العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > تقريب دراسات عضيمة > معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 07:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الاستثناء المنقطع

الاستثناء المنقطع


عقد سيبويه للاستثناء المنقطع بابا في [كتابه:1/366] عنونه بقوله: هذا باب ما لا يكون إلا على معنى ولكن
وذكر فيه شواهد من القرآن الكريم، وكلام العرب، ثم قال: وهذا الضرب في القرآن الكريم كثير، وكذلك فعل المبرد في [المقتضب:4/412-417]. والآمدي في [كتابه «الإحكام»] ينقل خلافا بين الحنفية والشافعية في صحة الاستثناء من غير الجنس، وبعد أن ذكر حجج الفريقين أو بعض آيات الاستثناء المنقطع، فجعلها استثناء متصلا ثم قال عن آيات أخرى: إنها ليست استثناء، ولكنها بمعنى (لكن).
في [كتاب «الإحكام» للآمدي:2/424-426]: «اختلف العلماء في صحة الاستثناء من غير الجنس: فجوزه أصحاب أبي حنيفة ومالك، والقاضي أبو بكر، وجماعة من المتكلمين والنحاة، ومنع منه الأكثرون.
وأما أصحابنا فمنهم من قال بالنفي، ومنهم من قال بالإثبات.
احتج من قال بالبطلان بأن الاستثناء استفعال مأخوذ من الثني، ومنه تقول: ثنيت الشيء، إذا عطفت بعضه على بعض، وثنيت فلانا عن رأيه، وثنيت عنان الفرس، وحقيقته: أنه استخراج بعض ما تناوله اللفظ، وذلك غير متحقق في مثل قول القائل: رأيت الناس إلا الحمر؛ لأن الحمر المستثناة غير داخلة في مدلول المستثنى منه، حتى يقال بإخراجها وثنيها عنه.
وأما القائلون بالصحة فقد احتجوا بالمنقول والمعقول:
أما المنقول فمن جهة القرآن والشعر والنثر....».
وفي [المستصفى للغزالي:2/169]: «وقد تكلف قوم عن هذا كله جوابا، فقالوا ليس هذا استثناء حقيقة، بل هو مجاز.
وهذا خلاف اللغة، فإن (إلا) في اللغة للاستثناء، والعرب تسمى هذا استثناء، ولكن تقول: هو استثناء من غير الجنس، وأبو حنيفة- رحمه الله- جوز استثناء المكيل من الموزون وعكسه».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص328]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 10:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي شرح الاستثناء المنقطع

شرح الاستثناء المنقطع


في [العكبري:1/98]: «معنى المنقطع: إلا يكون داخلا في الأول، بل يكون في حكم المستأنف، وتقدير (إلا) فيه بلكن».
وفي [شرح الكافية للرضي:1/206]: «فالمستثنى الذي لم يكن داخلا في المتعدد الأول قبل الاستثناء منقطع، سواء كان من جنس المتعدد؛ كقولك:
جاءني القوم إلا زيدا، مشيرا بالقوم إلى جماعة خالية من زيد، أو لم يكن، نحو:
جاءني القوم إلا حمارا، فقد تبين أن المتصل ليس هو المستثنى من الجنس كما ظن بعضهم».
وفي [ابن يعيش:2/80]: «فإما إذا كان من غير الجنس فلا يتناوله اللفظ، وإذا لم يتناوله اللفظ، فلا يحتاج إلى ما يخرجه منه؛ إذ اللفظ إذا كان موضوعا بإزاء شيء وأطلق فلا يتناول ما خالفه، وإذا كان كذلك فإنما يصح بطريق المجاز، والحمل على (لكن) في الاستدراك، ولذلك قدرها سيبويه بلكن، وذلك من قبل أن (لكن) لا يكون ما بعدها إلا مخالفا لما قبلها، كما أن (إلا) في الاستثناء كذلك، إلا أن (لكن) لا يشترط أن يكون ما بعدها لما قبلها بخلاف (إلا)، فإنه لا يستثنى بها إلا بعض من كل».

* * *
بنوا تميم قسموا المنقطع قسمين:
أحدهما: ما يكون قبله اسم متعدد أو غير متعدد يصح حذفه، نحو: ما جاءني القوم إلا حمارا، وما جاءني زيد إلا عمرا، فها هنا يجوزون البدل.
ثم إن ذلك الاسم الذي يجوز حذفه إما أن يكون مما يصح دخول المستثنى فيه مجازا أولا: فالأول نحو قولك: ما في الدار أحد إلا حمارا، يصح أن يجعل الحمار إنسان الدار، ومثله: ما لي عتاب إلا السيف.
والثاني: الذي لا يدخل في المستثنى في ذلك الاسم مجازا فليس فيه إلا النصب وذلك نحو: ما جاءني زيد إلا عمرا، وما أعانه إخوانكم إلا إخوانه.
والثاني من القسمين: ما لا يكون قبله اسم يصح حذفه فبنو تميم هنا يوافقون الحجازيين في وجوب نصبه. [شرح الكافية للرضي:1/209-210].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص329]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 10:14 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

إعراب المستثنى المنقطع

نلخص كلام الرضي بما يأتي:
أ – ما بعد (إلا) مفرد في الاستثناء المتصل، والمنقطع، ولذلك وجب فتح همزة (أن) بعدها.
ب- لما رأى المتأخرون (إلا) بمعنى (لكن) قالوا إنها الناصبة للمستثنى نصب (لكن) لاسمها، وخبرها محذوف، وقد يذكر.
قال في [شرح الكافية:1/208]: «وما بعد (إلا) عنده مفرد سواء كان متصلا أو منقطعا، فهي وإن لم تكن حرف عطف إلا أنها كلكن العاطفة للمفرد على المفرد في وقوع المفرد بعدها؛ فلهذا وجب فتح (أن) الواقعة بعدها، نحو: زيد غنى إلا أنه شقي.
والمتأخرون لما رأوها بمعنى (لكن) قالوا إنها الناصبة بنفسها نصب (لكن) للأسماء، وخبرها في الأغلب محذوف، نحو قولك: جاءني القوم إلا حمارا، أي لكن حمارا لم يجيء، قالوا: وقد يجيء خبرها ظاهرا...».
وأقول: ذكر سيبويه فتح همزة (إن) بعد إلا في هذا المثال: إن لفلان والله مالا إلا أنه شقي، ولكنه ذكر في [كتابه:1/472] مواضع لكسر همزة (إن) بعد (إلا)، كما ذكر في [كتابه:1/374] هذا الباب: هذا باب ما يكون مبتدأ بعد (إلا)

وذكر أبو حيان أن بعض النحويين يعرب المستثنى المنقطع مبتدأ محذوف الخبر أو مذكروه، قال في [البحر:5/460]: «وقد زعم بعض النحويين في الاستثناء المنقطع المقدر بلكن- إذا لم يكن بعده ما يصح أن يكون خبرا- أن الخبر محذوف، وأنه في موضع رفع، لجريان (إلا) وتقديرها بلكن».
وانظر [الكشاف:2/315] وقد أعرب أبو حيان المستثنى المنقطع منصوبا مع ظهور خبره في قوله تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ} [34: 37].
قال في [البحر:7/285-286]: «الظاهر أنه استثناء منقطع، وهو منصوب على الاستثناء، أي ولكن من آمن وعمل صالحا فإيمانه وعمله يقربانه».
ونجد العكبري يعرب المستثنى المنقطع مبتدأ في آيات كثيرة ستأتي.
وفي حاشية [الصبان:2/23]: «ومتى كان ما بعد (إلا) جملة فإلا بمعنى لكن، ولو كان الاستثناء متصلا، كما في الدماميني عن توضيح الناظم، لكن إن نصب تالي (إلا) فهي كلكن المشددة، وإن رفع فكالمخففة» وانظر [حاشية الخضري:1/312].




[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص331]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 10:15 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي آيات أجازوا أن يكون المستثنى فيها جملة

آيات أجازوا أن يكون المستثنى فيها جملة

1- {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} [4: 145-146].
في [العكبري:1/112]: «{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا} في موضع نصب استثناء من الضمير المجرور في قوله تعالى: {وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ} ويجوز أن يكون من قوله: {فِي الدَّرْكِ} وقيل: هو في موضع رفع بالابتداء، والخبر {فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}».
2- {وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [5: 33-34].
في [العكبري:1/120]: « {إِلَّا الَّذِينَ} استثناء من {الَّذِينَ يُحَارِبُونَ} في موضع نصب، وقيل: يجوز أن يكون في موضع رفع بالابتداء، والعائد عليه من الخبر محذوف، أي فإن الله غفور لهم، أو رحيم بهم».
3- {وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ} [9: 3-4].
في [العكبري:2/6]: « {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ} في موضع نصب على الاستثناء من المشركين، ويجوز أن يكون مبتدأ، والخبر {فَأَتِمُّوا}».
4- {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ * إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [11: 10-11].
في [العكبري:2/19]: «{إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا} في موضع نصب وهو استثناء متصل والمستثنى منه الإنسان، وقيل: هو منفصل، وقيل: هو في موضع رفع على الابتداء، و {أُولَٰئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ} خبره».
5- {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} [15: 17-18].
في [العكبري:2/39]: « {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ} في موضعه ثلاثة أوجه:
نصب على الاستثناء المنقطع، والثاني: جر على البدل، أي إلا ممن استرق، والثالث: رفع على الابتداء و (فأتبعه) الخبر...»
6- {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ} [34: 37].
في [العكبري:2/103]: «{إِلَّا مَنْ آمَنَ} يجوز أن يكون في موضع نصب استثناء منقطعا، وأن يكون متصلا من المفعول في {تُقَرِّبُكُمْ}، وأن يكون مرفوعا بالابتداء، وما بعده الخبر».
7- {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ * إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [27: 10-11].
في [بدائع الفوائد:3/70-71]: «وقد يجيء الانقطاع في هذا الاستثناء من وجه آخر: وهو أن ما بعد (إلا) جملة مستقلة بنفسها، فهي منقطعة مما قبلها انقطاع الجمل بعضها عن بعض، فسمى منقطعا بهذا الاعتبار».
8- {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} [72: 26-27].
في [العكبري:2/143]: « {مَنِ ارْتَضَىٰ} استثناء من الجنس، وقيل: هو مبتدأ والخبر {فَإِنَّهُ...} ».
9- {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ} [88: 22-24].
في [بدائع الفوائد:3/65]: «فهذا استثناء منقطع بجملة، كذا قال ابن خروف وغيره، وجعلوا (مَنْ)، و (يُعَذِّبُهُ) الخبر، ودخلت الفاء لتضمن المبتدأ معنى الشرط». وانظر [المغني:2/71].
10- {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} [37: 8-10].
ويجوز أن تكون (مَنْ) شرطية، أو موصولة مبتدأ، والخبر {فَأَتْبَعَهُ} عن السمين. [الجمل:3/325].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص332]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 10:15 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي آيات الاستثناء المنقطع

آيات الاستثناء المنقطع

1- {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} [2: 78].
الاستثناء منقطع، لأن الأماني ليست من جنس العلم بالكتاب، ولا مندرجة تحت مدلوله, [الكشاف:1/78]، [العكبري:1/25]، [القرطبي:1/400]، [البحر:1/275]، [أبو السعود:1/94]
2- {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} [2: 246].
قرأ أبي: «{إلَّا أَنْ يَكُونَ قَلِيلٌ مِنْهُمْ} وهو استثناء منقطع، لأن الكون معنى من المعاني، والمستثنى منهم جثث، وتقول العرب: قام القوم إلا أن يكون زيد وزيدا، بالرفع والنصب، فالرفع على أن {يكون} تامة، والنصب على أنها ناقصة، واسمها ضمير مستكن فيها يعود على البعض المفهوم مما قبله، والتقدير: إلا أن يكون هو، أي بعضهم زيدا، والمعنى: قام القوم إلا كون زيد في القائمين، ويلزم من انتفاء كونه في القائمين أنه ليس قائما، فلا فرق من حيث المعنى بين قام القوم إلا زيدا وبين قام القوم إلا أن يكون زيد أو زيدا. [البحر:2/257] وانظر [سيبويه:1/377]
3- {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} [4: 23].
الاستثناء منقطع، أي لكن ما سلف من ذلك ووقع وأزالت الشريعة حكمه فإن الله يغفره، والإسلام يجبه. [البحر:3/213]، [الكشاف:1/261]، [أبو السعود:1/230].
4- {لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [4: 29].
استثناء منقطع لوجهين:
أحدهما: أن التجارة لم تندرج في الأموال المأكولة بالباطل حتى تستثنى منه.
الثاني: أن الاستثناء إنما وقع على الكون، والكون معنى من المعاني وليس مالا من الأموال.
[سيبويه:1/377]، [الإحكام للآمدي:2/428]، [الكشاف:1/264]، [العكبري:1/100]، [البحر:3/231]، [بدائع الفوائد:3/73]، [القرطبي:2/1721].
5- {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا} [12: 68].
استثناء منقطع والمعنى: ولكن حاجة في نفس يعقوب قضاها، وهو أنه أشفق عليهم إشفاق الآباء على الأبناء.
[الكشاف:2/267]، [العكبري:2/30]، [الخازن:3/32]، [القرطبي:4/3457]، [أبو السعود:3/83]. وبين الانقطاع [الجمل:2/461] بقوله: «وتقرير انقطاع الاستثناء أن المستثنى منه شيء قضاه الله وأراده، والمستثنى شيء لم يرده الله، وهو إصابة العين لهم، فهذا لم يرده الله ولم يقضه، إذ لو أراده لوقع».
6- {إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ * وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُولَٰئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ} [37: 38-41].
الاستثناء منقطع، لما ذكر شيئا من أحوال الكفار وعذابهم ذكر شيئا من أحوال المؤمنين، أي إنكم أيها المجرمون ذائقو العذاب، لكن عباد الله المخلصين لا يذوقون العذاب. [البحر:7/359]، [الكشاف:3/300]، [القرطبي:6/5520]، [أبو السعود:4/268]، [الجمل:3/530].
7- [37: 158-160] الاستثناء منقطع من المحضرون معناه: ولكن المخلصين ناجون، و {سُبْحَانَ اللَّهِ} اعتراض بين الاستثناء وبين ما وقع منه، ويجوز أن يكون الاستثناء من الواو في {يَصِفُونَ}.
[ الكشاف:3/313]، [البحر:7/378]، [أبو السعود:4/279]، [الجمل:3/551].
8- {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} [37: 73-74].
الاستثناء منقطع، لأن ما قبله وعيد، وهم لم يدخلوا في هذا الوعيد. مستثنى من {الْمُنْذَرِينَ}، وقيل من {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ}. [القرطبي:7/5533]، [الجمل:3/534].
9- {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا} [6: 145].
الاستثناء منقطع، لأنه كون، وما قبله عين، ويجوز أن يكون نصبه بدلا على لغة بني تميم، ونصبا على الاستثناء على لغة أهل الحجاز. [البحر:4/241].
10- {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَىٰ * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ} [92: 19-20]. استثناء من غير الجنس، [الكشاف:4/218]، [المقتضب:4/412]، [العكبري:2/155]، [البحر:8/484]، [ابن يعيش:2/80]، [المغني:2/130]، [البرهان:4/237].
11- {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ} [34: 37].
استثناء منقطع، أي لكن من آمن وعمل صالحا فإيمانه وعمله يقربانه ويجوز أن يكون (من) مبتدأ خبره الجملة بعده، فالاستثناء منقطع أيضا وقيل: متصل مستثنى من ضمير {تُقَرِّبُكُمْ} وأجاز الزجاج فيه البدل ورد عليه أبو حيان [البحر:7/285-286]، [الكشاف:3/262]، [العكبري:2/103]، [بدائع الفوائد:3/71-72]، [الجمل:3/472].




[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص334]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 10:16 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي ما جاء على لغة تميم في الاستثناء المنقطع

ما جاء على لغة تميم في الاستثناء المنقطع

1- {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَىٰ * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ} [92: 19-20].
قرأ يحي بن وثاب {إِلَّا ابْتِغَاءُ} بالرفع على الإتباع في لغة تميم.
[الكشاف:4/218]، [البحر:8/484].
2- {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [27: 65].
يرى الزمخشري أنه استثناء منقطع جاء على لغة بين تميم.
[الكشاف:3/149]، [البحر:7/91]، [بدائع الفوائد:3/62-63].
3- {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا} [6: 145].
يرى أبو حيان أنه منصوب على الاستثناء المنقطع، أو على الإبدال على لغة تميم [البحر:4/241].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص337]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 10:18 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الاستثناء الراجح الاتصال

الاستثناء الراجح الاتصال

1- {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [11: 118-119].
استثناء متصل، ولا ضرورة تدعو إلى أنه بمعنى (لكن) فيكون منقطعا كما ذهب إليه الحوفي، [البحر:5/273]، [القرطبي:4/3342]، [العكبري:2/25].
2- {فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} [37: 127-128].
استثناء متصل من ضمير {فَكَذَّبُوهُ}، ولا يجوز أن يكون استثناء من {فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ}، لأنهم كانوا يكونون مندرجين فيمن كذب، ويكونون عباد الله المخلصين، وذلك لا يمكن، ولا يناسب أن يكون استثناء منقطعا، إذ يصير المعنى: لكن عباد الله المخلصين من غير قومه لا يحضرون العذاب: [البحر:7/373]، [العكبري:2/108]، [أبو السعود:4/276]، [الجمل:3/546].
3- {أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ} [2: 159-160].
استثناء متصل، ومعنى {تَابُوا} أي عن الكفر إلى الإيمان، أو عن الكتمان إلى الإظهار، [البحر:1/459]، [الجمل:1/128]، وجوز العكبري أن يكون منقطعا [1/40] ولو أعرب مبتدأ أعرب مبتدأ خبره الجملة بعده كان منقطعا قولا واحدا.
4- {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} [4: 89-90].
وفي [البحر:3/315-316]: «وأصل الاستثناء أن يكون متصلا، وظاهر هذه الآية.. أنه استثناء متصل، والمعنى: إلا الكفار الذين يصلون إلى قوم معاهدين.. والاستثناء متصل من مفعول {فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ} والمعنى أنه تعالى أوجب قتل الكافر إلا إذا كان معاهدا، أو داخلا في حكم المعاهد، أو تاركا للقتال فإنه لا يجوز قتلهم، وقول الجمهور إن المستثنين كفار، وقال أبو مسلم: إنه تعالى لما أوجب الهجرة على كل من أسلم استثنى من له عذر... فعلى قوله يكون استثناء منقطعا، لأن المؤمنين لم يدخلوا تحت قوله: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}» انظر [الكشاف:1/288]، [العكبري:1/107].
5- {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} [19: 59-60].
ظاهره الاتصال، وقال الزجاج: منقطع. [البحر:6/201].
وجه الانقطاع: أن المستثنى منه كفار، والمستثنى مؤمنون. [الجمل:3/70].
6- {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} [74: 38-39].
قال ابن عباس: هم الملائكة، وقال علي: هم أطفال المسلمين، وعلى هذين يكون الاستثناء منقطعا، وقال الحسن: هم المسلمون المخلصون ليسوا بمرتهنين، لأنهم أدوا ما كان عليهم، فالاستثناء متصل. [البحر:8/379-380]، [الكشاف:4/161]، [القرطبي:8/6878]، [الجمل:4/435].
7- {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ} [5: 1].
الاستثناء متصل، أي إلا الميتة وما أهل به لغير الله، [الكشاف:1/320]، [معاني القرآن:1/298]، [العكبري:1/115]، [البحر:3/412].
وفي [الجمل:1/456]: «وجه الانقطاع: أن ما يتلى لفظ؛ إذ التلاوة ذكر اللفظ، واللفظ ليس من جنس البهيمة...».
8- {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ} [3: 93].
إن كان متصلا كان التقدير: إلا ما حرم إسرائيل على نفسه، فحرم عليهم في التوراة؛ فليس فيها الزوائد التي افتروها.
وإن كان منقطعا كان التقدير: ولكن إسرائيل حرم ذلك على نفسه خاصة ولم يحرمه الله على بني إسرائيل، والاتصال أظهر. [البحر:3/3]، [معاني القرآن:1/226]، [الكشاف:1/202]، [القرطبي:2/1376]، [العكبري:1/81]، [الجمل:1/296]
9- {وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} [5: 3].
الاستثناء راجع للأنواع الخمسة، وقيل: عائد إلى أقرب مذكور وهو {أَكَلَ السَّبُعُ} والاستثناء على هذين متصل.
وقيل: هو استثناء منقطع، والتقدير، لكن ما ذكيتم من غير هذه الأنواع فكلوه، والظاهر الاتصال، [البحر:3/423-424]، [الكشاف:1/322]، [القرطبي:3/2047]، [الخازن:1/462]، [الجمل:1/460].
10- {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} [33: 52].
(ما) إن كانت موصولة فهي واقعة على الجنس، والاستثناء متصل، يختار فيه الرفع على البدل من النساء، وإن كانت (ما) مصدرية كان المصدر المؤول بمعنى اسم المفعول، أي مملوك، فيكون الاستثناء متصلا أيضًا وإن بقى المصدر المؤول من غير تأويل كان الاستثناء منقطعا.
[البحر:7/245]، [الكشاف:3/244]، [العكبري:2/101]، [القرطبي:6/5305]، [أبو السعود:4/217، 3/445].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص337]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 10:18 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الاستثناء الذي يترجح فيه الانقطاع

الاستثناء الذي يترجح فيه الانقطاع

1- {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا} [19: 62].
استثناء منقطع؛ لأن سلام الملائكة ليس من جنس اللغو، [البحر:6/202]، [القرطبي:5/4165].
وأجاز الزمخشري فيه الاتصال بقوله: «لأن معنى السلام هو الدعاء بالسلامة، ودار السلام هي دار السلامة، وأهلها عن الدعاء بالسلامة أغنياء فكان ظاهره من باب اللغو وفضول الحديث لولا ما فيه من فائدة الإكرام». [الكشاف:2/416].
2- {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا} [56: 25-26].
الظاهر أنه استثناء منقطع، لأنه لم يندرج في اللغو، ولا في التأثيم، ويبعد قول من قال إنه استثناء متصل. [البحر:8/206]، [بدائع الفوائد:3/69 –70]، [البرهان:3/51]، [الإحكام للآمدي:2/438]، [الكشاف:4/8]، العكبري:2/134]، [القرطبي:7/6376]، [الجمل:4/268].
3- {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [84: 24 –25].
الاستثناء منقطع عند الزمخشري. [الكشاف:4/199]، وعند [القرطبي:8/7073].
وعند ابن القيم: قال في [البدائع:3/71]: «فهذا يبعد تقدير دخوله فيما تقدم قبله جداً، وإنما هو إخبار عن حال الفريقين، فلما بشر الكافرين بالعذاب بشر المؤمنين بالأجر غير الممنون، فهذا من باب المثاني الذي يذكر فيه الشيء وضده».
أجاز [العكبري:2/152] أن يكون منقطعا ومتصلا.
4- {فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} [4: 97 –98].
في [البحر:3/325]: «الذي يقتضيه النظر أنه استثناء منقطع، لأن قوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} إلى آخره يعود الضمير في {مَأْوَاهُمْ} إليهم، وهم على أقوال المفسرين إما كفار، وإما عصاة بالتخلف عن الهجرة وهم قادرون فلم يندرج فيهم المستضعفون المستثنون، لأنهم عاجزون، فهو منقطع، وهو كذلك عند [العكبري:1/108].
ويظهر من كلام الفراء والزمخشري والقرطبي أنه متصل لأنهم جعلوه مستثنى من ضمير {مَأْوَاهُمْ}. [معاني القرآن:1/284]، [الكشاف:1/293]، [القرطبي:3/1916].
5- {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} [4: 157].
استثناء منقطع عند سيبويه [كتابه:1/365]، [الكشاف:1/312]، [ابن يعيش:2/80]، و[الرضي:1/210]، [البرهان:1/285]، [العكبري:1/113]، [القرطبي:3/2005 –2006]، [بدائع الفوائد:3/66].
وقال ابن عطية: هو استثناء متصل، إذ الظن والعلم يضمهما أنهما من معتقدات اليقين، وقد يقول الظان على طريق التجوز: علمي في هذا الأمر أنه كذا، وهو يعني ظنه.
ورد عليه أبو حيان في [البحر:3/391]: «وليس كما ذكر، لأن الظن ليس من معتقدات اليقين، لأنه ترجيح أحد الجائزين، وما كان ترجيحاً فهو ينافي اليقين.. وعلى تقدير أن الظن والعلم يضمهما ما ذكر، فلا يكون أيضا استثناء متصلا، لأنه لم يستثن الظن من العلم، فليست التلاوة، ما لهم به من علم إلا الظن: وإنما التلاوة إلا اتباع الظن، والاتباع للظن لا يضمه والعلم جنس ما ذكر».
6- {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ} [6: 145].
في [البحر:4/241]: «استثناء منقطع، لأنه كون، وما قبله عين».
وفي [العكبري:1/147]: «استثناء من الجنس، وموضعه نصب، أي لا أجد محرما إلا الميتة».
7- {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} [22: 40].
استثناء منقطع عند [سيبويه:1/366]، [العكبري:2/76]، [البرهان:4/237].
وأجاز فيه الفراء الانقطاع وأن يكون مردودا على الباء في {بِغَيْرِ حَقٍّ} [معاني القرآن:2/227]، وتبعه الزجاج و[القرطبي:5/4461]، وجعله الزمخشري بدلا من [حَقٍّ] [الكشاف:3/34]، وضعف أبو حيان البدلية من [غَيْرِ] ومن [حَقٍّ] [البحر:6/374].
8- {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [26: 88 –89].
في [القرطبي:6/4830]: «هو استثناء من الكافرين، أي لا ينفعه ماله ولا بنوه.
وقيل: هو استثناء من غير الجنس، أي لكن من أتى الله بقلب سليم ينفعه لسلامة قلبه».
الاتصال يظهر إذا قدرنا المستثنى منه محذوفا تقديره: أحدا، والانقطاع على أنه بدل من فاعل {يَنْفَعُ}. انظر [الكشاف:3/118]، [العكبري:2/88].
[البحر:7/26-27]، [الجمل:3/284]. وجعله بعضهم استثناء مفرغا، فمن مفعول.
9- {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [27: 65].
يظهر من كلام الفراء أنه استثناء متصل. قال في [معاني القرآن:2/298]: «رفعت ما بعد [إلا]، لأن في الذي قبلها جحدا، وهو مرفوع، ولو نصبت كان صوابا. وفي إحدى القراءتين: {مَا فعَلوهُ إلا قلِيلاً مِنهُم} [4: 66] بالنصب، وفي قراءتنا بالرفع. وكل صواب..».
والاستثناء متصل عند ابن مالك على وجهين:
(أ‌) تعليق {فِي السَّمَاوَاتِ} بفعل كون خاص، أي يذكر.
(ب‌) صحة الجمع بين الحقيقة والمجاز. وجعل ابن القيم الاستثناء متصلا بإرادة العموم في {مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ} كأنه قال: لا يعلم أحد. [البدائع:3/62 –64].
والاستثناء منقطع عند الزمخشري، جاء على لغة تميم في إبدال المستثنى من المستثنى منه. [الكشاف:3/149].
وفي [البحر:7/91] " استثناء منقطع؛ لعدم اندراجه في مدلول لفظ [من] وجاء مرفوعا على لغة تميم.. ولا يقال: إنه مندرج في مدلول [من] فيكون في السموات والأرض ظرفا حقيقيا للمخلوقين، ومجازيا بالنسبة إلى الله تعالى، أي هو فيهما بعلمه؛ لأن في ذلك جمعا بين الحقيقة والمجاز، وأكثر العلماء ينكر ذلك، وإنكاره هو الصحيح. ومن أجاز ذلك فيصح عندي أن يكون استثناء متصلا، وارتفع على البدل أو الصفة..».
وانظر [المغني:2/83]، [البرهان:1/285 –286]، [العكبري:2/91]، [القرطبي:6/4942].
10- {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ} [44: 56].
استثناء منقطع، أي لكن الموتة الأولى ذاقوها في الدنيا، وذلك تنبيه على ما أنعم الله به عليهم من الخلود السرمدي. [البحر:8/40].
وقال الزمخشري: «كيف استثنيت الموتة الأولى المذوقة قبل دخول الجنة من الموت المنفي؟
قلت: أريد أن يقال: لا يذوقون فيها الموت البتة فوضع قوله: {إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ} موضع ذلك، لأن الموتة الماضية محال ذوقها في المستقبل».
[الكشاف:3/435].
وفي [العكبري:2/121]: «قيل: الاستثناء منقطع، أي ماتوا الموتة.
وقيل: هو متصل؛ لأن المؤمن عند موته في الدنيا بمنزلته في الجنة، لمعاينته ما يعطاه منها، أو ما يتيقنه من نعيمها. وقيل: [إلا] بمعنى بعد؛ وقيل بمعنى سوى».
انظر [البحر:8/40]، [بدائع الفوائد:3/70]، [البرهان:3/48]، [تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة:ص55]، [القرطبي:7/5974 –5975].
11- {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [4: 148].
الاستثناء متصل على تقدير حذف مضاف، أي إلا جهر من ظلم.
وقال ابن جني في [المحتسب:1/203]: «ظلم، وظلم جميعا على الاستثناء المنقطع، أي لكن من ظلم فإن الله لا يخفى عليه أمره، ودل على ذلك قوله: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}.
وقيل، الاستثناء مفرغ، و[من] فاعل للمصدر، وهو الجهر.
[البحر:3/382 –383]، [معاني القرآن:1/293،ص89]، [الكشاف:1/308]، [القرطبي:3/1997]، [العكبري:1/112]، [بدائع الفوائد:3/72-73]، [الإنصاف:ص173–174]، [شرح الكافية للرضي:2/182 –183].
12- {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ * وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [9: 1-4].
في [القرطبي:4/2910]: « {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}: في موضع نصب بالاستثناء المتصل. المعنى: إن الله بريء من المشركين إلا من المعاهدين في مدة عهدهم.
وقيل: الاستثناء منقطع؛ أي إن الله بريء من المشركين، ولكن الذين عاهدتم فثبتوا على العهد فأتموا إليهم عهدهم ». وانظر [العكبري:2/6].
وفي [البحر:5/8]: «قال قوم: هذا استثناء منقطع، التقدير: لكن الذين عاهدتم فثبتوا على العهد، فأتموا إليهم عهدهم.
وقال قوم منهم الزجاج: هو استثناء متصل من قوله: {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
وقال الزمخشري: وجهه أن يكون مستثنى من قوله: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ}.
والأظهر: أن يكون منقطعا، لطول الفصل بجمل كثيرة بين ما يمكن أن يكون مستثنى منه وبينه». انظر [الكشاف:2/139]، [معاني القرآن:1/421]، [أبو السعود:2/253]، [الجمل:2/262].
13- {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ}. [10: 98].
الاستثناء منقطع عند [سيبويه:1/366]، وجعله الفراء منقطعا في [معاني القرآن:1/479]، وجعله صالحا للاتصال وللانقطاع في [معاني القرآن:1/167].
وفي [البحر:5/192]: «منصوب على الاستثناء المنقطع، وهو قول سيبويه، والكسائي، والفراء، والأخفش؛ إذ ليسوا مندرجين تحت لفظ [قَرْيَةٌ].
وقال الزمخشري: يجوز أن يكون متصلا، والجملة في معنى النفي، كأنه قيل: ما آمنت قرية من القرى الهالكة إلا قوم يونس.
وقال ابن عطية: هو بحسب اللفظ استثناء منقطع، وكذلك رسمه النحويون، وهو بحسب المعنى متصل؛ لأن تقديره: ما آمن من أهل قرية إلا قوم يونس».
وفي [العكبري:2/18]: " منقطع. وقيل: متصل».
انظر [الكشاف:2/203 –204]، [البرهان:4/237]، [شرح الكافية للرضي:1/210، 213، 227]، [الدماميني:1/158]، [الخازن:1/316]، [أبو السعود:2/349]، [الجمل:2/368]، [البيان:1/420].
14- {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ} [11: 116].
استثناء منقطع عند [سيبويه:1/366]، والفراء [معاني القرآن:2/30].
وانظر [معاني القرآن:1/167]، وعند المبرد [المقتضب:4/416].
وفي [البحر:5/271 –272]: «استثناء منقطع، أي لكن قليلا ممن أنجينا نهوا عن الفساد، وهم قليل بالإضافة إلى جماعتهم.
ولا يصح أن يكون استثناء متصلا مع بقاء التحضيض على ظاهره؛ لفساد المعنى، وصيرورته إلى أن الناجين لم يحرضوا على النهي عن الفساد.
والكلام عند سيبويه بالتحضيض واجب، وغيره يراه منفيا من حيث إن معناه أنه لم يكن فيهم أولو بقية.
وقرأ زيد بن علي {إِلَّا قَلِيلٌ} بالرفع، لحظ أن التحضيض تضمن النفي، فأبدل، كما يبدل في صريح النفي.. وأبي الأخفش كونه استثناء منقطعا». انظر [شرح الكافية للرضي:1/210، 213، 227]، [البرهان:4/339]، [الكشاف:2/238]، [الخازن:2/375].
15- {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [25: 68-70].
في [العكبري:2/86]: «استثناء من الجنس، في موضع نصب».
وفي [البحر:6/515]: «ولا يظهر، لأن المستثنى منه محكوم عليه بأنه يضاعف له العذاب، فيصير التقدير: إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فلا يضاعف له العذاب، ولا يلزم من انتفاء التضعيف انتفاء العذاب غير المضعف.
فالأولى عندي: أن يكون استثناء منقطعا، أي لكن من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات، وإذا كان كذلك فلا يلقى عذابا البتة».
[الجمل:3/269].
16- {يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ * إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [27: 10 –11].
يبدو لي أن الفراء جعل الاستثناء متصلا في الآية على أحد توجيهين:
(أ‌) من خلط عملا صالحا وآخر سيئا فهو يخاف ويرجو.
(ب‌) المستثنى منه محذوف تقديره: إنما الخوف على غيرهم.
ثم عرض الفراء لرأي بعض النحويين، وهو أن [إلا] بمعنى الواو وضعف هذا الرأي بقوله: «ولم أجد العربية تحتمل ما قالوا، لأني لا أجيز: قام الناس إلا عبد الله، وهو قائم، إنما الاستثناء أن يخرج الاسم الذي بعد [إلا] من معنى الأسماء قبل [إلا]. وقد أراه جائزا أن تقول: عليك ألف سوى ألف آخر، فإن وضعت [إلا] في هذا الموضع صلحت، وكانت [إلا] في تأويل ما قالوا. فأما مجردة قد استثنى قليلها من كثيرها فلا». [معاني القرآن:2/287].
نسب أبو حيان إلى الفراء القول بالاستثناء المنقطع. [البحر:7/57].
وقال القرطبي: « وفي الآية قول آخر: وهو أن يكون الاستثناء متصلا، والمعنى إلا من ظلم من المرسلين بإتيان الصغائر التي لا يسلم منها أحد..».
وقد يكون هذا شرحا لكلام الفراء.
النحاس ضعف أن يكون الاستثناء من محذوف قال: ولو جاز هذا لجاز أني لأضرب القوم إلا زيدا بمعنى إني لا أضرب القوم وإنما أضرب غيرهم إلا زيدا.
وهذا ضد البيان، والمجيء بما لا يعرف معناه، كما ضعف النحاس القول بأن [إلا] بمعنى الواو. [القرطبي:6/4877]، وكذلك ضعف ابن قتيبة في [تأويل مشكل القرآن:ص169-170] الاستثناء من محذوف، كما ضعف أبو حيان وابن القيم القول بمجيء [إلا] بمعنى الواو. [البحر:7/57]، [البدائع:3/70-71].
والاستثناء منقطع عند الزمخشري. [الكشاف:3/134-135]، و[العكبري:2/90]، وانظر [البرهان:4/338]، [الهمع:1/230]، [الدماميني:1/158]، [الخازن:3/42]، [أبو السعود:4/124]، [الجمل:3/201].
17- {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ} [88: 22-24].
الاستثناء منقطع عند الزمخشري قال: «استثناء منقطع، أي لست بمسئول عنهم، ولكن من تولى وكفر فإن لله الولاية والقهر فهو يعذبه».
[الكشاف:4/207]، وكذلك قال [الخازن:4/401]، و[أبو السعود:5/260]، و[البرهان:4/236]، و[القرطبي:6/7127].
والمستثنى جملة من مبتدأ وخبر عند ابن خروف.
[المغني:2/71]، [بدائع الفوائد:3/65].
وفي [البحر:8/465]: «قيل: الاستثناء متصل، أي فأنت مسيطر عليه.
وقيل: متصل من [فَذَكِّرْ] أي فذكر إلا من انقطع طمعك من إيمانه وتولى فاستحق العذاب الأكبر. وما بينهما اعتراض.
وقيل: منقطع، وهي آية موادعة نسخت بأية السيف».
18- {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} [72: 26–27].
في [العكبري:2/143]: «استثناء من الجنس. وقيل: هو مبتدأ، والخبر {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ}.
وفي [البرهان:4/237]: «دخول الفاء في [فَإِنَّهُ] دليل انقطاعه، ولو كان متصلا لتم الكلام عند قوله [رَسُولٍ]». [البحر:8/355]، [أبو السعود:5/202-203]، [الجمل:4/417].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص340]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 10:24 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الاستثناء المحتمل للاتصال والانقطاع

الاستثناء المحتمل للاتصال والانقطاع

1- {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ} [4: 168-169].
الاستثناء متصل عند العكبري؛ لأن الأول في معنى العموم؛ إذ كان في سياق النفي، [العكبري:1/114].
وفي [أبي السعود:1/400]: «إن أريد به طريق خاص، أي عمل خاص فالاستثناء منقطع " [الجمل:1/450].
2- {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [78: 24-25].
الاستثناء منقطع عند الزمخشري، يعني، لا يذوقون فيها بردا وروحا ينفس عنهم حر النار، ولا شرابا يسكن عطشهم، ولكنهم يذوقون فيها حميما وغساقا. [الكشاف:4/178].
وقال أبو حيان: الأظهر أن يكون متصلا من قوله {وَلَا شَرَابًا}. [البحر:8/414].
وانظر [القرطبي:8/6971]، [بدائع الفوائد:3/70]، [الجمل:4/466].
3- {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ} [2: 150].
إن أريد بالحجة الدليل والبرهان الصحيح كان الاستثناء منقطعا.
وإن أريد بالحجة الاحتجاج بالخصومة فالاستثناء متصل.
المعنى على الانقطاع، لكن الذين ظلموا يتعلقون بالشبهات يضعونها موضع الحجة.
وقال قطرب: « يجوز أن يكون المعنى: لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا على الذين ظلموا، فالذين بدل من الكاف... وقيل: إن الاستثناء منقطع، وهذا على أن يكون المراد بالناس اليهود، ثم استثنى كفار العرب».
[القرطبي:1/551]، [البحر:1/441]، [الكشاف:1/103]، [العكبري:1/39]، [لسان العرب:15/433].
4- {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا * لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا} [19: 86–87].
الضمير في {لَا يَمْلِكُونَ} عائد على الخلق الدال عليهم ذكر المتقين والمجرمين، والاستثناء متصل.
أو الضمير عائد على المجرمين، فيكون الاستثناء منقطعا.
[البحر:6/117]، [الكشاف:2/423]، [العكبري:2/62]، [القرطبي:5/4192].
5- {ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً} [2: 282].
الاستثناء منقطع، لأن ما بيع لغير أجل مناجزة لم يندرج تحت الديون المؤجلة.
وقيل: هو استثناء متصل راجع إلى قوله: {إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} أي إلا أن يكون الأجل قريبا، وهو المراد من التجارة الحاضرة.
وقيل: راجع إلى قوله: {وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ}.
[البحر:2/353]، [العكبري:1/68]، [القرطبي:2/1209]، [أبو السعود:1/205]، [الجمل:1/234].
6- {قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا} [3: 41].
استثناء منقطع، إذ الرمز لا يدخل تحت التكليم.
ومن أطلق الكلام في اللغة على الإشارة الدالة على ما في نفس المشير فلا يبعد أن يكون استثناء متصلا، قال الزمخشري: لما أدى مؤدي الكلام وفهم منه ما يفهم منه سمي كلاما.
[البحر:2/452]، [الكشاف:1/189]، [العكبري:1/75]، [القرطبي:2/1322].
7- {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} [4: 22].
الاستثناء منقطع "لأن النهي للمستقبل" وما قد سلف ماض، فلا يكون من جنسه، ومعنى المنقطع أن لا يكون داخلا في الأول، بل يكون في حكم المستأنف، وتقدر [إلا] فيه بلكن، والتقدير هنا: ولا تتزوجوا من تزوجه آباؤكم، لكن ما سلف من ذلك فمعفو عنه، كما تقول: ما مررت برجل إلا بامرأة، أي لكن مررت بامرأة. [العكبري:1/98].
وفي [البحر:3/208]: «وقيل عن ابن زيد: إن معنى الآية النهي عن أن يطأ الرجل امرأة وطئها أبوه إلا ما قد سلف من الأب في الجاهلية من الزنا بالمرأة فإنه يجوز للابن تزوجها، فعلى هذا يكون {إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} استثناء متصلا، إذ ما قد سلف مندرج تحت قوله: {مَا نَكَحَ} إذ المراد ما وطيء آباؤكم، وما وطيء يشمل الموطوءة بزنا وغيره».
وانظر [القرطبي:3/1674]، [بدائع الفوائد:3/208]، [أبو السعود:1/328]، [الجمل:1/369].
8- {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [4: 24].
روي عن عمر في المحصنات أنهن الحرائر، فعلى هذا يكون الاستثناء متصلا، أي إلا ما ملكت أيمانكم بنكاح.
وإن أريد بملك اليمين الإماء كان الاستثناء منقطعا».
[البحر:3/214]، [الكشاف:1/261]، [العكبري:1/98]، [بدائع الفوائد:3/73 –75].
9- {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [4: 83].
قال قوم: {إِلَّا قَلِيلًا} إشارة إلى من كان قبل الإسلام غير متبع الشيطان على ملة إبراهيم، فعلى هذا يكون الاستثناء منقطعا؛ إذ ليس هؤلاء مندرجين في المخاطبين. وقيل: مستثنى من قوله: {أَذَاعُوا بِهِ}. وقيل: من قوله: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} فهو على هذين استثناء متصل.
[البحر:3/307-308]، [الكشاف:1/286]، [معاني القرآن:1/279-280]، [القرطبي:3/1861]، [الخازن:1/407]، [أبو السعود:1/365]، [الجمل:1/405].
10- {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ} [4: 114].
إن كانت النجوى مصدرا كان الاستثناء منقطعا، ويمكن اتصاله على حذف مضاف من الأول، أي ذوي نجوى، أو من الثاني، أي إلا نجوى من أمر وإن كانت النجوى جمع نجى، فيكون الاستثناء متصلا من غير تقدير حذف.
ويجوز في [من] الخفض من وجهين: أن يكون تابعا لكثير، أو تابعا للنجوى: والتقدير على الانقطاع: لكن من أمر بصدقة فالخير في نجواه.
[البحر:3/349]، [معاني القرآن:1/287-288]، [الكشاف:1/298]، [العكبري:1/109]، [القرطبي:3/1952-1953].
11- {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [6: 119].
الاستثناء منقطع. [البحر:4/211]، [الكشاف:2/36]، [القرطبي:3/2509]، [العكبري:1/145].
وقال التفتازاني: ظاهره أن [ما] موصولة ؛ فيكون الاستثناء منقطعا لأن ما اضطر إليه حلال، فلا يدخل تحت ما حرم عليكم، إلا أن يقال المراد بما حرم: جنس ما حرم. [الجمل:2/81-82].
12- {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ * إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ} [11: 9-11].
الإنسان هنا جنس، فالاستثناء متصل. وقيل: المراد بالإنسان الكافر، أو إنسان معين فالاستثناء على هذا منقطع.
[البحر:5/206]، [العكبري:2/19]، [القرطبي:4/3239]، [الجمل:2/377].
وقال الفراء: هو مستثنى من [وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ] والضمير يرجع إلى الإنسان فالاستثناء عنده متصل. [المعاني:2/4].
13- {قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ} [11: 43].
يكون الاستثناء متصلا على هذه التقديرات:
1- المراد بمن رحم: الله تعالى، أي الراحم.
2- على حذف مضاف، أي مكان من رحم.
3- عاصم بمعنى معصوم، أو ذي عصمة صيغة نسب.
ويكون الاستثناء منقطعا إذا أبقى [عَاصِمَ] على أصل معناه، ويكون المراد بـ[مَنْ رَحِمَ]: المعصوم.
الاستثناء منقطع عند [سيبويه:1/366]، و[المبرد في المقتضب:4/412]، و[ابن يعيش:2/81]، و[الرضي في شرح الكافية:1/210]، و[الفراء في معاني القرآن:2/15-16]، و[القرطبي:4/3267 –3268]، وانظر [البحر:5/227]، [الكشاف:2/217]، [البرهان:4/238]، [بدائع الفوائد:3/67-68]، [العكبري:2/217]، [أبو السعود:3/24]، [الجمل:2/393]، [البيان:2/15-16].
14- {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} [14: 22].
الاستثناء منقطع عند [العكبري:2/36]، [القرطبي:4/3585].
وفي [البحر:5/418-419]: «الظاهر أنه استثناء منقطع، لأن دعاءه إياهم إلى الضلالة ووسوسته ليس من جنس السلطان، وهو الحجة البينة.
وقيل: هو متصل، لأن القدرة على حمل الإنسان على الشيء تارة تكون بالقهر من الحامل، وتارة تكون بتقوية الداعية في قلبه، وذلك بإلقاء الوسواس إليه».
انظر [الجمل:2/515]، [أبو السعود:3/124].
15- {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} [15: 17-18].
الاستثناء متصل، والمعنى أنها لم تحفظ ممن استرق السمع.
وقيل: هو استثناء منقطع، والمعنى أنها حفظت منه.
[البحر:5/449 –450]، [القرطبي:4/3626]، [العكبري:2/39]، [الخازن:3/97]، [أبو السعود:3/145].
16- {قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ * إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ} [15: 58-59].
يرى الزمخشري أن الاستثناء منقطع إن كان مستثنى من {قَوْمٍ} لأنهم وصفوا بالإجرام، فاختلف لذلك الجنسان.
وإن كان الاستثناء من ضمير {مُجْرِمِينَ} كان متصلا.
وفي [البحر:5/460]: «الظاهر أنه استثناء منقطع، لأن آل لوط لم يندرج في قوله {قَوْمٍ مُجْرِمِينَ}. وإذا كان استثناء فهو مما يجب فيه النصب، لأنه من الاستثناء الذي لا يمكن توجه العامل إلى المستثنى فيه، لأنهم لم يرسلوا إليهم أصلا، وإنما أرسلوا إلى القوم المجرمين خاصة».
[الكشاف:2/315]، [الدماميني على المغني:1/154].
17- {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} [17: 67].
الاستثناء متصل، لأنهم كانوا يلجئون إلى آلهتهم وإلى الله تعالى.
وقال أبو حيان: الظاهر أنه منقطع، إذ المعنى: ضلت آلهتهم، أي معبوداتهم، وهم لا يعبدون الله.
[الكشاف:2/367]، [البحر:6/60]، [العكبري:2/50]، [الجمل:2/628].
18- {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} [18: 16].
الاستثناء متصل إن كانوا يعبدون الله مع آلهتهم.
ومنقطع إن كانوا لا يعرفون الله ولا يعبدونه.
وقيل: {وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} كلام معترض و[ما] نافية فالاستثناء مفرغ.
[البحر:6/106]، [الكشاف:2/382]، [العكبري:2/52]، [القرطبي:5/3984]، [الدماميني:1/177]، [الجمل:3/11].
19- {وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ} [22: 30].
الاستثناء متصل، ويراد بما حرم منها ما حرم بسبب عارض كالموت وغيره أو منقطع، لأن بهيمة الأنعام ليس فيها محرم.
[العكبري:2/75]، [الكشاف:3/31]، [البحر:6/226]، [أبو السعود:4/12]، [الجمل:3/166].
20- {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا} [25: 57].
استثناء منقطع على معنى: لكن من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا فليفعل أو متصل على حذف مضاف تقديره: إلا أجر من اتخذ إلى ربه سبيلا.
[البحر:6/508]، [الكشاف:3/101]، [القرطبي:6/4778]، [العكبري:2/86]، [البرهان:4/236]، [الجمل:3/265].
21- {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} [26: 75-77].
جعله الفراء والزمخشري استثناء منقطعا، لأنهم فهموا من قوله: {مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ} أنها الأصنام. وأجاز الزجاج أن يكون استثناء متصلا على أنهم كانوا يعبدون الله مع أصنامهم.
[معاني القرآن:2/281]، [القرطبي:6/4826]، [البحر:7/24]، [الكشاف:3/117]، [الإحكام للآمدي:2/428].
22- {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [34: 20].
الضمير في {عَلَيْهِمْ. فَاتَّبَعُوهُ} إن رجع للمؤمنين أو لأهل سبأ فالاستثناء متصل، وإن رجع إلى الكفار كان الاستثناء منقطعا.
[الكشاف:3/257]، [القرطبي:6/7375]، [الجمل:3/466].
23- {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ}[43: 26-27].
الظاهر أنه استثناء منقطع؛ إذ كانوا لا يعبدون الله مع أصنامهم.
وقيل: كانوا يشركون أصنامهم معه في العبادة، فيكون الاستثناء متصلا.
[البحر:8/11–12]، [الكشاف:3/416]، [القرطبي:7/5896]، [الجمل:4/80]، [أبو السعود:5/43].
24- {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ} [43: 86].
الاستثناء منقطع، أي لا يملك آلهتهم التي يعبدونها الشفاعة، لكن من شهد بالحق وهو توحيد الله يملك الشفاعة.
ويجوز أن يكون متصلا؛ لأن في جملة الذين يدعون من دون الله الملائكة.
[الكشاف:3/428]، [البحر:8/29-30]، [القرطبي:7/5942]، [الجمل:4/95].
25- {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ} [42: 23].
الاستثناء منقطع، لأن المودة ليست أجرا. وقال الزمخشري: يجوز أن يكون متصلا، أي لا أسألكم عليه أجرا إلا هذا، وهو أن تودوا أهل قرابتي ولم يكن هذا أجرا في الحقيقة؛ لأن قرابته قرابتهم..
[الكشاف:3/402]، [البحر:7/516]، [العكبري:2/117]، [القرطبي:7/5841–5842]، [الجمل:4/60].
26- {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [43: 67].
الأخلاء على المعصية فيكون الاستثناء منقطعا. وإن فسر الأخلاء، بالأحباء مطلقا كان الاستثناء متصلا، [أبو السعود:5/49]، [الجمل:4/91].
27- {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ} [44: 41-42].
الاستثناء من {وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} فمن بدل أو نصب على الاستثناء، والاستثناء متصل. وقال الكسائي: الاستثناء منقطع، أي لكن من رحمه الله لا ينالهم ما يحتاجون فيه إلى من ينفعهم، [البحر:8/39]، [الكشاف:3/434]، [العكبري:2/121]، [القرطبي:7/5968]، [الجمل:4/106–107].
28- {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} [53: 32].
في [الكشاف:4/41]: «لا يخلو من أن يكون استثناء منقطعا، أو صفة كقوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}.
وفي [العكبري:2/131]: «استثناء منقطع؛ لأن اللمم: الذنب الصغير».
وفي [البحر:8/164]: «وقيل: يصح أن يكون استثناء متصلا، وهذا يظهر عند تفسير [اللَّمَمَ] ما هو؟ وقد اختلفوا فيه اختلافا كبيرا..».
انظر [القرطبي:7/6276].
29- {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ} [54: 33-34].
الاستثناء منقطع، لأن الحاصب لم يرسل على آل لوط، وقيل: متصل؛ لأن الجميع أرسل عليهم الحاصب فهلكوا إلا آل لوط،
[العكبري:2/132]، [الجمل:4/243].
30- {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَ ٰؤا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ} [60: 4].
مستثنى من مضاف لإبراهيم تقديره: أسوة حسنة في مقالات إبراهيم ومحاوراته لقومه إلا قول إبراهيم، وإما أن يكون قول إبراهيم مندرجا في أسوة حسنة، لأن معنى الأسوة: الاقتداء، والاقتداء بالشخص في أقواله وأفعاله، والاستثناء متصل.
وقيل: هو استثناء منقطع، المعنى: لكن قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك فلا تتأسوا به، فتستغفروا وتعدوا آباءكم بالاستغفار.
[البحر:8/254]، [الكشاف:4/87]، [العكبري:2/137]، [القرطبي:8/6536]، [الخازن:4/276]، [أبو السعود:5/156]، [الجمل:4/320].
31- {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا * إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ} [72: 22-23].
قال الحسن: استثناء منقطع، أي لن يجيرني أحد لكن إن بلغت رحمتي بذلك.
وقيل: هو متصل، أي لن يجيرني أحد إلا أن أبلغ وأطيع، فيجوز نصبه على الاستثناء من {مُلْتَحَدًا} أو على البدل، وهو الوجه.
[البحر:8/354]، [الكشاف:4/119]، [العكبري:2/143]، [القرطبي:8/6818]، [الخازن:4/342]، [الجمل:4/416].
32- {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [95: 4-6].
في [القرطبي:8/7205] " الاستثناء على قول من قال: {أَسْفَلَ سَافِلِينَ}: النار، متصل. ومن قال إنه الهرم فهو منقطع ». [البحر:8/490]، [الكشاف:4/222-223]، [أبو السعود:5/272]، [الجمل:4/550].
33- {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ} [88: 6].
في [البحر:8/463]: «الموصوف المحذوف بعد [إلا] بدل من اسم [لَيْسَ] أي ليس لهم طعام إلا كائن من ضريع. الاستثناء متصل.
وقال الزمخشري: أو أريد: إن لا طعام لهم أصلا، لأن الضريع ليس بطعام للبهائم، فضلا عن الأنس، لأن الطعام: ما أشبع وأسمن، وهو منهما بمعزل، كما تقول: ليس لفلان ظل إلا الشمس، تريد نفي الظل على التوكيد فعلى هذا يكون الاستثناء منقطعا، إذ لم يندرج الكائن من الطعام تحت لفظ [الطعام]، إذ ليس بطعام.
والظاهر الاتصال فيه وفي قوله: {وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ}، لأن الطعام هو ما يتطمعه الإنسان، وهذا قدر مشترك بين المستلذ والمستكره».
[الكشاف:4/206]، [العكبري:2/153]، [البرهان:3/51].
34- {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} [37: 8-10].
الاستثناء متصل من {لَا يَسَّمَّعُونَ}، قال السمين: يجوز أن تكون [مَنْ] شرطية جوابها {فَأَتْبَعَهُ} أو موصولة مبتدأ خبرها [فَأَتْبَعَهُ] والمستثنى جملة فيكون استثناء منقطعا.
[الكشاف:3/297]، [العكبري:2/106]، [البحر:7/353]، [الجمل:3/325].
35- {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [15: 42].
إن أريد بـ{عِبَادِي} عموم الخلق كان الاستثناء متصلا، وإن أريد بهم المخلصون كان الاستثناء منقطعا، [البحر:5/454]، [المغني:2/153]، [بدائع الفوائد:3/67]، [الإحكام للآمدي:2/435].
36- {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} [9: 7].
الاستثناء متصل، وقيل: منقطع، أي لكن الذين عاهدتم منهم عند المسجد الحرام.
[البحر:5/12]، [الكشاف:2/140].
37- (أ‌) {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ} [2: 34].
(ب‌) {ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} [7: 11].
(ج) {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ} [15: 30-31].
(د) {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ} [17: 61].
(هـ‌) {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ} [18: 50].
(و‌) {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ} [20: 116].
(ز‌) {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [38: 73-74].
يرى الزمخشري أن الاستثناء متصل، لأن إبليس كان جنيا واحدا بين أظهر الألوف من الملائكة مغمورا بهم فغلبوا عليه، ثم قال: ويجوز أن يكون منقطعا.
ويرى العكبري أن الاستثناء منقطع أو متصل، لأن إبليس كان في الابتداء ملكا، وكذلك ذكر أبو حيان، وإن رجح الاتصال.
وحجة من يرى أن إبليس ليس من الملائكة هي:
1- الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
2- قوله تعالى: {كَانَ مِنَ الْجِنِّ}.
3- إبليس له نسل وذرية. والملائكة ليست كذلك.
4- إبليس مخلوق من نار، والملائكة مخلوقون من نور.
قال أبو حيان في [البحر:1/153]: والظاهر أنه استثناء متصل لتوجه الأمر إلى الملائكة، فلو لم يكن منهم لما توجه الأمر عليه، فلم يقع عليه ذم، لتركه فعل ما لم يؤمر به.
أما {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ} فهو عام مخصوص. إذ عصمتهم ليست لذاتهم، وإنما هي بجعل الله لهم ذلك. وأما إبليس فسلبه الله تعالى الصفات الملكية، وألبسه الصفات الشيطانية.
وأما قوله تعالى: {كَانَ مِنَ الْجِنِّ} فقال ابن جبير: سبط من الملائكة خلقوا من نار وإبليس منهم. أو أطلق عليه {مِنَ الْجِنِّ} لأنه لا يرى، كما سمى الملائكة جنة.
انظر [القرطبي:1/251]، [الإحكام للأمدي:2/427]، [الكشاف:1/62، 2/313، 393، 3/334]، [العكبري:1/17، 150، 2/55]، [البحر:1/153، 4/272، 6/136]، [المغني:2/95]، [بدائع الفوائد:3/57]، [أبو السعود:3/148].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص349]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة