العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الصافات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 06:27 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة الصافات [ من الآية (83) إلى الآية (98) ]

تفسير سورة الصافات
[ من الآية (83) إلى الآية (98) ]


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 12:10 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وإن من شيعته لإبراهيم قال على دينه). [تفسير عبد الرزاق: 2/154]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإنّ من شيعته لإبراهيم (83) إذ جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ (84) إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون (85) أئفكًا آلهةً دون اللّه تريدون}.
يقول تعالى ذكره: وإنّ من أشياع نوحٍ على منهاجه وملّته واللّه لإبراهيم خليل الرّحمن.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإنّ من شيعته لإبراهيم} يقول: من أهل دينه.
- حدّثني ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ، في قوله: {وإنّ من شيعته لإبراهيم} قال: على منهاج نوحٍ وسنّته.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وإنّ من شيعته لإبراهيم} قال: على منهاجه وسنّته.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وإنّ من شيعته لإبراهيم} قال: على دينه وملّته.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {وإنّ من شيعته لإبراهيم} قال: من أهل دينه.
وقد زعم بعض أهل العربيّة أنّ معنى ذلك: وإنّ من شيعة محمّدٍ لإبراهيم، وقال: ذلك مثل قوله: {وآيةٌ لهم أنّا حملنا ذرّيّتهم} بمعنى: أنّا حملنا، ذرّيّة من هم منه، فجعلها ذرّيّةً لهم، وقد سبقتهم). [جامع البيان: 19/563-564]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وإن من شيعته لإبراهيم قال يعني على منهاجه وسنته). [تفسير مجاهد: 542]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو سعيدٍ أحمد بن يعقوب الثّقفيّ، ثنا الحسن بن المثنّى العنبريّ، ثنا أبو حذيفة، ثنا شبل بن عبّادٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ {وإنّ من شيعته لإبراهيم} [الصافات: 83] قال: " من شيعة نوحٍ إبراهيم على منهاجه وسنّته بلغ معه السّعي شبّ حتّى بلغ سعيه سعي إبراهيم في العمل، فلمّا أسلما ما أمرا به وتلّه للجبين وضع وجهه إلى الأرض فقال: لا تذبحني وأنت تنظر عسى أن ترحمني فلا تجهز عليّ اربط يديّ إلى رقبتي، ثمّ ضع وجهي على الأرض فلمّا أدخل يده ليذبحه فلم يحكّ المدية حتّى نودي {أن يا إبراهيم قد صدّقت الرّؤيا} [الصافات: 105] فأمسك يده ورفع قوله {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} [الصافات: 107] بكبشٍ عظيمٍ متقبّلٍ «وزعم ابن عبّاسٍ أنّ الذّبيح إسماعيل» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: (وإن من شيعته لإبراهيم) الآيات.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وإن من شيعته} قال: من أهل ذريته). [الدر المنثور: 12/424]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وإن من شيعته لإبراهيم} قال: من شيعة نوح إبراهيم، على منهاجه وسننه {إذ جاء ربه بقلب سليم} قال: ليس فيه شك). [الدر المنثور: 12/424]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وإن من شيعته لإبراهيم} قال: على دينه {إذ جاء ربه بقلب سليم} من الشرك (أئفكا آلهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين) إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره). [الدر المنثور: 12/424]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه من طريق مجاهد رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما: {وإن من شيعته لإبراهيم} قال: من شيعة نوح على منهاجه وسننه {بلغ معه السعي} شب حتى بلغ سعيه سعي إبراهيم في العمل {فلما أسلما} سلما ما أمرا به {وتله} وضع وجهه للأرض فقال: لا تذبحني وأنت تنظر عسى أن ترحمني فلا تجهز علي وأن أجزع فأنكص فأمتنع منك ولكن أربط يدي إلى رقبتي ثم ضع وجهي إلى الأرض فلما أدخل يده ليذبحه فلم تصل المدية حتى نودي {أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا} فأمسك يده فذلك قوله {وفديناه بذبح عظيم} بكبش {عظيم} متقبل، وزعم ابن عباس رضي الله عنهما أن الذبيح إسماعيل). [الدر المنثور: 12/431-432]

تفسير قوله تعالى: (إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى بقلب سليم قال سليم من الشرك). [تفسير عبد الرزاق: 2/150]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إذ جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ} يقول تعالى ذكره: إذ جاء إبراهيم ربّه بقلبٍ سليمٍ من الشّرك، مخلصٌ له التّوحيد.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {إذ جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ} واللّه من الشّرك.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {إذ جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ} قال: سليمٍ من الشّرك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ {بقلبٍ سليمٍ} قال: لا شكّ فيه.
وقال آخرون في ذلك بما:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثّام بن عليٍّ، قال: حدّثنا هشامٌ، عن أبيه، قال: يا بنيّ لا تكونوا لعّانين، ألم تروا إلى إبراهيم لم يلعن شيئًا قطّ، فقال اللّه: {إذ جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ} ). [جامع البيان: 19/565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: (وإن من شيعته لإبراهيم) الآيات.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وإن من شيعته} قال: من أهل ذريته). [الدر المنثور: 12/424]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وإن من شيعته لإبراهيم} قال: من شيعة نوح إبراهيم، على منهاجه وسننه {إذ جاء ربه بقلب سليم} قال: ليس فيه شك). [الدر المنثور: 12/424] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وإن من شيعته لإبراهيم} قال: على دينه {إذ جاء ربه بقلب سليم} من الشرك (أئفكا آلهة دون الله تريدون (86) فما ظنكم برب العالمين) إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره). [الدر المنثور: 12/424] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون} يقول حين قال: يعني إبراهيم لأبيه وقومه: أيّ شيءٍ تعبدون). [جامع البيان: 19/565]

تفسير قوله تعالى: (أَئِفْكًا آَلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أئفكًا آلهةً دون اللّه تريدون} يقول: أكذبًا معبودًا غير اللّه تريدون). [جامع البيان: 19/565]

تفسير قوله تعالى: (فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فما ظنّكم بربّ العالمين (87) فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ (89) فتولّوا عنه مدبرين (90) فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون (91) ما لكم لا تنطقون}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل إبراهيم لأبيه وقومه: {فما ظنّكم بربّ العالمين}؟ يقول: فأيّ شيءٍ تظنّون أيّها القوم أنّه يصنع بكم إن لقيتموه وقد عبدتم غيره.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فما ظنّكم بربّ العالمين} يقول: إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره). [جامع البيان: 19/565-566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وإن من شيعته لإبراهيم} قال: على دينه {إذ جاء ربه بقلب سليم} من الشرك (أئفكا آلهة دون الله تريدون (86) فما ظنكم برب العالمين) إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره). [الدر المنثور: 12/424] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} ذكر أنّ قومه كانوا أهل تنجيمٍ، فرأى نجمًا قد طلع، فعصب رأسه وقال: إنّي مطعونٌ، وكان قومه يهربون من الطّاعون، فأراد أن يتركوه في بيت آلهتهم، ويخرجوا عنه، ليخالفهم إليها فيكسرها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} قال: قالوا له وهو في بيت آلهتهم: اخرج، فقال: إنّي مطعونٌ، فتركوه مخافة الطّاعون.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} رأى نجمًا طلع.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، أنّه رأى نجمًا طلع فقال {إنّي سقيمٌ} قال: كايد نبيّ اللّه عن دينه، فقال: إنّي سقيمٌ.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} قالوا لإبراهيم وهو في بيت آلهتهم: اخرج معنا، فقال لهم: إنّي مطعونٌ، فتركوه مخافة أن يعديهم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، عن أبيه، في قول اللّه: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} قال: أرسل إليه ملكهم، فقال: إنّ غدًا عيدنا، فاحضر معنا، قال: فنظر إلى نجمٍ فقال: إنّ ذلك النّجم لم يطلع قطّ إلاّ طلع بسقمٍ لي، فقال: {إنّي سقيمٌ}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} يقول اللّه: {فتولّوا عنه مدبرين} ). [جامع البيان: 19/566-567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله {فنظر نظرة في النجوم} قال: رأى نجما طالعا فقال {إني سقيم} قال كايديني في النجوم قال: كلمة من كلام العرب يقول الله عز دينه). [الدر المنثور: 12/424-425]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فنظر نظرة في النجوم} قال: كلمة من كلام العرب يقول إذا تفكر، نظر في النجوم). [الدر المنثور: 12/425]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {فنظر نظرة في النجوم} قال: في السماء {فقال إني سقيم} قال: مطعون). [الدر المنثور: 12/425]

تفسير قوله تعالى: (فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال مر إبراهيم وسارة بجبار من الجبابرة فأخبر الجبار بهما فأرسل إلى إبراهيم فقال من هذه معك فقال أختي قال أبو هريرة ولم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاث مرات مرتين في الله وواحدة في امرأته قوله {إني سقيم} وقوله {بل فعله كبيرهم} هذا وقوله للجبار في امرأته هي أختي فلما خرج من عند الجبار دخل على سارة فقال لها إن الجبار سألني عنك فأخبرته أنك أختي فأنت أختي في الله فإن سألك فأخبريه أنك أختي فأرسل إليها الجبار فلما دخلت عليه دعت الله أن يكفه عنها قال أيوب فضبث بيده فأخذ أخذة شديدة فعاهدها لئن خلي عنه لا يقربها فدعت الله فخلي عنه ثم هم بها الثانية فأخذ أخذة هي أشد من الأولى فعاهدها أيضا لئن خلي عنه لا يقربها فدعت الله فخلي عنه ثم هم بها الثالثة فأخذ أخذة أشد من الأوليين فعاهدها أيضا لئن خلي عنه لا يقربها فدعت الله فخلي عنه فقال للذي أدخلها عليه أخرجها عني فإنك إنما أدخلت علي شيطانا ولم تدخل علي إنسانا وأخدمها هاجر فرجعت إلى إبراهيم وهو يصلي ويدعو الله فقالت فقد كف الله يد الفاجر الكافر وأخدم هاجر ثم صارت هاجر لإبراهيم بعد فولدت له إسماعيل قال أبو هريرة فتلكم أمكم يا بني ماء السماء كانت أمة لأم إسحاق يعني العرب.
أنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: قال النبي إذا ملكتم القبط فأحسنوا إليهم فإن لهم ذمة وإن لهم رحما). [تفسير عبد الرزاق: 2/35-36]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة عن ابن المسيب في قوله إني سقيم قال رأى نجما طالعا فقال إني مريض غدا قال ابن المسيب كايد نبي الله عن دينه). [تفسير عبد الرزاق: 2/153]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ}
- أخبرنا الرّبيع بن محمّد بن عيسى، قال: حدّثنا آدم، قال: حدّثنا شيبان أبو معاوية، قال: حدّثنا قتادة، قال: سمعت أنس بن مالكٍ، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " يجمع الله المؤمنين يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا على ربّنا حتّى يريحنا من مكاننا هذا، فينطلقون حتّى يأتوا آدم عليه السّلام، فيقولون: يا آدم، أنت أبو النّاس، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وعلّمك أسماء كلّ شيءٍ، فاشفع لنا عند ربّك حتّى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: إنّي لست هناكم، ويذكر خطيئته الّتي أصاب من أكل الشّجرة، ولكن ائتوا نوحًا عليه السّلام، فإنّه أوّل رسولٍ بعثه الله، فيأتون نوحًا، فيقول: إنّي لست هناكم، ويذكر خطيئته الّتي أصاب من سؤاله ربّه ما ليس له به علمٌ، ولكن ائتوا إبراهيم عليه السّلام خليل الرّحمن، فيأتون إبراهيم، فيقول: إنّي لست هناكم، ويذكر كذباته الثّلاث، قوله: إنّي سقيمٌ، وقوله: بل فعله كبيرهم هذا، وقوله لسارة حين أتى على الجبّار: أخبري أنّي أخوك، فإنّي سأخبر أنا أنّك أختي، فإنّا أخوان في كتاب الله، ليس في الأرض مؤمنٌ ولا مؤمنةٌ غيرنا، ولكن ائتوا موسى عليه السّلام الّذي كلّمه الله وأعطاه التّوراة، فيأتون موسى عليه السّلام، فيقول: إنّي لست هناكم، ويذكر خطيئته الّتي أصاب من قتل الرّجل، ولكن ائتوا عيسى عليه السّلام عبد الله ورسوله من كلمة الله وروحه، فيأتون عيسى، فيقول: إنّي لست هناكم، ولكن ائتوا محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم، عبدًا غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فيأتوني، فأستأذن على ربّي فيؤذن لي عليه، فإذا رأيت ربّي وقعت ساجدًا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثمّ يقول لي: ارفع رأسك يا محمّد، قل تسمع، واشفع تشفّع، وسل تعطه، فأرفع رأسي وأحمد ربّي بحمد يعلّمنيه، ثمّ أشفع فيحدّ لي حدًّا، فأخرجه من النّار وأدخله الجنّة، ثمّ أعود إلى ربّي الثّانية، فأخرّ ساجدًا، فيقول لي مثل ذلك، فأرفع رأسي فيحدّ لي حدًّا، فأخرجه من النّار وأدخله الجنّة، ثمّ أعود إلى ربّي الثّالثة، فأخرّ له ساجدًا، فيقول: لي مثل ذلك، فأرفع رأسي، فيجعل لي حدًّا فأخرجه من النّار، ثمّ أعود الرّابعة، فأقول: يا ربّ، ما بقي في النّار إلّا من حبسه القرآن، فيقول: أي وجب عليه الخلود "، قال قتادة: وهو المقام المحمود). [السنن الكبرى للنسائي: 10/231-232]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} ذكر أنّ قومه كانوا أهل تنجيمٍ، فرأى نجمًا قد طلع، فعصب رأسه وقال: إنّي مطعونٌ، وكان قومه يهربون من الطّاعون، فأراد أن يتركوه في بيت آلهتهم، ويخرجوا عنه، ليخالفهم إليها فيكسرها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} قال: قالوا له وهو في بيت آلهتهم: اخرج، فقال: إنّي مطعونٌ، فتركوه مخافة الطّاعون.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} رأى نجمًا طلع.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، أنّه رأى نجمًا طلع فقال {إنّي سقيمٌ} قال: كايد نبيّ اللّه عن دينه، فقال: إنّي سقيمٌ.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} قالوا لإبراهيم وهو في بيت آلهتهم: اخرج معنا، فقال لهم: إنّي مطعونٌ، فتركوه مخافة أن يعديهم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، عن أبيه، في قول اللّه: {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} قال: أرسل إليه ملكهم، فقال: إنّ غدًا عيدنا، فاحضر معنا، قال: فنظر إلى نجمٍ فقال: إنّ ذلك النّجم لم يطلع قطّ إلاّ طلع بسقمٍ لي، فقال: {إنّي سقيمٌ}.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق {فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} يقول اللّه: {فتولّوا عنه مدبرين} ). [جامع البيان: 19/566-567] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّي سقيمٌ} أي طعينٌ، أو لسقمٍ كانوا يهربون منه إذا سمعوا به، وإنّما يريد إبراهيم أن يخرجوا عنه، ليبلغ من أصنامهم الّذي يريد.
واختلف في وجه قيل إبراهيم لقومه: {إنّي سقيمٌ} وهو صحيحٌ، فروي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: لم يكذب إبراهيم إلاّ ثلاث كذباتٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو أسامة، قال: حدّثني هشامٌ، عن محمّدٍ، عن أبي هريرة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ولم يكذب إبراهيم غير ثلاث كذباتٍ، ثنتين في ذات اللّه، قوله: {إنّي سقيمٌ} وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا}، وقوله في سارة: هي أختي.
- حدّثنا سعيد بن يحيى، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثني أبو الزّناد، عن عبد الرّحمن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لم يكذب إبراهيم في شيءٍ قطّ إلاّ في ثلاثٍ ثمّ ذكر نحوه
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن المسيّب بن رافعٍ، عن أبي هريرة، قال: ما كذب إبراهيم غير ثلاث كذباتٍ، قوله: {إنّي سقيمٌ}، وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا}، وإنّما قاله موعظةً، وقوله حين سأله الملك، فقال أختي لسارة، وكانت امرأته.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أيّوب، عن محمّدٍ، قال: إنّ إبراهيم ما كذب إلاّ ثلاث كذباتٍ، ثنتان في اللّه، وواحدةٌ في ذات نفسه؛ فأمّا الثّنتان فقوله: {إنّي سقيمٌ}، وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا} وقصّته في سارة، وذكر قصّتها وقصّة الملك.
وقال آخرون: إنّ قوله {إنّي سقيمٌ} كلمةٌ فيها معراضٌ، ومعناها أنّ كلّ من كان في عقبة الموت فهو سقيمٌ، وإن لم يكن به حين قالها سقمٌ ظاهرٌ.
والخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بخلاف هذا القول، وقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هو الحقّ دون غيره). [جامع البيان: 19/567-569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله {فنظر نظرة في النجوم} قال: رأى نجما طالعا فقال {إني سقيم} قال كايديني في النجوم قال: كلمة من كلام العرب يقول الله عز دينه). [الدر المنثور: 12/424-425] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {فنظر نظرة في النجوم} قال: في السماء {فقال إني سقيم} قال: مطعون). [الدر المنثور: 12/425] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إني سقيم} قال: مريض). [الدر المنثور: 12/425]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه في قوله {إني سقيم} قال: مطعون). [الدر المنثور: 12/425]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {إني سقيم} قال: مطعون). [الدر المنثور: 12/425]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه في قوله {إني سقيم} قال: طعين وكانوا يفرون من المطعون). [الدر المنثور: 12/425-426]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن قال: خرج قوم إبراهيم عليه السلام إلى عيد لهم وأرادوا إبراهيم عليه السلام على الخروج فأضطجع على ظهره و{فقال إني سقيم} لا أستطيع الخروج وجعل ينظر إلى السماء فلما خرجوا أقبل على آلهتهم فكسرها). [الدر المنثور: 12/426]

تفسير قوله تعالى: (فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله: {فتولّوا عنه مدبرين} يقول: فتولّوا عن إبراهيم مدبرين عنه، خوفًا من أن يعديهم السّقم الّذي ذكر أنّه به
- كما حدّثت عن يحيى بن زكريّا، عن بعض أصحابه عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {إنّي سقيمٌ} يقول: مطعونٌ فتولّوا عنه مدبرين قال سعيدٌ: إن كان الفرار من الطّاعون لقديمًا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فتولّوا} فنكصوا عنه {مدبرين} منطلقين). [جامع البيان: 19/569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال: أرسل إليه ملكهم فقال: إن غدا عيدنا فأخرج قال: فنظر إلى نجم فقال: إن ذا النجم لم يطلع قط إلا طلع بسقم لي {فتولوا عنه مدبرين} ). [الدر المنثور: 12/426]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فتولوا عنه مدبرين} قال: فنكصوا عنه منطلقين {فراغ} قال: فمال {إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون} يستنطقهم منطلقين {ما لكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربا باليمين} أي فأقبل عليهن فكسرهن {فأقبلوا إليه يزفون} قال: يسعون {قال أتعبدون ما تنحتون} من الأصنام {والله خلقكم وما تعملون} قال: خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم {فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين} قال: فما ناظرهم الله بعد ذلك حتى أهلكهم {وقال إني ذاهب إلى ربي} قال: ذاهب بعمله وقلبه ونيته). [الدر المنثور: 12/426]

تفسير قوله تعالى: (فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فراغ إلى آلهتهم} يقول تعالى ذكره: فمال إلى آلهتهم بعدما خرجوا عنه وأدبروا؛ وأرى أنّ أصل ذلك من قولهم: راغ فلانٌ عن فلانٍ: إذا حاد عنه، فيكون معناه إذا كان كذلك: فراغ عن قومه والخروج معهم إلى آلهتهم؛ كما قال عديّ بن زيدٍ:
حين لا ينفع الرّواغ ولا ينـ = فع إلاّ المصادق النّحرير
يعني بقوله: لا ينفع الرّواغ: الحياد أمّا أهل التّأويل فإنّهم فسّروه بمعنى فمال.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فراغ إلى آلهتهم} أي فمال إلى آلهتهم، قال: ذهب.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {فراغ إلى آلهتهم} قال: ذهب). [جامع البيان: 19/570]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فقال ألا تأكلون (91) ما لكم لا تنطقون} هذا خبرٌ من اللّه عن قيل إبراهيم للآلهة؛ وفي الكلام محذوفٌ استغنى بدلالة الكلام عليه من ذكره، وهو: فقرّب إليها الطّعام فلم يرها تأكل، فقال لها: {ألا تأكلون} فلمّا لم يرها تأكل قال لها: ما لكم لا تأكلون، فلم يرها تنطق، فقال لها: {ما لكم لا تنطقون} مستهزئًا بها، وكذلك ذكر أنّه فعل بها، وقد ذكرنا الخبر بذلك فيما مضى قبل.
وقال قتادة في ذلك ما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فقال ألا تأكلون} يستنطقهم {ما لكم لا تنطقون}؟ ). [جامع البيان: 19/570-571]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فتولوا عنه مدبرين} قال: فنكصوا عنه منطلقين {فراغ} قال: فمال {إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون} يستنطقهم منطلقين {ما لكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضربا باليمين} أي فأقبل عليهن فكسرهن {فأقبلوا إليه يزفون} قال: يسعون {قال أتعبدون ما تنحتون} من الأصنام {والله خلقكم وما تعملون} قال: خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم {فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين} قال: فما ناظرهم الله بعد ذلك حتى أهلكهم {وقال إني ذاهب إلى ربي} قال: ذاهب بعمله وقلبه ونيته). [الدر المنثور: 12/426] (م)

تفسير قوله تعالى: (مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فقال ألا تأكلون (91) ما لكم لا تنطقون} هذا خبرٌ من اللّه عن قيل إبراهيم للآلهة؛ وفي الكلام محذوفٌ استغنى بدلالة الكلام عليه من ذكره، وهو: فقرّب إليها الطّعام فلم يرها تأكل، فقال لها: {ألا تأكلون} فلمّا لم يرها تأكل قال لها: ما لكم لا تأكلون، فلم يرها تنطق، فقال لها: {ما لكم لا تنطقون} مستهزئًا بها، وكذلك ذكر أنّه فعل بها، وقد ذكرنا الخبر بذلك فيما مضى قبل.
وقال قتادة في ذلك ما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فقال ألا تأكلون} يستنطقهم {ما لكم لا تنطقون}؟ ). [جامع البيان: 19/570-571] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فراغ عليهم ضربًا باليمين (93) فأقبلوا إليه يزفّون (94) قال أتعبدون ما تنحتون (95) واللّه خلقكم وما تعملون}.
يقول تعالى ذكره: فمال على آلهة قومه ضربًا لها باليمين بفأسٍ في يده يكسرهنّ.
- كما حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا خلا جعل يضرب آلهتهم باليمين.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، فذكر مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فراغ عليهم ضربًا باليمين} فأقبل عليهم يكسرهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: ثمّ أقبل عليهم كما قال اللّه ضربًا باليمين، ثمّ جعل يكسرهنّ بفأسٍ في يده.
وكان بعض أهل العربيّة يتأوّل ذلك بمعنى: فراغ عليهم ضربًا بالقوّة والقدرة، ويقول: اليمين في هذا الموضع: القوّة وبعضهم كان يتأوّل اليمين في هذا الموضع: الحلف، ويقول: جعل يضربهنّ باليمين الّتي حلف بها بقوله: {وتاللّه لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين}.
وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: (فراغ عليهم صفقًا باليمين). وروي نحو ذلك عن الحسن.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا خالد بن عبيد عبيد العتكيّ، قال: سمعت الحسن، قرأ: فراغ عليهم صفقًا باليمين: أي ضربًا باليمين). [جامع البيان: 19/571-572]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فتولوا عنه مدبرين} قال: فنكصوا عنه منطلقين {فراغ} قال: فمال {إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون} يستنطقهم منطلقين {ما لكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضربا باليمين} أي فأقبل عليهن فكسرهن {فأقبلوا إليه يزفون} قال: يسعون {قال أتعبدون ما تنحتون} من الأصنام {والله خلقكم وما تعملون} قال: خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم {فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين} قال: فما ناظرهم الله بعد ذلك حتى أهلكهم {وقال إني ذاهب إلى ربي} قال: ذاهب بعمله وقلبه ونيته). [الدر المنثور: 12/426] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الكلبي في قوله يزفون قال يزفون على أقدامهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/150]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {يزفّون} [الصافات: 94] : «النّسلان في المشي» ). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يزفّون النّسلان في المشي سقط هذا لأبي ذرٍّ وقد وصله عبد بن حميدٍ من طريق شبلٍ عن بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله فأقبلوا إليه يزفّون قال الوزيف النّسلان انتهى والنّسلان بفتحتين الإسراع مع تقارب الخطا وهو دون السّعي). [فتح الباري: 8/543]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال عبد بن حميد ثنا روح عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {فأقبلوا إليه يزفون} 94 الصافات قال الوزيف النسلان). [تغليق التعليق: 4/294] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يزفون: النّسلان في المشي
أشار به إلى قوله تعالى: {فأقبلوا إليه يزفون} (الصافات: 94) وفسّر الزف الّذي يدل عليه يزفون، بقوله: (النسلان في المشي) والنسلان بفتحتين: الإسراع مع تقارب الخطا، وهو دون السّعي، وقيل: هو من زفيف النعام وهو حال بين المشي والطيران. وقال الضّحّاك: يزفون معناه يسعون، وقرأ حمزة بضم أوله وهما لغتان). [عمدة القاري: 19/135]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({يزفون}) في قوله: {فأقبلوا إليه يزفون} [الصافات: 94] هو (النسلان) بفتحتين الإسراع (في المشي) مع تقارب الخطا وهو دون السعي). [إرشاد الساري: 7/314]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأقبلوا إليه يزفّون} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة: {فأقبلوا إليه يزفّون} بفتح الياء وتشديد الفاء من قولهم: زفّت النّعامة، وذلك أوّل عدوها وآخر مشيها؛ ومنه قول الفرزدق:
وجاء قريع الشّول قبل إفالها = يزفّ وجاءت خلفه وهي زفّف
وقرأ ذلك جماعةٌ من أهل الكوفة: (يزفّون) بضمّ الياء وتشديد الفاء من أزفّ فهو يزفّ وكان الفرّاء يزعم أنّه لم يسمع في ذلك إلاّ زففت، ويقول: لعلّ قراءة من قرأه: (يزفّون) بضمّ الياء من قول العرب: أطردت الرّجل: أي صيّرته طريدًا، وطردته: إذا أنت خسئته إذا قلت: اذهب عنّا؛ فيكون يزفّون: أي جاءوا على هذه الهيئة بمنزلة المزفوفة على هذه الحالة، فتدخل الألف كما تقول: أحمدت الرّجل: إذا أظهرت حمده، وهو محمّدٍ: إذا رأيت أمره إلى الحمد، ولم تنشر حمده؛ قال: وأنشدني المفضّل:
تمنّى حصينٌ أن يسود جذاعه = فأمسى حصينٌ قد أذلّ وأقهرا
فقال: أقهر، وإنّما هو قهر، ولكنّه أراد صار إلى حال قهرٍ.
وقرأ ذلك بعضهم يزفون بفتح الياء وتخفيف الفاء من وزف يزف، وذكر عن الكسائيّ أنّه لا يعرفها، وقال الفرّاء: لا أعرفها إلاّ أن تكون لغةً لم أسمعها.
وذكر عن مجاهدٍ أنّه كان يقول: الوزف: النّسلان.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إليه يزفّون} قال: الوزيف: النّسلان.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا قراءة من قرأه بفتح الياء وتشديد الفاء، لأنّ ذلك هو الصّحيح المعروف من كلام العرب، والّذي عليه قراءة الفصحاء من القرّاء.
وقد اختلف أهل التّأويل في معناه، فقال بعضهم: معناه: فأقبل قوم إبراهيم إلى إبراهيم يجرون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فأقبلوا إليه يزفّون} فأقبلوا إليه يجرون.
وقال آخرون: أقبلوا إليه يمشون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {فأقبلوا إليه يزفّون} قال: يمشون.
وقال آخرون: معناه: فأقبلوا يستعجلون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، عن أبيه {فأقبلوا إليه يزفّون} قال: يستعجلون، قال: يزفّ: يستعجل). [جامع البيان: 19/572-574]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فاقبلوا إليه يزفون يعني النسلان في المشي). [تفسير مجاهد: 543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فتولوا عنه مدبرين} قال: فنكصوا عنه منطلقين {فراغ} قال: فمال {إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون} يستنطقهم منطلقين {ما لكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضربا باليمين} أي فأقبل عليهن فكسرهن {فأقبلوا إليه يزفون} قال: يسعون {قال أتعبدون ما تنحتون} من الأصنام {والله خلقكم وما تعملون} قال: خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم {فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين} قال: فما ناظرهم الله بعد ذلك حتى أهلكهم {وقال إني ذاهب إلى ربي} قال: ذاهب بعمله وقلبه ونيته). [الدر المنثور: 12/426] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فأقبلوا إليه يزفون} قال: يجرون). [الدر المنثور: 12/426-427]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {فأقبلوا إليه يزفون} قال: ينسلون، والزفيف النسلان). [الدر المنثور: 12/427]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {يزفون} قال: يسعون). [الدر المنثور: 12/427]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قال أتعبدون ما تنحتون} يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم لقومه: أتعبدون أيّها القوم ما تنحتون بأيديكم من الأصنام.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {قال أتعبدون ما تنحتون} الأصنام). [جامع البيان: 19/575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فتولوا عنه مدبرين} قال: فنكصوا عنه منطلقين {فراغ} قال: فمال {إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون} يستنطقهم منطلقين {ما لكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضربا باليمين} أي فأقبل عليهن فكسرهن {فأقبلوا إليه يزفون} قال: يسعون {قال أتعبدون ما تنحتون} من الأصنام {والله خلقكم وما تعملون} قال: خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم {فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين} قال: فما ناظرهم الله بعد ذلك حتى أهلكهم {وقال إني ذاهب إلى ربي} قال: ذاهب بعمله وقلبه ونيته). [الدر المنثور: 12/426] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {واللّه خلقكم وما تعملون} يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل إبراهيم لقومه: واللّه خلقكم أيّها القوم وما تعملون.
وفي قوله: {وما تعملون} وجهان: أحدهما: أن يكون قوله: ما بمعنى المصدر، فيكون معنى الكلام حينئذٍ: واللّه خلقكم وعملكم والآخر أن يكون بمعنى الّذي، فيكون معنى الكلام عند ذلك: واللّه خلقكم والّذي تعملونه: أي والّذي تعملون منه الأصنام، وهو الخشب والنّحاس والأشياء الّتي كانوا ينحتون منها أصنامهم.
وهذا المعنى الثّاني قصد إن شاء اللّه قتادة بقوله الّذي:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {واللّه خلقكم وما تعملون} بأيديكم). [جامع البيان: 19/575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فتولوا عنه مدبرين} قال: فنكصوا عنه منطلقين {فراغ} قال: فمال {إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون} يستنطقهم منطلقين {ما لكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضربا باليمين} أي فأقبل عليهن فكسرهن {فأقبلوا إليه يزفون} قال: يسعون {قال أتعبدون ما تنحتون} من الأصنام {والله خلقكم وما تعملون} قال: خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم {فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين} قال: فما ناظرهم الله بعد ذلك حتى أهلكهم {وقال إني ذاهب إلى ربي} قال: ذاهب بعمله وقلبه ونيته). [الدر المنثور: 12/426] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في خلق أفعال العباد والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله صانع كل صانع وصنعته، وتلا عند ذلك {والله خلقكم وما تعملون} ). [الدر المنثور: 12/427]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا ابنوا له بنيانًا فألقوه في الجحيم (97) فأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأسفلين (98) وقال إنّي ذاهبٌ إلى ربّي سيهدين (99) ربّ هب لي من الصّالحين}.
يقول تعالى ذكره: قال قوم إبراهيم لمّا قال لهم إبراهيم: {أتعبدون ما تنحتون واللّه خلقكم وما تعملون} ابنوا لإبراهيم بنيانًا ذكر أنّهم بنوا له بنيانًا يشبه التّنّور، ثمّ نقلوا إليه الحطب، وأوقدوا عليه {فألقوه في الجحيم} والجحيم عند العرب: جمر النّار بعضه على بعضٍ، والنّار على النّار). [جامع البيان: 19/575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي قال {قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم} قال: فحبسوه في بيت وجمعوا له حطبا حتى إن كانت المرأة لتمرض فتقول: لئن عافاني الله لأجمعن حطبا لإبراهيم فلما جمعوا له وأكثروا من الحطب حتى إن كانت الطير لتمر بها فتحترق من شدة وهجها فعمدوا إليه فرفعوه على رأس البنيان فرفع إبراهيم عليه السلام رأسه إلى السماء فقالت السماء والأرض والجبال والملائكة إبراهيم يحرق فيك فقال: أنا أعلم به وإن دعاكم فأغيثوه، وقال إبراهيم عليه السلام حين رفع رأسه إلى السماء: اللهم أنت الواحد في السماء وأنا الواحد في الأرض ليس في الأرض ولد يعبدك غيري حسبي الله ونعم الوكيل فناداها (يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) (الأنبياء 69) ). [الدر المنثور: 12/427-428]

تفسير قوله تعالى: (فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأرادوا به كيدًا} يقول تعالى ذكره: فأراد قوم إبراهيم بإبراهيم كيدًا، وذلك ما كانوا أرادوا من إحراقه بالنّار يقول اللّه: {فجعلناهم} أي فجعلنا قوم إبراهيم {الأسفلين} يعني الأذلّين حجّةً، وغلّبنا إبراهيم عليهم بالحجّة، وأنقذناه ممّا أرادوا به من الكيد.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأسفلين} قال: فما ناظرهم بعد ذلك حتّى أهلكهم). [جامع البيان: 19/576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فتولوا عنه مدبرين} قال: فنكصوا عنه منطلقين {فراغ} قال: فمال {إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون} يستنطقهم منطلقين {ما لكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضربا باليمين} أي فأقبل عليهن فكسرهن {فأقبلوا إليه يزفون} قال: يسعون {قال أتعبدون ما تنحتون} من الأصنام {والله خلقكم وما تعملون} قال: خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم {فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين} قال: فما ناظرهم الله بعد ذلك حتى أهلكهم {وقال إني ذاهب إلى ربي} قال: ذاهب بعمله وقلبه ونيته). [الدر المنثور: 12/426] (م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 02:14 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وإنّ من شيعته لإبراهيم} [الصافات: 83] يقول إنّ من أهل ملّة نوحٍ لإبراهيم.
هذا تفسير السّدّيّ.
وقال مجاهدٌ: {وإنّ من شيعته لإبراهيم} [الصافات: 83] على منهاجه وسنّته). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]


قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وإنّ من شيعته لإبراهيم...}
يقول: إن من شيعة محمّدٍ لإبراهيم صلى الله عليه وسلم. يقول: على دينه , ومنهاجه، فهو من شيعته، وإن كان إبراهيم سابقاً له.


وهذا مثل قوله: {وآيةٌ لهم أنّا حملنا ذرّيّتهم}: أي ذرّيّة من {هو منهم} , فجعلها ذرّيّتهم , وقد سبقتهم.). [معاني القرآن: 2/388]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإنّ من شيعته لإبراهيم (83)}
أي: من شيعة نوح، من أهل ملّته :يعني :نوحاً.). [معاني القرآن: 4/308]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن من شيعته لإبراهيم}
قال مجاهد: (أي: على منهاجه وسنته) .
وقال قتادة : (على دينه) .
قال أبو جعفر : المعنى : وإن من شيعة نوح .
قال الفراء: المعنى : وإن من شيعة محمد صلى الله عليه وسلم , والأول أشبه؛ لأن ذكر نوح قد تقدم.). [معاني القرآن: 6/398-39]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({وإن من شيعته لإبراهيم}: الهاء لمحمد صلى الله عليه وسلم أي: إبراهيم عليه السلام خبر بخبره، فاتبعه , ودعا له.). [ياقوتة الصراط: 431]




تفسير قوله تعالى: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ} [الصافات: 84] حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: من الشّرك). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):

({إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا}

وما فيها من نجم وقمر وشمس والأرض وما فيها من بحر وجبل وحجر وصنم {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ومثل هذا: الحواريّ حين ورد على قوم يعبدون (بدّا) لهم فأظهر تعظيمه وترفيله، وأراهم الاجتهاد في دينهم، فأكرموه وفضّلوه وائتمنوه، وصدروا في كثير من الأمور عن رأيه. إلى أن دهمهم عدوّ لهم خافه الملك على مملكته، فشاور الحواريّ في أمره، فقال: الرأي أن ندعو إلهنا- يعني البدّ- حتى يكشف ما قد أظلّنا، فإنا لمثل هذا اليوم كنّا نرشّحه.
فاستكفّوا حوله يتضرّعون إليه ويجأرون، وأمر عدوّهم يستفحل، وشوكته تشتد يوما بعد يوم.


فلما تبين لهم من هذه الجهة أن (بدّهم) لا ينفع ولا يدفع، ولا يبصر ولا يسمع، قال: هاهنا إله آخر، أدعوه فيستجيب، وأستجيره فيجير، فهلموا فلندعه. فدعوا الله جميعا فصرف عنهم ما كانوا يحاذرون، وأسلموا.

ومن الناس من يذهب إلى أن إبراهيم صلّى الله عليه وسلم، كان في تلك الحال على ضلال وحيرة.

وكيف يتوهّم ذلك على من عصمه الله وطهّره في مستقرّه ومستودعه؟
والله سبحانه يقول: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}. أي: لم يشرك به قط، كذلك قال المفسرون، أو من قال منهم). [تأويل مشكل القرآن: 337-338] (م)


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إذ جاء ربّه بقلب سليم (84)}
جاء في التفسير : سليم من الشرك، وهو سليم من الشرك , ومن كل دنس.). [معاني القرآن: 4/308]



قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وإذ جاء ربه بقلب سليم}
قال قتادة: (أي : سليم من الشرك).

وقال عروة بن الزبير : م يلعن شيئا قط , فقال الله جل وعز: {إذ جاء ربه بقلب سليم}). ). [معاني القرآن: 6/39]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بقلب سليم}: أي: ليس فيه غش, ولا غل.). [ياقوتة الصراط: 431]





تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) }



تفسير قوله تعالى: {أَئِفْكًا آَلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أئفكًا} [الصافات: 86]، أي: كذبًا.
{آلهةً دون اللّه تريدون} [الصافات: 86] على الاستفهام، أي: قد فعلتم فعبدتموهم دونه). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]


قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)

: ( وقوله جل وعز: {أئفكا آلهة دون الله تريدون}
قال قتادة : (أي: أكذبا).). [معاني القرآن: 6/39]




تفسير قوله تعالى: {فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فما ظنّكم بربّ العالمين} [الصافات: 87]، أي: أنّه معذّبكم). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)

: ( {فما ظنّكم بربّ العالمين (87)}
قال إبراهيم لقومه , وهم يعبدون الأصنام: أي شيء ظنكم بربّ العالمين , وأنتم تعبدون غيره؟!.

وموضع (ما) رفع بالابتداء، والخبر (ظنّكم) .). [معاني القرآن: 4/308]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فما ظنكم برب العالمين}
روى سعيد , عن قتادة قال : (أي : {فما ظنكم برب العالمين }, وقد عبدتم غيره إذا لقيتموه؟!).). [معاني القرآن: 6/39-40]






تفسير قوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فنظر نظرةً في النّجوم} [الصافات: 88]، يعني: في الكواكب، تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]


قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)

: ({فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} , مفسر في كتاب «تأويل المشكل»).
[تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.

كان العصر الذي بعث الله، عز وجل، فيه إبراهيم، صلّى الله عليه وسلم، عصر نجوم وكهانة، وإنما أمر نمروذ بقتل الولدان في السنة التي ولد فيها إبراهيم، صلّى الله عليه وسلم؛ لأن المنجمين والكهّان قالوا: إنه يولد في تلك السنة من يدعو إلى غير دينه، ويرغب عن سنّته.
وكان القوم يعظّمون النجوم، ويقضون بها على غائب الأمور، ولذلك نظر إبراهيم نظرة في النجوم فقال: {إِنِّي سَقِيمٌ} وكان القوم يريدون الخروج إلى مجمع لهم، فأرادوه على أن يغدو معهم، وأراد كيد أصنامهم خلاف مخرجهم، فنظر نظرة في النجوم، يريد علم النجوم، أي في مقياس من مقاييسها، أو سبب من أسبابها، ولم ينظر إلى النجوم أنفسها. يدلك على ذلك قوله: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88)}
ولم يقل: إلى النجوم. وهذا كما يقال: فلان ينظر في النجوم، إذا كان يعرف حسابها، وفلان ينظر في الفقه والحساب والنحو.
وإنما أراد بالنظر فيها: أن يوهمهم أنه يعلم منها ما يعلمون، ويتعرف في الأمور من حيث يتعرفون، وذلك أبلغ في المحال، وألطف في المكيدة). [تأويل مشكل القرآن: 335-336] (م)


قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فنظر نظرة في النجوم}
في معناه : ثلاثة أقوال :-



قال الحسن: (أي تفكر فيما يعمل ؛ إذا كلفوه الخروج).
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول فنظر فيما نجم له من الرأي, أي فيما طلع له , يقال: نجم القرن , والنبت إذا طلعا .

أي: فكر , فعلم أنه لبد لكل حي من أن يسقم {فقال إني سقيم}.
قال الخليل: يقال للرجل إذا فكر في الشيء كيف يدبره : نظر في النجوم. وكذلك قال أبو العباس في معنى هذه الآية.
والقول الثاني : أن يكون المعنى فنظر فيما نجم من الأشياء , فعلم أن لها خالقا ومدبرا , وأنها تتغير , وعلم أن ذلك يلحقه .
فقال : إني سقيم .
والقول الثالث : ما رواه سعيد, عن قتادة : (أن سعيد بن المسيب قال : نظر إلى نجم , فقال:{ إني سقيم }, فكايد عن دينه) .
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول فعمل ما يعلمون من النظر في النجوم , واستدلالهم بها.
قال سعيد بن جبير , والضحاك , فقال : ({ إني سقيم }: أي: مطعون, وكانوا يهربون من الطاعون) .
قال الله جل وعز: {فتولوا عنه مدبرين} .). [معاني القرآن: 6/42]






تفسير قوله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فقال إنّي سقيمٌ} [الصافات: 89] تفسير الكلبيّ: أنّهم كانوا بقريةٍ بين البصرة والكوفة يقال لها: هرمزخرّد، وكانوا ينظرون في النّجوم قال: {فنظر نظرةً في النّجوم {88} فقال إنّي سقيمٌ {89}} [الصافات: 88-89].
{فقال إنّي سقيمٌ {89}} [الصافات: 89]، أي: مطعونٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]


قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)

: (وقوله: {إنّي سقيمٌ...}
أي : مطعون من الطاعون.

ويقال: إنها كلمة فيها معراض، أي: إنه كلّ من كان في عنقه الموت , فهو سقيم، وإن لم يكن به حين قالها سقم ظاهر, وهو وجه حسن...
- حدثني يحيى بن المهلّب أبو كدينة , عن الحسن بن عمارة , عن المنهال بن عمرو , عن سعيد بن جبيرٍ, عن ابن عبّاس , عن أبيّ بن كعب الأنصاريّ في قوله: {لا تؤاخذني بما نسيت}, قال: (لم ينس , ولكنها من معاريض الكلام) .
وقد قال عمر في قوله: (إنّ في معاريض الكلام لما يغنينا عن الكذب.).). [معاني القرآن: 2/388]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ}, مفسر في كتاب «تأويل المشكل».). [تفسير غريب القرآن: 372] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقد جاء في القرآن التعريض...ومنه قول إبراهيم صلّى الله عليه وسلم: {إِنِّي سَقِيمٌ} أي سأسقم؛ لأن من كتب عليه الموت، فلا بد من أن يسقم.
ومنه قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} أي: ستموت ويموتون.
فأوهمهم إبراهيم بمعاريض الكلام أنه سقيم عليل، ولم يكن عليلا سقيما، ولا كاذبا). [تأويل مشكل القرآن: 267-268]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} .
كان العصر الذي بعث الله، عز وجل، فيه إبراهيم، صلّى الله عليه وسلم، عصر نجوم وكهانة، وإنما أمر نمروذ بقتل الولدان في السنة التي ولد فيها إبراهيم، صلّى الله عليه وسلم؛ لأن المنجمين والكهّان قالوا: إنه يولد في تلك السنة من يدعو إلى غير دينه، ويرغب عن سنّته.
وكان القوم يعظّمون النجوم، ويقضون بها على غائب الأمور، ولذلك نظر إبراهيم نظرة في النجوم فقال: {إِنِّي سَقِيمٌ} وكان القوم يريدون الخروج إلى مجمع لهم، فأرادوه على أن يغدو معهم، وأراد كيد أصنامهم خلاف مخرجهم، فنظر نظرة في النجوم، يريد علم النجوم، أي في مقياس من مقاييسها، أو سبب من أسبابها، ولم ينظر إلى النجوم أنفسها. يدلك على ذلك قوله: { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88)}
ولم يقل: إلى النجوم. وهذا كما يقال: فلان ينظر في النجوم، إذا كان يعرف حسابها، وفلان ينظر في الفقه والحساب والنحو.
وإنما أراد بالنظر فيها: أن يوهمهم أنه يعلم منها ما يعلمون، ويتعرف في الأمور من حيث يتعرفون، وذلك أبلغ في المحال، وألطف في المكيدة {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} أي سأسقم فلا أقدر على الغدوّ معكم.
هذا الذي أوهمهم بمعاريض الكلام، ونيّته أنه سقيم غدا لا محالة؛ لأن من كانت غايته الموت ومصيره إلى الفناء- فسيسقم. ومثله قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} ولم يكن النبي، صلّى الله عليه وسلم، ميّتا في ذلك الوقت، وإنما أراد: أنك ستموت وسيموتون.
{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى} الزّهرة {قَالَ هَذَا رَبِّي} يريد: أن يستدرجهم بهذا القول، ويعرّفهم خطأهم، وجهلهم في تعظيمهم شأن النجوم، وقضائهم على الأمور بدلالتها. فأراهم أنه معظّم ما عظّموا، وملتمس الهدى من حيث التمسوا. وكلّ من تابعك على هواك وشابعك على أمرك، كنت به أوثق، وإليه أسكن وأركن. فأنسوا واطمأنوا.
فلمّا أفل أراهم النقص الداخل على النجم بالأفول، لأنه ليس ينبغي لإله أن يزول ولا أن يغيب، فقال لا أحبّ الآفلين واعتبر مثل ذلك في الشمس والقمر، حتى تبين للقوم ما أراد، من غير جهة العناد والمبادأة بالتّنقص والعيب.
ثم قال: {إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا} وما فيها من نجم وقمر وشمس والأرض وما فيها من بحر وجبل وحجر وصنم {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ومثل هذا: الحواريّ حين ورد على قوم يعبدون (بدّا) لهم فأظهر تعظيمه وترفيله، وأراهم الاجتهاد في دينهم، فأكرموه وفضّلوه وائتمنوه، وصدروا في كثير من الأمور عن رأيه. إلى أن دهمهم عدوّ لهم خافه الملك على مملكته، فشاور الحواريّ في أمره، فقال: الرأي أن ندعو إلهنا- يعني البدّ- حتى يكشف ما قد أظلّنا، فإنا لمثل هذا اليوم كنّا نرشّحه. فاستكفّوا حوله يتضرّعون إليه ويجأرون، وأمر عدوّهم يستفحل، وشوكته تشتد يوما بعد يوم. فلما تبين لهم من هذه الجهة أن (بدّهم) لا ينفع ولا يدفع، ولا يبصر ولا يسمع، قال: هاهنا إله آخر، أدعوه فيستجيب، وأستجيره فيجير، فهلموا فلندعه. فدعوا الله جميعا فصرف عنهم ما كانوا يحاذرون، وأسلموا.
ومن الناس من يذهب إلى أن إبراهيم صلّى الله عليه وسلم، كان في تلك الحال على ضلال وحيرة.
وكيف يتوهّم ذلك على من عصمه الله وطهّره في مستقرّه ومستودعه؟
والله سبحانه يقول: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}. أي: لم يشرك به قط، كذلك قال المفسرون، أو من قال منهم). [تأويل مشكل القرآن: 335-338] (م)


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :({فنظر نظرة في النّجوم (88) فقال إنّي سقيم (89)}
قال لقومه : وقد رأى نجما : إني سقيم، فأوهمهم أن الطاعون به). [معاني القرآن: 4/308]



قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فتولّوا عنه مدبرين (90)}
فرارا من أن يعدى إليهم الطاعون، وإنما قال : إني سقيم: لأن كل واحد, وأن كان معافى , فلا بد من أن يسقم ويموت، قال اللّه تعالى:{إنّك ميّت وإنّهم ميّتون (30)}

أي: إنك ستموت فيما يستقبل، وكذلك قوله: {إنّي سقيم}:أي: سأسقم لا محالة.
وقد روي في الحديث: ((لم يكذب إبراهيم إلا في ثلاثة))، وقد فسّرنا ذلك، وأن هذه الثلاث وقعت فيها معارضة في قوله:
{بل فعله كبيرهم هذا}: على معنى: إن كانوا ينطقون فقد فعله كبيرهم .
وقوله: " سارّة أختي "، أي: أختي في الإسلام.
وقوله: {إنّي سقيم}: على ما فسّرنا.). [معاني القرآن: 4/309] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فنظر نظرة في النجوم}
في معناه ثلاثة أقوال :-
قال الحسن: (أي: تفكر فيما يعمل إذا كلفوه الخروج) .
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول: فنظر فيما نجم له من الرأي, أي: فيما طلع له .
يقال : نجم القرن, والنبت إذا طلعا .
أي: فكر فعلم أنه لبد لكل حي من أن يسقم {فقال إني سقيم}.
قال الخليل : يقال للرجل إذا فكر في الشيء كيف يدبره : نظر في النجوم , وكذلك قال أبو العباس في معنى هذه الآية .
والقول الثاني: أن يكون المعنى: فنظر فيما نجم من الأشياء , فعلم أن لها خالقا ومدبرا , وأنها تتغير , وعلم أن ذلك يلحقه , فقال : إني سقيم .
والقول الثالث: ما رواه سعيد , عن قتادة : أن سعيد بن المسيب , قال: (نظر إلى نجم , فقال: إني سقيم , فكايد عن دينه) .
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول, فعمل ما يعلمون من النظر في النجوم , واستدلالهم بها .
قال سعيد بن جبير , والضحاك : (فقال إني سقيم , أي: مطعون, وكانوا يهربون من الطاعون , قال الله جل وعز: {فتولوا عنه مدبرين}).). [معاني القرآن: 6/40-42] (م)






تفسير قوله تعالى:{فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فتولّوا عنه مدبرين} [الصافات: 90] إلى عيدهم، وذلك أنّهم استتبعوه لعيدهم فعصب رأسه وقال: إنّي رأيت اللّيلة في النّجوم إنّي سأطعن غدًا، كراهية الذّهاب معهم، ولمّا أراد أن يفعل بآلهتهم، كادهم بذلك، وهي إحدى الخطايا الثّلاث، قال: {والّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين} [الشعراء: 82] قوله: {إنّي سقيمٌ} [الصافات: 89] وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا} [الأنبياء: 63] وقوله
لسارّة: إن سألوك فقولي إنّك أختي). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]


قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)

: ( {فتولّوا عنه مدبرين (90)}
فرارا من أن يعدى إليهم الطاعون، وإنما قال: إني سقيم؛ لأن كل واحد , وأن كان معافى , فلا بد من أن يسقم ويموت، قال اللّه تعالى: {إنّك ميّت وإنّهم ميّتون (30)}

أي إنك ستموت فيما يستقبل، وكذلك قوله:{إنّي سقيم}: أي : سأسقم لا محالة.
وقد روي في الحديث: لم يكذب إبراهيم إلا في ثلاثة، وقد فسّرنا ذلك، وأن هذه الثلاث وقعت فيها معارضة في قوله:
{بل فعله كبيرهم هذا}: على معنى: إن كانوا ينطقون , فقد فعله كبيرهم .
وقوله: " سارّة أختي ": أي أختي في الإسلام.
وقوله:{إنّي سقيم}: على ما فسّرنا.). [معاني القرآن: 4/308-309]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فنظر نظرة في النجوم}
في معناه ثلاثة أقوال :-
قال الحسن: (أي تفكر فيما يعمل إذا كلفوه الخروج) .
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول : فنظر فيما نجم له من الرأي , أي: فيما طلع له .
يقال: نجم القرن , والنبت إذا طلعا .
أي : فكر , فعلم أنه لبد لكل حي من أن يسقم : {فقال إني سقيم}.
قال الخليل : يقال للرجل إذا فكر في الشيء كيف يدبره : نظر في النجوم, وكذلك قال أبو العباس في معنى هذه الآي.ة
والقول الثاني : أن يكون المعنى فنظر فيما نجم من الأشياء , فعلم أن لها خالقا ومدبرا وأنها تتغير , وعلم أن ذلك يلحقه , فقال: إني سقيم .
والقول الثالث : ما رواه سعيد , عن قتادة : أن سعيد بن المسيب قال : (نظر إلى نجم , فقال: إني سقيم , فكايد عن دينه) .
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول : فعمل ما يعلمون من النظر في النجوم , واستدلالهم بها .
قال سعيد بن جبير , والضحاك : (فقال إني سقيم , أي: مطعون , وكانوا يهربون من الطاعون, قال الله جل وعز: {فتولوا عنه مدبرين}). ). [معاني القرآن: 6/40-42] (م)






تفسير قوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) }



قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فراغ إلى آلهتهم}: انصرف إليها مستخفيا).[غريب القرآن وتفسيره: 317]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون}

أي: مال وعدل , ومنه الرواغ , ثم قال: {ألا تأكلون}



تعجبا , أي : فقرب إليها الطعام , فقال : ألا تأكلون ؟!, فلما لم يرها تأكل , قال: ألا تنطقون ؟!.
وقال أبو مالك : جاء إلى آلهتهم , وكانوا قد جعلوا بين أيديها طعاما , فلما لم تكلمه , قال : مالكم لا تنطقون , فأخذ فأسا , فضرب به حافتيها , ثم علقه في عنق أكبرها.). [معاني القرآن: 6/43]

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَرَاغَ}: أحال عليهم). [العمدة في غريب القرآن: 256]






تفسير قوله تعالى:{مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92)}

تفسير قوله تعالى:{فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) }


قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فراغ عليهم} [الصافات: 93] سعيدٌ، عن قتادة، قال: أي: فمال عليهم، على آلهتهم.
{ضربًا باليمين} [الصافات: 93] فكسّرها إلا كبيرهم، وقد فسّرناه في سورة الأنبياء). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)


: (وقوله: {كنتم تأتوننا عن اليمين...}



يقول: كنتم تأتوننا من قبل الدّين، أي : تأتوننا تخدعوننا بأقوى الوجوه.
واليمين: القدرة والقوّة.

وكذلك قوله: {فراغ عليهم ضرباً باليمين}: أي : بالقوّة والقدرة.
وقال الشاعر:
إذا ما غاية رفعت لمجدٍ = تلقّاها عرابة باليمين
بالقدرة والقوّة, وقد جاء في قوله: {فراغ عليهم ضرباً باليمين}, يقول: ضربهم بيمينه التي قالها : {وتالله لأكيدنّ أصنامكم}.). [معاني القرآن: 2/385] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فراغ عليهم ضرباً باليمين...}
أي : مال عليهم ضرباً، واغتنم خلوتهم من أهل دينهم.
وفي قراءة عبد الله :{فراغ عليهم صفقا باليمين}, وكأنّ الروغ ها هنا : أنّه اعتلّ روغاً ليفعل بآلهتهم ما فعل.). [معاني القرآن: 2/388]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فراغ عليهم ضرباً باليمين }: أي: أجال عليهم ضرباً للآلهة.). [مجاز القرآن: 2/171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فراغ عليهم ضرباً} :أي : مال عليهم يضربهم {باليمين} , و«الرواغ» منه.). [تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال تعالى: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} [الصافات: 93] لأن في اليمين القوة وشدّة البطش، فأخبرنا عن شدة ضربه بها.
وقال الشّمّاخ:
إذا ما راية رفعت لِمَجْدٍ = تلقّاها عَرَابَةُ باليمين
أي أخذها بقوة ونشاط). [تأويل مشكل القرآن: 242]




قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فراغ عليهم ضربا باليمين (93)}

معنى راغ عليهم : مال عليهم، وضربا مصدر، المعنى : فمال على الأصنام يضربهم ضربا باليمين، يحتمل وجهين: بيمينه، وبالقوة , والمكانة.



وقال: {عليهم}: وهي الأصنام ؛ لأنهم جعلوها معبودة بمنزلة ما يميز كما قال: {وكلّ في فلك يسبحون}.). [معاني القرآن: 4/309]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فراغ عليهم ضربا باليمين}

قال أبو جعفر : يجوز أن يكون معنى باليمين بالقوة كما تقدم .
ويجوز أن يريد اليد , وقيل بيمينه حين قال : {وتالله لأكيدن أصنامكم}.).[معاني القرآن: 6/43-44]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَرَاغَ عَلَيْهِمْ}: أي: مال.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]






تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فأقبلوا إليه} [الصافات: 94] إلى إبراهيم.
{يزفّون} [الصافات: 94] تفسير الحسن: يبتدرونه.
وقال بعضهم: {يزفّون} [الصافات: 94] يرعدون غضبًا.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: الخيلاء). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]


قالَ مُحمدُ بنُ الجَهْمِ السُّمَّرِيُّ (ت: 277هـ):

(وقوله: {فأقبلوا إليه يزفّون...}
قرأها الأعمش {يزفّون}:كأنها من أزففت, ولم نسمعها إلاّ زففت: تقول للرجل: جاءنا يزفّ.

ولعلّ قراءة الأعمش من قول العرب: قد أطردت الرجل , أي: صيّرته طريداً، وطردته إذا أنت قلت له: اذهب عنّا , فيكون {يزفّون}: أي : جاءوا على هذه الهيئة بمنزلة المزفوفة على هذه الحال , فتدخل الألف؛ كما تقول للرجل: هو محمودٌ إذا أظهرت حمده، وهو محمد: إذا رأيت أمره إلى الحمد , ولم تنشر حمده.
قال , وأنشدني المفضّل:
تمنّى حصين أن يسود جذاعه = فأمسى حصين قد أذلّ وأقهرا
فقال: أقهر, أي: صار إلى حال القهر , وإنما هو قهر.
وقرأ الناس بعد {يزفّون} بفتح الياء , وكسر الزاي , وقد قرأ بعض القراء {يزفون} بالتخفيف ؛ كأنها من وزف يزف , وزعم الكسائي أنه لا يعرفها.
وقال الفراء: لا أعرفها أيضاً إلاّ أن تكون لم تقع إلينا.). [معاني القرآن للفراء: 2/389]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فأقبلوا إليه يزفّون } : تقول العرب للنعامة: تزف , وهو أول عدوها , وآخر مشيها , وجاءني الرجل يزف زفيف النعامة , أي: من سرعته.). [مجاز القرآن: 2/171]



قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((يزفون ويزفون): يسرعون. تقول العرب للنعامة تزف وهو أول عدوها. وجاءني الرجل يزف زفيف النعامة من سرعته. وقرئت يزفون ويزفون وزف يزف). [غريب القرآن وتفسيره: 317-318]



قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فأقبلوا إليه يزفّون} :أي: يسرعون إليه في المشي, يقال: زفت النعامة.). [تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فأقبلوا إليه يزفّون (94)}


يعني: قوم إبراهيم.
{يزفّون}: يسرعون إليه, ويقرأ على ثلاثة أوجه:

{يزفّون}: بفتح الياء , ويزفّون بضمها، ويزفون بتخفيف الفاء.
وأعربها كلّها {يزفّون} بفتح الياء , وتشديد الفاء، وأصله : من زفيف النعام، وهو ابتداء عدوها، يقال : زفّ النعام يزفّ.
ويقرأ : {يزفّون }:أي: يصيرون إلى الزفيف.
ومثله قول الشاعر:
تمنّى حصين أن يسود جذاعه = فأمسى حصين قد أذلّ وأقهرا
معنى : أقهر صار إلى القهر, وكذلك يزفون.
فأما يزفون بالتخفيف فهو من وزف يزف، بمعنى: أسرع، ولم يعرفه الفرّاء، ولا الكسائي، وعرفه غيرهما). [معاني القرآن: 4/309]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فأقبلوا إليه يزفون}
قال قتادة : (أي : يمشون) .
قال أبو جعفر : يقال زف النعام يزف إذا أسرع , وذلك في أول عدوه .
ويقرأ يزفون بضم الياء , وأكثر أهل اللغة لا يعرفه .
وقد يجوز أن يكون أزف صادف الزفيف , فيكون هذا منه
وحكى الكسائي : أنه قرئ {يزفون} بتخفيف الفاء , وأكثر أهل اللغة لا يعرفه أيضاً.
وحكى بعضهم : أنه قال وزف يزف إذا أسرع.). [معاني القرآن: 6/44-45]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَزِفُّونَ}: أي : يسرعون في المشي.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]





تفسير قوله تعالى: (قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} لهم إبراهيم.
{أتعبدون ما تنحتون} [الصافات: 95]، يعني: أصنامهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]



تفسير قوله تعالى:{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({واللّه خلقكم وما تعملون} [الصافات: 96] بأيديكم، أي: خلقكم وخلق ذلك الّذي
[تفسير القرآن العظيم: 2/836]
تنحتون.
حدّثناه سعيدٌ، عن قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/837]


قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)

: ( ثم قال جل وعز: {والله خلقكم وما تعملون}
قال أبو عبيد : أي : وما تعملون منه الأصنام , وتنحتونه , وهو الخشب والحجارة , وغيرهما .

قال قتادة : (وما تعملون بأيديكم) .
ويجوز أن يكون ما نفيا , أي : وما تعملونه , ولكن الله خالقه .
ويجوز : أن يكون بمعنى المصدر , أي: وعملكم .
ويجوز أن يكون استفهاما فيه معنى التوبيخ.). [معاني القرآن: 6/45-46]






تفسير قوله تعالى: {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ابنوا له بنيانًا} [الصافات: 97] يقوله بعضهم لبعضٍ.
{فألقوه في الجحيم} [الصافات: 97]، أي: في النّار.
قال الحسن: فجمعوا الحطب زمانًا حتّى إنّ الشّيخ الكبير الّذي لم يخرج من بيته قبل ذلك زمانًا كان يجيء بالحطب، فيلقيه يتقرّب به إلى آلهتهم فيما يزعم، ثمّ جاءوا بإبراهيم، فألقوه في تلك النّار.
قال يحيى: بلغني أنّهم رموا به في المنجنيق، فكان ذلك أوّل ما صنع المنجنيق.
فقال اللّه: {يا نار كوني بردًا} [الأنبياء: 69] سفيان، عن الأعمش، عن شيخٍ، عن عليٍّ، قال: فكادت تقتله من البرد، فقيل: {وسلامًا} لا تضرّه.
سعيدٌ، عن قتادة، أنّ كعبًا، قال: ما انتفع بها يومئذٍ أحدٌ من النّاس، وما أحرقت منه يومئذٍ إلا وثاقه.
عمّارٌ، عن أبي هلالٍ، عن بكر بن عبد اللّه المزنيّ أنّ إبراهيم لمّا أرادوا أن يلقوه في النّار جاءت عامّة الخليقة إلى ربّها فقالت: يا ربّ، خليلك يلقى في النّار، فأذن لنا نطفئ عنه، فقال: هو خليلي ليس لي في الأرض خليلٌ غيره، وأنا إلهه ليس له إلهٌ غيري، فإن استغاثكم فأغيثوه وإلا فدعوه.
قال فجاء ملك القطر فقال: يا ربّ خليلك يلقى في النّار، فأذن لي أطفئ عنه بالقطر، قال: هو خليلي ليس لي في الأرض خليلٌ غيره، وأنا إلهه، ليس له إلهٌ غيري، فإن استغاثك فأغثه وإلا فدعه، قال: فألقي في النّار، فقال اللّه: {يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} [الأنبياء: 69] قال: فبردت على أهل المشرق والمغرب، فما
[تفسير القرآن العظيم: 2/837]
أنضج بها يومئذٍ كراعٌ.
- سعيدٌ أبو أيّوب، عن نافعٍ، عن أمّ سيابة الأنصاريّة، عن عائشة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حدّثنا، أنّ إبراهيم لمّا ألقي في النّار كانت الدّوابّ كلّها تطفئ عنه النّار غير الوزغة، فإنّها كانت تنفخ عليه، فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بقتلها). [تفسير القرآن العظيم: 2/838]


قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)

: ( {فألقوه في الجحيم}: أي في النار, و«الجحيم»: الجمر. قال عاصم بن ثابت:
= وضالة مثل الجحيم الموقد =

أراد: سهاما مثل الجمر, ويقال: «رأيت جحمة النار» : أي: تلهبها، و«للنار جاحم» : أي : توقد , وتلهب.). [تفسير غريب القرآن: 372-373]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم (97)}
كل نار بعضها فوق بعض، وهي : جحم.). [معاني القرآن: 4/09-310]






تفسير قوله تعالى:{فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فأرادوا به كيدًا} [الصافات: 98] تحريقهم إيّاه.
{فجعلناهم الأسفلين} [الصافات: 98] في النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/838]


قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)

: ( وقوله جل وعز: {فأرادوا به كيدا فجعلنا هم الأسفلين}
الأسفلين : الأذلين حجة

قال قتادة : (ما ناظر هم بعد ذلك حتى أهلكهم).).[معاني القرآن: 6/46]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 02:16 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

إن يغد في شيعة لم يثنه نهر = وإن غدا واحدا لا يتقي الظلما
شيعته: أصحابه). [شرح ديوان كعب بن زهير: 225] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) }

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) }

تفسير قوله تعالى: {أَئِفْكًا آَلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) }

تفسير قوله تعالى: {فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) }

تفسير قوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) }

تفسير قوله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب ما جاء من الأدواء
على مثال وجع يوجع وجعاً وهو وجع لتقارب المعاني
وذلك حبط يحبط حبطاً وهو حبط وحبج يحبج حبجاً وهو حبجٌ وقد يجيء الاسم فعيلاً نحو مرض يمرض مرضاً وهو مريض وقالوا سقم يسقم سقماً وهو سقيمٌ وقال بعض العرب سقم كما قالوا كرم كرماً وهو كريمٌ وعسر عسراً وهو عسيرٌ وقالوا السقم كما قالوا الحزن وقالوا حزن حزناً وهو حزينٌ جعلوه بمنزلة المرض لأنه داء وقالوا الحزن كما قالوا السقم). [الكتاب: 4/17]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) }

تفسير قوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) }

تفسير قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) }

تفسير قوله تعالى: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (ومنه أيضا: راغ عليهم: أتاهم. وراغ عنهم: ذهب وتنحى. وقال الله جل ثناؤه: {فراغ عليهم ضربا باليمين} أي: أقبل عليهم. وقال في آية أخرى: {فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين}. كأن معناه: فذهب إلى أهله، وقال: ما أعلم في القرآن آية ضدا غير هذه). [الأضداد: 148]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وقال قطرب: راغ حرف من الأضداد. يقال: راغ فلان على القوم إذا أقبل عليهم، وراغ عنهم إذا ولى عنهم وذهب، قال: وفي كتاب الله عز وجل: {فراغ عليهم ضربا باليمين}، معناه: أقبل عليهم، وفي كتاب الله عز وجل في موضع آخر: {فراغ إلى أهله}، فمعناه ذهب إلى أهله.

وقال الفراء: لا يقال لمن رجع: (راغ) إلا أن يكون مخفيا رجوعه، قال: فلا يجوز أن يقال: راغ الحاج من مكة، لأنهم لا يخفون رجوعهم، فمتى أخفى ذلك مخف قيل: راغ فهو رائغ.
وقال غير الفراء: لا يكون (راغ) أبدا إلا بمعنى (رجع)، على السبيل الذي ذكر الفراء؛ وليس بحرف من الأضدا
على ما ادعى قطرب). [كتاب الأضداد: 153-154]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) }

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 04:01 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 04:03 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 04:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {من شيعته}، قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والسدي: الضمير عائد على نوح عليه السلام، والمعنى: في الدين والتوحيد، وقال الطبري وغيره عن الفراء: الضمير عائد على محمد صلى الله عليه وسلم، والإشارة إليه. وذلك كله محتمل; لأن "الشيعة" معناها: الصنف الشائع الذي يشبه بعضه بعضا، والشيع: الفرق، وإن كان الأعرف أن المتأخر في الزمن هو شيعة للمتقدم، ولكن قد يجيء من الكلام عكس ذلك، قال الشاعر:
وما لي إلا آل أحمد شيعة ... وما لي إلا مشعب الحق مشعب
فجعلهم شيعة لنفسه). [المحرر الوجيز: 7/ 295]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {بقلب سليم}، قال المفسرون: يريد: من الشك والشرك وجميع النقائص التي تلحق قلوب بني آدم كالغل والحسد والكبر ونحوه، قال عروة بن الزبير: لم يلعن شيئا قط). [المحرر الوجيز: 7/ 295]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) }

تفسير قوله تعالى: {أَئِفْكًا آَلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {أإفكا آلهة دون الله تريدون}، "أئفكا" استفهام بمعنى التقرير، أي: أكذبا ومحالا آلهة دون الله تريدون؟ ونصب "آلهة" على البدل من إفكا، وسهلت الهمزة الأصلية من الإفك).[المحرر الوجيز: 7/ 295-296]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : ({فما ظنكم} توبيخ وتحذير وتوعد). [المحرر الوجيز: 7/ 296]

تفسير قوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن نظرة إبراهيم عليه السلام في النجوم، وروي أن قومه كان لهم عيد يخرجون إليه، فدعوا إبراهيم عليه السلام للخروج معهم، فنظر حينئذ واعتذر بالسقم، وأراد البقاء خلافهم إلى الأصنام، وقال ابن زيد، عن أبيه: أرسل إليه ملكهم أن غدا عيد فاحضر معنا، فنظر إلى نجم طالع فقال: إن هذا يطلع مع سقمي، فقالت فرقة: معنى فنظر نظرة في النجوم أي: فيما نجم إليه من أمور قومه وحاله معهم، وقال الجمهور: نظر نجوم السماء، وروي أن علم النجوم كان عندهم منظورا فيه مستعملا، فأوهمهم هو من تلك الجهة، وذلك أنهم كانوا أهل رعاية وفلاحة، وهاتان المعيشتان يحتاج فيهما إلى نظر في النجوم). [المحرر الوجيز: 7/ 296]

تفسير قوله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واختلف في قوله: {إني سقيم}، فقالت فرقة: هي كذبة في ذات الله، أخبرهم عن نفسه أنه مريض، وأن الكوكب أعطاه ذلك، وقال ابن عباس وغيره: أشار لهم إلى مرض وسقم يعدي كالطاعون، ولذلك تولوا مدبرين، أي: فارين منه. وقال بعضهم: بل تولوا مدبرين لكفرهم واحتقارهم لأمره، وعلى هذا التأويل - في أنها كذبة - يجيء الحديث: "لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات: قوله: {إني سقيم}، وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا}، وقوله في سارة: هي أختي".
وقالت فرقة: ليست بكذبة، ولا يجوز الكذب عليه، ولكنها من المعاريض، أخبرهم بأنه سقيم في المال، وعلى عرف ابن آدم; لأن ابن آدم لابد أن يسقم ضرورة. وقيل على هذا -: أراد: إني سقيم النفس من أموركم وكفركم، فظهر لهم من كلامه أنه أراد سقما بالجسد حاضرا، وهكذا هي المعاريض. وهذا التأويل لا يرده الحديث وذكر الكذبات; لأنه قد يقال لها كذب على الاتساع بحسب اعتقاد المخبر، والكذب الذي هو قصد قول الباطل والإخبار بضد ما في النفس بغير منفعة شرعية هو الذي لا يجوز على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام). [المحرر الوجيز: 7/ 296-297]

تفسير قوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون * ما لكم لا تنطقون * فراغ عليهم ضربا باليمين * فأقبلوا إليه يزفون * قال أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعملون * قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم * فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين}
"راغ" معناه: مال، ومنه قول عدي بن زيد:
حيث لا ينفع الرياغ ولا ين ... فع إلا المصادق النحرير
وقوله تعالى: {ألا تأكلون} هو على جهة الاستهزاء بعبدة تلك الأصنام، وروي أن عادة أولئك كانت أنهم يتركون الطعام في بيوت الأصنام، ويعتقدون أنها تصيب منه شميما، ونحو هذا من المعتقدات الباطلة، ثم كان خدم البيت يأكلونه. فلما دخل إبراهيم عليهالسلام وقف على الأكل، والنطق والمخاطبة للأصنام والقصد الاستهزاء بعابديها، ثم مال عند ذلك إلى ضرب تلك الأصنام بفأس حتى جعلها جذاذا.
واختلف في معنى قوله: "باليمين"، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: يمنى يديه، وقيل: أراد: بقوته; لأنه كان يجمع يديه بالفأس، وقيل: أراد يمين القسم في قوله: {وتالله لأكيدن أصنامكم}، و"ضربا" نصب على المصدر بفعل مضمر من لفظه، وفي مصحف عبد الله: [صفقا باليمين]). [المحرر الوجيز: 7/ 297-298]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في قوله: (أقبلوا) لكفار قومه، وقرأ الجمهور: "يزفون" بفتح الياء، من: زف إذا أسرع، وزفت الإبل إذا أسرعت، ومنه قول الفرزدق:
فجاء قريع الشول قبل إفالها ... يزف وجاءت خلفه وهي زفف
ومنه قول الهذلي:
وزفت الشول من برد العشي كما ... زف النعام إلى حفانه الروح
وقرأ حمزة وحده: "يزفون" بضم الياء، من: أزف إذا دخل في الزفيف، وليست بهمزة تعدية، هذا قول، وقال أبو علي: معناها: يحملون غيرهم على الزفيف، وحكاه عن الأصمعي، وهي قراءة مجاهد، وابن وثاب، والأعمش. وقرأ مجاهد، وعبد الله بن زيد، "يزفون" بفتح الياء وتخفيف الفاء من: وزف يزف، وهي لغة منكرة، قال الكسائي: والفراء لا نعرفها بمعنى: زف، وقال مجاهد: الوزيف: السيلان.
وذهبت فرقة إلى أن "يزفون" معناه: يتمهلون في مشيهم كزفاف العروس، والمعنى أنهم كانوا على طمأنينة من أن ينال أحد آلهتهم بسوء لعزتهم، فكانوا لذلك متمهلين. وزف بمعنى أسرع هو المعروف).[المحرر الوجيز: 7/ 298-299]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم إن إبراهيم عليه السلام قال لهم في جملة محاورة طويلة قد تضمنتها الآية: أتعبدون ما تنحتون، أي: تجعلون إلها معظما شيئا صنعتموه من عود أو حجر، وعملتموه بأيديكم؟ أخبرهم بخبر لا يمكنهم إنكاره وهو قوله: {والله خلقكم}، واختلف المتأولون في قوله: {وما تعملون}، فمذهب جماعة من المفسرين أن "ما" مصدرية، والمعنى: وأعمالكم، وهذه الآية عندهم قاعدة في خلق أفعال العباد، وذلك موافق لمذهب أهل السنة في ذلك. وقالت فرقة: هي بمعنى الذي، وقالت فرقة: "ما" استفهام، وقالت فرقة: هي نفي، بمعنى: وأنتم لا تعملون شيئا في وقت خلقكم ولا قبله، ولا تقدرون على شيء، والمعتزلة مضطرة إلى الزوال عن أن تجعل "ما" مصدرية). [المحرر الوجيز: 7/ 299]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"البنيان" قيل: كان في موضع إيقاد النار، وقيل: بل كان للمنجنيق الذي رمي عنه، وقد تقدم قصص نار إبراهيم عليه السلام، وجعلهم الله الأسفلين بأن غلبوا وذلوا ونالتهم العقوبات). [المحرر الوجيز: 7/ 299]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 07:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 07:38 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإنّ من شيعته لإبراهيم (83) إذ جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ (84) إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون (85) أئفكًا آلهةً دون اللّه تريدون (86) فما ظنّكم بربّ العالمين (87)}
قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {وإنّ من شيعته لإبراهيم} يقول: من أهل دينه. وقال مجاهدٌ: على منهاجه وسنّته). [تفسير ابن كثير: 7/ 23]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إذ جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ} قال ابن عبّاسٍ: يعني شهادة أن لا إله إلّا اللّه.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا أبو أسامة، عن عوف: قلت لمحمّد بن سيرين: ما القلب السّليم؟ قال: يعلم أن الله حق، وأنّ السّاعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأنّ اللّه يبعث من في القبور.
وقال الحسن: سليمٌ من الشّرك، وقال عروة: لا يكون لعّانًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 23-24]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آَلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون}: أنكر عليهم عبادة الأصنام والأنداد، ولهذا قال: {أئفكًا آلهةً دون اللّه تريدون. فما ظنّكم بربّ العالمين} قال قتادة: [يعني]: ما ظنّكم به أنّه فاعلٌ بكم إذا لاقيتموه وقد عبدتم غيره؟!). [تفسير ابن كثير: 7/ 24]

تفسير قوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ (89) فتولّوا عنه مدبرين (90) فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون (91) ما لكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضربًا باليمين (93) فأقبلوا إليه يزفّون (94) قال أتعبدون ما تنحتون (95) واللّه خلقكم وما تعملون (96) قالوا ابنوا له بنيانًا فألقوه في الجحيم (97) فأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأسفلين (98)}
إنّما قال إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام لقومه ذلك، ليقيم في البلد إذا ذهبوا إلى عيدهم، فإنّه كان قد أزف خروجهم إلى عيدٍ لهم، فأحبّ أن يختلي بآلهتهم ليكسرها، فقال لهم كلامًا هو حقٌّ في نفس الأمر، فهموا منه أنّه سقيمٌ على مقتضى ما يعتقدونه، {فتولّوا عنه مدبرين} قال قتادة: والعرب تقول لمن تفكّر: نظر في النّجوم: يعني قتادة: أنّه نظّر في السّماء متفكّرًا فيما يلهيهم به، فقال: {إنّي سقيمٌ} أي: ضعيفٌ.
فأمّا الحديث الّذي رواه ابن جريرٍ هاهنا: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا أبو أسامة، حدّثني هشامٌ، عن محمّدٍ، عن أبي هريرة ؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لم يكذب إبراهيم، عليه الصّلاة والسّلام، غير ثلاث كذباتٍ: ثنتين في ذات اللّه، قوله: {إنّي سقيمٌ}، وقوله {بل فعله كبيرهم هذا} [الأنبياء: 62]، وقوله في سارة: هي أختي" فهو حديثٌ مخرّجٌ في الصّحاح والسّنن من طرقٍ، ولكن ليس هذا من باب الكذب الحقيقيّ الّذي يذمّ فاعله، حاشا وكلّا وإنّما أطلق الكذب على هذا تجوّزًا، وإنّما هو من المعاريض في الكلام لمقصدٍ شرعيٍّ دينيٍّ، كما جاء في الحديث: "إنّ [في] المعاريض لمندوحةً عن الكذب"
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في كلمات إبراهيم الثّلاث التي قال: "ما منها كلمة إلا ما حمل بها عن دين اللّه تعالى، فقال: {إنّي سقيمٌ}، وقال {بل فعله كبيرهم}، وقال للملك حين أراد المرأة: هي أختي".
قال سفيان في قوله: {إنّي سقيمٌ} يعني: طعينٌ. وكانوا يفرّون من المطعون، فأراد أن يخلو بآلهتهم. وكذا قال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: {فنظر نظرةً في النّجوم. فقال إنّي سقيمٌ}، فقالوا له وهو في بيت آلهتهم: اخرج. فقال: إنّي مطعونٌ، فتركوه مخافة الطّاعون.
وقال قتادة عن سعيد بن المسيّب: رأى نجمًا طلع فقال: {إنّي سقيمٌ} كابد نبيّ اللّه عن دينه {فقال إنّي سقيمٌ}.
وقال آخرون: فقال: {إنّي سقيمٌ} بالنّسبة إلى ما يستقبل، يعني: مرض الموت.
وقيل: أراد {إنّي سقيمٌ} أي: مريض القلب من عبادتكم الأوثان من دون اللّه عزّ وجلّ.
وقال الحسن البصريّ: خرج قوم إبراهيم إلى عيدهم، فأرادوه على الخروج، فاضطجع على ظهره وقال: {إنّي سقيمٌ}، وجعل ينظر في السّماء فلمّا خرجوا أقبل إلى آلهتهم فكسرها. رواه ابن أبي حاتمٍ.
ولهذا قال تعالى: {فتولّوا عنه مدبرين} أي: إلى عيدهم).[تفسير ابن كثير: 7/ 24-25]

تفسير قوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فراغ إلى آلهتهم} أي: ذهب إليها بعد أن خرجوا في سرعةٍ واختفاءٍ، {فقال ألا تأكلون}، وذلك أنّهم كانوا قد وضعوا بين أيديها طعامًا قربانًا لتبرّك لهم فيه.
قال السّدّيّ: دخل إبراهيم، عليه السّلام إلى بيت الآلهة، فإذا هم في بهوٍ عظيمٍ، وإذا مستقبل باب البهو صنمٌ عظيمٌ، إلى جنبه [صنمٌ آخر] أصغر منه، بعضها إلى جنب بعضٍ، كلّ صنمٍ يليه أصغر منه، حتّى بلغوا باب البهو، وإذا هم قد جعلوا طعامًا وضعوه بين أيدي الآلهة، وقالوا: إذا كان حين نرجع وقد بركت الآلهة في طعامنا أكلناه، فلمّا نظر إبراهيم، عليه والسلام، إلى ما بين أيديهم من الطّعام قال: {ألا تأكلون. ما لكم لا تنطقون}؟!).[تفسير ابن كثير: 7/ 25]

تفسير قوله تعالى: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فراغ عليهم ضربًا باليمين}: قال الفرّاء: معناه مال عليهم ضربًا باليمين.
وقال قتادة والجوهريّ: فأقبل عليهم ضربًا باليمين.
وإنّما ضربهم باليمين لأنّها أشدّ وأنكى؛ ولهذا تركهم جذاذًا إلّا كبيرًا لهم لعلّهم إليه يرجعون، كما تقدّم في سورة الأنبياء تفسير ذلك). [تفسير ابن كثير: 7/ 26]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قوله هاهنا: {فأقبلوا إليه يزفّون}: قال مجاهدٌ وغير واحدٍ: أي يسرعون.
وهذه القصّة هاهنا مختصرةٌ، وفي سورة الأنبياء مبسوطةٌ، فإنّهم لـمّا رجعوا ما عرفوا من أوّل وهلةٍ من فعل ذلك حتّى كشفوا واستعلموا، فعرفوا أنّ إبراهيم، عليه السّلام، هو الّذي فعل ذلك). [تفسير ابن كثير: 7/ 26]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فلمّا جاءوا ليعاتبوه أخذ في تأنيبهم وعيبهم، فقال: {أتعبدون ما تنحتون}؟! أي: أتعبدون من دون اللّه من الأصنام ما أنتم تنحتونها وتجعلونها بأيديكم؟! ).[تفسير ابن كثير: 7/ 26]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واللّه خلقكم وما تعملون} يحتمل أن تكون "ما" مصدريّةٌ، فيكون تقدير الكلام: واللّه خلقكم وعملكم. ويحتمل أن تكون بمعنى "الّذي" تقديره: واللّه خلقكم والّذي تعملونه. وكلا القولين متلازم، والأول أظهر؛ لما رواه البخاريّ في كتاب "أفعال العباد"، عن عليّ بن المدينيّ، عن مروان بن معاوية، عن أبي مالكٍ، عن ربعيّ بن حراشٍ، عن حذيفة مرفوعًا قال: "إنّ اللّه يصنع كلّ صانعٍ وصنعته". وقرأ بعضهم: {واللّه خلقكم وما تعملون}
فعند ذلك لـمّا قامت عليهم الحجّة عدلوا إلى أخذه باليد والقهر، فقالوا: {ابنوا له بنيانًا فألقوه في الجحيم} وكان من أمرهم ما تقدّم بيانه في سورة الأنبياء، ونجّاه اللّه من النّار وأظهره عليهم، وأعلى حجّته ونصرها؛ ولهذا قال تعالى: {فأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأسفلين}). [تفسير ابن كثير: 7/ 26]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة