العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النمل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 09:32 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة النمل [ من الآية (73) إلى الآية (81) ]

{وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74) وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75) إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 10:19 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإنّ ربّك لذو فضلٍ على النّاس ولكنّ أكثرهم لا يشكرون (73) وإنّ ربّك ليعلم ما تكنّ صدورهم وما يعلنون}.
يقول تعالى ذكره: {وإنّ ربّك} يا محمّد {لذو فضلٍ على النّاس} بتركه معاجلتهم بالعقوبة على معصيتهم إيّاه، وكفرهم به، وذو إحسانٍ إليهم في ذلك وفي غيره من نعمه عندهم {ولكنّ أكثرهم لا يشكرون} على ذلك من إحسانه وفضله عليهم، فيخلصوا له العبادة، ولكنّهم يشركون معه في العبادة ما يضرّهم ولا ينفعهم، ومن لا فضل له عندهم ولا إحسانٌ). [جامع البيان: 18/115]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وإنّ ربّك لذو فضلٍ على النّاس
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن أبي الحواريّ، ثنا رباحٌ، ثنا عبد الله ابن سليمان، ثنا موسى بن أبي الصّبّاح في قول الله: إن ربك لذو فضل على الناس قال: إذا كان يوم القيامة يؤتى بأهل ولاية اللّه، فيقومون بين يدي اللّه تبارك وتعالى ثلاثة أصنافٍ. قال: فيؤتى برجلٍ من الصّنف الأوّل، فيقول عبدي، لماذا عملت؟
فيقول: يا ربّ خلقت الجنّة وأشجارها وثمارها وجوزها ونعيمها، وما أعددت لأهل طاعتك فيها، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري شوقًا إليها. قال: فيقول اللّه تعالى: عبدي إنّما عملت للجنّة، هذه الجنّة فادخلها، ومن فضلي عليك أن أعتقك من النّار.
قال: فيدخل هو ومن معه الجنّة. قال: ثمّ يؤتى برجلٍ من الصّنف الثّاني قال: فيقول عبدي لماذا عملت؟ فيقول: يا ربّ خلقت نارًا، وخلقت من أغلالها وسعيرها وسمومها ويحمومها وما أعددت لأهل عذابك، ولأهل معصيتك فيها، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري خوفًا، منها فيقول: عبدي إنّما عملت خوفًا من النّار، فإنّي قد أعتقتك من النّار، ومن فضلي عليك أدخلك جنّتي. فيدخل هو ومن معه الجنّة. ثمّ يؤتى برجلٍ من الصّنف الثّالث، فيقول: عبدي لماذا عملت؟ فيقول ربّ حبًّا لك وشوقًا إليك، وعزّتك لقد أسهرت ليلي وأظمأت نهاري شوقًا إليك وحبًا لك، فيقول تبارك وتعالى ها أنذا، انظر إليّ. ثمّ يقول: من فضلي عليك أن أعتقك من النّار، وأبيحك جنّتي، وأزيرك ملائكتي، وأسلّم عليك بنفسي. فيدخل هو ومن معه في الجنّة.
قوله تعالى: ولكنّ أكثرهم لا يشكرون
- حدّثنا أبي ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ولكنّ أكثرهم لا يشكرون قال: إنّ المؤمن ليشكر نعم اللّه عليه وعلى خلقه.
- وعن قتادة قال: ذكر لنا أن أبا الدّرداء كان يقول: يا ربّ شاكر نعمة غيره ومنعمٌ عليه لا يدري، ويا ربّ حامل فقهٍ غير فقيهٍ). [تفسير القرآن العظيم: 9/2917-2918]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّ ربّك ليعلم ما تكنّ صدورهم وما يعلنون} يقول: وإنّ ربّك ليعلم ضمائر صدور خلقه، ومكنون أنفسهم، وخفيّ أسرارهم، وعلانية أمورهم الظّاهرة، لا يخفى عليه شيءٌ من ذلك، وهو محصيها عليهم حتّى يجازي جميعهم بالإحسان إحسانًا، وبالإساءة جزاءها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثني الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {وإنّ ربّك ليعلم ما تكنّ صدورهم} قال: السّرّ). [جامع البيان: 18/115]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وإنّ ربّك ليعلم ما تكنّ صدورهم وما يعلنون (74)
قوله تعالى: وإنّ ربّك ليعلم ما تكنّ صدورهم وما يعلنون
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ، حدّثني أبي، ثنا عمّي حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: ليعلم ما تكنّ صدورهم وما يعلنون يقول: يعلم ما عملوا باللّيل والنّهار). [تفسير القرآن العظيم: 9/2918]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون} قال: يعلم ما عملوا بالليل والنهار). [الدر المنثور: 11/397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله {ليعلم ما تكن صدورهم} قال: السر). [الدر المنثور: 11/397]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما من غائبةٍ في السّماء والأرض إلاّ في كتابٍ مبينٍ (75) إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر الّذي هم فيه يختلفون}.
يقول تعالى ذكره: {وما من} مكتوم سرٍّ وخفيّ أمرٍ يغيب عن أبصار النّاظرين {في السّماء والأرض إلاّ في كتابٍ} وهو أمّ الكتاب الّذي أثبت ربّنا فيه كلّ ما هو كائنٌ من لدن ابتدأ خلق خلقه إلى يوم القيامة.
ويعني بقوله: {مبينٍ} أنّه يبين لمن نظر إليه، وقرأ ما فيه ممّا أثبت فيه ربّنا جلّ ثناؤه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وما من غائبةٍ في السّماء والأرض إلاّ في كتابٍ مبينٍ} يقول: ما من شيءٍ في السّماء والأرض سرٌّ ولا علانيةٌ إلاّ يعلمه). [جامع البيان: 18/116]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وما من غائبةٍ في السّماء والأرض إلّا في كتابٍ مبينٍ (75)
- حدّثنا أبي ثنا هوذة، ثنا عوفٌ، عن الحسن ليعلم ما تكنّ صدورهم وما يعلنون قال: في ظلمة اللّيل، وفي أجواف بيوتهم.
قوله تعالى: وما من غائبةٍ في السّماء والأرض إلا في كتاب مبين
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا نصر بن عليٍّ، ثنا زيد بن الحباب، عن إبراهيم بن يزيد، عن الوليد بن عبد اللّه، عن مجاهدٍ في قوله: وما من غائبةٍ في السّماء والأرض قال: من قولٍ في السّماء والأرض إلا وهو عنده في كتابٍ.
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ، حدّثني أبي حدّثني عمّي حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: وما من غائبةٍ في السّماء والأرض يقول: ما من شيءٍ في السّماء والأرض سرًّا ولا علانيةً إلا يعلمه.
قوله تعالى: في كتابٍ مبينٍ
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: في كتابٍ مبينٍ قال: كلّ ذلك في كتابٍ من عند اللّه مبينٍ.
- أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءةً أنبأ ابن وهبٍ قال: وبلغني، عن إبراهيم بن يزيد، عن مجاهدٍ في قول اللّه: وما من غائبةٍ في السّماء والأرض الآية قال: ما من قولٍ ولا عملٍ في السّماء والأرض، إلا في اللّوح المحفوظ قبل أن يخلق الله السموات والأرض). [تفسير القرآن العظيم: 9/2919]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب} يقول: ما من شيء في السماء والأرض سرا وعلانية إلا يعلمه). [الدر المنثور: 11/397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد {وما من غائبة} يقول: ما من قولي ولا عملي في السماء والأرض إلا وهو عنده {في كتاب} في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله السموات والأرض). [الدر المنثور: 11/397]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر الّذي هم فيه يختلفون} يقول تعالى ذكره: إنّ هذا القرآن الّذي أنزلته إليك يا محمّد يقصّ على بني إسرائيل الحقّ في أكثر الأشياء الّتي اختلفوا فيها، وذلك كالّذي اختلفوا فيه من أمر عيسى، فقالت اليهود فيه ما قالت، وقالت النّصارى فيه ما قالت، وتبرّأ لاختلافهم فيه هؤلاء من هؤلاء، وهؤلاء من هؤلاء، وغير ذلك من الأمور الّتي اختلفوا فيها، فقال جلّ ثناؤه لهم: إنّ هذا القرآن يقصّ عليكم الحقّ فيما اختلفتم فيه فاتّبعوه، وأقرّوا لما فيه، فإنّه يقصّ عليكم بالحقّ، ويهديكم إلى سبيل الرّشاد). [جامع البيان: 18/116]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد النرسي، ثنا يزيد ابن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر الّذي هم فيه يختلفون يعني اليهود والنّصارى، يقول: هذا القرآن مبيّنٌ لهم ما اختلفوا فيه). [تفسير القرآن العظيم: 9/2919]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون * وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين * إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم * فتوكل على الله إنك على الحق المبين.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل} يعني اليهود والنصارى {أكثر الذي هم فيه يختلفون} يقول: هذا القرآن يبين لهم الذي اختلفوا فيه). [الدر المنثور: 11/397-398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي، وابن مردويه، عن علي، قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن امتك ستفتتن من بعدك، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سئل ما المخرج منها فقال كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد من ابتغى العلم في غيره أضله الله ومن ولي هذا الامر فحكم به عصمة الله وهو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم فيه خبر من قبلكم ونبأ من بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل). [الدر المنثور: 11/398]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإنّه لهدًى ورحمةٌ للمؤمنين (77) إنّ ربّك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم}.
يقول تعالى ذكره: إنّ هذا القرآن لهدًى، يقول: لبيانٌ من اللّه، بيّن به الحقّ فيما اختلف فيه خلقه من أمور دينهم. {ورحمةٌ للمؤمنين} يقول: ورحمةٌ لمن صدّق به وعمل بما فيه). [جامع البيان: 18/117]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وإنّه لهدى
[الوجه الأول]
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع أنبأ عبد الرّزّاق أنبأ الثّوريّ، عن بيانٍ، عن الشّعبيّ لهدًى قال: هدًى من الضّلالة.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محلّمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ قال: سألت الحسن، عن قوله: لهدى قال: هو القرآن.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّاد، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ لهدًى قال: نورٌ.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ لهدى يعني تبيان.
قوله تعالى: ورحمةٌ
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية في قوله: ورحمةٌ قال: رحمته القرآن.
قوله تعالى: للمؤمنين
- يعني للمصدّقين. تقدّم إسناده غير مرّةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 9/2919-2920]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إنّ ربّك يقضي بينهم} يقول: إنّ ربّك يقضي بين المختلفين من بني إسرائيل بحكمه فيهم، فينتقم من المبطل منهم، ويجازي المحسن منهم المحقّ بجزائه. {وهو العزيز العليم} يقول: وربّك العزيز في انتقامه من المبطل منهم ومن غيرهم، لا يقدر أحدٌ على منعه من الانتقام منه إذا انتقم، العليم بالمحقّ المحسن من هؤلاء المختلفين من بني إسرائيل فيما اختلفوا فيه، ومن غيرهم من المبطل الضّالّ عن الهدى). [جامع البيان: 18/117]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّ ربّك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم (78)
قوله تعالى: إنّ ربّك يقضي بينهم بحكمه
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا حميد بن عبد الرّحمن الرّؤاسيّ، عن الأعمش، عن شقيقٍ، يعني أبا وائلٍ، عن عبد اللّه قال: قال: رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: أوّل ما يقضى بين النّاس يوم القيامة في الدّماء.
وذكر حديث ابن مسعودٍ في صفة القيامة كتب في موضعٍ آخر.
قوله تعالى: وهو العزيز العليم
تقدم تفسيرهما). [تفسير القرآن العظيم: 9/2920]

تفسير قوله تعالى: (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فتوكّل على اللّه، إنّك على الحقّ المبين (79) إنّك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولّوا مدبرين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ففوّض إلى اللّه يا محمّد أمورك، وثق به فيها، فإنّه كافيك. {إنّك على الحقّ المبين} لمن تأمّله، وفكّر ما فيه بعقلٍ، وتدبّره بفهمٍ، أنّه الحقّ، دون ما عليه اليهود والنّصارى المختلفون من بني إسرائيل، ودون ما عليه أهل الأوثان المكذّبوك فيما أتيتهم به من الحقّ، يقول: فلا يحزنك تكذيب من كذّبك، وخلاف من خالفك، وامض لأمر ربّك الّذي بعثك به). [جامع البيان: 18/117]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فتوكّل على اللّه إنّك على الحقّ المبين (79)
قوله تعالى: فتوكّل على اللّه إنّك على الحقّ المبين
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا زنيجٌ، ثنا سلمة، قال: قال: محمّد بن إسحاق: فتوكّل على اللّه أي ارض به من العباد.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاءٌ، عن سعيدٍ قوله: المبين يعني: البيّن). [تفسير القرآن العظيم: 9/2921]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّك لا تسمع الموتى} يقول: إنّك يا محمّد لا تقدر أن تفهم الحقّ من طبع اللّه على قلبه فأماته، لأنّ اللّه قد ختم عليه أن لا يفهمه. {ولا تسمع الصّمّ الدّعاء} يقول: ولا تقدر أن تسمع ذلك من أصمّ اللّه عن سماعه سمعه. {إذا ولّوا مدبرين} يقول: إذا هم أدبروا معرضين عنه، لا يسمعون له لغلبة دين الكفر على قلوبهم، ولا يصغون للحقّ، ولا يتدبّرونه، ولا ينصتون لقائله، ولكنّهم يعرضون عنه، وينكرون القول به، والاستماع له). [جامع البيان: 18/118]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: إنّك لا تسمع الموتى
- حدّثنا أبي ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: إنّك لا تسمع الموتى قال: هذا مثلٌ ضربه اللّه للكافر كما لا يسمع الميّت كذلك لا يسمع الكافر ولا ينتفع به. وفي قوله: ولا تسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولوا مدبرين يقول: لو أن أصما ولّى مدبرًا ثمّ ناديته لم يسمع، كذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع). [تفسير القرآن العظيم: 9/2921]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا الرّبيع بن سليمان، ثنا الشّافعيّ، وأسد بن موسى، قالا: ثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي اللّه عنهما، قالت: إنّما قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " إنّهم ليعلمون الآن أنّ الّذي كنت أقول لهم في الدّنيا حقٌّ، وقال اللّه تعالى لنبيّه صلّى الله عليه وسلّم {إنّك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولّوا مدبرين} [النمل: 80] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولو مدبرين * وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {إنك لا تسمع الموتى} قال: هذا مثل ضربه الله للكافر كما لا يسمع الميت كذلك لا يسمع الكافر ولا ينتفع به {ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين} يقول: لو أن أصم ولى مدبرا ثم ناديته لم يسمع كذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يستمع، والله أعلم). [الدر المنثور: 11/398]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلاّ من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون (81) وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلّمهم أنّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقنون}.
اختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين: {وما أنت بهادي} بالياء والألف وإضافته إلى {العمي} بمعنى: لست يا محمّد بهادي من عمي عن الحقّ {عن ضلالته}.
وقراءة عامّة قرّاء الكوفة: (وما أنت تهدي العمي) بالتّاء ونصب العمي، بمعنى: ولست تهديهم {عن ضلالتهم} ولكنّ اللّه يهديهم إن شاء.
والقول في ذلك عندي أنّهما قراءتان متقاربتا المعنى مشهورتان في قرّاء الأمصار، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ. وتأويل الكلام ما وصفت {وما أنت} يا محمّد {بهادي} من أعماه اللّه عن الهدى والرّشاد فجعل على بصره غشاوةً أن يتبيّن سبيل الرّشاد عن ضلالته الّتي هو فيها إلى طريق الرّشاد وسبيل الرّشاد.
وقوله: {إن تسمع إلاّ من يؤمن بآياتنا} يقول: ما تقدر أن تفهم الحقّ وتوعّيه سمع أحدٍ، إلاّ سمع من يصدّق {بآياتنا}، يعني بأدلّته وحججه وآي تنزيله {فهم مسلمون} فإنّ أولئك يسمعون منك ما تقول ويتدبّرونه، ويفكّرون فيه، ويعملون به، فهم الّذين يسمعون). [جامع البيان: 18/118-119]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وما أنت بهادي العمي، عن ضلالتهم
- ذكر، عن وهيب بن عمرو بن عثمان البصريّ، أنبأ هارون بن موسى النّحويّ، حدّثني واصلٌ مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيلٍ، عن يحيى بن يعمر قوله: وما أنت بهادي العمي، عن ضلالتهم أي ما تفعل ذلك.
قوله تعالى: إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: مسلمون يقول: موحّدون.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان ثنا الوليد، ثنا زهير بن محمّدٍ قوله: مسلمون يقول: مخلصين). [تفسير القرآن العظيم: 9/2921]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 07:07 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإنّ ربّك لذو فضلٍ على النّاس} [النمل: 73] فبفضل اللّه خلق الكافر، وبفضله يتقلّب في الدّنيا، ويأكل، ويشرب.
[تفسير القرآن العظيم: 2/561]
قال: {ولكنّ أكثرهم} [النمل: 73] أكثر النّاس.
{لا يشكرون} [النمل: 73] أكثرهم من لا يشكر، من لا يؤمن، ومنهم من يشكر وهو المؤمن). [تفسير القرآن العظيم: 2/562]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإنّ ربّك ليعلم ما تكنّ صدورهم} [النمل: 74]، يعني: المشركين من عداوة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
{وما يعلنون} [النمل: 74] من الكفر). [تفسير القرآن العظيم: 2/562]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما من غائبةٍ في السّماء والأرض إلا في كتابٍ مبينٍ} [النمل: 75] تفسير الحسن: الغائبة القيامة.
- عن أبيه، قال: وحدّثني نعيم بن يحيى، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عبّاسٍ، قال: أوّل ما خلق اللّه القلم، فقال: اكتب، قال: ربّ ما أكتب؟ قال: ما هو كائنٌ، فجرى القلم بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة، قال: فأعمال العباد تعرض كلّ يوم اثنين وخميسٍ فيجدونه على ما في الكتاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/562]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ هذا القرءان يقصّ على بني إسرائيل} [النمل: 76] قال قتادة: يعني: اليهود والنّصارى، يعني: الّذين أدركوا النّبيّ عليه السّلام.
{أكثر الّذي هم فيه يختلفون} [النمل: 76]، يعني: ما اختلف فيه أوائلهم وما حرّفوا من كتاب اللّه، وما كتبوا بأيديهم، ثمّ قالوا هذا من عند اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/562]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر الّذي هم فيه يختلفون...}: وذلك أن بني إسرائيل اختلفوا حتى لعن بعضهم بعضاً،

فقال الله: إنّ هذا القرآن ؛ ليقصّ عليهم الهدى مما اختلفوا فيه لو أخذوه ). [معاني القرآن: 2/300]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وإنّه لهدًى ورحمةٌ للمؤمنين} [النمل: 77] هدًى يهتدون به إلى الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/563]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ ربّك يقضي بينهم بحكمه} [النمل: 78] بين المؤمنين والكافرين في الآخرة، فيدخل المؤمنين الجنّة، ويدخل الكافرين النّار.
- عن أبيه، عن همّامٍ، عن القاسم بن عبد الواحد، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن جابر بن عبد اللّه، قال: بلغني حديثٌ عن رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لم أسمعه أنا من النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فرحلت إليه، فسرت إليه شهرًا حتّى قدمت الشّام، فإذا هو عبد اللّه بن أنيسٍ الأنصاريّ، فبعثت إليه أنّ جابرًا على الباب فرجع إليّ الرّسول،
فقال: جابر بن عبد اللّه؟ قلت: نعم، فرجع إليه الرّسول، فخرج إليّ، فاعتنقني واعتنقته، فقلت: حديثٌ بلغني أنّك سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم أسمعه منه، فخشيت أن أموت أو تموت، ولم أسمعه، فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: " يحشر اللّه العباد، أو قال: النّاس، وأومأ بيده إلى الشّام، عراةً غرلا بهمًا، قلت: ما بهمًا؟ قال: ليس معهم
شيءٌ، فيناديهم بصوتٍ يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، أنا الملك، أنا الدّيّان، لا ينبغي لأحدٍ من أهل الجنّة أن يدخل الجنّة وواحدٌ من أهل النّار يطلبه بمظلمةٍ، ولا ينبغي لأحدٍ من أهل النّار أن يدخل النّار وواحدٌ من أهل الجنّة يطلبه بمظلمةٍ، حتّى اللّطمة، قال: قلنا: كيف، وإنّما نأتي اللّه عراةً غرلا بهمًا؟ قال: بالحسنات والسّيّئات.
[تفسير القرآن العظيم: 2/563]
قال: {وهو العزيز العليم} [النمل: 78] لا أعزّ منه ولا أعلم منه). [تفسير القرآن العظيم: 2/564]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فتوكّل على اللّه إنّك على الحقّ المبين} [النمل: 79] البيّنّ.
قال السّدّيّ: يعني: الإسلام). [تفسير القرآن العظيم: 2/564]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّك لا تسمع الموتى} [النمل: 80]، يعني: الكفّار لأنّهم بمنزلة الأموات في سمع الأيمان، تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: يعني: الّذين يلقون اللّه بكفرهم.
قال يحيى: مثلهم فيما يدعوهم إليه مثل الأموات الّذين لا يسمعون.
قال: {ولا تسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولّوا مدبرين} [النمل: 80] يعنيهم.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: ولا يسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولّوا مدبرين يقول: إنّ الأصمّ لا يسمع الدّعاء إلا ولّى مدبرًا.
عن أبيه: سعيدٍ، عن قتادة، قال: هذا مثلٌ ضربه اللّه، فالكافر لا يسمع الهدى ولا يفهمه كما لا يسمع الميّت، ولا يسمع الأصمّ الدّعاء إلا ولّى مدبرًا.
عن أبيه: قال: وحدّثني إسماعيل بن مسلمٍ، قال: سألت
[تفسير القرآن العظيم: 2/564]
الحسن عن هذا الحرف فقال: ولا يسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولّوا مدبرين). [تفسير القرآن العظيم: 2/565]

تفسير قوله تعالى:{وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما أنت بهادي العمي} [النمل: 81] عن الهدى.
{عن ضلالتهم} [النمل: 81]، يعني: الّذي يموتون على كفرهم.
{إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا} [النمل: 81] من أراد اللّه أن يؤمن.
{فهم مسلمون} [النمل: 81] وهذا سمع القبول، فأمّا الكافر فتسمع أذناه ولا يقبله قلبه). [تفسير القرآن العظيم: 2/565]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم...}: لو قلت بهادٍ العمي كان صواباً، وقرأ حمزة : {وما أنت تهدي العمي عن ضلالتهم}، لأنها في قراءة عبد الله : (وما إن تهدي العمي)، وهما جحدان اجتمعا كما قال الشاعر - وهو دريد بن الصّمّة -:

ما إن رأيت ولا سمعت به *= كاليوم طالي أينق جرب).
[معاني القرآن: 2/300]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلّا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون}
وتقرأ: {وما أنت تهدي العمي عن ضلالتهم}، ويجوز بهاد العمي عن ضلالتهم.
فأمّا الوجهان الأولان، فجيّدان في القراءة، وقد قرئ بهما جميعا, والوجه الثالث يجوز في العربية، فإن ثبتت به رواية وإلّا لم يقرأ به، ولا أعلم أحدا قرأ به.
وقوله عزّ وجلّ: {إن تسمع إلّا من يؤمن بآياتنا}
معناه ما تسمع إلا من يؤمن، وتأويل ما تسمع، أي: ما يسمع منك، فيعي ويعمل إلّا من يؤمن بآياتنا، فأمّا من سمع ولم يقبل فبمنزلة الأصمّ،
كما قال اللّه عزّ وجلّ: {صمّ بكم عمي}
قال الشاعر:
= أصمّ عمّا ساءه سميع). [معاني القرآن: 4/128-129]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 07:13 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) }

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقولها: "وصم لا يسمعن"، طريف من كلام العرب، وذلك أنه يقال لكل صحيح البصر ولا يعمل بصره: أعمى، وإنما يراد به أنه قد حل محل من لا يبصر البتة، إذا لم يعمل بصره، وكذلك يقال للسميع الذي لا يقبل: أصم، قال الله جلَّ ذكرهِ: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} كما قال جل ثناؤه: {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} وكذلك: {إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ} وقوله عز وجل: {كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاء} ). [الكامل: 2/684] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 08:28 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 08:29 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 08:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: "يكن" من أكن، وقرأ ابن محيصن وابن السميفع من كن: "تكن"، وهما بمعنى واحد). [المحرر الوجيز: 6/ 556]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم فتوكل على الله إنك على الحق المبين إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون}
التاء في "غائبة" للمبالغة، أي: ما من شيء في غائبة الغيب والخفاء إلا في كتاب عند الله في مكنون علمه).[المحرر الوجيز: 6/ 556-557]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم نبه تعالى على أن هذا القرآن أخبر بني إسرائيل بأكثر الأشياء التي كان بينهم اختلاف في صفتها، فجاءت في القرآن على وجهها، ثم وصفه تعالى بأنه هدى ورحمة للمؤمنين، كما أنه عمى على الكافرين المحتوم عليهم، ومعنى ذلك أن كفرهم استتب مع قيام الحجة ووضوح الطريق، فكثر عماهم بهذه الحجة، ثم أخبر أن ذلك كله بقضاء من الله تعالى وحكم قضاه فيهم وبينهم، ثم أمرهم بالتوكل عليه، والثقة بالله، وبأنه على الحق، أي: إنك الجدير بالنصرة والظهور، ثم سلاه عنهم، وشبههم بالموتى من حيث الفائدة بالقول لهؤلاء وهؤلاء معدومة، فشبههم مرة بالموتى ومرة بالصم، قال العلماء: الميت من الأحياء هو الذي يلقى الله تعالى بكفره.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
واحتجت عائشة رضي الله عنها في إنكارها أن النبي صلى الله عليه وسلم أسمع موتى بدر بهذه الآية، ونظرت هي في الأمر بقياس عقلي، ووقفت مع هذه الآية، وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أنتم بأسمع منهم، فيشبه أن قصة بدر هي خرق عادة للنبي صلى الله عليه وسلم في أن رد الله تعالى إليهم إدراكا سمعوا به مقاله، ولولا إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بسماعهم لحملنا نداءه إياهم على معنى التوبيخ على من بقي من الكفرة، وعلى معنى شفاء صدور المسلمين منهم، وقد عورضت هذه الآية بالسلام على القبور، وبما روي في ذلك أن الأرواح تكون في شفير القبور في أوقات، قالوا: فلو لم يسمع الميت لم يسلم عليه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا كله غير معارض للآية; لأن السلام على القبور إنما هو عبادة، وعند الله الثواب عليها، وهو تذكير للنفس بحالة الموت وبحالة الموتى في حياتهم، وإن جوزنا مع هذا أن الأرواح في وقت على القبور، فإن سمع فليس الروح بميت، وإنما المراد بقوله: {إنك لا تسمع الموتى} الأشخاص الموجودة مفارقة لأرواحها، وفيها نقول: خرقت العادة لمحمد صلى الله عليه وسلم في أهل القليب، وذلك كنحو قوله عليه الصلاة والسلام في الموتى إذا دخل عليهم المكان: إنهم يسمعون خفق النعال.
وقرأ ابن كثير: "ولا يسمع" بالياء من تحت "الصم" رفعا، ومثله في الروم، وقرأ الباقون: "تسمع" بالتاء "الصم" نصبا). [المحرر الوجيز: 6/ 557-558]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور القراء: "وما أنت بهادي العمي" بالإضافة، وقرأ يحيى بن الحارث، وأبو حيوة: "بهاد العمي" بتنوين الدال ونصب "العمي"، وقرأ حمزة وحده: "وما أنت تهدي العمي" بفعل مستقبل، وهي قراءة طلحة بن وثاب، وابن يعمر، وفي مصحف عبد الله: "وما أن تهدي العمي").[المحرر الوجيز: 6/ 558]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 09:06 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 09:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال اللّه تعالى: {وإنّ ربّك لذو فضلٍ على النّاس} أي: في إسباغه نعمه عليهم مع ظلمهم لأنفسهم، وهم مع ذلك لا يشكرونه على ذلك إلّا القليل منهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 209]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإنّ ربّك ليعلم ما تكنّ صدورهم وما يعلنون} أي: يعلم السّرائر والضّمائر، كما يعلم الظّواهر، {سواءٌ منكم من أسرّ القول ومن جهر به} [الرّعد: 10]، {يعلم السّرّ وأخفى} [طه: 7]، {ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرّون وما يعلنون} [هودٍ: 5]). [تفسير ابن كثير: 6/ 209]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى بأنّه عالم غيب السّموات والأرض، وأنّه عالم الغيب والشّهادة -وهو ما غاب عن العباد وما شاهدوه- فقال: {وما من غائبةٍ في السّماء والأرض} قال ابن عبّاسٍ: يعني: وما من شيءٍ، {في السّماء والأرض إلا في كتابٍ مبينٍ} وهذا كقوله تعالى: {ألم تعلم أنّ اللّه يعلم ما في السّماء والأرض إنّ ذلك في كتابٍ إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} [الحج: 70]). [تفسير ابن كثير: 6/ 209]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر الّذي هم فيه يختلفون (76) وإنّه لهدًى ورحمةٌ للمؤمنين (77) إنّ ربّك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم (78) فتوكّل على اللّه إنّك على الحقّ المبين (79) إنّك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولّوا مدبرين (80) وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون (81)}.
يقول تعالى مخبرًا عن كتابه العزيز، وما اشتمل عليه من الهدى والبيّنات والفرقان: إنّه يقصّ على بني إسرائيل -وهم حملة التّوراة والإنجيل- {أكثر الّذي هم فيه يختلفون}، كاختلافهم في عيسى وتباينهم فيه، فاليهود افتروا، والنّصارى غلوا، فجاء [إليهم] القرآن بالقول الوسط الحقّ العدل: أنّه عبدٌ من عباد اللّه وأنبيائه ورسله الكرام، عليه [أفضل] الصّلاة والسّلام، كما قال تعالى: {ذلك عيسى ابن مريم قول الحقّ الّذي فيه يمترون} [مريم: 34]). [تفسير ابن كثير: 6/ 210]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإنّه لهدًى ورحمةٌ للمؤمنين} أي: هدًى لقلوب المؤمنين، ورحمةٌ لهم في العمليّات). [تفسير ابن كثير: 6/ 210]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {إنّ ربّك يقضي بينهم} أي: يوم القيامة، {بحكمه وهو العزيز} في انتقامه، {العليم} بأفعال عباده وأقوالهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 210]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فتوكّل على اللّه} أي: في أمورك، وبلّغ رسالة ربّك، {إنّك على الحقّ المبين} أي: أنت على الحقّ المبين وإن خالفك من خالفك، ممّن كتبت عليه الشّقاوة وحقّت عليهم كلمة ربّك أنّهم لا يؤمنون، ولو جاءتهم كلّ آيةٍ؛ ولهذا قال: {إنّك لا تسمع الموتى} أي: لا تسمعهم شيئًا ينفعهم، فكذلك هؤلاء على قلوبهم غشاوةٌ، وفي آذانهم وقر الكفر؛ ولهذا قال: {إنّك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصّمّ الدّعاء إذا ولّوا مدبرين * وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون} [أي]: إنّما يستجيب لك من هو سميعٌ بصيرٌ، السّمع والبصر النافع في القلب والبصيرة الخاضع للّه، ولما جاء عنه على ألسنة الرّسل، عليهم السّلام). [تفسير ابن كثير: 6/ 210]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة