العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة المؤمنون

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:07 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة المؤمنون [من الآية (42) إلى الآية (50) ]

{ ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آَخَرِينَ (42) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43) ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44) ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46) فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47) فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48) وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49) وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50) }


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:09 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آَخَرِينَ (42) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ أنشأنا من بعدهم قرونًا آخرين (42) ما تسبق من أمّةٍ أجلها وما يستأخرون}.
يقول تعالى ذكره: ثمّ أحدثنا من بعد هلاك ثمود قومًا آخرين). [جامع البيان: 17/47]

تفسير قوله تعالى: (مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ما تسبق من أمّةٍ أجلها} يقول: ما يتقدّم هلاك أمّةٍ من تلك الأمم الّتي أنشأناها بعد ثمود قبل الأجل الّذي أجّلنا لهلاكها، ولا يستأخر هلاكها عن الأجل الّذي أجّلنا لهلاكها، والوقت الّذي وقّتنا لفنائها؛ ولكنّها تهلك لمجيئه. وهذا وعيدٌ من اللّه لمشركي قوم نبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وإعلامٌ منه لهم أنّ تأخيره في آجالهم مع كفرهم به، وتكذيبهم رسوله، ليبلغوا الأجل الّذي أجّل لهم، فيحلّ بهم نقمته، كسنّته فيمن قبلهم من الأمم السّالفة). [جامع البيان: 17/47]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {ثم أرسلنا رسلنا تترا} قال: تباعا [الآية: 44]). [تفسير الثوري: 216]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ أرسلنا رسلنا تترى كلّ ما جاء أمّةً رسولها كذّبوه فأتبعنا بعضهم بعضًا وجعلناهم أحاديث فبعدًا لقومٍ لا يؤمنون}.
يقول تعالى ذكره: {ثمّ أرسلنا} إلى الأمم الّتي أنشأنا بعد ثمود {رسلنا تترى} يعني: يتبع بعضها بعضًا، وبعضها في أثر بعضٍ. وهي من المواترة، وهي اسمٌ لجمعٍ، مثل (شيءٍ)، لا يقال: جاءني فلانٌ تترى، كما لا يقال: جاءني فلانٌ مواترةً، وهي تنوّن ولا تنوّن، وفيها الياء، فمن لم ينوّنها فعلى، من وترت، ومن قال (تترا) يوهم أنّ الياء أصليّةٌ، كما قيل: معزًى بالياء، ومعزا وبهمى بهما، ونحو ذلك، فأجريت أحيانًا، وترك إجراؤها أحيانًا، فمن جعلها (فعلى) وقف عليها، أشار إلى الكسر، ومن جعلها ألف إعرابٍ لم يشر، لأنّ ألف الإعراب لا تكسر، لا يقال: رأيت زيدًا، فيشار فيه إلى الكسر.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ثمّ أرسلنا رسلنا تترى} يقول: يتبع بعضها بعضًا.
- حدّثنا محمّد بن سعدٍ قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {ثمّ أرسلنا رسلنا تترى} يقول: بعضها على أثر.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {تترى} قال: اتّباع بعضها بعضًا.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {ثمّ أرسلنا رسلنا تترى} قال: يتبع بعضها بعضًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله، {ثمّ أرسلنا رسلنا تترى} قال: بعضهم على أثر بعضٍ، يتبع بعضهم بعضًا.
واختلفت قرّاء الأمصار في قراءة ذلك، فقرأ ذلك بعض قرّاء أهل مكّة وبعض أهل المدينة وبعض أهل البصرة: (تترًى) بالتّنوين.
وكان بعض أهل مكّة، وبعض أهل المدينة، وعامّة قرّاء الكوفة يقرءونه: {تترى} بإرسال الياء على مثال (فعلى).
والقول في ذلك أنّهما قراءتان مشهورتان، ولغتان معروفتان في كلام العرب بمعنًى واحدٍ، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ؛ غير أنّي مع ذلك أختار القراءة بغير تنوينٍ، لأنّه أفصح اللّغتين وأشهرهما.
وقوله: {كلّ ما جاء أمّةً رسولها كذّبوه} يقول: كلّما جاء أمّةً من تلك الأمم الّتي أنشأناها بعد ثمود رسولها الّذي نرسله إليهم، كذّبوه فيما جاءهم به من الحقّ من عندنا.
وقوله: {فأتبعنا بعضهم بعضًا} يقول: فأتبعنا بعض تلك الأمم بعضًا بالهلاك، فأهلكنا بعضهم في إثر بعضٍ.
وقوله: {وجعلناهم أحاديث} يقول: وجعلنا تلك الأمم أحاديث للنّاس، ومثلاً يتحدّث بهم في النّاس.
و(الأحاديث) في هذا الموضع جمع أحدوثةٍ؛ لأنّ المعنى ما وصفت من أنهم جعلوا للناسٍ مثلاً يتحدّث بهم، وقد يجوز أن يكون جمع حديثٍ.
وإنّما قيل: {وجعلناهم أحاديث} لأنّهم جعلوا حديثًا، ومثلاً يتمثّل بهم في الشّرّ، ولا يقال في الخير: جعلته حديثًا، ولا أحدوثةٌ.
وقوله: {فبعدًا لقومٍ لا يؤمنون} يقول: فأبعد اللّه قومًا لا يؤمنون باللّه ولا يصدّقون برسوله). [جامع البيان: 17/48-50]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ثم أرسلنا رسلنا تترى يقول يتبع بعضهم بعضا). [تفسير مجاهد: 431]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ثم أرسلنا رسلنا تترى كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون * ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ثم أرسلنا رسلنا تترا} قال: يتبع بعضهم بعضا، وفي لفظ قال: بعضهم على أثر بعض.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد وقتادة رضي الله عنه مثله والله أعلم). [الدر المنثور: 10/571]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطانٍ مبينٍ (45) إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قومًا عالين}.
يقول تعالى ذكره: ثمّ أرسلنا بعد الرّسل الّذين وصف صفتهم قبل هذه الآية، موسى وأخاه هارون إلى فرعون وأشراف قومه من القبط {بآياتنا} يقول: بحججنا، إلى فرعون، وأشراف قومه من القبط). [جامع البيان: 17/50-51]

تفسير قوله تعالى: (إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فاستكبروا} عن اتّباعها، والإيمان بما جاءهم به من عند اللّه. {وكانوا قومًا عالين} يقول: وكانوا قومًا عالين على أهل ناحيتهم ومن في بلادهم من بنى إسرائيل وغيرهم بالظّلم، قاهرين لهم.
وكان ابن زيدٍ يقول في ذلك ما:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، وقوله: {وكانوا قومًا عالين} قال: علوا على رسلهم، وعصوا ربّهم؛ ذلك علوّهم وقرأ: {تلك الدّار الآخرة} الآية). [جامع البيان: 17/51]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: إلى فرعون وملائه فاستكبروا وكانوا قوما عالين * فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون * فكذبوهما فكانوا من المهلكين * ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {وكانوا قوما عالين} قال: علوا على رسلهم وعصوا رسلهم ذلك علوهم، وقرأ {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا} القصص الآية 83). [الدر المنثور: 10/571-572]

تفسير قوله تعالى: (فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون (47) فكذّبوهما فكانوا من المهلكين}.
يقول تعالى ذكره: فقال فرعون وملؤه: {أنؤمن لبشرين مثلنا} فنتّبعهما {وقومهما} من بني إسرائيل {لنا عابدون} يعنون أنّهم لهم مطيعون متذلّلون، يأتمرون لأمرهم، ويدينون لهم والعرب تسمّي كلّ من دان لملكٍ عابدًا له، ومن ذلك قيل لأهل الحيرة: العباد، لأنّهم كانوا أهل طاعةٍ لملوك العجم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: قال فرعون: {أنؤمن لبشرين مثلنا}. الآية، نذهب نرفعهم فوقنا، ونكون تحتهم، ونحن اليوم فوقهم وهم تحتنا، كيف نصنع ذلك؟ وذلك حين أتوهم بالرّسالة وقرأ: {وتكون لكما الكبرياء في الأرض} قال: العلوّ في الأرض). [جامع البيان: 17/51]

تفسير قوله تعالى: (فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فكذّبوهما فكانوا من المهلكين} يقول: فكذّب فرعون وملؤه موسى وهارون، فكانوا ممّن أهلكهم اللّه كما أهلك من قبلهم من الأمم بتكذيبها رسلها). [جامع البيان: 17/52]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب لعلّهم يهتدون (49) وجعلنا ابن مريم وأمّه آيةً وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ}.
يقول تعالى ذكره: ولقد آتينا موسى التّوراة، ليهتدي بها قومه من بني إسرائيل، ويعملوا بما فيها). [جامع البيان: 17/52]

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني مسلم بن خالد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب في قوله: {وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ}، قال: هي دمشق). [الجامع في علوم القرآن: 1/22-23]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني ابن زيد عن أبيه في قول الله: {ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ}، قال: هي مصر). [الجامع في علوم القرآن: 2/162]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى إلى ربوة ذات قرار ومعين قال ذات ثمار وماء وهي بيت المقدس). [تفسير عبد الرزاق: 2/45]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن يحيى بن سعيد بن المسيب في قوله تعالى ربوة ذات قرار ومعين قال هي دمشق ذات قرار ومعين الغوطه). [تفسير عبد الرزاق: 2/45]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر وقال قتادة عن كعب بيت المقدس أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا). [تفسير عبد الرزاق: 2/46]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وجعلنا ابن مريم وأمه آية قال ولدت من غير أب هو له). [تفسير عبد الرزاق: 2/46]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا بشر بن رافع عن عبيد الله ابن عم أبي هريرة قال سمعت أبا هريرة يقول في قوله تعالى ربوة ذات قرار ومعين قال هي الرملة من فلسطين). [تفسير عبد الرزاق: 2/46]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن يحيى بن سعيدٍ عن سعيد بن المسيّب في قوله: {وآويناه إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ} قال: هي دمشق [الآية: 50]). [تفسير الثوري: 216]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وجعلنا ابن مريم وأمّه} يقول: وجعلنا ابن مريم وأمّه حجّةً لنا على من كان بينهم، وعلى قدرتنا على إنشاء الأجسام من غير أصلٍ، كما أنشأنا خلق عيسى من غير أبٍ.
- كما حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {وجعلنا ابن مريم وأمّه} قال: ولدته من غير أبٍ هو له.
ولذلك وحّدت الآية، وقد ذكر مريم وابنها.
وقوله {وآويناهما إلى ربوةٍ} يقول: وضممناهما وصيّرناهما إلى ربوةٍ، يقال: أوى فلانٌ إلى موضع كذا، فهو يأوي إليه. إذا صار إليه؛ وعلى مثال أفعلته، فهو يؤويه.
وقوله {إلى ربوةٍ} يعني: إلى مكانٍ مرتفعٍ من الأرض على ما حوله؛ ولذلك قيل للرّجل يكون في رفعةٍ من قومه وعزٍّ وشرفٍ وعددٍ: هو في ربوةٍ من قومه.
وفيها لغتان: ضمّ الرّاء، وكسرها إذا أريد بها الاسم، وإذا أريد بها الفعلة من المصدر قيل: ربا ربوةً.
واختلف أهل التّأويل في المكان الّذي وصفه اللّه بهذه الصّفة وآوى إليه مريم وابنها، فقال بعضهم: هو الرّملة من فلسطين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا صفوان بن عيسى قال: حدّثنا بشر بن رافعٍ قال: حدّثني ابن عمٍّ لأبي هريرة يقال له أبو عبد اللّه قال: قال لنا أبو هريرة: الزموا هذه الرّملة من فلسطين، فإنّها الرّبوة الّتي قال اللّه: {وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ}.
- حدّثني عصام بن روّاد بن الجرّاح، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبّادٌ أبو عتبة الخوّاص، قال: حدّثنا يحيى بن أبي عمرٍو السّيبانيّ، عن أبي وعلة، عن كريبٍ، قال: ما أدري ما حدّثنا مرّة البهزيّ أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذكر أنّ الرّبوة هي الرّملة.
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن بشر بن رافعٍ، عن أبي عبد اللّه ابن عمّ أبي هريرة قال: سمعت أبا هريرة يقول في قول اللّه: {إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ} قال: هي الرّملة من فلسطين.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا صفوان قال: حدّثنا بشر بن رافعٍ قال: حدّثني أبو عبد اللّه ابن عمّ أبي هريرة قال: قال لنا أبو هريرة: الزموا هذه الرّملة الّتي بفلسطين، فإنّها الرّبوة الّتي قال اللّه: {وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ}.
وقال آخرون: هي دمشق
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أحمد بن الوليد القرشيّ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، أنّه قال في هذه الآية: {وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ} قال: زعموا أنّها دمشق.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ قال: بلغني عن ابن المسيّب أنّه قال: دمشق.
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، مثله.
- حدّثني يحيى بن عثمان بن صالحٍ السّهميّ قال: حدّثنا ابن بكيرٍ قال: حدّثنا اللّيث بن سعدٍ قال: حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب في قوله: {وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ} قال: إلى ربوةٍ من ربا مصر قال: وليس الرّبا إلاّ في مصر، والماء حين يرسل تكون الرّبا عليها القرى، لولا الرّبا لغرقت تلك القرى.
وقال آخرون: هي بيت المقدس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: هو بيت المقدس.
- قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: كان كعبٌ يقول: بيت المقدس أقرب إلى السّماء بثمانية عشر ميلاً.
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن كعبٍ، مثله.
وأولى هذه الأقوال بتأويل ذلك: أنّها مكانٌ مرتفعٌ ذو استواءٍ وماءٍ ظاهرٍ؛ وليس كذلك صفة الرّملة، لأنّ الرّملة لا ماء بها معينٌ، واللّه تعالى ذكره وصف هذه الرّبوة بأنّها ذات قرارٍ ومعينٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال جماعةٌ من أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وآويناهما إلى ربوةٍ} قال: الرّبوة: المستوية.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إلى ربوةٍ} قال: مستويةٌ.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وقوله: {ذات قرارٍ ومعينٍ} يقول تعالى ذكره: من صفة الرّبوة الّتي أوينا إليها مريم وابنها عيسى، أنّها أرضٌ منبسطةٌ، وساحةٌ وذات ماءٍ ظاهرٍ لغير الباطن جارٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {ومعينٍ} قال: المعين: الماء الجاري، وهو النّهر الّذي قال اللّه: {قد جعل ربّك تحتك سريًّا}.
- حدّثني محمّد بن عمارة الأسديّ قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ في قوله: {ذات قرارٍ ومعينٍ} قال: المعين: الماء.
- حدّثني محمّد بن عمارة الأسديّ قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهد: معينٍ قال: ماءٌ.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا محمّد بن الصّلت، قال: حدّثنا شريكٌ، عن سالمٍ، عن سعيدٍ، في قوله: {ذات قرارٍ ومعينٍ} قال: المكان المستوي، والمعين: الماء الظّاهر.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ومعينٍ} هو الماء الظّاهر.
وقال آخرون: عني بالقرار الثّمار
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {ذات قرارٍ ومعينٍ} هي ذات ثمارٍ، وهي بيت المقدس.
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، مثله.
قال أبو جعفرٍ: وهذا القول الّذي قاله قتادة في معنى: {ذات قرارٍ} وإن لم يكن أراد بقوله: إنّها إنّما وصفت بأنّها ذات قرارٍ، لما فيها من الثّمار، ومن أجل ذلك يستقرّ فيها ساكنوها، فلا وجه له نعرفه.
وأمّا {معينٍ} فإنّه مفعولٌ من عنته فأنا أعينه، وهو معينٌ؛ وقد يجوز أن يكون فعيلاً من معن يمعن، فهو معينٌ من الماعون؛ ومنه قول عبيد بن الأبرص:
واهيةٌ أو معينٌ ممعنٌ = أو هضبةٌ دونها لهوب). [جامع البيان: 17/52-58]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وآويناهما إلى ربوة قال الربوة الأرض المستوية). [تفسير مجاهد: 431]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ذات قرار ومعين قال المعين الماء الجاري). [تفسير مجاهد: 431]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وآويناهما إلى ربوةٍ} [المؤمنون: 50].
- عن مرّة الزّهريّ قال: «سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقول: " الرّملة: الرّبوة» ".
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه من لم أعرفهم). [مجمع الزوائد: 7/72]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {وجعلنا ابن مريم وأمه آية} قال: ولدته مريم من غير أب هو له). [الدر المنثور: 10/572]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله {وجعلنا ابن مريم وأمه آية} قال: عبرة). [الدر المنثور: 10/572]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه {وآويناهما} قال: عيسى وأمه). [الدر المنثور: 10/572]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {وآويناهما} قال: عيسى وأمه حين أويا إلى الغوطة وما حولها). [الدر المنثور: 10/572]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {وآويناهما إلى ربوة} الآية، قال: الربوة المستوى والمعين الماء الجاري وهو النهر الذي قال الله {قد جعل ربك تحتك سريا} مريم الآية 24). [الدر المنثور: 10/572]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما: {وآويناهما إلى ربوة} قال: هي المكان المرتفع من الأرض وهي أحسن ما يكون فيه النبات {ذات قرار} ذات خصب {ومعين} ماء ظاهر). [الدر المنثور: 10/572-573]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {إلى ربوة} قال: مستوية {ذات قرار ومعين} قال: ماء جار). [الدر المنثور: 10/573]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن عساكر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في الآية قال الربوة المكان المرتفع وهو لبيت المقدس والمعين الماء الظاهر). [الدر المنثور: 10/573]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق، وابن جرير، وابن عساكر عن قتادة رضي الله عنه {وآويناهما إلى ربوة} قال: كنا نحدث ان الربوة بيت المقدس {ذات قرار} ذات ثمر كثير {ومعين} ماء جار). [الدر المنثور: 10/573]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن عساكر عن وهب بن منبه رضي الله عنه: {وآويناهما إلى ربوة} قال: هي مصر). [الدر المنثور: 10/573-574]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد {وآويناهما إلى ربوة} قال: وليس الربى إلا بمصر، والماء حين يرسل يكون الربى عليها القرى لولا الربى لغرقت تلك القرى). [الدر المنثور: 10/574]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن زيد بن أسلم رضي الله عنه {وآويناهما إلى ربوة} قال: هي الإسكندرية). [الدر المنثور: 10/574]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن عيسى بن مريم أمسك عن الكلام بعد أن كلمهم طفلا حتى بلغ ما يبلغ الغلمان ثم أنطقه الله بعد ذلك بالحكمة والبيان فلما بلغ سبع سنين أسلمته أمه إلى رجل يعلمه كما يعلم الغلمان فلا يعلمه شيئا إلا بدره عيسى إلى علمه قبل أن يعلمه إياه فعلمه أبا جاد فقال عيسى: ما أبو جاد قال المعلم: لا أدري، فقال عيسى: كيف تعلمني ما لا تدري فقال المعلم: إذن فعلمني، فقال له عيسى: فقم من مجلسك فقام، فجلس عيسى مجلسه فقال: سلني فقال المعلم: ما أبو جاد فقال عيسى: ألف آلاء الله باء بهاء الله جيم بهجة الله وجماله فعجب المعلم فكان أول من فسر أبا جاد عيسى عليه السلام وكان عيسى يرى العجائب في صباه إلهاما من الله ففشا ذلك في اليهود وترعرع عيسى فهمت به بنو إسرائيل فخافت أمه عليه فأوحى الله إليها: أن تنطلق به إلى أرض مصر فذلك قوله {وجعلنا ابن مريم وأمه آية} فسئل ابن عباس: ألا قال آيتان وهما آيتان: فقال ابن عباس: إنما قال آية لأن عيسى من آدم ولم يكن من أب لم يشاركها في عيسى أحد فصار (آية، واحدة) {وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين} قال: يعني أرض مصر). [الدر المنثور: 10/574-575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج وكيع والفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وتمام الرازي في فضائل النبوة، وابن عساكر بسند صحيح عن ابن عباس في قوله {إلى ربوة} قال: أنبئنا بأنها دمشق). [الدر المنثور: 10/575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن سلام في قوله: {وآويناهما إلى ربوة} قال: هي دمشق). [الدر المنثور: 10/575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن يزيد بن سخبرة الصحابي قال: دمشق هي الربوة المباركة). [الدر المنثور: 10/576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر بسند ضعيف عن أبي أمامة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه تلا هذه الآية {وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين} قال: أتدرون أين هي قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هي بالشام بأرض يقال لها الغوطة مدينة يقال لها دمشق هي خير مدن الشام). [الدر المنثور: 10/576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني عن سعيد بن المسيب {وآويناهما إلى ربوة} قال: هي دمشق). [الدر المنثور: 10/576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط، وابن مردويه، وابن عساكر عن مرة البهزي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الرملة الربوة) ). [الدر المنثور: 10/576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو نعيم، وابن عساكر عن أبي هريرة في قوله {وآويناهما إلى ربوة} قال: هي الرملة في فلسطين وأخرجه ابن مردويه من حديثه مرفوعا). [الدر المنثور: 10/577]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن السكن، وابن منده وأبو نعيم، وابن عساكر من طرق عن الأقرع بن شفي العكي رضي الله عنه قال دخل علي النّبيّ صلى الله عليه وسلم في مرض يعودني فقلت: لا أحسب إلا أني ميت من مرضي، قال: كلا لتبقين ولتهاجرن منها إلى أرض الشام وتموت وتدفن بالربوة من أرض فلسطين، فمات في خلافة عمر رضي الله عنه ودفن بالرملة). [الدر المنثور: 10/577]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن قتادة عن الحسن في قوله {وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين} قال: هي أرض ذات أشجار وأنهار يعني أرض دمشق، وفي لفظ قال: ذات ثمار وكثرة ماء هي دمشق). [الدر المنثور: 10/577]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:23 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آَخَرِينَ (42)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ أنشأنا من بعدهم} [المؤمنون: 42] من بعد الهالكين). [تفسير القرآن العظيم: 1/401]

تفسير قوله تعالى: {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قرونًا آخرين {42} ما تسبق من أمّةٍ أجلها} [المؤمنون: 42-43] يعني الوقت الّذي يهلكها فيه.
{وما يستأخرون} [المؤمنون: 43] عن الوقت ساعةً ولا يستقدمون من قبل الوقت). [تفسير القرآن العظيم: 1/401]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ أرسلنا رسلنا تترا} [المؤمنون: 44] قال قتادة: متتابعةً أي تباعًا بعضهم على إثر بعضٍ.
{كلّ ما جاء أمّةً رسولها} [المؤمنون: 44] الّذي أرسل إليها.
{كذّبوه فأتبعنا بعضهم بعضًا} [المؤمنون: 44] يعني العذاب الّذي أهلكهم به، أمّةً بعد أمّةٍ حين كذّبوا رسلهم.
{وجعلناهم أحاديث} [المؤمنون: 44] لمن بعدهم.
{فبعدًا لقومٍ لا يؤمنون} [المؤمنون: 44] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/401]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ثمّ أرسلنا رسلنا تترى...}

أكثرالعرب على ترك التنوين، تنزل بمنزلة تقوى ومنهم من نوّن فيها وجعلها ألفا كألف الإعراب، فصارت في تغيّر واوها بمنزلة التراث. والتجاه. وإن شئت جعلت بالياء منها كأنها أصليّة فتكون بمنزلة المعزى تنوّن ولا تنوّن ويكون الوقوف عليها حينئذٍ بالياء وإشارةٍ إلى الكسر. وإن جعلتها ألف إعراب لم تشر لأنك لا تشير إلى ألفات الإعراب بالكسر، ولا تقول رأيت زيدي ولا عمري). [معاني القرآن: 2/236]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ثمّ أرسلنا رسلنا تترى} أي بعضهم في أثر بعض ومنه قولهم: جاءت كتبه تترى، والوجه أن لا ينون فيها لأنها تفعل وقوم قليل ينونون فيه لأنهم يجعلونه اسماً ومن جعله اسماً في موضع تفعل لم يجاوز به ذلك فيصرفه). [مجاز القرآن: 2/59]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وجعلناهم أحاديث} أي يتمثل بهم في الشر ولا يقال في الخير: جعلته حديثاً). [مجاز القرآن: 2/59]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تترى}: بعضها على إثر بعض تحري ولا تجري). [غريب القرآن وتفسيره: 265]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ثمّ أرسلنا رسلنا تترا} أي تتابع بفترة بين كل رسولين وهو من التّواتر. والأصل وتري. فقلبت الواو كما قلبوها في التّقوي، والتّخمة، والتّكلان.
{وجعلناهم أحاديث} أخبارا وعبرا). [تفسير غريب القرآن: 297]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثمّ أرسلنا رسلنا تترا كلّ ما جاء أمّة رسولها كذّبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون}
ويقرأ تترى، ويجوز تتري غير منوّية بالكسر، ولم يقرأ به فلا تقرأنّ به.
من قرأ بالتنوين فمعناه وترا فأبدل التاء من الواو كما قالوا تولج وهو من ولج، وأصله وولج، وكما قال الشاعر:

فإن يكن أمسى البلى تيقوري
أي: وقاري، وهو فيعول من الوقار. وكما قالوا: تجاه وإنما هو وجاه من المواجهة، ومن قال تترى بغير تنوين فإنما جعلها على فعلى بألف التأنيث فلم ينون، ومعنى تترى من المواترة، وقال الأصمعي معنى واترت الخبر اتبعت بعضه بعضا وبين الخبرين هنيّة.
وقال غيره: المواترة المتابعة، وأصل كل هذا من الوتر، وهو الفرد، وهو أن جعلت كل واحد بعد صاحبه فردا فردا). [معاني القرآن: 4/14-13]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ثم أرسلنا رسلنا تترى}
قال أبو عبيدة أي بعضها في إثر بعض
قال أبو جعفر وهذا قول أكثر أهل اللغة إلا الأصمعي فإنه قال تترى من واترت عليه الكتب أي بينها مهلة
وتترى الأصل فيه من الوتر وهو الفرد فمن قال تترى بالتنوين فالأصل عنده وترا ثم أبدل من الواو تاء كما يقال تالله بمعنى والله
ومن قرأ تترى بلا تنوين فالمعنى عنده كهذا إلا أنه جعلها ألف تأنيث
ويقال تتر كما يقال وتر
والمعنى أرسلناهم فردا فردا إلا أنه قد روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ثم أرسلنا رسلنا تترى قال يقول يتبع بعضها بعضا
وقوله جل وعز: {وجعلناهم أحاديث}
قال أبو عبيدة أي مثلنا بهم ولا يقال في الخير جعلته حديثا). [معاني القرآن: 4/460-458]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَتْرَا}: متتابعين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 164]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَتَرَى}: بعضها في إثر بعض). [العمدة في غريب القرآن: 216]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ثمّ أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطانٍ مبينٍ} [المؤمنون: 45] أي وحجّةٌ بيّنةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/401]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إلى فرعون وملئه} [المؤمنون: 46] يعني قومه.
{فاستكبروا} [المؤمنون: 46] عن عبادة اللّه.
{وكانوا قومًا عالين} [المؤمنون: 46] مشركين.
[تفسير القرآن العظيم: 1/401]
وقال الحسن: في الاستكبار في الأرض على النّاس). [تفسير القرآن العظيم: 1/402]

تفسير قوله تعالى: {فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا} [المؤمنون: 47] أي: أنصدّق بشرين مثلنا، فلو كانا ملكين لآمنّا بهما.
يعنون موسى وهارون.
{وقومهما} [المؤمنون: 47] يعنون بني إسرائيل.
{لنا عابدون} [المؤمنون: 47] وكانوا قد استعبدوا بني إسرائيل، ووضعوا عليهم الجزية.
وليس يعني أنّهم يعبدوننا). [تفسير القرآن العظيم: 1/402]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لنا عابدون} أي داينون مطيعون، وكل من دان لملك فهو عابد له ومنه سمي أهل الخبرة العباد). [مجاز القرآن: 2/59]

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فكذّبوهما فكانوا من المهلكين} [المؤمنون: 48] فأهلكهم اللّه بالغرق). [تفسير القرآن العظيم: 1/402]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد آتينا موسى الكتاب} [المؤمنون: 49] التّوراة.
{لعلّهم يهتدون} [المؤمنون: 49] لكي يهتدوا). [تفسير القرآن العظيم: 1/402]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وجعلنا ابن مريم وأمّه آيةً} [المؤمنون: 50] قال قتادة: خلق لا والد له، آيةً، ووالدته ولدته من غير رجلٍ، آيةً.
وقال السّدّيّ: {آيةً} [المؤمنون: 50] عبرةً.
قوله: {وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ} [المؤمنون: 50] سعيدٌ عن قتادة قال: الرّبوة هي بيت المقدس.
قال يحيى: ذكر لنا أنّ كعبًا كان يقول: هي أدنى الأرض إلى السّماء، ثمانية عشر ميلًا.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: بقعةٌ في مكانٍ مرتفعٍ يقرّ فيه الماء.
وتفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه: الرّبوة المستوية.
وهو نحو حديث المعلّى.
سعيدٌ عن الحسن قال: الرّبوة دمشق.
نعيم بن يحيى، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب قال: هي دمشق.
وقال: {ذات قرارٍ} [المؤمنون: 50] يعني المنازل، والمعين: الماء الّذي أصله من العيون، الظّاهر الجاري.
وقال الكلبيّ: المعين، الجاري وغير الجاري، إذا نالته الدّلاء.
[تفسير القرآن العظيم: 1/402]
شريكٌ، عن جابرٍ، عن عكرمة قال: الماء المعين: الظّاهر.
سعيدٌ عن قتادة قال: {ذات قرارٍ ومعينٍ} [المؤمنون: 50] ذات ثمرٍ كثيرٍ وماءٍ جارٍ هكذا). [تفسير القرآن العظيم: 1/403]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وآويناهما إلى ربوةٍ...}
الربوة: ما ارتفع من الأرض. وقوله: {ذات قرارٍ} منبسطة
وقوله: {ومعينٍ}: الماء الظاهر والجاري. ولك أن تجعل المعين مفعولا من العيون، وأن تجعله فعيلاً من الماعون ويكون أصله المعن. ... (المعن الاستقامة)، وقال عبيد بن الأبرص:
واهية أو معين معنٍ=أو هضبة دونها لهوب).
[معاني القرآن: 2/237-236]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وآويناهما إلى ربوةٍ} تقديره أفعلنا وأوى وهو على تقدير عوى ومعناه ضممنا وربوة يضم أولها ويكسر وهي النجوة من الأرض ومنها قولهم: فلان في ربوة من قومه، أي عز وشرف وعدد.
{ذات قرار ومعينٍ} أي تلك الربوة لها ساحةٌ وسعةٌ أسفل منها وذات معين أي ماء جار طاهر بينهم). [مجاز القرآن: 2/59]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ربوة}: يقال فلان في ربوة قومه أي في عز قومه وعددهم. والربوة النشز أيضا.
{ذات قرار}: مستوية.
{ومعين}: قالوا الظاهر وقالوا المعين الجاري). [غريب القرآن وتفسيره: 266-265]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجعلنا ابن مريم وأمّه آيةً} أي علما ودليلا.
و{الرّبوة} الارتفاع. وكلّ شيء ارتفع أو زاد، فقد ربا، ومنه الرّبا في البيع.
{ذات قرارٍ} يستقرّ بها للعمارة.
{ومعينٍ} ماء ظاهر. يقال: هو مفعول من العين. كأن أصله معيون. كما هو يقال: ثوب مخيط، وبرّ مكيل). [تفسير غريب القرآن: 297]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجعلنا ابن مريم وأمّه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين}
ولم يقل آيتين، لأن المعنى فيهما آية واحدة، ولو قيل آيتين لجاز لأنهما قد كان في كل واحد منهما ما لم يكن في ذكر ولا أنثى، من أن مريم ولدت من غير فحل،
ولأن عيسى روح من اللّه ألقاه إلى مريم ولم يكن هذا في ولد قط.
وقوله: {وآويناهما إلى ربوة}.
في ربوة ثلاث لغات ربوة، وربوة، وربوة، وفيها وجهان آخران، رباوة.
ورباوة. وهو عند أهل اللغة المكان المرتفع وجاء في التفسير أنه يعني بربوة هنا بيت المقدس، وأنه كبد الأرض وأنه أقرب الأرض إلى السماء.
وقيل يعني به دمشق، وقيل فلسطين والرحلة.
وكل ذلك قد جاء في التفسير.
وقوله عزّ وجلّ: {ذات قرار ومعين} أي ذات مستقر، و " معين " ماء جار من العيون. وقال بعضهم يجوز أن يكون " فعيلا " من المعن، مشتقا من الماعون.
وهذا بعيد لأن المعن في اللغة الشيء القليل، والماعون هو الزكاة، وهو فاعول من المعن، " وإنما سمّيت الزكاة بالشيء القليل، لأنه يؤخذ من المال ربع عشره، فهو قليل من كثير.
قال الراعي:
قوم على التّنزيل لمّا يمنعوا=ماعونهم ويبدّلوا التّنزيلا).
[معاني القرآن: 4/15-14]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وجعلنا ابن مريم وأمه آية}
قال قتادة ولدته من غير أب
قال أبو جعفر ولم يقل آيتين لأن الآية فيهما واحدة
ويجوز أن يكون مثل قوله تعالى: {والله ورسوله أحق أن يرضوه}
وقوله تعالى: {وآويناهما إلى ربوة}
روى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله جل وعز: {وآويناهما إلى ربوة} قال نبئت أنها دمشق
قال أبو جعفر وكذا المعروف من قراءة ابن عباس إلى ربوة ويقال ربوة بفتح الراء ويقال رباوة بفتح الراء والألف وقرأ بها الأشهب العقيلي ويقال رباوة بالألف وضم الراء ويقال رباوة بكسر الراء ومعناه المرتفع من كل شيء
ومعنى الربوة ما ارتفع من الأرض يقال ربا إذا ارتفع وزاد ومنه الربا في البيع
وقد اختلف في معنى هذا الحرف
فقال ابن عباس ما ذكرناه
وكذلك روى يحيي بن سعيد عن سعيد بن المسيب
{وآويناهما إلى ربوة} قال: دمشق.
وروى معمر عن قتادة قال بيت المقدس
وقال كعب الأحبار بيت المقدس أقرب إلى السماء بثمانية عشر ميلا
وقال وهب بن منبه مصر
وروى سالم الأفطس عن سعيد بن جبير وآويناهما إلى ربوة قال النشز من الأرض
وقال الضحاك ما ارتفع من الأرض
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الربوة ههنا الرملة
فأما ابن زيد فقال إلى ربوة من ربى مصر قال وليس الربى إلا بمصر والماء حين يرسل تكون الربى عليها القرى ولولا
الربى غرقت تلك القرى
قال أبو جعفر والصواب أن يقال إنها مكان مرتفع ذو استواء وماء ظاهر
ثم قال تعالى: {ذات قرار ومعين}
قال قتادة ذات ماء وثمار
وروى سالم عن سعيد بن جبير {ذات قرار} مستوية و{معين} ماء ظاهر.
وروى علي بن الحكم عن الضحاك ومعين قال الماء الجاري
قال أبو جعفر معنى ذات قرار في اللغة يستقر فيها والذي قال سعيد بن جبير حسن
ومعين فيه ثلاث تقديرات :
1-إحداهن أن يكون مفعولا
قال أبو إسحاق هو الماء الجاري في العيون
فالميم على هذا زائدة كزيادتها في مبيع
وكذلك الميم زائدة في قول من قال إنه الماء الذي يرى بالعين
2- وقيل إنه فعيل بمعنى مفعول
قال علي بن سليمان يقال معن الماء إذا جرى وكثر فهو معين وممعون قال وأنشدني محمد بن يزيد بيتا لم يحفظ منه إلا قوله:
وماء ممعون ...
قال ويقول معين ومعن كما يقال رغيف ورغف
3 - والقول الثالث حدثناه محمد بن الوليد عن أحمد بن يحيي عن ابن الأعرابي قال معن الماء يمعن معونا جرى وسهل وأمعن أيضا وأمعنته أنا ومياه معنان). [معاني القرآن: 4/465-460]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الربوة): المرتفع من الأرض، وكل شيء ارتفع وزاد فقد ربا، ومنه الربا المحرم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 164]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الرَّبْوَةُ): ما ارتفع من الأرض.
{ذَاتِ قَرَارٍ}: مستويـة.
(وَالمَعِيـنُ): الماء الجاري على وجه الأرض). [العمدة في غريب القرآن: 216]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:24 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آَخَرِينَ (42) }

تفسير قوله تعالى: {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43) }

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44) }

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) }

تفسير قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46) }

تفسير قوله تعالى: {فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47) }

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49) }

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
فظلت صوافن خوص العيون = كبث النوى بالربى والهجال
...
و(الرُّبَى) جمع (ربوة) وهو مرتفع من الأرض). [شرح أشعار الهذليين: 2/501] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 09:18 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 09:19 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 09:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آَخَرِينَ (42)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن أنه أنشأ بعد هؤلاء أمما كثيرة). [المحرر الوجيز: 6/296]

تفسير قوله تعالى: {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (كل أمة بأجل وفي كتاب لا تتعداه في وجودها وعند موتها). [المحرر الوجيز: 6/296]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"تترا" مصدر بمنزلة فعلى مثل الدعوى والعدوى ونحوها، وليس "تترا" بفعل، وإنما هو مصدر من: تواتر الشيء، وقرأ الجمهور: "تترا" كما تقدم، ووقفهم بالألف، وحمزة والكسائي يميلانها، قال أبو حاتم: هي ألف تأنيث، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو: "تترى" بالتنوين، ووقفهما بالألف، وهي ألف إلحاق، قال ابن سيده: يقال: جاءوا تترى وتترى، أي: متواترين، التاء مبدلة من الواو على غير قياس؛ لأن قياس إبدال الواو تاء إنما هو في "افتعل" وما تصرف منها إذا كانت ياؤه واوا، فإن فاءه تنقلب تاء وتدغم في تاء "افتعل"، وذلك نحو "اتزر واتجه".
وقوله تعالى: {فأتبعنا بعضهم بعضا} أي: في الإهلاك. وقوله تعالى: {وجعلناهم أحاديث} يريد أحاديث مثل، وقلما يستعمل الجعل حديثا إلا في الشر). [المحرر الوجيز: 6/296]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون فكذبوهما فكانوا من المهلكين}
"ثم" هنا على بابها لترتيب الأمور واقتضاء المهلة، و"الآيات" التي جاء بها موسى وهارون هي اليد والعصا اللتان اقترن بهما التحدي، وهما "السلطان المبين"، ويدخل في عموم اللفظ سائر آياتهما كالبحر والمرسلات الست، وأما غير ذلك مما جرى بعد الخروج من البحر فليست تلك لفرعون بل هي خاصة ببني إسرائيل). [المحرر الوجيز: 6/296]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الملأ": ههنا: الجمع، يعم الأشراف وغيرهم، و"استكبروا" معناه: عن الإيمان لموسى وأخيه -عليهما السلام- لأنهم أنفوا من ذلك. و"عالين" معناه: قاصدين العلو بالظلم والكبرياء). [المحرر الوجيز: 6/297]

تفسير قوله تعالى: {فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "عابدون" معناه: خامدون متذللون، ومن هنا قيل لعرب الحيرة: العباد؛ لأنهم دخلوا من بين العرب في طاعة كسرى، هذا أحد القولين في تسميتهم، والطريق المعبد: المذلل، وعلو هؤلاء هو الذي ذكر الله تعالى في قوله: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا} ). [المحرر الوجيز: 6/297]

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {من المهلكين} يريد: بالغرق). [المحرر الوجيز: 6/297]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم}
"الكتاب" هو التوراة، و"لعلهم" يريد بني إسرائيل لأن التوراة إنما نزلت بعد هلاك فرعون والقبط، والترجي في "لعل" في حيز البشر، أي: كان من فعلنا معهم ما يرجو معه ابن آدم إيمانهم وهداهم، والقضاء قد حكم بما حكم). [المحرر الوجيز: 6/297]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "ابن مريم" عيسى عليه السلام، وقصتهما كلها آية عظمى بمجموعها، وهي آيات مع التفصيل، وأخذها من كلا الوجهين متمكن، و"آوى" معناه: ضم، واستعمال اللفظة في الأماكن، أي: أقررناهما، و"الربوة": المرتفع من الأرض. وقرأ جمهور الناس: "ربوة"، وقرأ عاصم، وابن عامر بفتحها، وهي قراءة الحسن وأبي عبد الرحمن، وقرأ ابن عباس، ونصر عن عاصم بكسرها. وقرأ محمد بن إسحاق: "رباوة" بضم الراء، وقرأ الشهب العقيلي بفتحها، وقرأت فرقة بكسرها، وكلها لغات قرئ بها، و"القرار": التمكن، فمعنى هذا أنها مستوية بسيطة للحرث والغراسة، قاله ابن عباس -رضي الله عنهما- وقال قتادة: "القرار" هنا: الحبوب والثمار.
ومعنى الآية أنها من البقاع التي كملت خصالها فهي أهل أن يستقر فيها، وقد يمكن
[المحرر الوجيز: 6/297]
أن يستقر على الكمال في البقاع التي ماؤها آبار، فبين بعد أن ماء هذه الربوة يرى معينا جاريا على وجه الأرض، قاله ابن عباس -رضي الله عنهما- وهذا كمال الكمال.
و"المعين": الظاهر الجري للعين، فالميم زائدة، وهو الذي يعاين جريه، لا كالبئر ونحوه، وكذلك أدخل الخليل هذه اللفظة في باب (ع، ي، ن)، وقد يحتمل أن تكون من قولهم: "معن الماء" إذا كثر، ومنه قولهم: المعن المعروف والجود، فالميم فاء الفعل، وأنشد الطبري على هذا قول عبيد بن الأبرص:
واهية أو معين ممعن وهضبة دونها لهوب
وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يرحم الله هاجر لو تركت زمزم لكانت عينا معينا. وهذا يحتمل الوجهين، وهذه الربوة هي الموضع الذي فرت إليه مريم حين استحيت في قصة عيسى -عليه السلام- وهو الذي قيل لها فيه: قد جعل ربك تحتك سريا، هذا قول بعض المفسرين.
واختلف الناس في موضع الربوة -فقال ابن المسيب سعيد: هي الغوطة بدمشق - وهذا أشهر الأقوال لأن صفة الغوطة أنها ذات قرار ومعين على الكمال، وقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: هي الرملة في فلسطين، وأسنده الطبري عن كريب، عن مرة البهزي،
[المحرر الوجيز: 6/298]
عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ويعارض هذا القول أن الرملة ليس يجري بها ماء البتة، وذكره الطبري وضعف القول به، وقال كعب الأحبار: الربوة بيت المقدس، وزعم أن في التوراة أن بيت المقدس أقرب الأرض إلى السماء، وأنه يزيد على أعلى الأرض ثمانية عشر ميلا. قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويترجح أن الربوة في بيت لحم من بيت المقدس لأن ولادة عيسى هنالك كانت، وحينئذ كان الإيواء، وقال أبو زيد: الربوة بأرض مصر، وذلك أنها ربى يجري فيض النيل إليها فيملأ الأرض ولا ينال تلك الربى وفيها القرى وبها نجاتها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويضعف هذا القول أنه لم يرو أن عيسى -عليه السلام- ومريم كانا بأرض مصر ولا حفظت لهما بهما قصة). [المحرر الوجيز: 6/299]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 محرم 1440هـ/24-09-2018م, 03:21 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 محرم 1440هـ/24-09-2018م, 03:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آَخَرِينَ (42)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ أنشأنا من بعدهم قرونًا آخرين (42) ما تسبق من أمّةٍ أجلها وما يستأخرون (43) ثمّ أرسلنا رسلنا تترى كلّ ما جاء أمّةً رسولها كذّبوه فأتبعنا بعضهم بعضًا وجعلناهم أحاديث فبعدًا لقومٍ لا يؤمنون (44)}.
يقول تعالى: {ثمّ أنشأنا من بعدهم قرونًا آخرين} أي: أمّما وخلائق). [تفسير ابن كثير: 5/ 475]

تفسير قوله تعالى: {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ما تسبق من أمّةٍ أجلها وما يستأخرون} يعني: بل يؤخذون حسب ما قدّر لهم تعالى في كتابه المحفوظ وعلمه قبل كونهم، أمّةً بعد أمّةٍ، وقرنًا بعد قرنٍ، وجيلًا بعد جيلٍ، وخلفًا بعد سلفٍ). [تفسير ابن كثير: 5/ 475]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ أرسلنا رسلنا تترى}: قال ابن عبّاسٍ: يعني يتبع بعضهم بعضًا. وهذه كقوله تعالى: {ولقد بعثنا في كلّ أمّةٍ رسولا أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطّاغوت فمنهم من هدى اللّه ومنهم من حقّت عليه الضّلالة} [النّحل: 36]، وقوله: {كلّ ما جاء أمّةً رسولها كذّبوه} يعني: جمهورهم وأكثرهم، كقوله تعالى: {يا حسرةً على العباد ما يأتيهم من رسولٍ إلا كانوا به يستهزئون} [يس:30].
وقوله: {فأتبعنا بعضهم بعضًا} أي: أهلكناهم، كقوله: {وكم أهلكنا من القرون من بعد نوحٍ} [الإسراء: 17].
{وجعلناهم أحاديث} أي: أخبارًا وأحاديث للنّاس، كقوله: {فجعلناهم أحاديث ومزّقناهم كلّ ممزّقٍ} [الآية] [سبأٍ: 19] [{فبعدًا لقومٍ لا يؤمنون}]). [تفسير ابن كثير: 5/ 475]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46) فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47) فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48) وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطانٍ مبينٍ (45) إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قومًا عالين (46) فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون (47) فكذّبوهما فكانوا من المهلكين (48) ولقد آتينا موسى الكتاب لعلّهم يهتدون (49)}.
يخبر تعالى أنّه بعث رسوله موسى، عليه السّلام، وأخاه هارون إلى فرعون وملئه، بالآيات والحجج الدّامغات، والبراهين القاطعات، وأنّ فرعون وقومه استكبروا عن اتّباعهما، والانقياد لأمرهما، لكونهما بشرين كما أنكرت الأمم الماضية بعثة الرّسل من البشر، تشابهت قلوبهم، فأهلك اللّه فرعون وملأه، وأغرقهم في يومٍ واحدٍ أجمعين، وأنزل على موسى الكتاب -وهو التّوراة- فيها أحكامه وأوامره ونواهيه، وذلك بعد ما قصم اللّه فرعون والقبط، وأخذهم أخذ عزيز مقتدر؛ وبعد أن أنزل اللّه التّوراة لم يهلك أمّةً بعامّةٍ، بل أمر المؤمنين بقتال الكافرين، كما قال تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للنّاس وهدًى ورحمةً لعلّهم يتذكّرون} [القصص: 43]). [تفسير ابن كثير: 5/ 475-476]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {وجعلنا ابن مريم وأمّه آيةً وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ (50)}.
يقول تعالى مخبرًا عن عبده ورسوله عيسى ابن مريم، عليهما السّلام، أنّه جعلهما آيةً للنّاس: أي حجّةً قاطعةً على قدرته على ما يشاء، فإنّه خلق آدم من غير أبٍ ولا أمٍّ، وخلق حوّاء من ذكرٍ بلا أنثى، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكرٍ، وخلق بقيّة النّاس من ذكرٍ وأنثى.
وقوله: {وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ} قال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: الرّبوة: المكان المرتفع من الأرض، وهو أحسن ما يكون فيه النّبات. وكذا قال مجاهدٌ، وعكرمة، وسعيد بن جبيرٍ، وقتادة.
قال ابن عبّاسٍ: وقوله: {ذات قرارٍ} يقول: ذات خصبٍ {ومعينٍ} يعني: ماءً ظاهرًا.
وقال مجاهدٌ: ربوةٌ مستويةٌ.
وقال سعيد بن جبيرٍ: {ذات قرارٍ ومعينٍ}: استوى الماء فيها. وقال مجاهدٌ، وقتادة: {ومعينٍ}: الماء الجاري.
ثمّ اختلف المفسّرون في مكان هذه الرّبوة في أيّ أرض [اللّه] هي؟ فقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: ليس الرّبى إلّا بمصر. والماء حين يرسل يكون الرّبى عليها القرى، ولولا الرّبى غرقت القرى.
وروي عن وهب بن منبّه نحو هذا، وهو بعيدٌ جدًّا.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المقرئ، حدّثنا سفيان، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب في قوله تعالى: {وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ}، قال: هي دمشق.
قال: وروي عن عبد اللّه بن سلامٍ، والحسن، وزيد بن أسلم، وخالد بن معدان نحو ذلك.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا وكيع، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {ذات قرارٍ ومعينٍ} قال: أنهار دمشق.
وقال ليث بن أبي سليمٍ، عن مجاهدٍ: {وآويناهما إلى ربوةٍ [ذات قرارٍ ومعينٍ]}، قال: عيسى ابن مريم وأمّه، حين أويا إلى غوطة دمشق وما حولها.
وقال عبد الرّزّاق، عن بشر بن رافعٍ، عن أبي عبد اللّه ابن عمّ أبي هريرة، قال: سمعت أبا هريرة يقول: في قوله: {: إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ} قال: هي الرّملة من فلسطين.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يوسف الفريابي، حدّثنا روّاد بن الجرّاح، حدّثنا عبّاد بن عبّادٍ الخوّاص أبو عتبة، حدّثنا السّيبانيّ، عن ابن وعلة، عن كريب السّحولي، عن مرّة البهزي قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول لرجلٍ: "إنّك ميّتٌ بالرّبوة" فمات بالرّملة. وهذا حديثٌ غريبٌ جدًّا.
وأقرب الأقوال في ذلك ما رواه العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ}، قال: المعين الماء الجاري، وهو النّهر الّذي قال اللّه تعالى: {قد جعل ربّك تحتك سريًّا} [مريم: 24].
وكذا قال الضّحّاك، وقتادة: {إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ}: هو بيت المقدس. فهذا واللّه أعلم هو الأظهر؛ لأنّه المذكور في الآية الأخرى. والقرآن يفسّر بعضه بعضًا. وهو أولى ما يفسّر به، ثمّ الأحاديث الصّحيحة، ثمّ الآثار). [تفسير ابن كثير: 5/ 476-477]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة