العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > عدّ الآي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ذو القعدة 1431هـ/4-11-2010م, 12:29 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي المؤلفات في عد الآي

المؤلفات في عدّ الآي
[هذا الموضوع قيد الإعداد، ويراد منه التعريف بكتب العدد وترتيبها تاريخيا وبيان نُبَذ موجزة عنها]

عناصر الموضوع:

"سور القرآن" للفضل ابن شاذان

"عدد سور القرآن" لابن عبد الكافي
"البيان في عدّ آي القرآن" لأبي عمرو الداني
"الإيضاح في القراءات" للأندرابي
"تنزيل القرآن" لابن زنجلة
ناظمة الزهر لأبي القاسم الشاطبي
...- كتب عد الآي التي ذكرها الشاطبي في صدر منظومته
...
- شرح خطبة ناظمة الزهر
...- بيان رموز ناظمة الزهر

"ذات الرشد في الخلاف بين أهل العدد" للإمام شُعلة الموصلي
"يتيمة الدرر في النزول وآيات السور" للإمام شعلة الموصلي
● "أقوى العُدد في معرفة العدد" لعلم الدين السخاوي، ضمن كتابه "جمال القراء"
"حسن المدد في فنّ العدد" للجعبري.
"إحكام الرأي في أحكام الآي" لابن الصائغ.
"القول الوجيز في آي الكتاب العزيز" للمخللاتي
"معالم اليسر بشرح ناظمة الزهر" لعبد الفتاح القاضي
"مرشد الخلان إلى معرفة عدّ آي القرآن" لعبد الرازق علي موسى
منظومة "الفرائد الحسان" لعبد الفتاح القاضي، وشرحها "نفائس البيان" له أيضاً.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 شعبان 1434هـ/5-07-2013م, 02:59 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

ما ذكره الشاطبي من المؤلفات في عدّ الآي
قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت:590هـ): (

وقد ألّفــت فـي الآي كتـــبـــا وإنـــنـي.......لـــما ألــّف الفضــل ابــن شاذان مستـــقـري
روى عـــــن أبيّ والذمـاري وعاصـــــــم.......مــــــع ابـــــن يســـــار ما احتـبــــوه علـى يسـر
وما لابن عيـــــسى ســــاقـه فـي كتابـه.......وعنه روى الكــوفي وفى الكـــــل أستبـــري
ولكنــنـي لـــــم أســـــــــــر إلا مظـــــــــاهـراً.......بجمـــع ابن عمــار وجمـــــــــع أبـي عمــــــرو
عسى جمــعه فـي الله يصفـو ونفـــــــعـه.......يعـــــــــــم برحمـــــــــــاه فيشـــــــــفـي مـن الضـر
علـــــى الله فيــــــه عمـــــدتـي وتـــــوكلــــــي.......ومنه غيـاثي وهو حسبـي مـــــدى الدهر).
[ناظمة الزهر: 4-29]


- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ): (ص: وقد ألفت في الآي كتب وإننـي....... لما ألف الفضل بن شاذان مستقري
ش:
اللغة: التأليف الجمع، ومستقري متتبع من الاستقراء وهو التتبع.
الإعراب: قد للتحقيق وألفت كتب جملة ماضية مجهولة، وسكنت تاء كتب للضرورة، وفي الآي متعلق بقوله ألفت، بتقدير مضاف أي في علم الآي، والواو في قوله وإنني للحال أو الاستئناف، ومستقري خبر إن، ولما ألف متعلق بمستقري وما موصولة وألف صلتها، والفضل فاعل ألف، وابن شاذان صفة أو بدل منه.
المعنى: قد ألف في علم فواصل الآي كتب كثيرة عظيمة الشأن والحال أنني متتبع في نظمي هذا ما رواه ونقله أبو العباس الفضل بن شاذان بن عيسى الرازي، وهو من رواة أبي جعفر، وقد توفى في حدود سنة مائتين وتسعين بعد الهجرة، والله أعلم.

روى عن أبي والذماري وعاصم .......مع ابن يسار ما احتبوه على يسر
اللغة: الاحتباء قبول الحباء بكسر الحاء وهو العطاء. واليسر السهولة.
الإعراب: روى فعل ماض وفاعله ضمير يعود على الفضل في البيت قبله. وعن أبي متعلق بروى وما بعده عطف عليه، ومع ابن يسار حال من عاصم، وما اسم موصول مفعول روى، وجملة احتبوه صلة، وعلى يسر متعلق بما قبله.
المعنى: نقل الفضل بن شاذان العدد المكي عن أبي بن كعب، والعدد الشامي عن يحيى الذماري، والعدد البصري عن عاصم وعطاء بن يسار. وهذه الأعداد هي التي أشار إليها بالموصول، وفيه تشبيه رواية العلم بالعطية، وتقبلها بتقبل العطية؛ والمعنى روى ما نقل هؤلاء من الأعداد على يسر أي في سهولة ويسر.

وما لابن عيسى ساقه فـي كتابـه .......وعنه روى الكوفي وفي الكل أستبرى
اللغة: يقال استبرأت الشيء طلبت آخره لأقطع الشبهة عني.
الإعراب: وما اسم موصول مبتدأ ولابن عيسى متعلق بمحذوف صلة وجملة ساقه خبره، وفاعل ساقه، يعود على الفضل والضمير المنصوب يعود على الموصول، وفي كتابه متعلق بساقه، والضمير المجرور في كتابه يعود على الفضل، وعنه متعلق بروى بعده، والضمير المجرور في عنه يعود على ابن عيسى، وروى الكوفي جملة ماضية، وفي الكل متعلق بقوله أستبرى وهو فعل مضارع.
المعنى: والعدد الذي نسب لابن عيسى وهو سليم بن عيسى الحنفي ذكره الفضل بن شاذان وساقه في كتابه. وعن سليم روى الكوفي هذا العدد. فالعدد الكوفي مروي عن سليم عن حمزة وسفيان كما تقدم ونقله ابن شاذان في كتابه وسأنقله أنا أيضًا تبعًا له. ومعنى قوله وفي الكل أستبرى أي في كل ما رواه الفضل ابن شاذان من أئمة العدد
أستبرى وأستقصى طلبًا لبراءة نفسي من تهمة التقصير. والمقصود سأذكر كل ما ذكره الفضل لأقطع عن نفسي شبهة التقصير. وأشار بهذا إلى أنه سيتبع الفضل في كل ما رواه من العدد. ومن روى عنهم من الأئمة فدخل فيهما ما رواه عن نافع عن شيخيه وما رواه إسماعيل بن جعفر عن ابن جماز عن شيخيه.

ولكني لم أسـر إلا مظاهـرًا .......بجمع ابن عمار وجمع أبي عمرو
اللغة: يقال سرى يسري إذا مشى ليلاً. ومظاهرًا بفتح الهاء اسم مفعول من ظاهره إذا عاونه.
الإعراب: ولكنني حرف استدراك واسمه وجملة لم أسر خبره وإلا أداة استثناء مفرغ من عموم الأحوال ومظاهرًا حال والجار والمجرور بعده متعلق به وجمع أبي عمرو عطف على ما قبله.
المعنى: لما أخبر الناظم أنه متتبع ما روى الفضل بن شاذان أوهم ذلك أنه لم يأخذ من غيره فرفع ذلك التوهم بقوله ولكنني الخ البيت والمعنى ولكنني في متابعتي للفضل أستعين على هذه المتابعة بما جمعه ابن عمار وجمعه الداني في كتاب البيان والمقصود أنه قد اتبع ابن شاذان فيما روى من العدد واستعان على ذلك بما جمعه ابن عمار والداني في كتابيهما عن الفضل فلم يلتزم متابعة الداني في كل ما جمعه بل التزم متابعته فيما نقله بسنده عن الفضل ولهذا لم يذكر العدد الحصى لأن الفضل لم يذكره وفي قوله لم أسر استعارة تصريحية تبعية شبه متابعة الأسانيد مع اضطرابها بالسير ليلاً واستعار السرى لمتابعة الأسانيد. واشتق منه أسر بمعنى أتابع الفضل وأصل إليه بسندي إلا بمعاونة ما جمعه الشيخان الجليلان من الأسانيد المتصلة بالفضل، وكأن جمع هذين الإمامين بمنزلة الكوكب الذي يهديه في سراه.

عسى جمعه في الله يصفو ونفعـه .......يعم برحماه فيشفـي مـن الضـر
على الله فيـه عمدتـي وتوكلـي .......ومنه غياثي وهو حسبي مدى الدهر
اللغة: يصفو من الصفو ضد الكدورة والمراد هنا يخلص. والرحمى الرحمة. والعمدة ما يعتمد عليه، والتوكل الاعتماد على الله في جميع الشئون. والغياث الإغاثة، وحسبي كافي، ومدى الدهر طول الأبد.
الإعراب: عسى ماض، جمعه اسم عسى وجملة يصفو الخبر، وفي الله متعلق بيصفو، ونفعه يعم معطوفان على معمولي عسى، برحماه تنازعه كل من يصفو ويعم، وضميره يعود على الله تعالى، والضمائر السابقة عائدة على النظم. فيشفى عطف على ما قبله ومن الضر متعلق به، وفاعل يشفى يعود على النظم. وعلى الله فيه عمدتي جملة اسمية مقدمة الخبر للاختصاص، وتوكلي عطف على عمدتي، ومنه غياثي اسمي كذلك، وأيضًا وهو حسبي، ومدى ظرف زمان متعلق بحسبي.
المعنى: بعد أن بين الناظم ما قصد إليه من جمع عدد آي القرآن الكريم وفضل هذا العلم، وفضل الأئمة الذين نقل عنهم. وبيان من ألف في هذا العلم قبله. وبيان من اقتفى أثره منهم – توجه إلى الله تعالى بالرجاء أن يكون جمعه الذي قصد إليه في هذا النظم خالصًا من الشوائب، صافيًا من الأكدار. وذلك بإخلاصه النية لله تعالى. ورجا أن يعم نفعه حتى يكون سببًا في شفاء الناس من الجهل بهذا العلم. ثم أظهر بعد ذلك عجزه عن إتمام هذا العلم إلا بمعونة الله تعالى، وحاجته إلى تلك المعونة بقوله على الله فيه عمدتي الخ. يعني أن اعتمادي فيما قصدت إليه إنما هو على الله وحده لا على كثرة علم، ولا سعة إطلاع. وعلى الله وحده أتوكل في إكمال هذا الأمر ومنه أستمد العون والغوث للاقتدار على ذلك وهو سبحانه وتعالى كافي ومغني مدى الزمن، وهو نعم المولى ونعم النصير. والله أعلم). [معالم اليسر:؟؟-64]




شرح خطبة ناظمة الزهر
قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت: 590هـ):
(

بدأت بحمـــد الله نــــاظمـــــة الزهـــــر....... لتجـــنــي بعـــــــون الله عيــــنا من الــــزهــــر
وعذت بربـــــي مـن شـــرور قضائـــــه.......ولُذْتُ به في الســــر والجهر من أمـري
بحــــــي مـــــريـــــد عـالـم متــــكــــــلــــم.......سميــــــــــــع بصيــــــــــر دائـــــــــم قـادر وتــــر
وأحمـــــــده حمــــدا كثيــــــــراً مبـاركـاً.......وأســــــــأله التوفيـــــــق للذكــــــــــر والشـــكـر
وبعـــــد صــــلاة الله ثــــــــم ســــلامــــــه.......على خيـــــر مختــار مـن المــجــــد الغـــــــر
محمــــد الهــــــادي الــرؤوف وأهــلـــه.......وعتـــــــرتـه سحــــــــــــب المكـــــــــارم والبـــــــــر
وإني استخــرت الله ثـم استــعــنـــتـه.......على جمع آي الذكر في مشرع الشــعــر
وأنبطــــت في أســــــراره سِـــرَّ عَذْبهـا.......فَسَــــرَّ محيــــــــاه بمثـــــل حيــــا القــــــطـــــــــــر
ستحــــــيي معانـيـــــه مغانـــــــــي قبـــــولـهـا.......لإقبــــــالــهـا بيــــــن الطـــــــلاقــــة والبـــــشــــــــــر
وتطــلـع آيـــاتِ الكتــــاب إيـــــاتُــــــــهـا.......فتبسم عن ثغــر ومــا غـــاب مـن ثــــــــغـــــــــر
[ناظمة الزهر: 4-29]


- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فهذا شرح واضح العبارة، سهل الأسلوب، للنظم المسمى «ناظمة الزهر» في علم الفواصل للإمام العالم الوَرِع أبي القاسم الشاطبي المقرر تدريسه لطلاب معهد القراءات بالأزهر؛ قصدنا به كشف رموزه، وإيضاح مشكله، وتبيين خفاياه. ونضرع إلى الله سبحانه أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وينفع به النفع العميم، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
المؤلفان
قال الناظم رضي الله عنه:
بدأت بحمد الله ناظمة الزهـر....... لتجني بعون الله عينا من الزهر
اللغة: البدء والابتداء بمعنى يقال: بدأت الشيء بكذا وابتدأته به إذا جعلته أوله. و«ناظمة الزهر» اسم للقصيدة وهي في الأصل اسم فاعل من نظم الشيء إذا سلكه في سلك واحد. ويسمى الشعر نظما لأن الشاعر يجمع بين الكلمات المؤتلفة في بيت واحد ثم يؤلف بين البيت وما يليه من أبيات القصيدة في الوزن والمعنى والقافية، فكأنه أتى بسلك واحد جمع فيه المعاني المختلفة ونسقها في ألفاظ مؤتلفة، فهو أشبه بناظم در في عقد واحد. وكلمة الزهر بالضم جمع زهراء وأزهر، يقال كوكب أزهر أي مضيء وليلة زهراء أي مضيئة. والكواكب الزهر: المضيئة. والمراد هنا فواصل آي القرآن الكريم تشبيها لها بالكواكب في الإضاءة والاهتداء بها. كأنه قال: ناظمة الفواصل الشبيهة بالكواكب الزهر في أن كلا منهما يهتدي به في الظلمات. فكما يهتدي الساري بالكواكب في ظلمات البر والبحر يهتدي السائر إلى الله تعالى بهذه الآيات إلى طرق الخير والسعادة. وكما تبدد الكواكب ظلمات الليل تبدد آيات القرآن ظلمات الجهل والشبُّه.
والحمد: الثناء بالجميل على جهة التعظيم. وقوله «لتجني» مضارع من جنى الثمرة واجتناها قطفها وجمعها. وقوله «عينا» المراد به هنا خيار الشيء أي النوع الكريم منه و«الزهر» بفتح الزاي هنا: جمع زهرة وهو النبت أو نوره وهو مارق منه.
الإعراب: قوله بدأت بحمد الله ناظمة الزهر جملة ماضية ومتعلقها ومفعولها. وقوله لتجني اللام فيه للتعليل. وتجني مضارع منصوب بأن مضمرة وسكن للضرورة وفيه ضمير مستتر عائد على ناظمة الزهر. «بعون الله» متعلق به. وعينا مفعوله «من الزهر» صفة المفعول.
المعنى: يقول الناظم: جعلت حمد الله في أول قصيدتي المسماة ناظمة الزهر لتحصل هذه القصيدة وتجمع بمعونة الله تعالى أكرم الفوائد وأحسنها الشبيهة
بعين الزهر وكرام النبات. وإنما توقف جمعها تلك الفوائد على بدئها بالحمد لله لقوله صلى الله عليه وسلم، كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أبتر، أي قليل البركة. فلأجل أن تتم فوائدها ابتدأتها بحمد الله تعالى والثناء عليه.

وعذت بربي من شرور قضائه ....... ولذت به في السر والجهر من أمري
اللغة: عاذ بالشيء: التجأ إليه وتحصن به ولاذ بالشيء: استمسك به واعتصم، وهما متلازمان. والقضاء الحكم. والمراد به المفضي. وشرور قضائه أي شرور مقضياته. والشرور: جمع شر، والشر ما تضر عاقبته. والأمر: الشأن، وهو واحد الأمور.
الإعراب: وعذت: الواو عاطفة جملة عذت على جملة بدأت. وبربي متعلق به، وكذا من شرور قضائه، ولذت معطوف أيضًا على بدأت. وبه متعلق بلذت. وكذا في السر والجهر معطوف على السر. وقوله من أمري حال من السر والجهر.
المعنى: والتجأت إلى ربي ومالك أمري، وتحصنت به من شرور مقضياته مما يتعرض له مثلي مما تضر عاقبته، فشمل كل مكروه يتعرض له الإنسان ودخل في عمومه ما يتعرض له المؤلفون من العوائق والعقبات التي تعوقهم عن تمام مقاصدهم، وفي جملة ذلك الرياء المحبط لثواب العمل. وقوله ولذت به تأكيد للسابق أي واعتصمت بربي في شأني كله سره وجهره، فهو وحده القادر على أن يخلص سري من الشوائب، ويطهر عملي الذي أجهر به من الأهواء والنزعات ليعم بذلك نفعه، ويكمل أجره.

بحي مريد عالم متكلـم .......سميع بصير دائم قادر وتر
اللغة: الوتر الفرد.
الإعراب: بحي بدل من قوله ربي بتكرير الجار. وقوله مريد وجميع ما بعده أوصاف لحي.
المعنى: عذت بمن هذه نعوته، لأن من اتصف بهذه الصفات كان خير معاذ وأفضل ملاذ. وقد أثنى على الله بصفاته المعنوية وبصفتين من صفات السلب
وهما الدوام والوحدانية اللتان دل عليهما بقوله دائم وتر. ورتب هذه الصفات ترتيبًا بديعًا فقدم الحياة لأنه ينبني عليها غيرها من الصفات الوجودية. ثم الإرادة لأنها تدل على العلم. ثم اتبعها بالعلم لأنه نتيجة الإرادة. ثم بالكلام لأنه ينفق مع العلم في جميع تعلقاته؛ لأن كلا منهما يتعلق بالواجب والجائز والمستحيل.
إلا أن تعلق العلم تعلق انكشاف وتعلق الكلام تعلق دلالة وإفهام، ثم أتبع ذلك بالسمع والبصر وهما صفتا انكشاف كالعلم تنكشف بهما الموجودات انكشافا تامًا غير انكشاف العلم. ويتعلقان بالواجب والممكن فقط. ثم أتبع ذلك بوصفه تعالى بالدوام إشعارًا بوحدانيته في ذاته وصفاته وأفعاله. فليست هناك ذات تشبه ذاته، ولا لأحد صفة تشبه صفته، ولا لغيره فعل كفعله.

وأحمده حمدا كثيـرا مباركـا .......وأسأله التوفيق للذكر والشكر
اللغة: التوفيق: توجيه العبد إلى الخير وتيسير أسبابه له. والمراد بالذكر هنا ذكر الله تعالى وهو شامل لذكره باللسان وتذكر عظمته بالقلب. والشكر صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه فيما خلق له.
الإعراب: وأحمده جملة مضارعية ومفعولها وحمدًا مفعول مطلق. وكثيرًا صفته وكذا مباركًا. وأسأله التوفيق جملة مضارعية والضمير مفعول أول والتوفيق مفعول ثان. وللذكر متعلق بالتوفيق، والشكر معطوف عليه.
المعنى: أحمد ربي حمدًا كثير الخير والبركة لكثرة كمالاته، وعظيم آلائه ونعمه. وكأن الحمد الأول حمد لله باعتبار ذاته، وهذا حمد له باعتبار نعمه وعطاياه؛ ولهذا أتى بالصيغة المضارعية الدالة على التجدد والاستمرار. وأطلب منه التوفيق لذكره تعالى ومراقبته، ولشكره على نعمه. ومن أفضل الذكر تلاوة القرآن والاشتغال به. ومن الشكر على نعمة القرآن مدارسته والاهتمام بمعرفة عدد آيه،
وغير ذلك من علومه. فكأنه سأل ربه إتمام ما قصد إليه من بيان عدد آي القرآن في هذه المنظومة. وسمي ذلك شكرًا لله تعالى ما أنعم به عليه من معرفة القرآن وعلومه.

وبعـــد صـــــــلاة الله ثـم سلامــــــــــــه .......على خير مختار من المجد الغر
محمـد الهــــــــــادي الرءوف وأهلـه .......وعثرتـــــه سحــــب المكارم والبــــــر
اللغة: الصلاة من الله الرحمة. والسلام الأمان. والمجد بضم الميم وفتح الجيم مشددة: جمع ماجد وهو الرجل الكريم الآباء. والغر بضم الغين: جمع أغر وهو الشريف السيد. وأهل الرجل قرابته الأدنون. ويطلق على نساء الرجل. والعترة نسل الرجل وقرابته الأدنون. والسحب بضم السين وسكون الحاء للتخفيف وأصله سحب بضمتين: جمع سحابة وهي الغيم. والمكارم جمع مكرمة وهي الخصلة الحميدة والبر الخير.
الإعراب: الواو عاطفة. وهي نائبة عن أما. وأصله وأما بعد. و«أما» نائبة عن شرط وأداته. والتقدير مهما يكن من شيء بعد فصلاة الله إلخ. فحذف الشرط والأداة ونابت عنهما أما. ثم حذفت أما اكتفاء بالواو. وبعد: ظرف متعلق بفعل الشرط المحذوف مبني على الضم في محل نصب، وأصله بعد حمد الله، فحذف المضاف إليه ونوى معناه. وصلاة الله مبتدأ. ثم سلامه عطف عليه. وثم بمعنى الواو. وعلى خير متعلق بمحذوف خبره. ومختار مضاف إليه. ومن المجد متعلق بمحذوف صفة مختار. والغر صفة المجد. ومحمد بدل أو عطف بيان لخير مختار. والهادي صفته وكذا الرءوف. وأهله عطف على خير مختار، وكذا وعترته. وسحب المكارم صفة عترته، والمكان مضاف إليه. والبر عطف عليه، وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب أما المحذوفة. وحذفت منه الفاء للضرورة.
المعنى: وبعد حمد الله فرحمة الله وأمنه كائنان على خير وأفضل من اختاره الله من كل كريم الأب، شريف سيد. ثم بينه بأنه محمد الهادي إلى طرق الرشاد والخير، الرءوف العظيم الرأفة والرحمة بالمؤمنين كما وصفه الله تعالى بقوله
((بالمؤمنين رءوف رحيم)) وعلى آله وعترته وهم قرابته وخاصته. وعطف العترة على الأهل عطف مغاير إن أردنا بالأهل النساء خاصة. وإن أردنا بهم قرابته الأدنين فعطف مرادف، وأن أريد بأهل النبي أمته وهم كل مؤمن تقي – كما قيل – فمن عطف الخاص على العام فكأنه قال وعلى كل من آمن به وخاصة قرابته الأدنين.
ثم وصف عترته بأنهم سحب المكارم والبر إشارة إلى أنهم للناس بمنزلة السحب التي تجيء بالغيث فتحيي النبات والموات. فهم كذلك يغيثون الناس. ولكن لا بالماء بل بأنواع المكارم وخصال الخير. فيحيون القلوب والعقول. والكلام على سبيل الاستعارة التصريحية بتشبيههم بالسحب بجامع عموم النفع وكثرته في كل، أو المكنية بتشبيه مكارمهم وبرهم بالمطر وإثبات لازم المشبه به بعد حذفه المشبه.

وإني استخـرت الله ثـم استعنتـه .......على جمع آي الذكر في مشرع الشعر
اللغة: استخرت الله في أمري: طلبت منه الخير في ذلك الأمر، واستعنته طلبت منه العون. وآي جمع آية. والذكر: القرآن، والمشرع: طريق ورود الشاربة إلى الماء. والشعر: هو الكلام الموزون المقفي.
الإعراب: الواو للعطف. وإني استخرت الله: إن واسمها ضمير المتكلم وجملة استخرت خبرها والله مفعول استخرت. وجملة استعنته معطوفة على جملة استخرت. وقوله «على جمع آي الذكر» تنازعه كل من الفعلين فأعمل الثاني وحذف من الأول لكونه فضله، وفي مشرع متعلق بجمع.
المعنى: إني طلبت من الله الخير والمعونة على جمع آي القرآن في طريق من طرق الكلام هو طريق الشعر ليسهل على الطلاب حفظها، ومعرفة عددها. وإنما استخار الله في هذا الأمر واستعانه عليه لأن الاستخارة من سنن المرسلين.
وفي الصحيح عن جابر بن عبد الله «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن»، ولأن الاستعانة من الله لازمة لكل من يريد الشروع في أمر من الأمور خصوصًا مهمها، فلا يتم أمر من الأمور إلا بمعونته.

وأنبطت في أسراره سرّ عذبها .......فسر محياه بمثل حيا القطـر
اللغة: أنبط الشيء أظهره بعد خفاء، وأسرار جمع سر بكسر السين، وسِرّ الشيء جوفه ولبه وخالصه، والعذب: الحلو، والمحيا الوجه، والحيا بالقصر: المطر، والقطر: المطر المتقاطر.
الإعراب: الواو عاطفة، وقوله: (وأنبطت..) إلخ جملة ماضية، ومتعلقها ومفعولها والضمير في أسراره يعود على الشعر.
وفي عذبها يعود على آي الذكر.
وقوله: (فسر محياه..) ماضية مبنية للمجهول ونائب فاعلها وضمير محياه يعود على الشر وبمثل متعلق بسر.
وإضافة حيا إلى القطر بيانية.
أي حيا هو القطر أو القطر بمعنى المتقاطر فالإضافة حينئذ من إضافة الموصوف إلى صفته.

المعنى: وأظهرت ما كان خفيًا من خالص مسائل مقاطع الآيات ومباديها العذبة في جوف هذا الشعر. فسر وجهه وأينعت ثماره كما يسر وجه الأرض بالمطر. وتعبيره بالسرور استعارة لازدهاره بكثرة منافعه كما تزدهر الروضة إذا أصابها المطر. ففي الكلام تشبيه الشعر ببينان مثمر وفي جمع آي الذكر فيه ازدهرت أشجاره. ونمت ثمرته كما تنمو بالمطر.

ستحيي معانيه مغاني قبولها .......لإقبالها بين الطلاقة والبشر
اللغة: المعاني جمع معنى وهو ما يعني من اللفظ ويقصد والمغاني جمع مغني وهو المنزل الذي غنى به أهله أي أقاموا فيه. والقبول مصدر قبل الشيء إذا رضيه. وطلاقة الوجه انبساطه ويكني بها عن السرور. والبشر الفرح والسرور.
الإعراب: ستحيي الخ جملة مضارعية وفاعلها ومفعولها وسكنت ياء مغاني لضرورة الشعر. ولإقبالها متعلق بقوله ستحيي وبين ظرف لإقبالها.
المعنى: ستحيي معاني هذا الشعر منازل قبولها وهذا كناية عن النفوس لأنها محال القبول لإقبال تلك المعاني إلى النفوس في سهولة ويسر، فهي بمنزلة الحسناء التي تقبل بين الطلاقة والبشر، واستعار فصاحة الألفاظ المؤدية إلى المعاني
وسهولتها للطلاقة والبشر، فالمقصود ستحيي هذه المعاني النفوس لسهولة وصولها إليها بألفاظ عذبة، وأساليب بديعة.

وتطلع آيات الكتـاب إياتُهـا.......فتبسم عن ثغر وما غاب من ثغر
اللغة: تطلع: تظهر من أطلع الشيء إذا أظهره، والكتاب القرآن، وآياتها جمع آية وهي العلامة. وقصرت همزتها للضرورة، فتبسم تكشف. والثغر الفم أو الأسنان أو مقدمها، ويطلق على الموضع المخوف وهو هنا مستعار لمواضع الشبه.
الإعراب: وتطلع إلخ جملة مضارعية ومفعولها المقدم وفاعلها المؤخر فتبسم الفاء فيه عاطفة والضمير يعود على آياتها وعن ثغر متعلق بتبسم وما موصولة عطف على ثغر. وغاب صلة الموصول. ومن ثغر بيان لما.
المعنى: وتظهر علامات هذه القصيدة ورموزها التي سأبينها آيات القرآن الكريم من حيث بيان عددها اتفاقًا واختلافًا فتكشف هذه العلامات والرموز عن كل معنى حسن يشبه ثغر الحسناء فتزداد به حسنا كما تزداد الحسناء بابتسامها حسنا على حسن. وتوضح مع ذلك كل ما خفي من مشكلات هذا العلم وإلى ذلك الإشارة بقوله وما غاب من ثغر.

وتنظم أزواجًا تثير معادنًـا .......تخيرها أهل القرون على التبر
اللغة: تنظم تجمع. والأزواج جمع زوج والمراد به هنا الصنف. تثير تحرك والمعادن. جمع معدن: يقال عدن بالمكان إذا أقام به. ومنه جنات عدن أي إقامة ويطلق المعدن على مركز كل شيء وأصله. ويطلق على الذهب والفضة ونحوهما تخيرها آثرها وفضلها على غيرها، والقرون جمع قرن ويطلق على الزمن. ومدته مائة سنة على المشهور ويطلق على أهل العصر الواحد المجتمعين فيه لاقتران بعضهم ببعض، والمراد بخير القرون الصحابة رضي الله عنهم. والتبر الذهب غير المضروب.
الإعراب: وتنظم جملة مضارعية والضمير فيها يعود على القصيدة المذكورة أو على آياتها وأزواجًا مفعول به لتنظم وجملة تثير صفة المفعول ومعادنا مفعول
تنير وصرف لضرورة النظم وجملة نخيرها خير القرون صفة معادن وعلى التبر متعلق بقوله تخيرها.
المعنى: وتجمع هذه القصيدة إلى بيان عدد آي الكتاب أصنافًا من القواعد المهمة تؤدي إلى معان شريفة اهتم بها خير القرون وهم أهل القرن الأول وآثروها على الذهب الخالص لعظم شأنها وبقاء أجرها. وفي البيت إشارة إلى قوله صلى الله عليه وسلم خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم – الحديث وترغيب في معرفة هذا الفن والاهتمام به تأسيًا بالسلف الصالح الذين هم خير القرون.). [معالم اليسر:3-30]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 9 شوال 1434هـ/15-08-2013م, 03:01 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

بيان رموز ناظمة الزهر

قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت: 590هـ):
(
وخـــذ بعلامــــات في الأسمـاء علمـــــهـم.......لـــــــمـك بحــجـــــر والمديــــــــــنـي بالقـــطـر
وقـــــــــل فيهما صـــــدر ونحـــــــر ســـــواهمـا.......وخــــذ فيـــهـما مع صحبـة الشام بالكثـر

ومـــك مـــــع الكـــــوفـــــي مـــثــــر وكــيــفـــمــا.......جريـن فهــن القصــد عــــن عـرف او نكـر
وعــــــد أبــــــي جـــاد بــــه بعـد الاسـم مـن........أولئـــك خذ والــــواو تـفـــصـــل فـي الإثـــر
ومــــا قبــل أخرى الذكـــر أو بعـده لمـــن .......تركت اسمه في البضع فابضع بما يبري
وفـــــي الرعــــــــــد للشـــامـي زهـر مـــــداده........ثــــــــلاث عن الكــــــوفي والاربـــــع للصـدر
وسميـت أهل العـــــد فـى آي خــلـفــهم.......بسنــتـــــــــها الأولـــــــــــى ورتبــــــــت مـا أجـري
جعلــــت المديـــنــــــى أولا ثــــــــم آخــــــرا .......ومـــك إلــــى شـــام وكـــــوف إلى بـــصـــري).
[معالم اليسر:31-63]

- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ): (
وخـــذ بعلامــــات في الأسمـاء علمـــــهـم.......لـــــــمـك بحــجـــــر والمديــــــــــنـي بالقـــطـر
وقـــــــــل فيهما صـــــدر ونحـــــــر ســـــواهمـا.......وخــــذ فيـــهـما مع صحبـة الشام بالكثـر

ومـــك مـــــع الكـــــوفـــــي مـــثــــر وكــيــفـــمــا.......جريـن فهــن القصــد عــــن عـرف او نكـر
اللغة: الحجر بضم الحاء وسكون الجيم الشيء المحجور. ومنه سمي الحرام حجرا لمنع الشارع منه وناسب إطلاق هذا الاسم على المكي لكونه من مكة وفيها الحرم. وقد حجر صديه وشجره.
والقطر الجانب والناحية. وناسب إطلاق اسمه على المديني لأنه منسوب إلى المدينة التي حظيت بجانب من الوحي وناحية منه. وصدر الشيء مقدمه وأوله. ولا تخفى مناسبة إطلاق هذا الاسم على المدني والمكي لأنهما صدر الإسلام، ومنهما انبثق نوره. والنحر موضع القلادة من الصدر. ومناسبة إطلاقه على البصري والشامي والكوفي اعتزاز الإسلام بهذه الأمصار. «والكثر» بضم الكاف وسكون الثاء ضد القل وهو الشيء الكثير. والمثرى من صار ذا ثراء. ومناسبة إطلاقه على المكي والكوفي أن بانضمام الكوفي المكي يقوي كل منهما فيصير ذا ثروة واسعة في العلم. والعرف: التعريف، والنكر التنكير.

الإعراب: خذ أمرية. بعلامات متعلقها. في الأسماء متعلق بمحذوف صفة لعلامات. وعلمهم مفعول خذ وضميره يعود على أئمة العدد. ولمك متعلق بخذ وبحجر بدل من بعلامات بدل بعض من كل.
والمديني عطف على مك. وبالقطر عطف علي بحجر. وقل أمرية وفيهما صدر جملة اسمية مقدمة الخبر مقول القول. ونحر سواهما: اسمية مقدمة الخبر كذلك. وخذ أمرية معطوفة على الأولى. وفيهما
متعلقها. ومع صحبة الشام حال من الضمير المجرور. وبالكثر متعلق بخذ. ومك مبتدأ ومثر خبره. ومع الكوفي حال من المبتدأ أو من ضمير الخبر. وكيفما اسم شرط وهو مبني على السكون في محل نصب على الحال من فاعل جرين. وجرين فعل الشرط وجملة فهن القصد جواب الشرط والفاء فيه زائدة وضمير من يعود على الكلمات الست السابقة، والقصد بمعنى المقصود. وعن عرف حال من ضمير القصد لأنه مصدر بمعنى اسم المفعول أي المقصودات حال كونهن معرفات أو منكرات.
المعنى: بعد أن بين المصنف الطرق التي تعرف بها الفاصلة من غيرها شرع في بيان ما اصطلح عليه من الرموز لأسماء أهل العدد التي سيتبعها في نظمه. وهي قسمان اسمية وحرفية، وبين في هذه الأبيات الرموز الاسمية، فقال «وخذ بعلامات الخ»أي وخذ أيها الطالب معرفة أسماء أئمة العدد بعلامات أذكرها لك في كلمات هي أسماء، ثم فصل فقال: لمك بحجر الخ، يعني أن كلمة حجر حيث ذكرت فالمراد بها المكي خاصة من علماء العدد، وأن كلمة قطر علامة على المديني حيث ذكرت. والمراد بالمديني المدني الأول والثاني. وعلم ذلك من ذلك الإطلاق.
وقوله «وقل فيهما صدر»: معناه، أن المكي والمدني إذا اجتمعا على عد آية فالرمز لها كلمة الصدر.

ويراد هنا أيضًا بالمدني: الأول والأخير، وقوله «ونحر سواهما» معناه أن كلمة نحر رمز للبصري والشامي والكوفي، وهذا معنى قوله سواهما أي سوى المدني والمكي.
وقوله «وخذ فيهما مع صحبة الشام بالكثر» معناه إذا اتفق المكي والمدني والشامي يرمز لهم بكلمة كثر. فالضمير في قوله فيهما يعود على المدني والمكي. وقوله «ومك مع الكوفي مثر» معناه إذا اتفق المكي والكوفي فالرمز لهما كلمة مثر، فهذه ست كلمات جعلها الناظم رمزًا لأئمة العدد الستة وهي من لطائفه. وقوله وكيفما جرين الخ. معناه أ، هذه الكلمات ست كيفما وقعت في القصيدة فيهن المقصودات للدلالة على ما بينت لك سواء كانت معرفات أو منكرات.

وعد أبي جاد به بعد الاسم من.......أواتل خذ والواو تفصل في الإثر
اللغة: الإثر العقب.
الإعراب: وعد مبتدأ مضاف إلى أبي جاد، وبه متعلق بخذ الذي هو خبر المبتدأ و«بعد الاسم» ظرف متعلق بخذ أيضًا، و«من أوائل» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير في به. ومفعول خذ محذوف تقديره العلم بجملة السورة على وجه الإجمال «والواو تفصل في الأثر» جملة اسمية وفي الإثر متعلق بالفعل قبله.
المعنى: بين المصنف في هذا البيت أنه يستعمل كلمة أبجد هوز، إلى آخرها ويتخذ ما تدل عليه من حساب الجمل وسيلة إلى بيان عدد السورة في أولها؛ فيجيء بكلمات يذكرها بعد ذكر اسم السورة تؤخذ أوائلها وينظر ما تدل عيه تلك الحروف من العدد عددًا لتلك السورة. وهذا معنى قوله «وعد أبي جاد الخ»: أي عد أبي جاد وحسابه خذ به بعد ذكر اسم السورة حال كون ذلك الحساب مدلولا عليه بأوائل كلمات تذكر بعد اسم السورة، خذ بهذا العدد معرفة عدد آيات السورة. مثلا قوله وفي البقرة في العد بصرية رضا زكا فيه – فقد ذكر اسم سورة البقرة ثم بين عددها عند البصري بثلاثة أحرف تؤخذ من أوائل الكلمات الثلاث وهي الراء المأخوذة من كلمة رضا وهي بمائتين في حساب الجمل، والزاي المأخوذة من كلمة زكا وهي بسبع من حساب الجمل، والفاء المأخوذة من كلمة فيه وهي بثمانين من الحساب المذكور، فيعلم من هذا أن عدد سورة البقرة عند البصري مائتان وسبع وثمانون آية. وقوله والواو تفصل في الأثر: معناه أن الواو يذكرها المصنف أحيانًا بعد تمام الكلمات التي تدل على العدد فتكون حينئذ فاصلة بين هذا العدد وبين غيره منعًا للالتباس، أو بينه وبين مسائل السورة دفعًا للبس أيضًا وهو المراد بقوله والواو تفصل في الإثر. وأحيانًا يذكرها مرادًا بها عدد معين وذلك إذا ذكرها في أول العدد نحو ذكرها في أول سورة الأعراف، أو ذكرها آخر العدد ولكنها حسبت منه بأن أتى بعدها بواو فاصلة نحو أول سورة «فاطر» واحترز عن هذين القسمين مع كونهما نادرين في القصيدة بقوله في الإثر، أي عقب ذكر تمام ما دل على العدد. ومثال الواو الفاصلة التي وقعت بعد تمام العدد قوله «وفي البقرة» في العد بصرية رضا زكا فيه وصفًا.
هذا وبقى أن المصنف لم يذكر في هذه القصيدة للدلالة على العدد من الحروف إلا عشرين حرفًا وهي «أبجد» والهمزة بواحد والباء باثنين والجيم بثلاثة والدال بأربعة. «هوز» الهاء بخمسة والواو بستة والزاي بسبعة. «حطى» الحاء بثمانية والطاء بتسعة والياء بعشرة. «كلمن» الكاف بعشرين واللام بثلاثين والميم بأربعين والنون بخمسين. «سعفص» السين بستين والعين بسبعين والفاء بثمانين والصاد بتسعين. «قر» القاف بمائة والراء بمائتين. ولم يزد على هذا لأنه لم يصل عدد سورة من سور القرآن إلى ثلاثمائة. والله أعلم.

وما قبل أخرى الذكر أو بعده لمـن.......تركت اسمه في البضع فابضع بما يبرى
اللغة: البضع بكسر الباء وفتحها يطلق على ما بين الثلاث إلى التسع فقط وبالفتح على البيان يقال بضع له الكلام ببضعه بضعا – من باب قطع – إذا بينه له فبضع هو بضوعا أي فهم. وقوله فابضع أي افهم وتبين. ويبرى مأخوذ من الإبراء أي النقاء من قوله أبرأه الله من دائه إذا شفاه منه.
الإعراب: وما اسم موصول مبتدأ واقع على العدد، وقبل ظرف متعلق بمحذوف صلة ما وهو مضاف إلى أخرى. وتأنيث أخرى باعتبار المرتبة، وأخرى مضاف إلى الذكر والإضافة على معي اللام أو في، أي والعدد الواقع قبل المرتبة المتأخرة في الذكر. وقوله أو بعده عطف على قبل والضمير فيه يعود على أخرى وذكر باعتبار معناه وهو العدد المتأخر أو لأنه اكتسب التذكير من المضاف إليه والجار والمجرور في قوله «لمن» متعلق بمحذوف خبر ما، ومن اسم موصول وجملة تركت اسمه صلته: وقوله في البضع متعلق بتركت. والفاء في قوله فابضع فصيحة أفصحت عن مقدر، أي إذا كان الأمر كذلك فابضع الخ. وابضع أمرية. وقوله بما يبرى متعلق بالفعل قبله.
المعنى: أخبر المصنف في هذا البيت أنه سيذكر عددًا أو أعدادًا لبعض أئمة العدد ويسكت عن تسمية الباقين، وأنه جعل المرتبة التي قبل أخرى الذكر من العدد وهي التي تكون أنقص من أخرى الذكر بواحد، أو المرتبة التي بعد أخرى الذكر وهي التي تكون أزيد من آخر عدد مذكور بواحد لمن سكت عنه ولم يبين اسمه ولكنه لا يريد ما بعد أخرى الذكر إلا حيث يكون هناك من القرائن ما يدلك على أنه المراد دو غيره، كأن تكون المرتبة التي قبل أخرى الذكر مشغولة بعدد إمام من أئمة العدد: ومثال هذه الصورة قوله في سورة الرعد.

وفي الرعد للشامي زهر مـداده.......ثلاث عن الكوفي والأربع للصدر
فأنت ترى أنه ذكر للشامي سبعا وأربعين كما دل على ذلك الزاي والميم، وللكوفي ثلاثا وأربعين، والمصدر أربعًا وأربعين وهي آخر مرتبة في الذكر، وما قبلها وهو ثلاثة قد ذكره للكوفي، فيتعين أن يكون لمن تركه خمس وأربعون وهو البصري.
ومن القرائن التي يقيمها الناظم لإرادة العدد الذي بعد أخرى الذكر أن يذكر عددًا ثم يذكر عددًا آخر ويترك بينهما واحدًا فقط، فيؤخذ حينئذ ما بعد أخرى الذكر لأنه العدد الذي تركه خاليًا بين العددين. ومثال هذه الصورة قوله في سورة البقرة:

وفي البقر ضفي العد بصرية رضـا.......زكا فيه وصفا وهي خمس عن الكثر
فذكر أنها في عدد البصري مائتان وسبع وثمانون كما دل على ذلك الراء والزاي والفاء، ثم بين أنها خمس وثمانون لمن رمز إليهم بالكثر وهم الحجازيون والشامي، وقد ترك بينهما ستا وثمانين خاليا فيتعين أخذه لمن ترك اسمه وهو الكوفي وهذا إذا ترك مرتبة واحدة خالية بين العددين كما في هذا المثال. أما إذا ترك أكثر من واحدة وكان ما قبل أخرى الذكر خاليًا فيتعين أخذ ما قبل أخرى الذكر لمن ترك اسمه كما في سورة الكهف.
والحاصل أن المصنف تارة يذكر عددًا واحدًا لبعض الأئمة ويسكت، وتارة يذكر أعدادًا؛ فإن ذكر عددً واحدًا يتعين ما قبل أخرى الذكر لأنه الغالب في نظمه وهو الذي بدأ به، وإن ذكر عددين فأكثر فإما أن يكون بتوال أو بدونه، فإن ذكر أعدادًا متوالية بطريق النزول من أعلى إلى أدنى يتعين ما قبل أخرى الذكر وكذا إن كانت غير متوالية وبينهما أكثر من عدد، وإن ذكرها متوالية بطريق الترقي من أدنى إلى أعلى فيتعين ما بعد أخر الذكر، وكذا إذا كان العددان بدون توال وبينهما مرتبة واحدة خالية. يعلم كل هذا من استقراء كلامه وتتبعه في قصيدته، ولأن استخراج تلك القرائن لمعرفة إن كان المقصود ما بعد أخرى الذكر أو قبله أمر الناظم الطالب بالبضع وهو التبين والفهم فقال «فابضع» أي فتبين ما أردت بيانه لك وما أقمت لك من القرائن على المقصود بما يزيل عن نفسك الشبه والارتياب والحيرة والتردد في العدد المسكوت عنه، والغالب في القصيدة أنه إنما يريد ما قبل أخرى الذكر فتنبه لذلك. والله الموفق.

وسميـت أهل العـــــد فـى آي خــلـفــهم.......بسنــتـــــــــها الأولـــــــــــى ورتبــــــــت مـا أجـري
جعلــــت المديـــنــــــى أولا ثــــــــم آخـــــرا.......ومـــك إلــــى شـــام وكـــــوف إلـــى بـــصـــــري
الإعراب: وسميت جملة فعلية ومفعولها أهل العد وفي آي خلفهم متعلق بالفعل قبله وكذا بستنها وضمير عائد على حروف أبي جاد، ورتبت جملة معطوفة على سميت وما مفعول رتبت، وأجرى مضارع مبني المعلوم والعائد محذوف أي ما أجريه.
جعلت: جملة فعلية، المديني مفعول أول لجعلت بحذف مضاف أي جعلت أول المديني أولاً في الذكر، وقوله ثم آخرًا: ثم حرف عطف وآخرًا مفعول ثان والأول محذوف تقديره ثم آخر المديني آخرًا، وآخرًا الثاني بمعنى ثانيًا في الذكر. وقوله ومك
معطوف على المفعول الأول لجعلت وحذفت ياؤه للضرورة. وقوله إلى شام متعلق بمحذوف معطوف على المفعول الثاني لجعلت. وكذا «وكوف إلى بصرى».

المعنى: يخبر الناظم في البيت الأول بأنه سمي أهل العدد في آيات الاختلاف بالستة الأولى من حروف أبي جاد، يعني أنه يرمز لأئمة العدد الستة بالأحرف الستة الأولى وهي الألف والباء والجيم والدال والهاء والواو، ورتب هذه الأحرف التي أطلقها على الأئمة الستة حسب ترتيبهم في الذكر في البيت الثاني. وهذا معنى قوله «ورتبت ما أجرى» وقوله «جعلت المديني الخ» يعني أنني بدأت بالمدني الأول فله الهمزة وجعلت المدني الأخير ثانيًا فله الحرف الثاني وهو الباء. وقوله ومك إلى شام يعني أنني ذكرت بعد المدني الأخير المكي مقرونًا إلى الشامي فللمكي الحرف الثالث وهو الجيم وللشامي الحرف الرابع وهو الدال. وقوله وكوف إلى بصرى: يعني أنه جعل الكوفي في المرتبة الخامسة فله الحرف الخامس وهو الهاء، وجعل البصري في المرتبة السادسة فله الواو وهو سادس الحروف.
فالحاصل أن المصنف جعل لأسماء الأئمة رمزين رمزًا اسميا كلميا وهو ما سبق في قوله وخذ بعلامات الخ، وآخر حرفيًا وهي هذه الأحرف الستة للأئمة الستة على الترتيب الذي بينه وشرحناه لك، وأخبر بأنه يرمز بتلك الأحرف أثناء آي الخلاف، وهذا إذا ضاق النظم، فإن اتسع له النظم فتارة يذكر الرمز الكلمي وأخرى يذكر الاسم الصريح كما فعل ذلك في حرز الأماني. والله أعلم). [معالم اليسر:31-64]

قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (الفصل السابع:في اصطلاح الإمام الشاطبي في القصيدة
اعلم أن رموز القصيدة نوعان: كَلمِي وحَرفي، فالكلمي ست كلمات:
الأول: حُجر بضم الحاء وسكون الجيم وهي رمز للعدد المكي.
والثانية: كلمة قُطْر بضم القاف وسكون الطاء وهي رمز للمدنيين.
الثالثة: كلمة صَدْر بفتح الصاد وسكون الدال وهي رمز للمكي والمدنيين.
الرابعة: كلمة نَحْر بفتح النون وسكون الحاء المهملة وهي رمز للشامي والكوفي والبصري.
الخامسة: كلمة كُثْر بضم الكاف وسكون الثاء المثلثة وهي رمز للمدنيين والمكي والشامي.
السادسة: كلمة مُثْر بضم الميم وسكون الثاء المثلثة وهي رمز للمكي والكوفي ولا فرق في هذه الكلمات بين أن يأتي بها معرفة أم منكرة كما يشير إلى ذلك قوله:
وَخُذْ(73) بِعَلامَاتٍ فِي الأَسْمَاءِ عِاْمَهُم.......لِــمَـــــكٍ بِحُــــــــجْـرٍ وَالمــــدِيْـــــــنِـيُّ بالقُـــــــطْـرِ
وَقُـل فِيْـــهَـا صَـدْرُ وَنَحْـرٌ سِــــــواهُمَـا وَخُذْ.......فِيْـــــــهِــمَا مَـــعْ صُــــــحْــــــبَةِ الشَّــــامِ بِالكُـــــــثْـرِ
وَمَـكٍّ مَـــــــع الكُوفِـيِّ مُـــــــثْـرٍ وَكَيْـــــفَــــــــــمَـا.......جَزَيْنَ فَهُنَّ القَصْدُ عَنْ عُرْفٍ أو نُكْرِ(74)
وأما الحروف فستة أيضًا يجمعها (أبجد هوز) الألف للمدني الأول والباء للمدني الأخير، والجيم للمكي والدال للشامي والهاء للكوفي والواو للبصري كما سيذكرها، ثم أنه يشير إلى عدد آيات السور في أوائلها بكلمات مبدوءة بحروف من حروف (أبي جاد) على طريقة حساب الجمَّل وهي عشرون حرفًا يجمعها (أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قر) فالألف بواحد والباء باثنين وهكذا إلى الياء بعشرة والكاف بعشرين واللام بثلاثين وهكذا إلى القاف بمائة والراء
بمائتين وذلك لأن كمية أعداد آيات أكبر سورة لا تبلغ ثلاثمائة آية فإذا خيف اللبس فصل بالواو كقوله:

وَفِـي البَقَـرَةْ فـي العَـدِّ بَصْرِيُّـهُ رضــىً.......زكَا فِيْهِ [وَصَفَا] وهْي خمسٌ عن الكثر الك الكُثرِ
أي أن عدد آيات سورة البقرة مائتان وثمانون آية عند البصرى كما دل على المائتين راء رضى وعلى السبع زَاى زكا وعلى الثمانين فاء فيه ثم فصل بالواو في قوله وصفا وقوله هي خمسُ عن الكثر أي أنها مائتان وخمسٌ وثمانون عند المرموزين بكلمة الكثر وهم المدنيان والمكي والشامي وبقي لمن سكت عنه وهو الكوفي ست بزيادة واحد على آخر مذكور من العدد وهو عدد الخمس، وهذا على قاعدته التي بَنَى عليها ما يأتي في أوائل السور، وحاصلها أنه إذا ذكر عددًا لإمام فغيره يروي العدد الذي هو أنقص بواحد حيث لم تتعدد الأعداد كقوله: والاسْرا لكوفٍ قد يَلِي اليُمْنُ، ومعناه: أن عدد آيات سورة الإسراء مائة وإحدى عشرة أية كما دل على المائة قاف قد، وعلى العشرة ياء يًلِي وعلى الواحد ألِفُ اليِمن فإذا أنقصنا واحدًا كان الباقي مائة وعشر آيات للباقين فإذا تعددت الأعداد فإما أن يُزاد واحد على آخر مذكور كما في أول البقرة أو يُنقصَ واحد عن آخر مذكور أيضًا كقوله:

وَعَدُّ النَّسا شَامٍ عَلَى قَصْدِ زُلْفَـةٍ.......وَسِتٌّ عَنِ الكُوفِي وَكُلٍّ عَلَى طُهْرِ
ومعناه: أن عدد آيات سورة النساء مائه وسبع وسبعون آية عند الشامي وست عند الكوفي وخمس عند الباقين بقص واحد عن آخر مذكور فهي لا تخرج عن الثلاثة وهي المراد بالبضع في قوله الآتي، وما خرج عن ذلك يُنَبَّه عليه فإذا ذكر الزيادة وأطلقها فتارة يريد بها زيادة ثلاثة على المذكور وتارة يريد أقلها
هو الواحد وسيأتي بيان ذلك كله في موضعه إن شاء الله تعالى(75):
وهذا معنى قوله:
وَعـــــــدُّ أَبِي جَادٍ بِهِ بَعْـدَ الإِسْـــــــــمِ مِـنْ.......أَوَائِلِ خُـــذْ وَالــــــوَاوُ تَفْـــــصِـلْ فِــــي الإِثْـرِ
وَمَا قَبْلَ أُخْرَى الذِّكْرِ أََو بَعْـدَهُ لِمَـنْتَ.......رَكَتُ اسْمَهُ فِي البِضْعِ فَابْضَعْ بِمَا يُبْرِي
وَسَمَّـيْتُ أَهْـــلَ العَدِّ فِـي آيِ خُلْفِهِـم.......بِسِـــــتَّــــتِــهَا الأولَـــى وَرَتَّــــــبْـتُ مَــــا أُجْــرِي
جَعَــــــــــلْــــتُ المَـــدِيْـــنِـي أَوَّلًا ثُـمَّ آخِــرًَا.......وَمَـكٍ إِلَى شَامٍ وَكُوفٍ إِلَى بَصْرِي(76)
والبضع ما بين ]الستة والتسعة[وهو ثلاثة). [القول الوجيز: 156-159]

- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): (
(73) المعنى: لما انتهى الناظم من بيان مقدمة علم الفواصل شرع في مقدمة كتابه ونظمه أي خذ عني أيها الطالب معرفة أسماء الأئمة برموزات في هذه القصيدة واعمل بها وهي رموز كلمية وحرفية.
(74) قوله: الحُجر الشيء المحجور وهو رمز للمكي لمناسبة حجر إسماعيل عليه السلام. [انظر لوامع البدر مخطوط ورقة 92، وترتيب القاموس ج1 ص 592].
القطر: الجانب والناحية وهو رمز للمدنيين إذا اجتمعا أعني المدني الأول والثاني. و(الصدر): صدر الشيء مقدمه وأوله وهو رمز على المدني والمكي لأنهما صدر الاسلام. و(النحر): موضع القلادة من الصدر وهو رمز على البصري والشامي والكوفي وقد اعتز الإسلام بهذه الأمصار. و(الكثر): الشيء الكثير ضد القل وهو رمز على المدنيين والمكي والشامي كما قال الشارح.
والمُثرى: من صار ذا ثراء- [القاموس ج4 ص 403] ومناسبة إطلاقه على المكي والكوفي أن بانضمام الكوفي للمكي يَقْوى كل منهما فيصير ذا ثروة واسعة.
(75) خلاصة القول في هذه المسألة: أنه من استقرأ كلام الشاطبي وتتبع قصيدته يعلم أنه تارة يجعل للمسكوت عنه ما قبل آخر الذكر في العدد وهو الغالب وتارة يجعل للمسكوت عنهم ما بعد أخرى الذكر في العدد ويقيم قرينة على ذلك.
ومن القرائن التي يقيمها الناظم لإرادة العدد الذي هو بعد أخرى الذكر أن يذكر عددا ثم يذكر عددًا آخر ويترك بينهما واحدًا فقط، فيؤخذ حينئذٍ ما بعد أخرى الذكر لأنه الذي تركه خاليًا بين العددين، مثال ذلك: أول سورة البقرة كما ذكر الشارح، وإذا ترك أكثر من واحدة وكان ما قبل أخرى الذكر خاليًا فيتعين اخذ ما قبل أخرى الذكر للمسكوت عنهم كما في سورة الكهف وكذلك إذا ذكر عددًا واحدًا لبعض الأئمة فيتعين ما قبل أخرى الذكر أيضًا، وإذا ذكر أعدادًا متوالية بطريق النزول من الأعلى للأدنى تعين ما قبل أخرى الذكر وإن ذكرها متوالية بطريق الترقيمن أدنى إلى أعلى فيتعين ما بعد أخرى الذكر انتهى بتصرف. [من معالم اليسر ص62،63].
(76) في هذه الأبيات ثلاث قواعد:
الأولى: استعمال كلمة أبجد هوز إلى آخرها واتخاذ ما تدل عليه من حساب الجمَّل وسيلة إلى بيان عدد السورة في أوائلها عن العلماء، وقد أشار إليها الشارح إجمالًا وتتميمًا للفائدة أذكرها مفصلة فأقول:
(حروف أبجد.. الخ) ما تدل عليه حروف أبجد ما تدل عليه:
أ 1 ك 20
ب 2 ل 30
ج 3 م 40
د 4 ن 50
هـ 5 س 60
و 6 ع 70
ز 7 ف 80
ح 8 ص 90
ط 9 ق 100
ي 10 ر 200
الثانية: بيان عدد السورة للمسكوت عنهم وقد سبق توضيحها.
الثالثة: بيَّن فيها أنه سيذكر أهل العدد في أثناء الآيات التي اختلفوا فيها بالحروف التي هي الأولى من حروف أبي جاد، وهي كما ذكرها الشارح في [ص 152].
تنبيه: بعض القواعد التي ذكرت في حرز الأماني مرعية في هذه القصيدة أيضًا كقوله: (وسوف أسمي حيث يسمح نظمه به موضحًا جيدًا معمًا ومخولا).
وقوله: الإثر: العقب أي في عقب ذلك الحرف والرمز.
و"البضع": بكسر الباء وفتحها هو العدد ما بين الثلاثة والتسعة فقط، وبالفتح البيان يقال: بضعَ يبضعُ بضوعًا أي فهم، وقوله: البضع أي افهم وتبين.
و(يبرئ): مأخوذ من الإبراء أي النَّقاء من قوله أبرأه الله من دائه إذا شفاه منه. [ترتيب القاموس ج1 ص 283] ). [التعليق على القول الوجيز: 86-160]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة