العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة طه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 07:42 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير سورة طه [ من الآية (90) إلى الآية (94) ]

{وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 07:44 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولقد قال لهم هارون من قبل} يقول: ولقد قال لعبدة العجل من بني إسرائيل هارون من قبل رجوع موسى إليهم، وقيله لهم ما قال، ممّا أخبر اللّه عنه {إنّما فتنتم به} يقول: إنّما اختبر اللّه إيمانكم ومحافظتكم على دينكم بهذا العجل، الّذي أحدث فيهم الخوار، ليعلم به الصّحيح الإيمان منكم من المريض القلب، الشّاكّ في دينه.
- كما: حدّثني موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال لهم هارون: {إنّما فتنتم به} يقول: إنّما ابتليتم به، يقول: بالعجل.
وقوله: {وإنّ ربّكم الرّحمن فاتّبعوني وأطيعوا أمري} يقول: وإنّ ربّكم الرّحمن الّذي يعمّ جميع الخلق نعمه، فاتّبعوني على ما آمركم به من عبادة اللّه، وترك عبادة العجل، وأطيعوا أمري فيما آمركم به من طاعة اللّه، وإخلاص العبادة له). [جامع البيان: 16/144]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لما هجم فرعون على البحر وأصحابه - وكان فرعون على فرس أدهم حصان هاب الحصان أن يقتحم البحر فمثل له جبريل على فرس لأنثى فلما رآها الحصان هجم خلفها وعرف السامري جبريل - لأن أمه حين خافت أن يذبح خلفته في غار وأطبقت عليه - فكان جبريل يأتيه فيغذوه بأصابعه في واحدة لبنا وفي الأخرى عسلا وفي الأخرى سمنا فلم يزل يغذوه حتى نشأ فلما عاينه في البحر عرفه فقبض قبضة من أثر فرسه، قال أخذ من تحت الحافر قبضة وألقى في روع السامري: إنك لا تلقيها على شيء فتقول: كن كذا إلا كان فلم تزل القبضة معه في يده حتى جاوز البحر فلما جاوز موسى وبنو إسرائيل البحر أغرق الله آل فرعون، قال موسى لأخيه هرون (اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين) ومضى موسى لموعد ربه وكان مع بني إسرائيل حلي من حلي آل فرعون فكأنهم تأثموا منه فأخرجوه لتنزل النار فتأكله فلما جمعوه قال السامري: بالقبضة هكذا فقذفها فيه وقال: كن عجلا جسدا له خوار فصار {عجلا جسدا له خوار} فكان يدخل الريح من دبره ويخرج من فيه يسمع له صوت فقال {هذا إلهكم وإله موسى} فعكفوا على العجل يعبدونه، فقال هارون: {يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري (90) قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} ). [الدر المنثور: 10/227-228] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان السامري رجلا من أهل باجرما وكان من قوم يعبدون البقر فكان حب عبادة البقر في نفسه وكان قد أظهر الإسلام في بني إسرائيل فلما فصل موسى إلى ربه قال لهم هرون: إنكم قد حملتم {أوزارا من زينة القوم} آل فرعون ومتاعا وحليا فتطهروا منها فإنها رجس وأوقد لهم نارا فقال: اقذفوا ما معكم من ذلك فيها فجعلوا يأتون بما معهم فيقذفون فيها ورأى السامري أثر فرس جبريل فأخذ ترابا من أثر حافره ثم أقبل إلى النار فقال لهرون يا نبي الله ألقي ما في يدي قال: نعم، ولا يظن هرون إلا أنه كبعض ما جاء به غيره من ذلك الحلي والأمتعة فقذفه فيها فقال: كن {عجلا جسدا له خوار} فكان للبلاء والفتنة، فقال: {هذا إلهكم وإله موسى} فعكفوا عليه وأحبوه حبا لم يحبوا مثله شيئا قط: يقول الله: {فنسي} أي ترك ما كان عليه من الإسلام يعني السامري {أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا} وكان اسم السامري: موسى بن ظفر وقع في أرض مصر فدخل في بني إسرائيل فلما رأى هرون ما وقعوا فيه قال: {يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري}.
{قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى}. فأقام هارون في من معه من المسلمين ممن لم يفتتن، وأقام من يعبد العجل على عبادة العجل، وتخوف هارون إن سار بمن معه من المسلمين أن يقول له موسى: فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قوله. وكان له هائبا مطيعا). [الدر المنثور: 10/228-229] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: وانطلق موسى إلى ربه يكلمه، فلما كلمه قال له: {وما أعجلك عن قومك يا موسى}. قال: {هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى}. قال: {فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري}. فلما خبره خبرهم قال: يا رب، هذا السامري أمرهم أن يتخذوا العجل، أرأيت الروح من نفخها فيه؟ قال الرب: أنا. قال: يا رب، فأنت إذن أضلتهم.
ثم رجع {موسى إلى قومه غضبان أسفا}. قال: حزينا، {قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا} إلى قوله: {ما أخلفنا موعدك بملكنا} يقول: بطاقتنا {ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم} يقول: من حلي القبط: {فقذفناها فكذلك ألقى السامري (87) فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار} فعكفوا عليه يعبدونه وكان يخور ويمشي، فقال لهم هرون: {يا قوم إنما فتنتم به} يقول ابتليتم بالعجل، قال: {فما خطبك يا سامري} ما بالك، إلى قوله: {وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه} قال: فأخذه فذبحه ثم خرقه بالمبرد، يعني سحكه ثم ذراه في اليم، فلم يبق نهر يجري يومئذ إلا وقع فيه منه شيء ثم قال لهم موسى: اشربوا منه فشربوا، فمن كان يحبه خرج على شاربيه الذهب فذلك حين يقول: {وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم}، قال: فلما سقط في أيدي بني إسرائيل حين جاء موسى {ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين} فأبى الله أن يقبل توبة بني إسرائيل إلا بالحال التي كرهوا أنهم كرهوا أن يقاتلوهم حين عبدوا العجل {قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم} فاجتلد الذين عبدوه والذين لم يعبدوا بالسيوف فكان من قتل من الفريقين شهيدا حتى كثر القتل حتى كادوا أن يهلكوا حتى قتل منهم سبعون ألفا وحتى دعا موسى وهرون: ربنا هلكت بنو إسرائيل ربنا البقية، البقية، فأمرهم أن يضعوا السلاح وتاب عليهم فكان من قتل منهم كان شهيدا ومن بقي كان مكفرا عنه فذلك قوله تعالى: {فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم}، ثم إن الله تعالى أمر موسى أن يأتيه في ناس من بني اسرائيل يعتذرون إليه من عبادة العجل فوعدهم موعدا {واختار موسى قومه سبعين رجلا} ثم ذهب ليعتذروا من عبادة العجل فلما أتوا ذلك قالوا: {لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة} فإنك قد كلمته فأرناه {فأخذتهم الصاعقة} فماتوا فقام موسى يبكي ويدعو الله ويقول: رب، ماذا أقول لنبي إسرائيل إذا أتيتهم وقد أهلكت خيارهم {رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا} فأوحى الله إلى موسى أن هؤلاء السبعين ممن اتخذوا العجل، فذلك حين يقول موسى: {إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء} الآية). [الدر المنثور: 10/231-233] (م)

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قالوا لن نبرح عليه عاكفين} يقول: قال عبدة العجل من قوم موسى: لن نزال على العجل مقيمين نعبده، حتّى يرجع إلينا موسى). [جامع البيان: 16/144]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك في الزهد وأبو نعيم في الحلية عن عون بن عبد الله قال: إن الله ليدخل خلقا الجنة فيعطيهم حتى يملوا وفوقهم ناس في {الدرجات العلى} فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقول: يا ربنا إخواننا كنا معهم فبم فضلتهم علينا فيقال: هيهات، إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون ويظمؤون حين تروون ويقومون حين تنامون ويستحصون حين تختصون فيه قال: {يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري (90) قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} فأقام هرون فيمن معه من المسلمين مخافة أن يقول له موسى: {فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} وكان له سامعا مطيعا). [الدر المنثور: 10/221-222] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان السامري رجلا من أهل باجرما وكان من قوم يعبدون البقر فكان حب عبادة البقر في نفسه وكان قد أظهر الإسلام في بني إسرائيل فلما فصل موسى إلى ربه قال لهم هرون: إنكم قد حملتم {أوزارا من زينة القوم} آل فرعون ومتاعا وحليا فتطهروا منها فإنها رجس وأوقد لهم نارا فقال: اقذفوا ما معكم من ذلك فيها فجعلوا يأتون بما معهم فيقذفون فيها ورأى السامري أثر فرس جبريل فأخذ ترابا من أثر حافره ثم أقبل إلى النار فقال لهرون يا نبي الله ألقي ما في يدي قال: نعم، ولا يظن هرون إلا أنه كبعض ما جاء به غيره من ذلك الحلي والأمتعة فقذفه فيها فقال: كن {عجلا جسدا له خوار} فكان للبلاء والفتنة، فقال: {هذا إلهكم وإله موسى} فعكفوا عليه وأحبوه حبا لم يحبوا مثله شيئا قط: يقول الله: {فنسي} أي ترك ما كان عليه من الإسلام يعني السامري {أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا} وكان اسم السامري: موسى بن ظفر وقع في أرض مصر فدخل في بني إسرائيل فلما رأى هرون ما وقعوا فيه قال: {يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري}.
{قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى}. فأقام هارون في من معه من المسلمين ممن لم يفتتن، وأقام من يعبد العجل على عبادة العجل، وتخوف هارون إن سار بمن معه من المسلمين أن يقول له موسى: فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قوله. وكان له هائبا مطيعا). [الدر المنثور: 10/228-229] (م)

تفسير قوله تعالى: (قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلّوا (92) ألاّ تتّبعن أفعصيت أمري (93) قال يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إنّي خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي}.
يقول تعالى ذكره: قال موسى لأخيه هارون لمّا فرغ من خطاب قومه ومراجعته إيّاهم على ما كان من خطأ فعلهم: يا هارون أيّ شيءٍ منعك إذ رأيتهم ضلّوا عن دينهم، فكفروا باللّه وعبدوا العجل ألا تتّبعني.
واختلف أهل التّأويل في المعنى الّذي عذل موسى عليه أخاه من تركه اتّباعه، فقال بعضهم: عذله على تركه السّير بمن أطاعه في أثره على ما كان عهد إليه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا قال القوم: {لن نبرح عليه عاكفين حتّى يرجع إلينا موسى} أقام هارون في من معه من المسلمين ممّن لم يفتتن، وأقام من يعبد العجل على عبادة العجل، وتخوّف هارون إن سار بمن معه من المسلمين أن يقول له موسى: {فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} وكان له هائبًا مطيعًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ما منعك إذ رأيتهم ضلّوا (92) ألاّ تتّبعن} قال: تدعهم.
وقال آخرون: بل عذله على تركه أن يصلح ما كان من فساد القوم
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {ما منعك إذ رأيتهم ضلّوا (92) ألاّ تتّبعن} قال: أمر موسى هارون أن يصلح، ولا يتّبع سبيل المفسدين، فذلك قوله: {ألاّ تتّبعن أفعصيت أمري} بذلك). [جامع البيان: 16/145-146]

تفسير قوله تعالى: (أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلّوا (92) ألاّ تتّبعن أفعصيت أمري (93) قال يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إنّي خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي}.
يقول تعالى ذكره: قال موسى لأخيه هارون لمّا فرغ من خطاب قومه ومراجعته إيّاهم على ما كان من خطأ فعلهم: يا هارون أيّ شيءٍ منعك إذ رأيتهم ضلّوا عن دينهم، فكفروا باللّه وعبدوا العجل ألا تتّبعني.
واختلف أهل التّأويل في المعنى الّذي عذل موسى عليه أخاه من تركه اتّباعه، فقال بعضهم: عذله على تركه السّير بمن أطاعه في أثره على ما كان عهد إليه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا قال القوم: {لن نبرح عليه عاكفين حتّى يرجع إلينا موسى} أقام هارون في من معه من المسلمين ممّن لم يفتتن، وأقام من يعبد العجل على عبادة العجل، وتخوّف هارون إن سار بمن معه من المسلمين أن يقول له موسى: {فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} وكان له هائبًا مطيعًا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ما منعك إذ رأيتهم ضلّوا (92) ألاّ تتّبعن} قال: تدعهم.
وقال آخرون: بل عذله على تركه أن يصلح ما كان من فساد القوم
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {ما منعك إذ رأيتهم ضلّوا (92) ألاّ تتّبعن} قال: أمر موسى هارون أن يصلح، ولا يتّبع سبيل المفسدين، فذلك قوله: {ألاّ تتّبعن أفعصيت أمري} بذلك). [جامع البيان: 16/145-146] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا (92) ألا تتبعن} قال: تدعهم). [الدر المنثور: 10/234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال: أمره موسى أن يصلح ولا يتبع سبيل المفسدين فكان من إصلاحه أن ينكر العجل، فذلك قوله: {ألا تتبعن أفعصيت أمري} كذلك أيضا). [الدر المنثور: 10/234]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قال يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي} وفي هذا الكلام متروكٌ، ترك ذكره استغناءً بدلالة الكلام عليه، وهو: ثمّ أخذ موسى بلحية أخيه هارون ورأسه يجرّه إليه، فقال هارون: {يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي}.
وقوله: {إنّي خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} فاختلف أهل العلم في صفة التّفريق بينهم، الّذي خشيه هارون، فقال بعضهم: كان هارون خاف أن يسير بمن أطاعه، وأقام على دينه في أثر موسى، ويخلّف عبدة العجل، وقد {قالوا} له {لن نبرح عليه عاكفين حتّى يرجع إلينا موسى} فيقول له موسى {فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} بسيرك بطائفةٍ، وتركك منهم طائفةً وراءك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال ابن زيدٍ، في قول اللّه تعالى: {ما منعك إذ رأيتهم ضلّوا ألاّ تتّبعن أفعصيت أمري} قال: {خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} قال: خشيت أن يتّبعني بعضهم ويتخلّف بعضهم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: خشيت أن نقتتل فيقتل بعضنا بعضًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، {إنّي خشيت أن تقول، فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} قال: كنّا نكون فرقتين فيقتل بعضنا بعضًا حتّى نتفانى.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب، القول الّذي قاله ابن عبّاسٍ من أنّ موسى عذل أخاه هارون على تركه اتّباع أمره بمن اتّبعه من أهل الإيمان، فقال له هارون: إنّي خشيت أن تقول، فرّقت بين جماعتهم، فتركت بعضهم وراءك، وجئت ببعضهم، وذلك بيّنٌ في قول هارون للقوم {يا قوم إنّما فتنتم به وإنّ ربّكم الرّحمن فاتّبعوني وأطيعوا أمري} وفي جواب القوم له وقيلهم {لن نبرح عليه عاكفين حتّى يرجع إلينا موسى}.
وقوله: {ولم ترقب قولي} يقول: ولم تنظر قولي وتحفظه، من مراقبة الرّجل الشّيء، وهي مناظرته لحفظه.
- كما: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {ولم ترقب قولي} قال: لم تحفظ قولي). [جامع البيان: 16/146-147]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك في الزهد وأبو نعيم في الحلية عن عون بن عبد الله قال: إن الله ليدخل خلقا الجنة فيعطيهم حتى يملوا وفوقهم ناس في {الدرجات العلى} فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقول: يا ربنا إخواننا كنا معهم فبم فضلتهم علينا فيقال: هيهات، إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون ويظمؤون حين تروون ويقومون حين تنامون ويستحصون حين تختصون فيه قال: {يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري (90) قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} فأقام هرون فيمن معه من المسلمين مخافة أن يقول له موسى: {فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} وكان له سامعا مطيعا). [الدر المنثور: 10/221-222] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل} قال: خشيت أن يتبعني بعضهم ويتخلف بعضهم). [الدر المنثور: 10/234-235]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي اله عنه في قوله: {إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل} قال: قد كره الصالحون الفرقة قبلكم). [الدر المنثور: 10/235]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ولم ترقب قولي} قال: لم تنتظر قولي وما أنا صانع وقائل، قال: وقال ابن عباس رضي الله عنهما {ولم ترقب قولي} لم تحفظ قولي). [الدر المنثور: 10/235]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 07:52 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولقد قال لهم هارون من قبل} [طه: 90] أن يرجع إليهم موسى حين اتّخذوا العجل.
{يا قوم إنّما فتنتم به} [طه: 90] يعني بالعجل). [تفسير القرآن العظيم: 1/273]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإنّ ربّكم الرّحمن فاتّبعوني وأطيعوا أمري {90} قالوا لن نبرح} [طه: 90-91]
[تفسير القرآن العظيم: 1/273]
لن نزال.
{عليه عاكفين} [طه: 91] نعبده). [تفسير القرآن العظيم: 1/274]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {لن نبرح عليه عاكفين} مجازه لن نزال، قال أوس بن حجر:

فما برحت خيلٌ تثوب وتدّعي=ويلحق منها لاحقٌ وتقّطع
أي فما زالت). [مجاز القرآن: 2/25]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({حتّى يرجع إلينا موسى {91} قال} [طه: 91-92] موسى لهارون لمّا رجع ورأى أنّهم اتّخذوا العجل). [تفسير القرآن العظيم: 1/274]

تفسير قوله تعالى: {أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلّوا {92} ألّا تتّبعن أفعصيت أمري {93} قال يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي} [طه: 92-94] وقد قال في الآية الأخرى: و....
{إنّي خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} [طه: 94] قال: أي ولم....
يعني الميعاد لرجوعه، ولكن تركتهم وجئت وقد استخلفتك فيهم.
يقول: لو اتّبعتك وتركتهم لخشيت أن تقول لي هذا القول). [تفسير القرآن العظيم: 1/274]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
({يا بن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي} فتح بعضهم الميم لأنهم جعلوه إسمين بمنزلة خمسة عشر لأنهما إسمان فأجروهما مجرى إسمٍ واحدٍ كقولهم: هو جاري بيت بيتً ولقيته كفة كفة، وكسر بعضهم الميم فقال يا بن أم بغير ياء ولا تنوين كما فعلوا ذلك بقولهم: يا زيد، بغير تنوين،

وقال زهير:
تبصّر خليلي هل ترى من ظغائن= تحمّلن بالعلياء من فوق جرثم
وأطلق بعضهم ياء الاضافة لأنه جعل النداء في ابن فقال يا ابن أمي، لأنه يجعل النداء في ابن كما جعله في زيد ثم أظهر في الاسم الثاني ياء الاضافة كما قال:
يا بن أمّي ويا شقّيق نفسي=أنت خلّيتني لدهرٍ شديد
وكذلك قال:
يا بنت عمي لاحني الهواجر فأطلق الياء وقال:
رجالٌ ونسوانٌ يودّون أنني=وإياك نخزى يابن عمّ ونفضح
فلم يطلق ياء الإضافة وجرها بعضهم وفتحها آخرون). [مجاز القرآن: 2/26،25]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ولم ترقب قولي} مجازه لم تسمع قولي ولم تنتظر.وفي آية أخرى {لا يرقبون في مؤمنٍ إلاّ ولا ذمّةً} أي لا يراقبون).
[مجاز القرآن: 2/26]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - جلّ وعزّ -: {قال يبنؤمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إنّي خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي}
(يا ابن أمّ) بفتح الميم، وإن شئت (يا ابن أمّ) - بكسر الميم - وفتحت أم والموضع موضع جر لأن (ابن) و (أم) جعلا اسما واحدا فبنى ابن وأم على الفتح، ومن قال (يا ابن أمّ) أضافه إلى نفسه.
وفيها وجه ثالث " يا ابن أمّي لا تأخذ " ولكنه لا يقرأ بها. ليست ثابتة الياء في المصحف.
ومثل هذا من الشعر:
يا ابن أمّي ويا شقيّق نفسي=أنت خلّيتني لأمر شديد
ولم يجئ هذا إلا في ابن أم، وابن عم، وذلك أنه يقال لمن ليس بأخ لأمّ. ولا بأخ ألبتّة: يا ابن أم، وكذلك يقال للأجنبي: يا ابن عم، فلما أزيل عن بابه بني على الفتح، وإن كان قد يقول القائل لأخيه من أمه أيضا يا ابن أمّ، فإنما أدخل أخاه في جملة من يقول له يا ابن أمّ.
وقد قيل في هارون إنّه لم يكن أخا موسى لأمّه - واللّه أعلم -). [معاني القرآن: 3/373]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 07:57 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
ولا ألفينكم تعكفون بقنة = بتثليث أنتم جندها وقطينها
يقال: عكف الرجل بالمكان يعكف ويعكف، بضم الكاف وكسرها، وذلك إذا أقام به كالحابس نفسه. ومن ذلك الاعتكاف في المساجد). [شرح ديوان كعب بن زهير: 207] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) }

تفسير قوله تعالى: {أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وزعم سيبويه مع التفسير الذي فسرناه أن العرب إذا ضمت عربياً إلى عربيٍّ مما يلزمه البناء ألزمته أخف الحركات، وهي الفتحة، فقالوا: خمسة عشر يا فتى، وهو جاري بيت يا فتى، ولقيته كفة كفة، و{يا ابن أم لا تأخذ} وإذا بنوا أعجمياً مع ما قبله حطوه عن ذلك، فألزموه الكسر،وهذا مطرد في كلامهم. فأما هيهات فتأويلها: في البعد، وهي ظرف غير متمكن؛ لإبهامها، ولأنها بمنزلة الأصوات. فمنهم من يجعلها واحدا كقولك: علقاة فيقول: {هيهات هيهات لما توعدون} فمن قال ذلك فالوقف عنده هيهاه وترك التنوين للبناء. ومنهم من يجعلها جمعاً كبيضات فيقول: {هيهات هيهات لما توعدون} وإذا وقف على هذا القول وقف بالتاء، والكسرة إذا أردت الجمع للبناء كالفتحة إذا أردت الواحد). [المقتضب: 3/182]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما قولهم: يا ابن أم، ويا ابن عم فإنهم جعلوهما اسماً واحداً بمنزلة خمسة عشر، وإنما فعلوا ذلك لكثرة الاستعمال.
ألا ترى أن الرجل منهم يقول لمن لا يعرف، ولمن لا رحم بينه وبينه: يا ابن عم، ويا ابن أم حتى صار كلاماً شائعاً مخرجاً عمن هو له فلما كان كذلك خفف، فجعل اسماً واحداً. قال الله عز وجل: {يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي} ولم يكن ذلك في غير هذا؛ إذ لم يكن فيه من الاستعمال ما في هذا.
وقد قالوا: يا ابن أم لا تفعل. وذلك أنه لما جعلهما اسماً واحداً صارت بمنزلة زيد، ثم أضافه كما تضيف زيداً فتقول: يا زيد لا تفعل.
ومن أثبت الياء في زيد أثبتها ها هنا، إلا أن الأجود إذا أثبتت الياء أن يكون إثباتها كإثبات الياء في قولك: يا غلام غلامي، فتجعل ابناً مضافاً إلى مضاف إلى الياء). [المقتضب: 4/251]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 08:26 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 08:27 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 08:31 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وأخبر عز وجل أن هارون عليه السلام قد كان قال لهم في أول حال العجل: إنما هو فتنة وبلاء وتمويه من السامري، وإن ربكم الرحمن الذي له القدرة والعلم والخلق
[المحرر الوجيز: 6/124]
والاختراع، فاتبعوني إلى الطور الذي واعدكم الله تعالى إليه، {وأطيعوا أمري} فيما ذكرته لكم. وقرأت فرقة: "إنما" "وإن ربكم الرحمن" بكسر الهمزتين. وقرأت فرقة: "أنما" "وأن" بفتح الهمزة. وقرأت فرقة: "إنما" بالكسر و"أن" بالفتح، والقراءة الوسطى ضعيفة). [المحرر الوجيز: 6/125]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (فقال بنو إسرائيل حين وعظهم هارون عليه السلام وندبهم إلى الحق: لن نبرح عابدين لهذا الإله، عاكفين عليه، أي: لازمين له، و"العكوف": الانحناء على الشيء من شدة ملازمته، ومنه قول الراجز:
عكف النبيط يلعبون الفنزجا). [المحرر الوجيز: 6/125]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعني أفعصيت أمري قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي}
في سرد القصص اقتضاب يدل عليه ما ذكر، تقديره: فرجع موسى عليه السلام فوجد الأمر كما ذكر الله تعالى له، فجعل يؤنب هارون بهذه المقالة). [المحرر الوجيز: 6/125]

تفسير قوله تعالى: {أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: "ألا تتبعن" بحذف الياء، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو بإثباتها في الوصل، ويقف ابن كثير بالياء وأبو عمرو بغير الياء. ويحتمل قوله: "ألا تتبعن" أي ببني إسرائيل نحو جبل الطور، فيجيء اعتذار هارون عليه السلام بمعنى: إني لو فعلت ذلك مشت معي طائفة وأقامت طائفة على عبادة العجل، فتفرق الجمع، فخفت لومك على التفريق. ويحتمل قوله: "ألا تتبعن" أي ألا تسير بسيري وعلى طريقتي في الإصلاح والتسديد، فيجيء اعتذار هارون عليه السلام بمعنى: إن الأمر كان متفاقما، فلو تقويت عليه وقع القتال واختلاف الكلمة فكان تفريقا بين بني إسرائيل، وإنما لا ينت جهدي.
[المحرر الوجيز: 6/125]
وقوله تعالى: "ألا تتبعن" بمعنى: ما منعك أن تتبعني. واختلف الناس في وجه دخول "لا"، فقالت فرقة: هي زائدة، وذهب حذاق النحاة إلى أنها مؤكدة، وأن في الكلام فعلا مقدرا، كأنه قال: ما منعك ذلك، أو خصك، أو نحو هذا على "ألا تتبعن"؟ وما قبل وما بعد يدل على هذا ويقتضيه). [المحرر الوجيز: 6/126]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم: "يابن أم"، فيحتمل أن يريد: "يا بن أما" فحذف الألف تخفيفا، ويحتمل أن يجعل الاسمين اسما واحدا: وبناه كخمسة عشر، وقرأ أبو بكر عن عاصم، وحمزة، والكسائي: "يا بن أم" بالكسر على حذف الياء تخفيفا، وهو شاذ لأنها ليست كالياء في قولك: يا غلامي، وإنما هي كالياء في قولك: يا غلام غلامي، وهذه ياء لا تحذف، ويحتمل أن يجعل الاسمين اسما واحدا ثم أضاف إلى نفسه فحذف الياء كما تحذف من الأسماء المفردة إذا أضيفت، نحو يا غلام، وقالت فرقة: لم يكن هارون أخا موسى عليه السلام إلا من أمه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا ضعيف. وقالت فرقة: كان شقيقه، وإنما دعاه بأمه لأن التداعي بالأم أشفق وأشد استرحاما، وأخذ موسى عليه السلام بلحية هارون غضبا، وكان حديد الخلق عليه السلام). [المحرر الوجيز: 6/126]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 محرم 1440هـ/19-09-2018م, 05:59 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 محرم 1440هـ/19-09-2018م, 06:18 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنّما فتنتم به وإنّ ربّكم الرّحمن فاتّبعوني وأطيعوا أمري (90) قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتّى يرجع إلينا موسى (91)}.
يخبر تعالى عمّا كان من نهي هارون، عليه السّلام، لهم عن عبادة العجل، وإخباره إيّاهم: إنّما هذا فتنةٌ لكم {وإنّ ربّكم الرّحمن} الّذي خلق كلّ شيءٍ فقدّره تقديرًا، ذو العرش المجيد، الفعّال لما يريد {فاتّبعوني} أي: فيما آمركم به، واتركوا ما أنهاكم عنه). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 312]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتّى يرجع إلينا موسى} أي: لا نترك عبادته حتّى نسمع كلام موسى فيه. وخالفوا هارون في ذلك وحاربوه وكادوا أن يقتلوه). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 312]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلّوا (92) ألا تتّبعن أفعصيت أمري (93) قال يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إنّي خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي (94)}.
يقول مخبرًا عن موسى، عليه السّلام، حين رجع إلى قومه، فرأى ما قد حدث فيهم من الأمر العظيم، فامتلأ عند ذلك غيظًا، وألقى ما كان في يده من الألواح الإلهيّة، وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه، وقد قدّمنا في "الأعراف" بسط ذلك، وذكرنا هناك حديث "ليس الخبر كالمعاينة".
وشرع يلوم أخاه هارون فقال: {ما منعك إذ رأيتهم ضلّوا * ألا تتّبعن} أي: فتخبرني بهذا الأمر أوّل ما وقع {أفعصيت أمري} أي: فيما كنت تقدّمت إليك، وهو قوله: {اخلفني في قومي وأصلح ولا تتّبع سبيل المفسدين} [الأعراف: 142]). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 312]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال: {يا ابن أمّ} ترفّق له بذكر الأمّ مع أنّه شقيقه لأبويه؛ لأنّ ذكر الأمّ هاهنا أرقّ وأبلغ، أي: في الحنوّ والعطف؛ ولهذا قال: {يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إنّي خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي}.
هذا اعتذارٌ من هارون عند موسى في سبب تأخّره عنه، حيث لم يلحقه فيخبره بما كان من هذا الخطب الجسيم قال {إنّي خشيت} أن أتبعك فأخبرك بهذا، فتقول لي: لم تركتهم وحدهم وفرّقت بينهم {ولم ترقب قولي} أي: وما راعيت ما أمرتك به حيث استخلفتك فيهم.
قال ابن عبّاسٍ: وكان هارون هائبًا له مطيعًا). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 312]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة