العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأنبياء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 09:06 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير سورة الأنبياء[من الآية(25)إلى الآية(29)]

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 09:06 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلاّ نوحي إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبدون}.
يقول تعالى ذكره: وما أرسلنا يا محمّد من قبلك من رسولٍ إلى أمّةٍ من الأمم إلاّ نوحي إليه أنّه لا معبود في السّماوات والأرض تصلح العبادة له سواي {فاعبدون} يقول: فأخلصوا لي العبادة، وأفردوا لي الألوهة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلاّ نوحي إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبدون} به أرسلت الرّسل بالإخلاص والتّوحيد، لا يقبل منهم قال أبو جعفرٍ: أظنّه أنا قال عملٌ حتّى يقولوه ويقرّوا به، والشّرائع مختلفةٌ، في التّوراة شريعةٌ، وفي الإنجيل شريعةٌ، وفي القرآن شريعة حلالٍ وحرامٍ. وهذا كلّه في الإخلاص للّه، والتّوحيد له). [جامع البيان: 16/249-250]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 24 - 25.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم} يقول: هاتوا بينتكم على ما تقولون {هذا ذكر من معي} يقول: هذا القرآن فيه ذكر الحلال والحرام {وذكر من قبلي} يقول: فيه ذكر أعمال الأمم السالفة وما صنع الله بهم وإلى ما صاروا {بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون} عن كتاب الله {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} قال: أرسلت الرسل بالإخلاص والتوحيد لله لا يقبل منهم حتى يقولوه ويقروا به والشرائع تختلف في التوراة شريعة وفي الإنجيل شريعة وفي القرآن شريعة حلال وحرام فهذا كله في الإخلاص لله وتوحيد الله). [الدر المنثور: 10/283] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (حدثني عوف، عن غالب بن عجرد، قال: حدثني رجل من أهل الشام في مسجد منى، قال: إن الله لما خلق الأرض وخلق ما فيها من الشجر، لم تك في الأرض شجرة يأتيها بنو آدم إلا أصابوا منها منفعة، أو كان لهم منها منفعة، فلم تزل الأرض والشجر كذلك، حتى تكلم فجرة بني آدم بتلك الكلمة العظيمة قولهم: {اتخذ الرحمن ولدًا} [سورة مريم: 88] فلما قالوها اقشعرت الأرض وشاك الشجر). [الزهد لابن المبارك: 2/153]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، عن عبد الله بن واصل، عن عون بن عبد الله، قال: قال عبد الله بن مسعود: إن الجبل ليقول للجبل: يا فلان هل مر بك اليوم ذاكرٌ لله؟ فإن قال نعم سر به، ثم قرأ عبد الله: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدًا} الآية [سورة مريم: 88]، قال: أفتراهن يسمعن الزور، ولا يسمعن الخير). [الزهد لابن المبارك: 2/151]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى اتخذ الرحمن ولدا قالت اليهود وطوائف من الناس إن الله خاتن إلى الجن فالملائكة من الجن قال الله سبحانه بل عباد مكرمون حتى بلغ وهم من خشيته مشفقون قال لا يشفعون يوم القيامة إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم قال هي خاصة لإبليس). [تفسير عبد الرزاق: 2/23]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدًا سبحانه بل عبادٌ مكرمون (26) لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون}.
يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء الكافرون بربّهم: اتّخذ الرّحمن ولدًا من ملائكته، فقال جلّ ثناؤه استعظامًا لمّا قالوا، وتبرّيًا ممّا وصفوه به سبحانه، يقول تنزيهًا له عن ذلك: ما ذلك من صفته، {بل عبادٌ مكرمون} يقول: ما الملائكة كما وصفهم به هؤلاء الكافرون من بني آدم، ولكنّهم عبادٌ مكرمون، يقول: أكرمهم اللّه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدًا سبحانه بل عبادٌ مكرمون} قال: قالت اليهود: إنّ اللّه تبارك وتعالى صاهر الجنّ، فكانت منهم الملائكة. قال اللّه تبارك وتعالى تكذيبًا لهم، وردًّا عليهم: {بل عبادٌ مكرمون} وإنّ الملائكة ليس كما قالوا، إنّما هم عبادٌ أكرمهم اللّه بعبادته.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة وحدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة: {وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدًا} قالت اليهود وطوائف من النّاس: إنّ اللّه تبارك وتعالى خاتن إلى الجنّ، والملائكة من الجنّ قال اللّه تبارك وتعالى: {سبحانه بل عبادٌ مكرمون} حتى بلغ {وهم مّن خشيته مشفقون}.
قال أبو جعفر: ورفع قوله: {عبادٌ مكرمون} ). [جامع البيان: 16/250-251]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 27 - 30.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: قالت اليهود: إن الله عز وجل صاهر الجن فكانت بينهم الملائكة، فقال الله تكذيبا لهم {بل عباد مكرمون} أي الملائكة ليس كا قالوا بل هم عباد أكرمهم الله بعبادته {لا يسبقونه بالقول} يثني عليهم {ولا يشفعون} قال: لا تشفع الملائكة يوم القيامة {إلا لمن ارتضى} قال: لأهل التوحيد). [الدر المنثور: 10/283-284]

تفسير قوله تعالى: (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لا يسبقونه بالقول} يقول جلّ ثناؤه: لا يتكلّمون إلاّ بما يأمرهم به ربّهم، ولا يعملون عملاً إلاّ به.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: قال اللّه: {لا يسبقونه بالقول} يثني عليهم {وهم بأمره يعملون} ). [جامع البيان: 16/251]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 27 - 30.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: قالت اليهود: إن الله عز وجل صاهر الجن فكانت بينهم الملائكة، فقال الله تكذيبا لهم {بل عباد مكرمون} أي الملائكة ليس كا قالوا بل هم عباد أكرمهم الله بعبادته {لا يسبقونه بالقول} يثني عليهم {ولا يشفعون} قال: لا تشفع الملائكة يوم القيامة {إلا لمن ارتضى} قال: لأهل التوحيد). [الدر المنثور: 10/283-284] (م)

تفسير قوله تعالى: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({ارتضى} [الأنبياء: 28] : «رضي»). [صحيح البخاري: 6/97]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ارتضى رضي وصله الفريابيّ من طريقه بلفظ رضي عنه وسقط لأبي ذرٍّ). [فتح الباري: 8/437]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {لعلّكم تسألون} تفهمون ارتضى رضي التماثيل الأصنام السّجل الصّحيفة
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 13 الأنبياء {لعلّكم تسألون} قال تفقهون
وفي قوله 28 الأنبياء {ولا يشفعون إلّا لمن ارتضى} لمن رضي عنه
وبه في قوله 52 الأنبياء {ما هذه التماثيل} قال الأصنام). [تغليق التعليق: 4/258-259] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ارتضى رضي
أشار به إلى قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون} (الأنبياء: 28) وفسّر: ارتضى بقوله: (رضي) قال ابن عبّاس، رضي بقول لا إله إلاّ الله، وقال مجاهد: لمن رضي عنه). [عمدة القاري: 19/65]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ارتضى}) في قوله: ({ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} [الأنبياء: 28] أي (رضي) أن يشفع له مهابة منه وسقطت هذه لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/242]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون}.
يقول تعالى ذكره: يعلم ما بين أيدي ملائكته ما لم يبلغوه ما هو، وما هم فيه قائلون وعاملون، {وما خلفهم} يقول: وما مضى من قبل اليوم ممّا خلّفوه وراءهم من الأزمان والدّهور ما عملوا فيه، قالوا: ذلك كلّه محصًى لهم وعليهم، لا يخفى عليه من ذلك شيءٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم} يقول: يعلم ما قدّموا، وما أضاعوا من أعمالهم.
{ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى} يقول: ولا تشفع الملائكة إلاّ لمن رضي اللّه عنه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى} يقول: الّذين ارتضى لهم شهادة أن لا إله إلاّ اللّه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله {إلاّ لمن ارتضى} قال: لمن رضي عنه.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى} يوم القيامة، {وهم من خشيته مشفقون}.
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة يقول: ولا يشفعون يوم القيامة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة مثله.
وقوله: {وهم من خشيته مشفقون} يقول: وهم من خوف اللّه، وحذار عقابه أن يحلّ بهم مشفقون، يقول: حذرون أن يعصوه، ويخالفوا أمره ونهيه). [جامع البيان: 16/251-253]

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولا يشفعون إلا لمن ارتضى يعني لمن رضي عنه). [تفسير مجاهد: 409]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن جعفر بن أحمد بن موسى المزكّي، ثنا محمّد بن إبراهيم العبديّ، ثنا يعقوب بن كعبٍ الحلبيّ، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن زهير بن محمّدٍ العنبريّ، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم تلا قول اللّه عزّ وجلّ {ولا يشفعون إلّا لمن ارتضى} [الأنبياء: 28] فقال صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/414]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 27 - 30.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: قالت اليهود: إن الله عز وجل صاهر الجن فكانت بينهم الملائكة، فقال الله تكذيبا لهم {بل عباد مكرمون} أي الملائكة ليس كا قالوا بل هم عباد أكرمهم الله بعبادته {لا يسبقونه بالقول} يثني عليهم {ولا يشفعون} قال: لا تشفع الملائكة يوم القيامة {إلا لمن ارتضى} قال: لأهل التوحيد). [الدر المنثور: 10/283-284] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إلا لمن ارتضى} قال: لمن رضي عنه). [الدر المنثور: 10/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {إلا لمن ارتضى} قال: قول لا إله إلا الله، واخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إلا لمن ارتضى} قال: الذين ارتضاهم لشهادة أن لا إله إلا الله). [الدر المنثور: 10/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث، عن جابر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول الله {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} فقال: إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي). [الدر المنثور: 10/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، عن جابر رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ليلة أسري بي مررت بجبريل وهو باملأ الأعلى ملقى كالحلس البالي من خشية الله). [الدر المنثور: 10/284]

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] قال: {ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه} قال: إبليس [الآية: 29]). [تفسير الثوري: 200]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزي الظّالمين}.
يقول تعالى ذكره: ومن يقل من الملائكة: إنّى إلهٌ من دون اللّه، {فذلك} الّذي يقول ذلك منهم {نجزيه جهنّم} يقول: نثيبه على قيله ذلك جهنّم. {كذلك نجزي الظّالمين} يقول: كما نجزي من قال من الملائكة: إنّي إلهٌ من دون اللّه جهنّم، كذلك نجزي ذلك كلّ من ظلم نفسه فكفر باللّه، وعبد غيره.
وقيل: عنى بهذه الآية إبليس. وقال قائلو ذلك: إنّما قلنا ذلك، لأنّه لا أحد من الملائكة قال إنّي إلهٌ من دون اللّه سواه.
ذكر من قال ذلك.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {ومن يقل منهم} قال: قال ابن جريجٍ: من يقل من الملائكة إنّي إلهٌ من دونه فلم يقله إلاّ إبليس، دعا إلى عبادة نفسه، فنزلت هذه في إبليس.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزي الظّالمين} وإنّما كانت هذه الآية خاصّةً لعدوّ اللّه إبليس، لمّا قال ما قال لعنه اللّه، وجعله رجيمًا، فقال: {فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزي الظّالمين}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنّم} قال: هي خاصّةٌ لإبليس). [جامع البيان: 16/253-254]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ يزيد بن أبي حكيمٍ، ثنا الحكم بن أبان، قال: سمعت عكرمة، يقول: قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: " إنّ اللّه فضّل محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم على أهل السّماء، وفضّله على أهل الأرض. قالوا: يا ابن عبّاسٍ فبما فضّله اللّه على أهل السّماء، قال: قال اللّه عزّ وجلّ {ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزي الظّالمين} [الأنبياء: 29] وقال لمحمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم {إنّا فتحنا لك فتحًا مبينًا ليغفر لك اللّه ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر} [الفتح: 2] الآية. قالوا: فبما فضّله اللّه على أهل الأرض؟ قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: {وما أرسلنا من رسولٍ إلّا بلسان قومه} [إبراهيم: 4] الآية وقال لمحمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم {وما أرسلناك إلّا كافّةً للنّاس بشيرًا ونذيرًا} [سبأ: 28] فأرسله إلى الجنّ والإنس «هذا حديثٌ صحيح الإسناد» فإنّ الحكم بن أبان قد احتجّ به جماعةٌ من أئمّة الإسلام ولم يخرّجه الشّيخان "). [المستدرك: 2/381] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {ومن يقل منهم} يعني من الملائكة {إني إله من دونه} قال: ولم يقل ذلك أحد من الملائكة إلا إبليس دعا إلى عبادة نفسه وشرع الكفر). [الدر المنثور: 10/284-285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ومن يقل منهم إني إله من دونه} الآية، قال: إنما كانت هذه خاصة لإبليس). [الدر المنثور: 10/285]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 09:07 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلا نوحي إليه أنّه لا إله إلا أنا فاعبدون} [الأنبياء: 25] أي: لا تعبدوا غيري، بذلك أرسل الرّسل جميعًا.
ابن لهيعة....
يزيد بن أبي حبيبٍ أنّ عبد اللّه بن عمرٍو قال: إنّ إدريس كان قبل نوحٍ، بعثه اللّه إلى قومه، يأمرهم أن يقولوا: لا إله إلا اللّه، ويعملوا ما شاءوا، فأبوا، فأهلكهم اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/307]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلّا نوحي إليه أنّه لا إله إلّا أنا فاعبدون}

و{نوحي إليه} ويجوز يوحي إليه أنّه لا إله إلّا أنا فاعبدون). [معاني القرآن: 3/389]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدًا} [الأنبياء: 26] سعيدٌ، عن قتادة قال: قالت اليهود: إنّ اللّه تبارك وتعالى صاهر الجنّ فكانت من بينهم الملائكة.
قال اللّه: {سبحانه} [الأنبياء: 26] ينزّه نفسه عمّا قالوا.
{بل عبادٌ مكرمون} [الأنبياء: 26] يعني الملائكة هم كرامٌ على اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/307]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {سبحانه بل عبادٌ مّكرمون...}

معناه: بل هم عباد مكرمون. ولو كانت: بل عبادا مكرمين مردودة على الولد أي لم نتّخذهم ولداً ولكن اتخذناهم عباداً مكرمين (كان صوابا) ). [معاني القرآن: 2/201]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون}يعنى الملائكة وعيسى ابن مريم عليه السلام.
والذي في التفسير أنهم الملائكة، ولو قرئت بل عبادا مكرمين لم يجز لمخالفة المصحف، وهي في العربية جائزة ويكون المعنى: بل اتخذ عبادا مكرمين، والرفع أجود وأحسن).[معاني القرآن: 3/389]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({لا يسبقونه بالقول} [الأنبياء: 27] فيقولون شيئًا لم يقبلوه عن اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/307]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {لا يسبقونه بالقول} لا يقولون حتى يقول ويأمر وينهي، ثم يقولون عنه.

ونحوه قوله: {لا تقدّموا بين يدي اللّه ورسوله}: أي لا تقدموا القول بالأمر والنهي قبله). [تفسير غريب القرآن: 285]

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وهم بأمره يعملون {27} يعلم ما بين أيديهم} [الأنبياء: 27-28] من أمر الآخرة.
[تفسير القرآن العظيم: 1/307]
{وما خلفهم} [الأنبياء: 28] من أمر الدّنيا إذا كانت الآخرة.
وتفسير السّدّيّ: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم} [الأنبياء: 28] يعني: يعلم ما كان من قبل خلق الملائكة، وما كان بعد خلقهم.
قال: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} [الأنبياء: 28] لمن رضي عنه.
تفسير مجاهدٍ.
{وهم من خشيته مشفقون} [الأنبياء: 28] أي: خائفون في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/308]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {وهم من خشيته مشفقون} أي خائفون
). [تفسير غريب القرآن: 285]


تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزي الظّالمين} [الأنبياء: 29] وقال قتادة وغيره: هذه في إبليس خاصّةً لمّا قال ما قال دعا إلى عبادة نفسه.
وقال الحسن: ومن يقل ذلك منهم، إن قالوه ولا يقوله أحدٌ منهم.
وكان يقول: إنّ إبليس لم يكن منهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/308]



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 09:18 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[
ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (فإن قلت مررت برجلٍ صالحٍ ولكن طالحٍ فهو محالٌ لأنّ لكن لا يتدارك بها بعد إيجاب ولكنّها يثبت بها بعد النفي. وإن شئت رفعت فابتدأت على هو فقلت ما مررت برجلٍ صالحٍ ولكن طالحٌ وما مررت برجلٍ صالحٍ بل طالحٌ ومررت برجلٍ صالح بل طالحٌ لأنّها من الحروف التي يبتدأ بها.
ومن ذلك قوله عزّ وجلّ: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون}. فالرفع ههنا بعد النصب كالرفع بعد الجرّ. وإن شئت كان الجرّ على أن يكون بدلاً على الباء.
واعلم أنّ بل ولا بل ولكن يشركن بين النعتين فيجريان على المنعوت كما أشركت بينهما الواو والفاء وثمّ وأو ولا وإمّا وما أشبه ذلك). [الكتاب: 1/435]
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ولو ابتدأت كلاماً فقلت ما مررت برجلٍ ولكن حمارٌ تريد ولكن هو حمارٌ كان عربيّا أو بل حمارٌ أو لا بل حمارٌ كان كذلك كأنّه قال ولكن الذي مررت به حمارٌ.
وإذا كان قبل ذلك منعوتٌ فأضمرته أو اسم فأضمرته أو أظهرته فهو أقوى لأنك تضمر ما ذكرت وأنت هنا تضمر ما لم تذكر. وهو جائزٌ عربيٌ لأنّ معناه ما مررت بشيء هو رجل فجاز هذا كما جاز المنعوت المذكور نحو قولك ما مررت برجلٍ صالحٍ بل طالحٌ.
ومثل ذلك قوله عزّ وجلّ: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون}. فهذا على أنّهم قد كانوا ذكروا الملائكة قبل ذلك بهذا وعلى الوجه الآخر. والمعرفة والنكرة في لكن وبل ولا بل سواءٌ). [الكتاب: 1/440]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما قول الله عز وجل: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} فإن قوماً من النحويين يجعلون أو في هذا الموضع بمنزلة بل. وهذا فاسدٌ عندنا من وجهين: أحدهما: أن أو لو وقعت في هذا الموضع موقع بل لجاز أن تقع في غير هذا الموضع، وكنت تقول: ضربت زيدا أو عمرا، وما ضربت زيدا أو عمرا على غير الشك، ولكن على معنى بل فهذا مردودٌ عند جميعهم.
والوجه الآخر: أن بل لا تأتي في الواجب في كلام واحد إلا للإضراب بعد غلطٍ أو نسيان، وهذا منفي عن الله عز وجل؛ لأن القائل إذا قال: مررت بزيد غالطاً فاستدرك، أو ناسياً فذكر، قال: بل عمرو؛ ليضرب عن ذلك، ويثبت ذا. وتقول عندي عشرة بل خمسة عشر على مثل هذا، فإن أتى بعد كلامٍ قد سبق من غيره فالخطأ إنما لحق كلام الأول؛ كما قال الله عز وجل: {وقالوا اتخذ الرحمن ولداً} فعلم السامع أنهم عنوا الملائكة بما تقدم من قوله: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاُ}.وقال: {أم اتخذ مما يخلق بناتٍ} وقال: {ويجعلون لله ما يكرهون} وقال: {بل عبادٌ مكرمون}، أي: بل هؤلاء الذين ذكرتم أنهم ولدٌ عبادٌ مكرمون. ونظير ذلك أن تقول للرجل: قد جاءك زيدٌ، فيقول: بل عمرو. ولكن مجاز هذه الآية عندنا مجاز ما ذكرنا قبل في قولك: ائت زيدا أو عمرا أو خالدا، تريد: ايت هذا الضرب من الناس، فكأنه قال - والله أعلم -: إلى مائة ألف أو زيادة. وهذا قول كل من نثق بعلمه. وتقول: وكل حقٍّ لها علمناه أو جهلناه. تريد توكيد قولك: كل حقٍّ لها، فكأنك قلت: إن كان معلوماً، أو مجهولاً فقد دخل في هذا البيع جميع حقوقها.
ولها في الفعل خاصةٌ أخرى نذكرها في إعراب الأفعال إن شاء الله. وجملتها أنك تقول: زيد يقعد أو يقوم يا فتى، وإنما أكلم لك زيدا، أو أكلم عمرا. تريد: أفعل أحد هذين؛ كما قلت في الاسم: لقيت زيدا أو عمرا، وأنا ألقى زيدا أو عمرا، أي: أحد هذين. وعلى القول الثاني: أنا أمضي إلى زيد، أو أقعد إلى عمرو، أو أتحدث، أي: أفعل هذا الضرب من الأفعال. وعلى هذا القول الذي بدأت به قول الله عز وجل: {تقاتلونهم أو يسلمون}، أي: يقع أحد هذين. فأما الخاصة في الفعل فأن تقع على معنى: إلا أن، وحتى، وذلك قولك: الزمه أو يقضيك حقك، واضربه أو يستقيم. وفي قراءة أبيٍّ: (تقاتلونهم أو يسلموا)، أي: إلا أن يسلموا، وحتى يسلموا. وهذا تفسيرٌ مستقصًى في بابه إن شاء الله). [المقتضب: 3/304-306] (م)

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) }

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 11:00 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 11:01 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 11:06 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون}
لما أخبرهم تبارك وتعالى أنهم لا يعلمون الحق لإعراضهم أتبع ذلك بإعلامهم أنه ما أرسل رسولا قط إلا أوحى إليه أن الله تعالى فرد صمد، وهذه عقيدة لم تختلف فيها النبوات، وإنما اختلفت في الأحكام. وقرأ حمزة، والكسائي: "نوحي" بنون مضمومة، وقرأ الباقون: "يوحى" بياء مضمومة، واختلف عن عاصم). [المحرر الوجيز: 6/161]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم عدد الله تعالى بعد ذلك نوعا آخر من كفرهم، وذلك أنهم مع اتخاذهم آلهة كانوا يقرون بأن الله تعالى هو الخالق الرازق إلا أنهم قال بعضهم: اتخذ الملائكة بنات، وقال نحو هذه المقالة النصارى في عيسى ابن مريم، واليهود في عزير، فجاءت هذه الآية رادة على جميعهم منبهة عليهم. ثم نزه تعالى نفسه عن مقالة الكفرة، وأضرب عن مقالهم، ونص ما هو الأمر في نفسه بقوله: {بل عباد مكرمون}، وهذه عبارة تشمل الملائكة وعيسى وعزيرا). [المحرر الوجيز: 6/161]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {لا يسبقونه بالقول} عبارة عن حسن طاعتهم وعبادتهم ومراعاتهم لامتثال الأمر). [المحرر الوجيز: 6/161]

تفسير قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم} أي: ما تقدم من أفعالهم وأعمالهم والحوادث التي لها إليهم تنسب، وما تأخر، ثم أخبر أنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله أن يشفع لهم، قال بعض المفسرين: لأهل لا إله إلا الله. و"المشفق": البالغ في الخوف المحترق من الفزع على أمر ما). [المحرر الوجيز: 6/161]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون}
المعنى: من يقل منهم كذا أن لو قاله، وليس منهم من قال هذا، وقال بعض المفسرين: المراد بقوله: "ومن يقل…" الآية ... إبليس.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
هذا ضعيف؛ لأن إبليس لم يرو قط أنه ادعى ربوبية.
وقرأ الجمهور: "نجزيه" بفتح النون، وقرأ أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد: "نجزيه" بضم النون والهاء، ووجهها أن المعنى: نجعلها تكتفي به، من قولك: أجزأني الشيء، ثم خففت الهمزة ياء. وقوله: "كذلك" أي كجزائنا هذا القائل جزاؤنا الظالمين). [المحرر الوجيز: 6/162]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:24 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:27 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {أم اتّخذوا من دونه آلهةً قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحقّ فهم معرضون (24) وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلّا نوحي إليه أنّه لا إله إلّا أنا فاعبدون (25) }
يقول تعالى: بل {اتّخذوا من دونه آلهةً قل} يا محمّد: {هاتوا برهانكم} أي: دليلكم على ما تقولون، {هذا ذكر من معي} يعني: القرآن، {وذكر من قبلي} يعني: الكتب المتقدّمة على خلاف ما تقولون وتزعمون، فكلّ كتابٍ أنزل على كلّ نبيٍّ أرسل، ناطقٌ بأنّه لا إله إلّا اللّه، ولكن أنتم أيها المشركون لا تعلمون الحقّ، فأنتم معرضون عنه؛ ولهذا قال: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلا يوحى إليه أنّه لا إله إلا أنا فاعبدون}، كما قال: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرّحمن آلهةً يعبدون} [الزّخرف: 45]،وقال: {ولقد بعثنا في كلّ أمّةٍ رسولا أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطّاغوت} [النّحل:36]، فكلّ نبيٍّ بعثه اللّه يدعو إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له، والفطرة شاهدةٌ بذلك أيضًا، والمشركون لا برهان لهم، وحجّتهم داحضةٌ عند ربّهم، وعليهم غضبٌ، ولهم عذابٌ شديدٌ). [تفسير ابن كثير: 5/ 337-338]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدًا سبحانه بل عبادٌ مكرمون (26) لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون (27) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون (28) ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزي الظّالمين (29)}.
يقول تعالى ردًّا على من زعم أنّ له -تعالى وتقدّس-ولدًا من الملائكة، كمن قال ذلك من العرب: إنّ الملائكة بنات اللّه، فقال: {سبحانه بل عبادٌ مكرمون} أي: الملائكة عباد اللّه مكرمون عنده، في منازل عاليةٍ ومقاماتٍ ساميةٍ، وهم له في غاية الطّاعة قولًا وفعلًا). [تفسير ابن كثير: 5/ 338]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون} أي: لا يتقدّمون بين يديه بأمرٍ، ولا يخالفونه فيما أمر به بل يبادرون إلى فعله، وهو تعالى علمه محيطٌ بهم، فلا يخفى عليه منهم خافيةٌ، {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم}
وقوله: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} كقوله: {من ذا الّذي يشفع عنده إلا بإذنه} [البقرة: 255]، وقوله: {ولا تنفع الشّفاعة عنده إلا لمن أذن له} [سبأٍ:23]، في آياتٍ كثيرةٍ في معنى ذلك.
{وهم من خشيته} أي: من خوفه ورهبته {مشفقون}). [تفسير ابن كثير: 5/ 338]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه} أي: من ادّعى منهم أنّه إلهٌ من دون اللّه، أي: مع اللّه، {فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزي الظّالمين} أي: كلّ من قال ذلك، وهذا شرطٌ، والشّرط لا يلزم وقوعه، كقوله: {قل إن كان للرّحمن ولدٌ فأنا أوّل العابدين} [الزّخرف: 81]، وقوله {لئن أشركت ليحبطنّ عملك} [الزّمر:65] ). [تفسير ابن كثير: 5/ 338]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة