العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النحل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الأولى 1434هـ/5-04-2013م, 03:20 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سور النحل [ من الآية (77) إلى الآية (79) ]

{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77) وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)}




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 جمادى الأولى 1434هـ/5-04-2013م, 03:24 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وما أمر الساعة إلا كلمح البصر قال هو أن يقول كن فهو كلمح البصر أو هو أقرب فأمر الساعة كلمح البصر أو هو أقرب). [تفسير عبد الرزاق: 1/359]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، قال: حدّثني من لا أتّهم، عن ابن منبّهٍ، أنّه جلس هو وطاوسٌ ونحوهما من أهل ذلك الزّمان فذكروا أيّ أمر الله أسرع، فقال بعضهم: قول الله {كلمح البصر}، وقال بعضهم: السّرير حين أتي به سليمان، فقال: ابن منبّهٍ: أسرع أمر الله، أنّ يونس على حافّة السّفينة إذ أوحى اللّه إلى نونٍ في نيل مصر، قال: فما خرّ من حافّتها إلاّ في جوفه). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 363]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وللّه غيب السّموات والأرض وما أمر السّاعة إلاّ كلمح البصر أو هو أقرب إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ}.

يقول تعالى ذكره: وللّه أيّها النّاس ملك ما غاب عن أبصاركم في السّماوات والأرض دون آلهتكم الّتي تدعون من دونه، ودون كلّ ما سواه، لا يملك ذلك أحدٌ سواه {وما أمر السّاعة إلاّ كلمح البصر} يقول: وما أمر قيام القيامة والسّاعة الّتي تنشر فيها الخلق للوقوف في موقف القيامة، إلاّ كنظرةٍ من البصر، لأنّ ذلك إنّما هو أن يقال له كن فيكون، كما؛
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {إلاّ كلمح البصر أو هو أقرب} " والسّاعة كلمح البصر، أو أقرب "
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: {وما أمر السّاعة إلاّ كلمح البصر} قال: " هو أن يقول: كن، فهو كلمح البصر، فأمر السّاعة كلمح البصر أو أقرب.
ويعني بقوله: أو هو أقرب من لمح البصر "
وقوله: {إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} يقول: إنّ اللّه على إقامة السّاعة في أقرب من لمح البصر قادرٌ، وعلى ما يشاء من الأشياء كلّها، لا يمتنع عليه شيءٌ أراده). [جامع البيان: 14/314]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر} هو أن يقول: كن أو أقرب فالساعة {كلمح البصر أو هو أقرب} ). [الدر المنثور: 9/89]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {كلمح البصر} يقول: كلمح ببصر العين من السرعة، أو {أقرب} من ذلك إذا أردنا). [الدر المنثور: 9/89]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب} قال: هو أقرب وكل شيء في القرآن أو فهو هكذا (مائة ألف أو يزيدون) والله أعلم). [الدر المنثور: 9/90]

تفسير قوله تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واللّه أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعلمون شيئًا، وجعل لكم السّمع، والأبصار، والأفئدة، لعلّكم تشكرون}.
يقول تعالى ذكره: واللّه تعالى أعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من بعد ما أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعقلون شيئًا ولا تعلمون، فرزقكم عقولاً تفقهون بها وتميّزون بها الخير من الشّرّ، وبصّركم بها ما لم تكونوا تبصرون، وجعل لكم السّمع الّذي تسمعون به الأصوات، فيفقه بعضكم عن بعض ما تتحاورون به بينكم، والأبصار الّتي تبصرون بها الأشخاص فتتعارفون بها وتميّزون بها بعضًا من بعضٍ {والأفئدة} يقول: والقلوب الّتي تعرفون بها الأشياء فتحفظونها وتفكّرون فتفقهون بها {لعلّكم تشكرون} يقول: فعلنا ذلك بكم، فاشكروا اللّه على ما أنعم به عليكم من ذلك، دون الآلهة والأنداد، فجعلتم له شركاء في الشّكر، ولم يكن له فيما أنعم به عليكم من نعمه شريكٌ.
وقوله: {واللّه أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعلمون شيئًا} كلامٌ متناهٍ، ثمّ ابتدئ الخبر، فقيل: وجعل اللّه لكم السّمع والأبصار والأفئدة وإنّما قلنا ذلك كذلك، لأنّ اللّه تعالى ذكره جعل لعبادة والسّمع والأبصار والأفئدة قبل أن يخرجهم من بطون أمّهاتهم، وإنّما أعطاهم العلم والعقل بعدما أخرجهم من بطون أمّهاتهم). [جامع البيان: 14/315]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 78.
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم} قال: من الرحم). [الدر المنثور: 9/90]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون} قال: كرامة أكرمكم الله بها فاشكروا نعمه). [الدر المنثور: 9/90]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن ماجه، وابن حبان والطبراني، وابن مردويه عن حبة وسواء ابني خالد أنهما أتيا النّبيّ صلى الله عليه وسلم: وهو يعالج بناء فقال لهما: هلم فعالجا معه فعالجا فلما فرغ أمر لهم بشيء وقال لهما: لا تيأسا من الرزق ما تهزهزت رؤوسكما، فإنه ليس من مولود يولد من أمة إلا أحمر ليس عليه قشرة ثم يرزقه الله). [الدر المنثور: 9/90]

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ألم يروا إلى الطّير مسخّراتٍ في جوّ السّماء، ما يمسكهنّ إلاّ اللّه، إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون}.
يقول تعالى ذكره لهؤلاء المشركين: ألم تروا أيّها المشركون باللّه إلى الطّير مسخّراتٍ في جوّ السّماء، يعني: في هواء السّماء بينها وبين الأرض، كما قال إبراهيم بن عمران الأنصاريّ:
ويلمّها من هواء الجوّ طالبةً = ولا كهذا الّذي في الأرض مطلوب
يعني: في هواء السّماء.
{ما يمسكهنّ إلاّ اللّه} يقول: ما طيرانها في الجوّ إلاّ باللّه وبتسخيره إيّاها بذلك، ولو سلبها ما أعطاها من الطّيران لم تقدر على النّهوض ارتفاعًا. وقوله: {إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون} يقول: إنّ في تسخير اللّه الطّير وتمكينه لها الطّيران في جوّ السّماء، لعلاماتٌ ودلالاتٌ على أنّ لا إله إلاّ اللّه، وحده لا شريك له، وأنّ لا حظّ للأصنام والأوثان في الألوهة {لقومٍ يؤمنون} يعني: لقومٍ يقرّون بوجدان ما تعاينه أبصارهم، وتحسّه حواسّهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: " {مسخّراتٍ في جوّ السّماء} أي في كبد السّماء "). [جامع البيان: 14/315-316]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 79.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {في جو السماء} في كبد السماء). [الدر المنثور: 9/91]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {في جو السماء} قال: جوف السماء {ما يمسكهن إلا الله} قال: يمسكه الله على كل ذلك والله أعلم بالصواب). [الدر المنثور: 9/91]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 جمادى الأولى 1434هـ/5-04-2013م, 03:30 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وللّه غيب السّموات والأرض} يعلم غيب السّموات ويعلم غيب الأرض.
{وما أمر السّاعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب} ، يعني: بل هو أقرب من لمح البصر.
ولمح البصر أنّه يلمح مسيرة خمس مائة عامٍ، يلمح إلى السّماء، يعني: سرعة البصر.
{إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/78]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {أو}: تأتي للشك، تقول. رأيت عبد الله أو محمدا.
وتكون للتخيير بين شيئين...، وأما قوله: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}، فإن بعضهم يذهب إلى أنها بمعنى بل يزيدون، على مذهب التَّدارك لكلام غلطت
فيه وكذلك قوله: {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} وقوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}.
وليس هذا كما تأوّلوا، وإنما هي بمعنى (الواو) في جميع هذه المواضع: وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون، وما أمر الساعة إلا كلمح البصر وهو أقرب، و: فكان قاب قوسين وأدنى.
وقال ابن أحمر:
قَرَى عنكُما شَهْرينِ أو نِصْفَ ثالث = إلى ذاكُمَا قَد غَيَّبَتْنِي غِيَابِيَا
وهذا البيت بوضح لك معنى الواو: وأراد: قرى شهرين ونصفا، ولا يجوز أن يكون أراد قرى شهرين بل نصف شهر ثالث.
وقال آخر:
أثعلبةَ الفوارسِ أو رِياحا = عَدَلْتَ بِهِمْ طُهَيَّةُ وَالخِشَابَا
أراد: وعدلت هذين بهذين). [تأويل مشكل القرآن: 545-543] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وللّه غيب السّماوات والأرض وما أمر السّاعة إلّا كلمح البصر أو هو أقرب إنّ اللّه على كلّ شيء قدير }
ومعناه - واللّه أعلم -: وللّه علم غيب السّماوات والأرض
{وما أمر السّاعة إلّا كلمح البصر}.
والساعة اسم لإماتة الخلق وإحيائهم.
فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن البعث والإحياء في قدرته ومشيئته {كلمح البصر أو هو أقرب} ليس يريد أنّ الساعة تأتي في أقرب من لمح البصر، ولكنه يصف سرعة القدرة على الإتيان بها). [معاني القرآن: 3/214]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولله غيب السماوات والأرض} أي علم ما غاب فيهما عن العباد ثم قال: {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب} قال قتادة هو أن يقول جل وعز كن فذلك كلمح البصر أو هو أقرب وقال غيره المعنى أو هو أقرب عندكم ولم يرد أنها على هذا القرب وإنما أراد أن يعرفنا قدرته). [معاني القرآن: 4/95]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واللّه أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعلمون شيئًا وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة لعلّكم تشكرون}
لكي تشكروا). [تفسير القرآن العظيم: 1/79]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {والله أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة} قبل أن يخرجكم، والعرب تقدّم وتؤخّر، قال الأخطل:
ضخمٌ تعلّق أشناق الدّيات به= إذا المئون أمرّت فوقه حملا
الشّنق: ما بين الفريضتين؛ والمئون: أعظم من الشّنق فبدأ بالأقل قبل الأعظم.
{السّمع} لفظه لفظ الواحد. وهو في موضع الجميع، كقولك: الأسماع، وفي آية أخرى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله} وهي قبل القراءة). [مجاز القرآن: 1/365-364]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {واللّه أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة لعلّكم تشكرون}
و {إمّهاتكم} - بالكسر -، والأصل في الأمّهات " أمّات، ولكن الهاء زيدت مؤكدة كما زادوا هاء في قولهم أهرقت الماء، وإنما أصله أرقت الماء.
والأفئدة جمع فؤاد مثل غراب وأغربة.
ولم يجمع فؤاد على أكثر العدد، لم يقل فئدان، مثل غراب، وغربان.
ثم دلهم - سبحانه - على قدرته على أمر السّاعة بما شاهدوا من تدبيره فقال -:
{ألم يروا إلى الطّير مسخّرات في جوّ السّماء ما يمسكهنّ إلّا اللّه إنّ في ذلك لآيات لقوم يؤمنون} . [معاني القرآن: 3/214]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ألم يروا إلى الطّير مسخّراتٍ في جوّ السّماء}، أي: متحلّقاتٍ في كبد السّماء، فيما بين السّماء والأرض،
وهي كلمةٌ عربيّةٌ كقوله: {وفرعها في السّماء} يعني بذلك طولها، كذلك الطّير متحلّقةٌ.
سعيدٌ عن قتادة قال: {في جوّ السّماء} في كبد السّماء.
قال: {ما يمسكهنّ إلا اللّه} يبيّن قدرته للمشركين يقول: هل تصنع آلهتكم شيئًا من هذا؟ {إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون} وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 1/79]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {جوّ السّماءٍ} أي الهواء، قال:
ويل أمّها من هواءٍ الجّو طالبّة= ولا كهذا الذي في الأرض مطلوب).
[مجاز القرآن: 1/365]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {في جو السماء} فالجو: الهواء، واللوح؛ والسكاك: ما ارتفع من الهواء، وقالوا: السكاكة أيضًا؛ وقالوا: لا أبرح حتى أبلغ أعنان السماء، وعنان السماء؛ لما ارتفع وعلا). [معاني القرآن لقطرب: 816]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {جو السماء}: الجو الهواء). [غريب القرآن وتفسيره: 209]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ألم يروا إلى الطّير مسخّرات في جوّ السّماء ما يمسكهنّ إلّا اللّه إنّ في ذلك لآيات لقوم يؤمنون }
{جوّ السّماء} الهواء البعيد من الأرض، وأبعد منه من الأرض السكاك.
ومثل السّكاك اللوح، وواحد السّكاك سكاكة). [معاني القرآن: 3/214]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء} الجو الهواء البعيد وأبعد منه السكاك الواحدة سكاكة).
[معاني القرآن: 4/95]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الجَوُّ}: ما بين السماء والأرض). [العمدة في غريب القرآن: 178]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 جمادى الأولى 1434هـ/5-04-2013م, 03:39 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77) }

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) }

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 12:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 12:24 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 ذو القعدة 1439هـ/26-07-2018م, 12:25 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ولله غيب السماوات والأرض} الآية، أخبر تعالى أن الغيب له يملكه ويعلمه، وقوله: {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر} إخبار بالقدرة، وحجة على الكفار، والمعنى على ما قال قتادة وغيره: "ما تكون الساعة وإقامتها في قدرة الله تعالى إلا أن يقول لها: كن"، فلو اتفق أن يقف على ذلك محصل من البشر لكانت من السرعة بحيث يقول: هل هي كلمح البصر أو هي أقرب من ذلك؟، فـ "أو" -على هذا- على بابها في الشك، وقيل: هي للتخيير، و"لمح البصر" هو وقوعه على المرئي، وقوى هذا الإخبار بقوله: {إن الله على كل شيء قدير}، يريد: على كل شيء مقدور، ومن قال: " وما أمر الساعة أي: وما إتيانها ووقوعها بكم، على جهة التخويف من حصولها" -ففيه بعد وتجوز كثير.
[المحرر الوجيز: 5/390]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله
من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين"، ومن ذكره ما ذكر من أشراط الساعة ومهلتها، ووجه التأويل أن القيامة لما كانت آتية ولا بد جعلت من القرب كلمح البصر، كما يقال: ما السنة إلا لحظة، إلا أن قوله: {أو هو أقرب} يرد أيضا هذه المقالة). [المحرر الوجيز: 5/391]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم} الآية تعديد نعمة بينة لا ينكرها عاقل، وهي نعمة معها كفرها وتصريفها في الإشراك بالذي وهبها، فالله تعالى أخبر أنه أخرج ابن آدم لا يعلم شيئا، ثم جعل حواسه التي قد وهبها له في البطن سلما إلى إدراك المعارف ليشكر على ذلك ويؤمن بالمنعم عليه. و"أمهات" أصلها أمات، وزيدت الهاء مبالغة وتأكيدا، كما زادوا الهاء في "أهرقت الماء"، قاله أبو إسحاق. وفي هذا المثل نظر، وقيل غير هذا، وقرأ حمزة، والكسائي: "إمهاتكم" بكسر الهمزة، وقرأ الأعمش: "في بطون مهاتكم" بحذف الهمزة وكسر الميم، وقرأ ابن أبي ليلى بحذف الهمزة وفتح الميم مشددة، قال أبو حاتم: "حذف الهمزة رديء، ولكن قراءة ابن أبي ليلى أصوب"، والترجي الذي في "لعل" هو بحسبها، وهذه الآية تعديد نعم وموضع اعتبار). [المحرر الوجيز: 5/391]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ألم يروا إلى الطير} الآية، وقرأ طلحة بن مصرف، والأعمش، وابن هرمز: "ألم تروا" بالتاء، وقرأ أهل مكة والمدينة: "ألم يروا" بالياء على الكناية عنهم، واختلف عن الحسن، وعاصم، وأبي عمرو، وعيسى الثقفي. و"الجو": مسافة ما بين السماء والأرض، وقيل: هو ما يلي الأرض منها، وما فوق ذلك هو اللوح، والآية عبرة بينة المعنى، تفسيرها تكلف بحت). [المحرر الوجيز: 5/391]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 08:21 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 08:23 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وللّه غيب السّماوات والأرض وما أمر السّاعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ (77) واللّه أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعلمون شيئًا وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة لعلّكم تشكرون (78) ألم يروا إلى الطّير مسخّراتٍ في جوّ السّماء ما يمسكهنّ إلا اللّه إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون (79)}
يخبر تعالى عن كماله وقدرته على الأشياء، في علمه غيب السّماوات والأرض، واختصاصه بذلك، فلا اطّلاع لأحدٍ على ذلك إلّا أن يطلعه [اللّه] تعالى على ما يشاء -وفي قدرته التّامّة الّتي لا تخالف ولا تمانع، وأنّه إذا أراد شيئًا فإنّما يقول له كن، فيكون، كما قال: {وما أمرنا إلا واحدةٌ كلمحٍ بالبصر} [القمر: 50] أي: فيكون ما يريد كطرف العين. وهكذا قال هاهنا: {وما أمر السّاعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} كما قال: {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفسٍ واحدةٍ} [لقمان: 28]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 589]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ ذكر تعالى منّته على عباده، في إخراجه إيّاهم من بطون أمّهاتهم لا يعلمون شيئًا، ثم بعد هذا يرزقهم تعالى السّمع الّذي به يدركون الأصوات، والأبصار اللّاتي بها يحسّون المرئيّات، والأفئدة -وهي العقول- الّتي مركزها القلب على الصّحيح، وقيل: الدّماغ والعقل به يميّز بين الأشياء ضارّها ونافعها. وهذه القوى والحواسّ تحصل للإنسان على التّدريج قليلًا قليلًا كلّما كبر زيد في سمعه وبصره وعقله حتّى يبلغ أشدّه.
وإنّما جعل تعالى هذه في الإنسان، ليتمكّن بها من عبادة ربّه تعالى، فيستعين بكلّ جارحةٍ وعضوٍ وقوّةٍ على طاعة مولاه، كما جاء في صحيح البخاريّ، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "يقول تعالى: من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالحرب، وما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه. ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به، وبصره الّذي يبصر به، ويده الّتي يبطش بها، ورجله الّتي يمشي بها، ولئن سألني لأعطيته، ولئن دعاني لأجيبنّه، ولئن استعاذ بي لأعيذنّه، وما تردّدت في شيءٍ أنا فاعله تردّدي في قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، ولا بدّ له منه".
فمعنى الحديث: أنّ العبد إذا أخلص الطّاعة صارت أفعاله كلّها للّه عزّ وجلّ، فلا يسمع إلّا اللّه، ولا يبصر إلّا اللّه، أي: ما شرعه اللّه له، ولا يبطش ولا يمشي إلّا في طاعة اللّه عزّ وجلّ، مستعينًا باللّه في ذلك كلّه؛ ولهذا جاء في بعض رواية الحديث في غير الصّحيح، بعد قوله: "ورجله الّتي يمشي بها": "فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي"؛ ولهذا قال تعالى: {وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة لعلّكم تشكرون} كما قال في الآية الأخرى: {قل هو الّذي أنشأكم وجعل لكم السّمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون قل هو الّذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون} [الملك: 23، 24]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 589-590]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ نبّه تعالى عباده إلى النّظر إلى الطّير المسخّر بين السّماء والأرض، كيف جعله يطير بجناحيه بين السّماء والأرض، في جوّ السّماء ما يمسكه هناك إلّا اللّه بقدرته تعالى، الّذي جعل فيها قوًى تفعل ذلك، وسخّر الهواء يحملها ويسّر الطّير لذلك، كما قال تعالى في سورة الملك: {أولم يروا إلى الطّير فوقهم صافّاتٍ ويقبضن ما يمسكهنّ إلا الرّحمن إنّه بكلّ شيءٍ بصيرٌ} [الملك: 19]. وقال هاهنا: {إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 590]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة