِي عمِّي قالَ: ثَنِي أبي، عنْ أبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، يَقُولُ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ: قولُهُ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، قالَ: أَظْلَمَ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قولُهُ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}؛ قالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا.
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، قالَ: أظْلَمَ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قوْلِهِ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، قالَ: الظُّلْمَةَ.
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعَاذٍ يَقُولُ: ثَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يَقُولُ في قوْلِهِ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، يَقُولُ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا.
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سِنانٍ القَزَّازُ قالَ: ثَنَا حَفْصُ بنُ عُمَرَ قالَ: ثَنَا الحَكَمُ، عنْ عِكْرِمَةَ: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، قالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا.
وقولُهُ: {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا}، يَقُولُ: وَأَخْرَجَ ضِيَاءَهَا، يعنِي: أَبْرَزَ نَهَارَهَا فَأَظْهَرَهُ، ونَوَّرَ ضُحَاهَا.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأوِيلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عِيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ: {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا}: نُورَهَا.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ، قولُهُ: {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا}، يَقُولُ: نَوَّرَ ضِياءَهَا.
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعاذٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ في قوْلِهِ: {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا}، قالَ: نَهَارَهَا.
حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قوْلِهِ: {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا}، قالَ: ضَوْءَ النَّهارِ). [جامع البيان: 24/ 89-92]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: نا آدم قال: ثنا شريك، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وأخرج ضحاها يقول أخرج نهارها). [تفسير مجاهد: 728]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: نا آدم قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: يقول: أخرج نورها). [تفسير مجاهد: 728]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: نا آدم قال: نا شريك، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: {وأغطش ليلها}؛ يقول: أظلم ليلها.
- ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله). [تفسير مجاهد: 729]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قَولُهُ: قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {أَغْطَشَ}: أَظلَمَ ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وَحدَهُ وقد تَقَدَّمَ في بَدْءِ الخَلقِ). [فتح الباري: 8/ 691]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {أغْطَشَ}: أَظْلَمَ.
أَيْ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}وفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: وَقَدْ أَظْلَمَ، وَقَدْ مَرَّ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ وَهَذَا ثَبَتَ هُنَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ). [عمدة القاري: 19/ 278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قَوْلُه تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً} الآياتِ.
أخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَها}، قَالَ: بِنَاهَا, {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، قَالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا). [الدر المنثور: 15/ 232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ, وأبو الشيخِ عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَهَا}، قَالَ: رَفَعَ بُنْيانَها بغيرِ عَمَدٍ, {وأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، قَالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا, {وأخْرَجَ ضُحَاهَا}، قَالَ: أَبْرَزَهُ). [الدر المنثور: 15/ 232]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَهَا}، قَالَ: رَفَعَ بُنْيانَها، {وأَغْطَشَ لَيْلَهَا}؛ قَالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا، {وأخْرَجَ ضُحَاهَا}؛ قَالَ: نَوَّرَ ضَوْءَهَا). [الدر المنثور: 15/ 233] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وأَغْطَشَ لَيْلَهَا}، قَالَ: العِشَاءَ، {وأخْرَجَ ضُحَاهَا}؛ قَالَ: الشَّمْسَ). [الدر المنثور: 15/ 233]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {وأَغْطَشَ لَيْلَهَا}؛ قَالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا، {وأخْرَجَ ضُحَاهَا}؛ قَالَ: أخْرَجَ نَهارَها). [الدر المنثور: 15/ 233]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر قال: أخبرني رجل، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال: جاء رجل إلى ابن عباس، فقال: أرأيت أشياء تختلف علي من القرآن؟ قال: ما هو أشك في القرآن؟! قال: ليس بشك ولكن اختلاف. قال: فهات ما اختلف عليك من ذلك. قال: أسمع الله حيث يقول: {ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين}، وقال: {ولا يكتمون الله حديثا فقد كتموا}. قال: وماذا؟ قال: اسمعه يقول: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون}، وقال: {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون}، وقال: {أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين حتى بلغ طائعين}، وقال في الآية الأخرى: {السماء بنها رفع سمكها فسوها} ثم قال: {والأرض بعد ذلك دحاها} قال: اسمعه يقول: {كان الله ما شأنه يقول وكان الله} فقال ابن عباس: أما قوله: {ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين}؛ فإنهم لما رأوا يوم القيامة أن الله يغفر لأهل الإسلام ويغفر الذنوب ولا يغفر شركا ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره جحد المشركون فقالوا: {والله ربنا ما كنا مشركين} رجاء أن يغفر لهم فختم على أفواههم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون فعند ذلك يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض، {ولا يكتمون الله حديثا}، وأما قوله: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون}؛ فإنه إذا نفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون ثم نفخ فيه أخرى فإذا هي قيام ينظرون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون، وأما قوله: {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين}؛ فإن الأرض خلقت قبل السماء وكانت السماء دخانا فسواهن سبع سماوات في يومين بعد خلق الأرض ، وأما قوله: {والأرض بعد ذلك دحها}؛ فيقول: جعل فيها جبلا جعل فيها نهرا جعل فيها شجرا جعل فيها بحورا.
- أخبرني معمر، قال: أخبرني ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: فخلق الله الأرض قبل السماء فثار من الأرض دخان ثم خلقت السماء بعد
وأما قوله: {والأرض بعد ذلك دحاها}؛ فيقول: مع ذلك دحاها و مع وبعد سواء في كلام العرب، قال ابن عباس: وأما قوله: {كان الله}؛ فإن الله كان ولم يزل كذلك وهو كذلك عزيز حكيم عليم قدير لم يزل كذلك فما اختلف عليك من القرآن وهو شبه ما ذكرت لك وإن الله لم ينزل شيئا إلا قد أصاب به الذي أراد ولكن الناس لا يعلمون). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 160-162] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}؛ اخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ في معنَى قولِهِ: {بَعْدَ ذَلِكَ}، فقالَ بعضُهم: دُحِيَت الأَرْضُ مِنْ بعدِ خَلْقِ السماءِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: قولُهُ حيثُ ذَكَرَ خَلْقَ الأرضِ قبلَ السماءِ، ثُمَّ ذَكَرَ السماءَ قبلَ الأرضِ؛ وذلكَ أنَّ اللَّهَ خلَقَ الأرْضَ بأقواتِهَا مِنْ غيرِ أنْ يَدْحُوَها قبلَ السماءِ، ثمَّ استوَى إلى السماءِ فسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ، ثُمَّ دَحا الأرضَ بعدَ ذلكَ، فذلكَ قولُهُ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أبي قالَ: ثَنِي عمِّي قالَ: ثَنِي أبي، عنْ أبيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}، يعني: أنَّ اللَّهَ خَلَقَ السماواتِ والأرْضَ، فلمَّا فَرَغَ مِن السماواتِ قبلَ أَنْ يَخْلُقَ أقْوَاتَ الأرْضِ بَثَّ أَقْوَاتَ الأَرْضِ فِيها بعدَ خَلْقِ السماءِ، وأَرْسَى الجِبالَ، يعني بذلكَ: دَحْوَها ، ولمْ تَكُنْ تَصْلُحُ أقواتُ الأرْضِ ونباتُها إلاَّ بالليلِ والنهارِ، فذلكَ قولُهُ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}، أَلَمْ تَسْمَعْ أنَّهُ قَالَ: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا}.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ، عنْ حَفْصٍ، عنْ عِكْرِمَةَ، عن ابنِ عَبَّاسٍ قالَ: وَضَعَ البَيْتَ على الماءِ على أربعةِ أركانٍ قبلَ أنْ يَخْلُقَ الدنيا بأَلْفَيْ عامٍ، ثُمَّ دُحِيَت الأَرْضُ مِنْ تَحْتِ البَيْتِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عن الأَعْمَشِ، عنْ بُكَيْرِ بنِ الأَخْنَسِ، عنْ مُجاهِدٍ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو قالَ: خَلَقَ اللَّهُ البَيْتَ قَبْلَ الأَرْضَ بأَلْفَيْ سَنَةٍ، ومِنهُ دُحِيَت الأرضُ.
وقالَ آخَرُونَ: بلْ معنَى ذَلِكَ: والأرضَ معَ ذلكَ دَحَاها، وقَالُوا: الأَرْضُ خُلِقَتْ ودُحِيَتْ قبلَ السماءِ؛ وذلكَ أنَّ اللَّهَ قالَ: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}، قَالُوا: فأَخْبَرَ اللَّهُ أنَّهُ سَوَّى السماواتِ بعدَ أنْ خَلَقَ مَا في الأرْضِ جَمِيعاً، قَالُوا: فإِذَا كانَ ذلكَ كذلكَ فلا وَجْهَ لقولِهِ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} إلاَّ مَا ذَكَرْنَا مِنْ أَنَّهُ معَ ذلكَ دَحَاهَا، قَالُوا: وذلِكَ كقولِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}، بمَعْنَى: معَ ذلكَ زَنِيمٍ.
وكما يُقالُ للرجلِ: أنتَ أحْمَقٌ، وأنتَ بعدَ هذا لَئِيمُ الحَسَبِ، بمعنى: معَ هذا، وكما قالَ جلَّ ثَناؤُهُ: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فَي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ}: أيْ مِنْ قَبْلِ الذِّكْرِ، واسْتَشْهَدَ بقوْلِ الهُذَلِيِّ:
حَمِدْتُ إِلَهِي بَعْدَ عُرْوَةَ إِذْ نَجَا ....... خِراشٌ وَبَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ
وزَعَمُوا أنَّ خِرَاشاً نَجَا قبلَ عُرْوَةَ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وكيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ خَصِيفٍ، عنْ مُجاهِدٍ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}، قالَ: معَ ذلكَ دَحَاهَا.
- حَدَّثَنِي ابنُ بشَّارٍ قالَ: ثَنَا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عن الأَعْمَشِ، عنْ مُجاهِدٍ أنَّهُ قالَ: والأَرْضَ عندَ ذلكَ دَحَاها.
- حَدَّثَنَا عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الحَكَمِ قالَ: ثَنَا عليُّ بنُ مَعْبَدٍ قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ، عنْ خَصِيفٍ، عنْ مُجاهِدٍ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}، قالَ: معَ ذلكَ دَحَاهَا.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ العَسْقَلانِيُّ قالَ: ثَنَا رَوَّادُ بنُ الجَرَّاحِ، عنْ أبي حَمْزَةَ، عن السُّدِّيِّ، في قوْلِهِ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}، قالَ: مَعَ ذَلِكَ دَحَاهَا.
والقوْلُ الذي ذَكَرْنَاهُ عن ابنِ عَبَّاسٍ مِنْ أنَّ اللَّهَ تَعالَى خَلَقَ الأرضَ، وقدَّرَ فيها أقْوَاتَهَا، ولمْ يَدْحُهَا، ثمَّ اسْتَوَى إلى السماءِ فسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سماواتٍ، ثمَّ دَحَا الأرضَ بعدَ ذلكَ، فأخْرَجَ مِنها مَاءَها ومَرْعَاها، وأرْسَى جِبَالَهَا، أشْبَهَ لِمَا دَلَّ عليهِ ظاهِرُ التنزيلِ؛ لأنَّهُ جلَّ ثَناؤُهُ قالَ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}. والمعروفُ مِنْ معنَى (بَعْدَ) أنَّهُ خِلافُ معنَى (قَبْلَ)، وليسَ في دَحْوِ اللَّهِ الأرْضَ بعدَ تَسْوِيَتِهِ السماواتِ السبْعَ، وإغطاشِهِ لَيْلَها، وإخراجِهِ ضُحاهَا، ما يُوجِبُ أنْ تكونَ الأرضُ خُلِقَتْ بعدَ خَلْقِ السماواتِ؛ لأنَّ الدَّحْوَ إِنَّما هوَ البَسْطُ في كلامِ العرَبِ والمَدُّ، يُقالُ مِنهُ: دَحَا يَدْحُو دَحْواً، ودَحَيْتُ أَدْحَى دَحْياً لُغَتَانِ، ومِنهُ قوْلُ أُمَيَّةَ بنِ أبي الصَّلْتِ:
دارٌ دَحَاهَا ثُمَّ أَعْمَرَنَا بِهَا ....... وأقامَ بالأُخْرَى التِي هيَ أَمْجَدُ
وقولُ أَوْسِ بنِ حُجْرٍ في نَعْتِ غَيْثٍ:
يَنْفِي الحَصَى عَن جَدِيدِ الأَرْضِ مُبْتَرِكٌ ....... كأَنَّهُ فَاحِصٌ أوْ لاعِبٌ دَاحِي
وبنحوِ الذي قُلْنَا في معنى قوله: {دَحَاهَا} قالَ أهْلُ التأوِيلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}: أيْ: بَسَطَهَا.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ خَلَفٍ قالَ: ثَنَا رَوَّادٌ، عنْ أبي حَمْزَةَ، عن السُّدِّيِّ: {دَحَاهَا}، قالَ: بَسَطَها.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثَنَا سُفْيَانُ: دَحَاهَا بَسَطَها.
وقالَ ابنُ زَيْدٍ في ذلكَ ما حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ، في قوْلِهِ: {دَحَاهَا}، قالَ: حَرَثَهَا شَقَّهَا، وقالَ: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا}، وَقَرَأَ: {ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا} حتَّى بَلَغَ {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}، وَقالَ: حينَ شَقَّهَا أنْبَتَ هذا مِنها، وقَرَأَ: {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} ). [جامع البيان: 24/ 93-96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ, وأبو الشيخِ عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَهَا}، قَالَ: رَفَعَ بُنْيانَها بغيرِ عَمَدٍ، {وأَغْطَشَ لَيْلَهَا}؛ قَالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا، {وأخْرَجَ ضُحَاهَا}؛ قَالَ: أَبْرَزَهُ، {والأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ} قال: مَعَ ذلك، {دَحَاهَا}؛ قَالَ: بسَطَها). [الدر المنثور: 15/ 232-233]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَهَا}؛ قَالَ: رَفَعَ بُنْيانَها، {وأَغْطَشَ لَيْلَهَا}؛ قَالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا، {وأخْرَجَ ضُحَاهَا}؛ قَالَ: نَوَّرَ ضَوْءَهَا، {والأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}؛ قَالَ: بَسَطَها). [الدر المنثور: 15/ 233] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ: {والأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}. قَالَ: معَ ذلك). [الدر المنثور: 15/ 233]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ, أنَّ رَجُلاً قَالَ له: آيتانِ في كِتَابِ اللَّهِ تُخالِفُ إِحْدَاهُما الأُخرَى. فقَالَ: إِنَّمَا أُتِيتَ مِن قِبَلِ رَأْيِكَ, اقْرَأْ: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ}. حَتَّى بلَغَ: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ}، وقَوْلُه: {والأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}، قَالَ: خَلَقَ اللهُ الأَرْضَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاءَ, ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ, ثُمَّ دَحَا الأَرْضَ بَعْدَمَا خلَقَ السماءَ، وإِنَّمَا قَوْلُه: {دَحَاهَا}: بسَطَهَا). [الدر المنثور: 15/ 233-234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {دَحَاهَا} قالَ: دَحْيُهَا أَنْ أَخْرَجَ منها الماءَ والمَرْعَى وشَقَّقَ فِيهَا الأَنهارَ وجَعَلَ فيها الجِبَالَ والرِّمَالَ والسُّبُلَ والآكامَ وما بَيْنَهُمَا في يَوْمَيْنِ). [الدر المنثور: 15/ 234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ: {والأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}؛ قَالَ: دُحِيَتْ مِنْ مَكَّةَ). [الدر المنثور: 15/ 234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عن عطاءٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الأَرْضَ دُحِيَتْ دَحْياً مِنْ تَحْتِ الكَعْبَةِ). [الدر المنثور: 15/ 234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أبو الشيخِ في العَظَمَةِ عن عليٍّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ صلاةَ الصُّبْحِ, فلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ رَفَع رَأْسَهُ فقَالَ: «تَبَارَكَ رَافِعُهَا ومُدَبِّرُهَا
». ثُمَّ رَمَى ببَصَرِه إلى الأرضِ فقَالَ: «تَبَارَكَ دَاحِيهَا وخَالِقُهَا» ). [الدر المنثور: 15/ 234]

تفسير قوله تعالى: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {أخْرَجَ مِنها ماءَها}، يَقُولُ: فجَّرَ فيها الأنهارَ. {وَمَرْعَاهَا} يَقُولُ: أَنْبَتَ نَبَاتَهَا.
وبنحوِ الذي قُلْنا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلكَ:
حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعَاذٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَّ يَقُولُ في قوْلِهِ: {وَمَرْعَاهَا}: ما خَلَقَ اللَّهُ فِيهَا مِن النباتِ، وَمَاءَها: ما فَجَّرَ فيها مِن الأنهارِ). [جامع البيان: 24/ 96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن ابنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: {أخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا}؛ قَالَ: فَجَّرَ مِنْهَا الأَنْهَارَ، {ومَرْعَاهَا}؛ قَالَ: ما خَلَقَ اللَّهُ مِن نباتٍ أو شيءٍ). [الدر المنثور: 15/ 234]

تفسير قوله تعالى: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}، يَقُولُ: والجبالَ أثْبَتَهَا فيها. وفي الكلامِ مَتْرُوكٌ اسْتُغْنِيَ بدلالةِ الكلامِ عليهِ مِنْ ذِكْرِهِ، وهوَ فيها؛ وذلكَ أنَّ معنَى الكلامِ: والجبالَ أرْسَاها فيها.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سعيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}: أيْ: أَثْبَتَهَا لا تَمِيدُ بِأَهْلِهَا.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عنْ عَطَاءٍ، عنْ أبي عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيِّ، عنْ عليٍّ قالَ: لمَّا خَلَقَ اللَّهُ الأرضَ قَمَصَتْ وقالَتْ: تَخْلُقُ عَلَيَّ آدَمَ وذُرِيَّتَهُ يُلْقُونَ عَلَيَّ نَتْنَهُمْ، ويَعْمَلُونَ عَلَيَّ بالخَطَايَا. فأَرْسَاهَا اللَّهُ، فمِنها ما تَرَوْنَ، ومِنها ما لا تَرَوْنَ، فكانَ أوَّلُ قَرارِ الأرْضِ كَلَحْمِ الجَزُورِ إِذَا نُحِرَ يَخْتَلِجُ لَحْمُها). [جامع البيان: 24/ 96-97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {رَفَعَ سَمْكَهَا}؛ قَالَ: رَفَعَ بُنْيانَها، {وأَغْطَشَ لَيْلَهَا}؛ قَالَ: أَظْلَمَ لَيْلَهَا، {وأخْرَجَ ضُحَاهَا}؛ قَالَ: نَوَّرَ ضَوْءَهَا، {والأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}؛ قَالَ: بَسَطَها, {وَالجِبَالَ أَرْسَاهَا}؛ قَالَ: أَثْبَتَها أنْ تَمِيدَ بأَهْلِها). [الدر المنثور: 15/ 233]

تفسير قوله تعالى: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القوْلُ في تأوِيلِ قولِهِ تعالى: {مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ}
يَعْنِي تَعالَى ذِكْرُهُ بقولِهِ: {مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ}: أَنَّهُ خَلَقَ هذهِ الأشياءَ، وأخْرَجَ مِن الأرْضِ ماءَها ومَرْعَاها؛ مَنْفَعَةً لَنَا، ومَتَاعاً إلى حِينٍ). [جامع البيان: 24/ 97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {مَتَاعاً لَكُمْ}؛ قَالَ: مَنْفَعَةً). [الدر المنثور: 15/ 234]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 جمادى الآخرة 1434هـ/3-05-2013م, 09:52 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {أأنتم أشدّ خلقاً أم السّماء...} يعني: أهل مكة ثم وصف صفة السماء، فقال: بناها). [معاني القرآن: 3/ 233]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {أأنتم أشدّ خلقا أم السّماء بناها (27)}؛ قال بعض النحويين: {بناها}؛ من صلة السّماء، المعنى أم التي بناها.
وقال قوم: "السماء" ليس مما يوصل، ولكن المعنى: أأنتم أشدّ خلقا أم السّماء أشدّ خلقا). [معاني القرآن: 5/ 280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم بين كيف خلقها فقال: {بناها (27) رفع سمكها فسوّاها (28) وأغطش ليلها وأخرج ضحاها (29)}). [معاني القرآن: 5/ 280](م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وأغطش ليلها...}؛ أظلم ليلها.
وقوله جل وعز: {وأخرج ضحاها...}؛ ضوءها ونهارها). [معاني القرآن: 3/ 233]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أغطش ليلها}؛ أظلم وكل أغطش لا يبصر). [مجاز القرآن: 2/ 285]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وأخرج ضحاها}؛ ضوءها بالنهار). [مجاز القرآن: 2/ 285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وأغطش ليلها}: أظلم وكل أغطش لا يبصر.
{وأخرج ضحاها}: ضوؤها بالنهار).[غريب القرآن وتفسيره: 412]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({أغطش ليلها}؛ أي جعله مظلما). [تفسير غريب القرآن: 513]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم بين كيف خلقها فقال: {بناها (27) رفع سمكها فسوّاها (28) وأغطش ليلها وأخرج ضحاها (29)}؛ أي أظلم ليلها.
{وأخرج ضحاها}: أظهر نورها بالشمس). [معاني القرآن: 5/ 280]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وأغطش}؛ أي: وأظلم). [ياقوتة الصراط: 553]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا} أي جعله مظلماً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 293]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَغْطَشَ}: أظلم. {ضُحَاهَا}: ضوءها). [العمدة في غريب القرآن: 334]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {والأرض بعد ذلك دحاها...}.
يجوز نصب الأرض ورفعها. والنصب أكثر في قراءة القراء، وهو مثل قوله: {والقمر قدّرناه منازل}، مع نظائر كثيرة في القرآن). [معاني القرآن: 3/ 233]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({والأرض بعد ذلك دحاها}؛ بسطها، يقول: دحوت ودحيت). [مجاز القرآن: 2/ 285]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({دحاها}: بسطها. يقال دحوت ودحيت والرجل يدحو بالكرة يقذفها.
و{طحاها} مثلها). [غريب القرآن وتفسيره: 412]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({والأرض بعد ذلك دحاها}؛ أي بسطها).[تفسير غريب القرآن: 513]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {والأرض بعد ذلك دحاها (30)} القراءة على نصب {الأرض}، على معنى: ودحا الأرض بعد ذلك، وفسر هذا المضمر فقال {دحاها}، كما تقول: ضربت زيدا وعمرا أكرمته.
وقد قرئت {والأرض بعد ذلك دحاها} على الرفع بالابتداء. والنصب أجود، لأنك تعطف بفعل على فعل أحسن، فيكون على معنى بناها.
وفعل وفعل ودحا الأرض بعد ذلك). [معاني القرآن: 5/ 280]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({دَحَاهَا}؛ أي بسطها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 293]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({دَحَاهَا}: بسطها). [العمدة في غريب القرآن: 334]

تفسير قوله تعالى: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله تعالى: إذ ذكر الأرض فقال: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا} كيف دلّ بشيئين على جميع ما أخرجه من الأرض قوتا ومتاعا للأنام، من العشب والشجر، والحب والثمر والحطب، والعصف واللّباس، والنّار والملح، لأن النار من العيدان، والملح من الماء.وينبئك أنه أراد ذلك قوله: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ}). [تأويل مشكل القرآن: 4]

تفسير قوله تعالى: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {والجبال أرساها (32)}؛ تفسير نصب الجبال كتفسير نصب الأرض، وكذلك يجوز الرفع، وقد قرئ به في الجبال على تفسير والأرض.
ومعنى {أرساها}: أثبتها). [معاني القرآن: 5/ 280-281]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَرْسَاهَا}: ثبتها). [العمدة في غريب القرآن: 334]

تفسير قوله تعالى: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {متاعاً لّكم...}؛ خلق ذلك منفعة لكم، ومتعة لكم، ولو كانت متاع لكم كان صوابا، مثل ما قالوا: {لم يلبثوا إلاّ ساعةً مّن نهارٍ بلاغٌ}، وكما قال: {متاعٌ قليلٌ ولهم عذابٌ أليمٌ} وهو على الاستئناف يضمر له ما يرفعه). [معاني القرآن: 3/ 233]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({متاعاً لكم}؛ أي منفعة لكم). [تفسير غريب القرآن: 513]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله تعالى: إذ ذكر الأرض فقال: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا} كيف دلّ بشيئين على جميع ما أخرجه من الأرض قوتا ومتاعا للأنام، من العشب والشجر، والحب والثمر والحطب، والعصف واللّباس، والنّار والملح، لأن النار من العيدان، والملح من الماء. وينبئك أنه أراد ذلك قوله: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ}). [تأويل مشكل القرآن: 4](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والمتاع: المنفعة، قال الله تعالى: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ} [الواقعة: 73]، وقال تعالى: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ}،وقال تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} [المائدة: 96].
وقال: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ} [النور: 29]؛ أي ينفعكم ويقيكم من الحرّ والبرد، يعني الخانات.ومنه: متعة المطلّقة). [تأويل مشكل القرآن: 512](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {متاعا لكم ولأنعامكم (33)} نصب {متاعا لكم} بمعنى قوله: أخرج منها ماءها ومرعاها للإمتاع لكم؛ لأن معنى أخرج منها ماءها ومرعاها أمتع بذلك). [معاني القرآن: 5/ 281]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَتَاعاً لَّكُمْ}؛ أي منفعة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 293]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 09:47 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب أم وأو
فأما أم فلا تكون إلا استفهاماً، وتقع من الاستفهام في موضعين:
أحدهما: أن تقع عديلةً على معنى أي. وذلك قولك: أزيد في الدار أم عمرو؟ وكذلك: أأعطيت زيداً أم حرمته؟ فليس جواب هذا لا، ولا نعم؛ كما أنه إذا قال: أيهما لقيت؟ أو: أي الأمرين فعلت؟ لم يكن جواب هذا لا ولا نعم؛ لأن المتكلم مدعٍ أن أحد الأمرين قد وقع، ولا يدري أيهما. فالجواب أن تقول: زيدٌ أو عمرو. فإن كان الأمر على غير دعواه فالجواب أن تقول: لم ألق واحدا، أو كليهما. فمن ذلك قول الله عز وجل: {اتخذناهم سخرياً أم زاغت عنهم الأبصار}. وقوله: {أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها} ومثله: {أهم خيرٌ أم قوم تبعٍ}، فخرج هذا مخرج التوقيف والتوبيخ، ومخرجه من الناس يكون استفهاماً، ويكون توبيخاً. فهذا أحد وجهيها). [المقتضب: 3/ 286-287] (م)

تفسير قوله تعالى: {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28)}

قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت: 209هـ): (
إن الذي سمك السماء بنى لنا ....... بيتا دعائمه أعز وأطول
سَمَكَ السماء رفعها سَمَكَها يَسْمُكُها سَمْكا. قال أبو عثمان وحدثني الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال كنت باليمن فأتيت دار قوم أسأل عن رجل فقال رجل اسمك في الريم أي أعل في الدرجة قال: والريم بكلامهم الدرجة. والمِسْماك العمود الذي يقيم البيت وقال ذو الرمة يصف الظليم:
كأن رجليه مسماكان من عشر ....... صقبان لم يتقشر عنهما النجب).
[نقائض جرير والفرزدق: 182]

تفسير قوله تعالى: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)}

قال أبو فَيدٍ مُؤَرِّجُ بنُ عمروٍ السَّدُوسِيُّ (ت: 195هـ): (والغَطْشُ: الظلامُ وهي الظُّلمةُ). [شرح لامية العرب: --]
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (وأغطش، قال الله تعالى: {وأغطش ليلها} أي أظلمه. وقال الراجز:
أرميهم بالنظر التغطيش
وجهد أعوامٍ نتفن ريشي
والغطش أيضاً ظلمةٌ في العين. والرجل الأغطش: الذي لا يبصر). [الأزمنة: 53]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)}

قال أبو فَيدٍ مُؤَرِّجُ بنُ عمروٍ السَّدُوسِيُّ (ت: 195هـ):{دَحَاهَا}: زَجَّ بها، وهو مَأخوذٌ مِن: دَحَوْتُ). [شرح لامية العرب: --]

قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت: 209هـ): (
تسوف أداحي النعام إفالها ....... بقود الهوادي مشرفات البراعس
الأداحي مواضع بيض النعام واحدها أدحي). [نقائض جرير والفرزدق: 26]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (وبَعْد حرف من الأضداد، يكون بمعنى التأخير

وهو الذي يفهمه الناس ولا يحتاج مع شهرته إلى ذكر شواهد له، ويكون بمعنى (قبل)، قال الله عز وجل: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر}، فمعناه عند بعض الناس من قبل الذكر، لأن الذكر القرآن. وقال أبو خراش:
حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ....... خراش وبعض الشر أهون من بعض
أراد قبل عروة، لأنهم زعموا أن خراشا نجا قبل عروة. وقال الله عز وجل: {والأرض بعد ذلك دحاها}، فمعناه: والأرض قبل ذلك دحاها، لأن الله خلق الأرض قبل السماء. والدليل على هذا قوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان}.
وقال ابن قتيبة: خلق الأرض قبل السماء ربوة في يومين، ثم دحا الأرض بعد خلقه السموات في يومين، ومعنى (دحاها) بسطها.
قال أبو بكر: وهذا القول عندنا خطأ؛ لأن دحو الأرض قد دخل في إرسائها والتبريك فيها، وتقدير
أقواتها، وذلك أنه قال عز وجل: {وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام}، علمنا أن الدحو دخل في الأيام الأربعة، وهذه الأيام الأربعة قبل خلق السماء. فإن كان الدحو وقع في يومين سوى الأربعة أيضا، فتحمل الآيات على أن الخلق كان في يومين، والدحو في يومين، والإرساء والتبريك والتقدير في أربعة أيام، فتنفرد الأرض بثمانية أيام. وهذا خلاف ما نص الله عز وجل عليه إذ قال: {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام}، فعلمنا بهذه الآية أن الخلق والدحو جميعا دخلا في الأربعة التي ذكرها الله مع الإرساء والتبريك والتقدير.
فإن قال قائل: كيف يدخل يوما الخلق في هذه الأربعة حتى يصيرا بعضها، وقد فصل الله اليومين من الأربعة؟
قيل له: لما كان الإرساء من الخلق وانضم إليه تقدير الأقوات نسق الشيء على الشيء للزيادة الواقعة معه، كما يقول الرجل للرجل: قد بنيت لك دارا في شهر، وأحكمت أساساتها، وأعليت سقوفها، وأكثرت ساجها، ووصلتها بمثلها في شهرين، فيدخل الشهر الأول في الشهرين، ويعطف الكلام الثاني على الأول، لما فيه من معنى الزيادة، أنشد الفراء:
فإن رشيدا وابن مروان لم يكن ....... ليفعل حتى يصدر الأمر مصدرا
فرشيد هو ابن مروان، نسق عليه لما فيه من زيادة المدح.
وقال الآخر:
يظن سعيد وابن عمرو بأنني ....... إذا سامني ذلا أكون به أرضى
فلست براض عنه حتى ينيلني ....... كما نال غيري من فوائده خفضا

فسعيد هو ابن عمرو، نسق عليه؛ لأن فيه زيادة مدح.
ويجوز أن يكون معنى الآية: والأرض مع ذلك دحاها، كما قال عز وجل: {عتل بعد ذلك زنيم}، أراد (مع ذلك). وقال الشاعر:
فقلت لها فيئي إليك فإنني ....... حرام وإني بعد ذاك لبيب
أراد (مع ذلك)، وتأويل (دحاها) بسطها، قال الشاعر:
دحاها فلما رآها استوت ....... على الماء أرسى عليها الجبالا
وقال الآخر:
دارا دحاها ثم أعمرنا بها ....... وأقام في الأخرى التي هي أمجد
وقال الآخر:
ينفي الحصى عن جديد الأرض مبترك ....... كأنه فاحص أو لاعب داحي
وقال مقاتل بن سليمان: خلق الله السماء قبل الأرض، وذهب إلى أن معنى قوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان}، ثم كان قد استوى إلى السماء قبل أن يخلق الأرض، كما قال: {هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش}. ثم كان قد استوى.
ويجوز أن يكون معنى الآية: أئنكم لتكفرون بالذي استوى إلى السماء وهي دخان، ثم خلق الأرض في يومين، فقدم وأخر كما قال: {اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون}، معناه: ثم انظر ماذا يرجعون وتول عنهم). [كتاب الأضداد: 107-111] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (
والبيض يرمين القلوب كأنها ....... أدحي بين صريمة وجماد
الأدحي الموضع تدحوه النعامة لتبيض فيه، وأصل الدحو الفحص في الأرض يقال دحا يدحو دحوًا، قال أوس بن حجر يذكر مطرًا:
يقشر وجه الحصى أجش مبترك ....... كأنه فاحص أو لاعب داحي
وإنما شبه النساء بالأدحي لأنه صمد البيض الذي بالأدحي فسماه بمكانه (صمد وقصد واحد) والعرب تفعل ذلك كثيرًا تشبه الشيء ببعض أسبابه. والصريمة: القطعة من الرمل. والجماد: ما غلظ من الأرض.
والبيض في ذلك المكان العذي أي المكان المرتفع الظلف أحسن منه في غيره.
غيره: أراد كأنها البيض الذي يكون في الأداحي والأداحي مبيض النعامة جمع أدحي، وهو أفعول من دحوت لأنها تدحوه برجلها ثم تبيض فيه، وهو للقطاة أفحوص). [شرح المفضليات: 454]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ): (ومداحي: مفاعل من دحوته إذا قال الله تبارك وتعالى: {والأرض بعد ذلك دحاها}؛ أي بسطها، ودحوت الكرة إذا ضربتها حتى تسير على وجه الأرض). [الأمالي: 1/ 182]

تفسير قوله تعالى: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)}

تفسير قوله تعالى: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)}

تفسير قوله تعالى: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)}


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:50 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:50 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:50 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:51 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :(ثم وقف تعالى على موضع العبرة بحال فرعون وتعذيبه، وفي الكلام وعيدٌ للكفار المخاطبين برسالة محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، ثمّ وقفهم مخاطبةً منه تعالى لجميع العالم، والمقصد الكفار، ويحتمل أن يكون المعنى: قل لهم يا محمّد: {أأنتم أشدّ خلقاً}؟ الآية. وفي هذه الآية دليلٌ على أنّ بعث الأجساد من القبور لا يتعذّر على قدرة اللّه تعالى). [المحرر الوجيز: 8/ 532]

تفسير قوله تعالى: {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(السّمك) الارتفاع الذي بين سطح السماء الأسفل الذي يلينا، وبين سطحها الأعلى الذي يلي ما فوقها.
وقوله تعالى: {فسوّاها}؛ يحتمل أن يريد: خلقها ملساء مستويةً، ليس فيها مرتفعٌ ومنخفضٌ، ويحتمل أن يكون عبارةً عن إتقان خلقها، ولا يقصد معنى امّلاس سطحها. واللّه تعالى أعلم كيف هي). [المحرر الوجيز: 8/ 532]

تفسير قوله تعالى: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{أغطش}؛ معناه: أظلم، والأغطش: الأعمى، ومنه قول الشاعر:
نحرت لهم موهناً ناقتي ....... وليلهم مدلهمٌّ غطش
ونسب الليل والضحى إليها من حيث هما ظاهران منها وفيها). [المحرر الوجيز: 8/ 532]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {والأرض بعد ذلك دحاها}؛ متوجّهٌ على أن اللّه تعالى خلق الأرض ولم يدحها، ثمّ استوى إلى السماء وهي دخانٌ فخلقها وبناها، ثمّ دحا الأرض بعد ذلك.
وقرأ مجاهدٌ: (والأرض مع ذلك).
وقال قومٌ: إنّ {بعد ذلك} معناه: مع ذلك. والذي قلناه مترتّبٌ عليه آيات القرآن كلّها.
ونسب الماء والمرعى إلى الأرض من حيث هما منها يظهران، ودحو الأرض: بسطها، ومنه قول أميّة بن أبي الصّلت:
دارٌ دحاها ثمّ أسكننا بها ....... وأقام بالأخرى الّتي هي أمجد
وقرأ الجمهور: {والأرض} نصباً، وقرأ الحسن وعيسى: (والأرض) بالرفع).[المحرر الوجيز: 8/ 532-533]

تفسير قوله تعالى: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: {والجبال أرساها}؛ نصباً، وقرأ الحسن وعمرو بن عبيدٍ: (والجبال) رفعاً.
و{أرساها}؛ معناه: أثبتها، وجميع هذه النعم إذا تدبّرت فهي متاعٌ للناس والأنعام، يتمتّعون فيها وبها). [المحرر الوجيز: 8/ 533]

تفسير قوله تعالى: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: {متاعاً} بالنصب، وقرأ ابن أبي عبلة: (متاعٌ) بالرفع). [المحرر الوجيز: 8/ 533]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:51 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 28 ذو الحجة 1435هـ/22-10-2014م, 07:51 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({أأنتم أشدّ خلقًا أم السّماء بناها * رفع سمكها فسوّاها * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها * والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها * والجبال أرساها * متاعًا لكم ولأنعامكم}.
يقول تعالى محتجًّا على منكري البعث في إعادة الخلق بعد بدئه: {أأنتم} أيّها النّاس، {أشدّ خلقاً أم السّماء}. يعني: بل السّماء أشدّ خلقاً منكم، كما قال تعالى: {لخلق السّماوات والأرض أكبر من خلق النّاس}، وقال: {أوليس الّذي خلق السّماوات والأرض بقادرٍ على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاّق العليم}.
فقوله: {بناها}، فسّره بقوله: {رفع سمكها فسوّاها}؛ أي: جعلها عالية البناء بعيدة الفناء، مستوية الأرجاء مكلّلةً بالكواكب في الليلة الظّلماء). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 316]

تفسير قوله تعالى: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأغطش ليلها وأخرج ضحاها}؛ أي: جعل ليلها مظلماً أسود حالكاً، ونهارها مضيئاً مشرقاً نيّراً واضحاً، قال ابن عبّاسٍ: {أغطش ليلها}: أظلمه.
وكذا قال مجاهدٌ وعكرمة وسعيد بن جبيرٍ وجماعةٌ كثيرون.
{وأخرج ضحاها}؛ أي: أنار نهارها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 316]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والأرض بعد ذلك دحاها}؛ فسّره بقوله: {أخرج منها ماءها ومرعاها}.
وقد تقدّم في سورة (حم السجدة) أنّ الأرض خلقت قبل خلق السّماء، ولكن إنّما دحيت بعد خلق السّماء بمعنى أنّه أخرج ما كان فيها بالقوّة إلى الفعل، وهذا معنى قول ابن عبّاسٍ وغير واحدٍ، واختاره ابن جريرٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عبد اللّه بن جعفرٍ الرّقّيّ، حدّثنا عبيد اللّه - يعني ابن عمرٍو - عن زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {دحاها}؛ ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى، وشقّق فيها الأنهار، وجعل فيها الجبال والرّمال والسّبل والآكام، فذلك قوله: {والأرض بعد ذلك دحاها}.
وقد تقدّم تقرير ذلك هنالك). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 316]

تفسير قوله تعالى: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والجبال أرساها}؛ أي: قرّرها وأثبتها وأكّدها في أماكنها، وهو الحكيم العليم الرّؤوف بخلقه الرّحيم.
قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوّام بن حوشبٍ، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «لمّا خلق اللّه الأرض جعلت تميد؛ فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرّت، فتعجّب الملائكة من خلق الجبال، فقالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من الجبال؟ قال: نعم، الحديد. قالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من الحديد؟ قال: نعم، النّار. قالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من النّار؟ قال: نعم، الماء. قالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من الماء؟ قال: نعم، الرّيح. قالت: يا ربّ، فهل من خلقك شيءٌ أشدّ من الرّيح؟ قال: نعم، ابن آدم، يتصدّق بيمينه يخفيها من شماله».
وقال أبو جعفر بن جريرٍ: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا جريرٌ، عن عطاءٍ، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن عليٍّ قال: لمّا خلق اللّه الأرض قمصت وقالت: تخلق عليّ آدم وذرّيّته يلقون عليّ نتنهم، ويعملون عليّ بالخطايا! فأرساها اللّه بالجبال، فمنها ما ترون، ومنها ما لا ترون، وكان أوّل قرار الأرض، كلحم الجزور، إذا نحر يختلج لحمه. غريبٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 316-317]

تفسير قوله تعالى: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {متاعاً لكم ولأنعامكم}؛ أي: دحا الأرض فأنبع عيونها، وأظهر مكنونها، وأجرى أنهارها، وأنبت زروعها وأشجارها وثمارها، وثبّت جبالها لتستقرّ بأهلها ويقرّ قرارها، كلّ ذلك متاعاً لخلقه ولما يحتاجون إليه من الأنعام التي يأكلونها ويركبونها مدّة احتياجهم إليها في هذه الدّار إلى أن ينتهي الأمد، وينقضي الأجل). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 317]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة