العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الدخان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:35 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة الدخان [ من الآية 38 إلى الآية 50]

تفسير سورة الدخان [ من الآية 38 إلى الآية 50]

{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:36 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما خلقنا السّموات والأرض وما بينهما لاعبين (38) ما خلقناهما إلاّ بالحقّ ولكنّ أكثرهم لا يعلمون}.
يقول تعالى ذكره: {وما خلقنا السّموات} السّبع والأرضين وما بينهما من الخلق لعبًا). [جامع البيان: 21/51]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن القاسم بن سليمان الذّهليّ، ثنا الحسن بن إسماعيل بن صبيحٍ اليشكريّ، حدّثني أبي، ثنا ابن عيينة، عن أبي سعيدٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قول اللّه عزّ وجلّ {وما خلقنا السّموات والأرض وما بينهما لاعبين} قال ابن عبّاسٍ: سئل رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في كم خلقت السّماوات والأرضً؟ قال: " خلق اللّه أوّل الأيّام الأحد، وخلقت الأرض في يوم الأحد، ويوم الاثنين، وخلقت الجبال وشقّت الأنهار، وغرس في الأرض الثّمار وقدّر في كلّ أرضٍ قوتها يوم الثّلاثاء ويوم الأربعاء، ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخانٌ فقال لها وللأرض: {ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين} [فصلت: 11] فقضاهنّ سبع سماواتٍ في يومين وأوحى في كلّ سماءٍ أمرها في يوم الخميس ويوم الجمعة، وكان آخر الخلق في آخر السّاعات يوم الجمعة، فلمّا كان يوم السّبت لم يكن فيه خلقٌ فقالت اليهود فيه ما قالت، فأنزل اللّه عزّ وجلّ تكذيبها {ولقد خلقنا السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ وما مسّنا من لغوبٍ} «هذا حديثٌ قد أرسله عبد الرّزّاق، عن ابن عيينة، عن أبي سعيدٍ، ولم يذكر فيه ابن عبّاسٍ وكتبناه متّصلًا من هذه الرّواية واللّه أعلم» ). [المستدرك: 2/489]

تفسير قوله تعالى: (مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ما خلقناهما إلاّ بالحقّ} يقول: ما خلقنا السّماوات والأرض إلاّ بالحقّ الّذي لا يصلح التّدبير إلاّ به.
وإنّما يعني بذلك تعالى ذكره التّنبيه على صحّة البعث والمجازاة، يقول تعالى ذكره: لم نخلق الخلق عبثًا بأن نحدثهم فنحييهم ما أردنا، ثمّ نفنيهم من غير الامتحان بالطّاعة والأمر والنّهي، وغير مجازاة المطيع على طاعته، والعاصي على المعصية، ولكن خلقنا ذلك لنبتلي من أردنا امتحانه من خلقنا بما شئنا من امتحانه من الأمر والنّهي {لنجزي الّذين أساءوا بما عملوا ونجزي الّذين أحسنوا بالحسنى}.
{ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} [الأنعام: ] يقول تعالى ذكره: ولكنّ أكثر هؤلاء المشركين باللّه لا يعلمون أنّ اللّه خلق ذلك لهم، فهم لا يخافون على ما يأتون من سخط اللّه عقوبةً، ولا يرجون على خيرٍ إن فعلوه ثوابًا لتكذيبهم بالمعاد). [جامع البيان: 21/51]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ يوم الفصل ميقاتهم أجمعين (40) يوم لا يغني مولًى عن مولًى شيئًا ولا هم ينصرون (41) إلاّ من رحم اللّه إنّه هو العزيز الرّحيم}.
يقول تعالى ذكره: إنّ يوم فصل اللّه القضاء بين خلقه بما أسلفوا في دنياهم من خيرٍ أو شرٍّ يجزى به المحسن بالإحسان، والمسيء بالإساءة {ميقاتهم أجمعين} يقول: ميقات اجتماعهم أجمعين.
- كما: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ يوم الفصل ميقاتهم أجمعين} يوم يفصل فيه بين النّاس بأعمالهم). [جامع البيان: 21/51-52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد ابن جرير عن قتادة {إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين} قال يوم يفصل بين الناس بأعمالهم يوفي فيه للأولين والآخرين {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا} قال: انقطعت الأسباب يومئذ وذهبت الآصار وصار الناس إلى أعمالهم فمن أصاب يومئذ خيرا سعد به ومن أصاب يومئذ شرا شقي به). [الدر المنثور: 13/283]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يوم لا يغني مولًى عن مولًى شيئًا} يقول: لا يدفع ابن عمٍّ عن ابن عمٍّ، ولا صاحبٌ عن صاحبه شيئًا من عقوبة اللّه الّتي حلّت بهم من اللّه {ولا هم ينصرون} يقول: ولا ينصر بعضهم بعضًا، فيستعيذوا ممّن نالهم بعقوبةٍ كما كانوا يفعلونه في الدّنيا.
- كما: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يوم لا يغني مولًى عن مولًى شيئًا} الآية، انقطعت الأسباب يومئذٍ يا ابن آدم، وصار النّاس إلى أعمالهم، فمن أصاب يومئذٍ خيرًا سعد به آخر ما عليه، ومن أصاب يومئذٍ شرًّا شقي به آخر ما عليه). [جامع البيان: 21/52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد ابن جرير عن قتادة {إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين} قال يوم يفصل بين الناس بأعمالهم يوفي فيه للأولين والآخرين {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا} قال: انقطعت الأسباب يومئذ وذهبت الآصار وصار الناس إلى أعمالهم فمن أصاب يومئذ خيرا سعد به ومن أصاب يومئذ شرا شقي به). [الدر المنثور: 13/283] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك عن الضحاك في قوله {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا} قال: ولي عن ولي). [الدر المنثور: 13/283]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {إلاّ من رحم اللّه} اختلف أهل العربيّة في موضع من في قوله: {إلاّ من رحم اللّه} فقال بعض نحويّي البصرة: إلاّ من رحم اللّه، فجعله بدلاً من الاسم المضمر في ينصرون، وإن شئت جعلته مبتدأً وأضمرت خبره، يريد به: إلاّ من رحم اللّه فيغني عنه.
وقال بعض نحويّي الكوفة قوله: {إلاّ من رحم اللّه} قال: المؤمنون يشفع بعضهم في بعضٍ، فإن شئت فاجعل من في موضع رفعٍ، كأنّك قلت: لا يقوم أحدٌ إلاّ فلانٌ، وإن شئت جعلته نصبًا على الاستثناء والانقطاع عن أوّل الكلام، تريد: اللّهمّ إلاّ من رحم اللّه.
وقال آخر منهم: معناه لا يغني مولًى عن مولًى شيئًا، إلاّ من أذن اللّه له أن يشفع؛ قال: لا يكون بدلاً ممّا في ينصرون، لأنّ إلاّ محقّقٌ، والأوّل منفيّ، والبدل لا يكون إلاّ بمعنى الأوّل قال: وكذلك لا يجوز أن يكون مستأنفًا، لأنّه لا يستأنف بالاستثناء.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يكون في موضع رفعٍ بمعنى: يوم لا يغني مولًى عن مولًى شيئًا إلاّ من رحم اللّه منهم، فإنّه يغني عنه بأن يشفع له عند ربّه.
وقوله: {إنّه هو العزيز الرّحيم} يقول جلّ ثناؤه واصفًا نفسه: إنّ اللّه هو العزيز في انتقامه من أعدائه، الرّحيم بأوليائه، وأهل طاعته). [جامع البيان: 21/52-53]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ شجرت الزّقّوم (43) طعام الأثيم (44) كالمهل يغلي في البطون (45) كغلي الحميم}.
يقول تعالى ذكره: {إنّ شجرة الزّقّوم} الّتي أخبر أنّها تنبت في أصل الجحيم، الّتي جعلها طعامًا لأهل الجحيم، ثمرها في الجحيم). [جامع البيان: 21/53]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوقٍ، ثنا وهب بن جريرٍ، وأبو داود قالا: ثنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قرأ هذه الآية {اتّقوا اللّه حقّ تقاته، ولا تموتنّ إلّا وأنتم مسلمون} [آل عمران: 102] والّذي نفس محمّدٍ بيده لو أنّ قطرةً من الزّقّوم قطرت في الأرض لأفسدت على أهل الدّنيا معائشهم فكيف بمن يكون طعامه؟ " هذا حديثٌ أخرجه الإمام أبو يعقوب الحنظليّ في تفسير قوله: {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم (47) ثمّ صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم} [الدخان: 48] «وهو صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/490] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 43 – 59
أخرج سعيد بن منصور عن أبي مالك قال: إن أبا جهل كان يأتي بالتمر والزبد فيقول تزقموا بهذا الزقوم الذي يعدكم به محمد فنزلت {إن شجرة الزقوم (43) طعام الأثيم} ). [الدر المنثور: 13/283-284]

تفسير قوله تعالى: (طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني اللّيث بن سعدٍ عن محمّد بن عجلان عن عون بن عبد اللّه يرفع الحديث إلى عبد اللّه بن مسعودٍ أنه كان يقرئ رجلاً أعجميًّا هذه الآية: {إنّ شجرة الزّقّوم (43) طعام الأثيم}، فيقول الأعجميّ: طعام اليتيم؛ فقال ابن مسعودٍ: أتستطيع أن تقول طعام الفاجر، قال: نعم، قال: فاقرأ كذلك). [الجامع في علوم القرآن: 3/54-55]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني مالك بن أنسٍ قال: أقرأ عبد اللّه بن مسعودٍ رجلا: {إنّ شجرة الزقوم (43) طعام الأثيم}، فجعل يقول: طعام اليتيم، فقال له عبد اللّه: طعام الفاجر؛ قال: قلت لمالكٍ: أترى أن تقرأ كذلك، قال: نعم، أرى ذلك واسعاً). [الجامع في علوم القرآن: 3/55]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (طعام الآثم في الدّنيا بربّه، والأثيم: ذو الإثم، والإثم من أثم يأثم فهو أثيمٌ وعنى به في هذا الموضع: الّذي إثمه الكفر بربّه دون غيره من الآثام.
- وقد: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همّام بن الحارث، أنّ أبا الدّرداء، كان يقرئ رجلاً {إنّ شجرة الزّقّوم (43) طعام الأثيم} فقال: طعام اليتيم، فقال أبو الدّرداء: قل إنّ شجرة الزّقّوم طعام الفاجر.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: لو أنّ قطرةً، من زقّوم جهنّم أنزلت إلى الدّنيا لأفسدت على النّاس معايشهم.
- حدّثني أبو السّائب قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همّامٍ قال: كان أبوالدّرداء يقرئ رجلاً {إنّ شجرة الزّقّوم (43) طعام الأثيم} قال: فجعل الرّجل يقول: إنّ شجرة الزّقّوم طعام اليتيم؛ قال: فلمّا أكثر عليه أبو الدّرداء، فرآه لا يفهم قال: إنّ شجرة الزّقّوم طعام الفاجر.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّ شجرة الزّقّوم (43) طعام الأثيم} قال: أبو جهلٍ). [جامع البيان: 21/53-54]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الشّيبانيّ، ثنا محمّد بن عبد الوهّاب، ثنا يعلى بن عبيدٍ، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن همّام بن الحارث، عن أبي الدّرداء رضي اللّه عنه، قال: قرأ رجلٌ عنده {إنّ شجرة الزّقّوم (43) طعام الأثيم} [الدخان: 44] فقال أبو الدّرداء: «قل طعام الأثيم» فقال الرّجل: طعام اليثيم. فقال أبو الدّرداء قل: «طعام الفاجر» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 43 – 59
أخرج سعيد بن منصور عن أبي مالك قال: إن أبا جهل كان يأتي بالتمر والزبد فيقول تزقموا بهذا الزقوم الذي يعدكم به محمد فنزلت {إن شجرة الزقوم (43) طعام الأثيم} ). [الدر المنثور: 13/283-284] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والخطيب في تاريخه عن سعيد بن جبير في الآية قال: {الأثيم} أبو جهل). [الدر المنثور: 13/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد في فضائله، وابن الأنباري، وابن المنذر عن عون بن عبد الله أن ابن مسعود أقرأ رجلا {إن شجرة الزقوم (43) طعام الأثيم} فقال الرجل: طعام اليتيم فرددها عليه فلم يستقم بها لسانه فقال: أتستطيع أن تقول: طعام الفاجر قال: نعم، قال: فافعل). [الدر المنثور: 13/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه عن همام بن الحارث قال: كان أبو الدرداء يقرى ء رجلا {إن شجرة الزقوم (43) طعام الأثيم} فجعل الرجل يقول: طعام اليتيم، فلما رأى أبو الدرداء أنه لا يفهم قال: إن شجرة الزقوم طعام الفاجر). [الدر المنثور: 13/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {إن شجرة الزقوم (43) طعام الأثيم} قال: أبو جهل). [الدر المنثور: 13/286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب أنه كان يقرى ء رجلا فارسيا فكان إذا قرأ عليه {إن شجرة الزقوم (43) طعام الأثيم} قال: طعام اليتيم فمر به النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: قل له طعام الظالم فقالها ففصح بها لسانه). [الدر المنثور: 13/286]

تفسير قوله تعالى: (كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {كالمهل} [الدخان: 45] : «أسود كمهل الزّيت» ). [صحيح البخاري: 6/131]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاس كالمهل أسود كمهل الزّيت وصله ابن أبي حاتمٍ من طريق مطرّفٍ عن عطيّة سئل ابن عبّاسٍ عن المهل قال شيءٌ غليظٌ كدرديّ الزّيت وقال اللّيث المهل ضربٌ من القطران إلّا أنّه رقيقٌ شبيهٌ بالزّيت يضرب إلى الصّفرة وعن الأصمعيّ المهل بفتح الميم هو الصّديد وما يسيل من الميّت وبالضّمّ هو عكر الزّيت وهو كلّ شيءٍ يتحاتّ عن الجمر من الرّماد وحكى صاحب المحكم أنّه خبث الجواهر الذّهب وغيره وقيل في تفسير المهل أقوالٌ أخرى فعند عبد بن حميدٍ عن سعيد بن جبيرٍ هو الّذي انتهى حرّه وقيل الرّصاص المذاب أو الحديد أو الفضّة وقيل السّمّ وقيل خشار الزّيت وعند أحمد من حديث أبي سعيدٍ في قوله تعالى كالمهل قال كعكر الزّيت إذا قرّبه إليه سقطت فروة وجهه فيه). [فتح الباري: 8/570]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال وأما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا علّي بن الحسين الهسنجاني ثنا مسدّد ثنا أبو عوانة عن مطرف عن عطيّة قال سئل ابن عبّاس ماء المهل قال ماء غليظ كدردي الزّيت). [تغليق التعليق: 4/310]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ كالمهل أسود كمهل الزّيت
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون} (الدّخان: 43، 45) رواه جويبر في تفسيره عن الضّحّاك عنه، وعن الأزهري. من المهل: الرصاص المذاب أو الصفر أو الفضة، وكل ما أديب من هذه الأشياء فهو مهل، وقيل: المهل دردي الزّيت، وقيل: المهل الصديد الّذي يسيل من جلود أهل النّار، وقال اللّيث: المهل ضرب من القطران إلاّ أنه رقيق يضرب إلى الصّفرة وهو دسم تدهن به الإبل في الشتاء، وقيل: السم، وعن الأصمعي بفتح الميم الصديد وما يسيل من الميّت، وقيل: عكر الزّيت، والمهل أيضا كل شيء يتحات عن الخبزة من الرماد وغيره، وقيل: المهل إذا ذهب الجمر إلاّ بقايا منه في الرماد تبينها إذا حركها والرماد حار من أجل تلك البقيّة، وقيل: هو خشارة الزّيت، وفي (المحكم) قيل: هو خبث الجواهر، يعني الذّهب والفضّة والرصاص والحديد، وفي (تفسير عبد عن ابن جبير) المهل الّذي انتهى حره). [عمدة القاري: 19/162]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) فيما رواه ابن أبي حاتم في ({كالمهل}) من قوله: {إنّ شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل} [الدخان: 43 - 45] هو (أسود كمهل الزيت) أي كدرديه أو عكر القطران أو ما أذيب من الذهب والفضة أو من كل المنطبعات كالحديد). [إرشاد الساري: 7/335]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كالمهل يغلي في البطون} يقول تعالى ذكره: إنّ شجرة الزّقّوم الّتي جعل ثمرتها طعام الكافر في جهنّم، كالرّصاص أو الفضّة، أو ما يذاب في النّار إذا أذيب بها، فتناهت حرارته، وشدّت حميته في شدّة السّواد.
وقد بيّنّا معنى المهل فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع من الشّواهد، وذكر اختلاف أهل التّأويل فيه، غير أنّا نذكر من أقوال أهل العلم في هذا الموضع ما لم نذكره هناك.
- حدّثنا سليمان بن عبد الجبّار قال: حدّثنا محمّد بن الصّلت قال: حدّثنا أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه قال: سألت ابن عبّاسٍ، عن قول اللّه، جلّ ثناؤه: {كالمهل} قال: كدرديّ الزّيت.
- حدّثني عليّ بن سهلٍ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {كالمهل يغلي في البطون} يقول: أسود كمهل الزّيت.
- حدّثنا أبو كريبٍ، وأبو السّائب، ويعقوب بن إبراهيم، قالوا: حدّثنا ابن إدريس قال: سمعت مطرّفًا، عن عطيّة بن سعدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {كالمهل} ماءٌ غليظٌ كدرديّ الزّيت.
- حدّثني يحيى بن طلحة قال: حدّثنا شريكٌ، عن مطرّفٍ، عن رجلٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {كالمهل} قال: كدرديّ الزّيت.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا عبد الصّمد قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا خليدٌ، عن الحسن، عن ابن عبّاسٍ، أنّه رأى فضّةً قد أذيبت، فقال: هذا المهل.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا عمرو بن ميمونٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه، في قوله: {كالمهل يشوي الوجوه} قال: دخل عبد اللّه بيت المال، فأخرج بقايا كانت فيه، فأوقد عليها النّار حتّى تلألأت قال: أين السّائل عن المهل؟ هذا المهل.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، وحدّثنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا خالد بن الحارث، عن عوفٍ، عن الحسن قال: بلغني أنّ ابن مسعودٍ، سئل عن المهل الّذي، يقولون يوم القيامة شراب أهل النّار، وهو على بيت المال قال: فدعا بذهبٍ وفضّةٍ فأذابهما، فقال: هذا أشبه شيءٍ في الدّنيا بالمهل الّذي هو لون السّماء يوم القيامة، وشراب أهل النّار، غير أنّ ذلك هو أشدّ حرًّا من هذا لفظ الحديث لابن بشّارٍ وحديث ابن المثنّى نحوه.
- حدّثنا أبو كريبٍ وأبو السّائب قالا: حدّثنا ابن إدريس قال: أخبرنا أشعث، عن الحسن قال: كان من كلامه أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ رجلٌ أكرمه اللّه بصحبة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فإنّ عمر رضي اللّه عنه استعمله على بيت المال قال: فعمد إلى فضّةٍ كثيرةٍ مكسّرةٍ، فخدّ لها أخدودًا، ثمّ أمر بحطبٍ جزلٍ فأوقد عليها، حتّى إذا امّاعت وتزبّدت وعادت ألوانًا قال: انظروا من بالباب، فأدخل القوم فقال لهم: هذا أشبه ما رأينا في الدّنيا بالمهل.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: {إنّ شجرة الزّقّوم طعام الأثيم} الآية، ذكر لنا أنّ ابن مسعودٍ أهديت له سقايةٌ من ذهبٍ وفضّةٍ، فأمر بأخدودٍ فخدّت في الأرض، ثمّ قذف فيها من جزل الحطب، ثمّ قذفت فيها تلك السّقاية، حتّى إذا أزبدت وانماعت قال لغلامه: ادع من بحضرتنا من أهل الكوفة، فدعا رهطًا، فلمّا دخلوا قال: أترون هذا قالوا: نعم قال: ما رأينا في الدّنيا شبيهًا للمهل أدنى من الذّهب والفضّة حين أزبد وانماع.
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ قال: حدّثنا ابن يمانٍ قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن سفيان الأسديّ قال: أذاب عبد اللّه بن مسعودٍ فضّةً، ثمّ قال: من أراد أن ينظر إلى المهل فلينظر إلى هذا.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {يوم تكون السّماء كالمهل} [المعارج: ] قال: كدرديّ الزّيت.
- حدّثني يحيى بن طلحة قال: حدّثنا شريكٌ، عن سالمٍ، عن سعيدٍ: {كالمهل} قال: كدرديّ الزّيت
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا يعمر بن بشرٍ قال: حدّثنا ابن المبارك قال: حدّثنا أبو الصّبّاح قال: سمعت يزيد بن أبي سميّة يقول: سمعت ابن عمر يقول: هل تدرون ما المهل؟ المهل مهل الزّيت، يعني آخره
- قال: حدّثنا إبراهيم أبو إسحاق الطّالقانيّ قال: حدّثنا ابن المبارك قال: أخبرنا أبو الصّبّاح الأيليّ، عن يزيد بن أبي سميّة، عن ابن عمر بمثله
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا رشدين بن سعدٍ، عن عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ أبي السّمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله: {بماءٍ كالمهل} كعكر الزّيت، فإذا قرّبه إلى وجهه، سقطت فروة وجهه فيه.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا يعمر بن بشرٍ قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا رشدين بن سعدٍ قال: ثني عمرو بن الحارث، عن أبي السّمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، مثله
وقوله: {في البطون} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة والكوفة (تغلي) بالتّاء، بمعنى أنّ شجرة الزّقّوم تغلي في بطونهم، فأنّثوا تغلي لتأنيث الشّجرة وقرأ ذلك بعض قرّاء أهل الكوفة {يغلي} بمعنى: طعام الأثيم يغلي، أو المهل يغلي، فذكّره بعضهم لتذكير الطّعام، ووجّه معناه إلى أنّ الطّعام هو الّذي يغلي في بطونهم وبعضهم لتذكير المهل، ووجّهه إلى أنّه صفةٌ للمهل الّذي يغلي.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 21/54-58]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: «أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {كالمهل} [الدخان: 45] كعكر الزّيت، إذا قرّبه إلى وجهه سقطت فروة وجهه فيه». أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
(فروة وجهه) فروة الوجه: هي جلدته). [جامع الأصول: 2/352]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {كالمهل} [الدخان: 45].
- عن الضّحّاك أنّ ابن مسعودٍ أذاب فضّةً من بيت المال، ثمّ أرسل إلى أهل المسجد، فقال: من أحبّ أن ينظر إلى المهل فلينظر إلى هذا.
رواه الطّبرانيّ، وفيه يحيى الحمّانيّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/105]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وعمرو بن ميمون أنهما قرآ (كالمهل تغلي في البطون) بالتاء). [الدر المنثور: 13/286]

تفسير قوله تعالى: (كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {كغلي الحميم} يقول: يغلي ذلك في بطون هؤلاء الأشقياء كغلي الماء المحموم، وهو المسخّن الّذي قد أوقد عليه حتّى تناهت شدّة حرّه.
وقيل: حميمٌ وهو محمومٌ، لأنّه مصروفٌ من مفعولٍ إلى فعيلٍ، كما يقال: قتيلٌ من مقتولٍ). [جامع البيان: 21/58-59]

تفسير قوله تعالى: (خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة قال لما نزلت في أبي جهل خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم قال قتادة قال أبو جهل ما بين جبليها رجل أعز مني ولا أكرم مني فقال الله له ذق إنك أنت العزيز الكريم). [تفسير عبد الرزاق: 2/209]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( (فاعتلوه) : " ادفعوه). [صحيح البخاري: 6/131]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله اعتلوه ادفعوه وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ وقال في قوله خذوه فاعتلوه قال ادفعوه). [فتح الباري: 8/570]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد رهوا طريقا يابسا على العالمين على من بين ظهريه
فاعتلوه ادفعوه وزوجناهم بحور عين أنكحناهم حورا عينا يحار فيها الطّرف ترجمون القتل
وقال ابن عبّاس كالمهل أسود كمهل الزّيت
أما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 24 الدّخان {واترك البحر رهوا} قال يابسا كهيئته يوم ضربه يقول لا تأمره أن يرجع اتركه حتّى يدخل آخرهم
وبه في قوله 32 الدّخان {ولقد اخترناهم على علم على العالمين} قال فضلناهم على من هم بين ظهرانيه
وبه في قوله 32 الدّخان {خذوه فاعتلوه} قال ادفعوه). [تغليق التعليق: 4/309-310] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (فاعتلوه ادفعوه
أشار به إلى قوله تعالى: {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم} (الدّخان: 47) وفسّر (فاعتلوه) بقوله: (ادفعوه) وفي التّفسير: سوقوه إلى النّار يقال: عتله يعتله عتلاً إذا ساقه بالعنف والدّفع والجذب، والضّمير في: خذوه، يرجع إلى الأثيم. قوله: (إلى سواء الجحيم) ، أي: وسط الجحيم). [عمدة القاري: 19/162]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({فاعتلوه}) في قولها {خذوه فاعتلوه} [الدخان: 47] أي (ادفعوه) دفعًا عنيفًا). [إرشاد الساري: 7/335]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم (47) ثمّ صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم}.
يقول تعالى ذكره: {خذوه} يعني هذا الأثيم بربّه، الّذي أخبر جلّ ثناؤه أنّ له شجرة الزّقّوم طعامٌ {فاعتلوه} يقول تعالى ذكره: فادفعوه وسوقوه، يقال منه: عتله يعتله عتلاً: إذا ساقه بالدّفع والجذب؛ ومنه قول الفرزدق:
ليس الكرام بناحليك أباهم حتّى تردّ إلى عطيّة تعتل أي تساق دفعًا وسحبًا
وقوله: {إلى سواء الجحيم} إلى وسط الجحيم ومعنى الكلام: يقال يوم القيامة: خذوا هذا الأثيم فسوقوه دفعًا في ظهره، وسحبًا إلى وسط النّار وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {فاعتلوه} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم} قال: خذوه فادفعوه.
وفي قوله: {فاعتلوه} لغتان: كسر التّاء، وهي قراءة عامة أهل الكوفة والبصرة وبعض أهل المدينة، ورفع التّاء، وهي قراءة بعض قرأة أهل المدينة، وبعض أهل مكّة.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا أنّهما لغتان معروفتان في العرب، يقال منه: عتل يعتل ويعتل، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إلى سواء الجحيم} إلى وسط النّار). [جامع البيان: 21/59-60]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فاعتلوه يقول ادفعوه). [تفسير مجاهد: 589]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {خذوه فاعتلوه} قال: ادفعوه). [الدر المنثور: 13/284-285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد {خذوه فاعتلوه} فاقصفوه كما يقصف الحطب). [الدر المنثور: 13/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الضحاك {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم} قال: خذوه فادفعوه في وسط الجحيم). [الدر المنثور: 13/287]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير {إلى سواء الجحيم} قال: وسط الجحيم). [الدر المنثور: 13/287]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ثمّ صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم} يقول تعالى ذكره: ثمّ صبّوا على رأس هذا الأثيم من عذاب الحميم، يعني: من الماء المسخّن الّذي وصفنا صفته، وهو الماء الّذي قال اللّه {يصهر به ما في بطونهم والجلود} وقد بيّنت صفته هنالك). [جامع البيان: 21/60]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوقٍ، ثنا وهب بن جريرٍ، وأبو داود قالا: ثنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قرأ هذه الآية {اتّقوا اللّه حقّ تقاته، ولا تموتنّ إلّا وأنتم مسلمون} [آل عمران: 102] والّذي نفس محمّدٍ بيده لو أنّ قطرةً من الزّقّوم قطرت في الأرض لأفسدت على أهل الدّنيا معائشهم فكيف بمن يكون طعامه؟ " هذا حديثٌ أخرجه الإمام أبو يعقوب الحنظليّ في تفسير قوله: {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم (47) ثمّ صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم} [الدخان: 48] «وهو صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/490]

تفسير قوله تعالى: (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم (49) إنّ هذا ما كنتم به تمترون}.
يقول تعالى ذكره: يقال لهذا الأثيم الشّقيّ: ذق هذا العذاب الّذي تعذّب به اليوم {إنّك أنت العزيز} في قومك {الكريم} عليهم.
وذكر أنّ هذه الآيات نزلت في أبي جهل بن هشامٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ثمّ صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم} نزلت في عدوّ اللّه أبي جهلٍ لقي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأخذه فهزّه، ثمّ قال: أولى لك يا أبا جهلٍ فأولى، ثمّ أولى لك فأولى، ذق إنّك أنت العزيز الكريم، وذلك أنّه قال: أيوعدني محمّدٌ، واللّه لأنا أعزّ من مشى بين جبليها وفيه نزلت {ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا} [الإنسان: ] وفيه نزلت {كلاّ لا تطعه واسجد واقترب} [العلق: ] وقال قتادة: نزلت في أبي جهلٍ وأصحابه الّذين قتل اللّه تبارك وتعالى يوم بدرٍ {ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة قال: نزلت في أبي جهلٍ {خذوه فاعتلوه} قال قتادة: قال أبو جهلٍ: ما بين جبليها رجلٌ أعزّ ولا أكرم منّي، فقال اللّه عزّ وجلّ: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم}.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم} قال: هذا لأبي جهلٍ.
فإن قال قائلٌ: وكيف قيل وهو يهان بالعذاب الّذي ذكره اللّه، ويذلّ بالعتل إلى سواء الجحيم: إنّك أنت العزيز الكريم؟ قيل: إنّ قوله: {إنّك أنت العزيز الكريم} غير وصفٍ من قائل ذلك له بالعزّة والكرم، ولكنّه تقريعٌ منه له بما كان يصف به نفسه في الدّنيا، وتوبيخٌ له بذلك على وجه الحكاية، لأنّه كان في الدّنيا يقول: إنّك أنت العزيز الكريم، فقيل له في الآخرة، إذ عذّب بما عذّب به في النّار: ذق هذا الهوان اليوم، فإنّك كنت تزعم أنّك أنت العزيز الكريم، وإنّك أنت الذّليل المهين، فأين الّذي كنت تقول وتدّعي من العزّ والكرم، هلاّ تمتنع من العذاب بعزّتك.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا صفوان بن عيسى قال حدّثنا ابن عجلان، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة قال: قال كعبٌ: للّه ثلاثة أثوابٍ: اتّزر بالعزّ، وتسربل الرّحمة، وارتدى الكبرياء تعالى ذكره، فمن تعزّز بغير ما أعزّه اللّه فذاك الّذي يقال: ذق إنّك أنت العزيز الكريم، ومن رحم النّاس فذاك الّذي سربل اللّه سرباله الّذي ينبغي له، ومن تكبّر فذاك الّذي نازع اللّه رداءه إنّ اللّه تعالى ذكره يقول: لا ينبغي لمن نازعني ردائي أن أدخله الجنّة.
وأجمعت قرّاء الأمصار جميعًا على كسر الألف من قوله: {ذق إنّك} على وجه الابتداء وحكاية قول هذا القائل: إنّي أنا العزيز الكريم وقرأ ذلك بعض المتأخّرين {ذق أنّك} بفتح الألف على أعمال قوله: {ذق} في قوله: أنّك كأنّ معنى الكلام عنده: ذق هذا القول الّذي قلته في الدّنيا.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا كسر الألف من {إنّك} على المعنى الّذي ذكرت لقارئه، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه، وشذوذ ما خالفه، وكفى دليلاً على خطأ قراءةٍ، خلافها ما مضت عليه الأئمّة من المتقدّمين والمتأخّرين، مع بعدها من الصّحّة في المعنى وفراقها تأويل أهل التّأويل). [جامع البيان: 21/60-62]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا بكّار بن قتيبة القاضي، ثنا صفوان بن عيسى، أنبأ ابن عجلان، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، رفعه قال: " إنّ للّه ثلاثة أثوابٍ اتّزر العزّة، وتسربل الرّحمة، وارتدأ الكبرياء، فمن تعزّز بغير ما أعزّه اللّه، فذلك الّذي يقال له: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم} [الدخان: 49] ومن رحم النّاس برحمة اللّه فذلك الّذي تسربل بسرباله الّذي ينبغي له، ومن نازع اللّه رداءه الّذي ينبغي له، فإنّ اللّه يقول: لا ينبغي لمن نازعني أن أدخله الجنّة «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه» ). [المستدرك: 2/489]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ذق إنك أنت العزيز الكريم} يقول: لست بعزيز ولا كريم). [الدر المنثور: 13/285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الأموي في مغازيه عن عكرمة قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل فقال: إن الله أمرني أن أقول لك (أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى) (سورة القيامة 34 - 35) قال: فنزع يده من يده وقال: ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيء لقد علمت أني أمنع أهل بطحاء وأنا العزيز الكريم فقتله الله يوم بدر وأذله وعيره بكلمته {ذق إنك أنت العزيز الكريم} ). [الدر المنثور: 13/285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة قال: قال أبو جهل: أيوعدني محمد وأنا أعز من مشى بين جبليها فنزلت {ذق إنك أنت العزيز الكريم} ). [الدر المنثور: 13/285]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن قال: أخبرت أن أبا جهل قال: يا معشر قريش أخبروني ما اسمي فذكرت له ثلاثة أسماء عمرو والجلاس وأبو الحكم قال: ما أصبتم اسمي ألا أخبركم قالوا: بلى، قال: اسمي العزيز الكريم، فنزلت {إن شجرة الزقوم} الآيات). [الدر المنثور: 13/285-286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة قال لما نزلت {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم} قال أبو جهل: ما بين جبليها رجل أعز ولا أكرم مني فقال الله {ذق إنك أنت العزيز الكريم} ). [الدر المنثور: 13/286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} قال: هو يومئذ ذليل ولكنه يستهزأ به كما كنت تعزز في الدنيا وتكرم بغير كرم الله وعزه). [الدر المنثور: 13/287]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ هذا ما كنتم به تمترون} يقول تعالى ذكره: يقال له: إنّ هذا العذاب الّذي تعذّب به اليوم، هو العذاب الّذي كنتم في الدّنيا تشكّون، فتختصمون فيه، ولا توقنون به فقد لقيتموه، فذوقوه). [جامع البيان: 21/63]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:40 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ بالحقّ...}: يريد: للحق.). [معاني القرآن: 3/42]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («الباء» مكان «اللام»
قال الله تعالى: {مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [الدخان: 39] أي للحق). [تأويل مشكل القرآن: 578]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {ما خلقناهما إلّا بالحقّ ولكنّ أكثرهم لا يعلمون}: يعنى به السّماوات والأرض أي: إلا لإقامة الحق). [معاني القرآن: 4/427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون}: إلا بالحق أي : إلا لإقامة الحق). [معاني القرآن: 6/410]

تفسير قوله تعالى:{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ يوم الفصل ميقاتهم أجمعين...}.
يريد: الأولين والآخرين، ولو نصب {ميقاتهم} لكان صواباً يجعل اليوم صفة، قال: أنشدني بعضهم:-


لو كنت أعلم أنّ آخر عهدكم يوم الرحيل فعلت ما لم أفعـل

فنصب: يوم الرحيل, على أنه صفة). [معاني القرآن: 3/42]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إنّ يوم الفصل ميقاتهم أجمعين (40)}
ويجوز ميقاتهم بنصب التاء، ولا أعلم أنه قرئ بها، فلا تقرأن بها.
فمن قرأ ميقاتهم بالرفع , جعل يوم الفصل اسم إنّ، وجعل ميقاتهم الخبر، ومن نصب ميقاتهم جعله اسم إنّ ونصب يوم الفصل على الظرف، ويكون المعنى ميقاتهم في يوم الفصل). [معاني القرآن: 4/427]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يوم لا يغنى مولىً عن مولىً شيئاً }: ابن عم عن ابن عم). [مجاز القرآن: 2/209]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يوم لا يغني مولًى عن مولًى شيئاً} أي ولي عن وليه بالقرابة أو غيرها). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( المولى
المولى: المعتق. والمولى: المعتق. والمولى: عصبة الرّجل. ومنه قول الله عز وجل: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي}أراد: القرابات.
وقال رسول الله، صلّى الله عليه وسلم: ((أيّما امرأة نكحت بغير أمر مولاها فنكاحها باطل))، أي: بغير أمر وليها.
وقد يقال لمن تولّاه الرجل وإن لم يكن قرابة: مولى. قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} أي: وليّ المؤمنين، وأن الكافرين لا ولي لهم.
وقال تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا} [الدخان: 41]. أي: وليّ عن وليّه شيئا، إمّا بالقرابة أو بالتّولّي.
والحليف أيضا: المولى. قال النابغة الجعدي:




موالِيَ حِلْفٍ لا مَوالِي قَرَابَةٍ وَلَكِنْ قَطِينًا يَسْأَلُونَ الأَتَاوِيَا




وقال الله عز وجل: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] يريد: إذا دعاهم إلى أمر، ودعتهم أنفسهم إلى خلاف ذلك الأمر- كانت طاعته أولى بهم من طاعتهم لأنفسهم). [تأويل مشكل القرآن: 456] (م)

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون}
لا يغني ولي عن وليّه شيئا، ولا والد عن ولده، ولا مولود عن والده). [معاني القرآن: 4/427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون}
المولى : الولي والناصر , كما قال الشاعر:


فغدت كلا الفرجين تحسب انه مولى المخافة خلفها وأمامهـا

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كنت مولاه, فعلي مولاه))
في معناه ثلاثة أقوال:
- أحدها: أن يكون المعنى من كنت أتولاه فعلي يتولاه
- والقول الثاني: من كان يتولاني تولاه
- والقول الثالث: أنه يروى أن أسامة بن زيد قال لعلي عليه السلام :لست مولاي , إنما مولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال عليه السلام : من كنت مولاه فعلي مولاه. ). [معاني القرآن: 6/410-411]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَوْلًى عَن مَّوْلًى}: أي ولي عن وليه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى:{إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ من رّحم اللّه...}.
فإن المؤمنين يشفّع بعضهم في بعض، فإن شئت فاجعل (من) في موضع رفع، كأنك قلت: لا يقوم أحد إلا فلان، وإن شئت جعلته نصبا على الاستثناء والانقطاع عن أول الكلام تريد: اللهم إلاّ من رحمت). [معاني القرآن: 3/42]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إلاّ من رّحم اللّه إنّه هو العزيز الرّحيم}
وقال: {إلاّ من رّحم اللّه إنّه هو} : فجعله بدلا من الاسم المضمر في {ينصرون} , وإن شئت جعلته مبتدأ, وأضمرت خبره تريد "إلاّ من رحم الله فيغني عنه"). [معاني القرآن: 4/14]

تفسير قوله تعالى: {طَعَامُ الْأَثِيمِ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {طعام الأثيم...} يريد: الفاجر). [معاني القرآن: 3/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({طعام الأثيم}: أي: طعام الفاجر). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ شجرت الزّقّوم * طعام الأثيم}: يعني به ههنا : أبو جهل بن هشام). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم}
قال شعبة سمعت سليمان , عن مجاهد قال: كان ابن عباس جالسا, وفي يده محجن, والناس يطوفون بالبيت, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا أيها الناس اتقوا الله, ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون, فلو أن قطرة من الزقوم قطرت على أهل الدنيا لأمرت عليهم عيشهم, فكيف بمن طعامه الزقوم ؟!))
قال أبو الدرداء: {طعام الأثيم}: طعام الفاجر). [معاني القرآن: 6/410-412 ]

تفسير قوله تعالى:{كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {كالمهل تغلي...}.
قرأها كثير من أصحاب عبد الله: { تغلى} ، وقد ذكرت عن عبد الله، وقرأها أهل المدينة كذلك، وقرأها الحسن "يغلى". جعلها للطعام أو للمهل، ومن أنثها ذهب إلى تأنيث الشجرة.
ومثله قوله: {أمنةً نعاساً}: تغشى ويغشى؛ فالتذكير للنعاس، والتأنيث للأمنة، ومثله: {ألم يك نطفةً من مّني تمنى} التأنيث للنطفة، والتذكير من المني). [معاني القرآن: 3/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كالمهل} قد تقدم تفسيره). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (والمهل درديّ الزيت, ويقال: المهل: ما كان ذائبا من الفضة والنحاس, وما أشبه ذلك). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم}
روى سعيد بن جبير , وأبو ظبيان , عن ابن عباس قال: المهل دردي الزيت, ثم قال : {تغلي في البطون} : يعني : الشجرة
ومن قال: {يغلي}: جعله للطعام والزقوم
وقال الفراء وأبو حاتم : من قال:{يغلي}: جاز أن يجعله للمهل.
قال أبو جعفر : وهذا غلط لأن المهل ليس هو الذي يغلي في البطون , وإنما شبه به ما يغلي). [معاني القرآن: 6/412-413 ]

تفسير قوله تعالى: {كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( و{الحميم}: الماء الحار). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (والحميم الماء الحار كما قال: فيها كباء معد , وحميم الكباء البخور , يقال: كببت العود , أي : بخرته , والكبا: مقصور الكناسة). [معاني القرآن: 6/413]

تفسير قوله تعالى: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فاعتلوه...}.
قرأها بالكسر عاصم والأعمش، وقرأها أهل المدينة: {فاعتلوه}: بضم التاء). [معاني القرآن: 3/43]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {خذوه فاعتلوه}، وتقرأ: واعتلوه : {خذوه فاعتلوه}، أي : فردوه بالعنف. وتقرأ: {فاعتلوه}، يقال: جيء بفلان يعتل إلى السلطان، أي يقاد. {إلى سواء الجحيم} : وسط النار, أي : يقاد: {إلى سواء الجحيم}: وسط النار). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: ({خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم (47)}
ويقرأ فاعتلوه - بضم التاء, وكسرها.
المعنى: يا أيها الملائكة, خذوه فاعتلوه، والعتل: أن يؤخذ فيمضى به بعسف وشدة.
{إلى سواء الجحيم}: إلى وسط الجحيم). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم}
أي يقول للملائكة : خذوه فاعتلوه.
قال مجاهد: أي , فادفعوه.
قال أبو جعفر يقال: عتله يعتله , ويعتله إذا جره بعنف وشدة
قال قتادة :{ إلى سواء الجحيم } : إلى وسط الجحيم). [معاني القرآن: 6/413-414 ]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({إلى سواء الجحيم}: أي: إلى وسط الجحيم). [ياقوتة الصراط: 463]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَاعْتِلُوهُ}: أي : قودوه بالعنف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 226]

تفسير قوله تعالى: { ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ) : (وقوله: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم}: قرأها القراء بكسر الألف...
- حدثني شيخ, عن حجر, عن أبي قتادة الأنصاري, عن أبيه قال: سمعت الحسن بن علي بن أبي طالب على المنبر يقول: { ذق أنك} بفتح الألف.
والمعنى في فتحها: ذق بهذا القول الذي قلته في الدنيا، ومن كسر حكى قوله، وذلك أن أبا جهل لقي النبي -صلى الله عليه- قال: فأخذه النبي صلى الله عليه فهزه، ثم قال له : ((أولى لك يا أبا جهل, أولى)) فأنزلها الله كما قالها النبي صلى الله عليه وسلم .
ورد عليه أبو جهل، فقال: و الله ما تقدر أنت ولا ربك عليّ، إني لأكرم أهل الوادي على قومه، وأعزّهم؛ فنزلت كما قالها قال: فمعناه - فيما نرى والله أعلم -: أنه توبيخ أي : ذق فإنك كريم كما زعمت, ولست كذلك). [معاني القرآن: 3/43-44]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ذق إنّك أنت العزيز الكريم}: في الدنيا). [مجاز القرآن: 2/209]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قول الله سبحانه: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}.
فبعض الناس يذهب به هذا المذهب، أي أنت الذليل المهان.
وبعضهم يريد: أنت العزيز الكريم عند نفسك. وهو معنى تفسير ابن عباس لأن أبا جهل قال: ما بين جبليها أعزّ مني ولا أكرم، فقيل له: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان: 49]). [تأويل مشكل القرآن: 186]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم}
الناس كلهم على كسر{ إنّك} إلا الكسائي وحده فإنه قرأ: ذق أنّك أنت، أي لأنّك قلت إنك أنت العزيز الكريم، وذلك أنه كان يقول: أنا أعز أهل هذا الوادي , وأمنعهم .
فقال الله عزّ وجلّ : ذق هذا العذاب, إنّك أنت القائل: أنا العزيز الكريم). [معاني القرآن: 4/428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ذق إنك آنت العزيز الكريم}
وقرأ الحسن بن علي عليهما السلام {ذق أنك} بفتح الهمزة , وهي قراءة الكسائي , والمعنى عليها : ذق لأنك كنت تقول هذا , والمعنى على قولك .
قال قتادة : أنزل الله عز وجل في أبي جهل الآية: {أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى} .
فقال: أيوعدني محمد وما بين جبليها أعز مني, ولا أكرم ؟.
فأنزل الله: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} , وأنزل فيه : {كلا لا تطعه واسجد واقترب}). [معاني القرآن: 6/414-415 ]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:41 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38)}

تفسير قوله تعالى: {مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40)}

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41)}
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : (*مولى* والمولى المنعم والمولى المنعم عليه، قال أبو عبيدة وللمولى سبعة مواضع: المولى ذو النعمة من فوق، والمولى المنعم عليه من أسفل، وفي كتاب الله تبارك وتعالى: {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} والمولى في الدين من الموالاة وهو الولي، ومنه قول الله جل ثناؤه: {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم}، وقال الله عز وجل: {فإن الله هو مولاه} وجاء في الحديث: ((من كنت مولاه فإن عليا مولاه)) وقل النبي صلى الله عليه وسلم: ((مزينة وجهينة وأسلم وغفار موالي الله ورسوله)) قال العجاج (الرجز):
موالي الحق إن المولي شكر
أي أولياء الحق، وقال لبيد (الكامل):
فغدت كلا الفرجين تحب أنه = مولى المخافة خلفها وأمامها
والمولى ابن العم، وفي كتاب الله تبارك وتعالى: {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا} أي: ابن العم عن ابن العم، ومنه قوله تعالى: {وإني خفت الموالي من ورائي} أي بني عمي، وقال مخارق بن شهاب المازني (الطويل):
وإني لمولاك الذي لك نصره = إذا برطمت تحت السبال العنافق).
[كتاب الأضداد: 24-25] (م)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ((اللهم إني أسألك غناي وغنى مولاي)).
قال: حدثنيه يحيى بن سعيد ويزيد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان يرفعه.
قوله: ((غنى مولاي))، المولى عند كثير من الناس هو ابن العم خاصة. وليس هو هكذا، ولكنه الولي فكل ولي للإنسان فهو مولاه،
مثل الأب والأخ وابن الأخ والعم وابن العم وما وراء ذلك من العصبة كلهم.
ومنه قوله عز وجل: {وإني خفت الموالي من ورائي}. ومما يبين ذلك: أن المولى كل ولي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل)).
أراد بالمولى الولي.
وقال الله تبارك وتعالى: {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا}.
أفتراه إنما عنى ابن العم خاصة دون سائر أهل بيته؟
وقد يقال للحليف أيضا: مولى قال النابغة الجعدي:
موالي حلف لا موالي قرابة = ولكن قطينا يسألون الأتاويا
والأتاوي جمع إتاوة وهي الخراج). [غريب الحديث: 2/590-594] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (والمولى من الأضداد؛ فالمولى المنعم المعتِق، والمولى: المنعم عليه المعتَق.

وله أيضا معان ستة سوى هذين: فالمولى الأولى بالشيء، قال الله عز وجل: {النار هي مولاكم}، فمعناه هي أولى بكم، قال لبيد:
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه = مولى المخافة خلفها وأمامها
معناه أولى بالمخافة خلفها وأمامها.
ويكون المولى الولي، جاء في الحديث: ((مزينة وجهينة وأسلم وغفار موالي الله ورسوله))، فمعناه أولياء الله. ويروى في الحديث أيضا: ((أيما امرأة تزوجت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل))، معناه بغير إذن وليها، وقال العجاج:
فالحمد لله الذي أعطى الخير = موالي الحث إن المولى شكر
معناه أولياء الحق، وقال الأخطل لبني أمية:

أعطاكم الله جدا تنصرون به = لا جد إلا صغير بعد محتقر
لم يأشروا فيه إذ كانوا مواليه = ولو يكون لقوم غيرهم أشروا

أراد أولياءه.
وقال الأخطل أيضا لبعض خلفاء بني أمية:

فأصبحت مولاها من الناس بعده = فأحرى قريش أن يهاب ويحمدا

أراد فأصبحت ولي الخلافة. وقال الآخر:

كانوا موالي حق يطلبون به = فأدركوه وما ملوا وما لغبوا

معناه أولياء حق؟
والمولى ابن العم، والموالي بنو العم، قال الله عز ذكره: {وإني خفت الموالي من ورائي}، أراد بني العم، وقال تبارك وتعالى: {يوم لا يعني مولى عن مولى شيئا}، فمعناه لا يغني ابن عم عن ابن عمه، وقوله جل وعز: {لبئس المولى ولبئس العشير}، معناه لبئس الولي ولبئس المعاشر. وقال الزبرقان بن بدر:

ومن الموالي موليان فمنهما = معطي الجزيل وباذل النصر
ومن الموالي ضب جندلة = لحز المروءة ظاهر الغمر

وقال الآخر:
فأبقوا لا أبا لكم عليهم = فإن ملامة المولى شقاء
أراد ابن العم.
وأنشدنا أبو العباس، عن ابن الأعرابي للفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب يخاطب بني أمية:

مهلا بني عمنا مهلا موالينا = لا تنبشوا بييننا ما كان مدفونا
لا تجعلوا أن تهينونا ونكرمكم = وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
الله يعلم أنا لا نحبكم = ولا نلومكم ألا تحبونا
قال أبو بكر: قال لنا أبو العباس: (إذ لا تحبونا)

كل يداجي على البغضاء صاحبه = بنعمة الله نقليكم وتقلونا
وقال مخارق بن شهاب المازني لابن عم له مازني:
وإني لمولاك الذي لك نصره = إذا برطمت تحت السبال العنافق
وقال الآخر:
ذو نيرب من موالي الحي ذو حشد = يزجي لي القول بالبغضاء والكلم
أراد من بني عم الحي.
والمولى الحليف، قال الشاعر:
موالي حلف لا موالي قرابة = ولكن قطينا يأخذون الأتاويا
وقال الحصين بن الحمام المري:
يا أخوينا من أبينا وأمنا = مرا موليينا من قضاعة يذهبا
أراد بأحد الموليين بني سلامان بن سعد وبالمولى الآخر ابن خميس بن عامر، وعنى بالموليين الحليفين. وقال الآخر:
أتشتم قوما أثلوك بدارم = ولولاهم كنتم كعكل مواليا
أراد خلفاء. وقال الراعي:
جزى الله مولانا غنيا ملامة = شرار موالي عامر في العزائم
أراد أولياءنا.
والمولى الجار، قال مربع بن وعوعة الكلابي – وجاور كليب بن يربوع فأحمد جوارهم:

جزى الله خيرا والجزاء بكفه = كليب بن يربوع وزادهم حمدا
هم خلطونا بالنفوس وألجموا = إلى نصر مولاهم مسومة جردا

أراد نصر جارهم.
والمولى: الصهر، أنشد ابن السكيت وغيره لأبي المختار الكلابي:

ولا يفلتن النافعان كلاهما = وذاك الذي بالسوق مولى بني بدر

معناه صهر بني بدر). [كتاب الأضداد: 46-50] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43)}
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): (وقال: كل طعام يقتل فهو زقوم. العرب تقول زقمة، أي طاعون). [مجالس ثعلب: 471] (م)

تفسير قوله تعالى: {طَعَامُ الْأَثِيمِ (44)}

تفسير قوله تعالى: {كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45)}

تفسير قوله تعالى: {كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)}

تفسير قوله تعالى: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47)}
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (وسواء من الأضداد. يكون (سواء) غير الشيء، ويكون (سواء) الشيء بعينه؛ فإذا كانت بمعنى (غير) قيل: الرجل سواءك وسواك وسواك، إذا كسرت السين أو ضممتها قصرت، وإذا فتحتها مددت؛ وأنشد الفراء:
كمالك القصير أو كبرز = سوى كالمؤخرات من الضلوع
وأما الموضع الذي يكون فيه (سواء) نفس الشيء، فمثل قول الأعشى:
تجانف عن جو اليمامة ناقتي = وما عدلت من أهلها بسوائكا
معناه: وما عدلت من أهلها بك.
قال أبو بكر: هكذا رواه أبو عبيدة وفسره. ورواه غيره:
وما عدلت عن أهلها لسوائكا
وقالوا: معناه لغيرك. وينشد في هذا المعنى أيضا:
أتانا فلم نعدل سواه بغيره = نبي أتى من عند ذي العرش صادق
معناه أتانا فلم نعدله بغيره، على هذا أكثر الناس.
ويقال فيه قولان آخران. و(سواه) صلة للكلام، معناها التوكيد، كما قال عز وجل: {ليس كمثله شيء}، أراد كهو شيء؛ فأكد بـ«مثل»، قال الشاعر:
وقتلى كمثل جذوع النخيل يغشاهم سبل منهمر
أراج كجذوع النخيل. وقد تكسر السين منه ويقصر، وهو بمعنى النفس ومثل، قال الراجز:

يا ليت شعري والمنى لا تنفع = هل أغدون يوما وأمري مجمع
وتحت رحلي زفيان ميلع = كأنها نائحة تفجع

تبكي لميت وسواها الموجع
قال الأصمعي: سواها نفسها، ولو كان (سواها) غيرها لكان قد قصر في صفة الناقة، وإنما أراد امرأة تبكي على حميمها، ولم يرد نائحة مستأجرة.
وتكون (سواء) بمعنى (حذاء)، حكى الفراء: زيد سواء عمرو، بمعنى حذاء عمرو.
وتكون (سواء) بمعنى وسط، فتفتح سينه فيمد، وتكسر فيقصر، قال الله عز وجل: {فقد ضل سواء السبيل}، فمعناه وسط السبيل، ومثله: {فاعتلوه إلى سواء الجحيم} معناه في وسط الجحيم، قال حسان:
يا ويح أنصار النبي ورهطه = بعد المغيب في سواء الملحد
وقال عيسى بن عمر: كتبت حتى انقطع سوائي. وقال الآخر:
سحيرا وأعجاز النجوم كأنها = صوار تدلى من سواء أميل
وقال الله عز وجل: {لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى}، فمعناه وسكا بين الموضعين، وقال الشاعر:
وإن أبانا كان حل ببلدة = سوى بين قيس قيس عيلان والفزر
أراد وسطا.
وتكون (سواء) بمعنى معتدل، أنشد الفراء:
وليل تقول القوم من ظلماته = سواء صحيحات العيون وعورها
وقال ابن قيس الرقيات:
تقدت بي الشهباء نحو ابن جعفر = سواء عليها ليلها ونهارها).
[كتاب الأضداد: 40-43] (م)

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48)}

تفسير قوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49)}
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): (ومما يشبه الأضداد أيضا قولهم للعاقل: يا عاقل، وللجاهل إذا استهزءوا به: يا عاقل. يريدون: يا عاقل عند نفسك، قال عز وجل: {ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم * ذق إنك أنت العزيز الكريم}، معناه: عند نفسك؛ فأما عندنا فلست عزيزا ولا كريما. وكذلك قوله عز وجل فيما حكاه عن مخاطبة قوم شعيب شعيبا بقولهم: {إنك لأنت الحليم الرشيد}، أرادوا: أنت الحليم الرشيد عند نفسك، قال الشاعر:
فقلت لسيدنا يا حلـ = ـيم إنك لم تأس أسوا رفيقا
أراد: يا حليم عند نفسك، فإنما عندي فأنت سفيه). [كتاب الأضداد: 258]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50)}

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 صفر 1440هـ/30-10-2018م, 09:30 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 صفر 1440هـ/30-10-2018م, 09:30 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 صفر 1440هـ/30-10-2018م, 09:36 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما خلقنا السماوات والأرض} الآية ... إخبار فيه تنبيه وتحذير، وقوله: {إلا بالحق} يريد: بالواجب المفضي إلى الخيرات وفيض الهبات). [المحرر الوجيز: 7/ 582]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"يوم الفصل": هو يوم القيامة، وهذا هو الإخبار بالبعث، وهو أمر جوزه العقل وأثبته الشرع بهذه الآية وغيرها).[المحرر الوجيز: 7/ 582]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والمولى في هذه الآية يعم جميع الموالي من القرابات وموالي العتق وموالي الصداقة، وقوله تعالى: {ولا هم ينصرون}: إن كان الضمير يراد به العالم، فيصح أن تكون "من" في قوله تعالى: {إلا من رحم الله} في موضع نصب على الاستثناء المتصل، وإن كان الضمير يراد به الكفار، فالاستثناء منقطع، ويصح أن يكون في موضع رفع على الابتداء والخبر مقدر، تقديره: فإنه يغني بعضهم عن بعض في الشفاعة ونحوها، أو يكون تقديره: فإن الله ينصره). [المحرر الوجيز: 7/ 582]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إن شجرت الزقوم طعام الأثيم}، روي عن ابن زيد "الأثيم" المشار إليه هو أبو جهل، ثم هي بالمعنى- تتناول كل أثيم، وهو كل تاجر يكتسب الإثم، وروي عن همام أن أبا الدرداء أقرأ أعرابيا، فكان يقول: "طعام اليتيم"، فرد عليه أبو الدرداء مرارا فلم يلقن، فقال له: قل: "طعام الفاجر"، فقرئت كذلك، وإنما هي على التفسير، وهي الشجرة الملعونة في القرآن، وهي تنبت في أصل الجحيم، وروي أن أبا جهل لما نزلت هذه الآية، وأشار الناس بها إليه، جمع عجوة بزبد، ثم دعا إليها ناسا، فقال لهم: "تزقموا، فإن الزقوم هو عجوة يثرب بالزبد، وهو طعامي الذي حدث به محمد".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وإنما قصد بذلك ضربا من المغالطة والتلبيس على الجهلة). [المحرر الوجيز: 7/ 582]

تفسير قوله تعالى: {كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {كالمهل يغلي في البطون * كغلي الحميم * خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم * ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم * ذق إنك أنت العزيز الكريم * إن هذا ما كنتم به تمترون * إن المتقين في مقام أمين * في جنات وعيون * يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين * كذلك وزوجناهم بحور عين * يدعون فيها بكل فاكهة آمنين * لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم * فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم * فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون * فارتقب إنهم مرتقبون}
قال ابن عباس، وابن عمر رضي الله عنهم: "المهل": دردي الزيت وعكره، وقال ابن مسعود، وابن عباس أيضا رضي الله عنهم: "المهل": ما ذاب من ذهب أو فضة أو حديد أو رصاص ونحوه، قال الحسن: كان ابن مسعود على بيت المال لعمر رضي الله عنه بالكوفة، فأذاب يوما فضة مكسرة، فلما انماعت، قال: يدخل من بالباب، فدخلوا، فقال لهم: هذا أشبه ما رأينا في الدنيا بالمهل.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والمعنى: أن هذه الشجرة إذا طعمها الكافر في جهنم صارت في جوفه تفعل كما يفعل المهل السخن من الإحراق والإفساد، وقرأ نافع، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وعاصم في رواية أبي بكر: "تغلي" بالتاء، أي: الشجرة، وهي قراءة عمرو بن ميمون، وأبي رزين، والحسن، والأعرج، وأبي جعفر، وشيبة، وابن محيصن، وطلحة. وقرأ ابن كثير، وابن عامر، وعاصم في رواية حفص: "يغلي" بالياء على معنى الطعام، وهي قراءة مجاهد، والحسن -بخلاف عنه-.
و"الحميم": الماء السخن الذي يتطاير من غليانه). [المحرر الوجيز: 7/ 583]

تفسير قوله تعالى: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {خذوه فاعتلوه} الآية، معناه: يقال يومئذ للملائكة عن هذا الأثيم: خذوه فاعتلوه، و"العَتْلُ": السوق بعنف وإهانة ودفع قوي متصل، كما يساق أبدا مرتكب الجرائم، وقرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر: "فاعتلوه" بضم التاء، والباقون بكسرها، وقد روي الضم عن أبي عمرو، وكذلك روي الوجهان عن الحسن، وقتادة، والأعرج، و"السواء": الوسط، وقيل: المعظم، وذلك متلازم، المعظم أبدا من مثل هذا إنما هو في الوسط). [المحرر الوجيز: 7/ 583-584]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وفي الآية ما يقتضي أن الكافر يصب على رأسه من حميم جهنم، وهو ما يغلي فيها من ذوب، وهذا كما في قوله تعالى: {يصب من فوق رءوسهم الحميم}، وإلى هذا نظر بعض ولاة المدينة، فإنه كان يصب الخمر على رأس الذي شربها أو توجد عنده عقوبة له وأدبا، ذكر ذلك ابن حبيب في الواضحة).[المحرر الوجيز: 7/ 584]

تفسير قوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} مخاطبة على معنى هذا التقريع، ويروى عن قتادة أن أبا جهل لما قال نزلت: {إن شجرت الزقوم طعام الأثيم}: أيتهددني محمد -عليه الصلاة والسلام- وأنا ما بين جبليها أعز مني وأكرم؟ فنزلت هذه الآيات، وفي آخرها: ذق إنك أنت العزيز الكريم أي: على قولك، وهذا كما قال جرير:
ألم يكن -في وسوم قد وسمت بها ... من حان- موعظة يا زهرة اليمن؟
يقولها للشاعر الذي سمى نفسه به، وذلك في قوله:
أبلغ كليبا وأبلغ عنك شاعرها ... أني الأعز وأني زهرة اليمن
فجاء بيت جرير على هذا الهزء، وقرأ الجمهور: "إنك" بكسر الألف، وقرأ الكسائي وحده: "أنك" بفتح الألف، والمعنى واحد في المقصد وإن اختلف المأخذ إليه، وبفتح الألف قرأها على المنبر الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أسندها إليه الكسائي وأتبعه فيها). [المحرر الوجيز: 7/ 584]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) :(وقوله تعالى: {إن هذا ما كنتم به تمترون} عبارة عن قول يقال للكفرة عند عذابهم، أي: هذه الآخرة وجهنم التي كنتم تشكون فيها). [المحرر الوجيز: 7/ 585]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 08:52 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 08:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما خلقنا السّموات والأرض وما بينهما لاعبين (38) ما خلقناهما إلا بالحقّ ولكنّ أكثرهم لا يعلمون (39) إنّ يوم الفصل ميقاتهم أجمعين (40) يوم لا يغني مولًى عن مولًى شيئًا ولا هم ينصرون (41) إلا من رحم اللّه إنّه هو العزيز الرّحيم (42)}
يقول تعالى مخبرًا عن عدله وتنزيهه نفسه عن اللّعب والعبث والباطل، كقوله: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظنّ الّذين كفروا فويلٌ للّذين كفروا من النّار} [ص: 27]، وقال {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا وأنّكم إلينا لا ترجعون فتعالى اللّه الملك الحقّ لا إله إلا هو ربّ العرش الكريم} [المؤمنون: 115، 116]). [تفسير ابن كثير: 7/ 259]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {إنّ يوم الفصل} وهو يوم القيامة، يفصل اللّه فيه بين الخلائق، فيعذّب الكافرين ويثيب المؤمنين.
وقوله: {ميقاتهم أجمعين} أي: يجمعهم كلّهم أوّلهم وآخرهم). [تفسير ابن كثير: 7/ 259]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({يوم لا يغني مولًى عن مولًى شيئًا} أي: لا ينفع قريبٌ قريبًا، كقوله: {فإذا نفخ في الصّور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101]، وكقوله {ولا يسأل حميمٌ حميمًا. يبصّرونهم} [المعارج: 10، 11] أي: لا يسأل أخًا له عن حاله وهو يراه عيانًا.
وقوله: {ولا هم ينصرون} أي: لا ينصر القريب قريبه، ولا يأتيه نصره من خارجٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 259]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {إلا من رحم اللّه} أي: لا ينفع يومئذٍ إلّا من رحمه اللّه، عزّ وجلّ، لخلقه {إنّه هو العزيز الرّحيم} أي: هو عزيزٌ ذو رحمةٍ واسعةٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 259]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ شجرة الزّقّوم (43) طعام الأثيم (44) كالمهل يغلي في البطون (45) كغلي الحميم (46) خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم (47) ثمّ صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم (48) ذق إنّك أنت العزيز الكريم (49) إنّ هذا ما كنتم به تمترون (50)}
يقول تعالى مخبرًا عمّا يعذّب به [عباده] الكافرين الجاحدين للقائه: {إنّ شجرة الزّقّوم طعام الأثيم} والأثيم أي: في قوله وفعله، وهو الكافر. وذكر غير واحدٍ أنّه أبو جهلٍ، ولا شكّ في دخوله في هذه الآية، ولكن ليست خاصّةً به.
قال ابن جريرٍ: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا عبد الرّحمن، حدّثنا سفيان عن الأعمش، عن إبراهيم عن همّام بن الحارث، أن أبا الدّرداء كان يقرئ رجلًا {إنّ شجرة الزّقّوم طعام الأثيم} فقال: طعام اليتيم فقال أبو الدّرداء قل: إنّ شجرة الزّقّوم طعام الفاجر. أي: ليس له طعامٌ غيرها.
قال مجاهدٌ: ولو وقعت منها قطرةٌ في الأرض لأفسدت على أهل الأرض معايشهم. وقد تقدّم نحوه مرفوعًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 259-260]

تفسير قوله تعالى: {كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {كالمهل} قالوا: كعكر الزّيت {يغلي في البطون. كغلي الحميم} أي: من حرارتها ورداءتها). [تفسير ابن كثير: 7/ 260]

تفسير قوله تعالى: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {خذوه فاعتلوه} أي: [خذوا] الكافر، وقد ورد أنّه تعالى إذا قال للزّبانية {خذوه} ابتدره سبعون ألفًا منهم.
{فاعتلوه} أي: سوقوه سحبًا ودفعًا في ظهره.
قال مجاهدٌ: {خذوه فاعتلوه} أي: خذوه فادفعوه.
وقال الفرزدق:
ليس الكرام بناحليك أباهم = حتّى تردّ إلى عطيّة تعتل
{إلى سواء الجحيم} أي: وسطها). [تفسير ابن كثير: 7/ 260]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم} كقوله {يصبّ من فوق رءوسهم الحميم. يصهر به ما في بطونهم والجلود} [الحجّ: 19، 20].
وقد تقدّم أنّ الملك يضربه بمقمعةٍ من حديدٍ، تفتح دماغه، ثمّ يصبّ الحميم على رأسه فينزل في بدنه، فيسلت ما في بطنه من أمعائه، حتّى تمرق من كعبيه -أعاذنا اللّه تعالى من ذلك). [تفسير ابن كثير: 7/ 260]

تفسير قوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم} أي: قولوا له ذلك على وجه التّهكّم والتّوبيخ.
وقال الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ: أي لست بعزيزٍ ولا كريمٍ.
وقد قال الأمويّ في مغازيه: حدّثنا أسباطٌ، حدّثنا أبو بكرٍ الهذليّ، عن عكرمة قال: لقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أبا جهلٍ -لعنه اللّه- فقال: "إنّ اللّه تعالى أمرني أن أقول لك: {أولى لك فأولى. ثمّ أولى لك فأولى} [القيامة: 34، 35] قال: فنزع ثوبه من يده وقال: ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيءٍ. ولقد علمت أنّي أمنع أهل البطحاء، وأنا العزيز الكريم. قال: فقتله اللّه تعالى يوم بدرٍ وأذلّه وعيّره بكلمته، وأنزل: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم}).[تفسير ابن كثير: 7/ 260]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ هذا ما كنتم به تمترون}، كقوله {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا. هذه النّار الّتي كنتم بها تكذّبون أفسحرٌ هذا أم أنتم لا تبصرون} [الطور: 13 -15]، ولهذا قال هاهنا: {إنّ هذا ما كنتم به تمترون}). [تفسير ابن كثير: 7/ 260-261]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة