العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ (1) للكافرين ليس له دافعٌ (2) من اللّه ذي المعارج (3) تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ (4) فاصبر صبراً جميلاً (5) إنّهم يرونه بعيداً (6) ونراه قريباً (7) يوم تكون السّماء كالمهل (8) وتكون الجبال كالعهن (9) ولا يسئل حميمٌ حميماً (10) يبصّرونهم
قرأ جمهور السبعة: «سأل» بهمزة مخففة، قالوا والمعنى: دعا داع، والإشارة إلى من قال من قريش: اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء [الأنفال: 32]. وروي أن قائل ذلك النضر بن الحارث، وإلى من قال: ربّنا عجّل لنا قطّنا [ص: 16]، ونحو هذا، وقال بعضهم المعنى: بحث باحث، واستفهم مستفهم، قالوا والإشارة إلى قول قريش: متى هذا الوعد؟ وما جرى مجراه قاله الحسن وقتادة، فأما من قال استفهم مستفهم فالباء توصل توصيل عن، كأنه قال عن عذاب، وهذا كقول علقمة بن عبدة: [الطويل]
فإن تسألوني بالنساء فإنني = بصير بأدواء النساء طبيب
وقرأ نافع بن عامر: «سال سائل» ساكنة الألف، واختلفت القراءة بها، فقال بعضهم: هي «سأل» المهموزة، إلا أن الهمزة سهلت كما قال
... ... ... ... = ... ... لا هناك المرتع
ونحو ذلك. وقال بعض هي لغة من يقول سلت أسأل، ويتساولون، وهي بلغة مشهورة حكاها سيبويه، فتجيء الألف منقلبة من الواو التي هي عين كقال وحاق، وأما قول الشاعر [حسان بن ثابت]: [البسيط]
سالت هذيل رسول الله فاحشة = ضلّت هذيل بما سالت ولم تصب
فإن سيبويه قال: هو على لغة تسهيل الهمزة. وقال غيره: هو على لغة من قال: سلت، وقال بعضهم في الآية: هو من سال يسيل: إذا جرى وليست من معنى السؤال، قال زيد بن ثابت: في جهنم واد يسمى سايلا، والاخبار هاهنا عنه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويحتمل إن لم يصح أمر الوادي أن يكون الإخبار عن نفوذ القدر بذلك العذاب قد استعير له لفظ السيل لما عهد من نفوذ السيل وتصميمه، وقرأ ابن عباس: «سال سيل» بسكون الياء، وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود: «سال سال» مثل قال قال، ألقيت الياء من الخط تخفيفا، والمراد «سائل». وسؤال الكفار عن العذاب حسب قراءة الجماعة إنما كان على أنه كذب. فوصفه الله تعالى بأنه واقعٍ وعيدا لهم). [المحرر الوجيز: 8/ 399-401]

تفسير قوله تعالى: {لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: للكافرين. قال بعض النحويين: اللام توصل المعنى توصيل «على». وروي أنه في مصحف أبي بن كعب: «على الكافرين»، وقال قتادة والحسن المعنى: كأن قائلا قال لمن هذا العذاب الواقع؟ فقيل للكافرين). [المحرر الوجيز: 8/ 401]

تفسير قوله تعالى: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والمعارج في اللغة الدرج في الأجرام، وهي هنا مستعارة في الرتب والفواضل والصفات الحميدة، قاله قتادة وابن عباس. وقال ابن عباس: المعارج السماوات تعرج فيها الملائكة من سماء إلى سماء. وقال الحسن: هي المراقي إلى السماء). [المحرر الوجيز: 8/ 401]

تفسير قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله: تعرج الملائكة معناه: تصعد على أصل اللفظة في اللغة. والرّوح عند جمهور العلماء: هو جبريل عليه السلام خصصه بالذكر تشريفا. وقال مجاهد: الرّوح ملائكة حفظة للملائكة الحافظين لبني آدم لا تراهم الملائكة كما لا نرى نحن الملائكة. وقال بعض المفسرين: هو اسم الجنس في أرواح الحيوان.
واختلف المتأولون في قوله تعالى: في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ. فقال منذر بن سعيد وجماعة من الحذاق: المعنى تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ من أيامكم هذه مقدار المسافة أن لو عرجها آدمي خمسون ألف سنة، وقاله ابن إسحاق فمن جعل «الروح» جبريل أو نوعا من الملائكة قال: المسافة هي من قعر الأرض السابعة إلى العرش، قاله مجاهد. ومن جعل «الروح» جنس الحيوان قال المسافة من وجه هذه الأرض إلى منتهى العرش علوا، قاله وهب بن منبه. وقال قوم المعنى: تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ كان مقداره في نفسه خمسين ألف سنةٍ من أيامكم، ثم اختلفوا في تعيين ذلك اليوم، فقال عكرمة والحكم: أراد مدة الدنيا فإنها خمسون ألف سنة، لا يدري أحد ما مضى منها ولا ما بقي، فالمعنى تعرج الملائكة والرّوح إليه في مدة الدنيا، وبقاء هذه البنية ويتمكن على هذا في «الروح» أن يكون جنس أرواح الحيوان، وقال ابن عباس وغيره: بل اليوم المشار إليه يوم القيامة ثم اختلفوا، فقال بعضهم قدره في الطول قدر خمسين ألف سنة، وهذا هو ظاهر قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل له صفائح من نار يوم القيامة، تكوى بها جبهته وظهره وجنباه في يوم كان مقداره ألف سنة». وقال ابن عباس وأبو سعيد الخدري: بل قدره في هوله وشدته ورزاياه للكفار قدر خمسين ألف سنةٍ. وهذا كما تقول في اليوم العصيب، إنه كسنة ونحو هذا قال أبو سعيد، قيل يا رسول الله ما أطول يوما مقداره خمسون ألف سنة، فقال: «والذي نفسي بيده ليخف على المؤمن حتى يكون عليه أخف من صلاة مكتوبة»، وقال عكرمة: المعنى كان مقدار ما ينقضي فيه من القضايا والحساب قدر ما ينقضي بالعدل في خمسين ألف سنةٍ من أيام الدنيا. وقد ورد في يوم القيامة أنه كألف سنة وهذا يشبه أن يكون في طوائف دون طوائف. والعامل في قوله في يومٍ على قول من قال إنه يوم القيامة قوله من دافعٌ وعلى سائر الأقوال تعرج، وقرأ جمهور القراء: «تعرج» بالتاء من فوق، وقرأ الكسائي وحده: «يعرج» بالياء لأن التأنيث بالياء غير حقيقي، وبالياء من تحت قرأ ابن مسعود لأنه كان يذكر الملائكة وهي قراءة الأعمش). [المحرر الوجيز: 8/ 401-403]

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أمر تعالى نبيه بالصبر الجميل، وهو الذي لا يلحقه عيب من فشل ولا تشكك ولا قلة رضى ولا غير ذلك. والأمر بالصبر الجميل محكم في كل حالة، وقد نزلت هذه الآية قبل الأمر بالقتال). [المحرر الوجيز: 8/ 403]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: إنّهم يرونه بعيداً يعني يوم القيامة لأنهم يكذبون به، فهو في غاية البعد عندهم، والله تعالى يراه قريباً من حيث هو واقع وآت وكل آت قريب. وقال بعض المفسرين: الضمير في يرونه عائد على العذاب). [المحرر الوجيز: 8/ 403]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:02 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ (1) للكافرين ليس له دافعٌ (2) من اللّه ذي المعارج (3) تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ (4) فاصبر صبرًا جميلًا (5) إنّهم يرونه بعيدًا (6) ونراه قريبًا (7) }
{سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ} فيه تضمينٌ دلّ عليه حرف "الباء"، كأنّه مقدر: يستعجل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ. كقوله: {ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف اللّه وعده} أي: وعذابه واقعٌ لا محالة.
قال النّسائيّ: حدّثنا بشر بن خالدٍ، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ} قال: النّضر بن الحارث بن كلدة.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ} قال: ذلك سؤال الكفّار عن عذاب اللّه وهو واقعٌ.
وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ في قوله: تعالى {سأل سائلٌ} دعا داعٍ بعذابٍ واقعٍ يقع في الآخرة، قال: وهو قولهم: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ} [الأنفال: 32].
وقال ابن زيدٍ وغيره: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ} أي: وادٍ في جهنّم، يسيل يوم القيامة بالعذاب. وهذا القول ضعيفٌ، بعيدٌ عن المراد. والصّحيح الأوّل لدلالة السّياق عليه.
وقوله: {واقعٍ للكافرين} أي: مرصد معدّ للكافرين.
وقال ابن عبّاسٍ: {واقعٍ} جاءٍ {ليس له دافعٌ} أي: لا دافع له إذا أراد اللّه كونه؛ ولهذا قال {من اللّه ذي المعارج}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 220]

تفسير قوله تعالى: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({من اللّه ذي المعارج} قال الثّوريّ، عن الأعمش، عن رجلٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ذي المعارج} قال: ذو الدّرجات.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {ذي المعارج} يعني: العلوّ والفواضل.
وقال مجاهدٌ: {ذي المعارج} معارج السّماء. وقال قتادة: ذي الفواضل والنّعم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 220]

تفسير قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {تعرج الملائكة والرّوح إليه} قال عبد الرّزّاق، عن معمر، عن قتادة: {تعرج} تصعد.
وأمّا الرّوح فقال أبو صالحٍ: هم خلقٌ من خلق اللّه. يشبهون النّاس، وليسوا أناسًا.
قلت: ويحتمل أن يكون المراد به جبريل، ويكون من باب عطف الخاصّ على العامّ. ويحتمل أن يكون اسم جنسٍ لأرواح بني آدم، فإنّها إذا قبضت يصعد بها إلى السّماء، كما دلّ عليه حديث البراء. وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجه، من حديث المنهال، عن زاذان، عن البراء مرفوعًا -الحديث بطوله في قبض الرّوح الطّيّبة-قال فيه: "فلا يزال يصعد بها من سماءٍ إلى سماءٍ حتّى ينتهي بها إلى السّماء السّابعة". واللّه أعلم بصحّته، فقد تكلم في بعض رواته، ولكنّه مشهورٌ، وله شاهدٌ في حديث أبي هريرة فيما تقدّم من رواية الإمام أحمد والتّرمذيّ وابن ماجه، من طريق ابن أبي ذئبٍ، عن محمّد بن عمرو بن عطاءٍ، عن سعيد بن يسارٍ، عنه وهذا إسنادٌ رجاله على شرط الجماعة، وقد بسطنا لفظه عند قوله تعالى: {يثبّت اللّه الّذين آمنوا بالقول الثّابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة ويضلّ اللّه الظّالمين ويفعل اللّه ما يشاء} [إبراهيم: 27].
وقوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} فيه أربعة أقوالٍ:
أحدهما: أنّ المراد بذلك مسافة ما بين العرش العظيم إلى أسفل السّافلين، وهو قرار الأرض السّابعة، وذلك مسيرة خمسين ألف سنةٍ، هذا ارتفاع العرش عن المركز الّذي في وسط الأرض السّابعة. وذلك اتّساع العرش من قطرٍ إلى قطرٍ مسيرة خمسين ألف سنةٍ، وأنّه من ياقوتةٍ حمراء، كما ذكره ابن أبي شيبة في كتاب صفة العرش. وقد قال ابن أبي حاتمٍ عند هذه الآية:حدّثنا أحمد بن سلمة، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا حكّام، عن عمر بن معروفٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السموات مقدار خمسين ألف سنةٍ ويومٌ كان مقداره ألف سنةٍ. يعني بذلك: تنزل الأمر من السّماء إلى الأرض، ومن الأرض إلى السّماء في يومٍ واحدٍ فذلك مقداره ألف سنةٍ؛ لأنّ ما بين السّماء والأرض مقدار مسيرة خمسمائة سنةٍ.
وقد رواه ابن جريرٍ عن ابن حميدٍ، عن حكّام بن سلمٍ، عن عمر بن معروفٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ قوله، لم يذكر ابن عبّاسٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عليّ بن محمّدٍ الطّنافسيّ، حدّثنا إسحاق بن منصورٍ، حدّثنا نوحٌ المؤدّب، عن عبد الوهّاب بن مجاهدٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قال: غلظ كلّ أرضٍ خمسمائة عامٍ، وبين كلّ أرضٍ إلى أرضٍ خمسمائة عامٍ، فذلك سبعة آلاف عام. وغلظ كل سماء خمسمائة عامٍ، وبين السّماء إلى السّماء خمسمائة عامٍ، فذلك أربعة عشر ألف عامٍ، وبين السّماء السّابعة وبين العرش مسيرة ستّةٍ وثلاثين ألف عامٍ، فذلك قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}
القول الثّاني: أنّ المراد بذلك مدّة بقاء الدّنيا منذ خلق اللّه هذا العالم إلى قيام السّاعة، قال ابن أبي حاتمٍ:
حدّثنا أبو زرعة، أخبرنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا ابن أبي زائدة، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: الدّنيا عمرها خمسون ألف سنةٍ. وذلك عمرها يوم سمّاها اللّه تعالى يوم، {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ} قال: اليوم: الدّنيا.
وقال عبد الرّزّاق: أخبرنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ -وعن الحكم بن أبانٍ، عن عكرمة: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: الدّنيا من أوّلها إلى آخرها مقدار خمسين ألف سنةٍ، لا يدري أحدٌ كم مضى، ولا كم بقي إلّا اللّه، عزّ وجلّ.
القول الثّالث: أنّه اليوم الفاصل بين الدّنيا والآخرة، وهو قولٌ غريبٍ جدًّا. قال ابن أبي حاتمٍ:
حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، حدّثنا بهلول بن المورق حدّثنا موسى بن عبيدة، أخبرني محمّد بن كعبٍ: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: هو يوم الفصل بين الدّنيا والآخرة.
القول الرّابع: أنّ المراد بذلك يوم القيامة، قال ابن أبي حاتمٍ:
حدّثنا أحمد بن سنانٍ الواسطيّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: يوم القيامة. هذا وإسناده صحيحٌ. ورواه الثّوريّ عن سماك بن حربٍ، عن عكرمة {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} يوم القيامة. وكذا قال الضّحّاك، وابن زيدٍ.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: فهذا يوم القيامة، جعله اللّه تعالى على الكافرين مقدار خمسين ألف سنةٍ.
وقد وردت أحاديث في معنى ذلك، قال الإمام أحمد:
حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ قال: قيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} ما أطول هذا اليوم؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "والّذي نفسي بيده، إنّه ليخفّف على المؤمن حتّى يكون أخفّ عليه من صلاةٍ مكتوبةٍ يصليها في الدنيا".
ورواه ابن جريرٍ، عن يونس، عن ابن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ، به إلّا أنّ درّاجا وشيخه ضعيفان، واللّه أعلم.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي عمرٍو الغداني قال: كنت عند أبي هريرة فمرّ رجلٌ من بني عامر بن صعصعة، فقيل له: هذا أكثر عامريٍّ مالًا. فقال أبو هريرة: ردّوه فقال: نبّئت أنّك ذو مالٍ كثيرٍ؟ فقال العامريّ: إي واللّه، إنّ لي لمائةً حمرًا ومائة أدمًا، حتّى عدّ من ألوان الإبل، وأفنان الرقيق، ورباط الخيل فقال أبو هريرة: إيّاك وأخفاف الإبل وأظلاف النّعم -يردّد ذلك عليه، حتّى جعل لون العامريّ يتغيّر-فقال: ما ذاك يا أبا هريرة؟ قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "من كانت له إبلٌ لا يعطي حقّها في نجدتها ورسلها -قلنا يا رسول اللّه: ما نجدتها ورسلها؟ قال: "في عسرها ويسرها-" فإنّها تأتي يوم القيامة كأغذّ ما كانت وأكثره وأسمنه وآشره، حتّى يبطح لها بقاعٍ قرقر، فتطؤه بأخفافها، فإذا جاوزته أخراها أعيدت عليه أولاها، في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ، حتّى يقضى بين النّاس فيرى سبيله، وإذا كانت له بقرٌ لا يعطي حقّها في نجدتها ورسلها، فإنّها تأتي يوم القيامة كأغذّ ما كانت وأكثره وأسمنه وآشره ثم يبطح لها بقاعٍ قرقر فتطؤه كلّ ذات ظلفٍ بظلفها، وتنطحه كلّ ذات قرنٍ بقرنها، إذا جاوزته أخراها أعيدت عليه أولاها، في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ حتّى يقضى بين النّاس فيرى سبيله. وإذا كانت له غنمٌ لا يعطي حقّها في نجدتها ورسلها، فإنّها تأتي يوم القيامة كأغذّ ما كانت وأسمنه وآشره، حتّى يبطح لها بقاعٍ قرقر، فتطؤه كلّ ذات ظلفٍ بظلفها وتنطحه كلّ ذات قرنٍ بقرنها، ليس فيها عقصاء ولا عضباء، إذا جاوزته أخراها أعيدت عليه أولاها، في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ، حتّى يقضى بين النّاس، فيرى سبيله". قال العامريّ: وما حقّ الإبل يا أبا هريرة؟ قال: أن تعطي الكريمة، وتمنح الغزيرة، وتفقر الظّهر، وتسقي اللّبن وتطرق الفحل.
وقد رواه أبو داود من حديث شعبة، والنّسائيّ من حديث سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، به.
طريقٌ أخرى لهذا الحديث: قال الإمام أحمد: حدّثنا أبو كاملٍ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما من صاحبٍ كنزٍ لا يؤدّي حقّه إلّا جعل صفائح يحمى عليها في نار جهنّم، فتكوى بها بجهته وجنبه وظهره، حتّى يحكم اللّه بين عباده في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ ممّا تعدّون، ثمّ يرى سبيله إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار". وذكر بقيّة الحديث في الغنم والإبل كما تقدّم، وفيه: "الخيل الثلاثة؛ لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلىرجلٍ وزرٌ" إلى آخره.
ورواه مسلمٌ في صحيحه بتمامه منفردًا به دون البخاريّ، من حديث سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة وموضع استقصاء طرقه وألفاظه في كتاب الزّكاة في "الأحكام"، والغرض من إيراده هاهنا قوله: "حتّى يحكم اللّه بين عباده، في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ".
وقد روى ابن جريرٍ عن يعقوب عن ابن عليّة وعبد الوهّاب، عن أيّوب، عن ابن أبي مليكة قال: سأل رجلٌ ابن عبّاسٍ عن قوله: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} قال: فاتّهمه، فقيل له فيه، فقال: ما يومٌ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ؟ فقال: إنّما سألتك لتحدّثني. قال: هما يومان ذكرهما اللّه، اللّه أعلم بهما، وأكره أن أقول في كتاب اللّه بما لا أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 221-224]

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فاصبر صبرًا جميلا} أي: اصبر يا محمّد على تكذيب قومك لك، واستعجالهم العذاب استبعادًا لوقوعه، كقوله: {يستعجل بها الّذين لا يؤمنون بها والّذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنّها الحقّ} [الشّورى: 18]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 224]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال: {إنّهم يرونه بعيدًا} أي: وقوع العذاب وقيام السّاعة يراه الكفرة بعيد الوقوع، بمعنى مستحيل الوقوع). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 224]

تفسير قوله تعالى: {وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ونراه قريبًا} أي: المؤمنون يعتقدون كونه قريبًا، وإن كان له أمدٌ لا يعلمه إلّا اللّه، عزّ وجلّ، لكن كلّ ما هو آتٍ فهو قريبٌ وواقعٌ لا محالة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 224]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة